صفحات الحوار

محمد علوش: هجوم دوما الكيميائي تم بإيعاز من روسيا

 

 

قال إن موسكو هددت بتكرار الاعتداء إن لم نرضخ لشروطها

هبة محمد

تحدث محمد علوش رئيس المكتب السياسي لدى جيش الإسلام في حوار مع «القدس العربي»، عن تهديد روسي مباشر، غداة قصف مدينة دوما بالغوطة الشرقية بالسلاح الكيميائي، للجنة المفاوضات في المدينة، ينص على تكرار تلك الهجمات مجدداً وتكثيفها في حال عدم استجابة جيش الإسلام للشروط الروسية بتسليم المدينة، وقال علوش «قصف مدينة دوما بالغازات السامة في السابع من نيسان الجاري تم بإيعاز روسي».

وخلال الحوار، شرح الظروف التي أحاطت بالجلسات التفاوضية مع الجانب الروسي، والأوراق التي طرحها كل من اللجنة التفاوضية والروس قبيل الهجوم بالغازات السامة على مدينة دوما، حيث قال إنه في الخامس من شهر نيسان/الجاري، دخل وفد روسي عبر «معبر مخيم الوافدين» والتقى باللجنة التفاوضية الممثلة لمدينة دوما، وعرض جيش الإسلام مبادرة تنص على البقاء في المدينة ودخول بعض الخدمات وفك الحصار وانهاء ملف المعتقين واجلاء الجرحى والمرضى والموافقة على دخول شرطة عسكرية روسية وعدم دخول النظام نهائياً، وتتحمل الشرطة الروسية مسؤولية مراقبة وقف اطلاق النار، فيما طرح الروس مبادرة تنص على تسليم السلاح الثقيل والخفيف لدى جيش الإسلام بكامله، وخروج المقاتلين ومن يرغب من مدينة دوما، ودخول الشرطة العسكرية الروسية، حيث اتفق الجانبان ان يرد الروس على مبادرة جيش الإسلام يوم السبت في السابع من نيسان.

لكن في صباح يوم الجمعة السادس من نيسان وصلت رسالة إلى اللجنة التفاوضية مفادها «عرضكم مرفوض ومعكم حتى الساعة الثامنة مساء حتى تقرروا وتقبلوا بالمبادرة الروسية» بيد ان الروس لم يلتزموا حتى بهذه الهدنة «الساعية»، واخترقوها منذ الساعة الثانية ظهراً، حيث بدأ القصف الشديد على مدينة دوما بصنوف الاسلحة، وأودت الهجمة خلال ساعات بحياة 50 مدنياً، حاولت اللجنة التفاوضية معرفة أسباب الهجمة الهستيرية، عبر وسيط، فكان الرد الروسي «لا بد من الموافقة على المبادرة المطروحة من قبلنا».

وفي اليوم الثاني في صباح يوم السبت السابع من نيسان حاولت اللجنة التواصل مع الجانب الروسي لإيجاد حل وإيقاف القصف الهستيري، عبر الوسيط الذي طرح بدوره تواجد الأمم المتحدة في جلسة المفاوضات المقبلة، فكان الرد الروسي صارماً بانه «لا بد من عودتكم إلى المفاوضات والموافقة على الخروج من المدينة والا سيتم رفع وتيرة الهجمة».

جيش الإسلام أكد خلال المحادثات بانه لم يخرق أي اتفاق، وان الروس والنظام هم من خرقوا الهدنة المتوافق عليها حتى التوصل لاتفاق معين.

وفي تمام الساعة الرابعة عصر يوم السبت السابع من نيسان الجاري، ألقى الطيران الحربي، بإيعاز روسي، برميلاً متفجراً يحمل مادة الكلور السامة، وتزامن ذلك مع رسالة روسية إلى اللجنة المفاوضة «معكم حتى مساء اليوم حتى تأتوا بالموافقة على المبادرة والا سيزداد القصف أكثر».

وفي الساعة الثامنة و46 دقيقة، عاود طيران النظام قصف مدينة دوما ببرميلين محملين بغاز السارين، فوقع المئات من المدنيين ما بين مصاب وشهيد، وتكدست النقاط الطبية والمشافي بالضحايا، وعجزت فرق الإنقاذ عن الوصول إلى جميع النقاط المستهدفة، وفي هذه الاثناء أرسلت موسكو رسالة عبر الوسيط «رأيتم ماذا حصل؟؟ ما هو آتٍ اليكم، وما ينتظركم…أشد بكثير مما حصل».

وعزا المتحدث قوله بان قصف مدينة دوما تم بإيعاز روسي إلى ان «لجنة المفاوضات لم تقابل النظام ولم تفاوضه، انما فاوضت الروس، وروسيا هي من أمر بقصف المدينة بالمواد الكيميائية والنظام نفذ ذلك».

وامام هذا الواقع، اجتمعت اللجنة مع المدنيين للتشاور تحت القصف، وطرح الخيارات المتوفرة، فلم يعد هناك أي خيار بعد القصف بالكميائي، لان الصمود داخل المدينة يعني إبادة جماعية بالكيميائي عبر المزيد من هذه الهجمات، والخيارات باتت محدودة إما ابادة جمياعية او مصالحة النظام او الخروج من المدينة، فكان الأقل ضررا هو الخروج من المدينة.

وتابع علوش، عادت اللجنة للتفاوض مع الروس واتفقوا على خروج من يرغب من المدنيين مع جيش الإسلام إلى الشمال السوري، مضيفا «نحن نعلم تماما انه في حال صمدنا داخل المدينة وتعرضت المدينة للكمياوي مجدادا فالجمتمع الدولي لن يتحرك، وان تحرك فسيكون ذلك محدودا، فلم ولن ينقذ هؤلاء الناس أحدا من الهجمات الكيميائية المحتملة، فاضطررنا على الموافقة لحماية المدنيين، والا فنحن نملك القدرة على الصمود أمام حصار النظام، وصمدنا امام روسيا التي كانت تقاتلنا وهي التي فاوضتنا وهي التي أدخلت الشرطة الروسية إلى مدينة دوما».

تدليس الحقائق

وحول ادعاءات روسيا، بنفي « فريق تابع لقوات الحماية من الأسلحة البيولوجية والإشعاعية بوزارة الدفاع الروسية الادعاءات التي تتحدث عن هجوم كيميائي استهدف مدينة دوما بريف دمشق» قال علوش، الذين دخلوا إلى مدينة دوما بعد خروج جيش الإسلام والمدنيين منها، هم من الامن والجيش الروسي والشرطة العسكرية الروسية، وليسوا من الخبراء الروس كما ادعت موسكو، وأخذوا عينات من مكان في دوما لم تطله صواريخ القصف الكيميائي. مشيراً إلى انه لا يمكن لروسيا ان تخفي جريمة القصف بالسلاح الكيميائي، قائلاً «مهما فعلوا لن يتمكنوا من إخفاء الجريمة، يعني حتى الطبيب الذي كان في دوما أثناء استهداف المدينة بالمواد السامة، والذي سيقدمه النظام ليقول امام اللجنة الدولية بانه لم يتم قصف المدينة بالمواد الكيميائية، اذا اخذت اللجنة عينة من دمه وفحصوها ستجد اللجنة أثراً للمواد في تلك العينة، وهو مجبر على الشهادة ، وأحمّل النظام السوري مسؤولية الحفاظ على حياة الطبيب».

النظام وروسيا يعطلان «التفتيش»

وقال علوش حول افساد موقع الهجوم الكيميائي من قبل النظام السوري وحليفته موسكو: لدى اللجنة إمكانيات من التقينة العالية ما هو كاف لتستطيع ان تحصل على ما تريد حتى لو غيرت روسيا معالم المدينة كلها، ولو جاؤوا بمواد كيميائية وطهروا دوما، فإن ذلك لن يحول دون الوصول إلى الحقائق، ولذلك النظام يلجأ إلى المماطلة والتأخير بالسماح للجنة المفتشين الدوليين بالدخول إلى مدينة دوما، وكان من المفترض ان تدخل اللجنة منذ يوم الخميس الفائت إلى دوما، الا ان عرقلة النظام اجبرها على الانتظار 5 أيام في بيروت، ثم انتقلت إلى دمشق بانتظار الدخول الا ان موسكو بقيت تعطل ذلك عبر افتعال مواجهات وتفجيرات من صنع النظام السوري.

المفخخات صنيعة المخابرات

وعلق رئيس المكتب السياسي لدى جيش الإسلام على الأخبار التي نقلتها وكالة «سبونتك» الروسية حول نشوب مواجهات بين «مسلحين في مدينة دوما وقوات النظام» بأنها «وكالة كاذبة وتشبيحية» ولا يوجد أي شخص مسلح في دوما، مضيفاً، ان انفجار سيارة مفخخة امس في مدينة دوما، وافتعال انفجارات ومخففات هي من صنع مخابرات النظام، لم يبق احد من جيش الإسلام في مدينة دوما، ولا يوجد أي سلاح او ذخائر مع المدنيين، انما هذه الرسائل موجهة إلى لجنة التفتيش الدولية اشعاراً من موسكو بأن دخول المراقبين الدوليين إلى مدينة دوما سيشكل خطراً على حياتهم، وما ممطالة روسيا في السماح للمفتشين بالدخول الا لمنعهم من أخذ الأدلة من مسرح الجريمة بشكل مباشر، وتقصي الحقائق بما يخص جريمة الكيميائي.

وأضاف: هذا إن دل على شيء فإنه يدل على تورط موسكو والنظام السوري أمام المجتمع الدولي، ويثبت التهمة على روسيا، بأنها هي من ارتكب الجريمة وتقوم الان بإخفاء الأدلة وطمس معالمها.

النظام يحضر 20 شاهد زور

وأضاف علوش: وصلتنا معلومات تفيد بان النظام السوري يحضر 20 شاهد زور، للادلاء بشهادتهم امام لجنة التفتيش الدولية وتفيد تلك الشهادة بعدم استهداف مدينة دوما بالكميائي، مضيفاً «نحن نستطيع ان نقدم 1000 شاهد حقيقي على وجود الاستهداف بالسلاح الكيميائي».

وحول ردود الأفعال الدولية وخاصة واشنطن إزاء نتائج تحقيق المفتشين الدوليين، اذا خروجوا بنتائج تثبت استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي ضد المدنيين في سوريا، قال علوش، تحقق المجتمع الدولي من استخدام الكيميائي في الغوطة الغربية والشرقية في 2013، كما تحققوا منه في العام الماضي في خان شيخون، وأكثر من 70 موقعاً على امتداد الرقعة السوري، واليوم في دوما، ولايزال النظام يحضر في مجلس الامن كجهة معترف بها امام الشرعية الدولية، للأسف المجتمع الدولي هو من اعطى الضوء الأخضر للنظام السوري كي يستخدم الكيميائي، وأضاف «لولا استخدام روسيا للكيميائي لما سقطت الغوطة وكانت بقيت صادمة لكنها حرب إبادة».

أنفاق دوما مفخرة لنا

وتحدث رئيس المكتب السياسي لجيش الإسلام عن الانفاق التي حفرها جيش الإسلام في مدينة دوما خلال 6 سنوات من الحصار، والتي كانت السبب الأهم في صمودهم طيلة هذه الفترة، الا انها مع المشافي الموجودة داخلها، لم تحم أهالي المدينة من استنشاق المواد السامة فهي غير محصنة ضد الكيميائي، فالغازات السامة تدخل إلى الاقبية والانفاق، حسب تعبيره.

وقال علوش إن الانفاق التي ظهرت في الشريط المصور الذي بثه النظام، هي مفخرة للسوريين، لا سيما انه شعب محاصر 6 سنوات واستطاع ان يفعل ذلك.

القدس العربي

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى