أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 28 أيلول 2012


بدء الهجوم الشامل على حلب و«جبهة النصرة» تتبنى عملية دمشق

لندن، دمشق، بيروت، عمان، جنيف، اسطنبول – «الحياة»، رويترز، ا ف ب، اب

شن مقاتلون معارضون أمس هجمات من محاور عدة على مواقع استراتيجية للقوات النظامية في محافظة حلب. واعلن «لواء التوحيد»، ابرز مجموعة مقاتلة في حلب، مساء بدء الهجوم الحاسم على المدينة التي تشهد معارك ضارية منذ نحو شهرين. فيما أعلنت «جبهة النصرة» الاسلامية المتشددة مسؤوليتها عن العملية الانتحارية على مبنى قيادة الاركان العامة في دمشق اول من أمس وارفقته بصور عن الهجوم. وأعرب المراقب العام لحركة «الاخوان المسلمين» في سورية محمد رياض الشقفة عن تشاؤمه من ان الفيتو الروسي ليس «سوى ذريعة» لقوى العالم كي لا تساعد السوريين لإطاحة الرئيس بشار الاسد الذي «سيسقط حتى من دون مساعدة» معرباً عن اسفه لانتفاء الارادة الدولية «للتورط» في الصراع. ووجه النظام رسائل نصية الى المشتركين في الهواتف النقالة قال فيها: «انتهت اللعبة».

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن «ابو فرات»، احد قادة «لواء التوحيد»، وهو ضابط منشق: «ستكون حلب لنا او نُهزم». وكانت مراسلة للوكالة أفادت بان معارضين تجمعوا بالعشرات في مدارس في حي الاذاعة.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» في بيان ان «اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية في احياء الاذاعة وسيف الدولة واحياء اخرى في حلب يشارك فيها مئات المقاتلين».

وكانت احياء سليمان الحلبي والصاخور الميسر ومساكن هنانو وطريق الباب في شرق المدينة والكلاسة في الجنوب تعرضت لقصف عنيف من القوات النظامية، بينما وقعت اشتباكات في الصاخور والاشرفية وجمعية الزهراء.

وافاد المرصد بان «اشتباكات عنيفة وقعت بالقرب من مطار النيرب» العسكري في محافظة حلب، مشيراً الى «خسائر بشرية» في صفوف المقاتلين المعارضين والقوات النظامية.

وهاجم مقاتلون معارضون في الصباح الباكر «حواجز ونقاط تجمع للقوات النظامية في ريفي حلب الغربي والجنوبي»، بحسب المرصد الذي اشار الى «انفجار سيارة مفخخة فجراً عند حاجز ايكاردا للقوات النظامية على طريق حلب دمشق الدولي».

وذكر قادة مجموعات مقاتلة معارضة «ان المقاتلين يسيطرون على كل المحاور المؤدية الى حلب» حيث تدور منذ العشرين من تموز(يوليو) الماضي معارك ضارية.

من جهة اخرى، تبنت «جبهة النصرة» الاسلامية المتطرفة، في بيان أمس نُشر على شبكة الانترنت، الهجوم الذي استهدف الاربعاء مقر هيئة الاركان العامة في دمشق. وجاء بيان الجبهة بعد تبني جماعة اسلامية تطلق على نفسها اسم «تجمع انصار الاسلام – دمشق وريفها» اول من أمس الهجوم نفسه.

وجاء في بيان «الجبهة» انه «طالع هذا اليوم (أول من أمس) بفضل الله تعالى، الامة بصباح مليء بعزة الايمان، وصيحات الجهاد، من آساد جبهة النصرة وهم يدكون هيئة اركان الجيش في ساحة الامويين».

واوضح البيان ان خمسة من افراد الجبهة قضوا في الهجوم، بينهم انتحاري «تمكن من ايصال سيارته الى الجهة المحاذية لمبنى هيئة الاركان من الجهة الجنوبية» حيث فجرها. وقاد الاربعة الآخرون سيارة مفخخة الى المدخل الرئيسي للمبنى حيث «استغل الاخوة حالة الهلع ليأمروا عناصر الحراسة بفتح الباب».

وبحسب البيان، سيطر الاربعة على الطابق الاول من المبنى «وقتلوا من فيه ثم أحرقوه، ثم فجروا السيارة التي ركنوها عند الباب الرئيسي عن بعد»، قبل ان يستكملوا العملية بالسيطرة على الطابق الثاني. واضاف ان الاربعة «تحصنوا في اعلى طوابق المبنى بعدما قتلوا وجرحوا من كان في المبنى ومن كان حوله من عناصر حمايته»، قبل ان يُقتلوا بدورهم.

وكان «تجمع انصار الاسلام – دمشق وريفها» تبنى الاربعاء العملية، مشيرا الى مقتل خمسة من افراده بينهم انتحاري، بينما افاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» ومتحدث باسم «الجيش السوري الحر» في محافظة دمشق ان اربع مجموعات بينها «تجمع انصار الاسلام» شاركت في العملية.

وكان مصدر عسكري سوري أعلن الاربعاء ان العملية نفذها انتحاريان يقودان سيارتين مفخختين، وادت الى مقتل اربعة من عناصر حراسة المقر.

واورد المرصد السوري ان التفجيرين والاشتباكات التي تلتهما تسببت بمقتل 14 شخصا.

وسبق لـ»جبهة النصرة» ان تبنت في اشرطة فيديو وبيانات عمليات تفجير في دمشق وحلب ودير الزور استهدفت في معظمها اجهزة وتجمعات امنية سورية.

وفي اسطنبول، قال المراقب العام لـ»الاخوان المسلمين ان الفيتو الروسي «ليس سوى ذريعة لقوى العالم كي لا تساعد السوريين على اطاحة الاسد الذي سيسقط حتى دون مساعدة».

واضاف الشقفة ان «روسيا ليست سوى ذريعة لسائر القوى العظمى لعدم اطاحة النظام»، واعرب عن اسفه لعدم وجود ارادة دولية «للتورط» في الصراع الدائر في سورية.

وكرر الشقفة نداءات الى المجمتع الدولي لتزويد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات لصد الهجمات الجوية وقاذفات مضادرة للدروع، لكنه قال ان «الشعب السوري سينتصر من دون ذلك».

واضاف ان «الحصول على تأييد المجتمع الدولي من شأنه ان يعجل برحيل الاسد، ربما في اقل من شهر، وهذا يعني انقاذ عدد كبير من الارواح». وتوقع تفاقم العنف من نظام «يعرف ان ايامه معدودة».

وفي جنيف، اعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة انها تتوقع ان يرتفع عدد اللاجئين السوريين من 300 الف حالياً الى اكثر من 700 الف بحلول نهاية السنة.

وقدرت المفوضية، في خطة العمل الاقليمية المعدلة التي وضعتها من اجل اللاجئين السوريين وتغطي حاجات 52 منظمة انسانية، «ان اكثر من 500 الف سوري فروا الى الدول المجاورة، من بينهم 300 الف حتى اليوم سجلوا اسماءهم لطلب المساعدة».

وفي موسكو، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الغرب تسبب بعدم الاستقرار في عدد من الدول ويوشك الآن على زرع «الفوضى» في سورية على رغم تحذيرات روسيا.

ونقلت وكالات الانباء الروسية عن بوتين قوله، خلال لقاء مع سكان منطقة ريازان وسط روسيا، ان «الامر الاكثر خطورة هو ان شركاءنا لا يمكنهم التوقف، لقد زرعوا الفوضى في عدد من المناطق. وها هم الآن ينتهجون السياسة نفسها في دول اخرى لا سيما في سورية».

واضاف «لقد قلنا فعلاً انه يجب التحرك بحذر وعدم فرض اي شيء بالقوة تحت طائلة نشر الفوضى، وما الذي نراه اليوم؟ الوضع شبيه كثيرا بحالة الفوضى».

وقال بوتين «لم نكـــــن نريد فعلاً ان يتكرر اليوم ما حصل في تاريخ البشرية قبل قرون»، مشيراً الى استيلاء الامبراطورية الرومانية على قرطاج وتدمـــــيرها في القرن الثاني قبل عصرنا.

الأسلحة الإيرانية إلى سورية عبر العراق تطيح الثقة بإخلاصه للعلاقات الدولية

بغداد – مشرق عباس

العراق ليس الابن المدلل للولايات المتحدة، لم يكنْ سابقاً ولن يكون في يوم من الأيام. ومع هذا فالزعماء العراقيون يفترضون أن واشنطن «تستجدي» رضاهم فيحيلون إليها كل خلافاتهم المستعصية، ويتحلقون حول البيت الأبيض عندما تسنح الفرص، وينتظرون معاملةً خاصة على مستويات سياسية واقتصادية وعسكرية مختلفة، لكنهم في الوقت نفسه يعربون عن «انزعاجهم الشديد» حين تسرب صحف أميركية معلومات عن نقل الأسلحة الإيرانية إلى سورية عبر الأجواء العراقية بوصفه «انتهاكاً للسيادة».

وتعريف «السيادة الوطنية العراقية» يندرج ضمن كل الأوصاف المزدوجة الاستخدام في العراق، فهذه السيادة تصبح «مرنة» عندما يتعلق الأمر بقصف أراضٍ عراقية من دولة جارة، وتكون سائبة حين يُكتشف استيلاء دولة أخرى على حقول نفطية مشتركة، وقد تتحول السيادة إلى «نكتة» عندما تتمسك الدولة «السيدة» بكل قوانين وتعليمات وقواعد الحاكم المدني لدولة احتلال بوصفها قوانين نافذة، لكنها (السيادة) تتعرض إلى «جرح» و «انتهاك» عندما تبدي تلك الدولة نفسها قلقها إزاء معلومات عن استغلال إيران الأجواء العراقية لدعم النظام السوري!.

الرد الواقعي الوحيد الذي خرج به الخطاب السياسي العراقي حول أزمة تقارير الأسلحة الإيرانية المهرّبة هو مطالبة الولايات المتحدة بـ «أدلة» تثبت «ادعاءاتها»، لكن هذا الخطاب بدوره تزامن مع تأكيدات عراقية «جازمة» بشكل غير مبرر بأن «إيران لا تستعمل الأجواء العراقية لنقل الأسلحة إلى سورية» وأن «وزارة المواصلات العراقية تدقق في كل الرحلات الجوية التي تمر بأجوائها سواء من إيران أو سواها»، وكدليل على ذلك فإن المخابرات العراقية قدمت تقارير سمحت بمنع مرور طائرة «كورية شمالية» في الأجواء العراقية لـ «شكوك» بحملها أسلحة إلى سورية.

وبعيداً من التنظير السياسي فإن هذا الخطاب يتناقض مع حقيقة أولية وأساسية مفادها بأن لدى إيران، لو أرادت، الدافع والقدرة على نقل الأسلحة إلى سورية عبر الرحلات المدنية التي تعبر الأجواء العراقية، سواء علمت بغداد بذلك أم لم تعلم.

لكن: «لماذا ترفض الحكومة العراقية بشكل قاطع فرضية تهريب الأسلحة مع أنها نفسها غير قادرة على تقديم الأدلة العملية الملموسة على عدم حدوثها؟».

الإجابة ستعود إلى «خطاب المؤامرة» بعيداً عن أصل المشكلة. فـ «واشنطن وأوروبا ودول الجوار الإقليمي المناهضة لحكم الأسد من مصلحتها فبركة هذا النوع من الاتهامات لإجبار العراق على المشاركة في محاصرة النظام السوري وقطع نافذته الوحيدة المتبقية على العالم عبر العراق فإيران».

وسواء تم قبول هذه النظرية أو رفضت، فإنها بكل الأحوال لا تستبعد العراق من دائرة الشكوك الدولية التي يندفع إليها متحمساً عبر التورط بنفي عدم حدوث التهريب، وإهدار فرصة أن يستمع المجتمع الدولي إلى طروحات اقل جزماً وأكثر حزماً في إثبات رفض بغداد حصول مثل هذه العمليات لو كانت تمت بالفعل من دون علمها.

والدول الرصينة تستند في خطابها الخارجي في مثل هذه الأزمات إلى منظومة مصطلحات تسمح بالمناورة، فتلجأ إلى استخدام مفردات مثل «نعتقد» و»نفترض» و»نرى» و»نتوقع» و»نرجح» وتتجنب مفردات مثل «نرفض» و»نجزم» و»نؤكد».

وللمقاربة فإن العراق نفى التقارير التي أوردتها وكالة «رويترز» نقلاً عن مسؤولين اميركيين فور صدورها، وأبلغ اللواء حسين كمال نائب وزير الداخلية العراقي لشؤون المخابرات الوكالة «إن المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية نفى هذا الأمر جملة وتفصيلاً، وأن هذا لا يحدث».

وبعد أيام من هذا النفي قال المستشار الإعلامي لوزير النقل كريم النوري لـ «الحياة» إن: «ما يتردد عن السماح لطائرات إيرانية باختراق الأجواء العراقية وهي تنقل أسلحة إلى سورية غير صحيح، فكل الطائرات التي تمر عبر الأجواء العراقية تخضع للمراقبة الدقيقة».

لكن الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ دحض لاحقاً فرضية «المراقبة الدقيقة» وتحدث إلى وكالة «السومرية نيوز» عن أمر مختلف تماماً فقال إن: «العراق لا يمتلك الإمكانية للتحقق من الشحنات التي تنقل إلى سورية عبر الأجواء العراقية (…) وعند حصول أي شك فمن حقنا إبداء اعتراضنا ومنعها من المرور».

ويبدو التصريح الأخير كافياً كإطار عام لموقف العراق من القضية برمتها بوصفه «لا يستطيع نفي حدوث عمليات التهريب» وأنه «ينفي علمه بها لو كانت تمت» ولن يحتاج إلى نفي حصول عمليات تهريب في الأساس، خصوصاً أن العراق كان اقدم على تدقيق رحلة عبر أجوائه قبل نحو شهر حملت وزير الخارجية السوري وليد المعلم لشكه بحملها أسلحة من إيران.

لكن الدباغ وسّع احتمالات تأويل الخطاب الرسمي العراقي بإلقاء التهم على أطراف أخرى في نطاق نظرية «المؤامرة» بالقول إن: «كل الدول تنقل المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى سورية، وهناك جهات معروفة تنقل السلاح إلى المعارضة».

وبافتراض القبول بنظرية المؤامرة، فإن تعميق الشكوك الدولية والإقليمية حول ملف تهريب الأسلحة الإيرانية إلى سورية عبر العراق من دون محاولة الإسهام في تبديد تلك الشكوك، سيدفع الجهود الرامية إلى فرض حظر جوي على النظام السوري إلى الأمام، وسوف يمنحها مسوغات إضافية للتعجيل بهذا الحظر، وهذا أمر في أحد أوجهه قد يرسم علامات استفهام دولية كبيرة حول التحولات الديموقراطية في العراق ودوره في حفظ الأمن والسلم الدوليين، وتلك اليافطة الأخيرة الفضفاضة كانت دفعت البلاد أثمانها الباهظة حصاراً اقتصادياً مدمراً وغزواً أميركياً لا يقل تدميراً.

فكرة التصرف كدولة ذات سيادة لا ينبغي أن تُفهم عراقياً اليوم وغداً بمعزل عن معايير العلاقات والاتفاقات الدولية، والتطورات التي شهدها مفهوم «السيادة» نفسه خلال العقود الأخيرة، ما يستدعي مراراً تجنيب العراق المنزلقات الدولية الجاهزة، أو ربطه بصراعات إقليمية أكبر من قدرة احتماله.

والتصرف الحكيم في معرض الرد على اتهامات نقل الأسلحة (لم يصدر بشكل رسمي حتى الآن على الأقل) يكمن في تبني الخطاب الهادئ المفتوح لا المغلق، الذي يستوعب كل الاتهامات ويعكس التزام العراق الحياد بين أطراف الأزمة.

أبعد من ذلك فإن تقاليد استخدام الأجواء بين الدول في مثل هذه الظروف وقوانينها واتفاقاتها تسمح بوضع تدابير احترازية أو طارئة لإنهاء الجدل والرد على الشبهات والخروج من المنطقة الضبابية إلى النور، وكلها (التدابير) محسوبة ولا تخرج عن مقاربات مفهوم «السيادة الوطنية العراقية».

وتبنّي الرؤية القانونية والديبلوماسية الهادئة في معالجة مثل هذه الوقائع التي يمكن أن تتعرض لها أية دولة في خضم خوضها تفاصيل السياسة الخارجية، ينسحب على كل المواقف وردود الفعل تجاه الأزمة السورية وملابساتها ومخاطرها الكبيرة، وهو أمر لا تتم إدارته كما ينبغي على أية حال في العراق اليوم، ما يستدعي مراجعات مستمرة وأمينة لكل ما من شأنه تقويم السياسة الخارجية العراقية.

معارك “غير مسبوقة” في مدينة حلب

الجمعة ٢٨ سبتمبر ٢٠١٢

حلب – ا ف ب – تدور معارك على نطاق “غير مسبوق” و”على عدة جبهات”   في حلب ثاني مدن سورية حيث أعلن مقاتلو المعارضة  بدء هجوم “حاسم”، على ما افاد بعض السكان والمرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان أن “المعارك على نطاق غير مسبوق ولم تتوقف منذ الخميس” مضيفاً أن “في السابق كانت المواجهات تجري في شارع او شارعين من قطاع معين، لكنها تدور الان على عدة جبهات”.

كما أفاد سكان في أحياء كانت حتى الآن بمنأى عن أعمال العنف عن اطلاق نار “غير مسبوق”.

المعارضة السورية تبدأ “الحسم” في حلب

واشنطن تخشى انتقال الأزمة إلى لبنان

    نيويورك – علي بردى / العواصم – الوكالات

أعلنت مجموعة مقاتلة بارزة معارضة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد بدء هجوم حاسم في مدينة حلب بعد ظهر أمس، اثر هجمات واشتباكات في محيط مواقع استراتيجية للقوات النظامية في كبرى مدن شمال سوريا وريفها. كما اقدم مجهولون على تفجير انبوب للنفط في منطقة ام مدفع بجنوب الحسكة، في عملية ترافقت مع خطف مدير محطة تل البيضا لضخ النفط. وتحدثت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن ارتفاع حصيلة القتلى برصاص قوات الأمن والجيش النظامي السوري إلى 118 شخصا.

ومع استمرار طرح الازمة السورية على هامش الدورة السنوية للجمعية العمومية للامم المتحدة من دون افق للحل او تحرك لمجلس الامن، رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان تدخل الغرب في النزاع السوري تسبب بنشر الفوضى في هذا البلد. وكشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان موسكو امنت اتصالاً بين خبراء اميركيين والنظام السوري من اجل التأكد من أمان الترسانة الكيميائية السورية وعدم وقوعها في ايدي تنظيمات متطرفة.

و شهدت الامم المتحدة الاربعاء اجتماعا عربيا للبحث في شروط تدخل عسكري “عربي” محتمل في سوريا، بعد الدعوة القطرية الى “تدخل عربي سياسي وعسكري” لحل الازمة، واقتراح ايران الحليف الاوثق للرئيس السوري بشار الاسد بلسان رئيسها محمود احمدي نجاد، تشكيل مجموعة اتصال جديدة حول سوريا.

وتتفاقم الازمة الانسانية المرافقة للاحداث السياسية والميدانية. وقد توقعت المفوضية  السامية للامم المتحدة للاجئين ارتفاع عدد اللاجئين السوريين من 300 الف حاليا الى اكثر من 700 الف في نهاية سنة 2012.

وانتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان روسيا والصين وإيران قائلا إن موقفها من الأزمة في سوريا يسمح باستمرار أعمال القتل هناك دون هوادة.

وقال في مقابلة بثتها على الهواء مباشرة قناة “ان تي في” التركية للتلفزيون “المصدر الرئيسي لخيبة الأمل هو روسيا. فبدل أن تنتقد سوريا تساند المذبحة”. وأضاف: “تقف الصين بجانب روسيا وعلى رغم أن (الرئيس الصيني) هو جين تاو أخبرني أنهما لن يستخدما حق النقض ضد الخطة (لإقامة منطقة آمنة) للمرة الثالثة إلا أنهما فعلا ذلك في التصويت بالأمم المتحدة”. ووصف موقف إيران من الانتفاضة المستمرة منذ 18 شهرا ضد الأسد بأنه “يتعذر فهمه”. وخلص الى أن “أيام الأسد معدودة. ربما اضطر الى الرحيل قريبا فهو لا يستطيع المقاومة أكثر من ذلك”.

 الموقف الأميركي

وأفاد ديبلوماسي أميركي رفيع أمس أن الولايات المتحدة ستغتنم فرصة انعقاد “مجموعة أصدقاء الشعب السوري” على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك لتشجيع أطراف المعارضة على تشكيل قيادة سياسية تمهد للعملية الإنتقالية في سوريا على أساس الخطة التي اتفق عليها في القاهرة، مشدداً على أن بلاده لا تريد أن تخسر المزيد من حياة الأميركيين حتى يرى الآخرون أننا نقوم بالشيء الصحيح في سوريا.

وقال الديبلوماسي الأميركي الرفيع الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن “المعارضة السورية تحتاج الى الوحدة” على غرار ما حصل عندما اتفقت مجموعات عدة في القاهرة على “خطة انتقالية” في تموز الماضي، موضحاً أن الخطة تتضمن تأليف حكومة انتقالية، وهذا ما يتفق مع ما ورد في بيان جنيف لمجموعة العمل الخاصة بسوريا. وأكد أن المجتمع الدولي “لا يزال يعمل بجهد من أجل جمع المعارضة السورية في اطار “يمكن أن يقود المرحلة الإنتقالية”، مضيفا أن “أحدا من الخارج ينبغي ألا يفرض صيغة محددة للعملية الإنتقالية. ولكن بالتأكيد سنكون داعمين ومشجعين للعناصر التي تعمل على ذلك من المعارضة السورية”.

وإذ أشار الى “نماذج وطرق عدة يمكن أن يحصل فيها الأمر مثل ليبيا واليمن والجزائر”، ذكر بأن “روسيا شاركت في المفاوضات التي أوصلت الى بيان جنيف”. غير أن “خيبتنا منهم هي أننا لم نتمكن من الإتفاق على وضع عناصر بيان جنيف في قرار لمجلس الأمن”. وشكك في امكان اصدار قرار كهذا في مجلس الأمن. وعبر عن احترام كبير للممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي الذي “يستحق دعم المجتمع الدولي” لمواجهته “تحديا صعبا للغاية”. ورفض الخوض في تفاصيل الأفكار التي يعمل عليها الديبلوماسي الجزائري، وقال: “نحاول اقناع روسيا والصين بأن توافقا معنا على أن الأسد ينبغي أن يرحل، والقتل الرهيب على أيدي النظام يجب أن يتوقف”. ولاحظ أنه “حتى روسيا والصين… تعتقدان أن لا مستقبل للأسد في سوريا، من حيث القيادة. يختلفون معنا حول طريقة حصول العملية الإنتقالية ومتى ولمن”. وأضاف أن “الأسد معزول بالتأكيد… والجهد الجاري حالياً هو وضع أكبر قدر ممكن من الضغط عليه. لا مستقبل له هناك”.

وقال رداً على سؤال: “لا نعتقد أن تصعيد القتال في سوريا هو أمر منتج. وهذا واحد من الأسباب التي تجعلنا نتخذ مواقف قوية مع العراقيين كي لا يسمحوا بعبور أجوائهم للطائرات المحملة بالمقاتلين والمعدات القتالية الى دمشق. من الواضح لنا أنه كلما طال القتال على الأرض، صارت هذه الأرض أخصب للجهاديين والمتطرفين… كي يعملوا هناك. وهذا سيكون رهيباً لسوريا ورهيباً لكل جيرانها والمنطقة… نحن نركز على العملية السياسية لا على الجانب العسكري”.

وشدد على أنه “من الساذج للغاية القول إن الولايات المتحدة تتدخل في سوريا”. وقال إنه “من غير المناسب الإصرار على أنه يجب أن نخسر المزيد من حياة الأميركيين حتى يرى الآخرون أننا نقوم بالشيء الصحيح في الشرق الأوسط. نحن ننهي حربين في بلدين مسلمين ولا نريد حرباً جديدة (في سوريا). من المخيف ما يفعله الأسد ضد بلده. أن هذا الشخص يمكن أن يقصف مدنه، ويدمر شعبه بالطريقة هذه، يدمر بالطريقة هذه تاريخ بلاده. هذا ما يتعدى الخيال بالنسبة الينا”.

وأبدى “قلقا بالغا” من امكان انتقال ما يحصل في سوريا الى لبنان “وخصوصاً امكان أن يعمل الجهاديون والمتطرفون في لبنان، لأن في امكانهم أن يعبروا الحدود من لبنان وبالعكس”. ثم قال: “نحن نعلم أن حزب الله جزء من الحكومة اللبنانية ومن المهم جدا أن يكون هناك فصل واضح بين الجناح السياسي لحزب الله والجناح العسكري لحزب الله. هذا لم يحصل بعد. وهذا ما يجب أن يحصل”.

وختم: “نعتقد أن ما ورد في صحيفة الواشنطن بوست عن ارسال حزب الله مقاتلين” الى سوريا “صحيح”، مستدركاً أنه لم ير دليلاً على ذلك. “لكن المعارضة السورية تبلغنا عن ذلك. هذا غير مقبول على الإطلاق”.

المسلحـون يطلقـون عمليـة لاسـترداد حـلب الجيــش الســوري يــردّ: اللعبــة انتــهت

شنّ المسلحون هجمات عدة في محيط مواقع استراتيجية للقوات النظامية السورية في محافظة حلب، تلاها إعلان «لواء التوحيد»، أمس، عن بدء هجوم حاسم على المدينة التي تشهد معارك ضارية منذ أكثر من شهرين.

في هذا الوقت، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «أوقعت أعمال العنف 59 قتيلاً، هم 37 مدنياً و16 عنصراً من قوات النـظام وأربعة مقاتلين معارضين». وأشار إلى أن «العنف حصد أمس (الأول) 305 قتلى».

وذكرت وكالة «اسوشييتد برس» إن القوات السورية بعثت برسائل نصية إلى المسلحين وفيها: «اللعبة انتهت». وحثت الرسائل، عبر الخلوي، المسلحين على الاستسلام وتسليم أسلحتهم، محذرة من أن عملية طرد المقاتلين الأجانب قد بدأت.

وقال أبو فرات، وهو أحد قادة «لواء التوحيد»، لوكالة فرانس برس «هذا المساء (أمس)، ستكون حلب لنا أو نُهزم». وشاهدت مراسلة لوكالة «فرانس برس» مسلحين يتجمّعون بالعشرات في مدارس في حي الإذاعة في شمال حلب ويطلقون قذائف الهاون ويشجّعون بعضهم بعضاً عبر أجهزة اللاسلكي. وكانت القوات النظامية أعلنت الثلاثاء الماضي استعادة السيطرة على العرقوب، أحد الأحياء الكبيرة في شرق حلب.

وذكر المرصد، في بيان، إن «اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية في أحياء الإذاعة وسيف الدولة وأحياء أخرى في مدينة حلب يشارك فيها مئات المقاتلين». وكانت أحياء سليمان الحلبي والصاخور الميسر ومساكن هنانو وطريق الباب في شرق المدينة والكلاسة جنوبها تعرضت لقصف عنيف من القوات النظامية، بينما وقعت اشتباكات في الصاخور والاشرفية وجمعية الزهراء.

وكان المرصد أفاد عن «اشتباكات عنيفة وقعت بالقرب من مطار النيرب العسكري في محافظة حلب»، مشيراً إلى «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف المقاتلين المعارضين والقوات النظامية». وأضاف «هاجم مسلحون حواجز ونقاط تجمع للقوات النظامية في ريفي حلب الغربي والجنوبي، بعد انفجار سيارة عند حاجز ايكاردا للقوات النظامية على طريق حلب ـ دمشق الدولي».

وقال مصدر عسكري في الجيش السوري إن الانفجار نتج عن رفض سائق باص الامتثال لأوامر الجنود النظاميين على إحدى نقاط التفتيش الواقعة قرب مدينة البرقوم جنوب حلب.

وأضاف المرصد «قتل عضو في لجان الحماية المدنية الكردية في قرية إيسكان في ريف مدينة عفرين في محافظة حلب إثر اشتباكات دارت أمام منزله مع عناصر من كتيبة صلاح الدين التي لقي أحد عناصرها مصرعه في الاشتباكات أيضاً».

واشار الى «تعرض مدينة خان شيخون في محافظة ادلب للقصف، ما ادى الى سقوط خمسة قتلى. واقتحمت القوات النظامية بلدة المزيريب في درعا بعد ان أسر مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة عناصر قسم الشرطة في البلدة». وتابع «قصفت القوات النظامية قرى في ريف حمص واللاذقية».

وذكر المرصد «فجّر مسلحون أنبوباً للنفط في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، وترافقت العملية مع خطف مدير محطة تل البيضاء لضخ النفط».

(ا ف ب، ا ب، رويترز)

روسيا تتهم الغرب بزرع الفوضى في سوريا وتحذر من «حشر الأسد»

معـركـة حـلــب: الطرفان يتوعدان بحسمها

ظهرت مؤشرات اضافية على اقتراب موعد المواجهة الكبرى في مدينة حلب، بعدما تبادل الطرفان رسائل واضحة: ابلغ الجيش الحكومي مسلحي المعارضة بان «اللعبة انتهت»، بينما توعد المسلحون في مدينة حلب بمعركة حاسمة تنتهي بانتصارهم او هزيمتهم.

وفي هذه الاثناء، شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، هجوما لاذعا على الدول الغربية، معتبرا أنها تسببت بعدم الاستقرار في عدد من الدول وهي الآن توشك على زرع «الفوضى» في سوريا، بينما دعت دول مجموعة «البريكس» أطراف النزاع في سوريا إلى وقف إطلاق النار بشكل متزامن، مؤكدة أن «تسوية النزاع يجب أن تتم من دون تدخل خارجي أو فرض موقف ما على أحد الأطراف».

وبدا ان القوات النظامية والمسلحين قرروا حسم معركة حلب. وشن المسلحون هجمات عدة في محيط مواقع استراتيجية للقوات النظامية السورية في محافظة حلب، تلاها إعلان «لواء التوحيد»، عن بدء هجوم حاسم على المدينة التي تشهد معارك ضارية منذ أكثر من شهرين. وقال أبو فرات، وهو احد قادة «لواء التوحيد» «هذا المساء (أمس)، ستكون حلب لنا أو نهزم»، في حين ذكرت وكالة «اسوشييتد برس» ان القوات السورية بعثت برسائل نصية إلى المسلحين وفيها: «اللعبة انتهت». وحثت الرسائل، عبر الخلوي، المسلحين على الاستسلام وتسليم أسلحتهم، محذرة من أن عملية طرد المقاتلين الأجانب قد بدأت.

وأذاع التلفزيون السوري عدة أخبار عاجلة في اشارة الى المعارك في حلب والريف، قائلا ان الجنود السوريين يلحقون خسائر «بالارهابيين». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «أوقعت أعمال العنف 59 قتيلا، هم 37 مدنيا و16 عنصرا من قوات النظام وأربعة مقاتلين معارضين».

في هذا الوقت، دعا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى «تدخل إنساني عاجل لإغاثة الشعب السوري ولرحيل (الرئيس السوري) بشار الأسد ونظامه، ولبعث قوة حفظ سلام عربية (إلى سوريا) تسهر على تأمين المرحلة الانتقالية التي نرجو أن تفضي لدولة ديموقراطية ومجتمع تعددي ومتعايش».

وقال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، في مؤتمر صحافي على هامش مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، «نؤمن بأنه من خلال الحوار الوطني والتوافق يمكن لأطراف النزاع في سوريا التوصل إلى حل متين لا يكون موقتا. بالتالي نريد أن نمهد لبدء حوار وتفاهم وطنيين بين الجانبين ونبذل جهودا لتشكيل مجموعة اتصال من دول مختلفة».

وحذر من أن التدخل الخارجي قد يفضي إلى «نتائج على الأجل القصير، لكنه سيشيع الفوضى وانعدام الاستقرار في سوريا لعقود». وأضاف ان «النسيج الاجتماعي في سوريا لا يسمح بان تضع مجموعات قبلية اليد على السلطة من خلال شن حروب. وإذا حصل ذلك فستكون هناك نزاعات جديدة».

بوتين ولافروف

وقال بوتين، خلال لقاء مع سكان منطقة ريازان وسط روسيا، إن «الأمر الأكثر خطورة هو أن شركاءنا لا يمكنهم التوقف. لقد زرعوا الفوضى في العديد من المناطق، وها هم الآن ينتهجون السياسة نفسها في دول أخرى، لا سيما في سوريا». وأضاف «لقد قلنا فعلا انه يجب التحرك بحذر وعدم فرض أي شيء بالقوة تحت طائلة نشر الفوضى. وما الذي نراه اليوم؟ الوضع شبيه كثيرا بحالة الفوضى».

وتابع بوتين «لم نكن نريد فعلا أن يتكرر اليوم ما حصل في تاريخ البشرية قبل قرون»، مشيرا إلى استيلاء الامبراطورية الرومانية على قرطاج وتدميرها. وقال إن «أول عملية تنظيف اثني واسعة حصلت بين الامبراطورية الرومانية وقرطاج التي تقع في شمال أفريقيا»، موضحا أن «الامبراطورية الرومانية لم تستول على قرطاج وتحتلها وحسب، لكنها بعد أن دمرت كل شيء فيها وأدمت الجميع، رشت الملح كي لا ينبت فيها أي شيء». وأضاف «برأيي، ان ما يحصل يشبه ذلك، عندما تحاول دول قوية أن تفرض أسلوب حياتها وأخلاقها على الضعفاء من دون الأخذ في الاعتبار تاريخ وتقاليد ودين هذا البلد أو ذاك».

وحمل وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الدول التي تشجع المعارضة السورية على رفض وقف النار والحوار، والإصرار على تنحّي الرئيس السوري بشار الأسد، مسؤولية استمرار «حمام الدم» في سوريا.

وقال لافروف، في مقابلة مع الصحافي الأميركي تشارلي روز، ان ما يجري في سوريا «حرب أهلية تأخذ أبعاداً دولية أكثر فأكثر، لأن بعض الدول تصر على أنه قبل بدء الحوار يجب أن يتنحّى الرئيس بشار الأسد، والجيش الحر الذي يهيمن عليه الإخوان المسلمون ليس القوة الوحيدة التي تقاتل النظام، كما أن هناك عناصر تابعة للقاعدة ومجموعات إرهابية أخرى».

وكرر لافروف التأكيد أن اتفاق جنيف يجب أن يكون القاعدة لأي حل في سوريا، داعياً الأطراف التي شاركت في الاجتماعات الى أن تلتزم بما وقعته.

وحذر من حشر الأسد في الزاوية، موضحا انه «في حال اعتقد الناس أنها طريقة سيتوصلون من خلالها إلى هدفهم، وهذا مخططهم، لكن جميع الدلائل تشير إلى أن حشره في الزاوية يجعل منه أكثر عناداً للمحاربة حتى النهاية».

وأعلن أن موسكو ساعدت واشنطن في التواصل مع السلطات السورية حيال مسألة تأمين الأسلحة الكيميائية السورية. وقال «ساعدنا الخبراء الأميركيين على التواصل مع السوريين في هذه المسألة، وقد حصلنا على إيضاحات وتعهدات بان الحكومة السورية تحمي مواقع الأسلحة الكيميائية بشكل جيد».

«البريكس»

ودعا وزراء خارجية دول مجموعة «البريكس»، التي تضم روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا، في بيان بعد اجتماعهم في نيويورك، «جميع أطراف النزاع في سوريا إلى وقف إطلاق النار بشكل متزامن، وبدء عملية مصالحة سياسية بمشاركة جميع قطاعات المجتمع عبر الحوار وبدعم من المجتمع الدولي».

وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية «أعرب شركاء روسيا في مجموعة البريكس عن قلقهم من تصاعد العنف المسلح وتردي الوضع الإنساني في البلاد. وشدد المشاركون على أن تسوية النزاع يجب أن تتم من دون تدخل خارجي أو فرض موقف ما على أحد الأطراف».

وتابع البيان ان «دول البريكس أكدت خلال اللقاء ضرورة تعزيز الوجود الأممي في سوريا، وأعربت عن تأييدها مهمة المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي».

وقال المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا محمد رياض الشقفة، في مقابلة مع «فرانس برس»، ان الفيتو الروسي ليس «سوى ذريعة» لقوى العالم كي لا تساعد السوريين على الاطاحة بالاسد الذي «سيسقط حتى من دون مساعدة».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

الجيش السوري يقتحم احياء من دمشق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة

بيروت- (ا ف ب): تقوم القوات النظامية السورية باقتحام أحياء يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في العاصمة دمشق في هجوم تتخلله اعتقالات وتدمير منازل، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.

وقال المرصد إن “القوات النظامية تقوم باقتحام احياء برزة وجوبر والقابون بمدينة دمشق رافقها قطع للطرق المؤدية للحي وعمليات دهم وتكسير للمنازل واعتقالات طالت اعدادا من المواطنين في حي برزة” فيما افاد ناشطون عن “حملة امنية وعسكرية واسعة النطاق” في هذه الاحياء الثلاثة.

بانيتا: التدخل العسكري الأمريكي الأحادي في سوريا خطأ فادح ومن نفذ الهجوم على القنصلية ببنغازي إرهابيون

واشنطن- (يو بي اي): قال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا إن التدخل العسكري الأمريكي الأحادي في سوريا سيكون “خطأ فادحاً”، مشيراً إلى ان من نفذوا الاعتداء على القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية هم “إرهابيون”.

وذكر بانيتا في حديث إلى الصحافيين في البنتاغون ان دعوة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للتدخل العسكري في سوريا لا يغير قناعته بأن المقاربة الأفضل هي “الضغط الدبلوماسي والاقتصادي الدولي على (الرئيس السوري بشار) لأسد حتى يتنحى”.

وأضاف انه إذا قرر المجتمع الدولي التحرك عسكرياً إذا استلزم الأمر “فسنكون جزءاً منه”، لكن التدخل العسكري الميركي الأحادي الجانب سيكون “خطأ فادحاً”.

وأشار بانيتا إلى ان أمريكا تعمل مع دول أخرى لمساعدة المعارضة السورية وتوفير المساعدة الإنسانية للمتضررين من العنف بسوريا.

وأكد أن المسؤولين الأمريكيين يراقبون عن كثب مواقع الأسلحة الكيميائية والبيولوجية.

وفي ما يتعلق بالاعتداء على القنصلية الأمريكية في بنغازي احتجاجاً على فيلم مسيء للنبي محمد ومقتل 4 أمريكيين بينهم السفير كمريس ستيفنز، أعرب بانيتا عن قناعته بأن من نفذوا الهجوم هم “إرهابيون” لكن التحقيق ما زال جارياً لتحديد إن كانوا من “القاعدة” أو غيرها.

وقال “لن نسمح للذين يهاجومن ويقتلون شعبنا بالنفاد بفعلتهم”.

بان والعربي والابراهيمي يخشون تحول سوريا إلى ساحة معركة اقليمية

نيويورك- (ا ف ب): اعرب كل من الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والمبعوث الدولي لسوريا الاخضر الابراهيمي الخميس، عن خشيتهم من تحول سوريا إلى “ساحة معركة اقليمية”، بحسب ما افاد متحدث باسم الامم المتحدة.

والتقى المسؤولون الثلاثة في مقر الامم المتحدة للتاكيد على “الضرورة الحيوية للمجتمع الدولي في ان يتوحد لدعم عمل” الابراهيمي.

وقال المتحدث “انهم يخشون اذا ما استمر العنف، من ان تصبح سوريا ساحة معركة اقليمية وان تقع فريسة قوى لا علاقة لاهدافها ” بالازمة السورية.

واشار المتحدث مارين نيسركي الى ان بان والعربي والابراهيمي اشاروا الى “فظاعة انتهاكات حقوق الانسان المرتكبة من الحكومة والمعارضة” في سوريا وطلبوا ان يسهم المانحون بشكل اكبر في العمليات الانسانية في سوريا ولفائدة اللاجئين في بلدان الجوار.

لافروف: روسيا ساعدت أمريكا للتواصل مع دمشق بشأن الأسلحة الكيماوية

موسكو- (د ب أ): أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس أن موسكو ساعدت واشنطن في التواصل مع السلطات الرسمية في دمشق حيال مسألة تأمين الأسلحة الكيماوية السورية.

وقال لافروف في مقابلة مع الصحفي تشارلي روز أوردتها وكالة (انترفاكس) الروسية: “أتمنى أني لن افصح عن سر كبير.. لكننا ساعدنا الخبراء الأمريكيين على التواصل مع السوريين في هذه المسألة وقد حصلنا على إيضاحات وتعهدات بأن الحكومة السورية تحمي هذه المواقع (مواقع الأسلحة الكيماوية) بشكل جيد”.

وذكر لافروف أن موسكو تشعر بالقلق إزاء مصير الأسلحة الكيماوية في سورية.

واعتبر المسؤول الروسي أنه طالما ظلت هذه الأسلحة موجودة في أيدي السلطات السورية فهي بأمان.

وأضاف “نحن قلقون من هذا.. وفيما يخص الحكومة، لقد تأكدنا عبر جميع الأساليب المتاحة لدينا ونستطيع أن نؤكد أنها (الأسلحة) في اللحظة الحالية بأمان”.

وقال لافروف إن “الخطر الأكبر يكمن في حال وقع السلاح الكيماوي في أيدي أخرى، في حال استولت على المواقع “القاعدة” أو ما يشابهها، ومن الممكن كتائب من الجيش السوري الحر، لأنها دعت إلى تنسيق نشاطها مع “القاعدة”.

وأعلن عدم وجود معلومات لدى بلاده تدل على أن الأسلحة يمكن أن تجد طريقها إلى أطراف غريبة.

جنبلاط حزين لاحتراق مبنى أركان الجيش السوري

ويهاجم قيصر الكرملين صائد الدببة والحريات وداعم حاكم سورية

بيروت – “القدس العربي” ـ من سعد الياس: إتهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط المجتمعين الدولي والعربي بحرق سورية كل على طريقته، وانتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واصفاً إياه بـ”قيصر الكرملين وعاشق الطيور نظرياً وصائد الدببة والحريات”.

وقال جنبلاط في تصريح امس “يا له من منظر حزين بالامس: مبنى الأركان للجيش العربي السوري يحترق. بالأمس كان هذا الحريق، حريق سورية. واذا كان حريق سورية، معظم سورية، على مدى عشرين شهراً يشتعل اعتقالاً وخطفاً واغتصاباً وقتلاً وقصفاً وتدميراً، فإن لحريق مبنى الأركان في ساحة الأمويين الاربعاء، رمزية معينة بأن سورية ستغرق في الفوضى والحرب الأهلية والدمار ومعها الجيش السوري”.

وأضاف: “صحيح أن هذا الهدف، هو هدف مشروع للثوار الذين يرون فيه مركزاً للقمع والاستبداد والظلم، ولكن، فلنحاول، ولو للحظة معينة، وبالإذن من الشعب السوري والثوار السوريين، ولو نظرياً، أن نميز بين رمزية هذا المبنى ونظام الاستبداد والقتل والتدمير الذي يمثله بشار الاسد ومن قبله حافظ الاسد ولو بفارق الأسلوب. في حريق هذا المبنى رمزية بأن جيشاً قدم بطولات في حرب تشرين وفي تصديه للاحتلال الإسرائيلي عام 1982 في السلطان يعقوب وعين زحلتا وبيروت وغيرها من المواقع، إنما هذا الجيش اليوم يحرق ويحترق بأمرة حاكم سورية ونتيجة ادعائه وكذبه، هذا الذي لا تليق به أوصاف البشر أو غير البشر، هذا الذي حتى اللحظة يقول انه يسير بالاصلاح ولكنه يحارب الارهاب وهي النظرية التي ابتدعها بعد احداث درعاً ولا يزال، وسار فيها حتى تحولت معظم قرى ومدن سورية دماراً وركاماً وحريقاً. وينتاب المرء شعور بالغضب والحقد والازدراء والاحتقار للذين أوصلوا سورية، مع حاكم سورية الى هذا الحريق وفي طليعتهم القيصر في الكرملين عاشق الطيور نظرياً وصائد الدببة، والحريات العامة والصحافيين وناشطي حقوق الانسان وأحد أبطال حريق غروزني”.

وختم جنبلاط “في ما يخص سورية وبعكس القول الفارسي المأثور الذي استشهد به الرئيس الايراني “عندما تصطاد سمكة من بركة، تظل طازجة حتى عندما توضع على الطاولة”، فإنهم ينتظرون السمك حتى يموت. فها هي سورية تحترق وتموت. أما المجتمع العربي والدولي فخيره يفيض على الشعب السوري. فالمجتمع الدولي يقدم فائضاً من التصاريح الرنانة التي لا تقدم ولا تؤخر والمجتمع العربي يفيض بـ”كتائب جهادية” على حساب الثوار والعلمانيين والاعتدال، فها هم عربياً ودولياً يساهمون في حرق سورية كل على طريقته. يا له من مشهد حزين بالأمس يضاف الى سلسلة المشاهد البائسة في المسلسل السوري الدرامي الطويل”.

جنبلاط حزين لاحتراق مبنى أركان الجيش السوري

معارك طاحنة لحسم السيطرة على حلب

دمشق ـ وكالات ـ بيروت ـ من سعد الياس: قال معارضون سوريون امس الخميس انهم شنوا أكثر هجماتهم تنسيقا في حلب كبرى مدن البلاد ووعدوا ‘بمعركة حاسمة’ لطرد قوات الرئيس بشار الاسد، في الوقت الذي قالت فيه مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين الخميس إن عدد اللاجئين الفارين من سورية يمكن أن يصل الى 700 ألف بحلول نهاية العام للهرب من الصراع الذي يحصد مئات الارواح كل يوم وأحدث انقساما بين القوى العالمية المجتمعة في الامم المتحدة.

وقال مسلحون من ألوية مختلفة في حلب المحاصرة منذ شهرين ان ‘ساعة الصفر’ أعلنت بنداءات التكبير من المساجد.

وقال أبو فراس وهو متحدث باسم لواء التوحيد وهو أكبر قوة لدى المعارضة في المدينة ان ساعة الصفر بدأت على كل الجبهات في مدينة حلب وان كل المعارضين والالوية تشارك في القتال.

ولا يمكن التحقق من روايات المعارضة. وأذاع التلفزيون السوري الحكومي عدة أخبار عاجلة في اشارة الى المعارك في حلب والريف قائلا ان الجنود السوريين يلحقون خسائر ‘بالارهابيين’.

وقال مقاتلون من المعارضة لرويترز ان اشتباكات تجري في عدة جبهات بالمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الاطراف الشمالية والجنوبية من المدينة.

وأظهر فيديو وضعه معارضون على موقع يوتيوب قائد لواء التوحيد وهو يمسك بجهاز اتصال نقال يعلن بداية القتال ويصدر أوامر الى 50 مقاتلا على الاقل يحملون بنادق كلاشنكوف.

وقال للمقاتلين ان الهجوم على قوات الاسد بدأ الان على جميع الجبهات وان اليوم سيكون حاسما في حلب. لكنه طالبهم بالصمود والاخلاص لله. وتابع قائلا انهم لن يقتلوا الذين سيستسلمون.

وقال مقاتل آخر لرويترز بالتليفون من المدينة ‘حلب ستشتعل اليوم’.

وعبر نحو 294 ألف سوري الحدود هربا من الصراع المستمر منذ 18 شهرا الى أربع دول مجاورة هي الأردن والعراق ولبنان وتركيا معظمهم في الشهرين الاخيرين.

وقال بانوس مومتزيس المنسق الإقليمي لشؤون اللاجئين بالمفوضية في إفادة صحافية في جنيف ‘هناك تدفق كبير (للاجئين) .. 100 ألف شخص في آب (أغسطس) و60 ألفا في سبتمبر وحاليا 2000 أو 3000 في اليوم أو الليلة’.

من جهة اخرى إتهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط المجتمعين الدولي والعربي بحرق سورية كل على طريقته، وانتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واصفاً إياه بـ’قيصر الكرملين وعاشق الطيور نظرياً وصائد الدببة والحريات’.

وقال جنبلاط في تصريح امس ‘يا له من منظر حزين بالامس: مبنى الأركان للجيش العربي السوري يحترق. بالأمس كان هذا الحريق، حريق سورية. واذا كان حريق سورية، معظم سورية، على مدى عشرين شهراً يشتعل اعتقالاً وخطفاً واغتصاباً وقتلاً وقصفاً وتدميراً، فإن لحريق مبنى الأركان في ساحة الأمويين الاربعاء، رمزية معينة بأن سورية ستغرق في الفوضى والحرب الأهلية والدمار ومعها الجيش السوري’.

وأضاف: ‘صحيح أن هذا الهدف، هو هدف مشروع للثوار الذين يرون فيه مركزاً للقمع والاستبداد والظلم، ولكن، فلنحاول، ولو للحظة معينة، وبالإذن من الشعب السوري والثوار السوريين، ولو نظرياً، أن نميز بين رمزية هذا المبنى ونظام الاستبداد والقتل والتدمير الذي يمثله بشار الاسد ومن قبله حافظ الاسد ولو بفارق الأسلوب. في حريق هذا المبنى رمزية بأن جيشاً قدم بطولات في حرب تشرين وفي تصديه للاحتلال الإسرائيلي عام 1982 في السلطان يعقوب وعين زحلتا وبيروت وغيرها من المواقع، إنما هذا الجيش اليوم يحرق ويحترق بأمرة حاكم سورية ونتيجة ادعائه وكذبه، هذا الذي لا تليق به أوصاف البشر أو غير البشر، هذا الذي حتى اللحظة يقول انه يسير بالاصلاح ولكنه يحارب الارهاب وهي النظرية التي ابتدعها بعد احداث درعاً ولا يزال، وسار فيها حتى تحولت معظم قرى ومدن سورية دماراً وركاماً وحريقاً.

وينتاب المرء شعور بالغضب والحقد والازدراء والاحتقار للذين أوصلوا سورية، مع حاكم سورية الى هذا الحريق وفي طليعتهم القيصر في الكرملين عاشق الطيور نظرياً وصائد الدببة، والحريات العامة والصحافيين وناشطي حقوق الانسان وأحد أبطال حريق غروزني’.

وختم جنبلاط ‘في ما يخص سوريا وبعكس القول الفارسي المأثور الذي استشهد به الرئيس الايراني ‘عندما تصطاد سمكة من بركة، تظل طازجة حتى عندما توضع على الطاولة’، فإنهم ينتظرون السمك حتى يموت. فها هي سورية تحترق وتموت. أما المجتمع العربي والدولي فخيره يفيض على الشعب السوري. فالمجتمع الدولي يقدم فائضاً من التصاريح الرنانة التي لا تقدم ولا تؤخر والمجتمع العربي يفيض بـ’كتائب جهادية’ على حساب الثوار والعلمانيين والاعتدال، فها هم عربياً ودولياً يساهمون في حرق سورية كل على طريقته. يا له من مشهد حزين بالأمس يضاف الى سلسلة المشاهد البائسة في المسلسل السوري الدرامي الطويل’

في ضيافة اردوغان.. قادة عرب سيناقشون التدخل العسكري والسياسي العاجل في سورية

حصار قاعدة ابو الضهور واسقاط الميغ فصل جديد في تطور المواجهة بين النظام والمعارضة

لندن ـ ‘القدس العربي’: في الجمعية العامة كان الحديث كثيرا عن سورية واطفال سورية وعجز مجلس الامن والامم المتحدة بشكل عام عن اتخاذ قرار بشأن وقف العنف فيها. فمنذ عامين وقادة المجتمع الدولي يتحدثون عن سورية بدون بشار الاسد، ومع تسليم الجميع برحيله الا ان السؤال المعلق ظل متى؟ وفي ظل الموقف الامريكي الذي لم يتغير ولن يحدث تطور فيه الا بعد انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) القادمة تدور نقاشات عربية تركية لتسريع التدخل العسكري في الازمة، وحتى هذه التحركات بدون معنى ما دامت امريكا متمسكة بموقفها.

وعليه فلا احد يتوقع حدوث شيء، الا اذا حققت المعارضة المسلحة انجازات نوعية وضربت النظام في العمق، كما فعلت يوم الاربعاء عندما استهدفت مقر قيادة الجيش في ساحة الامويين، وكما تفعل في حصارها للقواعد العسكرية، فيما يرى الكثير من المراقبين ان دمشق عادت للحرب من جديد بعد ان اكد النظام انه يسيطر عليها.

ومع تحول المواجهة بين النظام والمعارضة الى حرب استنزاف، حيث تتطور قوة المعارضة كل يوم بفعل الدعم الخارجي، الاسلحة والمستشارين الاجانب، وخسارة النظام مساحات شاسعة من البلاد.

تحاول الاطراف المؤيدة للاسد نفخ الروح في نظامه وابقائه، فايران وحزب الله اللبناني والعراق اطراف كل له مصلحته في ان يبقى النظام. وفي الوقت الذي كشفت فيها ايران عن وجود مستشارين من الحرس الثوري في سورية، وتحدثت تقارير اخرى عن سماح العراق للطائرات الايرانية المحملة بالسلاح التوقف في مطار بغداد، جاء دور حزب الله الذي تتهمه المعارضة بارسال فرق من المقاتلين للقتال الى جنب القوات السورية.

مستشارون عسكريون

ففي تقرير لصحيفة ‘واشنطن بوست’ من بيروت اشارت فيه الى ان حزب الله عزز من عمليات الدعم للاسد بارسال مستشارين عسكريين وذلك نقلا عن مسؤولين امريكيين وثلاثة مسؤولين لبنانيين. وترى في دخول حزب الله اشارة على ان الانتفاضة التي مضى عليها 18 شهرا بدأت تورط جيران سورية في الحرب الاهلية الدائرة فيها.

كما ان دخول حزب الله المواجهة سيكون مصدر قلق للمعارضة التي تواجه جيشا لا يزال متماسكا على الرغم من الضربات التي تلقاها واعداد الفارين منه، وستواجه معه ميليشيا منضبطة ومنظمة والتي قادت حربا ضد اسرائيل عام 2006.

وقد نفى حزب الله الذي وقف منذ البداية مع النظام الاتهامات التي وجهت له، والاهم من ذلك فان اعتراف الحزب بنوع من الدعم سيؤثر على الساحة الداخلية اللبنانية، ويزيد من التوتر والاستقطاب السياسي بين الغالبية السنية المتعاطفة مع الانتفاضة وشيعة لبنان. ولم تؤكد المصادر الامريكية هذا الدعم، لكن مسؤولين لبنانيين اشاروا الى دفن ‘شهداء’ في منطقة البقاع وبهدوء حيث طلب من عائلاتهم عدم الحديث عن ظروف وفاتهم، وهذا يتناقض مع الصورة عن حزب الله الذي يحتفل عادة بشهدائه ويدفنهم في جنازات عامة.

مما ادى ببعض العائلات الى تقديم الشكاوى والتعبير عن المرارة لحقيقة دفن ابنائهم في جنازات سرية. وقال مسؤول لبناني ان حزب الله اشترك منذ بداية الازمة في العمليات القتالية وكان له دور في المواجهات. كما اشار المسؤولون اللبنانيون الى عمليات تجنيد للشباب الموالين للحزب في البقاع وعودة جثث بعضهم الى لبنان بعد مقتلهم في سورية. وخلافا للتأكيدات اللبنانية يقول مسؤولون في الاستخبارات الامريكية ان كلا من الحرس الثوري وحزب الله وسعا من دورهما في سورية على المستوى الاستشاري وليس على مستوى العمليات الميدانية.

واستندت الصحيفة في معلوماتها حول تورط حزب الله في الحرب على مصادر في الحكومة اللبنانية التي قالت انهم من اعضاء كتلة في البرلمان معارضة لحزب الله.

نقاش

واشار مسؤول ان هناك نقاشا داخل حزب الله ومؤيديه حول الانتفاضة السورية حيث يرى بعضهم انها هيبتها لا تقارن بالحرب مع اسرائيل، واضاف ان عددا من اعلانات النعي بدأت تظهر في صحيفة ‘ السفير’ بدون الاشارة لاسباب الوفاة.

ولم يخرج عن هذا الاطار سوى قيادي قتل في سورية حيث اقيمت له جنازة رسمية حضرها مسؤول كبير من كتلة حزب الله وبدون ان تذكر اسباب الوفاة، وذلك حسب ناشطين. واضافة للجهود العسكرية والاستشارية يقدم حزب الله عبر قناته التلفازية ‘المنار’ خدمات ونصائح اعلامية ودعائية للقنوات السورية خاصة ‘الاخبارية’، حسب المصادر هذه. وعلى الرغم من مرور سبعة اعوام على خروج القوات السورية من لبنان الا ان المشهد السياسي فيه منقسم حول الحرب السورية، ولا يزال لدمشق رجالها ومؤيدوها في لبنان. وبدخول حزب الله مع ايران التي اعترفت بالتورط يظهر الطابع الطائفي بشكل واضح في النزاع على سورية، فالحرب الان هي حرب اقليمية بين السنة المدعومين من السعودية وتركيا وقطر من جهة وايران وحزب الله الداعمين للنظام العلوي من جهة اخرى. بل وبدأت النزاعات الطائفية تظهر في لبنان من خلال المواجهات بين سنة حي التبانة وجبل محسن في طرابلس، اضافة لتململ العلويين الاتراك من سياسة حكومة طيب رجب اردوغان. وفي المحصلة يقول محللون ان حزب الله لن يستفيد من انتشار الحرب الطائفية داخل لبنان، وزعزعة الاستقرار خاصة انه يتسيد الحياة السياسية فيه.

مؤتمر العدالة التركي

ويتزامن النقاش حول دور حزب الله في لبنان مع النقاش حول سورية التي كانت الموضوع الرئيسي الذي ناقشه رؤساء الدول المشاركين في الاجتماع السنوي للجمعية العامة في نيويورك. فقد اشارت الصحف البريطانية الى خطاب ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني الذي قال فيه ان شخصا له ضمير لا يمكنه اهمال الالم والمعاناة التي يعيشها السوريون خاصة الاطفال، وشن مثل هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الامريكية حملة على كل من الصين وروسيا حيث اختارت صحيفة ‘التايمز’ عنوانا رئيسيا ‘كاميرون يحمل روسيا والصين مسؤولية المذابح’. وكان كاميرون واضحا عندما قال ان دم الاطفال السوريين يلوث سمعة الامم المتحدة وبالتحديد اؤلئك الذين فشلوا في منع وقوعها وفي احيان دعموا الاسد لارتكابها. وقال مسؤولون على المستوى الدبلوماسي ان كاميرون كان يقصد روسيا والصين. وقالت صحيفة ‘الغارديان’ ان كلام كاميرون القاسي حول ملف سورية يعكس سخط الحكومة البريطانية من استمرار كل من الدولتين استخدام الفيتو في مجلس الامن لتعويق اي فعل ضد سورية. ولكن حديث كاميرون ومن قبله اوباما اكتفى بالكلمات القاسية والمطالبة برحيل الاسد مما يترك الدول العربية الساعية للاطاحة به فعل ذلك، وتحديدا السعودية وقطر وتركيا بالاضافة لمصر وهو ما دعاها الى اجراء نقاشات ملحة – عاجلة فيما بينها لاتخاذ فعل ويتضمن تدخلا عسكريا. واشار سيمون تسيدال في مقال له في ‘الغارديان’ الى مؤتمر حزب العدالة والتنمية الذي سيبدأ يوم غد السبت، وقد دعا الحزب الحاكم عددا من قادة الدول العربية منهم الرئيس المصري محمد مرسي.

تناحرات

وعلى الرغم من اتفاق قادة معسكر الاطاحة بالاسد على اهمية رحيله الا ان التناحرات القديمة من المتوقع ان تقف عائقا امام تحرك اقليمي سريع. ويقارن الكاتب بين السيناريو الليبي وسورية حيث قال ان الناتو قاد الحملة ‘لتأمين النفط’ بعد ان طلبت الدول العربية من مجلس الامن التدخل، لكن في المسألة السورية لا تلقى الدول هذه دعما من الغرب ولا حتى باراك اوباما الذي يؤجل على ما يبدو الحديث عنه لمرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية، وهذا يظل املا، فقط. وما يواجه المعسكر المضاد للاسد هو الانقسام الحاصل في الامم المتحدة، حيث لا تستمع الدول دائمة العضوية لبان كي مون الذي حذر من كارثة لها تداعيات اقليمية. وعلى العموم لم تحظ المسألة السورية الا بتذكير المجتمع الدولي بواجباته القانونية والانسانية والاخلاقية.

وعلى الرغم من دعوة امير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الدول العربية للتدخل على غرار ما تدخلت في لبنان عام 1976 الا ان تدخلا عربيا مستبعدا في الوقت الحالي، الا ان العمل العسكري السري مستمر خاصة من السعودية وقطر اللتين اقنعتا تركيا في الصيف لانشاء غرفة عمليات مشتركة في قاعدة اضنة للاشراف على الدعم اللوجيستي العسكري وايصال المعلومات الامنية الى المعارضة السورية المسلحة، ويعتقد ان هذا المركز يلقى دعما تكتيكيا من المخابرات الامريكية ـ سي اي ايه، وتنفي هذه الدول وجود اي مركز مثل هذا.

سخونة الاجواء

ويشير الكاتب الى سخونة الجو في المنطقة فهناك اشارات عن انتقال عدوى الحرب الاهلية او بدء تأثيرها على دول الجوار، فالاردن يخشى من تدفق اللاجئين، وتركيا تخشى من نفس الامر، اضافة للعلويين والاكراد. ولبنان يخشى من زعزعة الاستقرار وحرب طائفية، والعراق يشكو من توغلات واختراق لمجالها الجوي من قبل المقاتلات السورية، فيما سقطت قذائف صاروخية على هضبة الجولان يوم الثلاثاء. ومن بين الدول هذه يعاني رجب طيب اردوغان، رئيس الحكومة التركية من اثار الحرب حيث فتح بشار الاسد الباب امام حزب العمال الكردي واكراد سورية للعمل ضد تركيا، حيث بدأت تدفع انقرة ثمن دعمها للمعارضة فقد صعد حزب العمال من عملياته، وقتل في الاشهر الماضية اكثر مما قتل في الثلاثة عشر عاما الماضية.

ويقول تسيدال ان ايران حليفة سورية تدعم سرا استراتيجية الاسد الكردية مما ادى الى توتر العلاقات بين انقرة وطهران. واضافة للضغوط المحلية يتعرض اردوغان من ضغوط مستمرة من الحكومة الفرنسية لاقامة معابر آمنة للمعارضة السورية، على غرار المناطق الامنة في شمال وجنوب العراق بعد حرب الخليج عام 1990، لكن اردوغان لن يتحرك بدون دعم امريكي وحلف الناتو. ولعل الخيار الوحيد المتوفر امام هذه الدول هو استمرار المعارضة المسلحة فالعملية النوعية في ساحة الامويين دليل كما يقول خبراء في الامن والاستخبارات دليل على حسن التنسيق والقدرة على ضرب النظام في قلبه، حسب ديفيد هارتويل، المحرر في مجلة ‘جين’.

قاعدة ابو ظهور

وكدليل عن قدرات المعارضة المسلحة باسلحة خفيفة اشارت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ الى نجاحها في حصار القاعدة الجوية في ابو ظهور واستطاعوا اسقاط مقاتلتي ميغ-21، وفي هذا الشهر استطاعوا التقدم نحوها بحيث اصبحت مدارج المطار في مرمى المقاتلين مما دعا بالجيش لوقف الطلعات الجوية.

ونقلت عن جمال معروف القائد الذي يعود اليه الفضل في اسقاط طائرة ميغ -21 بانه وجماعته يجبرون الطائرات على البقاء في مدارجها ويسقطون ويغنمون اسلحة كثيرة من الجيش. وتقول ان الحصار ضربة للحكومة حيث نجح المقاتلون وباستخدام القنابل المصنعة محليا بتفجير الشوارع مما عرقل حركة قوافل الجيش.

وعلى الرغم من كل هذه الانجازات الا ان الجيش السوري لا يزال يملك اليد العليا حيث تقلق طائراته بال المقاتلين على الارض. ويظل نجاحهم في تقييد حركة الطائرات في بعض مناطق البلاد نجاحا حيث رفعت الانجازات من معنويات المقاتلين. وفي القاعدة الجوية لم يعد يملك الجنود سوى المصفحات والمدافع، فعندما تهاجمهم المعارضة المسلحة يقومون بالرد بقصف مدفعي اثاره واضحة على بنايات البلدة المدمرة.

وترى الصحيفة ان ما حدث في ابو الظهور هو فصل جديد عن تطور المعارضة من مجموعات متفرقة من المتطوعين الى قوة يحسب لها النظام. فقد تطورت المعركة بين الطرفين من الاعتقال والتعذيب الى الاستهداف الدموي بالاعتماد على الشبيحة ثم القصف المدفعي المنظم وعندما اصبحت الطرق صعبة وزادت مصفحات المعارضة اخذ النظام يعتمد على القصف الجوي.

بوتين يتهم الغربيين بزرع الفوضى في سورية

لافروف يحمّل الدول التي تشجّع المعارضة مسؤولية ‘حمّام الدم’

موسكو ـ واشنطن ـ اف ب ـ يو بي آي: اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس ان الغربيين تسببوا بعدم الاستقرار في عدد من الدول وهم الان يوشكون على زرع ‘الفوضى’ في سورية رغم تحذيرات روسيا.

ونقلت وكالات الانباء عن بوتين قوله خلال لقاء مع سكان منطقة ريازان وسط روسيا، ان ‘الامر الاكثر خطورة هو ان شركاءنا لا يمكنهم التوقف. لقد زرعوا الفوضى في العديد من المناطق. وها هم الان ينتهجون السياسة نفسها في دول اخرى لا سيما في سورية’.

واضاف بوتين ‘لقد قلنا فعلا انه يجب التحرك بحذر وعدم فرض اي شيء بالقوة تحت طائلة نشر الفوضى. وما الذي نراه اليوم؟ الوضع شبيه كثيرا بحالة الفوضى’. وقال بوتين ايضا بحسب ما اوردت وكالات الانباء الروسية ‘لم نكن نريد فعلا ان يتكرر اليوم ما حصل في تاريخ البشرية قبل قرون’، مشيرا الى استيلاء الامبراطورية الرومانية على قرطاج وتدميرها في القرن الثاني قبل عصرنا.

واضاف ان ‘اول عملية تنظيف اتني واسعة حصلت بين الامبراطورية الرومانية وقرطاج التي تقع في شمال افريقيا’.

وتابع الرئيس الروسي ان ‘الامبراطورية الرومانية لم تستول على قرطاج وتحتلها وحسب، لكنها وبعد ان دمرت كل شيء فيها وأدمت الجميع، رشت الملح لكي لا ينبت فيها اي شيء’.

وقال بوتين ايضا ‘برايي، ان ما يحصل يشبه ذلك، عندما تحاول دول قوية ان تفرض اسلوب حياتها واخلاقها على الضعفاء من دون الاخذ في الاعتبار تاريخ وتقاليد ودين هذا البلد او ذاك’.

ونددت روسيا، الحليف التقليدي لسورية، على الدوام بسياسة ‘التدخل’ الغربية وخصوصا اثناء الثورات العربية، وعرقلت حتى الان في مجلس الامن الدولي حيث تملك حق النقض (الفيتو) صدور اي قرار ملزم بحق سورية.

وادلى بوتين بهذه التصريحات بعدما دعا الاربعاء الغربيين الى ‘استخلاص العبر’ من نتائج سياستهم التي ينتهجونها دون مراعاة قواعد الامم المتحدة.

وقد رد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على روسيا عندما قال من جهته امام الجمعية العامة للامم المتحدة الاربعاء ان دم الاطفال القتلى في سورية هو ‘وصمة رهيبة’ تطال ‘الذين لم يعترضوا على هذه الفظائع والذين ساعدوا في بعض الحالات نظام الرعب’ في سورية.

من جهة اخرى حمّل وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الخميس، الدول التي تشجّع المعارضة السورية على رفض وقف النار والحوار، والإصرار على تنحّي الرئيس بشّار الأسد، مسؤولية استمرار ما وصفه بـ’حمّام الدم’ في سورية

وقال لافروف في مقابلة مع الصحافي الأمريكي تشارلي روز، إن ‘الدول التي تشجع معارضي الرئيس بشار الأسد على التخلّي عن وقف النار والحوار والمطالبة بتنحّي النظام، تتحمّل مسؤولية استمرار حمام الدم في سورية. ومثل هذه المقاربة غير واقعية وتشجع الإرهاب الذي تلجأ إليه المعارضة’.

وأضاف أن ما يجري في سورية ‘حرب أهلية تأخذ أبعاداً دولية أكثر فأكثر لأن بعض الدول تصر على أنه قبل بدء الحوار يجب أن يتنحّى الرئيس بشار الأسد، والجيش الحر الذي يهيمن عليه الإخوان المسلمون ليس القوة الوحيدة التي تقاتل النظام، كما أن هناك عناصر تابعة للقاعدة ومجموعات إرهابية أخرى’.

ورداً على سؤال عن رأيه بالتقارير التي تشير إلى أن المعارضة المسلحة تسيطر على مناطق وقواعد في سورية، قال ‘يعود هذا إلى من تصغي، ولكن ليس لدينا مصدر موضوعي للمعلومات (حول الوضع العسكري) في سورية. ولكن في جميع الأحوال ليس همّنا من ينتصر بل كيف نوقف القتال’.

وجدد تأكيده على أن اتفاقيات جنيف يجب أن تكون القاعدة لأي حل في سورية، داعياً الأطراف التي شاركت في الاجتماعات أن تلتزم بما وقعته، ولكنه انتقد بعض الدول الغربية ‘التي تدين التفجيرات الإرهابية في سورية ولكن تقول إنه على الرغم من أن الإرهاب أمر شرير إلاّ أنه لا يوجد سبيل آخر أمام الشعب لقلب النظام وهذا موقف خطير لأنه يبدو وكأنه تبرير للإرهاب’.

ورأى أنه ‘يجب أن تعيّن المعارضة والحكومة محاورين، وأن تجريا حواراً على أساس اتفاقيات جنيف وأن يناقشا من يجب أن يكون جزءاً من هيئة حاكمة انتقالية يكون لديها سلطة كاملة في البلاد وتقوم بالإعداد لمسودة الدستور والاستفتاء حوله والتحضير لانتخابات نزيهة’.

وأكد أن موقف روسيا يقوم على وضع وقف النار في رأس أولياتها وبذلك السعي إلى إنقاذ الأرواح وهذا جوهر اتفاقيات جنيف، في حين أن مواقف جهات أخرى تقوم على مبدأ أنه إلى حين تنحّي الرئيس بشار الأسد يجب مواصلة تشجيع المعارضة على القتال’.

وأضاف أن موقف هذه الجهات يعني أنه من أجل إزاحة الأسد فإنها مستعدة لدفع الثمن من أرواح السوريين.

واعتبر أنه ‘إن كان هدفنا إنقاذ الأرواح في سورية يجب على كل من له تأثير على أحد الأطراف في سورية أن يقوم في الوقت نفسه بالضغط عليه من أجل إقناعه بوقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة الحوار’.

وقال إن ‘الأسد هو المسؤول عن معظم الأزمة في سورية، وإنه تجاهل نصائح جيدة من قبل دول في المنطقة وروسيا والصين، ولكن لا يمكننا أن نتجاهل أنه يقاتل أناساً مسلحين’.

وأكد أن روسيا لا تحمي الرئيس الأسد ولا تقدم له اللجوء، مشيراً إلى أنه في حال قرر الأسد الرحيل فهذا ‘سيكون قراره. لكننا لن نقول له إرحل. ليس لأننا نعتبر بأنه لا بديل عنه. لا أبداً على الإطلاق. الشخصيات غير مهمة بالنسبة لنا ما دامت سورية ديمقراطية وحرة ومريحة بالنسبة للأقليات’.

وتابع أنه ‘(الأسد) لن يرحل ما لم يقرر ذلك بنفسه وهذا أمر واضح’، محذراً من حشر الأسد في الزاوية ‘في حال اعتقد الناس أنها طريقة سيتوصلون من خلالها إلى هدفهم، وهذا مخططهم، لكن جميع الدلائل تشير إلى أن حشره في الزاوية يجعل منه أكثر عناداً للمحاربة حتى النهاية’.

المرزوقي يطالب بقوة حفظ سلام عربية في سورية ويقترح آلية دولية لمحاربة الديكتاتورية

نيويورك ـ يو بي آي: طالب الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، الخميس، بإرسال قوة حفظ سلام عربية إلى سورية، مقترحاً آلية جديدة لمحاربة الديكتاتورية تشمل قيام محكمة دستورية دولية، وداعياً الأمم المتحدة إلى إعلانها ‘آفة سياسية اجتماعية يجب على شعوب الأرض محاربتها’.

وقال المرزوقي في كلمته أمام الجمعية العامة في دورتها السابعة والستين إنه ‘بعد عام ونصف بعد الثورة تواصل تونس التقدم ولكنها تصطدم بكمّ هائل من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية بالغة الصعوبة خلّفها نظام عاش عقدين من الزمن على الفساد والزيف والقمع’.

وأضاف أن الثمن الذي دفعه الشعب التونسي لا يقارن بما دفعه الشعب المصري واليمني والليبي والذي يدفعه اليوم الشعب السوري، مشيراً إلى أن ما تشهده سورية اليوم من تقتيل ودمار سيرهن لعقود مستوى عيش الشعب السوري ‘مثال على ما تقدر عليه الديكتاتورية من جنون دموي وما تكلّف الشعوب التي تبتلي بها’. ودعا إلى ‘تدخلّ إنساني عاجل لإغاثة الشعب السوري ولرحيل بشار الأسد ونظامه، ولبعث قوة حفظ سلام عربية (الى سورية) تسهر على تأمين المرحلة الانتقالية التي نرجو أن تفضي لدولة ديمقراطية ومجتمع تعددي ومتعايش’.

وجدد ‘دعم تونس للشعب الفلسطيني وحقه في السلام العادل وتحرير الآلاف من معتقليه، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وحقه في مقعد في هذه الجمعية الموقرة’.

وإذ أشار إلى أن الأنظمة الديكتاتورية هي لعنة على الحقوق والحرية والسلام، قال المرزوقي إن ‘الجمهورية التونسية تقترح آلية جديدة لمحاربة الديكتاتورية بما هي عنصر أساسي ليس فقط في هضم الحقوق والتعدي على الحريات الفردية والعامة داخل البلد المبتلي بها، وإنما أيضاً في إثارة الحروب بين الشعوب’.

ودعا الأمم المتحدة إلى إعلان الديكتاتورية ‘آفة سياسية اجتماعية يتعيّن على كل شعوب الأرض السعي للقضاء عليها وتطوير مؤسساتها لتكون أكثر نجاعة في تحقيق برنامج طموح لكنه ليس أكثر طوباوية من برنامج القضاء على الجدري أو شلل الأطفال’.

وأشار إلى أن المحكمة الجنائية الدولية تعالج الجريمة بعد وقوعها وأدوات القانون الدولي عاجزة عن الانتصار للحق وغياب محكمة دستورية دولية أمر غير طبيعي، وجدد دعوة تونس إلى ‘استحداث محكمة دستورية دولية على غرار المحكمة الجنائية الدولية تتوجّه إليها الجمعيات المدنية والمحلية والدولية والأحزاب الديمقراطية الوطنية إما للطعن في دساتير أو قوانين مخالفة للقانون الدولي وإما للطعن في انتخابات غير حرة’.

وتابع أنه بناء على الاقتراح التونسي يكون من صلاحيات هذه المحكمة إصدار حكم بضرورة مراجعة الدساتير والقوانين أو في الحالات القصوى الحكم بلا شرعية انتخابات مزيّفة ما ينتج عنه آلياً انعدام شرعية النظام المنبثق عنها بالنسبة إلى الأمم المتحدة.

وقال إن ‘مثل هذا الحكم سيضع كل الأنظمة وخاصة الديمقراطية أمام واجباتها ومن بينها عدم الاعتراف بأي نظام لم تعترف به المحكمة الدستورية الدولية’.

واعتبر أن ‘هذه الآلية ستردع أي نظام استبدادي أو تضييق الخناق عليه في حال ارتكابه جريمة تزييف الانتخابات بجعله منبوذاً بين الدول وهو ما يساهم بلا شك في تعجيل زواله’. وطلب من الجمعية العامة السماح لتونس بوضع مقترح خلق المحكمة الدستورية الدولية، وإدراجه في جدول أعمال الدورة المقبلة للجمعية العام في العام 2013.

المجموعات الجهادية تلعب دورا مهما الى جانب الثوار السوريين بسبب اندفاعة عناصرها وخبرتهم التقنية

اطمة (سورية) ـ ا ف ب: تؤكد مصادر في المعارضة السورية المسلحة ان المجموعات الجهادية التي تقاتل في سورية ورغم قلة عددها تلعب دورا مهما بسبب اندفاعة عناصرها وخبرتهم التقنية.

واذا كانت المجموعات الجهادية تضم بغالبيتها سوريين متطرفين، الا انه يوجد في صفوفها ايضا متطوعون اجانب تتزايد اعدادهم باستمرار ويتولون في غالب الاحيان تنفيذ العمليات النوعية ضد قوات الرئيس بشار الاسد.

ويؤكد جمال الدين ابراهيم (35 عاما) وهو قائد كتيبة من الجيش السوري الحر في حلب ‘ان قوتهم تكمن في انهم لا يخافون الموت’، مضيفا ‘في احد الايام كنا نتعرض لنيران قناص، واقتحم احد المجاهدين المكان وصولا الى مدخل المبنى ودخل وقتله. لا يمكن لاي من رجالي ان يقوم بذلك.

وقال +لقد اتيت هنا للموت+’.

والجهاديون الذين يعملون على هامش تحركات الجيش السوري الحر يقاتلون في مجموعات تحظى باستقلالية ولا تخضع الا لاوامر قادتها، يتعاونون في بعض الاحيان مع مقاتلي الجيش الحر، لكنهم يشنون ايضا عملياتهم الخاصة.

ويضيف جمال ابراهيم ‘نتعاون جيدا’، موضحا ‘اذا لم يعد لدي ذخائر، سيعطونني اياها. لكن حين ينتهي الهجوم يعود كل منا الى قاعدته’.

وفي كل مناطق سيطرة الجيش السوري الحر، يتهرب الجهاديون من اي اتصال مع الصحافة ويسيطرون على اعلامهم عبر مواقع الانترنت التابعة للمتطرفين. وهم بغالبيتهم من قدامى المجاهدين ضد الولايات المتحدة في العراق او افغانستان، ويشتبهون بالصحافيين متخوفين من ان يكونوا جواسيس.

وفي فيلا في اطمة قرب الحدود التركية يجوب حوالىي عشرين جهاديا، بعضهم ذو ملامح غربية والاخرون سود، الحي على متن دراجات نارية صينية رفعت فوقها الاعلام السوداء التي كتب عليها ‘الشهادة’ و’لا اله الا الله، ومحمد رسول الله’.

لكنهم يصوبون سلاحهم خلال اي مبادرة اتصال حتى بدون كاميرا او آلة تصوير. ويقول مهرب محلي انه ساعد في دخول ‘عشرات الجهاديين الاجانب’ الى سورية. وفي منزل كبير مجاور، جاء ابو سعيد وهو احد القادة المحليين لجماعة النصرة لينقل حوالى عشرة اجهزة لاسلكي من اصل من 120 قدمها ثري لبناني للثوار.

وعند اول سؤال من صحافي يبتسم قائلا ‘يجب عدم الحديث عن النصرة، ذلك قد يكون خطيرا، حتى بالنسبة اليكم’.

وفي تقرير نشر في لندن اعتبرت مجموعة الابحاث كويليام ان ‘الغالبية الكبرى من المقاتلين في هذه الشبكات هم سوريون مع عدد مقاتلين اجانب يتراوح بين 1200 و1500’.

واعتبر التقرير ان ‘المجموعات الجهادية تلعب دورا مهما بشكل متزايد في البلاد’، مضيفا ان ‘فروع تموين هذه الجماعات بالاسلحة والمال وكذلك المكون الاتني-الديني للانتفاضة السورية سيجتذبان بالتأكيد نحوها عددا كبيرا من المقاتلين، بعضهم عناصر سابقين في الجيش السوري الحر وآخرون قدموا من الخارج’.

وخبراء المتفجرات الذين تلقوا تدريبا في العراق او افغانستان قدموا للثوار خبرة تقنية مهمة في صنع عبوات ناسفة او سيارات مفخخة وكذلك انتحاريين يشنون هجمات على المباني الرسمية للنظام.

والاعتداء الذي استهدف الاربعاء مجمع الاركان العامة للقوات السورية في دمشق تبنته مجموعة جهادية تدعى ‘تجمع انصار الاسلام’.

وهناك مجموعات مثل النصرة تستخدم خطابا عنيفا ضد الغربيين على غرار القاعدة وتتوعد بعدم وقف القتال الا حين تعتمد الخلافة الاسلامية في كل المنطقة، الى حد ان بعض الخبراء يشتبهون بانهم صنيعة اجهزة الاستخبارات السورية.

وفي صفوف الجيش السوري الحر، يقلل القادة من دور المجاهدين الاجانب واهميتهم مدركين بان ذلك يترك صورة سلبية.

وقال العقيد من الثوار احمد الفج لوكالة فرانس برس ‘لو ساندتنا الدول الغربية منذ البداية، لما كنا وجدناهم هنا. لم نكن لنحتاج اليهم. وانا اؤكد لكم انه بعد النصر، لن يطرحوا اي مشكلة وسنهتم بامرهم. الشعب السوري لا يدعمهم، انه الى جانبنا’.

وهذا ما حصل في الاونة الاخيرة في باب الهوى، احد المراكز الحدودية مع تركيا. فقد كانت تسيطر عليه مجموعة جهادية بقيادة ابو محمد العبسي وقامت برفع العلم الاسود على المركز. وامرتها كتيبة ‘الفاروق’ في الجيش السوري الحر بمغادرة المكان، لكنهم لم يمتثلوا لهذه الاوامر. وبعد ايام عثر على جثة ابو محمد في حفرة.

قوى سورية معارضة في الداخل تدعو مجلس الأمن إلى إطلاق حل سلمي لإخراج سورية من أزمتها

دمشق ـ يو بي آي: دعت قوى سورية معارضة في الداخل، الخميس، مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ موقف فوري لإطلاق حل سملي لإخراج سورية من أزمتها التي تهدد السلم والاستقرار في المنطقة.

وقالت هذه القوى في رسالة وجّهتها إلى رئيس مجلس الأمن الدولة باسم ‘قوى وأحزاب المعارضة السورية للتغيير الديمقراطي السلمي’، إن ‘أي جهد يجمع الأطراف السورية حول طاولة الحوار هو جهد إيجابي، وإنّ أيّ جهد من شأنه زيادة التوتر وصبّ الزيت على النار هو جهد سلبي وعلى حساب الشعب’.

وأضافت أن ‘العقوبات الاقتصادية التي فرضت على الشعب السوري، تحت ذريعة أنها تستهدف النظام السوري، قد فاقمت الوضع وزادته سوءاً وأوصلت مناطق في سوريا إلى حافة الكارثة الانسانية’.

وطالبت مجلس الأمن بدفع البلدان والدول المتورطة في الأزمة السورية الى تحمّل مسؤولياتها في وقف تدفق السلاح إلى الأراضي السورية.

ودعت هذه الدول إلى استخدام نفوذها من أجل البدء بالحوار الوطني السوري الشامل، والانتقال إلى مناخ آمن من أجل التغيير والخروج المنشود من الأزمة إلى دولة وطنية ديمقراطية مستقلة.

يشار الى أن قوى المعارضة السورية في الداخل عقدت مؤتمراً موسّعاً يوم الاربعاء بمشاركة سفراء الصين وروسيا وإيران، ولفتت في بينها الختامي الى أنها ستوجه رسائل إلى مجلس الأمن والإتحاد الأوروبي والمبعوث الأممي الى سوريا الأخضر الإبراهيمي.

جمهورية الخطف

الأزمة السورية أفرزت صناعة رائجة لكسب المال

إنها مهنة الخطف التي عوّضت عن بطالة أصابت حياة السوريين. أما الأسباب وراء انتشار هذه الظاهرة منذ اندلاع الأزمة فمتعددة. البعض بات يتصيّد البشر بهدف الحصول على المال، فيتحول في كثير من الأحيان إلى خاطف «رحيم» يفاوض أسر الضحايا على المبالغ المالية ويخفضها بما يتناسب مع ما يتوفر لدى الأسر. لكن البعض الآخر يلجأ للخطف لتحقيق مكاسب سياسية لا تؤثر على مجريات الحرب المشتعلة، فيما يختار آخرون هذا الأسلوب للحصول على أسلحة. وأخيراً يبرز خطف المبادلة. فبعض الأسر تفضل أن تتولى بنفسها تحرير أبنائها عبر مبادلتهم بالمخطوف، ليتحول السوريون جميعهم إلى أهداف محتملة دون أي قدرة على ضبط هذه الظاهرة

دمشق | «من التالي على لائحة الخطف؟». سؤال يراود السوريين اليوم مع كل درب سفر بين مدينة وأُخرى، ومع كل طريق إلى العمل يضطرون للسير فيه مجردين من أي وسيلة للدفاع عن أنفسهم سوى قهرهم اليومي الذي يحتل صفحات موقع التواصل الاجتماعي مع صور مفقوديهم وآمال باستعادتهم.

في سوريا لا أحد محصّناً ضد الخطف. والأمثلة باتت لا تعد ولا تحصى، بدءاً من رجل الأعمال سليم دعبول، ابن مدير مكتب الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تم تحريره لاحقاً، وصولاً إلى مذيع التلفزيون السوري محمد السعيد الذي لم يُعرَف مصيره حتى الآن، وليس انتهاءً بما يرويه أحمد، المواطن العادي، عن فصول مأساة خطف شقيقه ذي السادسة عشرة سنة.

أحمد المعارض لا يستثني أحداً من شبهة خطف أخيه المراهق الذي لا علاقة له بالسياسة والثأر. أخبار من هُنا وهناك تتناهى إلى أسماع العائلة، فتارةً تدور الاتهامات حول «شبيحة النظام الذين أرادوا الانتقام من عائلة الشاب المعارضة». وتارةً تصلهم معطيات أن «عناصر الجيش الحر وراء عملية الاختطاف باعتبار العائلة من الطائفة المستهدفة والمتهمة بالالتفاف وراء النظام الذي يقتل الشعب».

لكن اتصال الخاطفين أخيراً للمطالبة بأربعة ملايين ليرة فدية انتشل الوالدين من يأسهما، إذ جدد آملهما بأن ابنهما حيّ، لتبدأ مأساة جمع المبلغ وانتظار سماع صوت الولد، وهو ما لم يحصل بعد.

اتصالات عديدة قام بها أحمد مع أجنحة من الجيش الحر في تركيا والداخل لمحاولة العثور على اخيه. الجميع وعد بالمساعدة وجلب أخبار أو محاولة استعادة الشاب المخطوف دون أي جدوى.

أمر الخطف في سوريا لم يعد سياسياً، بل متعلق بالفوضى التي تملأ البلاد. الخطف أضحى فرصة للكسب، كما أن هناك من يخطف لأسباب سياسية أو اقتصادية. ويبقى محظوظاً من تكتب له العودة حيّاً، دون أن يسقطه حظّه العاثر في أن يكون جزءاً من صورة لإحدى المجازر التي تملأ الشاشات.

يشرح الدكتور هيثم (اسم مستعار) لـ«الأخبار» ظروف خطفه على يد عصابة من اللصوص، الأمر الذي كان له وقع كارثي على عائلته والعاملين معه. فهو يشغل وظيفة حسّاسة في الدولة. وفي حال كان الخطف سياسياً فسيفضي إلى مقتله فوراً.

وروى ما تعرض له قائلاً :«لم يكونوا من الجيش الحر». ويضيف بالقول: «أخذوني إلى مزرعة تحوي ستة أشخاص أظن أن عليهم أحكاماً بالسجن، فمظهرهم يوحي بأنهم هاربون من العدالة». بعدها جاءت مقايضة الدكتور بالمال، إذ اتصلت العصابة بعائلته طالبة خمسة ملايين ليرة للإفراج عنه. لكن المبلغ لا يكون نهائياً في العادة. وبعد مفاوضات تم خفض المبلغ إلى مليونين. وتمت إعادته، إثر ذلك، إلى ذات المزرعة التي خُطِف منها بعد تسليم المبلغ إلى رجلين ملثمين يركبان دراجة نارية.

في اللاذقية، تماثل شروط الخطف على الهوية ظروف القتل السائدة. الخطف هُناك يملأ طرق السفر بين اللاذقية وجسر الشغور وحلب. وهو غالباً ما يتمّ على أساس طائفي وينتهي بعودة المخطوف جثة إلى عائلته حتى لو دفعوا المبلغ المطلوب. بعض المجموعات التي تنفذ هذه العمليات تنسب نفسها إلى «الجيش الحر» و«المجاهدين». وبالتالي فإن إثبات تهمة موالاة النظام بحكم الطائفة يعني الموت حُكماً. في المقابل، وجدت مجموعات أُخرى في الخطف فرصة للرزق وكسب المال. نوع آخر أيضاً من الخطف بات سائداً في سوريا اليوم. الخطف والخطف المضاد كان سلاح الناس الذين اضطروا في الساحل السوري إلى استعادة مختطفيهم بأيديهم. أبو زهير يوضح طريقة استعادته لابنه المختطف من قبل من سماهم «ثوار الحفة». وتحدث كيف تم اللجوء إلى خطف اثني عشر شخصاً من الحفة ينتمون إلى البيئة الحاضنة للمعارضة المسلحة، ما أدى إلى الإفراج الفوري عن ولده الذي عاد مشوّهاً جرّاء التعذيب.

ويراوح عدد المخطوفين بين ألفين وثلاثة آلاف شخص، مجهولي المصير منذ بداية الحراك منتصف آذار 2011، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويعتبر الاختطاف السياسي هو الأسوأ في سوريا. وتملأ لوائح العار صفحات «الفايسبوك» مع تهديدات لشخصيات موالية للنظام، غالبيتها عسكرية، تتعرض بداية لتهديدات بضرورة الانشقاق عن الجيش السوري، وفي حال الرفض تُخطَف وتُقتَل.

الضابط خالد و. ظهر بدايةً عبر موقع «اليوتيوب» مختطفاً وآثار التعذيب واضحة على ملامحه، إلا أنه أعلن انشقاقه في تسجيل آخر عبر «اليوتيوب» أيضاً، إنما بعد مدة من احتجازه لدى كتيبة تسمي نفسها «سيوف الشهباء» وتتبع للجيش الحر في حلب.

عائلة الضابط رفضت الحديث خشية على حياة رب أسرتها. إلا أن سامح، وهو أحد الجيران، يذكر أن عائلة الضابط اتصلت بجوّاله فأتاها صوت رجل غريب يسمي نفسه «أبو الغضنفر» أعلن أن خالد لدى الجيش الحُر وأخبرهم بأن لا مطالب لدى الكتيبة إلا قتله، لأنه لم ينشق تلبيةً للبيان. استجداءات العائلة لقيت صداها لدى الخاطفين، إذ أعطت الضابط عدة ساعات أخرى كفرصة للحياة، إلى حين تجهيز قائمة أسماء لمعتقلين لدى النظام السوري بهدف مقايضتهم بالأسير. ويتابع سامح: «لم تطُل الساعات حتى اتصل الخاطفون بالعائلة لوضعها أمام خيارين وهما: إما تأمين سلاح وهو عبارة عن طلقات روسية و10 قناصات و 10 بنادق روسية و 5 قاذفات آر بي جي، أو تأمين مبلغ عشرة ملايين ليرة».

وبما أن الخاطف السوري «رحيم»، فمن عاداته الاستماع إلى رجاءات عوائل المخطوفين وخفض المبلغ المطلوب إلى عُشرِه أحياناً. وفي حالة خالد فإن المبلغ تحول إلى مليون واحد، ثم انخفض ليصبح 300 ألف حملها أحد أفراد العائلة واتجه إلى حي صلاح الدين في حلب حيث مكان احتجاز الضابط. وهُناك تم تسليم المال إلى شاب لا يتجاوز الثامنة عشرة من عمره. لم يقبل الخاطف أبو الغضنفر إعادة الضابط رغم حصوله على المبلغ، معتبراً أن المال هو ثمن الإبقاء على حياته فقط. إلا أنه سمح بمقابلة جرت بين الضابط وقريبه حامل المبلغ، دامت نصف ساعة في منزل مكون من غرفتَين، ويحوي 14 شخصاً.

فيما بعد أصبح جوّال خالد قيد الخدمة. ولاحقاً عندما دخل الجيش السوري إلى حي صلاح الدين، نقل خالد إلى تل رفعت ليظهر أخيراً على اليوتيوب في مقطع مصور يعلن انشقاقه ويتوقف بناء عليه راتبه من الدولة السورية.

المعتقلون والمفقودون

لن يكون أعضاء هيئة التنسيق الثلاثة المفقودين، ومن بينهم عبد العزيز الخير (الصورة) آخر المتوقع وجودهم في ضيافة الاستخبارات السورية، حيث تُتهم القوى الأمنية من قبل المعارضين بالقيام بخطف عدد من النشطاء، منهم راما العسس إحدى أوائل المشارِكات في الحراك التي اعتقلت سابقاً بعد صدور مذكرة توقيف بحقها.

ولا يمكن لمن يفقد عزيزاً مجهول المصير إلا أن يتنفس الصعداء عندما يعرف أنه محتجز لدى القوى الأمنية، كما الحال في صفحات الثورة التي تهتم بأخبار المفقودين. ولسخرية القدر، تنشر صور بعض المخطوفين ممن تعتبرهم محظوظين، وقد ذيلتها عبارة: «الحمد لله. إنه متواجد لدى القوى الأمنية». ومثال ذلك فقدان أثر الشاب رياض محمد مشاكل، المقيم في مخيم اليرموك بدمشق، والذي خيّمت الفرحة على وجه أحد أصدقائه عندما تبيّن أنه معتقل لدى إحدى الجهات الأمنية.

ولا تزال أعداد المعتقلين في بلاد الشام منذ بداية الأزمة غير معلنة، مع تقديرات بتجاوز عددهم العشرين الفاً.

معارك “غير مسبوقة” على عدة جبهات في حلب

أ. ف. ب.

تدور اشتباكات غير مسبوقة في مدينة حلب حيث أعلن مقاتلو المعارضة الخميس بدء هجوم “حاسم”، فيما تقوم القوات النظامية السورية باقتحام أحياء يسيطر عليها المعارضون في دمشق.

بيروت: تقوم القوات النظامية السورية باقتحام احياء يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شمال العاصمة دمشق في هجوم تتخلله اعتقالات وتدمير منازل، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.

وقال المرصد ان “القوات النظامية تقوم باقتحام احياء برزة وجوبر والقابون بمدينة دمشق” مشيرا الى ان هذه العملية “رافقها قطع للطرق المؤدية للحي وعمليات دهم وتكسير للمنازل واعتقالات طالت اعدادا من المواطنين في حي برزة”. كما اعلنت الهيئة العامة للثورة السورية التي تضم شبكة من الناشطين المناهضين للنظام عن “حملة امنية وعسكرية كبيرة” على هذه الاحياء الثلاثة.

وافادت الهيئة في بيان عن “حملة امنية وعسكرية كبيرة على احياء جوبر والقابون وبرزة شمال دمشق ابتدأت امس (الخميس) في حيي جوبر والقابون ويتم استكمالها اليوم” مشيرة الى ان الحملة “شملت اقتحامات وتفتيش للبيوت واعتقالات طالت بعض الشباب، كما سجلت حالات سرقة وتخريب للبيوت والمحال التجارية”.

من جهتها اعلنت لجان التنسيق المحلية المعارضة ان “قوات النظام تقتحم حي برزة بعدد كبير من الجنود وانتشار للدبابات على مفارق الحي وتشن حملة اعتقالات ومداهمات عشوائية طالت عددا من الشبان وسرقة ونهب للمحال التجارية وسط اطلاق نار كثيف لارهاب الاهالي”.

واكد النظام مرارا على “تطهير” العاصمة من “الارهابيين” لكن المعارك لم تتوقف بين الجنود ومقاتلي المعارضة بالرغم من التفوق العددي للقوات النظامية. وشهدت دمشق الخميس هجوما استهدف مقر هيئة الاركان العامة وتبناه “تجمع انصار الاسلام-دمشق وريفها” و”جبهة النصرة”، ما ادى الى مقتل اربعة حراس.

معارك حلب

وتدور معارك على نطاق “غير مسبوق” و”على عدة جبهات” الجمعة في حلب ثاني مدن سوريا حيث اعلن مقاتلو المعارضة الخميس بدء هجوم “حاسم”، على ما افاد بعض السكان والمرصد السوري لحقوق الانسان. ويغطي الدخان الأبيض الناتج عن القصف والمعارك المدينة الواقعة في شمال سوريا.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان إن “المعارك على نطاق غير مسبوق ولم تتوقف منذ الخميس” مضيفا انه “في السابق كانت المواجهات تجري في شارع او شارعين من قطاع معين، لكنها تدور الان على عدة جبهات”.

كما أفاد سكان في احياء بوسط المدينة يسيطر عليها النظام وكانت حتى الان بمنأى من اعمال العنف مثل السليمانية وسيد علي، عن اطلاق نار “غير مسبوق”. وقال زياد (30 عاما) المقيم في السليمانية متحدثا لوكالة فرانس برس ان “المواجهات لم تتوقف، وكذلك اطلاق النار، الجميع كان مذعورا. لم يسبق ان سمعت ما يشبه ذلك من قبل”.

وقال المرصد والسكان ان هذه الاحياء تعرضت لقصف بقذائف الهاون بكثافة غير مسبوقة من قبل مقاتلي المعارضة. وقال احد السكان طالبا عدم كشف اسمه “هذه اول مرة ارى ذلك في السيد علي. عادة نسمع طلقتين او ثلاث، لكن الامر هذه الليلة كان غير مسبوق”.

كما تتعرض الاحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة شرقا لقصف متواصل منذ الخميس من قبل القوات النظامية. وقال المراسل ان عمليات القصف في هذه المناطق يليها اطلاق نار بالاسلحة الرشاشة بشكل شبه متواصل.

مقاتلون يريدون حسم المعركة

وبعد ظهر الخميس، أعلنت مجموعة مقاتلة بارزة معارضة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد بدء هجوم حاسم في حلب بعد ظهر الخميس الذي شهد هجمات واشتباكات في محيط مواقع استراتيجية للقوات النظامية في كبرى مدن شمال سوريا وريفها.

وقال ابو فرات الضابط المنشق واحد قادة لواء التوحيد المعارض الاكبر في المدينة لوكالة فرانس برس “هذا المساء، اما ان تكون حلب لنا او نهزم”. وذكر المرصد السوري أن “اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية في احياء الاذاعة وسيف الدولة واحياء اخرى في مدينة حلب يشارك فيها مئات المقاتلين”.

وبقيت حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا لفترة طويلة في منأى عن النزاع المستمر منذ اكثر من 18 شهرا، لكنها تشهد منذ 20 تموز/يوليو الماضي معارك حقق بنتيجتها المقاتلون خروقات مهمة، لينكفئوا بعدها الى الدفاع عن مواقعهم في وجه قوة نيران كثيفة للقوات النظامية مدعومة من سلاح الطيران.

وكان المقاتلون نفذوا بدءا من صباح الخميس سلسلة هجمات على مواقع استراتيجية في المدينة وريفها بحسب المرصد، تخللتها “اشتباكات عنيفة بالقرب من مطار النيرب العسكري” في المحافظة. كما هاجم المقاتلون “حواجز ونقاط تجمع للقوات النظامية في ريفي حلب الغربي والجنوبي” بحسب المرصد، الذي اشار الى “انفجار سيارة مفخخة فجرا عند حاجز ايكاردا للقوات النظامية على طريق حلب دمشق الدولي”.

ونقل مراسل فرانس برس في حلب نقلا عن مصدر عسكري في الجيش السوري ان جنودا اطلقوا النار بعدما رفض سائق باص الامتثال لأوامرهم على احدى نقاط التفتيش الواقعة قرب مدينة البرقوم على بعد 25 كلم جنوب مدينة حلب.

وقتل عضو في لجان الحماية المدنية الكردية في قرية إيسكان في ريف مدينة عفرين في محافظة حلب “اثر اشتباكات دارت امام منزله مع عناصر من كتيبة صلاح الدين التي لقي احد عناصرها مصرعه في الاشتباكات ايضا”، بحسب المرصد.

تفجير أنبوب للنفط

كما اقدم مجهولون على تفجير انبوب للنفط في منطقة ام مدفع بجنوب الحسكة (شمال شرق)، في عملية ترافقت مع خطف مدير محطة تل البيضا لضخ النفط، بحسب المرصد. وشملت العمليات العسكرية دمشق وريفها ومحافظات ادلب (شمال غرب) وحمص (وسط) ودرعا (جنوب) واللاذقية (غرب)، وادت الى سقوط 59 قتيلا الخميس بحسب المرصد.

من جهة اخرى، تبنت “جبهة النصرة” الاسلامية المتطرفة الخميس التفجيرين اللذين استهدفا الاربعاء مقر هيئة الاركان العامة في دمشق، واوقعا 14 قتيلا بحسب المرصد مع الاشتباكات التي تلتهما، لتصبح بذلك ثاني مجموعة اسلامية تتبنى العملية علنا بعد “تجمع انصار الاسلام-دمشق وريفها”.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان ومتحدث باسم الجيش السوري الحر في محافظة دمشق افادا ان اربع مجموعات بينها تجمع انصار الاسلام شاركت في العملية.

في هذا الوقت، دعا ناشطون عبر الانترنت الى المشاركة اليوم الجمعة في التظاهرات الاسبوعية المناهضة للنظام تحت شعار “جمعة توحيد كتائب الجيش السوري الحر”. وتفتقر المجموعات المقاتلة ضد قوات النظام في سوريا للتنسيق في ما بينها ولهيكلية واضحة.

روسيا تتهم الغرب بزرع الفوضى

سياسيا، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس ان الغربيين “زرعوا الفوضى في العديد من المناطق (في العالم). والان ينتهجون السياسة نفسها في دول اخرى لا سيما في سوريا”. وتأتي مواقف الرئيس الروسي غداة اجتماع وزاري لمجلس الامن خصص للربيع العربي، احتلت الازمة السورية حيزا واسعا من نقاشاته، وبدا واضحا خلاله التباين الغربي-الروسي حيال مقاربة الازمة.

وسبق لروسيا والصين ان استخدمتا حق النقض “الفيتو” في وجه استصدار قرارات من مجلس الامن تدين النظام في سوريا. كذلك شهدت الامم المتحدة الاربعاء اجتماعا عربيا للبحث في شروط تدخل عسكري “عربي” محتمل في سوريا، بعد الدعوة القطرية الى “تدخل عربي سياسي وعسكري” لحل الازمة، واقتراح ايران الحليف الاوثق للاسد، على لسان رئيسها محمود احمدي نجاد، تشكيل مجموعة اتصال جديدة حول سوريا.

وتتفاقم الازمة الانسانية المرافقة للاحداث السياسية والميدانية. وقد توقعت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة الخميس ارتفاع عدد اللاجئين السوريين من 300 الف حاليا الى اكثر من 700 الف بنهاية سنة 2012.

ورفعت المنظمة الدولية الى 487.9 ملايين دولار طلبها من الاموال التي تحتاجها لمساعدة اللاجئين السوريين الى الدول المجاورة.

واشار المنسق المكلف اللاجئين السوريين في المفوضية بانوس مومتزيس الى ان العدد “مبني على الاتجاهات” في حركة النزوح، والتي تظهر ان “ما بين ألفين وثلاثة آلاف لاجىء يعبرون الحدود يوميا” الى تركيا ولبنان والاردن والعراق. واعلن مكتب المفوضية في بيروت الخميس ان عدد اللاجئين الذين سجلوا اسماءهم لدى المفوضية او تواصلوا معها للقيام بذلك، بلغ 80 ألف شخص.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/764611.html

مبادرة مصر الرباعية… جنين ولد ميتًا

صبري عبد الحفيظ حسنين

يشكك الجميع في نجاح المبادرة الرباعية التي أطلقتها مصر، فالسعودية هجرتها منذ الاجتماع الأول، وقطر أربكتها بدعوتها لتدخل عسكري عربي لحل الأزمة السورية، ويجتمعون على التحذير من تحويل سوريا إلى عراق آخر أو صومال جديد.

القاهرة: على الرغم من محاولات الرئيس المصري محمد مرسي المستميتة لإنجاح مبادرته الرباعية لحل الأزمة السورية، وعلى الرغم من طلبه من دول العالم مساندته في تلك المهمة في الخطاب الذي ألقاه أمس الأربعاء امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أن خبراء سياسيين ومعارضين سوريين يعربون عن قلق متزايد من عدم جدوى تلك المبادرة في حل الأزمة التي دخلت شهرها الثامن عشر، وخلفت وراءها نحو 30 ألف قتيل ونحو مليوني ونصف مليون مشرد ولاجىء.

تباعد الآراء

أبدى المراقبون للمشهد السوري شكوكهم حول قدرة المبادرة الرباعية التي أطلقها مرسي على إيجاد حل سياسي سريع للأزمة السورية. وزاد من تلك الشكوك رفض المملكة العربية السعودية، إحدى الدول المكونة للمبادرة بجانب إيران وتركيا ومصر، حضور الإجتماع الأول للمبادرة في القاهرة.

لم تحصد مبادرة مصر بشأن سوريا دعمًا يذكر من قبل الدول العربية ذات التأثير

وتزامنت المبادرة  المصرية هذه مع دعوة أمير قطر إلى تدخل عسكري عربي في سوريا، لدعم الثورة المشتعلة ضد حكم آل الأسد منذ منتصف شهر آذار (مارس) 2011، ما أدى إلى تشتيت الجهود العربية وإنقسام المجتمع العربي الرسمي على نفسه.

على الرغم من أن المبادرة تهدف إلى وقف إراقة الدم السوري بالأساس، إلا أن مرسي يصرّ على أن وقف نزيف الدم لن يكون إلا برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وإحداث تغيير جذري في بنية نظام الحكم، في حين تصرّ إيران على رفض المقترح المصري، غير آبهة بأي حل سياسي يتضمن إقصاء الأسد وأقاربه وزمرته من الحكم. هذا التناقض في المواقف يجعل الوصول إلى نقاط اتفاق أمراً صعب المنال.

الفشل يلاحقها

ووفقًا للمعارض السوري في القاهرة معتز شقلب، ستلقى المبادرة المصرية  مصير جميع المبادرات السابقة، بدءًا من المبادرة العربية التي تبنتها قطر، مرورًا بمبادرة الجامعة العربية التي تبناها أمين عام الجامعة نبيل العربي، وإنتهاء بمبادرة المبعوث الأممي كوفي أنان.

وأوضح شقلب لـ “إيلاف” أن الفشل هو المصير المحتوم للمبادرة المصرية، على الرغم من جدية أطروحاتها، مشيرًا إلى أن إيران “تدعم بشار الأسد بقوة في إبادته للشعب السوري ولن تقبل برحيله، في حين لن يقبل الشعب السوري بغير رحيل هذا الرجل الذي يقتل شعبه ليل نهار، وهو المطلب نفسه الذي يتبناه مرسي، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان”، لكنّ ايًا منهما لا يملك الأدوات الكافية لممارسة ضغوط قوية على إيران، لرفع الغطاء السياسي والعسكري عن بشار الأسد وحمله على الإستجابة لمطالب شعبه.

ولفت شقلب إلى أن السعودية انسحبت من الإجتماع الأول للمبادرة، بعدما رفضت إيران إدراج بند رحيل بشار الأسد على طاولة المناقشات، وتأكدت من عدم جدوى هذا الحوار.

مصير القذافي

يبدي السفير صلاح فهمي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، شكوكه بشأن إمكانية نجاح المبادرة الرباعية في حل الأزمة السياسية في سوريا.

وقال فهمي لـ”إيلاف” إن الرئيس بشار الأسد يرفض التوصل لحلول وسط، وبالتالي فإن جميع المؤشرات “تؤكد أنه يسير نحو مصير القذافي”، مشيرًا إلى أن لكل من تركيا وإيران ومصر والسعودية، المشاركة في اللجنة الرباعية، “أغراضاً سياسية في المنطقة، وبالتالي فكل دولة تبحث عن الحل من منظورها السياسي والإستراتيجي”، وقد ظهر هذا الخلاف واضحًا في الإجتماع الأول، بعد أن انسحبت السعودية منه.

 عراق آخر

وعن مبادرة أمير دولة قطر في الجمعية العامة للأمم المتحدة بطلب تدخل الدول العربية عسكريًا في سوريا، أكد فهمي أن التدخل العسكري العربي في سوريا “يحول المنطقة إلى حرب أهلية”، متوقعًا ألا تحظى تلك المبادرة بإجماع الدول العربية، وأن ترفضها مصر التي لا تقبل بأي تدخل عسكري لحل الازمة السورية.

وأضاف فهمي أن الشعب السوري “هو الوحيد القادر على حل أزمته، والمبادرات التي تطلق يوميًا تصب جميعها نحو تحقيق أغراض سياسية، وقطر تبحث عن دور سياسي”. أضاف: “لا استبعد أن تقف أطراف غربية وراء مبادرة التدخل العسكري العربي، من إجل توجية ضربة عسكرية ضد سوريا وتحويلها إلى عراق جديد بالمنطقة”.

صومال جديد

بحسب وجهة نظر السفير عبدالله الأشعل، مساعد وزير الخارجية  الأسبق وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، فإن إطلاق مصر مبادرتها الرباعية يهدف إلى “البحث عن حلول سياسية للأزمة السورية عبر الدول المؤثرة في المنطقة، والقادرة على إيقاف نزيف الدم هناك”.

وأضاف الأشعل لـ”إيلاف” أن تلك الدول الأربع قادرة على مساعدة مصر لحل الأزمة السورية، ولكن المشكلة “تكمن في عدم وجود إرادة حقيقية من جانب إيران بالتخلي عن مساعدة ودعم نظام بشار الأسد، بينما ترى السعودية ومصر وتركيا ضرورة ترك الرئيس السوري السلطة وتحقيق انتقال سلمي للحكم”، معتبرًا أن الخلاف حول التوجهات السياسية للازمة بين الدول الأربع سيشكل عائقاً كبيرًا أمام نجاح المبادرة المصرية الرباعية لوقف المجاز التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه.

ورفض الأشعل مبادرة أمير دولة قطر بالتدخل العسكري في سوريا، مشككًا في النوايا التي تقف وراء تلك المبادرة، ومتوقعًا أن تكون لها نتائج سلبية على المنطقة كلها، وأن تتحول سوريا إلى صومال جديد.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/764542.html

اقتراح قطر لتدخل عسكري عربي في سوريا صعب التحقيق

أ. ف. ب.

لا تبدو الدعوة التي وجهها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى تدخل عربي عسكري في سوريا سهلة التحقيق لما تحمله من تداعيات محتملة أولها النزاع الاقليمي.

دبي: تبدو دعوة قطر لتدخل عسكري عربي في سوريا صعبة التحقيق عمليًا وسياسيًا، وقد تفتح الباب امام نزاع اقليمي، كما أن سوابق التدخل العربي المشترك غير مشجعة، بحسب محللين.

واكد امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني امام الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك الثلاثاء أنه تم “اللجوء الى مختلف السبل (في سوريا) من دون طائل … من الافضل للدول العربية نفسها أن تتدخل انطلاقًا من واجباتها الانسانية والسياسية والعسكرية وأن تفعل ما هو ضروري لوقف سفك الدماء”.

واستذكر الشيخ حمد تجربة قوات الردع العربية التي ارسلت الى لبنان في 1976، الا أن هذه التجربة تحولت الى ازمة بحد ذاتها اذ انسحبت القوات العربية ليبقى الجيش السوري وحده ويخوض نزاعات مع عدة اطراف. ولم تنسحب سوريا من لبنان الا في 2005.

وقال الخبير في شؤون الدفاع والارهاب مصطفى العاني لوكالة فرانس برس: “هناك تجربتان في السابق لتدخل عسكري عربي بموجب قرار من الجامعة العربية: قوات الردع في لبنان والقوات العربية التي ارسلت الى الكويت في 1961 لمواجهة مطالبات العراق بالكويت. التجربتان فاشلتان سياسيًا وعسكريًا”.

ورأى العاني أنه لن يكون هناك توافق سياسي عربي حول فكرة انشاء قوة عربية لسوريا، كما أن “الدول العربية لا تملك القدرات العسكرية كقوة رادعة ولا تملك القيادة الموحدة ولا تملك التنسيق، فبعد حروبهم مع اسرائيل، لم يطور العرب منظومة قادرة على فرض السلام أو حفظه”.

كما أن أي تدخل عسكري في سوريا التي يتمتع النظام فيها بدعم من ايران وروسيا، قد يفتح الباب امام نزاع اقليمي محتمل، كما اضاف.

وقال إن “التدخل العربي يفتح الباب لتدخل مضاد من قبل ايران وامام حرب اقليمية”.

وبحسب المحلل، فإن “التدخل العربي غير موجود في موازين القوى”.

وبحثت دول عربية عدة في الامم المتحدة الاربعاء شروط تدخل عسكري عربي محتمل في سوريا فيما أيّد الرئيس التونسي منصف المرزوقي في تصريح لوكالة فرانس برس ارسال “قوة حفظ سلام عربية” الى هذا البلد.

وفيما يستمر العنف بالتفاقم في سوريا حيث بلغت حصيلة الضحايا اكثر من 30 الف قتيل، تبدو المساعي السياسية والدبلوماسية في حالة جمود مع فشل المجتمع الدولي مرارًا في التوافق على مقاربة مشتركة.

وتعطل روسيا والصين تبني قرارات اقترحتها الدول الغربية في مجلس الامن لممارسة ضغوط على النظام السوري.

وبدوره، رأى المحلل يزيد الصايغ من مركز كارنيغي للشرق الاوسط أنه “ليس هناك اجماع عربي دبلوماسي، فكم بالحري أن يكون هناك اجماع على جهد عسكري لا بد أن يكون جهدًا صداميًا”، وبالتالي، فإن الاقتراح القطري “غير قابل للتنفيذ”.

كما أن أي جهد عسكري من هذا النوع يتطلب بحسب الصايغ “جهدًا من الدول المتاخمة، العراق ولبنان والاردن وتركيا”، مؤكدًا أنه “لا لبنان ولا العراق مستعدان لهكذا تدخل، وحتى الاردن قد لا يكون مستعدًا”.

وتعليقًا على الدعوة القطرية، قال الخبير البريطاني نيل بارتريك في تحليل مكتوب إن امير قطر “لا يفكر بالتأكيد بارسال قوة شبيهة بالقوة الصغيرة التي ارسلت الى لبنان في تموز/يوليو 1976 (…) إنه يريد تغيير النظام ويرى امكانية مشاركة قوات عربية في تحقيق ذلك”.

الا أن الخبير تساءل عما يمكن أن يكون دور الجيش القطري الصغير في هكذا عملية على الرغم من دور لعبته قوات قطرية على الارض خلال النزاع الاخير في ليبيا.

كما رأى أنه “يصعب تخيل مشاركة الجيش السعودي في القوة التي يقترحها الشيخ حمد”، مشيرًا الى أن التدخلات السعودية السابقة المحدودة تمت في دول تقع “في فنائها الخلفي” مثل ارسال قوات الى البحرين تحت غطاء خليجي في 2011 والدخول في نزاع محدود مع المتردين الزيديين الشيعة في شمال اليمن عام 2009.

كما أنه “ليس من المرجح حصول قطر على مباركة الامم المتحدة لأي قوة تقوم باكثر مما قامت به مهمة المراقبين في سوريا”، فيما “يصعب ايضًا تخيل تهافت دول عربية كثيرة للمشاركة في هذه القوة من دون ضوء اخضر من مجلس الامن”، بحسب بارتريك.

وبالنسبة الى بارتريك فإن اقتراح قطر يعكس “رغبة في فعل شيء، أو بالتحديد، في قول شيء” ازاء الوضع في سوريا.

وعن دوافع قطر، يرى العاني أن الاقتراح يعكس قناعة لدى جميع الاطراف، بما في ذلك النظام السوري، بأن “الوضع يجب أن يحسم ميدانيًا، ولا يوجد حل دبلوماسي أو سياسي، بل الحسم سيكون مثلما حسمت الامور في ليبيا وليس كما في اليمن”، حيث خرج الرئيس علي عبدالله صالح بموجب اتفاق سياسي.

واذ قال إن “الاقتراح القطري هو للخروج من الجمود السياسي والدبلوماسي” توقع تشكل قوة عسكرية دولية “خارج اطار مجلس الامن” تتدخل في سوريا “بعد الانتخابات الاميركية”.

وبدوره ايضًا، اعتبر يزيد الصايغ أن التصريح القطري مجرد “تعبير عن استياء ووضع الإصبع على التقصير الدولي والتقصير الغربي بالتحديد”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/764590.html

ثوار حلب لا يقاتلون إلا للحفاظ على مواقعهم

أ. ف. ب.

في مقر قيادة كتيبة التوحيد، وهي الأكبر في حلب، يعزو قادة الثوار السوريين طول أمد المعركة في هذه المدينة الى قلة الذخائر المتبقية لديهم والتي تتيح لهم مجرد الدفاع عن مواقعهم مع قلة من القناصة.

حلب: يعاني الثوار في حلب نقصا في الذخائر الأمر الذي يدفعهم للقتال فقط للحفاظ على مواقهم دون التمكن من الهجوم. ومن اجل اجتماع المساء، يصل قادة الوحدات الواحد تلو الاخر من قواعد اقيمت في أحياء سيف الدولة والعزة وصلاح الدين والاميرية شرقا. وبعضهم يرتدي العباءات والبعض الاخر لباسا مدنيا او بنطالا مع سترة عسكرية. وبينهم مقاتلون يلفون رؤوسهم بعصبة عليها شعار اسلامي او رجال تظهر على أذرعهم الاوشام.

وكلهم تقريبا يتحدثون عن النتيجة نفسها وهي ان الامور لا تتحرك في حلب بسبب عدم وجود ذخائر لدى مقاتلي المعارضة. وبعدما حققوا في نهاية تموز/يوليو تقدما كبيرا في مستهل المعارك في هذه المدينة الكبرى في شمال سوريا التي بقيت لفترة طويلة بمنأى عن حركة الاحتجاج، لم يعد الثوار يقاتلون الان الا للحفاظ على مواقعهم.

ويقول ابو فرات احد قادة كتيبة التوحيد “منذ شهر، الجبهة لم تعد تتحرك”. ويعزو هذا الضابط المنشق عن الجيش النظامي الوضع الى نقص الذخائر. ويقول احد الرجال “الدول التي تقول انها تدافع عن حقوق الانسان يجب ان ترسل لنا ذخائر” فيما يكرر كل قائد وحدة العبارة نفسها “لم يعد لدينا ذخائر”.

ويقول احد الثوار ان “قادة الخارج، لم اتلق منهم اية رصاصة” في اشارة الى قادة الجيش السوري الحر الذين اعلنوا عودتهم الى سوريا بعدما امضوا حوالى سنة ونصف السنة لاجئين في تركيا. ويؤكدون انهم بعدما صادروا خمسة الاف بندقية رشاشة وحوالى 2500 قاذفة صواريخ من ثكنة في حي حنانو خلال الهجوم الاخير، اصبح الثوار الان تنقصهم الذخائر.

وقال احد القادة “انتم الشباب، مطلعون على فايسبوك ومواقع الانترنت، وجهوا دعوة للحصول على هبة، قوموا بشيء ما”. وينظر القادة إلى خارطتين، احداهما معلقة على لافتة خشبية والاخرى مطبوعة من موقع غوغل.

وفيما يشيرون الى مواقع على الخارطة يبحثون عن مكاسب النهار. فبعض الشوارع اصبحت في ايدي المعارضة المسلحة فيما لا تزال اخرى خارجة عن سيطرتها ويتقدم الثوار عبر جدران مبان سكنية تخترقها الفجوات.

ويقول احد كبار قادة الكتيبة “اليوم نحن نسيطر على ما بين 60 و 70% من حلب ومئة بالمئة من بلدات المنطقة”. لكن سلاح الجو لدى النظام يسيطر وحده على الاجواء ويقوم بقصف منتظم. ومن الملاحظ ان القوات النظامية لا تزال تسيطر على عدة طرقات تربط حلب بالحدود التركية الى الشمال.

ويقول رجل ضاحكا “في احد الايام هاجمنا الجيش وقتلنا واصبنا عشرات الجنود بجروح لكن مثل العادة اعلنت وسائل الاعلام الرسمية عن عملية ناجحة ضد العصابات الارهابية المسلحة ومقتل مئات الارهابيين”.

والسلطات التي لا تعترف بحركة الاحتجاج تعتبر المعارضين والثوار بانهم “عصابات ارهابية مسلحة” تبث الفوضى في البلاد. وبعد استعراض وضع عمليات اليوم، يحين الوقت للحديث عن الغد. وقال ابو فرات لقائد وحدة “لقد رصدنا عقيدا في الجيش يقتل مدنيين. انها منطقتك واطلب منك الاهتمام بذلك. واذا اردت يمكنني اعطاؤك قناصا”.

فقد انشق احد قناصة الجيش وحمل معه خوذته المجهزة بمنظار، وهو سلاح من صنع ايراني بحسب الثوار. وهذا المقاتل الجديد مهم جدا لثوار حلب حيث اصبحت تدور غالبية المعارك بين القناصة.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/764433.html

اشتباكات وقصف عنيف لريف دمشق.. وقوات الأمن تغلق ساحة العباسيين

تفجير أنبوب للنفط في الحسكة أدى إلى حريق كبير.. وأنباء عن نزوح العلويين من حي مزة 86 في العاصمة

بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»

شهدت مناطق سورية عدة قصفا كثيفا بالطائرات المروحية والمدفعية، لا سيما في مدينة حلب وأحيائها، فيما وقعت مواجهات بين قوات الأمن السورية و«الجيش السوري الحر»، لدى مهاجمة نقاط وحواجز نظامية. أما في دمشق، فقد تجدد القصف أمس على حي التضامن بقذائف الهاون واستهدف شارع الشهداء بعدد من القذائف، فيما ذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن «قوات النظام أغلقت ساحة العباسيين وسط دمشق بالتزامن مع انتشار كبير لعناصر الجيش والشبيحة والمدرعات»، مشيرة إلى أن «ما لا يقل عن 300 عنصر من الجيش بالعتاد الكامل انتشروا بالشوارع المحيطة بالساحة، مع حملة دهم وتفتيش للمنازل».

وفي جوبر، اقتحمت قوات الأمن الحي بأعداد كبيرة من الجنود، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين عناصر «الجيش الحر» وقوات الأمن في منطقة السيدة زينب. وفي حي القدم، أفادت لجان التنسيق المحلية بالعثور على خمس جثث أعدموا ميدانيا على يد قوات النظام. وفي ريف دمشق، استهدف قصف عنيف بالطيران الحربي جبال قارة المحاذية للحدود اللبنانية، فيما أصيب عدد من الجرحى جراء القصف بالطيران الحربي على منطقة شبعا. كما تعرضت بلدات حمورية والقاسمية والعتيبية ويبرود والقيسا والعبادة والغوطة الشرقية لقصف عنيف من القوات النظامية.

وفي اللاذقية، أوضح عضو تنسيقيات الثورة في اللاذقية عمار حسن، لـ«الشرق الأوسط»، أن «قصفا مدفعيا عنيفا مصدره من كتيبة الدفاع الجوي الواقعة قرب جسر الصناعة، استهدف مناطق جبل التركمان وقرى ناحية ربيعة»، لافتا إلى أن «الطيران الحربي ألقى براميل متفجرة فوق جبل الأكراد، وتحديدا بلدة خضرا». وأشار حسن إلى «حملة اعتقالات طالت حي الطليبة والعوينة والرمل الجنوبي»، في موازاة «قصف متقطع على منطقة سلمى وجبل الأكراد ودورين لليوم الـ120 على التوالي».

وفي الحسكة، فجر مجهولون أنبوبا للنفط عند منتصف ليل الأربعاء/ الخميس في منطقة أم مدفع جنوب الحسكة مما أدى إلى حدوث حريق كبير نتيجة تسرب النفط الخام. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «الهجوم ترافق مع اختطاف مدير محطة تل البيضا لضخ النفط». وتعد الحسكة المحافظة الأكثر غنى بالنفط في سوريا، تليها دير الزور المجاورة، وسبق لأنابيب نقل النفط أن تعرضت للتفجير منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد. مع العلم أن الإنتاج النفطي تراجع في سوريا من نحو 420 ألف برميل يوميا منذ تاريخ بدء الاحتجاجات في منتصف مارس (آذار) 2011، إلى أقل من نصف هذه الكمية، وهي باتت مخصصة في غالبيتها للاستهلاك الداخلي. وتحرس الحقول النفطية بفرق من القوات النظامية متخصصة بذلك.

وفي إدلب، تساقطت قذائف الهاون على الحي الشمالي لمدينة معرة النعمان، فيما قتل خمسة أشخاص على الأقل وأصيب عدد كبير من الجرحى جراء القصف العنيف على مدينة خان شيخون. وتعرضت سراقب لقصف مدفعي عنيف، فيما استهدفت مدفعية النظام جسر الشغور.

وفي حماه، أفاد ناشطون بوقوع انفجار في حي البياض، كما تعرضت بلدات في ريف حماه للقصف. واستهدف الطيران الحربي أنحاء في منطقة كفرزيتا، وتحديدا مزرعة تل عاس. واقتحمت قوات الأمن السورية قرية الخالدية مدعومة بالدبابات والمدرعات، وشنت حملة دهم واعتقال بالتزامن مع إحراق عدد من المنازل.

وفي حمص، استهدف الطيران الحربي ببراميل «تي إن تي» المتفجرة قرى جوسية والزراعة والنزارية في القصير مترافقا مع قصف بالمدفعية والدبابات. كما اقتحمت قوات الأمن مدرسة سوق الهال الثانوية في بانياس وسط حملة اعتقالات عشوائية، عقب خروج مظاهرة فيها طالبت بالإفراج عن الطلاب المعتقلين.

وحول الارتفاع غير المسبوق في عدد الضحايا الذي شهدته سوريا أول من أمس، أفاد ناشطون في دمشق بوصول نحو 150 جثة إلى مستشفى دمشق أول من أمس (الأربعاء)، ويرجح أنها تعود إلى قوات من الأمن والجيش والشبيحة قضوا في الهجوم على مقر قيادة الأركان في دمشق يوم الأربعاء، ونقل الناشطون عن مصادر في المشفى تأكيدهم أن برادات المشفى والتي تستقبل غالبا جرحى قوات النظام لم تعد تتسع للجثث، ولم تتمكن «الشرق الأوسط» من التأكد من صحة تلك المعلومات التي تسربت أمس غداة يوم اعتبر الأكثر دموية منذ انطلاق الثورة قبل 18 شهرا، وبحسب مصادر المعارضة فقد قتل أكثر من 307 أشخاص، غالبيتهم قضوا في مجازر إعدامات ميدانية في ريف دمشق وقعت إثر الهجوم على مقر الأركان.

في غضون ذلك، تحدث ناشطون في دمشق عن حركة نزوح كبيرة للعائلات العلوية من حي مزة 86 حيث يتركز أبناء الطائفة العلوية الفقيرة وينتمي إليها غالبية الشبيحة الذين يؤازرون قوات الأمن ويتهمون بارتكاب أفظع المجازر. علما أن الحي شهد يوم الأربعاء حالة تأهب وغليان قصوى عقب ورود أنباء الهجوم على مقر الأركان، وصدر عن الشبيحة هناك توعد بالرد بأعمال انتقامية مما أثار موجة من الرعب والخوف من الانتقام بعد ارتكاب النظام مجازر في أحياء ومناطق ريف دمشق ذات الغالبية السنية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير نشر أمس إن أكثر من 300 شخص قتلوا في سوريا يوم الأربعاء منهم 55 شخصا قتلوا في ريف دمشق منهم 40 على الأقل أعدموا بالرصاص في بلدة الذيابية جنوب شرقي العاصمة.. بينما قدر ناشطون في لجان التنسيق المحلية والهيئة العامة للثورة عدد القتلى في الذيابية بنحو 107 أشخاص قضوا بمجازر ارتكبتها قوات الأمن. وأظهرت فيديوهات وزعها الناشطون صفوفا من جثث ملطخة بالدماء ملفوفة بحرامات، كما قتل 16 شخصا من عائلتين في حي برزة بالعاصمة بينهم نساء وأطفال وشيوخ.

وازدادت وتيرة عنف قوات النظام على نحو غير مسبوق في دمشق يوم الأربعاء، فبالإضافة للقصف العنيف لوحظ ازدياد تنفيذ الإعدامات الميدانية بالرصاص أو ذبحا بأدوات حادة، في أعمال ترمي إلى الترويع، وقال ناشط في دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن «المجازر التي ارتكبتها قوات النظام في ريف دمشق جاءت عقب الهجوم على قيادة الأركان في حي أبو رمانة، وبينما كانت الاشتباكات دائرة هناك بين قوات الجيش الحر وقوات النظام كانت عناصر الأمن والشبيحة ترتكب المجازر في المناطق الثائرة في دمشق وريفها، وتم ذلك بعد قطع أوصال المدينة وإغلاق مداخلها»، وأضاف الناشط أن «الهدف من ذلك كان منع وصول أي مؤازرة للمهاجمين في أبو رمانة، وترويع المناطق الثائرة في ضربة استباقية كي لا تتحرك في حال ورود أي معلومات حول الهجوم على قيادة الأركان». كما ربط الناشط، الذي رفض الإفصاح عن اسمه، بين تزايد عدد المجازر في ريف دمشق والمناطق الثائرة وتزايد العمليات الهجومية للجيش الحر وقتل المزيد من قوات النظام، لافتا إلى أن «الأمر يبدو انتقاما لكنه أيضا ضربات لإضعاف الحاضنة الاجتماعية للجيش الحر من خلال الترويع»، مؤكدا أن «هذه الطريقة ليست جديدة على النظام السوري حيث استخدمها في الثمانينات، فقد كانت ترتكب أفظع المجازر وأكثرها ترويعا في المكان الذي يشهد مقتل شخص من النظام، وقد طبقها في الثمانينات لقمع التمرد المسلح، ويقال إنه استقاها من مستشارين من الاتحاد السوفياتي».

الطيران السوري يقصف جرود بلدة عرسال اللبنانية.. والجيش يفجر منزلا في مشاريع القاع

رئيس بلدية عرسال يؤكد احتلال القوات السورية 4 كيلومترات من أراضي البقاع

بيروت: يوسف دياب

تجدد أمس الخرق السوري للأراضي اللبنانية في منطقة البقاع، وأفادت مصادر ميدانية بأن «الطيران السوري قصف بعد الظهر (أمس) جرود بلدة عرسال». وتحدثت عن «سقوط ثلاثة صواريخ في أعالي هذه المنطقة الجبلية الوعرة» من دون معرفة الأهداف التي قصفها. في حين نقل موقع «النشرة» عن مصدر عسكري لبناني تأكيده أن «قصف الطيران الحربي السوري كان داخل الأراضي السورية ولم يطاول الأراضي اللبنانية بخلاف ما ذكرت بعض وسائل الإعلام».

وسبق هذا القصف الجوي اجتياز قوة من الجيش السوري الحدود، حيث دخلت منطقة مشاريع القاع وفجرت منزل المواطن اللبناني محمد عقيل الراضي. وأكد مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا الخرق حصل قبل الظهر من دون معرفة الأسباب»، لافتا إلى أن «هذا الخرق وقع بعد اشتباكات عنيفة كانت تدور داخل الأراضي السورية القريبة من مشاريع القاع، وربما حصل ذلك بحجة مطاردة عناصر مسلحة»، مشيرا إلى أن «منطقة مشاريع القاع تعرضت لإطلاق نار كثيف من أسلحة خفيفة ومتوسطة من الجانب السوري»، مضيفا أن «هذه الخروقات تحصل دائما بسبب تداخل الأراضي اللبنانية والسورية وعدم وجود حدود مرسومة تفصل بين حدود البلدين».

إلى ذلك، أكد رئيس بلدية عرسال، علي الحجيري، أن «الطيران الحربي السوري قصف بالفعل حدود جرود عرسال؛ أي داخل الأراضي اللبنانية». وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لم تتوافر معلومات عن وقوع إصابات نتيجة هذا القصف»، معتبرا أن «هذا القصف بالطيران هو الثاني من نوعه، وحصل من دون أي مبرر، كما هو حال الاعتداءات السورية المتواصلة». وحول دخول القوة العسكرية السورية الأراضي اللبناني في مشاريع القاع، قال: «كل المنازل اللبنانية والمزارع القريبة من الحدود السورية دمرها وأتلفها الجيش السوري النظامي على مدى الأشهر الماضية»، مؤكدا أن «الجيش السوري لا يحتاج إلى أسباب ومبررات ليدخل الأراضي اللبنانية». وردا على سؤال عما يحكى عن وجود لعناصر الجيش السوري الحر على الحدود، ويتمركزون أحيانا في المناطق اللبنانية الوعرة في جرود عرسال ومشاريع القاع لشن هجمات على القوات النظامية، قال: «ليس هناك أي وجود للجيش السوري الحر، إنما الوجود هو للجيش الأسدي الذي يحتل أراضي لبنانية بطول أربعة كيلومترات، بدءا من جوسا وصولا إلى رجم العفريت، ومن لا يصدق ذلك عليه أن يأتي إلى هذه المنطقة ويشاهد ذلك بأم عينيه»، مؤكدا أن «القوات السورية لم تكتف باحتلال هذه الأراضي اللبنانية، إنما حفرت فيها آبارا للمياه وأقاموا فيها مشاريع، ومنعت أصحابها من الدخول إليها وقطف مواسمها».

إلى ذلك، نقلت محطة المؤسسة اللبنانية للإرسال (LBCI) عن مصادر عسكرية لبنانية، تأكيدها أن «المنطقة الجردية الممتدة من مشاريع القاع وحتى جرود عرسال، وبعمق نحو كيلومتر داخل الأراضي اللبنانية، تشكل ما يشبه الشريط الحدودي لتحركات للجيش السوري الحر الذي يقاتل ضد نظام الرئيس بشار الأسد». ولفتت المصادر إلى أن «هذا الشريط لا يحوي قواعد عسكرية ثابتة للمقاتلين السوريين المعارضين، ولكنهم يتحركون ضمنه في حركة خروج ودخول من وإلى الأراضي السورية لمهاجمة مواقع للجيش السوري»، مشيرة إلى أن «قدرة عناصر الجيش السوري الحر على التحرك في تلك المنطقة ناتج عن ثلاثة عوامل، الأول: عدم وضوح وترسيم خط الحدود. الثاني: الغطاء الذي تؤمنه البساتين الموجودة في تلك المنطقة وما تحويه من ينابيع ومآكل وغرف ومنازل زراعية تتيح للعناصر المسلحة المكوث ولو لأوقات ليست بطويلة. والثالث: البيئة اللبنانية الحاضنة التي يساعد بعض أهلها هؤلاء المسلحين لوجيستيا».

وأكدت المصادر العسكرية للمحطة أن «الجيش اللبناني يحاول ضبط هذا الشريط الحدودي رغم خطورته ووعورته، وذلك بما يتوافر له من إمكانات، فاللواء السادس منتشر هناك وتم تعزيزه بكتيبة إضافية وبوحدات من الفوج المجوقل، كما ينتشر أيضا فوج الحدود ولا سيما في النقاط المتاخمة لخط الحدود وهي الأكثر سخونة». وكان أفيد بوقوع ثلاثة حوادث اصطدام بين الجيش اللبناني ومسلحين سوريين: الأول مع عناصر من الجيش السوري الحر سجل على بعد 15 كيلومترا من الحدود عند حاجز المحطة في جرد رأس بعلبك عندما اعترض الجيش اللبناني سيارة «بيك آب» كانت تقل عناصر من «الجيش الحر» مع أسرى من الجيش السوري النظامي، والثاني سجل في وادي الشاحوط في جرد عرسال على بعد كليومتر واحد من الحدود قرب نبع للمياه وتخلله صدام بين الجيش اللبناني والمسلحين السوريين، في حين أن الحادث الثالث سجل في خربة داود على بعد خمسة كيلومترات من الحدود وتخلله أيضا صدام مع الجيش.

النظام السوري يهدم مئات المنازل في العاصمة دمشق لتحصين مراكزه الأمنية

ناشطون لـ «الشرق الأوسط»: هو يعتمد سياسة الهدم في العاصمة والحرق في الريف

بيروت: بولا أسطيح

ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات عنيفة جرت بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة التي هاجمت حواجز ونقاط تجمع للقوات النظامية في ريفي حلب الغربي والجنوبي».

وقصف الطائرات المروحية منذ الصباح الباكر أحياء السكري والفردوس وباب النصر وسليمان الحلبي والصاخور وبلدات مسكنة ومنبج وحريتان. وأفاد المرصد السوري بانفجار عنيف هز حي حلب الجديدة، في حين تم العثور على ثلاث جثث مجهولة الهوية في حي الأعظمية، وجثة رابعة مجهولة الهوية وعليها آثار تعذيب في بلدة السفيرة في ريف حلب.

وانفجر باص مفخخ أمس عند حاجز إيكاردا للقوات النظامية على طريق حلب دمشق الدولي، تبعته اشتباكات مع «الجيش الحر». وانفجر الباص بعدما رفض سائقه الامتثال لأوامر الجنود النظاميين على إحدى نقاط التفتيش الواقعة قرب مدينة البرقوم على بعد 25 كلم جنوب مدينة حلب، فأطلق الجنود النار على الباص مما أدى إلى انفجاره.

ويتحدث ناشطون دمشقيون عن سياسة جديدة يعتمدها النظام السوري للانتقام من الأهالي المعارضين له، تقضي بهدم منازلهم من دون إعطائهم حتى مهلة لإخراج محتوياتها. وفي هذا السياق يشير الناشط محمد السعيد، إلى أزمة حقيقية يتخبط فيها سكان هذه المنازل قبل فصل الشتاء لافتا إلى أن ما يزيد على 500 عائلة اليوم هدمت منازلها من دون سابق إنذار.

وفي التفاصيل يقول السعيد: «لقد هدمت قوات النظام المنطقة الصناعية بكاملها في حي القابون كما البيوت المحيطة بها في حين تعتبر هذه المنطقة أكبر سوق لقطع السيارات في العاصمة دمشق، وهي اليوم قد سويت بالكامل مما ترك خسائر فادحة بملايين الدولارات»، مشيرا إلى أن «النظام كان قد أعلن قبل 3 سنوات رغبته في إزالة هذه المنطقة كونها تشكل عائقا من حيث ضيق مساحتها مما يتسبب بزحمة خانقة، إلا أن مباشرة الهدم بشكل فجائي اليوم من دون مقدمات أو تعويضات يندرج في إطار الهدم الانتقامي الذي ينتهجه النظام في العاصمة».

ويكشف السعيد أن قوات الأمن «هدمت كذلك منذ يومين 8 أبنية مسكونة في حي الزهور وهجرت أهلها بهدف تحصين المراكز الأمنية المنتشرة في المنطقة، ومنها فرع الدوريات وفرع فلسطين»، ويضيف: «كما شهد حي الحجر الأسود عملية هدم ما يزيد على 180 منزلا و150 محلا تجاريا، علما بأن هذا الحي أصلا مليء بالنازحين». ويتحدث السعيد عن «سياسة هدم ينتهجها النظام في العاصمة مقابل سياسة حرق يتقنها في الريف»، لافتا إلى أنه «مؤخرا أحرق 75 منزلا في حي السنديانة في دوما ودمر الأسواق هناك بالكامل».

وتتلاقى المعلومات التي كشف عنها السعيد مع ما تحدث عنه ناشطون لمنظمة «أفاز» عن أن القوات النظامية ما زالت مستمرة منذ شهرين وحتى الآن بجرف وهدم بيوت المدنيين في منطقة القابون في العاصمة دمشق، حيث قال أبو عمر القابوني: إن «هناك محل تجاري، إضافة إلى بيت في المنطقة الصناعية في منطقة القابون قد هدموا بالجرافات بحماية من عناصر الجيش والقوى الأمنية خلال الشهرين الماضيين. مع العلم أن القوى الأمنية طالبت سكان بيت في المنطقة الصناعية بإخلاء بيوتهم قبل ستة أيام، وقالوا للأهالي بأنه من الممكن هدم الحارة خلال الأيام المقبلة». وأكد الناشط أبو بكر هذه الأرقام قائلا: «إن هناك لجنة بالحي تقوم بإحصاء البيوت التي تعرضت للهدم والجرف، وعلى الرغم من أن بعض البيوت هي بيوت عشوائية ولكن السلطات لم تنذر أصحابها مسبقا بل أمهلوهم ساعتين لأخد حاجياتهم الضرورية من المنزل».

المعارك تراوح مكانها.. والثوار يعلنون بدء «الحسم» في حلب

الجيش الحر يطلق يوميا 21 ألف طلقة في جبهتي صلاح الدين وسيف الدولة

بيروت: بولا أسطيح

اعلنت مجموعة مقاتلة بارزة معارضة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد بدء هجوم حاسم في مدينة حلب بعد ظهر أمس الذي شهد هجمات واشتباكات في محيط مواقع استراتيجية للقوات النظامية في كبرى مدن شمال سوريا وريفها.

وقال ابو فرات الضابط المنشق واحد قادة لواء التوحيد المعارض الاكبر في حلب لوكالة الصحافة الفرنسية «هذا المساء، اما ان تكون حلب لنا او نهزم». وشاهدت مراسلة الوكالة معارضين يتجمعون بالعشرات في مدارس في حي الاذاعة (شمال) ويشجعون بعضهم بعضا عبر اجهزة اللاسلكي.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان «اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية في احياء الاذاعة وسيف الدولة واحياء اخرى في مدينة حلب يشارك فيها مئات المقاتلين». وكان المقاتلون نفذوا بدءا من صباح أمس سلسلة هجمات على مواقع استراتيجية في المدينة وريفها بحسب المرصد، تخللتها «اشتباكات عنيفة بالقرب من مطار النيرب العسكري» في المحافظة.

كما هاجم المقاتلون «حواجز ونقاط تجمع للقوات النظامية في ريفي حلب الغربي والجنوبي» بحسب المرصد، الذي اشار الى «انفجار سيارة مفخخة فجرا عند حاجز ايكاردا للقوات النظامية على طريق حلب دمشق الدولي».

ويقول أحد كبار قادة الكتيبة «اليوم نحن نسيطر على ما بين 60 و70% من حلب و100% من بلدات المنطقة، لكن سلاح الجو لدى النظام يسيطر وحده على الأجواء ويقوم بقصف منتظم». وتراوح المعارك في حلب مكانها منذ أكثر من 3 أشهر بسبب ضراوة القتال الحاصل واستخدام النظام لأعتى الأسلحة من طيران الميغ إلى البراميل المتفجرة والمدفعية بغياب الأسلحة المتطورة في أيدي مقاتلي المعارضة. 15% من مدينة حلب أصبحت مدمرة، هكذا يختصر الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة محمد الحلبي الوضع هناك خلال تجوله بين الأحياء على وقع أصوات الرصاص والانفجارات. ويضيف: «الدمار هائل في المنطقة الشرقية كما أن هناك مباني محترقة بالكامل نتيجة استشراس النظام الذي يدك المدينة بآلاف القذائف يوميا».

وينقل الحلبي عن أحد قادة الكتائب التابعة للجيش الحر أن الثوار يطلقون يوميا 21000 طلقة في جبهتي صلاح الدين وسيف الدولة، حيث تدور معارك عنيفة منذ مدة، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إلى جانب هذه الجبهات المفتوحة فتحت مؤخرا جبهتان جديدتان في نزلة الفيض وحي بستان الزهرة، علما بأن الجيش الحر أنذر الذراع المسلح لحزب العمال الكردستاني بإمكانية اقتحام منطقتي الأشرفية والشيخ مقصود في حال استمروا بالوقوف إلى جانب النظام».

وفيما يؤكد الحلبي بأنه لا توجد أزمة ذخيرة لدى الثوار في حلب بقدر ما هي أزمة سلاح، يوافق نائب قائد الجيش الحر العقيد مالك الكردي هذا الحديث لافتا إلى أن هذا لا يعني أن الثوار يملكون فائضا بل فقط ما يكفيهم لمعاركهم. ويرد الكردي سبب عدم تقدم المعارك في حلب لعدم امتلاك عناصر الجيش الحر للسلاح المضاد للطائرات لصد هجوم الميغ التي بات النظام يستخدمها وبكثافة إلى جانب البراميل المتفجرة. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «كل الوعود بتزويدنا بسلاح مماثل لا تزال حبرا على ورق ونحن نحاول قدر الإمكان تأمين السلاح المطلوب من خلال العمليات التي نقوم بها على المراكز العسكرية».

بالمقابل تعاني قيادة كتيبة التوحيد من قلة الذخائر المتبقية لديها والتي تتيح لها مجرد الدفاع عن مواقعها مع قلة من القناصة.

ويقول أبو فرات أحد قادة كتيبة التوحيد «منذ شهر، الجبهة لم تعد تتحرك». ويعزو هذا الضابط المنشق عن الجيش النظامي الوضع إلى نقص الذخائر. ويقول أحد الرجال «الدول التي تقول: إنها تدافع عن حقوق الإنسان يجب أن ترسل لنا ذخائر» فيما يكرر كل قائد وحدة العبارة نفسها «لم يعد لدينا ذخائر». ويقول أحد الثوار إن «قادة الخارج لم أتلق منهم أي رصاصة» في إشارة إلى قادة الجيش السوري الحر الذين أعلنوا عودتهم إلى سوريا بعدما أمضوا نحو سنة ونصف السنة لاجئين في تركيا. ويؤكدون أنهم بعدما صادروا خمسة آلاف بندقية رشاشة ونحو 2500 قاذفة صواريخ من ثكنة في حي هنانو خلال الهجوم الأخير، أصبح الثوار الآن تنقصهم الذخائر.

مفوضية اللاجئين تتوقع نزوح أكثر من 700 ألف سوري بحلول نهاية العام الحالي

عبيدة فارس: نعاني في إيصال المساعدات.. وتكلفة الغذاء اليومي للنازحين 1.5 مليون دولار

بيروت: كارولين عاكوم

أعلنت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين الذين يفرون من سوريا سيرتفع من 300 ألف إلى أكثر من 700 ألف بحلول نهاية عام 2012، وهو ما يفوق بكثير الرقم الذي سبق لها أن أعلنته في وقت سابق، حين توقعت وصول عددهم إلى 185 ألفا، مع العلم أن عدد هؤلاء بدأ يتخطى هذه التوقعات في أغسطس (آب) الماضي.

وبناء على هذا الواقع زادت وكالات الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة توقعاتها بخصوص الأموال التي تحتاجها لسد احتياجات هؤلاء اللاجئين إلى 9.487 مليون دولار.

وأضافت المفوضية أن نحو 294 ألف لاجئ سوري فروا من الصراع في بلادهم عابرين إلى أربع دول مجاورة هي الأردن والعراق ولبنان وتركيا، أو ينتظرون التسجيل هناك. وقال بانوس مومتزيس، المنسق الإقليمي لشؤون اللاجئين بالمفوضية في تصريحات له: «هذه الخطة تشمل ما يصل إلى 700 ألف».

كذلك، وفي حين قالت منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري أموس إن نحو 2.5 مليون شخص تضرروا مباشرة أو بطريقة غير مباشرة من النزاع السوري وهم بحاجة لمساعدة، أعلنت مسؤولة كبيرة بالاتحاد الأوروبي أن تصاعد العنف في سوريا وصعوبة الوصول إلى المدنيين المحتاجين يعرقلان توزيع المعونات الإنسانية في البلاد.

ووفقا لتقديرات الاتحاد الأوروبي، فإن مليونين ونصف المليون سوري يحتاجون لمساعدة إنسانية بعدما كانوا يقدرون بمليون شخص فقط، في شهر مارس (آذار) الماضي، ومن بينهم 1.2 مليون شخص اضطروا إلى الفرار من منازلهم.

وفي هذا الإطار، أشار الناشط الحقوقي السوري، عبيدة فارس، إلى أن عدد النازحين السوريين اليوم يصل إلى نحو نصف مليون رغم أن الأعداد المتوفرة تشير إلى نحو ربع مليون، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ليس هناك أي جهة تمتلك أرقاما دقيقة حول عدد النازحين، وكل المؤسسات تعمل وفق تقديرات معينة وأهمها بحسب الأحياء وعدد سكانها». مؤكدا أن «الوصول إلى الأرياف التي يلجأ إليها النازحون بشكل كبير على اعتبار أنها أكثر أمانا من المدن حيث الأحياء مكتظة، يبقى أصعب من المدن وإن كانت تحت القصف، وذلك نظرا إلى بعدها وصعوبة الوصول إليها». أما عن الجهات التي تتولى مهمة تقديم المساعدات، فيشير إلى أن «هناك عددا كبيرا من المنظمات الحكومية التي تعمل على هذا الخط، إضافة إلى المؤسسات الحكومية التي تقدم الأموال إلى المنظمات السورية التي تقوم بدورها بجهود كبيرة على الأرض وقد وصل عددها إلى نحو 10 تم تأسيسها على أيدي مغتربين سوريين في أوروبا وأميركا ودول الخليج». وعما إذا كان هناك أي تحضيرات أو خطط معينة للمساعدات في ما يتعلق بإيواء النازحين في فصل الشتاء، يقول فارس: «من المتعارف عليه أن مشكلة النازحين تتضاعف في فصل الشتاء، كما أن التعامل معهم في هذا الفصل، يتطلب مبالغ مضاعفة، وبالتالي، فإنه لغاية الآن ليس هناك أي خطط في هذا الإطار، مع العلم أن تكلفة الغذاء اليومي للنازحين، أي تأمين الوجبات الثلاث، هي مليون ونصف المليون دولار أميركي، وهو مبلغ ليس من السهل تأمينه».

وقالت كريستالينا جيورجيفا، مفوضة الشؤون الإنسانية بالاتحاد الأوروبي بعد محادثات بشأن هذه القضية مع رؤساء وكالات الأمم المتحدة ووكالات دولية أخرى للمعونات، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة: «نحتاج إلى قدر أكبر من الحركة في سوريا حتى نتمكن من زيادة جهودنا.. هذه حرب في المدن، وهو ما يجعل من توزيع المعونات مهمة صعبة».

المجلس الوطني السوري يحث مسيحيي سوريا على الانخراط في الثورة

صبرا: نعول على الإرشاد الرسولي لتشجيعهم

بيروت: بولا أسطيح

رغم كل المساعي التي يبذلها قياديو المعارضة السورية المسيحيون لطمأنة القواعد الشعبية المسيحية في الداخل والحد من هواجسها بما خص المرحلة المقبلة على سوريا بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لا يزال قسم كبير من المسيحيين السوريين يقفون على حياد خوفا على مصيرهم إذا ما قرروا أن يكونوا طرفا في الأزمة الحاصلة.

ويبذل المجلس الوطني السوري جهودا جمة لحث مسيحيي سوريا على الانخراط بالثورة، وقد أصدر في هذا السياق أكثر من ورقة لطمأنتهم وكان آخرها رسالة توجه بها جورج صبرا الناطق الرسمي باسم المجلس أحد أعضاء مكتبه التنفيذي. ولعل الزيارة التي قام بها وفد من المجلس يوم السبت الماضي إلى الفاتيكان ولقائه بالبابا بنديكتوس السادس عشر خطوة كبيرة في سلسلة الخطوات التي يقوم بها المجلس لحث الكنيسة على اتخاذ موقف أكثر وضوحا من الثورة ما سيؤثر مباشرة على موقف مسيحيي الداخل.

وفي هذا السياق، أوضح جورج صبرا، الناطق الرسمي باسم المجلس أن «الهدف الأول من الزيارة للفاتيكان كان شكر البابا على الإرشاد الرسولي الذي وقعه خلال زيارته لبنان مؤخرا، والذي قدم من خلاله رسالة خاصة لمسيحيي سوريا حيث حيا الثورة السورية واعتبرها جزءا لا يتجزأ من الربيع العربي المطالب بالحرية والديمقراطية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن الزيارة خص بها البابا لبنان لكننا كسوريين اعتبرنا أنفسنا معنيين أوليين بها وبالإرشاد الرسولي الذي لا شك وفي سياق تطبيقه سيدفع الكنيسة خطوات إلى الأمام باتجاه رسم دور للمسيحيين في سوريا، الذين لطالما كانوا جزءا لا يتجزأ من مجتمعهم فكانت أجندتهم وطنية بعيدة كل البعد عن الأجندات الخاصة».

وأشار صبرا إلى أن وفد المجلس زار الفاتيكان ضمن وفد أحزاب الوسط الديمقراطية في العالم، وسلم البابا رسالة تشرح الأوضاع المأساوية التي يعيشها السوريون نتيجة إجرام النظام، وأضاف: «كما عرضنا في الرسالة لدور المسيحيين السوريين عبر التاريخ ودورهم المنشود بعد الثورة، مع تشديدنا على وجوب ألا يدعي أحد أن هناك من يحميهم لأن حماية وضمانة السوريين ككل هي الدولة المدنية في سوريا المستقبل».

وعما إذا اعتبرت المعارضة السورية دعوة البابا مؤخرا لوقف إرسال السلاح إلى سوريا لوقف الاقتتال، دعوة موجهة إليها، قال صبرا: «قرأنا التصريح بحرفيته، وهو دعا لوقف تصدير السلاح إلى سوريا وهذا ما يقوم به الروس والإيرانيون ويستورده النظام السوري، أما الثوار فسلاحهم نتيجة سيطرتهم على أسلحة جنود النظام ومراكزهم أو نتيجة بعض عمليات التهريب وكل هذا يندرج بإطار الحق الشرعي بالدفاع عن النفس». وذكر صبرا بأن السلاح لم يكن خيار الثورة التي بقيت 6 أشهر سلمية لكن بطش النظام وفظائعه أدت لحمل السلاح للدفاع عن النفس.

ونبه صبرا لمساعي النظام نقل المعركة من معركة بين شعب ونظام ديكتاتوري قاتل إلى معركة طائفية.

لافتا إلى أنه جند عددا من الأشخاص لتثبيت روايته وقال: «المسيحيون يتعمقون ويتجذرون أكثر فأكثر في الثورة وقد سقط عشرات الشهداء منهم والمئات في سجون النظام، علما بأن كنائسهم تماما كالمساجد هدمت بصواريخ النظام التي تستهدف الشعب بكل مكوناته وطوائفه».

وكان صبرا وجه مطلع الشهر الحالي وتزامنا مع زيارة البابا إلى لبنان، رسالة إلى مسيحيي سوريا حضهم فيها على «رفض استمرار النظام وتأييد الثورة والمساعدة على انتصارها»، مشيرا إلى أن «المسيحية الحقة ترفض الظلم والاستبداد والقهر، وتناهض التسلط والقتل وهدر الدماء، وهو ما يفعله نظام الطغاة في دمشق بالشعب السوري منذ عام ونصف العام على مرأى ومسمع العالم بأسره». وبعد أن عرض للكثير من الأسماء المسيحية التي لعبت أدوارا مهمة في عهود الاستقلال، خاطب المسيحيين بالقول: «كيف ترتضون اليوم أن يقرر أحد عنكم، وأن ترسم مصيركم ومستقبلكم سلطة دموية غاشمة وفاسدة، ولم تكونوا لتفعلوا ذلك من قبل؟! الثورة تناديكم، تفتح ذراعيها لمشاركتكم. وهي التي تصنع المستقبل لكم ولجميع السوريين».

مسؤولون أميركيون ولبنانيون: حزب الله يعزز دعمه للنظام السوري

حزب الله أصبح أكثر تورطا في الصراع السوري ولكنه يسعى للحفاظ على بقاء أنشطته طي الكتمان

بيروت: باباك ديغانبيشيه*

أكد مسؤولون حكوميون في الولايات المتحدة الأميركية ولبنان، أن حزب الله قد صعد من دعمه للحكومة السوري، حيث قام بإرسال مستشاريه العسكريين إلى سوريا لمساعدة النظام السوري في حربه الدامية ضد المعارضة.

ويعتبر تورط حزب الله في سوريا مؤشرا واضحا على أن الثورة السورية باتت تثير اهتمام جيران سوريا، وهو ما قد يؤدي إلى توسعة نطاق الصراع وتهديد استقرار المنطقة بأسرها. ومن ناحية أخرى، يمثل هذا التورط منعطفا يسبب قلقا شديدا بالنسبة للثوار السوريين الذين يواجهون بالفعل واحدا من أقوى الجيوش في المنطقة، ثم أصبح يتعين عليهم الآن التعامل مع ميليشيا منضبطة ومتطورة مثل حزب الله.

واتهمت الحكومة الأميركية حزب الله في الشهر الحالي بتقديم المساعدة للحكومة السورية، وهو الادعاء الذي نفاه الحزب. وسوف يمثل أي اعتراف بقيام حزب الله بتقديم المساعدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، مخاطرة كبيرة بتفاقم التوترات بين حزب الله والقوى السنية في لبنان، الذين يؤيدون المعارضة السورية، التي يشكل السنة غالبية أفرادها.

ولكن المسؤولين اللبنانيين يؤكدون أنه بات من الصعب إخفاء الدعم الذي يقدمه حزب الله للنظام السوري، والذي زاد بصورة ملحوظة منذ الانفجار الذي وقع في دمشق في يوم 18 يوليو (تموز) والذي أسفر عن مقتل أربعة من كبار المسؤولين الأمنيين في سوريا، بما في ذلك آصف شوكت – صهر بشار الأسد.

يقول المسؤولون والمحللون اللبنانيون إن ميليشيات حزب الله تحارب الآن – ويلقى بعض أفرادها حتفهم – في المعركة الدائرة في سوريا، رغم أن المسؤولين الأميركيين لم يؤكدوا بعد دور حزب الله في هذا الصراع. يستشهد المسؤولون اللبنانيون بالجنازات السرية التي تتم في المنطقة التي يسيطر عليها حزب الله في لبنان، حيث يتم تحذير عائلات «الشهداء» من الحديث حول الظروف التي أحاطت بمقتل أبنائهم.

وقال مسؤول حكومي لبناني متحالف مع كتلة سياسية معارضة لحزب الله، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية هذا الموضوع: «ينشط حزب الله في دعم النظام السوري من خلال إرسال ميليشياته إلى هناك»، مضيفا: «إنهم متورطون للغاية في القيام بدور قتالي والمشاركة في القتال هناك».

يمتلك حزب الله ميليشيات مدربة ومسلحة بصورة جيدة للغاية، تعتبر القوة المقاتلة الأكبر في لبنان، فضلا عن امتلاكه حزبا سياسيا قويا، يقوم بإدارة عدد من المنظمات التي توفر الخدمات الاجتماعية للمسلمين الشيعة، وهم المؤيدون الرئيسيون للحزب، في شتى أنحاء البلاد.

ويؤكد المسؤولون اللبنانيون أن الشباب الموالي لحزب الله يقومون بتجنيد متطوعين للقتال في سوريا ببعض القرى الواقعة جنوب لبنان وفي سهل البقاع في شرق البلاد، فضلا عن تنظيم جنازات سرية للشباب الصغير الذي يلقى حتفه في سوريا في بعض المناطق التي تعتبر معقلا للشيعة في لبنان.

وفي الشهر الحالي، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية عن فرض عقوبات على حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، فضلا عن اثنين آخرين من قيادات الحزب، لهما علاقة بالأنشطة التي يقوم بها الحزب في سوريا، متهمة حزب الله بـ«توفير التدريب والمشورة والدعم اللوجيستي الواسع للحكومة السورية»، مؤكدة أن حزب الله ساعد الحكومة السورية أيضا على دفع قوات الثوار للخروج من بعض المناطق في سوريا.

ويأتي الدور المتصاعد الذي يقوم به حزب الله في الصراع الدائر بسوريا في نفس الوقت الذي يتضح فيه قيام قوات الحرس الثوري الإيراني بلعب دور كبير في سوريا أيضا، حيث تؤكد وزارة الخزانة الأميركية أن الطرفين يقومان بتنسيق جهودهما العسكرية في سوريا وأن حزب الله ساعد قوات الحرس الثوري الإيراني على تدريب بعض القوات السورية.

يؤدي الصراع الدائر في سوريا إلى تقسيم المنطقة على أسس طائفية، حيث تدعم القوى الشيعية الرئيسية، إيران وحزب الله، حكومة بشار الأسد العلوية، وهي إحدى الطوائف المتفرعة من المذهب الشيعي، بينما تدعم المملكة العربية السعودية وقطر وكافة البلدان ذات الأغلبية السنية قوات الثوار، التي يشكل السنة غالبيتها.

وبسؤاله عن الدور الذي يلعبه حزب الله وقوات الحرس الثوري الإيراني في الصراع السوري، يقول مسؤول بارز في الاستخبارات الأميركية إن كلا الطرفين قد قاما بتوسيع وجودهما ودورهما في سوريا في الأشهر القليلة الماضية. يضيف نفس المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية هذا الموضوع، أنه من الواضح أن الطرفين قد توقفا عن القيام بعمليات أو تنفيذ هجمات في الوقت الحالي.

ربما يعتبر تورط حزب الله في الصراع السوري مؤشرا قويا على المعارك الشرسة التي تنتظر قوات الثوار في سوريا، حيث يتمتع مقاتلو حزب الله بخبرة كبيرة في حرب العصابات، نظرا لخوضهم حربا ضد الجيش الإسرائيلي عام 2006، التي لم يستطع الجيش الإسرائيلي حسمها لصالحه، لذا فإن وجود مقاتلي حزب الله في سوريا قد يعتبر أداة تكميلية مفيدة للغاية بالنسبة للجيش السوري، الذي يتمتع بالخبرة في الحروب التقليدية، حيث ستوفر للجيش السوري معلومات جيدة عن العمليات التي يقوم بها الثوار.

وبينما رفض المتحدث الرسمي باسم حزب الله، الذي تمكنا من الوصول إليه عبر الهاتف في بيروت يوم الجمعة الماضية، التعليق على المزاعم الخاصة بتورط الحزب في الصراع السوري.

-يؤكد المسؤولون الحكوميون اللبنانيون أن حزب الله قد أصبح أكثر تورطا في هذا الصراع، ولكنه يسعى للحفاظ على بقاء هذه الأنشطة في طي الكتمان، حيث يشدد مسؤول حكومي لبناني، وهو عضو في كتلة سياسية معارضة لحزب الله، على أن العشرات من مقاتلي حزب الله قد لقوا مصرعهم في سوريا.

لا يحصل مقاتلو حزب الله الذين يلقون حتفهم في سوريا على الجنازات العامة المهيبة التي يقوم الحزب بتنظيمها عادة لمقاتليه الذين يستشهدون في الاشتباكات التي تجري مع الجيش الإسرائيلي، وبدلا من ذلك، يتم دفن «الشهداء» بصورة سرية، ويتم التشديد على ذويهم بألا يتحدثوا عن الظروف التي أحاطت بمقتل أبنائهم، حسب ما أكد ثلاثة مسؤولين حكوميين لبنانيين، جميعهم أعضاء في كتلة سياسية معارضة لحزب الله.

يؤكد أحد هؤلاء المسؤولين الثلاثة أن عددا من الأسر قد اشتكت إلى حزب الله بصورة عنيفة من مقتل أبنائهم في سوريا ومراسم الدفن السرية التي جرت لهم. هناك جدل كبير يدور الآن داخل المجتمع الشيعي في لبنان، وحتى بين مناصري حزب الله، بشأن الصراع السوري، حيث يقول البعض إن الحرب في سوريا لا تحظى بنفس مكانة الكفاح ضد الإسرائيليين.

ويؤكد أحد هؤلاء المسؤولين أن إعلانات النعي الخاصة بمقاتلي حزب الله بدأت الظهور في بعض الصحف المحلية اللبنانية، مثل صحيفة «السفير»، من دون الإشارة إلى الظروف المحيطة بمقتل هؤلاء الأشخاص.

كان هناك استثناء واحد لمراسم الدفن السرية التي تجرى لمقاتلي حزب الله، حسب ما يؤكد لقمان سليم، وهو ناشط سياسي يدير مبادرة «هيا بنا» وهي مبادرة مدنية تهدف إلى جعل السياسات اللبنانية أقل طائفية، الذي كثيرا ما يتعرض بالنقد لحزب الله.

يقول سليم إنه في أوائل شهر أغسطس (آب) الماضي، لقي موسى علي شحيمي، وهو قائد عسكري بارز في حزب الله، مصرعه في سوريا، وتم تنظيم جنازة كبيرة له في لبنان من دون الإشارة إلى مكان أو سبب مقتله، بينما جرى تسليم جثث مقاتلي حزب الله الآخرين الذين لقوا مصرعهم في نفس وقت مقتل شحيمي إلى عائلاتهم في أوقات مختلفة، لتجنب لفت الانتباه.

قام موقع الانتقاد، وهو أحد المواقع الإخبارية الذي يديره بعض مناصري حزب الله، بنشر خبر عن جنازة شحيمي إلى جانب صورة مزعومة للجنازة في يوم 10 أغسطس. أظهرت الصورة وجود عدد من مقاتلي حزب الله وهم يحملون النعش الملفوف بعلم حزب الله، إلى جانب المئات من الأشخاص الذين كانوا يقفون في الشارع خلف النعش، بينما يؤكد الخبر الذي رافق الصورة أن شحيمي «قضى أثناء قيامه بواجبه الجهادي» من دون ذكر أي تفاصيل إضافية.

يضيف الخبر أن علي فياض وعلي عمار، اثنين من نواب حزب الله في البرلمان اللبناني، قد شاركا في مراسم الجنازة، وأن شحيمي قد تم دفنه في مقبرة «روضة الشهداء» ببيروت، وهو نفس المكان الذي دفن فيه عماد مغنية – القيادي العسكري الكبير في حزب الله الذي تم اغتياله في ظروف غامضة في العاصمة السورية دمشق عام 2008.

يقول سليم: «وحده موسى علي شحيمي هو من حظي بجنازة عامة»، مضيفا: «هناك جهاز كامل خاص بكيفية إدارة مثل هذه الجنازات».

ويشدد سليم على أن حزب الله يقدم مساعداته إلى الحكومة السورية في مجال الأخبار والدعاية أيضا، حيث يقوم خبراء الاتصالات في قناة «المنار» التلفزيونية التابعة لحزب الله بمساعدة قناة «الإخبارية» السورية الرسمية على تقديم الكثير من الأخبار المهنية من وجهة نظر الحكومة السورية.

ولكن الأمر الأكثر مدعاة للقلق بالنسبة لبعض اللبنانيين، هو وجود تقارير تفيد بقيام حزب الله باستهداف أعضاء المقاومة السورية بالقرب من المناطق الحدودية داخل الأراضي اللبنانية، حيث إن مثل هذه التقارير قد تشعل توترات طائفية مع السنة في لبنان.

أكد أحد كبار المسؤولين الأمنيين السابقين في لبنان أن الاشتباكات التي جرت بين الثوار السوريين ومقاتلي حزب الله داخل الأراضي اللبنانية في بداية فصل الصيف الحالي – قد أدت إلى مقتل اثنين من مقاتلي حزب الله.

يؤكد الكثير من المراقبين أن حزب الله يحاول عدم إثارة المشاكل في لبنان، حيث لا يرغب الحزب في انتشار الفتنة الطائفية داخل لبنان أو زعزعة استقرار الحكومة، التي يلعبون فيها دورا رئيسيا.

يقول بول سالم، مدير مركز كارنيغي لـ«الشرق الأوسط» في بيروت: «لا يرغب حزب الله في التسبب في وقوع نزاع داخل لبنان».

* ساهم في كتابة هذا التقرير غريغ ميلر من واشنطن، وسوزان هيدموس من بيروت.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

لافروف: الوضع في سوريا حرب أهلية

قال إن الأسد تعلم في الغرب.. وأصدقاؤه هناك وليس في روسيا

لندن: «الشرق الأوسط»

على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك قال سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، في لقاء تلفزيوني، إنه يرى الوضع في سوريا حاليا بمثابة حرب أهلية، محملا المسؤولية للدول التي تصر على ضرورة رحيل الأسد قبل بدء أي حوار، ولا تخفي دعمها للجيش السوري الحر الذي تهيمن عليه جماعة الإخوان المسلمين. ثمة عناصر ذات صلة بتنظيم القاعدة هناك، فضلا عن عناصر إرهابية أخرى.

وفي سياق رده على سؤال طرحه عليه الصحافي تشارلي روز حول ما إذا كانت الأزمة قد دخلت في طريق مسدود، أجاب بأن ذلك يعتمد على من تستمع إليه. فإذا كنت تستمع إلى الحكومة، على حد قوله، لن تجد أي مصدر مستقل وموضوعي عن الوضع العسكري. وقال: «نحن معنيون بدرجة أكبر بكيفية القضاء على هذه الحالة من الجمود».

ولدى سؤاله عن مقترحاته بشأن الإجراءات التي يمكن أن يتخذها العالم للقضاء على هذه الحالة من الجمود، أجاب قائلا «نحن نخطط للقيام بما اتفقنا عليه جميعا في يوم 30 يونيو (حزيران) في جنيف عندما أيدنا كوفي أنان، كان هناك اجتماع وزاري مع الـ5 أعضاء الدائمين بمجلس الأمن بحضور أمير قطر ووزير الخارجية التركي وسكرتير عام الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. استغرقنا بضع ساعات من العمل المضني في ذلك اليوم وتوصلنا إلى وثيقة تحمل اسم بيان جنيف بالإجماع ونعتقد أن هذه كانت بمثابة تسوية عادلة جدا بين الأطراف الفاعلة الخارجية الرئيسية والتي يجب فرضها على الأطراف المعنية. بعدها، تلقينا ردا إيجابيا من حكومة الأسد بشأن هذا البيان، ثم طلبنا من الحكومة تعيين محاورين لبدء حوار بشأن تشكيل هيئة حاكمة انتقالية. ومن المفترض أن تتمتع تلك الهيئة الحاكمة بصلاحية بدء الانتخابات وصياغة دستور جديد. بعدها، رفضت الحكومة الوثيقة تماما، ولكن مثلما ذكرت، كان هذا إجماعا من جانب جميع الأطراف الخارجية الرئيسية. لاحقا، اقترحنا تبني تلك الوثيقة في مجلس الأمن ورفض شركاؤنا ذلك».

وبسؤاله عما ينتظر أن يحدث للأسد بموجب هذه الوثيقة، أجاب بأنه بموجبها، يتحتم على حكومة الأسد تعيين محاورين والبدء في مناقشة على أساس الموافقة حول من سيمثل جزءا من الهيئة الحاكمة التي ستضطلع بمسؤولية صياغة الدستور الجديد والإعداد لإجراء انتخابات حرة نزيهة.

وحول ما إذا كان يرى أنه من المعقول أن يطلب من الأسد التنحي، بعد كل أعمال القتل الوحشية التي ترتكبها حكومته بحق السوريين الآخرين، قال إن هناك أولوية قصوى ألا وهي وقف أعمال العنف وإراقة الدماء، ومحاولة إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح البريئة. وهذا هو الموقف الذي انعكس في مؤتمر جنيف. أما البديل فهو الاستمرار في القتال بهدف الإطاحة بالرئيس الأسد، يبدو هؤلاء الذين اختاروا هذا الخيار مستعدين لدفع الثمن ممثلا في إزهاق أرواح بشرية.

وعند سؤاله عما إذا كان يعني أنه يلقي باللائمة على الثوار، وليس حكومة الأسد، في إزهاق أرواح الشعب السوري، قال إنه لا يهدف لتوجيه اللوم لأي طرف، وإنما يحاول عرض الموقف الواقعي. بعبارة أخرى، إذا ما اتفقنا جميعا على أنه يجب وقف إراقة الدماء وأن هذا هو دورنا، فإن جميع الأطراف الخارجية التي لها أي تأثير كان على الأحزاب السورية يجب أن تتحد وتأمرهم بوقف القتال، ثم الجلوس على طاولة مفاوضات لمناقشة مستقبل سوريا. وبسؤاله عما إذا كان يرى ضرورة إجراء محادثات مع الأسد والثوار لمناقشة خياراتهم ومحاولة الوصول إلى تسوية، أجاب بأنه إذا ما كانت أولوية إنقاذ أرواح بشرية هي أولويتنا القصوى، فسيكون هذا هو أقصر الطرق. أما إذا كانت أولى أولوياتنا هي الإطاحة بالأسد، مثلما كانت الأولوية القصوى هي خلع ميلوسوفيتش في يوغوسلافيا أو صدام حسين في العراق أو القذافي في ليبيا، فيجب أن يفهم الناس أن هذا سيختلف إلى حد ما عن إنقاذ الأرواح البشرية بشكل فوري. وأشار إلى أن روسيا تدين أي استخدام للقوة من دون تصديق مجلس الأمن.

وفي سياق سؤاله عن مزاعم مفادها أن حكومته قد انزعجت مما حدث في ليبيا في ما يتعلق بالإجراءات التي صدقت عليها المملكة المتحدة والأمم المتحدة واتخذتها الحكومة الفرنسية وعما إذا كان هذا قد يؤثر على رؤيته بشأن الإجراءات التي يمكن اتخاذها في سوريا، أشار إلى أن كلمة «الانزعاج» ليست بالكلمة الدقيقة، إنما الكلمة الأدق هي «الخداع» وعندما يتعلق الأمر بقضايا دولية على درجة كبيرة من الأهمية تهدد حياة مئات الآلاف من البشر، يكون للخداع ثمن باهظ. كان الخداع متعلقا بفرض منطقة حظر جوي. طرحت الفكرة لأول مرة إبان أزمة العراق. وكان التفسير الذي قدم في ذلك الوقت هو أن صدام حسين لا يملك حق التصرف في قواته الجوية وأن المجال الجوي العراقي سوف يخضع لرقابة من التحالف الذي صدق عليه مجلس الأمن.

وقال لافروف: «لا أعتقد أنني بحاجة لاسترجاع ما حدث في ليبيا. فقد تمثلت واقعة خداع أخرى في حظر الأسلحة الذي فرض بالإجماع. صوتنا عليه لنجد لاحقا أن دولا مثل فرنسا وقطر تتباهى علنا بأنها تزود الثوار بالأسلحة، فيما يشكل انتهاكا لقرار مجلس الأمن». وأضاف لافروف: «أرغب في توضيح نقطة، وهي أننا لم نكن متحالفين مع القذافي أو الأسد. لقد تلقى تعليمه في أوروبا. وأصدقاؤه في غرب أوروبا، وليس في روسيا، وعندما يزعم الناس أننا نحمي الأسد، فإن هذا يعبر عن جهل تام بحقيقة الموقف».

ممثلون عن التنسيقيات السورية والمجلس الانتقالي السوري يحضرون اجتماع «أصدقاء سوريا» اليوم

للإعلان عن مرحلة جديدة للمعارضة

نيويورك: مينا العريبي

أكدت وزارة الخارجية الأميركية أمس أن ممثلين عن التنسيقيات المحلية السورية و«مجلس حمص الثوري» والمجلس الوطني السوري سيشاركون في اجتماع مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» اليوم في نيويورك، للإعلان عن مرحلة جديدة للمعارضة السورية مبنية على العمل على مرحلة سياسية انتقالية في سوريا.

ويذكر أن مسؤولين عن الملف السوري من دول أوروبية وإقليمية أيضا التقوا بممثلي المعارضة السورية خلال هذا الأسبوع، على أمل الخروج بصيغة منسقة أمام المجتمع الدولي في اجتماع اليوم.

قال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن الجهود الأميركية تنصب حاليا في دعم المعارضة السورية وتوحيد صفوفها بناء على المصلحة السورية من أجل تأمين «حكومة انتقالية» بعد سقوط نظام الأسد، بينما لا توجد خطة واضحة بعد للوصول إلى تلك النقطة.

ويحضر عدد من ممثلي المعارضة اجتماع المجموعة الأساسية لـ«مجموعة أصدقاء سوريا» اليوم، من بينهم ممثل عن «المجلس الوطني الانتقالي»، حيث يكون التركيز خلال الاجتماع على دعم المعارضة، بالإضافة إلى بحث القضايا الإنسانية في البلاد. وقال المسؤول: «نناقش مع دول الجوار منح دعم للمدنيين السوريين في البلاد وفي دول الجوار».

وستؤكد واشنطن مجددا رفضها تسليح المعارضة اليوم، حيث أوضح المسؤول: «لا نعتقد أن زيادة القتال في سوريا هي الوسيلة للأمام». ولكن في الوقت نفسه أكد المسؤول التواصل الأميركي مع عناصر مع الجيش السوري الحر داخل سوريا.. عبر «سكايب» واتصالات لا سلكية. ومن أبرز الرسائل التي يبعثها الأميركيون للجيش السوري الحر هو عدم التحالف مع الأطراف المتطرفة، إذ قال المسؤول الأميركي: «نقول للمعارضة في الداخل كونوا حريصين في تحالفاتكم، هؤلاء قد لا يكونون أصدقاء لسوريا».

وقال المسؤول الأميركي الذي التقى بعدد من الصحافيين في نيويورك: «إننا نتواصل وبشكل فعال مع المعارضة من أجل خطة انتقال واضحة وموسعة، ولتقديم خيار فعال بدلا من الأسد». وكان واضحا من تصريحات المسؤول الأميركي المطلع على الملف السوري أنه لا توجد خطة للاعتماد على قرار من مجلس الأمن لمعالجة الأزمة السورية في الوقت الراهن، قائلا: «ليس بالضرورة إصدار قرار مجلس الأمن لمعالجة الأزمة السورية».

هيغ: نؤيد حكومة انتقالية من الحكومة الحالية والمعارضة في سوريا

اجتماع تنسيقي لـ«أصدقاء الشعب السوري» اليوم

نيويورك: مينا العريبي

أعلن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أمس أن بلاده تؤيد «حكومة انتقالية» في سوريا تشمل عناصر من الحكومة الحالية والمعارضة السورية. وأكد هيغ في مؤتمر صحافي أمس أن هذا ليس موقفا جديدا بل تم التأكيد عليه في جنيف وغيرها من لقاءات خلال الأشهر الماضية. وقال هيغ قبل توجهه لاجتماع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في نيويورك حول القضية نفسها: «ما زلنا نبحث عن حل سياسي، الأمر خطير جدا». وأوضح هيغ: «أي حل سياسي لا يمكن أن يتضمن الرئيس (السوري بشار) الأسد ولكن نحن نؤيد حكومة انتقالية يمكن أن تشمل أعضاء في الحكومة الحالية». وأضاف: «كلنا نؤيد حكومة انتقالية بناء على التوافق المتبادل ولكن لا يمكن أن تشمل الأسد ولكن يمكن أن تشمل جميع الآراء المختلفة للاتفاق على طريق إلى الأمام».

وجاءت تصريحات هيغ عشية اجتماع موسع في نيويورك دعت إليه واشنطن، ومن المتوقع أن يخرج بتوصيات جديدة لدعم المعارضة بالإضافة إلى تكثيف الجهود لإيصال المساعدات للمدنيين السوريين.

واستبقت روسيا اجتماع مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» المرتقب عقده اليوم بعقد وزير الخارجية الروسي اجتماعا مع نظرائه من دول «بريكس» – أي البرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا – على هامش اجتماعات الجمعية العامة. وأفادت وزارة الخارجية الروسية أن «الوضع في سوريا طغى على أجندة المحادثات، شركاء (بريكس) عبروا عن قلقهم حول تصاعد العنف المسلح والوضع الإنساني المتردي في البلاد». وأضاف الوزراء في بيان: «إنهم شددوا على أن حل النزاع يجب أن يستثني أي تدخل خارجي وجهود لفرض اية موقف على احد الطرفين».

وعلى الرغم من الاجتماعات المتواصلة خلال هذا الأسبوع، لم يخرج موقف روسي مختلف من الوضع في سوريا، مؤكدة التزامها بعدم السماح لتدخل أجنبي في سوريا، وباعتبار الحكومة والمعارضة مسؤولين عن العنف في البلاد. واعتبر دبلوماسيون غربيون في نيويورك أن «مجلس الأمن ما زال مشلولا» مما يعني مواصلة التحرك في الملف السوري خارجه.

وهناك توجه عربي – أميركي – أوروبي للعمل على دعم المعارضة السورية للاتحاد وإعلان حكومة انتقالية. وأفاد مسؤول أميركي أن خلال لقاء وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أول من أمس تم الاتفاق على «تشجيع المعارضة السورية على العمل معا على خطة واحدة» وأن تقدمها المعارضة للشعب السوري والمجتمع الوطني. وأكدت كلينتون خلال اجتماعاتها مع المسؤولين العربي ووزير الخارجية التركي داود أوغلو موقف واشنطن بضرورة رحيل الأسد.

سوريا.. جمهورية الخوف

لكل مواطن ملف أمني.. وجيوش المخبرين تحصي على الناس أنفاسهم.. والهدف المراقبة والترهيب

بيروت: «الشرق الأوسط»

عاش السوريون ما يقرب من 40 عاما خلال حكم الأسدين (بشار وحافظ الأسد)، يخشى بعضهم بعضا، ويخفضون أصواتهم كلما تحدثوا بالسياسة. «للجدران آذان» عبارة كانت تتردد على ألسنتهم، منهية حديثا عابرا عن شخص الرئيس أو فساد أحد أفراده أسرته. ورغم أن الثورة السورية المستمرة منذ أكثر من 18 شهرا كسرت حاجز الخوف لدى كثير من السوريين، فثاروا وأعلنوا العصيان، في بعض المناطق، فإن المناطق الأخرى تعيش حصارا مطبقا من المخبرين السريين الذين يعملون لمصلحة النظام. وحتى المناطق الثائرة، فإن وجود المخبرين فيها لم يتلاش، وإن تغيرت مهامهم في رصد تحركات النشطاء وأماكن وجودهم لتسهيل مهمة الأجهزة الأمنية العلنية في الإيقاع بهم.

ومنذ وصوله إلى السلطة وتأسيسه لشبكة من الأجهزة الأمنية التي تحصي على المواطنين أنفاسهم عمد الرئيس الراحل حافظ الأسد إلى اتباع أسلوب زرع المخبرين في كل مؤسسات المجتمع.. داخل الدوائر الحكومية، والجامعات، ودور العبادة، والنوادي الرياضية، والمقاهي، والمراكز الثقافية. مهمة هؤلاء المخبرين تتلخص في مراقبة زملائهم وكتابة التقارير عن حياتهم ونشاطاتهم وأحاديثهم، والأهم.. توجهاتهم السياسية.

لا يختلف نظام الأسد في سوريا عن سواه من الأنظمة البوليسية التي اتبعت هذا الأسلوب لممارسة الرقابة على شعوبها وضمان تدجينها. إلا أن هذا النظام لم يكتف بجعل المخبرين التابعين له أداة لمراقبة المواطن السوري، بل حولهم إلى وسيلة لتخويفه وترهيبه وجعله يفكر ألف مرة قبل أن ينطق بكلمة تطال شخص الرئيس أو توجه انتقادا ما ضد نظامه السياسي. وفي ذاكرة السوريين الكثير من القصص عن معتقلين سياسيين أمضوا في سجون النظام زمنا طويلا، بسبب تقرير دبجه أحد المخبرين وضمّنه حادثة أو كلمة أو شتيمة تناولت نظام الحكم بالنقد. هكذا حوّل النظام سوريا إلى جمهورية خوف لكل مواطن فيها ملف أمني.

يتذكر حسان بألم وحزن خاله الذي توفي منذ عامين.. ويقول «سافر إلى إحدى الدول الأوروبية بعد أن ضاقت السبل به في وطنه سوريا، وجد عملا مناسبا واستقر هناك، وأثناء عودته إلى بلده لقضاء عطلته السنوية قامت أجهزة المخابرات باعتقاله من دون أن تعرف عائلته السبب». يضيف حسان الشاب الذي يعمل بشركة لتوزيع المواد الطبية في العاصمة دمشق «بقي خالي 5 سنوات غائبا عنا لا نعرف عنه معلومة واحدة، دفعنا أموالا كبيرة لضباط ومسؤولين لنعرف مكان احتجازه على الأقل، لكننا فشلنا». ويتابع «بعد سبع سنوات استطعنا التوصل إلى ضابط أمن متنفذ دفعنا له مبلغا كبيرا من المال ليعلمنا أن خالي مسجون في صيدنايا بتهمة الانتماء إلى تنظيم الإخوان المسلمين».

ويؤكد حسان أن هذه التهمة صدمت العائلة، فالرجل الأربعيني الذي غادر بلاده بحثا عن لقمة عيشه لم يكن يفقه شيئا في السياسة، وغالبا ما كان يتهرب من الحديث عن تفاصيلها. بعد خروجه من السجن الذي أمضى فيه 10 سنوات سيعلم خال حسان أنه كان في مكان عمله أحد المخبرين السوريين، كان ينشط لصالح السفارة السورية لدى البلد الذي استقر فيه، ويكتب التقارير عن زملائه ومن بينهم خال حسان.

هذه الحادثة التي حصلت في الثمانينات، زمن الصراع المحتدم آنذاك بين النظام وجماعة الإخوان المسلمين، تبين حجم الخراب الذي كان ولا يزال يُحدثه عمل المخبرين ووشاة النظام في حياة أناس عاديين لا علاقة لهم بالعمل السياسي. يعلق حسان الذي سرد قصة خاله بعد تردد «لقد دُمرت حياة خالي، فقد عمله في الخارج وعانى أصنافا مروعة من التعذيب داخل سجون النظام، وبعد خروجه دخل في حالة يأس مطبق لم نستطع إخراجه منها».

تتنوع الطرق والأساليب التي يعتمدها نظام الأسد لتجنيد المخبرين التابعين له بين الترغيب والترهيب. ففي الوقت الذي يشترط فيه على المعتقلين لديه العمل لحسابه كمخبرين ليقوم بالمقابل بالإفراج عنهم، فإنه يقدّم مكافآت مادية لآخرين لقاء تقارير ووشايات يقدمونها لأجهزته الأمنية.

بشرط تغيير اسمه قبل نبيل (اسم مستعار) أن يتحدث عن تعاونه مع أحد أجهزة المخابرات السورية في العاصمة السورية دمشق في فترة ماضية من حياته. يقول «لم أعد أعمل في هذه الأمور الآن، كنت في مرحلة من حياتي أحتاج إلى المال، أقنعني أحد أصدقائي بالعمل كمخبر لدى الأجهزة الأمنية، فقمت بكتابة العديد من التقارير. في البداية لم أتقصد إلحاق الأذى بالآخرين. كتبت أشياء عامة عن أوضاع الشوارع والمقاهي، لم أذكر حتى اسما واحدا». تطور عمل نبيل لاحقا، ليصبح سائقا على سيارة تاكسي «بإيعاز من الجهاز الأمني الذي جندني (رفض ذكر اسمه) قمت باستئجار سيارة أجرة وبدأت أكتب التقارير عن الأشخاص الذين يصعدون معي في السيارة». وعن المبلغ المادي الذي كان يحصل عليه مقابل التقرير الواحد يقول «المبلغ تافه عبارة عن 500 ليرة سورية (ما يعادل 7 دولارات)». ويشير نبيل إلى أن المشكلة الأساسية في التعامل مع الأمن هي التورط معهم «بصعوبة استطعت التخلص منهم». ويضيف «حين اندلعت الأحداث الأخيرة في البلد عرضوا علي العودة للعمل معهم لكني رفضت».

مقابل رفض نبيل التعامل مجددا مع الأجهزة الأمنية للتجسس على المعارضة السورية المناهضة لنظام الأسد فإن كثيرا من العاطلين عن العمل وأصحاب السوابق الجنائية قبلوا بالتعاون معهم، وهذا ما يؤكده محمد، أحد أعضاء تنسيقيات مدينة حلب للثورة السورية، ويضيف «النظام يعتمد على المجرمين واللصوص والمرتزقة والزعران لتجنيدهم كمخبرين ضد الشعب الثائر من أجل الحرية». ويضيف «يتم تجنيدهم داخل السجن قبل إطلاق سراحهم بالترهيب والترغيب». ويشير الناشط الذي يمارس عمله ضمن مدينة حلب إلى أن الحراك الشعبي في مدينته قد تأثر كثيرا بسبب كثافة المخبرين وتنظيم عملهم في أحياء حلب «لقد تم اختراقنا أكثر من مرة، والعديد من كوادرنا اعتقل بسبب وشايات وتقارير من قبل مخبرين تابعين للنظام الحاكم».

من جانبه، ينفي سعيد، عضو اللجان الثورية في مدينة دمشق، أن يكون المخبرون فقط من اللصوص وأصحاب السوابق، ويقول «هؤلاء، مستوى ذكائهم ضعيف، الأمر الذي يجعل أجهزة المخابرات تكتفي بتكليفهم بمهام بسيطة». ويضيف «النظام السوري يجند عبر أجهزته الأمنية، التي يصل عددها إلى 16 جهازا، مخبرين في كل مؤسسات الدولة والمجتمع، فهناك مخبرون من الطلاب في الجامعات ومن المصلين في المساجد والكنائس ومن الموظفين في الدوائر الحكومية. النظام يتجسس على كل جوانب الحياة في البلد، ويتابع الشاردة والواردة، وهذا ما جعل رواية العصابات المسلحة التي سوق لها في بداية الثورة رواية مضحكة، إذ كيف تدخل عصابات مسلحة وتمارس نشاطها بهذه السهولة وهناك جيش من المخبرين يتتبعون تفاصيل الحياة في البلاد ويرفعونها كتقارير إلى أجهزة الأمن؟».

لم يكتف نظام الأسد بالمخبرين لرصد المعلومات عن المواطنين في البلد، بل حول هذا العمل إلى إجراء روتيني، حيث إن كل مدير دائرة رسمية أو مدرسة أو أي مرفق حكومي يطلب منه بشكل دوري تقديم تقرير أمني عن العاملين لديه. يقول سعيد «النظام صار يستغل استراتيجية المخبرين المزروعين في كل مكان لتخويف الناس من بعضهم بعضا وليس فقط للحفاظ على أمنه». ويضيف «طبعا، حماية أمنه ترتبط بتفريق أبناء المجتمع عن بعضهم ونزع الثقة من صفوفهم. الأجهزة الأمنية تصنف الناس وفق ملفات تعدها عن كل مواطن، تحدد فيها نسبة ولائه لنظام الحكم ونسبة معارضته له.. إنها جمهورية الخوف وبلاد الملفات السوداء».

5كل بعثي مخبر

* أحد البعثيين القدماء الذين خرجوا من حزب البعث بعد مدة قصيرة من تسلم الأسد السلطة يجزم أن «للحزب دورا كبيرا في تعميم ثقافة المخبرين وكتابة التقارير في المجتمع السوري»، ويشرح «النظام كان يكلف أعضاء الحزب بالوشاية بأصدقائهم غير الحزبيين بحجة أنهم أعداء للوطن وعملاء، ليصبح في ما بعد كل بعثي مخبرا بالضرورة، نتيجة تحول مراكز الحزب لتكون أشبه بالمراكز الأمنية تحاك فيها الدسائس ضد الآخرين وتكتب التقارير عنهم».

ويلفت البعثي القديم إلى أن «النظام السوري استفاد من شبكة المخبرين الذين عمل على زرعهم في السنوات الماضية في قمع الثورة الشعبية المندلعة ضده»، وهذا ما يؤكده أيضا سعيد، الناشط في اللجان الثورية، الذي يقول «وصل به الأمر لاختراق اللاجئين في الأردن، حيث قامت قوات الأمن الأردنية بالقبض على أحد المخبرين الذي كان يتجسس لمصلحة النظام في مخيم من مخيمات اللاجئين». ويلفت الناشط إلى أن مهام المخبر المتعاون مع الأمن توسعت مع انطلاق ثورة الشعب السوري «فصار يظهر على شاشات التلفزيونات التابعة للنظام بصفته مؤيدا ويطلق التصريحات المطالبة بسحق الثوار وإعادة الاستقرار إلى البلاد، إضافة إلى ظهوره على الشاشات ذاتها بوصفه إرهابيا تم إلقاء القبض عليه وهو يقوم بعمليات تخريبية، هذا إلى جانب عمله الأساسي كـ(شبيح) مجند لقمع المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد».

غير أن الناشط المعارض يشير إلى حالة اجتماعية تشكلت في أوساط الناس تحتقر كل من يتعاون مع الأمن وتزدريه بشدة «العائلة التي يتبين تعامل أحد أفرادها مع الأمن ضد الثوار المطالبين بالحرية توصم بالعار. الثورة جاءت معيارا أخلاقيا، فرزت الناس وأعادت ترتيب قيمتهم، فصار المخبر أكثر الأشخاص وضاعة وأقلهم قيمة». ويستنكر سعيد الممارسات الوحشية التي ارتكبها بعض الثوار في مناطق خضعت لهم، بحق مخبرين تعاونوا مع الأمن، واضعا إياها في سياق ردود الفعل «لا أنفي وجود هكذا ارتكابات، وبعضها وحشي فعلا، لكن لا يجب أن ننسى أن هؤلاء المخبرين قاموا بتسليم أشخاص إلى الأمن عادوا إلى أهلهم جثثا متفحمة نتيجة التعذيب الذي تعرضوا له. نحن نرفض هكذا أفعال، لكننا نتفهم السياق الذي حصلت فيه». وقد نشر على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الأشرطة المصورة التي تظهر ثوارا سوريين يقومون بتعذيب مخبرين ووشاة تابعين للنظام.

الوشاية مقابل الترقية

* يدرج أحمد (اسم مستعار) الوشاية وتقديم الخدمات إلى الأجهزة الأمنية ضمن آليات الترقي الوظيفي في سوريا. ويضيف الموظف في المديرية العامة للمواصلات في مدينة دمشق «من البديهي أن الكفاءة لم تعد معيارا لتسلم المناصب في البلاد، فالواسطة والمحسوبية معياران حاسمان في هذا الإطار، لكن إضافة إلى ذلك ثمة من يكون من المحسوبين على الأجهزة الأمنية يقدم لها التقارير بشكل دوري فتكون له الأولوية في الوصول إلى المراكز والمناصب العالية». ويؤكد أحمد أنه «لا يوجد مدير أو رئيس في أي دائرة حكومية داخل سوريا لا يتعاطى مع الأمن بطريقة ما». ويشبه الرجل الأربعيني الأمن «بالأخطبوط الذي تمتد أذرعه في كل مكان ليعرف كل شيء ويتقصى الشاردة والواردة عن أحوال الناس والتفاصيل الدقيقة لحياتهم».

من جهته، يجزم مؤيد، أحد الشبان الذين استطاعوا الحصول على وظيفة في أحد فروع شركة التبغ الحكومية بصعوبة تامة، أن الملف الأمني للشخص الذي يرغب بالوظيفة هو المعيار الأساسي لقبوله، ويقول «حين استدعاني أحد الفروع الأمنية أصبت بقلق فظيع، قبل أن أعرف أن السبب هو تقديم طلباتي للعمل لدى إحدى مؤسسات الدولة». ويضيف «فوجئت حين عرض علي ضابط الأمن أن أعمل لمصلحتهم كمخبر في الشركة التي سأوظف بها، مقابل وضعهم إشارة إيجابية على ملفي وبالتالي تسلمي العمل».

ويلفت مؤيد، الذي خضع لشروط الأمن بسبب حاجته الماسة للوظيفة، إلى أن المئات من الشبان يضطرون للخضوع لهذا الابتزاز من قبل الأجهزة الأمنية، طمعا في وظيفة بسيطة في إحدى المؤسسات الحكومية. ويشير إلى أن «مستويات التعامل مع الأمن تختلف من شخص إلى آخر.. البعض يستطيع التخلص منهم، وآخرون يجبرون على التعاون ويتحولون إلى مخبرين».

ويرى مراقبون متابعون للشأن السوري أن سر استمرار النظام في سوريا وصموده من دون انشقاقات كبيرة في صفوفه الدبلوماسية يعود إلى شبكة المخبرين التي يعتمد عليها في السفارات المنتشرة في أنحاء العالم. داخل كل سفارة وفقا للمتابعين يوجد مكتب أمني وظيفته إضافة إلى التجسس على المعارضين متابعة عمل السفير ورفع التقارير المتعلقة به. كما يعزو المراقبون تماسك الجيش السوري وولاءه المطلق للأسد، حيث لم تشهد الانشقاقات ضباطا ذوي رتب عالية، إلى الطبيعة الأمنية التي يفرضها النظام داخل صفوف العسكريين فيُخضع الضباط الكبار إلى مراقبة مشددة عبر شبكة مخبرين يتوزعون في مكاتبهم وأماكن عملهم، إضافة إلى قيام جهاز المخابرات العسكرية بتجنيد مخبرين داخل القطع العسكرية لرصد تحركات الجنود وآرائهم.

يتداول السوريون نكتة مضحكة حول حياة الرئيس بشار الأسد، مفادها أن أخاه العميد ماهر الأسد صاحب النفوذ القوي داخل الأسرة الحاكمة قد خصص له مجموعة كبيرة من المخبرين لرصد تحركاته وللتأكد من أنه يشاهد قناة «الدنيا» شبه الرسمية، وذلك كي لا يخرج على الناس بقرار التنحي. مثل هكذا نكتة كان يصعب سماعها ولو بالهمس في أحد مقاهي دمشق أو شوارعها بسبب كثافة المخبرين وانتشارهم في كل مكان، لكن «الآن وبفضل الثورة صار من الممكن سماعها»، وهذا ما أكده أحد الناشطين قبل أن يضيف «كانت في السابق (للجدران آذان)، اليوم سقطت الجدران، جدران الخوف، ولم يعد المخبر يخيفنا».

وللجيش الحر.. عيون وأياد

* اعتاد النظام السوري أن يزرع عملاءه ومخبريه في صفوف المؤسسة العسكرية بهدف إخضاع الضباط ذوي الرتب العالية والمواقع الحساسة للمراقبة الدائمة. إلا أن نظام الأسد لم يكن يعتقد ولو بالخيال أنه سيصبح عرضة للاختراق، فيتم تجنيد عملاء من قبل الجيش الحر داخل أجهزته بهدف التجسس والرصد وصولا إلى المساهمة في تنفيذ عمليات ضد رموزه وقياداته ومقاره الأمنية.

وتكشف المعلومات الواردة عن تفجير هيئة قيادة الأركان الذي نفذ صباح الأربعاء الماضي على يد عناصر من الجيش الحر أن عملاء يعملون من داخل المبنى قاموا بزرع العبوات الناسفة. ويشير أحد الخبراء المتابعين لعمليات الجيش الحر إلى أنه «في ظل الحراسة الأمنية المشددة التي تحيط بالمراكز والمقرات التابعة للنظام تتعاظم الحاجة إلى هؤلاء العملاء لتنفيذ العمليات بشكل متقن». ويضيف «استخدام الجيش الحر للعمل الاستخبارتي في الفترة الأخير يدّل على نضج وتمرس في مواجهة النظام، فالتكتيكات الاستخبارتية لا تقل أهمية عن العسكرية والأمنية، ولا بد أن يتوازى النشاطان معا لنضمن نجاح أي عملية ضد نظام بشار الأسد».

وكان الجيش الحر قد تبنى منذ أيام تفجير مقر هيئة الأركان الواقع في ساحة الأمويين في وسط العاصمة السورية دمشق، ويعتبر هذا المقر معقلا للتخطيط وإدارة العمليات العسكرية التي يشنها النظام السوري ضد شعبه المنتفض.

ويعمل محمد، وهو ناشط دمشقي، مع مجموعة من أصدقائه على جمع المعلومات المتعلّقة بضباط وعسكريين كبار في الجيش السوري النظامي لتزويد الجيش السوري الحر بها وتسهيل عمليات استهداف هؤلاء الضباط المتورطين في أعمال القمع ضد الشعب السوري. ويقول «عملنا يقتصر على الرصد والتقصي. نحاول التعرّف على أماكن سكن الضباط وتحركاتهم وأحيانا نقوم بتجنيد عملاء في طاقم الحراسة الخاص بهم». ويؤكد محمد، الذي يمضي وقته في قبو مظلم يقع في أحد أزقة العاصمة دمشق، أنهم قليلا ما يلجأون للمال لتجنيد عملاء موالين للثورة، ويقول «يوجد الكثير من الأشخاص الذين يتعاطفون مع الثورة يقدمون الخدمات للجيش الحر معرضين حياتهم للخطر».

وفي يوليو (تموز) الماضي، هز انفجار ضخم العاصمة السورية دمشق مستهدفا مبنى الأمن القومي. وقد سقط في هذا التفجير عدد من أبرز القادة الأمنيين في البلاد أو ما كانت تتم تسميتهم بأعضاء خلية الأزمة. وقد أشارت المعلومات آنذاك إلى أن منفذ العملية التي تبناها الجيش الحر هو واحد من طاقم الحراسة الخاص برئيس مكتب الأمن القومي هشام بختيار قام الجيش الحر بتجنيده لتنفيذ هذه العملية، حيث قام بزرع عبوة ناسفة تحت طاولة الاجتماعات الخاصة بالمقر.

وفي الآونة الأخيرة أصبح عدد كبير من الناشطين المعارضين يعملون في جمع المعلومات المتصلة بضباط الأمن والاستخبارات التابعة للنظام السوري لتزويد كتائب الجيش الحر بها وتسهيل مهماته الأمنية. ويعزو الناشطون تحولهم من تنظيم المظاهرات وتصويرها إلى الرصد والتقصي والمتابعة لضباط الأمن، لحالة العسكرة التي دفع باتجاهها القمع الذي مارسه نظام الأسد ضد الثورة المندلعة ضده.

قائد “فيلق القدس” الإيراني يبحث في بغداد خططاً لاستمرار مد الأسد بالسلاح

الثوار يطلقون معركة الحسم في حلب

                                            دمشق، بغداد ـ “المستقبل” ووكالات

شن آلاف المقاتلين السوريين المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد بعد ظهر امس هجوما حاسما للسيطرة على مدينة حلب، شمال البلاد، فيما كان قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري الايراني” الجنرال قاسم يبحث في بغداد خططاً بديلة لضمان وصول المساعدات العسكرية الإيرانية إلى النظام السوري، بعدما تدخلت الولايات المتحدة بقوة لمنع الحكومة العراقية من تسهيل تمرير السلاح عبر اراضيها واجوائها.

وذكر قادة مجموعات مقاتلة ان المعارضين يسيطرون على كل المحاور المؤدية الى المدينة. وقال الضابط ابو فرات، وهو احد قادة “لواء التوحيد” اكبر تشكيلات “الجيش السوري الحر” في حلب “هذا المساء (أمس)، اما ان تكون حلب لنا او نهزم”.

وشاهدت مراسلة لوكالة “فرانس برس” معارضين يتجمعون بالعشرات في مدارس في حي الاذاعة (شمال) ويطلقون قذائف الهاون يشجعون بعضهم بعضا عبر اجهزة اللاسلكي.

وافاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” عن معارك عنيفة جارية على الخصوص في حيي الاذاعة وسيف الدولة “يشارك فيها مئات المقاتلين” المعارضين.

وكان المرصد الذي يتخذ مقرا في بريطانيا افاد عن قصف جيش نظام الأسد حيي ميسر ومساكن هنانو المعارضين ومناطق اخرى في محافظة حلب.

وقال المرصد في بيان بعد الظهر ان “اشتباكات عنيفة وقعت بالقرب من مطار النيرب” العسكري في محافظة حلب، مشيرا الى “انباء عن خسائر بشرية”.

وهاجم مقاتلو المعارضة صباح امس “حواجز ونقاط تجمع للقوات النظامية في ريفي حلب الغربي والجنوبي”، بحسب المرصد الذي اشار الى “انفجار سيارة مفخخة فجرا عند حاجز ايكاردا للقوات النظامية على طريق حلب دمشق الدولي”.

وفيما تتعرض قوات النظام الى ضربات متلاحقة، تسعى إيران عبر مبعوثين سريين لوضع خطط بديلة تضمن استمرار حكومة نوري المالكي في العراق، بالتغاضي عن الدعم العسكري الايراني الذي يمر عبر الاراضي والاجواء العراقية لاسناد الأسد في محاولاته الرامية الى سحق الثورة الشعبية والافلات من الضغوط الاميركية التي تهدف الى ضمان قطع امداد دمشق بالاسلحة والمعونات العسكرية والمالية.

فقد اكدت مصادر سياسية مطلعة ان وفدا ايرانيا رفيعا برئاسة الجنرال قاسم سليماني قائد “قوة القدس” في “الحرس الثوري الايراني” عقد سلسلة محادثات مع مسؤولين امنيين وحكوميين عراقيين.

وقالت المصادر لـ”المستقبل” ان “سليماني المشرف على الملف العراقي والسوري ركز خلال محادثات أجراها الأسبوع الجاري مع مسؤولين عراقيين في مدن عراقية عدة على وضع خطط واجراءات بديلة تضمن وصول المعونات العسكرية لنظام بشار الاسد”، مشيرة الى ان “سليماني شدد خلال لقائه المسؤولين العراقيين على اهمية عدم الانصياع للضغوط الاميركية والاستمرار بسياسة الانكار واتباع اليات بديلة عن الخطط السابقة ومعالجة الثغرات التي ادت الى انكشاف طرق امداد النظام السوري بالاسلحة والمعدات العسكرية”.

واوضحت المصادر ان “المسؤول الايراني تَنقل في اكثرَ من مدينة عراقية وناقش انعكاسات الوضع السوري على العراق وتأثيرات سقوط نظام بشار الاسد على منطقة الشرق الاوسط”، مبينة ان “المحادثات تطرقت الى الضغوط الاميركية على الحكومة العراقية بشأن منع نقل الاسلحة الايرانية الى النظام السوري عبر اجواء العراق فضلا عن مناقشة المسؤول الايراني في السليمانية مع المسؤولين الاكراد آثار النشاطِ الكردي الايراني المعارض من داخل الاراضي العراقية وانعكاساته على الامن الوطني الايراني”.

ونبه الجنرال الايراني إلى “أهمية ان يتبنى العراق باعتباره رئيسا للقمة العربية حماية نظام بشار الاسد وعدم السماح باسقاطه وضرورة ان يبذل المسؤولون في العراق جهودا من خلال اتصالاتهم مع نظرائهم العرب لاحباط اي مسعى لادانة نظام دمشق او فرض مزيد من العقوبات عليه او السماح بتمرير اي قرار عربي في الجامعة العربية او اي ملتقى دولي يزيد من الاعباء على النظام السوري”.

وكان مسؤولون أميركيون اخرهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون طالبوا بغداد بضرورة وجود عمل عراقي مانع لانتقال الاسلحة الايرانية الى نظام الاسد عبر الاجواء العراقية فضلا عن مطالبة الحكومة العراقية بفتح الحدود امام اللاجئين السوريين ومساعدتهم دون اي شروط.

الحكومة العراقية أعربت عن قلقها من استخدام العنف لاطاحة النظام السوري وتركيبة الحكم. واكد الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ان “من حق العراق ان يقلق لأن الحدود طويلة ومنبسطة بين البلدين الامر الذي يساعد على انتقال المشاكل الى العراق ونحن ندرك بان مستقبل سوريا غير معلوم ونخشى منه ولسنا متمسكين باشخاص”.

واشار الدباغ الى ان رغبة الحكومة تتجه نحو “اقامة حكم يرتضيه الشعب السوري عبر اجراء انتخابات حرة نزيهة ولا اعتراض على ذلك وليس من حقنا الاعتراض” مستدركا بالقول” نخشى من وصول جماعات متشددة الى السلطة تقوم بتنفيذ مخطط لاثارة ازمات طائفية في المنطقة لذلك نحن في اشد درجات القلق تجاه الاوضاع في سوريا”.

وكانت الحكومة العراقية قررت فتح المعابر الحدودية مع سوريا لاستقبال اللاجئين من جميع الفئات العمرية بعدما اعلنت الحكومة في وقت سابق رفضها استقبال الشباب من اللاجئين .

وسط هذه الاجواء دعا نائب مقرب من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حكومة بلاده الى التحرك بشكل فاعل تجاه حل الأزمة السورية.

وقال النائب سامي العسكري عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي ان “العراق كحكومة باعتباره رئيسا للجامعة العربية مطلوب منه ان يتحرك بشكل أكثر ايجابية مع المبعوث الدولي العربي المشترك الاخضر الابراهيمي باتجاه دعم الجهود السلمية لحل الازمة السورية”.

واضاف العسكري ان “لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب منسجمة مع الموقف الرسمي للحكومة وداعمة لموقفها في رفض العمل العسكري ودعوتها للحوار ورفض التدخل الاجنبي وخطورة الوضع السوري وانعكاسه على العراق والمنطقة عموماً”.

يذكر ان العراق سبق له ان طرح مبادرة لحل الازمة السورية خلال مؤتمر قمة عدم الانحياز الذي عقد اخيرا في طهران حيث يعمل على التسويق لها من خلال التركيز على حل سلمي واجراء انتخابات رئاسية.

صبرا: نجاد شريك الأسد في القتل.. وطهران غير مؤهلة للوساطة

رفض الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني السوري جورج صبرا أي مبادرة إيرانية حول الأزمة السورية، مُعتبراً أنَّ “الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد شريك (الرئيس) بشار الأسد في قتل الشعب السوري، وتخريب البلاد”. وجاء ذلك رداً على إعلان الرئيس الإيراني أن بلاده تسعى إلى تشكيل مجموعة اتصال جديدة حول النزاع في سوريا.

صبرا، وفي حديث إلى “صحيفة “عكاظ”، قال: “إنَّ طهران جزء من المشكلة في سوريا، وهما نظامان وجهان لعملة واحدة”، مؤكِّداً أنَّها “دولة غير مؤهلة للعب دور الوسيط”، متسائلاً: “كيف يمكن لإيران أن تكون وسيطاً نزيها وهي تساند نظام القتل في دمشق بالمال والرجال وبشكل علني”.

ورأى أنَّ “المسعى الإيراني غير واضح المعالم، ولا يمتلك خارطة سياسية صريحة، ما يدل على عدم الجدية في الوصول إلى حل”. ودعا صبرا الجانب الإيراني إلى “الكف عن دعم النظام السوري، والإعلان عن ذلك بشكل واضح”، مُشيراً إلى أنَّ “التحالف السوري الإيراني بات يهدد أمن المنطقة”. وتابع: “إنَّ الأسد هدد بصراحة بزلزال في المنطقة”، ومؤكِّداً أنَّ “القرار الأخير في الأزمة السورية يعود للشعب السوري الذي يدرك تماماً أنه يقتل بأدوات إيرانية. عن طريق الحرس الثوري، وحزب الله”.

عشرات القتلى واحتدام المعارك بحلب

                      قال ناشطون إن معارك على نطاق “غير مسبوق” و”على عدة جبهات” تدور اليوم في حلب، حيث أعلن مقاتلو المعارضة الخميس بدء هجوم “حاسم”، كما قتل اليوم 32 شخصا على الأقل بينهم أكثر من عشرين أعدموا ميدانيا بحي القصور في دير الزور، حسب ما أفاد الناشطون.

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن المعارك تدور على نطاق غير مسبوق ولم تتوقف منذ أمس، مضيفا أنه في السابق كانت المواجهات تجري في شارع أو شارعين من قطاع معين، لكنها تدور الآن على عدة جبهات دفعة واحدة.

كما أفاد سكان في أحياء كانت حتى الآن بمنأى من أعمال العنف عن إطلاق نار “غير مسبوق”.

في هذه الأثناء، أعلن الجيش السوري الحر أن عدداً من كتائبه بدأت ما سماها معركة الحسم في أحياء مدينة حلب. وذكر ناشطون أن اشتباكات عنيفة وقعت في أحياء الإذاعة والأكرمية والأعظمية وسيف الدولة وحلب الجديدة، قرب مقر الأمن العسكري.

قتلى اليوم

في غضون ذلك، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 32 شخصا قتلوا اليوم في محافظات مختلفة من سوريا, بينهم أكثر من عشرين أعدموا فجر اليوم ميدانيا في حي القصور بدير الزور.

وفي ريف حلب، قتل سبعة أشخاص من عائلة واحدة في قصف نفذته طائرة حربية تابعة للجيش النظامي السوري على منزل بمدينة إعزاز المحاذية للحدود التركية.

وقال مدير المكتب الإعلامي بالمدينة محمد نور إن الطائرة استهدفت في وقت مبكر من صباح اليوم منزلا يضم 11 شخصا من عائلة شحود، مما أدى إلى مقتل خمسة أفراد وجرح أربعة آخرين نُقلوا إلى مستشفى كلس التركي.

وفي حي برزة الدمشقي اقتحمت قوات النظام الحي بعدد كبير من الجنود وانتشار للدبابات على مفارق الحي وشن حملة اعتقالات ومداهمات عشوائية شملت عددا من الشبان وسرقة ونهب للمحال التجارية وسط إطلاق نار كثيف لإرهاب الأهالي حسب ناشطين.

قصف واشتباكات

كما حاصرت القوات النظامية حي القابون من جميع جهاته بعدد كبير من قوات الجيش الأسدي وتفتيش دقيق للسيارات والمارة أثناء الدخول والخروج منه.

وذكر المرصد أن اشتباكات عنيفة دارت اليوم في أحياء اليرموك والتضامن والقزاز بالعاصمة دمشق بين القوات النظامية وكتائب الثوار في حين تعرض حي التضامن للقصف من قبل القوات النظامية.

بدورها أفادت شبكة شام بتجدد القصف المدفعي على أحياء جوبر والسلطانية بحمص.

وفي درعا دارت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي الذي قصف بالصواريخ والدبابات ومضادات الطيران على قرية كحيل وتهدم عدد من المنازل وأنباء عن قتلى وجرحى.

وفي درعا أيضا، أفاد المرصد السوري أن عدة انفجارات هزت اليوم بلدة “صيدا”، رافقتها اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر.

وأضاف أن حيي الجبيلة والعرفي وأحياء أخرى في مدينة دير الزور تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وتهدم بعض المنازل.

وأوضح أن الاشتباكات استمرت بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في عدة أحياء من مدينة دير الزور حتى الساعات الأولى من صباح اليوم، رافقتها أصوات انفجارات.

أكد أنها لن تكون طرفا بالمعارك

بن جاسم: هدف القوات وقف القتال بسوريا

                                            قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إن فكرة إرسال قوات عربية إلى سوريا هي وقف القتال لا المشاركة فيه. وفي حين عبر الرئيس التونسي المنصف المرزوقي عن تأييده لنشر هذه القوات أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد رفض بلاده القاطع لأي تدخل عسكري في سوريا.

وأضاف بن جاسم في مقابلة مع الجزيرة أن المقترح القطري بإرسال قوات عربية لسوريا ليس جديدا وإنما تقدم به أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قبل عدة أشهر، وسط مؤشرات بأنه سيكون هناك مزيد من القتل والدمار في سوريا، مشيرا إلى أن تكرار الدعوة أملته ضرورة فعل عربي دولي لوقف حمام الدم في سوريا.

وردا على سؤال بشأن مدى التأييد العربي للمقترح قال إن هناك دولا عربية تنظر لهذا الموضوع باهتمام وهناك دول ترى أن التدخل لحفظ الأمن يحتاج لموافقة أطراف أخرى، مشيرا إلى أنه سبق للدول العربية إرسال قوات لمراقبة وقف إطلاق النار ولكن هذه القوات كانت قليلة العدد وغير مكتملة العتاد لذلك لم تستطع القيام بمهمتها في وقف القتل في سوريا.

وبشأن مدى تقبل النظام السوري لهذا المقترح، قال إن “الطرف الآخر يريد أن يحسم المعركة لصالحه، وهو منذ أشهر يحاول حسم العملية ولن تحسم بهذه الطريقة لأن ذلك سيتسبب في دمار بشري واقتصادي لسوريا على المدى الطويل بسسبب التعنت والاستمرار في هذا النهج”.

وأوضح بن جاسم أنه يختلف مع موقف الرئيس الإيراني القائل بأن تلك القوات ستزيد الوضع اشتعالا، وعبر عن أمله أن يكون هناك تعاون كبير من كل دول المنطقة في هذا الموضوع لأن هذه القوات ليست ذاهبة للقتال وإنما لوقف القتل.

وبشأن الموقف الأميركي أوضح بن جاسم أن الكل يعلم أن الولايات المتحدة تمر بمرحلة انتخابات وهناك جمود في مثل هذه القرارات، مشيرا إلى أن العالم الغربي بما في ذلك الولايات المتحدة يريد وضع نهاية لهذا النزاع وهو ما عبرت عنه قيادات بريطانيا وفرنسا وألمانيا كلها بمرحلة انتقالية لنظام يريده الشعب، وهذا سيتحقق ولكن سيحدث ذلك بمزيد من الخسائر. وهل في مدة أطول أو أقرب؟ هذا ما ستكشف عنه المرحلة المقبلة.

وكان الرئيس التونسي المنصف المرزوقي قال إن ما تشهده سوريا من تقتيل ودمار سيرهن لعقود مستوى عيش الشعب السوري، مكررا المطالبة بنشر قوات حفظ سلام عربية في سوريا.

وقال المرزوقي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة إن بلاده ستشجع كل ما يندرج في خانة الحل السلمي، لكن إن لزم الأمر، أجل، ينبغي أن تكون هناك قوة تدخل عربية لحفظ السلام”.

رفض إيراني

في مقابل ذلك تحفظ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على التعليق على أنباء تفيد بأن إيران تقدم الدعم لنظام بشار الأسد، وقال في حديث للجزيرة إن الرئيس السوري لا يشاور طهران بشأن الخطوات التي يرغب في اتخاذها.

وقال أحمدي نجاد إن الدعوة لإرسال قوات عربية إلى سوريا غير صائبة، محذرا  من أن إسقاط نظام الأسد عبر الأساليب العسكرية سيكون بداية لحرب جديدة في المنطقة، بحسب تعبيره.

وعلى الصعيد الدولي قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إن تدخل الولايات المتحدة العسكري في سوريا بشكل منفرد سيكون خطأ فادحا في ظل غياب قرار من قبل المجتمع الدولي.

وأوضح بانيتا في مؤتمر صحفي في وزارة الدفاع أن واشنطن تواصل مراقبة مواقع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية في سوريا.

وفي السياق ذاته اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغربيين بأنهم تسببوا في عدم الاستقرار في عدد من الدول وهم الآن يوشكون على زرع “الفوضى” في سوريا رغم تحذيرات روسيا.

دعوة سورية

على الصعيد السوري دعت قوى سورية معارضة في الداخل مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ موقف فوري لإطلاق حل سلمي لإخراج سوريا من أزمتها التي تهدد السلم والاستقرار في المنطقة.

وقالت هذه القوى في رسالة وجّهتها إلى رئيس مجلس الأمن الدولي باسم قوى وأحزاب المعارضة السورية للتغيير الديمقراطي السلمي، إن أي جهد يجمع الأطراف السورية حول طاولة الحوار هو جهد إيجابي، وإنّ أيّ جهد من شأنه زيادة التوتر وصبّ الزيت على النار هو جهد سلبي وعلى حساب الشعب.

بدوره قال الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي إن 60% من حل الأزمة في بلاده بيد حكومته و40% في الخارج، مشيرا إلى أن “الدعوات السورية للحوار هي دائماً غير مشروطة ولم تتوقف”.

“أصدقاء سوريا” تبحث خطة رحيل الأسد

                                            تواجه الدول الغربية والعربية التي تطالب برحيل الرئيس السوري بشار الأسد ضغوطا للتوصل إلى خطة لتحقيق ذلك، لكن عدم رغبتها في التحرك خارج مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي وصل لطريق مسدود يجعلها تبدو منقسمة وعاجزة.

ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية ودبلوماسيون كبار من “أصدقاء سوريا” -وهي مجموعة تضم دولا منها: الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وتركيا- في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الجمعة.

من جهته قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي “أتوقع فقط أن تقدم أفكارا، لن تكون هناك خطط ملموسة (..) الحكومات ليست مستعدة لتنفيذ خطط ومجلس الأمن لا يتفق على أي شيء”.

تنديد بالكلام

وسلطت الجمعية العامة هذا الأسبوع الضوء على الجمود العالمي تجاه القضية، حيث ندد معظم الدول الأعضاء البالغ عددها 193 بالأحداث في سوريا، لكن لا يوجد شيء ملموس أكثر من الكلمات. ووفقا لناشطين فقد أدت الثورة المستمرة منذ 18 شهرا إلى مقتل 30 ألف شخص.

وتمسكت روسيا بموقفها بأن رحيل الأسد يجب ألا يكون شرطا مسبقا لانتقال سياسي، وأنها لن تؤيد تحت أي ظرف قرارا من الأمم المتحدة يمكن أن يؤدي إلى تدخل عسكري. واستخدمت موسكو حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات لعرقلة قرارات تندد بالأسد.

ورسم المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي صورة قاتمة لجهود الوساطة عندما أبلغ مجلس الأمن أن الوضع في سوريا يزداد سوءا، وأن حكومة الأسد تتشبث بأمل العودة إلى الماضي.

وحاولت مصر التي يتولى السلطة فيها الرئيس الإسلامي الجديد محمد مرسي ضم تركيا والسعودية وإيران (الحليف الرئيسي للأسد في المنطقة) إلى المحادثات بشأن إيجاد حل، لكنها فشلت في جمعهم حول طاولة المحادثات للمرة الثانية.

نداءات رمزية

ولم يكد الرئيس الأميركي باراك أوباما المشغول بجهود إعادة انتخابه في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني يذكر سوريا في كلمته أمام الجمعية العامة.

من جانبها حثت فرنسا -المستعمر السابق لسوريا- الأمم المتحدة على حماية المناطق “المحررة” في البلاد، لكن مسؤولين أقروا في أحاديث خاصة بأن هذه النداءات رمزية بالأساس.

وتوافق معظم الدول بما فيها روسيا والصين على مبادئ خطة السلام السابقة المكونة من ست نقاط، وإطار اتفاق تم التوصل إليه في جنيف بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، إلا أن هذه الخطط تولد ميتة ما لم يتم التوصل إلى اتفاق مع روسيا بشأن ضمان كيفية تنفيذها.

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو “للأسف كل هذه الوساطات فشلت، إننا جميعا ندعم الأخضر الإبراهيمي لكننا تعلمنا أنه يجب أن يكون هناك تفويض قوي يعطى للممثل الخاص”.

ويصف دبلوماسيون غربيون وعرب اجتماع اليوم بأنه فرصة “لتبادل الأفكار”، وسيجري في الجلسة تقييم الجهود لتشكيل حكومة انتقالية تضم كل الأطياف وزيادة المساعدات الإنسانية غير القتالية للمعارضة.

كما دعت فرنسا وتركيا إلى إقامة مناطق لحظر طيران تحرسها طائرات أجنبية لحماية المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. ومع فتور الولايات المتحدة إزاء هذه الفكرة يبقى الاقتراح مجرد فكرة.

وقال مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه أمس الخميس “بالطبع إننا لم نستبعد قط في أي مرحلة أي شيء من على الطاولة (..) نعتقد أنه ما زال يوجد مجال لعملية انتقالية عن طريق التفاوض تؤدي إلى حكومة مؤقتة وفي النهاية إلى سوريا جديدة”.

وحذر دبلوماسي عربي خليجي بارز من أي تدخل عسكري مباشر، وقال إن الدول العربية ترى الولايات المتحدة على إنها مفتاح الخروج من الجمود. وأضاف “انتهاج القنوات الشرعية لحل القضية هو أفضل وسيلة وأي إجراء تتخذه الدول منفردة سيؤدي إلى مزيد من العنف”.

وقال الدبلوماسي “الولايات المتحدة هي البلد الوحيد الذي يمكنه أن يجبر روسيا على تغيير موقفها”، مضيفا أنه لا يرى تحركا حقيقيا بشأن الأزمة إلى ما بعد الانتخابات الأميركية.

توقعات بـ700 ألف لاجئ بنهاية العام

دعوات أممية لتعزيز إغاثة لاجئي سوريا

                                            توقعت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن يرتفع عدد السوريين الفارين إلى دول الجوار إلى 700 ألف بنهاية العام، في وقت تحدثت فيه الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن وجود 4.2 ملايين نازح داخل سوريا، وهو ما يفوق بأكثر من ثلاثة أضعاف التقديرات الأممية، وسط دعوات إلى سد النقص في تمويل العمليات الإنسانية.

وتحدث منسق الشأن السوري في المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين بانوس مومتزيس عما بين ألفين وثلاثة آلاف سوري يعبرون الحدود يوميا إلى دول الجوار، وقال إن هذه الوتيرة ستعني أن عددهم سيبلغ 710 آلاف بنهاية العام.

وتتحدث الأمم المتحدة عن 300 ألف لاجئ سوري يوجدون حاليا في دول الجوار، وهو رقم يشمل فقط من طلبوا المساعدة رسميا. كما تقدر أن هناك مائتي ألف في هذه الدول لم يقيدوا أنفسهم بعد بوصفهم لاجئين.

وكانت منظمات الإغاثة قد توقعت أن يتدفق مائة ألف سوري على دول الجوار بنهاية العام، لكن تقديرات مفوضية اللاجئين تعني أن هذا العدد سيتضاعف أربع مرات على الأقل.

وقال مومتزيس إن مائة ألف تدفقوا على بلدان الجوار في أغسطس/آب، وشهد الشهر الحالي تدفق 60 ألفا.

ويشمل هذا العدد أيضا من فروا إلى الخارج، لكنهم لم يسجلوا أنفسهم بعد لطلب المساعدة.

وفي يوينو/حزيران أعدت مفوضية اللاجئين خطة محدّثة للتعاطي مع 185 ألف لاجئ، لكن العدد ارتفع منذ ذلك الحين بواقع ثلاثة أضعاف حسب بيان المفوضية.

نقص التمويل

وتأتي التقديرات الجديدة في وقت تشتكي فيه الأمم المتحدة نقصا في تمويل العمليات الإنسانية، مذكرة بأن 15 ألفا إلى 20 ألف سوري هربوا إلى دول الجوار يحتاجون خدمات أساسية كالملجأ والمراحيض والطعام والماء النظيف والرعاية الصحية، خاصة أن الشتاء على الأبواب.

ووجهت الأمم المتحدة و51 من شركائها الإنسانيين نداء لجمع 487 مليون دولار، هو المبلغ الذي تحتاجه حتى نهاية العام.

وقال مومتزيس “إنه رقم مدروس يستند إلى التوجهات الحالية”.

وأشاد مومتزيس بدول الجوار السوري التي أبقت على حدودها مفتوحة، لكنه دعا المانحين إلى تقاسم الأعباء المالية معها، مذكرا بأن الأمم المتحدة لم تجمع إلا أقل من ثلث المبلغ المنشود في ضوء خطتها الإنسانية المعدلة.

شتاء على الأبواب

كما ذكّر بأن الشتاء يقترب، وبأن لاجئين كثيرين “يصلون وليس عليهم سوى ملابسهم” وسيحتاجون خيما مجهزة بوسائل تدفئة وألبسة وأغطية.

وحسب صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) فإن نصف اللاجئين دون الـ18 عاما و20% منهم تقل أعمارهم عن خمس سنوات.

كما تقول منظمة “أنقذوا الأطفال” (سيف ذي تشيلدرن) البريطانية إن النساء والأطفال يمثلون حوالي 75% من إجمالي اللاجئين.

وحسب الأمم المتحدة، يستضيف الأردن 94 ألف لاجئ وتركيا 84 ألفا والعراق 30500، وينتشر 74500 في لبنان (بلد الجوار الوحيد الذي لا توجد به معسكرات إغاثة) إضافة إلى نحو 20 ألفا لجؤوا إلى شمال أفريقيا (خاصة مصر) ودول بأوروبا تشمل قبرص واليونان.

أرقام وأرقام

وإضافة إلى اللاجئين في دول الجوار تتحدث الأمم المتحدة عن 1.2 مليون نازح داخل سوريا.

لكن الشبكبة السورية لحقوق الإنسان -ومقرها بريطانيا- تعطي عددا أكثر من هذا التقدير بنحو 3.5 ملايين تقريبا.

وقالت الشبكة إنها قد سجلت في سوريا حتى الاثنين الماضي 4.2 ملايين نازح، بزيادة 700 ألف عن الشهر الماضي.

وحسب الشبكة فإن العدد الأكبر للنازحين الشهر الماضي سجل في حلب “بسبب توسع عمليات القصف العشوائي”، في حين تتركّز البقية في حمص ودمشق ودير الزور واللاذقية وحماة ودرعا وإدلب.

وحمّلت الشبكة النظام السوري أولا مسؤولية “الأوضاع الإنسانية المزرية” التي يعيشها النازحون، لكنها قالت إن على المجتمع الدولي أيضا واجب إغاثتهم وفق القانون الدولي.

حسب أحدث إحصاء للمرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقره لندن- سقط نحو 30 ألف قتيل في الصراع الدائر منذ أكثر من 18 شهرا بين المعارضة المسلحة والنظام السوري.

محاولات للدعم النفسي لأطفال سوريا

                                            الجزيرة نت-خاص

قبعات احتفالية وبالونات ملونة وبعض الشطائر وألعاب للترفيه عن مجموعة أطفال من مدينة داريا، ولا سيما أنهم لم يعايشوا العنف والقصف والمجازر المروعة التي شهدتها مدينتهم فحسب وإنما فقدوا آباءهم أيضا خلال تلك الأحداث.

وقد نظم فريق من فتيات داريا هذا الاحتفال الصغير بهدف رسم ابتسامة على وجوههم وذلك ضمن سياق جهودهن لتقديم الدعم النفسي للأطفال.

ورغم أن عدد القذائف والرصاص الذي يغتال حياة السوريين ويبتر أطرافهم يوميا يفوق عدد الابتسامات التي يحاولن إهداءها لعدد محدود من الصغار، فإن إدراكهن أهمية هذا الدور يعتبر مؤشرا جيدا.

متطوعون

العديد من الشبان والفتيات تطوعوا لمساعدة النازحين الذين لجؤوا إلى المدارس، وبمساعدة بعض الاختصاصيين النفسيين يحاولون تقديم الدعم النفسي لهم إلى جانب بعض المحاولات لنشر الوعي بالصحة النفسية والتعامل مع الصدمات من خلال صفحات على موقع فيسبوك.

طوني -أحد هؤلاء المتطوعين- تلقى تدريبا مع زملائه وتحدث للجزيرة نت عن تجربته مع الأطفال الذين فقدوا بيوتهم ونزحوا إلى مدارس في دمشق، فقال إن أوضاعهم أصبحت أسوأ بعد بداية العام الدراسي لأنه تم مضاعفة أعدادهم أو إجبارهم على الانتقال إلى أماكن أخرى.

وأوضح أنه لمس مستوى عاليا من العنف لدى الأولاد أثناء لعبهم وتعاملهم مع الآخرين، مشيرا إلى أنهم جاؤوا من أحياء فقيرة دفعت ثمنا باهظا من الأرواح والممتلكات، مما جعلهم على استعداد للدخول في عراكات مع أقرانهم وقد تصل لدرجة أن يدمي أحدهم الآخر.

وبدا العنف كذلك في رسوماتهم التي تمحورت حول بيوتهم وطائرات ودبابات، حتى أن “أحدهم رسم رأس إنسان تحت دبابة”.

وأضاف طوني أن أنماط لعبهم باتت مستقاة من واقع الحرب التي يعيشها البلد حيث يميلون إلى استخدام هتافات المظاهرات.

وتابع “احتجنا بعض الوقت لخلق الألفة معهم إلى أن أصبحوا بمثابة إخوتنا الصغار، الأطفال يمتازون بالقدرة على التجاوب بسهولة لقد ركزنا على شغل أوقاتهم على مدار النهار في اللعب والرياضة والرسم وعند التاسعة مساء يكون التعب والنعاس قد نال منهم، حتى أن معظمهم ينامون وهم يشاهدون الفلم الذي نعرضه في باحة المدرسة”.

وأضاف أن بعض الأولاد استمروا في ممارسة العنف أكثر من غيرهم واستطاع المتطوعون التعامل مع ذلك عبر مشاركتهم وتكليفهم بمهمات تتعلق بخدمة العائلات وتوزيع الطعام، “لقد أبدوا جدارة بالمسؤولية وشعروا بأهمية ما يقومون به”.

المعاناة بالعدوى

من جانبه قال الطبيب النفسي محمد الدندل للجزيرة نت إن اللعب يعتبر جزءا من حياة الأطفال ونموهم النفسي، فالطفل عندما يلعب لا يعني أنه لا يتألم، لأن مظاهر الألم والتعبير عنه تختلف عن ما هو عليه عند الكبار وقد تتمثل في زيادة نشاطه الحركي، فاللعب أحد وسائل التنفيس بالنسبة لهم، وقد يلعبون ألعابا تتعلق بالحروب في محاولة للسيطرة على ما يحدث في حياتهم مما يعطيهم شعورا بنوع من القوة.

وأوضح أن اللعب والرسم يعتبران من أساليب العلاج، فالطفل قادر من خلالهما على التعبير عن ما يخالجه من مخاوف ومشاعر الذنب والفقدان التي لا يجيد توضيحها بالكلمات.

ويتوقع الدكتور محمد أن تظهر الآثار النفسية للعنف الذي تشهده البلاد لدى أطفال لم يأتوا إلى الحياة بعد وسيولدون خلال السنوات القادمة، وقال إن المشاكل النفسية قابلة للانتقال بالعدوى والتوريث، إذ يمكن أن تنتقل إلى جيل قادم أو جيلين بدرجات متفاوتة، مشيرا إلى أن الآثار النفسية للحرب قد تنتقل إلى أطفال لم يولدوا حتى اللحظة من خلال أحاديث المحيطين أو مشاهدة الأفلام التي توثق المعاناة ومقاطع الفيديو التي ستبقى على الإنترنت.

اشتباكات عنيفة في “معركة الحسم” في حلب

“حقوق الإنسان” يصوت على مشروع قرار لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم

العربية.نت، وكالات

تدور معارك على نطاق “غير مسبوق” وعلى عدة جبهات، اليوم الجمعة في حلب، ثاني أكبر المدن السورية، حيث أعلن الجيش الحر أمس الجميس، بدء هجوم “حاسم”، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق، إن “المعارك على نطاق غير مسبوق ولم تتوقف منذ الخميس”، مضيفاً أن ” المواجهات كانت تجري في السابق في شارع أو شارعين من قطاع معين، لكنها تدور الآن على عدة جبهات”.

إلى ذلك، أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بسقوط 32 قتيلاً اليوم في جمعة “توحيد كتائب الجيش الحر”، كما أفادت شبكة “شام” الإخبارية عن تجدد الاشتباكات العنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام بحي القزاز بدمشق وسقوط عشرات القتلى نتيجة القصف المروحي في مدينة إعزاز بريف حلب.

وقال نشطاء سوريون إن القوات النظامية أعدمت ميدانياً عشرات الأشخاص في مدينتي دير الزور وحلب، التي قال الجيش السوري الحر إن كتائبه بدأت معركة الحسم فيها، حيث اشتبكت مع الجيش النظامي في أحياء الإذاعة والأكرمية والأعظمية وسيف الدولة وحلب الجديدة.

وفي حلب، قال أبو فراس، الضابط المنشق وأحد قادة لواء التوحيد المعارض الأكبر في المدينة لوكالة فرانس برس “هذا المساء، إما أن تكون حلب لنا أو نهزم”.

كما واصلت قوات النظام قصف حيي جوبر والسلطانية في حمص بالمدفعية الثقيلة، وقال ناشطون إن صعوبة كبيرة واجهت سكان الحي في إسعاف الجرحى، وإن عدداً من الجثث ما زالت تحت الأنقاض لعدم توافر الإمكانيات اللازمة.

وأفادت شبكة “شام” الإخبارية أن عناصر من قوات النظام أعدمت 7 أشخاص ميدانياً، بعد تطويق حي جوبر بشكل كامل. وتجدد القصف على مدينة الرستن التي تعد أحد معاقل الجيش الحر، وعلى بلدة الجوسية الواقعة على الحدود اللبنانية وجوارها.

“حقوق الإنسان” والمسؤولون عن جرائم سوريا

من جهة أخرى، يصوت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على مشروع قرار يدعو إلى محاسبة المسؤولين عن الجرائم في سوريا.

يشدد مشروع القرار على ضرورة وفاء السلطات السورية بالتزاماتها من أجل حماية شعبها، كما يؤكد دعمه المبعوث المشترك الجديد الأخضر الإبراهيمي في مهمته وضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها.

وينتظر أن يجدد المجلس مهمة لجنة التحقيق الدولية المستقلة.

ضابط منشق: نتخوف من فرض أجندات غربية على سوريا

قائد الجيش الوطني اللواء الحاج علي أيّد فرض حظر جوي إذا كان هدفه حماية المدنيين

دبي – قناة العربية

اشترط الضابط السوري المنشق اللواء الركن محمد حسين الحاج علي، القائد العام لـ”الجيش الوطني”، معرفة حدود أي تدخل خارجي في سوريا قبل الموافقة عليه، متخوفاً من فرض أجندات أجنبية على الفرقاء في سوريا.

وقال ضمن حديثه لبرنامج “نقطة نظام” على قناة “العربية”: “أنا ضد الحظر الجوي الذي يستبيح وطننا سوريا من جانب القوى الأجنبية، ولكني مع هذا التدخل إذا كان بهدف حماية المدنيين وحماية شعبنا من آلة القتل الممنهج الذي ينفذه بشار الأسد”.

وشرح الحاج علي قائلاً: “نريد أن نعرف أولاً ما هي حدود هذا التدخل الذي قد لا نستطيع ضبطه، لأن من يتدخل هو الذي يقرر، ما قد ينجم عنه سلبيات كثيرة وقد تكون هناك أجندات لا نفهمها”.

وعاد وأكد أنه إذا وفّر الخارج لثوار سوريا السلاح الفعال المضاد للطائرات والدروع سيكون هؤلاء قادرين على حماية أنفسهم وسيعفون بذلك الغرب من “الإحراج الذي ينطوي عليه فرض حظر جوي”.

جماعات بأجندات غير وطنية

وفي سياق آخر، أقر الحاج علي بأن مجموعات تكفيرية وأصولية دخلت سوريا وقد لا تكون لها أجندات وطنية، ولم يستبعد وقوع احتكاك بين مجموع الثوار وهذه الجماعات مستقبلاً “لأنك لا تستطيع أن تضبط بندقية من أجندته غير وطنية”، حسب قوله.

وقال: “نحن نحتاج الى أجندة وطنية وجيش وطني يستطيع أن يدافع عن حدود الدولة ويحمي مصالحها”.

ومن ناحية أخرى، تحدث الحاج علي عمن يوصفون بـ”الوسطاء السياسيين” الذين يريدون فرض أجندتهم وشراء الولاءات، وكشف “أن هناك من عملوا في هذا المجال بهدف كسب الولاءات وكسب انتماءات معينة لشخصيات أو أحزاب”.

وشرح قائلاً: “نحن نريد أن نوجه الدعم فنحن نريد ممن يرغب في دعم الثورة أن يدعم الجيش الوطني من أجل توزيع المساعدات توزيعاً صحيحاً وعادلاً على كافة المقاتلين الموجودين في الساحة، إذ إن هناك جهات توزع المال حسب الولاءات”، على حد قوله.

كما عبّر الحاج علي عن طموح الثوار بأن تكون لهم مظلة سياسية، إلا أنه حذر من أن “التشتت القائم بين السياسيين المعارضين والأحزاب يثير مشكلة وقد يساهم في تفكك جيش الثوار”.

وختم قائلاً: “أتمنى أن يتفق السياسيون ويشكلوا مظلة لهذا الجيش ويريحونا من التعامل مع الخارج”، مقترحاً تشكيل مكتب سياسي استشاري يتبع القيادة العامة.

اشتباكات عنيفة حول مواقع استراتيجية في حلب

مجموعات معارضة تؤكد السيطرة على كل المحاور المؤدية للمدينة

بيروت – فرانس برس

تستمر الاشتباكات والعمليات العسكرية في مدينة حلب وعدد من مناطق الريف في شمال البلاد، الخميس، تتخللها هجمات للمقاتلين المعارضين ومعارك في محيط مواقع استراتيجية للقوات النظامية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في بيان بعد الظهر إن “اشتباكات عنيفة وقعت بالقرب من مطار النيرب” العسكري في محافظة حلب، مشيراً إلى “أنباء عن خسائر بشرية” في صفوف المقاتلين المعارضين والقوات النظامية.

وكان مقاتلون معارضون هاجموا في الصباح الباكر “حواجز ونقاط تجمع للقوات النظامية في ريفي حلب الغربي والجنوبي”، بحسب المرصد الذي أشار إلى “انفجار سيارة مفخخة فجراً عند حاجز إيكاردا للقوات النظامية على طريق حلب دمشق الدولي”. ووقعت اشتباكات بين الطرفين بعد هذه الهجمات.

وأورد مراسل فرانس برس في حلب نقلاً عن مصدر عسكري في الجيش السوري خبر الانفجار، مشيراً الى أنه نتج عن رفض سائق باص الامتثال لأوامر الجنود النظاميين على احدى نقاط التفتيش الواقعة قرب مدينة البرقوم على بعد 25 كيلومتراً جنوب مدينة حلب.

وقال المصدر: “عندما رأينا الباص قادماً وخالياً من الركاب، أثار الأمر ارتيابنا، فطلبنا من السائق التوقف، لكنه رفض. عندها أطلقنا النار، ما تسبب بانفجار الباص”.

وأضاف “كان الانفجار قويا جدا. رأينا كتلة من النار كبيرة الى درجة أحرقت الاسلاك الكهربائية”.

وأشار المصدر إلى أن مسلحين هاجموا بعد ذلك الحاجز العسكري، ووقعت اشتباكات استمرت ساعات.

وأفاد المرصد من جهة ثانية بقصف تعرضت له مناطق عدة في ريف حلب أسفر عن وقوع قتلى وجرحى.

وذكر قادة مجموعات مقاتلة معارضة أن المعارضين يسيطرون على كل المحاور المؤدية الى مدينة حلب حيث تدور منذ العشرين من يوليو/تموز معارك ضارية.

وتعرضت أحياء سليمان الحلبي والصاخور الميسر ومساكن هنانو وطريق الباب في شرق المدينة، والكلاسة (جنوب)، الخميس، لقصف عنيف من القوات النظامية أدى إلى سقوط جرحى وتهدم عدد من المنازل، بحسب المرصد الذي كان أشار صباحاً الى اشتباكات في الصاخور (شرق) والأشرفية وجمعية الزهراء (شمال غرب).

وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية الى ان القصف المدفعي يشمل أيضاً حي المرجة في وسط المدينة.

وأفاد المرصد بتعرض مدينة خان شيخون في محافظة ادلب (غرب) للقصف، ما أدى الى سقوط خمسة قتلى بينهم أربعة أطفال دون الثامنة عشرة من العمر.

كما قتل عنصران من القوات النظامية بعد استهداف آليتهم قرب مدينة جسر الشغور.

وفي درعا (جنوب)، اقتحمت القوات النظامية بلدة المزيريب “بعد أن أسر مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة عناصر قسم الشرطة في البلدة” بحسب المرصد، الذي أشار إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى جراء قصف تتعرض له البلدة.

وفي محافظة حمص (وسط)، تجدد القصف على مدينة الرستن التي تعتبر أحد معاقل الجيش السوري الحر، وعلى بلدة الجوسية الواقعة على الحدود اللبنانية وجوارها.

وفي محافظة اللاذقية (غرب)، وقعت اشتباكات عنيفة في قرى جبل التركمان التي تتعرض للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد، الذي أشار إلى معلومات “عن بدء القوات النظامية عملية عسكرية في ريف اللاذقية الشمالي الذي تعتبر غالبية مناطقه خارج سيطرة النظام، وبشكل أساسي قرى جبلي الاكراد والتركمان”.

وشملت العمليات العسكرية دمشق وريفها، وحصدت أعمال العنف في كل سوريا 62قتيلاً، الخميس، وفق حصيلة مؤقتة.

وفي مدينة بانياس الساحلية، أفرج الخميس عن النساء اللواتي اعتقلن، الأربعاء، مع عدد آخر من الأشخاص في حملة دهم للقوات النظامية، بحسب المرصد.

وتأتي هذه التطورات غداة يوم هو الأكثر دموية في النزاع السوري المستمر منذ أكثر من 18 شهراً، قتل خلاله 305 أشخاص، بحسب المرصد، الذي قدر عدد ضحايا النزاع منذ منتصف مارس/آذار 2011 بأكثر من 30 ألفاً.

حصيلة قتلى الأربعاء في سوريا الأعلى منذ بدء الثورة

الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت في يوم واحد 343 قتيلاً

بيروت – فرانس برس

وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مقتل 17 شخصاً اليوم، فيما أعلنت سقوط 343 قتيلاً أمس في سوريا بنيران قوات النظام، في أكبر حصيلة يومية منذ بدء الثورة السورية، في حين ذكر المركز الإعلامي السوري أن جيش النظام قصف وادي الضيف والقرى المجاورة في ريف معرة النعمان.

وأكد المركز وقوع اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام في محيط كلية المشاة في حلب.

ووقعت اشتباكات عنيفة في بلدة خان العسل بريف حلب، فيما قصفت قوات النظام بالمدفعية قرية حوش عرب في ريف دمشق.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 11 شخصاً قتلوا، بينهم طفل وامرأة جراء قصف الجيش النظامي بالمدفعية الثقيلة مناطق عدة بريف حلب.

كما كشفت تقارير لناشطين في المعارضة أن الطائرات المقاتلة لم تتوقف عن التحليق في سماء المزة في دمشق منذ أمس، فيما استهدف الجيش السوري بقذيفة مدرسة تعج بالعائلات النازحة في بلدة القاسمية في ريف دمشق.

وفي حماه، قال ناشطون إن إطلاق النار لم يتوقف في معظم حواجز المنطقة.

60 قتيلا بسوريا والمعارك الأعنف بحلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفاد ناشطون سوريون بمقتل 60 شخصا الجمعة برصاص قوات الأمن السورية، بينهم 42 في حلب.

وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن من بين القتلى 7  في درعا، و6 في إدلب، و3 في كل من دير الزور وحماة، و2 في الرقة و1 في حمص، وآخر بريف دمشق.

وقالت الشبكة إن 25 شخصا من قتلى حلب أعدموا ميدانيا في الراشدين.

وتقوم القوات النظامية باقتحام أحياء يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في العاصمة دمشق، في هجوم تتخلله اعتقالات وتدمير منازل، حسبما أفاد المرصد وناشطون.

وقال المرصد إن “القوات النظامية تقوم باقتحام أحياء برزة وجوبر والقابون بمدينة دمشق يرافقها قطع للطرق المؤدية إلى هذه الأحياء، وعمليات دهم وتكسير للمنازل واعتقالات شملت عددا من المواطنين في حي برزة”، بينما أفاد ناشطون عن “حملة أمنية وعسكرية واسعة النطاق” في هذه اللأحياء الثلاثة.

مجزرة في دير الزور

وأكدت الهيئة العامة للثورة السورية أن مدينة دير الزور تعرضت لمجزرة، إذ قامت قوات الأمن مدعومة بمسلحين موالين للحكومة باقتحام حي القصور وإعدام 19 شخصا، بالإضافة إلى إحراق المنازل الخالية من السكان.

وقالت إن الجيش السوري الحر دخل الحي واشتبك مع الجيش السوري النظامي، لافتة إلى أنه فرض سيطرته بالكامل على المنطقة.

وأوضح ناشطون أن قصفا عنيفا استهدف حي الخالدية وجورة الشياح في حمص بقذائف الهاون، بينما تعرضت مدينة الرستن أيضا إلى قصف مدفعي في ساعات الصباح الأولى، تزامنا مع قصفها جوا بالبراميل المتفجرة.

أما في إدلب، فتعرضت بلدة حاس إلى قصف مدفعي عنيف، ما أسفر عن مقتل حوالي 5 أشخاص وجرح العشرات معظمهم من النساء والأطفال.

وفي حلب، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المدينة تشهد معارك “غير مسبوقة”، وهو الأمر الذي أكده الجيش السوري الحر، إذ قال إن “معركة الحسم” قد بدأت في المدينة.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة “فرانس برس”: “تدور المعارك على نطاق غير مسبوق ولم تتوقف منذ الخميس، في السابق كانت المواجهات تجري في شارع أو شارعين من قطاع معين، لكنها تدور الآن على عدة جبهات”.

اعتقال المعارض علي رحمون من قبل المخابرات الجوية في اللاذقية

تم صباح أمس الأربعاء اعتقال المعارض والناشط السوري علي رحمون، من قبل دورية للأمن الجوي وذلك في كراج البولمان باللاذقية أثناء توجهه للسفر إلى دمشق.

يذكر بأن رحمون معارض سياسي، سبق له أن اعتقل في مرحلة حافظ أسد لمدة تقارب 12 عاماً بسبب انتمائه لحزب العمل الشيوعي، وعضو لجنة تنفيذية في حركة (معاً من أجل سورية حرة وديمقراطية) التي تشكلت بعد انطلاق الثورة السورية.

وأصدرت حركة معاً بيانا استنكرت به اعتقال رحمون وطالبت الجهة المعتقلة بالإفراج عنه فوراً وحمّلتها مسؤولية اعتقاله وسلامة حياته.

يشار إلى إقدام السلطات الأمنية مؤخراً على اعتقال المعارض الدكتور عبدالعزيز الخير، واعتقال رحمون اليوم وغيرهما من النشطاء(العلويين بالمولد) يؤكد بأنه لا أحد بمنأى عن الملاحقة والاعتقال طالما يحمل مشروع وطني معارض لنظام الأسد.

واشنطن بوست :إنقاذ حياة اللاجئين السوريين

ستايسي مارتن

إذا كنت تريد معرفة مدى اليأس الذي وصل إليه اللاجئون السوريون, تأمل في هذا الأمر: الكثيرون منهم يهربون إلى العراق.

من المثير أن العراق, التي كانت تعتبر سفينة التايتنك بالنسبة للاجئين, أصبحت الآن قاربا للنجاة. لقد أوردت المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن ما يقرب من 15096 لاجئ سوري موجودون في العراق, وهم من بين 100000 لاجئ سوري هربوا إلى الأردن وتركيا و إلى أبعد من ذلك منذ أن بدأ نظام بشار الأسد قتاله مع المعارضين في شهر مارس 2011.

من هم اللاجئون؟ إن الأطفال و النساء يشكلون العدد الأكبر منهم. في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن, و بحسب المتحدث باسم المفوضية السامية فإن الأطفال يشكلون 60% من الواصلين الجدد خلال أسبوع واحد. لقد قامت القوات السورية مؤخرا بقتل طفل يبلغ من العمر 6 سنوات كان هاربا إلى الأردن.

مخيمات مثل الزعتري بجوها شديد الحرارة و رياحها العاتية, تعتبر أماكنا قاسية للأطفال و الآباء على حد سواء. و فوق هذه الخيام الجديدة يتعلق سؤال : هل يعير العالم انتباهه أكثر من نشرات الأخبار, و ما الذي سوف يتم فعله من أجل إنقاذ الناس الواقعين في الخطر إذا ساءت الأزمة أكثر؟

بالنسبة للمسيحيين, فإن هذه الأسئلة ليست مجرد كلام و الإجابات معروفة و حتمية. إن سفر اللاويين 19 يأمرنا بحب و رعاية اللاجئين. أن تحب يعني أن ترحب, و ليس أن تتخلى. و لهذا, فإننا مأمورون باحتضان الناس الهاربين من العنف و الاضطهاد من سوريا و من أي مكان آخر.

ما الذي يعنيه هذا الأمر بالنسبة للعائلات السورية النازحة ؟ إن خدمة اللوثريين للهجرة و خدمة اللاجئين و بامتلاكها عقودا طويلة من الخبرة في إعادة توطين اللاجئين من الحرب, يمكن أن تتحدث عن ضرورة القيام بثلاثة أمور:

* أولا, على الولايات المتحدة أن تعترف بأن الأزمة لن تتلاشى لوحدها, لقد خلفت هذه الحرب ما يقرب من 2.5 مليون شخص داخل سوريا بحاجة إلى الدعم و 1.2 مليون شخص مهجرين داخليا بحسب منسق شئون المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة. إن هناك إشارات مشجعة بأن وزارة الخارجية الأمريكية تعترف وتتخذ الخطوات اللازمة للتعامل مع هذه الكارثة.

* ثانيا, علينا أن نتجنب أخطاء الماضي. إن إدارة الرئيس السابق جورج بوش تحركت بصورة بطيئة جدا في البداية من أجل إعادة توطين اللاجئين العراقيين من حرب الخليج الأخيرة, و سمحت لهم بالتوافد بكميات قليلة غير كافية للتخفيف من معاناتهم أو تقليل المخاطر التي تواجه حلفاءنا.

* ثالثا, علينا العمل للتأكد عندما تأتي كوارث جديدة في العناوين الرئيسة, فإن علينا أن لا ننسى اللاجئين السوريين و أن نتركهم في المخيمات المتناثرة, دون أمل بالعودة إلى ديارهم أو إعادة توطينهم.

ليس هناك أي أمر جديد في هذه النقاط, فقط تذكير بالقيم التقليدية. إن القيادة الأمريكية على امتداد العالم تعتمد على سمعتنا في الحضور لمساعدة الناس الواقعين في الخطر؛ إن القيم المسيحية التي تمتد منها خدمة اللوثريين قوتها تخبرنا بأن نرحب و نحمي الغرباء.

إن الخبرة تظهر بأن الأمور يمكن أن تتحول بسرعة كبيرة إلى ظروف قاتلة بالنسبة للاجئين. إن التبصر و الإعداد الجيد يمكن أن يؤدي بنا إلى تجنب هذه الكوارث. إذا تعمقت أزمة اللاجئين السوريين, فإن هذه القيم نفسها يجب أن تدير و تؤمن برنامج اللاجئين الإنساني. و بسبب وجود المسلمين و المسيحيين على امتداد طيف هيئات خدمة اللاجئين في جميع أنحاء العالم, فإن مثل هذا البرنامج لا يمكن أن يساعد و لكنه يمكن أن يكون مثالا للتعاون المشترك بين الأديان. إن قائمة الشركاء في المفوضية السامية لدى الأمم المتحدة المستعدة للتعاون في مجال المساعدة الإقليمية للاجئين السوريين تتضمن كل الأشخاص من خدمات الإغاثة الكاثوليكية إلى جمعيات الإغاثة الإسلامية, وهي شاهدة على مثل هذا التعاون.

و إذا طال أمد هذا الصراع, فإن عملية إعادة التوطين يجب أن تعتبر خيارا حيويا للسوريين المشردين من بيوتهم بسبب هذه الاضطرابات. إن خدمة اللوثريين جاهزة لتقديم المساعدة. إن لدينا خبرة في إعادة توطين اللاجئين تعود إلى الحرب العالمية الثانية. مؤخرا, و من خلال فروعنا ال 28 في 26 دولة, فقد قمنا بتوطين آلاف العراقيين و غيرهم من المهجرين من حرب الخليج الأخيرة.

مؤخرا, فقد كان هناك مؤشرات مشجعة بأن وزارة الخارجية تأخذ الأزمة على محمل الجد. في 5 سبتمبر أعلنت الوزارة بأن الولايات المتحدة قدمت 21 مليون دولار إضافي لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة, من ضمنها 6.7 مليون دولار من أجل مساعدة اللاجئين السوريين في الدول المجاورة. مع هذه المساعدة الجديدة, فإن الولايات المتحدة تكون قد قدمت أكثر من 100 مليون دولار للأنشطة الإنسانية داخل سوريا وفي دول الجوار, بما فيها 23.1 مليون دولار للمفوضية السامية لشئون اللاجئين.

الأسابيع القادمة سوف تكون حاسمة, و على المدى الطويل, فإن هذه المساعدات المباشرة سوف لن تكون كافية على الأرجح. بغض النظر عن الأخبار, سواء أكانت جيدة أو مأساوية, فإننا مدينون للعائلات السورية في المخيمات بأن نظل نتذكرهم و أن نبقي عيوننا ساهرة على راحتهم. إن الضحايا الأبرياء لهذا الصراع يستحقون منا كل الاهتمام بعد عام من الآن كما هو الحال اليوم. دعونا نبقي أعيننا مفتوحة, و أن نكون مستعدين للمساعدة بكل الطرق.

مديرة خدمة اللوثريين للهجرة و خدمات اللاجئين

واشنطن بوست

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

ضد الأسد… 8 اشقاء في خندق واحد على جبهة حلب

على جبهة بستان القصر في مدينة حلب في شمال سوريا، ثمانية اشقاء تتراوح اعمارهم بين 18 و34 عاما، يحاربون معا جنبا الى جنب في مواجهة قوات النظام، واضعين نصب اعينهم هدفا أوحد: “الانتهاء من نظام بشار الاسد”.

ويقول رضا، اصغر الاشقاء الثمانية المحاربين في صفوف “الثورة” والذي بلغ الثامنة عشرة قبل ايام، “اذا قتل واحد من اشقائي او اكثر، سأموت الى جانبهم. انهم من لحمي ودمي، وسيكون شرفا لي ان أقضي معهم وانا أدافع عن الحرية”.

ويضيف “وصلنا الى المدينة منذ اكثر من شهر. ومنذ ذلك الحين، لا نلقي السلاح الا في اوقات الصلاة”.

في الوقت الحاضر، يضع رضا جانبا احلامه بدخول الجامعة من اجل دراسة المعلوماتية.

ويقول “الامر الاكثر اهمية اليوم هو الانتهاء من الاسد. دروسي يمكن ان تنتظر. ان مكاننا، نحن الشباب السوري، هنا، في ساحة المعركة”.

وعلق شقيقه رفعت (20 عاما) بدوره دروسه الجامعية.

ويقول رفعت وهو يمسك بقذيفة مضادة للدبابات، “نحن الشباب، نشكل مستقبل سوريا، واليوم مستقبل سوريا هو في الشارع. يفترض بنا ان نكون على مقاعد الدراسة، انما بسبب هذا الطاغية (الاسد)، علينا ان نحمل السلاح. نحن نحارب لكي تتمتع الاجيال اللاحقة بمستقبل سلام وحرية”.

وينتقد رفعت نظرة الغرب الى المقاتلين المعارضين. “تظنون اننا في تنظيم القاعدة، لمجرد اننا نصرخ الله اكبر. لا، نحن نؤمن بالله. هذا كل شيء. انه العون الوحيد المتبقي لنا، والوحيد الذي سيقودنا الى النصر”.

ويهتف اشقاؤه من حوله “الله اكبر”.

وقد غادر الاشقاء الثمانية سرمدا في محافظة ادلب (شمال غرب) قبل 17 شهرا بعد وقت قصير على بدء الحركة الاحتجاجية.

ويتحدث انس (34 عاما) عن التظاهرات السلمية التي خرجت الى الشارع في سوريا في خضم الربيع العربي في دول اخرى. ويروي “اطلق الجيش النار على هذه التظاهرات. قتل بعض اعز اصدقائنا. وكان الامن يلقي بنا في السجون تحت اي حجة”.

بعدها، ترك انس محله لبيع الهواتف الخلوية وعائلته المؤلفة من زوجة “واربع فتيات رائعات” وانضم الى الثورة.

ويقول “يعتقد بشار انه الملك واننا عبيد له. الا ان العبيد طفح كيلهم من خدمة معلمهم”.

ويفضل احمد (24 عاما) التزام الصمت. يكتفي بابتسامة بين الحين والآخر، او يتمتم شيئا في اذن احد اشقائه.

فيتكلم رضا عنه بفخر، موضحا ان احمد “اعتقل في احدى التظاهرات والقي في السجن. ضربوه على مدى ايام ليتكلم، الا انه لم يقل شيئا. عندما اتصلوا بنا لتسلمه، لم نعرفه لكثرة التشوهات التي حلت به”.

خلال الاشهر الماضية، تنقل الاخوة الثمانية بين النقاط الساخنة في انحاء سوريا: من حمص (وسط)، الى ادلب، الى حلب… ويقول عصام (26 عاما) “لن نتوقف الا بعد سقوط النظام”.

ويوضح رضا ان والدهم يعلم بما يقومون به ويدعمهم، مضيفا “لا يخاف علينا من الموت، لانه يعلم ان هذه هي الوسيلة الوحيدة لتحرير سوريا”.

ويتابع “انه يصلي من أجلنا، ولكي ننتصر. اذا متنا، سيفخر بنا كشهداء”.

في هذا الوقت، يتم استدعاء المقاتلين الثمانية، فالكتيبة التي ينتمون اليها تعد لهجوم جديد. الهدف هذه المرة مركز امني من شأن الاستيلاء عليه ان يساعد في تعزيز الجبهة.

الفرنسية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى