صفحات سورية

مطلب الأكراد معروف: الفيديرالية لسوريا


زارا صالح

لست هنا بصدد الرد على ما جاء في مقابلة جريدة “النهار” مع السيد شيخ آلي (3/ 3/ 2012) بل هي محاولة لتوضيح بعض النقاط والمغالطات التي تكلم عنها والتي لا تمت بصلة الى الواقع الكردي وثورته وسقف مطالبه التي ينادي بها الاكراد في جميع مناطق تظاهراتهم.

 الذين يعرفون السيد شيخ آلي كسكرتير لحزب كردي يمتلك قاعدة واسعة يستغربون هذه الآراء التي لن ترضي احدا من هذا التنظيم ولا بد لهم من الوقوف جليا على هذه المواقف خاصة في هذه الظروف الراهنة من عمر الثورة السورية وثورة الشعب الكردي في كردستان سوريا وهنا نحيل الامر الى حزب الوحدة الكردي (يكيتي).

 غالبية الفاعليات الكردية ومعظم الشارع المنتفض يطالب بالفيديرالية لسوريا والاعتراف الدستوري بالحقوق القومية للشعب الكردي وفق مبدأ حق تقرير المصير، وفي ظل نظام حكم مبني على اسس اللامركزية السياسية التي تمنح الأكراد ادارة مناطقهم وحكمها وفق صيغة اتحادية بحيث تكون المناطق الكردية (الجزيرة – عفرين – كوباني) مناطق ادارية واحدة لكردستان – سوريا وليس كما يدعي السيد شيخ آلي الذي يؤكد ترسيخ النظرة السياسية الرسمية السابقة والقائمة الى الآن، وهو بذلك يردد الكثير من جمل الخطاب الاعلامي السوري مثل (مؤتمر وطني- وحدة وطنية – رفض الدعم الدولي – عسكرة الثورة…) وهذه الحقائق باتت معروفة للعالم اجمع وقد اجتمعت الكلمة عربيا ودوليا على ضرورة رحيل هذا النظام الذي يقتل شعبه ويرتكب مجازر بحقه وهو بحد ذاته بمثابة احتلال داخلي لوطن من قبل هذه العصابة منذ اكثر من اربعة عقود .

ومنذ بداية الثورة في سوريا وحتى قبل ذلك كان الأكراد سباقين الى مقارعة هذا النظام، وانتفاضة قامشلو كانت الذروة قبل هذه الثورة والآن ايضا يعتبر الأكراد جزءاً اساسياً من هذا الجسم ويتظاهرون باستمرار من اجل اسقاط هذا النظام وبناء دولة الحرية والحق. وهذه الحقائق لا تحتاج حتى الى الحديث عنها لأنها واضحة للعيان. وحتى عفرين فقد تحركت في الآونة الاخيرة بقوة ثم تراجعت نوعا ما، ويبدو ذلك تحت تأثير بعض الجهات الحزبية بحجة “الحفاظ على السلم الاهلي والى غير ذلك من هذه الاسطوانة المعروفة”.

واخيرا لا بد من القول إن هذا التناقض والازدواجية في هذه المقابلة لا ينتميان الى مقررات المجلس الوطني الكردي التي من المفترض ان يلتزم بها السيد شيخ آلي، وهو بذلك يصر على خلط الامور وتقزيم المطالب الكردية واختزالها في حقوق انسانية بالنسبة لقضية شعب يعيش على ارضه التاريخية كردستان وله الحق في ان ينال حقوقه كاملة وفق القوانين الدولية ومبادئ حقوق الانسان وبالتالي فان العديد من اشارات الاستفهام تطرح نفسها حول هذه التصريحات لشخصيات وجهات تحاول القفز فوق الواقع وما زالت تعيش الماضي ببؤسه في حين ان ثورة الشباب الكردي تجاوزت ذلك كله.

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى