صفحات مميزة

مقالات لكتاب سوريين تناولت القضية الكردية في سورية


محنة الكُرد السوريين بين “الإخوان” و”الكردستاني“!

بروكسل ـ هوشنك أوسي()

الكلّ، بات يحذّر من التطرّف والأصوليّة والسلفيّة الإسلاميّة في الثورة السوريّة. وكان لكاتب هذه الاسطر مقالتان في جريدة “الحياة” اللندنيّة، في سياق قرع أجراس الخطر المحدق بالثورة السوريّة، الأوّل، كان بعنوان: “لئلا ننظر للثورة السوريّة بعين الدوغما والقداسة” (03/09/2012) والثاني، كان بعنوان: “مخاطر أخونة الثورة!” (04/10/2012). وهذا التغلغل الفجّ والخطير للتطرّف الاسلامي في الثورة السوريّة، تتحمّل تركيا وقوى المعارضة السوريّة، الإسلاميّة والعلمانيّة والليبراليّة الموالية لها، والنخب الثقافيّة المحسوبة عليها، جلّ مسؤوليّة هذا الإنزلاق والإنحراف الذي يشهده قطار الثورة السوريّة وخروجه عن سكّته. كما تتحمّل كل القوى الدوليّة والمجتمع الدولي مسؤوليّة ذلك، بسبب تركها الشعب السوري وحيداً يواجه آلة الحرب الأسديّة تمضي في توحّشها لسحق الثورة السوريّة. بالاضافة الى مسوؤليّة النظام السوري ووحشيّته، التي لا حاجة إلى التذكير بها. وبديهي، ان التطرّف، سينتج مثيله. فمن يحمي نفسه من التطرّف، قد يلجأ إلى التطرّف. زد على ذلك، ان التطرّف الاسلامي في الثورة السوريّة، يعطي أعظم التبريرات وأكبرها للنظام السوري، وللمترددين السوريين، ولمن يسعى للنأي بالنفس عن الثورة السوريّة من الكرد والاقليّات القوميّة والمذهبيّة الأخرى، ما يعزز قوّة وبطش النظام السوري وبربريّته.

في حمأة الثورة السوريّة والصراع الإقليمي الدولي على سورية، يبرز اسم تنظيمين آيديولوجيين معروفين، في سياق التداولات الاعلاميّة والتحليلات السياسيّة، هما جماعة “الأخوان المسلمين” السوريّة، و”حزب العمال الكردستاني”. وغني عن البيان، أن الكرد السوريين، كانوا وما زالوا لهم قصّة ثابتة متحرّكة مع هذين التنظيمين، العدوّين لبعضهما البعض. فلكلا التنظيمين العقيديين دوره وتأثيره الفاعل على مجمل تفاصيل الحراك الثوري السوري. وقد ازدادت المناكفات بينهما، لتصل إلى درجة الصدام المسلّح في مناطق حلب وريفها، راح ضحيّته العشرات من الطرفين. وتندرج هذه الأسطر، في سياق محاولة فكّ التداخلات وفهمها والتشابكات الناجمة عن سياسات الاخوان والكردستاني وتأثيرها على الكرد السوريين.

معاداة جماعة “الاخوان المسلمين” للحقوق الكرديّة في سورية، لا تتأتّى فقط من كون هذه الجماعة موالية تماماً لتركيا وحكومتها الاسلاميّة، وخاضعة لها، بل ربما لا نبالغ إذ نقول: هذه الجماعة، هي التي تثير تركيا وتؤلّبها على الكرد السوريين، عبر النفخ في المخاوف التركيّة من تواجد حزب العمال الكردستاني على الأراضي السوريّة، وتبعات ذلك على الداخل التركي. ذلك ان قيادة الجماعة، وأثناء صراعها المسلّح ضدّ نظام الأسد الأب لقلب نظام الحكم والاستيلاء عليه، في نهاية السبعينات ومطلع الثمانيات، ووحشيّة حافظ الاسد في سحق تمرّد “الأخوان”، مذاك، وهذه الجماعة تكنّ الحقد والبغض والكراهية للكرد السوريين، وتعتبرهم “خونة” و”عملاء نظام الأسد”، على اعتبار ان الكرد السوريين، مسلمون سنّة، ولم يناصروا تمرّد “الأخوان” ضدّ النظام الأسدي (العلوي النصيري) كما كان ولا زال يردد الاخوان، أثناء وصفهم للنظام السوري الحالي! وكانت العبارات البذيئة والمسيئة للكرد السوريين تكتب على الجدران في الأحياء ذات الغالبية الكرديّة في مدينة حلب السوريّة، بتحريض من الأخوان. زد على ذلك ان الجماعة، ساندت النظام العراقي السابق في حربه على الكرد والشيعة في العراق! وبالتالي، ثمّة عقدة كرديّة مزمنة، تستوطن الذهنيّة الأخوانيّة، ما دفع مراقبها السابق علي صدر الدين البيانوني، الى وصف المناطق الكرديّة في سورية، بأنها ليست ذات غالبية كرديّة!، في تناقض صارخ وفاضح مع كل حقائق ومعطيات التاريخ والجغرافيا والديموغرافيا. هذا الشطط، ليس ناجماً عن جهل، ولا عن فقدان الكياسة والحصافة اللغويّة، بل يتأتّى عن احقاد دفينة، هي خليط من العروبيّة الأسلامويّة الطائفيّة، التي لن تخفيها كل دعوات الجماعة الى الدولة المدنيّة الديموقراطيّة. وعليه، ما قيل عن زيارة المراقب العام للاخوان، رياض الشقفة لكردستان العراق ولقائه برئيس الاقليم الكردي العراقي مسعود بارزاني، لا يعني ان الجماعة غيّرت موقفها من الكرد، بل لأنها تريد تأليب البارزاني على تنامي حضور العمال الكردستاني في المناطق الكرديّة السوريّة!

وفي سياق محاولة كشف البطانة القومويّة الطائفيّة لدى الاخوان، حين تسأل أحد قياداتهم: هل انتم مع تولي شخص مسيحي أو كردي أو علوي او درزي… رجل أو امرأة، لرئاسة سورية، لا يجيبك بنعم أو لا، من حيث المبدأ، بل يلجأ للمناورة والكلام الفضفاض بالقول: “نحن مع ما تفرزه صناديق الاقتراع” و”نحن مع العمليّة الديمقراطيّة”! وهو يعلم أن حملة الشحن والتجييش الاسلاموي للشارع السوري، هي على قدم وساق، اثناء الثورة على نظام الأسد. وبالتالي، أي استفتاء أو انتخابات حول الدستور أو طبيعة الدولة السوريّة، سيكون منسجماً مع التوجّه والمنهج والذهنيّة الأخوانيّة! وتجدر الإشارة هنا، الى ان انتخاب عبدالباسط سيدا (الكردي)، ومن ثم انتخاب جورج صبرا (المسيحي) لرئاسة المجلس الوطني السوري، كان لزوم المكياج، وليس ناجماً عن التحوّل النوعي في الوعي والسلوك السياسي للاخوان المسلمين، لجهة السير نحو الدولة الوطنيّة المدنيّة التعدديّة الديموقراطيّة!

من جهة أخرى، وكرديّاً، حتّى لو ملأ حزب العمال الكردستاني، وتنويعاته السوريّة، الدنيا بالبيانات والتصريحات التي تقول: ان الحزب وملاحقه السوريّة هي مع الثورة وضدّ النظام السوري، وان الحزب يسعى لاسقاط النظام… فإن ما يجري في المناطق الكرديّة من خروقات وانتهاكات وحالات خطف واعتداء على النشطاء الكرد… لهي دليل كافٍ ودامغ على ان تلك التصريحات لا تخفف من وطأة الاتهامات والانتقادات الموجّهة لأداء الحزب في سورية وتركيا. زد على ذلك ان قيادة الكردستاني، وفي تصريحاتهم الاخيرة، اكّدوا ان “الكرد خارج الصراع في سورية. وهم ليسوا لا مع المعارضة ولا مع النظام. هم مع حقوقهم”. والشقّ الاخير من التبرير، لا يمكن تفسيره البتّة. ذلك انه كيف لا تكون مع المعارضة، وانت تزعم انك تطالب باسقاط النظام! وكيف لا تكون مع النظام، ولست مع المعارضة! ففي هذه المرحلة الفارقة من تاريخ سورية ومصيرها، أيّ تحجج بالخيار الثالث، هو تغطية على إدارة الظهر للثورة السوريّة. فاختلاق المناطق الرماديّة للكرد السوريين وزعم الوقوف فيها، هي من طينة تصنّع الاوهام وترويجها بين الناس، لغايات سياسيّة حزبويّة باتت مكشوفة.

وهنا أيضاً، يمكن التأكيد والشديد على ان محاولة تحييد الكرد، التي كانت يمارسها النظام السوري، والتي أكّد الكردستاني عليها، عبر تصريحاته السالفة الذكر: (الكرد ليسوا مع النظام ولا مع المعارضة!)، خلق فراغاَ هائلاً ملأته بعض الكتائب السلفيّة الجهاديّة المتعصّبة للعروبة، عبر اقتحامها لمدينة سريه كانيه (رأس العين) الكرديّة، من الحدود التركيّة، ما اعطى المبرر لطيران النظام الاسدي لقصف المنطقة وارتكاب المجازر وتشريد اهالي المنطقة. ومن المؤسف القول: ان الاحزاب الكرديّة، وفي مقدّمها حزب الاتحاد الديمقراطي، الهوا الكرد بالحديث عن أهوال التصادم ومخاطره مع النظام، بشكل مباشر، لجهة استجلاب الحروب والويلات للمناطق الكرديّة، لكأنّ الكرد يعيشون في بلد مستقلّ على شطآن الكاريبي، ويتخوّفون من أن تطال رياح الحرب في سورية بلادهم “البعيدة”! وفجأةً، استيقظ الكرد السوريون، ونيران الحرب في ديارهم، وانهم دفعوا دفعاً الى الدخول في الحرب، وعبر كتائب اسلاميّة، عنصريّة، يقال إنها لها علاقة بـ”جبهة النصرة”، اكثر من علاقتها بالجيش الحر! هكذا، النقاشات البيزنطيّة الكرديّة عن اهوال الحرب، وضرورة تجنيب الكرد ومناطقهم التصادم مع النظام، هي التي جعلت البيت الكردي المخلخل والمليء بالشقاق والنفاق السياسي، مفضوحاً اكثر امام الداخل والخارج السوري، وهي التي جعلت محنة الكرد السوريين وخيبتهم أكثر وأكثر.

وهنا، يمكن إجراء المقاربة التالية بين جماعة الاخوان المسلمين وحزب العمال الكردستاني وتأثيرهما على الثورة السوريّة، سلباً وإيجاباً.

اولاً: الإخوان، لا يملكون قواعد جماهيريّة كبيرة بين العرب السنّة، فضلاً عن انعدام تواجدهم بين الكرد السوريين، بينما العمال الكردستاني، يمتلك قاعدة جماهيريّة واسعة، لا يستهان بها بين الكرد السوريين، تصل لمئات الآلاف.

ثانياً: كلا الحزبين، تنظيمان عقائديان، مركزيان، الأوّل؛ إسلامي قومي، عروبي، والثاني: يساري قومي، كردي.

ثالثاً: الإخوان حلفاء تركيا، وبل هم حصان تركيا الرابح في سورية. والعمال الكردستاني، يحارب تركيا، وله امتداده السياسي الكردي في سورية، هو حزب الاتحاد الديموقراطي( PYD).

رابعاً: جماعة الاخوان المسلمين السورية، هي الورقة التركيّة الرابحة في سورية، ضد حقوق الكرد وطموحاتهم. والعمال الكردستاني، بأدائه داخل سورية وتركيا، يدخل في خدمة النظام السوري، ولو بشكل موضوعي.

خامساً: الإخوان يزعمون انهم مع حقوق الكرد في سورية. وفي هذا الزعم، الكثير من التحايل. والعمال الكردستاني يزعم انه مع الثورة السورية واسقاط النظام. وفي هذا الزعم أيضاً، الكثير من الاسئلة وعلامات الاستفهام والتعجّب والإشتباه.

سادساً: العمال الكردستاني، يرفض التفاوض مع الاخوان المسلمين، بحجّة انهم عملاء حزب العدالة والتنمية التركي (الاسلامي). وفي الوقت عينه، يقبل التفاوض مع الحزب الاسلامي الحاكم في تركيا، سرّاً وجهراً!. وتجدر الاشارة إلى أن إصدار الإخوان بيانات تصف الكردستاني بـ”الارهاب”، تزلفاً وتملّقاً من تركيا، عقّدت أزمة الثقة بين الكردستاني والإخوان!

سابعاً: كل الدلائل تشير الى أن “العمال الكردستاني” يريد تحقيق المكاسب في تركيا، على حساب الثورة السوريّة. وعليه، لا يمكن إنكار تواجد الكردستاني في سورية. والبعض يبرر لهذا ويعتبره من حقّه، لسبيين: الأوّل، وجود قاعدة جماهيريّة كبيرة موالية له بين الكرد السوريين. والثاني؛ ان كل الاستخبارات الاقليميّة والدوليّة باتت موجودة في سورية، فلماذا حرام على الكردستاني التواجد؟! والكثير من المراقبين الكرد السوريين، لا يقلقهم تواجد الكردستاني بقوّة في سورية، بل أداء الكردستاني هو الذي يثير الشبه والالتباس، سواء على الصعيد الميداني والإعلامي، الذي يقول انه مع الثورة السوريّة على نظام الأسد، ويحاول تضخيم الجوانب السلبيّة فيها وتقويض انخراط الكرد فيها!. زد على ذلك، استجلاب الكردستاني صراعه مع تركيا الى سورية، لم يعد بالامكان اخفاءه بالتصريحات الصادرة من الفرع السوري للعمال الكردستاني!. دون ان ننسى أن الصراع المسلّح بين الكردستاني وايران توقّف فجأة!، وبدأ ضدّ تركيا، أيضاً فجأةً. بالرغم ان الكردستاني كان قد اعلن عن هدنة طويلة، مددها اكثر من مرة، دعماً للحلول السلميّة والمفاوضات السريّة مع أنقرة، فما الذي جعله يعود للبنادق مرّة أخرى؟!

ضمن هذه الأجواء والصراع بين الأخوان والعمال الكردستاني، تكمن حيرة ومحنة الكرد السوريين، بين الانخراط التام والمطلق في ثورة على نظام الاسد، تسير بالبلاد نحو “الأخونة”، وتأييد سلاح الكردستاني، الذي يسير بالمناطق الكرديّة السوريّة نحو اللبننة!

() كاتب كردي سوري

المستقبل

معركة قامشلو و قتال الكرد واجندة ما وراء الحدود

لافا خالد

المشهد الكوردي ولأكثر من سبب بقي ضمن اطار الثورة الديمقراطية السلمية، المدن الكوردية كانت محررة، فسلطة النظام البعثي المجرم كانت شكلية بل وكانت رغم رمزيتها سببا لعدم احتلالها من قبل تركيا التي اعلنت انها ستدخل المدن الكوردية ان تحررت بحجة ملاحقة حزب العمال الكوردستاني. المدن الكوردية المحررة بوجود رمزية اجهزة السلطة الأيلة للسقوط  كانت ملاذا امنا لأهلنا العرب والتركمان والاشوريين والسريان ممن تركوا مدنهم المدمرة التي دمرت بعد عسكرة الثورة.

الواقع يؤكد بان طريق دمشق لا يمر عبر سري كانييه  كما لم يمر طريق القدس عبر الكويت كما قال المقبور صدام حسين حين احتلاله للكويت. الواقع يؤكد بان استهداف المدن الكوردية بغرض رفع الضغط عن ساحات المعارك في بقية المدن اكذوبة لان النظام  المجرم ليس بهذه الدرجة من الغباء لترك معركة  دمشق وحلب لإعادة سري كانيه لسلطته المنتهية أصلا.

بعض أطراف الجيش الحر يفتح جبهة قتال الكورد  مُقدما معركة الغد الى اليوم، مقدماً عدوه الثانوي على الرئيسي فهل فتح جبهة قتال الكورد صدفة ام ضرورة عسكرية ام هناك اجندة خلف الحدود؟.

رفعنا علم الثورة كما كنا نرفع اعلامنا وراياتنا ورموزنا القومية فالكورد  بقدر انتمائهم القومي هم وطنيون. وبعد دخول الجيش الحر سري كانيه صرخ احدهم بوجه احد شبابنا “انزل العلم الكوردي وان كنتم رجال لحررتم مدنكم “. لم يدرك مسلح ان شعبنا المسلح والمؤدلج قد حرر ذاته من الفكر الالغائي ويمارس سلطته في مدنه دون عسكرة الثورة، لم يدرك بان مدننا كان ملاذا امنا لأهله وجيرانه، لم يدرك بان شاباتنا وشبابنا قادرين على انهاء الوجود الرمزي للسلطة واعلان المدن محررة وحينها ابعدوا جيوشكم صوب مدن تم هدمها عن بكرة ابيها كي تعيدوها وسياتي شبابنا لمساعدتكم في بناء مدن تناولتم والسلطة بتدميرها.

ان قاوم الكورد جيش غرباء الشام قالوا ان الكورد شبيحة النظام وضد الثورة، ان اعادوا فوهات بنادقهم الى الخلف قال البعض اين رجولتكم وسلطتكم ومدنكم المحررة.

دخول الجيش الحر  في مدينة سري كانييه لم يترك افواج المهاجرين الكورد صوب تركيا ودرباسية بل بداية لمشهد كوردي جديد وخاصة بعد ان تم اذلال واهانة العلم الكوردي في سري كانييه….. الكورد سيحررون مدنهم وينهون الرمزي من الوجد السلطوي وحينها نعلن اننا لانحتاج الى من يحررنا كما قال مسلح اهان الكورد في سري كانييه..  انهاء الوجود الرمزي للسلطة الساقطة رغم انها بداية تحرر وطني  فان مخاطر الاحتلال التركي يصبح اكثر جدية وهذا ما يعمل من اجله بعض اطراف الجيش السوري الحر مدعوما من شخصيات مشبوهة كانت حتى بالأمس القريب تطبل وتزمر لابن الطاغية ومن قبله أبيه المجرم

بعد انهاء الوجود الرمزي السلطوي في درباسية وتل تمروسواها من المدن الكردية السورية  فان معركة قامشلو اصبحت قريبة وفي معركة قامشلو تتغير خارطة المنطقة لا سوريا فقط.

المطلب الكوردي وبعد دخول مسلحي الجيش الحر واهانتهم لشعبنا وقبلها قتل اهلنا في اشرفية حلب هو اعلان تحرير المدن من عصابة النظام  كي تكون بؤرة ديمقراطية لسوريا المدنية والديمقراطية لان قراءة خطاب بعض اطراف المعارضة لا تبشر بقدوم سوريا توحدنا ونتوحد فيها، وحدها ثورة الكرامة وحدهم ثوارنا الأبطال سيبنون سورية الحرة سورية العدالة ودولة القانون  والمساواة سورية الوطن لنا جميعنا

كلنا شركاء

خيارات الجزيرة السورية بين الانفصال أو تقبّل الهزيمة مرة أخرى

د. عبد العزيز المسلط

مؤسس ورئيس حزب النهضة الوطني الديمقراطي سابقاً

دكتوراه في القانون الدولي والنظم السياسية من جامعة NFU الولايات المتحدة الأمريكية

بعد القرن الثامن عشر اتخذت الجزيرة الفراتية اتجاهاً جديداً ومغايراً لحركة التاريخ وفق منظومة تطور العلاقات الاجتماعية, مما كان له الأثر الكبير في إعادة تشكيل هوية جديدة لهذه البقعة الجغرافية ميزتها عن غيرها في كثير من المحطات شكّل بعدها الهاجس الأوفر حظاً لأبناء الجزيرة السورية في رسم ملامح تحول ديمغرافي واجتماعي جديد قوامه النسيج المتلاحم انطلاقاً من الخصوصية الاجتماعية التي أفرزتها حالة التفاعل والتعايش المجتمعي بين كل ملونات المجتمع وأشكاله ومشاربه المختلفة الأعراق والأديان والمذاهب.

وعلى الرغم من هذا التطور المنفصل الذي أسبغ كينونة العيش المشترك بين الفئات الاجتماعية كافة وبالرغم من ان هذا التطور المنفصل والمنقطع عن الحركة التاريخية للمجتمعات العربية بوجه خاص لم يكن منفصلاً بالمعنى الدلالي للكلمة إلا أن الأطراف الاجتماعية على اختلاف مكوناتها شكلّت واقعاً جديداً يختلف عنه في المدن والأرياف والمجتمعات الأخرى بما فيها المجتمعات التي كانت على احتكاك مباشر مع مجتمع الجزيرة بحكم ظروف الاقتصاد والتجارة وغيرها.

وباستثناء هذه الظروف فقد كانت الجزيرة تعيش حالة فراغ وعزلة بيولوجية قوية ومؤثرة من خلال جملة أسباب موضوعية أولها البعد عن مركز القرار السياسي وتأثيراته الجيوبوليتيكية, وثانياً الظروف البيئية التضاريسية والمناخية الصارخة والتي شكلت عائقاً طبيعياً تمثل في الوجه المناخي والتضاريسي للجزيرة وصعوبة البيئة وقساوتها وعدم تكون مجتمع الريف وتلاقحه وتفاعل بعضه البعض و تبعثر التجمعات السكانية وتناثرها تبعاً لظروف المعيشة والتنقل وغياب ظاهرة التنظيم المدني الإداري وحالة الفقر والخواء الفكري والثقافي إضافة الى ما اتسم به المجتمع من مظهر رعوي لمجتمع عصبوي غير منظم. هذه العوامل وتلك الأسباب وغيرها لعبت دوراً سلبياً في جعل الاتصال بين الجزيرة والمدن الأخرى والحواضر في حدود ضيقة للغاية. وبالتالي ظلت شبه معزولة عن العالم الخارجي بصورة تلقائية شبه كاملة، وعلى الرغم من أن وجود الآثار والأوابد التاريخية للجزيرة ظاهرة ومؤشر إيجابي وأن المؤرخين يرون أن جزءاً من آثار الحضارة الإنسانية في العراق والشام قامت من واقع حضارة الجزيرة في الكثير من محطاتها التاريخية التي مرت بها. إلا أنها بقيت مجرد آبدة تاريخية مرت عليها السنون وغادرتها.

من هنا لعبت منظومة تطور العلاقات الاجتماعية التاريخية دوراً كبيراً في استقطاب شرائح اجتماعية جديدة تؤصل لواقع ثقافي وسياسي واقتصادي جديد بالرغم من ان المناطق الأقرب إليها جغرافياً وهي المدن المحاذية لها كانت تعيش حالة من التفاعل السياسي والاقتصادي والثقافي أثراً وتأثيراً لكونها منطقة امتداد ونفوذ سياسي طبيعي للممالك والدول السابقة بحكم وقوعها على انهار كبيره وتعدد وتلون ثقافاتها الاجتماعية, وبحكم تفاعلها مع مختلف البيئات الاجتماعية والسكانية التي كانت على تماس مباشر معها, هذا الأمر شكل تقدماً ملحوظاً في تطور لغة المدنية بين أبناء المدن والحواضر المحيطة بالجزيرة خصوصاً بعد أن استقدمت تلك المدن الكثير من أصحاب المهن اليدوية والتي كانت تشكل آنذاك محوراً صناعياً للاقتصاد والتجارة.

وبالرغم من ذلك الأثر البارز في حياة نشأة مجتمع الجزيرة الفراتية, فإننا لا نجد أي تأثير للقبائل العربية وغير العربية التي استقرت في رعيها تلك البقعة, أو العشائر التي استوطنت ضفاف نهر الخابور متحولة الى تجمعات زراعية ريفية متنامية تاركة وراءها النمط التقليدي لمجتمع البداوة, لا نجد أي مؤشرات عن تأثرها بالمحيط الموضوعي والعضوي للجوار من حيث التطور والتنمية بمختلف وجوهها المتعددة, ولم يعتد سكان الجزيرة الفراتية على مفاهيم التنافس التجاري والاقتصادي والثقافي نتيجة بعدهم عن آفاق التحولات التي تجري حولهم وهذا سببه يعود الى تمسكهم الشديد بالعادات والأصول المرعية في مثل هذه المجتمعات والتقليدية وبسبب قناعاتهم التي رسخها الأتراك آنذاك في صلب عقيدة المجتمعات التقليدية والبدائية والتي تتمثل في محاكاة المفاهيم العقيدية الدينية التي كان يصدّرها التركي من أجل تحفيز المجتمعات والناس على الولاء المطلق لسياساته, والبقاء ضمن منظومته الفكرية والثقافية التي تأخذ بعداً سياسياً في علاقاتها المختلفة.

وعلى الرغم من أن الحدود الفكرية والعقدية لم تكن مشتركة البتة بين كل من أبناء القبائل القاطنين الجزيرة الفراتية وبين الاتراك اصحاب المرجعيات السياسية والسلطوية إلا أنه كان هناك نوعاً من التزاوج المصلحي بسبب رغبة الاتراك في حماية مناطق النفوذ الاستراتيجي أولاً, وثانياً بسبب أهمية مثل هذه المناطق في تشكيل عصب الاقتصاد التركي للدولة العثمانية نظراً لما تتمتع به من مساحات شاسعة, وثروة حيوانية هائلة, وخزان بشري طائل من الافراد الذين تحتاجهم السلطنة في حملاتها العسكرية.

من هنا وبهذا السياق تشكّل الوعي المجتمعي لدي ابناء تلك المنطقة من خلال وفود الكثير من الهجرات والنزوحات الخارجية إليها والتي جاءت في سياق الانتقال الطبيعي للحالة السياسية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة عموماً, وبلاد الشام خصوصاً في تلك الآونة.

شكّلت هذه الهجرات عامل داعم لمختلف الشرائح الاجتماعية في ترسيخ حالة الوعي الاجتماعي التي تأطر لقيام ظاهرة الاندماج الاجتماعي لصالح البيئة السيوسولوجية الأولى “النواة الأولى للمتشكل المجتمعي الجديد الذي عرفته منطقة الجزيرة أو إقليم الجزيرة كما كان يسمى سابقاً.

إن طبيعة العلاقة بين مختلف الشرائح الاجتماعية في الجزيرة السورية ولدت آليات جدلية من خلال المخاضات وجملة التفاعلات فيما بينها وداخل كل منها على مستوى الكينونة التاريخية والبناء السيوسولوجي والكيفيات الكفيلة بعمل المؤسسة الاجتماعية بشكلها التنظيمي والإداري وعموم السلوك الاجتماعي الذي يحدده الافراد وفق منظومات وطبائع العلاقات اليومية فيما بينهم على ضوء المنجز اليومي المتشكل من نتاجات هذه العلاقات الاحتكاكية الدائمة وبناءاً على خلفية قيام ما يعرف بالوحدة الاجتماعية المندمجة والقائمة على تعددية اجتماعية في جوانبها الموضوعية والذاتية معاً, حيث جوبهت مشكلات بنيوية تجلت في التنافر والانقسام وصولاً الى الصراعات المختلفة الاوجه بين الفئات الاجتماعية التقليدية آنذاك.

لكن الظرف السياسي لم يستطع خلق المشكلات التي من شأنها تقويض نويات الوحدة الاجتماعية الجديدة ومتحدها النوعي المجتمعي بل على العكس استطاع هذا الظرف أن يعيد بناء المظهر الاجتماعي للإقليم على المستوى الانساني والحضاري شكّل العنصر المسيحي أحد ابرز دعاماته في عوامل الجذب والالتقاء.

لذا لم يكن الفكر التاريخي لمجتمع الجزيرة قائماً على فكرة النزوع الموضوعي من أجل التطور المحض بقدر ما كان يبحث بشكل طبيعي عن أدوات معرفية جديدة لمعرفة الواقع الموضوعي والمحيط في رصد نزعات هذا التطور, حيث شكل هذا الرصد مصدراً جديداً للحالة الاجتماعية القائمة والتي ستشكل فيما بعد الفعل الاجتماعي المرتبط أساساً بحركة المعرفة وهي الصيغة التي شكلّها الرومان والفرس تاريخياً في العديد من الدول الكبيرة التي شهدت تماماً نفس وتيرة الحياة والتطور في اقليم الجزيرة.

من هنا لم يكن هذا الاجتماع مجرد وحدة سكانية متشكلة بناءاً على الارادة والمصالح المشتركة, بل أكثر من هذا حيث اعتبرت هذه المرحلة الممتدة منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى بداية القرن العشرين أهم محطة تاريخية من محطات تطور العلاقات الاجتماعية في الجزيرة, إضافة الى تكريس نمط اجتماعي جديد اخفقت الكثير من المتصرفيات العثمانية والمستعمرات الفرنسية وغير الفرنسية في رسمه وتحقيقه آنذاك مما أوصل تلك المتصرفيات والمستعمرات الى حالة من الاحتقان الطائفي والمذهبي انتجت صراعات دموية طويلة عبر التاريخ لا زالت الكثير من الدول العربية وغير العربية تعاني الى يومنا هذا منها.

كانت الفعاليات الاجتماعية في منطقة الجزيرة او اقليم الجزيرة او سنجق الجزيرة تشكل مبحثاً عضوياً ومعرفياً جيداً مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بعلم الاجتماع السياسي المعاصر من حيث سياقها الكلي, وأدوارها التاريخية ومن حيث المنطق “الديكارتي” الذي يشترط وجوب انتاج الصيغة الاقتصادية لنمو المجتمع عضوياً ولتحسين تخطيطه على اسس سليمة ولضمان مبدأ الضرورة في إدارة عملياته الحياتية اللوجستية إدارة حسنة.

لم تكن الدولة الوصية “العثمانية أو الفرنسية أو الحكم الوطني” على دراية واسعة بالكيفيات التي تجعل من مجتمع الجزيرة مجتمعاً نهضوياً تحقق من خلاله نقلة نوعية على المستوى الاقتصادي والتنموي.

حيث أهملت مفاصل الحياة المعيشية فيها, وركنت أموره الى دوائر إدارية لم تستجيب للحالة المعرفية التي يتطلبها هذا المجتمع التعاقدي النامي.

كلنا شركاء

الأكراد “كعب آخيل” الثورة السورية

محمد اسماعيل

يعيش الأكراد في سورية منذ مئات السنين، ويتركز القسم الأكبر منهم في الجزيرة السورية (محافظة الحسكة) حتى فشا في الإعلام العربي والدولي أن محافظة الحسكة ذات أغلبية كردبة، مع العلم أنهم يشكلون – في أعلى التقديرات الكردية – نسبة 20% من سكان المحافظة، ومرد الخطأ الشائع عن “الحسكة ذات الأغلبية الكردية” هو وجود القسم الأكبر من أكراد سورية فيها .. والأكراد شعب نشيط، جع…

لوا من العمل قيمة عظمى في حياتهم، فنجحوا في كفاح الحياة، وتدرجوا من عمل مسح الأحذية والتحميل، إلى التجارة والطب والهندسة .. كما أن للأكراد يدا مرموقة في تاريخ سورية الحديث، فكان منهم المجاهد، والرئيس، والقائد العسكري، والعالم .. يشكو الأكراد في سورية من عدة أمور، سأذكرها تباعا:

1 – إحصاء 1960 حرم عددا لابأس به منهم من الجنسية ظلما وعدوانا (المعروف حتى عند الأكراد أن عددا كبيرا من أكراد سورية في محافظة الحسكة، وفي طول الحدود مع تركيا، هاجروا من تركيا لأسباب مختلفة)

2 – عدم السماح لهم بتدريس لغتهم (وهو مطلب حق إذ من المعروف أن الأرمن في سورية مسموح لهم تدريس لغتهم في مدارسهم الخاصة)

3 – تعريب أسماء المدن والقرى الكردية (وهذه شكوى فيها نظر، إذ من المعروف أن المدن الرئيسية لم تغير أسماؤها مثل القامشلي، الدرباسية، عامودا، .. ومن المعروف أن الأراضي التي يزعم الأكراد كرديتها هي تاريخيا آرامية سريانية، فالأكراد مهاجرون إلى هذه الأرض)

4 – مصادرة أراضيهم، وتوزيعها على العرب (الأراضي المملوكة ملكية خاصة هي التي على ضفاف نهر الخابور، وباقي الأراضي تاريخيا أملاك دولة، واستملكت من الأهالي في الأربعينات، بوضع اليد في غفلة من الدولة وذلك عن طريق فلاحتها قبل ترسيمها جوا، وكانت حصة الأسد لشيوخ العشائر من العرب والكرد، إذ استولوا على آلاف الدونمات، وحينما أممت أراضي الإقطاع وزع قسم منها على الفلاحين، وقسم آخر مزارع دولة إضافة إلى الأراضي التي بقيت أملاك دولة، وحينما غمرت بحيرة سد الفرات أراضي العرب في الرقة، نقلوا إلى الحسكة، وملكتهم الدولة أراضيها، سواء أملاك الدولة أو المؤممة من الإقطاع، ويسميهم الأكراد بالمستوطنين، علما أن أراضيهم خسروها لمصلحة عامة لكل الشعب السوري، ونقلتهم حكومتهم داخل أراضيها، وإلى النسيج الاجتماعي الذي ينتمون إليه ذاته)

5 – الاضطهاد السياسي (عانى الأكراد من الاضطهاد السياسي كما عانى العرب منه، ولكن المرارة الزائدة التي يحس بها الأكراد تعود، إلى عدم الاعتراف بهم كقومية مختلفة عن العرب في سورية .. وغير ذلك يتمتع الأكراد بما يتمتع به جميع السوريين).

بعد قيام الثورة السورية ضد العصابة الأسدية، كان للأكراد مشاركة واضحة في حركة التظاهر السلمي في مدن محافظة الحسكة، ولم ينقطعوا عن التظاهر، إذ شكلت الثورة لهم فرصة تاريخية لتحقيق كل ما حلموا به، والتخلص من كل ما شكوا منه، مع ملاحظة مسايرة العصابة الأسدية لهم، وعدم التعرض لتظاهراتهم كما حدث للمتظاهرين في باقي مدن سورية وقراها! كما تغاضت السلطة عن نشاط حزب الاتحاد الديموقراطي الجناح السوري لحزب أوجلان التركي، فحمل السلاح ورفع الأعلام الكردية وتصرف كسلطة على مرأى ورضى من السلطة !

بعد عسكرة الثورة بفعل العنف الهمجي للعصابة الأسدية، حافظ الأكراد على حراكهم السلمي، إذ إن المعطيات على الأرض لا تضطرهم إلى حمل السلاح، فلا السلطة تتعرض لتظاهراتهم بالقمع أيا كان شكله، مع استثناءات لا تعتبر، وبدا لهم أن ما يريدونه سيأتيهم من دون دفع ثمنه دما، فالدم يدفعه العرب في سورية، ومادامت الفرصة مجانية فلمَ التبرع بدفع الثمن؟!

بعد سقوط مدينة رأس العين بأيدي الجيش الحر، وجد الأكراد أنفسهم أمام الواقع الذي لا يريدونه، فالجيش الحر عربي سوري، والأكراد لا يريدون سلطة عربية في مناطقهم، فحلم كردستان البرزاني يداعب أحلامهم، وتكاد أن تلمسه أيديهم .. والجيش السوري الحر يبعد هذا الواقع المأمول والجميل عنهم، فهبوا يجردون بنادقهم التي لم يجردوها نصرة للثورة، وضد السلطة الغاشمة التي ما انفكوا يشكون ظلمها .. وجردوها ضد الجيش السوري الحر!

إن الأكراد بقتالهم للجيش السوري الحر يخدمون العصابة الأسدية، وبالتالي يخونون قضيتهم، وقضية الشعب السوري .. الجيش السوري أحوج ما يكون إلى البندقية الكردية إلى جانبه، ولو أن الأكراد ساهموا بالمعركة العسكرية ضد العصابة الأسدية، لتحررت محافظة الحسكة، بل الجزيرة السورية حتى الرقة، ولتغير الميزان العسكري في وقت مبكر، وإذا كان للأكراد مآخذ على حركة الجيش السوري الحر في الحسكة، ينبغي أن تحل بالتفاهم من خلال وحدة البندقية، استنادا إلى وحدة القضية، لا بالاشتباك مع أبناء المظلومية الواحدة! وقف الأكراد في حلب على الحياد في المعركة الدائرة هناك، واليوم يقفون في الاتجاه المعاكس في الحسكة! على الأكراد أن ينتبهوا للخطأ الذي وقعوا فيه، قبل أن ينجرفوا في مجرى الخطيئة ..

كلنا شركاء

حول إجتماع هولير للمجلسين الكرديين

محمد ظاظا

أنتم يا أعضاء المجلسين في واد، وما يجري في سوريا والمنطقة في واد..

تمخض اجتماع المجلسين الكرديين في هولير فَوَلدَ نفسه مجدداً كما كان عليه قبل أسابيع قليلة: فبالرغم من كل الجهد الذي بذلته رئاسة إقليم كردستان فإن ما تمخض عنه هذا الاجتماع -هو : راوح مكانك !

مجلس غربي كردستان ، التابع لحزب العمال الكردستاني حصد -كالعادة- 50% من المقاعد ،أي ستة عشر مقعداً، والأحزاب الكردية الكلاسيكية المترهلة (وعددهم ربما أكثر من 16 حزباً) مُنحت 50% من المقاعد المتبقية ،أي ستة عشر مقعداً (مقعد واحد لكل حزب تقريباً) وتمَّت إضافة خمسة مقاعد تحت مُسمّى (مستقلين) وانفضَّ المولد كالعادة لصالح الـ ب ي د ، بالضربة القاضية هذه المرَّة.

لابل لقد تمَّ (تبني)! شعار الفيدرالية لسوريا وللمناطق الكردية، من قبل الجميع ، كما تمَّ تبني مصطلح (غربي كردستان) من قبل الجميع أيضاً .

كما تجاهل الجميع – كالعادة – المتغيرات الداخلية والإقليمية المتسارعة . منها مثلاً : تحديد الموقف (سلباً أم إيجاباً) من أكبر تجمع للمعارضة السورية تمّ تشكيله قبل اسبوعين في الدوحة، وهو الائتلاف الوطني السوري . مع كل ماسيعنيه تحديد الموقف طبعاً على مجلسيكم الموقرَين.

سؤالي لكم كمتابع – لايحسدكم على مواقفكم ومواقعكم هذه – هو:

هل أنتم قادرون على تحمل وطأة ونتائج رفع شعار الفيدرالية الذي تبنيتموه، بمعزل عن المكونات الأخرى من المعارضات السورية التي تخوض نزاعاً وحراكا دموياً مدمراً في سوريا ضد النظام الأسدي منذ سنتين؟ وآثار هذا الحراك العسكري للمعارضات السورية واضحة للعيان من خلال المدن السورية المدمرة، وأهوال القصف والقتل والغارات والبراميل المتفجرة التي تُلقى عشوائياً على المدن السورية المقاومة؟؟

هل أنتم على درجة من القوة ، والمشاركة في العمل السياسي والعسكري ، بحيث تتبنون – لوحدكم ، في فنادقكم الفاخرة ، شعار الفيدرالية هذا ، أم أن النظام السوري قدلعب لعبته بدهاء ومكر شديدين عليكم من خلال تسليمه المناطق الكردية للـ ب ي د ، بدون أن يهتم النظام سوى بإنقاذ نفسه فقط ؟؟ وأنتم لاتهتمون بمقدار الشرخ الذي سيقع بين الكرد والعرب في سوريا نتيجة لعبة الدهاء هذه من قبل النظام السوري؟

أنسيتم بأن صدام حسين -للقضاء على الثورة الكردية – باع نصف شط العرب، وعرب الأهواز، وظفار ، لشاه إيران – في اتفاقية الجزائر 1975 – بمباركة من هنري كيسنجر؟؟

أيتها الأحزاب الكردية الكلاسيكية المترهلة :

مازال أغلبكم حائراً إلى الآن في أدبياته الحزبية و مناهجه ، وبرامج عمله حول تسمية بسيطة جداً ، ألا وهي: هل نحن مجرد أكراد سورية ، أم نحن شعب كردي في سوريا ؟؟

هل تتناسون ذلك؟؟

و ها قد قفزتم – بدفع من بعض الصناديد من بينكم – إلى التسمية الجديدة رسمياً (غربي كرستان) .

هل مصطلحكم هذا هو تسمية جغرافية فقط ؟

على حد علمي فإن عبدالله أوجلان نفسه لايطرح الآن ( وأشدِّد على كلمة الآن ) شعار الفيدرالية لتركيا ؟؟

تتذكرون بأن حزب العمال الكردستاني كان يطلق على مجموع الشعب الكردي في سوريا اسم :

(كردستان الصغيرة :Kurdistana Piçûk)

وأن أوجلان نفسه قد حدَّد وضع الشعب الكردي في سوريا بأنهم مجرد مجموعات هاجرت من تركيا إلى سوريا!!

وكانت هذه التسمية وهذا التشخيص يستفز الكثير من أبطال الأحزاب الكردية المترهلة الستة عشر التي انجرَّت للتوقيع مرة أخرى على اتفاقية قديمة مع الـ ب ي د وكان المستفيد الأول منها هو الـ ب ي د والنظام السوري لا أكثر!؟

إن ماجرى ويجري في سري كانية من قبل السلفيين التكفيريين (غرباء الشام والنصرة) ، و بإدانة خجولة من قبل قائد الجيش الحر (وما أكثر قادتهم ) إنما هو مجرد تسخين بسيط للآتي الأعظم .

هل أتت ناقلات الجنود والدبابات والمدرعات وطائرات الهليكوبتر إلى محيط القامشلي لمجرد النزهة واستعراض العضلات فقط فقط؟؟

أنتم جميعاً – يا أعضاء المجلسين الموقرين -في واد، وما يجري في سوريا والمنطقة كلها في واد آخر.

الكرد والجيش الحر ومخاطر الحرب الأهلية

داريوس الدرويش()

تعطي الاشتباكات الأخيرة في رأس العين وقبلها في الأشرفية وقسطل جندو، مؤشرات على رغبة الأطراف المتصارعة في سوريا بجر الكرد للدخول في حرب أنهكت الطرفين، كلُّ بحسب أجنداته.

فالنظام من جهة، يعلم مدى معاداة الكرد للإسلام السياسي، ويعلم استحالة قبولهم به حاضرا ومستقبلاً، وقد حاول النظام استغلال هذه النقطة لصالحه من خلال الترويج لشبح سيطرة الإخوان المسلمين والسلفيين على الحكم، وخصوصا بعد تزايد دور القوى المتطرفة على الساحة السياسية والعسكرية للثورة السورية، إلا أنه ووجه من قبل الكرد بإرث تاريخي من المعارضة تضعهم في خانة ثالثة هي الحياد والبعد بمسافة واحدة عن النظام والمعارضة المتطرفة، رغم وقوفهم في صف واحد مع المعارضة السياسية والعسكرية المعتدلة.

من جهة أخرى، تعتقد بعض القوى من المعارضة المسلحة، أن الكرد، وبسبب عدم مشاركتهم في الأعمال العسكرية، إنما يقفون ضمناً إلى جانب النظام، ويحاولون تحقيق مكاسبهم عبر اللعب على الطرفين، ولابد من تعريتهم ووضعهم أمام استحقاق يحددون فيه موقفهم الواضح من الثورة التي بدأ الطابع المسلح يطغى عليها، وباتت المشاركة في القتال معياراً لتحديد المكونات المعارضة للنظام أو الموالية له.

بين هذين الخيارين، وفي ظل غياب أي دور للمعارضة السياسية على الساحة السورية، ينقسم الكرد فيما بينهم إلى قسمين: متبنين لأحد الخيارين دون الآخر من جهة، و بين مؤمنين بوجود خيار ثالث يضمن التزام الكرد جانب المعارضة للنظام، ويجنبهم خيار الدخول في حرب بالوكالة لصالح أطراف اقليمية ودولية من جهة أخرى.

ولا يبدو الخيار الثالث مستحيلاً، فمشاركة الكرد في التظاهرات السلمية منذ البدايات المبكرة للثورة السورية (أول تظاهرة خرجت في مدينة القامشلي ذات الكثافة الكردية كانت بتاريخ 1/4/2011) كانت دليلا على توق الكرد للتخلص من النظام البعثي في دمشق، والذي عانوا منه الأمرّين، ما يجعلهم واقفين إلى جانب المعارضة في صف واحد، كما أن استمرارهم بالخروج في هذه التظاهرات بشكل شبه يومي إلى الآن، ابقى للثورة السورية طابعا سلميا مرغوبا به من قبل الغرب.

كذلك فإن احتمالات عسكرة الثورة في المناطق الكردية تواجه عائقين أساسيين: أولها: ان الكرد غير قادرين على دفع فاتورة الحرب الباهظة مع النظام بسبب انهاكهم الكامل اقتصادياً خلال اربعين عاما من المعارضة، وبالتالي لن يستطيعوا تشكيل حاضنة شعبية تحتاجها بشدة أي معارضة مسلحة، وثانيها: أن المدنيين السوريين سيخسرون مكاناً آمناً يلجأون إليه عند اشتداد المعارك على الجبهات الدائرة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، خصوصاً بعد اقفال الحدود من الجانب العراقي والمضايقات التي يعاني منها النازحون السوريون في تركيا.

إلا أن محاولات العسكرة تتوالى، فيبدو أن التحضيرات المتخذة مؤخراً على الجانب التركي من الحدود كإزالة الألغام والأسلاك الشائكة قبيل حدوث الاشتباكات برأس العين، هي مؤشرات على رغبة تركيا بإشعال الحرب بين الكرد والقوى المتطرفة في المعارضة المسلحة، فتأكد الأتراك من أن قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب PYD المرتبط بدوره بحزب العمال الكردستاني، والتي شاركت في أحداث الأشرفية، ستواجه قوات المعارضة السلفية الطابع خوفا من قيام النظام بمواجهتها بالطائرات والقنابل كما يفعل في باقي المدن السورية، هذه المواجهة ستدخل الكرد في حرب مفتوحة مع القوى المتطرفة للمعارضة المسلحة، الدينية منها والعشائرية، وتكون بذلك قد تخلصت من تهديد حزب العمال الكردستاني على حدودها، وفي الوقت نفسه المعارضة المتطرفة التي تتلقى دعما من القاعدة، وهذا ما لم يقم به الكرد.

ولا شك أن نأي الجيش الحر بنفسه عمليا عن مواجهة هذه المجاميع المسلحة والمتطرفة يعود إلى عدم قدرته على فتح جبهات جديدة مع أطراف أخرى بالتزامن مع مقاومته على جبهة النظام، ولكن بالمقابل قد يدفع هذا الموقف الكرد، في حال تكثيف محاولات جرهم إلى الحرب، على اتخاذ القرار الأقل كلفة، وهو تجنب صواريخ وبراميل النظام المتفجرة ومواجهة الجيش الحر ككل ومن دون تمييز ما بين المتطرفين والمعتدلين بينهم، ولا بد لهذا الأمر أن يخلق ضغطاً كبيراً على الثورة السورية ويحولها من نضال من أجل الحرية إلى حرب أهلية متعددة الاطراف قد تؤدي إلى إفشال الثورة برمتها.

() كاتب كردي سوري

المستقبل

القضية الكردية في سوريا وتجاذباتها بين هولير وأنقرة والمعارضة السورية

واشنطن ـ جهاد صالح

تأخذ القضية الكردية في سوريا لوناً جديداً على الساحة السورية والإقليمية والدولية، في ظل تصاعد حركة ونشاطات حزب الإتحاد الديموقراطي والعمال الكردستاني ونشاطهما، والآثار السلبية التي تتركها هذه الحركة على حق الشعب الكردي في سوريا، ودور المجلس الوطني الكردي في الثورة السورية، كممثل شرعي للقضية الكردية السورية. وانعكاسات هذا الوضع على علاقة الكرد مع حكومة إقليم كردستان العراق وقوى المعارضة السورية، والدور التركي في تفعيل الأزمة وتضخيم المشهد سورياً وإقليمياً.

فبعد زيارة وفد المجلس الوطني الكردي لواشنطن ولقاءاته مع بعض المسؤوليين، تزايدت مخاوف أنقرة من هذه البادرة الكردية الجديدة، والتقارب الأميركي من القضية الكردية في سوريا، وإمكانية احتضان واشنطن للملف الكردي ودعم المجلس الوطني الكردي. وظهر على السطح السياسي هجوم من الإخوان المسلمين تجاه الوجود الكردي في سوريا عبر الإعلام وفي خطابهم السياسي وصل إلى حد انكار الوجود التاريخي للشعب الكردي في سوريا، واعتبارهم مهاجرين من تركيا والعراق، ما أدى إلى موجة غضب كردية تجاه التيار الإسلامي، وكذلك المجلس الوطني السوري، الذي يتحكم به الأخوان المسلمين وأنقرة، وما حدث في مؤتمر القاهرة الأخير في تموز 2012 للمعارضة السورية وبروز نزعات عنصرية تجاه الشعب الكردي في سوريا، زاد من عدم الثقة الكردية بقوى المعارضة السورية التي تبدو مواقفها غير واضحة من الحقوق الكردية، ودورهم الحيوي في الثورة السورية السلمي والمدني. وزاد من الشرخ في العلاقة بين الحراك الكردي والمعارضة السورية هو تحركات عناصر “الإتحاد الديموقراطي” الكردي (المقرب من حزب العمال الكردستاني) على الأرض بفرض سياساتهم وأجندتهم، عبر سياسة الأمر الواقع وفرض الذات بالقوة العسكرية وذلك من خلال تسليح عناصرهم واقامة الحواجز والدوريات في المنطقة الكردية، خصوصاً في كوباني وعفرين، واعتدائهم على المتظاهرين الكرد، ومصادرة اللافتات التي تنادي باسقاط النظام، وكذلك العلمين الكردي والاستقلال، واعتقال النشطاء وخطفهم وتهديدهم. هذه الحالة تم تضخيمها من قبل أنقرة والمعارضة السورية والإعلام العربي، وذلك للإيحاء بأن حزب العمال الكردستاني والإتحاد الديموقراطي سيطرا على المنطقة الكردية وسيساهمان بتقسيم سوريا ومهاجمة تركيا من داخل الأراضي السورية. هذه “البروبوغندا” المفتعلة أثرت سلباً على العلاقة بين المجلس الوطني الكردي والمجلس الوطني السوري وتظهر حالة عدم ثقة وغضب داخل الشارع الكردي، وهجوم نشطاء الحراك الثوري على الكرد وتخوينهم.

الانتهاكات التي سببها “الإتحاد الديموقراطي” وأنصار “أوجلان” والمخاوف الكردية في سوريا دفعت بالرئيس البرزاني لمحاولة احتواء الأزمة، ورغم استياء المجلس الوطني الكردي من تعاون الاتحاد الديموقراطي مع أنصار أوجلان، وعدم الثقة بهم وبنواياهم تجاه الثورة والحقوق الكردية داخل سوريا، وخشيتهم من الدخول في مواجهات عسكرية معهم وقتال كردي- كردي يريده نظام الأسد، وكذلك أنقرة، لأضعاف الكرد وتفتيتهم، إلا أن البرزاني مارس كل ضغوطه عليهم وجمعهم في الهيئة الكردية العليا، والتي لهذه اللحظة لم تستطع أن تتقدم بأي شيء ايجابي للعملية السياسية والمشروع الكردي، وذلك لفردانية وانتهازية الإتحاد الديموقراطي وتصرفاته المشينة بحق أنصار المجلس الوطني والثوار الكرد وعدم رضوخه لقرارات اجتماع هولير، وأولها وقف كافة المظاهر المسلحة والعمل المشترك مع الهيئة الكردية العليا. طبعاً، المحرك الرئيس لهم هم قادة “العمال الكردستاني” في جبال قنديل الذين يستعملون الكرد السوريين كورقة سياسية ضد أنقرة، ومن دون توضيح موقفهم الحقيقي تجاه النظام السوري، وبخاصة أن تحركاتهم داخل المنطقة الكردية في سوريا تعكس حالة كأنهم يتصرفون بما يصب في خدمة النظام السوري الذي ترك الحرية لهم بإدارة بعض مؤسسات الدولة والتحكم في لقمة العيش والأمان، وخلق أرضية سياسية يتمكن خلالها أنصار أوجلان من فرض سياساتهم تحت حجة حماية المنطقة الكردية.

ساهم النظام السوري في تشويه الصورة الكردية داخل الحراك الثوري وكذلك فعلت تركيا، لتبدو أن المنطقة الكردية في سوريا يديرها الأوجلانيون تحت مظلة الإتحاد الديموقراطي، ولتتشكل حالة سياسية ناقمة على الشعب الكردي في سوريا ومجلسه الكردي، وتدخل القضية الكردية والطموحات الكردية في حالة جمود وموضع شك لدى كل القوى السورية المعارضة، وأيضاً لدى المجتمع الدولي. كل هذا أضعف الموقف السياسي للكرد السوريين سورياً ودولياً، ونستطيع القول أن سياسة البرزاني تجاه الكرد السوريين تأتي بصورة غير طبيعية وغير صحية، فرغم نوايا الرجل بمساعدتهم إلاّ أن هذه النوايا الحسنة تصطدم بالجدار التركي وتفرض المصالح المشتركة بين هولير وأنقرة نفسها بقوة على حساب كرد سوريا ودورهم في الثورة السورية.

من المعروف أن المصالح الاقتصادية والسياسية بين هولير وانقرة ضخمة وكبيرة، وأن غالبية القطاع الاقتصادي والاستثماري في كردستان العراق هو بيد الشركات التركية، وتعتبر تركيا المنفذ الاقتصادي الوحيد لحكومة الإقليم، إضافة لقوة تركيا الدولية ودورها السياسي في الشرق الأوسط كإحدى دول الناتو والمنافسة القوية لإيران في المنطقة، ولهذا لا يستطيع البرزاني أن يُغضب تركيا، بل بالعكس تزداد كل يوم علاقاتهما قوة على مائدة المصالح المتقاطعة، ورغم شك تركيا بالحكومة الكردية وعدم الثقة بها، إلا أنها ترى في هذه السياسة مع كردستان العراق فائدة، وبخاصة أن البرزاني أظهر أن بيده مفاتيح الحلول من خلال امساكه بخيوط القضية الكردية في سوريا، وأيضاً قدرته على الضغط على العمال الكردستاني المتمركز في قنديل، ولكن في المنحى الآخر يظهر البرزاني كشخصية كردية تستطيع إخافة انقرة والضغط عليها من خلال هذه الأوراق. ولكن، الطرفين يتصرفان فقط وفق المصالح المشتركة، وظهر هذا من خلال التنسيق الكردي والتركي في قضية الكرد السوريين، حيث استطاع البرزاني إجبار المجلس الوطني الكردي على التعاون مع الإتحاد الديموقراطي، ومن ثم الإجتماع مع داود أوغلو وزير الخارجية التركي، وتعهد تركيا بمساعدة كرد سوريا، شرط التخلي عن أو تأجيل طموحاتهم في الفدرالية والحكم الذاتي داخل سوريا ما بعد سقوط نظام الأسد. هذه الرغبة التركية وجدناها لدى البرزاني في بداية الثورة السورية حين حاول الضغط على الأحزاب الكردية في سوريا لعدم الانخراط الكامل في الشارع السوري وثورته وتخفيف مطالبهم بما يتناسب مع الواقع السياسي والإقليمي (وهذه كانت رغبة أردوغان). ورغم أنه وعد بمساعدة المجلس الوطني الكردي ودعمه لوجستياً، ألا أنه لم يقدم أي شيء حقيقي لهم بما يفترض أن يتم تقديمه، سواء مادياً أو سياسياً، أو على الأقل فتح قناة فضائية لكرد سوريا؟

رغم العلاقة الطيبة للمجلس الكردي مع هولير، إلا أن هذه العلاقة تظهر بشكل وصاية الأخ الأكبر والقوي على الأخ الأصغر والضعيف، والتحكم بمصيره ومصالحه بما يخدم سياسة الإقليم ولا يتعارض مع مصلحة أنقرة سياسياً. وما محاولات البرزاني وأنقرة في ضم المجلس الكردي إلى المجلس الوطني السوري، إلا أحد أشكال الضغط والسياسات المشتركة بينهما، وتعيين عبد الباسط سيدا رئيسا له هو حالة واضحة للدور التركي في الوضع الكردي والثورة السورية. يضاف الى ذلك أن الرئيس جلال طالباني له علاقاته الجيدة مع طهران، التي تعادي الثورة السورية وترفض الحقوق الكردية في سوريا. هذه التناقضات داخل حكومة الإقليم تؤثر سلباً على العلاقة مع الكرد السوريين وتحولهم من شعب له حقوقه، إلى ورقة سياسية بيد حكومة هولير وأيضاً ورقة بيد قادة العمال الكردستاني في قنديل، وكذلك الدور التركي في الوقوف أمام أي مطامح كردية في سوريا وتقزيم الدور الكردي في الثورة السورية، وذلك لقلق أنقرة من تعاظم دور كرد سوريا في رسم مستقبل سوريا ودمقرطتها، وبخاصة أن التنظيم الكردي ومقوماته السياسية والشعبية تؤهله ليكون لاعباً أساسياً ورئيساً في مرحلة ما بعد الأسد، وقد يشاركون في السلطة المرتقبة مع شركائهم الليبراليين والعلمانيين من الأقليات في سوريا الجديدة، وهذا ما لا ترغب به أنقرة. وهو أحد أسباب دعمها للتيار الإسلامي المتمثل بالإخوان المسلمين.

يدرك الكرد في سوريا كل هذه القضايا، ولكن عدم وجود جهات دولية تدعمهم، وقوة تركيا السياسية والاقتصادية، وكذلك سياسة حكومة إقليم كردستان، يدفع بهم إلى الترقب واعادة هيكلية مجلسهم بما يتناسب مع الظروف التي تهيئ لإسقاط نظام الأسد وتحقيق مشروع فدرالية سوريا كحل مثالي وواقعي للحالة السورية، في دولة ديموقراطية تعددية ستمنحهم قوة وأماناً واستقراراً.

المستقبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى