صفحات سوريةغسان المفلح

مكافحة الارهاب بقتل الشعوب/ غسان المفلح

 

عندما تقول صحيفة مثل الديلي تلغراف البريطانية، والتي تعتبر أهم صحيفة ناطقة بالانكليزية ليس في بريطانيا وحسب بل في اوروبا، في عددها الصادر اليوم25.04.2014 عن ماهر حجار” أنه المنافس القوي للاسد في مهزلة الانتخابات الاسدية”. ليس لأنهم لايعرفوا بل يعرفوا ويحرفوا. الاسد لم يعد بحاجة كما لم يكن من قبل، إلى اعلام يقنع الغرب بجريمته. كل ما يحتاجه هو أن يتلوث الغرب علنا بهذه الجريمة، ويفتح له ابوابه. الاسد الآن كما منذ مجيئه إلى السلطة، قبل 14 عاما وارثا سورية برعاية غربية، في مسرحية دستورية مضحكة، نحن أمام غرب يعرف وأكثر مما نعرف عن طبيعة هذا النظام، يعرف لأنه على علاقة مباشرة معه، يحتك بطريقة تفكيره، وكيفية فساده في تعاطيه، يعرف ماذا في سجونه، يعرف كم وكيف تنهب الثروة الوطنية السورية. يعرف من في سجونه، يعرف طائفيته، حيث يسميه النظام العلوي. يعرف زبائنيته في تفعيل الارهاب في المنطقة بالاسماء وبالارقام، يعرف من ارسل للبنان والعراق من ارهابيين، الغرب مطلع على ملف الارهاب، الذي حمله هوشيار زيباري وزير خارجية العراقعام 2009، كي يقدمه للامم المتحدة قبل تدخل إيران وأمريكا مع نوري المالكي لطي الملف وتم طيه. يعرف أنه في النهاية نظام لايصلح ليحكم بشر فهل السوريين بشر بنظر باراك أوباما؟. الغرب لا يعرف ملف الاسد في لبنان!!هذا قبل الثورة، وقبل جرائمه التي اعترف الغرب نفسه أنها جرائم ضد الانسانية خلال ثلاث سنوات من عمرها. فهل كان يحتاج الاسد لتبييض هذه الصفحة؟ التعاطي معه كان علنيا في ملف الارهاب منذ مجيئ اوباما للحكم.الغرب يعرف كل ذرة كيماوي دخلت سورية منذ الاسد الاب. لسببين الأول: أن الغرب يعرف كما يعرف عن كل السلاح الكيماوي في العالم وهذا جزء من الحفاظ على أمنه ومصالحه. السبب الثاني مضافا أنه جار لاسرائيل فيجب ان تكون المعرفة والمراقبة أكثر بكثير من نظام آخر بعيد عن حدود إسرائيل. الاسلاميون في العالم العربي عموما، وسورية خصوصا لهم ما لهم وعليهم ما عليهم. لكنهم الجزء الاقل أهمية في استراتيجية مكافحة الارهاب. نحن كسوريين لا نعرف كل العلاقات التجارية بين النظام وشركات الغرب؟ لا نعرف حجم الرشاوي والعمولات التي يدفعها الغرب لمسؤولي النظام، لا نعرف أن الغرب يعرف!! عندما تعامل مع رامي مخلوف في قضية الاتصالات، أنه واجهة لابن خاله. لانعرف أن الغرب لايعرف كل المواد الكيماوية التي باعتها له الشركات الالمانية!! في ظل هذه المعرفة قامت استراتيجية مكافحة الارهاب الامريكية، وتبنتها كل دول العالم، من هو الارهاب؟ الارهاب هو كل التنظيمات التي تستخدم العنف الديني أو غير الديني لتحقيق غايات سياسية عبر استهداف المدنيين. الغرب لا يعرف أن بشار الاسد استهدف ويستهدف المدنيين، تماما كمعرفة الديلي تلغراف أن ماهر حجار منافس قوي للاسد!

مافائدة نظام الاسد في استراتيجية مكافحة الارهاب؟ عندما يغض الغرب وأمريكا الطرف عن كل هذه المجازر التي ارتبكها هذا النظام ويرتكبها بشكل يومي ضد المدنيين. ويمررها الغرب من موقع معارضته لهذا النظام، فإن الغرب لسان حاله يقول” لا يمكن مكافحة الارهاب إلا بقتل الشعوب” خاصة إذا هذه الشعوب ليس عندها نفط، وجارة لاسرائيل. لهذا يجتمع الاوروبيون مع بعض العرب في نفس هذا اليوم، لايجاد حل لمكافحة الارهاب في سورية. بالتعاون مع امريكا. آخذين بعين الاعتبار نتائج الزيارة التي قام بها السيد احمد الجربا للسعودية منذ يومين!! وامريكا تغطي الميلشيات الايرانية في سورية، هذه الميلشيات التي تشكل خطرا على إسرائيل!! هذه التغطية لا تعرفها الديلي تلغراف. سنزودها بالتفاصيل: عالم بشع.

ايلاف

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى