صفحات سورية

تسليح الشعب السوري


قصي حسن

ليتوقف الكلام عن تسليح المعارضة السورية.

لم نعهد المملكة العربية السعودية في يوم من الايام ،أنها من المدافعين عن حقوق الانسان ،و خصوصا” أن السعودية من أوائل الدول في انتهاكات حقوق الانسان.

أضف الى ذلك، أننا أيضا” نحن لم نعهد السعودية من المدافعين عن حقوق المواطن العربي في الكرامة و الحرية و الديمقراطية،وخصوصا إذا نحن فتحنا ملف الصراع العربي الصهيوني.

هذا الاستغراب ليس نابعا” من حقد على النظام السعودي لاتخاذه هذا الموقف من ما يحدث في سوريا , بل إن الموقف هذا يثلج صدورنا فعلى الاقل وجدنا دعما” من دولة عربية عريقة و لكن ما يخيفنا ليس الموقف بحد ذاته و إنما ما وراء الموقف .

فلا يمكن لنا و نحن العارفين بخفايا هذا النظام و ألاعيبه و مواقفه السابقة و الحالية من حقوق الانسان السعودي تحديدا” و العربي و العالمي –من خلال تعامله مع العمالة الوافدة الى المملكة –أن نصدق أنه بقدرة قادر أصبح الملك السعودي وحاشيته من أبنائه و إخوانه و عائلته بشكل عام من أشد المناصرين العرب لحقوق الانسان في سوريا فيكفي للباحث عن الحقيقة أن يطلع على ملفات منظمات حقوق الانسان في السعودية لكي يعرف حقيقة هذا النظام الظلامي ,ولكن مع ذلك نقول نحن ليس لنا علاقة بالداخل السعودي فالسعوديون أدرى بما في جعبتهم و هم فقط القادرون على معارضة النظام أو عدم معارضته ,ولكن عندما يصل الامر بالسعودية و من لف لفها لخلق الفتن و الارهاب في بلدنا سوريا عن طريق الدعوة لتسليح المعارضة السورية بغية إسقاط النظام فانه هنا يحق لنا الاعتراض فنحن السوريين أيضا” أدرى ببلدنا و نظامه و شعبه و مصلحة الشعب السوري ولأن كنت و ما زلت من أشد المطالبين باسقاط النظام الفاسد في سوريا فانني لا يمكن السكوت عن المؤامرات التي تحاك ليس ضد النظام بل ضد الشعب السوري بكل فئاته عن طريق ادخاله في طريق مظلم لا يعرف نتيجتها” الا الله و الرسخون في العلم يقولون آمنا ” ومما لا شك فيه عندي و الذي أظهرته الشهور السابقة من أن النظام في سوريا ليس كالنظام في ليبيا و اليمن و تونس فالنظام في سوريا يستمد قوته من بعض المؤيدن له على الساحتين الاقليمية و الدولية و حتى على الساحة السورية ومن الجيش الذي بناه الديكتاتور حافظ الاسد و المعد ضد الانقلابات العسكرية ونحن السوريين نعرف حق المعرفة أنه لا يمكن لاي ضابط كبير مهما كا أن ينشق عن الجيش السوري حتى لو كان شريف مكة بذاته فيكفي أن نرى كيف أنه ببساطة -رغم دعم الغرب و السعوديين لوزير الدفاع السابق علي حبيب –تمت اقالته و اجلاسه في بيته دون أن يحرك ذلك أي شيء في الجيش السوري , فنحن نعلم أنه لكل ضابط ذي رتبة عالية ملف لدى النظام السوري مخزي يفتح عند اللزوم و يغلق عند اللزوم لذلك فالمراهنة على انشقاق ضباط من رتب عالية أمر شبه مستحيل وخصوصا” بعد ما نظف الديكتاتور حافظ الاسد الساحة من الضباط الكبار الذين كان من الممكن أن يشكلوا خطرا” على حكم بشار لذلك فان هذه الامنية مغلقة لا ينبغي التفكير فيها لا من السوريين ولا من العرب ولا من العالم.

أما أن يسعى العرب الى تسليح الشعب السوري أو المعارضة فهذا يعني إذكاء روح الطائفية و المذهبية فنحن نعرف حقيقة المعرفة أن السعودية لن تسعى لتسليح المعارضة السورية بشكل عام بل سوف تسعى لتسليح معارضة طائفة بعينها و لنكن صريحين سوف تسعى لتسليح الطائفة السنية وذلك كما فعل حافظ الاسد في لبنان عندما جمع كل السلاح ووضعه في أيدي أمينة أيدي حزب الله , فلا يمكن للسعودية أن تسلح الطائفة العلوية أو الدرزية أو المسيحية و هذا يعني أنه بمجرد التفكير بتسليح المعارضة السنية يعني أن حربا” طائفية لا تقي و لا تذر منتظرة على الابواب وهذا الذي نعترض عليه على كل المستويات أضف الى ذلك صعوبة القيام بتسليح المعارضة حتى السنية منها فانه للأسباب المذكورة أعلاه و لان الحدود ممسوكة جيدا” من قبل الجيش السوري فانه من المستحيل إدخال الاسلحة الثقيلة التي يحتاجها المعارضين الى سوريا و ربما أيضا” بات من الصعب جدا” إدخال حتى الاسلحة الفردية الخفيفة وسيأتي وقت ينفذ السلاح من المعارضين و يضطروا الى تسليم أنفسهم الى النظام السوري عندها سوف تقع المجازر الحقيقية بحق المسلحين وبالتالي فانه بات من الضروري تنحي السعودية عن مسار الصراع الداخلي في سوريا إن لم يكن باستطاعتها الضغط على المسلحين لتسليم سلاحهم الى المنظمات الدولية والنزول بشكل سلمي الى التظاهرات السلمية-إن استطاعوا- التي تعم الوطن السوري و التي وحدها الكفيلة فعلا” باسقاط النظام في سوريا لاننا نعرف حق المعرفة أن النظام في سوريا لن يكون قادرا” على شن الهجمات على المدنيين كما يفعل الآن بحجة العصابات المسلحة و سوف يظل الشعب السوري بالدعم المعنوي و المادي السلمي يتظاهر بعد الدستور وقبل الدستور حتى يصل الى حالة العصيان المدني الذي وحده سوف يسقط النظام السوري .

وقد يقول قائل أن المعارضة لم تحمل السلاح الا بعد أن قام النظام بالقتل الممنهج للمتظاهرين السلميين و أن الجيش السوري الحر إنما وجد لحماية المتظاهرين السلميين بالطبع فان القول الاول صحيح و لكن القول الثاني يمكن أن يكون وجهة نظر الجيش السوري الحر حيث أنه بات من الواضح والجلي لشهود العيان ومن خلال ما يبثه الناشطون على الانترنيت أن الجيش السوري الحر هو الآن من يحتاج الحماية و ليس المتظاهرين السلميين .

نعم لقد قام النظام السوري بقتل المتظاهرين السلميين و لكن ليس بدون حجة فلقد شهدنا الفبركات الاعلامية على محطاته الرسمية عن وجود المسلحين في درعا و غيرها قبل أن توجد أصلا” وللأسف الشديد أن المعارضة أعطت النظام الفرصة الذهبية التي أرادها منذ بداية الانتفاضة السورية بتسليح المنتفضين و استقدام المقاتلين العرب الى سوريا.

لذلك أقول أنه لا مفر من تسليم السلاح الى المنظمات الدولية و اللجوء الى المظاهرات السلمية مهما كلفت هذه المظاهرات فتسليم السلاح يعني أن يتم سحب البساط من تحت أقدام النظام الفاشي كحجة للقتل الممنهج للمعارضين السوريين و لا أستبعد في هذا المجال أن يقوم النظام السوري بقتل بعض الشخصيات المعارضة في الداخل و يلصق التهمة بالمسلحين .

ملاحظة:ويقول بعض المعارضين الاغبياء أن المسلحين يشتروا الاسلحة من النظام نفسه إن هذا أكبر دليل على أن النظام السوري يريد من المعارضة أن تتسلح لكي يسهل عليه اقتلاعها من جذورها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى