صفحات سوريةهوشنك أوسي

منجزات وثمار انتفاضة درعا

 


هوشنك أوسي

احتفل أبناء شعبنا الكردستاني، بليلة نوروز، بمنتهى الأريحيّة ودون مضايقات أمنيّة. وبحسب العديد من المصادر الموثوقة أن السلطات السورية وأجهزة أمنها،  استدعت كل ممثلي الأحزاب الكرديّة والوجهاء الكرد، وقالت لهم، مع مسحة من الترجّي، بما معناه: “أنتم في حالكم ونحن في حالنا… لن نتعرّض لكم، فلا تتعرّضوا لنا”. والهدوء الذي ساد احتفال ليلة أمس، كان الترجمة الحقيقيّة لوعود النظام للكرد، بعدم التعرّض لاحتفالاته. وبحسب بعض ملفّات الفيديو التي عرضتها بعض المواقع الكرديّة السورية، لاحتفالات يوم أمس، لم يكن هنالك أي هتاف أو أي مظهر ينمّ عن التضامن مع درعا وشهداءها!. وهذا ما خطط له النظام، ونفّذته بعض الجهات الكرديّة المشرفة، بشكل أو بآخر، على احتفالات يوم أمس.

في مطلق الأحوال، لا يمكن تسجيل الهدوء والأريحيّة التي سادت احتفالات يوم العشرين من آذار، ليلة نوروز، برسم الاحزاب الكرديّة، ولا برسم كرم ونبل وأخلاق النظام السوري. بل الانسحاب الأمني من الشوارع، وعدم التعرّض للمحتفلين الكرد، كان الهدف منه، شقّ الصفّ السوري، وإظهار الكرد على أنهم، لا تعنيهم انتفاضة درعا، ولا دماء شهداءها، في شيء. وبالتالي، ليس دهاء النظام وحكنته، بل بساطة الكرد، ولامسؤوليّة حراكه السياسي، هو الذي جعل النظام يقطف ثمار قمعه لانتفاضة درعا في قامشلو. وما هو مرفوغ منه، أن الأجواء المريحة التي سادت احتفالات نوروز، ليلة أمس، لم تكن لها ان تكون، لولا تضحيات أهالي شعبنا السوري في درعا. وبالتالي، أظهرت انتفاضة درعا، ان هذا النظام الوحشي، لم يتجاوب مع مطالب الشعب، إلا بالضغط وبذل الدماء!. وإذا كان النظام قد خفف الضغط على المدن الكردستانيّة في سورية، فمردّ ذلك، أبعادها عن نبض درعا الذي بات يسري في غالبيّة المدن العربيّة في سورية. ولن يدوم هذا السلوك. وحال سحق النظام لانتفاضة درعا، حتى يعاود سلوكه وطباعه الدمويّة مع المدن الكرديّة. وهذا ما لا يريد الكرد السوريون فهمه، مع الأسف.

كاتب كردي سوري

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى