أحمد باشاصفحات الناس

منمنمات سورية”: الفن يحكي عن بلاده في بيروت

 

أحمد الباشا

“منمنمات سورية”، حدث سوري يجري في بيروت، يقدم الواقع السوري عبر تجارب فنية سورية ضمن المشهد العام للثورة السورية. وهو انطلق مع بداية نيسان ومستمر حتى الشهر المقبل.

الغاية من الاحتفالية كما يقول لـ”NOW” يوسف كبرا منسق النشاطات، “هي تقديم منصة للعرض لأكبر عدد ممكن من الفنانين السوريين، وهي فرصة أيضاً للتواصل والتبادل الفني والثقافي من خلال الاحتكاك مع عدد من الفنانين العاملين في لبنان”.

الفعالية بدأت بمسرحية “الغرف الصغيرة” التي عرضت يومي 4 و5  نيسان. وروت قصة فتاة جامعية تعيش مع والدها الذي يقع في غيبوبة وتفني وقتها بخدمته، وتعيش صراعاً مع من تحب ومع طبيب والدها، ومع ذاتها أيضاً من خلال رغبتها وسعيها إلى إنهاء حياة والدها، العرض يستعرض غريزة القتل وآليات نشوئها. من إخراج وائل قدور وأداء كلّ من “وائل معوض، فاتنة ليلى، شادي علي”.

“سلوفان” العرض المسرحي الثاني “7 و8” نيسان، سبق أن عرض في دمشق خلال العام السابق وحظي بحضور جماهيري لافت، وقد اختار مخرج العرض “أسامة حلال” بالتعاون مع الكريوغراف “علاء كريمد” أن يكون “الجسد” هو حامل الأداء، لتقديم مستوى تعبيري يحتمل إشارات المجرد إلى الواقعي من دون أن يقتصر في الدلالة على معنى دون غيره، ويدفع لتوريط المُشاهد في قراءة تعيده إلى ذاته في تفكيكه لعلامات العرض.

اشتغل حلال على تقديم رؤيته وفقاً لثلاثة أبعاد تتوازى وتنسجم في ما بينها للوصول باللوحات التي اقترحها إلى بناء خط درامي يتواتر في تصاعده.

جاء عرض سلوفان ليكون متسقاً مع خواطر وهواجس من انعكست عليه الحرب ولم يكن في داخلها، وهو يمثل على ذلك خواطر فئة واسعة من السوريين، الذين وإن اتفقوا أو اختلفوا مع ما يحدث اليوم، فإنهم وجدوا أنفسهم عاجزين عن أن يجدوا الشجاعة للعبور الصعب إلى زمن الثورة.

العرض الثالث هو “المراقب” الذي اشتغل فيه مخرج العرض “يامن محمد” على نص هارولد بنتر “محطة فكتوريا”، وسبق أيضاً تقديمه في دمشق، حيث يحاول تصوير حالة العزلة وعدم التواصل ضمن المجتمع السوري، من خلال توسع الهوة بين المتن والهامش، حيث يتعامل المراقب”أسامة التيناوي” من مكتبه “مركز السلطة” مع سائقي التاكسي ويقوم بتوجيههم، إلا أن السائق “جمال منير” تدفعه رغباته للتمرد على مركزية السلطة، فيقوم برفض الأوامر. ولكن التمرد يبدو هنا عبثياً ومبسطاً إلى مكان يقترب من عدم الجدوى وانسداد الأفق.

الإسقاطات التي تعمّدها محمد ليقاطع عمله مع الحدث السوري برزت من خلال أسماء الأمكنة وبعض الأحداث على مسرح الواقع “قصف معمل البيرة”. هذا العرض سيقدم على مسرح دوار الشمس يومي 12 و13 من الشهر الجاري.

وفي 19 نيسان يوقّع الكاتب الشاب الفارس الذهبي نصين مسرحيين جديدين من زمن الربيع العربي يحملان عنوان “زفرة السوري الأخيرة” يتناول فيهما قضايا راهنة يعيشها المجتمع السوري وتترافق مع قراءات للممثل أيهم الآغا.

وفي الافتتاح قدمت مجموعة من أعمال التشكيليين السوريين الشباب (ميلاد أمين- خالد البوشي – أنس حمصي – عادل داوود – جيلان الصفدي – حسين طربيه- هبا العقّاد- محمد عمران- جورج قبرصلي – ربيع كيوان)، الذين شاركوا في برنامج الإقامة في “دار الإقامة الفنية في عاليه” خلال العام الماضي. المعرض يهدف لإلقاء الضوء على أحدث التجارب التشكيلية السورية الشابة. كما سيفتتح في 20 نيسان معرض لفنان الموزاييك وسيم غريوي، الذي يقترح عرضاً للجوانب الحيوانية في السلوك البشري الغرائزي كالحياة والموت والبقاء، مظهراً تأثيرات العنف على البنية النفسية السورية.

ويقول كبرا:” اخترنا أن يكون هناك يوم تم الإعلان عنه تحت عنوان “يوم مفتوح” وهو عبارة عن مشاركة  لكل فناني العالم للمشاركة في المهرجان بمشاريع منجزة أو غير منجزة، تعالج أو تهتم بالنضال السلمي للشعب السوري، لنؤكد على أهمية الفن كوسيلة مشروعة في النضال”.

وأيام الموسيقى تشهد تنوعاً وحضوراً لفرق سورية ولبنانية متميزة،: ففي 25 نيسان ستكون لفرقة “طنجرة ضغط” التي تطلق C.D جديداً، أما ليلة 26 فهي ليلة هيب هوب عربي، وفي 27 نيسان سيكون حضور خاص لنيسم جلل مع ضيوف موسيقيين من لبنان، وحفل مميز للعازف كنان العظمة مع فرقته “حوار”، وذلك في ختام الفعاليات الموسيقية  بـ 28 من الشهر الجاري.

ويختتم الملتقى فعالياته في الرابع من أيار بقراءات مسرحية لنصوصٍ للراهب السوري نبراس شحيّد، تقوم بقراءتها الممثلة اللبنانية حنان الحاج علي بعنوان: “حكايات سوريّة من لبنان..

وتقول المنسقة الإعلامية للمشروع: “اخترنا لهذا الملتقى اسم “منمنمات.. شهر لسوريا” لأن سوريا تجربة ساطعة في الاختزال والتكثيف‌، وتعبيراتها الفنية والثقافية. منمنمات تمتد على مساحة الوطن المقيم والمهاجر، تتصف‌ بسعة‌ دلالتها ويتضافر فيها الثقافي والسياسي بالإبداعي؛ كما اخترنا الاسم أيضاً ليكون الملهم سعد الله ونوس حاضراً معنا بروحه وبكلماته التي لن نتوقف عن ترديدها: “إننا محكومون بالأمل، وما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى