أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 08 تشرين الثاني 2015

 

تكثيف الغارات الروسية والسورية بعد «مجزرة دبابات»

دبـي، بـيـروت، لندن – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

سقط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح بغارات مكثّفة شنها الطيران الروسي والطيران السوري على دوما شرق دمشق، بعد ساعات على تدمير «جيش الإسلام» دبابة للقوات النظامية ضمن «مجزرة دبابات» شملت تدمير 120 دبابة الشهر الماضي، إثر تسلُّم مقاتلي المعارضة صواريخ مضادة للدروع. وأعلن الجيش الأميركي نيته تكثيف القصف على مواقع «داعش» بالتزامن مع ارتفاع عدد القتلى بقصف مدينة شرق سورية إلى 71 شخصاً.

وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» أمس أن لندن وباريس تسعيان كي يكون دور «الائتلاف الوطني السوري» المعارض «محورياً» في تمثيل المعارضة، في ظل مساعي موسكو لتوسيع التمثيل وضم فصائل أخرى.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مقتل «23 شخصاً بينهم 6 اطفال أمس بغارات جوية يُعتقد بأنها روسية استهدفت وسط مدينة دوما في الغوطة الشرقية، حيث تكثر الأسواق الشعبية والتجارية».

وتعرّضت دوما لقصف كثيف أخيراً، إذ قُتِل 12 شخصاً بقصف صاروخي لقوات النظام. وأفادت منظمة «أطباء بلا حدود» عن مقتل سبعين شخصاً وجرح 550 بقصف جوي استهدف سوقاً في المدينة في السادس من الشهر الجاري. كما أحصت المنظمة مقتل 15 وإصابة 100 بغارة جوية استهدفت في الخامس من الشهر ذاته مستشفى ميدانياً في المدينة.

إلى ذلك، أعلن «جيش الإسلام» بقيادة زهران علوش الذي يتخذ من دوما مقراً له «تدمير دبابة وقتل العديد من جنود النظام على جبهات الغوطة الشرقية»، علماً انها إحدى الدبابات التي دمرها مقاتلو المعارضة أخيراً وبلغ عددها 120. ونقلت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة عن «شبكة سورية للرصد والإحصاء» أمس أن النظام خسر الشهر الماضي «59 دبابة في معارك ريف حماة، و31 في ريف حلب الجنوبي، و12 في دمشق وريفها و9 دبابات في حمص و5 في اللاذقية، و4 في القنيطرة واثنتين في ريف إدلب وأخرى في درعا. وأشارت الشبكة إلى أنّ «هذه الخسائر تُعَدّ الأعلى ﻓﻲ شهر منذ بداية الثورة، رغم دعم الطيران الروسي واشتراكه في المعارك».

وأوضح «المرصد» أمس أن «عدد الشهداء المدنيين الذي تمكّن من توثيقه ارتفع الى 53 بينهم 6 أطفال ومواطنتان نتيجة غارات شنتها الخميس طائرات حربية مجهولة على مدينة البوكمال» الواقعة في محافظة دير الزور قرب العراق. وأشار الى وجود «18 جثة متفحّمة بعد هذه الغارات».

وتشن طائرات تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن وأخرى روسية غارات على معاقل تنظيم «داعش» شرق سورية. وقال قائد القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية أمس إن قوات التحالف ستزيد على الأرجح ضرباتها الجوية ضد «داعش» في العراق وسورية خلال الأسابيع المقبلة، بعد فترة هدوء في الشهرين الماضيين.

سياسياً، التقى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، رئيس «الائتلاف» السوري المعارض خالد خوجة، في جنيف بعد لقاء الأخير وزيري الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، والبريطاني فيليب هموند، في باريس ولندن، وتأكيد الحكومتين الفرنسية والبريطانية «الدور المحوري» لـ «الائتلاف»، وفق مصادر مطلعة. ويُطلِع دي ميستورا الثلثاء المقبل، مجلس الأمن على نتائج اتصالاته قبل مؤتمر فيينا المرتقب الجمعة. ويصل في الساعات المقبلة عدد من المعارضين السوريين الى موسكو التي تسعى الى توسيع دائرة الذين يمثلون المعارضة، قبل بدء اجتماعات اللجان الأربع بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة بموجب اقتراح دي ميستورا.

 

التحالف الدولي ينفذ 20 غارة جوية في العراق وسورية

واشنطن – رويترز

قال الجيش الأمريكي اليوم السبت إن طائرات حربية تتبع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذ 20 غارة جوية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في العراق وسورية أمس (الجمعة)، ركزت بشكل أساسي على أهداف في محيط مدينتي الرمادي وسنجار العراقيتين.

وقال البيان إن طائرات التحالف نفذت ست غارات في محيط سنجار في شمال غرب العراق ودمرت مواقع قتالية للتنظيم المتطرف وأسلحة آلية ومخابئ أسلحة ومواقع لقاذفات مورتر.

وأضاف أن الطائرات قصفت بأربع غارات قرب الرمادي مخازن أسلحة لـ “داعش” ومتفجرات محملة في سيارات وأسلحة آلية ثقيلة ومواقع قتالية.

ووفقا للبيان أيضا فإن طائرات التحالف نفذت 15 غارة في العراق واستهدفت أيضا مسلحين قرب الفلوجة وكيسيك والسلطان عبد الله وتلعفر.

وقال بيان الجيش إن طائرات التحالف نفذت في سورية غارتين قرب الهول ومثلهما قرب مارع وواحدة قرب دير الزور.

 

لاريجاني: خطأ استراتيجي ربط الأزمة بشخص الأسد

طهران – محمد صالح صدقيان

رأی رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، أن الأزمة السورية ليست قضية شخص بعينه، وأن ربط أزمات المنطقة بشخص الرئيس بشار الأسد يعتبر خطأً استراتيجياً، موضحاً أن مهمة الدول الأخرى هي تسهيل الأمور لحلّ القضية، ولا يمكنها أن تكون بديلاً عن أصوات الشعب السوري. وطالب في مؤتمر صحفي جمعه مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، بعد محادثات جرت في طهران، بالعمل علی وضع برنامج يفضي الى منطقة خالية من الأعمال الإجرامية والإرهابية، «لأن القضية السورية هي بداية لتفكيك المنطقة بسبب تزايد الحركات الإرهابية في هذه المنطقة، التي تخلق العديد من المشكلات لشعوب العراق وأفغانستان واليمن وبقية الدول».

ورأی أن إيران تتصدی لهذا التيار بهدف الحفاظ علی النظام والاستقرار في سورية، في حين يلتحق الآلاف من الأشخاص من أوروبا وأميركا، بتنظيم «داعش» الذي تحوّل الی مشكلة دولية، «وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤمن بخيار الإصلاحات السياسية لتسوية الأزمتين السورية واليمنية على حد سواء».

ودعا دول المنطقة الى «التحلّي بالجدية في مكافحة الإرهابيين، وأن تكون الإصلاحات وفقاً لآراء الشعوب وليس بناء على اجتماع بعض الأشخاص في بعض الدول ليتخذوا القرارات في شأن مستقبل سورية أو اليمن، موضحاً أن «مهمة الدول الأخرى هي تسهيل الأمور لحلّ القضية، ولا يمكنها أن تكون بديلاً عن أصوات الشعب السوري».

ورأی شولتز أن القضية السورية يجب ألا تختصر بالأسد، و «يجب علی جميع الفرقاء التوصّل الی حل لتقرير المصير»، مشيراً الی «ضرورة وضع برنامج وطني في سورية لإنهاء الأزمة ومحاكمة مجرمي الحرب، بما في ذلك سلوك الحكومة التي تلقي بالمتفجرات علی رؤوس الشعب». واعتبر أن الأسد لا يملك فرصة بعيدة المدی، «لكن الوقت الحاضر ربما يعطيه فرصة، وهناك فرق بين الحالتين»، داعياً الی «تحكيم الشعب السوري في تقرير مصيره من خلال الانتخابات الحرة».

 

خلاف موسكو وطهران لا يعرقل «شراكة» إقليمية

موسكو – رائد جبر

لم تُثِر إشارة القائد العام لـ «الحرس الثوري» الإيراني محمد علي جعفري إلى تباين في الرؤى بين موسكو وطهران حيال الملف السوري، تعليقات أو ردود فعل في روسيا التي لا ترغب في «تضخيم» الحديث عن هذا الموضوع في مرحلة حساسة. إذ تحتاج إلى أوسع تنسيق ممكن مع طهران في العمليات العسكرية التي تنفّذها، ولا يخفي عسكريون روس اقتناعهم بأن مهمة سلاح الجو الروسي، تبدو أقرب إلى المستحيل من دون القوات التابعة لإيران على الأرض.

لكن «التجاهل» لا يعكس رغبة في عدم فتح ملف شائك فحسب، بل يبرز كذلك اقتناع النخبة الروسية التي تدير الملف السوري، بأن الجزء الأعظم من عناصر الخلاف مع طهران يمكن تجاوزه، وأن مساحة «المصالح المشتركة في سورية» أوسع بكثير من الخلافات.

مستشارة مدير معهد الدراسات الاستراتيجية التابع للكرملين، إيلينا سوبونينا قالت لـ «الحياة» إن لدى الطرفين «الأولويات ذاتها» في سورية، وأبرزها الحفاظ على الدولة من الانهيار، وفيما تعتبر طهران بقاء رأس النظام الرئيس بشار الأسد ضمانة لتحقيق ذلك، تتعامل موسكو مع الملف في شكل أكثر مرونة.

ولفتت الخبيرة سوبونينا التي كانت في طهران لدى بدء التدخل العسكري الروسي المباشر في سورية، إلى أن الإيرانيين أبدوا ارتياحاً واسعاً له، ولم يخفوا أنهم طالبوا الرئيس فلاديمير بوتين بهذه الخطوة «منذ وقت طويل»، وأن النقاش العملي لطبيعة التدخُّل الروسي بدأ في الربيع الماضي. ورأت أن التناقض قد يظهر لاحقاً في رؤية الطرفين للوضع في المنطقة في مرحلة ما بعد الأزمة السورية، لأن طهران ليست مرتاحة إلى فكرة روسيا المتعلقة بضرورة إيجاد مداخل مناسبة لتسوية كل المشكلات الإقليمية، مع ما يبرز من مساعٍ روسية للتقارب مع بلدان الخليج العربي، ومحاولة لعب دور وساطة لتقريب المواقف بينها وبين إيران.

وعلى المدى القصير، قلّلت سوبونينا من أهمية تصريحات جعفري باعتبارها تعبّر عن «مزاج العسكريين وتعكس اللهجة الأكثر حدة، خلافاً للديبلوماسية الإيرانية التي تبدو مواقفها أقرب إلى موسكو، وأكثر مرونة في التعامل مع ملفات الخلاف وعلى رأسها مصير الأسد».

في المقابل، اعتبر مدير مركز دراسات إيران المعاصرة رجب صافاروف، أن الخلاف الروسي – الإيراني هو «في التفاصيل وليس في الاستراتيجيات». وأشار إلى أن موسكو ليست مرتاحة إلى التدخُّل العسكري الخارجي في سورية «من كل الأطراف، بما فيها إيران» لكنها «تدرك جيداً أهمية التحالف مع الإيرانيين»، وأن وجودهم في سورية «منع الانزلاق نحو سيناريو أسوأ بالنسبة إلى موسكو وطهران».

وتتمسك روسيا بـ «التغيير الجذري في مؤسسات الحكم السورية وأدواته الدستورية، وعدم ربطها بشخص الأسد» لكنها تتفهّم الموقف الإيراني في الدفاع عن بقائه، لأن لطهران «مصالح كبرى في سورية». ورأى صافاروف أن موسكو «لا تعترض على وجود إيراني ثابت في سورية».

ولفت إلى أن الخلاف على الآليات لا يعرقل تحرُّك الطرفين الروسي والإيراني نحو تعزيز «التحالف»، وتحويله إلى «شراكة استراتيجية بكل أبعادها الاقتصادية والسياسية، بما في ذلك التعامل مع كل الملفات الإقليمية».

ولاحظ أن طهران «شريك مناسب» لروسيا في ظروف عزلتها الدولية التي قد تستمر سنوات، لذلك ينتظر تعميق الشراكة، وهو ما تدل عليه زيارة بوتين المرتقبة لطهران في غضون أسبوعين، وهناك سيوقّع وثائق مهمة.

 

تعصف بفصائله خلافات إيديولوجية وعسكرية وإدارية: «جيش الفتح» السوري المعارض ينقسم على أبواب مدينة حماة

منهل باريش

القدس العربي»: نفى فصيل جند الأقصى عودته إلى صفوف جيش الفتح بعد ساعات من سيطرته على مدينة مورك، وقال: «لم نبلغ رسمياً»، تعليقاً على الخبر الذي كتبه الشرعي في جيش الفتح عبد الله المحيسني.

وظهرت خلافات فصائل جيش الفتح إلى العلن صباح يوم الجمعة الماضي، عندما نشرت الحسابات الرسمية على وسائط التواصل الاجتماعي لـفصيل أجناد الشام صور اقتحامها لقرية عطشان شرقي مورك، مرفقة باللوغو الخاص به، واستثنت اللوغو الخاص بـ»جيش الفتح».

وعلّقت جبهة النصرة مشاركتها في غرفة عمليات جيش الفتح بعد أسبوع من انسحاب حليفها، فصيل جند الأقصى.

وكشف قيادي في جيش الفتح، رفض نشر اسمه، لـ«القدس العربي» أن تعليق النصرة لعملياتها العسكرية ضمن غرفة عمليات الجيش، جاء على خلفية إعلان جند الأقصى الانسحاب من الائتلاف العسكري، في 24 تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، بسبب ما وصفه الجند في حينه بموافقة عدد من الفصائل المشكلة للجيش على «مشاريع صادمة للشريعة، والضغط عليه من قبل الأحرار لمحاربة تنظيم داعش».

وأشار القيادي إلى أنّ أسباب تعليق النصرة لعملها تكمن في انسحاب الجند من الجيش، ما قد يؤثر على القرارات العسكرية الّتي قد يتخذها الجــيش فـــي المرحلة القادمة، خاصة وأن «النصرة» أصبحت بلا تحالفات قوية تدعم مشـــاريعها ضمن غرفة عمليات الجيش، بعد انسحاب «الجند» منه.

ولفت القيادي في الجيش إلى أنّ «النصرة» قد تعود عن قرارها في حالة وحيدة، وهي عودة «الجند» إلى غرفة عمليات جيش الفتح، متوقعاً ألا تتم العملية بسهولة في المدى المنظور.

وتصدّعت غرفة عمليات الجيش بعد خروج جند الأقصى منه، لاعتزاله قتال تنظيم داعش، ولخلافات فكرية وإيديولوجية مع أحرار الشام المكون الرئيس للجيش، والّتي كادت أن تتطور إلى نزاع مسلح في حماة. يضاف إلى هذا الخلاف الكبير بين فيلق الشام وجند الأقصى اثر اغتيال «الجند» لأحد أبرز قادة «الفيلق»، الشيخ مازن قسوم، في الخامس والعشرين من شهر يوليو/ تموز الماضي.

وأشار عضو في مجلس شورى مدينة إدلب، رفض الكشف عن اسمه، إلى أنّ قرار التعليق ليس نهائياً من جانب النصرة، وتجري حالياً مفاوضات حثيثة واجتماعات مكوكية من أجل ثنيها عن القرار. وأشار العضو في حديث لـ«القدس العربي» إلى أنّ الجهود الآن تنصب على عودة الجند إلى الجيش من جديد، موضحاً أنّ ومضات إيجابية تلوح في الأفق.

وعن أثر تلك الانقسامات على المعارك، كتب القيادي البارز في أحرار الشام «خالد أبو أنس» على صفحته على الفيسبوك: «أحدثكم عن الإنجازات خارج جيش الفتح، النصرة لم تسيطر على تلة، الأحرار عجزت عن قرية، غرتكم قوتكم ولم تعلموا أن سبب نصركم الاعتصام».

وتترك الانقسامات في جيش الفتح أثرها الواضح على معركة حماة، بعد مغادرة فصيلين أساسيين لغرفة العمليات هما النصرة وجند الأقصى، مما سيتطلب إعادة النظر في الخطة الميدانية للمعركة التي أعلن عنها جيش الفتح في 13 تشرين الأول/ أكتوبر، تحت مسمى «غزوة حماة».

واعتبر القاضي العام في جيش الفتح عبد الله المحيسني في وقت سابق أن الخروج من جيش الفتح إثم عظيم، في تعليق له على انسحاب الجند من الجيش، معرباً عن خشيته من أن تؤثر تلك الانقسامات على وحدة الصف، وتوقف زحف الجيش في المعارك – وفق ما جاء في منشور له على صفحته الرسمية على الفيسبوك.

وكان جيش الفتح السوري المعارض قد تشكّل في آذار/ مارس، من العام الحالي، من ائتلاف عدة فصائل في محافظة إدلب، أبرزها جبهة النصرة، أحرار الشام، جند الأقصى، فيلق الشّام، أجناد الشام، جيش السنة، لواء الحق. وكانت له الكثير من الإنجازات العسكرية التي أدت إلى دحر قوات النظام وحلفائه من مدينة إدلب وريفها، بما فيه من قطع عسكرية أبرزها مطار أبو الضهور ومعسكري المسطومة والقرميد، إضافة إلى دوره الفاعل في معارك سهل الغاب.

وتتركز خلافات جيش الفتح بشكل أساسي على شكل الادارة المدنية لمدينة حماة بعد التحرير، اضافة إلى نسب أعضاء كل فصيل من الفصائل في كل إدارة، وخصوصاً مجلس القضاء وإدارة الخدمات، إلى جانب نزاع حاد على تقسيم الغنائم العسكرية بين القطاعات.

كل هذه الخلافات بين الفصائل الإسلامية تؤكد أن مرده الأساسي خلاف المرجعيات وشكل الدولة السورية مستقبلاً. وتنذر بخطر شديد يهدد المعارضة المسلحة كلها في شمال سوريا.

 

إيران تعتزم المشاركة في الجولة المقبلة من محادثات سوريا

دبي- (رويترز): نقل عن مستشار بارز للزعيم الأعلي الايراني آية الله علي خامنئي قوله إن إيران ستشارك في الجولة المقبلة من محادثات السلام السورية وذلك بعد أسبوع من تهديد طهران بالانسحاب من العملية.

واجتمعت قوى عالمية واقليمية بينها ايران في فيينا يوم 30 أكتوبر تشرين الأول لمناقشة سبل التوصل لحل سياسي للحرب الأهلية السورية. وبعد أيام هددت ايران بالانسحاب من الجولة التالية للمحادثات ملقية باللوم على “الدور السلبي” الذي لعبته السعودية منافستها الاقليمية.

ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن علي أكبر ولايتي أكبر مستشار لخامنئي في الشؤون الخارجية قوله السبت إن “ايران ستشارك وبشكل فعال في محادثات (السلام السورية) مع الاعلان عن معاييرها والحفاظ على خطوطها الحمراء.”

وأضاف “سنساند حليفتنا سوريا ليس فقط في مجال الدفاع لكن أيضا على الساحة السياسية”. وتدعم ايران الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة مقاتلين مدعومين من قوى اقليمية بينها السعودية وقطر وتركيا.

وقال دبلوماسيون هذ الأسبوع إن الجولة المقبلة من المحادثات الدولية ستبدأ على الأرجح في وقت لاحق هذا الأسبوع.

ومثلت محادثات الثلاثين من أكتوبر تشرين الأول- التي أخفقت في الوصول إلى حل- أول اجتماع يضم ايران والسعودية وجها لوجه لبحث الحرب الأهلية في سوريا التي حصدت أرواح أكثر من 250 ألف شخص وشردت الملايين.

 

القصف الروسي يدفع السوريين نحو إنشاء مزيد من المخيمات

إدلب- الأناضول: دفع القصف الروسي المتواصل منذ أكثر من شهر على مناطق المعارضة السورية، السوريين إلى إنشاء مخيمات جديدة، تضاف إلى المخيمات القديمة التي أنشأت خلال السنوات الأربعة الماضية جراء قصف النظام.

ويقوم النازحون الجدد وهم بعشرات الآلاف، بتجهيز مخيماتهم بدعم من متبرعين سوريين وعرب، ومساعدة من فرق تطوعية محلية، في مناطق بريف إدلب الشمالي، المحاذية للحدود السورية التركية، كونها بعيدة عن نقاط الاشتباك وتتمتع بأمان نسبي مقارنة بالمناطق التي فروا منها.

ويشكل المواطنون القادمون من ريفي حماه الشمالي والغربي، وريف حلب الجنوبي، وريف إدلب الجنوبي، معظم النازحين الجدد، حيث تشهد تلك المناطق اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة من جهة، وقوات النظام المدعومة بغطاء جوي روسي من جهة أخرى، وسط تقدم للمعارضة في الأيام القليلة الماضية وخاصة في ريف حماه الشمالي.

ورصدت الأناضول إحدى المخيمات المقامة حديثًا، والتي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، فلا ماء ولا كهرباء، ولا مدارس للأطفال، وفي كثير من الحالات تسكن أكثر من عائلة في الخيمة الواحدة، وبالرغم من ذلك يعبر الكثير من النازحين عن سعادتهم لتمكنهم من تأمين خيمة تأويهم في ظل حرمان آلاف آخرين منها.

ويمر بناء المخيم بعدة مراحل، حيث تسوّى الأرض كمرحلة أولى، ومن ثم تجهَّز الهياكل وتغطى بالقماش، وبعدها يتم تهيئة محيط الخيم وداخلها، وتقسيمها إلى أجزاء، جزء للطبخ وجزء لوضع الحاجيات والبقية للنوم، وذلك في مساحة لا تتجاوز الـ 5 أمتار مربع للخيمة الواحدة.

وقال “أبو علي الإدلبي”، رئيس أحد الفرق التطوعية في منطقة “سرمدا” بريف إدلب الشمالي، إنهم اضطروا لإقامة مخيمات على عجل شمالي سوريا، في أماكن غير مأهولة بالجبال، لاستيعاب العوائل الهاربة من القصف الروسي المكثف، الذي يستهدف المدنيين بشكل عشوائي.

وأكد الإدلبي أن القصف الروسي زاد معاناة المدنيين أضعاف ما كانت، مشيراً إلى أن تواصله بهذا الشكل سيضاعف أعداد النازحين ومعاناتهم مع دخول فصل الشتاء وبدأ موسم الأمطار.

من جانبه، أوضح “أبو عمر”، أحد النازحين من ريف حماه، أن الطيران الروسي ارتكب مجازر منذ أولى ضرباته، ما اضطرهم للهرب بثيابهم دون أن يجلبوا معهم أي شيء من المستلزمات الشخصية والمنزلية.

ولفت أبو عمر أن هناك الآلاف من النازحين ممن لم يتمكنوا من الوصول إلى المخيمات، يفترشون المزارع ولا يجدون حتى خيمة تأوييهم.

جدير بالذكر أنَّ الأزمة السورية دخلت منعطفًا جديدًا، عقب بدء روسيا بمهاجمة مدن وبلدات ومواقع في سوريا، منذ نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، وتقول موسكو إن تدخلها “يستهدف مراكز تنظيم داعش”، الأمر الذي تنفيه كل من واشنطن وعواصم غربية وقوى المعارضة السورية، التي تقول بدورها إن أكثر من 90% من الأهداف التي يضربها الطيران الروسي لا يوجد فيها التنظيم المتطرف، وإنما تستهدف المعارضة، ومواقع للجيش للحر.

 

المعارضة السورية تبطل مفاعيل التدخل الروسي:6 أسابيع عجاف للنظام

أحمد حمزة

مضت ستة أسابيع كاملة على بدء التدخل العسكري الروسي المباشر في سورية. غير أن مئات الغارات الروسية على مواقع المعارضة السورية، لم تؤت ثمارها، بل انقلب السحر الروسي وبالاً على قوات النظام ومليشياته، إذ فقد خلال هذه الفترة القصيرة نسبياً، ما لم يخسره خلال أشهر مضت على صعيد الأفراد والمدرعات. بل نجحت فصائل المعارضة السورية، في استعادة زمام المبادرة، بعد استيعابها للضربات الأولى بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فتقدمت خلال الأيام القليلة الماضية، نحو مناطق مهمة استراتيجياً، كانت خرجت منها سابقاً، خصوصاً في ريف حماة الشمالي.

وعلى الرغم من تنفيذ الطائرات الحربية الروسية منذ بداية العملية، لـ1631 طلعة جوية استهدفت خلالها 2084 منشأة للبنية التحتية التابعة “للإرهابيين”، كما زعم منذ أيام، رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أندريه كارتابولوف، لم تتمكن قوات النظام على الأرض في أرياف حمص وحماة واللاذقية من تحقيق خرقٍ ميداني يذكر لصالحها.

 

وبحسب شبكة “المرصد الموحد”، فإنّ قوات النظام خسرت خلال أكتوبر وحده ٥٩ ﺩﺑﺎﺑﺔ في المعارك التي دارت رحاها في ريف حماة، وفي ﺣﻠﺐ خسرت ٣١ ﺩﺑﺎﺑﺔ، وفي ﺩﻣﺸﻖ ﻭﺭﻳﻔﻬﺎ دمرت قوات المعارضة السورية ١٢ ﺩﺑﺎﺑﺔ، وفي ﺣﻤﺺ تم تدمير ٩، و5 في اللاذقية، وفي ﺍﻟﻘﻨﻴﻄﺮﺓ دُمرت ٤، ودبابتان في ريف إدلب، ودبابة في درعا.

كذلك فشلت هجماتها بريف حلب الجنوبي، على الرغم من احتفاظها بتل الوضيحي، وبعض المناطق المجاورة له، والتي نجحت الفصائل المقاتلة هناك خلال الأسبوع الماضي، في استعادة بعضها، مثل تل السرو والمزارع المحيطة به، وقبل ذلك قرية القرّاصي وتلالها وقرية الحويز وتلّتها وتل الجمعية.

وإذا كان الوضع بريف حلب الجنوبي، هو معارك كر وفر، وتبادل سيطرة أحياناً، وقد استقر في الأيام الأخيرة لصالح الفصائل التي تقاتل النظام، فإن الصورة بريف حمص الشمالي مغايرة لذلك تقريباً، إذ أن قوات النظام ومليشياته لم تتمكن أساساً من السيطرة على أي من المناطق التي بدأت هجوماً برياً عليها، منذ الخامس عشر من الشهر الماضي.

وكان هدف النظام العسكري من معاركه بريف حمص الشمالي، هو ربط مناطق نفوذه في مركز مدينة حمص، بتلك الخاضعة لسيطرته في حماه وجنوبها القريب. لكن تحقيق هذا الهدف، يحتاج للسيطرة على طريق طولي، يبلغ عشرين كيلومتراً مربعاً من شمال حمص حتى جنوب حماة، ويبدأ هذا الخط من مناطق الدار الكبيرة وتير معلة والغنطو، مروراً بالزعفرانة ومدينة تلبيسة، ثم الرستن، وكلها مناطق تسيطر عليها المعارضة، وفشل النظام في التقدم كيلو متراً واحداً، بعد شهرٍ من بدء حملته هناك.

وفي ريف اللاذقية لم يختلف المشهد؛ فعلى الرغم من أن  فصائل المعارضة (كما في حلب خصوصاً)، فقدت خلال أربعين يوماً من المعارك الضارية، عدداً من قياداتها العسكرية، فإنها حافظت على تماسكها، وتمكنت من رد جميع الهجمات البرية المسنودة بغطاء جويٍ روسي، إذ استمات النظام لتحقيق أي خرقٍ ميداني في جبهة الساحل، التي تعتبر غاية في الأهمية بالنسبة لحالة حاضنته الشعبية معنوياً.

لكن يبقى الميدان الأبرز في هذا السياق، هو ريف حماه الشمالي، الذي تلقى (مثل حمص) أولى الضربات الجوية الروسية في الثلاثين من سبتمبر/أيلول الماضي، فيما بدأ فيه النظام حملته البرية الواسعة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومُني خلالها بخسائر فادحة سواء على صعيد الأفراد والمعدات، أو من جهة عدم تحقيق أي تقدم ميداني، بل وخسر مواقع عسكرية بالغة الاستراتيجية، كانت كلفته خسائر كبيرة في سبيل استعادتها خلال معارك دارت في السنة الماضية.

فقد استعادت الفصائل المقاتلة بريف حماة الشمالي، خلال اليومين الماضيين، مناطق عطشان، تل سكيك، وقرية أم حارتين. وهذه المناطق، كانت الإنجاز الوحيد الذي يُحسب للنظام خلال جميع معاركه في حماة منذ أكثر من شهر. غير أن التطور الأبرز عموماً، جاء في اقتحام الفصائل، لتل عثمان، ولاحقاً السيطرة بالكامل على مدينة مورك الاستراتيجية، التي جاء تقهقر قوات النظام فيها سريعاً ومفاجئاً.

في هذا السياق، أكد رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر العميد أحمد بري لـ”العربي الجديد” بأن “النظام فتح جبهة ريف حماة على طول 35 كيلومتراً، معتمداً على القوة الإيرانية برياً، والغطاء الجوي الروسي، لكنه خسر كل ما استطاع إنجازه، فضلاً عن مقتل المئات من جنوده والمليشيات المساندة له في المعارك”.

وقال إن “تقدّم الفصائل الأخير غاية في الأهمية، لأن تل عثمان مثلاً، كان يعتبر بالنسبة للنظام، قاعدة نارية ونقطة إسناد أهم من مورك، عسكرياً. ويشرف التل على مناطق هامة. وحاولت الفصائل السيطرة عليه عدة مرات سابقاً، وكان ذلك صعباً بسبب القوة الجوية التي يمتلكها النظام”.

وأضاف بري أن “استرداد مورك لاحقاً للسيطرة على تل عثمان، كان مهماً للغاية بالنسبة للمعارضة، كونها ذات موقع استراتيجي حساس، ومدخل حماة الشمالي ونقطة انطلاق لجنوب إدلب. وهذا الإنجاز للمعارضة يبعد خطر النظام كثيراً ويجعل فصائل إدلب وحماة في وضع مريح نسبياً”.

وأكّد القيادي العسكري في المعارضة السورية، أن “النظام بقي سنة كاملة يحاول استرداد مورك ونجح في ذلك خلال أكتوبر/تشرين الأول عام 2014، بعدما خسر أكثر من 100 دبابة ومدرعة حينها، وهذا الرقم خسره خلال شهر واحد فقط، وخسر فوقه نحو 400 من قواته ومليشياته في الأسبوع الأول لمعركة ريف حماة، وخسر فوق ذلك مناطق كان تحصن فيها خلال السنة الماضية (مورك، تل عثمان) بل وتواجه المناطق التي يعتبرها حاضنة شعبية خطر اقتراب الفصائل المقاتلة منها (معان ومحيطها)”.

ولفت العميد بري إلى أن “معنويات قوات النظام منهارة” ويضرب مثالاً على ذلك بالقول “حصلنا على معلومات مؤكدة من مشفى حماة الوطني، بأن عدد الجرحى الذي وصل لهناك خلال الأيام الأولى للهجوم، كانت بحدود ألف مصاب، بينهم 400 حالة إصابة لجنود وضباط تقصدوا إصابة أنفسهم أو طلبوا من زملائهم أن يصيبوهم، من أجل الذهاب للمشفى والهروب من الجبهة”.

ونقل القيادي العسكري عن مصدر في قوات النظام (لم يسمه أو يعطي صفته) بأن “جنرالاً روسياً قال لرئيس اللجنة الأمنية بحماة اللواء توفيق يونس خلال المعارك الأخيرة، بأن النظام ليس لديه مقاتلون أشداء وجنوده ليست لديهم إرادة قتالية، فاحتج اللواء يونس على ما اعتبره إهانة من  الجنرال الروسي في حماة، ولاحقاً لذلك تم نقل اللواء توفيق يونس إلى مكان آخر على إثر هذه المشادة الكلامية”.

وفي السياق، ذهب الخبير العسكري والاستراتيجي فايز دويري، إلى القول إن التدخل العسكري الروسي في سورية، لم يحقق أي نتيجة، وأشار إلى أن “بعض التقارير ذكرت أن روسيا أرسلت خمس سفن ومعدات تصل الى حجم فرقة، ولكن هذه المعلومات لم تتأكد بعد، وفي حال تأكدت فهي تحضيرات لعمليات عسكرية كبيرة لكن أجواء فيينا تنفي ذلك”.

وأكد دويري لـ”العربي الجديد” بأن “الدعم الروسي لم يقدم الكثير للنظام السوري وهذا سبب بحث روسيا عن حل سياسي”، قائلاً إن “(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يريد النزول عن الشجرة”.

 

ألمانيا تُسرّع إجراءات اللجوء والمعارضة غير راضية

برلين ــ شادي عاكوم

بعد أسابيع من المفاوضات، اتفق قادة الائتلاف الحكومي في ألمانيا على خطة وقرارات جديدة لتسجيل اللاجئين، يأتي في مقدّمتها إقامة مراكز تسجيل بدلاً من مناطق العبور، وهو الأمر الذي اعتبرته المعارضة اعتداء على حقوق طالبي اللجوء.

وتم التوصل إلى هذه القرارات بعد جلسة مغلقة في مكتب المستشارية في برلين، بحضور (الطرف الأول) الاتحاد المسيحي المؤلف من الحزب المسيحي الديمقراطي الذي ترأسه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والحزب المسيحي الاجتماعي، الذي يرأسه رئيس حكومة ولاية بافاريا هورست زيهوفر، في مقابل (الطرف الثاني) رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي ونائب المستشارة سيغمار غابريل.

وأعلن الزعماء الثلاثة عن الحزمة الجديدة من الإجراءات المتعلقة بأزمة اللاجئين. وتقرر الاستعاضة عن مناطق العبور على الحدود بمراكز تسجيل داخل الأراضي الألمانية مع مراكز إيواء آمنة. كما جرى الاتفاق على تسريع العمل بإجراءات اللجوء، وتنفيذ الترحيل بشكل أسرع وأكثر فعالية.

وخلص الاجتماع إلى أن هذه الإجراءات الجديدة تعتبر خطوة مهمة للدفع بعملية تسهيل فرز اللاجئين، خصوصاً أولئك القادمين من الدول الآمنة مثل دول البلقان إضافة إلى أصحاب الهويات وجوازات السفر المزورة، والسعي لاتخاذ القرار بشأنهم خلال فترة لا تتجاوز ثلاثة أسابيع مع حظر إعادة دخولهم.

واتفق المجتمعون على إلزام المهاجرين بعدم مغادرة الدائرة المحلية التي يقع مركز الإيواء ضمن نطاقها، ووضع قاعدة بيانات تسمح للوكالات الحكومية المختلفة بالحصول على معلومات أفضل عن القادمين الجدد.

وعلاوة على ذلك، تم السماح لمجموعة معينة من اللاجئين، وهم أصحاب اللجوء السياسي بلم شمل عائلاتهم. فيما يتطلب من أصحاب اللجوء الإنساني الانتظار فترة عامين قبل السماح لهم بذلك، كونهم يتمتعون حالياً بحق الحماية فقط، ويبقى الهدف من هذا التدبير هو تقليص أعداد القادمين إلى ألمانيا.

في المقابل، وجهت المعارضة انتقادات حادة للائتلاف الحكومي. واعتبر زعيم حزب “الخضر” سيمون بيتر، أن هذه الإجراءات والقيود المكثفة على اللاجئين غير مقبولة وتشكل اعتداء على حقوق طالبي اللجوء. فيما وصف زعيم حزب اليسار جريجور جيسي الاتفاق بأنه حلّ وسط فاسد.

في السياق، شككت أوساط اجتماعية وإعلامية في إمكانية تسريع العمل مع طلبات اللجوء في ظل تواجد الآلاف من طالبيها على أبواب مراكز اللجوء، دون تمكّنهم من الحصول على موعد الا بعد أسبوعين أو ثلاثة، فكيف الحال مع تواجد أعداد كبيرة منهم داخل مراكز إيواء ضيقة، عدا عن النقص الهائل في عدد الموظفين. وتساءلت عن الدور الذي يمكن أن تؤديه المحاكم الإدراية للبت في أحكام اللجوء، معتبرين أن الحلول التي توصل إليها القادة غير قابلة للتطبيق على المدى البعيد، إنما تساعد فقط في تسريع عملية التسجيل، وبالتالي لا يعتبر حلّاً للمشكلة الرئيسية المتمثلة بأمور إجرائية وبكيفية التعامل مع اللاجئين. ورأت الأوساط نفسها أن زعماء الأحزاب المكونة للحكومة سعت بهذه القرارات إلى تلميع صورتها أمام الرأي العام فقط.

من جهة ثانية، أشار عدد من المحليين الى أن هذه التدابير ستكون لها تداعيات، خصوصاً وأن اللاجىء سوف يتمتع بحماية يكفلها له القانون الألماني، كون مراكز التسجيل تقع داخل الأراضي الألمانية، وفي هذه الحالة يصبح بإمكان اللاجىء، في حال رُفض طلبه، التقدّم بطعن لدى المحاكم المختصة لإعادة النظر مجدداً بطلب لجوئه. وهو وضع يختلف عن تواجده داخل مناطق عبور تقع على الحدود، حيث لا يترتب على رفض طلب اللجوء أي تبعات قانونية ملزمة. فيما اعتبر العضو المنتدب لمنظمة “برو أزول” غونتر بوركهاردت، أنه “وفقاً للقواعد الجديدة سيمنع على طالبي اللجوء الحق بمحاكمة عادلة”.

وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت عن توقعاتها الجديدة بوصول حوالى ثلاثة ملايين مهاجر الى دول الاتحاد الأوروبي بحلول العام 2017. كما ذكرت وزارة الداخلية الألمانية بأن أعداد اللاجئين المسجلين لديها وصل الى 758 ألفاً منذ بداية العام، بينهم 181 ألفاً خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وتزامن هذا الإعلان مع صرخة وجهها رؤوساء 215 بلدية ألمانية إلى المستشارة ميركل، طالبوها فيها بالمساعدة، معلنيين أن طاقة البلديات نفذت، وأماكن الإقامة المتاحة، ومنها الخيم والحاويات السكنية، فاقت قدرتها الاستيعابية.

 

سورية: “داعش” يستهدف النظام في حماة

وفا مصطفى

استهدف تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، مساء اليوم السبت، قوات النظام السوري في ريف حماة الشرقيّ، موقعاً قتلى في صفوفها، في وقت انسحب فيه عناصره، من بلدة البحرة الخاتونية شرقيّ الحسكة، باتجاه بلدة الهول.

وقال الناشط الإعلاميّ، أبو شادي الحموي، في تصريح لـ “العربي الجديد” إنّ “تنظيم الدولة، استهدف بسيارة مفخخة، تحمل أربعة أطنان من المتفجرات، حاجز المجبل، قرب منطقة الشيخ هلال في ريف حماة الشرقيّ، كما استهدف بعبوة ناسفة، حافلة على طريق سلمية- أثريا، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر النظام”.

 

في المقابل، “دمّر عناصر جند الأقصى، آلية عسكرية للنظام، على النقطة الرابعة قرب مدينة مورك شمال حماة، إثر استهدافها بصاروخ مضاد للدروع من نوع ميتس، فيما سقط عدة جرحى في صفوف المدنيين، جرّاء استهداف الطيران الحربيّ الروسي، بلدة الشريعة في سهل الغاب”.

 

من جانب آخر، أوضح الناشط الإعلاميّ، رامان يوسف، لـ “العربي الجديد” أنّ “عناصر تنظيم الدولة، انسحبوا اليوم، من بلدة البحرة الخاتونية باتجاه بلدة الهول في ريف الحسكة الشرقيّ، وسط أنباء عن تفخيخ التنظيم جميع المنازل التابعة له والمدارس والمؤسسات والحاويات والسيارات المركونة”.

 

وبحسب يوسف، فإنّ “محطة تشرين- شرق كاملة، شمال البحرة الخاتونية، أصبحت تحت سيطرة وحدات الحماية الشعبية الـ YPG والصناديد قوات الشيخ حميدي، في ظل قيام وحدات هندسية تقوم بإزالة الألغام من المنطقة”.

 

في المقابل، أشار الناشط الإعلاميّ إلى أنّ “مدفعية تنظيم الدولة، قصفت مواقع وحدات الحماية الشعبية في قرية التنينير، من تجمعاته في منطقة القسائم شرق السد الجنوبيّ”.

 

إلى ذلك، أعلن جيش الإسلام، على لسان الناطق باسم هيئة أركانه حمزة بيرقدار، عن إعطابه عربة شيلكا لقوات النظام، وقتل أكثر من عشرة عناصر وإصابة آخرين، على جبهة منطقة المرج بريف دمشق الشرقي.

 

كذلك، ذكر جيش الإسلام عبر موقعه الرسمي، أنّ مقاتليه استدرجوا مجموعة من قوات النظام، إلى مناطق مكشوفة واستهدفوهم بالقناصات بعيدة المدى وقذائف الهاون، موقعين عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم.

 

ويأتي ذلك، وفق المصدر، بعد تراجع مقاتلي المعارضة عن عدة نقاط على جبهة الجبال المطلة على الغوطة الشرقية المحررة، أخيراً، وإعادة ترتيب صفوفهم من جهة أوتوستراد دمشق حمص الدولي.

 

دي ميستورا يلتقي خوجة في جنيف..و71 قتيلاً في ديرالزور

قالت المتحدثة باسم المبعوث الدولي إلى سوريا جيسي شاين، أن ستيفان دي ميستورا التقى في جنيف وفداً من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ترأسه خالد خوجة. وأفاد بيان صادر عن المتحدثة أن ديمستورا استمع إلى آراء خوجة والوفد المعارض، واطلع على وجهة نظرهم في ما يخص مسألة إنهاء الأزمة في سوريا.

 

ونقل البيان عن دي ميستورا تشديده على ضرورة “إشراك الشعب السوري في مرحلة إنهاء الاشتباكات، كما أن الجميع مدرك للحاجة الملحة  للتوصل إلى عقلية مشتركة من أجل إنهاء الحرب”. ولفت إلى أن المبعوث الدولي، يعتزم، بداية الأسبوع المقبل، إطلاع مجلس الأمن الدولي، على تفاصيل مباحثاته السابقة في دمشق وموسكو وواشنطن، إضافة إلى محادثات جنيف. كما سيواصل دي ميستورا محادثاته مع كافة الأطراف في البلاد بهدف التوصل لحل سياسي للأزمة.

 

ويأتي لقاء دي ميستورا مع وفد الائتلاف السوري بعد زيارة قام بها، مطلع هذا الشهر، إلى دمشق ضمن مشاوراته مع النظام السوري حول نتائج اجتماع فيينا، كما أن وفد الائتلاف كان قد وصل إلى فيينا في اطار جولة شملت بريطانيا وفرنسا.

 

ميدانياً واصل الطيران الحربي، السبت، قصفه العنيف على غوطتي دمشق الغربية والشرقية حيث شن ثلاث غارات على منطقة المرج، التي تشهد مواجهات عنيفة بين مقاتلي الغوطة وقوات النظام. واستمر طيران النظام بقصفه لمدينة داريا بالبراميل المتفجرة، فيما ذكرت مصادر من مدينة دوما أن غارات جوية يعتقد أنها روسية استهدفت المدينة، ما أسفر عن مقتل 6 مدنيين من ضمنهم امرأة وطفل.

 

وفي شمال البلاد، شهد ريف حلب الجنوبي تقدماً لقوات النظام بسيطرتها على قرية كفر حداد، ضمن حملتها التي تشنها منذ أيام على المنطقة، مدعومة بمليشيات حزب الله، والقصف الجوي الروسي، الذي أغار السبت على كل من خانطومان وخان العسل وكفرناها، إضافة الى منطقة عام السحر غربي حلب. وذكر نشطاء محليون، أن حي الشعار في مدينة حلب شهد قصفاً مدفعياً من قبل قوات النظام المتواجدة في ثكنة هنانو، ما أسفر عن سقوط شخص واصابة ثلاثة من الأهالي.

 

من جهة ثانية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الفصائل المعارضة في ريف حماة استهدفت بعبوة ناسفة حاجزاً لقوات النظام على طريق حماة –سلمية، ما أسفر عن خسائر في صفوف قوات النظام، فيما تعرضت مناطق في أطراف بلدة اللطامنة وقرية لطمين بريف حماة الشمالي، إلى قصف جوي، ولم ترد معلومات عن إصابات، في حين قتل 71 مدنياً بقصف على مدينة البوكمال في ريف ديرالزور، وسط توقعات بارتفاع أعداد الضحايا نتيجة خطورة بعض الإصابات، بحسب المرصد.

 

أما في ريف اللاذقية الشمالي، فقد أقدمت قوات النظام على قصف قرية كبانة والتلال المحيطة بها. كما دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وقوات المعارضة في محيط منطقة غمام وتلالها، ومنطقة جب الأحمر. وتزامن ذلك مع قصف من قبل الطيران الروسي على مناطق الاشتباك.

 

وزير الدفاع الأمريكي:روسيا دولة مفسدة وسنردع أي عدوان لها في العالم

قال وزير الدفاع الأمريكي «آشتون كارتر» إن روسيا تصب البنزين على النار في سوريا، ووصفها بأنها دولة «مفسدة» لترتيب النظام العالمي، متعهدا بردع ما أسماه «العدوان الروسي» في العالم.

 

وأضاف «كارتر» خلال خطاب أمام منتدى ريغان القومي للدفاع في ولاية كاليفورنيا السبت، أنه على الرغم من أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يشكل تهديدا للقيم الأمريكية، فإن روسيا تشكل ضررا أكبر على الولايات المتحدة.

 

وتعهد بردع ما سماه العدوان الروسي في العالم بكل أشكاله، سواء أكان عبر البحر أو الجو أو في الفضاء الإلكتروني، حسب قوله.

 

وأضاف الوزير «نلائم تموقعنا العملياتي وخططنا للطوارئ في العمل الذي نقوم به بأنفسنا ومع حلفائنا، لردع روسيا من ارتكاب عدوان، وللمساهمة في تقليص هشاشة حلفائنا وشركائنا».

 

وأوضح أن واشنطن تحدّث ترسانتها النووية وتستثمر في وسائل فائقة التطور مثل الطائرات بلا طيار والقاذفات البعيدة المدى والليزر والحرب الإلكترونية والمدافع الكهرومغناطيسية.

 

وألمح «كارتر» إلى وسائل عسكرية جديدة «مفاجئة»، مضيفا أنه «لا يمكنه توصيفها حاليا».

 

وتابع «نحدث ونطور خططنا للردع والدفاع بالنظر إلى تغير سلوك روسيا».

 

وتعد تصريحات «كارتر» بمثابة تصعيد مفاجئ ضد روسيا وتغير استراتيجي في السياسات الأمريكية لمواجهة الدور العسكري الروسي، الذي بات يزاحم واشنطن سياسيا وعسكريا، ويؤثر سلبا على نفوذها في المنطقة، لاسيما في سوريا.

 

وسبق تلك التصريحات المفاجأة إعلان الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» عن إرسال عشرات الجنود الأمريكيين إلى سوريا في مهمة مفتوحة طالما حاولت الإدراة الأمريكية تجنبها في السنوات الخمس الأخيرة ، وذلك عقب التدخل العسكري الروسي في سوريا منذ نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي لدعم رئيس النظام السوري «بشار الأسد».

المصدر | الخليج الجديد+ الجزيرة نت

 

غارات روسية على سوق شعبية بدوما تقتل أكثر من 25 مدنياً

دبي – قناة العربية

ترافق سخونة المعارك التي تشهدها مختلف الجبهات في سوريا، أعنف الغارات الجوية الروسية التي تزيد الوضع تعقيداً واشتعالاً.

وفي آخر التطورات الميدانية، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن طائرات حربية قالت إنها تابعة للجيش الروسي أغارت على سوق شعبية مكتظة في مدينة دوما. وسرعان ما جدد الطيران الحربي نفسه استهداف السوق مرة أخرى أثناء إسعاف المصابين، ما رفع حصيلة القتلى إلى أكثر من 25 شخصاً، فيما أصيب العشرات بجراح.

وفي سياق متصل استهدف الطيران الروسي سوقاً شعبية أخرى في منطقة المرج في الغوطة الشرقية، ما أسفر وبحسب ناشطين عن مقتل عشرة أشخاص وإصابة آخرين معظمهم في حالة خطيرة.

وشنت طائرات الأسد بدورها سلسلة غارات على مناطق في داريا وعلى الأطراف الجنوبية لمعضمية الشام بالغوطة الغربية.

وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن الطيران الروسي استهدف معمل الديري لإنتاج خيوط البوليستر، الذي يعتبر من أشهر وأكبر معامل النسيج على مستوى الشرق الأوسط. وتسبب القصف في سقوط قتلى وجرحى فضلا عن نشوب الحرائق التي حاصرت ما يقارب 600 شخص داخل المعمل.

من ناحية أخرى، سيطر تنظيم داعش على نقاط جديدة جراء الاشتباكات مع قوات النظام في منطقة الدوة في ريف حمص الشرقي.

وفي شمال شرقي سوريا، أشارت آخر التقارير الواردة إلى أن وحدات حماية الشعب الكردي تمكنت من استعادة السيطرة على عدة قرى ومواقع استراتيجية كان يسيطر عليها تنظيم داعش في ريف الحسكة.

 

سوريا.. دوما تحترق بصواريخ فسفورية روسية

دبي – قناة العربية

واصلت الطائرات الروسية غاراتها على مناطق المعارضة في سوريا ما أدى إلى سقوط وجرح العشرات بالقنابل الفوسفورية الحارقة والصواريخ الفراغية المحرمة دوليا مستهدفة المدنيين وذلك بعد المجزرة التي ارتكبها الطيران الروسي في البوكمال وارتفعت حصيلة ضحايا المجزرة إلى  تسعة واربعين قتيلا بينهم واحد وثلاثون مدنيا بحسب حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وأدى القصف الحارق إلى مقتل وجرح العشرات من المدنيين الذين حوصروا في منازلهم وسط مدينة دوما، كما سقطت عدة صواريخ من نوع ارض-ارض أطلقتها قوات النظام على أحياء سكنية في دوما،

وكالعادة داريا في ريف دمشق لم تسلم من نصيبها من البراميل المتفجرة وصواريخ الغارات الروسية.

واستهدف الطيران الروسي أيضاً حي النيرب بحلب بعدة صواريخ فراغية أدت لدمار هائل في البنية التحتية والمباني السكنية بحسب لجان التنسيق المحلية، جبلا الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي تعرضا ايضا لعدد كبير من الغارات الروسية.

 

[1]وفي جانب آخر افرج تنظيم داعش عن نحو 40 شخصاً من المختطفين الآشوريين لديه غالبيتهم من كبار السن وذلك مقابل مبالغ مالية كبيرة بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى