أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 27 كانون الأول 2013

سورية: المعارضة تصد هجوماً برياً في حلب

لندن، دمشق – «الحياة»، أ ف ب

أوقعت عمليات القصف الجوي التي يشنها الطيران السوري على مناطق في مدينة حلب وريفها شمالاً أكثر من 400 قتيل خلال عشرة ايام. وتمكن مقاتلو المعارضة من صد هجوم بري شنته القوات النظامية في احد احياء حلب، في وقت وقعت حكومة دمشق مع شركة روسية اول اتفاق للتنقيب عن النفط والغاز في المياه الاقليمية السورية، في تحد للعقوبات الدولية المفروضة عليها.

وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» في بيان امس: «ارتفع إلى 401، بينهم 117 طفلاً دون سن الثامنة عشرة و34 سيدة، وما لا يقل عن 30 مقاتلاً من الكتائب المقاتلة، عدد الشهداء الذين قضوا جراء القصف المستمر من قبل القوات النظامية بالبراميل المتفجرة والطائرات الحربية على مناطق في مدينة حلب ومدن وبلدات وقرى في ريفها، منذ فجر 15 من الشهر الجاري وحتى منتصف ليل الثلثاء – الأربعاء».

وفي اليوم الحادي عشر من هذه الحملة المكثفة، تعرض حيا الصاخور (شرق) وجبل بدرو في مدينة حلب لقصف من الطيران، الذي استهدف كذلك بلدتي النقارين وماير وقرية الزيارة في ريف حلب، وفق «المرصد» الذي قال: «أتى القصف على النقارين تزامناً مع اشتباكات في محيطها بين القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني وضباط من حزب الله اللبناني حليف دمشق من جهة، ومقاتلين اسلاميين».

وأفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» بأن مقاتلي «الجبهة الاسلامية تمكنوا من صد اقتحام لقوات النظام في النقارين بعد قصف تمهيدي براجمات الصواريخ والدبابات والطيران الحربي، وتمكنوا من تدمير دبابة باستهدافها بصاروخ كونكورس ما أدى الى مقتل اكثر من 20 عنصراً من القوات النظامية وإجبارها على التراجع الى ما بعد مبنى المواصلات الذين أعلن الثوار عن تحريره بالكامل».

وقال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إنه «يحذر من مغبة التغاضي عن مواصلة النظام ومرتزقته ارتكاب المجازر بحق المدنيين السوريين»، معتبراً ذلك «رخصاً غير مباشرة تمنح من قبل المجتمع الدولي الأسد، تمهيداً لعقد مؤتمر جنيف-2 وتجاهلاً غير مسبوق لجرائم إبادة جماعية ترتكب بحق مدنيين باستخدام وسائل قتل بدائية وقوة نارية هائلة ذات أثر عشوائي».

وأعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون عن «قلقها العميق» من الغارات الجوية المتواصلة ضد حلب واستخدام «البراميل المتفجرة»، مشيرة الى آثارها التدميرية «المخيفة» في مناطق سكنية. كما طالب الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي «قوات الحكومة السورية بوقف عمليات القصف الجوي واستخدام الصواريخ والبراميل المتفجرة ضد الأحياء السكنية المأهولة في حلب». ودعا مجلس الأمن الى «تحمل مسؤولياته… واتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق وقف شامل لاطلاق النار في سورية».

في غضون ذلك، وقع وزير النفط والثروة المعدنية السوري سليمان العباس عقداً لمدة 25 عاماً مع شركة «سويوز نفتاغاز» الروسية، للتنقيب البحري عن النفط والغاز في المياه الاقليمية السورية. وقال المدير العام لـ «المؤسسة العامة للنفط» علي عباس ان العقد «هو الاول الذي يبرم للتنقيب عن النفط والغاز في المياه الاقليمية السورية»، مشيراً الى ان «التمويل من روسيا، لكن اذا اكتشف النفط او الغاز بكميات تجارية، ستسترد موسكو النفقات من الانتاج».

وأظهرت الاكتشافات الجديدة احتياطات ضخمة من الغاز والنفط في شرق البحر المتوسط، ما ولد تنافساً بين سورية ولبنان وإسرائيل وقبرص. وبدأت اسرائيل بإنتاج الغاز الطبيعي في حقول مكتشفة حديثاً قبالة سواحلها. واعتبر محللون الاتفاق تحدياً للعقوبات الغربية التي فرضت ضد دمشق بعضها في مجال النفط. كما بات العديد من حقول الانتاج لا سيما في شرق البلاد وشمال شرقها، تحت سيطرة المقاتلين المعارضين للنظام.

الى ذلك، نجح الطرفان الرئيسيان في الساحة الكردية السورية، بعد أسبوع من المفاوضات في اربيل برعاية رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، في التوصل الى الاتفاق على ثلاث نقاط بينها تقديم «رؤية موحدة الى مؤتمر جنيف 2» وعلى انتخاب رئيس «الحزب الديموقراطي التقدمي الكردي» عبدالحميد درويش ورئيس «الاتحاد السياسي» عبدالحكيم بشار لتمثيل الاكراد في «الوفد الموحد» للمعارضة.

لكن الوفدين فشلا في التوصل الى اتفاق في شأن نقطتين تتعلقان بالموقف من تشكيل قوة عسكرية موحدة وقيام ادارة ذاتية كردية في شمال البلاد وشمالها الشرقي وفق ما اقترحه «الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم وتفعيل جدي لـ «الهيئة الكردية العليا» التي تضم «المجلس الوطني الكردي» و «مجلس شعب غرب كردستان».

بريطانيا ترفض السماح للاجئين السوريين بدخول أراضيها

لندن – يو بي أي

ذكرت صحيفة “اندبندانت” أن الحكومة الإئتلافية البريطانية ترفض السماح للاجئين السوريين بدخول المملكة المتحدة، في خطوة جوبهت بالإنتقاد والإدانة من منظمات الإغاثة الإنسانية.

وقالت الصحيفة، إن الحكومة البريطانية قررت عدم الإنضمام إلى 16 دولة، بما فيها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، تعهدت بالسماح لأكثر من 10 آلاف لاجئ سوري فارين من القتال الدائر في بلادهم منذ نحو 3 سنوات بدخول أراضيها.

واضافت أن وكالات الإغاثة الإنسانية الدولية شجبت نهج الحكومة البريطانية حيال اللاجئين السوريين، فيما طالبها حزب العمال المعارض بقبول ما بين 400 و500 لاجئ سوري، بما في ذلك ضحايا التعذيب، والأشخاص الذين يقيمون روابط أسرية في بريطانيا، والنساء والفتيات المعرضات للخطر.

واشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الإئتلافية البريطانية، برئاسة ديفيد كاميرون، تصر على قيام الدول المجاورة لسورية، مثل لبنان، والأردن، وتركيا، والعراق، بايواء اللاجئين السوريين، وتقول إن المملكة المتحدة تقدم مساعدات لأكثر من 2.4 مليون لاجئ سوري فيما وصفتها الأمم المتحدة أكبر كارثة إنسانية في تاريخها.

ونسبت إلى وزيرة داخلية الظل في حكومة حزب العمال البريطاني المعارض، إيفيت كوبر، قولها “يتعين علينا القيام بدورنا إلى جانب البلدان الأخرى في اطار برنامج الأمم المتحدة لتوفير ملاذ آمن لبعض اللاجئين السوريين الفارين من الصراع القاتل في بلادهم”.

واضافت كوبر “لا يمكن للحكومة البريطانية أن تدير ظهرها لهؤلاء الناس، ومن واجبها الأخلافي الرد على دعوة الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين السوريين”.

ويقول مجلس اللاجئين إن حوالى 0.1% من السوريين الفارين من العنف في بلادهم وجدوا ملاذاً آمناً في المملكة المتحدة، وحثّت البريطانيين على مطالبة نوابهم باقناع رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، بتوفير ملاذ آمن للفئات الأكثر ضعفاً من اللاجئين السوريين.

وكانت منظمة العفو الدولية اتهمت دول الإتحاد الأوروبي بخذلان اللاجئين السوريين، وقالت إن قادتها يجب أن يشعروا بالخجل من الأعداد القليلة التي أبدوا استعدادهم لإعادة توطينها منهم في بلادهم.

وأوضحت المنظمة أن الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي عرضت فتح أبوابها فقط أمام نحو 12 ألفاً من اللاجئين السوريين الأكثر ضعفاً، أي ما يعادل 0.5% فقط من أصل 2.3 مليون سوري فروا من بلادهم جراء الأزمة الدائرة فيها.

الأكراد متفقون على «جنيف 2» ومختلفون على الادارة الذاتية والقوة العسكرية

لندن – إبراهيم حميدي

نجح الطرفان الرئيسيان في الساحة الكردية السورية، بعد أسبوع من المفاوضات في اربيل برعاية رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، في التوصل الى الاتفاق على ثلاث نقاط بينهما تقديم «رؤية موحدة الى مؤتمر جنيف 2» وعلى انتخاب رئيس «الحزب الديموقراطي التقدمي الكردي» عبدالحميد درويش ورئيس «الاتحاد السياسي» عبدالحكيم بشار لتمثيل الاكراد في «الوفد الموحد» للمعارضة.

لكن الوفدين فشلا في التوصل الى اتفاق في شأن نقطتين تتعلقان بالموقف من تشكيل قوة عسكرية موحدة وقيام ادارة ذاتية كردية في شمال البلاد وشمالها الشرقي وفق ما اقترحه «الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم وتفعيل جدي لـ «الهيئة الكردية العليا» التي تضم «المجلس الوطني الكردي» و»مجلس شعب غرب كردستان».

وكان الرئيس المشترك لـ «مجلس شعب غرب كردستان» عبدالسلام أحمد الذي يضم «الديموقراطي الكردي» القريب من «حزب العمال الكردستاني» بزعامة عبدالله أوجلان من جهة ورئيس «المجلس الوطني الكردي» طاهر سفوك، الذي انضوى تحت لواء «الائتلاف الوطني السوري» المعارض من جهة ثانية ترأسا مفاوضات مباشرة لنحو اسبوع برعاية بارزاني ومشاركة البرلمانية التركية ليلى زانا ورئيس بلدية ديار بكر عثمان بايديمير. ومن المقرر ان ينتخب «الائتلاف» في اجتماع هيئته العامة في اسطنبول يومي 5 و6 الشهر المقبل، بشار نائباً لرئيس «الائتلاف» مع ضم عضوين كرديين الى الهيئة السياسية التي تضم 19 عضواً.

وقال درويش لـ «الحياة» ان المحادثات اسفرت عن الاتفاق على ثلاث نقاط، تتعلق الاولى بـ «توحيد الرؤية في مؤتمر جنيف-2» من دون ان يعني ذلك ان الوفد «مستقل لان هناك توافقاً دولياً وعربياً واقليمياً ان الوفد الكردي يجب ان يكون ضمن وفد الائتلاف». وزاد ان الذي يمثل الوفد الكردي سيطرح «رؤية مشتركة مفادها ان الاكراد يريدون نظاماً فيديرالياً، لكننا لن نفرض هذا على شركائنا العرب. نطالب بحقوق قومية كردية من دون ان يعني ذلك انفصالاً أو استقلالاً». واضاف: «أي شخص يطالب بالانفصال والاستقلال يسيء الى الشعب الكردي».

وتضمنت النقطة الثانية الاتفاق على فتح معبر سيمالكا (فيش خابور) بين شمال شرق سورية واقليم كردستان، فيما تناولت النقطة الثالثة موضوع السجناء. وقال درويش: «جرى الاتفاق على اطلاق السجناء السياسيين وعددهم نحو 80 شخصاً في حين ينظر بموضوع السجناء على خلفيات جرمية من قبل لجنة حقوقية».

لكن في المقابل، فشل الطرفان في الاتفاق على نقطتين رئيسيتين، تتعلقان بالادارة الذاتية والهيئة الكردية. وقال درويش: «ان نقاشاً دار حول الادارة الذاتية وكيفية الربط بين اجزائها الثلاثة في القامشلي (شمال شرق) وعين العرب (شمالا قرب حدود تركيا) وعفرين (شمال حلب). اتفقنا ان الامر يحتاج الى مزيد من الدراسة»، علماً ان «مجلس غرب كردستان» طلب الانضمام الى الادارة الذاتية.

وقال مصدر آخر لـ «الحياة» إن النقطة الثانية التي ستبحث في القامشلي اضافة الى الإدارة الذاتية، تتعلق بالقوة العسكرية الكردية إذ إن «الاتحاد الديموقراطي يقول إن القوة الوحيدة المعترف بها هي وحدات حماية الشعب (بي واي دي) ولا مشكلة لديه بانضمام من يريد إليها. في حين يقرأ المجلس الكردي في هذا الموقف اعتبار أي قوة غير شرعية، ويطالب بتشكيل قوة عسكرية جدية وضم أحزاب أخرى وتدريب هذه القوات الجديدة في كردستان العراق بحيث تكون قوات حماية الشعب جزءاً منها».

وفيما وصف درويش الهيئة الكردية بـ «الميتة عن العمل»، اكد الرئيس المشترك لـ «مجلس غرب كردستان» على ضرورة «تفعيل الهيئة الكردية العليا وتوحيد الخطاب والصف الكردي في المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة عموماً وغرب كردستان خصوصاً».

من جهته، اوضح الناطق باسم «مجلس غرب كردستان» شيرزاد يزيدي لـ «الحياة» ان الاتفاق تضمن وجوب ان يكون «الوفد الكردي مستقلاً عن باقي وفود المعارضة. وفي حال لم نستطع تحقيق ذلك، يجب طرح رؤية مشتركة تقوم على ان سورية دولة اتحادية وفق ما متفق عليه في الهيئة الكردية العليا». وشدّد على وجوب «عدم تسييس معبر سيمالكا وان يفتح في شكل رئيسي امام المساعدات الانسانية والتجارية، اضافة الى تشكيل لجنة لاطلاق المعتقلين»، معتبراً الاتفاق على النقاط الثلاث عبارة عن «اجراءات بناء الثقة بين الطرفين على ان تجرى مفاوضات اضافية ازاء الامور العالقة».

واشار الى ان «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» التي تعرف بمعارضة الداخل، تدعم «مجلس غرب كردستان» و»الاتحاد الديموقراطي» في المطالبة بوفد مستقل لـ «الهيئة الكردية العليا»، علماً ان «الاتحاد الديموقراطي» عضو في «هيئة التنسيق». وقال: «هناك جهود من دول اقليمية الا تطرح القضية الكردية في مؤتمر جنيف، ونحن نصر على طرحها وعلى طرح رؤية مشتركة اذا لم نستطع المشاركة بوفد مستقل».

وكانت «هيئة التنسيق» أعلنت بعد اجتماع مكتبها التنفيذي في دمشق اول من امس، اكدت فيه على ضرورة «توفير الظروف الموضوعية» لنجاح المؤتمر الدولي بزيادة المساعدات وقف الاعتقال واطلاق المعتقلين. وقال في بيان: «نتوجه بمبادرة “وفد واحد، برنامج واحد، صوت واحد”، ونامل أن يتغلب الشعور الوطني وحس المسؤولية على الروح الفئوية». ودعت الى اجتماع في القاهرة يضم «الائتلاف» و»هيئة التنسيق» و»الهيئة الكردية العليا: وشخصيات غير منضوية في أي منها بما لا يزيد عن أربعين شخصاً للاتفاق على النقاط المشتركة لـ» تحديد مواصفات هيئة الحكم باعتبارها ليست فقط حكومة بالمعنى التقليدي (تمتلك السلطة التنفيذية) بل سلطة انتقالية ذات صلاحيات تتعدى الصلاحيات التنفيذية إلى التشريعية والقضائية للمرحلة الانتقالية»، اضافة الى «إعادة تموضع القوى المسلحة في البلاد على أساس انتمائها للمشروع الديمقراطي والحل السياسي والاتفاق على آليات قابلة للتطبيق تتعلق بدور وهياكل ووظيفة الأجهزة الأمنية في البلاد وإعادة هيكلة وبناء المؤسسة العسكرية».

إخوان الأردن وليبيا وسورية والجزائر: إعلان الإخوان “منظمة إرهابية” قرار ظالم

القاهرة- (د ب أ): أكد الاخوان المسلمون في ليبيا وسورية والأردن والجزائر رفضهم لقرار الحكومة المصرية اعتبار الجماعة منظمة إرهابية ووصفوا القرار بـ(الظالم)، في حين رفضت حركة النهضة في تونس التعقيب وأكد مسؤول بالحزب أنهم “عاكفون على الشأن التونسي فقط”.

ووصف بشير الكبتي المراقب العام لإخوان ليبيا القرار بأنه “ظالم ولا يمت للواقع بصلة”.

وقال الكبتي في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية: “الإخوان كتنظيم وحركة وفكر يرفضون العنف شكلا وموضوعا”، مرجعا القرار لما وصفه بـ”طبيعة الحكم العسكري في مصر”، مستشهدا على ذلك بما “حدث أثناء ثورة تموز/ يوليو عندما انفرد جمال عبد الناصر وخلفاؤه بالسلطة حيث رأوا دائما في تيار الإخوان خطرا عليهم لأنه يرفض الديكتاتورية ويطالب بنظام ديمقراطي يحترم رغبات الشعب”.

وأضاف: “ومع تغييب الصوت الإخواني في السجون، بات يمكن للعسكر والداخلية أن يستغلوا كافة أجهزة الإعلام ليفصلوا ما يشاؤون من تهم ويتهمون بها من شاءوا ويصدرون من القرارات ما يتوافق مع خططهم”، محذرا من أن “تلك الخطط وإن كانت قد أفلحت في الخمسينيات والستينيات ( من القرن العشرين) فإنها لن تفلح في هذا العصر لأن الشعب أصبح أكثر وعيا”.

واستبعد الكبتي أن يتكرر نفس الأمر في ليبيا “لأن إخوان ليبيا ليسوا طرفا مباشرا في الصراع السياسي ولأنه تم التوافق على أن يكون بناء الدولة بمشاركة الجميع″.

أما رياض الشقفة المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية، فقد وصف من “اتخذ القرار بأنه هو الإرهابي، لأنه ثبت عبر التاريخ كله أن الإخوان المسلمين في العالم هو التنظيم المعتدل الذي لا يعمل بالإرهاب، ولكن من قام بالانقلاب على الشرعية في مصر هو الإرهابي”.

وحول أعمال العنف التي اتهم بها الإخوان، قال :”لا معلومات لدي ، ولكن قناعتي أن من اتخذ القرار هو الذي افتعل حادث التفجير ليبرر به اتخاذ القرار”، مشيرا إلى أن “القرار كان مخططا له منذ فترة .. فبعد التفجير بساعات خرج من يقول إن الإخوان هم من وراء الحادث، حتى بدون تحقيقات أو محاكمات، ما يدل على أنه تدبير مكشوف غبي”.

ورأى حمزة منصور، الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، أن “الانقلاب يتخبط وعلى وشك الإفلاس، فهو يحاول أن يفتعل مسرحيات نراها مسرحيات مكشوفة في تاريخ العسكرية المصرية.. حاولوا من خلالها تجريم أكبر حركة شعبية في مصر التزمت بالسلمية على الدوام”.

واستبعد منصور أن يتكرر نفس السيناريو مع إخوان الأردن، وقال: “أعتقد أن النظام في بلادنا أعقل من العسكر في مصر”.

وقال عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم “حمس″، المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين بالجزائر إن القرار “يندرج ضمن الاستراتيجية الانقلابية الدموية ويهدف إلى تبرير المزيد من القتل والقمع كما يهدف إلى اجتثاث الإخوان حتى ينجح الانقلاب أو ترضخ الجماعة وتقبل به، ولكنهم مخطئون لأن هناك قطاعات متعددة في مصر ترفض الانقلاب”.

وأضاف: “القرار يهدف لفك العزلة الدولية عن الانقلاب برفع فزاعة الإخوان كمنظمة إرهابية، والإخوان لديهم تجربة طويلة في مواجهة العدوان والديكتاتورية، وبالتالي فإنهم أدخلوهم إلى ميدان يحسنون اللعب فيه، والأساليب القمعية لم تفلح على مدار التاريخ في أي بلد، خاصة مع انتشار وسائل الإعلام”.

واشنطن ‘ستواصل عملها مع القادة العراقيين’ وتدعو ‘قادة المنطقة’ لمنع تمويل القاعدة

اشتباكات بين الجيش العراقي و’داعش’ قرب الحدود السورية

بغداد – يو بي اي: اشتبكت قوة من الجيش العراقي مع عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، الإثنين، قرب الحدود مع سوريا بغرب العراق، فيما اعلنت الولايات المتحدة ادانتها للهجمات الاخيرة ‘التي نفذتها الدولة الاسلامية في العراق والشام مستهدفة جنودا ومسؤولين منتخبين ومدنيين وقادة عسكريين عراقيين’، بحسب ما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية نقلته السفارة الامريكية في بغداد.

وقال مصدر أمني عراقي امني، إن ‘اشتباكات عنيفة اندلعت بين عناصر ما يسمى (الدولة الإسلامية في العراق والشام.. داعش) وقوات الجيش العراقي بمساندة مروحيات تابعة لطيران الجيش قرب الحدود مع سوريا غرب مدينة الرمادي’.

وأضاف أن حجم الخسائر في صفوف الجانبين لم تعرف بعد.

وعاش العراق الاثنين يوما داميا جديدا شهد مقتل خمسة صحافيين في هجوم شنه ‘انتحاريون’ ضد قناة فضائية، كما قتل ستة عسكريين بينهم اربعة ضباط في هجوم ضد ثكنتهم، وهجمات متفرقة اخرى قتل فيها 11 شخصا،

وفي بيانها قالت الولايات المتحدة ان ‘الدولة الاسلامية في العراق والشام هي فرع من تنظيم القاعدة الذي هو عدو مشترك للولايات المتحدة وجمهورية العراق، ويشكل تهديدا لمنطقة الشرق الاوسط الكبير’. واضاف البيان ‘سنواصل عملنا مع جميع القادة العراقيين من اجل (…) عزل الشبكات المتطرفة العنيفة’.

ودعت وزارة الخارجية الامريكية ‘قادة المنطقة الى اتخاذ التدابير الفعالة لمنع تمويل وتجنيد عناصر في هذه المجموعات، ومن بينها الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، وايقاف تدفق المقاتلين الاجانب الى سوريا حيث يقوم الكثير منهم لاحقا بتنفيذ تفجيرات انتحارية ضد مدنيين أبرياء في العراق’.

وشهد العراق على مدى الايام الماضية عددا من الهجمات الانتحارية التي استهدفت الزوار الشيعة خلال توجههم الى كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) لاحياء ذكرى اربعين الامام الحسين، ثالث الائمة المعصومين لدى الشيعة.

كما شهد العراق في الفترة ذاتها هجمات مكثفة ضد قوات الجيش والشرطة، قتل فيها اكثر من 20 عسكريا وعنصر شرطة، بينهم ضباط كبار.

ويشترك العراق الذي يرفض تسليح القوات المعارضة التي تحارب النظام السوري، حدودا بطول نحو 600 كلم مع سوريا المجاورة، يقع اكثر من نصفها في محافظة الانبار التي تسكنها غالبية سنية وتعتبر احد المعاقل الرئيسية لتنظيم القاعدة.

يشار الى ان مجموعات من العراقيين تقاتل قوات المعارضة السورية في اطار ما تقول انه ‘واجب مقدس′ يشمل الدفاع عن ‘المقدسات الشيعية’ في هذا البلد الذي يشهد نزاعا داميا منذ اذار/مارس 2011.

وبدأ الجيش العراقي عملية واسعة في محافظة الأنبار في وقت هدد فيه نوري المالكي المعتصمين ضده الأحد باستعمال القوة ،وهو ما نفذه أمس حيث اقتحمت قوات عراقية ساحة الاعتصام في سامراء، وشنت حملة اعتقالات في صفوف المعتصمين، وشنت قوات عراقية عمليات واسعة لملاحقة مسلحين في الأنبار.

الجبهة الاسلامية’ تعلن السيطرة على مستودعات أسلحة ومخازن وقود صواريخ ‘سكود

حملة النظام المستمرة على حلب تودي بـ301 قتيل بينهم 87 طفلا و30 امرأة

عواصم ـ وكالات: قتل 300 شخص على الاقل بينهم 87 طفلا، في ثمانية ايام من القصف الجوي الذي يشنه سلاح الطيران السوري على مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في مدينة حلب (شمال) وريفها، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين، فيما دعت وزارة الخارجية الامريكية قادة منطقة الشرق الاوسط الى وقف تمويل وتجنيد عناصر لتنظيمي الدول الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، وايضا وقف تدفق المقاتلين الاجانب الى سوريا.

وترى المعارضة ان هذه الضربات الجوية هدفها كسر معنويات سكان المناطق التي تسيطر عليها، وتأليبهم ضد المقاتلين المعارضين.

واكد مصدر امني سوري الاثنين ان القوات النظامية تلجأ الى الغارات الجوية في محافظة حلب خلال الايام الماضية بسبب النقص في اعداد الجنود على الارض، مشيرا الى ان ارتفاع حصيلة القتلى مرده الى وجود مراكز المقاتلين وسط المناطق السكنية.

وأدى القصف من القوات النظامية الى تدمير احياء بكاملها، بحسب شهود ومصادر طبية.

وأعلنت الجبهة الإسلامية في بيان نشر لها الأحد سيطرتها على أجزاء واسعة من مستودعات التسليح بالقرب من مدينة الضمير، وتحتوي هذه المستودعات على مخازن وقود صواريخ ‘سكود’، كما تعتبر من أهم النقاط العسكرية المسؤولة عن قطع الطريق إلى الغوطة الشرقية.

وقالت الجبهة ان مقاتليها تمكنوا بعد اشتباكات عنيفة بدأت قبل أيام من قتل عشرات من عناصر قوات النظام التي حاولت مؤازرة الجنود داخل المستودعات بإرسال أرتال مدعومة بتغطية جوية انطلقت من مطاري الضمير والناصرية.

واستهدف الثوار، بحسب بيان الجبهة، مقر الرصد والسيطرة المتمركز في منطقة جبل أبو قوس، وتمكنوا من اقتحام مراكز نظامية قريبة من خط الغاز في أقصى القلمون من جهة غوطة دمشق، وهي المنطقة التي يستخدمها النظام طريق إمداد لنقل الميليشيات العراقية عبر الصحراء بالقرب من منطقة أبو الشامات.

و اضطر النظام لاستخدام طائرة شحن لإمداد مطار الضمير بالطعام و الذخيرة بعد قطع الطرق البرية، كما صدرت أوامر بإجلاء عائلات الضباط من مساكن ضمير العسكرية باتجاه بلدة معضمية القلمون عبر طريق جبلي معروف بـ’طريق الشجرة’ بعد اغلاق طريق دمشق الرئيسي من جهة عدرا أيضاً.

وتم رصد نداءات استغاثة لفك الحصار عن مقاتلين وطلب لنقل جرحى دون استجابة من قيادة قوات النظام ما دفع عدداً من الأفراد للفرار ووقع عدد منهم بيد المعارضة المسلحة السورية.

فنانون سوريون شباب يلجأون الى “الكوميديا السوداء” لإحياء الميلاد

أ. ف. ب.

بيروت: عرض فنانون سوريون شباب على شبكة الانترنت اعمالاً خاصة بعيد الميلاد المجيد، الذي يصادف اليوم الاربعاء، لجأوا من خلالها الى “الكوميديا السوداء” لتجسيد العيد، مستوحاة من الظروف المأسويّة التي تشهدها بلادهم الغارقة في نزاع دام.

وعرض الفنان وسام الجزائري لوحة تظهر “بابا نويل” بملابسه الحمراء اللامعة، جالسًا محني الرأس على مقربة من شواهد قبور في مقبرة غطى ارضها الثلج. ويبدو الحزن على الرجل ذي اللحية البيضاء الذي يجسد فرح الاطفال بالميلاد، اذ لم يجد ايًا منهم ليقدم اليهم الهدايا.

وكتب في اسفل اللوحة القاتمة بالانكليزية “بابا نويل واطفال سوريا”.

وفي عمل آخر، جسد فنان يقدم نفسه باسم “أ. وردة”، سحابات ضخمة من الدخان الاسود تتصاعد على شكل شجرة ميلاد عملاقة، من وسط دمار هائل وجموع من الناس في احدى المناطق السورية التي تعرضت للقصف.

 ووضع وردة على رأس الشجرة نجمة صغيرة، بينما حلقت الى جانبها طائرة حربية مقاتلة وهي تلقي قذيفة. وكتب في اعلى هذه الصورة المركبة عبارة “(الرئيس السوري) بشار الاسد يتمنى لكم ميلادًا مجيدًا!”.

واندلعت في سوريا منتصف آذار/مارس 2011 احتجاجات مناهضة للنظام، تحولت بعد أشهر الى نزاع دام مسلح اودى بحياة اكثر من 126 الف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

 كما ادى النزاع الى لجوء قرابة ثلاثة ملايين سوري نصفهم من الاطفال الى دول الجوار، بحسب ارقام الامم المتحدة.

وتحول هذا النمط الساخر المستند الى مآسٍ حقيقية، اسلوب تعبير للعديد من الناشطين السوريين السلميين.

وقدم الشاب صدقي الامام عملاً يصور “بابا نويل” على متن عربته التي تجرها طائرات حربية بدلاً من الغزلان، وهي تعبر سماء تملأها النجوم.

وبدلاً من الهدايا، كان بابا نويل يلقي بالبراميل المتفجرة على الارض، في استعادة لهذه البراميل المحشوة باطنان من مادة “تي ان تي”، والتي تتهم المعارضة ومنظمات غير حكومية النظام باستخدامها في القصف الجوي المتواصل على مناطق في مدينة حلب وريفها (شمال)، في حملة اوقعت اكثر من 400 قتيل بينهم اكثر من 100 طفل خلال عشرة ايام.

ورغم هذه الصور القاتمة، وجد “خوانزيرو” طريقة بسيطة لتجسيد أمل وسط السواد. ورسم على خلفية قاتمة، شجرة ميلاد سوداء علقت عليها وجوه باسمة صفراء اللون.

كما لجأ ناشطون الى الاغاني والموسيقى، ومنها استخدام لحن اغنية “ليلة عيد” الشهيرة التي أدتها فيروز وإرفاقها بكلمات جديدة. ويعود تاريخ هذا العمل الى عامين، الا أن العديد من الناشطين يعيدون بثه كلما حل عيد الميلاد، وهو الثالث منذ اندلاع النزاع السوري.

وتقول الكلمات “ليلة عيد ليلة عيد الليلة ليلة عيد، خوف وناس صوت رصاص عم يرن بعيد”. تضيف “الحرية خلف الباب، وهالشجرة بالدار (في الغرفة)، زرعوها الثوار… نحن مطلبنا الحرية وبدنا (نريد) نظام جديد”.

وأعدّ الاغنية الناشط انس مشمش من حماة وسط سوريا. وقضى هذا الناشط الذي كان يستخدم اسم “موغلي”، اثناء اعتقاله في سجون النظام.

موسكو ترسل قوات خاصة لمحاربة المقاتلين الإسلاميين بسوريا

تنشىء حكومة الشيشان التي تخضع لسيطرة موسكو وحدات خاصة لمحاربة المقاتلين الإسلاميين في سوريا، كي لا يعودوا لتهديد الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي.

القاهرة: تحدثت تقارير عن تشكيل الحكومة الشيشانية وحدات قتالية خاصة، هدفها منع المقاتلين الإسلاميين الشيشان من العودة من سوريا، بسبب تخوف من احتمال شن هجمات إرهابية خلال أولمبياد الألعاب الشتوية التي تستضيفها مدينة سوتشي الروسية في العام المقبل.

 وحدات خاصة

بحسب معلومات صرح بها الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، وتأكدت منها وكالة وورلد نيت دايلي الأميركية من مصادر خاصة بها في لبنان، ستقوم حكومة الشيشان بتدريب تلك الوحدات الخاصة من أجل الذهاب إلى سوريا لملاحقة المقاتلين الإسلاميين الشيشان المشاركين في قتال نظام الرئيس بشار الأسد.

ونوّهت الوكالة في سياق حديثها بأن المقاتلين الشيشان، إلى جانب مقاتلين إسلاميين آخرين من منطقة شمال القوقاز بجنوب روسيا، يرتبطون ارتباطًا وثيقًا بتنظيم القاعدة. وسبق لزعيم هؤلاء المقاتلين دوكو عمروف أن تعهد بمهاجمة دورة الألعاب الأولمبية، وأماكن أخرى بكافة أنحاء روسيا، خلال فترة انعقادها بين 7 و23 شباط  (فبراير) المقبل.

والجدير ذكره أن مكان انعقاد دورة الألعاب الأولمبية يبعد 250 ميلًا فقط عن محافظات شمال القوقاز التي تقطنها أغلبية مسلمة. ويقوم مقاتلون من الشيشان ومناطق أخرى بشمال القوقاز منذ سنوات بشن هجمات داخل المحافظات الجنوبية ضد قوات الأمن الروسية.

 غطاء روسي

يتواجد مقاتلون من شمال القوقاز في سوريا حيث يحصلون على خبرات ميدانية، ربما يعودون بها لمواصلة الهجمات التي يقومون بشنها ضد القوات الروسية، طبقًا لما أفادت به وكالة وورلد نيت دايلي الأميركية.

والتخوف الرئيسي القائم الآن في سوريا هو المعدل الذي يتوافد من خلاله المقاتلون الإسلاميون الأجانب على البلاد في محاولة للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

ويشتهر المقاتلون الشيشان بكونهم من أكثر المقاتلين حدة. وإلى جانب مقاتلين أجانب آخرين، يسعون لتأسيس خلافة إسلامية تطبق الشريعة في سوريا وفي بلدان أخرى. وكشفت مصادر للوكالة عن أن موسكو ربما أرسلت جنوداً مرتزقة تابعين لها لخوض غمار القتال في سوريا، وأن الإعلان المتعلق بالوحدات الشيشانية الخاصة قد يتم استخدامه كغطاء لتدفق المرتزقة الروس.

الحكومة السورية تبرم عقدا ضخما للتنقيب في البحر مع شركة روسية

إعادة تأهيل عدة منشآت اقتصادية على الساحل تثير مخاوف المعارضة من «نيات تقسيمية»

لندن: «الشرق الأوسط»

وقعت الحكومة السورية اتفاقا ضخما مع شركة روسية للتنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية، في عقد يشمل عمليات تنقيب في مساحة 2190 كلم مربعا، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء السورية (سانا) التي قالت إن «وزارة النفط والثروة المعدنية وقعت مع شركة سيوزنفتا غازإيست ميد الروسية عقد عمريت البحري للتنقيب عن البترول وتنميته وإنتاجه في المياه الإقليمية السورية في البلوك رقم 2».

ويتضمن العقد إجراء عمليات المسح والتنقيب عن البترول في المنطقة الممتدة من جنوب شاطئ مدينة طرطوس إلى محاذاة مدينة بانياس وبعمق عن الشاطئ يقدر بـ70 كيلومترا طولا وبمتوسط عرض 30 كيلومترا وبمساحة إجمالية نحو 2190 كيلومترا مربعا. ويمتد العقد، وهو الأول من نوعه للتنقيب عن النفط والغاز في المياه السورية، على مدى 25 سنة، بتمويل من موسكو حليفة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وجرى توقيع العقد البحري للتنقيب عن البترول وتنميته وإنتاجه في المياه الإقليمية السورية، في مبنى وزارة النفط في دمشق بين الحكومة السورية ممثلة بوزير النفط سليمان العباس والمؤسسة العامة للنفط، وشركة سويوز نفتاغاز الروسية. وبموجب العقد تكون الشركة الروسية مسؤولة عن تمويل جميع النفقات اللازمة لتنفيذ فعاليات العقد بمراحلها المتعددة، وستباشر تنفيذ أعمالها فور نفاذ هذا العقد بعد تصديقه بصك قانوني ونشره في الجريدة الرسمية.

وقال وزير النفط السوري سليمان العباس إن هذا العقد يتمتع بأهمية بالغة و«يشكل تحديا كبيرا، ولا سيما في الظروف الحالية التي تمر بها سوريا». وقال في تصريحات للصحافيين إن هذا العقد «سيشجع شركات الدول الصديقة، وخاصة الروسية منها، للقدوم إلى سوريا والقيام باستثمارات ومشاريع في التنقيب عن النفط والغاز في البر والبحر»، موضحا أن جميع الشركات الروسية العاملة في سوريا في مجال النفط والغاز «ما زالت مستمرة في عملها رغم الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد». وأوضح الوزير أن العقد «جاء بعد مفاوضات طويلة دامت عدة أشهر بين المؤسسة العامة للنفط والشركة الروسية أسفرت عن الوصول لهذه الصيغة النهائية التي ترضي الطرفين»، وحول واقع الحقول والمنشآت النفطية في المنطقة الشرقية أوضح وزير النفط أن الحكومة «ما زالت» تدير وتشغل الكثير من الحقول، لافتا إلى «ازدياد عمليات سرقة النفط وتكريره بطرق بدائية وتهريبه إلى تركيا بعد قيام مجلس الاتحاد الأوروبي بشرعنة سرقة النفط السوري».

من جانبه أكد السفير الروسي في دمشق عظمة الله كولمحمدوف أن هذا العقد هو «دليل إضافي على عمق العلاقات الاقتصادية السورية – الروسية وخاصة في مجال النفط والغاز»، لافتا إلى أن هذا العقد يكتسب «أهمية خاصة» لأنه يأتي في هذه الظروف التي تمر بها سوريا.

وفرضت دول غربية داعمة للمعارضة السورية عقوبات اقتصادية ضد دمشق بعضها في مجال النفط. كما باتت الكثير من حقول الإنتاج، لا سيما في شرق البلاد وشمال شرقها، تحت سيطرة المقاتلين المعارضين للنظام.

كما يشار إلى أن النظام السوري يولي عناية خاصة بمناطق الساحل السوري وبإعادة بناء البنى التحتية في تلك المناطق، كما يشجع على نقل المعامل والمنشآت الصناعية إلى مناطق الساحل التي لا تزال تعد من المناطق الآمنة، والتي يتركز فيها العلويون والغالبية الموالية للنظام. وفي هذا السياق ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن المديرية العامة للموانئ انتهت من «إعداد دراسة فنية واقتصادية لمشروع حوض بناء وإصلاح السفن» في موقع عرب الملك شمال مدينة بانياس على الساحل السوري بإشراف وزارة النقل، وقد جرى «تمويل هذه الدراسة من قبل غرفة الملاحة البحرية السورية» وقد جرى التريث في تنفيذ المشروع نتيجة لترتيب أولويات المشاريع المزمعة إقامتها. ويسمح هذا المشروع باستقبال سفن ذات حمولة تصل إلى 3000 طن وبطول يصل إلى 200 متر وقد «تضمنت الدراسة تقييم الأثر البيئي الذي كان مقبولا لقاء ما يحققه المشروع من فوائد اقتصادية واجتماعية، حيث إن المشروع سيؤمن فرص عمل مباشرة لأكثر من 2000 شخص على أن يجري بناء محطة معالجة لمياه الصرف الصحي والمطر لمنطقة المشروع»، بحسب ما نقلته وكالة سانا عن مدير المديرية العامة للموانئ فاطر ياسين عضيمة الذي كشف أنه «حاليا تجري المفاضلة بين عدة خيارات وتصورات عن كيفية استثمار المشروع وكيفية مساهمة الدولة فيه مع الأخذ بعين الاعتبار الفترة الزمنية للإنجاز والمردود الأعلى والعائد المتوقع للدولة».

وفي سياق متصل كشف مدير المناطق الصناعية بوزارة الإدارة المحلية أكرم الحسن عن أن تكلفة تجهيز البنى التحتية للمقاسم ضمن المنطقة الحرة البرية باللاذقية تصل إلى نحو 750 مليونا، بينما تبلغ تكلفة تجهيز البنى لمنطقة التوسع نحو 5.‏2 مليار ليرة سورية. وبين الحسن لنشرة «سانا» الاقتصادية أنه بعد الاطلاع على واقع المنطقة جرى وضع مخطط توجيهي لعدد كبير من المقاسم وإحداث نحو 47 مقسما بمساحة 500 متر مربع للمقسم الواحد، وكذلك الأمر بالنسبة لمنطقة التوسع البالغة مساحتها نحو 100 دونم والتي تضم 109 مقاسم بمساحة تتراوح بين 500 إلى 750 مترا مربعا للمقسم الواحد.

وتتخوف المعارضة من اهتمام النظام بمناطق الساحل لأن لا يكون خطوة نحو تقسيم سوريا وإقامة دولة علوية على الساحل تمتد حتى العاصمة دمشق. ويقول مصدر بارز في المعارضة السورية إنه «يبدو من المفارقة قيام النظام بإعادة تأهيل البنى التحتية الصناعية في مدن الساحل، في الوقت الذي تقوم فيه قوات النظام بشن حملات تدميرية عنيفة على عدة مناطق من البلاد، لا سيما حلب التي تتعرض منذ أسبوع للقصف بالبراميل المتفجرة».

«الجيش الحر» يعلن أحياء بحلب «مناطق عسكرية» والقصف بالبراميل يتمدد إلى ريف حماه

دمشق: المناطق السكنية تحولت إلى «جبهة قتال» تضم مقاتلين عربا وأجانب

بيروت: نذير رضا

بررت دمشق استهداف مدينة حلب بالغارات الجوية أن هذه المناطق تضم مقاتلين عربا وأجانب، فيما تمدد القصف بالبراميل المتفجرة، أمس، إلى محافظة حماه التي أعلن اتحاد تنسيقيات الثورة أن قرية الحويجة التابعة للمحافظة في سهل الغاب، وكفر زيتا، تعرضتا للقصف، بموازاة استمرار الهجوم بالبراميل المتفجرة على حلب وريفها، مما أسفر عن مقتل أكثر من 400 شخص خلال عشرة أيام. وتزامنت تلك التطورات مع تقدم القوات النظامية على أحد مداخل بلدة عدرا العمالية في ريف دمشق، إثر اشتباكات متواصلة مع مقاتلي المعارضة فيها.

وردت وكالة «سانا» على انتقادات واشنطن حول استهداف النظام للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب بالغارات الجوية، معتبرة أن استهداف هذه المناطق أتى بعدما تحولت إلى «جبهة قتال» تضم مقاتلين عربا وأجانب. واعتبرت الوكالة أن البيت الأبيض «تعامى» عن جرائم الإرهابيين (في إشارة إلى مقاتلي المعارضة) وغالبيتهم من أولئك المسلحين الأجانب عندما دان ما سماه «الهجمات الجوية المستمرة من جانب القوات الحكومية السورية.. بلا تمييز في مدينة حلب». وأضافت الوكالة: «إذا كان المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، وصف المناطق التي تتعرض للقصف من قبل القوات الحكومية السورية بأنها «مناطق مدنية» فهذا صحيح بمعنى أنها أحياء سكنية، ولكن السؤال كيف تحولت إلى جبهة قتال يستخدم فيها الطيران، وهل أولئك الذين داخلها هم أصحابها أم أنهم عبارة عن مجموعة من المقاتلين غير السوريين.

وصرح كارني أن بلاده «تدين الهجمات الجوية المستمرة من جانب القوات الحكومية السورية على المدنيين، بما في ذلك استخدام صواريخ (سكود) وبراميل متفجرة بلا تمييز في حلب».

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بارتفاع عدد قتلى البراميل المتفجرة في حلب إلى أكثر من 410 قتلى بينهم 117 طفلا و34 امرأة، و30 مقاتلا معارضا، خلال عشرة أيام.

وكانت القوات الحكومية دفعت بتعزيزات كبيرة إلى حي الشيخ مقصود بالتزامن مع محاولته دخول معاقل المعارضة المسلحة في حي بني زيد والسكن الشبابي بحي الأشرفية. فيما اندلعت مواجهات عنيفة في محيط اللواء 80 بين الجيشين الحر والنظامي، وسمعت أصوات انفجارات قوية هزت شرق المدينة.

وأعلن الجيش السوري الحر وكتائب إسلامية معارضة ومقاتلة في مدينة حلب، بعض الأحياء السكنية «مناطق عسكرية». وأفاد مكتب أخبار سوريا المعارض، بأن مقاتلي المعارضة «وجهوا نداء لسكان كل من أحياء الأعظمية وسيف الدولة والكرة الأرضية وشارع الحديقة في المدينة للابتعاد عن الحواجز والمقرات العسكرية التابعة للجيش النظامي، معتبرا أنها مناطق عسكرية وخطوط اشتباك».

في غضون ذلك، أعلن ناشطون أن القوات النظامية قصفت مناطق في مدينة الزبداني وبلدة مضايا ومحيطها، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية، مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى في مدينة عدرا العمالية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسيطرة القوات النظامية على إحدى مداخل المدينة، فيما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في مخيم خان الشيح.

وتجددت المعارك بين الكتائب الإسلامية التي تسيطر على المدينة وقوات النظام، حيث تحاول الأخيرة استعادة السيطرة عليها منذ نحو أسبوعين، في ظل انقطاع الاتصالات والكهرباء عن المدينة بشكل كامل، ؟ بالتزامن مع قصف عنيف تعرضت له المدينة. وقال ناشطون إن القوات الحكومية استخدمت راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، مما أسفر عن حدوث دمار كبير في الأبنية السكنية.

واتسعت دائرة القتال إلى تخوم عدة، وتحديدا إلى دوما التي تعرضت لقصف جوي وبالمدفعية. وذكر ناشطون أن القوات النظامية شنت غارات على عين ترما ومزارع المليحة.

إلى ذلك، قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين كتائب المعارضة وقوات النظام في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة دمشق. وشهد محورا شارع اليرموك الرئيس وشارع فلسطين أعنف المعارك، استخدم خلاله الطرفان الأسلحة الثقيلة. وتزامن ذلك مع تعرض المخيم لقصف متقطع باستخدام القذائف المدفعية والصاروخية، كما استهدفت القذائف حي القابون.

الائتلاف السوري يرى فرص مشاركته في «جنيف 2» شبه معدومة

رمضان: الهدف من التصعيد العسكري جر المعارضة إلى المؤتمر وهي ضعيفة

بيروت: كارولين عاكوم

حذر «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، من مغبة التغاضي عن مواصلة النظام ارتكاب المجازر بحق المدنيين السوريين، معلنا أن هذا التجاهل لا يشجع أعضاء الائتلاف بالتصويت على قرار الذهاب إلى جنيف 2».

وأكد عضو المكتب السياسي في الائتلاف أحمد رمضان أن حضور «جنيف 2» أو عدمه، هو موضوع أساسي يحظى بمشاورات واسعة في الفترة الأخيرة لا سيما في ظل تصعيد النظام للعمليات العسكرية وخصوصا في حلب، مشيرا إلى أن مشاركة المعارضة لغاية الآن وفي ظل هذه الأوضاع باتت صعبة إن لم تكن معدومة والقرار النهائي بشأنها سيصدر في اجتماع الهيئة العامة في 5 و7 يناير (كانون الثاني) المقبل. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو واضحا أن الهدف من هذا التصعيد وقتل المدنيين بهذه الطريقة العشوائية واستهداف المدارس والأماكن العامة، هي سياسة مدروسة لضرب العملية السياسية القادمة وجعل المعارضة تذهب إلى (جنيف 2) وهي ضعيفة». وسأل رمضان إذا كانت الأمم المتحدة والدول الراعية لـ«جنيف 2» غير قادرة على الضغط على النظام لوقف مجازره، فكيف يمكنها ضمان تنفيذه لما ينتج عن المؤتمر؟، مضيفا: «النظام ليس جادا في التعامل مع (جنيف 2) وهو يملك الضوء الأخضر ولا سيما من روسيا وإيران لمواصلة جرائمه في غياب أي رادع».

ولفت رمضان إلى أن هناك فريقا من الائتلاف يقوم باتصالات موسعة لشرح الواقع السياسي ومصلحة الثورة في ضوء «جنيف 2» وخصوصا مع القوى الثورية في الداخل، موضحا أن قرار المشاركة في المؤتمر سيتخذ بناء على ثلاثة أمور أساسية وهي، تقويم الموقف السياسي الإقليمي والدولي، وتوفر الضمانات الكافية لنجاح العملية السياسية وتشكيل هيئة سياسية من دون الأسد، إضافة إلى مدى التزام النظام بمقررات المؤتمر، مشددا في الوقت عينه على رفض المفاوضات في ظل استمرار الإرهاب والجرائم التي يرتكبها النظام بحق الشعب السوري.

وكشف رمضان، أن رئيس الائتلاف أحمد الجربا أجرى اتصالات عدة مع وزراء خارجية بعض الدول وبعث رسائل إلى أمين عام الجامعة العربية والأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي، محذرا فيها من أن استمرار التصعيد العسكري من دون أي رد فعل أو تحرك دولي يجعل مشاركة الائتلاف في المؤتمر شبه معدومة. وكان الائتلاف قد اعتبر في بيان له، أنه باستمرار الوضع على ما هو عليه وكأن المجتمع الدولي يمنح الرئيس السوري بشار الأسد «رخصة غير مباشرة» تمهيدا لعقد المؤتمر الدولي، وهو بالتالي تجاهلا غير مسبوق لجرائم إبادة جماعية ترتكب بحق مدنيين باستخدام وسائل قتل بدائية، وقوة نارية هائلة ذات أثر عشوائي.

وأشار الائتلاف إلى مراقبته عن كثب التكتيكات العسكرية الخطيرة التي يتبعها النظام في استراتيجية حربه على الشعب السوري، معلنا أن التداعيات الإنسانية والأخلاقية لهذه الحرب ستنعكس على قرارات مصيرية. وذكر بارتكاب النظام وعلى امتداد 11 يوما مجازر البراميل المتفجرة في حلب، وبسلسلة مجازر الذبح بالسكاكين والإعدام بالرصاص وحرق الجثث، ارتكبت في مناطق متفرقة في القلمون بريف دمشق. ورأى الائتلاف أن الكفاح الثوري المسلح سبيل فرضه النظام على الشعب عندما استخدم العنف المفرط في التعاطي مع الثورة، وسيستمر هذا الكفاح طالما استمرت أسبابه.

وفي هذا الإطار، قال الأمين العام للائتلاف الوطني السوري بدر الدين جاموس بأن «الصمت الدولي تجاه المجازر التي يرتكبها نظام الأسد بحق المدنيين في حلب، لا يشجع أعضاء الائتلاف في اجتماع الهيئة العامة القادم، بالتصويت على قرار الذهاب إلى (جنيف 2)»، موضحا: «إلا أن هذا القرار لا يمكن للائتلاف أن يحتكر حق الموافقة عليه، لذا أرسلنا عددا من الأعضاء للتشاور مع الثوار وشرح الاحتمالات المبنية على الذهاب من عدمه». واعتبر جاموس أن عجز المجتمع الدولي عن إيقاف عمليات القتل والتدمير العشوائي في كل المدن السورية، يدعو إلى تساؤل بديهي عن مدى إمكانيته في الضغط على النظام للاتجاه نحو الحل السياسي وتطبيق بنود (جنيف1) ؟».

من جهته رأى عضو الهيئة السياسية في الائتلاف فايز سارة في تصريح له: «إن الأسد لم يتأخر في محاولة تضليل المجتمع الدولي عن أهداف (جنيف 2)، عندما أعلن أن ذهابه إلى المؤتمر ليس لنقل السلطة بل لمحاربة الإرهاب». ووصف سارة «جنيف 2» بـ«بوابة الحل السياسي الذي يسعى نظام الأسد إلى إغلاقه، من خلال قتله العشوائي لأبناء الشعب السوري». وأضاف: «لا بد من إرادة دولية تقف بوجه المجازر العشوائية للنظام إذا كانت جادة في إنجاح (جنيف2)»، معتبرا أنه إن لم ينجح المجتمع الدولي في صناعة بيئة مناسبة لإنجاح المؤتمر لن يكون هناك فرصة حقيقية لعقده.

البراميل المتفجرة تثير الذعر والخوف لدى أبناء حلب وتدفعهم للنزوح نحو لبنان

أمجد توفي بسبب عدم توفر الدواء لإسعافه.. ووالده لن يعود إلى سوريا قبل إسقاط النظام

بيروت: شيرين قباني

«أصبح الموت في حلب حدثا روتينيا، بسبب الأعداد الكبيرة من الضحايا التي تقع يوميا ضحية البراميل المتفجرة وشظاياها، ليتخطى عددها المائة برميل في اليوم».. هكذا يبدأ الناشط الميداني أبو فراس الحلبي وصفه الواقع الذي يعيشه أهالي المنطقة، يتنقلون في الشوارع والأزقة وأعينهم تراقب السماء، تحسبا لأي غارة ممكن أن تشنها طائرات النظام.

تشكل حلب عاصمة اقتصادية نشطة ونقطة استراتيجية مهمة بالنسبة للنظام، وفيها يتمركز العدد الأكبر من المعارضين المسلحين في الجيش الحر الذين يسيطرون على معابر تعتبر حلقة وصل مع تركيا، الأمر الذي يسهل عملية إمدادهم بالسلاح. هكذا يبرر أبو فراس سبب تركيز قوات النظام قصفها على مدينة حلب.

يوثق أبو فراس أعداد الضحايا التي تقع يوميا بالتعاون مع المنظمة السورية لحقوق الإنسان، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «منذ اشتداد القصف أي منذ نحو 10 أيام وثقنا أكثر من 1000 حالة وفاة، عدد كبير منهم بلا هوية وعدا عن ذلك الأشلاء المتناثرة هنا وهناك نتيجة البراميل المتفجرة المحشوة بمواد قاتلة، وآخر المجازر التي ارتكبها نظام الأسد هي مجزرة حي السكري، حيث توفي أكثر من 35 شهيدا». ويضيف متحدثا عن «القصف اللا إنساني»: «تقصف طائرات النظام مدينة حلب عن ارتفاع خمسة كيلو مترات، مما يصعب على المسلحين المعارضين التصدي لها خاصة وأنها تستهدف المكان مرتين متتاليتين، فبعد أن يأتي المسعفون والثوار لإنقاذ المصابين تعود الطائرة الحربية لتقصف مرة أخرى، فالبرميل أصبح يقصف عشوائيا بهدف القتل من أجل القتل».

ويميز أبو فراس بين نوعين من البراميل: «الطيارة الحربية تستوعب حمل 800 كيلو من البراميل المتفجرة فقط، أي ما يعادل تقريبا البرميلين، فحجم الواحد يبدأ من 175 إلى 225 كيلوغراما وصولا إلى 400 كيلوغرام للبرميل الواحد. وهناك براميل تحتوي على مواد متفجرة وأخرى تحتوي على مواد متفجرة وبارود وخردق ومسامير وعملات نقدية وتسمى قنبلة انشطارية وفي حال انفجارها يصل حجم الدمار الذي تخلفه وراءها ليطال أكثر من 300 متر من المساحة وعندما نتحدث عن الدمار يعني أن هذا البرميل بإمكانه إسقاط مبنى سكني متألف من خمسة طوابق وينزل نحو أربعة أبنية أخرى معها».

دفع القصف العشوائي لمدينة حلب عددا كبيرا من سكانها للنزوح نحو تركيا ولبنان هربا من آلات القتل التي لا ترحم. عائلة أبو أمجد هي إحدى العائلات التي استطاعت الهروب من حلب بمساعدة معارضين متمركزين على الحدود، متجهة نحو الأراضي التركية ومنها إلى لبنان وسكنت لدى صديق لها يعمل ناطورا في غرفة صغيرة في إحدى القرى الجنوبية. يروي أبو أمجد قصة نزوحه لـ«الشرق الأوسط»: «دمرت أملاكي، حيث أسكن لم أجد حلا أمامي سوى اللجوء إلى بلد بعيد عن القصف والقتل خاصة وأن الغلاء في مدينتي خنقنا ونعيش على ضوء الشمس وفي الليل نتجمد بردا فلا كهرباء ولامياه والمازوت مفقود».

كان لدى أبو أمجد «العريس الجديد» كما وصفه صديقه، ولد يبلغ من العمر ثلاث سنوات يعاني من مرض مزمن (الربو)، توفي بسبب عدم تمكن والديه من شراء الدواء لإسعافه. تروي والدته معاناة السوري في حلب: «كنا نعيش في الملاجئ لا نخرج إلا للضرورة لتأمين الطعام والدواء. مرت ليال علينا لا نعرف معنى النوم، عندما نسمع صوت الطيران نتحضر معنويا ونتلو الشهادة ونقرأ الآيات القرآنية وندعو الله أن تخطئ القذيفة أو البرميل ملجأنا، الحصار اللا إنساني أفقدني ولدي الصغير، فالطائرات تحاصرنا جوا وتقصف الأفران والمستوصفات وتمنع عنا المساعدات الطبية لتضيق الخناق على المعارضين المسلحين فتجبرهم على الاستسلام، فذهب أمجد ابني ضحية حرب شنها نظام ديكتاتوري. ابني اختنق بسبب عدم توفر الدواء وتوفي على الفور». تقولها بحرقة كبيرة وتضيف صارخة: «لقد تركت البلد ورائي ولا أريد العودة إليه أبدا فليدمر الأسد ما يشاء ويأخذ ما يشاء ولكن عقابه عند الله لكبير».

يقاطعها أبو أمجد قائلا: «عذاب اللجوء في بلاد الغربة أرحم ألف مرة من العيش في بلد أصبح بمثابة مقبرة لأبنائه، ندفن بالأرقام ولا هوية تعرف عنا وكأننا لم نكن».

أبو أمجد عامل بناء أمن له العمل صديقه سمير، الهارب هو أيضا من حمص المدمرة بنسبة تصل إلى 80% على حد قوله. يروي سمير لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل الحصار المفروض على الأحياء والذي يمنع المساعدات الإنسانية من الوصول إليها، فيقول: «كنا نأكل الحشيش كالخبيزة والعدس ونشرب مياه حمراء غير صالحة للشرب وكنا نتناوب الحراسة ليلا حتى لا تغدر بإخواننا رصاصات القناصين وقذائف طائرات الميغ 23. وفي الشهر أخرج مرة عند الضرورة القصوى فقط، وبعناية الله جئت إلى لبنان ولا أريد العودة إلى سوريا إلا بعد إسقاط النظام والتأكد من معاقبة كل مجرم على إجرامه». ويسأل بأسى: «لماذا غيبت حمص إعلاميا ولم تقدم لها المعونات ولا المساعدات ولم تفتح المعابر والقنوات لوصولها؟».

وعن قصف حمص بالبراميل المتفجرة يعلق ساخرا: «تخطت مدينتي مرحلة البراميل منذ فترة طويلة وهي اليوم تتعرض لغارات جوية تشنها طائرات حربية وليس طائرات الهيلوكبتر، يعني من العيار الثقيل».

لاجئون سوريون في الأردن عند حافّة العمر

عمّان، الأردن – “هربنا من الموت الأحمر”، تقول اللاجئة السورية في الأردن مطيعة العبادلي – 80 عاماً. مطيعة التي وصلت الأردن رفقة إبنها محمد (40 عاماً) الذي تصفه بـ”الدرويش”، تعلم بأنها ستقاد الى مخيم الزعتري للّاجئين السوريين (80 كيلومترا شمال عمّان).

فرار الثمانينية من بلادها كان الخيار الأخير بعد أن انتظرت ثلاث سنوات، تصفها بـ”القاسية”. ثلاث سنوات هي الممتدة بين لجوئها مطلع كانون أول/ ديسمبر 2013 وتاريخ اندلاع الثورة السورية في آذار/ مارس 2011.

تقول مطيعة لــNOW مبررةً تركها لبيتها في الغوطة الشرقية واللجوء إلى الأردن: “الحصار، والقصف ليلاً ونهاراً، اضطرانا لأنّ نأكل الحشائش حرصاً على حياتنا، الأطفال ماتوا من الجوع وقلة الأغذية، ولا مفر أمامنا سوى الهرب”.

مطيعة حالها حال عشرات اللاجئين ممن تجاوزت أعمارهم الخمسة وسبعين عاماً، فاللاجئ الثمانيني حسان عواد قطع الحدود الأردنية – السورية مشياً على الأقدام لــ8 ساعات متواصلة برفقة زوجته المُسنة قادمين من مدينة اللجاة السورية.

حسان الذي قُتل أحد أبنائه على يد قوات جيش النظام، كما قال لموقعنا، بدت عليه آثار التعب والقهر، وتساءل “كيف لي بعد هذا العمر أن أترك بلدي وبيتي وأصبح لاجئاً”.

كبار السن من اللاجئين العابرين الحدود غير الشرعية، يعاملون بلطف وإحسان من قبل سماسرة التهريب، فنقلهم إلى الأردن “مجاني”، على عكس عمليات نقل العائلات والتي يرافقها معيل، يقول عواد.

أبو أياد السوري (70 عاماً) يعلم حتى قبل لجوئه إلى الأردن أنه يستبدل بيته في إدلب السورية بخيمة في الزعتري. يقول السبعيني لــNOW: “أعلم أني سأكون لاجئاً، ولكني أتمنى أن تنتهي الأزمة وأعود إلى  بلدي ومنزلي”.

لا توجد إحصائيات رسمية لعدد اللاجئين السوريين في الأردن ممن بلغوا الشيخوخة، غير أن التدفق اليومي للجوء يشهد عبور العديد من كبار السن، وبعضهم فاق عمره الثمانين عاماً.

أكثر من 400 قتيل بالقصف المتواصل لحلب

                                            أوقعت عمليات القصف الجوي التي يشنها الطيران السوري النظامي على مدينة حلب وريفها 401 قتيل خلال عشرة أيام. في غضون ذلك وقع انفجار ضخم قرب مطار دمشق الدولي تلاه انقطاع للكهرباء بمعظم أحياء العاصمة وريفها، في حين سرى اتفاق للهدنة في معضمية الشام المحاصرة قرب دمشق بين  قوات النظام والمعارضة للتمكين من وصول المساعدات الإنسانية.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن من بين القتلى جراء قصف القوات النظامية خلال الأيام الماضية لمدينة حلب وريفها بالبراميل المتفجر 117 طفلا و34 امرأة.

وأمس، تواصل قصف النظام لحلب وريفها، لكنْ بوتيرة أقل من الأيام الماضية، وخلف مزيدا من الضحايا والدمار، حيث تعرض حي السكري فيها وبلدة حريتان في ريفها لغارات جوية خلفت مزيدا من الضحايا والدمار.

كما تعرض حيا الصاخور وجبل بدرو بالمدينة لقصف من الطيران الذي استهدف كذلك بلدتي النقارين وماير وقرية الزيارة في ريف حلب، وفق المرصد.

وتتهم المعارضة ومنظمات غير حكومية النظام الحاكم باستخدام “البراميل المتفجرة” المحشوة بأطنان من مادة “تي أن تي” والتي تلقى من دون نظام توجيه، في استهداف المناطق الخارجة عن سيطرته في حلب.

من جهته، بين مصدر أمني في النظام السوري لوكالة الصحافة الفرنسية أن الطيران يستهدف مراكز لمقاتلي المعارضة، عازيا ارتفاع الحصيلة لوجود هذه المراكز في مناطق سكنية.

انفجار قرب دمشق

وفي دمشق، أفاد ناشطون بوقوع انفجار ضخم بمنطقة قريبة من مطار دمشق الدولي تلاه انقطاع تام للكهرباء في معظم أحياء العاصمة وريفها.

وأوضح مجلس قيادة الثورة في دمشق بأن الانفجار وقع في خط الغاز المغذي لمحطة تشرين الحرارية بمنطقة البيطارية الواقعة قرب المطار، وأسفر عن اشتعال للحرائق بشكل ضخم حيث شوهدت ألسنة اللهب في أغلب أحياء دمشق.

وقال المجلس إن اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقعت بين الجيش الحر وقوات النظام المدعومة بعناصر من “الشبيحة” على أطراف حي القابون بالعاصمة، في حين واصلت طائرات النظام قصفها على أحياء برزة والقابون وجوبر.

كما تعرض مخيم اليرموك والقدم جنوب دمشق لقصف عنيف مع استمرار الاشتباكات في المخيم، مع تواصل حملات دهم في ركن الدين والميدان وانتشار لقوات النظام في منطقة الصالحية.

من ناحية أخرى، قال مراسل الجزيرة إن قوات المعارضة سيطرت على حاجز اللواء 68 في خان الشيح قرب الطريق بين دمشق والقنيطرة، وأفادت أنباء بتوصل قوات النظام ومقاتلي المعارضة إلى هدنة في معضمية الشام جنوب غرب دمشق.

معضمية الشام

وفي معضمية الشام جنوب غرب دمشق، دخلت هدنة بين النظام ومقاتلي المعارضة حيز التنفيذ أمس، وفق ما أفاد مسؤول في المجلس المحلي.

حيث وافق السكان على رفع العلم السوري النظامي على خزانات المياه بالمدينة كبادرة حسن نية، لمدة 72 ساعة، بهدف سماح النظام بدخول مواد غذائية اليوم الخميس.

وأضاف نشطاء أنه وفقا للاتفاق ستسلم الأسلحة الثقيلة إلى القوات النظامية “إذا تمت الأمور على ما يرام خلال الأيام الثلاثة” مضيفين أن الاتفاق يقضي بألا يدخل جيش النظام معضمية الشام التي تبعد ثلاثة كيلومترات عن دمشق.

ويلي تسليم الأسلحة عودة سكان المدينة التي نزحوا عنها، وانسحاب الحواجز العسكرية من مداخل المدينة.

كما أكد مصدر مقرب من النظام حصول الاتفاق، من دون أن يشير إلى سحب الحواجز، بل أشار إلى أن القوات النظامية ستدخل المدينة في وقت لاحق للتأكد من تسليم كل الأسلحة الثقيلة.

وتشير تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن الصراع في سوريا أدى إلى مقتل أكثر من 126 ألف شخص، وتهجير الملايين إلى الدول المجاورة وفي داخل سوريا.

بعد سنة من التجويع.. النظام وثوار المعضمية يعقدون هدنة

برفع علم النظام .. تطبق المدينة الشرط الأهم لفك الحصار عنها

دبي – محمد دغمش

بعد أشهر تكاد تقترب من السنة من التجويع والحصار المتواصل على مدينة المعضمية في ريف دمشق، استطاع النظام السوري والثوار من عقد هدنة في مدينة معضمية الشام بريف دمشق من أجل تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى المدينة بحسب وكالة “الصحافة الفرنسية”.

وتنص الهدنة بين الطرفين على تسليم الجيش الحر في المدينة لأسلحته الثقيلة مقابل عدمِ دخول قوات النظام إليها.

فاتفاق الهدنة ينص على السماح بإدخال الغذاء والمساعدات الطبية إلى المعضمية المحاصرة مقابل تسليم الثوار أسلحتهم الثقيلة ورفع أعلام النظام فوق أبنيتهم.

نصر كما وصفه الإعلام الرسمي يأتي بعد أشهرعجاف شهدتها المدينة حتى نالت شهرة دولية.

عشرات الحواجز العسكرية تطوق المدينة من كافة الجهات وتمنع إدخال أي نوع من أنواع الأغذية إليها فارضة ما وصف بسياسة تجويع ممنهج لمئات العائلات داخلها بالترافق مع قصف مدفعي يومي، وهو ما دفع الأهالي لتناول أوارق الشجر وحيواناتهم الداجنة كالخيول والقطط بعد فتاوى أجازت لهم ذلك للبقاء على قيد الحياة.

جميع محاولات الثوار لفك الحصار فشلت ما أدى لموت عشرات الأطفال بسبب سوء التغذية وأتت صور لم تعهدها منطقة الشرق الأوسط سابقا في مشهد أقرب للمجاعة. زادت المعاناة مع قدوم الشتاء لتكون “اليكسا” ضربة موجعة وسط انعدام وسائل التدفئة.

منظمات دولية عديدة بينها العفو الدولية و”هيومن رايتس ووتش” أصدرت بيانات لا حصر لها تحذر مما تعانيه المعضمية، لكن جميع المحاولات لفتح ممرات إنسانية قوبلت بالطعن من حلفاء الأسد لتبقى الأسرة الدولية مكتفية بالشجب والتنديد.

أشهر والمعضمية على هذا الحال … وهو ما تكرر سابقا وفقا للمنظمات الدولية في مخيم اليرموك وأحياء حمص القديمة وهو أيضا مايجري الآن في الريف الشرقي لدمشق حيث تحاصر عشرات المدن بغية اخضاعها.

اجتماع مغلق لبحث نقل “كيمياوي” سوريا دون فوضى

روسيا والصين وأميركا ومنظمة حظر الكيمياوي سيناقشون ملفات فنية تتعلق بنقل الكيمياوي

موسكو – مازن عباس

أعلن مدير دائرة الأمن ونزع السلاح في وزارة الخارجية الروسية ميخائيل أوليانوف أن اجتماعاً مغلقاً سيعقد الجمعة بين بلاده والصين والولايات المتحدة ومنظمة حظر الكيمياوي، لمناقشة ملفات فنية تتعلق بنقل السلاح الكيمياوي الى خارج الأراضي السورية كي لا تكون هناك فوضى.

ونقلت وكالة “انترفاكس” عن اوليانوف استعداد موسكو وبكين لتأمين عملية تحميل المواد الكيمياوية في السفن، مؤكداً أن مسألة إرسال بعثة أمنية نوقشت مع سوريا، وتم إبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بذلك.

وأشار أوليانوف الى أنه سيكون ضمن الوفد الروسي إلى جانب نائب قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيمياوي والبيولوجي، وممثلي هيئة الأركان العامة، كما من المتوقع أن يشارك في الاجتماع قادة عسكريون من الصين والولايات المتحدة، وممثلون عن منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية عن سوريا.

5 آلاف برميل متفجر أسقطها النظام على المدن السورية

الهيئة الصحية للائتلاف الوطني: 20 ألف قتيل حصيلة البراميل المتفجرة حتى الآن

دبي – رفاه السعد

أعلنت الهيئة الصحية للائتلاف الوطني السوري أن قوات النظام السوري قتلت ما يقارب 20 ألف سوري فيما جرح 100 ألف جراء البراميل المتفجرة التي يلقيها النظام على المدن السورية.

ووفقا للبيان فإن طائرات النظام ألقت 5000 برميل متفجر على المدن والقرى السورية ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى جلُّهم من النساء والأطفال وكبار السن، وتحتوي هذه البراميل على مادة الـ TNT والسماد إضافة إلى بودرة الألومنيوم التي تساعد على رفع درجة الحرارة، وبعض القُصاصات والقطع الحديدية المنوعة.

وبحسب خبراء فإن النظام استخدم خلال فترة شح الذخائر براميل تأتي بحجم اسطوانة الأوكسجين ترمى من الطائرة لكنها لا تندرج تحت أي بند أو نطاق سوى الأسلحة المرتجلة.

استخدم النظام السوري خلال الثورة ما أطلق عليه السوريون بشكل عام البراميل المتفجرة والتي تسقط عشوائيا وتقتل العشرات بل وربما المئات.

أما إذا ألقينا نظرة على النوع الأصلي من البراميل المتفجرة فهي تعرف باسم سلسلة قنابل fab سوفيتية التصميم والصنع.

وهي عبارة عن قنابل طائرات غير موجهة تستخدم الزعانف وحلقة دائرية للتوازن أثناء سقوطها الحر.

ترمى هذه البراميل من الطائرات المروحية والثابتة الجناح ويختلف العدد لكل طائرة فالميغ 21 تحمل أربعة فقط، فيما تحمل الميغ 23 ستة منها، أما سوخوي 22 فتحمل 18 قنبلة منها.

هذه القنابل صممت لتكون قابلة للرمي من ارتفاعات تبدأ من 500 متر وتصل إلى أكثر من 10 كيلو مترات.

القنبلة fab عبارة عن غلاف معدني سميك قد تصل سماكته في بعض الأنواع إلى 100 ملم وبداخله كمية كبيرة من المتفجرات غالبا ما تكون tnt أو أنواع أكثر فاعلية اخرى.

الضرر الذي تسببه هذه القنابل يتراوح حسب وزنها وطبيعة مكان سقوطها، فهي تسبب عند انفجارها موجة ضغط شديد مترافقة بلهب وحرارة عالية، مع كم هائل من الشظايا الناشئة من جسم القنبلة، ومن الأجسام المحيطة بالقنبلة ويتراوح نصف قطر دائرة الخطر بين 7-250 مترا حسب وزن القنبلة.

هذه القنابل هي سلاح غير موجه واستخدامها بطريقة دقيقة غير ممكن عمليا فهي مناسبة فقط لضرب التجمعات السكنية والأرتال العسكرية، وغير مفيدة في استهداف أبنية صغيرة محددة أو أهداف متحركة.

معارضون: جوع بالمعضمية و”داعش” لن تحكم سوريا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قالت المعارضة السورية إن النظام أخل باتفاق كان يقضي بالسماح بإدخال المواد الغذائية إلى بلدة “معضمية الشام” مقابل رفع السكان للعلم السوري، في وقت أكد فيه رئيس الحكومة التي شكلتها المعارضة السورية، أحمد طعمة، إن تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” لا يمكن أن يحكم سوريا.

وقال خالد الصالح، رئيس المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني السوري في بيان له: “ندين استخدام النظام سياسة التجويع الممنهج كوسيلة حرب ضد أبناء الشعب السوري في المناطق المحاصرة عموماً ومعضمية الشام بغوطة دمشق الغربية، ونخشى من أنه أصبح وسيلة حرب مشروعة بنظر نظام الأسد في ظل الصمت الدولي عنه.”

وتابع الصالح بالقول: “لقد أجبر النظام المجرم أهالي المعضمية، رفع العلم الذي يتخذه شعاراً في أعلى نقطة بمدينتهم، مقابل إدخال قوافل إغاثة إنسانية تقيهم الموت جوعاً وبرداً، وهو ما يمثل أشد وسائل أنظمة الاستبداد انحطاطاً. على الرغم من ذلك؛ أفاد أعيان ونشطاء في المدينة بأن قوافل الإغاثة الإنسانية لم تدخل حتى اللحظة بينما يهدد الموت جوعاً وبرداً مئات العائلات.”

من جانبه، قال أحمد طعمة، رئيس الحكومة السورية المؤقتة التي شكلتها المعارضة، إن تمويل وتسليح الجيش الحر “أهم عامل في تشكيل حكومته” مشيداً بمواقف دولة قطر، وذلك في كلمة له خلال لقاء مع الجالية السورية في الدوحة.

ونقلت صحيفة “الشرق” القطرية عن طعمة قوله، في معرض حديثه عن الكتائب والتشكيلات السورية التي تقاتل النظام، أن تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” التابع للقاعدة، والمعروف إعلاميا باسم “داعش” لا يمكن له حكم سوريا بسبب عدم تمتعه “بقبول شعبي جراء أفكاره المخالفة لطبيعة الشعب السوري” منددا بما يقوم به التنظيم من “قطع لخطوط الإمداد والتموين بالنسبة للثوار.”

كتلة داخل الائتلاف السوري لعرقلة جنيف2

مهران عيسى – إسطنبول – سكاي نيوز عربية

قال عضو في الائتلاف السوري طلب عدم الكشف عن هويته لسكاي نيوز عربية إن أعضاء من الهيئة العامة للائتلاف شكلوا كتلة جديدة داخل الهيئة بهدف عرقلة الذهاب إلى جنيف 2.

وأضاف: “يتكون هذا التكتل من ممثلي المجالس المحلية والحراك الثوري وأركان الجيش الحر داخل الائتلاف”.

وأشار المصدر أن سبب رفضهم للذهاب إلى جنيف 2 يتمثل في “الضغوطات الأميركية على الائتلاف وعدم تطبيق بنود جنيف واحد حتى الآن”.

وشدد على أن “استمرار المجازر التي يرتكبها النظام السوري ضد المدنيين الأبرياء” تعد من أهم الأسباب التي تمنعهم من الذهاب.

من جهته، قال سفير الائتلاف الوطني السوري في باريس منذر ماخوس لسكاي نيوز عربية إن الائتلاف سينظر من جديد في مسألة الذهاب إلى جنيف 2، لافتا إلى أنه لم يتم بعد تشكيل أي فريق ليمثل المعارضة في هذا المؤتمر الدولي.

وأوضح أنه ستتم مناقشة المسألة خلال اجتماع الهيئة العامة للائتلاف الذي سيعقد في الخامس والسادس من الشهر المقبل بإسطنبول.

وقال معارضون آخرون إن “المجازر التي يرتكبها النظام حاليا في حلب من خلال إلقاء البراميل المتفجرة على المدنيين لا تشجع الائتلاف على الذهاب لمؤتمر جنيف 2”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى