أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 15 أيار 2012


دمشق تعلن نتائج الانتخابات في ظل تواصل الاشتباكات والاحتجاجات في البلاد

دمشق- ا ف ب – اعلنت السلطات السورية الثلاثاء نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من ايار/مايو، بينما تواصلت الاشتباكات والعمليات العسكرية في انحاء مختلفة من البلاد مع دخول الازمة شهرها الخامس عشر، حاصدة 16 قتيلا.

في هذا الوقت، جددت الامانة العامة للمجلس الوطني السوري المعارض المنعقدة في روما الثلاثاء انتخاب برهان غليون رئيسا للمجلس بأكثرية 21 صوتا مقابل 11 صوتا لعضو المجلس جورج صبرا، بحسب ما افادت مصادر في المجلس وكالة فرانس برس.

في دمشق، قالت اللجنة العليا للانتخابات في سوريا ان نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من ايار/مايو بلغت 51,26 بالمئة من عدد الناخبين الاجمالي البالغ نحو عشرة ملايين.

وتلا رئيس اللجنة خلف العزاوي اسماء الفائزين في الانتخابات بحسب الدوائر من دون ان ان يحدد انتماءهم السياسي، مشيرا الى بينهم 30 امرأة.

ووصف رئيس المركز السوري للدراسات والابحاث القانونية المحامي المعارض انور البني في اتصال مع وكالة فرانس برس الثلاثاء هذه الانتخابات بانها “ميتة قبل ان تولد بسبب المناخ الذي جرت فيه”.

وتوقف مجلس الشعب السوري عن عقد جلسات منذ سنة تقريبا بسبب الاضطرابات القائمة في سوريا والتي اسفرت حتى الآن عن مقتل اكثر من 12 الف شخص. وعمد الرئيس السوري بشار الاسد الى وضع قوانين عدة موضع التنفيذ عبر مراسيم رئاسية، من دون المرور بالبرلمان.

في روما، انتخبت الامانة العامة للمجلس الوطني السوري المعارض الثلاثاء برهان غليون رئيسا للمجلس بأكثرية 21 صوتا مقابل 11 صوتا للمرشح المنافس جورج صبرا، في اول انتخابات تجري بالاقتراع السري في المجلس.

وبحسب مصادر المجلس، فان اعضاء الامانة العامة كلفوا غليون “تنفيذ خطة اصلاح للمجلس خلال الاشهر الثلاثة التي تمتد فيها ولايته”.

وكان غليون اختير رئيسا للمجلس الوطني لدى تأسيسه في تشرين الاول/اكتوبر، وتم التمديد له من المكتب التنفيذي في شباط/فبراير الماضي.

على الارض، تواصلت الاشتباكات والعمليات العسكرية في مناطق مختلفة من سوريا.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل اربعة اشخاص ففي مدينة بانياس الساحلية في انفجار لم تتضح ملابساته.

واتهم ناشطون في المدينة القوات النظامية بالوقوف وراء الانفجار، فيما قالت وكالة الانباء السورية سانا ان “عبوة انفجرت بينما كان ارهابيون يعدونها في احدى الشقق السكنية”.

في ريف دمشق، قتلت طفلة في اطلاق نار عشوائي من عناصر الامن في منطقة شهاب الدين. وقتل رجل برصاص قناص في مدينة دوما. كما قتل فتى على ايدي قوات الامن بعد اعتقاله في مدينة التل، وشاب في قدسيا برصاص الامن.

واشار المرصد الى تنفيذ القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في حي ركن الدين في العاصمة، ومناطق عدة من دوما التي تعد احد معاقل الاحتجاج في الريف الدمشقي.

في دير الزور (شرق)، افادت لجان التنسيق المحلية في بيانات متلاحقة منذ فجر الثلاثاء بتعرض احياء المدينة لاطلاق رصاص كثيف من القوات النظامية وسماع دوي انفجارات في ظل تقدم مدرعات الجيش باتجاه المدينة، فيما سجل خروج تظاهرة صباحا “استنكارا للحملة التي تشنها قوات النظام على المدينة”.

ولاحقا، افاد المرصد بسقوط سبعة قتلى في المدينة بينهم شرطي منشق برصاص القوات النظامية.

في محافظة درعا (جنوب)، قتل شاب في اشتباكات في مدينة داعل، وفقا للمرصد.

وواصلت القوات النظامية قصف مدينة الرستن اليوم، ما ادى الى اصابة عشرات الاشخاص بجروح، بحسب ناشطين في المدينة التي تعد احد معاقل الجيش الحر في ريف حمص (وسط)، وذلك غداة محاولة القوات النظامية اقتحام المدينة وتكبدها خسائر كبيرة على مدخلها الشمالي، وفقا للمرصد السوري.

في ريف ادلب (شمال غرب)، قال عضو المكتب الاعلامي للثورة نور الدين العبدو لفرانس برس ان القوات النظامية اطلقت النار على مشيعي قتيل سقط في ريف حماة.

وافادت لجان التنسيق ان وفدا من المراقبين الدوليين وصل الى مدخل كفرزيتا ووقف عند الحاجز الامني دون دخول المدينة الواقعة في الريف الشمالي الغربي لحماة، والتي شهدت اشتباكات وقصفا مروحيا للقوات النظامية قبل اسابيع.

من جهة اخرى، قالت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” ان “مجموعة ارهابية مسلحة اغتالت اليوم في اطار استهدافها للكفاءات الوطنية العميد نزار الحسين مع سائقه قرب مفرق شنشار على طريق حمص دمشق اثناء توجههما الى عملهما”.

وازاء تواصل اعمال العنف، تحدث وزير الخارجية الفرنسي المنتهية ولايته آلان جوبيه الثلاثاء عن “احتمال اخفاق” مهمة كوفي انان في سوريا، معربا عن امله في ان يتطور الموقف الروسي في نهاية المطاف نحو اتخاذ عقوبات في الامم المتحدة ضد نظام بشار الاسد.

وتساءل جوبيه “هل نستطيع ان نطور موقف روسيا، الحليفة المقربة من سوريا، بالقول لها +لا يمكننا الاستمرار في احصاء 20، 30، 40، 50، 60 قتيلا كل يوم في ظروف غير مقبولة… حتى انه يتم الاجهاز على المصابين في المستشفيات؟”.

من جهة ثانية، ندد المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء ب”الوحشية الشديدة” التي تتعامل بها الاجهزة الامنية السورية مع المعتقلين لديها، وبينهم المفكر الفلسطيني سلامة كيلة الذي تعرض “لتعذيب شديد” قبل ابعاده من سوريا امس الاثنين.

ووزع المرصد صورا لكيلة الذي اعتقل في نهاية نيسان/ابريل، تبدو فيها آثار رضوض قوية وآثار حروق على ذراعي كيلة وساقيه.

النظام السوري يفشل في قمع تظاهرات طلّاب حلب فيغلق جامعتها

عند متابعة ما يجري في سورية منذ حرّك النظام مجنزراته العسكرية باتجاه درعا الى أن اقتحم عسكره جامعة حلب وسكنها الطلّابي تقفز الى الذهن فوراً العبارة الشهيرة لسمير قصير مع اقتراب الذكرى السابعة لتغييبه (عسكر على مين؟)، إذ لم تنجح أربعون سنة ونيّف من العسكرة الممنهجة للمجتمع السوري في إلغاء روح المدنيّة لدى شبابه وطلابه الذين أدخلوا الثورة الى جامعة حلب بتظاهرهم السّلمي في ساحاتها، غير أنّ رد النظام عليهم لم يتمايز عن ردّه العنيف على المتظاهرين في شوارع المدن السّورية.

منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي تشهد جامعة حلب تظاهرات متصاعدة لدعم الثورة استبيح خلالها حرم الجامعة مرّات عدّة من عناصر الأمن لـ «تأنيب الطلاب». توازى ذلك مع إزعاجٍ يومي للطالبات والطلاب من قبل العسكر ابتدءاً بالتفتيش وانتهاءً بالـ «تلطيش» والتدخّل في شؤون لا تمت لحفظ الأمن والنظام بصلة. بيد أنّ ما حدث فجر الخميس الماضي تعدّى كل ما سبقه من عسفٍ واعتقال، اذ تم اقتحام المدينة الجامعية من قبل القوى الأمنية والشبيحة بحجة وجود عناصر من الجيش الحر ومخرّبين ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وطرد الطلاب من السكن الجامعي، ليتبع العمليّة صدور قرار بإغلاق جامعة حلب بجميع فروعها – في سابقة لم تحصل إلا مرة واحدة عام 1980.

ومن التداعيات التي تركها القرار التعسّفي إخلاء السكن الجامعي (المدينة الجامعيّة) انفجار أزمة سكن طالبيّة في حلب يصعب حتى اليوم احتواؤها. وفـــي محاولة لمـــعالجة هذه المشكلة نشـــر الشباب الحلبي على «فايسبوك» أرقام هواتف لأصحاب بيوت جاهزة لاستضافة الطلاب المـــطرودين من السكن الجامعي الذي يعدّ الأكبر على الإطلاق فــي ســـورية كــلها ويؤوي ما يناهز 10 آلاف طالب من مختلف المدن.

الى جانب ذلك اكتظّت صفحات الموقع بالتعليقات السّاخطة، فبينما التزم بعض مؤيدي النظام عدم التعليق، جاءت تعلـيقات بعضهم الآخر مـفاجـئة في مـعارضتها للقـرار، فيما أصّرت قلّة قليلة مـنـهـم على تـحميل الـطـرف الآخـر اللوم بـعبـارات مـن قبـيل «ألم تـريـدوا الإضـراب؟! لماذا التذمرالآن من القرار؟! تفضلوا أضربوا كما تريدون!!» أو «هذا ما كان يجب ان يحدث منذ بداية التظاهرات في الجامعة … الأمن أولاً!».

وكما هي العادة تضاربت القصص والأنباء غداة العملية وفق رواتها، فهناك من تحدث عن إطلاق نار بدأه عناصر في (الجيش الحر) من داخل الحرَم الجامعي بينما وجدها الآخرون ذريعة اتخذتها القوى الأمنية لاقتحام الجامعة. أياً كان الأمر يمكن لمس شبه إجماع ممّن شاهدوا ما حدث على أنّ القوى الأمنية اعتدت على طلاب لم يكن لهم أي نشاط تظاهري حتى، وقام الشبيحة بإلقاء أغراضهم من على شرفات السكن الجامعي وطردهم بطريقة همجية لا تمت لأصول التعامل مع شباب أكادميين بصلة.

الى ذلك بلغ الاستخفاف بعقول السوريين واستغفالهم من قبل النظام وإعلامه حداً لا يوصف، فبعد تأكيد اكثر من جهة محايدة مقتل 4 طلاب على الأقل – أُلقي بأحدهم من الطابق الخامس – خلال العمليّة التي نفذتها القوى الأمنية، قام أطراف مقرّبون من النظام بالترويج لإشاعات عن طالب حاول الهرب بقفزه من على سطح البناء، وعن آخر شاء أن يُصادف موعد انتحاره يوم الاقتحام!

واستدعى إغلاق الجامعة لدى بعض الشباب المترددين في دعم الثورة ممن يسمّون أنفسهم «التيار الثالث» إعادة النظر في موقفهم الهلامي من النظام الحاكم الذي أسقط قناعاً آخر من أقنعته. ولئن تعذّر بأي شكل من الأشكال تبرير كل هذا العنف في التعاطي مع الطلاب المتظاهرين وطرد القاطنين في السّكن الجامعي في مدينةٍ أدّعى النظام أنّها أحد معاقله أخرج فيها ما سماها مسيرات مليونية، فقد كشف النظام مرةً جديدة عن قلقٍ مستديمٍ لديه من وصول الثورة الى المجتمع المدني في حلب التي لطالما شكا أهلها تهميشاً مقصوداً وترييفاً واسعاً لمختلف جوانب الحياة فيها منذ استلام «البعث» السلطة فيما كانت قبل ذلك مركزاً صناعياً وتجارياً مهماً في المنطقة.

واللافت أن حجج الداعمين للنظام السوري تفقد الكثير من دسمها مع مرور الوقت، فبعد تواصل التفجيرات والفلتان الأمني أصبح من غير المجدي التباهي بـ «الأمن الممسوك»، وإثر قمعه للطلاب وإغلاقه جامعة حلب أضحى التغنّي بحداثته وعلمانيّته المزعومتين في مواجهة الجهل والتطرّف أقرب الى المزاح السمج.

ليس على أحدٍ بعد اليوم أن يتكبّد عناء تفنيد التهم الموجّهة الى الثوار المتظاهرين في شوارع المدن السورية، إذ يكفي مشهد مئات الشباب الجامعيين مرميين على قارعة الطريق أمام مبنى السكن الجامعي في حلب ليدرك المرء أن هذا النظام لا يخوض حرباً ضد عصابات مسلّحة او إمارات سلفيّة، بل هي حربه ضد الأمل المتبقي لدى الشباب في غدٍ أفضل.

الصحافيان التركيان يصلان إلى أسطنبول: عشنا في قبو منزل… وهددونا بالقتل

أنقرة – «الحياة»

وصل الصحافيان التركيان، اللذان احتجزا في سورية لأكثر من شهرين، إلى أسطنبول امس، بعد وساطة إيرانية نجحت في إقناع النظام السوري بإطلاقهما.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية أن الصحافيين آدم أوزكوس وحميد كوسكون، وصلا على متن طائرة خاصة أقلتهما من إيران صباح امس، وكان في استقبالهما نائب رئيس الوزراء التركي، بشير أتالاي، الذي قال إنهما شهدا «مأساة إنسانية» خلال فترة احتجازهما التي استمرت 65 في سورية.

وأضاف أتالاي: «نتمنى أن نرى نهاية للعنف في سورية وأن يتوصل السوريون إلى الاستقرار، ونحمد الرب على عودة أوزكوس وكوسكون إلى تركيا».

ونقلت الوكالة عن الصحافيين قولها إنهما اعتقلا من قبل قوات موالية للنظام، واعتقدا في مرحلة معينة أنهما لن يعودا إلى تركيا إلا بعد سنوات طويلة.

وأضافا: «جرى نقلنا إلى قبو منزل، وقاموا بعصب أعيننا ووضع الأصفاد في أيدينا وتوجيه الأسلحة نحونا والتشاور حول ما سيفعلونه بنا، وطرحوا إمكانية قتلنا… لقد ذهبنا لتصوير فيلم وثائقي ولكننا كنا في وثائقي حول مصيرنا الشخصي، فقد تعرضنا خلال الشهرين الماضيين لأمور كثيرة تصل لفيلم أو رواية». كما عبر كوسكون عن سروره بالإفراج عنه قائلاً: «الحرية هي أثمن شيء في الحياة… أسأل الله أن يمنح الحرية لكل الناس الأبرياء».

وقال الصحافي اوزكوس للصحافيين في مطار اتاتورك في اسطنبول: «بعد خطفنا، عشنا 11 يوماً نخاف من الموت». وأضاف عقب وصوله «وضعوا فوهات مسدساتهم على رؤوسنا… وكان ذلك عذاباً».

الا ان اوزكوس الذي يعمل لحساب صحيفة «ملييت» قال «لم نتعرض للتعذيب الجسدي».

وبعد 11 يوماً من احتجازهما في موقع سري، تم تسليمهما الى مجموعة اخرى لم يكشفا تفاصيل عنها، وأمضيا 55 يوماً في زنزانات انفرادية صغيرة حيث كانا ينامان على الارض.

وقال اوزكوس: «عندما لا تكون لديك اية معلومات، يبدأ عقلك في اختراع جميع انواع السيناريوات». وأضاف: «عندما اطلقوا سراحي قلت لنفسي: الله يكتب اجمل السيناريوات».

وقال انه أُجريت انواع عدة من المفاوضات. وأضاف: «ارادوا مبادلتنا مقابل اشياء مختلفة. وبسبب هذه المفاوضات وهذه الاجتماعات استغرقت العملية كل هذا الوقت».

وُقد أسر الصحافي التركي آدم أوزكوس، والمصور حميد كوسكون، في التاسع من آذار (مارس) الماضي، بينما كانا يقومان بمهمة في محافظة إدلب، التي كانت تشهد مواجهات عنيفة بين القوات الموالية للنظام، ومسلحي المعارضة، على ما ذكر والد آدم أوزكوس، الأسبوع الماضي.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية، سلجوق أونال، إنهما «تعرضا للاعتقال من قبل القوات السورية، بينما كانا يقومان بواجباتهما الصحافية، وكان هذا سبب اقتيادهما إلى دمشق».

وفيما تكتم النظام السوري طويلاً على نبأ اعتقال الصحافيين التركيين، فقد ظهرا كل من أوزكوس وكوسكون في تسجيل مصور، تم الكشف عنه اخيراً، وقالت منظمة خيرية تركية، الأسبوع الماضي، إن هذا التسجيل جاء بعد مفاوضات مكثفة مع عدد من المسؤولين في كل من سورية وإيران، أدت إلى تمكن المنظمة من مقابلتهما في دمشق.

ونقل بيان على لسان رسميين في المنظمة الخيرية التركية، أنه ونظراً لحساسية المفاوضات، لن يتم تقديم معلومات إضافية عن الطرف الذي يحتجز الصحافيين، أو عن سبب احتجازهما.

وفي وقت سابق، صرح مصطفى أوزكوس، والد آدم، لشبكة «سي أن أن» الاميركية: «لمدة شهرين لم نكن نعرف حتى ما إذا كانا حيين أو ميتين… وكانت لدينا مخاوف كثيرة وقلق… أما الآن فلقد شعرنا على الأقل بالاطمئنان»، وذلك بعد السماح لنجله بالتحدث هاتفياً مع زوجته.

انتخاب برهان غليون رئيسا للمجلس الوطني المعارض

بيروت- (ا ف ب): انتخبت الامانة العامة للمجلس الوطني السوري المعارض المنعقدة في روما الثلاثاء برهان غليون رئيسا للمجلس بأكثرية 21 صوتا مقابل 11 صوتا لجورج صبرا، بحسب ما افادت مصادر في المجلس وكالة فرانس برس.

وقال مصدر طلب عدم الكشف عن اسمه ان “برهان غليون انتخب اليوم بأكثرية 21 صوتا مقابل 11 صوتا للمرشح المنافس جورج صبرا” في اول انتخابات تجري بالاقتراع السري في المجلس.

وقال مصدر آخر رفض ايضا الكشف عن اسمه ان “غليون كان الاوفر حظا بسبب توجه لدى الكثير من اعضاء الامانة العامة لاختيار شخص غير حزبي لرئاسة المجلس”.

واختير غليون رئيسا للمجلس الوطني لدى تأسيسه في تشرين الاول/ اكتوبر، وجرى التمديد له من قبل المكتب التنفيذي في شباط/ فبراير الماضي. وهي المرة الاولى التي ينتخب اعضاء الامانة العامة رئيس المجلس وليس المكتب التنفيذي. وتستمر هذه الولاية ثلاثة اشهر.

وشددت المصادر على أن اعضاء الامانة العامة كلفوا غليون “بتنفيذ خطة اصلاح للمجلس خلال الاشهر الثلاثة التي تمتد فيها ولايته”.

وغليون استاذ في علم الاجتماع في جامعة السوربون في فرنسا حيث يقيم منذ نحو ثلاثين عاما. وهو معروف باتجاهاته اليسارية القومية العربية. وقد اختير رئيسا للمجلس على اساس قدرته على الجمع بين اطياف المعارضة المتنوعة من اسلامية وليبرالية وقومية ومستقلة.

روسيا تدافع عن ارسال اسلحة للنظام

القوات الامنية تحاول اقتحام الرستن بعد مقتل 23 جنديا

اسرائيل تخشى وصول القاعدة للجولان بعد سقوط الاسد

دمشق ـ بيروت ـ القاهرة ـ وكالات: قال ناشطون إن معارضين سوريين قتلوا 23 جنديا من القوات الحكومية الاثنين فيما تعثرت جهود ايجاد بديل سياسي للرئيس السوري بشار الاسد عندما قالت جماعة معارضة انها ستقاطع محادثات تدعمها دول عربية لتوحيد صفوفها المنقسمة، فيما دافعت روسيا عن ارسال شحنات أسلحة إلى سورية في مواجهة انتقادات غربية الاثنين قائلة إن قوات الحكومة السورية في حاجة للدفاع عن نفسها ضد معارضين يتلقون أسلحة من الخارج.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف إن روسيا لا ترى امكانية تذكر في اجراء حوار بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيها عما قريب، وحث الغرب على بذل مزيد من الجهود لاقناع المعارضة بخوض محادثات.

ودارت المعارك على مشارف بلدة الرستن بعد قصف عنيف من الجيش للبلدة قالت مصادر في المعارضة إنه أسفر عن مقتل تسعة أشخاص مما يوجه ضربة أخرى لوقف لإطلاق النار تدعمه الأمم المتحدة.

تقع الرستن على بعد 180 كيلومترا الى الشمال من دمشق وخرجت المدينة عن نطاق سيطرة الحكومة خلال الانتفاضة المستمرة منذ 14 شهرا تحولت خلالها الاحتجاجات السلمية الى تمرد اتسم بالصبغة الطائفية فيما يتسق مع حملة الاسد العنيفة لسحق الاضطرابات.

وقال أحد أفراد الجيش السوري الحر في البلدة طالبا عدم نشر اسمه في حديث هاتفي لرويترز عبر الأقمار الصناعية ‘تقصف القذائف والصواريخ البلدة منذ الساعة الثالثة صباحا (منتصف الليل بتوقيت غرينتش) بمعدل قذيفة كل دقيقة. دمرت الرستن’.

وذكر ان من بين القتلى أحمد أيوب وهو من قادة الجيش السوري الحر الذي تقاتل قواته القوات الحكومية التي قال انها تشمل وحدات خاصة وأفرادا من المخابرات العسكرية.

وقال ناشطون من المعارضة ان الجنود الثلاثة والعشرين قتلوا اثناء اشتباكات مع ظهور أول ضوء للنهار أعقبه قصف عنيف.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان المعارضين دمروا ثلاث ناقلات جند مدرعة واستولوا على ناقلتي جند وأسروا نحو 15 جنديا.

وقالت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) ان عبد العزيز رشيد الهفل أحد شيوخ عشيرة العكيدات بمحافظة دير الزور المنتجة للنفط اغتيل الاثنين هو وابنه.

من جهة اخرى اعلن مسؤول عسكري اسرائيلي كبير الاثنين ان اسرائيل تراقب عن كثب الاحداث في سورية وتتخوف من وصول مجموعات مثل القاعدة الى هضبة الجولان السورية المحتلة في حال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال المسؤول لوكالة فرانس برس ان مثل هذا الوضع يمكن ان يخلق فراغا امنيا خطيرا مماثلا للوضع في سيناء.

واضاف المسؤول في لواء الشمال الاسرائيلي رافضا الكشف عن اسمه ‘اذا سقط نظام الاسد، فإن التهديد الاكبر هو سيطرة مجموعات مثل القاعدة على الحدود الشمالية، المنطقة العازلة’.

وتتخوف اسرائيل من ان يصبح الوضع في الجولان الهضبة الاستراتيجية مماثلا للوضع في سيناء حيث هناك خلف انعدام الامن انفلات في انشطة المسلحين.

والسنة الماضية تسلل مسلحون عبر الحدود من الاراضي المصرية ونفذوا هجمات في جنوب اسرائيل ادت الى مقتل ثمانية اشخاص.

وحذر المسؤول من ان ‘هذا الامر قد يحصل اذا انهار نظام الاسد’.

وبالنسبة لاسرائيل فإن الازمة المستمرة في سورية تثير مخاوف ايضا من وصول مخزونات دمشق من الاسلحة المتطورة الى ايدي مسلحين، بما يشمل حزب الله الشيعي اللبناني الذي خاضت معه اسرائيل حربا في 2006.

والشهر الماضي قال الميجور جنرال يائير غولان رئيس القيادة العسكرية الاسرائيلية الشمالية ان القلق هو من وصول مخزونات سورية من الاسلحة الاستراتيجية ‘بما يشمل اكبر مخزون في العالم من الاسلحة الكيميائية’ بحسب قوله الى ايدي حزب الله.

واعتبر المسؤول العسكري الاسرائيلي ان سقوط الاسد سيوجه في حال حصوله ضربة قوية لحزب الله.

واضاف ان ‘حزب الله قلق جدا ازاء ما يحصل في سورية لان كل لوجستياته موجودة هناك’.

وتابع ‘اذا سقط نظام الاسد فإنه سيصبح وحيدا في هذه المنطقة ولن يكون لديه حدود مع صديق يمكنه مساعدته ودعمه. انهم قلقون جدا ازاء هذا الامر’، مضيفا ‘لذلك يعمل حزب الله جاهدا لكي يدعم نظام الاسد’.

الى ذلك قال المجلس الوطني السوري انه لن ينضم الى محادثات تتوسط فيها الجامعة العربية من المقرر ان تجري يومي الاربعاء والخميس بهدف معالجة الانقسامات.

وفي وقت لاحق اعلنت الجامعة العربية تأجيل الاجتماع.

وحالت الانقسامات السياسية داخل المجلس الوطني السوري دون حصوله على تأييد دولي كامل. وقال أعضاء تنفيذيون لرويترز انهم قد يختارون رئيسا جديدا او يعيدون هيكلة المجلس من أجل كسب تأييد أوسع نطاقا.

وفي بروكسل قال الاتحاد الاوروبي في بيان انه شدد العقوبات على سورية وجمد أرصدة شركتين قدمتا دعما ماليا لحكومة الاسد وفرض حظرا على سفر ثلاثة اشخاص.

وتصاعد هذا التوتر في اليومين الاخيرين في مدينة طرابلس الساحلية اللبنانية حيث قالت مصادر طبية الاثنين ان معارك ضارية بين العلويين المؤيدين للاسد ومقاتلين سنة خلفت قتيلين و20 جريحا.

وفي طرابلس دارت مساء الاثنين اشتباكات متقطعة بين مسلحين من المسلمين السنة ومن المسلمين العلويين في مدينة طرابلس الساحلية الشمالية استعملت فيها الاسلحة الرشاشة والمتوسطة.

وقالت مصادر امنية ان عدد القتلى الذين سقطوا في تلك الاشتباكات منذ الاحد بلغ 8 والجرحى اكثر من سبعين.

الى ذلك اكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الاثنين ان ‘الثقة’ في جهود المبعوث الدولي والعربي الى سورية كوفي عنان ‘بدأت تتناقص بشكل كبير وبسرعة’.

وقال خلال مؤتمر صحافي في ختام قمة تشاورية لمجلس التعاون الخليجي ان ‘الثقة في جهود عنان بدأت تتناقص بشكل كبير وبسرعة لان القتال ما يزال مستمرا ونزف الدماء كذلك’.

واضاف ان ‘العذر بالقول ان نزف الدم مستمر لكنه اخف، لا يعالج المشكلة في سورية’.

وقال الفيصل ردا على سؤال ان ‘اتهام دول الخليج بالتدخل في سورية باطل والهدف منه ان ننسى تدخلات سورية في لبنان’.

وتساءل ‘ما هو مبرر تدخلاتها في لبنان؟ تريد منه امورا لا يريد ان يقوم بها’ من دون ان يكشف طبيعة هذه الامور.

المراقبون يرون الوضع السوري “مشتتاً جداً

الجيش يهاجم الرستن والجامعة أرجأت اجتماعاً مع المعارضة

و ص ف، رويترز، أ ش أ، ي ب أ

قتل 37 شخصاً بينهم 23 جندياً نظامياً سورياً أمس في أعمال عنف في سوريا تركزت خصوصاً في مدينة الرستن الواقعة في ريف حمص والتي تتعرض لهجوم من الجيش السوري، فيما أقر الاتحاد الاوروبي دفعة جديدة من العقوبات على نظام الرئيس بشار الاسد هي الخامسة عشرة منذ بدء حركة الاحتجاج في سوريا. أما موسكو، فدافعت عن ارسالها السلاح الى دمشق، وقالت إن تنظيم “القاعدة” يقف وراء التفجيرات في سوريا، واضافت انها لا ترى مؤشرات لامكان قيام حوار بين النظام والمعارضة.

وصرح رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا الميجر الجنرال روبرت مود لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي”، بأن المهمة التي يقوم بها المراقبون ليست هي العنصر الوحيد الذي سيغير الوضع القائم في سوريا خلال أيام قليلة أو حتى كثيرة.

ومع ذلك أوضح أن هذه المهمة تعد عاملاً من العوامل المساعدة على تحقيق ذلك وإنهاء الأزمة السورية. وأضاف أن التحدي الأول في هذه المهمة هو استطلاع جميع الجوانب في سوريا لا جانب واحد، ومراقبة التزام الفصائل السورية المختلفة تعهداتها من خلال الأفعال التي تصدر عنها يومياً، مؤكداً أن البعثة على اتصال بالمعارضة السورية. ووصف الوضع الآن داخل سوريا أنه مشتت جداً، إلا أنه أعرب عن اعتقاده بأنه سينتهي قريباً. واعلن ناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون أن إحدى سيارات الامم المتحدة في سوريا اصيبت برصاصة مجهولة المصدر في مدينة حمص لكن أحداً لم يصب.

المعارضة

في غضون ذلك، أصدرت جامعة الدول العربية بياناً جاء فيه انها أجلت اجتماعاً للمعارضة السورية كان مقرراً ان تستضيفه في القاهرة  الاربعاء والخميس، استجابة لطلب من جماعات المعارضة السورية. وأضافت ان التأجيل تم بطلب من “المجلس الوطني السوري” و”هيئة التنسيق الوطنية”.

وفي وقت سابق قال عضو المكتب الإعلامي في “المجلس الوطني السوري” محمد سرميني  لراديو “سوا” الأميركي إنه لم توجه دعوة رسمية إلى المجلس، وان أجندة المؤتمر غير واضحة. وأضاف: “إن المجلس غير ملزم تطبيق بند الحوار في مبادرة (المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية) كوفي أنان، في حين لم تطبق الحكومة السورية أياً من البنود الستة التي تضمنتها مقترحات أنان لحل الأزمة السورية”.

وتسعى الجامعة العربية الى البحث  في سبل توحيد المعارضة السورية التي تعاني تشرذماً في الوقت الحاضر.

ويواصل “المجلس الوطني السوري” اجتماعاته في روما من اجل اختيار قيادة جديدة.

موسكو

■ في موسكو، أبدت وزارة الخارجية الروسية قلقها من تقارير مفادها ان مقاتلين سوريين سيدربون في كوسوفو، وحضت المجتمع الدولي على منع هذا الأمر.

ونقلت وكالة “أنترفاكس” الروسية المستقلة عن بيان للوزارة انه “في الآونة الأخيرة كانت هناك تقارير إعلامية عن اتصالات بين ممثلين للمعارضة السورية وسلطات ما يعرف بكوسوفو. هذا ليس مجرد تبادل للخبرة في تنظيم الحركات الانفصالية تسعى الى قلب أنظمة قائمة، بل هذا تدريب لمقاتلين سوريين في كوسوفو… انهم ينوون استخدام مناطق مشابهة للمناطق السورية” ومن المرجح فتح مراكز تدريب في قواعد سابقة لجيش تحرير كوسوفو.

ورأت ان “هذه  النيات تثير القلق. وهي تسير عكس جهود أنان التي يدعمها المجتمع الدولي. فضلاً عن ذلك، إن تحويل كوسوفو موقعاً دولياً لتدريب المقاتلين من مختلف المجموعات المقاتلة هو عامل خطير لزعزعة الاستقرار وتوسّعه إلى منطقة البلقان… نحن ندعو المنظمات الدولية الموجودة في المقاطعة الى اتخاذ الإجراءات الضرورية لإحباط هذه المخططات”.

«السفير» ترصد أحوال السوريين في محافظاتهم ومدنهم 1

دمشـق بين المـوالاة والمعارضـة تسـاؤلاتها كثـيرة

طارق العبد

لا شيء في دمشق يوحي بوصول رياح الاحتجاجات إليها. الدمشقيون يخرجون للتنزه حتى يوم الجمعة، وما زالوا يمارسون حياتهم وكأنهم في بلاد أخرى. وبرغم التفجيرات التي شهدتها، فإن الأسواق تضج بالزبائن ومقاهي المدينة القديمة ما تزال تحتفي بزوارها. لا صوت لتظاهرات أو عبارات مكتوبة على الجدران مناهضة للسلطة. الازدحام سيد الساحات العامة، وفي إحداها ترك الموالون منصة لهم من اجل مسيراتهم الدورية الداعمة للإصلاح. وفي الساحات أيضاً وعلى الجدران صور ولافتات لمرشحي انتخابات مجلس الشعب تتفق في الشعارات الرنانة، وتتنافس في الألوان والصور في مشهد مثير للاستغراب. هكذا تبدو دمشق في لقطة «Zoom out «.

ولكن ما إن تقترب عدستك من عاصمة الأمويين حتى تكتشف أن دمشق تغرق في بحر ثلث الشعب السوري ممن بات يقطنها، فتعيش على إيقاعهم، وجنون الاقتصاد وتمرد بعض الأحياء وتفجيرات تصيب أحياء أخرى ومحاولات مخنوقة للتظاهر، وفوق هذا كله أزمات معيشية متراكمة. صحيح أن الرصاص لم يصب دمشق كما أصاب غيرها من المدن، ولكن ملامح الأزمة السورية قد وصلتها، فبات هناك سؤال يتردد على لسان أهل الشام، مؤيدين كانوا أم معارضين: إلى أين نحن ذاهبون؟

دمشق اليوم تعزف لحناً خاصاً بها، بين هدوء أحياء أبو رمانة وباب توما والقصاع، وضجيج ساحة السبع بحرات، وبين توتر حي الميدان وكفرسوسة سيمفونية دمشقية، لا يعرفها إلا أهل الشام، الذين لم تغير الاحتجاجات كثيراً من نمط حياتهم.

صحيح أن المدينة تبدو شبه نائمة في وقت مبكر من الليل، لكن عادة «السيران» لم تلغ بعد من قاموسهم، وخاصة يوم الجمعة. ورغم الغلاء الذي ضرب البلاد لا يزال الكثيرون يترددون إلى المقاهي والأسواق يومياً، فلا شيء، وفق بعض أهالي العاصمة، يستدعي الحراك ضد النظام، خصوصاً أن دمشق شهدت في عهد الرئيس بشار الأسد حالة من التحول الاقتصادي والاجتماعي، قلبت معها موازين طبقات الشام، وأفرزت حياة جديدة تآلف معها سريعاً أحفاد يوسف العظمة، واستدعت قدوم عشرات الآلاف من شباب المدن السورية الأخرى للإقامة فيها بحثاً عن فرص عمل أفضل، وهو ما شكل ضغطاً اقتصادياً واجتماعياً، غيّر بدوره في تركيبة سكان دمشق، فبات هناك أعداد كبيرة منهم تفضل السكن في الريف، وتركوا المدينة للقادمين من المحافظات الأخرى، إضافة إلى قرار السلطة توديع الحياة الاشتراكية والانفتاح على اقتصاد السوق، ما فتح الباب أمام مئات الشركات والمصارف والجامعات لتحط رحالها في قلب الفيحاء، وهو ما جر بطبيعة الحال ارتفاعاً غير مسبوق في العقارات، أوصل دمشق، قبل عامين، إلى موقع بين أغلى المدن في العالم.

كل هذه العوامل أبعدت العاصمة عما جرى في باقي المدن السورية، واستمر الحراك في أحياء الميدان وكفرسوسة وركن الدين خجولاً مقارنة بباقي المدن. وحتى ريف دمشق فإن تشييع إحدى الضحايا قد يقلب المعادلة لساعات، وتخرج أعداد كبيرة لتعود الحياة بعدها وكأن شيئاً لم يكن. هذه هي دمشق في حضرة الأزمة السورية.

الزلزال الدمشقي لم يحن بعد

على عكس جميع الثورات العربية، بقيت ساحات دمشق تعيش إيقاعها اليومي أو تحتضن موالي النظام، فيما عجز المعارضون عن احتلال أي من ساحات المدينة. مسألة حملناها إلى عدد من الموالين أو المعارضين، الذين تباينت إجاباتهم وتحليلاتهم.

هكذا اعتبر موظف حكومي أن اكبر تظاهرة للمعارضة لم تتجاوز بضعة آلاف، فيما يحتشد مئات الآلاف، بل الملايين، مع كل مسيرة تأييد. أضف إلى ذلك ترافق أي تظاهرة لهم مع موجة تشدد وميل للتخريب، وشهدت بعيني كيف أمر بعض رجال «التنسيقيات» في كفرسوسة النساء بعدم التظاهر والعودة إلى بيوتهن، وكيف هاجموا في تظاهرة أخرى عناصر الشرطة واعتدوا عليهم، وبعد كل ذلك يصرون على أن ثورتهم سلمية، رغم أن تظاهراتهم لا تنفك تحيي العصابات المسلحة أو ما يسمونه «بالجيش الحر»، وكذلك يؤدون التحية لعرعور، ولا تتوقف لافتاتهم عن المطالبة بحلف شمال الأطلسي (الناتو). لقد دعاهم الرئيس إلى الحوار فرفضوا جميعاً، ثم اقترح عليهم حكومة موسعة ورفضوا أيضاً، ولم يقدموا أي برنامج يقنعنا بالتوجه إليهم، بل هم على الدوام يشتمون الرئيس وأركان السلطة، بل يشتمون حتى بعض المعارضين من صفوفهم، فعن أي ثورة تتحدثون؟ وهم يباركون لأنفسهم ويستهزئون بدماء الأبرياء الذين سقطوا في تفجيرات كفرسوسة والميدان والقصاع، واليوم باتت دمشق تستيقظ على التفجيرات والقنابل الصوتية، فهل هذه هي حريتهم؟

رأي آخر يقوله جامعي شاب، مشيراً إلى أن دمشق مقسمة بطريقة تجعل كل حي محاصر بانتشار أمني، أكثر من كثيف، وهو يفرض علينا القيام بتظاهرات طيارة لمدة دقائق تنفض بسرعة قبل وصول الأمن، وفي بعض الأحيان، ومع تشييع ضحايا القتل، يصبح منزل المستهدف مطوقاً قبل التشييع بساعات، وأحياناً يجبرون الأهل على دفنه قبل الموعد المحدد، وكل هذا لخنق أي تظاهرة قد تحدث، والأسوأ من هذا كله أن كثيراً من أهالي الشام تمر التظاهرات أمام بيوتهم فيتجاهلونها تماماً، هذا إن لم يمارس بعضهم دور المخبر لصالح الأمن، كما فعل بعض الأهالي برجل كان يكتب على جدران احد الأحياء عبارات تدعو لإسقاط النظام. وفي المحصلة يصرون على النأي بنفسهم، ربما لأن حاجز الخوف لديهم لم يكسر بعد.

كلام الجامعي يوافقه فيه زميله الذي لا يترك تظاهرة إلا وينضم لها، بحسب قوله، لكن يخالفه القول في ما يخص النأي بالنفس، معتبراً أن كثيراً من أبناء الشام مستعدون للنزول إلى الساحات والتظاهر حالما تتوفر ضمانات بعدم قمع الناس أو اعتقالهم وضربهم، وربما يحدث ذلك بحضور المراقبين الدوليين مع ازدياد عددهم.

ولدى سؤال الشابين عن الموالين للنظام، يجيب احدهم: قد يحدث كما في العاصمة اليمنية، فيتظاهر الموالون في ساحة والمعارضون في ساحة أخرى. أعتقد أن النظام قد يتساهل مع هذه المسألة لاحقاً فيما لو زادت الضغوط الدولية عليه، فيما يعتبر زميله أن التظاهرات لن تشتد في قلب الشام ما لم تكن محمية بعناصر «الجيش الحر» كما في إدلب وحمص وغيرها من المدن.

في المقابل يعتبر آخر أن حدثاً ما قد يحصل، ويدفع بأهالي الشام إلى الساحات بأعداد ضخمة تضم المعارضين وأصحاب الرأي الحيادي، وربما يكون ذلك بدفع مع أهالي ريف دمشق، فقد ينجح أبناء دوما وحرستا وداريا بالزحف إلى قلب إحدى الساحات واحتلالها، على غرار ميدان التحرير في القاهرة، ولكن ذلك، كما يقول، مرهون بتبدل ما، ربما يكون خطأً كبيراً من النظام أو بوجود أعداد مراقبين دوليين، فجميع الاحتمالات مفتوحة بحسب قول ابن حي المزة.

التيار الثالث: دمشق نموذجاً

بين فريقين يشكلان ابرز علامات الأزمة السورية، موالاة أو معارضة، يبرز في دمشق تيار جديد، ربما أسهم في ولادته بُعد العاصمة عن الأحداث الأمنية. انه التيار الثالث، هؤلاء الذين لا يثقون مطلقاً بالنظام وفي الوقت ذاته يجدون المعارضة تتخبط في أخطائها. وكثيراً ما لقي هذا التيار وأصحابه نقداً من قبل الطرفين المتصارعين المختلفين في كل شيء إلا في مبدأ أن لا مكان للوسط، فإما معنا أو ضدنا.

يقول احد مناصري الوسطية، كما يطلق على نفسه، إنه فقد الأمل في تغيير هذا النظام، وبات من الواضح أن السلطة مريض قد تفشى فيه السرطان لمرحلة لا أمل فيه، وهو ما تثبته أساليب تعاطي النظام مع الأزمة، ولن أقول من الناحية الأمنية بل من الجانب الاقتصادي والاجتماعي، وحتى الإعلامي، فبطريقته هذه خسر الكثير من مناصريه، وفي الوقت ذاته أخفقت المعارضة في تشكيل كيان سياسي واحد، يجمع أبناء الشعب حولها، وبدلاً من استقطاب الأقليات جعلتهم ينفرون منها بسبب التشدد الزائد، وفوق هذا وكله يستمر بعض كوادرها في المتاجرة بدماء الشعب.

وتوضح سيدة أنها قد تتفهم مطالبة أشخاص تحت القصف والدمار بأي شيء يخلصهم من جحيم الموت، ولكنها لا تستطيع تبرير مطالبة معارضين وناشطين بالتدخل العسكري والضربات الجوية والعقوبات الاقتصادية التي ثبت أنها أضرت بالشعب أكثر من النظام.

وتقول السيدة الخمسينية: أتابع الكثير منهم على الشاشات، فلا يقنعني ما يقولون، ويمضون غالبية الوقت في تخوين بعضهم أو بالهجوم على النظام، وماذا بعد؟ لا شيء، والويل ثم الويل لمن ينتقد أي تصرف خطأ فيهم، وخاصة «الجيش الحر»، ولك أن تتابع رأيهم بمعارضين انتقدوا التسلح، كهيثم مناع أو ميشيل كيلو. كل هذه عوامل تدفعني لأخذ موقف الوسط، فلست مع النظام ولم تقنعني المعارضة. نسألها أنت مع من؟ تقول بثقة: أنا مع دمشق.

الفيصل يحذر من التدخل في لبنان .. وطهران تؤكّد أن الأسد لن يسقط

الجامعـة تلغـي اجتمـاع توحيـد المعارضـة السـوريـة

أعلن رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا روبرت مود، أمس، ان «المهمة التي يقوم بها المراقبون ليست العنصر الوحيد الذي سيغير الوضع القائم في سوريا خلال أيام قليلة أو حتى كثيرة»، لكنه أوضح أن «هذه المهمة تعد عاملا من العوامل المساعدة على تحقيق ذلك، وإنهاء الأزمة السورية». وأشار الى ضرورة التزام فصائل المعارضة السورية بتعهداتها من خلال الأفعال اليومية.

وقال مود، في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إن «التحدي الأول في هذه المهمة هو استطلاع جميع الجوانب في سوريا، وليس جانبا واحدا، ومراقبة التزام الفصائل السورية المختلفة بتعهداتها من خلال الأفعال التي تصدر عنها يوميا»، موضحا أن «البعثة على اتصال بالمعارضة السورية». ووصف «الوضع الآن داخل سوريا بأنه مشتت للغاية»، إلا أنه «أعرب عن اعتقاده أنه سينتهي قريبا».

وحذر وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل من ان «الثقة» في جهود المبعوث الدولي والعربي كوفي انان «بدأت تتناقص كثيراً وبسرعة»، ورفض الاتهام السوري لدول الخليج بالتدخل في الازمة السورية، واعتبره مبرراً لتدخل دمشق في لبنان ودفعه الى القيام بأمور لا يريدها، فيما أكد المستشار الأعلى لقائد الثورة الإسلامية في إيران غلام علي حداد عادل، أن «النظام السوري يحظى بدعم شعبي، ولذلك فإنه لن يسقط بتنفيذ عدة تفجيرات».

الى ذلك، انهارت المساعي لعقد الاجتماع الذي كانت الجامعة العربية قد دعت اليه غدا في مقرها في القاهرة في محاولة لتوحيد المعارضة السورية، بعد إعلان المجلس الوطني السوري امس امتناعه عن المشاركة فيه، لأنه يريد إعادة ترتيب أوضاعه الداخلية، بعدما كانت هيئة التنسيق التي تمثل معارضة الداخل قد أعلنت امس الاول رفضها الحضور.

ونقل مراسل «السفير» في بروكسل وسيم إبراهيم عن عدد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تأكيدهم انه «لا بديل» من خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان لحل الأزمة في سوريا. وأقر الوزراء الحزمة الخامسة عشرة من العقوبات، حيث أضافوا ثلاثة أشخاص وكيانين اقتصاديين إلى قائمتهم السوداء.

وردا على سؤال لـ«السفير» قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إن «أنان ديبلوماسي كبير، سنواصل دعمنا له ما دام مستمراً في مهمته، وحاليا هو يعتقد أنها أفضل وسيلة للمضي قدما». واعتبرت أن النتائج «المرجوة» من تطبيق مهمة أنان، تجعل دعمها مسؤولية دولية. وعللت ذلك بالقول «نظرا إلى خطة النقاط الست، فإن تنفيذها سيكون مفيداً، وستحقق فارقاً كبيراً وتقدماً حقيقياً نحو التغيير الذي نعتقد أنه يجب أن يحدث». (تفاصيل صفحة 13)

مراقبون

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسيركي، في نيويورك، «تؤكد بعثة المراقبة الدولية في سوريا أن إحدى عرباتها أصيبت برصاصة أمس (الأول) قرب مدينة حمص». وأضاف «لم يصب أي من أفراد حفظ السلام ولم تحدث أضرار كبيرة. لم يعرف من أطلق النار على أفراد حفظ السلام». وأعلن انه تم حتى الآن نشر 189 مراقبا عسكريا، و61 موظفا مدنيا، تابعين للأمم المتحدة في سوريا.

وذكرت «سانا» أن «وفدا من المراقبين الدوليين زار مدينة دوما بريف دمشق وحيي القصور والخالدية في حمص. كما زار وفد آخر دير الزور، وثالث دوار السباهي والمستشفى الوطني في حماه».

الجامعة العربية والمعارضة

إلى ذلك، فشلت الجامعة العربية مجددا في محاولاتها لتوحيد المعارضة السورية. وأعلنت، في بيان، «تأجيل موعد انعقاد ملتقى المعارضة السورية الذي كان مقررا الأربعاء والخميس إلى موعد يحدد لاحقا، وذلك بعد أن تلقت طلبا بالتأجيل من قبل كل من المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديموقراطي».

وكان مصدر في «المجلس الوطني» قد قال لمراسل «السفير» في باريس محمد بلوط إن المجلس الملتئم في روما قرر عدم المشاركة في اجتماع القاهرة الذي دعت إليه الجامعة العربية لتوحيد المعارضة غدا، لعدم وجود جدول أعمال أو لائحة مشاركين.

وقال العضو في المجلس أحمد رمضان، في روما، حيث يحاول المجلس اختيار قيادة جديدة، إن المجلس لن يتوجه إلى الاجتماع في القاهرة لأن الجامعة العربية لم توجه له الدعوة كهيئة رسمية بل كأفراد.

الفيصل

وقال الفيصل، في مؤتمر صحافي في ختام قمة تشاورية لمجلس التعاون الخليجي في الرياض، إن «الثقة في جهد مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية بدأت تتناقص كثيرا وبسرعة، وذلك لاستمرار القتال. فالقتال ما زال مستمراً، والعنف ما زال مستمراً، ونزف الدماء ما زال مستمراً، إلا أنه قيل إن العنف هبط (أخف)، فهل سنقيم الموضوع أنه إذا قتل 60 شخصاً بدل 80 شخصاً بأن هذا تقدم، ونزف الدم مستمر. والعذر أنه مستمر ولا يتوقف لا يرضي أحداً، ولا يعالج مشكلة السوريين ولا يعالج المذابح التي يواجهونها، ونأمل أن يكون هناك دفعة قوية جديدة لهذا المجهود تؤدي إلى نتائج أكثر إيجابية مما وصلت إليه إلى الآن».

وعن اتهام الإعلام السوري لدول مجلس التعاون الخليجي بالتدخل في الشؤون السورية الداخلية، قال الفيصل «الإعلام السوري، لا أعتقد أن أحداً يستطيع أن يعلق أي أمل بأن يكون يمثل الحقيقة. إذا كان في أوضاع سوريا لا يقول الحقيقة فلا ريب أن يتهم دولاً أخرى، واتهامه لدول الخليج في تدخلها في سوريا اتهام ظالم، وينسى به تدخلات سوريا في دول أخرى مثل لبنان، وهذا ليس مبرراً. وما هو مبرر التدخل السوري في لبنان، وما هو المبرر أن يستخدم لبنان لأداء مهمات هو لا يريد أن يقوم بها. فما بالك إذا أراد أن يقوم بعمل مشين».

طهران

وقال المستشار الأعلى لقائد الثورة الإسلامية في إيران غلام علي حداد عادل، في تصريح لوكالة «مهر»، «لو كان بشار الأسد يتماشى مع سياسات أميركا والكيان الصهيوني، مثلما يفعل بعض زعماء دول الشرق الأوسط، لما وقعت مثل هذه التفجيرات أصلا». واعتبر عادل أن «الهدف من وراء هذه الممارسات الإرهابية في سوريا هو تحطيم سد المقاومة»، لكنه أضاف أن «النظام السوري يحظى بدعم شعبي، ولذلك فإنه لن يسقط بتنفيذ عدة تفجيرات».

وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، في موسكو، أن الوضع في سوريا إذا وصل إلى مرحلة «التوازن» العسكري بين الحكومة والمسلحين فسيكون من الصعب كسره إلا إذا تبنت الدول الغربية والعربية موقفاً أكثر تشدداً من جماعات المعارضة التي ترتبط بها.

وأكد أن المساعدات الخارجية التي تقدم حاليا إلى المعارضين تحتم على روسيا عدم التخلي عن سوريا، ومواصلة إمداد دمشق بأسلحة «دفاعية» معينة.

وأكد رئيس اللجنة العليا للانتخابات في سوريا المستشار خلف الغزاوي انه سيتم اليوم إعلان نتائج انتخابات مجلس الشعب التي أجريت في السابع من أيار الحالي. وأضاف أن «اللجنة تسلمت جميع نتائج الدوائر الانتخابية من الدوائر الفرعية بعد دراسة كل الاعتراضات والبت فيها».

ميدانيات

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، «تكبدت القوات النظامية السورية خسائر فادحة خلال الاشتباكات التي دارت على مداخل مدينة الرستن»، مشيرا إلى مقتل «ما لا يقل عن 23 جنديا من القوات النظامية وجرح العشرات منهم». وأضاف «قتل ثلاثة مقاتلين منشقين نتيجة القصف المستمر من كتيبة الهندسة في القوات النظامية السورية على المدينة». وتابع «قتل 6 أشخاص في حمص وريف درعا ودير الزور».

وذكرت «سانا» ان «مجموعة إرهابية اغتالت العقيد أحمد سلمان معلا في منطقة جوبر بدمشق، واغتالت مجموعة إرهابية الشيخ عبد العزيز رشيد الهفل أحد شيوخ عشيرة العكيدات وولده وسائقه في دير الزور». وأضافت «زار وفد من المراقبين الدوليين موقع جريمة اغتيال الشيخ الهفل مع ابنه وسائقه».

(«السفير»، «سانا»

ا ف ب، ا ب، رويترز)

«جبهة النصرة» تنفي مسؤوليتها عن تفجيري دمشق

نفت مجموعة جبهة النصرة الإسلامية أن تكون قد تبنّت الهجوم المزدوج الذي استهدف دمشق الخميس الماضي وأسفر عن 55 قتيلاً، مؤكدةً في بيان أن الشريط المصور الذي تضمن التبني ونشر عبر موقع «يوتيوب» مفبرك.

وذكر بيان لـ«جبهة النصرة لأهل الشام»، وهي مجموعة لم تكن معروفة حتى اندلاع الأحداث في سوريا قبل 14 شهراً، «لقد نسبت وكالات ومواقع وقنوات هذا العمل إلى جبهة النصرة … مستندة في ذلك إلى مقطع فيديو نشر على اليوتيوب»، مضيفاً إن «هذا المقطع والبيان الذي تضمنه مفبرك، وقد كُذّب على لسان الجبهة».

وأكد البيان أنه «لم يصلنا من القسم العسكري في الجبهة أي تأكيد أو نفي أو معلومة عن العملية المذكورة، وفي حال وصول أي معلومة فسيتم نشرها عبر المنتديات الجهادية الرسمية».

وكان شريط منسوب للمجموعة قد أكد مسؤوليتها عن التفجيرين اللذين وقعا في دمشق الخميس الماضي، كما تضمن بياناً حمل الرقم (4) أكد تنفيذ «عملية عسكرية في دمشق ضد أوكار النظام استهدفت فرع فلسطين وفرع الدوريات الأمنية».

وكانت «جبهة النصرة» قد تبنت في أشرطة فيديو وبيانات منشورة على مواقع إلكترونية إسلامية عمليات تفجير في دمشق وحلب، أبرزها انفجاران استهدفا في 17 آذار/ مارس مركزين أمنيين في دمشق وتسببا بمقتل 27 شخصاً، بحسب السلطات، وانفجار في السادس من كانون الثاني/ يناير في دمشق أدى الى مقتل 26 شخصاً، إضافة إلى انفجار في حي الميدان في دمشق في 27 نيسان/ أبريل أودى بحياة أحد عشر شخصاً، فضلاً عن تفجيرين في حلب في 12 شباط/ فبراير قتل فيهما 28 شخصاً.

(أ ف ب)

حملة مداهمات واسعة في دمشق.. وعودة لتفريق مظاهرات حلب بإطلاق النار

اعتصام وتظاهر داخل قصر العدل للمطالبة بالإفراج عن معتقلين.. وأكثر من 300 خرق لمبادرة أنان

بيروت: «الشرق الأوسط»

بينما جذبت الاشتباكات بين القوات النظامية السورية وعناصر الجيش الحر في الرستن اهتمام جميع المتابعين، تحدثت المعارضة السورية أمس عن حملة مداهمات واسعة تنفذها قوات الأمن السورية في حي القابون في دمشق كما في أكثر من منطقة في ريف دمشق.. بينما أكد ناشطون تنظيم مظاهرة واعتصام أمام قصر العدل، للمطالبة بالإفراج عن عدد من الناشطين المعتقلين في سوريا، كما أكد شهود عيان تعرض مظاهرات خرجت في حلب لإطلاق نار من قبل قوات الأمن.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية السورية بدأت أمس حملة مداهمات واسعة في حي القابون، وقالت «الهيئة العامة للثورة» إن قوات الأمن شنت حملة مداهمات واعتقالات في عرطوز بريف دمشق، بالترافق مع إطلاق نار كثيف وعشوائي.

وأكد ناشطون قيام متظاهرين بالاعتصام أمام قصر العدل بالعاصمة دمشق، وذلك للمطالبة بالإفراج عن الناشطين والمعارضين المعتقلين لدى أجهزة الأمن السورية. كما أعلن المرصد أن مسلحين مجهولين اغتالوا الشيخ عباس اللحام إمام مسجد السيدة رقية وهو من الطائفة الشيعية بإطلاق الرصاص عليه لدى خروجه من المسجد بعد صلاة العشاء ليل الأحد الاثنين. وقالت وكالة الأنباء السورية «سانا» إن مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت الشيخ عبد العزيز رشيد الهفل أحد شيوخ عشيرة العكيدات وولده وسائقه في دير الزور.

ومن دوما، تحدث الناشط أحمد مروة لـ«الشرق الأوسط» عن انتشار كثيف لقوات الأمن في المدينة وسط عمليات دهم وتخريب. وفي بانياس، نفذت قوات الأمن السورية حملة مداهمات واعتقالات في قرية البساتين بريف بانياس والتي تخرج فيها مظاهرات مناهضة للنظام بشكل مستمر، حسب لجان التنسيق المحلية.

وقال المرصد السوري إن مواطنين اثنين قتلا في مدينة القصير بعد 3 أيام من اعتقالهما من قبل القوات النظامية السورية، فيما قتل اثنان آخران في مدينة حمص إثر إطلاق رصاص عشوائي من قبل القوات النظامية السورية. وفي محافظة درعا، أفيد عن مقتل 3 مواطنين في درعا بينهم طفل وذلك إثر إطلاق الرصاص من قبل القوات النظامية خلال اقتحام بلدة الشيخ مسكين.

وعلى الحدود السورية التركية، أصيب 6 نشطاء سوريين بجراح نتيجة انفجار لغم أرضي كانوا يحاولون إزالته وسط ألغام أخرى وضعت على نقاط العبور الحدودية بين سوريا وتركيا، بحسب المرصد السوري.

هذا وأفيد عن مقتل طفل في مدينة القورية بريف دير الزور إثر إطلاق نار من رشاشات ثقيلة من قبل القوات النظامية السورية، التي قال المرصد السوري إنها اعتقلت أكثر من 15 شخصا من أهالي المدينة. ومن إدلب وبالتحديد من جبل الزاوية، تحدث ناشطون عن أن انفجارات عنيفة هزت يوم أمس قرية احسم جراء قصف قوات النظام بالقذائف المدفعية المناطق الجبلية المتاخمة.

إلى ذلك، وزع ناشطون أشرطة فيديو لمظاهرات خرجت صباح يوم أمس أبرزها في بلدة اللطامنة في محافظة حماه، تضامنا مع بلدة التمانعة في المحافظة نفسها التي قتل فيها أول من أمس 5 مواطنين بينهم امرأة وأصيب 18 آخرون بجروح برصاص القوات النظامية التي اقتحمت البلدة. كما أظهر شريط فيديو آخر محلات تجارية مقفلة في اللطامنة، وأشار الناشط أبو غازي الحموي إلى أن هناك «إضرابا عاما في البلدة، نصرة لبلدة التمانعة».

وسارت مظاهرة صباحية في بلدة حيالين في ريف حماه وفي حي بستان القصر في مدينة حلب، بحسب ناشطين. وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن أن قوات النظام فرقت بالقوة مظاهرة خرجت جانب جامع عروة البارقي في حي مساكن هنانو في حلب واعتقلت الكثير من الأشخاص. وقال المصدر نفسه إن جرحى سقطوا جراء إطلاق قوات النظام الرصاص الحي على اعتصام يطالب بالإفراج عن المعتقلين وإيقاف القتل في جامعة دمشق.

أما في نشاط المراقبين الدوليين، فقالت لجان التنسيق إن هؤلاء زاروا بالأمس مدينة الباب في حلب كما تجولوا في مدينة أريحا في إدلب. وأفادت لجان التنسيق بأن الجيش النظامي قصف دوما بالدبابات، وترافق القصف مع انفجارات تهز المدينة مع أصوت إطلاق النار من أسلحة ثقيلة. كما هزت انفجارات بلدتي جسرين وجديدة عرطوز بريف دمشق، وفق نشطاء.

من ناحية أخرى، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بالتعاون مع مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان ما لا يقل عن 332 خرقا لمبادرة المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي أنان.

وشملت الخروقات حوادث لإطلاق نار مباشر على المتظاهرين والقصف المدفعي وعمليات اقتحام من قبل القوات النظامية مما أدى إلى وقوع الكثير من القتلى والجرحى والكثير من الاعتقالات.

وسجل أكبر عدد من الخروقات في حمص وريفها (99 خرقا) ودمشق وريفها (52 خرقا) ومحافظة درعا (50 خرقا) وحماه وريفها (47 خرقا) وحلب وريفها (29 خرقا).

الجيش الحر: عملياتنا دفاعية التزاما بخطة أنان.. ونتأهب للعمليات الهجومية النوعية

مقتل 23 جنديا في الرستن وضابطين في دمشق ودرعا

بيروت: بولا أسطيح

في أول حصيلة من نوعها منذ إعلان النظام السوري والجيش الحر الالتزام بوقف إطلاق النار التزاما بخطة المبعوث العربي والدولي كوفي أنان، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بالأمس عن مقتل ما لا يقل عن 23 جنديا من القوات النظامية في مدينة الرستن في محافظة حمص.

وقال المرصد إن «القوات النظامية السورية تكبدت خسائر فادحة خلال الاشتباكات التي دارت فجر وصباح (أمس) الاثنين على مداخل مدينة الرستن»، مشيرا إلى مقتل «ما لا يقل عن 23 جنديا من القوات النظامية وجرح العشرات منهم». وأوضح المرصد «تدمير 3 ناقلات جند مدرعة والاستيلاء على اثنتين منها وأسر جنود من القوات النظامية». وكان المرصد أفاد عن اشتباكات عنيفة منذ الفجر على مداخل مدينة الرستن بين مقاتلين منشقين والقوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ أشهر.

وأعلن المقدم المظلي المنشق خالد الحمود تبني الجيش الحر لهذه العملية، مشددا على أنها تندرج في إطار العمليات الدفاعية لا الهجومية، شارحا لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل العملية، حيث قال: «قامت كتائب من الفرقة الرابعة كما فوج 41 إنزال جوي بمؤازرة دبابات شيلكا وأسلحة ثقيلة بمحاولة اقتحام مدينة الرستن، وتصدت لهم عناصر من الجيش الحر فأردت 23 من القوات النظامية، فيما استشهد الملازم الأول أحمد إبراهيم أيوب من الجيش الحر و8 مدنيين كانوا يتصدون لعملية الاقتحام».

وأوضح الحمود أن «أعدادا كبيرة من ضباط الجيش الحر تتمركز في الرستن حيث تمكنت من تشكيل قيادة عسكرية نظامية فاعلة على اتصال بقيادة الجيش الحر في تركيا، وتقوم بعمليات نوعية في إطار صدها لهجمات قوات النظام»، وأضاف: «بالأمس أيضا وقع اشتباك بين الجيش الحر والقوات النظامية في بلدة تمانعة في جبل الزاوية، وقد شنت عناصر منشقة وبالتزامن عملية على أحد الحواجز في ريف دمشق لتخفيف الضغط عن تمانعة».

وفيما شدد الحمود على أن عمليات الجيش الحر تبقى حتى الساعة دفاعية التزاما بخطة أنان، أكد أن الجيش الحر يتحضر لعمليات هجومية نوعية في المرحلة المقبلة.

وفيما غيبت وكالة الأنباء السورية «سانا» عملية الرستن عن أخبارها، أفادت بأن «مجموعات إرهابية اغتالت صباح يوم أمس العقيد أحمد سلمان معلا في منطقة جوبر في دمشق»، موضحة أن «المجموعة الإرهابية المكونة من 5 أفراد فتحت النار على العقيد معلا أمام منزله في جوبر، وذلك أثناء ذهابه لعمله ما أدى إلى استشهاده، ثم لاذت بالفرار».

كما تحدثت الوكالة نفسها عن أن «مجموعة إرهابية مسلحة تستقل سيارتي كيا وفان استهدفت بنيران أسلحتها الرشاشة المقدم بفرع الأمن الجنائي قيس ساروت عند خروجه من صالون حلاقة خلف بناء مجلس المدينة في منطقة المحطة في درعا البلد، ما أدى إلى استشهاده على الفور، فيما عثر على جثة سائقه ضياء الشوفي – الذي اختطفه الإرهابيون – بعد إصابته لدى محاولته مقاومة الإرهابيين في شارع السويدان في المدينة».

بدورها أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن أن الاشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة في ريف درعا أدت إلى مقتل 4 عناصر من القوات النظامية على حاجز في بلدة الحارة. هذا وقالت لجان التنسيق إن «اشتباكات عنيفة اندلعت في مدينة القورية بدير الزور شرق البلاد بين الجيشين النظامي والحر»، لافتة إلى أن «نحو 10 مجندين انشقوا من حاجز مدينة القورية وانضموا إلى الجيش السوري الحر».

مجموعات جهادية غير معروفة تدخل على خط النزاع في سوريا

خبراء: لا مصلحة للثوار في التفجيرات

لندن: «الشرق الأوسط»

يرى خبراء أن النزاع السوري يساهم في بروز مجموعات إسلامية متشددة تتبنى اعتداءات دامية، وتنطلق في عملياتها من تلقاء ذاتها أو بإيعاز من النظام بهدف تشويه صورة المعارضة.

ويقول الخبير في شؤون العالم العربي والإسلامي ماتيو غيدار، الذي يتخذ من فرنسا مقرا: «تنظيم القاعدة غير موجود في سوريا. إلا أن هناك بعض المجموعات الجهادية التي تعتمد أسلوب عمل تنظيم القاعدة المتطرف». ويضيف غيدار لوكالة الصحافة الفرنسية: «المعروف أن أعضاء هذه المجموعات سوريون وليسوا أجانب، وأن عددهم قليل جدا، وأن أحدا لا يعرفهم حتى الآن، لا (القاعدة) ولا المتمردون في سوريا».

وتبادل النظام والمعارضة الاتهامات بالوقوف وراء انفجارين وقعا في دمشق في 10 مايو (أيار) الجاري، واللذين تبنتهما «جبهة النصرة»؛ وهي مجموعة إسلامية لم تكن معروفة قبل أحداث سوريا. كما تبنت هذه المجموعة انفجارات أخرى سابقة في دمشق ومناطق أخرى. ويرجح الخبير في شؤون الشرق الأوسط جوشوا لانديس «ظهور مجموعات متطرفة بشكل مطرد»، كلما غرقت الأزمة في الفوضى والتعقيد.

ويقول غيدار، الذي وضع كتبا ودراسات عدة حول «القاعدة»، إن منفذي هذه الاعتداءات، مهما كانت هويتهم، «يوقعون عملياتهم باسم (القاعدة)، حيث إن الاعتداءات المتزامنة مع أحداث معينة تطبع هذا التنظيم»، الذي أسسه أسامة بن لادن والذي يعمل على شكل خلايا سرية لا تعرف بعضها.

وتذكر التفجيرات الدموية – التي تقول السلطات السورية إنها من تنفيذ انتحاريين – بالاعتداءات التي أدمت العراق والتي تبنتها مجموعات مرتبطة بتنظيم القاعدة. إلا أنه في غياب أي دليل أو معلومة أكيدة، يشير غيدار إلى احتمالين: «إما أنها مجموعات تشبه (شباب الصومال) تسعى للحصول على اعتراف بها كأحد مكونات تنظيم القاعدة، وإما أنها مجموعات يتم دفعها إلى تنفيذ اعتداءات بهدف محدد؛ هو نسبة هذه الاعتداءات إلى (القاعدة)».. مرجحا صدقية الاحتمال الثاني.

ويرى الخبراء أن انتشار الفوضى في سوريا يخدم بالدرجة الأولى النظام السوري. ويقول غيدار «هذا الغموض يصب في خانة النظام وحده، والذي ينتهج منذ أكثر من عام سياسة تقوم على الدمج بين الإرهابيين والمناهضين له».

ولا تقر السلطات السورية بوجود حركة احتجاج، بل تتحدث عن «مؤامرة» مدعومة من الخارج، تنفذها «مجموعات إرهابية مسلحة» تعيث فسادا وتخريبا في البلاد. واعتبرت روسيا، حليفة النظام السوري، أمس أن «القاعدة» ومجموعات متحالفة معها تقف «وراء الاعتداءات» التي وقعت في الأيام الماضية في سوريا. حيث قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف لصحافيين: «بالنسبة لنا من الواضح جدا أن مجموعات إرهابية تقف وراء ذلك.. (القاعدة) وتلك المجموعات التي تعمل مع (القاعدة)».

وبحسب تقرير لمجموعة الأزمات الدولية (إنترناشيونال كرايزيس غروب)، فإن هذه الاعتداءات أداة في يد النظام «ليشوه صورة أعدائه.. ويزيد من تحفظات الغرب على التورط في نزاع يغرق في الفوضى».

ويقول مدير مركز بروكينغز للأبحاث في الدوحة سلمان شيخ: «بشار الأسد قال: (إذا تحديتم سلطتي ستحصل فوضى)»، ويبدو أن نبوءته تتحقق. لقد أوجد النظام هذا الجو من اللااستقرار عبر اعتماد الحل الأمني. ويشير إلى أن المعارضين «يناضلون ويجدون صعوبة بالغة للحصول على الذخيرة ولتهريب السلاح الخفيف ووسائل الاتصال عبر الحدود»، بينما التفجيرات تحتاج إلى أطنان من المتفجرات يصعب الحصول عليها. ويضيف شيخ أن عمليات التفجير تنفذ «بأسلوب متطور»، يدل على أن مجموعة مثل «جبهة النصرة» لا يمكن أن تعمل من دون مساعدة «قوى محترفة».

وتتهم المعارضة النظام بإنشاء هذه المجموعات من أجل الإساءة إلى حركة الاحتجاج السلمية.. واتخذت الانتفاضة الشعبية السورية طابعا عسكريا متصاعدا مع حملة القمع العنيف التي قامت بها السلطات ثم توسع حركة الانشقاق في صفوف الجيش السوري، ثم مع بدء القوات النظامية عمليات قصف واقتحامات عسكرية لعدد من المناطق التي يتجمع فيها المنشقون، إلى جانب التفجيرات المتنقلة.

ويقول غيدار «لا يمكن أن يستفيد الثوار من هذه الاعتداءات، ولا مصلحة لهم في أن تلصق بهم صفة (القاعدة)». ويشير إلى أن المعارضة السورية رفضت «تدخل» مسؤول تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في الشؤون السورية يوم أعلن دعمه للثورة. ويرى المحللون أنه لا علاقة بين تنظيم القاعدة وتيار الإخوان المسلمين، الذي نما بشكل سري في سوريا بسبب القمع الذي تعرض له على مدى السنين. ويقول شيخ: «إنهما كالزيت والماء.. لا يمكن أن يتم مزجهما».

مستشار خامنئي: لسنا قلقين على نظام الأسد.. والتفجيرات لن تسقطه

اتهم «حلفاء» أميركا وإسرائيل بتنفيذ هجمات دمشق

طهران – لندن: «الشرق الأوسط»

جددت طهران أمس دعمها نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة الثورة التي تشهدها البلاد والتي تدعو إلى الإطاحة بالنظام. وقال أحد أبرز وأكبر مستشاري المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي إن نظام الأسد «يحظى بدعم شعبي ولن يسقط بعدة تفجيرات»، متهما حلفاء للولايات المتحدة وإسرائيل بالتخطيط للهجمات الدامية التي شهدتها العاصمة السورية الخميس الماضي والتي سقط فيها عشرات القتلى والجرحى.

وقال غلام علي حداد عادل، مستشار خامنئي والمرشح الأبرز لمنصب رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) خلفا لعلي لاريجاني، حول الانفجارين اللذين وقعا مؤخرا في دمشق: «أرى أن وقوع مثل هذه التفجيرات في سوريا، إنما هو رد فعل لحلفاء أميركا والكيان الصهيوني تجاه مقاومة بشار الأسد في مواجهة أميركا والقوى الاستكبارية»، وأضاف: «لو كان بشار الأسد، يتماشى مع سياسات أميركا والكيان الصهيوني، مثلما يفعل بعض زعماء دول منطقة الشرق الأوسط، لما وقعت مثل هذه التفجيرات أصلا».

واعتبر حداد عادل، وهو أيضا صهر خامنئي، أن «الهدف من وراء هذه الممارسات الإرهابية في سوريا هو تحطيم سد المقاومة»، وأضاف: «بعون الله، فإن الشعب والنظام السوري يتحليان باليقظة»، وزعم أنه «غير قلق أبدا على النظام السوري»، بحسب وكالة «مهر» الإيرانية شبه الرسمية. وتابع أن «النظام السوري يحظى بدعم شعبي، ولذلك فإنه لن يسقط بتنفيذ عدة تفجيرات».

وأرجع مستشار خامنئي الموقف الغربي المندد بالقمع في سوريا والضغوط التي تمارسها وسائل الإعلام «الاستعمارية والاستكبارية» على النظام السوري، بحسب تعبيره، إلى «قرب» سوريا من الجمهورية الإسلامية «لأن سوريا وإيران تواجهان جنبا إلى الجنب، الكيان الصهيوني الغاصب».

وشهدت دمشق صباح الخميس الماضي تفجيرين، اعتبرا من أشد التفجيرات التي وقعت منذ اندلاع الأزمة في سوريا، مما أسفر عن سقوط 55 قتيلا وإصابة 372 آخرين. وقد خلف أحد التفجيرين الذي نفذ بواسطة شاحنة قيل إنها كانت تحمل طنا واحدا من المتفجرات، حفرة بعمق 10 أمتار، قرب مركز أمني في تقاطع القزاز الواقع بمنطقة مكتظة بالسكان.

أبرز قوى المعارضة السورية تعلن عدم مشاركتها في مؤتمر القاهرة

الجامعة العربية: وجهنا الدعوة للجميع * مرزا: انتخابات المجلس الوطني قد تؤجل

القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة بيروت: كارولين عاكوم

بينما تعقد الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري مؤتمرا في روما لمناقشة أمور عدة منها توحيد رؤية المعارضة وإعادة هيكلة المجلس، ومن ثم انتخاب رئيس جديد للمجلس بعد انتهاء ولاية برهان غليون، أعلن المجلس الوطني السوري أمس عدم مشاركته في مؤتمر القاهرة الذي يعقد تحت إشراف جامعة الدول العربية في 16 مايو (أيار) الحالي، وذلك بعد يوم من إعلان هيئة التنسيق الوطنية السورية عدم مشاركتها.

وقال المجلس الوطني في بيان أصدره أمس إن موقفه نابع من تجاهل دعوته كـ«ممثل شرعي عن الشعب السوري»، إضافة إلى تصريحات الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، حول أن الهدف من اللقاء هو تشكيل وفد من المعارضة السورية للمشاركة في الحوار المنتظر مع ممثلي النظام، وهو ما يتعارض مع توجهات المجلس التي تؤكد عدم التفاوض مع النظام قبل الانتقال إلى نظام حكم ديمقراطي، والتزامه بتعهداته.

لكن المجلس أكد في بيانه أيضا أن «الجامعة العربية ستظل شريكا رئيسيا للمجلس الوطني، وأن المجلس سيستمر في الوفاء بالتزاماته تجاه المجتمع الدولي، وتجمع (أصدقاء سوريا). ولن يتردد في المشاركة في أي مؤتمر للمعارضة السورية تتوفر فيه الشروط الأساسية للنجاح».

وأوضح الدكتور وائل مرزا، أمين سر الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، أسباب عدم المشاركة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كنا قد اتفقنا مع أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، على استراتيجية معينة لعقد هذا المؤتمر، لكننا نفاجأ بعدم تطبيقها، ولم يتم تقديم الدعوة بشكل رسمي إلى المجلس وإنما بشكل فردي، والأخطر من ذلك أن العربي استبق نتائج المؤتمر وأعلن أنه سيتم تشكيل وفد بعد انعقاد المؤتمر ليتولى مهمة الحوار مع النظام، وهذا ما نرفضه»، موضحا أنه «لا نرفض الحوار لمجرد الرفض، لكن ما نطلبه هو عملية سياسية متكاملة تبدأ من الحكومة الانتقالية وتنحي الرئيس بشار الأسد، لكن ما قام به العربي هو اختزال هذه المطالب في أمر واحد وهو الحوار».

كذلك، أعلن عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري جورج صبرا، أن المجلس قرر مقاطعة اجتماعات الجامعة العربية في القاهرة بشأن توحيد المعارضة، لافتا إلى أن الدعوات التي وجهت لعدد من أعضاء المجلس الوطني كانت شخصية، مشيرا إلى أن المجلس الوطني لا يمكنه أن يحضر أي لقاء للمعارضة إلا بصفته كممثل شرعي للشعب السوري كما أقر ذلك مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري».

من جهته، أكد رئيس هيئة التنسيق الوطنية هيثم مناع، أن الهيئة لن تشارك بالمؤتمر الذي ستعقده المعارضة السورية في العاصمة المصرية القاهرة تحت إشراف جامعة الدول العربية. وقال مناع، لـ«يونايتد برس إنترناشونال»: «إن الدعوة للمؤتمر وجهت للأطراف المعارضة في العاشر من هذا الشهر، وهي دعوة متعجلة من الأمين العام نبيل العربي لا يعرف من تسلمها ومن هي الجهات الداعية ومن هم المدعوون وما هو عددهم، وكيف تقرر دعوة أشخاص من دون غيرهم وعلى أي أساس، وما هي أسس تنظيم اللقاء، وأين هي مشاريع الأوراق الخاصة به».

في المقابل، أكد المجلس الوطني الكردي مشاركته في مؤتمر القاهرة، وأعلن عبد الحميد درويش، رئيس الوفد المفاوض عن المجلس الكردي، أنهم أجروا لقاءات عدة في القاهرة مع شخصيات معارضة، وفي تصريح له لوكالة «كردستان للأنباء»، اعتبر أن الأكراد يعولون كثيرا على هذا المؤتمر الذي وصلت إليهم الدعوة لحضوره للمرة الأولى بشكل رسمي، وطلب منهم إعداد ورقة بمطالبهم لمناقشتها.

من جهتها، قالت مصادر الجامعة العربية أمس، إن الدعوة التي وجهتها للمعارضة السورية تشمل المجلس الوطني المعارض وهيئة التنسيق الوطنية والمنبر السوري والمنبر الديمقراطي، وبعض الأطياف والتكتلات الموجودة في الشارع السوري، وتيار العمل الوطني الديمقراطي، وعددا من التنظيمات المختلفة. واعلنت الجامعة في وقت لاحق تأجيل المؤتمر «بناء على طلب» المشاركين. وحول توجيه الدعوة بشكل فردي لأعضاء المجلس، أوضحت المصادر أن الجامعة وجهت الدعوة لكل الأطياف السورية، سواء كمنظمات أو كأفراد، وأنها تأمل حضور جميع الأطراف الاجتماع، وصولا إلى خطوات تسهم في وقف نزيف الدم السوري.

لكن الدكتور وليد البني، عضو المجلس الوطني السوري، من جهة أخرى قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذا الاجتماع لا علاقة له بخطة كوفي أنان التي لم ينفذ منها شيء، وإنما ترجمة لقرارات وزراء الخارجية العرب والتي انطلقت منذ سبعة أشهر لدعم المعارضة السورية وتوحيد صفوفها للحديث بلغة واحدة لإنقاذ سوريا من الدمار والقتل والوحشية التي يمارسها النظام ضد شعبه»، وتابع البني قائلا: «في رأيي لا يوجد أي مبرر لعدم المشاركة في اجتماع الجامعة العربية المقبل.. وهي دعوة لأن يتحاور الجميع، ومن لا يشارك فعليه أن يتحمل ذلك».

وفي سياق ذي صلة، كانت معلومات قد ترددت عن احتمال انتخاب عضو المجلس الوطني جورج صبرا رئيسا جديدا للمجلس الوطني السوري، في حين أن الرئيس الحالي برهان غليون، الذي يتولى الرئاسة منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعدما أعيد انتخابه في فبراير (شباط) الماضي، لم يستبعد احتمال عدم التجديد له أو انتخاب شخصية أخرى.

وفي هذا الإطار، لفت الدكتور وائل مرزا، أمين سر الأمانة العامة للمجلس، إلى إمكانية تأجيل الانتخابات ما بين أسبوع أو عشرة أيام، إلى حين الوصول إلى رؤية إصلاحية جديدة شاملة.. نافيا أن يكون هناك خلافات تعوق أو تؤجل هذه الانتخابات، قائلا «لا أضعها في خانة الخلافات، إنما هو حوار معمق حول أفضل السبل لاختيار الرئيس وإعادة هيكلة المجلس الوطني للوصول إلى الأهداف التي انطلقت من أجلها الثورة السورية».

وفي حين لفت مرزا إلى أن المطلوب من المرشحين للرئاسة أن يتقدموا ببرامج انتخابية أشار إلى أنه قد تمت الموافقة خلال اجتماع الأمانة العامة بالمجلس الوطني في روما، على توصيات المكتب التنفيذي، وهي انضمام عضو المجلس جورج صبرا إلى الأمانة العامة، بحيث يصبح قادرا على الترشح للرئاسة.

الصحافي التركي المحرر: السلطات السورية كانت تظنني جاسوسا وتسأل عن سبب تمسك أنقرة بالإفراج عني

قال إن سجون إسرائيل تعد 5 نجوم بالمقارنة بوضعه في سوريا

لندن: «الشرق الأوسط»

قال الصحافي التركي الذي ظل محتجزا في سوريا لنحو شهرين قبل أن يتم الإفراج عنه منذ يومين إنه تم استجوابه تفصيليا وبشكل مكثف من قبل السلطات السورية بينما كان معصوب العينين.. موضحا أن السلطات كانت تشكك في كونه «جاسوسا»، وتساءلت عن سبب إصرار أنقرة الشديد على إخلاء سبيله.

وقال آدم أوزكوس، وهو صحافي بصحيفة «ماليت» التركية، لوكالة أنباء «أسوشييتد برس» الأميركية إن الشتائم كانت تنهال على القادة الأتراك طوال مدة التحقيق معه، وبينها اتهامات بعمالتهم لصالح الولايات المتحدة الأميركية و«خيانة سوريا».

وكان أوزكوس وزميله المصور حميد كوسكون قد اعتُبرا مفقودين داخل الأراضي السورية منذ مطلع مارس (آذار) الماضي بشمال محافظة إدلب، قبل أن يتم نقلهما إلى أحد سجون دمشق في مروحية.

وقال أوزكوس إن مسؤولا إيرانيا زارهما في السجن (قبل الإفراج عنهما بيوم)، ووعدهما بالإفراج عنهما في اليوم التالي. وأشار إلى أنهما نقلا في اليوم التالي بالفعل إلى المطار حيث تم تسليمهما إلى مسؤولين إيرانيين، واستقلا طائرة تجارية إلى طهران.. قبل أن يتوجها إلى تركيا على طائرة خاصة أرسلتها الحكومة التركية.

وأكد مسؤول في السفارة الإيرانية بأنقرة، طالبا عدم ذكر اسمه، أن طهران قامت بدور الوسيط في العملية من أجل الإفراج عن الصحافيين، موضحا أن المعارضة السورية أفرجت بدورها مؤخرا عن اثنين من الإيرانيين.. لكنه أصر على أن الحادثين منفصلان تماما.

ويقول أوزكوس إنه كان على متن سفينة المساعدات التركية المتجهة إلى غزة في عام 2010، وإنه تعرض للاحتجاز مع ناشطين آخرين على متن السفينة من قبل القوات الإسرائيلية ووضع في السجن هناك، حتى تم إخلاء سبيلهم. وقال أوزكوس إن السجون الإسرائيلية – مقارنة بوضعه في سوريا – كانت «5 نجوم»، حيث كان ينام على أرضية خرسانية ويسمع في بعض الأحيان أناسا يصرخون ألما وحزنا في سجنه السوري.

ويشير أوزكوس إلى أن أسئلة المحققين والضباط السوريين كانت من قبيل: «لماذا تهتم تركيا كثيرا بكما؟ من أنتما؟ هل أنتما من المخابرات التركية؟»، موضحا أن الحراس كثيرا ما سخروا منه قائلين: «دعنا نرَ ما إذا كان بولات أليمدار سيأتي لإنقاذك».

وبولات أليمدار هو شخصية تخيلية ضمن أحداث مسلسل «وادي الذئاب التركي»، الذي يصور التجاوزات التي يرتكبها الجنود الإسرائيليون تجاه الفلسطينيين، بينما أليمدار هو البطل المحوري، ولديه قدرات تمزج ما بين شخصيات مثل جيمس بوند ورامبو في السينما العالمية.

غليون: النظام السوري لجأ للإرهاب

رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون

روما – سكاي نيوز عربية

قال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون الثلاثاء إن المجلس يسعى لحشد مزيد من الدعم الدولي للشعب السوري.

وأكد غليون في مقابلة مع سكاي نيوز عربية أن المجلس يسعى لتوفير كل الشروط لإنجاح خطة المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي أنان.

وذكر رئيس غليون أن المجلس لم يرفض الذهاب إلى القاهرة للمشاركة في مؤتمر يجمع أطياف المعارضة السورية كافة، إلا أنه اعتبر أن الجامعة تسرعت في الدعوة إلى مثل هذا المؤتمر، معلنا رفضه طريقة الجامعة العربية لتوحيد صفوف المعارضة، إلا قال إنه لم يتم إغلاق الأفق أمام اختلاف وجهات النظر.

وقال رئيس المجلس الوطني السوري إن النظام السوري لن يتخلى عن الحل الأمني، مشيرا إلى أن النظام لجأ إلى استخدام سلاح الإرهاب بارتكابه تفجيرات في مختلف المدن لإثارة الرعب بين الناس.

تأتي تصريحات غليون بعد إعادة المجلس انتخابه الثلاثاء رئيساً له، وذلك خلال اجتماع للمجلس في روما بأكثرية 21 صوتاً مقابل 11 صوتاً لجورج صبرا، وفقاً لوكالة فرانس برس.

وقال مصدر، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن “برهان غليون انتخب اليوم بأكثرية 21 صوتاً مقابل 11 صوتاً للمرشح المنافس جورج صبرا” في أول انتخابات تجرى بالاقتراع السري في المجلس.

وقال مصدر آخر، رفض كذلك الكشف عن اسمه، إن “غليون كان الأوفر حظاً بسبب توجه لدى الكثير من أعضاء الأمانة العامة لاختيار شخص غير حزبي لرئاسة المجلس”.

وهي المرة الأولى التي ينتخب أعضاء الأمانة العامة رئيس المجلس وليس المكتب التنفيذي.

ويأتي انتخاب غليون، الأكاديمي المقيم في العاصمة الفرنسية باريس، مخالفاً للتوقعات التي أشارت إلى أن هناك إصراراً على عدم التجديد له.

كذلك صرح غليون، الذي ترأس المجلس لفترتين ماضيتين، بأنه لا يستبعد احتمال عدم التجديد له وانتخاب شخصية أخرى للمجلس الذى يعد أبرز هيئة معارضة للنظام السوري.

وكان زعماء المعارضة السورية في الخارج قد توافدوا على العاصمة الإيطالية روما لعقد اجتماعهم، واتخاذ قرار بشأن زعامة المجلس الوطني السوري.

وكان قد تم تعيين غليون رئيسا للمجلس الوطني الانتقالي السوري في أغسطس 2011، ثم انتخب رئيسا للمجلس الوطني السوري الذي تشكل في أكتوبر من العام نفسه.

جدير بالذكر أنه يتم انتخاب رئيس جديد للمجلس الوطني السوري كل ثلاثة أشهر.

22 قتيلا في سوريا وقصف الرستن

أبوظبي ـ سكاي نيوز عربية

ارتفع عدد شهداء سوريا حتى اللحظة إلى 22، منهم 7 في دير الزور و4 في مناطق التل والقلمون وقدسيا ودوما بريف دمشق، و3 في كل من حماه وبانياس وأدلب، وواحد في داعل بمحافظة درعا وحمص.

وأفادت لجان التنسيق بوقوع حملات دهم واعتقال منذ الصباح الباكر في أحياء مختلفة من دوما بريف دمشق.

كما وقع قصف عشوائي على مناطق وادي سبنة ووادي درة ورنكوس منذ الصباح الباكر.

وحسب نفس المصادر قامت قوات أمنية بتخريب ممتلكات خاصة، وتحطيم زجاج سيارات مدنية في حي الجبيلة بدير الزور.

كما وقع انفجاران في المدينة، في وقت تحركت مدرعات عسكرية باتجاهها.

وأفادت لجان التنسيق المحلية أن قوات الأمن تحاصر كلية الهندسة المدنية بجامعة الرقة بأعداد كبيرة بعد المظاهرة الحاشدة التي خرجت في الكلية.

من ناحية ثانية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقراً له، أن مدينة الرستن بمحافظة حمص تتعرض “حالياً” لقصف عنيف من قبل القوات الحكومية السورية.

غير أن المرصد لم يذكر أي تفاصيل أخرى.

المعلم لبعثة المراقبين: “لن نتخلى عن الردّ على المسلحين

السعودية تنبّه إلى “تناقص الثقة” بخطة أنان.. والنظام السوري يرى أنه دخل “المرحلة الأشرس”

في ضوء استمرار أعمال العنف والقصف على أكثر من محور داخلي في سوريا، دون أن تتمكن خطة المبعوث الأممي العربي كوفي أنان من وضع حد لسيل الدماء السورية، وهو ما ما بدا جليًا خلال الساعات الأخيرة خصوصًا في مدينة الرستن بحمص حيث استخدمت وحدات النظام، على مرأى من أنان ومراقبيه، كافة أنواع الأسلحة الرشاشة والمدفعية في محاولة اقتحام المدينة وإعادة إخضاع عناصر الجيش المنشقين.. برز تحذير المملكة العربية السعودية المجتمع الدولي من أن “الثقة في الجهد الذي يبذله أنان بدأت تتناقص بشكل كبير وبسرعة”، حسبما أعلن وزير الخارجية سعود الفيصل في ختام قمة دول مجلس التعاون الخليجي، متسائلاً ردًا على ما يقال من أنّ وتيرة العنف خفّت في ظل وجود المراقبين: “إذا قُتل 60 بدلاً من 80 شخصًا هل هذا يعتبر تقدّمًا؟”.

الفيصل الذي قلل من أهمية ما يشيعه الإعلام السوري عن تدخّل خليجي في أزمة سوريا، باعتباره إعلامًا “فاقدًا للمصداقية”، ذكّر في المقابل بأنّ النظام السوري الذي يوجّه عبر إعلامه هكذا “اتهامات ظالمة” لدول الخليج العربي “هو نفسه يتناسى تدخلات سوريا بشؤون دول أخرى مثل لبنان الذي يستخدمه النظام السوري لأداء مهام لا يريد أن يقوم بها بنفسه”.

في غضون ذلك، وإذ أعلن الاتحاد الأوروبي تبنيه “عقوبات جديدة ضد النظام السوري”، وأوضح دبلوماسيون في بروكسل لوكالة الصحافة الفرنسية أنّ “الاتحاد قرر تجميد أرصدة مؤسستين وثلاثة أشخاص يُعتبرون بمعظمهم من مصادر تمويل نظام الرئيس بشار الأسد”.. لفت الإنتباه في الوقت الذي تتعاظم فيه القناعة لدى الأوساط الشعبية العربية بأنّ المراوحة الغربية في مقاربة الملف السوري مردّها إلى ضغط تمارسه إسرائيل على المجتمع الدولي لمنع أي تصعيد يؤدي إلى سقوط النظام السوري، لفت الإنتباه في هذا السياق ما نقلته وكالة “فرانس برس” عن مسؤول عسكري إسرائيلي في لواء الشمال إشارته إلى أنّ “إسرائيل تراقب عن كثب الأحداث في سوريا من منطلق تخوّفها من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد ووصول مجموعات مثل “القاعدة” إلى هضبة الجولان” السورية المحتلة منذ أكثر من أربعين سنة، موضحًا أنّ سقوط الأسد “قد يخلق فراغًا أمنيًا خطيرًا” على إسرائيل في الجولان “مماثلاً للوضع في سيناء” بمصر.

وفي سياق آخر، جددت طهران دعمها النظام السوري ورفضها “أي تدخل خارجي” لحل الأزمة في سوريا، مشددةً على لسان وزير خارجيتها على أكبر صالحي على أنّ الحل الوحيد لهذه الأزمة “يكمن في إيجاد صيغة توافقية بين كل الأطراف في سوريا”.

وفي هذا الإطار، نقل مصدر وثيق الصلة بالقيادة السورية لـ”NOW Lebanon” فحوى احتماع عُقد يوم الجمعة قبل الفائت في وزارة الخارجية السورية مع وفد المراقبين الدوليين، وتخلله “حديث واضح وصريح، طالب خلاله الطرف السوري الوفد بالضغط على الأطراف الأخرى في سوريا للقيام بما عليها في سبيل إنجاح خطة كوفي أنان”، وأضاف: “المسوؤلون السوريون نبهوا المراقبين الدوليين إلى أنّ مهمتهم أمام تحد كبير وعليهم التحرك السريع إذا كانوا يريدون وقف العنف والشروع بحوار سياسي، وإلا فإنّ الدولة مصممة على أن تستكمل خطواتها الميدانية لأنها غير مستعدة لأن تسمح للمسلحين بالسيطرة على أي من المناطق التي ينسحب منها الجيش”، وفي السياق، نقل المصدر وثيق الصلة بالقيادة السورية عن وزير الخارجية وليد المعلم قوله لبعثة المراقبين برئاسة الجنرال روبرت مود: “نحن لن نتخلى عن حق الرد على المسلحين بينما نرى أنهم يسيطرون على أماكن انسحاب الجيش، وهذا لا نعتبره استكمالاً للعنف بل هو بمثابة رد على الاعتداء على سيادة الدولة”.

المصدر الذي لفت إلى أنّ “روسيا تكثف جهودها لخلق إطار للحوار السوري”، أشار في المقابل إلى أنّ “القيادة السورية ترى أنّها “دخلت مرحلة هي “الأشرس” في معركتها”، وأضاف موضحًا أنّ هذه المرحلة تقوم على “تسعير المواجهات الأمنية الداخلية، بالتزامن مع تشديد الخناق الإقتصادي على الدولة السورية بمقابل تقديم أميركا ودول أخرى الدعم للجماعات المسلحة لتنفيذ عمليات إرهابية ضد النظام”.

دمشق: 51% نسبة المشاركة بالانتخابات

إعادة انتخاب غليون رئيسا للوطني السوري

أعاد المجلس الوطني السوري المعارض انتخاب برهان غليون رئيسا له، في وقت دعا فيه رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي المعارضة السورية إلى توحيد مواقفها. وفي دمشق أُعلنت النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية التي جرت في البلاد بنسبة مشاركة بلغت نحو 51%.

وقال مصدر طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية إن غليون انتخب اليوم بأكثرية 21 صوتا مقابل 11 صوتا للمرشح المنافس جورج صبرا في أول انتخابات تجرى بالاقتراع السري في المجلس وتستمر هذه الولاية ثلاثة أشهر.

وقال مصدر آخر إن غليون كان الأوفر حظا بسبب توجه لدى الكثير من أعضاء الأمانة العامة لاختيار شخص غير حزبي لرئاسة المجلس.

واختير غليون رئيسا للمجلس الوطني لدى تأسيسه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وجرى التمديد له من قبل المكتب التنفيذي في فبراير/شباط السابق.

وهي المرة الأولى التي ينتخب أعضاء الأمانة العامة رئيس المجلس وليس المكتب التنفيذي.

وشددت المصادر على أن أعضاء الأمانة العامة كلفوا غليون “بتنفيذ خطة إصلاح للمجلس خلال الأشهر الثلاثة التي تمتد فيها ولايته”.

وغليون أستاذ في علم الاجتماع في جامعة السوربون في فرنسا حيث يقيم منذ نحو ثلاثين عاما. وهو معروف باتجاهاته اليسارية القومية العربية.

وقد اختير رئيسا للمجلس على أساس قدرته على الجمع بين أطياف المعارضة المتنوعة من إسلامية وليبرالية وقومية ومستقلة، إلا أنه تعرض لانتقادات لعدم اتصاله بالمعارضة داخل سوريا وفشله في توحيد المجلس الوطني السوري.

“وحدة المعارضة

يأتي ذلك في وقت دعا فيه رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي أطياف المعارضة السورية إلى توحيد مواقفها والارتفاع فوق الخلافات الجانبية التي لن يستفيد منها سوى النظام بالعمل على شق وحدة صفوفها والاستمرار في أعمال القتل المتزايد لأبناء الشعب السوري الذي “يستبسل في الدفاع عن حريته وكرامته والتي سينالها مهما طال الزمن”.

وطالب الدقباسي جامعة الدول العربية والأمم المتحدة بالعمل على تحريك دعوى قضائية عاجلة أمام المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة أركان النظام السوري المتسببين في “جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب ضد الشعب السوري”.

وكانت جامعة الدول العربية أرجأت مؤتمر المعارضة السورية الذي كان مقررا عقده في مقر الجامعة غدا وبعد غد لبحث سبل توحيد المعارضة.

وقال الأمين العام للجامعة نبيل العربي في تصريحات للصحفيين إن التأجيل جاء بناء على طلب من المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية لمزيد من التشاور. وأضاف أن الموعد الجديد لعقد مؤتمر المعارضة لم يُحدد بعد.

نتائج الانتخابات

في هذه الأثناء أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات في سوريا المستشار خلف العزاوي النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية التي جرت في البلاد، لافتاً إلى أن نسبة المشاركة فيها بلغت 51.26%.

وقال العزاوي في مؤتمر صحافي عقده في دمشق إن ثلاث دوائر انتخابية، هي محافظة الحسكة ودمشق وريف دمشق، تم إعادة الانتخابات في بعض مراكزها بسبب مخالفاتها لقانون الانتخابات.

وتعد الانتخابات النيابية التي جرت في السابع من مايو/أيار الماضي الأولى التي تجري بعد صدور قانون يسمح بالتعددية الحزبية في البلاد والذي جاء ضمن سلسلة الإصلاحات التي أعلنتها السلطات السورية منذ بدء الثورة منتصف مارس/آذار 2011.

من جانبه قال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين خلال جلسة لمجلس الأمن إن بلاده تلقت معلومات بأن كوسوفو تقيم علاقات مع مسؤولين في المعارضة السورية بهدف تدريب المسلحين على أراضيها.

وردا على ذلك نفى وزير خارجية كوسوفو أنور خوجه أن تكون بلاده تؤوي معسكرات تدريب للمعارضة السورية أو غيرها.

وقال في تصريحات له بالأمم المتحدة رداً على اتهامات روسيا لبلاده في هذا الشأن إن حكومة كوسوفو تدعم المعارضة السورية بقوة وتجري بعض الاتصالات الدبلوماسية معها تماما، كما دعمت من قبل مختلف ثورات الربيع العربي.

مظاهرات واقتحامات في مدن سورية

قال ناشطون إن عشرين قتيلا على الأقل سقطوا اليوم في أنحاء سوريا وسط تواصل الاقتحامات والقصف والمظاهرات، وقد نفت مجموعة “جبهة النصرة لأهل الشام” تبنيها للهجوم المزدوج الذي استهدف دمشق الخميس وأسفر عن 55 قتيلا ومئات الجرحى، وأكدت أن الشريط المصور الذي تضمن ذلك التبني مفبرك.

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم مقتل 16 شخصا في محافظات مختلفة بينهم سيدتان وطفلان إضافة إلى قتيل بسبب التعذيب، وأوضحت الشبكة أن ستة قتلى سقطوا بطرطوس وأربعة بإدلب وخمسة في محافظة دمشق وريفها وقتيلا في كل من حمص ودرعا.

بدوره أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل أربعة أشخاص في مدينة بانياس السورية الساحلية بانفجار فجر الثلاثاء في أحد الأحياء الجنوبية للمدينة ولم تتضح ملابسات الانفجار بعد.

وأظهرت صور بثها ناشطون إصابة عدد من المدنيين بجروح بالغة في مدينة الرستن في محافظة حمص السورية.

وقال الناشطون إنّ عشرات الإصابات وقعت جراء قصف عنيف للجيش استخدم فيه المدفعية والصواريخ وقذائف الهاون.

وتحدث الناشطون عن تدهور خطير للوضع الإنساني في المدينة, وبدت آثار الدمار في بعض الشوارع نتيجة القصف العنيف الذي تعرّضت له في الآونة الأخيرة حسب هؤلاء الناشطين.

مظاهرات واقتحامات

وأشار المرصد أيضا إلى تنفيذ القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في مناطق عدة من مدينة دوما التي تعد أحد مراكز الاحتجاج في الريف الدمشقي.

وفي دير الزور، أفادت لجان التنسيق المحلية بتعرض أحياء المدينة لإطلاق رصاص كثيف من القوات النظامية وسماع دوي انفجارات في ظل تقدم مدرعات الجيش باتجاه المدينة.

وفي درعا اقتحمت قوات الأمن معززة بعشرات الآليات بلدة عامر وتم تدمير وحرق عدة منازل فيها. وبث ناشطون صورا تظهر خروج مظاهرات مسائية في أحياء جوبر والميدان وجورة الشريباتي في دمشق، وشارع برنية قرب فرع الأمن السياسي في العاصمة.

وفي ريف دمشق أيضا خرج متظاهرون في شوارع بلدات السبينة وداريا وزملكا وعقربا وجديدة عرطوز، وردد المتظاهرون شعارات تطالب بالحرية وتؤكد استمرار الثورة حتى إسقاط النظام.

كما خرجت مظاهرات مسائية مناوئة في مدينة دير الزور حسب صور بثها ناشطون سوريون على مواقع المعارضة. يذكر أن المراقبين الدوليين زاروا أمس دير الزور واستمعوا إلى شهادات الأهالي.

ويجري ذلك فيما بدأت السلطات السورية إعلان نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من مايو/ أيار، والتي وصفتها المعارضة ودول غربية بأنها “مهزلة” في ظل تواصل أعمال العنف.

نفي وإفراج

في غضون ذلك نفت “جبهة النصرة لأهل الشام”، وهي مجموعة لم تكن معروفة حتى اندلاع الأحداث في سوريا قبل 14 شهرا، مسؤوليتها عن الانفجارين المتزامنين اللذين هزا دمشق الخميس الماضي، وأضاف بيان صادر عنها أن المقطع والبيان الذي نشر على موقع اليوتيوب وتضمن الإعلان عن مسؤولية الجبهة عن انفجارات الخميس الماضي مفبرك.

وكانت المعارضة السورية قد اتهمت النظام بالمسؤولية عن الانفجارين، وذلك لتشويه سمعة ومصداقية الحركة الاحتجاجية التي تعم المدن السورية.

في هذه الأثناء أعلن اليوم المتحدث باسم السفارة الإيرانية في تركيا، الإفراج عن اثنين من الزوار الإيرانيين الذين قيل إن جماعات مسلّحة اختطفتهم في سوريا. وما زال هناك ثمانية مهندسين وتقنيين واثنان من الزوار الإيرانيين، محتجزين في سوريا.

الجيش السوري الحر يصد هجوماً لقوات النظام على درعا

مفاوضات الحكومة السورية والأمم المتحدة بشأن خطة لتوزيع المعونة وصلت إلى طريق مسدود

العربية.نت

أفاد المركز الإعلامي السوري بأن الجيش الحر صد هجوما لقوات النظام وأعطب مدرعات لها في مدينة داعل (شمال درعا) التي تعرضت لقصف عنيف الليلة الماضية شأنها شأن مدينة الحراك في درعا.

وفي تطور آخر، قتلت طفلة في السادسة من العمر في كفر بطنا بريف دمشق برصاص القناصة وتقوم قوات النظام باستخدام الأهالي دروعا بشرية.

وفي حرستا وعقربا في ريف دمشق أطلقت قوات النظام القنابل على متظاهرين مما أدى إلى إصابات قرب جامع البركات.

وفي حلب سجل إطلاق نار من الرشاشات الثقيلة لجيش النظام على المنازل في بلدتي حيان وبيانون.

على صعيد آخر، قال دبلوماسيون إن مفاوضات بين الحكومة السورية والأمم المتحدة بشأن خطة لتوزيع المعونة في شتى أنحاء البلاد وصلت إلى طريق مسدود.

وكشف دبلوماسيون أن النظام السوري يريد أن يدير بمفرده توزيع كل مواد الإغاثة الإنسانية على نحو مليون شخص في حين تسعى الأمم المتحدة إلى أن يكون لها بعض السيطرة على العملية.

ووصف مصدر دبلوماسي أن الموقف السوري غير مقبول؛ ذلك لأن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لا يمكن أن يسمح للحكومة السورية بأن تستغله كوسيلة للوصول إلى الأشخاص الذين تريد القبض عليهم أو بتوزيع المعونة على مؤيدي النظام وحدهم.

وفي سياق متصل، نفى مصدر أمني أردني مسؤول لـ”العربية” الأنباء التي تحدثت عن إبعاد السلطات الأردنية خمسين لاجئا سوريا من مخيم ملعب الرمثا الرياضي إلى موطنهم سوريا.

وأكد المصدر دخول أحد السوريين ويدعى شادي بردان إلى الأراضي الأردنية قبل أشهر ثم غادر بعد اتهامه من قبل اللاجئين السوريين بالعمالة لصالح النظام وعاد لطلب اللجوء إلى الأردن منتحلا شخصية شقيقه.

كوسوفو تدعم المعارضة

ونفى وزير خارجية كوسوفو أنور خوجه ايَّ تدريب للمعارضة السورية، لكنه أقر بوجود “اتصالات دبلوماسية بين حكومته والمعارضة السورية مضيفا أن كوسوفو تدعم بقوة قضيتَهم”.

وكان سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين قال إن لدى بلاده معلومات تفيد بأن إقليم كوسوفو يسعى إلى أن يكون مكانا لتدريب المعارضة السورية.

وأكد تشوركين أن مثل هذه المبادرة تتعارض مع جهود وسيط الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان ومن شأنها أن تحول كوسوفو إلى مركز دولي لتدريب متمردين ومجموعات مسلحة، وقال: “لاحظنا في الاونة الاخيرة ظهور معلومات تفيد بأن السلطات الكوسوفية بصدد اقامة علاقات مع ممثلين عن المعارضة السورية من اجل تدريب مسلحين”.

وأضاف: “من شأن ذلك ان يتعارض مع جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية والتي يدعمها المجتمع الدولي برمته”.

من جهتها، قررت جامعة الدول العربية تأجيل موعد إنعقاد ملتقى المعارضة السورية الذي كان مقررا عقده بعد غد الأربعاء ويستمر يومين، وذلك بعد طلب من المعارضة السورية.

وأكد بيانٌ للأمانة العامة للجامعة ومكتب المبعوث المشترك الإستعداد لمواصلة الجهود وإجراء المشاورات مع جميع أطياف المعارضة السورية من أجل إيجاد الظروف الملائمة لعقد هذا الملتقى.

انتخاب غليون رئيساً للمجلس الوطني السوري المعارض

انتخب بأكثرية 21 صوتاً مقابل 11 صوتاً للمرشح المنافس جورج صبرا

العربية.نت

انتخبت الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري المعارض المنعقدة في روما، اليوم الثلاثاء، برهان غليون رئيساً للمجلس بأكثرية 21 صوتاً مقابل 11 صوتاً لجورج صبرا، بحسب ما أفادت مصادر في المجلس لوكالة “فرانس برس”.

وقال مصدر طلب عدم الكشف عن اسمه إن “برهان غليون انتخب اليوم بأكثرية 21 صوتاً مقابل 11 صوتاً للمرشح المنافس جورج صبرا”، في اول انتخابات تجري بالاقتراع السري في المجلس.

وقال مصدر آخر إن “غليون كان الأوفر حظاً بسبب توجّه لدى الكثير من اعضاء الامانة العامة لاختيار شخص غير حزبي لرئاسة المجلس”.

واختير غليون رئيساً للمجلس الوطني لدى تأسيسه في تشرين الأول/اكتوبر، وجرى التمديد له من قبل المكتب التنفيذي في شباط/فبراير الماضي.

وهي المرة الأولى التي ينتخب أعضاء الأمانة العامة رئيس المجلس وليس المكتب التنفيذي, وتستمر هذه الولاية ثلاثة اشهر.

وشددت المصادر على أن اعضاء الأمانة العامة كلفوا غليون “بتنفيذ خطة إصلاح للمجلس خلال الاشهر الثلاثة التي تمتد فيها ولايته”.

وغليون أستاذ في علم الاجتماع في جامعة السوربون في فرنسا، حيث يقيم منذ نحو 30 عاماً. وهو معروف باتجاهاته اليسارية القومية العربية.

وقد اختير رئيساً للمجلس على اساس قدرته على الجمع بين اطياف المعارضة المتنوعة من إسلامية وليبرالية وقومية ومستقلة.

التركي المحرر: سجون إسرائيل 5 نجوم مقارنة بسوريا

“السلطات السورية كانت تظنني جاسوساً وتسأل عن سبب تمسك أنقرة بالإفراج عني”

العربية.نت

قال الصحافي التركي الذي ظل محتجزاً في سوريا لنحو شهرين قبل أن يتم الإفراج عنه منذ يومين إنه تم استجوابه تفصيليا وبشكل مكثف من قبل السلطات السورية بينما كان معصوب العينين موضحاً أن السلطات كانت تشكك في كونه “جاسوسا”، وتساءلت عن سبب إصرار أنقرة الشديد على إخلاء سبيله.

وقال آدم أوزكوس، وهو صحافي بصحيفة “ماليت” التركية، لوكالة أنباء “أسوشييتد برس” الأمريكية إن الشتائم كانت تنهال على القادة الأتراك طوال مدة التحقيق معه، وبينها اتهامات بعمالتهم لصالح الولايات المتحدة الأمريكية و”خيانة سوريا”.

وكان أوزكوس وزميله المصور حميد كوسكون قد اعتُبرا مفقودين داخل الأراضي السورية منذ مطلع مارس/آذار الماضي بشمال محافظة إدلب، قبل أن يتم نقلهما إلى أحد سجون دمشق في مروحية.

وقال أوزكوس إن مسؤولا إيرانيا زارهما في السجن “قبل الإفراج عنهما بيوم”، ووعدهما بالإفراج عنهما في اليوم التالي. وأشار إلى أنهما نقلا في اليوم التالي بالفعل إلى المطار حيث تم تسليمهما إلى مسؤولين إيرانيين، واستقلا طائرة تجارية إلى طهران قبل أن يتوجها إلى تركيا على طائرة خاصة أرسلتها الحكومة التركية.

وأكد مسؤول في السفارة الإيرانية بأنقرة، طالبا عدم ذكر اسمه، أن طهران قامت بدور الوسيط في العملية من أجل الإفراج عن الصحافيين، موضحا أن المعارضة السورية أفرجت بدورها مؤخرا عن اثنين من الإيرانيين، لكنه أصر على أن الحادثين منفصلان تماما.

وقال أوزكوس إنه كان على متن سفينة المساعدات التركية المتجهة إلى غزة في عام 2010، وإنه تعرض للاحتجاز مع ناشطين آخرين على متن السفينة من قبل القوات الإسرائيلية ووضع في السجن هناك، حتى تم إخلاء سبيلهم. وأضاف: “إن السجون الإسرائيلية – مقارنة بوضعه في سوريا – كانت «5 نجوم»، حيث كان ينام على أرضية خرسانية ويسمع في بعض الأحيان أناسا يصرخون ألما وحزنا في سجنه السوري”.

الحراك الثوري يتصاعد في الجامعات السورية

اعتقالات في جامعة دمشق بعد هجوم عنيف من قوات الأمن والشبيحة

أنطاكية – محمد زيد مستو

دعت جهات طلابية معارضة في سوريا، إلى الإضراب اليوم الثلاثاء، احتجاجاً على اقتحام قوات الأمن جامعة دمشق وإطلاق النار وسط الحرم الجامعي أمس، في إطار سعيها لإسكات حركة احتجاجية واسعة تشهدها جامعات سوريا، بعد قرار حكومي بإغلاق جامعة حلب.

ودعا طلاب جامعة دمشق، إلى إضراب شامل اليوم، تضامنا مع جامعة حلب، وما تعرضت له كلية الهندسة أمس، وحداداً على أرواح القتلى من الطلبة، حسبما ذكره اتحاد طلبة سوريا الأحرار في صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويأتي ذلك بعد يوم من تعرض كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة دمشق أمس، إلى هجوم عنيف من قبل قوات الأمن والشبيحة، وإطلاق نار داخل الحرم الجامعي، تخلله اعتقال عشرات الطلبة، قبل أن تقرر إدارة الجامعة وقف الدوام.

وقال شهود عيان من داخل الجامعة، إنه بعد بدء الطلبة لاعتصام حوالي 11:30 صباح أمس، حضر شبيحة ورجال أمن وطلبة آخرون يتبعون لاتحاد طلبة سوريا المقرب من النظام، واعتقلوا عدداً من الطلبة، قبل أن يقدم أحدهم بالهجوم على كاميرا التلفزيون السوري التي كانت تصور وجوه النشطاء تلتها هتافات وأصوات “تكبير” التي عادة ما يرددها المحتجون.

ورداً على ذلك قامت قوات الأمن بضرب طلبة وإطلاق نار عشوائي داخل حرم الجامعة، ما أدى إلى إصابة العديد.

حراك جامعي

ومنذ قرار الحكومة السورية إغلاق جامعة حلب مطلع الشهر الجاري، بعد يوم دام شهدته الجامعة وسكنها الطلابي، تصاعدت وتيرة الاحتجاجات في الجامعات السورية، تضامناً مع الجامعة التي بات المحتجون يطلقون عليها لقب “جامعة الثورة”.

وأغلقت جامعة حلب بشكل مؤقت بعد اقتحامها من قبل عناصر الأمن فجر الخميس 03 مايو/أيار الجاري، وشهد حرم الجامعة خلال ساعات النهار عمليات إطلاق نار أسفرت عن مقتل أربعة طلاب وجرح ما لا يقل عن 28 آخرين واعتقال نحو 200.

واعتبر قرار إغلاق جامعة حلب، خطوة متقدمة في إطار سعي النظام السوري إلى قمع احتجاجات شديدة شهدتها الجامعات الحكومية والخاصة التي تحولت إلى مراكز قمع جرت فيها اقتحامات وإطلاق نار حي وقتل لطلبة جامعيين، كما تحولت إلى ثكنات عسكرية في بعض المناطق.

وحسب اتحاد طلبة سوريا الأحرار، فإن عشرات الطلبة قضوا على أيدي قوات النظام، فيما جرى اعتقال المئات وتعذيبهم لمنعهم من التعبير عن معارضتهم له داخل حرم الجامعات والأحياء الجامعية.

وأقدمت قوات الأمن السورية على طرد مئات الطلبة الجامعيين من المساكن الجامعية، وحولوا بعضها إلى ثكنات عسكرية ومرتعا للشبيحة، واستخدم بعضها كمناطق لإطلاق القذائف والصواريخ على الأحياء المعارضة للنظام.

وتعليقاً على الحراك الذي تشهده مختلف الجامعات السورية، قالت الكاتبة ريما فليحان، “إن هذا النوع من التحركات هو من أهم أساليب الحراك المدني ونجاحه يعني إحراز نقلة نوعية في الضغط على النظام داخليا” معتبرة أنه يكشف حجم المعارضة الحقيقي من شرائح مثقفة ومدنية وهي طلاب الجامعات.

أوروبا تخشى توسع رقعة الأزمة السورية

بروكسل (14 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعرب مصدر مطلع في المجلس الوزاري الأوروبي الاثنين عن قلق الإتحاد الاوروبي من مخاطر اتساع رقعة الأزمة السورية

وكان المصدر يعلق، في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، على اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي في بروكسل، وناقشوا الوضع في سورية. وقال “تم التطرق إلى ما جرى في شمال لبنان خلال الأيام الماضية، وقد عبر الوزراء عن قلقهم من مخاطر توسع رقعة الصراع”

وأوضح أن البعد الإقليمي يؤخذ دائماً بعين الاعتبار في أوروبا عندما يتم الحديث عن الملف السوري، حيث “هناك مشاورات دائمة مع السلطات اللبنانية من اجل درء هذا الخطر”، وفق كلامه

وذكر المصدر أن نتائج مشاورات وزراء خارجية الدول الأعضاء في الإتحاد الأوربي قد حملت عدة رسائل من أهمها دعم خطة المبعوث الأممي العري كوفي أنان، رفض العنف، تأمين النجاح لمهمة المراقبين ودعوة المعارضة لتوحيد المواقف

يشار إلى أن الإتحاد الأوروبي كان قرر اليوم فرض حزمة عقوبات جديدة على سورية، كما أنه قرر دعم مهمة المراقبين الدوليين في هذا البلد عبر إرسال عربات مصفحة لصالحهم

وكانت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون قد دعت المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها من أجل تأمين تمثيل أفضل لكافة أطياف الشعب السوري، كما شددت على ضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد للسماح بالبدء بمرحلة انتقالية سلمية

قيادي بهيئة التنسيق السورية: فرصة لتوحيد المعارضة ولا حوار مع النظام إلا بعد تطبيق خطة أنان

روما (15 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى قيادي في هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سورية أن الفرصة مازالت سانحة للمعارضة لتتوحد، وأشار إلى أن المطلوب هو وحدة سياسية لا تنظيمية، وشدد على عدم إمكانية البدء بالمفاوضات مع النظام إلا بعد تطبيق كامل بنود خطة المبعوث الأممي العربي كوفي أنان

وبشأن فشل عدة محاولات لتوحيد جبهة المعارضة آخرها تأجيل مؤتمر القاهرة، قال رئيس المكتب الإعلامي في هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارض منذر خدام، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “ثمة دائماً فرص، وتأجيل مؤتمر القاهرة خطوة في الاتجاه الصحيح شرط أن تتبعها خطوات أخرى تبدأ بتشكيل لجنة تحضيرية للإعداد للمؤتمر القادم تشارك فيها جميع فصائل المعارضة” السورية وأضاف “هذا من جهة، ومن جهة ثانية ينبغي أن يركّز المؤتمر على توحيد الرؤية السياسية لأن العمل من أجل الوحدة التنظيمية ليس ضرورياً ولن يجدي، بالطبع يمكن الاتفاق على تشكيل لجنة للمتابعة أو لجنة لتنسيق النشاطات والسياسات””، على حد تعبيره

وكانت هيئة التنسيق طلبت من الجامعة العربية تأجيل مؤتمر لتوحيد المعارضة كان من المقرر عقده غداً الأربعاء في مقر الجامعة وشددت على ضرورة التحضير الجدّي المسبق له وانتقدت فكرة التوحّد تحت ظل المجلس الوطني السوري المعارض الذي أعلن بدوره عن عدم مشاركته في المؤتمر لأن سقفه أقل من سقف تطلعاته

واعتبر خدام المعتقل السياسي السابق لثمان سنوات، أن “قصة توحيد المعارضة السورية صارت شمّاعة تُعلِّق عليها بعض الدول تخاذلها تجاه دعم الثورة والشعب السوري، وللأسف بعضها صخبه عالٍ في مناصرة الشعب السوري إلى درجة يدعو علناً إلى تسليح الثورة والجيش الحر، وفي الواقع لا يقدّم شيئاً، بل لم يقطع اتصاله مع النظام” السوري

وحول ما يُشاع بأن أحد أهداف مؤتمر القاهرة كان تشكيل لجنة تمثل المعارضة لتحاور النظام، من منطلق تنفيذ بنود خطة أنان كلها على التوازي، قال خدام “كان لقاء القاهرة مدعواً لتحديد خيارات التفاوض مع النظام، وهذا ما قاله لنا في هيئة التنسيق بصورة مواربة بعض الشيء ممثل كوفي أنان في سورية السيد كريفت، لكن لا أحد يقبل الجلوس مع ممثلي السلطة الحاكمة قبل تنفيذ بنود مبادرة أنان التي أشرت إليها سابقاً، والتي هي شروط كانت قد وضعتها الهيئة منذ أشهر”

وحول المطلوب لإنطلاق الحوار مع النظام، قال خدام “إن الحد الأدنى بالنسبة لهيئة التنسيق هو الموافقة على خطة كوفي أنان كحزمة واحدة، أي لا يمكن البدء بالمفاوضات مع النظام إلا بعد توقف العنف نهائياً، وإطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية أحداث الثورة، وضمان حرية التظاهر السلمي وحرية الإعلام وعودة المهجّرين، إضافة إلى وضوح الهدف من المفاوضات، أي التفاوض على مرحلة انتقالية تفضي إلى قيام نظام ديمقراطي حقيقي” في البلاد

القوات السورية تقتل 21 شخصا أثناء زيارة المراقبين

بيروت (رويترز) – قال نشطاء إن 21 شخصا على الاقل قتلوا عندما اطلقت القوات السورية النار يوم الثلاثاء على حشد في خان شيخون بوسط البلاد أثناء زيارة فريق من مراقبي الامم المتحدة للمدينة.

و قال المتحدث باسم المجلس العسكري للمعارضة ان عدد قتلى الهجوم الذي اصيبت خلاله سيارة لفريق المراقبين لا يقل عن 50 قتيلا.

(اعداد عمر خليل للنشرة العربية-تحرير عماد عمر)

اصابة سيارة لمراقبي الامم المتحدة في سوريا في انفجار ولا اصابات

بيروت (رويترز) – قال عضو في فريق مراقبي الامم المتحدة بسوريا ان انفجارا الحق اضرارا بسيارة تابعة للمراقبين اثناء جولة تفقدية في بلدة خان شيخون بوسط سوريا يوم الثلاثاء ولكن لم يصب أحد من المراقبين بأذي في الانفجار.

وقال المراقب لرويترز عبر الهاتف “ذهبنا للمراقبة وبعد فترة وقع اطلاق للنيران” مضيفا ان الانفجار الذي الحق الضرر بالسيارة وقع بعد اطلاق النيران.

وتابع دون الخوض في تفاصيل ان الفريق المؤلف من سبعة افراد فقدوا سياراتهم ويحاولون تنظيم عودة امنة لقاعدتهم. وقال مراقب اخر وعضو في الجيش السوري الحر انهم مع مقاتلي الجيش السوري الحر.

واظهرت لقطات فيديو نشرت على الانترنت قال نشطاء انها صورت في خان شيخون يوم الثلاثاء سيارة بيضاء من نفس النوع الذي يستخدمه مراقبو الامم المتحده وقد تضررت مقدمتها جراء ما يحتمل انه انفجار او تصادم.

وقال المراقب الثاني “نحن في امان مع الجيش الحر وننتظر مجموعة (من الامم المتحدة) لنقلنا.”

(اعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية – تحرير عماد عمر(

المجلس الوطني السوري المعارض يعيد انتخاب غليون رئيسا له

عمان (رويترز) – قال مصدران في اجتماع المجلس الوطني السوري المعارض لرويترز إن المجلس أعاد انتخاب السياسي برهان غليون رئيسا له في اجتماع بروما يوم الثلاثاء.

ويتزعم غليون الأكاديمي الليبرالي المعارضة في المنفى منذ تأسيس المجلس في أغسطس آب عام 2011 إلا أن بعض النشطاء انتقدوه قائلين إنه بعيد عن نبض المعارضة داخل سوريا وإنه فشل في توحيد المجلس الوطني السوري.

ولكن غليون (67 عاما) يحظى بدعم دول الخليج العربية وفرنسا وينظر إليه على أنه شخصية توافقية في المجلس الذي يهيمن عليه الإسلاميون المنقسمون بين فصائل مختلفة. ودعمه الإسلاميون لادراكهم أنه شخصية مقبولة للمجتمع الدولي.

وقال أحد المصدرين لرويترز بعد اجتماع الأمانة العامة للمجلس التي تختار الرئيس كل ثلاثة أشهر “أعيد انتخاب غليون لفترة أخرى مدتها ثلاثة أشهر… حصل على 66 بالمئة من الأصوات.”

وذكر المصدران أن الليبرالي جورج صبرا وهو حليف للمعارض السوري البارز رياض الترك جاء في المركز الثاني.

وترك (81 عاما) يساري سابق أمضى 25 عاما كسجين سياسي وهو يعمل سرا داخل سوريا.

نفوذ الإخوان المسلمين يتعاظم في الانتفاضة السورية

بعد ثلاثة عقود من الملاحقات التي استأصلت عمليًا وجود جماعة الإخوان المسلمين في سوريا حققت الجماعة انبعاثًا أصبحت معه الفصيل المهيمن في حركة المعارضة المتشظية التي تقود انتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد منذ 14 شهرًا.

 تزايد نفوذ الإسلاميين في سوريا يثير مخاوف الأقليات

إعداد عبد الإله مجيد:ايلاف

يشغل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ومؤيدوهم أكبر عدد من مقاعد المجلس الوطني السوري بوصفه جبهة المعارضة الرئيسة. وهم يسيطرون على لجنة الإغاثة في المجلس، التي توزع المساعدات والمال على السوريين المشاركين في الانتفاضة. كما تعمل الجماعة بمفردها على إرسال المال والسلاح إلى الثوار.

ويؤشر انبعاث الإخوان المسلمين إلى عودة استثنائية لتنظيم كاد يُسحق ويُباد بعد انتفاضتهم في أوائل الثمانينات التي أسفرت عن مقتل 25 ألف شخص في مدينة حماه عام 1982 على يد قوات النظام وقتذاك. والذين تمكنوا من الفرار إلى الخارج وحدهم مَن نجوا عمليًا من تلك الحملة العنيفة.

يثير صعود الإخوان مخاوف في بعض الدول المجاورة والمجتمع الدولي الأوسع من مجيء حكم إسلامي بعد سقوط نظام الأسد ينشر في منطقة ملتهبة اتجاهًا بدأت بوادره في مصر وتونس، حيث فاز الإسلاميون بأكبر عدد من مقاعد البرلمان في الانتخابات التي جرت بعد ثورتيهما، كما تلاحظ صحيفة واشنطن بوست.

يقول قادة الإخوان إنهم يمدون جسور التواصل مع دول الجوار، مثل الأردن والعراق ولبنان، ويفتحون قنوات مع دبلوماسيين أميركيين وأوروبيين ايضًا لطمأنتهم إلى أن الإخوان المسلمين لا يعتزمون السيطرة بمفردهم على النظام الذي سيأتي في سوريا أو إقامة أي شكل من أشكال الحكم الإسلامي.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن ملحم الدروبي عضو جماعة الإخوان المسلمين وعضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني السوري “إن هذه المخاوف ليست مشروعة حين يتعلق الأمر بسوريا”، مؤكدًا أن جماعة الاخوان المسلمين السورية “حركة إسلامية معتدلة بالمقارنة مع حركات أخرى في العالم”، وهي حركة “ذات تفكير منفتح”، على حد وصفه. وأضاف الدروبي إنه “شخصيًا” لايعتقد أن بإمكان الجماعة “أن تهيمن على الحياة السياسية في سوريا حتى إذا أرادت ذلك”. مؤكدًا أن الجماعة ليست لديها الإرادة ولا الوسائل.

وقال الباحث أندرو تابلر من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن الولايات والدول الغربية الأخرى تشعر بقلق أشد بكثير إزاء المؤشرات الأخيرة إلى محاولة جماعات متطرفة فرض وجودها على الانتفاضة. وجاء التفجير المزدوج الذي أوقع 55 قتيلاً في دمشق في الأسبوع الماضي، في ظروف تعيد التذكير بما شهده العراق في أحلك أيامه بعد الاحتلال الأميركي، حاملاً بصمات تنظيم القاعدة ليعزز الشكوك بأن مقاتلي التنظيم بدأوا ينتقلون من العراق إلى سوريا. وفي يوم السبت أعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم “جبهة النصر” مسؤوليتها عن الهجوم على موقع جهادي.

وتحرص جماعة الاخوان المسلمين على النأي بنفسها عن الجهاديين الذين تختلف رؤيتهم بشأن إقامة خلافة إسلامية في العالم عن فلسفة الاخوان.

 وإذ بدأت جماعة الاخوان توزّع السلاح داخل سوريا بتبرعات أعضاء أفراد ودول خليجية، بينها قطر والعربية السعودية، فإنها تعمل جاهدة على ضمان عدم وقوع هذه الأسلحة بأيدي المتطرفين، كما تنقل صحيفة واشنطن بوست عن الدروبي.

 وقال الدروبي “نحن لدينا شبكاتنا على الأرض ونتأكد من أنها لا توزّع السلاح على أولئك الذين لاينخرطون في التيار الرئيس للثورة”. كما يؤكد قادة آخرون اعتدال سياسات الجماعة حتى بالمقارنة مع حركة الإخوان الأم في مصر. وقال محمد فاروق طيفور نائب المرشد العام للجماعة ونائب رئيس المجلس الوطني السوري ورئيس لجنة الإغاثة في المجلس وربما يكون بذلك أقوى شخصية في المعارضة، إن الجماعة ستؤيد تدخل حلف الأطلسي لمساعدة المعارضة على إسقاط الأسد، وإنها نشرت وثيقة تحدد معالم رؤيتها للدولة الديمقراطية من دون ذكر للإسلام، وتنص على التزام الجماعة بالحريات الفردية.

وتابع طيفور في حديث لصحيفة واشنطن بوست إن النظام في تونس ومصر لم يجتث الحركة الإسلامية كما فعل في سوريا، مشيرًا إلى قانون صادر عام 1980 يقضي بأن الانتماء إلى جماعة الاخوان المسلمين جريمة عقوبتها الإعدام. وأضاف “إنني استنادًا إلى ذلك لا أتوقع نيل الكثير من التأييد بعد سقوط النظام”.

ويرى محللون وناشطون أن تاريخ سوريا المديد نسبيًا من العلمانية وأقلياتها الكبيرة تجعل من المستبعد أن تحقق جماعة الأخوان المسلمين شكل الهيمنة التي يبدو أنها حققتها في مصر أو تونس. وتوقع الدروبي أن تفوز الجماعة بنسبة 25 في المئة من الأصوات إذا جرت انتخابات ديمقراطية.

ويذهب خبراء إلى أنه حتى هذه النسبة قد تكون تقديرًا متفائلاً. فإن ثلث السوريين ينتمون إلى أقليات مذهبية أو قومية، بينهم مسيحون وشيعة وكرد يشتركون في مخاوف واحدة من صعود إسلام سني متزمت.

من مظاهر الخلل في فصائل المعارضة الأخرى أن تتمكن جماعة الاخوان المسلمين من فرض نفسها بوصفها الفصيل الوحيد الذي له امتداد وطني في وقت تتوزّع قيادة الانتفاضة في الداخل على لجان محلية بلا تنسيق بينها، كما يلفت يزيد صايغ من مركز كارنغي للشرق الأوسط في بيروت.  وقال صايغ إنه “ليس هناك فصيل آخر غير الإخوان لديه تنظيم في عموم البلد”.

ويشكل تدفق السلاح والمال إلى المقاتلين واحدًا من أكبر بواعث الخوف بين السوريين العلمانيين، الذين يخشون أن يمنح ذلك لجماعة الاخوان المسامين تأثيرًا لا يتناسب مع قوتها الحقيقية في تقرير اتجاه الانتفاضة وما يأتي بعد الأسد إذا سقط النظام.

وقال المعارض السوري وأستاذ التاريخ في جامعة شوني الأميركية عمرو العزم، الذي رفض الانضمام إلى المجلس الوطني السوري، لشعوره بأن للإسلاميين نفوذًا مفرطًا في المجلس “إن جماعة الاخوان المسلمين حقًا أجادت اللعب. فهي نأت بنفسها عن التطرف، وتحاول كسب الوسط، لكنها تحاول قدر الإمكان التأكد من أن تكون لها حصة في كل كعكة ويد على كل رافعة”.

ويذهب العزم وسوريون آخرون إلى أن الغالبية العظمى من الناشطين السوريين على الأرض لا يؤيدون الاخوان المسلمين. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن عمر الخاني الناشط في اتحاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في دمشق “نحن لا نريد ما حدث في مصر أو يحدث في سوريا”. وقال إنه ورفاقًا له تلقوا تبرعات صغيرة من إخوان مسلمين في الخارج، ولكن هذا المال لم يسهم في أي زيادة ملحوظة في زيادة نفوذ الجماعة في منطقة دمشق.

 وأكد عمر الخاني، وهو اسمه الحركي، “لن نسمح لأشخاص يعيشون في الخارج بأن يأتوا ويقولوا لنا نحن الذين صنعنا الثورة ما علينا أن نفعله”.

ورغم أن نفوذ الاخوان المسلمين يبدو محدودًا في الداخل فإن ناشطين يقولون إنه نفوذ يتعاظم مع بقاء الوضع دون حسم.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن الناشط مصعب الحمدي من لجان التنسيق المحلية في حماه قوله “إن لدى الاخوان المسلمين موارد، وهم يتلقون مساعدات من العربية السعودية ودول الخليج، ولهم تاريخ طويل وراءهم، في حين أن مجموعات أخرى مثلنا مجموعات حديثة النشأة”.

وأضاف الحمدي أنه “من وجهة النظر الدينية فإن غالبية السوريين لا تقبل الإسلام السياسي، ولكن الناس هنا مسلمون، وهم ما زالوا محافظين، ولذا اعتقد أن جماعة الاخوان المسلمين ستصبح أكبر قوة سياسية في سوريا بعد رحيل نظام الأسد، وأنا سأكون أكبر الخاسرين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى