مراجعات كتب

هشام علي في كتابه «إدوارد سعيد وتفكيك الثقافة الإمبريالية»: من سوء الفهم العربي إلى حالة المثقف الكوني/ أحمد الأغبري

 

 

مِن الصعب تقديم دراسة تُلِم بفكر أدوارد سعيد (1 نوفمبر/تشرين الثاني 1935 ـ 25 سبتمبر/أيلول 2003)، إذ هو مثقف كوني عابر للثقافات، ومرتحل بين النظريات ليس انتقاءً بل تأسيساً وتوسيعاً لدوائر الفكر والنقد، واختراقاً للمجالات المحظورة للثقافة الغربية، وما تعرضه من مركزية وهيمنة ثقافية، سواءً في خطاب الاستشراق، أو في الكتابة الروائية الغربية، التي مثلت خطاباً موازياً للاستشراق أو متوافقاً معه، على حد تعبير مؤلف كتاب «أدوارد سعيد وتفكيك الثقافة الإمبريالية» الناقد اليمني الراحل هشام علي، الذي يرى أن ذلك هو الاكتشاف الرهيب لأدوارد سعيد، الذي قام بقراءة الرواية الأوروبية في عصر الاستعمار (قراءة طباقية)، كشفت حضور الفكر الاستعماري داخل الروائع الروائية الأوروبية.

قدم الكِتاب، الصادر عن دار عبادي في صنعاء قبل وفاة مؤلفه (توفي في ديسمبر/كانون الأول 2017)، مقاربة لفكر أدوارد سعيد، الذي يرى أنه لم يحظ بالقدر الذي يستحقه من الدراسة والتحليل في العالم الثالث، والأمر ذاته يمكن استعادته مع أدوارد سعيد، الذي لم يُقرأ وحتى الآن بصورة جيدة في العالم العربي؛ فهذا المفكر كان يكتب من موقع مختلف عن السائد في ثقافتنا، وكان منهجه مغايراً وناقداً للفكر الغربي ذاته، وبذلك النهج المتحرر من ثقافة الغرب وسلطته المهيمنة، استطاع أن يشتق طرائق جديدة للفكر، وأن يكسر حاجز الصمت المفروض على العالم غير العربي، وأن يقوم بتفكيك الثقافة الغربية وهيمنتها المركزية على العالم، فاتحاً الميدان أمام ثقافات الأطراف، لإنتاج خطابها النقدي ما بعد (الكولونيالي) وكتابة سردياتها الخاصة. ويؤكد هشام علي أن مشروع أدوارد سعيد يبقى مطروحاً أمام المثقفين العرب ليس لتكراره، ولكن لإعادة إنتاجه نقدياً ولاستئناف فكره، ويظل السؤال عن المثقف العربي ما بعد أدوارد سعيد مطروحاً ولازماً، حد تعبيره.

تضمن الكِتاب خمس دراسات في (194) صفحة من القطع المتوسط. ألقت الدراسة الأولى، تحت عنوان «أدوارد سعيد والثقافة العربية (ما بين عالمين)»، الضوء على سيرته الذاتية التي أطلق عليها أدوارد صفة «خارج المكان»، لتكون عنواناً لمسار حياته وسيرته الثقافية ما بين عالمين: ولادته وطفولته في فلسطين ومصر وشبابه وباقي حياته في أمريكا، مع رحلات متواترة إلى لبنان ومصر في صيف كل عام.

حاول هشام علي كتابة سيرة ذاتيه لهذا المفكر داخل المكان؛ فكانت كتابة هذه السيرة محاولة لرصد فعل تأسيسي، وإرادة قوية للانتماء للوطن والثقافة، بدون أي إحساس بالانغلاق أو التشظي بين عالمين (المفكر الأمريكي الفلسطيني الأصل، أستاذ النقد المقارن في جامعة كولومبيا أحد كبار النقاد الغربيين المعاصرين).

عدم الانتماء

وصل أدوارد سعيد الفتى الفلسطيني إلى أمريكا في بداية سنوات المراهقة، بعد أن أتم سنوات الدراسة الأولى في القاهرة في مدرسة «فيكتوريا كولدج» البريطانية. وتتبعت الدراسة بدايات الانشطار المبكر لدى أدوارد الذي كان متمرداً منذ بداية حياته على قوانين مدرسته؛ لذلك أخذه والده وديع سعيد الذي اكتسب الجنسية الأمريكية معه إلى الولايات المتحدة؛ حيث كان يعيش متأثراً بثقافتها ومظاهر الحياة فيها، وهذا كان سبب إطلاق أسماء غير عربية على أبنائه… وينوه هشام علي بمدى تأثير كلمات والد أدوارد على وعي الابن وذاكرته «عليك أن تنسى كل ما هو عربي وأنت تبدأ حياتك الجديدة في أمريكا»؛ وهي النصائح التي كان يلتزم بها أدوارد، على الرغم من شخصيته المتمردة؛ فعاش حياته الدراسية داخل أمريكا، بعيداً عن العرب والثقافة العربية، عاش خارج المكان كما عبّر في سيرته الذاتية. هناك وجد نفسه يصبح شخصاً غريباً بشكل كامل، حيث درس الأدب والموسيقى والفلسفة خلال دراسته الجامعية ودراساته العليا، ولم يكن لها أي علاقة بتقاليده؛ فعاش أقصى درجات العزلة عن الثقافة العربية خلال دراسته. فأهمل اللغة والثقافة العربية، وتخصص بالأدب الإنكليزي والأدب المقارن، وخاض مساراً أكاديمياً خالصاً إلى أن أفاق على الوضع المأساوي للعرب، وعلى حالة العداء التي يكنها الغرب لهم.

في حرب الأيام الستة 1967 اكتشف أدوارد الأمريكي ذو الأصول العربية مدى التأييد الأمريكي لإسرائيل، ورأى زيف القيم الإنسانية التي تحولت إلى مناصرة العدوان، وأعمت بصرها عن رؤية العدالة، هنا قرر أن يصبح فلسطينياً، ويعود للبداية، ولم يكن في تجربته تلك أسير الحداثة وتجلياتها الفكرية والحضارية والعمرانية. لقد كان واحداً من أبرز مفكري ما بعد الحداثة؛ كان ناقداً للحداثة الغربية وفلسفاتها المتعددة، وهنا تبرز العلامات الفارقة لفكر أدوارد سعيد العائد إلى الشرق المثقف الذي اختار انتماءه وهُويته ليس على أساس سلالي أو عرقي، بل كتعبير عن المقاومة والتحدي لمظاهر الهيمنة والعدوان التي تواجهه الهُوية العربية. وتتبع المؤلف مراحل عودة أدوارد إلى الهُوية والثقافة العربية منذ عام 1967، وكيف أصبح معلقاً بين عالمين: الانتماء العربي والفلسطيني، والانتماء الأمريكي.

التلقي العربي

فيما تناولت الدراسة الثانية من الكِتاب «التلقي العربي للاستشراق»، وخصص هشام علي الجزء الأول منها لـ«القراءة وإساءة القراءة»، حيث ظهر كتاب أدوارد سعيد «الاستشراق» عام 1978 باللغة الإنكليزية، وقد حظي بشهرة كبيرة بعد صدوره مباشرة، سواء من المعارضين له، وهم كثيرون من أوساط المستشرقين وعلماء الأنثروبولوجيا الغربيين، أو المؤيدين للكتاب، وقد كانوا قليلين وانحصروا في عدد من الباحثين القادمين من العالم الثالث للدراسة في أوروبا وأمريكا. تناولت الدراسة ردود الفعل والمناقشات المختلفة التي تناولت الكِتاب وترجماته العديدة؛ والتي فتحت زوايا شتى لم تكن في حسبان المؤلف وقت تأليف الكِتاب ما دفع المؤلف لأن يقدم رؤية جديدة لعلاقة المؤلف بالنص والقارئ، حيث اكتسب كتاب «الاستشراق» إضافات متنوعة بقدر ما أثار من نقاط اختلاف وأفكار مغايرة. تمت ترجمة الكِتاب للعربية عام 1981؛ وهي ترجمة عربية مرموقة ولا تزال خلافية بقلم الشاعر السوري والناقد كمال أبو ديب، حسب تعبير أدوارد سعيد نفسه؛ الذي أشاد بالترجمة وقدرتها المتميزة على نقل النص إلى العربية بأسلوب جميل. وتعبر الناقدة المصرية رضوى عاشور عن هذه العلاقة بين الترجمة وإساءة الفهم فتقول» إن الاستشراق كتاب على أهميته كثيراً ما يساء فهمه ليس لصعوبته فهو كتاب ممتع وسلس نسبياً؛ ولكن إساءة الفهم راجعة لتداول فكرته بدون قراءته، وربما أسهم في ذلك أيضاَ أن الترجمة العربية الوحيدة المتوفرة للكتاب متعثرة غامضة، يشوبها العديد من المشاكل، لعل أبرزها تحويل كتاب سلس وممتع إلى نص صعب ومثقل باصطلاحات غير مفهومة».

توالت القراءات النقدية القاسية بحق الترجمة العربية بما فيها نقد صبري حافظ، الذي بدا متحاملاَ على المترجم، وكذلك على تيار الحداثة الذي مثله أدونيس في الثقافة العربية. وأشار هشام علي في كتابه هذا إلى أن أدوارد قام بمناقشة سوء استقبال كتاب «الاستشراق» في أوساط المثقفين العرب، وذلك في التذييل الذي قدم به لطبعة 1995. واستعرض المؤلف الانتقادات التي كالها ناقدون عرب للكتاب ومؤلفه، ورأى هشام أن القراءات المبكرة لكتاب «الاستشراق» كانت تجهل أي معلومات عن أدوارد سعيد سوى أنه أستاذ جامعي في أمريكا.

المراجعة

تتبع المؤلف في الجزء الثاني من الدراسة الثانية في الكِتاب «التلقي العربي لكتاب الاستشراق» من حيث «المراجعة وإعادة القراءة»، لاسيما بعد أن تطورت المعرفة العربية بأدوارد سعيد وفكره، وكيف أثرت هذه المعرفة على قراءة «الاستشراق» وكُتب أدوارد اللاحقة. في هذه الدراسة حاول هشام علي قراءة المراجعات المختلفة لـ«الاستشراق» التي قام بها المثقفون العرب في فترات لاحقة أعقبت المرحلة المبكرة من تلقي «الاستشراق»، عقب صدوره باللغة العربية، وكانت هذه المراجعات تعتمد على النص الإنكليزي؛ وهو ما ينفي سوء الفهم للنص العربي المترجم. وأشار المؤلف إلى أن كتاب «الاستشراق» لم يحظ بقراءة عربية بالمعنى النقدي لمفهوم القراءة، أي القراءة التي تفضي إلى خلق مناخ تفاعلي مع فكر أدوارد سعيد النقدي، ويصبح نقد الاستشراق مفتاحاً أو مدخلاً لتصفية استعمار العقل، وغربلة التأثيرات الغربية على الثقافة العربية ليس بهدف الانغلاق والعودة إلى الماضي، بل لتقوية الاستعداد الفكري للحاضر والمستقبل، حد قوله.

تفكيك ثقافة الإمبريالية

حاول المؤلف في الدراسة الثالثة «أدوارد سعيد وتفكيك ثقافة الإمبريالية» تحقيق مقاربة علمية لفكر أدوارد سعيد ومنهجه النقدي، الذي كان حريصاً على عدم التصريح بأصوله النظرية وتفاصيله العملية، ليس شيئا معينا سوى رغبته في ألا يكون له تلاميذ أو حواريون يقتفون أثره ويتبعون خطاه. وتبرز وفق هذا الكتاب أهمية فكر أدوارد وتميزه؛ فقد غادر أدوارد أسوار الجامعة المنيعة وتحرر من سطوة الدارسات الأكاديمية. لقد أقام حاجزاً بين عمله الأكاديمي في جامعة كولومبيا وفكره النقدي كمثقف معارض لجميع أشكال الهيمنة والتبعية، وتلك، وفق هشام، صفة مميزة لهذا المثقف، الذي انحاز لمعارضة السلطة واختار تحرير الفكر وتنوير العقل، ولذلك يخطئ من يظن أن أهمية فكر أدوارد سعيد تنبع من المؤسسة الأكاديمية التي كان ينتمي إليها في أمريكا، بل ـ كما يقول هشام علي ـ إنه على العكس كان عمل أدوارد النقدي متعارضاً مع دروس النقد المقارن التي كان يلقيها في الجامعة؛ ولذلك أحس بضرورة الخروج من ضيق العمل الأكاديمي والانفتاح على المجتمع والتاريخ والسياسة، وكان الانتماء إلى قضيته الأم، فلسطين، والدفاع عن شعبه ضد الاحتلال والسيطرة الإسرائيلية مدخلاً أساسياً لذلك التحول الفكري المهم الذي مارسه في أعقاب هزيمة 1967.

وعلى ما سبق يؤكد هذا الكِتاب على صعوبة الإمساك بموقع محدد لهذا الفكر العابر بين الثقافات والمترحل بين النظريات حد وصفه، حيث أن أدوارد مثقف البين ـ بين، «لكن هذه الصفة لا تعنى التردد أو الحيرة في اتخاذ موقف أو رأي، بل على العكس فهذا الفضاء البيني منحه القوة على التحدي: تحدي الفكر الجاهز، سواء الأصولي أو الحداثي أو الأيديولوجي، وتحدي الأفكار والنظريات الغربية ونبراتها المتعالية والمهيمنة».

وأشار المؤلف إلى أن سعيد قام بتفكيك الخطاب الفكري والسياسي المختفي وراء تلك النصوص الاستشرافية والسردية، «وفي عمله التفكيكي والنقدي لم يكن تابعاً لأي فلسفة أو نظرية نقدية من مدارس النقد ما بعد البنيوية المضطربة والمتصارعة في حجمها لإغلاق النص وإقصاء السياقات التاريخية والسياسية والاجتماعية المحيطة به».

تمثيل الصامت

تحت عنوان «تمثيل الصامت: قراءة أدوارد سعيد لفكر فانون» جاءت الدراسة الرابعة لتواصل القراءة في مشروع أدوارد سعيد الفكري والنقدي في نقد الإمبريالية وثقافتها وما عبرت عنه هذه الظاهرة العالمية من استعمار واستيطان وهيمنه ثقافية واستشراق، وكذلك ما تمخض عنها من إلغاء للآخر وسجنه في دائرة الصمت والتبعية، وادعاء تمثيله والتعبير عنه أو فرض قيم الغرب على المجتمعات الأخرى تحت شعارات التقدم أو الحداثة والمدنية. وهنا أشار سعيد إلى ضرورة العودة إلى فكر فرانز فانون المثقف المارتيني الشهير صاحب كتاب «معذبو الأرض» الذي ترك مهنة الطب النفسي في الجزائر والتحق بصفوف الثورة الجزائرية. ويعود المؤلف إلى إحدى مقابلات سعيد، حيث أجاب عن أسئلة حول إعادة قراءة وإعادة موقعة فانون في نظريات الأدب والنقد ما بعد (الكولونيالي) فيقول «أشعر بأن القراءة الكبرى لعمل فانون لم تتم بعد. توجد أنماط مختلفة ضيقة الأفق بعض الشي أو القراءة النسوية العالمثالثية، الماركسية التفكيكية، لقد بدأت مقالة حول هذا الموضوع تحت عنوان «إعادة النظر في النظرية المترحلة»، أنظر فيها إلى عمل فانون «المعذبون في الأرض» من منظور لوكاشي، ولكنني اعتقد أن قراءة فانون كمفكر متجانس لم تجر بعد». ووفق المؤلف فإن سعيد ينظر إلى فانون كمفكر متميز خرج من قُبة المركزية الأوروبية ومزق العباءة الثقافية الغربية ليعلن الحاجة إلى تحرير الفكر من الاستعمار.

المثقف الكوني

تحت عنوان «أدوارد سعيد: المثقف الكوني العربي ـ خلاصة طباقية» تتناول الدراسة الأخيرة أبرز سمات التجربة الفكرية والنقدية لأدوارد سعيد من خلال تتبع خصوصية كل كِتاب من الكُتب التي أصدرها، ولم يكن المؤلف مضطراً لاستخدام عامل الزمن والبدء من البدايات، بل تنقل بين كل كِتاب وآخر تبعاً لقراءته الخاصة لخصوصية تجربة هذا المفكر بدءاً من رؤيته لأي بداية استناداً إلى كتاب «البدايات»، مؤكداً أن كتابات سعيد بدون نهايات، حيث ليس هناك فصل أخير لكل كِتاب، لاسيما الكتب التي أصدرها بعد «الاستشراق»، بل ما سبقها أيضاً مثل كتاب «العالم والنص والقارئ»، وإن كان هذا لا يلغي التطور في فكر سعيد الذي كان يُعيد النظر في أفكاره الرئيسية، دافعاً هذه الأفكار إلى آفاق أكثر اتساعاً. فبعد استخدامه للتمثيل ثيمة أساسية في كتابه «الاستشراق» نجد في كتاب «الثقافة والإمبريالية» يوسع وظيفة التمثيل فلا يتوقف عند قضية تمثيل الرواية للعلاقة بين الإمبراطورية البريطانية والفرنسية ومستعمراتها، ولكنه يحلل التواطؤ الذي هو نتاج نوع من التفاعل والتوازي بين نشأة الإمبراطورية الاستعمارية ونشأة الرواية الحديثة. وتنبثق أهمية التمثيل، هنا، في أنه يركب صورة نمطية مشوهة لـ«الآخر»، والذي هو موضوع مشترك لكل من الاستعمار والرواية. وتبرز من خلال هذا التمثيل خصائص المركزية الغربية، وما تحمله من تطهير للذات الغربية وتشويه وإقصاء للآخر غير الغربي.

وبعد استعراض عددٍ من الآراء العربية في أدوارد سعيد خلص المؤلف إلى القول، بدون أي تشدد بإن أدوارد مثقف عربي تجاوز حدود الهُوية، باعتبارها انتماءً قومياً نقياً أو ارتباطاً بوطن، لكنه أسس هذه الهُوية باعتبارها شكلاً من الانتماء غير المحدود؛ وهو بذلك يقترب من مفهوم المثقف الكوني أو الامبراطوري الذي لا يتنكر لهُويته، بل يعتز بالانتماء إليها ويقوم بسردها سرداً مقاوماً للسردية الإمبريالية التي كانت تمتلك وحدها حق السرد العالمي، وتمنع على الآخر غير الغربي أن يكتب سرده الخاص.

ويعد هشام علي من أبرز النقاد اليمنيين. صدر له، خلال حياته، عدد من المؤلفات في مجالات نقدية وفكرية مختلفة. شغل عدداً من المواقع في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ووزارة الثقافة في عدن وصنعاء.

القدس العربي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى