صفحات الحوار

هموم شعرية: مع حازم العظمة

 

 

 

تقف هذه الزاوية مع شاعر عربي في علاقته مع قارئه وخصوصيات صنعته، ولا سيما واقع نشر الشعر العربي المعاصر ومقروئيته.

■ من هو قارئك؟ وهل تعتبر نفسك شاعراً مقروءاً؟

– لا أعرف فعلاً من الذي يقرأ لي، ولا أعتبر أني منتشر أو شعري شائع.

■ كيف هي علاقتك مع الناشر، هل لديك ناشر وهل هو الناشر الذي تحلم به لشعرك؟

– آخر مجموعة صدرت لي عن “دار رياض الريس” عام 2012. ليس لي حلم يتعلّق بالناشر، فقط لا أنشر في دار تنشر أي شيء، أو لأن له “سوقاً”. لدي مجموعة شعرية جديدة الآن، ولأني متأكد أن على الشعر ألا يبقى في دفاتر المسودات أفكّر في أين سأنشرها.

مشكلة “ما يطلبه الجمهور” فظيعة كما أرى، بالمناسبة من الجيد أن نتذكر أن الشاعر الأميركي والت ويتمان بقي ينتظر حوالي عشر سنوات قبل أن يقبل أي ناشر “محترم” أن ينشر كتابه “أوراق العشب” (1855).

■ كيف تنظر إلى النشر في المجلات والجرائد والمواقع؟

– يبدو لي الشعر في مجلة أو مطبوعة أو صحيفة نقطة مضيئة، في ظلام دامس أحياناً.

■ هل تنشر شعرك على وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف ترى تأثير ذلك في كتابتك أو كتابة زملائك ممن ينشرون شعرهم على وسائل التواصل؟

– أنشر قليلاً جداً، أحياناً قصيدة قصيرة أو مقطعاً. يفيد ذلك في معرفة رد فعل جمهورٍ كبير نسبياً (وغير معنيٍّ كثيراً بالشعر). ما أراه، أن ذلك غالباً ما يؤثر تأثيراً بالغ الأذى على الكتابة، هذا ما يحدث فعلاً: أن يتّبع الشاعر ذائقة الجمهور و”إلهامه”، وليس العكس. الكتابة الشعرية التي قد أحبّها على وسائل التواصل الاجتماعي، هي أحياناً تلك التي لم يكترث لها أحد.

■ من هو قارئ الشعر العربي اليوم في رأيك؟

– لست متأكداً مما هو شعرٌ وما ليس بشعرٍ، وهذا يشملني. وأعتقد أن هذه كانت حال الشعر دائماً، لهذا يصعب أن تعرف من هو قارئ الشعر، فذلك يعتمد على ما اعتبرناه “شعراً “. لو اعتبرنا مثلاً القراء الشائعين للشعراء الشائعين، لكانت إذن مأثرة، أو مجزرة (عدد هؤلاء القراء بالملايين)، أو مثلاً ما يقدّم على أنه “شعر” في برنامج اسمه “شاعر المليون”. لا بدّ أن يصل القارئ العربي يوماً ما – وهذا ما أتمناه -، أن يصل تأثيراً وعدداً، ولو ببطء، وأظن أن ذلك مرهون بتطور الثقافة العربية. حالياً ليس ثمة قراء للشعر العربي، أو إنهم نادرون.

■ هل توافق على أن الشعر المترجم من اللغات الأخرى هو اليوم أكثر مقروئية من الشعر العربي، ولماذا؟

– نعم صحيح، الشعوب التي لا تعتدّ بثقافتها، لأنها مقهورة ومسلوبة الإرادة، ذائقتها ستكون مسلوبة أيضاً، حيال كل ما هو “أجنبي”، الموضوع طبعاً أعقد من هذا في تفاصيله. أحياناً أرى انبهاراً واحتفاءً بقصائد لأسماء عالمية، يصل إلى درجة التقديس، بينما تلك القصائد في بعض الحالات لا قيمة لها، أو أنها أقلّ بكثير من حجم هذا الاحتفاء. ما زلنا في طور تصديق كل ما يقال لنا.

■ ما هي مزايا الشعر العربي الأساسية وما هي نقاط ضعفه؟

– ميزته الأساسية اللغة العربية، ولا أعني بذلك أن غيرها من اللغات أقل، إطلاقاً. ميزة الشعر الفرنسي أيضاً اللغة الفرنسية، كما هو الحال مع أي لغة. ما زلنا نستعمل جزءاً ضئيلاً صغيراً جداً من اللغة، وحين سنكتشف إمكاناتها وإمكانات تطوّرها سنذهل من حجم الفضاء المتاح، ولا يستطيع أن يفعل ذلك سوى الشعر. نقاط ضعف الشعر العربي أساساً، الخطابية (الخطابية حتى في الحب)، ثمة اللطم أيضاً والبكائيات والرطانة…

■ شاعر عربي تعتقد أن من المهم استعادته الآن؟

– الصعاليك، صحيح أن لغتهم صارت موغلة في التاريخ الآن، إلا أن اهتماماتهم تبدو لي معاصرة جداً وراهنة.

■ ما الذي تتمناه للشعر العربي؟

– أن يولد من جديد.

بطاقة: شاعر سوري من مواليد دمشق عام 1946، ويقيم في باريس منذ 2014. تخرّج من كلية الطب في جامعة دمشق. وعلى الرغم من أنه بدأ الكتابة في الستينيات إلا أنه نشر كتبه الشعرية متأخراً، إذ لم تصدر مجموعته الأولى إلا عام 2004، تحت عنوان “قصائد أندروميدا”. صدر له بعدها: “طريق قصيرة إلى عرّاس” (2006)، و”عربة أوّلها آخر الليل” (2012).

العربي الجديد

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى