صفحات العالم

وحشية النظام السوري وانتصار الثورة السورية

 


مع مجزرة الفجر في المسجد العمري في مدينة درعا السورية الشهيدة يسجل نظام القتل و الإرهاب والجريمة و الخيانة الوطنية والقومية في دمشق جريمة مضافة الى ملف و سلسلة جرائمه التي لاتحصى والتي ستظل شاهدا على أقبح و أبشع نظام سياسي متفرعن ظل يقاوم الفناء و الإندثار و آن وقت ترحيله على يد الجماهير السورية و بإرادتها الوطنية الحرة نحو مزبلة التاريخ , المراهنة على شجاعة و إيمان وفدائية جماهير سورية لم تكن يوما موضع شك أبدا , فمقاومة الجماهير السورية الأسطورية للقمع و التقتيل هي واحدة من أشجع الظواهر المضيئة في تاريخ سورية المعاصرة , و مقاومة إرهاب السلطة الأسود هو وسام شرف تاريخي لا تستحقه غير تلك الجماهير التي أثبتت بسالتها و تحدت مختلف الظروف و التعتيم و التواطؤ في سبيل إبراز الهوية الكفاحية التاريخية لشعب الشام العظيم الذي ينفض اليوم عن جسده الطاهر غبار الذل و الخنوع و يتهيأ ليوم المواجهة الكبرى ضد القتلة و الفاشيين و المجرمين من أهل نظام المخابرات الجبانة التي لم تفلح في صيانة حدود و ثغور الوطن بل نجحت و تميزت في قتل الأبرياء و دفن الأحرار و تصنيع الإرهاب و تصديره و التحالف مع شياطين الحرس الثوري الإيراني الصفوي في التآمر على وحدة الأمة العربية و سلامتها , لقد وصل نظام القتل الإستخباري السوري لنهاية المطاف و جماهير حوران الشجاعة المجاهدة الذين ردووا الشعارات المستنكرة للتحالف مع النظام الإيراني و أدواته في المنطقة و أهمها تنظيم حزب “خدا” الإيراني اللبناني الإرهابي لقد رصدت بالضبط نقطة التآمر المركزية و أشارت بالتحديد لطبيعة ذلك النظام العدواني الناهب للوطن و ثرواته , لقد أحرقت الجماهير قصور الدجل و محاكم التفتيش بأحكامها المضحكة و المجافية للمنطق و العقل و التحضر و تهمها السخيفة الجاهزة ضد كل صوت حر ينادي بالحرية و العدالة , فلا عدالة حقيقية في ظل نظام القمع الوراثي الفئوي الإستغلالي الإستخباري , كما كان رد فعل الجماهير باحراق مقر حزب البعث الحاكم إسميا بمثابة حكم جماهيري و شعبي فاصل و مبرم على نهاية الدور التمويهي و الكارتوني لذلك الحزب الذي تحول خرقة بالية وممسحة رخيصة.

بيد الحكام الوراثيين الذين أنهوا سيرة و مسيرة و تاريخ ذلك الحزب منذ عقود و عقود ولم يعد وجوده مجديا أو ذات فائدة في زمن الشلل و المافيات المالية و الإقتصادية و السياسية و الإستخبارية التي تحكم الشام و تمتص ثرواتها و تحيلها مزرعة لأهل العشيرة و العائلة الذهبية المحظوظة فيما يكون نصيب الشعب السوري الظلم و التجهيل و الإفقار و النهب و الإستغلال و توسيع مساحات السجون السرية و العلنية و إعتقال الأطفال و تلفيق التهم الجاهزة و إستباحة الأعراض و المقدسات و محاولة طمس الهوية و التاريخ النضالي المشرف للشعب السوري قلناها سابقا لقد إنطلق المارد السوري الذي سيسحق تحت أنفاسه الثورية الساخنة كل الطغاة , و أشتعلت الثورة الشعبية الكبرى في سورية المجد , ولن تستطيع كتائب ماهر الأسد الخاصة و لا فيالق آصف شوكت و لا فرق المملوك و لا صعاليك الفروع الإستخبارية السورية من الوقوف بوجه إرادة الشعب و التاريخ , وسورية مقبلة على فصول ساخنة , فالنظام المتفرعن الطائش وهو يرى تهاوي حصونه و قلاعه تدريجيا لن يسلم أوراقه بسهولة بل سيحاول إعادة العجلة للوراء و تطبيق أساليب الماضي القريب القمعية و الإستئصالية رغم تغير الظروف و المعطيات الدولية , فمجزرة كبرى من طراز ماحصل في حماة العام 1982 أو ما حصل في سجن تدمر الصحراوي العام 1980 لا يمكن أن تتكرر من دون نتائج مدمرة ستصب مباشرة.

على رؤوس قادة النظام من الشباب الطائش أو العواجيز المتهالكين الذين لن يفلتوا أبدا من عقاب الشعب و توبيخ و لعنة التاريخ , لاتوجد اليوم سرايا الدفاع المطلقة اليد بتصريح فاعل من النظام الدولي القديم الذي كان يغض الطرف و يعمي العيون عن المصائب أبدا ? , سيقتل ماهر الأسد وعصابته من القتلة بالطبع معارضيهم , و سيزرعون الرعب و الموت و الدمار و سيهددون بالوحشية المفرطة و سيقدم الشعب السوري ضحايا غالية من زهرة شبابه و لكنها في جميع الأحوال ستكون المواجهة الأخيرة و ستكون الغلبة للشعب و ستحل النهاية الإغريقية البائسة على رؤوس الطغاة إن لم يرعووا و يرتدعوا عن مخططاتهم الإجرامية و يفسحون في المجال لقوى الحرية الشابة لكي تقود المسيرة وتعزز الوطن و تعلي بنائه بعد أن تسبب القتلة و الفاشلون من الوارثين للذل و العار و الإرهاب بتشظية ذلك الوطن و إفقاره و إفراغه من طاقاته الجبارة التي تشهد بها مهاجر الدنيا , الشعب السوري بكل تأكيد على موعد مقدس و حاسم و نهائي مع التاريخ , و أحرار سورية سيغيرون كل قواعد اللعبة و سيصححون المسيرة و ستبرز سورية بكل أرثها الحضاري نجمة من نجوم الشرق القديم و الجديد.. ليرحل الطغاة عن كل شبر طاهر من أرضنا , و اللعنة على كل القتلة و الإرهابيين الذين يعيشون على إمتصاص دماء شعوبهم… الثورة السورية لن تتوقف أبدا حتى تنبثق سورية الحرة التي لا يركع شعبها إلا لرب العزة و الجلال… مرحى بأبطال الثورة الشعبية السورية المجيدة وهم يعيدون كتابة تاريخ الشرق بدمائهم الغالية…. ولن يفلت القتلة و اللصوص.

 

داود البصري

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى