صفحات العالم

ودمع لا يكفكف يا دمشق!


بلقيس النجار

لله درك يا شعب سوريا البطل، في كل يوم يخرج عشرات الآلاف من المتظاهرين في مختلف المدن السورية يحملون أكفانهم وهم يعلمون علم اليقين انهم سيتعرضون لبطش قوات بشار الأسد وسيقع بينهم ضحايا القتل والاختطاف والتعذيب، ولكنهم رغم ذلك يخرجون الى الشوارع يوما بعد يوم في تحدٍّ لهذه القوات.

يبدو أن البركان الخامد على مدى اربعة عقود قد تفجر ولن يخمد أو يهدأ إلا بعد ان تشرق شمس الحرية على أرض الشام. ان هذا الشعب الذي عانى من القمع والاستبداد قد استيقظ ويأبى أن يهدأ إلا بعد ان يأخذ مكانه بين بلدان العالم المتحضر. فمنذ شهور عدة والمواطنون السوريون يعانون من قمع قوات النظام التي استباحت دماءهم وأخذت تتفنن في تعذيبهم والتنكيل بهم، كل هذا يحدث والعالم يقف متفرجا من دون تدخل فعلي يحد من سفك الدماء وينتشل الشعب السوري من هذه المعاناة!

ان ما نشاهده في مختلف وسائل الإعلام المحلية منها، من مناظر وصور تقشعر لها الأبدان، تجعل من الواجب على دول العالم التدخل السريع قبل ان يكمل نظام الأسد وجيشه إبادة شعبه. فيبدو ان جنون العظمة قد تفوق على الحكمة من دون الاتعاظ بما حصل لمن سبقه، كالمقبور صدام، وبقية الزعماء العرب الذين اطاحت بهم شعوبهم. لقد أدرك الشعب السوري ان ما من فائدة ترجى من الجامعة العربية، وبدأ بالمطالبة بالتدخل الدولي، وربما التدخل العسكري مثلما حدث في ليبيا. ونحن في الكويت نتألم لما يحدث للشعب السوري ونتعاطف معه، حيث عرفنا ابان الغزو والاحتلال العراقي لبلادنا عدم جدوى أي تدخل عربي، وضرورة تدخل القوات الدولية.

لذلك، نأمل ان تعجل الدول الكبرى في فك اسر الشعب السوري وتخرجه من محنته، فعلى الرغم من صموده في وجه الطغيان والظلم وتصديه يوميا لعصابات النظام والشبيحة، لكن معاناته مستمرة مع انقطاع الكهرباء وشح الوقود ومواد الغذاء، فالحل الوحيد الآن يكمن في تدخل دولي سريع لإزاحة النظام الحالي وإنقاذ الشعب السوري، وذلك في حالة عدم ارتداع بشار الأسد وتخليه عن الحكم.

نقلا عن (القبس) الكويتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى