صفحات سورية

وصيتي إلى أبي قبل الجمعة: لا تصالح

 

 


الطرق مغلقة إلى بيتي في ليلة الخميس، والنوم يخاف الحواجز الأمنية أيضاً… لم يأتي النعاس أيضاً يا أبي، لذلك قررت كتابة وصيّتي، فقد لا أعود من صلاة الجمعة.

لا تصالح يا أبي، وتُمسّك بقلوب إخوتي. لأن دمي ليس رخيصاً يا أبي… اترك اخوتي يركضون نحو الشارع، لأن الضوء فيه يشبه دمي. وغنّي من شرفتنا للحرية عند كل فجر، لان دمي ليس رخيصاً، ولأن الحرية مثل دمي.

لا تصالح يا أبي، واطلب ديّتي حياتي. قل: أريده حياً هنا. وادهن باب بيتنا بدمي. واغسل جثتي بالغيم الذي أحبه، ثم ادفني في مقبرة واسعة، مزدحمة؛ لأرفع رأسي بين الأموات أيضاً…

واصرخ بمن لا عيون لهم: “أكرهكم”، وقبّل قلبي المثقوب قبل دفني، واصرخ مجدداً: لن أصالح. لأن دمي ليس رخيصاً يا أبي.

وتعال قبل كل غروب، لتقرأ أخبار الشارع لي. كيف يموت الظالم في كل زقاق بكم، وكيف يجد الناس عيونهم، وكيف تضحكون…  ولا تغسل باب بيتنا قبل الفجر يا أبي، لأن دمي ليس رخيصاً.

لا تصالح يا أبي، واطلب ديّتي حريتك.

عامر مطر

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى