صفحات الحوار

ياسين الحاج صالح: السجن فجوة في الخيال لا تملؤها حتى نساء العالم


كتب: بيروت – محمد الحجيري

يروي لـ الجريدة مرارة الاعتقال في سورية

في هذا الحوار (وهو جزء من حوار طويل) يروي الكاتب السوري ياسين الحاج صالح، الذي أمضى نحو عقد ونصف العقد في السجن البعثي السوري لأسباب سياسيَّة، تجربته خلف القضبان عن المنامات والزمن والمرأة والحياة والآخرين.

كيف تصف الزمن خلف القضبان وعلى أي ساعة يمشي، خصوصاً أنك كنت تمضي وقتك من دون محاكمة أي أنك كنت معلقاً في الأوهام والساعات ولا تعرف مصيرك؟

بلى. مضت أشهر، ربما عام، قبل أن أدخل في زمن السجن. كنت أقول إن شيئاً حدث منذ شهرين أو العام الماضي بينما هو حدث منذ أكثر من عام، أو منذ عامين. كأن زمن السجن غير محسوب. الزمن المعاش في السجن يمرّ بطيئاً، بينما يبدو الزمن المتُذكر سريعاً. تحسّ أن خمس سنوات أو عشر انقضت بسرعة… بعد أن تنقضي. أما أثناء انقضائها فهي طويلة وثقيلة الخطى.

وإحدى خصائص تجربة السجن المتصلة بالزمن أن السجين قد يُستحبس، أي يعيش في السجن كأنه في بيته. فيغدو الزمن حليفه بصورة ما بعد أن كان زمن السجن عدوه الألد. أو تغدو العلاقة بينهما مركبة. تريد أن تخرج الآن قبل الغد، لكنك تحلّ مشكلاتك بصورة مرضيَّة، وتستفيد من وقتك في السجن جيداً، فأنت حرّ فيه بصورة ما. حريتك تؤلف قلب الزمن، لكنك سجين، والزمن لا يكفّ عن قضم عمرك. استحبست في النصف الثاني من الثمانينات، ثم بلغت أعلى مراحل الاستحباس بعد عام 1991 (كانت والدتي توفيت، وأفرج عن أخين لي كانا في السجن).

وحين اقتربت سنواتي الخمس عشرة في السجن من انتهائها تملكني قلق الحرية، والقرارات الصعبة التي تنتظرني. لكن حصل الأسوأ، وهو النقل إلى سجن تدمر حيث الاستحباس ممتنع.

هل كنت تشعر بطلوع الفجر أو غروب الشمس؟

نعم. دوماً.

ماذا يعني أن تمضي الجزء الأهم والأجمل من حياتك في السجن، وبماذا تحاول التعويض عن ذلك؟

يعني «أكل هوا». شيء لا يمكن إضفاء قيمة نسبيَّة عليه. خسارة مطلقة. لا تتوافر قطع غيار لعشرينات العمر وست سنوات من ثلاثيناتها. لذلك التعويض غير ممكن. لكني أظن أن عملي الكثيف في السنوات الماضية، بين 2004 وبداية الانتفاضة، هو محاولة للتعويض مخفقة حتماً. فثمة فجوة محفورة في «اللحم» لا تقبل الامتلاء. وفجوة في الخيال، لا تمتلئ بأي شيء حقيقي، ولا بنساء العالم كلهن.

هل حاول النظام استمالتك في السجن؟

ليست الاستمالة هي الكلمة المناسبة. تعرضت لعدد من عروض الإذعان، تساومني على حريتي مقابل كرامتي، والإفراج عني مقابل التعاون مع المخابرات.

هل واجهت الموت في السجن؟

لا. أقرب شيء إلى الموت كان حريقاً شبَّ في سجن المسلمية في حلب في صيف 1983، واشتعلت بفعله عشرات مفارش الإسفنج، ونشرت دخاناً كثيفاً جداً، كاد يخنقنا. لكن نجونا جميعا في المحصلة.

ما هي أكثر اللحظات مرارة في ذاكرتك؟

عدم الإفراج عني بعد أن أنهيت 15 عاماً هي الحكم الذي قضت به علي محكمة أمن الدولة، ثم النقل إلى تدمر لمدة عام تقريباً.

في السجن عادة ما «يتسلى» السجين بصناعة المسابح والتحف والصغيرة وما شابه، أنت في أي اتجاه كنت توظف هذه الأشغال؟ هل كنت تحاول التفنن، أم عبَّرت من خلالها عن مكنوناتك، أم أن اليأس كان المسيطر؟

كنت حالة ميؤوساً منها في هذه المجالات، للأسف. لم أصنع مسابح زيتون، ولا مسابح خرز، ولا تحفاً من أي نوع. حصل أن ساعدت بعض رفاقي في المرحلة الأكثر بدائية وتطلباً للمهارة في صناعة جزادين الخرز. هذا كل شيء.

كان وقتي موزعاً على القراءة حين أتيحت الكتب، وبين مشاهدة التلفزيون حين توافر بعد عام 1986، وبين لعب الورق والنوم.

المرأة والمرآة

هل كانت تحضر المرأة في ذهنك وأنت خلف القضبان؟

تحضر فقط؟ قل تجتاح وتحتل وتستوطن. الحرية كانت تعني للسجين الذي هو أنا، وأظن لجميع السجناء الذكور، شيئان: المرأة والحب، وشيئاً خاصاً بكل واحد منا يتعلق بالدراسة أو العمل أو الإنجاز في مجاله. وربما المرأة أكثر إلى درجة أنها تتماهى مع الحرية. ففي النهاية نحن نحب أن ننجز للفوز بالنساء.

وكان محور أحلام يقظتي هو المرأة، المثلى طبعاً، الجامعة تمام صفات النساء وأدوارهن كافة. الأجمل والأرق والأذكى، والأشد فتنة… الأم والصديقة والعشيقة.

هل تعرفت الى سجينات في حياتك؟

نعم، طبعاً. زوجتي سجينة سابقة لأربع سنوات، بين 1987 و1991. لكني لم أكن أعرفها قبل السجن. أعرف عدداً من سجينات سابقات قضين في السجن وقتاً وسطياً أقل مما قضى الرجال، ولم يرين الأسوأ من ظروف السجن على العموم، لكن حياتهن بعد السجن أقسى.

هل كنت مرتبط عاطفياً قبل دخولك السجن؟

كنت أخرج من أزمة عاطفية حادة. كانت فتاتي تركتني، وعانيت من آلام الهجر العاطفي إلى درجة ربما تفوق معاناة من هم في عمري حينها.

بعد الخروج الى الحرية، هل وجدت أن السجن انعكس على علاقتك بالجنس اللطيف؟

جعلها أشد عسراً. كنت بشوق لا يحد لنساء، وجهل لا يحد بالنساء. وكنت مثل جميع السجناء السياسيين المزمنين أتوقع مكافأة على شكل نساء يحببنني كثيراً من دون أن يقيدنني. كنت شخصاً منضبطا عموماً، فلم أنسق وراء هذا الميل، وبقيت مع المرأة نفسها لمدة عامين ونصف العام. لكن هذه العلاقة فشلت بفعل ضعف أهليتي النفسية والمادية، وحاجة المرأة الخالدة إلى «الأمان».

تحسن الأمر في ما بعد، وتزوجت، ولا أظنني زوجاً شديد السوء. لكن أظن أن فكرة زوجتي عني أفضل من فكرتي عن نفسي كزوج.

ما المنامات التي كنت تراها في السجن؟

متنوعة. منها منام العري الذي لا أزال أراه بين حين وآخر. أجد نفسي شبه عار في مكان عام. ومنها منام الامتحان. رأيت مرات أن امتحان البكالوريا وشيك وأني لم أحضّر له (كنت نجحت بتفوق في هذا الامتحان). ومنها أحلام عظيمة. أني في قارب ضخم لا حدود له، أظنه المحيط الهادي. لا أعرف كيف تكون البحور الضخمة، لكني أشعر أن هذه هي الكلمة المناسبة. الماء الذي يوحي بالعمق والوفرة الهائلة وزرقته غامقة، والمتحرك، كان هذا شعوري، وليس الخوف. وأحد أحلامي المعاودة الصعود والنزول الشاق، على قلق، لجبال ومنحدرات. ورأيت مرة حلماً يجمع بين فتاة نحيلة قلقة تلبس فستاناً أزرق، وعفريت صغير يتحرك في كل مكان، ثم يجعل من نفسه مروحة ويدور بسرعة كبيرة حول واحد من عدة أعمدة تسند البهو الذي كنا فيه، ورجل شاب أنيق يوحي شكله بالوقار. آنذاك وبتأثير قراءات في التحليل النفسي، قدرت أن ثلاثتهم أنا، منظماتي النفسية الثلاث: الأنا والهو والأنا الأعلى. ورأيت في إحدى الليالي فتاة بفم واسع وشفتين مبرومتين، وثديين صلبين متوسطي الحجم، واسمها فيرا. وهذا اسم تجده في الأدب الروسي، وكنت ألفظه بالياء الممدوة الساكنة، في المنام فحسب لفظته لفظاً صحيحاً للمرة الأولى.

أدب السجون

هل كتبت في السجن وهل كنت تملك أدوات الكتابة؟

كتبت بعد عام 1988 حين توافرت لدينا أقلام، علماً أننا حصلنا على بعضها سراً قبل ذلك. وكتبت أموراً لا أهمية لها. بعد ذلك كتبت أموراً لا أهمية لها أيضاً. لم أكن «فلتة» في الكتابة. تطورت تدريجاً وبجهد، وأظنني صرت كاتباً يتحسن في مطلع التسعينات. وكانت مواضيع كتابتي القضايا الفكرية والسياسية التي أكتب فيها اليوم. كتبت عن السجن وحياتنا ضمنه، لكني لم أحب ما كتبته، وتوقفت عنه بعد كتابة بضع صفحات.

هل كتبت على الجدران؟

في الأيام الأولى للاعتقال، كتبت عبارات متحدية جاهزة على جدران غرفة التوقيف.

بعد خروجك من السجن، هل عدت إلى أدب السجون والمعتقلات؟

ليس بصورة نظامية للأسف. كنت قرأت «شرق المتوسط مرة أخرى» لعبد الرحمن منيف عام 1993 أو 1994 ولم أحبها أبداً. كانت أكثر بطولية وإيديولوجية مما يتحمله سجين كان قضى أكثر من 10 سنوات في السجن. كان تركيزها على التعذيب مزعجاً لي لأن مركز الثقل في تجربة السجن ليس التعذيب، الذي يدوم أياماً أو أسابيع في أقصى الحالات، بل الحياة في السجن. وقرأت «شرق المتوسط» لمنيف بعيد وفاته، ولم أطقها أبداً. وربما هذا ما أثار نفوري من «أدب السجون». كتب زملاء سوريون أموراً عن السجن، أقر أني لم أحب طابعها الحزين. الأشياء التي أحبها من سير السجن هي التجارب الشخصية، واللغة المتقشفة في تناولها. لكني أحببت رواية «القوقعة» لمصطفى خليفة. فهي شهادة خارقة عن سجن تدمر، وأفضل ما كتب عن السجون السورية.

هل لجأت إلى الكتاب كتعويض عن أيام السجن؟

ربما. الكاتب هو الدور الذي اجتذبني منذ وقت مبكر في السجن. كنت أشعر بالانتماء إلى عالم فيه أمثال عبد الله العروي وبرهان غليون وهشام جعيط وسمير أمين وغيرهم، أكثر بكثير من عالم السياسيين والمناضلين.

أول كتاب قرأته قبل دخولك السجن، وآخر كتاب قرأته بعد خروجك؟

أول كتاب هو إما «السأم» لألبرتو مورافيا أو «الأم» لمكسيم غوركي. قرأتهما في صيف 1971، وكنت آنذاك ناجحاً إلى الصف السابع، وأذكر من الأول اسمي دينو وسيسيليا، ولا أذكر من الثاني إلا صعوبة قراءة الأسماء الروسية. راهناً، أقرأ كتاب «مغامرات المغايرة» لأحمد بيضون. وهو مثقف لبناني عظيم، فكراً وأسلوباً وشخصاً. أقول هذا وأنا لم ألتق به شخصياً.

قال صنع الله ابراهيم: السجن صنع مني روائياً، أنت هل صنع منك السجن مفكرًا؟

لست مفكراً. المفكر أنتج شيئاً على مستوى المنهج، وهذا ما لم أفعله. لكن السجن صنع مني كاتباً بالتأكيد. ربما يكون رفع من تقديري لنفسي، فلم يعد يمكن الحفاظ على مستوى التقدير هذا إلا بالتفرغ للكتابة، وهو قرار ما كنت لأجسر على اتخاذه لولا 16 عاماً في السجن. لو لم أسجن، لكنت كتبت أشياء على أرجح تقدير، لكن ربما ما كانت الكتابة لتصير مهنتي.

هل ثمة فعلاً ما يمكن تسميته بمثقفي السجن وأدب السجون؟

كتبت قبل سنوات مقالة عنوانها «عن مثقفي السجن، بالأحرى، لا عن سجن المثقفين»، في ملف حرره الصديق عباس بيضون في السفير الثقافي. مثقفو السجن هم أشخاص تكونوا كمثقفين في السجن، وربما ما كانوا ليصيروا مثقفين لولاه. في سورية، ينطبق ذلك على كثر، من كتاب ومترجمين، منهم بكر صدقي وموفق نيربية وراتب شعبو وحسيبة عبد الرحمن وعماد شيحا وغيرهم… وأنا منهم أيضاً. وليس منهم ميشيل كيلو، مثلاً، الذي كان مثقفاً معروفاً قبل أن يسجن.

والسجن ليس إلا موضوعاً واحداً من مواضيع اهتمام هؤلاء المثقفين. الواقع، أن بعضهم لم يكتب شيئاً البتة عن السجن. وليس بينهم من خصص عمله للسجن أو تفرغ لأدب السجون.

أفترض أن أدب السجون هو الأدب، القصة والرواية خصوصاً، التي تكتب عن السجن، سواء جرب الكتاب السجن بأنفسهم أم لا.

الحرية

جُردت من حقوقك المدنية إلا تعتبر ذلك نوعاً من سجن آخر؟

من المألوف أن يقول معتقلون سوريون أُفرج عنهم إنهم خرجوا من السجن الصغير إلى السجن الكبير. وهو تعبير كان يزعجني دوماُ، لأنه، إذ يقلص الفارق بين السجن وخارجه، يظهر غير قليل من قلة الحساسية حيال الحياة في السجن، وهي مريعة دوماُ لأغراض وظيفية صغيرة. لذلك أيضاً لا أقبل التقريب الشديد للحرمان من الحقوق المدنية من السجن. هذه إهانة للسجن.

والحقيقة، أني لم أشعر بفقداني شيئاً من «الحقوق المدنية» المزعومة. فلا أريد أن أنتخب ولا أن أترشح لمنصب، ولا أن أنال راتباً من الدولة، ولا عقود لي معها، ولا أكاد أملك شيئاً. أما الحق في السفر، فيبدو مستقلاً عن الحقوق المدنية. لقد سافر أناس لا حقوق مدنية لهم، وحُظِر سفر أناس ليسوا محرومين أو انتهى حرمانهم من حقوقهم المدنية. كل شيء اعتباطي في سورية. ووحدهم الأغنياء والمدعومون هم من لهم حقوق ثابتة في سورية الأسدية.

هل فكرت بالرحيل بطريقة ما الى أوروبا أو أي بلد آخر؟

أبداً. منذ تفرغت للكتابة في أواخر عام 2000 (قبلها كنت قد عدت إلى الجامعة)، تبدى لي بوضوح أن تناولي النقدي للشؤون السورية، بينما أنا في البلد قيمة بحد ذاتها. ليست مسألة مكان، ولا عقيدة وطنية، بل شرط للإنتاجية والدور المرغوب. صحيح أنه اقترن بعدم أمان دائم ومؤلم، لكني كنت على وعي بأني لن أستطيع، وأنا في أربعينات عمري، أن أعيش في الغرب.

هل ما زلت تخاف الدخول إلى السجن؟

نعم. انقضى وقت كنت أشعر فيه بالحنين إلى السجن. كان هذا احتفالاً مقنعاً بخروجي منه سالماً، وربما استعادة لتجربة تغيير مهمة في حياتي. لكن في أشهر الانتفاضة، ومع توالي أخبار التعذيب، وأوضاع المعتقلين، شفيت من الحنين، وأبذل اليوم جهداً غير قليل كي لا أعتقل. لكن ليس إلى حد ألا آخذ راحتي في الكتابة عن الشأن السوري.

هل تغيرت القضية التي دخلت السجن لأجلها في بداية الثمانينات من القرن الماضي عن اليوم؟

تغيرت طبعاً. وتغيرتُ أنا أيضاً. منذ أيام السجن تبدى لي أنه إذا شئنا الحفاظ على أهدافنا التحررية، فلا بد من تغيير مناهجنا. تخليت عن الشيوعية في وقت ما من ثمانينات القرن العشرين، لأجل الثبات على أهداف الحرية والمساواة التي أفترض أنها النواة القيمية لكفاحنا. بقيت يسارياً، ولست مستعداً للتخلي عمَّا في اليسار من انحيازات نقدية ضد أصحاب الثروة والسلطة، ومن موقف اعتراضي. لكني صرت على نفور عميق من كل مذهبية مغلقة ومن كل منزع يقيني ودوغمائي، ومن انتهازية أصحاب العقائد ولا أخلاقيتهم العميقة. أعتقد أن مشكلة الشيوعية هي التعارض بين انحيازاتها الإنسانية المفتوحة ونظامها العقدي المغلق، وقد ذهب المفتوح ضحية المغلق

برهان غليون:”إرادة الشعب السوري الموحد هي التي ستقضي على النظام

التقى وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه وفدا من المجلس الوطني السوري المعارض ومن بينهم برهان غليون المتحدث باسم “المجلس الوطني السوري”.الذي أكد في حوار مع شادي شلالا رفض المعارضة السورية لأي تدخل عسكري في بلاده، مشددا على أن ما سيقضي على النظام هو “إرادة الشعب السوري الموحد”.

أكد برهان غليون المتحدث باسم “المجلس الوطني السوري” المعارض لنظام الرئيس بشار الأسد رفض المعارضة السورية لأي تدخل عسكري في بلاده، مشددا على أن ما سيقضي على النظام هو “إرادة الشعب السوري الموحد” قائلا :”لا أحد يطالب بتدخل عسكري”، وأن ذلك “شيء غير مطروح وسيمدد أمد الأزمة وسيعقد الموضوع”، مشددا على أن ما سيقضي على النظام هو “إرادة الشعب السوري الموحد”.

“الجيش الوطني الحر ليس ذراعا عسكريا للمجلس الوطني”

كما أكد برهان غليون، وهو مفكر وأستاذ في جامعة “السوربون” في باريس، أن المجلس الذي يترأسه والذي تم تأسيسه مطلع الشهر الجاري في إسطنبول، يدعو المجتمع الدولي إلى “حماية المدنيين” مشيرا إلى أنها “قضية مرتبطة بميثاق الأمم المتحدة، وهي مسؤولية المجتمع الدولي أن لا يترك الشعب يذبح”، منددا بما سماه “جرائم ضد الإنسانية”.

وفي رده عن سؤال حول “الجيش السوري الحر” (المكون من ضباط وجنود منشقين) قال برهان غليون إن هذا الجيش “لا يمكن تجاهله”، وأن سبب تأسيسه هو “الاستخدام غير المسؤول للجيش السوري للقمع ضد الشعب”، ونفى أن يكون “الجيش الوطني الحر ذراعا عسكريا للمجلس الوطني” مذكرا أن الأول وجد قبل الثاني”. مضيفا أن (الجيش الحر) سيشارك في معركة التحرير، بالمعنى السياسي وليس العسكري”، مذكرا: “ثورتنا سلمية وستبقى سلمية. سلميتها هي شرط لنجاحها”.

“سننجح في توحيد المعارضة وتوسيع دائرة الاحتجاج”

أما بخصوص المعارضة السورية، اعترف برهان غليون بأنها كانت “منقسمة وهي الآن من كتلتين” (المجلس الوطني و”هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا”، التي تأسست في 30 يونيو/حزيران الماضي في دمشق). واختتم كلامه قائلا: “نحن نسعى للتفاهم ولإيجاد أرضية للعمل المشترك. سننجح في توحيد المعارضة وتوسيع دائرة الاحتجاج”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى