صفحات سورية

يوم جديد حزين..

 


بسام القاضي

منذ متى كانت السماء تمطر في الصحارى القاحلة؟!

بدون اعتذار:

ألا تبت يدا هذا النظام الذي فشل في أن يلتزم حتى بكلمة واحدة!

ألا تبت يدا كل الوجوه القذرة التي رفعت أو سترفع سلاحا أو عصا بوجه سوري أو سورية عزلاء!

ألا تبت يدا كل السجون من كل نوع!

ألا تبت يدا كل الوجوه القذرة التي خرجت على الفضائيات في الأيام الماضية لتبيعنا وطنيات بينما هي هربت كالكلاب الجرباء من مجرد استدعاء!

ألا تبت يدا كل من يتفوه بكلمة واحدة قبل أن يعود إلى سورية: حبل المشنقة أو السجن أو البيت.. لا فرق!

ألا تبت يدا كل تجار البشر المسماة بـ”أحزاب” موالية أو معارضة! لستم إلا نخاسين قذرين!

ألا تبت كل من يتكنى بـ”حقوق الإنسان”، وهو ليس إلا علقة نتنة!

ألا تبت يدا كل قاذورات الأديان المتسربلة باسم “رجال دين” وهم ليسوا إلا قتلة آخرين يملأ اللعاب ذقونهم!

ألا تبت يدا كل من يتلطى خلف أسماء وهمية هنا على الفيس بوك، أو في أي مكان آخر!

ألا تبت يدا كل من سينسحب اليوم  من مجال عمله تحت ذريعة الإحباط!

جميع هؤلاء سوف أرميهم في سلة قمامتي.. وسأحرق السلة حتى لا تفوح قذارة..

إنه يوم حزين آخر.. يوم صعب آخر لنتعلم فيه.. لنلملم قهرنا ودموعنا ونصنع منها قوة جديدة..

إنه درس قاس قساوة الموت.. فلنتعلم منه جيدا..

لم ينجح التونسيون بسبب البوعزيزي، ولا المصرييون بسبب الفيس بوك.. بل حصدوا ثمار عمل استمر لسنوات.. عمل شاق ومتعب، بل ومحبط.. في مجتمعاتهم، في بلدهم..  وليس في مقاهي أوروبا وأمريكا.. وليس في الصراع على تذاكر الطائرات ومقاعد المؤتمرات..

فلنتعلم من ذلك.. إذا أردنا أن نتعلم، لا أن تتعفن رؤوسنا..

ولنمضي.. كل من مكانه، كل من مجاله، كل من يديه.. لنصنع واقعا جديدا بعيدا عن الأوهام…

 

“رسالة شخصية لا علاقة لها بمرصد نساء سورية”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى