صفحات الرأي

سلافوي جيجيك: ‘يا فقراء العالم احتلوا الشوارع العامة!’


ترجمة محمد مسعاد

‘لسنا حالمين. إننا نستفيق من حلمٍ يتحوّل الى كابوس. لا ندمّر شيئًا. إننا نراقب النظام يدمّر ذاته’. كان هذا جزء من خطاب الفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجيك في وول ستريت السنة الماضية حينما احتل المحتجون بورصة ‘وول ستريت’. لقد تميز العام 2011 بتدفق الناس إلى الشوارع ‘في مختلف بقاع العالم للاحتجاج ضد الرأسمالية الموحشة في الغرب وغياب العدالة الاجتماعية في العالم العربي. وهو الأمر الذي أعطى لاحتلال الأماكن العامة بعدا عالميا. حيث أصبح عدد من المثقفين من أمثال جيجيك أحد عقولها المدبرة على المستوى الإعلامي. شحنة قوية من الشيوعية والموارد الطبيعية والأبحاث والمعرفة الرقمية. هذا ما يحتاجه مجتمعنا في نظر جيجيك. ولا أحد يحق له خوصصتها وجني أرباحها. وينبغي أن تكون متاحة للجميع وليس احتكارها من طرف القلة. يهتم جيجيك بفلسفة الشك أيضا. إنه يعرف كيف تسحق المثالية في الواقع السياسي وكيف للرأسمالية أن تكون مغرية.

ولتسليط الضوء أكثر على مُنظر ثورة الفقراء، عرضت قناة الدويتشه فيله هذا الحوار الذي يعرفنا بهذا المستفز. إنه فيلسوف ثقافة الاحتجاج في جميع أنحاء العالم. حيث يرى أن الوقت قد حان لانطلاقة جديدة.

*هلا شرحت لنا الأمر؟

*يتحكم في مجتمعاتنا المزيد من منطق الفصل العنصري. هناك أناس يوجدون داخل هذا النظام وآخرون خارجه. لهذا نسير ببطء ولكن بكل تأكيد إلى طريق مسدود يشكل تهديدا على الحرية التي هي أساس مجتمعنا’.

*هل يكمن الحل في إلغاء الديموقراطية؟

*لا، بل يجب خلق ديموقراطية جديدة، لأن الديمقراطية الحالية ستصبح في يوم من الأيام’عديمة الفائدة.

*أنت من سلوفينيا وعايشت قسوة النظام الشيوعي، ولم يكن مسموح لك بالتدريس لمدة طويلة. أليس صعبا الإيمان دائما بأفكار الشيوعية؟

*’كما تعلمي فإن اشتراكيتنا كانت تتميز بعض الشيء. إذ كانت حدودنا مفتوحة تماما وكانت تصلنا جميع الكتب الغربية. ومع ذلك كنا نرى أن النظام الشيوعي لا يستقيم. ولكن في نفس الوقت كان النظام الرأسمالي الغربي بالنسبة لنا مختلفا عما كان يعنيه لألمانيا الشرقية أو بلغاريا. لم يكن هدفا لنا’

*كنت بشكل أو بآخر موزعا بينهما؟

*’نعم، وأقصد تماما حالة ‘بين/ بين’. إن الانتقال من نظام اجتماعي إلى آخر، مهم جداً. مما يجعل بعض الأشياء مرئية.

* قلتَ، مرةً، إن حركات احتلال الأماكن لم تنتشر عالميا بما فيه الكفاية.

*’من السهل جدا تحميل المصرفيين الجشعين كامل المسؤولية. لا ينبغي العمل على تغيير الناس بل تغيير النظام بكامله، حتى لا يخرج شرّهم إلى السطح.

*أما زلت تساند هذه الحركة؟

*’نعم، ولكن لا ينبغي علينا الجري وراء الأوهام،. ومن السهل جدا الاعتزاز بالنفس. ليس مهما مدى التضامن. لا يهمني على الاطلاق، وأنا لا أحب لحظات الحماس الكبيرة. المهم هو ما يحمله الغد’.

*ماذا بقي من الربيع العربي؟ حيث انهار حكام مستبدين في تونس وليبيا ومصر بواسطة شجاعة الشعوب. وماذا بعد؟

* يجب القول بوضوح إن الجيش في مصر لا يزال على حاله كما كان تحت قيادة مبارك. وسيرتب بكل هدوء اقتسام السلطة مع الإخوان المسلمين المتطرفين.

*ألا تعتقد بتغيير حقيقي في العالم العربي؟

*بلى، هذا ممكن، ولكن أتوقع المزيد من بناء لمجتمع مدني نقدي. ففي مصر، على سبيل المثال بدأ الطلاب والنساء في تنظيم أنفسهم في الأشهر الأخيرة. وهذا هو الأمل الوحيد.

*لقد أصبحت نجما لليساريين. كيف تشعر وأنك تتمتع بهذه المكانة؟

*إنه أمر مثير للاشمئزاز وسأقولك لك لماذا: كل هذه المواقف حول شخصي هي مجرد محاولة ذكية جدا للتخلص مني. على اعتبار أن الرجل مضحك لا تأخذوه على محمل الجد. ولكن الوضع يتغير الآن. القاعدة الجديدة تقول إنه يبدو كمهرج، ولكن كونوا حذرين: إنه يخفي وراءه رسالة خطيرة.

القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى