صفحات الحوار

« حبيب صالح: المؤامرة الحقيقية ضد المقاومة دشّنها اتفاق الأسد- مورفي… ونسأل السيد حسن أين المقاومة للاحتلال “الإسرائيلي”؟!


حبيب صالح: دماء السوريين ليست ملكاً لنصرالله

الراي الكويتية

طالب المعارض السوري حبيب صالح الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله بالوقوف إلى جانب الشعب السوري بدل الدفاع عن «النظام الشمولي الاستبدادي» متسائلاً «أين هي المقاومة للاحتلال “الإسرائيلي” ومَن هو المحتل، الجولان أم دير الزور وحمص وحماة؟».

وشدد صالح على أن النظام السوري ليس ممانعاً قائلاً: «من يقِم السواتر الترابية على الحدود مع العراق من أجل حماية الأميركيين ليس ممانعاً»، ومشيراً إلى أن اتفاق الأسد- مورفي الذي وُقّع العام 1986 بخصوص انفراد القوات السورية بالبقاء في لبنان بعدما كانت دخلت في إطار قوات الردع العربية شكل «المؤامرة الحقيقية ضد المقاومة».

«الراي» اتصلت بالمعارض السوري حبيب صالح وسألته عن مقاربة السيد حسن نصرالله للملف السوري:

* أشار السيد نصر الله في مقابلته على قناة «المنار» إلى أن وجود سورية بجوار “إسرائيل” يدفع أميركا و«الناتو» إلى التردد في القيام بأي خطوة عسكرية ضدها. ما رأيك في ذلك؟

– المسألة يجب ألا تؤخذ من منطلق الجغرافيا بل لها أبعاد أخرى تتعلق بقضية الحقوق وإسقاط الأنظمة الاستبدادية، وهذا العامل المنطقي والتاريخي والوطني لم يتم تناوله في الحوار. القضية السورية يجب أن تبحث أولاً من زاوية الانتقال الديموقراطي وأحقية التظاهرات ورفض الحل العسكري والقتل المنهجي وهذه المسائل كان لا بد للسيد نصر الله أن يأخذ بها. دماء السوريين الأحرار ليست ملكاً للسيد نصر الله ولغيره، ولا أعلم لماذا تجاهل دماء الشعب السوري ودافع عن النظام الشمولي الاستبدادي.

وفي ما خص العلاقة بين «حزب الله» وسورية أطرح الأسئلة التالية: لماذا الصمت “الإسرائيلي” منذ 40 عاماً بعد اتفاقية فصل القوات التي أقامها وزير الخارجية الأميركي الاسبق هنري كيسنجر وبقيت محترمة من الجانبين السوري و”الإسرائيلي”. وهنا نسأل السيد نصر الله أين هي المقاومة للاحتلال “الإسرائيلي” ومن هو المحتل: الجولان أم دير الزور وحمص وحماة ودرعا؟ كما أسأل السيد نصر الله لماذا تناول الثورة السورية من باب الدفاع عن النظام وليس الدفاع عن الحقوق وحق الشعب السوري في تقرير المصير؟ أليس هناك معارضة وموالاة في لبنان؟ فليطالب بتحقيق ذلك في سورية أيضاً. كان على السيد نصر الله أن يطالب بإشعال المقاومة في جبهة الجولان كما أشعل المقاومة في جنوب لبنان.

* لفت السيد نصر الله إلى أن الرئيس بشار الأسد والقيادة في سورية أكدا على الإصلاح ولكن المواجهة اتخذت منحى آخر وبات المطلوب ليس الإصلاح بل إسقاط النظام المقاوم. ما رأيك بمعادلة الممانعة مقابل بقاء النظام السوري؟

– هذا الكلام هو تزوير تاريخي يتنافى مع كل الحقائق. سورية ليست دولة ممانعة على الإطلاق، ومن يُبقي جبهة الجولان على حالها ليس ممانعاً ومن يقِم السواتر الترابية على الحدود مع العراق من أجل حماية الأميركيين ليس ممانعاً، ومن يشعل نهر البارد في شمال لبنان ليس ممانعاً، ومن يفتت القوى الديموقراطية في سورية والعراق ولبنان ليس ممانعاً، ومن يعتقد أن الربيع العربي ليس له حلقة سوريّة ليس ممانعاً، ومن ينفي حق الشعب السوري بالتغيير الديموقراطي ليس ممانعاً. نحن نطالب السيد نصر الله بأن يطلب من النظام السوري تحرير الجولان من الاحتلال “الإسرائيلي”.

* السيد نصر الله أشار إلى أنه يقف إلى جانب الشعب السوري المطالب بالإصلاح ونفى إرسال حزب الله لمقاتلين إلى سورية. ما رأيك في ذلك؟

– يجب أن يعاد النظر في هذه المسألة. هناك حقائق على أرض الواقع تخالف ما تقدم به السيد نصر الله. إيران ترسل أموالاً لدعم النظام وكان لا بد للسيد نصر الله توجيه خطاب إلى شعب سورية المقاوم وكان عليه ألا يتجاهل دماء شهداء الثورة السورية، وهذا الخطاب يضع مجمل منطق المقاومة أمام تساؤل كبير مفاده: لماذا هناك تقاطع في التأييد للنظام السوري بين «حزب الله» و”إسرائيل”؟ ولماذا لا تستنفر “إسرائيل” قواتها على جبهة الجولان ولا تستغل الأوضاع الجارية في سورية وانشغال الجيش السوري المنهك؟ الصمت “الإسرائيلي” واضح غايته حماية النظام بغية عدم تحريك جبهة الجولان كي يعطي المجال لتصفية الثورة السورية.

* رأى السيد نصر الله أن بعض العرب يحرضون مذهبياً وطائفياً في سورية وأن التحرك العربي يضغط باتجاه إسقاط النظام. ما رأيك في ذلك؟

– أولاً يتحدث السيد نصر الله عن إسقاط النظام السوري كأنه يتحدث عن مكة أو كربلاء. السيد نصر الله تجاهل بشكل كلي قضية الشعب السوري، وهو يتحدث عن وجود مؤامرة عربية ضد النظام، والمؤامرة الحقيقية ضد نهج المقاومة دشنها (الرئيس الراحل) حافظ الأسد العام 1986 في ما يعرف باتفاق الأسد – مورفي، المؤامرة الكبرى حين أرسل الأسد قوات إلى خارج سورية لغير تحرير الجولان فتجاوز البعدين الوطني والقومي لسورية، ثم لأن النظام السوري ذهب إلى دعوات المفاوضات في جنيف وكامب دايفيد وكان يسمي الأميركي بالراعي النزيه. وكانت ثنائية إقامة السلام غير المعلن بين سورية و”إسرائيل” هي الاستراتيجية التي قامت عليها السياسات الأميركية والأوروبية في الشرق الأوسط. وتالياً، إذا كانت هناك مؤامرة فلماذا لا تستنفر “إسرائيل” قواتها ولماذا لا تحرك أميركا قواعدها العسكرية ولماذا هذا الصمت الدولي تجاه عمليات القمع والقتل في سورية؟ النظام السوري ما زال نظام لعبة الأمم في المنطقة والنظام المدلل الذي لم تجرِ ضده أي عملية عسكرية ولم تصل الضغوط الدولية إلى حد إسقاطه، وكل ما يجري غايته تحسين السلوك. المؤامرة الحقيقية هي عدم السماح للشعب السوري بالتحول نحو الديموقراطية.

الراي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى