سمر يزبكصفحات مميزة

أبناء طائفتي


سمر يزبك

أبناء طائفتي:

 لا طائفة لي سوى الحق.

لو كان الإمام علي بن أبي طالب يعيش بيننا، لكان أول متظاهر فوق الأرض السورية الكريمة.  ولرأيتم وجهه دامياً. المطالبون بالحق، والذين  تمرغوا تحت أبواط العسكر والأمن، هم فكرة  نور من وجه الحق الذي نادى به الإمام.

أعرف كم سيغضبكم هذا الحديث، اعرف أنكم تبرأتم مني، ولكني لست بريئة منكم. أنتم في صدري مثل سكين. أعرف كم يلزم من الوقت لتشعروا  بالخديعة التي صمتَم فيها عن وجه القاتل.

 لقد كنا نعيش معاً  في دوامة الخوف، الآن لم يعد هناك من مجال للوقوف بشكل حيادي اتجاه ما يفعله النظام المستبد بكم؛ قراكم الفقيرة، ورجالكم الذين تحولوا الى مرتزقة، ومثقفيكم الذي قضوا عمراً في سجون النظام، النظام المتمثل بعائلة طاغية تجعل منكم درعا بشرياً لها، وتستمر في جبروتها وطغيانها، وتحرفكم عن مسار الحق الذي طالما سعيتم في الأرض، وتشردتم وذقتم عذابات لا هول لها من أجله.

أجل الحق ولا شيء سواه. الحق الذي يقول إن زوال المستبد وعصابته التي تقتل المتظاهرين العزل، وتستبيح المدن والأرواح، هي من استباحت خُلقكم وخَلقكم، وهي من تقوم بمسلسلها الإجرامي لجركم لكره وقتل إخوتكم وأبناء وطنكم الذين لا يريدون قتلكم، بل يريدون الحق المتمثل بالعيش في كرامة.

 لن يقتلكم أخوتكم في الوطن والسماء والأرض،  زوال العائلة المجرمة الحاكمة لا يعني زوالاً للطائفة. الطائفة أبقى، وأعز،  يذهبون وتعيشون بين إخوتكم، لهم ما لكم، ولكم ما لهم. بالحق والقانون والعدالة.  لكم معتقدكم ولهم معتقدهم. لكل إنسان الحق في عيش معتقداته، وجودهم لا يلغيكم،  ووجودكم لا يليغهم.  لقد عشت بينكم، وأنا واحدة منكم، ولازلت، ومنكم تعلمت معنى الحق، وعلى أسطر ثقافتكم وفلسفتكم تعلمت معنى أن نقول الحق، ولو على موتنا. ألم يدفع الإمام علي بن أبي طالب حياته ثمناً للحق. أعرف أن منكم من يعرف وجه الحق، لكنه صامت وخائف من العصابة المجرمة، لكن  لا خوف مع الحق. الحق الذي يقول أنه لا يجوز للقتلة أن يحكموا الناس، هل ترضون أن تحكمون بالقتلة؟

 إلى متى لن تروا الحقيقة، وقد  تحول الدم السوري اإلى ماء؟  والعصابة الحاكمة التي جعلت من السوريين قتلى يتعفنون في الهواء الطلق ولا يدفنون، جعلت منكم ألات قتل لها.

أنا أسامحكم لأني أعرف الألعاب الشيطانية التي مارسها النظام عليكم، والخوف الذي حولكم إلى تابعين، فأنا منذ الآن أبكي منكم وعليكم. أنا على مسافة الصفر منكم. ولكني خُيرت بين الحق وبينكم، واخترت الحق. قلبي الصغير كقطعة فحم أسود  يسامحكم، لأنكم تُظلمون الأن أكثر مما ظلمتم في تاريخ إباداتكم والمذابح التي تعرضتم لها. لكن التاريخ لن يسامحكم. التاريخ سيقف ويشهد أنكم أنتم من عانيتم من القتل، تحولتم إلى قتلة.  وإمامكم عندما خير بين أن يكون قاتلاً أو قتيلاً، اختار أن يكون قتيلاً.

 لا تصدقوا الجلاد فيما يقوله، فهو قانل الإمام علي بن أبي طالب، الطاغية واحد في التاريخ، يغير شكله ولكن روحه تبقى. تتلبس أشكالاً مختلفة، وقد خدعكم هذا الطاغية بلبوس الدين، وهو منه بريء.  يدا الطاغية مغمستان بدماء أخوتكم في الوطن،  بدماء السوريين، هو روح الطاغية التي قتلت الحسن والحسين.

انزعوا القشور التي زرعها  نظام القتل والإجرام، واستعدوا للعودة إلى طهارتكم وطيبتكم وثقافتكم وأصلكم.

وان لم يحدث هذا، فقدت  انتهيتم وانتهى معنى وجودكم الفلسفي والروحي، وذهب نوركم الأعلي الى غير رجعة.

ويلي منكم وويلي عليكم.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. أول شي ياريت تحكي باحترام أكتر لما تجيبي سيرة سيدنا الإمام”ع” وأسيادنا الحسن والحسين ” عليهما السلام”
    يعني بس بدي أفهم مين يلي حاطك متحدث باسم الطائفة
    دوري ععالم مجانين تلعبي بعقولن أحسنلك قائدنا بشار وأنتو العصابة يلي حذرنا منكن سيدنا ومولانا علي “عليه السلام”

  2. اكتبي لنا رجاء…. أنت الأشجع…ليتنا نمتلك جرئتك لنواجه هذا الاضطهاد الطائفي…صدقا لم يعد يخيفنا الأمن أكثر ما يخيفنا المذعورون من أخوتنا…مخاف أذيتهم لنا من غير وعي …يظنون إن وقوفنا مع المظلوم خيانة لهم…نحن نحبهن و لأننا نحبهم سنستمع لنصيحة الجد في ” مرايا ” و لن نعتب عليهم لأن القتل حولهم إلى كائنات خائفة.
    أنت يا سمر ضميرنا…أنت ضمير هذه الطائفة…لك من القلب تحية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى