أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأثنين 31 آب 2015

لافروف يستقبل وفداً من المعارضة السورية

موسكو – أ ف ب

استقبل وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف اليوم (الإثنين)، وفداً من المعارضة السورية يزور موسكو في إطار جهود ديبلوماسية مكثفة لحل الأزمة في سورية، وهي الزيارة الرابعة لوفد من المعارضة إلى موسكو في غضون شهر.

واستقبل لافروف في آب (أغسطس) الجاري رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” خالد خوجة، ومن بعده وفداً من تجمع القاهرة برئاسة المعارض السوري هيثم المناع.

وتوجه أيضاً ممثلون من المعارضة في الداخل، خصوصاً أعضاء من المجتمع المدني ووزير المصالحة الوطنية إلى موسكو.

واستقبل لافروف المنسّق العام لـ «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» حسن عبد العظيم في العاصمة الروسية.

وأعلن لافروف أن «روسيا تسعى إلى جمع أكبر عدد من المعارضين السوريين على منصة مخصصة للحوار مع النظام في دمشق»، بحسب وكالة «ريا نوفوستي».

وتابع لافروف «ليست المرة الأولى التي نلتقي فيها، إذ باتت زيارات الوفود السورية بمثابة تقليد»، بحسب وكالة «تاس».

من جهته، أعلن عبد العظيم أن وفده يشكر موسكو على تنظيم اللقاء، مشيراً إلى «عمل في العمق» تبذله روسيا لحل الأزمة في سورية. وتأتي الزيارة فيما يستأنف النشاط الديبلوماسي حول الملف السوري.

وفي أواخر العام 2014 وبداية السنة الحالية، استضافت موسكو جولتين من المفاوضات بين النظام ومعارضة الداخل التي لا تمثل جميع أطياف المعارضة.

وأتاحت اللقاءات تبني مبادئ عامة في كانون الثاني (يناير) الماضي، ووثيقة عمل في نيسان (أبريل) الماضي، لكن من دون أن تفضي إلى حلول ملموسة خصوصاً وأن المعارضة في الخارج التي يدعمها الغرب لم تشارك فيها.

وما زال مصير الرئيس بشار الأسد مسألة مثيرة للخلافات بين الروس من جهة والغربيين وبعض البلدان العربية ومعارضين سوريين من جهة أخرى.

وكرر سيرغي لافروف اليوم أن طرح رحيل بشار الأسد شرطاً مسبقاً لتسوية النزاع «غير مقبول» بالنسبة إلى روسيا.

من جهة أخرى، تدعو موسكو إلى تشكيل ائتلاف واسع يضم تركيا والعراق والسعودية والجيش النظامي السوري، لمحاربة تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في سورية.

 

الرد على الصواريخ السورية يثير انقساماً بين الاسرائيليين

القدس المحتلة – آمال شحادة

تواصل الساحتان السياسية والعسكرية في إسرائيل انشغالهما في مناقشة سبل التعامل مع الملف السوري الذي ما زال يتصدر الأجندة، وإذا ما كان الوضع يتطلب تغيير قواعد اللعبة، على أكثر من صعيد، خصوصاً لدى الحديث عن الرد على أي قصف صاروخي تتعرض له إسرائيل.

الواضح أن حال الإرباك في كيفية التعامل ما زالت سيدة الموقف. أجهزة الاستخبارات تواصل بحث الوضع. أمنيون وعسكريون سابقون يعرضون مواقف متباينة تعكس طبيعة النقاش الإسرائيلي ومدى التردد في حسم الرد. لكن الكل يتفق على أن اشتعال هذه المنطقة ليس إلا مسألة وقت. وهي لا تتوقف على مجرد صاروخ أو أكثر تسقط على مستوطنات الجولان أو في الجليل ولا حتى عملية تفجير تقوم بها إسرائيل بذريعة أن خلية أو أكثر تحاول تنفيذ عملية ضد أهداف إسرائيلية. فالحسم في الملف السوري ما زال ضبابياً وإسرائيل من جهتها تواصل كل جهد حتى تحصل ولو على قطعة صغيرة من الكعكة التي تسعى أطراف عدة لتقسيمها.

الإسرائيليون لم يحسموا موقفاً أو تقديراً واضحاً حول الخلفية لإطلاق الصواريخ الأخيرة، لكنهم يدركون تماماً أن المسألة لم تعد محصورة في المناطق الحدودية، المستوطنات الأقرب من القنيطرة أو تلك القريبة من منطقة وقف إطلاق النار. أما تزامن هذه التطورات مع تصعيد الحملة الإسرائيلية ضد الاتفاق مع إيران، فجعل البعض يربط بين الملفين. والجنرال احتياط يعقوب عميدرور الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي في حكومة بنيامين نتانياهو السابقة، خرج بدعوة إلى متخذي القرار بضرورة الاستعداد إلى سيناريوات غير متوقعة وبالأساس «الاستعداد لاحتمال مواجهة التأثيرات السلبية للاتفاق في مكان غير متوقع مثل سورية»، وقال: «يجب إيجاد التوازن الحساس في الرد الحاد بما يكفي من أجل تأكيد الجدية، ولكن ليس رداً يؤدي إلى تدهور الوضع».

وبالنسبة للمستقبل، يضيف: «لم تظهر حتى الآن دلائله على الأرض، ولكن علينا أن لا نفاجأ إذا ترك الاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران تأثيراً سلبياً في سورية. فمن جهة، هناك خوف من أن يؤدي سير الولايات المتحدة مع إيران إلى وقوف عدد أكبر من السُنّة إلى جانب تنظيم داعش المتطرف. ومن جهة أخرى، من المعقول جداً أن تشعر إيران (وربما ليس وحدها) بأنها باتت أقوى في أعقاب الاتفاق، وأن ينعكس ذلك في تعميق التدخل في سورية لمصلحة الأسد، وبذل جهود أكبر لمد حزب الله بسلاح حديث ودفع عمليات في هضبة الجولان».

 

سيف ذو حدين

هل يتوجب على إسرائيل الرد على الصواريخ بالقصف؟ الرد على هذا السؤال يظهر الانقسام الإسرائيلي. فهناك من يدعم موقف رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع، موشيه يعالون، بضرورة الرد الفوري ترافقه تهديدات بعدم السماح لأي طرف كان بأن يحول الحدود الشمالية إلى وضعية الحدود الجنوبية، تجاه غزة، بالقصف بين فترة وأخرى والرد في شكل قاطع وعدم الاكتفاء بإطلاق النار فقط على منطقة الحدث أو توجيه ضربة موضعية لمنفذي العملية فقط. وهناك من يرى أن الوضع على الحدود السورية، حتى اليوم، لا يستحق الرد الإسرائيلي. وموقف ثالث يقول أن إسرائيل منشغلة جداً في التهديد الإيراني، حتى وإن كان خطيراً بحد ذاته، لدرجة أنها تتجاهل القوة الجهادية السنّية الصاعدة في أرجاء سورية، على شكل حركات متمردين متطرفة، كالدولة الإسلامية (داعش) أو كتلك القريبة من «القاعدة». لذلك، تدعي هذه الجهات أنه عندما يتحقق هذا التهديد، لن تكون إسرائيل جاهزة كما ينبغي لمواجهته، وهو أمر يتطلب الاستعداد الدائم والرد المناسب.

في سياق مناقشة هذا الموقف الإسرائيلي تطرق أحد التقارير إلى الوضع الداخلي في سورية، وهو مبني على تقديرات استخبارية إسرائيلية. ويتحدث التقرير عن «أنه تعمل في هضبة الجولان اليوم قوات من المتمردين، المتباينة من حيث تطرفها، في القسم الجنوبي فقط. وفي الوقت الحالي لا ينشط هؤلاء ضد إسرائيل، وإنما يركزون على إسقاط الأسد ونظامه. لا أحد منهم يعتبر مؤيداً كبيراً لإسرائيل، بل إن العكس هو الصحيح، كما يبدو، لكنّ لديهم هدفاً يعملون عليه، وطالما لم يتحقق هذا الهدف، فإنهم لن يتفرغوا لمواجهة أعداء آخرين». ويضيف: «في المقابل، في وسط الهضبة وفي شمالها تنشط قوات تؤيد الحكم العلوي وتخدمه. وهي تحافظ على اتصال مباشر مع إيران أو مع حزب الله الذي يعتبر الذراع الطويلة للسلطة الإيرانية في المنطقة. السلاح والمال والتوجيه، بل وأحياناً القيادة في الميدان هي إيرانية، أحياناً بالتعاون مع حزب الله وأحياناً من دونه. صحيح أن الأميركيين يدعون أنهم تلقوا وعوداً من إيران بأنه سيتم في أعقاب الاتفاق النووي وقف قسم من نشاطات الإرهاب والعداء الإيرانية، لكن المسؤولين الإيرانيين الكبار في لبنان وسورية لم يسمعوا عن ذلك بعد، بل إنهم يوسعون نشاطهم. الجهاد الإسلامي الذي ذكر اسمه كضالع في الحادث الأخير، هو تنظيم أقيم ويمول ويعمل بتوجيه إيراني مباشر. ويتبع، بمقدار ما، لنزوات إيرانية حتى أكثر من حزب الله الذي يحافظ على مظهر خارجي من الاستقلال اللبناني»، وفق التعبير الذي جاء في هذا التقرير.

بنظر الجنرال احتياط عميدرور فإن إسرائيل تواجه مسألتين مختلفتين. الأولى تتعلق بالسياسة الأسرائيلية العامة بالنسبة للحرب في سورية: حرب العلويين والشيعة ضد السنّة، حرب المنظمات الجهادية، «جبهة النصرة» و «داعش» ضد الجيش السوري، المسنود من جانب إيران وروسيا ويعمل إلى جانب «حزب الله» وميليشيات شيعية أجنبية. ويتساءل:

– هل ينبغي على إسرائيل أن تتخذ موقفًا وتعمل ضد أحد الطرفين أو لمصلحة أي منهما؟

– هل تفضل النظام المعروف بكل ما يرافقه من مشاكل، أم تفضل المنظمات المتطرفة جداً التي امتنعت حتى الآن عن العمل ضد إسرائيل؟

المسألة الثانية، بنظر عميدرو، مختلفة جوهرياً، ولكن يمكنها أن تؤثر أيضاً في جواب السؤال الجوهري: كيف يجب أن ترد إسرائيل عندما تتعرض لعملية تستهدفها في هضبة الجولان؟ هل تكتفي فقط بالحد الأدنى اللازم وبتركيز ردها على القطاع الذي وقع فيه الحادث؟ أم إن عليها توسيع ردها كي تردع من يقف وراء العملية؟

وفق رأيه، على إسرائيل الحذر جيداً من تحولها إلى جزء من الصراع في سورية، فمن ناحيتها لا يوجد أي طرف أفضل من خصمه. أمام التطرف الذي لا يمكن فهمه والوحشية غير الإنسانية لـ «داعش»، تقف قدرة «حزب الله» في مصلحتها. وكلما ضعف الأسد، أصبح أكثر تعلقاً بإيران و «حزب الله»، ولكن تقل قدرته على مساعدتهما، وربما الأهم من ذلك أنه سيجتذب «حزب الله» إلى العمل في سورية، على حساب قدرات المنظمة على الجبهة مع إسرائيل. فلماذا يجب على إسرائيل التدخل في مصلحة أي من الأطراف؟ أليس من الأفضل أن تستنزف الأطراف دماء بعضها بعضاً؟ لماذا يجب على إسرائيل المخاطرة بحياة جنودها، ولمصلحة من سيكون عدوها غداً أو بعد غد؟ يتساءل عميدرور، ويقول: «يبدو أنه سيكون من الصعب على إسرائيل مواجهة عدو تقف خلفه دولة تساعده على التضخم، أكثر من مواجهة تنظيم قد يكون أكثر وحشية، ولكن لا توجد دولة ملتزمة مساعدته على بناء قدراته. وإذا أخذنا هذه القاعدة في الحسبان، فإن إسرائيل لا تملك أي مصلحة في التسهيل على حزب الله وعلى حليفه الأسد، على رغم أن البديل هو تنظيم رهيب مثل داعش.

ولكن في الوقت نفسه، يبدو أن إسرائيل لن تكسب شيئاً إذا ما سرعت سقوط الأسد وساعدت على فتح الباب أمام سيطرة منظمات سنّية متطرفة على ما يتبقى من سورية. وعليه، يبدو أن عدم تدخل إسرائيل هو السياسة العاقلة. في المقابل». يضيف الجنرال الإسرائيلي: «هناك نوعان من الأحداث يجب على إسرائيل أن تعمل فيهما من دون مراعاة لمسألة مَن هو الطرف في سورية الذي ستخدمه في عملها. الحال الأولى عندما تقوم إيران أو سورية بنقل أسلحة إلى حزب الله تخرق التوازن، وتوفر له قدرات من شأنها أن تعرقل إسرائيل في كل مواجهة مستقبلية. في مثل هذه الحالة على إسرائيل منع نقل السلاح بالقوة، من خلال عملية دقيقة قدر الإمكان، ولكن من دون مراعاة لعمق العملية وقربها من ممتلكات أولئك الذين يساعدون السلطة – سواء كانوا من رجال الأسد، أو الإيرانيين أو حتى الروس. الحدث الثاني هو عندما يتم تنفيذ عملية مباشرة ضد إسرائيل من هضبة الجولان أو من منطقة أخرى. بعد حدث كهذا، على إسرائيل محاولة العثور على منفذي العملية، وإذا كان الأمر ممكناً على من أرسلوهم – والمس بهم. وعندما لا تتوافر إمكانية كهذه ينبغي ضرب أهداف توضح لمن يرسلون منفذي العمليات بأنهم غير محصنين. ويجب أن تكون التلميحات التي يبثها الرد شديدة الوضوح بما يكفي من أجل إيضاح موقف إسرائيل».

 

مدينة إنقاذ في الجولان

الانشغال في الملف السوري لم يقتصر فقط على الجانبين الأمني والعسكري. وهناك من راح يناقش ما إذا كان يتوجب على إسرائيل استمرار تقديم العلاج الطبي للمقاتلين الجرحى، وما إذا كان يجب الاستعداد لاحتمال وصول لاجئين سوريين إليها. الرئيس السابق للكنيست، أبراهام بورغ دعا إلى إقامة ما سماه «مدينة إنقاذ»، في منطقة الجولان السوري المحتل لإيواء اللاجئين السوريين مع فتح الحدود لهم. وبرأيه مساعدة فورية للاجئي سورية هي الأمر الصحيح من ناحية وتشكل فرصة وحيدة لمد يد أخرى تجاه الشرق الأوسط، يد سلام ومساعدة.

ولإقناع الإسرائيليين بموقفه، يرسم بورغ صورة أمام الإسرائيليين لوضعية إسرائيل في حال فتحت الحدود، فيقول: «تأملوا لحظة بإسرائيل التي تفتح أبوابها وتدعو المجتمع الدولي ليكون حاضراً وشريكاً في إدارة الموقع. متطوعون من البلاد والخارج سيدعون إلى المشاركة في المهمات الإنسانية هناك. أطباء ومعلمون بلا حدود سيعالجون ويعلمون. الحركات الشبابية والمنظمات المدنية ستتبنى شباناً وشابات في ساعات فراغهم، يساعدون العجزة ويمدون يد العون لجميع المحتاجين. بعد ذلك سيسقط نظام الأسد، لأن قدره تحدد، وسيعود اللاجئون إلى منازلهم، إلى دمشق وحمص. وسأشك في أنه سيكون حينذاك سفراء أفضل منهم لإسرائيل، أولئك الذين نجوا بحياتهم بسبب حقيقة بسيطة هي أن إسرائيل، لأول مرة في تاريخها، قامت بتغيير توجهها الاستراتيجي تجاه المنطقة. لو حدث ذلك حقاً، فإن مصير إسرائيل سيتغير رأساً على عقب، من عزل دولي إلى إخوة ووحدة مع أبناء المجتمع الشرق الأوسطي المشترك. وربما أخيراً سنكون قادرين على القول: الخير سيأتي من الشمال»، يقول بورغ.

 

معارك بين «داعش» و «جيش الإسلام» جنوب دمشق

بيروت، لندن – «الحياة»

قتل 22 عنصراً من تنظيم «داعش» في معارك مع «جيش الإسلام»، وذلك في سياق صدّ فصائل إسلامية محاولات التنظيم إيجاد «موطئ قدم» له جنوب دمشق، في حين قَتَلَ «داعش» عشرات من مسلحي الفصائل المعارضة و «جبهة النصرة»، في هجومين انتحاريين في ريف حلب شمال سورية وإدلب في شمالها الغربي. واستأنفت القوات النظامية قصف الغوطة الشرقية لدمشق، ما أسفر عن سقوط عشرات بين قتيل وجريح (للمزيد).

وعُلِم أن مبعوث الأمم المتحدة المكلّف ملف الأزمة السورية ستيفان دي ميستورا سيلتقي في السفارة الإيرانية في بيروت صباح اليوم، مساعد وزير الخارجية الإيراني (محمد جواد ظريف) للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان.

وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أمس، بمقتل «22 عنصراً من تنظيم داعش الإرهابي وجرح آخرين، خلال مواجهات مع مقاتلي جيش الإسلام على أطراف حي الزين في منطقة الحجر الأسود جنوب دمشق». وأضافت أن «عناصر داعش حاولوا التسلُّل إلى نقاط سيطرة مقاتلي (فصيل) الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام في حي القدم، فردّ جيش الإسلام بفتح معركة في حي الحجر الأسود جنوب العاصمة». وأشارت الشبكة إلى «سعي فصائل المعارضة للتصدّي لمحاولات التنظيم الانتشار جنوب العاصمة، وإيجاد موطئ قدم» في المنطقة قرب مخيم اليرموك جنوب دمشق.

وأشار بيان لوكالة «أعماق» التابعة لـ «داعش» إلى أن عناصر التنظيم «سيطروا على نصف حي القدم، عَقِبَ مواجهات مع فصائل المعارضة المسلحة». وأردف أن عناصر التنظيم «فاجأوا عناصر المعارضة في القدم مساء الجمعة بعدما تسللوا عبر حي العسالي المجاور له، حيث دارت اشتباكات بين الطرفين، انتهت سريعاً بانسحاب المعارضة من أبنية، قبل أن تعود المنطقة لتشتعل مجدداً فجراً» (أمس).

في غضون ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مروحيات النظام ألقت «20 برميلاً متفجراً على داريا جنوب غربي العاصمة» السورية، مضيفاً أن «الطيران الحربي شنّ غارات على مناطق في مدينة سقبا بالغوطة الشرقية، ما أدى إلى مقتل طفلين ورجلين». ولفت إلى أن «عدد القتلى مرشّح للارتفاع بسبب وجود جرحى بعضهم في حال خطرة».

كما قُتِل خمسة بينهم طفلان وسيدتان بقصف قوات النظام مناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، علماً أن أكثر من مئة مدني قُتِلوا بقصف مكثّف على دوما قبل عشرة أيام.

في الشمال، أفاد «المرصد» بأن 19 قُتِلوا لدى «استهداف تنظيم داعش بعربة مفخّخة حاجزاً لفصائل المعارضة عند أطراف منطقة تل رفعت من جهة الشيخ عيسى، الواقعة بينها وبين مدينة مارع» معقل فصائل «الجيش الحر» في ريف حلب. تزامن ذلك مع «اشتباكات بين الفصائل الإسلامية وداعش عند أطراف قرية حرجلة إثر محاولة عناصر من التنظيم التسلُّل إلى المنطقة، وسط أنباء أكيدة عن خسائر بشرية في صفوفه». وأشارت شبكة «الدُّرر الشامية» إلى أن «انتحاريّاً تابعاً لتنظيم داعش فجَّر نفسه في دار القضاء التابع لجبهة النصرة في منتصف سوق بلدة سلقين بريف إدلب، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح 15 بعضهم مدنيون».

 

هجمات في الزبداني والفوعة وكفريا بعد انهيار الهدنة “داعش” دمّر جزءاً من معبد تاريخي ثانٍ في تدمر

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن الاشتباكات والقصف تجددت مع انتهاء الهدنة التي اتفق عليها النظام السوري و”حزب الله” اللبناني من جهة ومقاتلو المعارضة في مدينة الزبداني بريف دمشق الغربي قرب الحدود مع لبنان وبلدتي الفوعة وكفريا اللتين تقطنهما غالبية شيعية في جنوب شرق محافظة ادلب من جهة أخرى السبت.

وكان بدأ الخميس العمل بوقف النار في المناطق الثلاث بعد اتفاق على هدنة لمدة 48 ساعة بين قوات النظام وحلفائه من “حزب الله” وفصائل معارضة. وسبقته هدنة أولى استمرت من 12 آب الى 15 منه، ثم انهارت بعد اصطدام المفاوضات بطلب الفصائل المقاتلة الافراج عن سجناء لدى النظام. ص11

ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” عن مصدر عسكري ان الجيش النظامي أحكم سيطرته على عدد من الأبنية في الجهة الشرقية من الزبداني، مشيراً إلى مقتل عدد كبير من المسلحين على محور وادي بردى، بينهم اثنان من قادة المسلحين. كذلك فكّكت وحدات الهندسة في الجيش عبوات ناسفة زرعها المسلحون في المدينة.

وتحدثت قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها عن هجوم عنيف للمعارضة السورية على بلدة الفوعة واشتباكات عنيفة تدور على محوري الصواغية ودير الزغب.

وفي دمشق، قتل شخص وجرح نحو تسعة بسقوط قذائف هاون على مناطق العدوي وأبو رمانة ومحيط ساحة الأمويين ومحيط الميسات والشيخ رسلان بباب توما.

من جهة اخرى، قال المرصد السوري إن تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) دمر جزءا من معبد تاريخي في مدينة تدمر السورية. وأوضح أن المتشددين استهدفوا معبد بل الذي يعود الى العصر الروماني بالمدينة الصحراوية الواقعة في وسط سوريا. وأضاف مستندا إلى مصادره في المدينة أن حجم الضرر الذي لحق بالمعبد لم يعرف بعد.

وهذا ثاني معبد اثري يستهدفه “داعش” في غضون ايام في تدمر بعد نسفه معبد بعل شمين الروماني.

وشن الطيران التركي مساء الجمعة غارات على مواقع “داعش” في سوريا هي الاولى ضمن الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم الجهادي.

 

المعارك تجدَّدت في الزبداني والفوعة وكفريا بعد انهيار الهدنة “داعش” أعدم 90 شخصاً في سوريا وغارات تركية على التنظيم

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

تجددت الاشتباكات والقصف مع انتهاء الهدنة التي اتفق عليها النظام السوري ومقاتلو المعارضة في مدينة الزبداني بريف دمشق الغربي قرب الحدود مع لبنان وفي بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تقطنهما غالبية شيعية في ريف ادلب.

تحدث مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ بريطانيا مقراً له عن “انتهاء الهدنة في الفوعة وكفريا والزبداني صباح اليوم (السبت)”. لكنه قال انه لا معلومات لديه عمن بدأ باطلاق النار وعن تسجيل اصابات.

وأكد الأمين العام لحزب التضامن محمد أبو القاسم الذي فوضت اليه الفصائل المقاتلة في الزبداني التفاوض باسمها انتهاء الهدنة وفشل المفاوضات وعودة العمليات العسكرية إلى الزبداني والفوعة وكفريا.

وأشار احد اعضاء المجلس المحلي لمدينة الزبداني الى تعرض بلدة مضايا، المجاورة للزبداني، لقصف عنيف صباح السبت بعد فشل المفاوضات. وروى أحد سكان بلدة كفريا في اتصال هاتفي “ان عشرات القذائف تتساقط على البلدة منذ ساعات الصباح الأولى”.

ويحاصر مقاتلو المعارضة، وبينهم عناصر من “جبهة النصرة” التابعة لتنظم “القاعدة”، بلدتي الفوعة وكفريا تماماً منذ نهاية آذار.

ولم يعد للنظام وجود ملموس في محافظة ادلب بشمال غرب البلاد، في ما عدا بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تدافع عنهما ميليشيات موالية للنظام و”حزب الله”، ومطار ابو الظهور العسكري حيث تقاتل قوات نظامية.

وكان تم التوصل الى هدنة أولى استمرت من 12 آب الى 15 منه، ثم انهارت بعد اصطدام المفاوضات بطلب الفصائل المقاتلة الافراج عن سجناء لدى النظام. وتناولت المفاوضات خلال الجولة الاولى انسحاب مقاتلي المعارضة من الزبداني في مقابل اجلاء المدنيين من الفوعة وكفريا بعد ادخال مساعدات الى البلدتين

وأوضح عبد الرحمن أن النقاط نفسها نوقشت خلال مفاوضات الهدنة الثانية التي بدأت الخميس، الا ان طرفي النزاع لم يتمكنا من التوصل إلى اتفاق.

وفي شمال البلاد، تجددت المعارك في ريف مدينة مارع بين مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على هذه المدينة التابعة لريف حلب وجهاديي “داعش” الذين يحاولون السيطرة عليها. وأودت المعارك بين الطرفين بحياة 32 مقاتلا و20 جهادياً بينهم ثلاثة انتحاريين فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة، كما قتل ستة مدنيين بينهم امرأتان وطفلان.

وتمكن عناصر التنظيم من التقدم والاستيلاء على عدد من البلدات في محيط المدينة، إلا ان مقاتلي المعارضة يحاولون صدهم. وتقع مارع على خط امداد رئيسي لفصائل المعارضة بين محافظة حلب وتركيا. ويحاول “داعش” منذ أشهر اقتحامها.

 

غارات تركية على “داعش”

وفي تطور ميداني، شن سلاح الجو التركي الجمعة غارات على “داعش” هي الاولى ضمن الائتلاف الدولي ضد الحركة الجهادية .

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية “ان طائراتنا الحربية … باشرت مساء امس (الجمعة) شن عمليات مشتركة مع طائرات الائتلاف على اهداف لداعش الذي يشكل تهديداً كذلك لامن بلادنا”.

وكانت تركيا، التي اتهمت طويلاً بالتساهل مع جهاديي “داعش”، اطلقت في نهاية تموز “حربا ضد الارهاب” على جبهتين مستهدفة بصورة خاصة متمردي “حزب العمال الكردستاني” على الاراضي التركية وفي شمال العراق حيث للحزب معاقل.

 

“داعش” أعدم 90 شخصاً

في غضون ذلك، اعلن المرصد السوري ان “داعش” أعدم أكثر من 90 شخصاً، ثلثهم من المدنيين، خلال الشهر الماضي في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا.

وقال إن التنظيم المتطرف أعدم 32 مدنياً من أصل 91 شخصاً بتهمة ارتكاب “جرائم” متنوعة بين 29 تموز و29 آب.

وتشمل الحصيلة عناصر من التنظيم واعضاء من المعارضة وموالين للرئيس بشار الاسد. وبذلك ارتفع عدد الاشخاص الذين اعدمهم التنظيم المتطرف في سوريا منذ اعلان “الخلافة” الى 3156 بينهم 1841 مدنياً.

الى ذلك، أكد مركز الامم المتحدة للتدريب والبحث الذي يتخذ جنيف مقراً له في بيان تدمير معبد بعل شمين الذي يعود الى الحقبة الرومانية في مدينة تدمر السورية بعدما أعلن “داعش” قبل أسبوع مسؤوليته عن تفجير المعبد.

وفجر التنظيم معبد بعل شمين في 25 آب في عمل وصفته منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “الاونيسكو” التابعة للأمم المتحدة بأنه جريمة حرب تهدف الى محو أحد رموز التراث الثقافي السوري المتنوع.

وقال المركز إن تحليلا لصورة التقطت في حزيران وصوراً أخرى التقطت قبل بضعة أيام تظهر تدمير المعبد في المدينة الصحراوية بوسط البلاد. وأضاف: “نؤكد تدمير المبنى الرئيسي في حين كانت الأضرار أقل في ما يبدو بالأعمدة المحيطة”.

 

“داعش” يدمر معبد بل التاريخي في تدمر

نقلت وكالة الأنباء التركية “الأناضول”، عن مصادر محلية في مدينة تدمر اليوم الاثنين، أن تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش” دمر معبد بل (الاله بعل عند الفينيقيين)  التاريخي في المدينة الأثرية  بـ”الكامل”، في وقت قال مسؤول عن الآثار في الحكومة السورية إن “الحكومة لم تتمكن حتى الآن من معرفة حجم الأضرار التي لحقت بالمعبد”.

وأوضحت المصادر المحلية لوكالة “الأناضول” أن التنظيم المتطرف “قام بتفخيخ المعبد وتفجيره عن بُعد، ما أدى إلى دماره بشكل كامل”.

من جهته، قال المدير العام للمتاحف والآثار السورية مأمون عبد الكريم إنه “من دون شك حصل انفجار كبير في المعبد ولكن لم نتمكن من التأكد من حجم الضرر”.

وأوضح عبد الكريم “وردتنا معلومات عن أن عناصر من التنظيم قاموا الأحد بعملية تفجير في ساحة المعبد، إلا أن هيكل (الجزء المغلق) المعبد والأعمدة الأمامية لم تتأثر”، موضحاً أن “ساحة المعبد واسعة جداً، إذ تبلغ مساحتها نحو 43 ألف متر مربع، لكن التنظيم منع العاملين في الآثار من الاقتراب”.

وكان “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أعلن أمس أن “داعش”  دمر “جزءاً” من المعبد التاريخي، ولكنه أضاف مستندا إلى مصادره في المدينة أن حجم الضرر الذي لحق بالمعبد “لم يعرف بعد”.

ويعدّ معبد بل من أكبر وأقدم المعابد الأثرية في الشرق الأوسط، وتم بناؤه في عهد الرومانيين في العام 32 ميلادي.

ويأتي تدمير “داعش” للمعبد بعد أيام قليلة من تدميره معبد بعل شمين في تدمر.

(“الاناضول”، أ ف ب، أب)

 

المجر تفتح طريق اللاجئين إلى النمسا وألمانيا

سمحت السلطات المجرية، اليوم الإثنين، لمئات اللاجئين العالقين منذ أيام في مخيمات عشوائية أقيمت في محطة قطارات ايسترن ريلواي في بودابست، بالرحيل على متن قطارات دولية متجهة الى النمسا والمانيا، حيث هرع العديد منهم إلى القطارات، في ظل غياب القوات الأمنية عن المحطة.

وأفادت “قناة إم1” في التلفزيون المجري الرسمي بأنه سمح للاجئين الذين يحملون وثائق صحيحة ومعهم تذاكر، بركوب قطار متجه الى مدينة ميونيخ الألمانية.

لكن الحكومة الألمانية نفت، من جهتها، وجود “قطارات خاصة” لنقل اللاجئين من المجر الى المانيا، وقالت إنه بموجب القانون الأوروبي لطلب حق اللجوء، يجب أن يسجل الوافدون الى المجر نفسهم هناك أولا.

وقال المتحدث باسم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، شتيفان زايبرت، على موقع “تويتر”: “لا.. لا توجد قطارات خاصة. من يفدون الى المجر عليهم ان يسجلوا انفسهم ويطلبون حق اللجوء هناك”.

وكانت المجر طلبت من ألمانيا توضيح الوضع القانوني الخاص بسفر اللاجئين غير الشرعيين داخل الإتحاد الأوروبي.

وقال متحدث باسم الحكومة المجرية أندراس جيرو زاز:

“بموجب قواعد شنغن المتبعة داخل الإتحاد لا يسمح للاجئين بمغادرة المجر إلا بوثائق سفر سليمة وتأشيرة من الدولة التي يقصدونها، وهو الأمر الذي أدى إلى تكدس اللاجئين المنتظرين في محطات السكك الحديدية في بودابست”.

وفي السياق ايضاً، أثارت تصريحات وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، حول السياج الشائك الذي تعتزم المجر إنشاؤه لمنع مرور المهاجرين، استياء الحكومة المجرية.

وقال فابيوس، في تصريح لإذاعة “Europe 1” الفرنسية إن السياج الشائك، الذي تبنيه المجر من أجل الحيلولة دون دخول المهاجرين غير الشرعيين إليها، “لا يتوافق مع القيم الأوروبية”، مضيفًا أن المجر تقع وسط أوروبا، وعليها احترام القيم المشتركة فيها.

وأفاد فابيوس أن التدابير المتخذة من جانب المجر لمواجهة تدفق المهاجرين “في غاية الشدة”، معتبرًا أنه “من غير المقبول إنشاء سياج حتى أمام الحيوانات”.

ولم يتأخر الرد المجري، حيث ذكرت وكالة “إم تي إي” المجرية للأنباء أن وزير الخارجية، بيتر سيغارتو، أعرب عن صدمته إزاء تصريحات نظيره الفرنسي، مشيرة إلى أن وزارة الخارجية استدعت، اليوم، أحد الديبلوماسيين من السفارة الفرنسية  في بودابست.

الجدير بالذكر أن المجر بدأت إنشاء سياج شائك بطول 175 كيلومتراً، على طول حدودها مع صربيا من أجل الحيلولة دون تسلل المهاجرين غير الشرعيين إليها.

من جهة ثانية، شددت السلطات النمساوية الرقابة على حدودها الشرقية، ومنعت 200 لاجئ من الدخول إلى أراضيها وأوقفت خمسة من مهربي البشر، ضمن حملة إجراءات صارمة بدأتها بعد العثور على جثث 71 لاجئاً في شاحنة الأسبوع الماضي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك في فيينا، رفضت وزيرة الداخلية يوهانا ميكل لايتنر ومدير عام الوزارة لشؤون الأمن العام كونراد كوغلر، تلميحات بأن تشديد الإجراءات على الحدود يشكل انتهاكا لقواعد منطقة “شنغن”، التي تسمح بالانتقال بين دول الإتحاد من دون جواز سفر.

وقال كوغلر، بدوره، إنه تم الإتفاق على الإجراءات مع ألمانيا والمجر وسلوفاكيا، وأسفرت بالفعل عن العثور على أكثر من 200 لاجىء واعتقال خمسة مهربين.

وأوضحت السلطات اليونانية، من جهتها، أن خفر السواحل أنقذوا مجموعة تضم 2500 مهاجر ولاجئ قبالة سواحل الجزر الشرقية للبلاد خلال الثلاثة أيام الماضية، حيث استأنفت نقل اللاجئين السوريين بالسفن إلى البر الرئيسي يوم السبت، بعدما كانت قد توقفت لأيام عدة.

ويحاول مئات الاف من اللاجئين الوصول إلى الاتحاد الأوروبي فراراً من العنف والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا، وضبطت الشرطة المجرية أكثر من 140 ألف لاجئ على الحدود مع صربيا حتى الآن هذا العام، حيث تقصد الغالبية العظمى دول غرب أوروبا الغنية وخاصة ألمانيا.

وفي هذا السياق، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن أزمة المهاجرين تضع ألمانيا أمام تحد كبير، لن يحل قريبا.

وقالت في مؤتمر صحافي في برلين: “نواجه تحدياً وطنياً كبيراً، سيكون تحدياً رئيسياً ولن يستمر لأيام فقط أو لشهور وإنما لفترة زمنية طويلة، مضيفة “الدقة الألمانية رائعة ولكننا نريد الآن مرونة ألمانية”.

وأضافت “إن الحقوق المدنية العالمية كانت حتى الآن مرتبطة تماماً بأوروبا وبتاريخها، كمبدأ مؤسس للاتحاد الاوروبي”، مضيفة “اذا فشلت أوروبا في حل أزمة اللاجئين فإن الرابط مع الحقوق المدنية العالمية سينقطع وسيضمحل”.

ودعت المستشارة الألمانية مرة جديدة الى وضع حصص تتضمن عدد اللاجئين الواجب على كل دولة أوروبية ان تستقبلهم، الامر الذي رفضته العديد من الدول الأوروبية.

من جهة ثانية، زار رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس يرافقه كل من نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس والمفوض المسؤول عن مسائل الهجرة ديمتريس افراموبولوس منطقة كاليه، شمال فرنسا، التي يحتشد فيها اللاجئون الراغبون في الوصول إلى بريطانيا، ليؤكد دور فرنسا في معالجة ازمة اللجوء التي تعصف بأوروبا.

وقال فالس: “عدد كبير من الدول يرفض القيام بدوره، هذا يتعارض مع الروح الأوروبية ولا يمكننا قبول ذلك، علينا ان نفكر في الحاجة إلى حراس حدود أوروبيين، ولا سيما في مناطق الأزمة لأن (اتفاقية) شنغن لا تتعلق فقط بإلغاء الحدود الداخلية وإنما كذلك بتعزيز حدودنا الخارجية”.

وأكد تيمرمانس، من جهته، أن اوروبا “لن تعيد من يحتاجون للحماية” إلى بلدانهم، معلناً تقديم بروكسل مبلغاً إضافياً من خمسة ملايين يورو، لمساعدة فرنسا في التعامل مع الاف المهاجرين الذين يعيشون في مخيمات عشوائية حول كاليه.

وتنوي باريس منح 60 الف إذن بالإقامة هذه السنة، أما برلين فستمنح 800 الف شخص هذا الحق.

وعلى “طريق البلقان” يتابع الاف اللاجئين الذين يشكل السوريون والعراقيون والأفغان القسم الأكبر منهم، رحلتهم إلى فضاء “شنغن”، مشياً او بالحافلات او القطار.

ودخلت أعداد قليلة من اللاجئين المجر عبر الزحف تحت الأسلاك الشائكة، التي ما زالت خِرق من الثياب الممزقة عالقة فيها.

وفي جنوب صربيا، كانت السورية سمر (40 عاما) الأم لولدين جالسة في مركز بريسيفو المغبر لاستقبال اللاجئين على قطعة كرتون، تنتظر ان ينهي زوجها معاملات تسجيلهم لدى السلطات الصربية.

وقالت لوكالة “فرانس برس” إن “أسوأ ما في هذه الرحلة هو الإذلال”، مضيفة وقد امتلأت عيناها بالدموع، “نحن في متاهة، ننتقل من صف انتظار الى صف انتظار، والآن هنا في صربيا، والشرطة تصرخ في وجوهنا كما لو اننا حيوانات”.

(أ ف ب، رويترز)

 

سوريون يتسللون إلى أوروبا عبر القطب المتجمد الشمالي

جرب السوريون الهجرة عبر شواطئ ليبيا، وعبر جزر اليونان، وسهول البلقان، حتى نجح العشرات منهم في اكتشاف ثغرة جديدة تمكنهم من التسلل إلى غرب أوروبا الآمن، عبر الجليد.

في رحلة غير تقليدية من شمال روسيا مروراً بمعبر حدودي مجهول يفصل شمال النروج عن القطب المتجمد الشمالي، يشق سوريون فارون من جحيم الحرب طريقهم إلى أوروبا، وسط أجواء باردة حيث درجة الحرارة المتوسطة يومياً تحت الصفر.

إلى مدينة كيركنس النروجية الصغيرة، الواقعة في أعلى نقطة من ما كان يعرف سابقاً بالستار الحديدي الذي كان يفصل غرب أوروبا عن شرقها خلال الحرب الباردة، والتي تبعد نحو ٢٥٠٠ ميلاً عن العاصمة السورية دمشق، يعبر شهرياً نحو 20 سورياً، بحسب صحيفة ” الغارديان” البريطانية.

وأكد الضابط النروجي الوحيد في المنطقة توماس بيترسن، أن “ظاهرة تسلل السوريين إلى كيركنس بدأت منذ عام ونصف، يمكنني القول إن عدد الذين يحاولون العبور من تلك النقطة يتراوح بين خمسة إلى ٢٠ شخصاً كل شهر”، موضحاً أن “بعضهم يحاول العبور عبر الدراجات، والباقي بواسطة سيارات تحمل اللوحات الروسية، فالعبور من تلك النقطة سهل جداً بالنسبة لهم، فلا يحتاجون سوى ركوب سيارة روسية والمرور إلى النروج بشكل قانوني عبر البوابة الحدودية”.

وبحسب ما نقلت إحدى الصحف النروجية، فإن  ١٣٣ من طالبي اللجوء لجأوا إلى هذه الحيلة للدخول، وكان معظمهم من السوريين.

وأضاف بيترسن أنه لا يعرف على وجه الدقة، “كيف اهتدى اللاجئون إلى هذه البوابة السحرية”، مشيراً إلى أن زملاءه من رجال الشرطة لا يملكون إلا إجراء استجوابات سطحية مع الوافدين، قبل أن يضعوهم على واحدة من الرحلتين الجويتين اللتين تذهبان من كيركنس إلى العاصمة أوسلو يومياً.

وتابع بيترسن، وهو الشرطي الوحيد الذي تواجد في المدينة يوم السبت: “في بعض الأحيان تكون الرحلات كاملة العدد، فيضطر اللاجئون إلى قضاء الليل في فندق المدينة”.

في العام 2013، قامت إحدى الصفحات على موقع التواصل الإجتماعي “فايس بوك”، والتي تقدم المشورة للسوريين حول كيفية الوصول إلى أوروبا، باقتراح العبور إلى النروج عبر الحدود الروسية، لكنها فضلت أن يتم ذلك عبر بالون هوائي وليس برياً.

وعلى الرغم من أن هذا الطريق يصفه البعض بالسحري، إلا أن الطريق البحري إلى أوروبا لا يزال هو المفضل لدى كثير من السوريين، حيث استخدمه نحو 300 ألف سوري خلال العام 2015، وفق البيانات الصادرة عن الأمم المتحدة.

(عن “هافينغتون بوست”)

 

خطيب المسجد الأموي يهاجم تصريحات وزير خارجية السعودية حول مستقبل الأسد واصفا إياه بـ «الصعلوك» وتصريحاته بـ «الصبيانية»

سلامي محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: هاجم خطيب وإمام المسجد الأموي مأمون رحمة الموالي للنظام السوري، والمقرب من الأسد، خلال صلاة الجمعة الفائتة في دمشق، وزير الخارجية السعودي عادل الجبير واصفا تصريحاته بـ»الصبيانية»، وذلك تعقيبا على اللقاء الصحافي الذي جمع بين الجبير ووزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في لندن مؤخرا، والتي تحدث فيها الجبيرعن عدم وجود مستقبل لـ»الأسد» في سوريا.

كما وصف خطيب الجامع الأموي وزير خارجية السعودية بـ»الصعلوك»، وأنه لا يفهم من السياسة إلا «علم البعير» على حد وصف رحمة، كما أضاف الأخير على تصريحات الجبير قائلا له: «ما شأنك أن تتولى تصريحات تعود علينا نحن كسوريين بالقتل والتشرد»، هذا وهاجم الخطيب السعوديين واصفا إياهم بـ»القتلة والمجرمين».

وزير الخارجية السعودي الجبير كان قد تحدث عقب مباحثاته في روما وبرلين، عن ثبوتية موقف المملكة العربية السعودية من حل الأزمة السورية سياسيا، والقائم على مبادئ «جنيف1» بتشكيل هيئة حكم انتقالية في البلاد، كما أشار»الجبير» خلال تغريدات له على حسابه الرسمي في «تويتر» بالحفاظ على وحدة سوريا الوطنية والإقليمية، والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية المدنية والعسكرية لتمكينها من إدارة شؤون البلاد.

وتحدث وزير الخارجية السعودي، عن رحيل بشار الأسد، وعدم شموله في أي ترتيبات مستقبلية، باعتباره السبب الرئيسي في تدمير سوريا وانتشار التنظيمات الإرهابية على أراضيها «تنظيم الدولة»، وفي تغريدة أخرى تحدثت عن «سحب إيران لكافة قواتها من الأراضي السورية، بما فيها قوات «حزب الله» الموالية لها، فلا يمكن لإيران أن تكون جزءا من الحل وهي جزء من المشكلة.

خطيب المسجد الأموي، محور كامل حديثه أثناء خطبته الدينية السياسية حول السعودية، حيث ظهرت الخطبة على أنها بيان صادر عن الخارجية السورية في حكومة الأسد تعقيبا على الجبير وتصريحات المملكة العربية السعودية، إذ أن رحمة أضاف في خطبته، «مشكلتنا ليست في الداخل، بل مشكلتنا أنتم السعودية»، متهما إياها بإرسال «الإرهاب» إلى «قلب العروبة ـ دمشق»، وأضاف مشيرا، أن النظام السوري «لا يخشى من السعودية ولا من الملك الأردني، ولا حتى أردوغان».

ووجه الخطيب خلال خطبة الجمعة، تحية إلى حسن نصر الله، واصفا إياه وعناصره بـ «الشرفاء» لوقوفهم إلى جانب قوات النظام السوري على امتداد البلاد، في وجه الإرهاب، على حد وصفه.

وزير الخارجية السعودي كان قد أكد في وقت سابق أيضا، إن نظام بشار الأسد فقد الشرعية ولا يوجد لديه دور يلعبه في مستقبل سوريا، بعدما قتل أكثر من 300 ألف شخص من أبناء شعبه، وقام بتهجير 12 مليونا منهم، مشددا على ان الأزمة في سوريا ستنتهي عبر أحد الطريقين، إما: «عن طريق العملية السياسية، التي من شأنها أن تؤدي إلى انتقال سلمي للسلطة، للوصول إلى سوريا الجديدة من دون الأسد، أو «عبر الحسم العسكري، أي عبر إلحاق الهزيمة بالأسد».

 

ميركل تقول انها سترحب بدور ايراني بناء في أي محادثات سوريا

برلين ـ رويترز ـ قالت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل اليوم الاثنين ان ألمانيا سترحب بمشاركة ايران في أي مفاوضات تهدف الى انهاء الحرب الاهلية في سوريا.

 

وتشير تصريحاتها في مؤتمر صحفي في برلين إلى تغير في السلوك الاوروبي إزاء ايران منذ أن وافقت في الشهر الماضي على الحد من نشاطها النووي مقابل تخفيف العقوبات.

 

وفي السابق كانت معظم القوى الغربية عازفة عن أن تضطلع ايران بأي دور في الازمة السورية لانها أقوى داعم للرئيس بشار الاسد.

 

وعندما سئلت إن كانت تعتقد ان ايران يمكنها ان تقوم بأي دور بناء قالت ميركل “أعتقد ان ايران لها قدر كبير من النفوذ على ما يحدث في سوريا. وأي طرف موضع ترحيب للمشاركة بطريقة بناءة في المفاوضات.”

 

وأضافت ان معارضة ايران لاسرائيل يجب ان تتغير.

 

وقالت ميركل “من غير المقبول ان تستمر ايران في الطريقة التي تتحدث بها عن اسرائيل.” وأضافت “إنه أمر يثير الاحباط انه لم يحدث تغير فيما يتعلق بالاعتراف باسرائيل.”

 

وتعارض اسرائيل الاتفاق النووي قائلة انه لن ينجح في منع ايران من تطوير أسلحة نووية وسيسمح للبلاد بممارسة قدر أكبر من النفوذ في المنطقة.

 

وتدعم كل من ايران وروسيا الاسد الذي تعارضه معظم الدول الاوروبية.

 

وفي الاسبوع الماضي كررت واشنطن التزامها بانتقال سياسي “بعيد” عن الاسد بعد ان عقد مبعوث أمريكي خاص محادثات في موسكو بشأن كيفية انهاء الحرب الاهليةالسورية المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات.

 

ارجاء الحكم على مازن درويش في سوريا الى 16 الشهر القادم

دمشق ـ أ ف ب ـ ارجئ الاثنين اصدار الحكم على الناشط الحقوقي السوري الشهير مازن درويش مع اثنين من زملائه الى السادس عشر من ايلول/سبتمبر، بحسب ما اعلن محام متابع لهذه القضية.

 

وقال المحامي ميشال شماس “حضر مازن درويش جلسة المحاكمة امام محكمة الجنايات ارهاب، الا ان الحكم ارجىء الى السادس عشر من ايلول/سبتمبر بعد ان غاب عن الجلسة كل من هاني زيتاني وحسين غرير”.

 

واضاف المحامي شماس “يبدو ان المحكمة كانت ستصدر حكما بحق الثلاثة باسقاط التهم عنهم بعد تشميل التهم بمرسوم العفو رقم 22 لعام 2014 الا ان غياب هاني وحسين اضطر رئيس المحكمة لتأجيل المحكمة”.

 

وكان درويش (41 عاما) وهو حقوقي بارز وصحافي اعتقل في شباط/فبراير 2012 بتهمة “الترويج للارهاب”، وافرج عنه في العاشر من آب/اغسطس على ان يحاكم طليقا.

 

ودهمت المخابرات الجوية السورية المركز السوري للاعلام وحرية التعبير في دمشق الذي يتراسه في 16 شباط/فبراير 2012، واوقفت درويش وزميليه هاني زيتاني وحسين غرير.

 

وغالبية المعتقلين في السجون السورية الذين يحاكمون امام “محكمة الارهاب” هم اجمالا من المعارضين للنظام او من الذين شاركوا في انشطة معارضة منذ بدء النزاع قبل اكثر من اربع سنوات.

 

وحاز درويش عددا من الجوائز بينها جائزة “مراسلون بلا حدود” للعام 2013 وجائزة اليونيسكو لحرية الصحافة في ايار/مايو 2015، “اعترافا بالعمل الذي قام به في سوريا منذ اكثر من عشر سنوات”.

 

وتسلمت الجائزة زوجته يارا معلنة ان الجائزة مهمة في رفع الوعي ليس بالنسبة الى قضية درويش فحسب بل الى “مئات” من معتقلي الرأي في سوريا.

 

ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان ان اكثر من 200 الف شخص محتجزون في سجون النظام كما قتل 13 الفا تحت التعذيب منذ اذار/مارس 2011 لدى اندلاع الاحداث في سوريا.

 

اللاجئون السوريون يبيعون «الكيلنكس» والورود في إسطنبول وبيروت… ويعيشون الفقر في الأردن وسط تراجع اهتمام الدول المانحة

قائد عسكري يتهم كاميرون بالجبن في سوريا… ومغامرته في ليبيا فتحت بوابات الهجرة إلى أوروبا

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: يتبادل الساسة في الغرب الاتهامات ويحملون بعضهم مسؤولية الأحداث في سوريا وليبيا والعراق.

ففي تصريحات لقائد القوات البريطانية السابق الجنرال سير ديفيد ريتشاردز لكاتب السيرة الذاتية لرئيس لوزراء البريطاني الحالي ديفيد كاميرون، اتهم رئيس الوزراء بالجبن حيال سوريا، وذلك عندما رفض ما سماه العسكري السابق استراتيجية محكمة للتخلص من النظام السوري لبشار الأسد، وهو ما كان بالتالي سيمنع ظهور تنظيم الدولة الإسلامية الذي تقود الولايات المتحدة تحالفا دوليا ضده في كل من سوريا والعراق.

وتحدث سير ريتشاردز الذي قاد هيئة الأركان البريطانية المشتركة في الفترة ما بين 2010- 2013 إلى سير انتوني شيلدون الذي كتب سيرة لرئيس الوزراء وسنواته الخمس في 10 داونينغ ستريت (كاميرون: القصة من الداخل 2010 -2015) عن رفض الخطة التي تقدم بها عام 2012 للحكومة البريطانية وتقضي فيما تقضيه بوضع قوات على الأرض وشن غارات جوية ضد النظام السوري. ونشرت صحيفة «ميل أون صاندي» مقتطفات من السيرة الجديدة حيث كشفت عن خلافات بين الجيش والأمن من جهة والمؤسسة السياسية حول طبيعة التدخل العسكري في ليبيا. وناقش جون سويرز المدير السابق للمخابرات الخارجية (أم أي-6) ان التدخل للإطاحة بنظام القذافي مدفوع بأسباب إنسانية وليس لخدمة مصالح الأمن القومي البريطاني.

واتهم لورد ريتشاردز كاميرون بأنه كان يفتقد القيادة الحاسمة واندفع بدوافع ليبرالية «لو كانت لديهم الجرأة لتبنيها، ولو فعلوا ما طلبناه لما ظهر تنظيم داعش».

وقال ريتشاردز «في كل من أوكرانيا وليبيا وسوريا كان هناك غياب واضح في القيادة». وأضاف أن «المشكلة كانت هي عدم القدرة على التفكير بالخطط لأن الهدف على ما يبدو هو تطبيق أجندة ليبرالية وليس التحلي بالقيادة الحازمة».

 

القذافي طلب صفقة

 

ويكشف الكتاب عن صدع في العلاقة بين الولايات المتحدة وبريطانيا لدرجة توقف فيها الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن الاستماع لمكالمات كاميرون الهاتفية.

ومن جانبه انتقد كاميرون أوباما واتهمه بالمبالغة في العقلانية. واعتمد الكاتب شيلدون على مصادر من داخل الحكومة ومعلقين ووزراء يعملون مع كاميرون لرسم صورة عن رئيس الوزراء الحالي.

ومن الأشياء التي يكشف عنها الكتاب محاولة لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير لترتيب صفقة تخرج الزعيم القذافي من ليبيا.

فبعد اتصال مقربين من القذافي ببلير، عرضوا فيه استعداد الرئيس السابق عقد صفقة مع بريطانيا إلا أن العرض رفض. ويظهر الكتاب تعجلا وحالة إحباط أصابت كاميرون ورغبته في التدخل في ليبيا، خاصة أنه كان ناقدا لسياسات العمال وتعاونهم مع النظام الليبي السابق.

فعندما اقترح لورد ريتشاردز في اجتماع لمجلس الأمن القومي وقف العمليات العدائية بين الأطراف في ليبيا حالة تأمين مدينة بنغازي وفتح حوار مع القذافي قوبل عرضه بالرفض. وكان رئيس الوزراء البريطاني قد دافع عن خطته لقيادة الهجوم على ليبيا مع أن بعض الخبراء قالوا إن سقوط النظام الليبي السابق سيؤدي لموجات هجرة باتجاه أوروبا.

 

إلى القطب الشمالي

 

ومن هنا فمن أهم تداعيات الهجوم على ليبيا وتركها بعد الإطاحة بالقذافي نهبا للنزاعات الداخلية والتردد حيال سوريا موجات اللاجئين السوريين الذي يبحثون عن معابر آمنة لهم إلى أوروبا. ففي بداية الأزمة السورية عام 2011 كان المهربون يأخذون اللاجئين عبر تركيا إلى بلغاريا واليونان حيث يعبرون منهما إلى دول الاتحاد الأوروبي.

ولما اتخذت هاتان الدولتان إجراءات وبنت أسوارا من الأسلاك الشائكة بحيث تعسر العبور منهما لجأ المهاجرون لأساليب أخرى حيث حاولوا العبور لأوروبا عبر البحر المتوسط. وسير المهربون قوارب الموت من شواطيء مصر وتونس وليبيا التي خرج منها معظم المهاجرين. فيما حاول لاجئون سوريون خرق السياج الذي يفصل سبتة ومليلة عن الأراضي المغربية.

وابتلع البحر في الأعوام الماضية الآلاف من المهاجرين القادمين من سوريا وإريتريا وأثيوبيا والسودان ودول الساحل والصحراء الأفريقية في الوقت الذي خاضت فيه دول الاتحاد الأوروبي معركة خاسرة مع مهربين قساة ولاجئين مصممين على الوصول إلى بر الأمان وبدء حياة جديدة في أوروبا.

ومن الطرق الجديدة التي يتخذها اللاجئون السوريون هو العبور إلى أوروبا من الشمال المتجمد وليس من البحر الدافئ في المتوسط. فبحسب مراسل شؤون الهجرة في صحيفة «الغارديان» باتريك كينغزلي الذي قال «لقد حاولوا العبور عبر شواطئ ليبيا والجزر اليونانية وسهول البلقان ووجد السوريون الآن طريقا للوصول إلى أوروبا عبر الدائرة القطبية».

فقد تكبد عشرات السوريين عناء السفر هذا العام إلى روسيا في محاولة منهم للوصول إلى حدود النرويج. فهناك ما يقرب من 20 شخصا في الشهر يعبرون الحدود الروسية باتجاه البلدة الصغيرة كيركنيز التي تبعد عن العاصمة السورية دمشق 2.500 ميلا وتنخفض فيها درجات الحرارة اليومية إلى ما تحت الصفر.

وتقع البلدة في آخر نقطة كانت تفصل بين أوروبا الغربية والشرقية أثناء الحرب الباردة. ونقل عن المفتش توماس بيترسين في البلدة قوله «هذا أمر جديد وبدأ قبل نصف عام». وأضاف «يمكنك القول أن هناك ما بين 5 إلى 20 شخصا يحاولون الوصول إلى هنا في الشهر.

وهناك عدد منهم وصل بالدراجات أما الآخرون فقد وصلوا إليها في سيارات روسية. فمن السهل اجتياز الحدود وما عليهم سوى الجلوس في سيارات روسية ومن ثم القدوم إلى النرويج، وهو فعل قانوني». وبحسب صحيفة «سور فارغنر افيس» المحلية فهناك 133 طالب لجوء سياسي استخدموا هذا الطريق عام 2015 ومعظهم سوريون. ولا يعرف إلا القليل عن طريقة تعرف السوريين على هذا الطريق. ويقول بيترسين إن زملاءه في نقطة الشرطة يقومون بإجراء مقابلات روتينية مع طالبي اللجوء قبل وضعهم في طائرات وإرسالهم إلى شرطة اللاجئين في أوسلو.

وفي بعض الأحيان يضطر اللاجئون لقضاء ليلة في فندق البلدة «ثون» نظرا لعدم وجود أماكن على الطائرات.

ومع ذلك يظل البحر الطريق المفضل للاجئين حيث عبر المتوسط خلال العام الحالي 2015 ما يقرب من 300.000 لاجئ حسب إحصائيات الأمم المتحدة.

 

كارثة من منظور تاريخي

 

وينظر لمسألة اللجوء من سوريا على أنها الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية. وتعتقد صحيفة «واشنطن بوست» أن مأساة اللجوء السورية هي أزمة كبيرة من المنظور التاريخي.

ففي افتتاحيتها أشارت للضحايا الذي يرغبون بالهجرة ثم يلقون حتفهم خنقا في السفن، كما حدث يوم الأربعاء الماضي، حينما عثر على 51 جثة على سفينة قرب الشواطئ الليبية أو في الشاحنات، كما حدث بعد يومين حيث في النمسا حيث عثر على 71 جثة في شاحنة مهجورة ومات أفرادها نتيجة للعطش أو نقص الأوكسجين.

وفي يوم الجمعة أعلن عن فقدان 150 شخصا ماتوا بعد غرق سفينتين قبالة السواحل الليبية. وهو ما دعا لجنة الإغاثة الدولية للقول إن «العالم يواجه أسوأ أزمة لاجئين منذ 25 عاما». وتتساءل الصحيفة عن السبب الذي دفع بهذه الأزمة وما يجب فعله؟ ومع أن الدول الأوروبية بحاجة لبذل المزيد من الجهود لـ»مواجهة المهربين وحماية الضحايا وتطبيق نظام يسمح للاجئين التقدم بطلبات اللجوء بطريقة قانونية» حسبما يقول المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريز، لكن أوروبا ليس بقدرتها حل مشكلة تنبع من أفغانستان والسودان وليبيا وفوق كل هذا سوريا.

فكما لاحظ كل من نيكولاس بيرنز مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق وديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني السابق في مقال رأي نشرته الصحيفة، فالحرب الأهلية في سوريا شردت 11 مليون سوري ولم تستقبل الولايات المتحدة منهم سوى 1.000 لاجئ وهو أمر غير مقبول حسب الصحيفة.

ومع أن معظم المشردين السوريين لن يتمكنوا من الوصول إلى أمريكا أو ألمانيا إلا أن واجب الدول المتطورة تقديم المساعدة لهم حيثما كانوا. فمن 11 مليون لاجئ أجبر 4 ملايين على الفرار من بلادهم إلى دول الجوار. وهناك 1.9 مليون لاجئ في تركيا و 1.1 مليون في لبنان و600.000 في الأردن.

ويضع اللاجئون أعباء كبيرة على الدول المضيفة لهم. ففي لبنان يمثل السوريون ربع السكان ويعيشون في ظروف مأساوية ويحرم أطفالهم من التعليم. ولكن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لم تقدم لهؤلاء اللاجئين سوى نسبة 33% من احتياجاتهم الرئيسية.

وترى الصحيفة أن تقديم الدعم الكامل للاجئين سيخفف من معاناتهم لكنه لن يحل المشكلة. فالسبب الحقيقي للبؤس الذي شاهدناه هذا الصيف هو أن العالم لا يمكنه إدارة ظهره للدول التي تعاني من مشاكل ويتوقع أن يظل محصنا من تأثيراتها.

وتشير الصحيفة إلى سياسة باراك أوباما الذي تجنب الانخراط في الانتفاضة الديمقراطية في سوريا.

وقرر عدم التدخل في الحروب الأهلية في ليبيا واليمن وأفغانستان، فيما ناقش مساعدوه أن الولايات المتحدة تستطيع حماية مصالحها القومية من خلال الإغارة على المتطرفين بطائرات «درون». وتقول الصحيفة أن ما نعيد تعلمه من هجمات أيلول/سبتمبر على التراب الأمريكي والتي تعتبر هما مستمرا إلا أنها لا تعتبر التهديد الوحيد القادم من الدول الفاشلة، بل هناك تهديدات أخرى. ففي عالم متداخل لا يمكن وقف الأمراض وتدفق اللاجئين والأسلحة من خلال نشر الزوارق الحربية ورفع الأسلاك الشائكة. كما أن الولايات المتحدة ليست بحاجة لإنزال قوات المارينز وفرض النظام بالقوة في كل بلد. وفي العادة يلجأ أوباما لخيار الابتعاد عن المشاكل التي لا يمكنه والحالة هذه تجاهلها.

وهو بحاجة لتبني سلسلة من الإجراءات المختلطة من مثل تقديم الدعم وتدريب قوات الأمن في الدول التي تعاني من مشاكل مع الأخذ بعين الاعتبار كل ظرف.

ومع اعترافها بأن الدول الخارجية لا يمكنها حل كل مشكلة لكن استمرار تدفق اللاجئين عبر المتوسط هو تذكير بأن العالم لا يمكنه تجاهل المشاكل أيضا.

 

لاجئون بلا أمل

 

وتظل مأساة من يحاولون العبور لأوروبا ومن يموت منهم في الطريق جزء يسير من كارثة السوريين والأربعة ملايين الموزعين على دول الجوار السوري.

وبحسب ليز سلاي مراسلة «واشنطن بوست» فقد أصبحت سوريا أكبر مصدر للاجئين في العالم منذ أكثر من أربعة عقود.

ومصدر القلق لدى وكالات الإغاثة الدولية نابع من تداعيات الأزمة السورية طويلة الأمد. ففي ظل استمرار الحرب للعام الخامس على التوالي، فهناك أمل ضئيل بحل قريب للأزمة وبالتالي عودة اللاجئين إلى قراهم ومدنهم قريبا.

ولأن معظم دول الجوار غير قادرة على مواجهة احتياجات السوريين الفارين إليها فقد يتحولون إلى عامل يزعزع استقرار البلاد. ويرى غوتيريز أن الفشل يظل أولا وأخيرا دبلوماسيا فبعد مقتل أكثر من 250.000 سوري وتشريد 11 مليون لا حل قريبا في الأفق. ويرفق الفشل الدبلوماسي بانهيار جهود الإغاثة الإنسانية والسبب هو تراجع الاهتمام وتناقص التبرعات وزيادة الاحتياجات اليومية. ولم تتلق الأمم المتحدة إلا نصف ما تحتاجه لتوفير العناية باللاجئين.

ويرى غوتيريز أن ما يجري في سوريا هو «مأساة لا توازيها أخرى في التاريخ الحديث» محذرا أن ملايين قد يتركون بلا مساعدة تحفظ حياتهم.

ويقول إن هناك الكثير من المعارك التي تم ربحها لكن المعارك التي تحققت فيها الخسارة أكثر. وتذكر مشاهد اللاجئين الذي يبيعيون «كلينكس» أو الورود في شوارع بيروت وعمان وإسطنبول بحجم الكارثة والظروف التي يعيشون فيها في الخيام وعلى حواف المدن وفي المزارع. وتنام النساء اللاتي يحملن أبناءهن الصغار قرب الإشارات الضوئية وأمام بوابات المتاجر. وتعيش عائلات قرب المزارع في أكواخ أقامتها من البلاستيك وألواح الخشب واليافطات التي تحمل دعايات لمطاعم وأفلام وشقق مفروشة.

وتقول جميلة محمود (53 عاما) والتي تعيش مع حفيدتها البالغة من العمر 7 أعوام في منطقة المنيا شمال لبنان «هذه ليست حياة»، «فنحن أحياء لأننا لم نمت بعد».

ومن يستطيع الهروب من وضعه من خلال السفر عبر قوارب الموت يواجه حياة مماثلة في أوروبا حيث يخيم اللاجئون عند الشواطئ في اليونان وينامون في شوارع المدن الأوروبية وينضمون إلى طوابير طالبي اللجوء.

وعلى خلاف من يقبل ببؤس المدن العربية يخسر هؤلاء كل ما يملكون للمهربين ويواجهون الغرق في البحر، كما أظهرت الأيام الماضية. ويمثل السوريون نسبة 63% من الـ160.000 الذي وصلوا للشواطئ اليونانية هذا العام وعددهم في تزايد مستمر. وترى الصحيفة أن خيار البحر والتوجه لأوروبا متوفر فقط لمن كانوا في حالة مادية جيدة قبل الحرب حيث يتمكنون من دفع ما بين 5.000 – 6.000 دولار للمهربين. أما من لا يملك فيقوم بالتوفير للرحلة التي يرى أنها ستغير حياته إما ببيع ممتلكاته أو أرضه أو توفير ما يحصل عليه من أعماله التي يقوم بها.

وتنقل عن ندا منصور (37 عاما) والتي تنتظر الانضمام لزوجها في السويد بعد دفعه 6.500 دولار للمهربين قولها «كل واحد يريد السفر» وقالت «أنا سعيدة جدا لأنني سأضمن حياة جيدة لأولادي». ومن لا حظ لهم فلا مهرب من البؤس والحياة الصعبة، فبحسب تقديرات المفوضية السامية للاجئين فمعظم السوريين الذين يعيشون في لبنان والأردن يعانون من ظروف الفقر.

وتقول فتنة العلي (40 عاما) إنها تود السفر لو استطاعت، لكنها لا تستطيع خاصة أن لديها 7 بنات وابنا واحدا ولم تعد تتلقى المعونة من الأمم المتحدة بعد بيعها كوبونات الإعانة لتوفير الدواء لزوجها المريض.

 

جيل ضائع

 

وتشير الكاتبة لمخاطر وضع اللاجئين على الدول المضيفة، خاصة أن ما يزيد عن 750.000 طفل لا يذهبون للمدارس وبعضهم نسوا من أين أتوا وأسماء قراهم وبلداتهم التي جاءوا منها، فيما فقد الكثيرون منهم مهارة القراءة والكتابة.

ويرى بيتر هارلينغ من مجموعة الأزمات الدولية أن المستقبل الذي ينتظر هؤلاء الأطفال قاتم وهناك مخاطر من تعرضهم للتشدد «فهنا جيل بأكمله محروم من أي شيء يحلمون به أو يؤمنون به».

ويضيف أن ما يخيف وضعهم هو الأثر المزمن الذي سيتركه النزاع عليهم. ومع أن دول الجوار لم تشهد مشاكل بعد بسبب اللاجئين إلا أن استمرار حالة التشرد تظل مدعاة للقلق خاصة في لبنان والأردن. وفي تركيا التي رحبت باللاجئين السوريين ووفرت لهم التعليم وسمحت لهم بالعمل فإنها حضرت سكانها البالغ عددهم أكثر من 75 مليون نسمة لإقامة دائمة للسوريين.

وترى الصحيفة أن لبنان الذي يقيم فيه 1.1 مليون سوري امتنع عن تقديم العون لهم خوفا من إرباك التوازن السكاني.

وتنبع مخاوف الحكومة اللبنانية من كون السوريين سنة. ولم تسمح الحكومة اللبنانية بفتح مخيمات للسوريين الذي يعتمدون على أنفسهم. كما قيدت الحكومة حركتهم ووضعت شروطا صعبة على عملهم.

وتنقل عن لاجئ سوري قوله إن الحياة تبدو «وكأنك في سجن». ويلقي اللبنانيون الأزمات على السوريين فهم الذي ضيقوا وسائل العيش على بقية السكان و»يفرخون إرهابيين وأمراضا» كما يقول علي الرحيمي صاحب محل في بلدة الطالبية.

ولم يستبعد حربا بين السكان واللاجئين حال استمرت الحرب في سوريا. ولهذا السبب تقدم وكالات الإغاثة الدولية حملاتها لجمع الإعانات للسوريين بناء على ضرورة استراتيجية وليس انسانية فقط. ويقول روس ماونتين منسق الجهود الإنسانية في الأمم المتحدة «إنه موضوع إنساني ولكنه أمني أيضا».

ومع ذلك تعاني المؤسسات الدولية من تراجع في الدعم. فقد أنفقت الأمم المتحدة 5.6 مليار دولار على إيواء وإطعام اللاجئين السوريين، ولكنه مبلغ قليل ولم تقدم الدول المانحة سوى 4.5 مليار دولار في هذا العام أي 37% فقط من المبالغ المطلوبة.

واضطر برنامج الغذاء العالمي لتخفيض المعونات المالية للغذاء من 40 دولارا في الشهر إلى 13.50 دولار.

وتعتبر تركيا الأكثر انفاقا على اللاجئين حيث أنفقت 6 مليارات دولار وتأتي بعدها الولايات المتحدة التي قدمت 4 مليارات دولار للمشردين السوريين.

ومع تراجع دعم الدول هناك تراجع مماثل في الدعم الذي يقدمه المتبرعون الأفراد، فالقضية السورية لم تعد تثير عواطف الناس أو تستدعي رحمتهم. فكل حرب تطول تصبح منسية وتبتعد عن اهتمام الناس.

 

شاب سوري يخرج من المخبأ في إحدى كنائس ميونيخ بعد صدور قرار يلغي العمل بـ «قانون دبلن» القاضي بترحيل اللاجئين لأول دولة بصموا فيها

مهند الحوراني

درعا ـ «القدس العربي» : يخرج محمد الحريري من مكان كان اختبأ فيه في كنسية بمقاطعة ميونخ، بعد عدة أشهر، كان فيها سجين جدرانها بعد قرار السلطات الألمانية بترحيله خلال ثلاثة أشهر، نظرا لبصمته الموجودة في إيطاليا والتي بحسب «اتفاقية دبلن» يجب إعادته لإيطاليا للجوء هنالك حيث لا تتوافر أبسط مقومات الحياة للاجئين كما في غرب أوروبا.

يقول محمد الحريري في في حديث خاص لـ»القدس العربي» إن القرار الأخير الذي صدر عن الحكومة الألمانية بإلغاء العمل بـ «قانون دبلن» القاضي بإعادة اللاجئين السوريين لأول دولة أوروبية بصموا فيها، إنما يعبر عن مدى الإنسانية والتماشي مع ظروفنا نحن السوريين التي تعد الأسوء مقارنة ببقايا اللاجئين من أفريقيا والبلقان وأفغانستان.

وشرح الحريري قصته قائلا: «هاجرت من ليبيا إلى إيطاليا ضمن قارب صغير لأجتاز المتوسط، وقامت السلطات الإيطالية بعد وصلولي لأراضيها، بإجباري على أن أبصم رغما عني، ومن بعدها تابعت طريقي باتجاه ألمانيا، بعد سماعي بأنها تقوم في غالب الأمر بكسر البصمة، خصوصا للسورين، وتحافظ على وجودهم وفي حالات نادرة يتم ترحيلهم.

وتابع الحريري: اتجهت لمقاطعة ميونيخ، وبعد مضي ثلاثة أشهر على وجودي في ألمانيا قاموا بإجراء مقابلة معي وبصمت في المحكمة، وفي الشهر الخامس أتاني الرد من دبلن، وفي الشهر السادس أتى قرار الطرد، بعدها قمت بتوكيل محام، ولجأت إلى كنيسة استقبلتني، وقدمت لي كامل الخدمات من الأكل والشرب والمنامة والإنترنت، وبقيت فيها شهرا ونصف الشهر، وكان عليّ البقاء فيها لمدة ثلاثة شهور، حتى تنتهي مدة التسفير، وفي تلك الفترة أتاني بريد من الشرطة مفاده أنه من غير المسموح لي بالخروج من الكنيسة، ولو خرجت سوف يتم احتجازي ومن بعدها تسفيري خارج ألمانيا. وأوضح الحريري أنه بعد صدور قرار السلطات الألمانية بإيقاف العمل بـ»قانون دبلن» للاجئين السوريين بأيام أخبره المحامي أن بريد من المحكمة الخاصة قد وصله، وفيه أن الحريري أصبح قادرا على الخروج من الكنسية حيث شاء، وأنه خلال الأيام القليلة القادمة سوف يحدد له موعد مع البلدية، ليعيد فرزه إلى المكان الذي كان فيه.

وقال الحريري: «كان علي أن أستمر في البقاء بالكنسية إلى أن تنتهي فترة ترحيلي بالقانون، إلا أن هذا القرار فك هذا القيد عني، ولا أستطيع أن أعبر عن مقدار سعادتي بعد صدوره».

ويضيف الحريري أن معاملة الألمان مع السوريين جيدة جدا، «والحديث عن أنهم يتعاملون بعنصرية كلام كاذب، شعب ألمانيا شعب طيب، وخدوم، وبالنهاية يجب علينا أن نعامل الناس كما نحب ان نعامل، وإن شاء لله سنثبت لهم اننا، نحن السوريين، جيدون وأتينا إلى هنا هربا من الموت في سوريا، لا طمعا بالمال والراحة».

قصة الحريري تختصر قصص مئات اللاجئين السوريين عبروا إلى أوروبا متحدين الموت، بحثا عن حياة أفضل، والذين بصموا في دول «الدبلن» بانتظار رسائل البريد الإلكتروني التي تحمل الخبر السعيد بإنهاء قرار ترحيلهم، والبدء من جديد لبناء حياة في ألمانيا.

 

معارك كر وفر بين “داعش” و”أجناد الشام” جنوبي دمشق

دمشق ــ ريان محمد

أعلن تنظيم “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” جنوبي العاصمة السورية دمشق، قتل نحو 15 عنصراً من تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وجرح العشرات، في وقتٍ استعاد بناءين كان “داعش” قد سيطر عليهما، أمس الأحد.

ونفى تنظيم “أجناد الشام”، الذي يسيطر على حي القدم (جنوبي دمشق)، عبر حسابه الرسمي على موقع “تويتر، أن يكون “داعش” سيطر على الحي، لافتاً إلى أنه “تراجع إلى مواقعه في الحجر الأسود” عقب الخسائر التي تكبدها.

وكانت الاشتباكات تحولت بين “داعش”، و”أجناد الشام”، في يومها الرابع، إلى معارك كر وفر، تعتمد على اشتباكات متقطعة وعمليات قنص، في وقتٍ بدأ انعكاس هذه المواجهات يتجلى على حياة عشرات آلاف المحاصرين، في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، والحجر الأسود، لجهة فقدان المواد الغذائية وارتفاع الأسعار.

وقال الناشط الإعلامي أحمد مصطفى، من داخل مخيم اليرموك، لـ”العربي الجديد”، أنّ “الإشكال بين تنظيم “داعش” وأجناد الشام، قد بدأ قبل أربعة أشهر تقريباً، حيث تمت تسوية الأمر حينها، وتوقيع الطرفين على ميثاق وقف إطلاق نار وعدم الاقتتال”.

كما لفت مصطفى، إلى أنّ “محاولة اغتيال الشيخ أنس أبو مالك الشامي قائد الأجناد في القدم، في الـ18 من الشهر الحالي، فجرت الوضع من جديد، فعلى الرغم من توقيع ميثاق باليوم ذاته، قال الأجناد إن المسؤولين عن الاغتيال هم من عناصر داعش، فألقوا القبض على شخص، ولدى محاولتهم إلقاء القبض على متهم أخر تم إطلاق النار عليه في مناطق داعش، ليسعفه التنظيم، لكنه مات مُتأثراً بجراحه”.

وأوضح أنّ “داعش شنّ إثر ذلك هجوماً واسعاً على منطقة القدم من جهة جبهة العسالي، مطالباً الأجناد بتسليم سلاحهم والاستتابة، لكي يُعفى عنهم”.

كذلك، لفت إلى أن “بعض الفصائل المسلّحة المتمركزة في بلدة يلدا وببيلا، تحركت على جبهة حي الزين شرقي الحجر الأسود، منطقة سيطرة “داعش”، حيث تدور اشتباكات بين الطرفين”، مُتهماً “بعض الفصائل المسلّحة بعدم الجدية في محاربة التنظيم، والاكتفاء بالتظهير الإعلامي”.

وبيّن الناشط الإعلامي، أنّ “المعارك تسببت حتى يوم الأحد بمقتل 12 مقاتلاً من التنظيم، و8 مقاتلين من الأجناد، إضافة إلى عدد من الجرحى من الطرفين”.

من جهة ثانية، لفت  إلى أن “نشوب هذه المواجهات تسبب بنقص شديد في المواد الغذائية في مخيم اليرموك والحجر الأسود والقدم، إثر إغلاق معبر يلدا، ما أثار مخاوف التجار من عدم دخول المواد الغذائية، ساحبين البضائع من السوق، وارتفعت الأسعار، الأمر الذي يزيد من معاناة عشرات آلاف المحاصرين منذ أكثر من عامين”.

وكانت بعض أحياء جنوبي دمشق قد وقّعت هدناً لوقف إطلاق النار مع النظام، مقابل دخول المواد الغذائية، منها القدم والعسالي وببيلا ويلدا وبيت سحم، في حين بقيت التضامن ومخيم اليرموك والحجر الأسود، مناطق مواجهة يمنع عنها المواد الغذائية والطبية، إضافة إلى المياه الصالحة للشرب والكهرباء بشكل نهائي.

 

“داعش” ينسف معبد “بل” الأثري في تدمر

حمص ــ لبنى سالم

 

أكّد الناشط الإعلامي، ناصر الثائر، عضو تنسيقية الثورة السورية في مدينة تدمر، أن ‏تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) أقدم، ‏ظهر أمس الأحد، على تفجير معبد “بل” الأثري ‏بكامله، فيما لم يبق منه إلا السور والأعمدة التي تحيط به من مسافة بعيدة، وذلك ‏‏بحجة أنه يعبد من دون الله.

 

وفي حين نشرت التنسيقية خريطة لمعالم المدينة الأثرية، لتوضيح هيكل المعبد الذي تم تفجيره، ‏أمس، أكد خالد الحمصي، أحد سكان مدينة تدمر، أنّ الجزء الذي ‏تم تفجيره، هو الذي يحتوي على النقوش ‏والرموز الأثرية.‏

 

ولفت الثائر إلى أن “نسف المعبد يتزامن مع غارات عشوائية شبه يومية ينفذها الطيران ‏الحربي التابع لقوات النظام السوري على ‏المدينة، والتي تصيب منازل المدنيين وتوقع ‏الضحايا، فيما لم تستهدف أي من غارات النظام أو حتى التحالف مقرات التنظيم، ‏ولم ‏يصب خلالها أي من عناصره”.‏

 

ويشير الثائر إلى أن “أهالي تدمر منشغلون بمصائبهم وخسائرهم البشرية ‏وجرحاهم، ولا يتاح لهم الالتفات إلى ما يحدث من ‏تدمير للآثار في المدينة”.‏

 

من جهته، اعتبر عبدالله التدمري، وهو ناشط إعلامي أن “داعش” والنظام يتقاسمون ‏الأدوار، ففي الوقت الذي يفجر فيه “داعش” آثار ‏المدينة وحضارتها، يقصف النظام ‏البيوت ويقتل المدنيين، لافتاً إلى أنّه “منذ صباح اليوم لدينا 5 جرحى بينهم طفل”.‏

 

ويعد معبد “بل”، أكبر المعابد الأثرية في مدينة تدمر وسط سورية، وبُني المعبد في عام 32م على أنقاض آخر مبني بالطين، واكتمل ‏بناؤه في القرن الثاني الميلادي.‏

 

ويعود اسمه للإله “بل” البابلي، واسمه زيوس بيلوس في بلاد ما بين النهرين، ويقابله ‏بعلشمين لدى الكنعانيين، وحدد الآرامي.‏

 

إلى ذلك، لفت خالد الحمصي إلى أنه “لا تزال هناك الكثير من المعابد في المدينة تحت ‏رحمة التنظيم، ومهمة حمايتها في الوقت ‏الحالي شبه مستحيلة”‏.‏

 

يذكر أن “داعش” بدأ منذ سيطرته على المدينة في منتصف مايو/أيار من العام الحالي سلسلة ‏من الانتهاكات بحق الإرث ‏الحضاري في المدينة ورموزها، كان آخرها تفجير معبد ‏بعل شمين الأثري، وقتل عالم الآثار خالد الأسعد.‏

 

“إعلان دمشق” يستنفر: خطة دي ميستورا صك براءة للنظام

اتهم “إعلان دمشق للتغيير الوطني الديموقراطي” المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، بأنه يتجاهل “عن عمد جوهر الصراع في سوريا”، وممارسات النظام بحق السوريين. ويأتي هذا الموقف الجديد عقب التحركات الأخيرة التي يقوم بها دي ميستورا، ومنها المطالعة التي قدمها أمام مجلس الأمن في التاسع والعشرين من حزيران/يونيو الماضي، واقتراحه تشكيل أربع مجموعات عمل تتولى الأولى مهمة “بحث السلامة والحماية للجميع”، والثانية “بحث القضايا السياسية والدستورية”، والثالثة “بحث مسألة الجيش وقضايا الأمن ومواجهة الإرهاب”، والأخيرة “بحث المؤسسات العامة وإعادة البناء والتنمية”.

 

وقال البيان الذي تلقت “المدن” نسخة منه، إن دي ميستورا رأى أن “المشكلة الأساسية التي تواجه الوضع في سوريا هي الإرهاب الذي تمارسه داعش والنصرة”، وبنى رؤيته تلك “على رأي أغلب الذين التقاهم من السوريين على مدى شهرين من قوى وشخصيات مستقلة، ومنظمات مجتمع مدني في جنيف وغيرها، ومن خلال الدول المعنية التي زارها في هذا السياق”.

 

واعتبر البيان أن المبعوث الدولي في سلوكه يتجاهل “عن عمد جوهر الصراع في سوريا على أنه ثورة شعب مضطهد في وجه نظام مستبد قهر شعبه وقتل منه مئات الألوف، وهجّر الملايين، ودمر أغلب المدن والبلدات في سوريا، مستخدماً مختلف صنوف الأسلحة بما فيها السلاح الكيماوي، ومستفيداً من الدعم العسكري والسياسي الذي قدمه حلفاؤه الروس والإيرانيون وغيرهم، وغض الطرف الذي مارسته الولايات المتحدة وأصدقاء الشعب السوري والمنظمات الدولية ممثلة بمجلس الأمن الذي شل عمله الفيتو الروسي والصيني”.

 

واتهم البيان دي ميستورا بأنه “يتجاهل إرهاب النظام، الذي مارس إرهاباً ربما لم يسبق لنظام في تاريخ البشرية أن مارسه بحق شعبه، كما يتجاهل، ولأسباب غير مفهومة، الإرهاب الذي تمارسه إيران وميليشياتها الطائفية من العراق، وأفغانستان، وحزب الله  اللبناني، بحق المدنيين السوريين العزل”.

 

ورأى “إعلان دمشق” أن خطة المبعوث الدولي يعتريها خلل على مستويات عديدة، أبرزها أنه لا يقدّر وزن ودور المقاتلين على الأرض في صفوف المعارضة، مكتفياً فقط بـ”التمثيلات السياسية والمدنية ومؤتمراتها الفاشلة، في القاهرة، وموسكو، والأستانة، أو لقاءاتها الأخرى التي عتّم عليها”. وأضاف البيان “نعتقد أن الغاية من اقتراحه  بتشكيل أربعة وفود للتفاوض تحت مسمى لجان الحوار، يسمي هو شخصياً ثلث أعضائها عن المعارضة، هي أن يتحكم الفاعلون الدوليون بالفريق المفاوض، والحرص على أن يضم من يمثلون مصالح تلك الدول، أو ممن يتعاطفون مع النظام، في حين أن الشعب السوري ينظر إلى هؤلاء المتعاطفين مع النظام على حساب الدم السوري على أنهم خونة ولا يحق لهم تمثيله”.

 

ويكاد البيان الصادر عن الإعلان هو الأول الذي يتهم دي ميستورا بلغة صريحة، أنه يحاول من خلال تحركاته الأخيرة “الالتفاف على جنيف 1، وعنوانه الرئيس تشكيل هيئة حكم انتقالي تتمتع  بكامل الصلاحيات التنفيذية”، وفي ذلك أيضاً “تجاوز صريح لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 لعام 2013، ومحاولة لتجنيب المجرمين العقاب، عما ارتكبوه من جرائم”. وذلك لا يفسّر إلا في سياق “تمييع أي حل للقضية السورية عبر تشتيته إلى لجان ووفود، لا ناظم  قانونياً أو سياسياً لها، ومن دون تحديد سقف زمني لعملها”.

 

وختم البيان بالقول إن خطة دي ميستورا “هي وصفة غير مهنية، لتقطيع الوقت على حساب معاناة السوريين وآلامهم (..) وعليه فهي محكومة بالفشل”. ودعا “الشعب السوري وكل قوى الثورة المدنية والعسكرية إلى رفضها وعدم المشاركة بها، واعتبار أن الحل السياسي المقبول هو فقط الحل الذي يقوم على تطبيق جنيف 1 نصاً وروحاً، بحيث لا يكون للأسد وزمرته أي دور، لا في المرحلة الانتقالية، ولا في مستقبل سوريا، والثبات على أهداف الثورة، وعدم إتاحة الفرصة أمام المجتمع الدولي للتنصل من قراراته السابقة، والتزاماته القانونية والأخلاقية تجاه الشعب السوري، وقطع الطريق على من يريدون مسامحة القتلة أو إعادتهم للواجهة”.

 

المرشديون يتهمون النظام بالتخاذل في حماية سهل الغاب

أسعد أحمد العلي

لم يكن عيد “الفرح بالله”، الذي تحتفل به الطائفة المرشدية، في 25 آب/أغسطس، مناسبة سعيدة بالنسبة للكثير من المرشديين خلال العام 2015. فموجة النزوح التي شهدتها قرى المرشديين بريف حماة الشمالي، مع انطلاق معارك سهل الغاب، والقذائف العشوائية التي انهالت على قرى أخرى، بشّرت بطقوس مغايرة عما اعتادوا عليه خلال احتفالهم السنوي الذي يمتد على ثلاثة أيام.

 

تحتل الطائفة المرشدية، وفق احصاءات غير رسمية، أقل من 1 في المئة من نسبة سكان سوريا، ويصل عدد أتباعها لأقل من 300 ألف، يتوزعون ما بين حمص وحماة وجبال اللاذقية. ومنذ اندلاع الثورة السورية، اختار المرشديون الوقوف على الحياد، وعدم التورط بادئ الأمر في الحراك الشعبي. لكن النظام وبفعل الدعاية التي بثها، حول استهداف المعارضة للأقليات الدينية، جرّهم رويداً رويداً للوقوف إلى جانبه، والتورط في عمليات القتل و”التشبيح” المنفذة على امتداد الأراضي السورية. بقيت قرى المرشديين لفترة طويلة خارج دائرة الصراع، لكن المواجهات في سهل الغاب، رفعت مستوى استشعارهم للخطر، بعد أن انتقلت المعركة إلى أراضيهم.

 

ولا يسود الوئام علاقة العلويين بالمرشديين، وتعود المواجهات التاريخية بينهما إلى خمسينيات القرن الماضي، مع بدء انتشار الدعوة المرشدية بين صفوف العلويين، على يد مجيب سلمان المرشد، بعد إعدام والده سلمان مؤسس الطائفة. مجيب دعا لإلغاء هيمنة المشايخ العلويين على قرارات الطائفة. وهنا ظهر العديد من الأقاويل حول المرشدية، والتي اعتبرت وسيلة دفاع من قبل العلويين عن معتقداتهم، وطريقة للحد من انتشار دعوة المرشديين في صفوفهم. وتطورت المناوشات بين أنصار الجماعتين، لتصل في بعض الأحيان، إلى المواجهة العسكرية مع وصول حافظ الاسد إلى سدة السلطة.

 

يتركز وجود المرشديين في سهل الغاب ضمن عدد من القرى كالبحصة وشطحة وجورين، التي تقع في أقصى الشمال الغربي من السهل، وتعتبر قلعة النظام الحصينة في الوقت الحالي لمواجهة تمدد “جيش الفتح” في المنطقة. لكن عدداً كبيراً من المرشديين يعتبرون أن تحصينات قوات النظام فيها تهدف لحماية القرى العلوية الواقعة في جبال اللاذقية، التي ستكون تحت مرمى المعارضة المسلحة المباشر في حال سقوط جورين التي لا تبعد عن مقاتلي “جيش الفتح” إلا كيلومتراً واحداً. الأمر إن تم، سيتسبب في حالة نزوح هائلة من تلك القرى باتجاه قلب الساحل السوري. ما يعني ازدياداً للضغوط على النظام ضمن حاضنته الشعبية، وهو أمر لن يكون لصالحه في حال وقوعه، لاسيما في الوقت الذي تشهد فيه الطائفة العلوية حالة من الامتعاض، لم تصل حد التمرد، بسبب التساهل الشديد من قبل النظام في التعامل مع قضية العميد حسان الشيخ الذي قتل على يد سليمان هلال الأسد القائد السابق لمليشيا “الدفاع الوطني” في اللاذقية. تململ حواضن النظام الشعبية يعود أيضاً إلى عدم ارسال النظام مؤازرات لفك الحصار عن القوات المحاصرة ضمن مطار كويرس، الأمر الذي تُرجم باحتجاجات خجولة لم ينتج عنها شيء، رغم حذر النظام وتجنبه استخدام القمع المباشر في التعاطي معها حتى الآن.

 

مع بدء معارك سهل الغاب منتصف الصيف الحالي، اختار المرشديون النزوح إلى قرى أقرانهم في ريف اللاذقية الواقعة على طريق جورين-صلنفة، والتي يسيطر مقاتلو المعارضة على الجبال الشمالية منها. وانتشر تعميم من أجهزة النظام الأمنية يقضي بعدم توجه النازحين من تلك القرى إلى قلب مدينة اللاذقية، حرصاً على عدم حصول تماس مباشر بين المرشديين والعلويين، نظراً إلى حالة الغضب العارمة التي عمت مناطق تجمعهم، وخاصة في ضاحية تشرين والمشاحير وجب حسن.

 

وقد تطور الأمر إلى حدوث تجمعات أهلية من شباب المرشديين في 9 آب/أغسطس، أمام “بيت الرب” في حي الزراعة، وهو الاسم المتداول لمنزل إمام المرشديين الأخير ساجي المرشد، والذي توفي عام 1994 ولم يتم اختيار إمام من بعده. قرر أولئك الشباب وقتها تشكيل كتائب مقاتلة خاصة بهم، بتسليح ذاتي، ليتوجهوا إلى قرى المرشديين في سهل الغاب، ويدافعوا عنها في وجه جيش “الإرهابيين” كما يُسمّون “جيش الفتح”. تجمع المرشديين إتهم قوات النظام بالتخاذل عن القتال، والهروب من قراهم، وترك أهلها لمصيرهم. وبالفعل تم تجنيد بضع مئات من المرشديين، وتوجهوا للقتال بسهل الغاب، خارج أمرة قوات النظام بل بـ”التنسيق معها”.

 

موالو النظام من الطائفة العلوية، المعروفون بـ”الشبيحة” لم يتدخلوا لفض تجمع المرشديين الغاضب، بل اكتفوا بمراقبته عن بعد. وقد ساعد في ذلك، أن فواز الأسد أهم مناكف للمرشديين والكاره الأول لهم، كان قد توفي في نيسان/إبريل 2015. ومنزل فواز الأسد يقع على الطرف المقابل لـ”بيت الرب” في حي الزراعة، وكان فواز هو المحرك الأساسي لعمليات قمع للمرشديين، استمرت سنوات طويلة، ولم تنتهِ بوفاته.

 

النظام بدوره لم يقف مكتوف الأيدي أمام هذه التطورات، بل حاول افتعال بعض المعارك في ريف اللاذقية الشمالي، بالتزامن مع معارك سهل الغاب، مستهدفاً التغطية على خسائره المتتابعة فيها، واشغال قوى المعارضة المسلحة العاملة في ريف اللاذقية، عن مساندة “جيش الفتح” بسهل الغاب. بالإضافة إلى محاولة النظام التعرف على القدرة العسكرية التي بلغها المقاتلون في جبال اللاذقية. قوات النظام نجحت بالسيطرة على نقاط لا تحمل أهمية استراتيجية، لتحقيق نصر إعلامي، استغل لاستمرار ترويج فكرة الدفاع عن مناطق الموالين، وخاصة الطائفة العلوية. وذلك على الرغم من كل ما ينشر حول تخلي قوات النظام عن قرية هنا، ومدنيين هناك، ولعل آخرها ما حصل مع المرشديين في قرى سهل الغاب.

 

الائتلاف:رسالة لمجلس الامن..و4 ملاحظات على دي ميستورا

ديالا منصور

أنهى أعضاء الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ليل الأحد، سلسلة اجتماعات طارئة، استمرت ثلاثة أيام، ناقشت خطة عمل المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وبيان مجلس الأمن الرئاسي المتعلق بسوريا. وكانت الهيئة السياسية للائتلاف قد اجتمعت بوفد من فريق عمل المبعوث الدولي، أكثر من مرة، في إطار مباحثات الطرفين حول خطة العمل المقدمة.

 

ويأتي اجتماع الهيئة العامة بعد أن تقدمت الهيئة السياسية للائتلاف بمجموعة من الملاحظات حول خطة دي ميستورا، حيث تهدف الوثائق إلى بدء مفاوضات بين مجموعات عمل من الأطراف السورية، تكون في مسار تدريجي ابتداءً من المسائل “السهلة”، مثل الجانب الإنساني والإغاثي، وتختتم بتشكيل هيئة الحكم الانتقالي. ولا تطرح الوثائق المقدمة جدولاً زمنياً واضحاً لتطبيق المرحلة الانتقالية، وهذه النقطة كانت محط اعتراض الائتلاف. وكان عضو الهيئة العامة سمير نشار، قد أكد في حديث سابق لـ”المدن” أن إحدى ملاحظات الائتلاف حول خطة دي ميستورا هي عدم وجود إطار زمني لتطبيق الخطة.

 

كما تقدّم وثائق خطة دي ميستورا مهلة 90 يوماً، بدأت في 17 الشهر الحالي من أجل تقديم تقرير أولي عن تقدم مجموعات العمل، بعد أن يكون فريق المبعوث الدولي قد حصل على أسماء مندوبين للمشاركة في تلك المجموعات، بهدف التوصل إلى مسودة وثائق، تكون بمثابة مسودة تأسيسية لمفاوضات “جنيف ٣”. وتحدد الوثائق صلاحية التحضير للانتخابات الرئاسية في سوريا، ودستوراً جديداً للهيئة الانتقالية، بعد الاتفاق على تشكيلها بصلاحيات تنفيذية. لكن الوثائق لم تحدد حجم الصلاحيات المعطاة إلى الهيئة الانتقالية، أو طبيعتها، كما أنها أغفلت مكان الأسد فيها.

 

ومن المتوقع أن يصدر الاتئلاف بياناً حول الاجتماعات الأخيرة، يحدد فيه موقفه من المشاركة في مجموعات العمل الأربع التي تضمنتها خطة عمل دي ميستورا، والآليات المقترحة بشأنها. وتشير معلومات “المدن” إلى أن البيان سيعلن عن قرار تكليف الهيئة السياسية بمتابعة المشاورات مع فريق المبعوث الدولي ونقل ملاحظات الائتلاف إليه. في هذا السياق، قال عضو الهيئة السياسية للائتلاف عبد الأحد اسطيفو لـ”المدن”، إن الائتلاف متوافق على أربع ملاحظات حول وثائق دي ميستورا، أبرزها خروج الوثائق عن إطار “جنيف-١ وجنيف-٢”. بالإضافة إلى ملاحظات حول تمثيل وتعيين مجموعات العمل، وعدم تمكن مجلس الأمن من تشكيل مجموعات اتصال، وهو ما يشكل صعوبة في مواصلة العمل السياسي في ظل غياب الضمانات الدولية، فضلاً عن أن خطة دي ميستورا المقترحة تدخل بمسار يتطلب وقتاً طويلاً، وهو ما يرفضه الائتلاف، لأن ثمن هذا الوقت هو المزيد من الدم السوري.

 

على صعيد آخر سيوجه الائتلاف رسالة إلى رئاسة مجلس الأمن، حول البيان الرئاسي المتعلق بسوريا، الذي صدر في ١٧ آب/ أغسطس. وتتضمن الرسالة أسئلة عن تشكيل مجموعات التواصل الدولية، إضافة إلى رد الائتلاف على إحاطة دي ميستورا التي تقدم بها لمجلس الأمن الدولي في ٢٩ من شهر تموز/يوليو الماضي، واستفسارات الائتلاف المتعلقة بالنقاط الأربع الواردة في خطة دي ميستورا.

 

يشار إلى أن أعضاء الهيئة السياسية اجتمعوا بداية شهر آب/أغسطس، مع مبعوث الولايات المتحدة إلى سوريا مايكل راتني، الذي يستكمل جولة على الدول الفاعلة في الشأن السوري. وشبّه اسطيفو المبعوث الجديد بالسفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد. وقال إن الاثنين يتمتعان بأسلوب متشابه في التعاطي مع الملف السوري، واصفاً مارتني بأنه صاحب خلفية سياسية واسعة وقوية. ومن المتوقع أن يجتمع أعضاء الائتلاف مع راتني، أو فريق عمله، بعد أن يتم جولته الحالية، التي سيختمها بزيارة إلى السعودية.

 

الاختفاء القسري في سوريا: 65 ألفاً لدى النظام

أصدرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، و”المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان”، تقريراً مشتركاً عن ضحايا الاختفاء القسري في سوريا. ويرصد التقرير حالات الاختفاء على مدار السنوات الأربع الماضية، حيث بلغت “67.561 حالة على الأقل، منها قرابة 65 ألف حالة لدى القوات الحكومية السورية (96 في المئة من مجموع الحالات)، وحوالى 2400 حالة لدى الأطراف المسلحة الأخرى في الأراضي السورية، كقوات الإدارة الذاتية الكردية، وتنظيم داعش، والنصرة، وفصائل المعارضة المسلحة الأخرى” بحسب التقرير.

 

ويشير التقرير إلى أن “58148 من الـ65 ألف مختفٍ قسرياً لدى القوات الحكومية السورية هم مدنيون، وبينهم 3879 طفلاً، و2145 سيدة”. ومعظم المختفين بسبب النظام “هم من ريف دمشق (16744) حالة، ثم درعا (10543) حالة”، وكان العام 2012 شهد أكبر حالات الاختفاء القسري، حيث بلغ عدد الحالات “25276 حالة، أي بمعدل أكثر من 68 حالة يومياً”.

 

ميدانياً، ألقى الطيران المروحي 10 براميل متفجرة على مدينة الزبداني، عقب يوم من انتهاء الهدنة التي أعلن عنها الخميس الماضي، في مدينة الزبداني وبلداتها بريف دمشق، وبلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب. وترافق القصف بالبراميل مع قيام الحواجز التي تحاصر الزبداني بقصف بالمدفعية والصواريخ.

 

مدينة معضمية الشام، شهدت من جهتها اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة، بالتوازي مع قصف مكثف لطيران النظام على مناطق الاشتباك، كما دارت اشتباكات، الأحد، في محيط مدينة داريا، بالغوطة الغربية، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الاشتباكات أسفرت عن سقوط قتلى في صفوف الطرفين. كما تعرضت دوما وحرستا في الغوطة الشرقية إلى قصف بالبراميل المتفجرة والقذائف الصاروخية، وقالت “تنسيقية دوما” إن القصف على المدينة أوقع قتلى وجرحى.

 

في المقابل، شهدت العاصمة دمشق، تجدد سقوط قذائف الهاون، حيث سقطت قذيفتان في محيط وزارة التربية، وقذيفة قرب مدينة المعارض، وقذيفة أخرى في منطقة بحي عش الورور، بالإضافة إلى قذيفتين سقطتا في منطقة المزرعة. وجاء ذلك عقب قصف للنظام على حي جوبر الدمشقي.

 

من جهة ثانية، فجّر انتحاري نفسه، قرب “دار القضاء” في مدينة سلقين بريف إدلب، ما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص وسقوط جرحى، فيما قصف النظام بالبراميل المتفجرة أطراف بلدة كفرنبل في ريف معرة النعمان الغربي، ما أدى إلى مقتل مدنيين على الأقل، وإصابة 10 آخرين. وشهدت مناطق في بلدة احسم، وقرية معراتا، وحوش بلدة البارة، في جبل الزاوية بريف إدلب، قصفاً مماثلاً، أدى إلى مقتل 6 مدنيين، بينهم طفلان، بحسب ما أفاد المرصد السوري. وأضاف المرصد “فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في شمال بلدة سراقب بريف إدلب، بينما تعرضت مناطق في بلدة كنصفرة وقرية عين لاروز بجبل الزاوية، إلى قصف من قبل قوات النظام، في حين نفذ الطيران الحربي غارتين على أماكن في منطقة الحامدية بأطراف مدينة معرة النعمان”. كما شهد ريف إدلب الجنوبي قصفاً مكثفاً من قبل الطيران شمل قرى “الشيخ مصطفى، وترملا، وأرنبا”، وقال ناشطون إنه لم يسقط قتلى وكانت الأضرار مادية فقط.

 

وفي ريف حماة الشمالي الغربي، تستمر الاشتباكات بين مقاتلي تحالف “جيش الفتح” وقوات النظام والميليشيات الموالية لها في سهل الغاب. وقال المرصد السوري إن الاشتباكات تركزت في “محيط بلدة المنصورة”، حيث يحاول النظام التقدم في هذه المنطقة. وردّت الفصائل الإسلامية  باستهداف “تمركزات لقوات النظام في قريتي خربة الناقوس والحاكورة بسهل الغاب، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الأخير، في حين نفذ الطيران الحربي غارة على أماكن في قرية الفطاطرة، وأماكن أخرى في قرية شولين بجبل شحشبو، ما أدى لأضرار مادية، وأنباء عن سقوط جرحى”، بحسب المرصد.

 

القضاء السوري يسقط التهم عن مازن درويش

قررت هيئة محكمة قضايا الإرهاب في دمشق، برئاسة القاضي رضا موسى، اليوم الإثنين، تشميل قضية معتقلي “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير”، رقم أساس 39 لعام 2015 بمرسوم العفو العام رقم 22 الصادر بتاريخ 9 حزيران 2014، على ما أفاد “المركز السوري للإعلام”.

 

وقال المركز إنه تم إلغاء تهمة الترويج للأعمال الإرهابية وكذلك إلغاء عقوبتها، وهي التهمة التي كانت منسوبة لمؤسس المركز مازن درويش والزملاء العاملين معه فيه. وقد صدر الحكم وجاهياً على الصحافي والناشط الحقوقي مازن درويش، الذي حضر جلسة النطق بالحكم.

وكانت السلطات السورية قد أطلقت سراح درويش، في 10 آب/ أغسطس الجاري/ بعد اعتقال تعسفي دام ثلاث سنوات ونصف السنة، معلنة حينها أنه ما “يزال قيد المحاكمة”.

 

السوريون يدفعون ثمن الحرب مضاعفًا

جواد الصايغ

المجتمع الدولي عاجز عن إنهاء مأساتهم

حمل الناشط السوري المعارض معتز شقلب مسؤولية ما يجري مع المهاجرين السوريين إلى المجتمع الدولي الذي لم يتحرك لمساعدة الشعب السوري.

 

بيروت: أثارت قضية مقتل أكثر من سبعين شخصا من المهاجرين السوريين في النمسا، غضب الرأي العام العالمي، في ضوء تزايد عدد حالات الموت في صفوف السوريين الراغبين بالهروب من جحيم الحرب إلى الدول الاوروبية.

 

وكانت الشرطة النمساوية قد أكدت ان المهاجرين الذي تم العثور على جثثهم، سقطوا نتيجة تعرضهم للإختناق في الشاحنة التي كانوا يستقلونها.

 

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن “فزعه وألمه” بسبب أحدث وفيات للمهاجرين فى النمسا وفي عرض البحر.

 

عضو المجلس الوطني السوري السابق، والناشط المعارض معتز شقلب قال لـ”إيلاف” “إن مسؤولية ما يجري مع اللاجئين يتحملها المجتمع الدولي الذي منذ بداية الاحداث كان يعلم ان رحيل بشار الاسد كفيل بإنهاء هذه المأساة، ولكنه لم يساعد الشعب السوري مما ادى لتأزم الوضع الانساني نتيجة استعمال النظام لاسلوب القصف بالبراميل، الأمر الذي اجبر الاب على الهروب باسرته من موت قادم”.

 

وتابع قائلا “لان البلاد العربية والاسلامية اغلقت حدودها بوجه السوريين كان لابد من الهرب باتجاه اوروبا”، مؤكدا “أن المجتمع الدولي، عاجز انسانيا عن ايجاد حلول سريعة لمعاناة الشعب السوري لاسباب كثيرة، اهمها زيادة اعداد الهاربين من الموت بشكل، بات يشكل عبء اقتصادي كبير على العالم”، وإتهم شقلب النظام السوري بالدفع نحو هذا الامر كي يخلق مأساة خارج الحدود تلهي الناس عما يجري بالداخل.

 

وعن كيفية تلافي ما حدث بالنمسا وغيرها من البلدان، أوضح “ان العالم العربي والاسلامي تخلى عن مسؤوليته تجاه الشعب السوري، لذا عليهم تحمل مسؤولياتهم وفتح الحدود للسوريين ومعاملتهم بطرق افضل تحفظ كرامتهم، وللاسف الدول الاوروبية لا تستطيع فتح حدودها للهجرة والا ستجد نفسها امام ملايين من المهاجرين، ولهذا فانني اعتقد ان  المأساة باقية وسنرى الموت باشكال جديدة ما لم تضع الحرب اوزارها”.

 

وفي رده على سؤال حول دور قوى المعارضة في هذه القضية، أشار، “إلى أن المعارضة مفلسة لانها منذ اليوم الاول سلمت نفسها لدول وعدت بالدعم وهذا خطئها التاريخي الذي لايغتفر، فلذلك هي اعجز من ان تقدم اي حل ولكن سياسيا عليها الضغط لاقامة المنطقة الامنة التي ربما تخفف من الهجرة، وانا على يقين بل واثق ان مئات الالاف من السوريين ان استطاعوا تأمين أنفسهم من البراميل والقصف الجوي لن يخرجوا من بلادهم، ولكن لا نستطيع القول للسوريين لا تركبوا البحر ولا تسلموا انفسكم للمهربين، فحياة الانسان العربي بشكل عام تعيسة نتيجة سياسات حكوماتهم القمعية”.

 

المعارضة تواصل العمل مع دي ميستورا من أجل حلّ سياسي

الائتلاف السوري: الأسد سبّبَ أزمة اللاجئين

بهية مارديني

يُذكر الائتلاف السوري المعارض الذي يواصل مساعيه مع المبعوث الأممي الخاص من أجل الحل السياسي، العالم بأنّ بشار الأسد هو الذي تسبب بمأساة المهاجرين بسبب دموية نظامه.

 

بهية مارديني: مع زيارة المبعوث الدولي الخاص الى دمشق مجددا اليوم، قال يحيى مكتبي الامين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض إن الائتلاف سيواصل العمل مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا على خطته والبناء عليها وتوضيح تفاصيلها.

 

ولفت مكتبي في تصريحات لـ”إيلاف” إلى أنّ “الائتلاف مع كل تحرك دولي ومع أيي قرار اممي يصب في مصلحة الشعب السوري، ومن اجل ذلك يتريث ويدرس أي قرار ويطالب بتفاصيله قبل الموافقة عليه”.

 

وحول اللاجئين السوريين، قال إن حل ملف اللاجئين يأتي في نصرة الشعب السوري والتخلص من بشار الأسد، وطالب ردا على تصريحات استرالية بضرب داعش للقضاء على مشكلة الهجرة، بألا ننسى أن “سبب كل ما يجري في سوريا هو الاسد وعلينا عدم نسيان جذور المشكلة وذلك دون التخفيف من وجوب القضاء على داعش”.

 

ودعت أستراليا إلى مشاركة المزيد من الدول الأوروبية في الغارات الجوية ضد تنظيم “داعش” في سوريا والعراق كوسيلة لحل أزمة اللاجئين التي تشهدها أوروبا.

 

واعتبرت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب في لقاء صحافي أن تنظيم “الدولة الإسلامية” المتطرف هو الذي يدفع مئات آلاف اللاجئين للتوجه إلى أوروبا ومن الضروري بالتالي أن يتصدى الائتلاف الدولي لهذا التنظيم الإرهابي، وأن هناك 60 دولة تدعم بطريقة أو بأخرى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، لكن بعض الدول يمكنها أن تقوم بالمزيد في مجال الغارات الجوية”.

 

وقالت الوزيرة: “إن أكثر من 40% من طالبي اللجوء حاليا في أوروبا قادمون من سوريا وعلينا أن نكون جبهة موحدة لدحر المنظمات الإرهابية التي تتسبب بنزوح هذا العدد الكبير من الناس”.

 

ولكن مكتبي شدد في الوقت ذاته على أن وسائل الحل التي اتبعها التحالف الدولي ما زالت قاصرة ولم تحل المشكلة بل فاقمتها حيث منذ منتصف العام 2014، سيطر التنظيم المتطرف على مساحات جديدة في محافظات حماة وحمص في وسط سوريا والحسكة ودير الزور في شرق البلاد، والرقة وحلب شمالا.

 

وشدد مكتبي على أنه من هنا “يجب على الدول مراجعة سياستها وفي البداية ايجاد حل سياسي عادل للشعب السوري الذي وقف ضد الاستبداد ورفض الدكتاتورية ومازالت المجازر ترتكب بحقه والبراميل تلقى بشكل يومي في كل مناطق سوريا على المدنيين”.

 

ويشارك عدد قليل من البلدان الأوروبية وبينها فرنسا وبريطانيا في الغارات الجوية على مواقع يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا والعراق، ضمن ائتلاف دولي تقوده واشنطن منذ صيف العام  2014.

 

وتشارك أستراليا في الائتلاف من خلال ست طائرات قتالية من طراز “اف ايه 18” وطائرتي دعم تتمركز في الإمارات العربية المتحدة، وشنت الطائرات الاسترالية حتى الآن غارات في العراق لكنها لم تستهدف حتى الآن مواقع في سوريا مشيرة إلى مسائل قانونية لكنها تدرس طلبا قدمته الولايات المتحدة هذا الشهر لتوسيع حملتها حتى تشمل سوريا.

 

مواجهة تدفق اللاجئين

 

وفي الاطار ذاته، يعقد وزراء الداخلية الأوروبيون اجتماعا طارئا في منتصف أيلول/سبتمبر لبحث كيفية مواجهة أزمة تدفق اللاجئين إلى أوروبا.

 

ووصل عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى حدود الاتحاد الاوروبي خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2015 إلى 340 ألف لاجئ مقابل 123500 خلال الفترة ذاتها من عام 2014، بحسب وكالة “فرونتيكس” المكلفة بالحدود الخارجية لمنطقة “شنغن”.

 

ويعمد اللاجئون السوريون الى طرق عدة للدخول الى اوروبا قد تكلف الكثيرين منهم حياتهم فقد قالت صحيفة الغارديان البريطانية انهم يتوجهون الى الدائرة القطبية الشمالية  للولوج من قرية صغيرة في روسيا الى النرويج.

 

وكما توجه السوريون الى السواحل في ليبيا واليونان للدخول الى اوروبا فان عشرات السوريين توجهوا إلى شمال روسيا في محاولة للوصول إلى نقطة حدودية، بين روسيا والنرويج.

 

ويعبر شهرياً بعض الأشخاص إلى بلدة كوركينز النرويجية التي تبعد عن دمشق أكثر من 5000 كيلو متر، ومعدل درجات الحرارة اليومي فيها تحت الصفر. للهروب من جحيم الحرب الذي طال بلادهم منذ سنوات.

 

عملة “داعش”

 

في غضون ذلك، أصدر تنظيم “داعش” السبت، الماضي  فيلماً وثائقياً باللغة الإنكليزية مدته 54 دقيقة لسّك عملته الجديدة التي ينوي طرحها في المناطق الخاضعة لسيطرته في كل من سوريا والعراق.

 

وحمل الفيلم الذي أنتجه مركز “الحياة” عنوان “شروق الخلافة وعودة الدينار الذهبي” ويوثق مشاهد سكّ التنظيم عملته الجديدة، التي اعتبر إنها “ستقضي على الدولار، وستدمر اقتصاد الكفر العالمي”.

 

وهاجم الفيلم الولايات المتحدة، وقال إنها أنشأت الرأسمالية الفاسدة، على حد تعبيره، وغرست ورقة لا قيمة لها وأسمتها الدولار، وفرضتها على العالم ، وأضاف بعد كل ما ارتكبوه من ظلم وطغيان، توقعوا أن يتركوا ليستمر شرّهم بلا رادع”.

 

كما اعتبر الفيلم “إعلان الخلافة” قد نجح بعد “تحكيم الشريعة بشكل تام، عبر تطبيق الحدود، وإيتاء الزكاة، وأخذ الجزية من النصارى”.

 

وعرض الفيلم مشاهد من الورشات التي يتم فيها سكّ العملة النقدية الخاصة، ومشاهد أخرى لعمليات تداول هذه العملة في بيع الخبز كمشهد تمثيلي، وقال إن فطرة الإنسان أن ينشد للمعادن الثمينة مثل الذهب والفضة.

 

وروج الفيلم لمزايا التعامل بالذهب والفضة بدلا من الأوراق النقدية، حيث يعتبر أن هذين المعدنين نادران ولا يفقدان قيمتيهما، وقال إن تعامل النبي يوسف عليه السلام أنقذ مصر وأهلها من المجاعة بعد أن أعاد التداول بالعملة المعدنية.

 

وتحدث عن الفضل الكبير للتعامل بالدينار الذهبي في ازدهار “الدولة الإسلامية” في العصور الماضية، في الوقت الذي كانت المجاعة والخلافات تضرب في أوروبا، خلال الفترة التي يسميها الغرب “عصور الظلام”.

 

وقال إن تعامل الدول الأوروبية بالعملة الورقية بدأ بعد أن “خدعتها أميركا” خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية وأخذت منهم الذهب مقابل الذخائر، حيث كانت بريطانيا أول من طبع الأوراق المالية، لتلحق بها الدول الأوروبية بداية القرن العشرين.

 

في أقرب نقطة من مركز العاصمة يصلونها حتى الآن

المرصد السوري: حرب شوارع بين «الدولة الإسلامية» ومقاتلي المعارضة جنوبي دمشق

قال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن عناصر تنظيم «الدولة الاسلامية» ومقاتلي المعارضة السورية، يخوضون اليوم الإثنين، «حرب شوارع» جنوبي دمشق، وذلك في أقرب نقطة من مركز العاصمة يصلونها حتى الآن.

 

ونقلت وكالة أنباء «فرانس برس»، عن مدير المرصد «رامي عبد الرحمن»، قوله إن «الاشتباكات تدور في حي القدم أحد الأحياء الجنوبية لدمشق حيث بسط التنظيم المتطرف سيطرته على حيين خلال اليومين الماضيين».

 

وأضاف مدير المرصد أن «هذه المنطقة هي أقرب نقطة يصلها التنظيم من مركز العاصمة»، مشيرا إلى مقتل 15 عنصرا من الجانبين خلال المعارك التي أجبرت السكان على الفرار.

 

ويسود الهدوء نسبيا حي القدم، بحسب المرصد، منذ بدء سريان الهدنة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية التي تم التوصل إليها منذ عام.

 

ويستخدم التنظيم منذ طرده من الغوطة الشرقية حي الحجر الأسود كقاعدة من أجل شن هجومه ضد العاصمة، المعقل القوي للنظام السوري.

 

وكانت عناصر من التنظيم قد حاولوا السيطرة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في أبريل/نيسان الماضي، قادمين من حي الحجر الأسود إلا أنه تم صدهم وتراجعوا عن بعض الأحياء التي سيطروا عليها فيه.

 

وفي شمالي البلاد، تمكن عناصر من «جبهة النصرة»، من التقدم نحو قرية الفوعة التي تسكنها غالبية من الطائفة الشيعية وبسطوا سيطرتهم على بلدة صواغية المجاورة لها في ريف إدلب.

 

ولم يعد للنظام تواجد ملموس في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تدافع عنهما ميليشيات موالية للنظام و«حزب الله»، ومطار «أبو الظهور» العسكري حيث تقاتل قوات نظامية.

 

ويحاصر مقاتلو المعارضة الفوعة وكفريا بشكل كامل منذ نهاية مارس/آذار الماضي.

 

«لافروف» يلتقي «معارضة الداخل» ويؤكد على مواجهة الإرهاب والحل السياسي في سوريا

قال وزير الخارجية الروسي، «سيرغي لافروف»، إن بلاده تبذل كافة جهودها لحل الأزمة السورية، وفقا لرؤية الرئيس «فلاديمير بوتين»، على خطين متوازيين، من خلال تنسيق جهود كل القوى في التصدي للإرهاب، وإيجاد تسوية سياسية للصراع في سوريا.

 

وخلال لقائه اليوم الإثنين، في موسكو، بوفد ممن يطلقون على أنفسهم «المعارضة السورية الداخلية»، أضاف أن «الهدف الرئيسي لكل جهودنا وقف إراقة الدماء في سوريا، وتحقيق السلام والاستقرار في بلادكم».

 

وشدّد الوزير الروسي على أن بلاده «تدعم وحدة أراضي سوريا وسيادتها، وتؤمن بقدرة السوريين على حل مشاكلهم بأنفسهم، وصنع مستقبلهم وتقرير مصيرهم دون أي تدخل خارجي»، بحسب «وكالة الأناضول» للأنباء التركية الرسمية.

 

وتابع «لافروف»: «لقد توصلنا مع زملائكم في المعارضة خلال محادثاتنا السابقة إلى ثوابت تقوم على توحيد وتكثيف الجهود في مواجهة التطرف والإرهاب، وضرورة الحوار لحل كافة المشكلات السياسية على قاعدة التوافق بين الحكومة والمعارضة، وعلى أساس مبادىء جنيف1»، المعلنة في 30 يونيو/حزيران 2012.

 

واستطرد: «نعمل وفقا لرؤية الرئيس بوتين على مساريين متوازيين، تنسيق وتكثيف الجهود في مواجهة الإرهاب، والوصول لحل سياسي للأزمة السورية على قاعدة التوافق الوطني العام، ولتحقيق ذلك لا بد من توحيد صفوف المعارضة السورية المؤمنة بالحل السياسي».

 

من جانبه قال «حسن عبدالعظيم»، المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني وعضو الوفد: « نشكر روسيا على دعوتها لأعضاء لجنة متابعة النداء الذي وجهناه ( في ختام أعمال منتدى موسكو – 2)  للأمين العام للأمم المتحدة للإسراع بعقد جنيف3، من أجل تنفيذ مقررات جنيف1، لأننا وروسيا متفقون على أن أي حل في سوريا يجب أن يكون على أساس مبادىء جنيف 1».

 

ويشارك في الوفد السوري، إضافة إلى «عبد العظيم»، كل من «قدري جميل»، سكرتير عام حزب «الإرادة الشعبية»، و«خالد عيسى»، عضو المكتب السياسي لحزب «الاتحاد الديمقراطي الكردستاني»، ورجل الأعمال «نمرود سليمان».

 

يشار إلى أن رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، لم يترك المعارضة الحقيقيه بالداخل السوري، غير أن هناك بعض الأحزاب التي تعارض شكلا فقط وتعقد صفقات من النظام تطلق على نفسها «المعارضة الداخلية».

 

وشهد الشهر الجاري 3 مبادرات، روسية وسعودية وإيرانية، لحل أزمة سوريا، فيما شهدت المنطقة حراكا دبلوماسيا تمثل في زيارة وزير خارجية النظام السوري «وليد المعلم» إلى كل من عمان، وإيران، فيما زار وزير خارجية إيران «محمد جواد ظريف» دول على علاقة بالأزمة السورية أيضا، علاوة على زيارة وزير خارجية السعودية «عادل الجبير» لموسكو، ومن قبلها الاجتماع الثلاثي الذي جرى في الدوحة بين وزراء خارجية روسيا «سيرغي لافروف»، وأمريكا «جون كيري»، والسعودية.

 

كما زار وفد من المعارضة السورية بالخارج، موسكو خلال الشهر الجاري، والتقى مسؤولين روس، في إطار السعي لحل الأزمة السورية.

 

تلك الجولات والمباحثات، قال خبراء إنها قد تسهم في حلحلة الأزمة السورية، غير أنهم ذهبوا في الوقت ذاته إلى أن الوصول لحل شامل لتلك الأزمة لن يكون بالأمر السهل وسيستغرق الكثير من الوقت والجهد.

 

قطارات اللاجئين تصل فيينا لبحث طلبات اللجوء  

قال مراسل الجزيرة إن القطارات التي تحمل اللاجئين وصلت إلى العاصمة النمساوية فيينا قادمة من المجر بعدما سمحت السلطات النمساوية لأربعة قطارات، بدخول أراضيها شريطة التوجه إلى فيينا بدلا من ألمانيا لمعاينة طلبات اللجوء.

 

وقال متحدث باسم الشرطة إن عدد الذين وصل حتى الآن يقدر بالمئات, وأضاف أن من تقدم منهم بطلب لجوء إلى السلطات المجرية سيعادون إلى المجر، وسيخيّر الآخرون بين تقديم طلب لجوء في النمسا أو تحويل وجهتهم إلى دول أوروبية أخرى.

 

وقد سمحت السلطات النمساوية بدخول القطارات التي تحمل على متنها مئات اللاجئين ةالتي كانت متجهة من بودابست إلى ميونيخ أراضيها بعد أن أوقفتها فترة على الحدود النمساوية المجرية للتثبت في الهويات.

 

وقالت المجر إن أربعة قطارات للاجئين غادرت عاصمتها بودابست متجهة إلى مدينة ميونيخ الألمانية قد توقفت على الحدود المجرية النمساوية, قبل أن يتم السماح لها بدخول الأراضي النمساوية وتوجيهها إلى فيينا بدل ميونيخ.

 

وقد نفت ألمانيا وجود قطارات مخصصة لنقل اللاجئين إلى أراضيها، وقالت مصادر ألمانية إن القانون الأوروبي الخاص بحق اللجوء يقتضي أن يسجل اللاجئون المعنيون أنفسهم في المجر قبل المغادرة.

 

انتقادات

وكانت السلطات المجرية أكدت أنها تلتزم قواعد الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق باللاجئين، وأنها ماضية في إجراءاتها المشددة تجاههم، رغم الانتقادات الفرنسية والألمانية التي طالبتها باحترام حقوق الإنسان واحترام القيم الأوروبية.

 

وشدد المتحدث باسم الحكومة المجرية على أن بلاده “لا تخالف اتفاقية شينغن”، مطالبا ألمانيا بتوضيح النواحي القانونية بشأن إجراءاتها، التي تسمح بسفر واستقبال اللاجئين عبر دول الاتحاد الأوروبي, معتبرا أن ألمانيا أظهرت تساهلا كبيرا تجاه اللاجئين، نجم عنه تكدسهم في محطات سكك الحديد في بودابست.

وجاءت تصريحات المتحدث المجري، عقب انتقادات وجهها وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس اتهم فيها دول شرق أوروبا -خاصة المجر- باتباع سياسة “مخزية” تجاه اللاجئين، مضيفا أن “المجر لا تحترم القيم الأوروبية المشتركة”، ودعا السلطات الأوروبية للحديث “بجدية” مع المجر بخصوص هذا الموضوع.

 

من جانبها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال مؤتمر صحفي ببرلين إن أزمة اللاجئين لن تحلّ قريباً, و دعت الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي إلى مزيد من المشاركة في تحمل عبء تدفق المهاجرين هذا العام.

 

موقف موحد

في الأثناء قال رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو الاثنين إن بلاده تأمل في التوصل إلى موقف مشترك مع دول التشيك والمجر وبولندا للتعامل مع أزمة اللاجئين التي تجتاح القارة بما في ذلك رفض حصص الاتحاد الأوروبي لإعادة توزيع اللاجئين.

 

وأضاف أنه سيجتمع مع رؤساء وزراء الدول الثلاث يوم الجمعة أو الأحد في براغ لبحث الأزمة في ظل تنامي أعداد اللاجئين الذين يلقون حتفهم في البر والبحر.

 

وعطلت دول وسط أوروبا مقترحات من بروكسل تقضي بأن تقبل دول الاتحاد حصصا ملزمة من طالبي حق اللجوء الذين يعبرون البحر المتوسط للوصول إلى إيطاليا واليونان, وهو ما جعل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يصف الموقف بأنه “مخز”.

 

وقال فيكو -في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون على الهواء- “نرفض بشدة أي حصص، إذا طبقت آلية تلقائية لإعادة توزيع المهاجرين سنفيق يوما على مئة ألف من العالم العربي وهذه مشكلة لا أود لسلوفاكيا أن تواجهها”.

 

يأتي ذلك بينما يتواصل تدفق اللاجئين حيث قالت السلطات اليونانية إن خفر السواحل أنقذ نحو ألفين وخمسمئة لاجئ قبالة سواحل الجزر الشرقية للبلاد خلال ثلاثة الأيام الماضية مع استمرار تدفق اللاجئين الذين يأملون الوصول إلى أوروبا.

 

#الأسد يعود لعادته القديمة.. الكيمياوي في شمال الرستن

دبي – قناة العربية

قام نظام الأسد بخرق لقرار مجلس الأمن رقم 2118 القاضي بمنع استخدام الأسلحة الكيمياوية وغازاتها السامة، حيث قامت قوات النظام باستهداف شمال الرستن في ريف حمص، مستخدمة مواداً كيمياوية لم يتم التعرف على طبيعتها بعد.

من جهته، جدد الائتلاف الوطني إدانته لأي استخدام للأسلحة الكيمياوية، مشدداً على ضرورة التحقيق فيها باعتبار أن استخدام هذه الأسلحة يمثل خرقاً للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن وانتهاكاً لاتفاقية جنيف.

كما طالب الائتلاف بسرعة تفعيل قرار مجلس الأمن رقم 2235 القاضي بإنشاء آلية تحقيق مشتركة لتحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا.

وأكد، محمد يحيى مكتبي، الأمين العام للائتلاف أن لدى الائتلاف ولدى لجان التحقيق الدولية آلاف الأدلة على الجرائم التي ارتكبها النظام، وسيعمل الائتلاف ما بوسعه لمحاسبة مرتكبي الجرائم بحق السوريين.

 

“داعش” يعدم 90 شخصاً خلال شهر في سوريا

بيروت – فرانس برس

أعدم تنظيم “داعش” أكثر من 90 شخصا، ثلثهم من المدنيين، خلال الشهر الماضي في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الأحد.

وذكر المرصد أن التنظيم المتطرف قام بإعدام 32 مدنيا من أصل 91 شخصا بتهمة ارتكاب “جرائم” متنوعة بين 29 يوليو و29 أغسطس. وتشمل الحصيلة، بحسب المرصد، عناصر في التنظيم وأعضاء من المعارضة وموالين لبشار الأسد.

وأشار المرصد الذي يعتمد في بياناته على عدد من النشطاء في مختلف المدن السورية، إلى أن عدد الأشخاص الذين أعدمهم التنظيم المتطرف في سوريا منذ إعلان “الخلافة” ارتفع إلى 3156 بينهم 1841 مدنيا.

ومنذ إعلانه “الخلافة” في يونيو 2014، سيطر التنظيم المتطرف على مساحات شاسعة في محافظات حماه وحمص وسط سوريا، والحسكة ودير الزور في شرق البلاد، والرقة وحلب شمالا.

وتتهم الأمم المتحدة التنظيم الذي يضم آلاف المتطرفين ويقوم بعمليات خطف واغتصاب وقطع رؤوس وجلد في الأماكن الخاضعة لسيطرته بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”.

 

سوريا.. العشرات بين قتيل وجريح في قصف على سوق بدوما

العربية.نت

سقط عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال بهجمات جوية عنيفة نفذها طيران النظام على سوق شعبي مزدحم بمدينة دوما بريف دمشق.

وبحسب الأنباء الأولية الواردة من هناك من بين الضحايا كثير من الأطفال الذي دفنوا تحت أنقاض المباني التي سويت بالأرض.

وأظهرت مقاطع فيديو منشورة على الإنترنت، منازل مهدمة، وسوريون يبحثون تحت الأنقاض عن ناجين، بينما تم استهداف السوق الشعبي وسط المدينة.

وكانت مدينة دوما هدفا متكررا لطيران النظام السوري منذ أيام، حيث شن طيران النظام السوري قبل خمسة أيام غارات عدة على مناطق في دوما بالغوطة الشرقية، ما أسفر عن مقتل تسعة مدنيين على الأقل وعدد من الجرحى.

وألقى طيران النظام ستة عشر برميلا متفجرا على مدينة الزبداني وسط قصف من قبل قوات النظام، وسقطت على العاصمة دمشق والمناطق التي يسيطر عليها النظام أكثر من أربعين قذيفة.

 

ألمانيا توقف المئات من مهربي المهاجرين

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أوقفت الشرطة الألمانية نحو 1785 شخصا يشتبه بأنهم هربوا مهاجرين بين يناير ويوليو، وفقا لما صرحت به الشرطة الفدرالية لوكالة “فرانس برس”، الاثنين.

 

وأضافت الشرطة أنه في شهر أغسطس وحده راوح عدد الموقوفين بين 300 و400.

 

ووفقا لفرانس برس فإن عدد المهربين الموقوفين في 8 أشهر قد يساوي عدد العام 2014، حين تم توقيف 2149 شخصا.

 

ويقيم غالبية المشتبه بهم في النمسا (227) ورومانيا (147) وصربيا (110) وسوريا (108) وبلغاريا (101)، بحسب الشرطة.

 

وباتت ألمانيا، وهي أول قوة اقتصادية في منطقة اليورو، أول وجهة في أوروبا للمهاجرين، وتتوقع تلقي 800 ألف طلب لجوء هذا العام.

 

المراقب العام لإخوان سورية: دورنا السياسي مستمر ولا تراجع بعلاقاتنا العربية وحل الأزمة بعيد

روما (31 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية أن دور الجماعة السياسي والدعوي نابع من قرارات المؤسسة الإخوانية ولا علاقة له بمواقف حزب (وعد) الذي “تشارك فيه”، ونفى تراجع علاقة الجماعة ببعض الدول العربية، وأيّد الحل السياسي للأزمة السورية والذي رآه مازال بعيداً، لكنه رفض أن يكون وسيلة لتمرير مشاريع “لا تلبي مطالب السوريين”، على حد وصفه.

 

ونفى المراقب العام، محمد حكمت وليد أن يكون دور الجماعة قد تغيّر أو أصبح دعوياً فقط بعد تأسيس الحزب الوطني للعدالة والدستور (وعد) مطلع العام الماضي. وقال لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “من الضروري التأكيد على أن حزب (وعد) ليس حزباً إخوانياً وإنما تأسس بمشاركة عدة أطياف من المجتمع السوري، تضم الجميع من وطنيين وإسلاميين وإخوان ومستقلين، وكانت جماعة الإخوان أحد المكونات المؤسسة للحزب، والحزب مستقل تماماً وقراره السياسي والتنظيمي والإداري يتبع مؤسساته فقط، ولذلك لا يتحمل أحد قرارات الحزب إلا الحزب نفسه وهو المحاسب عليها”، وأضاف “لذلك فإن الإخوان لم يتغير دورهم، وما زالوا يمارسون أعمالهم السياسية والدعوية بصورة مستقلة نابعة من قرارات المؤسسة الإخوانية”، حسب تعبيره

 

ونفى المراقب العام لإخوان سورية تراجع علاقة الجماعة ببعض الدول العربية والأوروبية على حساب علاقتها بتركيا وقطر تحديداً، وقال “لقد كشفت الأزمة السورية كثيراً من الحقائق حول العلاقة مع الأطراف السياسية الدولية والإقليمية، ونحن نرى أن التوازن في علاقاتنا ضروري للحفاظ على مكتسبات الثورة السورية، ولهذا فإننا متمسكون بعلاقاتنا مع الجميع، وعلى الخصوص بعمقنا العربي والإسلامي، ولذلك لم تتراجع علاقتنا مع أحد، وما زلنا نعمل على تطويرها لمزيد من تحقيق المصالح المشتركة” .

 

واستطرد “تركيا وقطر وغيرها من الدول العربية والإسلامية، دول فاعلة في القضية السورية، وهذه الدول تقف مع الشعب السوري ومع مطالبه المحقة، ولذلك فإننا حريصون عليها”.

 

وعن الحل السياسي للأزمة السورية وإن كان هناك بدائل من وجهة نظر الجماعة، قال وليد “الحل السياسي يبدو بعيداً في ظل ممارسات نظام الأسد ودعم حلفائه المستمر وتعنته أمام أي تسوية أو مفاوضات. إن وقت السوريين اليوم من دم، ولذا فإننا وبرغم تمسكنا بالحل السياسي؛ فإننا نرفض أن يكون الحديث عن هذا الحل ثغرة لتمرير مشاريع لا تلبي المطالب التي خرج السوريون من أجلها وضحوا في سبيلها بمئات آلاف الأرواح”، على حد تعبيره.

 

وأضاف “إننا نرى أن تعامل المجتمع الدولي والقوى الغربية الفاعلة مع الحل في سورية؛ ليس على المستوى الذي يليق بطموحات السوريين، وهم بذلك يساهمون بصورة مباشرة أو غير مباشرة في تأزيم الوضع السوري، من خلال منع الثوار من اكتساب وسائل القوة التي تحقق ما يصبون إليه ويحقن كثيراً من الدماء المراقة”.

 

وحول تمسك الجماعة بوثيقة العهد والميثاق الوطني (2012) التي ترفض التمييز الإثني والمذهبي وتدعو للمواطنة والدولة المدنية التي تقوم على دستور مدني وحكم جمهوري نيابي، قال وليد “وثيقة العهد والميثاق ليست الأولى في التأكيد على هذه المبادئ، فقد سبقتها العديد من الوثائق التي أصدرتها الجماعة في العقدين الأخيرين، ولعل أبرزها هو المشروع السياسي لسورية المستقبل والذي أكد على مبادئ المواطنة والعدالة بين جميع السوريين، كما أكد على شكل الدولة وصورة الحكم المنشود في سورية المستقبل”، وفق تأكيده.

 

وأضاف “في خطاباتنا وبياناتنا المتلاحقة نؤكد بين الفينة والأخرى على هذه المعاني، ولا ننكص عنها؛ حيث تشكل الرؤية التي دوناها في الميثاق ـ وفي غيره ـ الطريق الصحيح ـ بحسب رؤيتنا ـ لحكم سوري مستقل صحيح، وحياة سياسية سوية”، وتابع “لقد جاءت الثورة السورية لتؤكد على ضرورة التمسك بهذه المبادئ، وتزيد من إصرارنا على التأكيد على هذه القيم، وبثها في المجتمع السوري”.

 

الائتلاف الوطني السوري يتحفظ على خطة دي ميستورا

القاهرة (31 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض للنظام في دمشق عن “تحفظات” بشأن خطة المبعوث الأممي إلى سورية، ستافان دي ميستورا المقدمة إلى مجلس الأمن، ولكنه دعا في ذات الوقت الهيئة السياسية بمتابعة مهامها المنوطة بها في التواصل مع دي ميستورا وفريقه حول هذه التحفظات والاستفسارات المطروحة.

 

وجاء ذلك بعد أن درست الهيئة العامة للإئتلاف، خلال اجتماعها الطارئ في الثلاثة أيام الأخيرة، الخطة وناقشت كافة الجوانب المتعلقة بها، كما قررت أنها ستعود للاجتماع في حال وجود مستجدات هامة، حسبما أفاد المكتب الإعلامي للإئتلاف

 

وجدد الائتلاف الوطني “التمسك بمبدأ الحل السياسي بما يحقق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة، وفق بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية، وبما يضمن تحقيق انتقال سياسي حقيقي بناء على جدول زمني محدد”. وشدد على أن “الحل السياسي يجب أن يؤدي إلى نقل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية من نظام الأسد إلى هيئة حاكمة انتقالية كاملة الصلاحيات، تضع البلاد على طريق الحياة الديمقراطية والتعددية السياسية، مما يعني عدم وجود أي دور للأسد وزمرته في المرحلة الانتقالية أو مستقبل سورية”. ونوهت هيئة الائتلاف العامة بأن “الخطة المقترحة تجاهلت خروقات نظام الأسد الواضحة والمتكررة لقرارات مجلس الأمن رقم 2209 و 2139 وإغفال أي آليات من شأنها أن تؤدي إلى حقن دماء الشعب السوري وتخفيف معاناته التي تسبب بها النظام والميليشيات الطائفية والإرهابية التي جلبها”.

 

كما لفت الائتلاف إلى أن “المقترحات المقدمة تجاهلت قيام نظام الأسد بإعاقة أي خطوات لبناء الثقة في المجال الإنساني على نحو متعمد، مما يعني عدم إيجاد بيئة تساعد على مفاوضات سياسية بناءة، ناهيك عن تقيّيد الخطة وتشتيتها بشكل انتقائي لممثلي الشعب السوري، ووضع معايير قسرية من شأنها أن تضعف تمثيلهم لشعبهم؛ في حين تترك للنظام حرية اختيار ممثليه دون أي محددات”.

 

وفي سياق آخر، ذكر الائتلاف الوطني أنه “في ضوء القيود والصعوبات والانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في الآونة الأخيرة، والتي زادت من وطأة معاناتهم؛ قامت الهيئة العامة بتشكيل لجنة للتواصل مع الدول المعنية بقضية اللاجئين السوريين، وقد باشرت عملها بإيفاد وفود رسمية لزيارة دول أوروبية، وبدأت تواصلاً عاجلاً مع عدد من وزارات الخارجية في دول الاتحاد الأوروبي لبحث قضية اللاجئين السوريين، وسبل توفير الملجأ الآمن والإنساني المؤقت لهم، وتأمين الظروف التي تبعدهم عن الأخطار”.

 

معبد بل في مدينة تدمر الأثرية في سوريا “لا يزال صامدا

لا يزال معبد بل في مدينة تدمُر الأثرية الواقعة وسط سوريا صامدا رغم محاولة مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” تفجيره، حسبما صرح مدير الآثار في سوريا مأمون عبد الكريم.

وأكد عبد الكريم، لبي بي سي، وقوع انفجار شديد داخل محيط المعبد، لكن “هيكله الأساسي وأعمدته وحرمه لم يتعرضوا لأضرار”.

ولا يمكن لشهود العيان الاقتراب من الموقع لمعرفة حجم الأضرار التي لحقت بالمعبد الذي قال ناشطون سوريون في وقت سابق إن مسلحي التنظيم دمروا جزءا منه.

وقال المركز السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، إن مسلحي التنظيم “دمروا جزءا من معبد بل الذي يعود إلى العصر الروماني في هذه المدينة التاريخية الصحراوية وسط سوريا”.

ولم يحدد المركز حجم الضرر الذي وقع في المعبد الذي يعد من معالم هذه المدينة الأثرية المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

لكن أحد سكان المدينة قال إن الضرر الذي أصاب المعبد كان كبيرا جدا بعد أن وضع المسلحون داخله كمية كبيرة من المتفجرات.

وقال أحد سكان تدمر لوكالة أسوشييتد برس “إنه تدمير شامل. الأحجار والأعمدة الآن على الأرض”.

وأضاف “كان تفجيرا يسمعه الأصم”، قائلا إنه لم يتبق من المعبد إلا الجدار.

وكان المعبد مكرسا لآلهة تدمر وكان من أكثر المواقع الأثرية في المدينة احتفاظا ببهائه.

وأفادت تقارير، الأسبوع الماضي، بأن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية فجروا معبد بعل شمين الشهير في المدينة ذاتها.

كما أعدم مسلحو التنظيم عالم الآثار خالد الأسعد بقطع رأسه على الملأ، وربطوا جثمانه بعمود أثري، بحسب نشطاء

ومنذ سيطرتهم على تدمُر، دمر مسلحو التنظيم تمثالا لأسد يعود للقرن الثاني الميلادي، وضريحين إسلاميين بالقرب منه ووصفوهما بأنهما من “مظاهر الشرك”.

وقد سيطر مسلحو التنظيم على مدينة تدمر في مايو / آيار الماضي، مما أثار المخاوف بشأن مصير هذه المدينة الأثرية.

وتقع تدمرالحديثة، المتاخمة للمواقع الأثرية، في منطقة ذات أهمية استراتيجية في الطريق بين العاصمة السورية ومدينة دير الزور شرقي البلاد.

وكانت تدمر التاريخية مركزا ثقافيا وموقعا أثريا هاما على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

وأدانت اليونسكو تدمير التراث الثقافي لسوريا ووصفته بأنه جريمة حرب.

 

مقاتلات تركية تشن غارات على مواقع تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا

أعلنت هيئة الاركان التركية، أن مقاتلات من سلاح الجو التركي، بدأت بشن غارات داخل الأراضي السورية، ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” نهاية الاسبوع الماضي، وذلك ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وذكرت وزارة الخارجية التركية في بيان لها، أن المقاتلات التركية بدأت في وقت متأخر من ليل الجمعة بمهاجمة أهداف داخل سوريا تابعة للتنظيم، تشكل تهديدا لتركيا، حسب البيان.

وأضافت الوزارة في بيانها أن “مكافحة التنظيمات الإرهابية هو موضوع أساسي على صعيد الأمن القومي بالنسبة لتركيا وهذه المكافحة ستتواصل بحزم”.

وجاءت موافقة تركيا على المشاركة مع التحالف الدولي في حملة القضاء على “الدولة الإسلامية” بفعالية أكبر بعد أشهر من التردد.

ووافقت أنقرة في يوليو/ تموز الماضي على استخدام القوات الأمريكية قاعدة أنجرليك الجوية الرئيسية القريبة من الحدود السورية، في الحملة ضد “الدولة الإسلامية”.

تطورات ميدانية في سوريا

وفي ما يخص التطورات الميدانية، شهدت مناطق مختلفة من سوريا اشتباكات وتفجيرات بين القوات الحكومية والمجموعات المسلحة التي تساندها من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة أخرى.

وأدى تفجير انتحاري في بلدة سلقين في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا التي تسيطر عليها المعارضة الى مقتل 17 من مقاتلي المعارضة.

وقالت المعارضة ان قصفا حكوميا استهدف منطقة سقبا في الغوطة أدى إلى مقتل 7 أشخاص، كما أدى قصف استهدف بلدة دوما إلى مقتل 10 أشخاص.

وسيطر تنظيم “الدولة الاسلامية” على حي عسالي، كما شن التنظيم هجوما على مقرات فصيل أجناد الشام في حي القدم جنوبي دمشق.

واندلعت معارك بين جيش الاسلام وتنظيم “الدولة الاسلامية” في منطقة الحجر الاسود المجاورة لحي القدم ونقلت مصادر معارضة مقتل 30 من اطراف الصراع.

أما في الزبداني، فاستمرت المعارك على حدتها بعد انهيار الهدنة صباح السبت بين القوات الحكومية ومقاتلي حزب الله من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة اخرى.

وقالت المعارضة إن مقاتليها هاجموا حاجز الهدى التابع للقوات الحكومية في حين قصفت القوات الحكومية منطقة مضايا قرب الزبداني مستهدفة مواقع مقاتلي المعارضة وتسعى القوات الحكومية لحسم الوضع في الزبداني دون العودة الى المفاوضات.

وشهدت إدلب قصفا مدفعيا وصاروخيا على بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للحكومة والمحاصرتين من مقاتلي المعارضة الذين شنوا هجمات على محوري الصواغية ودير الزغب في محيط الفوعة.

وارتفع أعداد القتلى نتيجة سقوط القذائف على أحياء في العاصمة دمشق الاحد إلى 6 قتلى و30 جريحا، إضافة الى أضرار واسعة في أحياء باب توما والعدوي والمزرعة وساحة الامويين والشعلان والقصور وضاحية الاسد.

 

الغارديان: العقل المدبر لعمليات تنظيم الدولة الإسلامية الانتحارية بالعراق، غير نادم

“العقل المدبر للتفجيرات الانتحارية التي نفذها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق يؤكد أنه غير نادم على هندسة هذه العمليات”، وقراءة في الأحكام الصادرة بحق صحفيي الجزيرة في القاهرة، ، كانت من أبرز الموضوعات الشرق أوسطية التي تناولتها الصحف البريطانية الصادرة الاثنين.

ونطالع في صحيفة الغارديان مقابلة خاصة أجراها مراسلها مارتن شلوف في بغداد مع من وصفه بالعقل المدبر للتفجيرات الانتحارية التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق تحت عنوان: “العقل المدبر للعمليات الانتحارية التي نفذها تنظيم “الدولة” في العراق وراح ضحيتها نحو مئة قتيل، غير نادم”.

وقال كاتب المقال إن من سماه “أبو عبد الله، كان يتصدر لائحة المطلوبين في العراق”، وإنه كان يلقب من قبل أرباب عمله في تنظيم الدولة الإسلامية بالمخطط، وكان الرجل المسؤول عن نقل الانتحاريين لتنفيذ عملياتهم في المساجد والجامعات ونقاط التفتيش والأسواق في جميع أنحاء العاصمة العراقية”.

وأضاف أن “أبو عبد الله يقبع اليوم في أشد السجون العراقية حماية منذ اعتقاله في تموز/يوليو الماضي”.

وفي مقابلة أجراها شلوف مع أبو عبد الله، يقول إنها استمرت 90 دقيقة، أكد الأخير فيها أن “العمليات الانتحارية التي خطط لها، أودت بحياة 100 عراقي على الأقل، وأغلبيتهم من قوات الأمن العراقية، وفي بعض الأحيان بعض المواطنين العاديين من بينهم نساء وأطفال”.

وأضاف أبو عبد الله ” كنت أصلي مع الانتحاريين قبل ساعات من نقلهم لتنفيذ العمليات الانتحارية”.

وعن كيفية اختيارهم لتنفيذ هذه العمليات الانتحارية، قال إنهم كانوا يأتون إليه، فينظر مباشرة في أعينهم لمعرفة إن كانوا جاهزين أم لا، ثم يجلس معهم ويقرأ القرآن ويصلي معهم.

وأكد “إنني غير نادم على ما أقدمت عليه، فأنا كنت مقتنعاً بأفعالي، ولا أريد الكلام عن عائلتي أيضاً”.

 

رئيس وزراء كندا: التحالف ضد الدولة الاسلامية لا يفعل ما يكفي

أوتاوا (رويترز) – قال رئيس وزراء كندا ستيفن هاربر يوم الاثنين ان الحملة التي ينفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية لا تحقق ما كان مرجوا منها في سوريا وأجزاء من العراق.

 

وقال هاربر ان كندا وهي من الدول التي تساعد العراق في محاربة التنظيم تحتاج الى “استراتيجية مستمرة وطويلة” مع شركائها الدوليين ضد الدولة الاسلامية التي تسيطر على أجزاء في شمال وغرب العراق.

 

وتعمل قوات خاصة كندية من نحو 70 جنديا مع مقاتلي البشمركة الاكراد في شمال العراق. كما تهاجم ست قاذات مقاتلة مواقع الدولة الاسلامية في العراق وسوريا.

 

وقال هاربر للصحفيين أثناء اجتماع في الحملة الانتخابية في كندا “التدخل كان له أثر في وقف تقدم الدولة الاسلامية الى حد كبير وخاصة في شمال العراق والى حد ما في أجزاء أخرى من العراق وسوريا ربما ليس كما كنا نحب.”

 

وتشير استطلاعات الرأي الى ان حزب المحافظين الحاكم الذي ينتمي اليه هاربر يأتي بعد حزب الديمقراطيين الجدد الذي يميل ناحية اليسار وتعهد بسحب القوات الكندية من التحالف.

 

وقال هاربر الذي يتهم منافسيه السياسيين بأنهم متساهلون للغاية في القتال ضد الارهاب “لحماية بلدنا يجب أن تكون لدينا استراتيجية طويلة ودائمة وان نعمل مع شركائناالدوليين وهذا ما نفعله.”

 

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى