أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد، 03 تموز 2011

 

سورية: المعارضة تبحث في تشكيل «حكومة إنقاذ» تؤسس لصوغ دستور جديد… وتشكيل دولة مدنية

دمشق – أ ف ب، رويترز – أقالت الحكومة السورية محافظ حماة احمد خالد عبد العزيز من مهماته غداة اكبر تظاهرة شهدتها المدينة، منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية، في يوم «جمعة ارحل» الذي شهد مقتل 28 شخصاً في مدن سورية عدة، في وقت تتابع القوى الأمنية حملة اعتقالات في بلدة البارة (شمال غرب) غداة قصف الجيش السوري لها ضمن حملة عسكرية تستهدف معارضين في ريف ادلب (شمال غربي سورية) منذ أيام.

ومع قرب انعقاد محادثات أولية بين السلطات وشخصيات معارضة في 10 الشهر الجاري يعتزم قادة معارضون عقد مؤتمر للإنقاذ الوطني في دمشق في 16 الجاري للتوصل إلى خطة ذات قاعدة عريضة لحل الأزمة السياسية في سورية.

وأفاد بيان اصدره المنظمون انه «في ظل نظام لا يقبل سوى الحلول الأمنية والعسكرية تهدف هذه الوثيقة إلى وضع المبادئ العامة لرؤية مستقبلية للخروج من الأزمة الراهنة عبر مرحلة انتقالية يتوافق عليها السوريون ويفرضها الحراك الشعبي وتقودها حكومة إنقاذ وطني تؤسس لدستور جديد وتشكيل الدولة المدنية المعاصرة وإجراء انتخابات نيابية ورئاسية خلال فترة محددة».

ووقعت البيان 50 شخصية، بينها الزعيم الكردي مشعل التمو، والمعارضون هيثم المالح وعارف دليلة ووليد البني.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «الرئيس بشار الأسد اصدر السبت مرسوماً يقضي بإعفاء احمد خالد عبد العزيز من مهماته محافظاً لمحافظة حماة»ولم تذكر الوكالة أية أسباب.

وتأتي الإقالة غداة اكبر تظاهرة شهدتها المدينة منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في البلاد في منتصف آذار (مارس) وشارك فيها حوالى نصف مليون متظاهر داعين إلى رحيل النظام السوري، وفق رئيس «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن.

وعن تظاهرات الجمعة لفت رئيس «المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان» عمار قربي إلى أنها كانت من «اكثر الأيام حشداً من حيث عدد المتظاهرين والتوسع المناطقي، إذ بلغ مجموع المناطق التي جرت فيها التظاهرات نحو 268 منطقة في حين شملت التظاهرات الأسبوع الماضي 202 منطقة في مدن سورية عدة».

وكان الأسد أصدر مرسومين بإعفاء محافظي درعا وحمص من مهماتهما، لكن ذلك لم يؤثر في زخم الاحتجاجات في هاتين المحافظتين، علماً بأن درعا كانت مهد الاحتجاجات.

وأكد قربي مقتل 28 شخصاً الجمعة وكانت الحصيلة الأكبر من نصيب محافظة ادلب (شمال غربي سورية) التي يشهد ريفها عمليات عسكرية منذ بضعة أيام. كما وشهدت مدن سورية أخرى مساء أول من امس تظاهرات ليلية في دير الزور (شرق) والبوكمال (شرق) وريف دمشق وريف ادلب وحمص وحلب ودرعا.

وشهدت بلدة البارة صباح السبت «حملة مداهمات اعتقل خلالها العشرات بينهم إمام المسجد الكبير وعدد من أعيان البلدة»، وفق رئيس «المرصد» كما أشار إلى «اعتقال 18 شخصاً في احسم (ريف ادلب)».

وأشارت صحيفة «الثورة» الحكومية امس إلى عملية «نوعية» تمكنت الوحدات الخاصة بفضلها من «تحرير مجموعة من الضباط والأفراد الذين وقعوا في مكمن محكم نصبته عناصر التنظيمات المسلحة بينما كانت تقوم بعملية استطلاع في جبل الزاوية لرصد تحركات المسلحين ومعرفة أماكن وجودهم».

ونددت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في بيان أصدرته السبت بالأسلوب الذي تتبعه الأجهزة الأمنية السورية في قمع التظاهرات، واعتبرت أن «وعود الرئيس الأسد في شأن السماح بالتعددية الحزبية ما يسمح بمشاركة أوسع في الحياة السياسة لا معنى لها لأن الأجهزة الأمنية منتشرة في كل مكان».

ومؤتمر تشاوري اليوم تتنصّل منه المعارضة

دمشق – جوني عبو:

أقال أمس الرئيس السوري بشار الاسد محافظ مدينة حماة احمد خالد عبد العزيز من مهماته غداة أكبر تظاهرة شهدتها البلاد في هذه المدينة منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في يوم “جمعة ارحل” الذي شهد مقتل 28 شخصاً في مدن سورية عدة.

وفي غضون ذلك، افاد معارضون سوريون إن “اللقاء التشاوري الأول” الذي عقد في فندق سميراميس في 27 حزيران لا علاقة له بلقاء آخر يعقد اليوم في دمشق دعا اليه عدد من الشخصيات العامة بينهم نواب من مجلس الشعب السوري ولا يضم معارضين”.

وجاء في بيان للقاء التشاوري الأول الذي أسهم بشكل رئيسي فيه المعارض لؤي حسين ومجموعة من المعارضين البارزين بينهم ميشال كيلو “ان لقاءنا التشاوري الأول لا يمت بأية صلة إلى اللقاء الذي يزمع عقده يوم الأحد 3/7/2011 في فندق سميراميس بدمشق، على رغم التشابه بين اللقاءين من حيث المكان وصفة المشاركين وعددهم وجدول الأعمال والمضمون. ولذلك فإننا ندفع عن أنفسنا أي لبس يمكن أن ينشأ عن ذلك”.

وأضاف البيان الذي حصلت “النهار” على نسخة منه “إن اللقاء التشاوري الذي عقدناه لم يصدر سوى وثيقتين هما البيان الختامي ووثيقة العهد، وهما الوثيقتان الوحيدتان اللتان اتفق عليهما المؤتمرون. وعليه فنحن غير مسؤولين عن أية تصريحات أو أخبار صحافية أشيعت غير ما ورد في تلك الوثيقتين، ومنها موضوعة الحوار مع السلطة التي أشيع أن لقاءنا سينبثق منه المحاورون في مؤتمر الحوار الوطني الذي دعت إليه السلطة يوم 10/7/2011”.

ونفت هيئة المتابعة أية أخبار وردت في الصحافة العربية والعالمية، ومنها جريدة “الغارديان”، وتالياً فان “الهيئة لا تلتزم إلاّ ما ورد في البيان الختامي ووثيقة العهد”.

ودعا عدد من الشخصيات العامة في سوريا بينهم النائب الإسلامي محمد حبش والباحث الاقتصادي حسين عماش والناشر هاني الخوري إلى لقاء تشاوري اليوم  تحت شعار “لجنة للمبادرة الوطنية من أجل مستقبل سوريا “.

مؤتمر يهدف لإيجاد خطة لحل الأزمة السياسيّة في سوريا: معارضون يبحثون تشكيل مرحلة إنتقالية تقودها حكومة إنقاذ وطني

وكالات

مع قرب انعقاد محادثات أولية بين السلطات السورية وشخصيات معارضة في 10 الشهر الجاري يعتزم قادة معارضون عقد مؤتمر للإنقاذ الوطني في دمشق في 16 الجاري للتوصل إلى خطة ذات قاعدة عريضة لحل الأزمة السياسية في سوريا.

دمشق: أفاد بيان اصدره المنظمون لمؤتمر يعتزم قادة معارضون عقده في دمشق في 16 الجاري انه “في ظل نظام لا يقبل سوى الحلول الأمنية والعسكرية تهدف هذه الوثيقة إلى وضع المبادئ العامة لرؤية مستقبلية للخروج من الأزمة الراهنة عبر مرحلة انتقالية يتوافق عليها السوريون ويفرضها الحراك الشعبي وتقودها حكومة إنقاذ وطني تؤسس لدستور جديد وتشكيل الدولة المدنية المعاصرة وإجراء انتخابات نيابية ورئاسية خلال فترة محددة”.

ووقعت البيان 50 شخصية، بينها الزعيم الكردي مشعل التمو، والمعارضون هيثم المالح وعارف دليلة ووليد البني. إلى ذلك أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن “الرئيس بشار الأسد اصدر السبت مرسوماً يقضي بإعفاء احمد خالد عبد العزيز من مهماته محافظاً لمحافظة حماة”ولم تذكر الوكالة أية أسباب.

وتأتي الإقالة غداة اكبر تظاهرة شهدتها المدينة منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في البلاد في منتصف آذار (مارس) وشارك فيها حوالى نصف مليون متظاهر داعين إلى رحيل النظام السوري، وفق رئيس “المرصد السوري لحقوق الإنسان” رامي عبد الرحمن.

وشهدت مدينة حماة (210 كلم شمال دمشق) اكبر تظاهرة منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في البلاد في منتصف اذار/مارس شارك فيها نحو نصف مليون متظاهر مطالبين برحيل النظام السوري، بحسب رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن.

وافاد ناشطون حقوقيون فضلوا عدم كشف اسمائهم ان “المتظاهرين قدموا من مساجد وقرى مجاورة وتجمعوا في ساحة العاصي” لافتين الى ان “التظاهرة التي امتدت لمسافة اكثر من كيلومتر جرت في اجواء خلت من عناصر الامن”. وكانت عملية قمع العام 1982 ادت الى مقتل 20 الف شخص في حماة عندما انتفض الاخوان المسلمون ضد نظام الرئيس الراحل حافظ الاسد والد الرئيس الحالي.

في هذا الوقت، اكد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي لوكالة الأنباء الفرنسية مقتل 28 شخصا بنيران القوات السورية الجمعة وكانت الحصيلة الاكبر من نصيب محافظة ادلب (شمال غرب) التي يشهد ريفها عمليات عسكرية منذ بضعة ايام.

واشار الناشط الى ان “13 متظاهرا قتلوا في ادلب وريفها برصاص رجال الامن بالاضافة الى مقتل 3 سيدات أثناء قصف الجيش السوري لمدجنة في بلدة البارة في جبل الزاوية الجمعة”. ودخل الجيش السوري قرى في محافظة ادلب (شمال غرب سوريا) حيث يسعى الى احتواء حركة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

واضاف قربي “قتل 8 اشخاص بينهم سيدة عندما اطلق رجال الامن النار لتفريق تظاهرات جرت في عدة احياء من مدينة حمص (وسط) وشخصان في حي القدم في دمشق وقتيل في حلب واخر في اللاذقية”. واورد الناشط لائحة باسماء القتلى.

من جانب اخر لفت قربي الى أن “جمعة ارحل” كانت من “اكثر الايام تظاهرا من حيث عدد المتظاهرين والتوسع المناطقي حيث بلغ مجموع المناطق التي قامت فيها التظاهرات نحو 268 منطقة في حين شملت التظاهرات الاسبوع الماضي 202 منطقة في عدة مدن سورية”.

ونددت منظمة الدفاع عن حقوق الانسان هيومن رايتس ووتش في بيان اصدرته السبت بالاسلوب الذي تتبعه الاجهزة الامنية السورية في قمع التظاهرات. وقالت المنظمة ان “اجهزة الامن قامت بضرب المتظاهرين بالهراوات كما حطمت ممتلكات خاصة وقامت بمداهمة المنازل بحثا عن المتظاهرين” مشيرة الى ان “عناصر الامن كانت تستقل سيارات الاجرة مرتدية اللباس المدني لتتمكن من الاقتراب من المتظاهرين واعتقالهم”.

واعتبرت مسؤولة المنظمة في منطقة الشرق الاوسط سارة ليا ويتسن ان “وعود الرئيس بشار الاسد حول السماح بالتعددية الحزبية مما يسمح بمشاركة اوسع في الحياة السياسة لا معنى لها لان الاجهزة الامنية منتشرة في كل مكان”.

ومنذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في 15 اذار/مارس تتحدث السلطة التي ترفض الاقرار بحجم الاحتجاجات عن وجود “ارهابيين مسلحين يزرعون الفوضى” لتبرير تدخل الجيش. ونشرت الصحف الرسمية الصادرة السبت صورا لمسيرات تاييد قامت بها “الفعاليات الاهلية والنقابية في المحافظات دعما للاصلاح” الذي يقوم به الرئيس السوري.

واظهرت الصور التي نشرت على صفحات عدة الافا شاركوا في المسيرات في حلب (شمال) ونوى (جنوب) والحسكة (شمال شرق) ودير الزور (شرق) واللاذقية وطرطوس وبانياس (غرب) والسويداء (جنوب) ومدن عدة.

وفي ساراييفو، تظاهر نحو خمسين شخصا يتحدرون من اصل سوري وبوسنيون السبت امام المقر المحلي للامم المتحدة تاييدا للانتفاضة الشعبية ضد النظام السوري. وقال تميم حلو الطبيب من اصل سوري المقيم في العاصمة البوسنية ان “النظام في سوريا يحكم بقبضة من حديد منذ نصف قرن ويقمع الحريات عبر منع الشعب من المشاركة في الحياة السياسية”.

واضاف ان “سوريا دولة عضو في منظمة الامم المتحدة التي عليها واجب معنوي وقانوني بالضغط على دولة عضو لتوقف هذا السلوك حيال شعبها”. واطلق المتظاهرون شعارات بالعربية تندد بالنظام السوري ورفعوا لافتات كتب عليها “الحرية للشعب السوري” و”لا للفيتو الروسي”.

نائب سابق: الأسد يرسل الجيش ومحافظ يجيد القتل الى حماة

بهية مارديني من القاهرة

فيما يوسّع الجيش السوري عملياته العسكرية في ريف إدلب وجبل الزاوية، أعلن نائب سابق أن الأسد أرسل الفرقة الثالثة مع محافظ جديد يجيد القتل الى محافظة حماة.

بهية مارديني، أ.ف.ب.: أعلن نائب برلماني سابق في تصريح خاص لـ”ايلاف” أنّ الرئيس السوري بشار الأسد أرسل الفرقة الثالثة من الجيش السوري مع محافظ جديد يجيد القتل الى محافظة حماة ، فيما تعرض ناشط سوري لاعتداء بعد أن طالب اليوم ، أثناء انعقاد المؤتمر الوطني “المبادرة الوطنية من أجل مستقبل سورية” بدمشق، باسقاط النظام .

هذا وتظاهر اليوم عشرات السوريين أمام جامعة الدول العربية في القاهرة، ونددوا بالسكوت العربي ازاء المجازر التي ترتكب في سوريا .

وقال النائب السابق في البرلمان السوري مأمون الحمصي لـ”ايلاف” أحببنا ان نوصل رسالة ان هناك صمتا عربيا، ونقول للجامعة العربية” كفى لهذه الجامعة ان تمثل الديكتاتوريات “، وأضاف “110  ايام والدم السوري يسيل وينزف وابادة جماعية بحق العزل الابرياء والجميع صامت” .

وأضاف “يشن النظام السوري ابشع انواع الحرب بحق الابرياء ، حرب يقودها بشار الاسد بالوكالة عن ايران ، يخرج علينا خامنئي ليقول قبل يومين ان مايحصل في سوريا هو انحراف ، هذا الشعب السوري الذي يطلب حريته أصبح منحرفا “، وتساءل “أين الانسانية ، أين العالم ، أين العرب والمسلمين اين العلماء ألا يسمعون ألا يرون؟”.

وحول التسريبات في جريدة الأخبار اللبنانية من أن الرئيس الأسد سينشىء حزبه الخاص ويتخلص من الطاقم القديم اعتبر الحمصي “ان كل هذه ماهي الا عبارة عن  فترة من الابتكارات والقتل مستمر والمجتمع الدولي يصفق للأسد وكل مايريده هو مجرد كسب وقت لاركاع الشعب السوري بالحديد والنار “.

وقال “ان اقالة محافظ حماة لانه رفض قتل الشعب السوري هي وصمة عار في جبين النظام السوري وهاهو يرسل الى حماة 300 دبابة الى حماة مع الفرقة الثالثة ومحافظ جديد يجيد القتل”.

من جانبه قال الناشط السياسي عبد الرحمن الربوع “كان هناك اجتماع للمندوبين في الجامعةالعربية  واحببنا ان نقف منذ الثامنة صباحا لكننا لم نر المندوبين عندما دخلوا ، ونحتج على موقف االجامعة لانها لم تحرك ساكنا حول مايحدث في سوريا “.

وأضاف “رفعنا علم سوري طوله 40 متر ورفعنا الشعارات للتذكير ان السوريين يعانون من القمع والتنكيل”.

من جانب اخر وبعد أحاديث عن توقفه بسبب رفض ادارة الفندق انعقاده بدأ بعد تأخير المؤتمر الوطني “المبادرة الوطنية من أجل مستقبل سورية”، في فندق سميرا ميس بدمشق، بحضور شخصيات مستقلة، ، إلا أنه فعالياته مالبثت أن توقفت مرة أخرى إثر اعتداء من قبل أشخاص(أمنيين) على أحد المشاركين الذي رفع سقف مطالبه في مداخلة ألقاها ليطالب باسقاط النظام وسط الحديث عن اعتقاله .ليستأنف بعد ذلك  المؤتمر فعالياته بعد أن وافق المشاركون على تعديل بعض فقرات البنود المطروحة في ورقة النقاش، منها حذف فقرة “سحب وحدات الجيش من المدن”.

وحول ذلك قال الصحافي والاعلامي السوري اياد عيسى في تصريح خاص لـ”ايلاف” أن” كل هذا الحراك السياسي هو أمر طبيعي “، وأضاف ” المجتمعين في دمشق لم يتجرأوا على القول باسقاط النظام علنا لكن المطالبة بسحب الدبابات والغاء الخيار الامني واطلاق الناشطين المعتقلين والسماح بالتظاهر السلمي وغيرها من البنود التي وضعها مؤتمر سميراميس ولاحقا هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي كلها تؤدي الى سقوط النظام حتى وان لم تعلن ذلك صراحة”.

واعتبر عيسى “أنّ الكلمة الاولى والاخيرة هي للشعب السوري ، وأنّ النظام لن ينفذ ولا بند من كل هذه البنود ومجرد السماح لهؤلاء بالاجتماع او العمل العلني هو بمثابة اعتراف غير مباشر من النظام بعمق الأزمة وان الازمة سياسية شعبية وليست عصابات مسلحة وسلفيين كما يدعي النظام ذاته” .

وأكد على “فشل النظام بلعبة شق صفوف المعارضين له وان استطاع التشويش عليها جزئيا واذا اعتقد أنه حقق للوهلة الاولى مكسبا اعلاميا فانه خسر هذا المكسب بمجرد سقوط شهداء جبل الزاوية وحمص وادلب …في جمعة ارحل”.

الجيش السوري يوسّع عملياته العسكرية في الزاوية وريف إدلب

وأكد أهالي جبل الزاوية لـ”ايلاف” “أن الجيش السوري وسّع  من عملياته العسكرية في جبل الزاوية وريف أدلب ، وأن السلطات السورية نفذت فجر اليوم حملة اعتقالات في بلدة البارة في جبل الزاوية لحوالي 200 شخص”.

وأشاروا الى “أسماء بعض المعتقلين ُعرف منهم وديع طوبان ، عدنان الحمود ، سامر عثمان ، جمال الفرج “،  وقالوا “تضع القوات الأمنية المعتقلين في مدرسة البارة المختلطة “.

ونقلوا لـ”ايلاف ” أن الجيش “دخل أمس بلدتي كفر عويد وبلين وقصف المنطقتين ، وُقتل أثناء القصف 3 أشخاص منهم طفل من عائلة الجابر”.

كما قال محمد ح من جبل الزاوية  الذي اتصل بـ”ايلاف ” من هاتف تركي “أنه قتل أمس شخص ملقب باسم بيبو ، توفي بعد التعذيب أثناء التحقيقات “، ويقطن بيبو في منزل محاذ لمنطقة البرج الأثرية .

وأكد “أن الجيش السوري يوسع من عملياته العسكرية في المنطقة وهناك قوة عسكرية تتجه من شرقي البارة الى كفر نبل وقوة أخرى تتجه من خان شيخون الى معرة النعمان وحاس ، حتى وصل الجيش الى مرتفعات سهل الغاب في تل عويد لتطويق منطقة ريف أدلب وجبل الزاوية.”

وأشار الى اختباء الناس في الأماكن الأثرية  مما يجعل قصف الجيش يتركز عليها “، وأوضح “في البارة مناطق اثرية رومانية شهدت دمارا اثر قصف الجيش مثل سرجيلا آثار رومانية قديمة والصوامع  والبرج اضافة الى أنه بين البارة وكفر نبل هناك منطقة أثرية خربة حاس تم تدميرها” .

في غضون ذلك قرر ناشطون سوريون بينهم الدكتور عارف دليلة والمحامي هيثم المالح والشيخ نواف البشير والمعارض الكردي مشعل التمو تنظيم مؤتمر لانقاذ سوريا في 13 الشهر الجاري وقال بيان للمنظمين “في ظل نظام لا يقبل سوى الحلول الامنية والعسكرية تهدف هذه الوثيقة الى وضع المباديء العامة لرؤية مستقبلية للخروج من الأزمة الراهنة عبر مرحلة انتقالية يتوافق عليها السوريون ويفرضها الحراك الشعبي وتقودها حكومة انقاذ وطني تؤسس لدستور جديد وتشكيل الدولة المدنية المعاصرة واجراء انتخابات نيابية ورئاسية خلال فترة محددة.”

واعتبر المعارض السوري أكثم بركات في تصريح خاص لـ”ايلاف” أن “حركة المعارضة السورية في الداخل تتكامل مع حركة المعارضة في الخارج ، وأن الشارع يسير بتواتر كبير والمعارضة تحاول المضي معه ومواكبته ” ، وأكد “ان اي حراك في هذا الوقت يفيد سوريا “، وأشار الى “ان هناك اختلافات بين أطراف المعارضة الا انها ليست حول قضايا جوهرية “،

وقال “نختلف كمعارضة حول أفكار ولكن حول أفكار بسيطة”.وقال “كل الهيئات التي تتشكل هي ظلال خفيفة لانتفاضة التحرر وهي تؤثر عليها ايجابا”.واعتبر أن “حتى خلايا الشارع  اصبحت ضد النظام”،  ورأى” أن الثورة في النهاية ستسقط النظام” .

ودعا السوريين الى مقاطعة السفارات السورية في الخارج وعدم التعاطي أو التعامل معها لانها جزء من آلة القتل التي تمارس ضد السوريين.

وذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “97 الية عسكرية بينها مدرعات وشاحنات وناقلات جنود تقل الاف العسكريين اتجهت مساء امس (السبت) نحو قرية كفر رومة” الواقعة بين قرية كفر نبل ومعرة النعمان.

واضاف رئيس المرصد ومقره لندن، “ان المئات من سكان القرية خرجوا ليلا للتصدي ومنع تقدم الاليات الا ان الاليات تابعت مسيرها لمباشرة العمليات العسكرية في تلك المنطقة”. واشار الناشط الى “حملات اعتقال قام بها رجال الامن مساء امس في عدة قرى تابعة لجبل الزاوية كما تم هدم منازل لنشطاء في بلدة البارة واعتقال اهالي نشطاء متوارين من اجل الضغط عليهم وتسليم انفسهم”.

وكان ناشط حقوقي اعلن الخميس ان 10 اشخاص قتلوا بنيران القوات السورية الاربعاء مع دخول الجيش قرى جديدة في محافظة ادلب في محاولة لاحتواء حركة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد. ومنذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في 15 اذار/مارس تتحدث السلطة التي ترفض الاقرار بحجم الاحتجاجات عن وجود “ارهابيين مسلحين يزرعون الفوضى” لتبرير تدخل الجيش.

وفي حماة التي اقال الرئيس السوري بشار الاسد محافظها السبت غداة مظاهرة مناهضة للنظام “تمركزت اليات عسكرية على بعض المحاور في مداخل المدينة كما سمع مساء السبت دوي اطلاق نار كثيف” بحسب عبد الرحمن.

وشهدت مدينة حماة (210 كلم شمال دمشق) اكبر تظاهرة منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في البلاد شارك فيها نحو نصف مليون متظاهر مطالبين برحيل النظام السوري، بحسب ناشطين.

وافاد الناشطون ان “المتظاهرين قدموا من مساجد وقرى مجاورة وتجمعوا في ساحة العاصي” لافتين الى ان “التظاهرة التي امتدت لمسافة اكثر من كيلومتر جرت في اجواء خلت من عناصر الامن”. وادت عملية قمع دامية العام 1982 الى مقتل 20 الف شخص في حماة عندما انتفض الاخوان المسلمون ضد نظام الرئيس الراحل حافظ الاسد والد الرئيس الحالي.

سوريا: إقالة ثالث محافظ وإجراءات لمنع انهيار العملة

ارتفاع قتلى «جمعة ارحل» إلى 28

أقال الرئيس السوري بشار الأسد أمس محافظ حماه أحمد خالد عبد العزيز، بعد يوم على خروج أكبر مظاهرة فيها يوم «جمعة ارحل»، التي تعد أكبر مظاهرة تشهدها البلاد منذ انطلاق الانتفاضة الشعبية. ولم يفاجأ السوريون من سكان المدينة بهذا المرسوم، إذ سبقته حملة شائعات عن عدم رضا بعض الدوائر، لا سيما الأجهزة الأمنية، عن طريقة إدارة المحافظ عبد العزيز للأزمة في المدينة. واكتسب عبد العزيز إلى حد بعيد ثقة الأهالي، ومنحهم وعودا بالسماح لهم بالتظاهر السلمي، والتعهد بألا تقترب منهم قوات الأمن، مقابل الكف عن ترداد هتافات مسيئة لرأس النظام أو تدعو لإسقاطه.وهو ثالث محافظ يتم إقالته بعد محافظي درعا وحمص.

إلى ذلك، قال موظف حكومي رفض الإفصاح عن اسمه، إن الحكومة السورية تقوم بتنفيذ عدة إجراءات لحماية الليرة السورية من الانهيار وسط الضغوط التي يواجهها النظام والنقص المريع في مدخلات العملات الصعبة التي كانت تحصل عليها من السياحة والتجارة. وكشف الموظف الحكومي أن الحكومة السورية تقوم باقتطاع 500 ليرة سورية (ما يعادل 10 دولارات أميركية تقريبا)، من رواتب العاملين، من دون إبداء الأسباب الرسمية. إلا أنه أضاف أن هناك من أبلغ الموظفين بأن هذا الإجراء يتخذ لدعم الليرة السورية، وتحت مسمى «تبرع عفوي». وجاء ذلك في وقت أكد فيه ناشطون أن حصيلة قتلى «جمعة ارحل» ارتفعت إلى 28 شخصا في مدن سورية عدة، فيما تتابع القوى الأمنية حملة اعتقالات في بلدة البارة (شمال غرب).

من جهتها، نددت منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان «هيومان رايتس ووتش» في بيان أصدرته أمس بالأسلوب الذي تتبعه الأجهزة الأمنية السورية في قمع المظاهرات. واعتبرت مسؤولة المنظمة في منطقة الشرق الأوسط ساره ليا ويتسن أن «وعود الرئيس الأسد حول السماح بالتعددية الحزبية لا معنى لها لأن الأجهزة الأمنية منتشرة في كل مكان».

الأسد يقيل محافظ حماه دون توضيح السبب.. بعد يوم على تظاهر مئات الآلاف من الأهالي

ارتفاع حصيلة قتلى «جمعة ارحل» إلى 28 واستمرار حملة الاعتقالات

بعد أقل من 24 ساعة على خروج أكبر مظاهرة في مدينة حماه يوم «جمعة ارحل»، التي تعد أكبر مظاهرة تشهدها البلاد منذ انطلاق الانتفاضة الشعبية، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوما يقضي بإعفاء أحمد خالد عبد العزيز من مهمته كمحافظ لمحافظة حماه. وجاء ذلك في وقت أكد فيه ناشطون أن حصيلة قتلى «جمعة ارحل» ارتفعت إلى 28 شخصا في مدن سورية عدة، فيما تتابع القوى الأمنية حملة اعتقالات في بلدة البارة (شمال غربي) غداة قصف الجيش السوري لها ضمن حملة عسكرية تستهدف ريف إدلب (شمال غربي) منذ أيام.

ولم يفاجأ السوريون من سكان المدينة بهذا المرسوم، إذ سبقته حملة شائعات عن عدم رضا بعض الدوائر، لا سيما الأجهزة الأمنية، عن طريقة إدارة المحافظ عبد العزيز للأزمة في مدينة حماه. واكتسب عبد العزيز إلى حد بعيد ثقة الأهالي، ومنحهم وعودا بالسماح لهم بالتظاهر السلمي، والتعهد بألا تقترب منهم قوات الأمن، مقابل الكف عن ترداد هتافات مسيئة لرأس النظام أو تدعو لإسقاطه. كما استجاب لكثير من المطالب أهمها إزالة صور وتماثيل رموز النظام من المدينة كي لا يحطمها المتظاهرون.

وكان أحمد عبد العزيز تسلم مهامه محافظا لحماه في 22 فبراير (شباط) الماضي، مع الإشارة إلى أنه كان يشغل آنذاك منصب رئاسة الهيئة السورية للاستثمار. ولم تذكر وكالة الأنباء السورية التي أوردت خبر إقالته أي تفاصيل حول الأسباب التي دفعت الأسد لإقالته.

ومنذ بداية الأحداث، كان واضحا أن تعاطي النظام مع المتظاهرين في حماه يسير في خطين متناقضين.. خط المحافظ الذي فضل الطرق الدبلوماسية والتفاوض، وخط الأمن الذي فضل القمع والاستخدام المفرط للقوة. وكانت الغلبة دائما للخط الأمني الذي كان يقوض احتمال بناء ثقة بين المحافظ والأهالي. وجاءت أحداث 3 يونيو (حزيران) الماضي التي راح ضحيتها أكثر من 80 قتيلا وجرح المئات، لصالح محافظ حماه الذي كان قد أعطى المتظاهرين تطمينات للخروج، ووعودا بأن أحدا لن يتعرض لهم. وتمت إقالة عدد من المسؤولين الأمنيين في المحافظة الذين ضربوا بتلك التطمينات عرض الحائط. وتم تشكيل لجنة تحقيق بتوجيه من الأسد، وأقرت، بالإضافة إلى محاسبة من يثبت مسؤوليته وتقصيره وإدانته بوقوع تلك الأحداث، بتعويض أسر القتلى ومنحهم سائر التعويضات والميزات بهذا الشأن.

بعدها صارت المظاهرات في حماه تخرج على نحو غير مسبوق، وعلى مدى خمسة أسابيع انضم مئات الآلاف للمتظاهرين. وأول من أمس، في «جمعة ارحل»، هناك من قدر عدد المتظاهرين بمليون، في حين أكدت مصادر محلية أن العدد كان نحو 700 ألف متظاهر. ويبدو أن تلك الأعداد أزعجت النظام الذي دأب منذ بدء الاحتجاجات على منع وصول المتظاهرين إلى الساحة، خشية تشكل تجمعات كبيرة يصعب قمعها وتفريقها.

وتوقع كثيرون إقالة المحافظ، بل مضى ناشطون على موقع «فيس بوك» في توقعاتهم بترجيح تعيين مسؤول أمني محافظا لحماه. وتم تداول اسمي رستم غزالة وجامع جامع اللذين أدارا الملف اللبناني قبل وخلال الأزمة التي شهدتها العلاقات السورية – اللبنانية على خلفية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وكانت عملية قمع دامية عام 1982 أدت إلى مقتل 20 ألف شخص في حماه عندما انتفض الإخوان المسلمون ضد نظام الرئيس الراحل حافظ الأسد والد الرئيس الحالي.

إلى ذلك، أكد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار قربي، لوكالة الصحافة الفرنسية مقتل 28 شخصا بنيران القوات السورية أول من أمس، حيث كانت الحصيلة الأكبر من نصيب محافظة إدلب (شمال غربي) التي يشهد ريفها عمليات عسكرية منذ بضعة أيام. وأشار الناشط إلى أن «13 متظاهرا قتلوا في إدلب وريفها برصاص رجال الأمن، بالإضافة إلى مقتل 3 سيدات أثناء قصف الجيش السوري لمدجنة في بلدة البارة في جبل الزاوية يوم الجمعة».

وكان الجيش السوري دخل إلى قرى في محافظة إدلب (شمال غربي سوريا) حيث يسعى إلى الحد من حركة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وأضاف «قتل 8 أشخاص بينهم سيدة عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق مظاهرات جرت في عدة أحياء من مدينة حمص (وسط)، وشخصان في حي القدم بدمشق، وقتيل في حلب وآخر في اللاذقية». وأورد الناشط لائحة بأسماء القتلى.

من جانب آخر، لفت قربي إلى أن «جمعة ارحل» كانت من «أكثر الأيام تظاهرا من حيث عدد المتظاهرين والتوسع المناطقي حيث بلغ مجموع المناطق التي قامت فيها المظاهرات نحو 268 منطقة في حين شملت المظاهرات الأسبوع الماضي 202 منطقة في عدة مدن سورية». كما شهدت عدة مدن سورية مساء أمس مظاهرات ليلية في دير الزور (شرق) والبوكمال (شرق) وريف دمشق وريف إدلب وحمص وحلب ودرعا. وشهدت بلدة البارة صباح أمس «حملة مداهمات اعتقل خلالها العشرات، من ضمنهم إمام المسجد الكبير وعدد من أعيان البلدة»، بحسب رئيس المرصد. وأضاف رئيس المرصد أن «نحو 20 سيارة أمن بينها سيارات رباعية الدفع نصبت عليها رشاشات اقتحمت البلدة» التي يتمركز فيها الجيش، كما أشار إلى «اعتقال 18 شخصا في احسم (ريف إدلب)». وذكرت ناشطة حقوقية مساء أول من أمس، نقلا عن سكان منطقة البارة الذين اتصلوا بها من هواتف ذات خطوط تركية، أن «التجول في المنطقة الشمالية في البارة بات محظورا». ولفتت إلى أن «أهالي كفر نبل توجهوا إلى البارة لكسر الحصار إلا أن الجيش منعهم من الدخول وأقفل المنافذ». وأشارت إلى أن «تمركز الجيش السوري بات في البارة وأصبح يقصف بقية القرى المجاورة ويعود إلى البارة التي اعتبرها قاعدة له».

وأعلنت صحيفة «الثورة» الحكومية أمس عن عملية «نوعية» تمكنت الوحدات الخاصة بفضلها أول من أمس من «تحرير مجموعة من الضباط والأفراد الذين وقعوا في كمين محكم نصبته عناصر التنظيمات المسلحة بينما كانت تقوم بعملية استطلاع في جبل الزاوية لرصد تحركات المسلحين ومعرفة أماكن وجودهم». ومنذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في 15 مارس (آذار) تتحدث السلطة التي ترفض الإقرار بحجم الاحتجاجات عن وجود «إرهابيين مسلحين يزرعون الفوضى» لتبرير تدخل الجيش. ونشرت الصحف الرسمية الصادرة أمس صورا لمسيرات تأييد قامت بها «الفعاليات الأهلية والنقابية في المحافظات دعما للإصلاح» الذي يقوم به الرئيس السوري. وتظهر الصور التي نشرت على عدة صفحات آلاف المشاركين في حلب (شمال) ونوى (جنوب) والحسكة (شمال شرقي) ودير الزور (شرق) واللاذقية وطرطوس وبانياس (غرب) والسويداء (جنوب)، ومدن عدة. يذكر أن حلب شهدت مظاهرات كبيرة معارضة للنظام يوم الخميس الماضي بعد أن دعا الناشطون إلى يوم تظاهر أطلقوا عليه اسم «بركان حلب».

السوريون يفضلون التظاهر على التنزه.. وأيام الجمع لم تعد للراحة

جريدة الشرق الاوسط

لم يعد يوم الجمعة بالنسبة للسوريين مجرد يوم عطلة يمضونه في المتنزهات والمقاهي وأماكن السهر.. فمنذ بداية المظاهرات التي اجتاحت البلاد في 15 مارس (آذار) الماضي، تحول هذا اليوم من يوم راحة وعطلة أسبوعية إلى يوم عمل مضنٍ لتحقيق الحرية والديمقراطية اللتين يصبو إليهما السوريون.

يقول حسام، وهو موظف في إحدى صالات عرض المفروشات في العاصمة دمشق: «كنت أستيقظ يوم الجمعة في الساعة الواحدة ظهرا، أتناول الغداء مع عائلتي ثم أذهب بعد ذلك لملاقاة أصدقائي في المقهى، الآن صرت أستيقظ مبكرا أجلس وراء الكومبيوتر وأتابع آخر مستجدات الثورة على (فيس بوك)، وقبل أن أذهب لأداء الصلاة أتحضر جيدا للمظاهرة التي ستخرج بعدها وتطالب بالحرية؛ حيث أرتدي أكثر من سترة لاتقاء ضربات هراوات الأمن، وأضع قبعة على رأسي لإخفاء وجهي في حال قام أحد المخبرين بتصوير المظاهرة ونقل الصور إلى الأمن». وعلى الرغم من ابتعاد جامع الحسن عن منزله فإن حسام يقصده لأداء الصلاة والخروج بعدها في المظاهرة التي صارت تخرج كل يوم جمعة، كما يقول.

وعن خوفه من الاعتقال أو الضرب يقول حسام: «نجوت من الاعتقال عدة مرات، لكن حتى لو اعتقلوني وعذبوني في سجونهم، كما فعلوا بأصدقائي، سأخرج مجددا في المظاهرات». ويضيف: «السوريون لم يعد يرهبهم القمع، صاروا يعرفون أنه في حال تراجعوا هذه المرة، فسيعود النظام أكثر شراسة ووحشية في تعامله معهم».

«لم أعد أكتفي بيوم الجمعة»، يقول أبو صلاح، بعد مقتل ابن أخيه في حي بابا عمرو في مدينة حمص بعد اقتحامها من قبل الدبابات السورية. صار الرجل الخمسيني ينزل كل يوم في مظاهرات يتم تفريقها بسرعة من قبل الأمن كما يقول. ويضيف: «ليس فقط يوم الجمعة لم يعد يوم عطلة، حتى أيام الأسبوع لم تعد أيام عمل، منذ شهر لم أفتح السوبر ماركت الذي أملكه، أصبحت متفرغا للتظاهر، ولا أملك رغبة بالعمل بوجود هذا النظام القمعي».

تخشى أم طارق على ابنها من الاعتقال أو التعذيب؛ لذلك تمنعه من الخروج من المنزل يوم الجمعة تحديدا، وتقول: «أشاهد صورا مروعة على شاشات التلفزيون، أتخيل ابني هو الذي يسحل أو يتم ضربه بالعصي والجنازير، طارق ما زال صغيرا، لا أريد له مصيرا مشابها لما نراه على الشاشات». الشاب الذي انتهى لتوه من امتحان البكالوريا يرضخ لرغبة أمه بسبب الضغط العاطفي الذي تمارسه عليه. لكنه يساهم بالثورة عن طريق نقل المعلومات، كما يقول: «أتواصل كل يوم جمعة مع أكثر من صديق، ينتشرون في عدة مظاهرات تخرج في أنحاء مختلفة من البلاد، أحصل على أعداد المتظاهرين وكلمات الشعارات التي ترفع، وفي حال حدوث قمع من قبل الأمن والشبيحة، أحاول معرفة أسماء الضحايا من قتلى وجرحى». ويرفض طارق الذي تحول يوم الجمعة عنده إلى ورشة عمل، ذكر اسم الناشطة الحقوقية التي يتواصل معها ويزودها بالمعلومات التي يحصل عليها من أصدقائه، ويؤكد أن نشاطه يتركز على «توتير» و«فيس بوك».

يُذكر أن المظاهرات في سوريا، التي تنادي بإسقاط النظام وتطالب بالحرية والديمقراطية، لم تعد تخرج يوم الجمعة فقط؛ حيث ينظم أهالي دير الزور وحماه وبعض مناطق ريف دمشق اعتصامات مسائية يتوافد إليها الآلاف من سكان هذه المدن، بشكل يومي.

مجلس تنسيقيات الثورة السورية ينتقد «هيئة التنسيق الوطني»: ارجعوا إلى صفوف دعم الثورة

قال إنه فوجئ بأن «هناك لهاثا من أجل ركوب أمواج السبق إلى الحوار»

لندن: «الشرق الأوسط»

انتقد «المجلس الثوري لتنسيقيات الثورة السورية»، الذي ينسق التحركات الشعبية في المدن السورية على الأرض، «هيئة التنسيق الوطني» التي تضم المعارضين، لؤي حسين ومعن عبد السلام، لـ«انضمام» الهيئة «إلى حزم الحوار التي تدعو لها السلطة»، وذلك في بيان صدر أمس تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه.

وجاء انتقاد التنسيقيات السورية بعد يوم على نفي حسين لـ«الشرق الأوسط» سعي الهيئة للحوار مع النظام، بحسب ما ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، التي نشرت وثيقة «خارطة طريق» للخروج من الأزمة، وقعها حسين وعبد السلام، تتضمن سلسلة إصلاحات سياسية، ولكن لا تطلب من الأسد الرحيل. وأكد حسين لـ«الشرق الأوسط» رفضه الحوار مع النظام، وقال إن ما قدمه كان أفكارا للتشاور بها.

وجاء في بيان مجلس التنسيقيات السورية، الموقع من محمد رحال، المنسق العام للمجلس الثوري للتنسيقيات: «إن المجلس الثوري يشعر بالأسى والحزن لانضمامكم إلى حزم الحوار التي تدعو لها سلطة الإجرام، وكنا نأمل منكم وقد اتضحت رؤية الجميع أن تنسيقيات الثورة هي من يقود الحراك الشعبي الثوري المنظم في سوريا الحبيبة، أن تجتمعوا من أجل إيجاد الدعم المطلق للمجلس وتنسيقياته، ولكننا فوجئنا أن هناك لهاثا من أجل ركوب أمواج السبق إلى الحوار وتحت دعاوى إنقاذ الوطن».

وأضاف: «في بيانكم لم نجد أبدا كلمة واحدة تدعو إلى دعم وإسناد تنسيقيات الثورة، وكأن ثورتنا يتيمة ويحاول البعض طعنها بسكاكين الغدر». واستنكرت الهيئة «التلهف من أجل قطع الطريق على الثورة في الوقت الذي كان من المفروض فيه منكم أن تشكلوا مجموعة سياسية لدعم المجلس الثوري، من أجل إيجاد الدعم اللازم للتنسيقيات التي حملت عبء النضال من أجل تحرير سوريا من العصابة الحاكمة المجرمة، وبإمكانيات معدومة بسبب تواطؤ البعض على الثورة..».

وتابع بيان مجلس التنسيقيات: «لقد قطعتم الطريق على أنفسكم بانضمامكم منفردين، ودون إرادة الشعب، إلى مجموعات الحوار، فأي حوار مع مجموعات من القتلة والمجرمين». ودعا المجلس الهيئة إلى مراجعة مواقفها، وتشكيل مجلس من أجل دعم الثورة «المتمثلة بالتنسيقيات، وحمايتها بدلا من كسر إرادة الشعب والسعي إلى إيجاد حوار مع سلطة مجرمة رفضها الشعب». وقال: «ارجعوا إلى صفوف دعم الثورة بدلا من تجاوزها، وساعدوها، لأن أبناء الثورة لم يطلبوا منكم أن تمثلوهم أبدا، والأجدر أن لا تدعوا تمثيله أو تمثيل الشعب، وتكلموا عن أنفسكم منفردين وخارج إطار شرعية الثورة وتضحياتها، لأن الثورة لم تطلب منكم تمثيلها، وهي الثورة الحقيقية». وأضاف: «إن انشقاقكم تحت اسم تمثيل الشعب هو ذريعة للغرب، لأنه يحتاج إلى أمثالكم لكي يساند النظام في ادعائه أنه ينشد الحوار والإصلاح، فلا تكونوا أعداء لمسيرة الحرية التي خرجت بالملايين تنادي بإسقاط النظام، فاعتذروا للثورة أو كونوا جزءا من النظام ومخططاته».

مصادر: نظام الأسد يقتطع «تبرعات إجبارية» من مرتبات الموظفين.. لحماية الليرة

مخلوف يلتقي برجال أعمال ومودعين.. رغم إعلانه اعتزاله التجارة

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

قال موظف حكومي رفض الإفصاح عن اسمه، إن الحكومة السورية تقوم بتنفيذ عدة إجراءات لحماية الليرة السورية من الانهيار وسط الضغوط التي يواجهها النظام والنقص المريع في مدخلات العملات الصعبة التي كانت تحصل عليها من السياحة والتجارة.

وكشف الموظف الحكومي أن الحكومة السورية تقوم باقتطاع خمسمائة ليرة سورية (ما يعادل 10 دولارات أميركية تقريبا)، من رواتب العاملين، من دون إبداء الأسباب الرسمية. إلا أنه أضاف أن هناك من أبلغ الموظفين بأن هذا الإجراء يتخذ لدعم الليرة السورية، وتحت مسمى «تبرع عفوي».

وكانت مواقع إلكترونية سورية موالية للنظام نقلت عن مصادر مقربة من رجل الأعمال رامي مخلوف، ابن خال الرئيس، قوله لتجار ورجال الأعمال وصغار المودعين «من لديه دولار فليغير ما يدخره منه إلى الليرة السورية، لأن قيمة الدولار ستنهار قريبا في مقابل الليرة، وإن الغد لناظره لقريب». ويذكر أن مخلوف كان أعلن اعتزاله ممارسة الأعمال وتفرغه للأعمال الخيرية، بعد أن كبرت النقمة الشعبية ضده، بسبب صيت الفساد الذي يتمتع به.

وبحسب المواقع الإلكترونية المقربة من النظام، فقد أكد مخلوف أن خروجه «من عالم الأعمال والتفرغ لأعمال الخير لا يعني ترك الساحة للعابثين والمتآمرين على الليرة السورية». وأضافت المواقع نقلا عن مصادر أن مخلوف اعتبر التلاعب بالليرة «عملا إجراميا ينبغي على كل المواطنين التصدي له»، وأكد أنه «سيكون على رأس المتصدين لهذا العمل». وتابعت تقول إن مخلوف سخر من الإشاعات عن سفره إلى خارج سوريا، ورد على ذلك بالقول «أنا باق هنا ولن أذهب إلى أي مكان».

وكان مخلوف من المستفيدين من المتاجرة بالليرة السورية، بحسب ما أكدت مصادر. وقالت هذه المصادر إن مخلوف ازداد ثراء خلال الفترة الأخيرة من متاجرته بالفارق بين السعر الرسمي لليرة السورية وسعرها في السوق السوداء. وكان سعر الليرة السورية قد بلغ مقابل الدولار 58، فيما ثبتت الحكومة السورية السعر الرسمي لليرة عند 47 مقابل الدولار. وأضافت المصادر أن مخلوف استغل علاقاته بالنظام السوري، لشراء الدولارات بالسعر الرسمي وبيعها في السوق السوداء، وتحويل الأرباح من الفارق في بنوك أجنبية. ومن ثم قام بتحويل هذه الأرباح إلى الخارج.

من جانب آخر، دعا ما يسمى «الجيش السوري الاقتصادي»، وهو عبارة عن مجموعة من رجال الأعمال، وعلى رأسهم رامي مخلوف، رجال الأعمال والمواطنين السوريين إلى تحويل مدخراتهم من العملات الأجنبية إلى الليرة السورية، وإطلاق «حملة عقاب ضد مكاتب الصرافة ورجال الأعمال الذين يشاركون المتآمرين على ضرب الليرة السورية». ويعرف «الجيش السوري الاقتصادي» نفسه بأنه «خلية تدخل مالي سريع لمساعدة الجهات الرسمية على ضبط الأسواق المالية بما فيها ضبط سعر صرف الليرة»، وأن الصحافة السورية هي التي أطلقت عليه هذه التسمية، حيث «بادر أولئك إلى ضخ الأموال في السوق المالية لمنع رفع سعر الدولار في مواجهة الليرة».

من جانب آخر، تواجه الحكومة الدعوات التي يطلقها الناشطون للاحتجاج السلمي بكل أشكاله، من التظاهر أو الإضراب العام أو العصيان المدني والامتناع عن تسديد الفواتير وسحب الودائع من البنوك، بإجراءات جديدة. وقالت مصادر إن من هذه الإجراءات الاشتراط على صاحب معاملة في الدولة الحصول على براءة ذمة مالية، قبل حصوله على التوقيع.

وفي ما يخص الامتناع عن تسديد فواتير الكهرباء والهاتف والمياه، فقد لوحظ أن عمليات تحصيل مسبقة بدأت في بعض المناطق، وقال عدد من السكان إنه في حال الامتناع يتم قطع الخدمات. وشهد يوما الخميس والجمعة الماضيين انقطاعا للكهرباء لساعات طويلة في مناطق واسعة في عدة مدن، وتفاوتت التفسيرات حول هذا الإجراء، إذ إن ناشطا من حمص حيث انقطعت الكهرباء في عدة أحياء طيلة ليل الخميس، قال إن ذلك حصل لمنع الأهالي من متابعة برنامج «ماذا يريد السوريون؟» للشيخ عدنان العرعور، المتهم من قبل النظام بالتحريض على التظاهر. وفسر ناشطون من حماة انقطاع الكهرباء ليلا في المدينة ولأكثر من يوم، بمنع تصوير المظاهر، وذلك بعدما لوحظ أن الانقطاع حصل في المناطق التي تشهد مظاهرات في المدينة. إلا أن ناشطين آخرين رأوا في ذلك وسيلة من وسائل التضييق على الأهالي ولمنع التظاهر والاحتجاج.

زعماء يشتمون شعوبهم.. من «الجرذان» إلى «الجراثيم»

أستاذ في علم الاجتماع النفسي: الألفاظ التي استخدموها انعكاس لشخصيتهم التي تتسم بالتعالي والشعور بالفرعونية

القاهرة: جمال القصاص

يروى أن أبو مسلم الخراساني، عندما نزل الكوفة، استدعى جحا كونه أشهر ظرفاء عصره، عسى أن يظفر منه بطرفة أو فكاهة تخفف عنه أعباء حروبه الدموية. فخشي جحا على نفسه وادعى الحمق والجنون في حضرته. ومع ذلك أعجب به أبو مسلم، وحدث عنه الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور الذي بادر فاستدعى جحا إلى دار الخلافة في بغداد لعله يصلح نديما أو مضحكا (مهرجا) في بلاطه. وقد أدرك جحا عاقبة هذا الأمر ومخاطره وقيوده، فتمادى في ادعائه الحمق والجنون حتى أفرج عنه المنصور بعد أن أجزل له العطاء. وكان للقاء أثر بالغ في ازدياد شهرته، وهنا قال جحا مقولته المشهورة: «حمق يعولني خير من عقل أعوله».

لا نعرف ماذا كان جحا سيقول، أو سيعلق لو تسمر أمام التلفاز في أيامنا الراهنة، وشاهد جثث الضحايا وبرك الدماء، وصور التشريد والنفي والخراب والدمار التي طالت الأخضر واليابس، على يد حكام عرب يجابهون انتفاضات وثورات شعوبهم السلمية ضدهم، طلبا للحرية والعدالة والكرامة، بعد أن ظلوا يحكمونهم لعقود طويلة بالحديد والنار.

كيف كان سيستقبل جحا بحسه الساخر أوصافا فاقت الحمق والعقل والجنون وربما يندى لها جبين التاريخ، تبارى هؤلاء الحكام في إطلاقها على شعوبهم المسالمة. فهم في نظر العقيد الليبي «جرذان»، سيزحف عليهم «من الصحرا إلى الصحرا.. زنقة زنقة، دار دار، شبر شبر، فرد فرد».. مسخرا كل عتاده وترسانته العسكرية وقواته المسلحة لدحرهم، حتى لو تتطلب الأمر محوهم من الوجود، وحرق النسل والزرع، وهدم القرى والمدن على من فيها، لا فرق بين امرأة وطفل، بين شيخ وشاب.. بين غاضب وثائر، اضطره القذافي لأن يحمل السلاح ليدافع عن شرفه وعرضه، ويصونهما بدمه، متوحدا في ذلك بالدفاع عن وطن سرق منه على مدار 42 عاما من حكم العقيد.

يندهش جحا من وصف الحكام لشعوبهم، ويتلمس ظهر حماره الشهير، ثم يضرب كفا بكف حين يشاهد القذافي مودعا خيمته وناقته ويركب «التوك توك»، مواصلا استنفاره لقواته: «هيا اضربوا الجرذان اسحقوهم.. ثورة ثورة». لكن جحا يضحك ويستلقي على قفاه من الضحك حين يروي له أحدهم نادرة تقول إن القذافي المناضل الثوري من الخيمة إلى الصحراء سئل عن معنى كلمة «ثورة»، فقلَّب بوجهه الصارم صفحات الكتاب الأخضر، وفجأة صاح: «وجدتها.. وجدتها.. الثورة هي أنثى الثور». يعض جحا على لسانه حين يعرف أنه بعد نحو 5 أشهر من الثورة، يلتمس القذافي من «جرذان» الأمس ثوار الغد والمستقبل، وعبر وساطات مقنعة، مخرجا من هزيمة وشيكة قد تؤدي به إلى حبال المشنقة، خاصة بعد أن أصبح مطاردا من قبل العدالة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم في حق الإنسانية.

حالة القذافي وهجاؤه المقذع الذي دخل به على أجندة الطرب العربي يصفها الدكتور محمد نبيل جامع أستاذ علم الاجتماع النفسي بجامعة الإسكندرية بقوله: «استخدام معمر القذافي كلمة (جرذان) في وصفه لشعبه، يريد بها أن يثبت للعالم أنه أبو البشر أو أنه أسد في غابة، وكل الحيوانات الأخرى مجرد قطيع، وهي نظرة دونية تكرس لمفهوم التسلط والفرد الأوحد».

لكن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي دخلت انتفاضة شعبه ضده نحو نصف العام، خرج قليلا على النص. فبعد أن ملّ مصطلحات الهجاء السياسية الكلاسيكية، من قبيل «قلة مندسة» و«أصحاب أجندات خارجية»، تخيل نفسه أنه قائد أوركسترا اليمن، وجمع شتات هجائه في مقولة صارت هي الأخرى مثلا: «أصوات نشاز.. فاتكم القطار»، واستمر صالح يراهن في مواصلة اللحن باللعب على أوتار مهترئة، وبعازفين نشاز حتى مُنِي بعبوة ناسفة داخل مسجده الرئاسي، نقل على أثرها للعلاج بمستشفي بمدينة الرياض بالسعودية. رغم ذلك، فإن الرئيس اليمني يجاهد حاليا في العودة إلى لحنه النشاز، ويجدد رهانه على قطار أصبح معروفا أنه لن يتمكن من اللحاق به مرة أخرى.

وأبى الرئيس السوري بشار الأسد أن يترك كعكة السباب لـ«جرذان» القذافي، و«نشاز» صالح، وبدافع من الغيرة وصم الثائرين ضده، وشعبه ضمنيا بـ«الجراثيم»، متأثرا على ما يبدو بخلفيته الطبية، في وصف ينتمي لعالم ما بعد الحداثة في الذم والشتيمة، عقابا على مطالبتهم بالحرية والحياة الكريمة بعد أربعة أشهر متواصلة من مظاهرات الاحتجاج في كل المدن السورية.

الدكتور جامع يسلط منظوره النفسي مؤكدا أن «الألفاظ التي استخدمها هؤلاء الرؤساء في ذم شعوبهم المسالمة هي انعكاس لشخصيتهم التي تتسم بالتعالي والشعور بالفرعونية». ويرى الدكتور جامع أن وصف الرئيس اليمني يجسد حالة من «الارتباك، ومحاولة عسيرة لمسك العصا من الوسط». أما وصف بشار الأسد لشعبه بـ«الجراثيم» فهو «يعبر عن أنه هو من يحمل تاج الحكمة، وأن من حوله مجرد جراثيم ليس لهم قيمة بالنسبة للعلم الذي يتسم به».

وأكد جامع على أن الألفاظ التي استخدمها الرؤساء العرب لها ثلاثة أبعاد، تتمثل في: التعالي، والنشأة، والعجز. كما أنها تعكس شهوة السلطة والتمسك بها مهما كان الثمن داميا، لافتا إلا أن المال والسلطة مفسدتان، ومن دون توازن بينهما ستعلو شهوات الحياة، بما قد يؤدي إلى طريق الشيطان، وفي الوقت نفسه، الابتعاد عن قيم العقل والخير والحق والعدالة.

ومن منظور التراث الأدبي، يرى الدكتور صلاح الراوي أستاذ الأدب الشعبي أن توقير الجماعة وصون كرامتها وأعرافها وتقاليدها مقوم أساسي من مقومات الأدب الشعبي، والحاكم لو أصبح سالبا، وانتهج طريقا مضادا، هو بالضرورة يصبح خارجا عن الجماعة. فما بالك بحكام يشتمون شعوبهم، لأنهم يطالبون بحقوقهم المهدرة في الحرية والعدل والعيش الكريم.

يضيف الراوي: «هؤلاء الحكام يريدون أن يسلبوا شعوبهم موقفهم النفسي والاجتماعي والثقافي. وهذه الشتائم، هي نوع من الإجرام، من يطلقها هو نفسه مجرم يستحق العقاب. حتى في أعراف القبيلة.. من الممكن أن يوجه رئيس القبيلة أو شيخها النقد لأفرادها، لكنه نقد بناء وله حدود لا يتجاوزها. لكن في حالتنا العربية هذه، نحن نواجه لغة استبداد وقمع لا لغة جماعة، لها معارف وأصول».

ويفجر الراوي مفارقة لافتة قائلا: «ليس غريبا أن يخرج من سوريا في تسعينات القرن الماضي الكتاب الرائد (طبائع الاستبداد) لعبد الرحمن الكواكبي، وهو مفكر ومناضل سوري، قال فيه: (إن المستبد فرد عاجز، لا حول له ولا قوة إلا بأعوانه أعداء العدل وأنصار الجور. وأن تراكم الثروات المفرطة مولد للاستبداد، ومضر بأخلاق الأفراد. وأن الاستبداد أصل لكل فساد، وأن الشورى الدستورية هي دواؤه».. ينصح الراوي بإعادة قراءته الآن، «فهو يكاد يكون مرآة لما يحث في سوريا حاليا».

يصرخ جحا ويقول: «لم تنته نوادري أنا الضاحك الباكي، يا الله صواريخ ودبابات وراجمات ورصاص وقنابل في كل مكان.. أين إذن أختبئ بصديقي ورفيقي حماري الجميل؟». وبنبرة غضب يتساءل الراوي: «هل نسي هؤلاء الحكام أن هذه الشعوب هي التي جاءت بهم إلى السلطة، وأنها قادرة على أن توجه لهم أقسى أنواع السباب السياسي والاجتماعي بأسلوب أكثر حدة وواقعية.. فالشعوب تتجلى عبقريتها في المحن والأزمات، وتكون أكثر عنادا وصلابة. والدليل على ذلك ما حدث في مصر وتونس فور هرب وتنحي رئيسيهما، في هذه اللحظة العبقرية، كلنا شاهدنا، كيف سقطت ومزقت صور هذين الرئيسين وديست بالنعال.. فهكذا، على الباغي تدور الدوائر».

بعد أسبوعين في دمشق: معارضون يدعون لمؤتمر إنقاذ بسوريا

دعت نحو خمسين شخصية سورية معارضة إلى عقد ما سمته “مؤتمر إنقاذ وطني” لحل الأزمة السورية بعد أسبوعين فيما يبدأ اليوم بدمشق اجتماع دعت إليه “المبادرة الوطنية من أجل مستقبل سوريا” بمشاركة مثقفين وشخصيات مستقلة معارضة لبحث سبل حل الأزمة في البلاد.

فقد قال المعارض السوري هيثم المالح -وهو واحد من الشخصيات الداعية لمؤتمر “الإنقاذ الوطني”- إنّ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد “بات وشيكا” موضحا في تسجيل بثّ على الإنترنت أنّ الشخصيات الداعية لهذا المؤتمر، تمثل مختلف الأطياف.

وأضاف أن هذه الشخصيات اجتمعت وصاغت مشروع وثيقة تتضمن رؤية مستقبلية لسوريا ستعرض للنقاش في مؤتمر الإنقاذ الوطني حيث سيتم في نهاية الاجتماع إصدار بيان يلخص أهم ما توصل إليه المشاركون.

وسيناقش المجتمعون وضع مبادئ عامة للخروج من الأزمة الحالية، وإقامة حكومة إنقاذ وطني تؤسس لدستور جديد بالإضافة إلى دراسة إمكانية إجراء انتخابات نيابية ورئاسية.

ضمن نفس الموضوع، قال الناشط السياسي خالد زين العابدين في تصريح للجزيرة إن “النظام السوري ما زال يرفض هذا المؤتمر المزمع عقده بعد أسبوعين في دمشق”.

وأكد زين العابدين أن دعوة المشاركة مفتوحة في وجه الشخصيات “الوطنية التي لا تتآمر مع النظام ضد الشعب السوري”.

مؤتمر آخر

في هذه الأثناء، يبدأ اليوم بدمشق اجتماع المبادرة الوطنية من أجل مستقبل سوريا حيث قال منسق الاجتماع محمد حبش “إن مائتي شخصية سورية مستقلة تضم مثقفين وناشطين سياسيين وشيوخ عشائر، أو ما يعرف بالطريق الثالث الذي يعمل من أجل المساهمة في حل الأزمة في البلاد، دعيت للمشاركة في الاجتماع”.

وأوضح حبش -وهو عضو بمجلس الشعب السوري- أن الاجتماع “سيعقد لمدة يوم واحد فقط ويتضمن عدة محاور هي البحث في آليات الانتقال السلمي إلى الدولة الديمقراطية المدنية، والتشريعات وبناء دولة المؤسسات والحرية، والعدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية، واستعادة وبناء الثقة وتعزيزها بين المواطن والسلطة السياسية”.

وأضاف حبش “أن من بين المدعوين شخصيات معارضة منهم الدكتور عارف دليلة وميشيل كيلو وصخر زيدان كذلك بالإضافة إلى المفكر الدكتور طيب تيزيني”. وشدد على أنه “لم يتم توجيه الدعوة لأي شخصية رسمية أو من أعضاء أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية”.

من جانبه ألمح المعارض السوري ميشيل كيلو إلى احتمال عدم حضوره الاجتماع وقال “نعم وجهت الدعوة لي ولكن لدي بعض الأعمال في حال انتهيت منها مبكراً يمكن أن أحضر الاجتماع”.

ويأتي الاجتماع بعد نحو أسبوع على اجتماع آخر عقد بدمشق دعت إليه شخصيات معارضة مستقلة.

نصيحة تركية

على المستوى الدولي، أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس أن “لا خيار لدى سوريا سوى القيام بالإصلاحات”.

وقال داود أوغلو في مؤتمر صحفي بعد مباحثات أجراها في القاهرة مع نظيره المصري محمد العرابي أن موقف بلاده بشأن سوريا “يرتكز على ضرورة دعم التحولات الديمقراطية السلمية” مضيفا أن “الدعم الإقليمي لما يحدث مهم لهذه التحولات السلمية”.

وأضاف “بالنسبة لسوريا لا يوجد أي خيار آخر ولا بد أن يقوم إخواننا السوريون باتخاذ خطوات لمزيد من الإصلاحات”.

وفي توضيحه لهذه النقطة، قال المسؤول التركي يجب “وضع حد للتوتر والسماح بالمظاهرات السلمية وعقد حوار وطني قومي لحسم كافة المشاكل ولا بد من احترام مطالب الشعب السوري ولا يجب أن يكون هناك عنف ضدهم” مشددا على أن “هذا هو الخيار الأساسي الذي لا يوجد له بديل آخر”.

وقال داود أوغلو إن “تركيا تدعو إلى تحولات سلمية بالمنطقة تتم بناء على تطلعات وطموحات الشعوب في المنطقة كما أنها تدعم كل المبادرات والتحولات السلمية وتشجع على ضرورة وقف العنف والتوتر”.

تعزيزات عسكرية

ميدانيا، دفعت السلطات السورية بتعزيزات عسكرية إلى معرة النعمان شمالي غربي سوريا، كما نفذت حملة اعتقالات ودهم في منطقة جبل الزاوي.

ونفذت حملات دهم واعتقال في مناطق من البلاد، في حين قالت مصادر حقوقية إن 28 شخصا قتلوا برصاص الأمن خلال مظاهرات الجمعة، وكان أكبرها في محافظة إدلب.

ورغم تدخل قوات الأمن السورية لاحتواء الاحتجاجات، فقد خرجت مظاهرات ليلية في عدة مناطق من البلاد للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الأسد.

يشار الى أن سوريا تشهد منذ أكثر من ثلاثة أشهر مظاهرات تدعو للإصلاح وإسقاط النظام سقط فيها أكثر من ألف قتيل من المتظاهرين وقوات الأمن حسب منظمات حقوق الإنسان، فيما تتهم السلطات مجموعات مسلحة مدعومة من الخارج بإطلاق النار على المتظاهرين وقوات الأمن.

آباء سوريون يطلقون اسم “رجب طيب” على 5 مواليد في مخيمات اللاجئين بتركيا

في بادرة امتنان لرئيس الوزراء التركي على احتضان بلاده لهم

دبي – العربية.نت

ذكرت صحيفة “زمان توداي” التركية اليوم الأحد أن 23 طفلا سوريا أبصروا النور أخيرا في مخيمات اللاجئين التي أعدت في محافظة هاتاي لاستقبال الفارين من “قمع” قوات الأمن والجيش السوريين ولاسيما بعد الحملة العسكرية على بلدة جسر الشغور ومحيطها، وتقدر أعداد هؤلاء اللاجئين بأكثر من عشرة آلاف شخص.

وفي بادرة شكر وامتنان لرئيس الحكومة التركية قام عدد من الآباء بتسمية 5 أطفال منهم باسم “رجب طيب” الذي كان أعلن في عدة مناسبات أن بلاده لن تقفل الحدود في وجه أي سوري قد يضطر للجوء إليها حفاطا على حياته.

ووفقا لوكالة أنباء “أناتوليا” فإن هناك 158 سيدة حاملا يتلقين العناية الطبية حاليا بشكل منتظم في مراكز طبية مؤقتة في 5 مخيمات للاجئين السوريين، وهناك طبيب مختص يعاينهن بشكل أسبوعي.

ويتواجد في مخيمات اللاجئين نحو 30 مسعفا يقدمون خدمات طبية لأكثر من 500 شخص يوميا، كما تتوافر في تلك المخيمات العديد من المرافق والخدمات الغذائية والرياضية والتربوية بالإضافة إلى مترجمين.

وكان رئيس الوزراء التركي أردوغان قد منح في وقت سابق الجنسية لطفلة سورية يتيمة تدعى زينب بعد مقتل والديها – بمعسكرات النازحين السوريين على الحدود، وذكرت تقارير وقتها أن أردوغان سمع بكاء الطفلة أثناء زيارته للمعسكرات، فالتقطها وحملها، وقرّر منحها الجنسية التركية ونسبها إلى نفسه لتصبح ابنة رئيس وزراء تركيا تعويضا لها عن أبويها اللذين قتلا لدى هروبهما من رصاص قوات الأمن وبات اسمها “زينب رجب طيب أردوغان”.

فشل مؤتمر “المبادرة الوطنية” في دمشق

الجيش السوري يحاصر مدينة حماة بالدبابات عقب احتجاجات ضخمة

دبي – العربية.نت

أكد نشطاء ومقيمون اليوم الأحد أن دبابات الجيش السوري انتشرت على مداخل مدينة حماة بعد يومين من خروج أضخم احتجاجات تشهدها المدينة ضد الرئيس بشار الأسد منذ تفجر الانتفاضة قبل ثلاثة أشهر.

وقال رامي عبدالرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن “العشرات اعتقلوا في ضواحي حماة”. وأضاف أن “السلطات تميل على ما يبدو إلى الحل العسكري لإخضاع المدينة”.

من جانب آخر، ذكرت مواقع للمعارضة السورية أن السبب الرئيس لإقالة محافظ حماة، أحمد خالد عبدالعزيز، هو وعوده للأهالي بعدم تعرض الأمن لهم بشرط أن لا يستهدفوا رأس النظام بهتافاتهم، واعتذاره غير مرة عن الضحايا الذين سقطوا في المدينة خلال الأسابيع الماضية وتقديم التعازي لذويهم، كما استجاب لكثير من المطالب، أهمها إزالة صور وتماثيل رموز النظام من المدينة كي لا يحطمها المتظاهرون، مما بدأ يُكسبه ثقة الأهالي، وهو ما لم يُرضِ شخصيات أمنية قررت عزله قبل أن يصبح له “وزن شعبي”.

وتحدثت تلك المواقع عن تخوف بعض الأهالي من حملة أمنية وعسكرية يُمكن أن تجتاح حماة، نتيجة المظاهرات العارمة التي شهدتها خلال الأيام الماضية، والتي قُدر عدد المشاركين فيها بـ500 ألف متظاهر خلال الجمعة الماضية.

وكان أحمد عبدالعزيز تسلم مهامه محافظاً لحماة في 22 فبراير/شباط الماضي، مع الإشارة إلى أنه كان يشغل آنذاك منصب رئاسة الهيئة السورية للاستثمار. ولم تذكر وكالة الأنباء السورية، التي أوردت خبر إقالته، أي تفاصيل حول الأسباب التي دفعت الرئيس السوري إلى إقالته.

ووفقاً لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، فإن ناشطين سوريين على موقع “فيسبوك” يتوقعون تعيين مسؤول أمني محافظاً لحماة. وتم تداول اسمي رستم غزالة وجامع جامع اللذين أدارا الملف اللبناني قبل وخلال الأزمة التي شهدتها العلاقات السورية – اللبنانية على خلفية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.

وكانت عملية قمع دامية حدثت عام 1982 أدت إلى مقتل 20 ألف شخص في حماة، عندما انتفضت جماعة الإخوان المسلمين ضد نظام الرئيس الراحل حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي.

فشل مؤتمر للمعارضة

ومن ناحية أخرى، أفاد مراسل قناة “العربية” في دمشق اليوم الأحد بفشل مؤتمر “المبادرة الوطنية من أجل مستقبل سوريا”، الذي كان دعا إليه عدد من الشخصيات السورية، بينهم أعضاء حاليون وسابقون في مجلس الشعب.

وكان المنظمون اقتحموا عنوة قاعة في أحد الفنادق لعقد المؤتمر، إلا أنهم لم يستطيعوا عقد الجلسات بسبب غياب التجهيزات اللازمة.

وكان منسق الاجتماع، عضو مجلس الشعب السوري المستقل محمد حبش، قال في وقت سابق، “إنه تمت دعوة شخصيات سورية مستقلة تضم مثقفين وناشطين سياسيين وشيوخ عشائر، أو ما يعرف بالطريق الثالث الذي يعمل من أجل المساهمة في حل الأزمة في البلاد”.

وأضاف حبش: “الدعوات وجهت لأكثر من 200 شخصية، من بينها شخصيات معارضة، منهم الدكتور عارف دليلة وميشيل كيلو وصخر زيدان، كذلك وجهت الدعوة إلى المفكر الدكتور طيب تيزيني”، مشيراً إلى “عدم توجيه الدعوة لأي شخصية رسمية أو من أعضاء أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية”.

من جهته، قال حسين العماش، أحد الداعين للمؤتمر، في تصريحات لموقع “سيريا نيوز”، إن “هذا المؤتمر كان من المزمع عقده قبل شهرين من الآن، إلا أن ذلك لم يحصل”، مردفاً: “ستتم مناقشة أربعة محاور في الاجتماع، إذ يتضمن المحور الأول استعادة الثقة بين الدولة والمواطنين، وذلك عن طريق ضمان حق التظاهر السلمي، أما المحور الثاني فينص على آليات الانتقال السلمي إلى الدولة الديمقراطية”.

وأوضح العماش أن “المحور الثالث يتعلق ببناء دولة المؤسسات الديمقراطية والمدنية، وذلك عن طرق تعديل الدستور ومكافحة الفساد، أما المحور الرابع فهو يتحدث عن العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية، التي لم تطبق بشكل جيد”.

وأشار إلى أنه “في نهاية المؤتمر سيتم الاتفاق على بيان مشترك يعبر عن آراء الموجودين التي تتقاطع مع أفكار الشباب المتظاهر، حيث من المتوقع خلال هذا الاجتماع انتخاب لجنة متابعة من المشاركين”.

ويأتي الاجتماع بعد نحو أسبوع على اجتماع “سميراميس” الأول الذي دعت إليه شخصيات معارضة مستقلة.

سورية: تقاريرعن انتشار دبابات على مشارف حماة

ينشر الجيش السوري قواته على مداخل مدينة حماة بعد يومين من أكبر تظاهرة تشهدها المدينة منذ اندلاع الاحتجاجات قبل 3 أشهر، حسبما أفاد ناشطون وعدد من سكان المدينة.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة الأنباء الفرنسية في نيقوسيا إن 97 دبابة وناقلة جنود قد تقدمت مساء السبت نحو قرية كفر رمة، واعتقلت العشرات في منطقة جبل الزاوية.

وأضاف عبد الرحمن إنه تم اعتقال العشرات في ضواحي المدينة التي تبعد 210 كيلو مترا شمال العاصمة دمشق.ويقول مراقبون إنه كانت هناك تقارير عن تخفيف الجيش من وجوده في المدينة الأسبوع الماضي.

ونقلت وكالة رويترز عن أحد سكان المدينة إن الجيش قطع الاتصالات عنها وهو تكتيك قال حقوقيون إن القوات السورية نفذتها في عدة مناطق قامت في ها لحملات لمواجهة الاحتجاجات.

واكد الساكن أن جنود الجيش اطلقوا النار “بشكل عشوائي” وأن الاعتقالات تركزت في المنطقة المحيطة بملعب حماة.

يذكر أن الرئيس السوري بشار الاسد قد أقال محافظ حماة احمد خالد عبد العزيز.

وجاء ذلك بعد خروج نحو نصف مليون شخص في تظاهرات حاشدة بالمدينة الجمعة الماضية فيما عرف بجمعة “ارحل” وذلك بحسب نشطاء حقوقيين سوريين.

وكان أكثر من ستين شخصا قتلوا في حماة الشهر الماضي على يد قوات الامن خلال الاحتجاجات المناهضة للنظام السوري.

كما شهدت حماة أسوأ أحداث عنف في تاريخ البلاد حيث قتل 10 آلاف على الأقل في محاولة الحكومة عام 1982 إخماد هبة قام بها “الإخوان المسلمون” ضد حكم الرئيس حينها حافظ الأسد والد الرئيس الحالي.

وفي مدينة حمص، شيّع الآلاف السبت جثامين َالضحايا الذين ُقتلوا برصاص قوات الأمن السورية خلال احتجاجات يوم الجمعة الماضى .

وردّد المشيّعون هتافات تطالب بإسقاط النظام السوري. وكانت منظمات حقوقية قد ذكرت أن ثمانية وعشرين شخصا ُقتلوا بنيران قوات الأمن السورية خلال هذه الاحتجاجات التى شهدتها عدة مدن سورية.

مبادرة جديدة

وفي العاصمة دمشق عقد صباح الأحد في فندق سمير أميس لقاء تحت عنوان “المبادرة الوطنية من أجل مستقبل سورية “بمشاركة مائتى مثقف وشخصية مستقلة وذلك لبحث سبل حل الازمة فى البلاد.

وضم الاجتماع مثقفين وناشطين سياسيين وشيوخ عشائر.

وقال منسق الاجتماع عضو مجلس الشعب السوري والباحث الإسلامي محمد حبش إن الدعوة وجهت إلى شخصيات متنوعة المشارب مثل عارف دليله وطيب تيزيني وغيرهم.

وأشار إلى أن الدعوة لم توجه لأي شخصية رسمية أو أي من أعضاء أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية المتحالفة مع حزب البعث الحاكم.

وعلى الرغم من معارضة ادارة الفندق لاستقبال المشاركين في المؤتمر، افتتح المشاركون اعمال المؤتمر بالنشيد السوري واعلن عن تشكيل لجنة تأسيسية للمبادرة تضم محمد حبش، زهير غنوم وحسين عماش.

ثم تلى المشاركون بيانهم تحت نظر ومراقبة ادارة الفندق التي لم تستطع منع اكثر من 120 شخصا من دخول قاعة المؤتمرات عنوة بحسب ما أفاد مراسلنا عساف عبود.

واصطدم المشاركون بإدارة الفندق ودخلوا إلى القاعة التي قالوا إنهم حجزوها لعقد لقائهم بينما قالت إدارة الفندق إنها لم يكن لديها أي حجز مسبق.

وتناول الاجتماع عدة محاور أبرزها البحث في آليات الانتقال السلمي إلى الدولة الديمقراطية المدنية والتشريعات لبناء دولة المؤسسات والحرية والعدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية.

كما بحث إجراءات بناء الثقة بين المواطن والسلطة السياسية

ويأتي هذا الاجتماع قبيل اجتماع هيئة الحوار الوطني التي يترأسها نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وذلك يوم الأحد القادم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى