أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد، 04 أيلول 2011

 إنتفاضة سورية تقترب من شهرها السادس… وقتل المتظاهرين مستمر

دمشق (سوريا)، دبي، أ ف ب، اب ، رويترز، بلومبيرغ – ارتفعت وتيرة القتل في سورية مع اقتراب الانتفاضة على النظام من اكمال شهرها السادس. وسقط في الساعات الـ48 الماضية 31 قتيلاً وعشرات الجرحى ليتجاوز العدد الاجمالي للضحايا منذ 17 آذار (مارس) الماضي 2200 قتيل من دون احتساب الذين سقطوا من الجيش ورجال الامن. وقال ناشطون ان ماكينة القتل مستمرة من دون ان توقفها اجراءات اميركية واوروبية لمعاقبة اركان النظام وآخرها منع وصول النفط السوري الى الاتحاد الاوروبي والتعامل مع اربع شخصيات تجارية، بينهم رئيسا غرفة تجارة وصناعة دمشق عماد غرايواتي وحلب فارس الشهابي وطريف الأخرس احد ابرز تجار حمص وقريب زوجة الرئيس السيدة اسماء الاخرس.

ولم يمنع تشييع شهداء «جمعة الموت ولا المذلة» قوات الامن من قتل 10 اشخاص وجرح آخرين قال ناشطون انهم سقطوا خلال اقتحام قوات عسكرية وأمنية قرى وبلدات في مختلف انحاء سورية في وقت تحدث «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» أن النظام أدخل الطائرات الحربية لإشاعة الخوف في قلوب السوريين ومحاولة اخضاعهم ومنعهم من التظاهر، وحلقت الطائرات الحربية فوق مدن وقرى على ارتفاع منخفض مخترقة جدار الصوت.

وارتفع عدد من سقطوا ضحية القمع خلال الـ 48 ساعة الاخيرة الى 31 شخصاً، بعدما قُتل 21 في «جمعة الموت ولا المذلة» تسعة منهم في محافظة ريف دمشق وتسعة في محافظة حمص وثلاثة في محافظة دير الزور».

وذكر «اتحاد تنسيقيات الثورة» أن «عدداً من الدبابات طوقت المتظاهرين وحشدت قوات الأمن 50 باصاً محملة بالشرطة والشبيحة لاقتحام بلدة معرة حرمة الواقعة في ريف إدلب، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 5 آخرين بجروح».

وأضاف: «قُتل ناشط سياسي من مدينة حماة في قرية معرة حرمة بالطريقة نفسها التي استشهد فيها الشهيدان السابقان حيث قام الجيش وهو ينسحب من القرية بإطلاق نار على المدنيين وهم يتفرجون عليهم».

وأورد الاتحاد اسماء القتلى، وهم: إبراهيم حاصود، أنس الإسماعيل والناشط عبد الصمد سليمان عيسى.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، أن «هذا الاقتحام تم بحثاً عن مطلوبين متوارين عن الأنظار». وأضاف نقلاً عن ناشط من المنطقة «إن هذه العملية تجري بحثاً عن المحامي العام لمدينة حماة عدنان بكور، الذي أعلن استقالته في شريط مصور قبل أيام احتجاجاً على اعمال القمع في سورية «في ظل نظام الأسد وعصابته».

وقال الناشط علي حسن من مدينة حماة لتلفزيون «العربية»، إن السلطات تشن حالياً حملة دهم واسعة في عدد من المدن بهدف البحث عن عدنان البكور، وأضاف «أن عناصر الأمن قتلوا في تلك الحملة عدداً من الأشخاص واعتقلوا العشرات».

ولا تزال قوات النظام تستعين بالدبابات والمدرعات لقمع التظاهرات الليلية التي تجوب شوارع مناطق عدة خصوصاً القريبة من دمشق، او المناطق الحدودية مع الاردن او تركيا او العراق.

وفي اليوم التالي لفرض الاتحاد الاوروبي تدابير عقابية على النظام السوري، من بينها منع واردات النفط لم يستبعد وزراء الخارجية الاوروبيون السبت فرض عقوبات جديدة على دمشق والسعي لاستصدار قرار جديد من مجلس الامن.

وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه: «اذا لم يتغير (الرئيس السوري) بشار الاسد، واذا لم يتغير النظام، سيتعين على اوروبا زيادة الضغط على سورية». واكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون: «سنواصل ممارسة الضغوط والبحث عن وسائل للقيام بذلك»، مشيرة الى ان «المحادثات تتواصل».

ووصل الى دمشق امس رئيس الصليب الاحمر الدولي جاكوب كلينبيرغر حيث من المقرر ان يلتقي الرئيس السوري بشار الاسد، كما قالت رئيسة بعثة الصليب الاحمر في دمشق ماريان غاسر لوكالة «فرانس برس». وعن الطلب، الذي قدمه كيلينبرغر بخصوص زيارة المعتقلين، قالت رئيسة البعثة للوكالة: «تقدمنا في محادثاتنا مع المسؤولين السوريين حول هذا الموضوع ونحن واثقون من امكان البدء بزيارة معتقلي وزارة الداخلية».

    أطفال الشوارع يدفعون مرتين ضريبة أحداث سورية

    دمشق – بيسان البني

    ينشغل الجميع في سورية بمتابعة ما يحدث في البلاد بقلق وغضب ونفاذ صبر. وتعيش الشوارع في غير محافظة حركة غير معتادة، شوارع مهجورة وأخرى حاشدة، عائلات ثكلى وأخرى خائفة بينما ينصرف الناس عن متع كثيرة اعتادوا الإدمان عليها. فلا وقت للمطاعم ولا للتسوق، حتى اللافتات الإعلانية التي غالباً ما تعلن عن سهرات غنائية لمناسبات عدة تكاد تكون معدومة.

    أمور كثيرة تغيرت في الشهور القليلة المنصرمة. ووسط صخب هذا التغيير يتبعثر أطفال الشوارع بكثافة غير مسبوقة ويفترشون طرق العاصمة وغيرها من المحافظات عند إشارات المرور أو في زوايا الحارات. لكنهم يبدون غير آبهين برجال الشرطة ولا بالعقوبة، وهم يعرفون أن الجميع تناساهم.

    شهدت الفترة الماضية صدور أكثر من مرسوم عفو عن الجنح والجرائم شملت هذه الفئة من الأطفال، الذين يعاملون كأحداث جانحين وفق القانون السوري. وغالباً ما يحالون على المعاهد الإصلاحية أو دور التسول والتشرد في محاولة لإبعادهم عن الشارع وتزويدهم بمأوى وبرنامج إصلاحي يفترض أن ينتهي بإعادتهم إلى المدرسة، أو تعليمهم حرفة أو صنعة يكسبون منها العيش بما يمكنهم من اللحاق بمستقبلهم الضائع.

    وعلى ما يبدو شغلت الأزمة الجميع، حتى السلطات المختصة لم تعد تتابع أوضاع هؤلاء الأطفال. فباتوا يواجهون بأجسادهم النحيلة الأخطار في الشوارع، علماً أن كثيرين منهم وجدوا في القدوم إلى العاصمة خياراً أنسب بدل البقاء في المحافظات التي تشهد أحداثاً ساخنة. لكنهم أمعنوا في سلوكهم المرفوض فتراهم إلى جانب تسولهم يتشاجرون بعنف ويقومون بأفعال منافية للأخلاق في الحدائق العامة وعلى مرأى من الجميع، يطمئنهم الإهمال وإنشغال السلطات عنهم.

    وعلى رغم شيوع مصطلح أطفال الشوارع، لا يوجد بعد إتفاق على تعريف محدد لهؤلاء، وغالباً ما يتناولهم القانون بأوصاف أخرى أقل عمومية وأكثر دقة مثل الأحداث أو المشردين أو المتسولين أو المتسربين من المدرسة. هم في النهاية أطفال يعيشون باستمرار في الشوارع أو يزاولون مهناً هامشية، بعضهم على اتصال بأسرته ويسكن معها وآخرون على علاقة واهية جداً بأسرهم، وقسم ثالث قد يكون يتيماً أو لقيطاً ولم يجد طريقه إلى ميتم أو مأوى أو دار للقطاء، بيته الشارع حيث يعيش ويعمل وينام وينتمي.

    ويختص قانون الأحداث الجانحين وقانون العقوبات السوري بتنظيم أمور معظم فئات أطفال الشوارع، إذ يفرض إما تسليم هؤلاء إلى أهلهم أو تطبيق التدابير الإصلاحية عليهم.

    فئة مستضعفة

    يعاني الأطفال أوقات الأزمات والنزاعات والحروب ألماً عميقاً ويعـيشون مخاطر عدة لكونهم لا يزالون في طور النمو ومن دون خبرة حـياتـيـة، بل يعتمدون في كثير من شؤونهم على الكبار ولا يستطيعون دائماً التعبير بصـورة دقـيـقة عمـا يدور في دواخلهم بل يخــتزنون الألم ويـجـسـدون القلق والضيق الذي يعيـشونه، جراء أحداث غير مألوفة مثل صوت الرصاص والمشاهد التلفزيونية أو المباشرة للعنف. والأهم أنهم يعانون إهمالاً خطراً قد يفضي إلى نتـائج تـنـال مـن مـستقبلهم وحتى حياتهم.

    وتبقى فئات أكثر عرضة للخطر والاستغلال، مثل أطفال الشوارع والأيتام واللقطاء والأحداث الجانحين، الذين يحتاجون إلى حماية مضاعفة في مثل هذه الأوقات، إذ غالباً ما تُستغل هشاشة وضعهم والظروف الخطرة وغير المستقرة التي يعيشونها من دون أهل أو بيت أو أي موارد، ليصبحوا بسهولة في زمن الأزمة أو الفوضى ضحايا تحرش جنسي مثلاً أو إتجار منظم. وهنا تبرز ضرورة بناء شبكة لحماية هؤلاء، يؤدي فيها المجتمع المحلي دوراً مهماً في تحديد الحاجات وتنظيم الاستجابات الأفضل للوقاية وإعادة التأهيل، على رغم صعوبة وصول الجمعيات الأهلية والناشطين إلى هذه الفئات في أوقات الأزمات، لكونهم يصبحون خارج دائرة الإهتمام.

    وقد رصدت أخيراً الصحف المحلية حوادث توثق الإهمال الذي يتعرض له هؤلاء الأطفال مثل «وفاة طفل مشرد دهساً بسيارة مجهولة»، و «طفل شارع يعتدي جنسياً على طفل أصغر قد لا يتجاوز عشر سنوات».

    ويذكر أن الأطفال يتمتعون، وفق اتفاقية حقوق الطفل للعام 1989 التي صادقت عليها غالبية بلدان العالم، بالحق بحماية خاصة والنمو الجسمي والعقلي والروحي الطبيعي السليم الآمن في جو عائلي. وتعتبر مصلحة الطفل العليا هي الأساس في التدابير والاجراءات المتخذة على هذا الصعيد. كما تكفل الاتفاقية حق الأطفال بالحماية من كل أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية والإهمال، وإساءة المعاملة أو الاستغلال بما في ذلك الإساءة الجنسية.

المقاتلات السورية تخرق جدار الصوت فوق حمص

في خطوة تذكِّر بخرق الطائرات المصرية المقاتلة لجدار الصوت فوق “ميدان التحرير” خلال ثورة 25 يناير في محاولة لترهيب المحتجين ضد نظام الرئيس حسني مبارك، أفادت مصادر سورية متعددة أمس بأن طائرات سورية مقاتلة خرقت جدار الصوت فوق محافظة حمص، تحديداً فوق منطقتي الرستن والحولة، في خطوة اعتبر المعارضون للنظام أنها تهدف إلى ترهيبهم، وذلك بعد أن شهدت المنطقة تظاهرات حاشدة أمس الأول في “جمعة الموت ولا المذلة”.

إلى ذلك، قتلت قوات الأمن السورية أمس 7 أشخاص في عدة مناطق من البلاد كانوا يشاركون في تشييع 21 قتيلاً سقطوا أمس الأول، كما قُتِل ثلاثة آخرون خلال اقتحام قوات الأمن بلدة معرة حرمة الواقعة في ريف إدلب، في غارة قالت مصادر معارضة إنها تهدف إلى البحث عن المحامي العام لمدينة حماة عدنان بكور، الذي أعلن استقالته في شريط مصور قبل أيام احتجاجاً على قمع السلطات التي شككت في هذه الأنباء مؤكدةً أن بكور خُطِف منذ الاثنين الماضي على يد “جماعات مسلحة” وأجبره خاطفوه على الإدلاء بمعلومات كاذبة. وهو الأمر الذي عاد بكور ونفاه.

دولياً، اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نيولاند أمس أن الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على النفط السوري سيكون له “تأثير مباشر” على قدرة النظام السوري على تمويل قمع الحركة الاحتجاجية.

وأشارت المتحدثة إلى أن “مبيعات النفط هي مصدر دخل أساسي ومصدر للعملات الأجنبية لنظام الأسد”، مؤكدة أن بلادها “ستواصل مع شركائها الأوروبيين زيادة الضغط السياسي والاقتصادي لإجبار الأسد على التنحي، ولإفساح المجال أمام الشعب السوري للقيام بانتقال سلمي وديمقراطي يشارك فيه كل السوريين”.

وبينما نشر الاتحاد الأوروبي أمس قراره بفرض عقوبات على قطاع النفط السوري في الجريدة الرسمية، كما نشر أسماء المسؤولين والهيئات السورية التي أضيفت إلى لائحة المستهدفين بحظر السفر وتجميد الأرصدة، لم يستبعد وزراء الخارجية الأوروبيون خلال اجتماعهم في مدينة سوبوت في بولندا فرض عقوبات جديدة ضد دمشق. وعبر الوزراء عن توافق أوروبي على ضرورة دعم المعارضة السورية، وضرورة استصدار قرار من مجلس الأمن يدين القمع.

(دمشق، واشنطن – أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

هيثم المناع يهاجم الخليج والمجلس الوطني وغليون

اعتبر المعارض السوري هيثم المناع، الناطق باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان، أن الدعوة لتأسيس مجلس للثورة في سورية أمر خطير جداً.

وأشار المناع، في اتصال مع قناة “روسيا اليوم” من باريس أمس إلى “وجود توجه يأتي من الخارج، من دول الخليج يسعى بأي شكل من الأشكال إلى تشكيل هياكل للمعارضة السورية على وجه السرعة”.

واعتبر في هذا الصدد أن “الدعوة لتأسيس مجلس للثورة في سورية، التي أطلقها برهان غليون، أمر خطير جداً”، مؤكداً أن “كل من يدفعنا إلى الاستعجال له أجندة لا تخدم الشعب”، زاعماً أن “البعض يدفع باتجاهات لها نتائج تدميرية على وحدة الحركة الشعبية المدنية في سورية”.

وكان المعارض السوري برهان غليون أعلن تبلور معالم خريطة طريق من أجل تشكيل مجلس وطني يعلن عنه قريبا، “يقود الحراك السياسي، وينظم علاقة الثورة داخل سورية وخارجها، ويساهم في اتخاذ القرارات المصيرية”.

وتتضمن خريطة الطريق، وضع تصور لهيكلية المجلس الوطني السوري المنشود، وتشكيل لجنة للاتصال بالقوى والشخصيات الوطنية لتحديد قائمة الأسماء التي سيضمها المجلس تنهي عملها خلال الأسبوع الأول من هذا الشهر، على أن يتم الإعلان عن المجلس في الأيام القليلة التالية.

وكشف أن “المجلس يتكون من ممثلين لتنسيقيات الشباب وممثلين عن التشكيلات والأحزاب والحركات السياسية والاجتماعية تختارهم التنسيقيات والتنظيمات السياسية نفسها، ومن شخصيات مستقلة وطنية يتم اختيارها بالتوافق”.

وحسب الخطة “يمثل المجلس الثورة السورية بجميع مكوناتها، ويعتبر سيد نفسه، لا يخضع في قراراته لغير الالتزام بالمصلحة الوطنية، وهو الذي ينتخب لجنته التنفيذية ورئيسه”، ومن مهامه “بلورة الخط السياسي العام للحراك الديمقراطي، وتنظيم جميع الجهود لوضع حد للدكتاتورية والانتقال بسورية نحو نظام ديمقراطي تعددي”.

وكان معارضون سوريون قد أعلنوا خلال مؤتمر عقدوه في العاصمة التركية أنقرة في التاسع والعشرين من الشهر المنصرم تشكيل مجلس وطني انتقالي برئاسة غليون، وعضوية 94 آخرين من أبرز وجوه المعارضة السورية في الداخل والخارج.

يذكر أن جدلا ثار حول طريقة إعلان المجلس، وعدم علم عدد كبير من المعارضين بوجود أسمائهم ضمنه وعدم استشارتهم بشأن ذلك.

عمليات أمنية وعسكرية في حمص وسط سوريا

أ. ف. ب.

نيقوسيا: أفاد ناشط حقوقي ان 15 شخصاً اصيبوا اليوم الأحد بجروح في عمليات امنية وعسكرية في مدينة حمص (وسط) التي تشهد غليانا امنيا منذ اسابيع.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان “15 شخصا اصيبوا صباح اليوم (الاحد) بجروح اثر اطلاق رصاص كثيف خلال عمليات امنية وعسكرية مستمرة منذ مساء امس في البساتين غرب حي بابا عمرو” في مدينة حمص..

واشار الى ان” جروح أربعة منهم خطرة”. وفي ريف حمص، قال المرصد ان “شابا من مدينة تلبيسة توفي صباح اليوم (الاحد) متأثرا بجروح اصيب بها يوم الجمعة اثر اطلاق قوات الامن النار على المظاهرة التي خرجت في البلدة”.

وفي حمص، خرجت تظاهرة مساء امس السبت في حي الخالدية الواقع في حمص حيث عمدت قوات الامن الى تفريقها باطلاق الرصاص قبل ان تقوم مدرعات باقتحام الحي. بحسب المرصد. واضاف المرصد ان “تظاهرات اخرى خرجت في حي باب هود وحي باب سباع حيث تعرض المتظاهرين لاطلاق نار كثيف” مشيرا الى “عدم وقوع ضحايا”.

وتابع المرصد ان “تظاهرة خرجت في حيي القصور والبياضة بينما تواصلت عمليات قوات الأمن في حي دير بعلبة ترافقت مع اطلاق رصاص استمر حتى ساعة متأخرة من الليل وشملت اعتقال 25 شخصا”. ولفت الى ان “الامن انسحب ليلا من شارع الحمرا بعد أن نفذ حملة اعتقالات ودهم واسعة في الحي الذي يشهد تظاهرات بشكل يومي اسفرت عن اعتقال 17 شخصا”. مشيرا الى ان “التواجد الأمني استمر في حيي الانشاءات وبابا عمرو الذين سمع فيهما صوت اطلاق رصاص لنحو اربع ساعات”.

وذكر ناشطون سوريون أن مدينة حمص السورية تعرضت خلال الساعات الأخيرة من مساء أمس السبت لاقتحام عسكري من طرف الجيش والأمن، وسط إطلاق نار كثيف جرى في معظم مناطق المدينة التي شهدت مساء مظاهرات حاشدة طالبت بإسقاط النظام السوري، بعد ساعات قليلة من تحليق طائرات حربية فوق المدينة اخترقت جدار الصوت، فيما تواصلت المظاهرات المطالبة برحيل بشار الأسد، رافقتها حملة مداهمات واعتقالات شملت نشطاء أكراد.

وتحدث اتحاد تنسيقيات الثورة السورية عن إطلاق رصاص عشوائي كثيف ومستمر في أحياء الخالدية التي تتمركز فيه أكثر من ثلاثين دبابة، والقصور وجورة الشياح والغوطة ودير بعلبة ومناطق عديدة أخرى، في وقت سمعت فيه أصوات إطلاق النار والقنابل الصوتية في ساحة الساعة وسط المدينة، ترافقت مع قطع للكهرباء والاتصالات عن أحياء عديدة.

وتحدث اتحاد التنسيقيات عن حصول انشقاق عسكري في حي الخالدية وقصف للمدارس من قبل الجنود المنشقين لمدرسة يتمركز فيها الأمن والشبيحة تلاه إطلاق نار من الأمن في محاولة للبحث عن الجنود. إلى ذلك، أعلن مصدر رسمي سوري ان “مجموعة ارهابية مسلحة” قامت بنصب كمين الاحد لباص يقل عددا من موظفي ورشة لاصلاح معدات عسكرية ما اسفر عن مقتل تسعة اشخاص بينهم ضابط وجرح 17 اخرين.

وقالت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان “مجموعة ارهابية مسلحة “فتحت نيران اسلحتها الرشاشة عند الساعة السابعة (4:00 تغ) على باص مبيت يقل عددا من الضباط وصف الضباط والعاملين المدنيين التابعين لاحدى رحبات الاصلاح بالقرب من محردة (وسط)”. واضافت الوكالة ان الكمين اسفر عن مقتل “ضابط وخمسة صف ضباط وثلاثة موظفين مدنيين يعملون في الرحبة واصابة 17 اخرين بجروح مختلفة بعضهم خطيرة”.

إلى ذلك، وصل رئيس الصليب الاحمر الدولي جاكوب كلينبيرغر بعد ظهر السبت الى العاصمة السورية للقاء الرئيس بشار الاسد، حسب ما افادت رئيسة بعثة الصليب الاحمر في دمشق ماريان غاسر لوكالة الانباء الفرنسية.

وذكرت غاسر للوكالة “لقد وصل رئيس الصليب الاحمر الدولي الى دمشق حيث من المقرر ان يلتقي خلال زيارته التي ستستمر ليومين الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس الوزراء عادل سفر ووزير الخارجية وليد المعلم “.

واشارت غاسر الى ان ” كلينبرغر سيغادر دمشق بعد ظهر الاثنين”. وحول الطلب الذي قدمه كيلينبرغر بخصوص زيارة المعتقلين، قالت رئيسة البعثة للوكالة “لقد تقدمنا بالمباحثات مع المسؤولين السوريين حول هذا الموضوع ونحن واثقون من امكانية البدء بزيارة معتقلي وزارة الداخلية”.

وكان كلينبرغر تقدم بطلب للسماح بزيارة الاف المعتقلين الذين اوقفوا منذ بداية حركة الاحتجاجات اثناء زيارته الى سوريا في 21 و22 حزيران/يونيو. واكدت غاسر “ان البعثة تمكنت من اجراء حوارات ناجحة مع السلطات السورية حول القضايا الانسانية”. واشارت الى ان “البعثة قامت بعدة زيارات منذ شهرين الى المناطق التي شهدت اضطرابات مثل حمص وحماة ودير الزور وادلب واللاذقية لتقدير الاحتياجات لتقديم المساعدات الانسانية”.

بعدما شهد موقفهما تغييرًا في الآونة الأخيرة

مبادرة إيرانية روسية لإنقاذ النظام في سوريا وإيقاف العنف

بهية مارديني

شهد الموقفان الإيراني والروسي تغييراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة باتجاه الاعتراف الصريح بوجود أزمة في النظام السوري، ووجود مطالب مشروعة للشعب، وحول ما يشبه المبادرة الداعية إلى إيقاف العنف والقيام بإصلاحات جدّية تمهد الطريق للمصالحة بين النظام والمعارضة.

بهية مارديني: قال الدكتور عقاب يحيى المعارض السوري لـ”ايلاف” إنه لا بدّ من التمييز بين خلفية الموقفين، “فإيران التي تعتبر النظام السوري “بؤبؤ العين” والمتحالفة معه بما يتجاوز شتى أنواع التحالفات العادية المعروفة، بالنظر إلى ما يجمعهما على صعيد البنية العقيدية، تشعر بأن النظام ذاهب إلى الهاوية طالما استمر في نهجه القمعي الشمولي، ولخشيتها عليه تحرّكت ضمن ذلك السقف، وبغاية الحفاظ على النظام، وهو ما نلحظه، أيضاً في موقف حزب الله، وأمينه العام حسن نصر الله.

في الوقت نفسه فإيران صاحبة المشروع القومي الراكب على عقيدة مذهبية لا بدّ وأنها تفكر بمستقبل وجودها في سوريا إذا ما سقط النظام، لذلك تحاول جسّ النبض، ومدّ الخيوط مع أطراف محسوبة على المعارضة، وإظهار نوع من المرونة.. بينما وجودها القوي على الأرض كداعم كبير للنظام الدموي لا يُخفى على أحد”.

أما خلفيات الموقف الروسي، فاعتبر يحيى أنها “تنطلق من مصالح هذا البلد الكبير، وأهمهما هنا: مبيعات السلاح، والقاعدة العسكرية في طرطوس، وجملة العلاقات التجارية الواسعة بين البلدين”.

وأكد أن “الحقيقة الأهم التي تقف خلف هذه التطورات تكمن في الشعب السوري وثورته الصامدة في مقارعة نظام الطغمة، فهو الذي يبني معادلة جديدة عل كل الأصعدة، تفرض على كل دول العالم التعاطي معها من موقع الاعتراف بضرورة التغيير، والانتقال إلى الدولة الديمقراطية، التعددية، بينما تلوح للكثيرين نذر نهاية النظام في أفق لن يكون بعيداً، بما في ذلك حقيقة سقوط النظام بالمعنى الأخلاقي، والواقعي، وحقيقة استحالة أن تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه، وحقيقة تآكل النظام وولوجه مرحلة النهاية.

لكل ذلك فالدول صاحبة المصالح والمشاريع الخاصة بها ستتعامل مع الوقائع المفروضة، وليس مع الأمنيات، وهي تحاول اليوم الدخول على خط ” المصالحة” بين النظام والمعارضة”، وفي الوقت نفسه تمدّ أذرع خيوطها في كل الاتجاهات المعارضة، حساباً للتطورات وما تحمله من احتمالات”.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ندد بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي على سوريا قائلاً “إنها لن تعود بخير”. وقال لافروف “قلنا دومًا إن العقوبات الأحادية لن تعود بخير. هذا يقوّض منهج الشراكة لحل أي ازمة”.

هذا وفي زيارة لمعارضين سوريين الى القاهرة تبدأ يوم 7 سبتمبر/أيلول ستنظم ندوة عن سورا في صحيفة المصري اليوم ثم لقاءات مع الأحزاب الآتية: حزب المصريين الأحرار، وحزب الغد، وحزب الخضر، وحزب الوفد ـ حزب الوسط، وشباب الثورة المصرية، وحزب الجبهة، والحزب الديمقراطي المصري، وحزب الحرية والعدالة، والجمعية الوطنية للتغيير والعديد من القوى السياسية والشعبية ولقاء مع المرشد العام للأخوان المسلمين ولقاء مع شيخ الأزهر الشريف وندوة عن سوريا في مقر صحيفة الأهرام، اضافة الى لقاء مع منظمات المجتمع المدني المصري

وعشاء مع قيادة حركة كفاية ومجموعة لقاءات مع عدد من المثقفين والكتاب والإعلاميين المصريين.

وتقوم مظاهرة يوم 13 سبتمبر العاشرة صباحًا أمام جامعة الدول العربية بمشاركة الأحزاب والقوى المصرية، وسوف يتم تشكيل لجنة دعم ونصرة الشعب السوري من الشخصيات المصرية الثقافية والفكرية والفنية والاعتبارية، وينعقد أخيرًا مؤتمر صحافي في نقابة الصحافة في القاهرة.

من جانبها قالت منظمة روانكه في بيان، تلقت “ايلاف” نسخة منه، إنه لايزال النظام الأمني السوري يمارس نهجه القمعي العنيف اللا إنساني في مواجهة الاحتجاجات السلمية للمواطنين، “ويوماً بعد يوم تتسع دائرة العنف المفرط بحق المدنيين العزل، من قبل الأجهزة الأمنية، وشبيحة النظام، والجيش الذي يستخدم الدبابات والقاذفات في دك المدن والبلدات في مختلف المحافظات السورية، لتحصد أرواح الكثيرين، عدا الجرحى الذين لا يعرف مصير الكثيرين منهم في المستشفيات والسجون، في حين أن الاعتقالات التعسفية تطال الكثيرين، سواء أثناء التظاهرات الاحتجاجية أو أثناء المداهمات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية مدعومة بالشبيحة للبيوت، منتهكة الحرمات، وتخريب الممتلكات، وسرقة البيوت والمحال، والقيام بالاعتقالات التعسفية بشكل مهين للكرامة الإنسانية، والقانون، وحقوق الإنسان، والأخلاق، والضمير”.

واعتبرت “أن قصف المساجد وانتهاك حرماتها، والاعتداء على المصلين داخلها يعتبر انتهاكاً للشعور الديني، واعتداء سافراً على المقدسات التي تمنع كل القوانين الدولية المسّ بها، كما إنها تعتبر نوعاً من أنواع التحريض الطائفي”.

سوريا: حملة أمنية مدعومة بالدبابات بحثا عن محامي حماه

شيخ قراء الديار الشامية ينتقد «عقوق الجيش الذي بني من مال الشعب ويستخدم ضده.. وقائده الأسد»

جريدة الشرق الاوسط

موسكو: سامي عمارة دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

شن الجيش السوري أمس حملة أمنية واسعة في بلدة معرة حرمة بمحافظة إدلب قرب الحدود التركية للبحث عن محامي عام حماه عدنان بكور، الذي أعلن استقالته من منصبه، وانشقاقه في شريط مصور قبل أيام احتجاجا على «جرائم» نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأسفرت الحملة عن مقتل 3 نشطاء كما توفي رابع في حمص متأثرا بجراحه. واقتحمت قوات الأمن بلدة معرة حرمة قرب بلدة معرة النعمان في محافظة إدلب الشمالية القريبة من الحدود التركية وهي الوجهة التي يعتقد أن محامي عام حماه قد لجأ إليها قبل أن يعلن استقالته.

في غضون ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن شخصا قتل في حي دير بعلبة في حمص بعد أن أصيب أمس خلال عملية اقتحام الحي.

وبينما ارتفعت حصيلة ضحايا جمعة «الموت ولا المذلة» إلى 21 شخصا بعد أن استخدمت السلطات السورية العنف من جديد لقمع الاحتجاجات الداعية لرحيل النظام، أحدثت خطبة، شيخ قراء الديار الشامية، الشيخ كريم راجح (الجمعة)، التي وجه فيها انتقادات صريحة للنظام وللرئيس بشار الأسد، صدى واسعا في الأوساط السورية.

واتهم الشيخ راجح الجيش السوري وقائده بالعقوق «لأنه جيش بني من مال الشعب ويستخدم ضد الشعب»، معتبرا ممارساته الآن بحق الشعب السوري «عقوقا من الجيش وقائد الجيش وكل ما يتعلق بالجيش».

في السياق نفسه، أعلنت موسكو، أمس، رفضها العقوبات التي أعلنها الاتحاد الأوروبي والتي استهدفت حظر استيراد النفط السوري , غير أن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي صعدوا ضد النظام السوري ولم يستبعدوا فرض عقوبات جديدة أخرى، مؤكدين أنهم يعملون على استصدار قرار جديد من الأمم المتحدة.

روسيا تعارض الحظر الأوروبي على النفط السوري.. وأميركا وأوروبا تصعدان وتسعيان للمزيد

واشنطن: سنواصل الضغط السياسي والاقتصادي لإجبار الأسد على التنحي.. ولندن: العنف الذي يمارسه النظام «غير مقبول بالمرة»

جريدة الشرق الاوسط

موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط»

عادت موسكو إلى مواصلة ارتكاب ما سبق أن ارتكبته من أخطاء لدى معالجة الأزمة الليبية، بوقوفها ضد المعارضة في سوريا، التي تظل تتهمها برفض الحوار وتحملها بعض مسؤولية إراقة الدماء وإثارة الفوضى في الشارع السوري في الوقت الذي تكشف فيه عن انحياز إلى مواقف النظام الحاكم وإن طالبته بسرعة تنفيذ ما وعد به من إصلاحات.

وأعلنت موسكو، أمس، رفضها العقوبات التي أعلنها الاتحاد الأوروبي والتي استهدفت حظر استيراد النفط السوري. جاء ذلك بينما لم يستبعد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ضد النظام السوري، مؤكدين أنهم يعملون على استصدار قرار جديد من الأمم المتحدة. من جانبها، اعتبرت واشنطن أن الحظر الأوروبي على النفط سيكون له «تأثير مباشر» على قدرة النظام السوري على تمويل قمع الحركة الاحتجاجية.

وأعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، أمس، عن رفض موسكو لما وصفه بـ«العقوبات أحادية الجانب» بما فيها فرض الحظر على صادرات سوريا النفطية إلى بلدان الاتحاد الأوروبي. وقال إن بلاده «طالما قالت إن العقوبات أحادية الجانب لن تفضي إلى خير، وإنها تدمر مواقف الشراكة تجاه أي أزمة»، مؤكدا أن روسيا تعارض اتخاذ مثل هذه العقوبات التي أشار إلى أنها «لا تساعد على حل أي أزمة».

من جانبها، انتقدت أجهزة الإعلام الروسية موقف السلطات الرسمية من النظام السوري وقالت إن موسكو تعاود ارتكاب نفس الأخطاء التي سبق أن ارتكبتها حين سوفت في الاعتراف بالمعارضة ووقفت إلى جانب الديكتاتور الليبي معمر القذافي، في إطار براغماتي استهدف ضمنا تصفية حساباتها مع الدوائر الغربية.

وقد عزا بعض المراقبين في موسكو الموقف الذي تتخذه موسكو إلى محاولاتها إعادة الاعتبار لسياساتها التي لقيت فشلا ذريعا في ليبيا، على حد تعبير شبكة «نيوز رو» الإلكترونية، إلى جانب الحفاظ على مصالحها الجيوسياسية وإنقاذ ما جرى توقيعه من عقود حول واردات الأسلحة والمعدات العسكرية إلى سوريا، فضلا عن الحفاظ على ما حصلت عليه من تسهيلات بحرية حربية في ميناء طرطوس السوري ومكاسب في مجالات النفط والغاز لشركتي «غاز بروم» و«تات نفط» اللتين تعاقدتا على التنقيب واستخراج النفط في سوريا. كانت موسكو قد سمحت بمظاهرات قامت بها في موسكو في نهاية أغسطس (آب) الماضي فصائل شبابية تابعة للحزب الحاكم تأييدا للرئيس السوري بشار الأسد وسياسات موسكو في سوريا.

وقال لافروف، في دوشنبه، حيث تنعقد قمة لمجموعة الدول المستقلة (جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق باستثناء دول البلطيق وجورجيا): «لقد سبق أن قلنا إن فرض عقوبات أحادية الجانب ليس بالأمر الجيد، ذلك يقضي على فرص اعتماد نهج مشترك إزاء أي أزمة». وأضاف: «إن العقوبات نادرا ما تؤدي إلى حلول».

وقد عارضت موسكو، باستمرار، فرض عقوبات على سوريا، على غرار الصين، وقاطعت اجتماعا لمجلس الأمن الدولي بخصوص هذا الموضوع.

كما رفضت روسيا التوقف عن بيع أسلحة إلى سوريا على الرغم من دعوة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي طلبت منها «السير مع التاريخ».

كان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، الذي قام بزيارة دمشق الاثنين الماضي، قد صرح بعد ذلك بأن روسيا لا تعتزم تغيير سياستها تجاه سوريا.

في غضون ذلك، لم يستبعد وزراء الخارجية الأوروبيون، السبت، فرض عقوبات جديدة ضد النظام السوري بعد تبني حظر استيراد النفط السوري، وأعلنوا أنهم يعملون على استصدار قرار جديد من الأمم المتحدة.

وردا على سؤال على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في سوبوت (بولندا) حول ضرورة اتخاذ عقوبات جديدة، أجاب الوزير الفرنسي آلان جوبيه: «إذا لم يتغير بشار الأسد، وإذا لم يتغير النظام، فسيتعين زيادة الضغط على سوريا»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

واعتبر نظيره الألماني غيدو فسترفيلي هو الآخر أنه قد يتبين أن فرض عقوبات جديدة أمر ضروري.

وقال للصحافيين: «لا يمكننا أن نستبعد بحث إجراءات إضافية إذا استمر القمع على الرغم من كل شيء».

وأكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون: «سنواصل ممارسة الضغوط والبحث عن وسائل للقيام بذلك»، مشيرة إلى أن «المحادثات تتواصل».

وأوضح جوبيه: «سوريا ليست ليبيا، لكن (…) ينبغي أن نكون منسجمين مع أنفسنا، ويتعين على المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي وفي أي حال فرنسا أن تتحمل مسؤولياتها كاملة في حماية السكان المدنيين من عنف الطغاة». وقال: إن باريس ستواصل لهذا السبب «العمل في الأمم المتحدة من أجل الحصول على إدانة أكثر وضوحا للنظام السوري، وأخيرا العمل مع المعارضة». ورأى أنه «تجب مساعدة المعارضة على تنظيم نفسها» في سوريا أيضا، كما حصل في ليبيا.

من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، بعد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: إن العنف الذي تمارسه حكومة الأسد «غير مقبول بالمرة»، وإن زيادة الضغط الدولي مطلوبة. وأضاف هيغ أن الحظر الذي فرضته دول الاتحاد الأوروبي على أي مشتريات جديدة من النفط السوري كان خطوة «جوهرية جدا» بالنظر إلى أنها غطت نحو 95% من الصادرات السورية و25% من إيرادات الحكومة السورية.

غير أن هيغ سلم بأن سوريا قد تصدر النفط إلى أماكن أخرى، ولم يوضح ما إذا كانت بريطانيا ستدعم توسيع عقوبات الاتحاد الأوروبي لتشمل حظرا على استثمار شركاته في سوريا، مثلما فعلت الولايات المتحدة الشهر الماضي. وأعرب هيغ عن اعتقاده أن الحكومة السورية ستأخذ الخطوات الجديدة للاتحاد الأوروبي على محمل الجد. وقال: «هذا بالطبع لا يحول دون اتخاذ مزيد من التدابير في المستقبل، سنواصل تكثيف الضغط خلال الشهور المقبلة إذا استمر هذا الوضع، ستكون هناك سبل للمزيد من زيادة الضغط في المستقبل، لكنني قانع بأن هذه هي الاستجابة الصحيحة في الوقت الحالي. إنها استجابة جادة جدا، وسنطلب من دول أخرى في العالم الانضمام إلينا في صنعها». وأضاف أن الوضع في سوريا يشكل خطرا كبيرا على الاستقرار في المنطقة.

وتابع قائلا: إن أي دعوة لتحرك الأمم المتحدة ستهدف إلى زيادة الضغط على السلطات السورية لإنهاء العنف، لكنها لن تشمل تدخلا عسكريا مثلما فعل الغرب في ليبيا.

كانت أسماء 4 مسؤولين اقتصاديين، إضافة إلى 3 شركات (مدى للنقل وشام إنفستمنت غروب وريل أستيت بنك) يشتبه في أنهم قدموا دعما ماليا ولوجيستيا للنظام، أضيفت إلى لائحة المسؤولين والكيانات الذين استهدفتهم قرارات تجميد الأرصدة وحظر تأشيرات الاتحاد الأوروبي، بحسب عدد الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي الصادر أمس.

وفي الأشهر الأخيرة، قرر الاتحاد الأوروبي تجميد أصول وحظر تأشيرات ضد 50 شخصية، بينها 3 مسؤولين إيرانيين، و8 شركات أو منظمات سورية أو إيرانية، إضافة إلى فرض حظر على الأسلحة مطبق منذ 9 مايو (أيار).

من جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أمس أن الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على النفط سيكون له «تأثير مباشر» على قدرة النظام السوري على تمويل قمع الحركة الاحتجاجية.

وقالت فيكتوريا نيولاند المتحدثة باسم الخارجية الأميركية «إن مبيعات النفط هي مصدر دخل أساسي ومصدر للعملات الأجنبية لنظام الأسد»، وأضافت أن «الولايات المتحدة ستواصل مع شركائها الأوروبيين زيادة الضغط السياسي والاقتصادي لإجبار الرئيس الأسد على التنحي، ولإفساح المجال أمام الشعب السوري للقيام بانتقال سلمي وديمقراطي يشارك فيه كل السوريين».

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون دعت الخميس من باريس المجتمع الدولي «إلى ترجمة الخطابات إلى أعمال ملموسة عبر زيادة الضغط على الأسد ومحيطه».

مسؤول نفطي سوري حول الحظر الأوروبي: مخرج الأزمة مفتوح وسنتجه شرقا والفرصة للصينيين

شركة «توتال» الفرنسية تتقيد بالحظر على شراء النفط السوري.. إلا أنها تواصل استخراجه

جريدة الشرق الاوسط

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

أكد مدير المؤسسة العامة السورية للنفط علي عباس، أن لدى سوريا مخارج وحلولا للنفاذ من العقوبات الأوروبية على قطاع النفط السوري، على الرغم من ما سيكون لها من آثار كبيرة على المستوى المالي والتقني.

وقال عباس إنه «في جميع الأحوال، فإن للعقوبات الأوروبية آثارها الكبيرة، سواء على المستوى المالي أو التقني أو على صعيد توريد المعدات والبرمجيات عالية التقنية، إلا أنه بالمقابل لدينا شركات صينية ضخمة تعمل في قطاع النفط والغاز وإمكاناتها المالية هائلة».

وأضاف عباس أنه «إذا كان الأوروبيون سيسحبون استثماراتهم، فستكون الفرصة مواتية للشركات الصينية لشراء الأصول واستثمارها، وبالتالي توطئة قدمهم في الشرق الأوسط، وبشكل خاص في سوريا التي تعتبر جسر عبور للطاقة في المنطقة.. إذن، مخرج الأزمة مفتوح والحلول موجودة، منها قصيرة الأمد ومنها طويلة الأمد».

وكان الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على قطاع النفط السوري تحظر شراء واستيراد ونقل النفط وغيرها من المنتجات النفطية من سوريا إلى دول الاتحاد الأوروبي.

وأكد عباس لوكالة الأنباء الألمانية أنه على سوريا في المرحلة الراهنة «تحسين أدائها من خلال شروط التفاوض مع الشركات لجذب الاستثمارات وإزالة التعقيدات البيروقراطية والتواصل مع الجهات العملية الشرقية، سواء على مستوى روسيا أو الصين أو دول آسيا، فسواء كانت المقاطعة الغربية أو لم تكن يجب الانفتاح دائما على الآخرين».

وفي حديث لوسائل إعلام محلية حول إمكانية خروج شركتي النفط «شل» البريطانية و«توتال» الفرنسية من سوريا، قال عباس «هناك بعض المنظمات الأوروبية التي تدعي أهدافا إنسانية بدأت مؤخرا بتحريض شركات النفط الأجنبية للخروج من سوريا، على اعتبار أنها تقدم دعما اقتصاديا للنظام، لكن هذه الشركات تدرك تماما أنها تعمل كمستثمر محايد وتخدم مصالحها، وليس لها أي تأثير على الأحداث الجارية».

وقال إن «شركتي (شل) و(توتال) لن تكونا سعيدتين إذا ما مورس عليهما ضغطا للخروج من سوريا، لما لهما من استثمارات تحقق مصالحهما وبالمقابل تحقق سوريا مصالحها من وجودهما، وأي خلل سيؤدي إلى إزعاج الطرفين بلا شك».

وكانت شركة النفط الفرنسية العملاقة «توتال» قد أعلنت مساء أول من أمس عن أنها ستتقيد بالحظر الأوروبي على شراء النفط السوري، إلا أنها ستواصل استخراج النفط من سوريا، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال متحدث باسم «توتال» للوكالة «بالتأكيد أن (توتال) تلتزم بالعقوبات وهي توقفت عن شراء النفط أو المشتقات النفطية السورية»، إلا أن المجموعة الفرنسية أعلنت أنها لن توقف أعمالها في مجال استخراج النفط في سوريا.

وقال فرانسيس بيران من المركز العربي للدراسات النفطية «من النادر جدا أن تقوم شركة نفطية بالذهاب إلى ما هو أبعد مما ورد حرفيا في العقوبات»، وأضاف «إن النقاش حول احتمال حظر الاستثمارات النفطية، أي مغادرة الشركات الأوروبية الأراضي السورية، كان حاميا جدا».

واستوردت أوروبا 95% من النفط السوري عام 2010، توزعت على ألمانيا (32%)، وإيطاليا (31%)، وفرنسا (11%)، وهولندا (9%).

شيخ قراء الديار الشامية ينتقد «عقوق» الجيش السوري وقائده الأسد

الشيخ كريم راجح يدين الدوس على المصاحف وانتهاك حرمة المساجد ويهاجم رجال الدين الموالين للنظام

جريدة الشرق الاوسط

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

أحدثت خطبة الشيخ كريم راجح أول من أمس (الجمعة)، والتي وجه فيها انتقادات صريحة للنظام وللرئيس بشار الأسد كقائد للجيش ولعلماء الدين الموالين له، صدى واسعا في الأوساط السورية، للمكانة العلمية والدينية الرفيعة التي يحتلها شيخ قراء الديار الشامية الذي قارب من التسعين عاما.

واعتبرت خطبة راجح التي جاءت لتعبر عن موقفه مما تعرض له مسجد عبد الكريم الرفاعي ليلة القدر والأحداث الجارية في البلاد «كلمة حق تقال لوجه الحق»، حيث اتهم الجيش السوري وقائده بالعقوق، لأنه جيش بني من مال الشعب ويستخدم ضد الشعب. وأدان استباحة حرمة المساجد والدوس على المصاحف واعتبار ذلك من قبل السلطة خطأ فرديا مقابل عدم اعتبار الدوس على صورة الرئيس حادثا فرديا، بل قد تدمر لذلك منطقة بأكملها. ولمح إلى انتقاده إلى بعض الخطباء من الذين حجم عمامته بحجم (قبة مسجد بني أمية) ولهم مؤلفات تملأ الأرض ولم يقولوا «كلمة الحق» في إشارة إلى الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، إمام الجامع الأموي.

واعتبر الشيخ كريم راجح في خطبته أن المشكلة «التي نعيشها أننا نتوجه بهذا الكلام إلى ناس لا يعملون به ويسمعونه ويمر على آذانهم ولكن لا يلامس لا آذانهم ولا قلوبهم»، لافتا إلى أن «كل إنسان مهما علا كعبه لو أصابه صداع لا يستطيع أن يزيله عن نفسه إن لم يزله الله عنه»، في إشارة إلى ما قيل عن ممارسات الأمن والشبيحة بحق المعتقلين السوريين وإكراههم على القول إن «ربهم بشار». وبضمير المخاطب تابع راجح قوله متعجبا «من أنت؟ أنت عبد. أنت مخلوق من التراب الذي يوطأ فما بالك تتكبر على الله وتتعجرف ولا تحمل شيئا من آياته ولا من كتابه».

وعن دور المساجد في حياة الأمة الإسلامية قال الشيخ راجح، إن «رسول الله عمرها من أجل أن تقال فيها كلمة حق من أجل أن تقوم منها الدولة من أجل أن ينتخب منها الخليفة من أجل أن يكون القضاء فيها من أجل أن تعلم الناس الأخلاق، وأن الشيخ على المنبر هو خليفة رسول الله، ولذلك يجب أن يعرف من هو وما هو المقام الذي أقامه الله به ومن أجل أن يقول كلمة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يخاف في ذلك لومة لائم».

وأضاف راجح في انتقاد غير مباشر لعلماء الدين الموالين للنظام «إذا كان الشيخ ذا أغراض فإن الناس لا يعتبرونه ولا يقيمون له وزنا ويصبح شخصا من الناس ولو كانت عمامته قدر قبة مسجد بني أمية ولو كانت مؤلفاته تملأ الأرض»، في إشارة للشيخ البوطي الذي وقف إلى جانب النظام وبرر ممارسته القمعية تجاه المتظاهرين. وقال راجح إن «على الشيخ أن تكون مواقفه صادقة وينصح الدولة لوجه الله وألا يتعلق بفلان أو بفلان فهو صديق للدولة لأنه يريد أن يجعل من الدولة عبدا لله وهو صديق للشعب لأنه مخلص ويريد أن يجعل من الشعب عبدا لله، ولذا فإن المساجد من حرمات الله، وهي مقدسة قداسة الكعبة ومع كل ذلك فحرمة رجل مسلم أعظم عند الله من حرمة الكعبة». وشدد على أن «المساجد لا يضرب فيها رصاص ولا يضرب فيها بعصا ولا يثار فيها أصوات غير أصوات الذكر، فالمساجد للصلاة والعبادة والتعليم». واستنكر ما تتعرض له المساجد في سوريا ومن بينها جامع الحسن الذي تخرج منه مظاهرات الميدان في العاصمة دمشق، وتعرض أكثر من مرة لاعتداءات من قبل الأمن والشبيحة. وذكر راجح بفترة الانتداب الفرنسي وقال «أعهد وأنا صغير كنا نفر أمام الجنود الفرنسيين وكنا إذا وصلنا مسجدا ودخلناه وقف الجنود بعيدا وعادوا إلى ثكناتهم لأننا احتمينا بمعبد ديني، لأن العرف من دخل بيتي فهو آمن، ولكن ولأننا ضللنا عن ديننا صار العرف من دخل بيتي كان خائفا». وتطرق راجح إلى فساد الحكام بالقول «يوم ترك الحكام المساجد ولم يعمروها هم بالذكر وتركوها للعامة بلغوا ما بلغوه». واستطرد قائلا إن «المساجد كل شيء في حياة المسلمين ونحن شعب مسلم وكلنا مسلمون وليس عندنا طائفية الشيعة العلويين. كلنا مسلمون»، معتبرا وصول الفساد إلى المساجد «مصيبة»، وفوقها «لا تراعى حرمتها». ولام النظام الذي يلاحق المتظاهرين إلى داخل المساجد، وقال «أنا أخاطب النظام بأن هذا ليس من مصلحة النظام وأن هذا الذي يقضي على النظام». وأعطى مثالا من التراث العربي بأن العرب كانوا «إذا تبارز اثنان ووقع سيف أحدهما فإن الآخر يقف ينتظره حتى يعاود التقاط سلاحه لإكمال المبارزة»، في إسقاط على أن المتظاهرين لا يملكون سلاحا ومع ذلك يتعرضون للضرب بالسلاح إلى الحد الذي وصل إلى قصف المآذن وهدم المساجد. وقال «لو أننا استعملنا العدالة مع الناس لما وصلت الأمور إلى هنا»، متوقفا عند «الفساد الذي أصاب المجتمع وقسمه طبقات إذ ليس من العدالة أن يدخل الموظف إلى الوظيفة ومعه عشر ليرات ويخرج ومعه مليارات». وأضاف «لا نجد وجودنا في بلدنا وإنما نجد أنفسنا في بلادنا غرباء حتى الواحد كان يخاف من أخيه ومن جاره».

وفي كلمة وجهها إلى الجيش السوري قال «يا أيها الجيش الكريم ويا قائد الجيش والذي هو الرئيس، في سوريا لم يكن هناك جيش وعندما أنشئت إسرائيل شكلنا الجيش وكنت أنا من الذين أسهموا في ذلك، إذ جلت على المحافظات مع رياض العابد لجمع التبرعات من القرى والبلدات، لشراء الطائرات والدبابات والمدافع والأسلحة للجيش.. أنا كنت الخطيب وأستخرج مالا من جيوب الناس وصناديقهم لنأتي بها إلى جيشنا.. نحن تعبنا جدا لبناء الجيش فهو من الشعب وللشعب ولصالحه وبنيناه من أجل محاربة إسرائيل ولا نتصور أن هذا الجيش ينقض علينا ويضربنا ويسجننا ويقتلنا ويفعل بنا ما فعل». ودعا الجيش إلى ألا يكون «عاقا»، معتبرا ممارساته الآن بحق الشعب السوري «عقوقا من الجيش وقائد الجيش وكل ما يتعلق بالجيش». كما خاطب قوات الأمن بالقول «يا من تسمون بالأمن أنتم أيضا تستعملون المال من جيوبنا نحن من ندفع الضرائب ونحن نعطيكم الرواتب أنت لنا لا علينا فماذا تفعلون؟ ماذا يكتب التاريخ عنكم؟». وسألهم «هل ضاعت عقولكم مطلقا أليس فيكم رجل رشيد». ودعا النظام إلى كلمة سواء «تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم»، منوها بأنه يقول كلمة الحق ولا يماري فيها ولا يداري وأنه منذ ستة أشهر وهو يسعى لتهدئة الناس، وحضهم على التزام الهدوء وعدم الخروج إلى الشوارع والصراخ، إلا أن ذلك لم يجد نفعا لأن الدولة جاءت بالأمن والشبيحة وصعدوا الأمور وحاربوا الناس وكأن معهم سلاح روسيا وأميركا، وبزعم أن هناك مجموعات مسلحة وأن هناك سلاحا دخل إلى دمشق عن طريق التهريب، سخر الشيخ راجح مفندا هذا الادعاء بالقول «كيف يهرب السلاح وأنا عجزت عن تهريب عشرة مصاحف». وقال إن «دل ذلك على شيء فيدل على أن الأمن مرتش والعلة منه وفيه ولا يجب أن يضعها في الشعب».

وعقب انتهاء الصلاة خرجت مظاهرة من جامع الحسن، وقامت قوات الأمن على الفور برمي قنبلة غاز داخل حرم المسجد لتفريق المتظاهرين وجرت عملية ملاحقة في الحارات والأزقة وقام المتظاهرون برمي قوات الأمن بالحجارة. وقال أحد الناشطين إنه تم تهريب الشيخ راجح فورا بعد بداية المظاهرة خوفا من الاعتداء عليه كما سرت شائعات لم تتأكد عن محاولة الشبيحة اغتياله.

ولوحظ أول من أمس الجمعة غياب ثلة من أشهر خطباء دمشق وريفها من المفوهين كالشيخ بلال الرفاعي والشيخ خالد كوكي والشيخ راتب النابلسي والشيخ نعيم عرقسوسي. وفي مدينة دوما في ريف دمشق يتداول الأهالي معلومات عن منع خمسة خطباء من الخطابة على رأسهم خطيب مسجد حسبية خالد طفور، وتهديد الأمن لخطيب المسجد الكبير عبد الله السيد، في حين نقل ناشطون عن الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي الذي اختار الوقوف إلى جانب النظام منذ انطلاقة الثورة ألقى خطبة الجمعة، وتعرض فيها للمفكر المعارض السوري برهان غليون وقال إن «أميركا والموساد اختارته». وتراجعت شعبية الشيخ البوطي كثيرا في الأوساط السورية، بعدما كان يحتل مكانة مرموقة، وتم تصنيفه في خانة رجال الدين الموظفين لدى النظام والضاربين بسيفه.

وفي مدينة دوما والتي كانت البؤرة المركزية لانطلاق المظاهرات في ريف دمشق ألهبت خطبة إمام الجامع الكبير المتظاهرين، إذ تحدث عن القنوط وروح الله، مشيدا بتضامن الأهالي في العيد والامتناع عن الاحتفالات، وتحولت المظاهرة التي انطلقت من الجامع الكبير إلى اعتصام في ساحة كان أقرب إلى احتفال استمر لنحو ساعة قبل تفريقه من قبل قوات الأمن.

قوات الأمن السورية تنفذ حملة أمنية بحثا عن محامي عام حماه المستقيل.. ومقتل 4 ناشطين

دبابات و50 حافلة أمن اقتحمت بلدة قرب الحدود التركية سعيا وراء بكور.. وارتفاع حصيلة ضحايا الجمعة إلى 21 قتيلا

جريدة الشرق الاوسط

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

شنت قوات الأمن السورية حملة أمنية في بلدة قريبة من معرة النعمان بمحافظة إدلب، بحثا عن مدعي عام حماه عدنان بكور، الذي أعلن استقالته من منصبه، وانشقاقه في شريط مصور قبل أيام، احتجاجا على «جرائم» نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وخلال تلك الحملة لقي ثلاثة ناشطين حتفهم وقتل رابع في مدينة حمص. وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» أمس، بأن قوات الأمن شنت حملة تفتيش بحثا عن بكور واقتحمت قرية قرب بلدة معرة النعمان في محافظة إدلب الشمالية القريبة من الحدود التركية وهي الوجهة التي يعتقد أن محامي عام حماه قد لجأ إليها قبل أن يعلن استقالته.

وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن «عددا من الدبابات و50 باص أمن اقتحمت بلدة معرة حرمة (قرب معرة النعمان) الواقعة في ريف إدلب، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين بجروح»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف اتحاد التنسيقيات «كما قتل ناشط سياسي من مدينة حماه في قرية معرة حرمة بالطريقة نفسها التي استشهد بها الشهيدان السابقان، حيث قام الجيش وهو ينسحب من القرية بإطلاق نار على المدنيين وهم يتفرجون عليهم».

وأورد الاتحاد أسماء القتلى، وهم: إبراهيم حاصود، وأنس الإسماعيل، والناشط عبد الصمد سليمان عيسى.

من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «هذا الاقتحام تم بحثا عن مطلوبين متوارين عن الأنظار». وأضاف مؤكدا، نقلا عن ناشط من المنطقة، «إن هذه العملية تجرى بحثا عن المحامي العام لمدينة حماه عدنان بكور، الذي أعلن استقالته في شريط مصور قبل أيام». وكانت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) التي أوردت الاثنين نبأ اختطاف بكور على يد «مجموعة مسلحة» أثناء توجهه إلى عمله، نقلت عن محافظ حماه أنس الناعم أن «بكور أجبر من قبل خاطفيه على تقديم معلومات كاذبة لطالما سعت القنوات الفضائية لترويجها حول تصفية مواطنين في حماه، ضمن أهداف الحملة الإعلامية ضد سوريا».

كما نقلت عن مسؤول آخر أن هذه الاعترافات «انتزعت منه تحت تهديد وقوة السلاح»، معتبرا أنها «محض افتراءات فبركتها المجموعات الإرهابية المسلحة التي نفذت عملية الاختطاف».

إلى ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن شخصا قتل في حي دير بعلبة في حمص بعد أن أصيب أمس خلال عملية اقتحام الحي، وأضاف المرصد أن السلطات «وضعت اليوم (أمس) جثمان مواطن من بلدة القصير التابعة لمحافظة حمص (وسط) كان قيد الاعتقال منذ أكثر من شهر أمام باب منزل ذويه وكانت آثار التعذيب واضحة على جسده». ونقل المرصد عن ناشط من البلدة أن «ذوي الشاب كانوا قد رفضوا الخميس تسلم جثمانه، لأن الجهات المختصة طلبت منهم توقيع إقرار بأن الجماعات الإرهابية هي التي قتلته».

وأشار المرصد إلى أن «مواطنا من مدينة حماه (وسط) توفي في حي جورة الشياح الواقع في حمص متأثرا بجراح أصيب بها مساء أمس (الجمعة)».

إلى ذلك، ارتفعت حصيلة ضحايا جمعة «الموت ولا المذلة» إلى 21 شخصا، بعد أن استخدمت السلطات السورية العنف من جديد لقمع الاحتجاجات الداعية لرحيل النظام، على الرغم من تزايد الضغوط الدولية.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد المدنيين الذين سقطوا خلال الأربع والعشرين ساعة قبل الماضية بلغ 21 قتيلا «تسعة منهم في محافظة ريف دمشق، وتسعة في محافظة حمص، وثلاثة في محافظة دير الزور».

وأفاد ناشطون بأن مظاهرات خرجت الجمعة في مختلف المناطق السورية على الرغم من العنف الذي تواجه به السلطات المتظاهرين، الذين أطلقوا على تحركهم اسم «جمعة الموت ولا المذلة».

وقال الناشطون على صفحة «الثورة السورية»، في موقع التواصل الاجتماعي الـ(فيس بوك)، «في جمعة الموت ولا المذلة.. كلنا رايحين شهداء بالملايين»، مؤكدين أن مظاهراتهم «سلمية، سلمية».

وأسفرت عمليات القمع التي تمارسها السلطات السورية بحق المتظاهرين منذ اندلاعها في منتصف مارس (آذار) عن مقتل 2200 شخص، بحسب حصيلة للأمم المتحدة.

وفي إحصاء آخر للمرصد، بلغ عدد الأشخاص الذين قتلوا منذ انطلاق الثورة السورية في منتصف شهر مارس 2470 شخصا، بينهم 2002 مدنيا موثقين بقوائم اسمية، و468 من الجيش وقوى الأمن الداخلي.

ولفت المرصد إلى أن هذا الرقم لا يشمل الذين سقطوا في حماه من 3 ولغاية 10 أغسطس (آب) بسبب صعوبة التوثيق، كما لا يشمل مئات المفقودين في الفروع الأمنية.

وتتهم السلطات «جماعات إرهابية مسلحة» بقتل المتظاهرين ورجال الأمن والقيام بعمليات تخريبية وأعمال عنف أخرى، لتبرير إرسال الجيش إلى مختلف المدن السورية لقمع المظاهرات.

المتظاهرون يلاعبون الأمن والشبيحة بالحيل والمقالب.. والشبيحة يردون بالاعتقال والقتل أو بتصرفات بذيئة

يخدعونهم بإطلاقات نارية وهمية.. وفي دمشق عبر تكبيرات وأغاني القاشوش بالريموت كنترول

جريدة الشرق الاوسط

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

ربما في سوريا فقط يمكن للمتظاهرين العزل المغامرة بالانخراط في ألعاب خطرة مع قوات الأمن والشبيحة المدججين بالسلاح، فالفترة الطويلة لوجود الطرفين في الشارع ولدت علاقة من نوع خاص، إذ يتم التغلب على عدم تكافؤ القوة، بالحيل واختراع المقالب، أو استدراج رجال الأمن والشبيحة إلى التورط في لعبة (طميمة) أو (التخباية) التي يختفي فيها اللاعبون عن عيني أحدهم، والأخير عليه اكتشاف أماكنهم قبل محاولة احتلالهم مكانه.

ففي حمص بث ناشطون فيديو يظهر فيه رجال الأمن والشبيحة ومعهم رجال شرطة يقفون عند ناصية شارع فرعي في سوق الحشيش ويطلقون النار باتجاه مصدر أصوات لعدد من المتظاهرين، يختبئون في مكان ما غير ظاهر، وهم يخاطبونهم بكلام استفزازي مثل «يا جبان لولا باردوتك حقك فرنك» بمعنى لولا سلاحك لا قيمة لك، وأيضا تنغيم بعض الشتائم المقذعة لرموز النظام وترديدها مغناة وكأن قائلها في حالة استرخاء.

في المقابل، رد الشبيحة بداية بكلمات وإشارات جنسية نابية، قبل أن يقوموا بإطلاق الرصاص الحي باتجاه مصدر الصوت، ومع كل رصاصة يعلو صوت المتظاهر هازئا «آآآآي آآآآآآي انكبت الشاي» في منظر بالغ الدلالة والتحدي، إذ يعبر في خطوطه العريضة على انعدام الخوف من الموت، والاستخفاف بجنون السلاح. وهو «ما لا يفعله إلا صاحب قلب شجاع وإيمان عميق بقوة الإرادة الإنسانية»، بحسب أحد الناشطين الحماصنة، الذي يقول إن «أهل حمص خزان الثورة من التحدي والإصرار، فالسخرية والطرافة زادت منعة الثوار وأيضا ساهمت في تعرية النظام وجعله أضحوكة فاقدا للهيبة»، إنها جزء من حرب نفسية «لتقويض الروايات الأسطورية حول قوة الأجهزة الأمنية».

ويشير الناشط الحمصي إلى أن رجال الأمن «صاروا مثارا للسخرية» لاستنفارهم الدائم وحالة الذعر التي يعيشونها «تراهم يركضون بجنون لدى سماعهم أي صوت، فمثلا هناك شباب متظاهرون ولإشغال الأمن يقومون بتمرير آلة معدنية أو مفاتيح بسرعة وقوة على باب توتياء سحاب – متدرج – فيصدر صوت أشبه برش طلق ناري، بعدها يبدأ الأمن بالركض بحثا عمن أطلق النار وسط ضحكات المتظاهرين»، الأمر الذي يجعل رجال الأمن والشبيحة يفقدون صوابهم.

وهنا يروي الناشط الحمصي حادثة خارجة عن المألوف، عن قيام مجموعة بالعشرات من رجال الأمن والشبيحة وقوات حفظ النظام وبعد أن أدركهم العجز في ملاحقة متظاهرين وما بين كر وفر وتبادل للشتائم النابية، قام هؤلاء أي جماعة الأمن «بخلع سراويلهم وإخراج أعضائهم التناسلية وتهديد المتظاهرين باغتصابهم»، ويقول الناشط إنه «كان يصور عندما رأى ذلك المشهد الجنوني وسط الشارع أصيب بالذهول وتوقف عن التصوير»، ويؤكد الناشط قائلا «علينا الاعتراف أنه لا يمكننا التغلب عليهم في البذاءة والانحطاط».

يمكن فهم أن يجري هذا في حمص، مدينة الطرافة والنكات حتى في أصعب الأوقات وأشدها خطرا، وكأنما الحماصنة يتسلحون بالنكتة للدفاع عن بقائهم، مقابل آلة حربية تجوب شوارعهم ولا ترحم، ولكن الأمر تجاوز حمص ليصل إلى دمشق العاصمة، وأول ألعاب كانت بابتكار مجموعة من الشباب والصبايا طريقة جديدة للتظاهر تغيظ قوات الأمن والشبيحة، وهي الاتفاق على ارتداء قمصان بيضاء أو أي لون آخر والوجود بكثافة في حديقة عامة أو وسط السوق والتحرك بعشوائية وكأنهم لا يعرفون بعضهم بعضا.

والتجمع الذي لا يبدو طبيعيا من حيث الكثافة ليس اعتصاما وليس مظاهرة، وبالتالي لا يمكن للأمن أن يقوم بأي إجراء قمعي لتفريقهم. وقد نجحت هذه الخطة أول مرة أما المرة الثانية فتمت ملاحقة الشباب وجرى اعتقال عدد منهم، كما اعتقل أشخاص لا علاقة لهم وجدوا في المكان صدفة، بتهمة ارتداء قميص أبيض. وبحسب ناشطين فإن سبب تنبه الأمن والقيام بالاعتقال، مزاح إحدى المشاركات مع صديقتها وعلى مسمع من رجل الشرطة الذي يرتدي قميصا أبيض وقولها «يمكن عمو الشرطي جاي يتظاهر معنا».

الشباب صاحب الفكرة لم يهتموا بالاعتقال وحاولوا إعادة الكرة ولكن هذه المرة يفكرون بالتجمع وتبادل النكات والضحك بأصوات عالية فقط. بقصد خلق بلبلة وجلبة.. كتلك التي حصلت عندما دس ناشطون دارت صوت موقوتة على البسطات في سوق الحميدية المزدحمة بالمتسوقين والبسطات التي يقف عندها عناصر في الأمن ورجال من الشبيحة، وفي وقت الذروة تم تشغيل تلك الدارات بالريموت لتنطلق بصوت واحد مسجل من مظاهرات سابقة «تكبير.. الله أكبر» ما أعطى إيحاء بأن مظاهرة انطلقت في السوق، وريثما اكتشف أن الصوت هو دارات صوت حصلت فوضى وجلبة كبيرة وهرع رجال الأمن مع الهراوات وراحوا يقلبون البسطات رأسا على عقب.

الأمر تكرر في ساحة عرنوس في الصالحية وسط دمشق التجاري، حيث وضعت مكبرات صوت على أحد المباني المطلة على الساحة وتم تشغيلها بالريموت وقت الذروة في وقفة عيد الفطر، على أغنية إبراهيم القاشوش «بلبل الثورة السورية» المغني الحموي الذي جزت قوات النظام حنجرته ورمته في نهر العاصي، وعندما صدح صوت القاشوش في ساحة عرنوس التي تحولت منذ عدة أشهر إلى مربع أمني تتمركز فيه سيارتان لقوات الأمن وعدد كبير من رجال الشرطة والأمن والشبيحة، أصيب جميع من في الساحة بدهشة بالغة وهناك من كان يضحك على منظر عناصر الأمن وهم يركضون في كل الاتجاهات بحثا عن مصدر الصوت لإسكاته.

بعدها ظهرت صفحة على موقع «فيس بوك» باسم «الحرية لسبيكرات عرنوس» نصرة لمكبرات صدحت بصوت القاشوش وأقلقت راحة الأمن في عقر داره، والأطرف من ذلك استعار الناشطون من مكبرات الصوت وملحقاتها أسماء للتخفي في صفحات «فيس بوك»، مثل «بافل حر» ومفردات للغة ساخرة تنال من الأجهزة الأمنية المذعورة من مسجلات الصوت، فثمة ناشط في الصفحة نقل خبرا عن «اكتشاف مقبرة جماعية للسبيكرات».

رئيس الصليب الأحمر الدولي في دمشق للقاء الأسد

كلينبيرغر يبحث زيارة آلاف المحتجين المعتقلين في سجون النظام

جريدة الشرق الاوسط

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

وصل رئيس الصليب الأحمر الدولي، جاكوب كلينبيرغر، بعد ظهر أمس، إلى العاصمة السورية؛ حيث من المقرر أن يلتقي، بالخصوص، الرئيس السوري بشار الأسد، حسبما أفادت رئيسة بعثة الصليب الأحمر في دمشق، ماريان غاسر.

وذكرت غاسر لوكالة الصحافة الفرنسية: «لقد وصل رئيس الصليب الأحمر الدولي إلى دمشق؛ حيث من المقرر أن يلتقي، خلال زيارته التي ستستمر ليومين، الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء عادل سفر ووزير الخارجية وليد المعلم». وأشارت غاسر إلى أن «كلينبيرغر سيغادر دمشق بعد ظهر الاثنين».

وحول الطلب الذي قدمه كلينبيرغر بخصوص زيارة المعتقلين، قالت رئيسة البعثة للوكالة: «لقد تقدمنا بالمباحثات مع المسؤولين السوريين حول هذا الموضوع، ونحن واثقون من إمكانية البدء بزيارة معتقلي وزارة الداخلية». كان كلينبيرغر قد تقدم بطلب للسماح بزيارة آلاف المعتقلين الذين أوقفوا منذ بداية حركة الاحتجاجات أثناء زيارته إلى سوريا في 21 و22 يونيو (حزيران).

وأكدت غاسر أن «البعثة تمكنت من إجراء حوارات ناجحة مع السلطات السورية حول القضايا الإنسانية».

وأشارت إلى أن «البعثة قامت بعدة زيارات منذ شهرين إلى المناطق التي شهدت اضطرابات مثل حمص وحماه ودير الزور وإدلب واللاذقية لتقدير الاحتياجات لتقديم المساعدات الإنسانية».

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان: إن زيارة كلينبيرغر ستكون «فرصة لمناقشة بداية زيارات اللجنة إلى من اعتقلتهم وزارة الداخلية». وأضافت: «تزور اللجنة المعتقلين لتقييم ظروف احتجازهم والمعاملة التي يحصلون عليها»، حسبما أفادت به وكالة «رويترز». وقالت اللجنة: «ضمان وصول الرعاية الطبية للمصابين والجرحى سيكون من التحديات الإنسانية العاجلة التي سيتم التطرق إليها مع السلطات السورية».

وسعت اللجنة، لسنوات، إلى السماح لها بزيارة السجناء السوريين، لكنها سحبت طلباتها عندما بدأت الاحتجاجات على حكم الأسد في مارس (آذار) الماضي. وبالنسبة لزيارات السجون أصرت اللجنة على شروطها مثل السماح بدخول كل مراكز الاعتقال والحق في إجراء مقابلات مع المعتقلين على انفراد والقيام بزيارات متابعة.

ولا تتيح اللجنة الاطلاع على نتائجها السرية حول معاملة السجناء وظروف احتجازهم إلا لسلطات الاعتقال، وذلك مقابل السماح لها بمقابلة سجناء في جميع أنحاء العالم من غزة إلى غوانتانامو.

وقال نشطاء ونافي بيلاي، المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة: إن أكثر من 10 آلاف شخص اعتقلوا في سوريا ومعظمهم في إجراءات اعتقال جماعي، لكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ليست لديها تقديرات عن عدد المعتقلين. وأصدر محققون تابعون للأمم المتحدة تقريرا الشهر الماضي وثقوا فيه عمليات قتل واختفاء وتعذيب قالوا إنها قد تصل إلى حد جرائم ضد الإنسانية.

ناشط سوري لـ «الشرق الأوسط»: سقوط النظام قضية أشهر.. ونعول على الخريف الطلابي

صافي قال إن المجلس الوطني سيجتمع خلال 10 أيام لتحديد برنامج عمله ولإنشاء اللجان والمكاتب

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

كشف رئيس مجلس الكونغرس السوري – الأميركي وأستاذ العلوم السياسية والإدارية، لؤي صافي، عن أن «المجلس الوطني السوري سيجتمع خلال عشرة أيام للإعلان عن أسماء أعضائه، وتحديد برنامج عمله وإنشاء اللجان والمكاتب المولجة تنظيم عمل المعارضة»، مؤكدا أن «المشاورات والاتصالات مع مختلف القوى السياسية السورية مستمرة ليكون المجلس ممثلا حقيقيا للشارع السوري».

وإذ شدد صافي على أن «المجلس الوطني يتمتع بدعم إقليمي ودولي واسع»، قال لـ«الشرق الأوسط»: «الكثير من القوى الإقليمية والدولية أبلغتنا بدعمها للمجلس حتى قبل الإعلان رسميا عن إنشائه، ونحن على تواصل معها، وهي مستعدة لمساعدتنا ودعمنا بعد اقتناعها أن نظام الأسد مستمر بسفك الدماء وبالمسار الأمني لحل الأزمة».

واعتبر صافي، أن «التحركات الواسعة التي شهدتها المدن السورية يوم الجمعة الماضي أكبر دليل على أن الشارع السوري بات مقتنعا بأن الأسد لا يسعى لحل الأزمة سياسيا، وهو متمسك بالحل الأمني، وبالتالي لا بديل عن خيار إسقاط النظام». وأضاف: «نجاح التحرك بالأمس نتيجة تحسن التواصل بين الثوار ونتيجة تنسيق أفضل في ما بينهم، وهو ما سيؤمنه المجلس الوطني وما سينعكس مباشرة على تطور الثورة وبسرعة باتجاه إسقاط النظام».

وعما يحكى عن أن المجلس الوطني يشكل اليوم البديل الذي تحتاجه المعارضة عن نظام الأسد، قال صافي: «المجلس الوطني بمساعدة مؤسسات المجتمع المدني سيؤمن خلال المرحلة الوطنية إنشاء حكومة انتقالية تقود البلاد، وهو لن يحل مكانها»، لافتا إلى أن «الهدف الأساسي من إنشاء هذا المجلس هو لم شمل المعارضة وزيادة الضغط الخارجي على النظام الذي يستفيد من تشتت الثوار وقرارهم».

وفي حين توقع صافي أن تشهد الأيام القليلة المقبلة «عددا أكبر من الانشقاقات سواء عسكرية أو أمنية أو قضائية»، أكد تمسك المجلس الوطني «بسلمية الثورة سبيلا لنجاحها». وقال: «كل الأصوات التي خرجت مؤخرا تدعو لتسليح الثورة أصوات محدودة لأن معظم قوى المعارضة في الداخل والخارج ترفض الحل المسلح كما أن ما أشيع عن سعي لإنشاء منطقة معزولة على الحدود التركية تضم عناصر الجيش المنشقة فكرة مرفوضة من قبلنا كمعارضة كما من الجانب التركي».

ورأى صافي، أنه «لمن الصعب حاليا تحديد موعد تحقيق الثورة هدفها الأساسي بإسقاط النظام، لكنه أكد أنها قضية أشهر». وقال: «نعول على الخريف الطلابي المقبل، وخاصة في حلب ودمشق، ونحن على يقين أن الشباب الجامعي في هذه المدن سيقود الحراك الشعبي بصورة أوسع فهو مصدر الطاقة والقوة وعماد الحراك الشعبي». وتابع قائلا: «كما أن الأموال التي يستخدمها النظام للإنفاق على آلة القمع بدأت تنقص، وهي ستنفد قريبا خاصة مع تيقن الشعب السوري أن روايات النظام عن عصابات تواجه رجال الأمن والجيش روايات مختلقة، وأن العصابات الموجودة في الشوارع هي عصابات يمولها نظام الأسد».

وعن مطالبة بعض المعارضة بحماية دولية قال صافي: «نحن نؤيد وندعو لإرسال مراقبين دوليين إلى الداخل السوري للاطلاع على الوضع الميداني، كما نطالب النظام بالسماح لمنظمات حقوق الإنسان وللصحافيين الدخول إلى الأراضي سوريا للاطلاع عن كثب عما يجري، أما ما يحكى عن حماية عسكرية فهو أمر مرفوض جملة وتفصيلا من قبلنا كمعارضة».

داخل منزل آمن في حمص: ناشط سوري.. سننتصر مثل تونس ومصر

شباب يحركون الانتفاضة بالكومبيوترات المحمولة والهواتف الجوالة ومكبرات الصوت.. وحقائب مسامير

جريدة الشرق الاوسط

حمص: أنتوني شديد*

تجاوزت الساعة الحادية عشرة صباحا، واستيقظ عبد الله أخيرا من نومه. كان عبد الله قد قضى الليلة الماضية مع أصدقائه في مناوشات مع الشرطة السرية السورية المعروفة باسم «المخابرات» التي تقوم منذ خمسة أشهر بقمع المعارضة داخل مدينة حمص. لم ينم عبد الله سوى ساعات قليلة، ومع ذلك رفع غطاء سريره وأخذ يكتب تفاصيل أعمالهم البطولية على جهاز كومبيوتر محمول معه. كانت المناوشات عنيفة واستمرت لعدة ساعات، حتى بعد أن رفع المؤذن أذان صلاة الفجر. صاح المحتجون: «لن نركع إلا الله». وردت المخابرات بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص. ووصف عبد الله هذه المصادمات بأنها كانت «ساخنة».

وكما هو الحال داخل المنازل الآمنة، كان على الحائط شاشة تلفزيون كبيرة وإلى جانبها إطارات تحتوي على آيات قرآنية مكتوبة باللون الذهبي. وكان هناك غطاء سرير لكل واحد من الرجال الأربعة، الذين كانوا جميعا في العقد الثالث. ونام الرجال تحيط بهم أجهزة الهاتف الذكية وأجهزة كومبيوتر محمولة وهواتف تعمل عبر الأقمار الصناعية ومكبرات صوت.

يعيش عبد الله، وهو مهندس كومبيوتر متدين يبلغ من العمر 26 عاما، مطاردا من الجهات الأمنية. وكان قد شارك في أولى التحركات الاحتجاجية في حمص في شهر مارس (آذار)، ومنذ ذلك الحين ظهر ضمن قرابة 12 قياديا في صفوف المقاومة الشبابية. وقد جعلته قدراته على استخدام التقنية بمهارة هدفا للشرطة، ولذا كان هذا خامس مكان ينام فيه خلال أقل من أسبوع. ولم يذهب عبد الله إلى منزل عائلته منذ شهرين. جلست إلى جواره على طرف فراش سريره، وأخذت أشاهده بينما كان يتبادل رسائله مع نشطاء آخرين على «سكاي بي»، وبعد ذلك قام بتحديث صفحة على موقع «فيس بوك» تعتبر كصحيفة سرية ثم وضع علامات على خريطة تابعة «غوغل إيرث» لمدينة حمص عليها أماكن تشهد آخر الاضطرابات. وقال عبد الله: «لو لم يكن هناك إنترنت، لما كانت هناك حياة».

وبدأ الرجال الشباب الآخرون في الغرفة يتحركون. وأحضر صديق لعبد الله يدعى إياد شايا ومطافئ سجائر (لن تذكر الأسماء الأخيرة للنشطاء لحمايتهم). وسرعان ما بدأوا الحديث بنوع من الإثارة لا يعكس خطرا اعتادوه. وتحدثوا عن أنهم نشروا مسامير في الشوارع لتخرب إطارات مركبات تستخدمها القوات الأمنية. وذكر أنه بعدما كثر عدد عناصر القوات الأمنية حول أحد زملائهم، صاحوا فيه: «هناك 20 فردا حولك، فجر نفسك!»، وقال عبد الله: «لاذوا بالفرار» ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة بينما كان يتذكر القوات الأمنية وهي تتراجع خوفا.

بدأت الانتفاضة السورية في منتصف مارس في مدينة درعا بعد إلقاء القبض على 15 شخصا لكتابتهم أشياء مناوئة للحكومة على جدران حائط إحدى المدارس. وقيل إن هؤلاء الفتية تعرضوا للضرب، وانتزعت أظافر بعضهم، وهُددت أمهاتهم بالاغتصاب. وسرعان ما انتشرت الانتفاضة من درعا إلى مختلف أنحاء البلاد وأصبحت الأكثر عنفا بين الانتفاضات العربية، ولم تتجاوزها في العنف غير الثورة الليبية. وقتل أكثر من 2200 سوري، كما ألقي القبض على الآلاف في معرض إجراءات قمعية من جانب الحكومة. وأصبحت المظاهرات بعد صلاة الجمعة من طقوس أيام الجمعة، وردا على هذه المظاهرات قامت القوات الأمنية والعسكرية بالهجوم على الكثير من المدن الكبرى في سوريا – مثل اللاذقية وحمص وحماه ودير الزور، وبالطبع، درعا – وقد كانت أعمال العنف قوية لدرجة أن الولايات المتحدة وأوروبا طالبتا الرئيس بشار الأسد بإنهاء فترة حكمه التي استمرت لـ11 عاما.

وكشف إياد، وهو والد صغير السن أطلق على ابنته الصغيرة اسم درعا، عن ركبته اليمنى وعليها ضمادات بعد أن أصابتها رصاصة. وعرض عبد الله صورة على جهاز الكومبيوتر لأحد أوائل الشهداء في حمص يدعى أمجد زنته (19 عاما) الذي قتل خلال محاولات الحكومة قمع الاحتجاجات الأولية في المدينة. كنت أغطي الانتفاضة منذ بدايتها، ولكن السؤال الذي ما زال يحيرني كيف أن الشباب السوري ظل في مواجهة أعمال العنف الشديدة هذه؟ وكيف يمكن لأجهزة كومبيوتر محمولة وتليفونات جوالة وحقائب من المسامير الصمود أمام إحدى الدول البوليسية الأكثر إثارة للرعب في العالم العربي؟ وكيف يمكن لمجموعة من اليساريين والليبراليين والمحافظين والقوميين والإسلاميين والكادحين والمظلومين التوحد في سعيهم للإطاحة بهم؟

وقال عبد الله: «لقد انتصرت تونس وانتصرت مصر، وسننتصر أيضا. لا رجعة عما نحن فيه».

لقد تولى حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي، سدة الحكم عام 1970، وأنهى حقبة متقلبة في التاريخ السوري شهدت عشرات من محاولات الانقلاب على مدار أكثر من 20 عاما. وقام بتحديث البنية التحية، وساعدت على تعليم الفقراء والمجتمعات الريفية التي مثلت قاعدته. وكان أسلافه قد بدأوا إصلاحات زراعية غيرت الريف، ولا تزال الأغلبية السنية في أماكن مثل حماه وحمص تعبر عن تذمرها بسبب فقدان امتيازات كبيرة. وتمكن حافظ من أن يكون شخصية لها نفوذ واسع وخلق حالة من الخوف الكبير بين الطوائف المتنوعة في سوريا. وسيطرت الطائفة العلوية التي ينتمي إليها على مقاليد الحكم. وقد كان بشار خيار والده الثاني لخلافته (مات باسل في حادث سيارة عام 1994)، ولكنه سار على نفس خطى والده. وخلال فترة حكمها الطويل، روجت عائلة الأسد لهوية أوسع للدولة – قومية عربية تضم العلويين والسنة والمسيحيين ومجموعة من الطوائف الأخرى مثل الدروز والإسماعيلية. ولكن في الواقع تمكنت عائلة الأسد من جعل هذه الطوائف تتناحر مع بعضها.

ويظهر الخوف من القادم – ما سيحدث بعد انهيار الحكومة – داخل سوريا أكثر من أي مكان آخر في العالم العربي، ويتشبث مسؤولون سوريون بنوع من الشرعية السلبية: إما نحن أو الفوضى. ولا يعرف أحد على وجه التحديد ما الذي قد يظهر بعد رحيل عائلة الأسد.

ومنذ بدء الانتفاضة، لم تسمح الحكومة سوى لعدد قليل للغاية من الصحافيين بالدخول إلى البلاد. وفي 16 يوليو (تموز)، أي قبل أيام من الصباح الذي قضيته في المنزل الآمن بحمص، سافرت مع مصور يدعى مواسيس سامان إلى بلدة وادي خالد اللبنانية، التي تقع على الحدود ويوجد فيها مسلحون إسلاميون ومهربون ومحتجون سوريون. واستغرقت الرحلة أياما في تنظيمها، حيث كان أشخاص يتصلون بآخرين، ولا يعطي أحدهم اسمه الحقيقي. ولأننا لا نحوز تأشيرات، كان عليهم أن ينقلونا عبر حدود يسهل النفاذ عبرها.

وقابلنا إياد لأول مرة في وادي خالد، وكان يصحبه صديق يُدعى أحمد، ينتمي إلى عائلة مهربين. وذكروا بالتفصيل الطريق الذي سنسير فيه لتجنب نقاط التفتيش والجنود. وركبنا دراجات نارية «سوزوكي» عبر الجبال، وبعد ذلك سرنا بطول سهل واسع يرتاده مهربون آخرون يحملون سجائر ووقودا مهربا وأي شيء آخر يمكن أن يحقق أرباحا اعتمادا على التفاوت بين الدعم السوري والضرائب اللبنانية. وقمنا أكثر من مرة بالتخلص من بعض أمتعتنا: أولا أجهزة الكومبيوتر ومعدات (حيث بدت مثيرة للشكوك بدرجة كبيرة) وبعد ذلك الحقائب الخلفية (لأنها تجعلنا نبدو كأجانب عن المكان) وبعد ذلك تركنا بعض ملابسنا. وفي المنزل الآمن الأول عبر الحدود، وهو عبارة عن منزل من طابق واحد كان يعيش فيه أحمد – تركت مع ثلاثة أجهزة «نوتبوك» وقلم. وكان الجميع يشعر بالتوتر، ولكن بينما كنا جالسين على الأرض نتبادل القهوة والشاي ومشروبات غازية، تحدثنا معا مما جعلنا نشعر بشيء من الراحة. وكانت هذه المرة الأولى التي أتحدث فيها إلى أحد المحتجين الشباب شخصيا منذ أن بدأت تغطيتي للانتفاضة. فبسبب قلة التأشيرات، يقوم معظم الصحافيين بتغطية أخبار سوريا من خلال مكالمات تليفونية مقتضبة.

يقول إياد إن حياته قبل الثورة كانت مملة إلى درجة تثير الضيق، فقد حصل على شهادة في إدارة الأعمال والاقتصاد، لكن كانت فرص العمل نادرة. وكانت دوافع الثورة أكثر غموضا، حيث ضاق ذرعا بالإهانة ودعاية ماكينة الدولة الإعلامية والنفاق وأخيرا استطاع القيام بشيء ما حيال ذلك. ويقول إياد: «نحن لا نتوقع أن نعيش حياتنا حتى يسقط النظام. لقد بدأنا نعيش بالفعل فقط منذ اليوم الأول للمظاهرات».

التقينا في المنزل الآمن المجاور بعم إياد وقد أوصلنا هو وإياد إلى حمص، ثالث أكبر مدينة في سوريا. وكان هناك رجل آخر هناك ليوصلنا إلى حماه المدينة المجروحة التي جذبت مئات الآلاف في شوارعها خلال الصيف الحالي في أكبر احتجاجات شهدتها البلاد. وصلنا إلى حماه عند الغسق ومررنا أمام دبابات متمركزة في نقاط تفتيش لم يبد أنها توقف أي أحد، فقد انسحبت قوات الأمن والجيش من المدينة بعد يوم دام في يونيو (حزيران) الماضي عندما قتل 73 شخصا على الأقل، لكن لا يتوقع أحد أن يظلوا بعيدا لفترة طويلة. ولمنع عودتهم، كان على المتظاهرين إقامة حواجز في مختلف أنحاء المدينة. كانت أكثر تلك الحواجز بدائية، حيث تتكون من أكوام من أعمدة الإنارة وعتبات النوافذ والقضبان الحديدية وأحجار من أرصفة وجدران. لكن كان بعضها أكثر تطورا، حيث أقيم من حاويات قمامة مشعوطة وأجولة وقوالب بناء إسمنتية وجرافات وحافلات متفحمة.

قبل العاشرة مساء بقليل شاهدنا مجموعة من المتظاهرين يتجمعون ويتجهون نحو مبنى المحافظة. اقترب مني شاب اسمه عبادة يبلغ من العمر 23 عاما وقال لي وكأننا نعرف بعضنا منذ زمن: «أنا ناشط». وسرعان ما انضم إلينا ناشطان آخران وبحلول الحادية عشرة مساء كنا نجوب شوارع المدينة في سيارة عبادة، بينما ترن الهواتف الجوالة للشباب كل دقيقة. ومع كل مكالمة كانت تصلنا شائعة جديدة من مكان ما في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 800 ألف نسمة. من تلك الشائعات وصول أربع حافلات تقل قوات أمن ومجموعات شبه عسكرية إلى مشارف المدينة أو مهاجمة جنود للحواجز الأمنية أو القبض على المزيد من المواطنين. وفي غضون بضع دقائق كنا في منزل الرجل الذي أطلق سراحه بعد 15 يوما في الحبس. وقال إنه كان يستجوب يوميا وعادة ما توجه إليه الأسئلة نفسها مثل من الذي ينظم المظاهرات؟ أو من رجال الأعمال الذين يمولونها؟ ومن الذي يهرب المقاطع المصورة والصور الملتقطة للمظاهرات؟ ومن الرجال الذين رحبوا بالسفير الأميركي روبرت فورد؟ ومتى كانت زيارته المفاجئة في المدينة في يوليو الماضي؟ وعند مغادرتي للمنزل سألته إن كان سيشارك مرة أخرى في المظاهرات، فرسم بيديه علامة النصر وقال «إما النصر أو الشهادة». ظلت عائلة الأسد تعالج أي معارضة بالكي لما يزيد على 40 عاما من الاستبداد وتفرض الصمت وقضى رموز المعارضة سنوات في أماكن مثل سجن تدمر الذي يوجد تحت الأرض. لكن بعد انسحاب قوات الأمن في يونيو الماضي بدأ سكان حماه يعبرون عن أنفسهم. وتواصلت النخبة المثقفة من أطباء ومهندسين ومحامين مع مصطفى عبد الرحمن، وهو موظف يبلغ من العمر 60 عاما وشيخ جامع بارز. تفاوض الشيخ مصطفى بدوره مع المحافظ الذي يمثل الأسد. وكان هذا تطورا مهما، فربما كانت تلك المرة الأولى منذ عقود التي يقام فيها حوار يتعلق بممارسة السلطة. لكن لم يتحدث أحد مع الشباب، ولم يكن أي من هذا يعني عبادة وأصدقاءه، فهم لا يثقون في الكبار. يقول عبادة: «إن الشباب هم من يسيطرون على حماه الآن. لقد نحينا خلافاتنا جانبا إلى أن نتخلص من النظام».

لقد فرضوا حظر تجول يبدأ من العاشرة مساء، وتوصلوا إلى طرق لتوصيل الخبز إلى نقاط التفتيش التي يديرونها بأنفسهم من خلال نوبات عمل صباحية وليلية. وأرسل عبادة صورا إلى قناة «الجزيرة» ونشر أصدقاؤه مقاطع مصورة على موقع «يوتيوب» أصبح يُنظر إليها باعتبارها تحتوي على إثارة بحسب المعايير السورية. من أشهر العبارات التي تضمنتها هي «ارحل يا بشار». لقد بدأوا ينظفون الشوارع، حيث قال عبادة: «كان علينا ذلك، فقد كانت الرائحة كريهة».

عدت أنا ومواسيس إلى حمص في اليوم التالي ووصلنا إلى منزل والد إياد حيث كان عبد الله وأصدقاؤه ينامون بعد ليلة «عصيبة». وجلسنا لساعات نتحدث. ويمثل عبد الله ما يصر النظام على محاربته. إنه سلفي رغم تنصله من هذا التوصيف، فتعريفه للسلفيين هو من يحملون السلاح ويدرك أن اللحظة التي يطلق فيها هو أو أصدقاؤه رصاصة في حمص أو أي مكان آخر، سيكون للنظام مبرر لسحقهم بمزيد من القوة والعنف. لكن ولاءه لدولة تقوم على أساس الإسلام أمر مؤكد. بقدر ما يتحدث النشطاء هنا عن التوحد في مواجهة ظلم النظام، بقدر ما ينتابني نفس الشعور الذي انتابني في العراق خلال الأشهر الأولى من الغزو الأميركي عام 2003. كلما تجاهل الناس اختلافاتهم، باتت أوضح. بالنسبة إلى إياد عبد الله والآخرين كان هناك غضب من حزب الله بسبب دعمه للنظام السوري. توجه هذا الغضب نحو الشيعة، وكانوا يدركون أهمية عدم اللجوء إلى العنف، حتى مع اعتراف عبد الله باحتمال اندلاع اشتباكات طائفية في الريف بعد سقوط الأسد. إنهم يشعرون باضطراب وتوتر وحاولوا طمأنتي. وقال إياد ونحن في طريقنا إلى الحدود: «تدرك كل الثورات أن ليس من مصلحتها إثارة المشاكل مع الأقليات. ثقة الأقليات بنا كأغلبية هامة من أجل إسقاط النظام. علينا التأكد من أن الأقليات يشعرون بالأمان».

لقد سألتهم كيف سيفعلون ذلك؟ فقاطعني عبد الله بطريقة مهذبة، وقال إن كل هذا الحديث يشتت الأذهان عن المهمة الراهنة وهي إسقاط النظام. وقال عبد الله: «لا يعرف الناس إلا أنهم يريدون الحرية. إنهم يريدون التخلص من هذا الحاكم ووضع حد للفساد والرشى والقمع والعيش تحت قبضة رجال الأمن. فلنتخلص من هذا الحاكم، ومن ثم نبني المؤسسات والأحزاب والوعي ونحدد ما نريده بالضبط. لا يمكننا الحديث عن المستقبل ونحن تحت هذا الوابل من الرصاص». وعند مغادرتنا ركبنا الدراجات النارية وتوجهنا نحو الحدود، تحول مرح إياد إلى جدية وتلمست الخوف واليأس في صوته ولأول مرة منذ أن التقيت به، حيث قال لي: «لا مجال للعودة. علينا التخلص منه ومنهم جميعا. إذا لم نفعل، سينتقمون منا بكل ما أوتوا من قوة».

* خدمة «نيويورك تايمز»

قيادي في حزب يكيتي الكردي السوري: المطالبة بالفيدرالية والانفصال.. إشاعات مصدرها النظام

عبد الباسط حمو لـ «الشرق الأوسط»: المجلس الانتقالي سيعقد اجتماعا في القاهرة

جريدة الشرق الاوسط

جدة: محمد القشيري

نفى عبد الباسط حمو، العضو الاستشاري في المجلس الانتقالي في سوريا، والمسؤول في حزب يكيتي الكردي المعارض، مطالبة الأكراد بحكم فيدرالي وانفصالي في سوريا على غرار الحكم في العراق. واعتبر ذلك نوعا من الترويج للإشاعات الكثيرة من قبل النظام السوري، بهدف تلبيس الخوف في الشعب السوري، وخاصة من قبل الأقليات من أكراد والمسيحيين الأشوريين والأرمن.

وقال عبد الباسط وهو أول معارض سوري طالب بإسقاط نظام بشار الأسد منذ تولية الحكم، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «الموقف الكردي واضح ومعروف من قبل المعارضة السورية، والتي ناقشناها في الاجتماعات الأخيرة في عدد من العواصم العالمية، والمتمثلة في أن نكون ضمن الإطار السوري الواحد في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية، وأن تكون لنا هويتنا، وأن يتغير الدستور الحالي المبني على العنصرية، وخاصة بما يتعلق بالفقرة التي تعلن أن كل من يعيش في الأراضي العربية هو عربي، لإلغاء هوية جميع الأقليات المتعايشة في سوريا».

وأضاف أن «الأكراد مع الثورة، ومشاركتنا في الثورة منذ الأسبوع الأول منذ اندلاعها هو بمثابة التأييد الكامل لمطالب الشباب السوري المتظاهرين في جميع المدن السورية، واعتبرنا كمعارضين هذه الثورة هي المنقذ لجميع مشكلات الشعب السوري، ونحمد الله أن أطفال درعا هم السباقون في قيام الثورة، فلو كان الأكراد هم السباقون لاتهم الأكراد بأنهم ضحية مؤامرات كما حدث في مظاهرات عام 2004 عندما نهض أفراد الشعب الكردي، وهدموا بعض المجسمات لحافظ الأسد وقتل واعتقل الآلاف من الأكراد في حينها».

وزاد حمو: «الحل واضح وجميع المعارضين السوريين من عرب وأكراد وبقية الأقليات الأخرى يرون المطلب الوحيد لجميع مشكلاتنا هي الديمقراطية، وأن يشترك ممثلون لجميع الأقليات بنسب متساوية، تحفظ حقوق وواجبات جميع أطياف الشعب، وكل ما يروج له نظام بشار الأسد من فتنة وانفصال وحكم مستقل هو وسيلة لبقاء نظامه وجرائمه ضد أفراد الشعب».

وحول عدم مشاركة بعض الأحزاب السياسية الكردية في المجلس الانتقالي والثورة قال حمو «عدم المشاركة لا يعني أن مواقفه مختلفة من الأحزاب الفاعلة، جميع الأكراد، والعرب يشتركون في المواقف، ولكن الخوف من النظام هو يجعل البعض يتردد في الإعلان والمشاركة، وهذا أمر ندركه ونتفهمه».

واعتبر المسؤول في حزب يكيتي، أحد أكبر الأحزاب الكردية المعارضة للنظام السوري، انضمام الأرمن ومشاركة المسيحيين الأشوريين وأخيرا الدروز بمثابة الإعلان الرسمي للنظام للثورة، وانتهاء مرحلة النظام الحالي.

وعن رأي الأكراد في المجلس الانتقالي المشكل حديثا أبدى حمو تأييده لهذه الخطوة، وأن «هذا المجلس يجب أن يؤيد من جميع أفراد الشعب السوري في المرحلة الحالية، وأن يحظى بالتأييد، ولكن هناك بعض الإشكاليات يجب أن تأخذ في عين الاعتبار في المرحلة المقبلة، من حيث التوسع في المشاركة، من قبل جميع الأقليات السورية، وأن يكونوا مشاركين في صنع القرار».

وأشار عبد الباسط حمو، العضو الاستشاري في المجلس الانتقالي السوري، إلى أن هناك اجتماعا سيعقد في القاهرة لبحث التطورات في الوضع السوري.

وثمن عبد الباسط دور السعودية في دعم الشعب السوري، ممثلة في كلمة خادم الحرمين الشريفين، واصفا ذلك بتخليص لجميع قادة الدول العربية، ويمنح ثقلا ودعما للثورة السورية.

قتلى واقتحامات واعتقالات في سوريا

قتلت قوات الأمن السورية 12 شخصا السبت بينهم ناشط سياسي، في وقت استمرت فيه المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام واقتحامات الجيش والشبيحة لبلدات ومدن إضافة إلى شن حملات دهم واعتقالات، في غضون ذلك يلتقي رئيس الصليب الأحمر الدولي الرئيس السوري بشار الأسد وكبار المسؤولين في دمشق.

وقال اتحاد تنسيقيات الثورة إن 11 متظاهراً قتلوا برصاص الأمن والشبيحة، أربعة في إدلب بينهم امرأة، وسبعة في حمص والقصير وريف دمشق متأثرين بجروحهم.

كما قتل عبد الصمد عيسى -وهو ناشط سياسي من حماة- بعدما أحرق “شبيحة” المكان الذي كان يختبئ فيه.

وسُجل إطلاق نار كثيف في حي بابا عمرو في حمص، بينما تعرضت منطقة الخالدية فيها لقصف بالرشاشات ليلا.

في غضون ذلك قال الناشط السياسي عبد الغني غنام إن طائرات حربية تحلق في أجواء مدينة الرستن بحمص، وكانت التنسيقيات أكدت اختراق مقاتلات سورية السبت جدار الصوت فوق حمص واللاذقية.

وأفاد ناشطون بأن قوات الأمن السورية والشبيحة اقتحمت بلدة ابطع في محافظة درعا وشنت حملة دهم واعتقالات في ابطع ودرعا البلد.

من جهته أكد الناشط السياسي علاء اليوسف اكتشاف مقبرة جماعية فيها سبع جثث في محافظة إدلب.

التحدي مستمر

ورغم استمرار عمليات القتل والقمع لم يهدأ الشارع السوري الذي وصل نهار المظاهرات بليله للمطالبة برحيل النظام حيث خرجت مظاهرات مسائية في كل من كفر سوسة في دمشق وحرستا والكسوة والزبداني في ريف دمشق، وكذلك في دير بعلبة وبابا عمرو في مدينة حمص، وفي البوكمال قرب الحدود العراقية.

في سياق متصل بث ناشطون معارضون على الإنترنت تسجيلا لجنود سوريين يقومون بإهانة معتقلين احتجزوا داخل صف دراسي في مدرسة باللاذقية.

كما أعلن ضابط في الفرقة السورية التاسعة مع خمسة من جنوده على الأقل انشقاقهم عن الجيش السوري احتجاجا على طريقة تعامل قوات الجيش والأمن والشبيحة مع المتظاهرين، في تسجيل بث على الإنترنت.

ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن العمليات الجارية في ريف إدلب -والتي دفعت آلاف السكان إلى النزوح- تستهدف مطلوبين من الناشطين، كما أنها تستهدف المدعي العام لحماة عدنان البكور الذي يرجح أنه يحاول دخول تركيا.

وكان البكور أعلن قبل أيام استقالته من منصبه احتجاجا على عمليات قتل جماعي في حماة، تشمل تصفية 72 سجينا.

وفي سياق العمليات الأمنية المستمرة بلا هوادة، اعتقلت القوات السورية السبت أيمن حمادة نائب رئيس اتحاد الصيادلة العرب.

وتقول الأمم المتحدة إن أعمال العنف في سوريا خلفت 2200 قتيل على الأقل أغلبهم من المدنيين منذ منتصف مارس/آذار. ويقول ناشطون إنه تم اعتقال أكثر من عشرة آلاف شخص.

استهداف الرموز

من جهة أخرى أدانت مجموعة من علماء الدين في مدينة حلب بشدة ظاهرة الاعتداء من قبل الأمن والشبيحة في سوريا على الحرمات والمقدسات والرموز الدينية.

وشدد العلماء على إدانة شتم الذات الإلهية، وإرغام الآخرين على التلفظ بالكفر، واستهداف رموز إسلامية كبيرة من أمثال الشيخ أسامة الرفاعي.

وطالبوا بمحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات، وتوجهوا بالنداء إلى كل شخص يقوم بمثلها بضرورة التوقف عنها، باعتبارها من الكبائر المحرمة، ولا يجوز التذرع بالوطنية لارتكابها، محذرين مما ستجر إليه هذه الاعتداءات من تطرف وردود فعل.

وفي زيارة هي الثانية منذ انطلاق الثورة السورية، يلتقي رئيس الصليب الأحمر الدولي جاكوب كيلينبرغر -الذي وصل السبت إلى العاصمة السورية- الرئيس السوري وعددا من المسؤولين.

وذكرت رئيسة بعثة الصليب الأحمر في دمشق ماريان غاسر أن كيلينبرغر يلتقي خلال زيارته التي تستمر يومين الرئيس السوري ورئيس الوزراء عادل سفر ووزير الخارجية وليد المعلم.

وبشأن الطلب الذي قدمه كيلينبرغر بخصوص زيارة المعتقلين، قالت رئيسة البعثة للوكالة “لقد تقدمنا بالمباحثات مع المسؤولين السوريين حول هذا الموضوع ونحن واثقون من إمكانية البدء بزيارة معتقلي وزارة الداخلية”.

وكان كيلينبرغر تقدم بطلب للسماح بزيارة آلاف المعتقلين الذين أوقفوا منذ بداية حركة الاحتجاجات أثناء زيارته سوريا في 21 و22 يونيو/حزيران.

وأشارت غاسر إلى أن البعثة قامت بعدة زيارات منذ شهرين إلى المناطق التي شهدت اضطرابات مثل حمص وحماة ودير الزور وإدلب واللاذقية لتقدير الاحتياجات لتقديم المساعدات الإنسانية.

مقتل 12 سوريا واقتحام بلدة بدرعا

أفاد ناشطون أن قوات الأمن السورية والشبيحة اقتحموا بلدة أبطع في محافظة درعا الليلة الماضية وشنوا حملة مداهمات واعتقالات، في حين قال اتحاد تنسيقيات الثورة في سوريا إن 12 شخصا قتلوا برصاص الأمن والشبيحة أمس السبت.

وخرجت مظاهرات ليلية في كل من كفر سوسة في دمشق وحرستا والكسوة والزبداني في ريف دمشق، وكذلك في دير بعلبة وبابا عمرو في مدينة حمص.

وأكد ناشطون ومنظمات حقوقية سورية أن قوات الأمن ومليشيات تابعة لنظام الرئيس بشار الأسد قتلت السبت 11 مدنيا في اقتحامات ومطاردات جديدة شملت عدة محافظات، حيث خرج المتظاهرون مجددا بالآلاف هاتفين بإسقاط النظام.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ولجان التنسيق المحلية، إن بعض الضحايا توفوا متأثرين بجراح أصيبوا بها مساء الجمعة وصباح السبت في عدد من المحافظات بينها حمص (وسط) وإدلب (شمال) وريف دمشق.

وكان 23 سوريا قتلوا أمس برصاص قوات الأمن والشبيحة وفقا لاتحاد تنسيقيات الثورة السورية ومنظمات حقوقية محلية، في ما أطلق عليه “جمعة الموت ولا المذلة”.

قتل مستمر

وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن أربعة قتلوا وجرح عشرة عندما فتحت قوات الأمن النار على متظاهرين في حي بابا عمرو بمدينة حمص. وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته عن مقتل اثنين أثناء اقتحام قوات الأمن والشبيحة حييْ جورة الشياح ودير بعلبة بحمص أيضا.

وأضاف المرصد أن أربعة توفوا في محافظتي حمص وريف دمشق، متأثرين بجراح أصيبوا بها مساء أمس، مشيرا إلى أن شخصا آخر توفي تحت التعذيب، وألقى الأمن بجثته أمام منزل ذويه في بلدة القصير بحمص، وهو ما دفع بالمئات إلى التظاهر.

وأضاف المرصد السوري أن ثلاثة مدنيين قتلوا في عمليات اقتحام لبلدتيْ جيش، ومعرة حرمة بمحافظة إدلب. وقال شاهد عيان للجزيرة في وقت سابق السبت إن القوات السورية تطارد ناشطين في بساتين بريف إدلب القريبة من الحدود مع تركيا.

ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن العمليات الجارية في ريف إدلب -والتي دفعت آلاف السكان إلى النزوح- تستهدف مطلوبين من الناشطين، كما أنها تستهدف المدعي العام لحماة عدنان البكور الذي يرجح أنه يحاول دخول تركيا.

وكان البكور أعلن قبل أيام استقالته من منصبه احتجاجا على عمليات قتل جماعي في حماة، تشمل تصفية 72 سجينا.

وفي سياق العمليات الأمنية المستمرة بلا هوادة، اعتقلت القوات السورية السبت أيمن حمادة نائب رئيس اتحاد الصيادلة العرب وفق ما قالته مصادر للجزيرة.

وبث ناشطون تسجيلا مصورا يظهر طائرة مقاتلة تحلق في سماء بلدة الحولة بريف حمص لترهيب المحتجين، حسب ما قالوه، وتحدثوا في الأثناء عن اشتباك بين الجيش والأمن في مدينة الرستن القريبة.

وكانت القوات السورية بدأت قبل يومين عملية عسكرية في بلدة تلكلخ التي تتبع أيضا لمحافظة حمص. وتحدثت وكالة الأنباء السورية اليوم عن مقتل ثلاثة من أفرد الأمن برصاص “مسلحين” في حمورية وعربين بريف دمشق وتلبيسة بحمص.

مظاهرات تتحدى القمع

ولم تمنع حملات الدهم والاعتقال -التي تخللها إطلاق نيران الرشاشات وفي بعض الأحيان القذائف- خروج مظاهرات كثيرة السبت.

وبث ناشطون على الإنترنت تسجيلات مصورة لمظاهرات مسائية في حمص، وكانت سبقتها بقليل مظاهرة حاشدة شارك فيها 15 ألف شخص.

ونظمت قبل ذلك مظاهرة شارك فيها مئات من أطفال المدينة. وفي وقت سابق السبت، تظاهر ما لا يقل عن 1500 من سكان بلدة القصيرة بحمص بعد رمي الأمن جثمان المواطن الذي كان معتقلا، وتوفي على الأرجح تحت التعذيب.

وفي المحافظة نفسها، تظاهر مساء السبت آلاف من سكان مدينة الرستن، كما أكد ناشطون خروج مظاهرة في حماة بعد الظهر، وكذلك في بلدات بريف دمشق، وفي حي القدم بدمشق نفسها.

إدانة من علماء

من جهة أخرى أدانت مجموعة من علماء الدين في مدينة حلب بشدة  ظاهرة الاعتداء من قبل الأمن والشبيحة في سوريا على الحرمات والمقدسات والرموز الدينية.

وشدد العلماء على إدانة شتم الذات الإلهية، وإرغام الآخرين على التلفظ بالكفر، واستهداف رموز إسلامية كبيرة من أمثال الشيخ أسامة الرفاعي.

وطالبوا بمحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات، وتوجهوا بالنداء إلى كل شخص يقوم بمثلها بضرورة التوقف عنها، باعتبارها من الكبائر المحرمة، ولا يجوز التذرع بالوطنية لارتكابها.

وحذر علماء حلب بشدة مما ستجر إليه هذه الاعتداءات من تطرف وردود أفعال.

ووقّع البيانَ أكثرُ من خمسين من كبار علماء حلب، بينهم الدكتور إبراهيم سلقيني, وحمزة شحرور, وأسامة صبّاغ, ومحمد نجيب عطار وغيرهم.

مدينة حمص السورية تواجه اقتحاماً عسكرياً وسط إطلاق نار كثيف

حملة اعتقالات تشمل نشطاء أكراد

دمشق – محمد زيد مستو

ذكر ناشطون سوريون أن مدينة حمص السورية تعرضت خلال الساعات الأخيرة من مساء أمس السبت لاقتحام عسكري من طرف الجيش والأمن، وسط إطلاق نار كثيف جرى في معظم مناطق المدينة التي شهدت مساء مظاهرات حاشدة طالبت بإسقاط النظام السوري، بعد ساعات قليلة من تحليق طائرات حربية فوق المدينة اخترقت جدار الصوت، فيما تواصلت المظاهرات المطالبة برحيل بشار الأسد، رافقتها حملة مداهمات واعتقالات شملت نشطاء أكراد.

وتحدث اتحاد تنسيقيات الثورة السورية عن إطلاق رصاص عشوائي كثيف ومستمر في أحياء الخالدية التي تتمركز فيه أكثر من ثلاثين دبابة، والقصور وجورة الشياح والغوطة ودير بعلبة ومناطق عديدة أخرى، في وقت سمعت فيه أصوات إطلاق النار والقنابل الصوتية في ساحة الساعة وسط المدينة، ترافقت مع قطع للكهرباء والاتصالات عن أحياء عديدة.

وتحدث اتحاد التنسيقيات عن حصول انشقاق عسكري في حي الخالدية وقصف للمدارس من قبل الجنود المنشقين لمدرسة يتمركز فيها الأمن والشبيحة تلاه إطلاق نار من الأمن في محاولة للبحث عن الجنود.

مظاهرات متواصلة

وتأتي الحملة الأمنية في وقت شهدت فيه مدينة حمص مظاهرات حاشدة خلال الأيام القليلة الماضية، وتواصلت إلى مساء السبت، حيث شهدت القصور والخالدية وحي الوعر القديم وباب هود مظاهرات طالبت بحماية دولية وتدخل الجامعة العربية لحماية المدنيين.

وكانت سماء مدينة حمص، كبرى المدن السورية مساحة، شهدت صباح أول من أمس الجمعة تحليق طائرات حربية عسكرية اخترقت جدار الصوت في أحياء الرستن وتلبيسة.

اعتقال أكراد

من جهة ثانية، ذكر سياسي كردي في اتصال هاتفي مع “العربية.نت” أن قوات الأمن داهمت منازل لسياسيين ونشطاء أكراد واعتقلت نشطاء آخرين.

وأفاد المعارض الكردي سليمان كرو أن قوات الأمن السورية داهمت منزلي المحامي رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الإنسان “راصد”، ومصطفى محمد الناشط الكردي في نفس اللجنة، ومنزل مصطفى بكر عضو اللجنة السياسية لحزب “ياكيتي” الكردي، كما اعتقلت علاء حمام القيادي السياسي في حزب “آزادي” الكردي و8 نشطاء أكرد آخرين بعد مشاركتهم في مظاهرة ضخمة بمنطقة عين عرب التابعة لمدينة حلب.

سانا: مقتل 9 اشخاص بينهم ضابط في كمين مسلح وسط سوريا

بيروت 4 سبتمبر ايلول (رويترز) – قالت وكالة الانباء السورية (سانا) ان تسعة اشخاص قتلوا بينهم ضابط وخمسة ضباط صف في كمين مسلح صباح الاحد في وسط سوريا.

ونقلت سانا عن مصدر عسكري سوري قوله ان “مجموعة ارهابية مسلحة قامت صباح اليوم بنصب كمين على محور سلحب خطاب بالقرب من مدينة محردة جسر الساروت وفتحت نيران اسلحتها الرشاشة عند الساعة السابعة صباحا على باص … يقل عددا من الضباط وصف الضباط والعاملين المدنيين … ما أدى الى استشهاد ضابط وخمسة صف ضباط وثلاثة موظفين مدنيين

سمير العيطة: تحالف خليجى غربى لإفشال الربيع العربى ويجب نجاح سوريا

محمد سعد : الاهرام

قال المعارض السوري سمير العيطة رئيس تحرير النشرة العربية لصحيفة “لوموند ديبلوماتيك” الفرنسية إن الثورة في مصر لم تنته بل هي في أول الطريق واحتمالات الخطر والفشل التي تحدق بها أكثر بكثير من احتمالات النجاح.

وأوضح العطية في الندوة التي عقدت مساء أمس بدار ميريت للنشر أن مخاطر الثورة المضادة التي تقودها دول خليجية بالتعاون مع الغرب كبيرة، وأشار إلي وجود “مال سياسي” يأتي إلي أحزاب وحركات سياسية مصرية من الخارج لتحقيق أهداف معينة تحجم الثورة المصرية.

وقال إن الثورة في سوريا هي مفترق طرق الربيع العربي، وإذا نجحت سوريا سينجح الربيع العربي أو يتحول إلي شتاء طويل.

وأضاف أن النظام السوري بحكم الساقط لأنه لا يقدر أن يحكم إلا بحكم السلاح، وهو أمر لن يمتد إلي الأبد، وقال إن بشار الأسد كان هو الأمل بالنسبة للشعب السوري قبل اندلاع الأحداث الأخيرة، ولكن ما تورط فبه من إصدار أوامر للجيش بالقتل يجعل من وجوده علي رأس السلطة الآن أمراً مستحيلاً، حتي ولو كان علي سبيل إدارة عملية انتقالية.

ونفي العيطة الذي يري أن الربيع العربي هو تسونامي جاء ليضرب سلطة ما فوق الدولة بشدة أن يكون الجيش السوري عقائدياً، أو أن يكون مسيطراً عليه من قبل أقلية علوية، وحذر من أن انقسام الجيش السوري سيضع سوريا في موضع خطر أكبر مما هي فيه الآن.

وأكد في نفس الوقت أن سوريا لن تتجه إلي دولة دينية بل هي مضطرة للذهاب إلي أبعد من مطالب الدولة المدنية بمصر إلي النموذج التركي للدولة في ظل وجود طوائف متعددة بسوريا.

وشدد العيطة علي أن السوريين يرفضون أي تدخل عسكري خارجي، فالإحساس الوطني لدي السوريين عال للغاية، وهم ليسوا علي استعداد للقبول بتدخل خارجي برغم وجود قسم من المعارضة يدفع بهذا الاتجاه.

وكشف عن أن قيام الثورة المصرية أنقذ تونس من محاولة القذافي تخريبها بدفع أموال بعد هروب بن علي حيث شغلته الثورة المصرية.

ومن جانب آخر، شدد العيطة علي أنه لا يجوز أن نسمح بأن ينتهي الربيع العربي نتيجة التحالف بين الممالك الخليجية وإنجلترا وفرنسا، للهيمنة علي الجمهوريات العربية، فمخاطر انهيار الربيع العربي بثورة مضادة من الخليج وإنجلترا وفرنسا ليست قليلة، وأعطي مثالاً لذلك بتأخر الحسم في الوضع باليمن علي الرغم من انتهاء علي عبد الله صالح عملياً.

وقال إن من تؤخر ساعة الحسم هي السعودية ذاتها التي تخشي من نتائج نجاح الثورة هناك، وقال إننا نري اليوم مشروع عروبة جديدا يأتي من الخليج ليحل محل عروبة عبد الناصر يكون عماده مجلس التعاون الخليجي.

وقال إن إقامة دولة قمعية تعطي سلطات مطلقة للحاكم يعلو بها علي الدولة تتطلب وجود أموال لشراء الولاءات، وبهذا المعني فقد تم تعميم النظام السعودي النفطي في معظم الدول العربية حتي غير النفطية منها.

وانتقد العيطة، الذي اعتبر الثورة المصرية حدثاً تاريخياً علي مستوي الإنسانية، عدم وجود إعلان للحقوق في الثورة المصرية، الأمر الذي يهدد بضياع القيم التي قامت من أجلها الثورة، فالثوار يعبرون عن مطالبهم وقيمهم بصور معلقة علي الجدران، ولكن لا يوجد نص للاتفاق عليه بين القوي السياسية يكون أساساً لمرحلة ما بعد الثورة.

وقال إذا كانت الناس تلتف علي النصوص المكتوبة فما بالك بعدم وجود نص أصلاً ، وأضاف أن التحرك في مصر لا يبدو تحركاً كالذي يحدث في الثورات.

وقال إن النقاشات حول الدستور في مصر أقل بكثير من نظيرتها في تونس التي قامت الهيئة العليا للثورة فيها تنظيم الإنتخابات التي سوف تحدد اللجنة التي تكتب الدستور بعيداً عن أي أغلبية أو أقلية سياسية.

وأشار العيطة في هذا السياق إلي أنه وعلي الرغم من أن شرارة الثورة انطلقت من تونس فإن وقع الثورة في مصر كان أهم من تونس، فالعالم قد يحتمل الثورة في تونس لفترة طويلة ولكنه لا يحتمل عدم استقرار سياسي في مصر لفترة طويلة لأسباب متعددة تتعلق بوضع مصر الإقليمي.

وأكد أن الديمقراطية ليست هدفاً في حد ذاتها، فالديمقراطية قد تحدث فوضي وعدم استقرار سياسي، ولكن الهدف الحقيقي هو البحث في كيفية إقامة نظام ديمقراطي يضمن تداول السلطة ويؤسس لدولة القانون ويضمن الحقوق.

ألمانيا: لا نستبعد إجراءات إضافية إذا استمر القمع

الأمن السوري يقتل 5 مدنيين.. والاتحاد الأوروبي يهدد بعقوبات إضافية

دبي – العربية.نت

ذكر ناشطون السبت أن خمسة أشخاص قتلوا خلال اقتحام قوات عسكرية وأمنية سورية بلدة في محافظة إدلب (شمال غرب) وحي في مدينة حمص (وسط)، في الوقت الذي هدد فيه الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات إضافية على سوريا.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “شخصاً قتل في حي دير بعلبة في حمص بعد أن أصيب صباح السبت خلال عملية اقتحام الحي”.

وأضاف المرصد في معلومات عن محافظة حمص أن “الكهرباء والاتصالات الخلوية قطعت عن بلدة الحولة مساء السبت وذلك بعد وصول تعزيزات أمنية وعسكرية إلى مشارف البلدة تضم 25 حافلة أمن و10 مدرعات عسكرية، كما نفذت قوات الأمن حملة اعتقالات في بلدة حربنفسه شرق الحولة أسفرت عن اعتقال 17 شخصاً”.

وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن “عدداً من الدبابات و50 حافلة أمن اقتحمت بلدة معرة حرمة الواقعة في ريف إدلب مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين بجروح”.

في حين قال المرصد عن محافظة إدلب مساء السبت إنه “سمع صوت إطلاق رصاص كثيف ورشاشات ثقيلة في بلدة البارة بجبل الزاوية، وأبلغ ناشط من البلدة المرصد أن منزلاً تهدم نتيجة قصفه بالرشاشات الثقيلة”.

وأضاف اتحاد التنسيقيات “كما قتل ناشط سياسي من مدينة حماه في قرية معرة حرمة بالطريقة نفسها التي قتل فيها الشهيدان السابقان، حيث قام الجيش وهو ينسحب من القرية بإطلاق نار على المدنيين وهم يتفرجون عليهم”.

وأورد الاتحاد أسماء القتلى، وهم إبراهيم حاصود، أنس الإسماعيل، والناشط عبدالصمد سليمان عيسى. وأعلن المرصد مساء السبت أن “مواطناً قتل في قرية قسطون في محافظة حماة برصاص حاجز أمني”.

وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت أن “المداهمات في محافظة حماة تجري بحثاً عن مطلوبين متوارين عن الأنظار”. وأضاف نقلاً عن ناشط من المنطقة “إن هذه العملية تجري بحثاً عن المحامي العام لمدينة حماة عدنان بكور الذي أعلن استقالته في شريط مصور قبل أيام”.

وأعلن المدعي العام في مدينة حماة عدنان بكور استقالته من منصبه عبر شريط مصور احتجاجاً على أعمال القمع في سوريا “في ظل نظام الأسد وعصابته”.

إلا أن وكالة الأنباء الرسمية (سانا) التي أوردت الإثنين نبأ اختطافه على يد “مجموعة مسلحة” أثناء توجهه إلى عمله، نقلت عن محافظ حماة أنس الناعم أن “بكور أجبر من قبل خاطفيه على تقديم معلومات كاذبة لطالما سعت القنوات الفضائية لترويجها حول تصفية مواطنين في حماة ضمن أهداف الحملة الإعلامية ضد سوريا”.

كما نقلت عن مسؤول آخر أن هذه الاعترافات “انتزعت منه تحت تهديد وقوة السلاح”، معتبراً أنها “محض افتراءات فبركتها المجموعات الإرهابية المسلحة التي نفذت عملية الاختطاف”.

وأضاف المرصد أن السلطات “وضعت اليوم جثمان مواطن من بلدة القصير التابعة لمحافظة حمص (وسط) كان قيد الاعتقال منذ أكثر من شهر أمام باب منزل ذويه وكانت آثار التعذيب واضحة على جسده”.

ونقل المرصد عن ناشط من البلدة أن “ذوي الشاب كانوا قد رفضوا الخميس استلام جثمانه لأن الجهات المختصة طلبت منهم توقيع إقرار بأن الجماعات الإرهابية هي التي قتلته”.

وأشار المرصد إلى أن “مواطنا من مدينة حماة (وسط) توفي في حي جورة الشياح الواقع في حمص متأثراً بجراح أصيب بها مساء أمس (الجمعة)”.

وكان 23 شخصاً قتلوا في سوريا في “جمعة الموت ولا المذلة” بعد أن استخدمت السلطات السورية العنف من جديد لقمع الاحتجاجات الداعية لرحيل النظام، رغم تزايد الضغوط الدولية، حسب ما أفاد مصدر حقوقي.

وأسفرت عمليات القمع التي تمارسها السلطات السورية بحق المتظاهرين منذ اندلاعها في منتصف مارس/ آذار عن مقتل 2200 شخص على الأقل، بحسب حصيلة للأمم المتحدة.

إجراءات إضافية إذا استمر القمع

على المستوى الدولي تواصلت الضغوط على النظام في سوريا لوقف حملة القمع على المعارضين.

ورداً على سؤال على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في سوبوت (بولندا) حول ضرورة اتخاذ عقوبات جديدة، أجاب الوزير الفرنسي آلان جوبيه “إذا لم يتغير (الرئيس السوري) بشار الأسد، واذا لم يتغير النظام، فسيتعين زيادة الضغط على سوريا”.

واعتبر نظيره الألماني غيدو فسترفيلي هو الآخر أنه قد يتبين أن فرض عقوبات جديدة أمر ضروري. وقال للصحافيين “لا يمكننا أن نستبعد بحث إجراءات إضافية إذا استمر القمع رغم كل شيء”.

وأكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون “سنواصل ممارسة الضغوط والبحث عن وسائل للقيام بذلك”، مشيرة إلى أن “المحادثات تتواصل”.

وأوضح جوبيه “سوريا ليست ليبيا، لكن (…) ينبغي أن نكون منسجمين مع أنفسنا، ويتعين على المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي وفي أي حال فرنسا أن تتحمل مسؤولياتها كاملة في حماية السكان المدنيين من عنف الطغاة”.

وقال جوبيه إن باريس ستواصل لهذا السبب “العمل في الأمم المتحدة من أجل الحصول على إدانة أكثر وضوحاً للنظام السوري، وأخيراً العمل مع المعارضة”. ورأى أنه “يجب مساعدة المعارضة على تنظيم نفسها” في سوريا أيضاً، كما حصل في ليبيا.

وأضاف فسترفيلي “من الأهمية بمكان أن نتمكن من إقناع شركائنا الدوليين بأننا نريد العمل مع قرار (من الأمم المتحدة) حول سوريا من أجل الحرية والديمقراطية”.

وطالبت الوزيرة الإسبانية ترينيداد خيمينيث هي الأخرى باستصدار “إدانة دولية” ليس لعزل النظام وحسب وإنما أيضاً لدعم الشعب السوري.

وقالت إن على الاتحاد الأوروبي أن يساعد المعارضة السورية “بهدف السماح بإنتاج بديل في المستقبل” في هذا البلد. وأضافت “لقد عبرنا عن رغبتنا في أن تكون معارضة تمثل كل السكان”.

وأصدر الاتحاد الأوروبي الجمعة قراراً حظر بموجبه استيراد النفط السوري، معرباً عن الأمل في ضرب النظام في عائداته وإقناعه بالعدول عن مواصلة القمع العنيف لحركة الاحتجاج في البلاد.

في واشنطن، اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية السبت أن الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على النفط الليبي سيكون له “تأثير مباشر” على قدرة النظام السوري على تمويل قمع الحركة الاحتجاجية.

وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية “إن مبيعات النفط هي مصدر دخل أساسي ومصدر للعملات الأجنبية لنظام الأسد”.

وقالت المتحدثة الأمريكية إن “الولايات المتحدة ستواصل مع شركائها الأوروبيين زيادة الضغط السياسي والاقتصادي لإجبار الرئيس الأسد على التنحي، وإفساح المجال أمام الشعب السوري للقيام بانتقال سلمي وديمقراطي يشارك فيه كل السوريين”.

ومقابل الترحيب الأمريكي بفرض عقوبات أوروبية على سوريا، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا تعارض الحظر الاوروبي على النفط السوري.

وقال لافروف في دوشانبي حيث تنعقد قمة لمجموعة الدول المستقلة (جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق باستثناء دول البلطيق وجورجيا) “لقد سبق وقلنا أن فرض عقوبات أحادية الجانب ليس بالأمر الجيد. ذلك يقضي على فرص اعتماد نهج مشترك إزاء أي أزمة”. وأضاف “أن العقوبات نادراً ما تؤدي إلى حلول”.

من جهة ثانية، وصل رئيس الصليب الأحمر الدولي جاكوب كلينبيرغر بعد ظهر السبت إلى العاصمة السورية حيث من المقرر أن يلتقي بالخصوص الرئيس السوري بشار الأسد، حسب ما أفادت رئيسة بعثة الصليب الأحمر في دمشق ماريان غاسر لوكالة فرانس برس.

وذكرت غاسر للوكالة “لقد وصل رئيس الصليب الأحمر الدولي إلى دمشق بعد ظهر اليوم حيث من المقرر أن يلتقي خلال زيارته التي ستستمر ليومين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء عادل سفر ووزير الخارجية وليد المعلم”. وأشارت غاسر إلى أن ” كلينبرغر سيغادر دمشق بعد ظهر الإثنين”.

وحول الطلب الذي قدمه كيلينبرغر بخصوص زيارة المعتقلين، قالت رئيسة البعثة للوكالة “لقد تقدمنا بالمباحثات مع المسؤولين السوريين حول هذا الموضوع ونحن واثقون من إمكانية البدء بزيارة معتقلي وزارة الداخلية”.

وكان كلينبرغر تقدم بطلب للسماح بزيارة آلاف المعتقلين الذين أوقفوا منذ بداية حركة الاحتجاجات أثناء زيارته إلى سوريا في 21 و22 يونيو/حزيران.

وأكدت غاسر “أن البعثة تمكنت من إجراء حوارات ناجحة مع السلطات السورية حول القضايا الإنسانية”.

وأشارت إلى أن “البعثة قامت بعدة زيارات منذ شهرين إلى المناطق التي شهدت اضطرابات مثل حمص وحماة ودير الزور وإدلب واللاذقية لتقدير الاحتياجات لتقديم المساعدات الإنسانية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى