أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد، 07 نيسان 2013

المعارضة تستعد لاقتحام دمشق من «الخاصرة الجنوبية»… والنظام يقصف أكراداً

لندن، بيروت، دمشق، نيويورك – «الحياة»، ا ف ب

شهدت امس العلاقة بين النظام السوري وحزب»الاتحاد الديموقراطي الكردي» الموالي له، تطوراً لافتا بعد قصف طائرات حربية منطقة خاضعة لسيطرة الحزب في الشمال ما ادى الى مقتل 15 شخصاً، اضافة الى سقوط قتلى من الطرفين في اشتباكات كبيرة في شمال شرقي البلاد. في الوقت نفسه تعرضت دمشق لقصف جوي على اطرافها وسقوط قذائف هاون بالقرب من مناطق حكومية في وسطها، وأعلن «الجيش الحر» انه سيهاجم العاصمة ويحاول اقتحامها من «الخاصرة الجنوبية».

في غضون ذلك، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتلفزيون «ايه ار دي» الألماني عشية زيارة الى برلين، الى وقف فوري لـ»المجزرة والمصيبة والكارثة» التي تحصل في سورية وحض على جلوس جميع أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات» للوصول الى حل.

وفي الأمم المتحدة، يستعد السفير الروسي فيتالي تشوركين لطرح «أسئلة محرجة»، في مجلس الأمن، على الممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي في شأن «طبيعة ولايته كممثل مشترك لكل من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية»، في ضوء قرار الجامعة الأخير في الدوحة منح مقعد سورية لـ»الائتلاف المعارض».

وقال ديبلوماسيون إن الإبراهيمي سيُقدم إحاطة الى مجلس الأمن في ١٨ نيسان (ابريل) الجاري بعد غياب عن نيويورك استمر أكثر من شهرين.

في موازاة ذلك، بدأ رئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو استشاراته لتشكيل حكومة تضم 11 وزيراً لعرضها على هيئة «الائتلاف الوطني» المعارض «خلال الاسابيع المقبلة» قبل ان تتمركز في الداخل السوري المحرر.

وقالت مصادر في المعارضة ان هيتو سيقدم تشكيلة حكومته الى هيئة «الائتلاف» في اجتماعها قبل نهاية الشهر الجاري، مشيرة الى وجود «تفاهم» بين قيادات المعارضة لتكون القضايا السياسية الكبرى تحت سلطة الهيئة السياسية لـ»الائتلاف» التي تضم 11 شخصاً برئاسة معاذ الخطيب، لحل «الجدل» ازاء حقيبة وزارة الخارجية.

واشارت الى ان وفداً من المعارضة يضم رئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا ونائب رئيس «الائتلاف» سهير الاتاسي والامين العام مصطفى صباغ ورئيس الحكومة المكلف، سيزور لندن للقاء مسؤولين على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول الثماني المقرر آخر الاسبوع الجاري. ولم تتأكد مشاركة الخطيب في الوفد.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان امس ان «طائرة حربية قصفت اطراف حي الشيخ مقصود في حلب، ما ادى الى مقتل 15 مدنيا على الاقل بينهم تسعة اطفال وثلاث نساء»، لافتا الى ان المنطقة المستهدفة يسيطر عليها «الاتحاد الديموقراطي»، الفرع السوري لـ»حزب العمال الكردستاني» في تركيا. وبث نشطاء فيديو تضمن صور الضحايا من الاطفال والسيدات.

وقالت مصادر كردية في اتصال هاتفي مع «الحياة» ان «تطورات حصلت على الارض تشير الى بدء «الاتحاد» انتهاج سياسة مغايرة باختلاف الاراضي السورية. واشارت الى احتمال ارتباط ذلك بـ»مبادرة» زعيم «العمال الكردستاني» عبد الله اوجلان لايجاد حل سياسي للقضية الكردية في تركيا.

وكانت مصادر مختلفة اكدت ان قوات الحماية الشعبية قاتلت الى جانب المعارضة في بعض مناطق حي الشيخ مقصود في الايام الماضية، وان اشتباكات كانت حصلت بين القوات النظامية والحماية الشعبية في حي الاشرفية ذي الغالبية الكردية اضافة الى الاتفاق الذي تم ابرامه بين مقاتلي «الجيش الحر» و»الحماية الشعبية» في رأس العين على الحدود مع تركيا.

واشارت المصادر ذاتها الى اشتباكات مسلحة بين مقاتلي «الاتحاد» والجيش في شمال شرقي البلاد، حيث كانت المعارضة تتهم النظام بتسليم قوات الحماية الشعبية، مؤسسات عامة وابار نفط في مناطق تواجد الاكراد في شمال البلاد وشمال شرقها. كما ان السنتين الماضيتين شهدتا انقساما بين «الاتحاد» و»المجلس الكردي الوطني» الذي يعتبر اقرب الى»المجلس الوطني السوري» ومعارضة الخارج.

وقالت المصادر الكردية ان اشتباكات حصلت بين الطرفين قرب بلدة القامشلي، حيث حاول مقاتلو الحماية الشعبية السيطرة على اخر حاجز نظامي يقع بين البلدة والحدود السورية – التركية. واضافت ان الاشتباك ادى الى سقوط قتلى من قوات الامن السوري والاكراد.

سراً وعلناً: الجزائر رفضت عدة طلبات رسمية لاستقبال وفود سورية

الجزائر – يو بي أي

كشف مصدر جزائري مسؤول أن الحكومة رفضت عدة طلبات لاستقبال وفود سورية رسمية بصورة علنية وسرية.

ونقلت صحيفة “الشروق” الجزائرية عن مصدر جزائري وصفته بالمسؤول، قوله إن السلطات الجزائرية رفضت الإستجابة لبعض المحاولات الرسمية من طرف الحكومة السورية، خلال فترات مختلفة، هدفها إقحام الجزائر في الأزمة الدامية التي تشهدها سورية، “لكنها كانت كلها فاشلة ويائسة وبعض الطلبات كانت بلا رد”.

وأوضح المصدر أن المقاربة الجزائرية للأزمة السورية تنطلق من نفس الموقف الذي تمّ تبنـّيه حيّال الأحداث التي شهدتها تونس، وليبيا، ومصر، “حيث لم تـقحم الجزائر نفسها في شأنها الداخلي، إلى أن قرّرت شعوب تلك الدول الشقيقة مصيرها وفصلت في مستقبلها”.

وأكد على أن الجزائر ما زالت ترفض استقبال الرئيس السوري بشار الأسد في حال طلب اللجوء إليها، مشددا على أن “هذا السيناريو غير وارد شكلاً وموضوعاً”.

وقال إن الموقف الرسمي الجزائري من الأحداث في سورية “واضح ولا غبار عليه، حيث أن الجزائر لا تقف مع أي طرف سوري ضد أي طرف سوري آخر” طبقا لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

وأضاف المصدر المسؤول، “مثلما نرفض أن يتدخل أيا كان في الشأن الداخلي للجزائر، فإننا نرفض أيضا التدخل في الشؤون الداخلية للدول”.

وقال “إن الموقف الجزائري، واحد وغير متعدّد تجاه التطورات الدامية التي تشهدها سورية، فالجزائر لا تساند النظام ضد الثوار، مثلما لا تساند الثوار ضد النظام”.

وشدد على أن الجزائر في المقابل “تدعم الحلّ السلمي بين أطراف الأزمة في سورية”، مشيرا إلى أن “الجزائر استقبلت آلاف اللاجئين السوريين وكذا الهاربين من دون أن يتمّ طردهم أو تسليمهم، بل استفادوا من تمديد إقاماتهم والتكفل بهم”.

وقال إن “محاولات جرّ الجزائر إلى الشؤون الداخلية للدول لن تنجح وسيكون مآلها طريق مسدود، انطلاقا من أن الجزائر تصرّ على أن ما يجري في سورية هو قضية سورية – سورية.. والقرار هو قرار الشعب السوري وحده”.

وأعتبر المصدر المسؤول بحسب الصحيفة، أن موقف الجزائر من الأزمة السورية هو “موقف متوازن” وغير مبني على منطق الولاء أو المفاضلة بين السوريين، مشيرا إلى أن “الجزائر تحفظت سياسياً على تسليم كرسي سورية في الجامعة العربية إلى المعارضة ليس من باب الميل لطرف على حساب آخر، وإنـّما لأن العملية كانت تحت رعاية بلدان تغذي النزاع الدولي في سورية وتؤجّج الصراع على الحكم بين مختلف الأشقاء الفرقاء”.

وتساءل “كيف تكون المعارضة السورية ممثلة في الجامعة العربية، وبالمقابل يكون النظام السوري ممثلا في هيئة الأمم المتحدة؟.. ولذلك فإن الجزائر تفضل عدم مساندة أيّ طرف، حتى يقرّر الشعب السوري ويفصل في ممثليه”.

أوباما يناقش التطورات السورية مع قادة المنطقة

وهيتو بدأ مشاوراته لعرض حكومته على الائتلاف

يستقبل الرئيس الاميركي باراك اوباما قادة دول حليفة للولايات المتحدة في الشرق الاوسط، الاردن وقطر وتركيا والامارات في الاسابيع المقبلة، وكذلك الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون للبحث في تطورات الوضع في سوريا.

واعلن البيت الابيض ان اوباما سيستقبل العاهل الاردني الملك  عبدالله الثاني بن الحسين في 26 نيسان لمناقشة الملف السوري خصوصا.

واضاف في بيان ان اوباما ينوي خلال هذا اللقاء الذي سيكون الثاني له في اقل من شهر مع العاهل الاردني مناقشة “الاصلاحات السياسية والاقتصادية (في الاردن) والازمة الانسانية في سوريا والملفات الاقليمية الاخرى ذات الاهتمام المشترك”.

ثم يستقبل اوباما رئيس الوزراء التركي رجب طيب ارودغان في 16 ايار.

وقال البيت الابيض ان “الولايات المتحدة وتركيا شريكان في معالجة عدد من القضايا العالمية والاقليمية الحساسة”، وان اوباما واردوغان سيناقشان الازمة في “سوريا والتعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين ومكافحة الارهاب”.

واللقاء مع اردوغان سيكون الاول منذ ان ساهم اوباما في اعادة العلاقات بين اسرائيل وتركيا خلال زيارته للمنطقة الشهر الماضي.

ويستقبل اوباما ايضا ولي عهد الامارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في 16 نيسان وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في 23 منه.

كما اشار البيت الابيض الى ان الوضع في سوريا سيتصدر جدول اعمال محادثات بين اوباما والامين العام للامم المتحدة في 11 نيسان في المكتب البيضوي. وقال ان اوباما سوف يعرب “خلال هذا اللقاء عن تقديره للتضحيات الكثيرة التي قدمتها طواقم الامم المتحدة من اجل حماية السكان وتقديم المساعدة للذين هم بحاجة اليها”.

ومن المرتقب ان يعود وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مطلع الاسبوع المقبل الى الشرق الاوسط في ثالث زيارة له خلال شهر. وسيلتقي الاحد القادة الاتراك ليبحث معهم في الوضع في سوريا قبل توجهه الى القدس الاثنين ثم رام الله الثلثاء.

حكومة هيتو

وافاد “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” أن رئيس الحكومة السورية الموقتة المكلف غسان هيتو بدأ مشاوراته المتعلقة بتشكيلة الحكومة التي ستعرض على الائتلاف خلال الأسابيع المقبلة.

 وذكر الائتلاف في بيان أن مجموعة من اللجان بدأت عملها لاستقطاب أصحاب الخبرة والاختصاص من السوريين في داخل سوريا وخارجها للعمل في وزارات هذه الحكومة. وأشار إلى أن “الحكومة السورية الموقتة” تتألف من 11 وزارة هي الدفاع، والداخلية، والشؤون المدنية، والشؤون الخارجية، والإدارة المحلية، والاقتصاد والموارد العامة، والتعليم والزراعة والموارد المائية، والشؤون الصحية، والبنية التحتية والنقل والاتصالات، وشؤون الإغاثة والمهجرين واللاجئين، والعدل.

 ومن بين معايير وشروط اختيار الوزراء التي ذكرها الائتلاف “ألا يكون أحد أركان النظام أو ممن ارتكب جرائم ضد الشعب السوري أو استولى على أموال الشعب دون وجه حق” و”أن يكون مناصراً للثورة السورية”.

 وقال البيان إن مكان عمل الحكومة السورية الموقتة والمديريات والهيئات التابعة لها سيكون في الأراضي السورية.

 وكان هيتو، صرح الشهر الماضي بأن “الجيش السوري الحر” هو الذي سيعين وزير الدفاع في الحكومة الموقتة وإنه سيكون للائتلاف حق المصادقة على تشكيلة الحكومة، والإشراف على ميزانيتها، ومحاسبتها، وإقالتها، والائتلاف هو من سيحدد كذلك السياسة العامة للحكومة وملامح العلاقات الخارجية.

 واضاف إن مقر إدارة حكومته سيكون على الحدود التركية – السورية حتى رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد.

إيران تدرب آلاف من ميلشيات الأسد

درعا.. قاعدة «الحر» نحو دمشق

بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»

تزداد المعارك القتالية على بوابات دمشق الشمالية والجنوبية، محافظتي حمص ودرعا، حدة، إذ يسعى الجيش الحر لإحكام سيطرته على محافظة درعا تمهيدا للزحف نحو دمشق، بينما يتمسك نظام الرئيس بشار الأسد بمحافظة حمص، الواصلة بين العاصمة والساحل، بتدريب مزيد من الموالين له على حرب الشوارع.

ويبعد مركز مدينة درعا عن دمشق مسافة 100 كيلومتر، لكنه لا يبعد سوى 20 كيلومترا عن الحدود الأردنية، مما يجعلها أقصر الطرق لتوريد السلاح لدمشق، إن قرر الأردن إعطاء الضوء الأخضر لهذا الأمر.

ويصعب من مهمة التحصل على السلاح من جهة الأردن قرب درعا من محافظة القنيطرة، التي ما زال نظام الرئيس بشار الأسد يملك فيها مواقع عسكرية مهمة أبرزها مقر الفرقة 5 واللواء 61 والفرقة 9، وقربها أيضا من مرتفعات الجولان التي تحتل إسرائيل جزءا منها منذ عام 1967.

وخلافا لما تتناقله وسائل الإعلام، لا يسعى «الحر» لجعل المحافظة «منطقة عازلة»، بل جعلها «منطلقا» باتجاه الشمال نحو العاصمة. وبحسب العقيد المنشق عارف الحمود، حققت المعارضة السورية تقدما خلال الشهر الماضي في معارك درعا، إذ سيطر مقاتلو الجيش الحر على اللواء 38 والكتيبة 49 التابعين لسلاح الجو، وتمكنوا من تحرير جميع الحواجز حول مدينة داعل.

ويتفق الخبير العسكري اللبناني العميد المتقاعد نزار عبد القادر مع الحمود في ما يخص تحويل درعا إلى منطقة عازلة، مشيرا لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المنطقة العازلة تعني إبعاد الخطر عن جهة ما والقتال في منطقة محايدة، وهذا لا ينطبق على الوضع في المدينة».

ويستند عبد القادر بتحليلاته على تقارير إعلامية تؤكد قيام وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) بإقامة معسكرات تدريب لمقاتلي المعارضة داخل الأراضي الأردنية، مشيرا إلى أن «هؤلاء المقاتلين يتم إعدادهم ليكونوا قوة ضاربة في الحشد العسكري الذي سيتم إعداده بدرعا كقاعدة للتوجه إلى دمشق».

وكانت تقارير بريطانية أشارت الأسبوع الماضي إلى قيام الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بالإشراف على عمليات تدريب لعناصر المعارضة السورية في الأردن، الأمر الذي نفاه الجيش الحر جملة وتفصيلا.

أما البوابة الشمالية لدمشق، محافظة حمص، فتبدو الأمور فيها أكثر تعقيدا، إذ تختلف عن درعا في تنوعها الطائفي والديني، بالإضافة إلى وقوعها على الطريق الواصل بين دمشق والساحل السوري، معقل طائفة الأسد.

وتقول التقارير الإعلامية إن مهمة «الحفاظ على الأمن» في حمص أوكلت لـ«جيش الدفاع الوطني»، وهو فصيل أنشأه نظام الأسد مطلع هذا العام بهدف دعم قواته المسلحة التي استنزفت بعد عامين من القتال والانشقاقات.

ويرسل النظام سوريين موالين له للتدريب على حرب العصابات في قاعدة سرية بإيران.

ويصف ناشطون برامج التدريب بأنها «سر علني» في المناطق الموالية للأسد بحمص. ووفقا لمدير المخابرات الإسرائيلية ودبلوماسي غربي، فقد دربت إيران حتى الآن 50 ألفا من أعضاء «جيش الدفاع الوطني»، وتسعى لأن يبلغ العدد ما يتجاوز 100 ألف.

ووفقا لما نقلته وكالة «رويترز» عن سامر، وهو مسيحي من الميليشيات الموالية للأسد التي تقاتل في المناطق الريفية بمحافظة حمص، فمدة «برنامج التدريب على القتال داخل المدن كانت 15 يوما، وهو نفس البرنامج الذي يخضع له مقاتلو حزب الله اللبناني عادة».

ويضيف سامر أن «المدربين الإيرانيين يؤكدون على أن الحرب ليست ضد السنة بل من أجل سوريا، ولكن العلويين المشاركين في برنامج التدريب كرروا أنهم يريدون قتل السنة واغتصاب نسائهم».

يشار إلى أن إيران تعتبر «المعركة في سوريا» معركة ستحدد مصير نفوذها في المنطقة، ولا سيما أن سوريا كانت حتى الأمس القريب همزة الوصل مع حزب الله اللبناني.

البيت الأبيض يستقبل 4 قادة من المنطقة والمباحثات تشمل الأزمة السورية

الأسد يحذر من «تأثير الدومينو» في حال سقوط نظامه

لندن: «الشرق الأوسط» واشنطن: محمد علي صالح

بعد سلسلة الانتقادات اللاذعة التي وُجهت لواشنطن بسبب إهمالها لملفات الشرق الأوسط، تتجه الإدارة الأميركية لتقسيم ملفات هذه المنطقة الحساسة بين الخارجية الأميركية والبيت الأبيض، على أن يتولى ملف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية وزير الخارجية جون كيري، بينما سيتولى الرئيس الأميركي باراك أوباما شخصيا ملف الأزمة السورية.

ويرى مراقبون أن أوباما يحاول اتباع منهج جديد فيما يخص مساعدة الثورة السورية في سعيها لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وتاليا إعادة الاستقرار إلى المنطقة التي باتت على شفير الانزلاق نحو الفوضى، وسط غياب الحلول السياسية للأزمة والاستنزاف البشري في سوريا. ويسعى أوباما لإمساك خيوط الحل والاستماع لمقترحات قادة شرق أوسطيين، ورسم الخطط معهم، بشكل ثنائي، في عاصمة بلاده، بعيدا عن الضغط الإعلامي والأجواء المشحونة بالتوتر التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط.

ويصف الدكتور رضوان زيادة المدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية بواشنطن توزيع الملفات الشرق متوسطية بين الخارجية الأميركية والبيت الأبيض بـ«الطبيعي ضمن الوضع الراهن»، معللا ذلك بالقول: «ليس هناك أي تطورات في الملف الفلسطيني، مما يعني عدم وجود قرارات تحتاج لأن يوافق عليها النظام. أما في الحالة السورية، فهناك خطط لتسليح المعارضة، وهناك خطط لضربات عسكرية، وبالتالي فالأمر مرهون بموافقة القائد العام للجيش والقوات المسلحة، الذي هو رئيس الجمهورية».

ويبدو جدول مواعيد الرئيس الأميركي في النصف الثاني من هذا الشهر مزدحما باللقاءات مع القادة العرب؛ إذ يستقبل أوباما في 16 أبريل (نيسان) الحالي ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومن ثم يلتقي بأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في 23، وفي 26 أبريل سيجتمع بالعاهل الأردني عبد الله الثاني في البيت الأبيض، على أن يستقبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أرودغان في 16 مايو (أيار) المقبل.

وردا على سؤال من «الشرق الأوسط» عن هذه الزيارات وغيرها، قال مصدر في البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما وجه، مع بداية رئاسته الثانية، دعوات لعدد من قادة دول المنطقة لزيارة واشنطن، وحسب جدول الرئيس أوباما وجدول كل قائد، تحدد الزيارة.

وقال المصدر إن أوباما ربما سيزور دولا أفريقية في الصيف، لكن لا يوجد في جدوله زيارة قريبة للشرق الأوسط مرة أخرى بعد جولة الشهر الماضي، لهذا يتوقع أن يزور واشنطن قادة آخرون من الشرق الأوسط.

في الوقت نفسه، قال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن القادة الذين سيزورون واشنطن خلال الأسابيع القليلة القادمة لن يفعلوا ذلك فقط بسبب سوريا، ولكن هناك علاقات قوية تربط الولايات المتحدة بهذه الدول، ولا بد أن كل زيارة ستشمل سوريا، لكن ستكون هناك العلاقات الثنائية مع كل دولة، والوضع العام في المنطقة. وقال: «ليست فقط عن سوريا، ولكن تشمل سوريا». وأضاف أن هناك مواضيع أخرى، مثل «زيارة الرئيس مؤخرا إلى الأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، والتطورات العامة لربيع العرب».

كما أعلن البيت الأبيض، أمس، أيضا أن الوضع في سوريا سيتصدر جدول أعمال محادثات بين أوباما والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في 11 أبريل بالمكتب البيضاوي.

وفي سياق متصل، قالت مصادر أميركية إن البنتاغون رفع إلى وزير الدفاع تشاك هاغل وأوباما خطة لضرب طائرات الجيش السوري وهي على الأرض، وأيضا عن طريق صواريخ «باتريوت» عندما تقترب من الحدود مع تركيا.

وقالت المصادر إن كيري، الذي يزور المنطقة للمرة الثالثة في أقل من شهر، يحمل أفكارا عن الخطة، لكنه لن يلتزم بها لأن الرئيس أوباما لم يوقع عليها بعد. وتفيد التسريبات الصادرة عن البيت الأبيض بأن «حالة التردد» التي ظلت مصاحبة لسياسية أوباما باتجاه الملف السوري طوال السنتين الماضيتين بدأت بالتلاشي، في ظل المعطيات الجديدة على الأرض، سواء من ناحية سيطرة المعارضة السورية على مزيد من المساحات، أو من ناحية ميل مزيد من السوريين نحو «الأصولية»، بعد الشعور بخذلان المجتمع الدولي، أو من ناحية منع «الشرق الأوسط» برمته من الانزلاق في حرب «الكل ضد الكل»، التي باتت تلوح في الأفق.

ففي خطاب حمل لهجة الوعيد والتهديد، حذر الأسد، بالأمس، مما وصفه بـ«تأثير الدومينو» في حال سقوط نظامه، مؤكدا أن عدم الاستقرار سيستمر في دول الجوار «لسنوات، وربما عقود طويلة».

وأضاف الأسد في مقابلة مع قناة «أولوصال» وصحيفة «ايدنليك» بثتها صفحة المكتب الإعلامي في الرئاسة السورية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «الكل يعرف أنه إذا حصل في سوريا اضطراب وصل إلى مرحلة التقسيم أو سيطرة القوى الإرهابية في سوريا أو كلا الحالتين، فلا بد أن ينتقل هذا الوضع مباشرة إلى الدول المجاورة أولا، وبعدها بـ(تأثير الدومينو) إلى دول ربما بعيدة في الشرق الأوسط».

ويشير المعارض السوري إلى طرفين يضغطان على واشنطن لتبوء دور أكثر ريادية في الملف السوري؛ فمن ناحية هناك أصوات أميركية تجهر بـ«تقصير أوباما»، وفشل «مكتب مكافحة الإبادة الجماعية»، برئاسة سامانثا باور، في منع حصول كوارث إنسانية في سوريا، وهناك أيضا حلفاء الولايات المتحدة الإقليميين الذين باتوا يخشون على «أمن المنطقة» بالعموم، في ظل تغيير التركيبة السكانية لبلادهم، مع وفود مزيد من اللاجئين السوريين لبلادهم.

ومن المتوقع أن يلتقي أوباما برئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب، إن بقي في منصبه، ورئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو، ورئيس هيئة الأركان اللواء سليم إدريس، في العاصمة البريطانية لندن، في منتصف شهر يونيو المقبل على هامش قمة الـ«8».

حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ينهي تحالفه مع نظام الأسد

معارك بينه وبين القوات الحكومية في محافظتي حلب والحسكة

أربيل: شيرزاد شيخاني بيروت: «الشرق الأوسط«

أعادت المعارك الدائرة في المناطق ذات الكثافة السكانية الكردية في محافظتي حلب والقامشلي خلط الأوراق من جديد، فبعد حالة «السلام» بين نظام الرئيس بشار الأسد وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي «بي واي دي» تجددت أمس المعارك بين الطرفين، مما يوحي أن حالة «التحالف غير المعلن» قد انتهت ليدخل عناصر «حماية الشعب الكردي» في الحرب الدائرة ضد نظام الأسد.

وفي هذا السياق، وصف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «ما يحصل كان سحب الحزب لحواجزه من الشيخ مقصود بحلب وهو ما سمح لكتائب الجيش الحر بدخول المنطقة».

وربط مدير المرصد بين تسهيل الأكراد لعبور الجيش الحر لأحيائهم وبين مبادرة السلام التي أطلقها عبد الله أوجلان الشهر الفائت، ملمحا إلى احتمالية انضمام «بي واي دي» إلى صفوف الثورة السورية.

لكن ديار قامشلو عضو مكتب العلاقات الخارجية بقيادة حزب العمال الكردستاني نفى لـ«الشرق الأوسط» من مقره بجبل قنديل، الواقع على الحدود العراقية التركية الإيرانية، أن يكون الحزب بصدد إرسال مقاتليه إلى داخل سوريا بعد الانسحاب من تركيا.

وأشار قامشلو إلى أن «انسحاب مقاتلينا سيكون على الأرجح نحو مناطق داخل كردستان الجنوبية (إقليم كردستان)، وليس هناك أي قرار لحد الآن يدعونا إلى دخول الأراضي السورية».

وأكد قامشلو أن مسألة سحب المقاتلين من داخل الأراضي التركية مرهونة بتلبية عدد من الشروط التي طرحتها قيادة الحزب على الحكومة التركية، ومن دون تنفيذ تلك الشروط لن يكون هناك أي انسحاب للمقاتلين. وأهم تلك الشروط أن تكون هناك خطوات مقابلة من تركيا، أي سحب قواتها العسكرية من المنطقة حتى يتمكن الأهالي من العودة بأمان، وكذلك هناك شرط يتعلق بأن تقوم لجنة برلمانية بالإشراف على سحب القوات، و«أن نعطي هذا الانسحاب إطاره القانوني».

يشار إلى أن الأكراد هم القومية الثانية في سوريا ويشكلون 10 في المائة من السكان، أي ما يعادل نحو 2.5 مليون سوري.

لكن قائد المجلس العسكري والثوري لمدينة دير الزور في الجيش الحر المقدم مهند الطلاع، دعا لعدم التعويل كثيرا على ما جرى في الشيخ مقصود، موضحا أن ذلك «لا يعني انضمامهم إلى جانب الجيش الحر. ووصف المقدم الطلاع المعركة التي حصلت بين الطرفين حول مطار القامشلي بقوله: «لم تكن بداية محاولة تحرير، بل بدأت بتصادم شخصي وسوء تفاهم أدى للقتال»، لافتا إلى أن المعركة «حصلت من دون مشاركة الجيش الحر.. والتنسيق ضعيف معنا».

من جانبه نفى شيرزاد اليزيدي القيادي في حزب «بي واي دي» أن يكون هناك أي توجه لإرسال قوات حزب العمال الكردستاني إلى داخل سوريا. وأكد في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن مسألة انسحاب المقاتلين التابعين للكردستاني مسألة تخص قيادتهم بجبل قنديل، مضيفا: «نحن لسنا معنيين بها».

وشدد اليزيدي على أن حزبه لا يتدخل في الشأن التركي، وتاليا «على حزب العمال ألا يتدخل بشؤوننا».

لكن قائد المجلس العسكري والثوري لمدينة دير الزور في الجيش الحر المقدم مهند الطلاع، دعا لعدم البناء كثيرا على انتقال صريح وواضح لـ«بي واي دي» إلى جانب الجيش الحر، مؤكدا أن «(بي واي دي) لا معنا ولا مع النظام. إنهم ينتظرون لمصلحة من ستؤول الأمور»، مضيفا: «حتى الآن لم يظهروا أي استعداد للتعاون معنا وحتى اتفاق رأس العين هو هدنة وليس تحالفا».

ويأتي تحليل الباحث في منظمة البحوث الاستراتيجية الدولية في أنقرة علي حسين باكير ليصب في هذا الاتجاه، نافيا أن يكون هناك تعاون أو تحالف بين «بي واي دي» والجيش الحر، تمت ترجمته في ما حصل في الشيخ مقصود.

وأضاف باكير في حديث مع «الشرق الأوسط» أن «(بي واي دي) لم يسهلوا الدخول إلى الشيخ مقصود. هناك كتائب كردية ضمن الجيش الحر، وهي دخلت على رأس القوة التي دخلت إلى المدينة»، لافتا إلى أن ذلك «لم يكن تسهيلا وإنما منعا للاشتباك، لأن معظم المعارك التي خاضتها قوات «بي واي دي» أدت إلى خسائر كبيرة في صفوفه. لذلك مصلحته عدم الاشتباك.

إيران تدرّب ميليشيات ما بعد الأسد

الميليشيات التي يدرّبها الايرانيون في سوريا أطلقوا عليها تسمية مهيبة: “جيش الشعب”. وهي مؤلفة من خمسين ألف رجل، غالبيتهم من السوريين الشيعة، فضلا عن الإيرانيين والعلويين. وهدفهم المباشر التصدي للمتمردين السنّة، التائقين الى إسقاط النظام.

تم اختيار هؤلاء المقاتلين من بين أعضاء “لجان الدفاع الشعبي” أو الشبيحة، تلك الميليشيات المنخرطة في الحرب، والتي صارت تتولي مهام لم يَعُد الجيش النظامي قادراً على القيام بها، ولا القتال على كل الجبهات في آن واحد. أفضل العناصر من بين هؤلاء درّبهم “حزب الله” اللبناني و”فيلق القدس”، الفرع الخارجي للـ”حرس الثوري”.

“جيش الشعب” هذا ظهر على شاشات الرادار الأميركي في آب الماضي. وقتها أشار ليون بانيتا، وزير الدفاع الأميركي الى تلك الظاهرة بقوله: “إن إيران تسعى لتطوير وتدريب ميليشيات داخل سوريا، تقاتل من أجلها”. بعد هذا التصريح بشهر، أعلن محمد علي جعفري، قائد “الحرس الثوري” الإيراني، خلال مؤتمر صحافي، أن حليفه السوري لا يحتاج الى دعم خارجي لحفظ الأمن، بما أن هناك خمسين الف رجل من الجيش الشعبي يناضلون إلى جانبه”.

في كانون الأول الماضي أصبحت الاتهامات دقيقة بما فيه الكفاية لتعلن وزارة الخزانة الأميركية بأن “الجيش الشعبي” أُدرج في لائحة المنظمات الخاضعة للعقوبات الاقتصادية. ومنذ ذلك الوقت وواشنطن تتهم فيلق القدس “بتدريب هذه الميليشيات الموالية لإيران وبتزويدها بمعدات وتمويل نشاطاتها بعدة ملايين من الدولارات”. فهذه الميليشيات أنشئت على صورة “الحرس الثوري” الايراني، الذي تشكل من أبناء الطبقات الأكثر رثاثة، وهو مكلف بحماية النظام الإيراني؛ ما دفعه الى لعب دور حاسم في قمع التظاهرات الشعبية الإحتجاجية ضد تزوير الانتخابات الرئاسية، في حزيران من العام 2009.

في الأشهر الأخيرة، تدهور الجهاز الأمني السوري تدريجياً، فأخذ الايرانيون يدعمونه، الى حدّ التغلغل في جهاز الأمن المولج حماية بشار الأسد نفسه.

مدرّبو هذه المليشيات هم إما كادرات من “حزب الله” اللبناني، أو أعضاء في الحركات الشيعية العراقية المتحالفة مع إيران. هم الذين يدافعون عن القرى المحاصرة من قبل المتمردين السنّة، كما في الزاهرة ونبهول في شمال سوريا، في ريف حلب، حيث ظهر اللون الأصفر لـ”حزب الله”. وعدا عن التخفيف عن كاهل الديكتاتور، أنشىء “جيش الشعب” أساساً كتجسيد للسيطرة الايرانية على سوريا، وليلعب دوراً بعد سقوط بشار الأسد. حتى لو انكرت طهران احتمالا كهذا، فان نظام الملالي، السينيكي والبرغماتي في آن، يبحث لنفسه عن موطىء قدم في سوريا ما بعد الأسد، والتي يتصورها تحت سيطرة سوريين سنّة مقرّبين من السعودية وقطر، أكثر دولتين عربيتين مكروهتين في طهران.

لقد وجدت إيران نفسها في وضع مماثل عام 2003 في عراق ما بعد صدام. في تلك الأيام، أقامت علاقات مع مجموعة من التنظيمات الغامضة، لم تكن كلها شيعية، وكانت مدعوة لمحاربة المحتل الأميركي. في سوريا، سوف يكون الأمر حسب تصورهم عبارة عن إنتفاضة ضد سلطة أصبحت معادية لهم ولـ”حزب الله”؛ وهذا الحزب يحتاج الى دمشق ليتزود بالسلاح. وليس بالطبع من أوجه الصدف المحضة ان تتسارع الآن بالذات كل هذه الأنشطة (…).

يراقب الإسرائيليون محاولات التدخل الايراني في سوريا. وهم لم يترددوا في تصفية حسن الشاطري في شباط الماضي، وهو صاحب الدور المحوري في تنظيم عملية تدخل إيران و”حزب الله” في سوريا. فهو كان مسؤولاً رفيعاً في “الحرس الثوري”، وعلى صلة قوية مع محمد رضا زاهدي، قائد قوات فيلق القدس، والتقاه قبل ساعات من اغتياله على يد القوات الاسرائيلية.

[جورج مالبرونو ـ صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية (2 نيسان 2013)

“أمل” تعلن مقتل أول عناصرها في سوريا

أعلن موقع “منتديات جنوب لبنان” منذ قليل مقتل عنصر من “حركة أمل” في المعارك في سوريا، وسيتم تشييعه غداً الإثنين في روضة الشهيدين.

 وجاء في البيان الذي نشره الموقع:

 “الشهيد حمزة ابراهيم غملوش من بلدة شقرا استشهد دفاعاً عن مقام مولاتنا زينب عليها السلام.

التشييع غدا الساعة الرابعة عصرا في روضة الشهيدين.

منتديات “القاعدة” تنعى خالد الحميد: “أبو عزام” كان قائداً في القصير

انتشر على مواقع الشبكات الجهادية على الانترنت فيديو “نشيد رثاء القائد المجاهد أبي عزام اللبناني” والذي “استشهد على أيدي الجيش الصليبي وحزب الشيطان في منطقة عرسال في لُبنان المسلم وكان يقاتل في مدينة القصير السورية”، بحسب ما ذكرت “شبكة أنصار المجاهدين” على موقعها الالكتروني.

شيخٌ سلفي رفض الكشف عن اسمه، أكَّد في حديثٍ إلى موقع “NOW”، أنَّ “أبو عزام اللبناني” هو نفسه خالد الحميد الذي قتل في عرسال أوائل شباط / فبراير الماضي.

رئيس بلدية عرسال علي محمد الحجيري، وفي حديث إلى موقع “NOW”، قال: “خالد الحميد هو من مواليد عرسال ولم يتجاوز الخمسين من العمر، كان خطيباً وخطب في أكثر من مسجد في بلدة عرسال”، مُضيفاً: “كل ما نعرفه عنه أنه شخص “آدمي” كان يعيش في سوريا وليس صحيحاً أنَّ لديه مجموعة شباب، وكان رجلاً حسن السلوك”.

الشيخ السلفي أكَّد لـ”NOW”، أنَّ “لخالد الحميد الملقب بـ”أبو عزام اللبناني” دوراً في القتال في سوريا وتحديداً في حمص، فهو كان يعيش في سوريا وكل 3 أو 4 شهور يأتي أسبوعاً إلى عرسال ومن ثم يعود إلى الداخل السوري”.

وقلّل الشيخ السلفي من أهمية نعي المنتديات الجهادية لـ”أبو عزام اللبناني”، وقال: “المنتديات الجهادية يدخل إليها من يريد، فليست هناك جهة رسمية تديرها، ومن البديهي اتهام الجيش اللبناني وهم يسمونه “صليبي” واتهام حزب الله”.

وعن مقتل أكثر من شيخ في لبنان، أجاب: “هذا أمر صحيح، هل هو متعمد أم بالخطأ، الله أعلم، ونأمل أن يكون عن طريق الخطأ حتى يسهل تلافيه ولا يكون متعمداً”.

وإذ أكَّد “ضبضبة قصة عرسال”، قال: “كانت هناك أطراف سياسية في لبنان خاصة (رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال) عون و”حزب الله” كانا يريدان دخول الجيش إلى عرسال والضرب بيد من حديد، ولو تم هذا الأمر لكانت كبرت القصة وامتدت الشرارة لتطال كل لبنان، لذلك كان قائد الجيش (جان قهوجي) واعياً وبرَّد القصة بطريقة جيدة وحصرها بالاشخاص المتهمين بشكل مباشر ولم يعمم التهمة على عرسال

يوم قال أمير “النصرة” لأحد العناصر: الله اختارك شهيداً

آمـال سلـوم

مثّل تفجير مبنى الأركان السورية في 26-9-2012 حدث إعلان “جبهة النصرة” عن نفسها، وعن طرق عملها، وعمّا يمكن السوريين والعالم أن ينتظروا من هذا التنظيم.

العملية الكبيرة التي أسماها أحد “جهاديي” النصرة “غزوة الأركان”، تم تأكيدها في فيديو بثّته قناة “المنارة البيضاء” على الإنترنت، ينقل وقائع اتصال هاتفي بين المنفّذين وبين “الشيخ” المسؤول عن التخطيط للعملية.

خلال الاتصال كان أحد المنفّذين يبشّر “الشيخ” بإتمام العملية على أكمل وجه، ويبلغهُ أنّهم أحرقوا كل ما في المبنى وأتلفوه بشكل كامل، حتى بات لا يصلح لشيء.

الظهور الأول لـ”جبهة النصرة” في سوريا كان في كانون الثاني من العام الفائت، من خلال أعداد قليلة من المسلّحين. وراح بعدها عناصر الجبهة يظهرون في دير الزور، حلب، ودمشق، لكن بأعداد قليلة أيضاً.

في دمشق نشط عناصر الجبهة في منطقة الغوطة الشرقية، وكان عددهم لا يتجاوز 300 مقاتل معظمهم انضوى تحت تشكيلات محلّية، ثم التحقوا لاحقاً بالجبهة. أما في محافظة حمص فلا يتجاوز عدد مقاتلي الجبهة الـ60 مقاتلاً.

إلا أنّ أعداد الجهاديين لا تبدو ذات أهمية كبيرة إذا ما قورنت بأدائهم. في بعض قرى إدلب يعترف العديد من الناشطين ممّن يرفضون فكر “النصرة”، أن عمل الجبهة يختلف تماماً عما تقوم به الفصائل الأخرى من المعارضة المسلّحة، إنْ من حيث الدقة في التخطيط والسرية في العمل أو لناحية نجاح جميع عملياتها ضد جيش النظام في سوريا.

يقول عمر أبو الهدى من إدلب: “هنا لا نرى أخطاءً لـ”جبهة النصرة” كتلك التي يتحدث عنها ناشطون في حلب أو دير الزور. لا يوجد حواجز للجبهة، وعناصرها لا يتدخلون في شؤون غيرهم، ولا يتعرضون لأحد من أهالي إدلب”. ويتابع: “هم يتشاركون في عملياتهم مع باقي الفصائل المسلّحة، وليس لهم أي خلاف مع أحد، شرط أن لا يقوم أحد من المشاركين بالتجديف وسبّ العزّة الإلهية أثناء العملية”.

لكن “النصرة” رسّخت العمليات الإنتحارية في المشهد السوري. ومعظم الأعمال التي بدأتها كانت إنتحارية يقوم بها عناصر يختارهم “الأمراء” لنسف مباني الأمن والحواجز وغيرها. ويتّصف جميع العناصر في “جبهة النصرة” بالإلتزام الديني والتعصب الفكري للعقيدة الإسلامية، لكن ليسُوا جميعهم يصبون إلى نيل “الشهادة” بعملية انتحارية كما هو السائد.

أحمد الحلبي، أحد عناصر “جبهة النصرة”، قُتل في عملية تفجير لحاجز الويس بسراقب. كانت هذه هي العملية الثالثة التي يقوم بها. لم يرغب احمد بالموت في عمليات سابقة، فقد قام بتفجير حاجز معمل الزيت ومعسكر المسطومة في مدينة سراقب في ادلب.

أما الشاب ع.م (حمص، 28 سنة)، فكان ينتمي الى أحد تشكيلات المعارضة المسلّحة، ترك مجموعته والتحق بـ”جبهة النصرة”. بعد شهر أتى اليه الأمير ليخبره بأن “الله اختاره ليكون شهيداً”، وأنه سيرسله ليقوم بعملية استشهادية في أحد المباني. يقول “ع”: “للحظة الأولى عند سماعه يقول لي (قم يا بني فإن الله اختارك اليوم شهيداً)، سألت لماذا يختارني الله لي ولا يختار هذا الأمير؟ فكّرت للحظات، وانتهزت فرصة انشغالهم لأهرب، فالموت لا يكون باختيار البشر”.

تختلف تصرفات عناصر الجبهة من منطقة إلى أخرى. ففي الرقة مثلاً لوحظ الكثير من المشاكل بين عناصر من “جبهة النصرة” والمجلس المحلي التابع لمنطقة تل أبيض، وذلك لعدم تبعية المجلس لقوانين الجبهة وأفكارها.

في سراقب لم يرضَ الأهالي بتجاوزات “جبهة النصرة”، وبفرض آراء أمرائها التعسفية، فقاموا بتظاهرة ضد الإسلاميين إثر قيامهم بمداهمة المنتدى الثقافي في المدينة وفرض إغلاقه. ورفع الناشطون شعارات كتلك التي يرفعها السوريون ضد النظام السوري، لكن هذه المرة أبلغوا فيها الجبهة وجميع المتشددين بأن الجهاد هو ضد النظام وليس في المداهمات التي يقومون بها ضد المدنيين.

في مدينة تل ابيض أيضاً تمت محاولة اغتيال لأحد القادة العسكريين (ابو عزام) بوضع عبوة ناسفة في سيارته، وبعد فشل محاولة اغتياله قام عناصر من “جبهة النصرة” برمي قنبلة يدوية عليه، ما أسفر عن إصابته بجراح خطيرة، فتمّت مهاجمة المقر لاعتقال العناصر الموجودة فيه وتم حجزهم إلى ان تدخلت معظم التشكيلات المعارضة في المنطقة لإطلاق سراحهم.

لا أحد يؤكد ما هي الجهات التي تدعم تشكيلات الجبهة، لكن ثمة من يقول إن الدعم يصل من جهات منفردة، كالأمراء الجهاديين الذين يأتون الى سوريا حاملين الأموال لدعم المقاتلين، أو بعض الامراء السلفيين في الدول الاسلامية.

أما المؤكد فهو أن العمليات التي تقوم بها “جبهة النصرة”، والمواد التي يقوم عناصرها بتجهيزها للعمليات الانتحارية تكلّف الكثير من الاموال، التي لا يمكن تغطيتها من قبل داعمين أفراد.

مواجهات دامية بجبهات متفرقة بسوريا

                                            تصاعدت حدة المواجهات بين قوات النظام في سوريا وعناصر الجيش الحر على جبهات متفرقة، واندلعت اشتباكات عنيفة عند مداخل مخيم اليرموك بالعاصمة دمشق.

وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة أن قوات الجيش الحر استهدفت رتل دبابات أثناء مرورها في حي العباسيين بدمشق، مما أسفر عن تدمير دبابة وإعطاب اثنتين في محاولة من الجيش الحر لإبعاد قوات وآليات النظام خارج أسوار المدينة.

من ناحية أخرى، قال مجلس قيادة الثورة في دمشق إن قوات النظام السوري قصفت منطقة جوبر مساء أمس بمواد سامة لم تعرف طبيعتها على الفور.

وبثت شبكة شام الإخبارية صورا على الإنترنت تظهر أشخاصا بدت عليهم أعراض الاختناق والصداع وضيق شديد في حدقة العين. وكانت الأمم المتحدة قد شكلت لجنة للتحقيق في هجمات مفترضة بسلاح كيميائي جرت في موقعين في سوريا، لكن اللجنة لم تصل بعد بسبب خلافات مع النظام السوري بشأن إجراءات التحقيق.

مواجهات متجددة

في غضون ذلك، ارتفع عدد القتلى إلى ثمانية في ريف حماة وذلك جراء القصف العنيف الذي استهدف المنطقة.

وفي ريف حماة أيضا، قال ناشطون سوريون إن كتائب المعارضة المسلحة قصفت قاعدة صواريخ تابعة لقوات النظام. وقال مركز “صدى” الإعلامي إن قوات المعارضة استخدمت صاروخ غراد في قصفها للقاعدة الواقعة في بلدة شطحة بريف حماة وأصابتها بشكل مباشر. من جهة أخرى جددت قوات النظام قصفها مدينة السلمية بريف حماة.

كما قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ منطقة سلمى في ريف اللاذقية. وتحدثت شبكة شام عن قتيل وعشرات الجرحى جراء القصف العنيف لقوات النظام براجمات الصواريخ الذي استهدف بلدة المليحة في ريف دمشق.

من ناحية أخرى، جددت قوات النظام قصفها من اللواء 52 على مدينة الحراك بريف درعا. وأفادت شبكة شام بأن قوات الجيش الحر استهدفت بالمدفعية الثقيلة مبنًى للشبيحة على طريق السد بدرعا، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير جزء كبير من المبنى.

وقال ناشطون إن المبنى كان أحد معاقل القناصة في استهداف المدنيين. كما جددت قوات النظام قصفها لحي الكرك بدرعا، وامتد القصف ليشمل بلدة المسيفرة بريف المدينة.

وكانت لجان التنسيق السورية قد قالت في وقت سابق إن 116 شخصا قتلوا أمس السبت بنيران قوات النظام، بينهم عشر سيدات و13 طفلا، قضى معظمهم في قصف الطيران الحربي على حلب ودمشق وريفها وحماة.

وكان الجيش الحر قد أعلن في وقت سابق أنه أسقط طائرة حربية في حماة التي شهدت بدورها قتالا تمكن على إثره مقاتلو المعارضة من تدمير حاجز الإطفائية في حي طريق حلب بالمدينة.

روسيا تنتقد توسيع التحقيق بكيماوي سوريا

                                            انتقدت روسيا أمس السبت ما وصفتها بتحركات غربية لتوسيع تحقيق مزمع للأمم المتحدة في استخدام الأسلحة الكيميائية بسوريا، وقالت إن هذا التوجه يعرقل التحقيق.

وقالت الخارجية الروسية في بيان “ليس بوسعنا إلا أن نستنتج أن الأمانة العامة للأمم المتحدة تحت ضغط من دول معينة تبنت موقفا غير بناء وغير متناسق، وأنها تعرقل بشكل أساسي التحقيق في تقارير خاصة عن احتمال استخدام أسلحة كيميائية في سوريا يوم 19 مارس/آذار، وهو الأمر الذي يمكن التحقق منه في هذه المرحلة”.

وانتقدت موسكو خطوة الأمم المتحدة واصفة إياها بأنها “غير مقبولة ولا يمكن التسامح معها”، ودعت المنظمة الدولية إلى التصرف بناء على مبادئ “الحيادية”.

وكانت السلطات السورية قد تبادلت الاتهامات مع المعارضة بشأن نشر أسلحة كيميائية في هجوم قرب مدينة حلب يوم 19 مارس/آذار الماضي وأدى إلى مقتل 25 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من مائة آخرين.

رسالة الأمم المتحدة

وجاء الانتقاد الروسي ردا على رسالة قالت موسكو إن الأمم المتحدة أبلغت فيها الحكومة السورية عزمها توسيع نطاق التحقيق لتجاوز الحادث الذي وقع قرب حلب.

وأشار بيان الخارجية الروسية إلى أن الأمانة العامة للأمم المتحدة تسعى إلى توسيع تفويض المفتشين للسماح لهم بالدخول إلى أي موقع في سوريا بلا قيود، والتحدث إلى جميع الأشخاص الذين يرى الخبراء ضرورة في سؤالهم واستخدام طائرات لنقل الخبراء.

وأضاف أن هذا النهج يذكر بمسار التحقيق في وجود أسلحة كيميائية بالعراق والذي استند إلى بيانات خاطئة عن عمد وأدى إلى نتائج معروفة وفق البيان، في إشارة إلى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

ووصف المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش نهج الأمم المتحدة في القضية بأنه سيأتي “بنتائج عكسية”، قائلا إنه لا توجد معلومات بشأن أي حوادث أخرى تتضمن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال يوم 21 مارس/آذار الماضي إن منظمته ستفتح تحقيقا مستقلا في ما تردد عن وقوع هجوم بالأسلحة الكيميائية في سوريا في أقرب وقت ممكن.

واتهمت روسيا الشهر الماضي دولا غربية بمحاولة استخدام التحقيق للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، وقال إن التحقيق لن يتسم بالموضوعية ما لم ينضم إليه خبراء من روسيا والصين إلى فريق المحققين.

 أسباب جمود براغ تجاه الثورة السورية

                                            أسامة عباس-براغ

 يستغرب أبناء الجالية السورية في جمهورية التشيك، موقف البلاد الذي يميل إلى الجمود وتفضيل النظام الحالي في دمشق، على دعم الثورة والتغير هناك، في حين هناك جملة أسباب تحدث عنها بوضوح المطلعون على المواقف المحلية والدولية للجزيرة نت.

 رئيس الكتلة البرلمانية بالاتحاد الأوروبي عن الحزب الشيوعي ووزير خارجية الظل بالحزب التشيكي ميلوسلاف رانسدورف يرى أن مجموعة من مجمل العلاقات الدولية تضغط على الموقف في بلاده، في اتجاه دعم وتفضيل نظام بشار الأسد، وفي مقدمتها العلاقات التشيكية الإسرائيلية الألمانية والروسية أيضا.

 ويضيف رانسدورف، في حديث للجزيرة نت، أن العلاقات المميزة بين براغ وتل أبيب تدفع نحو عدم دعم أي عمل عسكري خارجي غير محسوب النتائج مما قد يهدد أمن إسرائيل، ويفتح كامل المنطقة على احتمالات يصعب السيطرة عليها، وانطلاقا من عدم الرغبة الإسرائيلية للمخاطرة يتم تفضيل الجلوس إلى طاولة الحوار للخروج بحل يرضي جميع الأطراف لإنهاء الأزمة المتفاقمة هناك.

رئيس نادي الكتاب التشيكي يرجي ديديتشك قال إن بلاده ليست بصدد تعكير صفو العلاقات المميزة مع موسكو، خاصة الاقتصادية المتسارعة في الإيجابية بين البلدين، على حساب الوقوف مع المعارضة السورية، ودعم مطالبها في التسليح والتدخل العسكري عبر حلف شمال الأطلسي أو غيره.

مناقصات مغرية

ويلفت ديديتشك للجزيرة نت إلى أن روسيا “تحاول السيطرة على البلاد عبر تقديم مناقصات مغرية” على سبيل المثال قدمت عرضا مميزا مقارنة بما قدمه الأميركان لتحديث وتوسيع كبرى المحطات النووية جنوب البلاد “تيملين”.

وقال رئيس مجلس الشيوخ ميلان شتييخ مؤخرا عن المشروع  إن حصول الشركة الروسية على هذه الصفقة سيفتح آفاقا جديدة للتعاون بين البلدين، والهيمنة على أسواق الطاقة وسط القارة الأوروبية، أضف إلى ذلك توقيع الجانب التشيكي مع الروس مؤخرا اتفاقا لبناء منشأة لتخزين الغاز، في مستودعات ضخمة تحت الأرض، في منطقة مورافا التشيكية عبر شركة غازبروم الروسية، ستصبح جاهزة للاستخدام عام 2016، وتتسع الخزانات إلى 448 مليون متر مكعب من الغاز.

بعض مصادر الجالية السورية بالعاصمة براغ قالت للجزيرة نت إنه توجد صفقة لم يتم تناولها إعلاميا بين براغ ونظام الأسد، تصل إلى الملايين من الدولارات، في شكل تحديث للبنى التحتية بشكل مشروع، لخط عام طريق دمشق وحلب، قبل أعوام كان عراب هذه الصفقة مواطنا سوريا، درس هنا في براغ ويرتبط بعلاقات قوية ومميزة مع أقرباء الرئيس، من آل مخلوف وتحديدا وفيق مخلوف.

نهب ثروات

الناشط في الثورة السورية بالتشيك ورئيس الجالية الكردية رشيد خليل قال للجزيرة نت “لا نعرف تماما مدى ارتباط التشيك والنظام في دمشق اقتصاديا، لكن ما هو واضح أن السفارة الوحيدة التي تمثل اليوم بمستوى رفيع هي التشيكية في دمشق بسفيرة هاجمت الثورة بشكل علني في التلفزيون التشيكي، وقالت إن الثورة مشبوهة في ظل نظام يحمي الأقليات، وهي تعرف تماما أن هذا النظام يحتقر كل أطياف الشعب السوري، خاصة عندما يتعلق الأمر ببقائه، ومصلحة استمراره في نهب ثروات البلاد”.

المستشار بالاقتصاد والسياسة الدولية والمسؤول في العلاقات الدولية بالحزب الشيوعي التشيكي سابقا حسن شرفو قال للجزيرة نت إن التشيك يراعون بالدرجة الأولى العلاقات الاقتصادية وتأثيرها سلبا على البلاد، وهي ترتبط بالدرجة الأولى بالاقتصاد الألماني في مجال التصدير، ومن ثم روسيا، ومن المعروف أن المانيا ولأسباب عقدة اضطهاد النازية لليهود، تخضع للضغوطات الإسرائيلية التي لا تريد لنظام الأسد التغيير، بفضل استقرار الوضع بالجولان المحتل لعقود، بدأت مع تسلم الأب حافظ ومن ثم ابنه بشار.

والموقف التشيكي أيضا يتناغم بهذا المجال في رفض دعم الثورة السورية مع الألماني والإسرائيلي، لطالما هناك غموض في البديل لهذا النظام، مع حساب خط الرجعة عندما يقدمون المساعدات الإنسانية للشعب هناك، لعلها تساعدهم في حفظ ماء الوجه في حال سقط النظام بدمشق.

قمع واعتقال متواصل بعهد الأسد الابن

أكثر من 194 ألف سوري اختبروا تجربة الاعتقال القاسية منذ بداية الثورة قبل عامين، ولم تعد القصص المروعة التي تحدث في تلك الزنازين سرا يخاف الناس من تداوله كما كان قبل الثورة.

ولم يعد المعتقل السياسي شخصا يتجنب كثيرون الاحتكاك به كنوع من إرضاء النظام والخوف منه، فخلال الثورة تكشفت للعالم الانتهاكات في السجون السورية لكن للاعتقال السياسي جذورا تمتد لخمسة عقود هي عمر النظام السوري الحالي.

ورغم أن عهد الأسد الابن بدأ بوعود بالتغيير والانفتاح فإنه كان على من اختاروا هذا الطريق أن يدفعوا ثمن خيارهم بالسجن والبقاء تحت مراقبة المخابرات وتجسسها.

فأسامة نصار كان طالبا جامعيا عندما بدأ نشاطه المدني مع مجموعة من رفاقه المتسمين بالحماس بمدينة داريا، يقول للجزيرة نت إن مشاكلهم مع المخابرات بدأت منذ عام 2000 وطردوا من جامع أنس بن مالك حيث كانوا يعقدون حلقات دورية لأنهم خرجوا عن المسار المحدد لهم، وفقا لتعبير نصار.

واعتقل نصار مع رفاقه ضمن ظروف سيئة عام 2003 في مهاجع مزدحمة بمجرمين متهمين بالقتل وقطاع الطرق والمخدرات والدعارة، وذلك بعد مدة أكثر من شهر ونصف الشهر قضوها في زنازين انفرادية تعرضوا فيها للعنف والحرمان من النوم.

قمع النشاط المدني

وأمضى هؤلاء الشبان فترات متفاوتة بلغت سنتين لبعضهم مثل يحيى الشربجي وهيثم الحموي ومحمد شحادة ومعتز مراد، على خلفية قيامهم بمسيرة صامتة في داريا وإطلاق حملة للنظافة كنسوا خلالها شوارع مدينتهم ودعوا إلى مقاطعة الدخان الأميركي احتجاجا على غزو العراق في ذلك العام، وأيضا وزعوا منشورات تطالب بمكافحة الرشوة.

يقول نصار “كانت الزنازين الانفرادية سيئة جدا ومعتمة ليلا ونهارا وكانوا يرشون السولار فيها كل بضعة أيام بحجة مكافحة القمل”.

وأضاف “بعد اعتقالنا بيوم داهموا بيتي وأخذوا الكمبيوتر (الحاسوب) ودفتر المذكرات وأوراقي وكتبا أخرى، كرروا الأمر عام 2009، عمليا كانوا يصادرون كل ثروتي في كل مرة”.

وتحدث عن مراقبة واستدعاءات من قبل المخابرات على مدار تلك السنوات ومطالبتهم بالتوقف عن الاجتماعات التي كانوا يتناولون فيها كتب الفكر الإسلامي في بيت أحد أساتذتهم “كنا نقول لهم إن اجتماعاتنا لا شيء مخفيا فيها أو يشكل خطورة على البلد وأمنه، وطلبنا منهم أن يبعثوا بعنصر من المخابرات ليحضر معنا لكنهم لم يقتنعوا”.

أما الذين مارسوا السياسة بشكل مباشر فكانوا تحت طائلة المراقبة المكثفة والاعتقال بشكل أوسع، إذ كلف التوقيع على إعلان دمشق سنتين ونصف السنة من الاعتقال لثلاثة عشر معارضا.

أحد هؤلاء قال للجزيرة نت إنه انضم إلى إعلان دمشق للوصول إلى سوريا التي يحق فيها لكل سوري قول ما يريد دون أن يُسجن ويُحاكم. وذكر هذا أمام المحكمة التي أصدرت حكم السجن بحقه بتهمة المساس بهيبة الدولة.

ضغوطات متواصلة

وأضاف أنه أُجبر تحت التهديد على التوقيع على كلام لم يقله “إن المحقق كان يضع يده على الورقة في أثناء التوقيع لكي لا أرى شيئاً ومع ذلك استطعت أن أرى في محضر الأوراق أموراً لم أقلها في التحقيق ولم يوجه لي أسئلة حولها أصلا”.

عند انتهاء مدة الاعتقال أعادوه إلى فرع أمني “أعطوني هناك محاضرة طويلة في الوطنية وكانت الرسالة واضحة في المرة الثانية ستكون التهمة هي التجسس (ولن تخرج أبداً) هكذا كان التهديد، الكلام ذاته قيل لكل معتقلي إعلان دمشق قبل إطلاق سراحهم”.

ومنذ ذلك الوقت أصبح التردد على فرع الأمن روتينا يعيشه هؤلاء “بعد الإفراج عني استمر الأمن باستدعائي بمعدل مرة كل شهر تقريبا، لإشعاري أنني تحت المراقبة ووضعي في جو يمنعني من العمل والتحرك”.

ندى الخش كانت من ضمن الموقعين على إعلان دمشق وتحدثت للجزيرة نت عن الضغوطات وسلسلة التحقيقات التي خضعت لها حيث مُنعت من السفر وتم نقلها تعسفيا من مقر عملها كمهندسة إلى وظيفة إدارية في غير تخصصها بمحافظة أخرى.

وتقول ندى “كان قطع تلك المسافة يوميا يسبب مشقة لي بسبب تقدم عمري وآلام مزمنة في الظهر أعاني منها وكانت طلباتي بالحصول على إجازة أو استقالة تقابل بالتجاهل دائما”.

ويعتبر بعض ناشطي ما قبل الثورة أن ما سُمي بـ”ربيع دمشق” الذي حمل آمالا بالتغيير وفق وعود بشار الأسد كان مجرد فخ لاصطيادهم، إذ عادت قبضة الأمن لتشتد سريعا كما كانت بعهد والده الراحل حافظ الأسد.

المناطق العازلة بسوريا تتطلب تدخلا عسكريا

                                            محمد النجار-عمان

قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة إن إقامة مناطق عازلة داخل سورية تتطلب دخول قوات عسكرية لحمايتها. وأضاف في تصريحات لصحف أردنية تنشر اليوم الأحد أن هذا الأمر لا يزال تحت البحث.

 ونقلت صحيفة “العرب اليوم” عن جودة قوله إن “إقامة مخيمات داخل دولة أخرى يعني ضرورة حمايتها عسكريا، وهذه الحالة تستدعي من الأردن إما إدخال الجيش أو قوات من الأمم المتحدة، والأمم المتحدة لا تدخل إلا بقرار من مجلس الأمن، ودخول الجيش الأردني يعتبر انتهاكا لسيادة دولة أخرى، وبالتالي فإنه يجب التفكير بعمق قبل اتخاذ مثل هذا القرار.. التفكير في الأبعاد الأمنية والسياسية والعسكرية، قبل التفكير في الأبعاد الإنسانية”.

وجاء حديث جودة بعد أيام من كشف رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور عن بحث عمّان في خيارات للتعامل مع التدفق الكبير للاجئين السوريين إلى الأردن، ومن بينها إقامة منطقة آمنة داخل سوريا، وخاصة في محافظة درعا جنوب سوريا والمتاخمة للحدود الشمالية للأردن.

كما تحدث عن بحث الأردن عن إقامة ممرات إنسانية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان داخل سوريا، وهو ما سيقلل عدد اللاجئين إلى الأردن، متحدثا عن نوعين من اللاجئين: الأول هارب من القصف إلى خارج سوريا، والآخر يهرب إلى مناطق أكثر أمنا داخل سوريا، متحدثا عن خطط لإدامة المساعدات لمن هم في الداخل.

ضلوع وضبابية

الوزير الأردني تجنب خلال لقائه بالصحفيين الرد على ما تناقلته وسائل إعلام غربية مؤخرا عن ضلوع الأردن بتدريب قوات سورية بالتعاون مع الولايات المتحدة وبريطانيا.

ورفض جودة وصف موقف بلاده مما يحدث في سوريا بأنه “ضبابي”، لافتا إلى أن الموقف واضح وهو الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري كممثل شرعي ووحيد، مع الدعوة إلى الحل السياسي.

وقال “الموقف الأردني واضح وصريح ويتمثل بالمطالبة بوقف العنف والوصول إلى حل سياسي”.

ولفت جودة إلى أن الأردن استقبل المعارضة السورية المنشقة مرات عدة، حيث استقبل رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب، ورئيس الوزراء المنشق رياض حجاب.

وزاد “حينما شارك الأردن في قمة عربية يجلس على مقعد سوريا ممثل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، لم يتحفظ الأردن على القرارات أو رفضها، فالأردن موقفه منسجم مع الغالبية العربية”.

وحول ما إذا كان هذا الموقف الأردني يعني القطيعة مع النظام السوري، قال جودة “هذا يخلق التوازن المطلوب لتقتنع القيادة السورية بأن الحل السياسي يجب أن يدخل حيز التنفيذ الآن، وهناك إجماع عربي، والأردن مع الإجماع العربي”.

وعن موضوع إغلاق السفارات السورية في العواصم العربية وطرد السفراء منها، أكد جودة أن هذا قرار سيادي لكل دولة.

وأوضح أن عمان لم تطلب من السفير السوري المغادرة ولم تغلق السفارة الأردنية في دمشق، “وهذا لا يعكس الموقف السياسي الأردني مما يحدث في سورية، وإنما يعكس المصالح الأردنية”.

اختناقات في جوبر بعد ضرب النظام الحي بالغازات

دبي – قناة العربية –

قالت شبكة سوريا مباشر إن النظام السوري ضرب حي جوبر في دمشق بالغازات، ما أدى إلى حدوث اختناقات.

وتتصاعد كل يوم الاشتباكات التي تجري في العاصمة دمشق.. هذه الاشتباكات التي تتوسع دخلت الى حيي جوبر والزبلطاني بينما هي مستمرة في الأحياء الجنوبية رغم قيام قوات النظام بعمل سواتر أمنية وحواجز لحماية مقراته في العاصمة.

وتواصل قوات النظام قصفها العنيف على المناطق الجنوبية والشرقية لمنع الجيش الحر من السيطرة على الطرق المؤدية للعاصمة.

ومن ناحيتها أفادت لجان التنسيق المحلية، أمس، بأن قوات النظام السوري قصفت العاصمة دمشق بصواريخ أرض أرض من طراز توشكا، وهي صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.

وللمرة الثانية منذ اندلاع الثورة، يدك نظام الأسد العاصمة دمشق بصواريخ جديدة من طراز توشكا.

واستهدف هذا النوع من الصواريخ الباليستية حي برزة الدمشقي، بعد أيام قليلة من قصف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بصاروخ من الطراز.

وتعد توشكا من أنظمة الصواريخ البالستية القصيرة المدى، التي تُحمل على متن منصات إطلاق متنقلة، وصُممت لتكون جنبا إلى جنب مع الوحدات القتالية البرية في ميادين المعارك.

وتمتاز تلك الصواريخ بدقتها في ضرب الأهداف كمواقع السيطرة والجسور ومرافق التخزين وتجمعات القوات والمطارات، وكذلك قدراتها التدميرية العالية، حيث تنفجر قبل إصابة الهدف بستة عشر مترا.

وبمقدور هذه الصواريخ حمل رؤوس نووية أو بيولوجية أو كيمائية قد يصل وزنها إلى 500 كيلوغرام.

وفي المقابل، تحدثت تقارير إعلامية عن امتلاك الجيش الحر، لبندقية قناصة من طراز AS-50 البريطانية الصنع.

وهذه البندقية يصل ثمنها لأكثر من عشرة آلاف دولار، وتتميز بوزنها الخفيف وسرعة تفكيكها.

ويعتمد هذا النوع من أسلحة القنص على ذخيرة متفجرة أو حارقة وغاز يعمل بشكل شبه آلي لمنع الارتداد، وصنعت خصيصا للقوات البريطانية والبحرية الأميركية عام 2007، إلا أن الجيش الحر نفى تلك التقارير.

قوات حكومية تستعيد قرية استراتيجية بحلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

استعادت قوات نظامية سورية الأحد سيطرتها على قرية ذات موقع استراتيجي هام بريف حلب بعد تقدم الكتائب المسلحة فيها واشتباكات استمرت عدة أيام، في حين أفادت مصادر “سكاي نيوز عربية” بتقدم للمعارضة المسلحة بآخر معقل للقوات الحكومية بريف الرقة.

وجاء في بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن “القوات النظامية السورية تمكنت من السيطرة على قرية عزيزة الاستراتيجية وعلى جسر عسان في ريف حلب، بعد اشتباكات اشتدت قبل أيام”.

تقع القرية على الطريق المؤدي إلى مطار النيرب العسكري شرقي مدينة حلب، وعلى هضبة مرتفعة تشرف على أحياء في جنوب المدينة، وتبعد نحو أربعة كيلومترات عن حيي المرجة والشيخ سعيد اللذين يسيطر عليهما مقاتلو المعارضة.

ونقل المرصد عن ناشطين في حلب أن “الكتائب المقاتلة انسحبت من القرية بسبب نقص الذخيرة واشتداد الاشتباكات”.

وكانت المعارك في محيط القرية تصاعدت قبل خمسة أيام، وقتل فيها عدد كبير من المقاتلين وعناصر الجيش السوري.

كما تعرضت أحياء طريق الباب والصاخور ومساكن هنانو شرقي مدينة حلب لنيران رشاشات ثقيلة، أطلقها طيران حربي الليلة الماضية، بحسب المرصد.

وكانت غارة جوية على حي الشيخ مقصود (شمال) ذات الغالبية الكردية في حلب تسببت السبت بمقتل 15 شخصا على الأقل، بينهم تسعة أطفال، بحسب المرصد السوري.

ويسيطر مقاتلو حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي على الحي. وبعيد الغارة، هاجم مقاتلون تابعون للحزب حاجزا للقوات النظامية عند المدخل الجنوبي لحي شيخ مقصود، فقتلوا خمسة جنود وفقا للمرصد.

وقالت مصادر سكاي نيوز عربية إن “الجيش السوري الحر” سيطر على كتيبة الاستطلاع في الفرقة17 بالرقة وغنم كميات كبيرة من الأسلحة.

وقتل السبت في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا أكثر من مئة شخص، بحسب حصيلة غير نهائية للمرصد الذي يقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى