أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد، 21 نيسان 2013

إجتماع اسطنبول يحض المعارضة على عزل «المتطرفين»

لندن، بيروت، إسطنبول – «الحياة»، أ ب، أ ف ب، رويترز

حض وزراء خارجية المجموعة الاساسية لـ «مؤتمر اصدقاء سورية» الذين اجتمعوا في اسطنبول أمس المعارضة السورية على عزل «المتطرفين»، خصوصاً «جبهة النصرة» التي اعلنت ولاءها لايمن الظواهري زعيم تنظيم «القاعدة».

وقررت واشنطن دعم «الجيش الحر» ومنحه معدات دفاعية لا تشمل اسلحة بقيمة 130 مليون دولار. في حين شدد اللواء سليم ادريس رئيس اركان «الجيش الحر»، في حديث الى الصحافيين، على هامش الاجتماع، على استحالة اجراء مفاوضات مع الرئيس بشار الأسد. وقال: «لا حل مع النظام من خلال المفاوضات وان الحل لن يتم سوى بقوة السلاح». وأضاف انه «يمكن اجراء مفاوضات مع النظام بعد انهياره بحثاً عن مخرج».

وعكس وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلله أمس موقف الدول الغربية قائلاً «إنه يتعين على المعارضة السورية ان تنأى بنفسها عن القوى الارهابية والمتطرفة». وأضاف «ان ألمانيا متشككة في شأن تزويد مقاتلي المعارضة بالسلاح».

وشارك في اجتماع اسطنبول وزير الخارجية الأميركي جون كيري و10 وزراء خارجية عرب واجانب. وتمثلت المعارضة بوفد ضم، إلى رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب، كلاً من رئيس الحكومة السورية الموقتة المكلف غسان هيتو ونواب رئيس الائتلاف جورج صبرا ورياض سيف وسهير الأتاسي والأمين العام للائتلاف مصطفى الصباغ واللواء إدريس.

وسبق الاجتماع الرسمي لقاء بين كيري والخطيب الذي ابلغه طلب «تعزيز الدعم المقدم الى الشعب السوري وسبل تمكينه من الدفاع عن نفسه وإنهاء معاناته بالاسراع في إسقاط النظام»، كما افاد بيان اصدره «الائتلاف».

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، يرافق كيري، أن بلاده «تنوي تقديم مساعدة إضافية غير قاتلة إلى المجموعات المعتدلة في المعارضة خصوصاً ائتلاف المعارضة السورية والمجلس العسكري الأعلى السوري». ووفق وسائل إعلام أميركية ستشمل هذه المساعدة «سترات واقية من الرصاص وعربات ومناظير ليلية، لكن طبيعتها وأحجامها ستحدد خلال مناقشات لاحقة بين الجانبين».

وسيبحث وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في مسالة رفع الحظر عن تصدير السلاح الى سورية الشهر المقبل، مع نهاية مدة الحظر الذي تدفع باريس ولندن الى انهائه. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ملخصاً الموقف ان «هناك سلسلة من الذرائع» مع أو ضد ذلك.

وأضاف: «لا نستطيع أن نقول إننا سنقول نعم لكل المسألة أو لا لكل المسألة».

وأشار البعض إلى أن تسليم أسلحة إلى الفصائل الأكثر اعتدالاً يمكن أن يعزز موقفها في مواجهة المجموعات ألأكثر تشدداً.

وفي الجانب الميداني، دارت اشتباكات ضارية بين مقاتلي «الجيش الحر» والقوات النظامية في ريف القصير في حمص وسط سورية، واتهمت المعارضة قوات النظام بارتكاب مجزرة وإعدامات ميدانية في بلدة تضم نازحي الجولان وتقع بين دمشق والهضبة المحتلة. وقتل 37 مقاتلاً في اشتباكات بين «جبهة النصرة» وأهالي قرية في شمال شرقي البلاد.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في قرى في ريف القصير، وقال أن ستة مقاتلين معارضين قتلوا خلال اشتباكات مع اللجان الشعبية الموالية للقوات النظامية التي تساندها عناصر من «حزب الله»، مشيراً الى قصف من القوات النظامية على القصير ومنطقة الحولة في ريف حمص. وتجددت المواجهات في قرى قادش والمنصورية والسعدية في ريف مدينة القصير، بعدما «تمكنت القوات النظامية من السيطرة على قرية الرضوانية في المنطقة».

واستمرت العمليات العسكرية في قرى وبلدات عدة في ريف دمشق وسط قصف جوي على اطراف المدينة. وأفاد المرصد بمقتل 69 شخصاً خلال اربعة ايام معظمهم من الرجال والمقاتلين في اشتباكات وقصف وإطلاق نار في بلدة جديدة الفضل. لكن المعارضة بثت اسماء 73 قتيلاً.

وأوضح المرصد ان «القوات النظامية السورية حاولت فرض سيطرتها الكاملة على بلدة جديدة الفضل في ريف دمشق الغربي»، مشيراً الى ان القتلى هم فتيان دون الـ16 عاماً من العمر وست سيدات و61 رجلاً، بينهم عدد لم يحدد من المقاتلين. ونقل عن ناشطين ان القتلى سقطوا في «قصف وإعدامات ميدانية» نفذتها القوات النظامية واشتباكات. وطاولت الاشتباكات اطراف جديدة عرطوز في حين تعرضت داريا الواقعة قرب جديدة عرطوز، الى قصف مدفعي وصاروخي عنيف.

وفي بلدة المسرب في دير الزور في شمال شرقي البلاد، اعلن امس مقتل 37 شخصاً خلال المواجهات بين مسلحين من القرية ومقاتلين من «جبهة النصرة» استمرت عشرة ايام، قامت خلالها القوات النظامية بتسليم اسلحة الى شبان القرية. واشار المرصد الى حصول غارات جوية وقصف صاروخي على اماكن مختلفة في سورية، كان بينها قتل اسرة تضم ثمانية اطفال بقذيفة في سراقب في ريف ادلب.

لبنان: جهود تنشّط اتصالات تأليف الحكومة وقذائف الاشتباكات السورية تصل إلى الهرمل

بيروت – «الحياة»

أكدت مصادر متعددة لـ «الحياة» أمس في بيروت، أن الاتصالات لتأليف الحكومة اللبنانية الجديدة شهدت تنشيطاً خلال اليومين الماضيين يمكن أن يطلق موجة جديدة من المداولات تساهم في تقريب عملية التأليف، بعد أن كانت تجمدت عند عتبة التباين حول شكل الحكومة الجديدة بين مطالبة «قوى 8 آذار» بحكومة وحدة وطنية يتمثل فيها جميع الفرقاء وبين إصرار الرئيس المكلف تمام سلام على أن تكون من غير المرشحين للانتخابات النيابية وغير الحزبيين لأن مهمتها الأساسية إجراء الانتخابات النيابية في أقرب فرصة، فضلاً عن الخلاف على ربط التأليف بالاتفاق على قانون الانتخاب من قبل بعض قوى 8 آذار و «التيار الوطني الحر» الذي يتزعمه العماد ميشال عون ورفض سلام هذا الربط.

وبموازاة الاهتمام بتأليف الحكومة الجديدة، حصل تطور هو الأول من نوعه مساء أمس في سياق انعكاسات الأزمة السورية على لبنان، بسقوط 3 قذائف صاروخية في وسط بلدة الهرمل البقاعية جراء الاشتباكات الدائرة في منطقة القصير السورية بين الجيش النظامي السوري و «الجيش السوري الحر» للسيطرة على محيطها. ولم تسفر القذائف عن إصابات بالأرواح واقتصرت أضرارها على الماديات نظراً الى أنها انفجرت في الحدائق المحيطة بالمنازل. وكانت قذائف سقطت نهاراً في بلدة القصر الحدودية، لكن بلوغها الهرمل يُعتبر تطوراً جديداً نظراً الى بعدها النسبي عن الحدود.

وقالت مصادر مواكبة لاتصالات جرت بعيداً من الأضواء خلال الـ48 ساعة الأخيرة، إنها أدت الى فتح خطوط التواصل بين بعض الفرقاء وسلام، على نطاق واسع. ورجحت أن يكون من بينها زيارة قام بها أمس من دون إعلام المعاون السياسي لرئيس البرلمان نبيه بري الوزير علي حسن خليل للرئيس سلام من أجل التداول في المبادئ التي ستستند إليها عملية تأليف الحكومة.

وأكدت مصادر مقربة من سلام أن اتصالات جرت بينه وبين رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط بعد عودة الأخير من السفر قبل 3 أيام، عرضا خلالها الصعوبات التي تواجه التأليف، فضلاً عن الاتصالات التي جرت بين سلام وبين رئيس الجمهورية ميشال سليمان، أدت الى إطلاق جولة جديدة من التواصل مع فريق 8 آذار، فزار الرئيس المكلف أمس الوزير من «الحزب السوري القومي الاجتماعي» علي قانصو، فضلاً عن أن موفدين آخرين أخذوا يتحركون بين الجانبين من دون ضجيج إعلامي. وأوضحت مصادر أخرى أن جنبلاط كان أوفد وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور الى الرئيس بري ثم الى سلام، وأن مستشار سليمان الوزير السابق خليل الهراوي تحرك في اتجاهات عدة أيضاً.

وأوضحت مصادر سلام أن من بين أسباب تنشيط الاتصالات أيضاً اكتشاف فريق 8 آذار أن لا صحة لكل ما قيل في الحملة التي تعرض لها بأنه ألّف تشكيلة حكومية ليعرضها على رئيس الجمهورية من دون التشاور مع الفرقاء في وقت قال سلام لزواره: «لم أتشاور مع نفسي بعد حول الأسماء التي عرضت علي وطلبت تزويدي بها من الجميع»، وفق ما نقلت عنه مصادره. كما نقل زوار سلام لـ «الحياة» عنه قوله: «أنا بطبعي وفاقي ولا أكسر مع أحد أو أكسر أحداً ولن أغير طبعي في تأليف الحكومة». وشدد زواره على أنه «لم يفكر في أي لحظة بحكومة أمر واقع لكنه ما زال على مبادئه في عملية التأليف أي أن يكون الوزراء من غير المرشحين للانتخابات وحياديين وسياسيين لا يستفزون أحداً وليسوا من لون فاقع، لأنه يريد تجنب نقل الخلافات الى داخل الحكومة التي مهمتها الرئيسة إجراء الانتخابات النيابية في أقرب وقت، كما حصل مع الحكومات السابقة، ما سبب فشلها نتيجة خضوع عملها للتجاذب».

وفيما غمز رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من قناة سلام برده على رفض الأخير تكرار تجربة أسلافه في طريقة تأليف الحكومة والدخول في بازار حول الحصص، بالقول إن سلام «سيدرك مع الوقت أن هناك فارقاً بين المثالية والواقعية»، فإن مصادر شاركت في جهود تنشيط الاتصالات بين سلام والفرقاء قالت لـ «الحياة» إن قوى 8 آذار سلّمت للرئيس المكلف بمبدأ المداورة في توزيع الحقائب بين الطوائف والمذاهب والقوى السياسية، وأن النقاش يدور الآن على ما إذا كانت تقبل معه بمبدأي أن يكون الوزراء من غير المرشحين ومن غير الحزبيين، إذ يصر فرقاء في قوى 8 آذار على أن يتم تمثيلهم بمحازبين مقابل معلومات من مصادر مشاركة في الاتصالات تفيد بأن سلام يفضل أن يسمي الفرقاء أشخاصاً غير حزبيين مقربين منهم.

وأوضحت أوساط الرئيس سلام أن قيادات من قوى 8 آذار كانت أخذت على الرئيس المكلف عدم اجتماعه بالقادة السياسيين من أجل التشاور حول التأليف، وأخذ بعضهم يذكّر بعدد المرات التي زار فيها كل من رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة والرئيس السابق سعد الحريري والرئيس ميقاتي الرئيس بري والعماد عون من أجل حلحلة العقد لتأليف الحكومة، إلا أن رفض سلام اعتماد هذا الأسلوب لأنه يخالف الأصول، من دون أن يستبعد احتمال قيامه ببعض الزيارات، دفع بعض الفرقاء إلى تفهم موقفه والاستعاضة عن زياراته للأطراف بموفدين واتصالات هاتفية.

وأشارت المصادر الى أن تكثيف التواصل حول التأليف في الساعات الماضية سيلعب دوراً في تحديد مسار العملية، وأن الرئيس المكلف الذي التزم بعدم إطالة أمد استيلاد الحكومة ما زال ضمن المهلة المعقولة، لعل الأمور تتضح أكثر مع بداية الشهر المقبل.

سلفيو الأردن… شريان حياة «جبهة النصرة» في جنوب سورية

عمان- تامر الصمادي

يتسلل مقاتلون إسلاميون يتبعون التيار السلفي الجهادي في الأردن إلى مدينة درعا، كبرى مدن الجنوب السوري، تحت عتمة الليل، مجتازين كمائن أقامها الجيش الأردني على طول الحدود مع جارته الشمالية، والتي تقدر بنحو 350 كيلومتراً.

يسلك هؤلاء طرقاً وعرة، وحقول ألغام زرعها النظام السوري، على أمل اللحاق بقواعد جبهة النصرة، التي أدرجتها الولايات المتحدة على قائمة المنظمات الإرهابية، معتمدين على عصابات تنشط بتهريب السلاح والبشر إلى بؤر القتال الساخنة، في مقابل مبالغ تتراوح بين 600 إلى 900 دولار، على الشخص الواحد، ناهيك عن الرسوم المفروضة على قطع السلاح، التي تتجاوز 400 دولار على القطعة الواحدة.

ويعد الثلاثيني «أبو قدامة»، وهو اسم مستعار اختاره للتعريف بنفسه، أحد أبرز أعضاء التيار، الذين تمكنوا من خرق الحدود المحصنة، واللحاق بإحدى كتائب الجبهة الناشطة داخل أحياء درعا البلد، قبل تعرضه لإصابة خطرة ألزمته العودة إلى الأردن، فغدا مطلوباً لدى جهاز المخابرات العامة.

يقول: «أمضيت أسابيع في صفوف المجاهدين… كنت برفقة المئات من الأردن والخليج وكذلك العراق». وأضاف، وقد تركت الحرب ندوباً كبيرة على وجهه وجسده: «لقد فقدت إحدى ساقي، بسبب إصابتي من راجمة صواريخ، ولا يزال جسدي يحتفظ بشظايا عجز الأطباء عن إخراجها».

وأردف: «أصر المجاهدون على أن أعود إلى الأردن لتلقي العلاج، لكنني تعهدت العودة مرة أخرى… وكما دخلت إلى سورية بواسطة المهربين خرجت بمساندتهم أيضاً، تحت ستار الليل، عبر خطوط سرية، خصصت لتهريب العتاد والمتطوعين».

وفي قلب مدينة الزرقاء التي تبعد 25 كيلومتراً عن عمان، وتعد معقلاً لنفوذ السلفية الجهادية، التقت «الحياة» القيادي البارز لدى التيار منيف سمارة، الحاصل على شهادة الدكتوراه في الطب العام، والمتزوج من مسلمة فرنسية دأبت طيلة الفترة الفائتة على ترجمة مؤلفات يصدرها الأب الروحي لمقاتلي الأردن عصام البرقاوي، المعروف بـ «أبو محمد المقدسي»، الذي يقضي حكماً بالسجن، على خلفية اتهامه بالإرهاب.

تحدث سمارة وهو صاحب لحية كثة تدلت على ثوب أفغاني داكن اللون، عن أبرز محطات عبور السلفيين الأردنيين الأراضي السورية، مؤكداً أن هؤلاء يشكلون بعددهم وخبراتهم القتالية المتراكمة، شرياناً مغذياً لأعضاء النصرة، ولبعض الكيانات المقاتلة، ذات الصبغة الإسلامية.

وقال خلال المقابلة التي أجريت في منزله الكبير، والمشيّد على ربوة ابتعدت من ضجيج المدينة التي تغص بمخيمات كئيبة يقطنها فلسطينيون فقراء: «يحتاج النزول إلى سورية خططاً أمنية محكمة، وتعاوناً مكثفاً مع مهربين كانوا حتى أمس القريب (قبل الثورة) ينشطون بتهريب الدخان السوري إلى المدن والقرى الأردنية المتاخمة … إنهم يتقاضون على الشخص الواحد مبالغ باهظة تتراوح بين 400 إلى 500 دينار أردني».

وأضاف: «كثيرون من السلفيين وغالبيتهم فقراء باعوا بيوتهم، وسياراتهم، وحتى اسطوانات الغاز، ليتمكنوا من دفع تكاليف العبور وشراء قطع السلاح الخفيفة».

ويشهد سوق السلاح المهرب إلى سورية، الذي يبتاعه السلفيون داخل بؤر محددة جنوبي عمان، لا سيما في منطقتي سحاب واللبن، ارتفاعاً غير مسبوق في أسعاره، وفق عناصر جهادية تحدثت إليها «الحياة».

ووفق هذه العناصر التي اشترطت عدم ذكرها خشية الملاحقات الأمنية، وصل سعر «الكلاشنيكوف» الذي بات سلعة نادرة هذه الأيام الى 1300 دينار، بعد أن كان بـ600 دينار بداية الأزمة السورية.

وتجاوز سعر الرصاصة الواحدة دينارين ونصف الدينار، بعد أن كانت بدينار واحد قبل الأزمة.

ووفق سمارة، «يعبر السلفيون مدينة درعا الحدودية ليلاً، كإجراء أمني، يتخلله المسير بين الجبال والأودية السحيقة، والتنقل بين قرية وأخرى، قبل أن يجري التجمع في أماكن محددة مسبقاً، لغايات التوزيع على الوحدات العسكرية، وفق الحاجة».

يقول: «المجاهدون في سورية يحتاجون الى مقاتلين جيدين، وهي ميزة تتوافر في أعضاء السلفية الأردنية».

ويضيف أن 500 أردني على الأقل يحاربون الآن القوات السورية، وأن نحو 40 منهم قتلوا، وأن 7 قضوا بعمليات «استشهادية».

وتشير أرقام أكدتها مصادر أمنية وسلفية لـ «الحياة»، الى أن عدد الجهاديين المقيمين داخل الأردن يصل إلى نحو 5 آلاف، يعملون بالخفاء، وينتظرون فرصة اللحاق بـ «إخوانهم» المقاتلين، فيما تراقبهم السلطة عن كثب.

ويشرح سمارة أن معظم جهاديي الأردن المرابطين على الجبهة السورية، وغالبيتهم من الزرقاء، والرصيفة، تليها عمان، ثم مدن الجنوب والوسط، فالشمال، يعكفون على قيادة ألوية عسكرية نافذة داخل النصرة، حيث إن كثيراً منهم سبق أن خاض معارك في أفغانستان، والعراق، والشيشان، واليمن.

ويعد إياد الطوباسي، المعروف بـ «أبو جليبيب»، من أبرز القادة الأردنيين لدى الجبهة، وهو صهر أبو مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم القاعدة السابق في بلاد الرافدين.

ولد «أبو جليبيب» البالغ من العمر 33 سنة في حي النزهة الفقير وسط الزرقاء، وقاتل إلى جانب الزرقاوي في أفغانستان والعراق، وهو اليوم يشغل موقع أمير جبهة النصرة في الشام ودرعا.

وكان تعرض قبل 4 شهور لإصابة بالغة نقل على أثرها إلى تركيا لتلقي العلاج، قبل أن يعود مرة أخرى لاستئناف القتال.

أما مصطفى عبداللطيف المعروف بـ «أبو أنس الصحابة»، فهو أردني آخر من قيادات النصرة، يتحدر من لواء الرصيفة (ذي الغالبية الفلسطينية) الملاصق للزرقاء، ويعتبر القائد العسكري الأول للمنطقة الجنوبية.

يقول سمارة إن «الشريان المغذي للنصرة بعد السوريين، هم الأردنيون يليهم الخليجيون، ثم العراقيون والمغاربة».

ويقدر خبير الجماعات السلفية حسن أبو هنية عدد السوريين في صفوف الجبهة اليوم بنحو 1500 مقاتل، من مجموع مقاتليها البالغ نحو 4 آلاف.

ويؤكد أن سورية باتت أكبر منطقة استقطاب للسلفيين الجهاديين بعد أفغانستان، مشيراً إلى آلاف المقاتلين العرب والمتطوعين الأوروبيين والقوقازيين.

ولا يستبعد أبو هنية وجود رغبة لدى دول عربية بالتخلص من الجهاديين عبر «محرقة سورية»، لكنه يشير إلى قلق دول عدة من أن يمثل عبور هؤلاء نحو الجارة الشمالية بداية لتكرار سيناريو الأفغان العرب.

ويؤكد قائد ميداني لدى الجيش السوري الحر في درعا، مستوى التنظيم العالي والقوة على الأرض لمقاتلي النصرة، قائلاً إنهم «الأفضل تسليحاً على مستوى الجنوب السوري».

ويقول زعيم السلفية الجهادية في جنوب الأردن محمد الشلبي، المعروف بـ «أبو سياف»، إن «الحكومة الأردنية تحاول منع مقاتلي التيار من عبور الحدود للانضمام ضد قوات (الرئيس) بشار الأسد».

ويضيف «أبو سياف» المقيم في مدينة معان الصحراوية على بعد 160 كيلومتراً إلى الجنوب من عمان، (ذات غالبية شرق أردنية): «جلسنا مع قادة الأجهزة الأمنية، حاورناهم، قلنا لهم ما المانع في أن تتركونا نذهب إلى سورية».

وتابع: «إنهم يخشون أن يرجع مقاتلونا كما رجع الأفغان العرب، ويعلنوا الجهاد والقتال داخل مناطقهم، لكنه خيار غير وارد… ثمة ساحات قتال المجاهدون أولى بها».

واعتقل الأردن نحو 100 جهادي خلال الأيام القليلة الفائتة، قبل وصولهم سورية.

ويقول مسؤولون أردنيون إن الجيش وقوات الأمن يبذلان قصارى جهدهما للسيطرة على الحدود بين البلدين التي يسهل اختراقها.

ومبعث القلق الأكبر للأردن هو تصاعد نفوذ المقاتلين المتشددين في صفوف المعارضة السورية.

يقول ماهر أبو طير، وهو معلق سياسي محيط بدوائر القرار، إن لدى عمان «خشية متصاعدة من تشكل إمارة جهادية على خاصرتها الحدودية مع سورية، وما قد يترتب عليها من اشتباك محتمل واختراق للأرض الأردنية، التي سبق أن اكتوت بنار القاعدة والجماعات المتشددة».

توزيع أولي للمقاتلين الأجانب في سورية

تعتمد الكتائب الإسلامية الجهادية (جبهة النصرة – أحرار الشام – مجلس شورى المجاهدين – أنصار الشريعة – كتائب البتار – لواء الفجر) على العناصر الأجنبية في هيكلها سواء مقاتلين أو شرعيين ورجال دين أو خبراء وتقنيين ومنظرين سياسيين. وينقسم الوجود الأجنبي في هذه المجموعة إلى قسمين:

القسم العربي وهو نوعان من المقاتلين العرب: خليجي ومغربي. قسم قاتل في مناطق مثل العراق وأفغانستان والشيشان وليبيا، وقسم كانت التجربة السورية بداية له.

ويُعتمد على القسم الأول كون أصحابه يملكون خبرة واسعة وتجارب يعتمد عليها في القيادة الشرعية والعسكرية. القسم الثاني هو الأكثر ميدانية وينشط في المعارك والجبهات الساخنة بعد أن يكون أفراده التحقوا بمعسكرات التدريب على الحدود التركية أو في المناطق الداخلية «المحررة».

كما يعتمد على القسم الثاني المغمور نوعاً ما في العمليات الاستشهادية وغالبيتهم من المغرب العربي والسعودية والكويت والأردن وليبيا وتونس التي تدفق منها الكثير من أنصار التيار السلفي الجهادي.

أما القسم الأجنبي فهو الأقل ظهوراً للعامة ولكن وجوده ليس قليلاً داخل تلك التيارات وخصوصاً جبهة النصرة في الوقت الحالي، فثمة مقاتل آتٍ من فرنسا وعمل لفترة طويلة مدرباً عسكرياً في كتائب أحرار الشام في ريف إدلب لكنه غادر بعد أن قام بتدريب عدد من المقاتلين.

المقاتلون من مناطق القوقاز لهم النصيب الأكبر من الحظوة ولهم سمعة قوية في العمل العسكري. الحديث عن عملياتهم يحتل حيزاً من حديث المقاتلين الإسلاميين. ولكن القوقازيين أقل الناس ظهوراً، على الأقل في منطقة ريف إدلب الشرقي. ويكثر وجودهم في منطقة ريف حلب الغربي، أي في منطقة أعزاز والمناطق المجاورة، وفي داخل حلب حيث يبرع هؤلاء المقاتلون في حرب الشوارع والقنص. مقاتلون من أوكرانيا ومن البوسنة ومقاتلون وأطباء من فرنسا وبريطانيا وهولندا من أصول مغاربية.

إسرائيل: لا نعرف كيف سنواجه اوضاع سورية

القدس المحتلة – آمال شحادة

حذر خبراء وامنيون اسرائيليون من خطوات اسرائيلية تورطها في قلب الحرب الدائرة حالياً في سورية. ونقلت صحيفة “هارتس”  تأكيد استخباريين اسرائيليين على عدم قدرة اسرائيل، بعد، على رسم وتحديد وجهة الاحداث التي تشهدها المنطقة وكيفية مواجهة التحديات المتصاعدة، مع طرح التساؤل “اذا كان استهداف قوافل اسلحة متجهة من سورية الى “حزب الله” في لبنان او تنفيذ خطوات ضد جهات متطرفة في المناطق المحاذية للحدود الاسرائيلية، في الجولان، ستؤدي الى تورط اسرائيلي في عمق الحرب التي تشهدها سورية”.

وحذر الامنيون والخبراء الاسرائيليون بالقول:” يجب الا يخدع احد نفسه والقول  ان هجمات جوية قليلة لسلاح الجو الاسرائيلي ستكون كافية لفرض النظام والهدوء على الجبهات المختلفة، التي تغلي من حول اسرائيل، على حد ما وصفت الصحيفة الاسرائيلية مؤكدة:” الاوضاع الامنية – الاستراتيجية المحيطة باسرائيل تغيرت في اعقاب “الربيع العربي”، ما يزيد  ضبابية المستقبل، بحيث لا يمكن لأحد التنبؤ الى أين ومتى ستندلع المواجهة المقبلة مع اسرائيل، وهو امر يضع الدولة العبرية في واقع مقلق يتطلب منها متابعة دقيقة وحساسة ومكثفة للتطورات الامنية غير المتوقعة التي تجري من حولها”.

ويرى الاسرائيليون ان دخول تنظيم “القاعدة” وجماعات اسلامية متطرفة اخرى على خط المواجهة، واحتمال اطلاقها صواريخ على اسرائيل، كما سبق وحذر رئيس اركان الجيش، بيني غانتس، باتت  تقييمات واقعية حدوثها بات مسالة وقت لا اكثر.

اشتباكات “النصرة” والقبائل السورية: صراع على النفط

بيروت – رويترز

أكد ناشطون سوريون ان “مقاتلين من “جبهة النصرة” اشتبكوا مع رجال قبائل في شرق سورية، وسط صراعات على منشآت النفط في المنطقة بدأت تظهر بسبب فراغ السلطة الذي خلفته الحرب”.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان “نزاعاً على شاحنة نفط مسروقة في بلدة المسرب في محافظة دير الزور المتاخمة للعراق ادى إلى اندلاع اشتباكات بين رجال القبائل ومقاتلين من جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة مما اسفر عن سقوط 37 قتيلاً”.

وقال تقرير صادر عن “المرصد السوري” ان “القتال الذي بدأ في اواخر آذار/مارس واستمر عشرة ايام يأتي في إطار صراع أوسع بين الجماعات القبلية ومقاتلي جبهة النصرة”.

ومع دخول الحرب الاهلية بين قوات الرئيس السوري بشار الاسد وقوات المعارضة المسلحة عامها الثالث تظهر صراعات جانبية للسيطرة على الموارد مثل النفط. وتقول الامم المتحدة ان “اكثر من 70 الف شخص قتلوا في الحرب حتى الان في سورية”.

وتتبادل المعارضة المسلحة والقبائل في دير الزور الاتهامات بسرقة النفط من الحقول الموجودة بالإقليم الذي يعد أغنى محافظات سورية بالنفط.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقاتل من جبهة النصرة ان “رجال القبائل طلبوا المساعدة من قوات الاسد ضد مقاتلي الجبهة”.

وقال الناشط عبر موقع “سكايب” على الانترنت ان “جبهة النصرة ردت بتفجير 30 منزلاً بعد المعركة التي قتل فيها 17 من قوات المعارضة من بينهم اربعة اجانب على الاقل”.

وقال “قتل (القرويون) بعض رجالنا ومثلوا بجثثهم وهو ما أثار الجبهة على الفور. رأينا انهم كانوا يتلقون المساعدة من النظام الذي ارسل لهم السلاح والذخيرة”.

ولم يتسن التحقق من هذه الانباء بشكل مستقل، نظراً للقيود التي تفرضها الحكومة السورية على التغطية الاخبارية في سورية.

ومن المتوقع أن تتزايد دوافع الصراع على الموارد مع خطط “الاتحاد الاوروبي” لرفع الحظر عن النفط السوري مما سيجعل بيعه اكثر سهولة.

وقال الاتحاد الاوروبي هذا الاسبوع انه يريد السماح للمعارضة السورية ببيع النفط الخام، في محاولة لتحويل موازين القوة لصالح المعارضة التي لا تملك ما لدى قوات الاسد من الطائرات والصواريخ طويلة المدى.

وحظر الاتحاد الاوروبي شراء الشركات الاوروبية للنفط السوري في 2011 رداً على الحملة الامنية الضارية التي شنتها السلطات السورية على الاحتجاجات السلمية ضد الاسد في المرحلة الاولى للانتفاضة التي تحولت إلى حرب اهلية.

وتشير آخر بيانات حكومية اميركية إلى ان “انتاج النفط في سورية كان 153 الف برميل يومياً في تشرين الأول/اكتوبر 2012 في تراجع بنسبة تقارب 60 في المئة عن آذار/مارس 2011”.

واظهر تسجيل مصور نشر على موقع “يوتيوب” وقيل انه من دير الزور زعيماً عشائرياً يحذر السكان المحليين من دخول صراعات على النفط، وقال ان “النفط هو مشكلة المشاكل ومصيبة المصائب ودعا إلى اجتماع لكل القرى والبلدات لمناقشة هذا الامر الذي يمثل خطراً كبيراً”.

“اصدقاء سورية” يبحثون دعم المعارضة: اي سلاح للمواجهة؟

بيروت – “الحياة”، رويترز

انطلقت في اسطنبول اعمال مؤتمر “مجموعة اصدقاء سورية” بحضور عدد من وزراء خارجية الدول الكبرى، وسط اجواء تدل على التوجه نحو “تعزيز دعم المعارضة السورية المسلحة”، التي تقاتل نظام الرئيس بشار الاسد، بعد اعلان واشنطن نيتها زيادة “المساعدات العسكرية غير القاتلة”.

في الوقت نفسه، يتوقع ان يجدد الائتلاف السوري المعارض الممثل بوفد رسمي في الاجتماع طلبه من “الدول الصديقة” تزويد المعارضة بأسلحة مباشرة وفعالة.

في وقت، أكد وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله انه “يتعين على المعارضة السورية ان تنأى بنفسها عن القوى الارهابية والمتطرفة”، اعلن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في بيان ان “اللقاء سيبحث في تعزيز الدعم المقدم للشعب السوري، وسبل تمكينه من الدفاع عن نفسه، وانهاء معاناته بالاسراع في إسقاط النظام”.

ويضم وفد المعارضة السورية رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب، ورئيس الحكومة السورية المؤقتة المكلف غسان هيتو ونواب رئيس الائتلاف جورج صبرة ورياض سيف وسهير الأتاسي والامين العام للائتلاف مصطفى الصباغ ورئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم ادريس.

واوضح بيان الائتلاف ان “وزراء خارجية احدى عشرة دولة من مجموعة أصدقاء الشعب السوري سيشاركون في اللقاء، وفي مقدمتهم وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وتركيا والمملكة العربية السعودية وقطر”.

وكان مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية يرافق وزير الخارجية جون كيري افاد في وقت سابق ان كيري “سيعلن في نهاية الاسبوع ان الولايات المتحدة تنوي تقديم مساعدة اضافية غير قاتلة الى المجموعات المعتدلة في المعارضة وخصوصا ائتلاف المعارضة السورية، والمجلس العسكري الاعلى السوري”.

واضاف الدبلوماسي ان “قيمة وتفاصيل هذه المساعدة لم تحدد بعد وادارة (الرئيس باراك اوباما) ستعمل مع قادة المعارضة على تحديد احتياجاتهم”.

وبحسب وسائل اعلام اميركية، فإن هذه “المساعدة قد تشمل سترات واقية من الرصاص وعربات ومناظير ليلية”.

وتتردد واشنطن ودول غربية اخرى في تقديم اسلحة نوعية الى المعارضة المسلحة، خشية وقوعها في ايدي مسلحين اسلاميين متطرفين معادين للغرب اجمالاً.

وكان كيري قال امام مجلس الشيوخ الاميركي “نحاول التقدم بحذر للتأكد من اننا لا نسبب مزيدا من الفوضى”، مضيفاً ان “المتطرفين الذين يحصلون على الاموال ويشاركون في المعركة يشكلون بالتأكيد خطراً، وعلينا ان نحاول استبعادهم اذا كان ذلك ممكناً”.

واعلنت واشنطن خلال الاجتماع الاخير لاصدقاء سورية في روما في شباط/فبراير الماضي للمرة الاولى عن مساعدة مباشرة للمعارضة السورية تبلغ قيمتها ستين مليون دولار، لكنها استبعدت تزويد المعارضة بأي تجهيزات “قاتلة”.

وكانت فرنسا وبريطانيا دعتا الى “رفع الحظر على الاسلحة الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على سورية”، مؤكدتين انه الاجراء الوحيد الكفيل بترجيح كفة الميزان العسكرية لمصلحة المعارضة. لكن باريس تراجعت معتبرة ان الشروط على الارض “لم تتوفر” لتسليم اسلحة، لا سيما وان هذه الدعوة تلتها بعد اسابيع مبايعة جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة التي تقاتل النظام في سوريا، لزعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري.

وقبل ساعات من انعقاد الاجتماع، انتقد الائتلاف السوري المعارض تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي اعتبر ان “مجموعة اصدقاء سورية تلعب دوراً سلبياً” في النزاع المستمر منذ سنتين، والذي اودى باكثر من سبعين الف شخص.

وقال الائتلاف على صفحته على موقع “فيسبوك” على الانترنت، “حين تعزل روسيا نفسها عن دول أصدقاء الشعب السوري وهي أكثر من مئة دولة بينها الدول الصناعية السبع الكبرى وجميع دول الاتحاد الاوروبي، وعن عشرين دولة عربية مرتبطة بأعمق الوشائج مع الشعب السوري، فانها تتخذ موقفاً معزولاً عن المجتمع الدولي يقف على النقيض من قيم الحرية والعدالة والمساواة وحقوق الانسان الاساسية”.

واضاف ان “وقوف روسيا بوجه توق السوريين الى الحرية والديموقراطية، يثبت مرة اخرى ان الادارة الروسية تعيش خارج اللحظة التاريخية، وبعكس تيار التحرر الانساني”.

من جهة اخرى، سيحاول “اصدقاء الشعب السوري” في اجتماعهم السبت اعطاء دفع لسلطة رئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو الذي كلفه الائتلاف الشهر الماضي تشكيل حكومة “لادارة المناطق المحررة”.

ويواجه هيتو معارضة لمهمته داخل الائتلاف وعلى الارض حيث اعلن الجيش الحر رفضه له.

اما الاتراك الذين يستضيفون الاجتماع ويواجهون تدفق اللاجئين السوريين الى اراضيهم مع الدول الاخرى المجاورة لسورية، فسيحرصون خلال الاجتماع على زيادة الضغط على النظام.

وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في وقت سابق ان “عدد صواريخ سكود التي اطلقتها دمشق على حلب في الاشهر الثلاثة الماضية بلغ 205 صواريخ”، مضيفاً “سنسأل السبت لماذا تلتزم الاسرة الدولية الصمت”.

ميدانياً، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في قرى ريف القصير يشارك فيها “حزب الله” اللبناني الى جانب قوات النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فيما ذكر مصدر امني لبناني ان “ست قذائف سقطت على منطقة الهرمل داخل الاراضي اللبنانية من دون وقوع اصابات”.

واضاف المصدر نفسه ان “احدى هذه القذائف سقطت في ضواحي مدينة الهرمل الشيعية التي تعتبر معقلاً لحزب الله من دون تسجيل وقوع اصابات، الا ان المحلات اقفلت ابوابها وفضل السكان عدم مغادرة منازلهم”.

وقال علي شمص، البالغ الخمسين من العمر ومن سكان الهرمل “الوضع لم يعد يحتمل وعلى الجيش الرد على مصادر النيران”.

واضاف المصدر الامني ان “قذيفتين سقطتا في منطقة سهلة الماء في حين سقطت ثلاث اخرى في مدنية القصر وحولها”.

وذكر المرصد ان “القوات النظامية تمكنت السبت من السيطرة بشكل كامل على قرية الرضوانية في ريف القصير حيث تحتدم المعارك منذ اكثر من اسبوعين”.

وتستمر العمليات العسكرية في قرى وبلدات عدة في ريف دمشق حيث افاد المرصد عن مقتل 69 شخصاً خلال اربعة ايام معظمهم من الرجال والمقاتلين في اشتباكات وقصف واطلاق نار في بلدة جديدة الفضل التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها.

“اصدقاء سوريا” يعززون دعم المعارضة المسلحة

وكيري يكرر النية بتزويدها معدات “غير قاتلة”

انطلقت مساء امس في اسطنبول اعمال مؤتمر “مجموعة اصدقاء سوريا” في حضور عدد من وزراء خارجية الدول الكبرى وسط اجواء تدل على التوجه نحو تعزيز دعم المعارضة السورية المسلحة التي تقاتل نظام الرئيس بشار الاسد، بعد اعلان واشنطن نيتها زيادة “المساعدات العسكرية غير القاتلة”، وقت يتوقع ان يجدد “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الممثل بوفد رسمي في الاجتماع طلبه من “الدول الصديقة” تزويد المعارضة اسلحة مباشرة وفعالة. (راجع العرب والعالم)

واعلن الائتلاف الوطني في بيان ان اللقاء الذي بدأ الساعة السادسة مساء  “سيبحث في تعزيز الدعم المقدم للشعب السوري، وسبل تمكينه من الدفاع عن نفسه، وانهاء معاناته بالاسراع في إسقاط النظام”.

ويضم وفد المعارضة السورية رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب ورئيس الحكومة السورية الموقتة المكلف غسان هيتو ونواب رئيس الائتلاف جورج صبرا ورياض سيف وسهير الأتاسي والامين العام للائتلاف مصطفى الصباغ ورئيس أركان “الجيش السوري الحر” اللواء سليم ادريس.

واوضح بيان الائتلاف ان وزراء خارجية احدى عشرة دولة من “مجموعة أصدقاء الشعب السوري” شاركوا في اللقاء، “في مقدمهم وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وتركيا والمملكة العربية السعودية وقطر”.

وكان مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية يرافق وزير الخارجية جون كيري افاد في وقت سابق ان كيري “سيعلن في نهاية الاسبوع ان الولايات المتحدة تنوي تقديم مساعدة اضافية غير قاتلة الى المجموعات المعتدلة في المعارضة وخصوصا ائتلاف المعارضة السورية (…) والمجلس العسكري الاعلى” السوري. واضاف الديبلوماسي ان “قيمة هذه المساعدة وتفاصيلها لم تحدد بعد وادارة (الرئيس باراك اوباما) ستعمل مع قادة المعارضة على تحديد حاجاتها”.

وبحسب وسائل اعلام اميركية، فان هذه المساعدة قد تشمل سترات واقية من الرصاص وعربات ومناظير ليلية.

وتتردد واشنطن ودول غربية اخرى في تقديم اسلحة نوعية الى المعارضة المسلحة، خشية وقوعها في ايدي مسلحين اسلاميين متطرفين معادين للغرب اجمالا.

 وقال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيله إنه يتعين على المعارضة السورية ان تنأى بنفسها عن القوى “الارهابية والمتطرفة”. وأضاف ان ألمانيا متشككة في شأن تزويد مقاتلي المعارضة السلاح.

   وقبل ساعات من انعقاد الاجتماع، انتقد الائتلاف السوري المعارض تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي اعتبر ان “مجموعة اصدقاء سوريا” تلعب “دورا سلبيا” في النزاع المستمر منذ سنتين والذي اودى باكثر من سبعين الف شخص.

 الى ذلك، حاول “اصدقاء الشعب السوري” في اجتماعهم اعطاء دفع لسلطة رئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو الذي كلفه الائتلاف الشهر الماضي تأليف حكومة “لادارة المناطق المحررة”.

ويواجه هيتو معارضة لمهمته داخل الائتلاف وعلى الارض حيث اعلن “الجيش الحر” رفضه له.

اما الاتراك الذين يستضيفون الاجتماع ويواجهون تدفق اللاجئين السوريين الى اراضيهم مع الدول الاخرى المجاورة لسوريا، فحرصوا خلال الاجتماع على زيادة الضغط على النظام.

وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو مساء الخميس ان “عدد صواريخ سكود التي اطلقتها دمشق على حلب في الاشهر الثلاثة الماضية بلغ 205 صواريخ”، مضيفا: “سنسأل لماذا تلتزم الاسرة الدولية الصمت”.

جديدة الفضل

على الارض، بدأت وحدات من الجيش السوري قبل ساعات الدخول إلى بلدة جديدة الفضل الواقعة على مسافة 8 كيلومترات إلى غرب العاصمة دمشق.

 وافاد سكان محليون أن الاشتباكات تدور حاليا بين الجيش النظامي والمعارضة المسلحة المنتشرة في البلدة . وأشاروا إلى سقوط عدد من القتلى والمصابين.

واشنطن متوجّسة: إحلال الديموقراطية في البلدان العربية ما زال بعيد المنال

أ. ف. ب.

بعد مرور سنتين على “الربيع العربي”، وما أثاره من آمال في نشر الديموقراطية، تتخوف الولايات المتحدة من انحرافات استبدادية وقمعية في عدد من البلدان، من سوريا إلى البحرين مرورًا بالعراق وليبيا ومصر.

واشنطن: للسنة الثانية على التوالي كرّست وزارة الخارجية الجمعة حيزًا كبيرًا من تقريرها العالمي حول حقوق الانسان لهذه الحركة التاريخية غير المسبوقة، التي هزت العالم العربي اعتبارًا من كانون الاول/ديسمبر 2010 في تونس.

الا أن واشنطن، التي باتت اليوم اكثر تشاؤمًا مما كانت عليه قبل عام، لفتت الى أنه في العام 2012 “اصطدم الامل الذي ولد في الايام الاولى ليقظة العالم العربي، بالواقع المر المتعلق بعمليات الانتقال المثيرة للجدل والمنقوصة”.

في هذا السياق، حذرت الخارجية الاميركية من أن هذا “الانتقال الديمقراطي للمنطقة لن يسير في خط مستقيم، بل ستكون هناك حكماً بعض الانتكاسات”.

تهميش حقوق الأقليات

وبعرضه تقرير وزارته لعام 2012 الى الصحافيين، شدد وزير الخارجية جون كيري على هذه النقطة، وانتقد دولًا عربية في مرحلة “انتقالية”، تعمد “حكوماتها الجديدة الى التلكؤ في ضمان حقوق الاكثر ضعفًا وبناء مؤسسات ديموقراطية”.

وبتوزيعها نقاطها الجيدة ونقاطها السيئة في مجال حقوق الانسان، انتقدت الخارجية الاميركية “الانظمة الاستبدادية التي قمعت بصورة منهجية تطور المجتمعات المدنية والمؤسسات الديمقراطية”، مشيرة – لكن من دون وضعها في الخانة نفسها – الى سوريا واليمن والبحرين والعراق اضافة الى مصر وليبيا.

عنف بحق النساء في مصر

فبالنسبة إلى مصر ندد التقرير على سبيل المثال “بالعنف الجنسي ضد النساء وقمع المنظمات غير الحكومية والاقليات الدينية، و(ايضًا) بتصعيد انتهاكات حقوق الانسان في سوريا” التي تشهد نزاعًا مسلحًا منذ سنتين.

كرر كيري في هذا الصدد أن الرئيس السوري بشار الاسد “يتمسك بشدة بالحكم ويرد على اصوات الحرية بالموت والفوضى”.

كذلك توجه وزارة الخارجية انظارها منذ بضعة اسابيع الى مصر تحت حكم الرئيس الاسلامي محمد مرسي، الذي عبّر له كيري قبل بضعة ايام عن “مخاوفه الحقيقية” في المجالات السياسية والاقتصادية وحقوق الانسان.

ينتقد تقرير الخارجية الاميركية تحديدًا قوات الامن المصرية، التي لم تعرف كيف “تحمي الاقلية المسيحية القبطية”. الى ذلك بقيت معظم بلدان الخليج العربي في منأى عن الربيع العربي، الا أن مملكة البحرين تشهد منذ سنتين نزاعًا بين السلطة السنية والمعارضة الشيعية.

الأسطول الخامس مصدر قلق

وتشعر الولايات المتحدة، التي يتواجد اسطولها الخامس في البحرين والتي تتوخى عمومًا الحذر إزاء الازمة السياسية التي تهز هذا البلد، بالقلق من “استمرار تزايد التوترات الطائفية في 2012”. غير أن الصورة التي اعطتها الخارجية الاميركية ليست قاتمة بالكامل.

فقد رحّبت الخارجية في تقريرها بـ”الانجازات الديمقراطية المشجعة” مثلما حصل في تونس، وايضًا لمناسبة الانتخابات في مصر وفي ليبيا، حيث فقدت واشنطن سفيرها، الذي قتل في اعتداء على القنصلية في بنغازي في 11 ايلول/سبتمبر 2012.

وفي تلك الاونة، وفي اوج موجة التظاهرات المناهضة للاميركيين في العالم العربي، اشاد الرئيس الاميركي باراك اوباما امام الجمعية العامة للامم المتحدة بـ”التقدم” الذي يمثله برأيه الربيع العربي. واعطى انذاك صورة تميل الى التفاؤل عن هذه “الثورات” الديموقراطية التي اطاحت بأنظمة استبدادية.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/806939.html

تفجيرا بوسطن قد يعقدان جهود أميركا وروسيا الدبلوماسية بشأن سوريا

أشرف أبو جلالة

جاءت الصلة المحتملة بين تفجيري ماراثون بوسطن وكفاح الشيشان من أجل الاستقلال عن روسيا لتعزّز على الأرجح الموقف الروسي الرافض لأي تدخل خارجي في سوريا، ولتعقد كذلك المسألة الخاصة بجدوى تسليح الثوار السوريين من عدمه.

خاضت روسيا حربين من أجل إخماد المحاولات، التي يقوم بها الانفصاليون الشيشان، وتواجه اتهامات بارتكاب وحشية مستمرة تنطوي على ما تعتبره عناصر إرهابية في الشيشان ذات الغالبية المسلمة، وجمهورية داغستان الروسية المجاورة.

وهي التجربة التي جاءت لتعزز دعم روسيا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في معركته المستمرة منذ عامين من أجل إخماد حركة التمرد، التي يصفها بالحركة الإرهابية.

مصلحة مشتركة

بأخذها الشيشان في الاعتبار، فإن روسيا تبدي اعتراضها على سعي مجلس الأمن إلى معاقبة الأسد أو تقديم الدعم إلى الثوار. كما تعارض موسكو بشدة أي تدخل عسكري دولي مشابه لخطوة فرض حظر منطقة طيران، التي قام بها الناتو في ليبيا عام 2011.

تواصل روسيا مدّ جيش الأسد بالأسلحة، في الوقت الذي يعمل فيه هذا الجيش بكل ما أوتي من قوة من أجل مواجهة الثوار الذين يسعون إلى الإطاحة به في مناطق عدة في البلاد.

وبدأت الولايات المتحدة خلال الآونة الأخيرة تتجه صوب زيادة دعمها للثوار السوريين، وإذ تأمل أن تظفر بموافقة ضمنية على الأقل من جانب روسيا على التدابير التي قد تنهي الحرب الأهلية التي تفتقر إلى توريد الأسلحة. أما روسيا فهي مازالت تطلق صيحاتها التحذيرية من أي عمل دولي يعمل على منح الشرعية للثوار.

ولفتت في هذا السياق صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، سوف يضغط على نظيره الروسي بخصوص سوريا، بعد أيام، عندما يجتمعان للمرة الثانية في خلال ثلاثة أسابيع. كما إنه يجري اجتماعات مع شركاء أوروبيين وخليجيين مشاركين بشكل أكبر في الحرب الأهلية المشتعلة في سوريا.

التطرف في عين الحسبان

ورغم تحصل ثوار سوريا على أسلحة من بعض دول المنطقة، إلا أن إدارة أوباما ترفض المضي في الاتجاه نفسه، لتخوفها من إمكانية وصول الأسلحة بكل سهولة إلى أيدي المتطرفين والمتشددين المحسوبين على تيار المعارضة في نهاية المطاف.

وقال مارك كاتز، وهو باحث في الشأن السوري لدى جامعة جورج ماسون، “ستشير موسكو بلا شك إلى التفجير لتعزيز حجتها بأن الإرهابيين ينشطون بسوريا وكذلك الشيشان”.

وأشار يوري أوشاكوف، وهو أحد مساعدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متحدثاً لجمع من الصحافيين في منتجع سوشي إلى أن السلطات الأميركية لم تطلب من روسيا حتى الآن تقديم المساعدة في التحقيقات الجارية بخصوص تفجيري مدينة بوسطن.

وسبق لبوتين أن ربط بين العنف في الشيشان وبين أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر في الولايات المتحدة عام 2001، مشدداً في السياق عينه على أن روسيا تقدم الدعم بشكل عام لعمليات مكافحة الإرهاب التي تقوم بها الولايات المتحدة حول العالم.

ورغم أن أميركا لم تكن دوماً من أبرز منتقدي التدخل الروسي في الشيشان، إلا أنها ستكون هدفاً على غير العادة بالنسبة إلى الإرهابيين الانفصاليين الشيشان، طبقاً لما أكده مايكل نيوسيتي أستاذ الدراسات الأوروبية الشرقية والسلافية في جامعة ديوك.

وأضاف نيوسيتي أن الإرث الشيشاني للمشتبه فيهما في تفجيري بوسطن، جوهر وتيمورلنك تسارنائيف، قد يحظى بأهمية كبرى، بسبب ديانتهما ومحل ولادتهما. وأرجع نيوستي دافعهما إلى احتمال غضبهما من تصرفات أميركا ومواقفها تجاه الإسلام.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/806947.html

واشنطن تقرر مضاعفة مساعدتها “الدفاعية” للمعارضة السورية

أ. ف. ب.

 خطت الولايات المتحدة خطوة جديدة على طريق دعم المعارضة السورية رغم أن محاربي نظام الأسد لا يعتبرونها كافية، وقررت واشنطن زيادة مساعداتها المباشرة والتجهيزات العسكرية الدفاعية لمقاتلي المعارضة، من دون أن تشمل هذه المساعدات أسلحة تطلبها المعارضة.

اسطنبول:  قامت الولايات المتحدة بخطوة جديدة على صعيد دعمها للمعارضة السورية باعلانها في ختام اجتماع لـ”مجموعة اصدقاء الشعب السوري” في اسطنبول، زيادة مساعداتها المباشرة والتجهيزات العسكرية الدفاعية، من دون أن تشمل هذه المساعدات الاسلحة التي يطالب بها المعارضون بإلحاح.

وفي ختام اجتماع على مستوى وزاري استمر اكثر من ست ساعات وضم احد عشر وزيرًا من مجموعة الاصدقاء، اوضح وزير الخارجية الاميركي جون كيري مساء السبت أن قيمة المساعدة الاميركية التي ستقدم الى معارضي الرئيس بشار الاسد، اصبحت 250 مليون دولار. وكانت واشنطن اعلنت في شباط/فبراير للمرة الاولى تقديم مساعدات مباشرة “غير قاتلة” الى المعارضين بقيمة ستين مليون دولار.

وقال كيري امام الصحافيين: “إننا نمر اليوم في وقت دقيق وهذا ما قادنا الى هنا”. واضاف “أن المخاطر في سوريا واضحة جدًا: خطر استخدام اسلحة كيميائية، وقتل الشعب بصواريخ بالستية واستخدام اسلحة دمار شامل أخرى (…)، وخطر الوصول الى عنف طائفي”.

واضاف “هذا العنف الآن بدأ يعبر الحدود ويهدد الدول المجاورة”، متابعًا “حمام الدم هذا يجب أن يتوقف”.

ولم يعطِ كيري تفاصيل عن طبيعة المعدات الجديدة التي ستسلم الى المعارضين السوريين، لكنه اوضح أنها “ستتخطى الوجبات الغذائية العسكرية والادوات الطبية لتتضمن انواعًا أخرى من التجهيزات غير القاتلة”.

وقبل اجتماع اسطنبول ذكرت وسائل الاعلام الاميركية أن المساعدة قد تتضمن سترات واقية من الرصاص ومركبات ومناظير ليلية.

 غير أن المساعدة الاميركية لا تزال بعيدة عن تلبية رغبات المعارضة التي تطالب منذ اشهر طويلة بأسلحة نوعية تمكنها من مواجهة قوات النظام التي تملك ترسانة كبيرة من الاسلحة والمدفعية والطيران. وترى المعارضة في الحصول على هذه الاسلحة الحل الوحيد لترجيح كفة ميزان القوى العسكرية وتسريع سقوط نظام دمشق.

ويبرر الغرب عدم تقديم الاسلحة بخشيته من وقوعها في ايدي الاسلاميين المتطرفين الذين يحاربون في سوريا.

 وقد اوضح كيري في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب ووزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، أن المجتمعين تعهدوا بأن تتم كل مساعدة للمعارضة المسلحة عبر القيادة العسكرية العليا للجيش السوري الحر بقيادة سليم ادريس.

وشارك في الاجتماع وزراء خارجية دول غربية وعربية بينها السعودية وقطر اللتان يؤكد قياديون معارضون وخبراء أنهما تزودان المقاتلين المعارضين بالسلاح.

 وقال كيري إن المعارضة قدمت “وثيقة مهمة (…) تمثل رؤيتها لمستقبل سوريا”.

 وبين الامور التي تلتزم بها المعارضة في هذه الوثيقة، بحسب كيري، “قيام سوريا تعددية تتمتع فيها كل اقلية بحقوقها وتشارك في خيارات المستقبل”.

كما التزمت بـ”رفض الارهاب والتطرف والا تستخدم الاسلحة الكيميائية، وعدم حصول أي اعمال انتقامية ضد أي طائفة، وعدم وصول الأسلحة الى الجهات الخطأ”، “واولوية الحل السياسي”.

 وقال الخطيب من جهته في المؤتمر: “نحن ملتزمون بالحفاظ على هذا البلد بلدًا موحدًا ذا استقلال كامل قراره السيادي ينبع من ابنائه”.

كما طالب روسيا بـ”أن تتخذ دوراً ايجابيًا تجاه الازمة السورية”، و”المشاركة في رفع هذا العناء الذي يعيشه الشعب السوري”.

 كما دعا “الا تتورط ايران اكثر مما تورطت وأن تسحب خبراءها وضباطها وأن توعز الى حزب الله بسحب مقاتليه تجنيبًا لجر المنطقة الى معركة اكبر سيكون الخاسر الاكبر فيها هذه الجهات”، بحسب قوله.

وازاء عدم حصول تقدم في مجال التسليح النوعي، شدد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية خلال الاجتماع على وجوب “صياغة والتزام تحالف للدول المقتدرة من مجموعة اصدقاء الشعب السوري لتنفيذ اجراءات محددة وفورية لتعطيل قدرة الأسد على استخدام الأسلحة الكيماوية والصواريخ البالستية من خلال ضربات جراحية للمواقع التي ثبت اطلاق صواريخ منها عن طريق طائرات من دون طيار”.

 كما طالب، بحسب ما اوضح في بيان صادر عنه، بـ”العمل على فرض حظر طيران وحماية على الحدود الشمالية والجنوبية لضمان عودة وسلامة اللاجئين السوريين”.

وجدد اصدقاء المعارضة السبت، بحسب وثيقة اخرى صدرت عن الاجتماع بحسب ما اعلن كيري، تأييدهم للجلوس على طاولة التفاوض لحل الازمة السورية المستمرة منذ اكثر من سنتين، في اطار اتفاقات جنيف التي تم التوصل اليها في حزيران/يونيو 2012.

وتقول الوثيقة “اذا رفض النظام السوري هذه الفرصة، فسنعلن زيادة مساعدتنا” للمعارضة.

 وتفصل خطة جنيف التي تبنتها مجموعة الاتصال حول سوريا (الدول الخمس الكبرى والجامعة العربية وتركيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي) مراحل عملية سياسية انتقالية في سوريا تشارك فيها الاطراف المعنية، من دون أن تأتي على ذكر مصير الرئيس السوري بشار الاسد.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/807052.html

معاذ الخطيب يجدد تقديم استقالته من رئاسة الائتلاف السوري المعارض

أ. ف. ب.

 جدد معاذ الخطيب تقديم استقالته من رئاسة الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية وذلك ردا على موقف المجتمع الدولي من الأزمة السورية وعدم التحرك بشكل جدي لمساندة الشعب السوري.

بيروت: افاد عضو في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية وكالة فرانس برس اليوم الاحد ان رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب “جدد تقديم استقالته”، كرد على عدم تحرك المجتمع الدولي ازاء الازمة السورية.

وقال رئيس لجنة العضوية في الائتلاف مروان حاجو لوكالة فرانس برس “يمكنني ان اؤكد استقالة احمد معاذ الخطيب من رئاسة الائتلاف، بسبب عدم تفاعل المجتمع الدولي مع الازمة السورية وغياب مساندة الشعب السوري”.

واوضح حاجو ان الخطيب ابلغ الائتلاف باستقالته على هامش اجتماع “مجموعة اصدقاء سوريا” في اسطنبول السبت.

وقال المسؤول السوري المعارض بعد الاجتماع الذي لم يقر طلب المعارضة الملح بالحصول على اسلحة نوعية لاستخدامها في المواجهة مع النظام، ان الدول الداعمة للمعارضة “لا تقدم المساعدة الكافية” للشعب السوري و”لها معاييرها الخاصة في الدعم”.

 واضاف ان “الاستقالة تأتي للتنديد بعدم وجود تحرك جدي لاعانة الشعب السوري”، معتبرا ان على مجموعة اصدقاء سوريا ان “تسلم المعارضة اسلحة ثقيلة لتمكين السوريين من الدفاع عن انفسهم”.

وذكر ان الخطيب سيبقى عضوا في الائتلاف بصفته “ممثلا عن المجلس المحلي لدمشق”، ما يؤكد ان استقالته “ليست مبنية على خلاف مع الائتلاف بل هي ردة فعل على غياب الدعم”.

 وكان الخطيب كتب امس على صفحته على موقع “فيسبوك” على الانترنت بعد انتهاء اجتماع 11 وزيرا غربيا وعربيا من دول المجموعة السورية في تركيا، “اللهم لن اشهد على زور” من دون تفاصيل اضافية.

وانتخب الخطيب رئيسا للائتلاف بعد تشكيله في قطر في تشرين الثاني/نوفبر. وقدم استقالته مرة اولى في 24 آذار/مارس، منتقدا “ترويض الشعب السوري وحصار ثورته ومحاولة السيطرة عليها”.

 وعزا اعضاء في الائتلاف الاستقالة الى تجاذب اقليمي للتاثير على الائتلاف وقراراته.

ولم تلتئم الهيئة العامة للائتلاف للبت باستقالته التي اعتبرت ضمنا مطوية.

الا ان حاجو قال لفرانس برس اليوم ان “الهيئة العامة لم تناقش الموضوع في المرة الاولى. لكن يمكنني ان اؤكد ان استقالة الخطيب نهائية، ولا يمكن للهيئة الا ان تتجاوب مع رغبته ما دام مصرا عليها”.

وتنتهي ولاية الخطيب اصلا في 11 ايار/مايو.

 المانيا مستعدة لدرس رفع حظر الاتحاد الاوروبي على الاسلحة الى المعارضة السورية

من جهة ثانية اعلن وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الاحد ان المانيا مستعدة لدرس رفع حظر الاتحاد الاوروبي على الاسلحة الى المعارضة السورية اذا قدمت دول اوروبية اخرى طلبا بهذا المعنى.

وقال الوزير للصحافة غداة اجتماع مجموعة “اصدقاء سوريا” في اسطنبول “اذا رأت دولة او دولتان في الاتحاد الاوروبي انه ليس هناك خطر وقوع هذه الاسلحة في ايدي مجموعات اخرى، ستحترم (المانيا) هذا الرأي”.

 واعرب فسترفيلي عن استعداده لدرس تسليم مقاتلي المعارضة الذين يحاربون نظام الرئيس بشار الاسد سترات واقية من الرصاص.

واوضح ان وزراء الخارجية الاوروبيين الذين سيبحثون الاثنين في لوكسمبورغ رفع جزئيا الحظر النفطي المفروض على دمشق، سيستفيدون من الاجتماع لبحث مسألة الاسلحة.

 واعلنت الولايات المتحدة السبت في اسطنبول مضاعفة مساعدتها المباشرة الى المعارضة السورية بما في ذلك تسليم معدات عسكرية دفاعية لم تحدد بعد.

ومشيرا الى اجتماع الامس، اعرب فسترفيلي عن ارتياحه لتعهد ائتلاف المعارضة السورية باحترام الديموقراطية ومحاربة الارهاب والابتعاد عن فصائلها الاكثر تطرفا.

 وقال “في هذه الظروف اننا مقتنعون بانه يجب القيام بجهود اكبر وبترسيخ دعمنا للمعارضة وهذا ما سنفعله”.

لكنه اشار الى ان هذا الدعم لمقاتلي المعارضة يجب ان يمر عبر هيئاتها التمثيلية لان الدعم الغربي لها يريد تعزيز “القوى الديموقراطية” وليس المجموعات الاكثر تطرفا.

 واعلن الوزير الالماني ان المساعدة التي تقدمها بلاده للمعارضة ستزيد ب15 مليون يورو ليصل مبلغها الاجمالي الى 145 مليون يورو. وفي هذا الاطار ستنشىء المانيا بنية مكلفة تطبيق على الحدود التركية-السورية مشاريع صحية واخرى لتأمين بنى تحتية للاجئين.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/807085.html

«أصدقاء سوريا» في إسطنبول يعززون دعم المعارضة المسلحة بمساعدات أميركية ووعود أوروبية

اللواء سليم إدريس يؤكد أن «القوة وحدها هي التي ستنهي الصراع»

لندن: «الشرق الأوسط»

انطلق اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا في مدينة إسطنبول التركية أمس بإعلان مزيد من الدعم العسكري «الدفاعي» للجيش السوري الحر ومطالبة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية النأي بنفسه عن القوى الإرهابية والمتطرفة. وبينما انتقلت المساعدات الأميركية من مصطلح الأسلحة «غير الفتاكة» إلى تعبير «الأسلحة الدفاعية»، أشارت الدول الأوروبية إلى أنها تدرس بجدية رفع الحظر عن المعارضة السورية.

وحضر الاجتماع إلى جانب وزير الخارجية التركي أحمد داود أغلو والأميركي جون كيري، وزراء خارجية وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا والمملكة العربية السعودية وقطر.

وخلال اللقاء أعلن كيري زيادة المساعدات التي تصفها واشنطن بأنها «غير قاتلة» إلى المعارضة السورية فضلا عن تقديم معدات عسكرية «دفاعية» بنحو 130 مليون دولار، تتضمن سترات واقية من الرصاص وآليات مصفحة ومناظير ليلية وأجهزة اتصالات متطورة. وكان مسؤولون أميركيون قد أفادوا في وقت سابق أن تفاصيل وقيمة هذه المساعدات ستتقرر خلال الاجتماع. وأكد المسؤولون الذين فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يغير بعد من قناعاته بعدم تسليح المعارضة وذلك رغم ضغط مستشاريه وأعضاء من الكونغرس للسير بهذا الاتجاه.

وتشحن الولايات المتحدة مساعدات غذائية ودوائية مباشرة للجيش السوري الحر منذ مطلع شهر فبراير (شباط) من العام الحالي، ويتوقع أن تزداد هذه المساعدات خلال الأسابيع القادمة لتشمل أسلحة دفاعية، ووفقا للبيت الأبيض فإن ما تم إنفاقه حتى الآن على المعارضة السورية يتجاوز مبلغ 117 مليون دولار أميركي.

وكان لافتا حضور معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف السوري، واللواء سليم إدريس، رئيس أركان الجيش السوري الحر الاجتماع إلى جانب وفد سوري ضم بالإضافة إليهما نواب الخطيب جورج صبرا وسهير الأتاسي ورياض سيف ورئيس الحكومة المؤقتة المكلف غسان هيتو والأمين العام للائتلاف مصطفى الصباغ، مما يعني أن الصدع بين الخطيب وإدريس من جهة وبقية الأطراف قد تم رأبه. واستبق اللواء إدريس اللقاء بمؤتمر صحافي قال فيه إن القوة وحدها هي التي ستنهي الصراع المستمر منذ عامين في سوريا، مستبعدا في الوقت ذاته إجراء أي مفاوضات مع نظام الرئيس بشار الأسد.

إلى ذلك، طالب وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله المعارضة السورية أن تنأى بنفسها عما وصفه بـ«القوى الإرهابية والمتطرفة» مضيفا أن ألمانيا متشككة بشأن تزويد مقاتلي المعارضة بالسلاح. وقال فسترفيله للصحافيين: «نتوقع من المعارضة في سوريا أن تنأى بنفسها بشكل واضح عن القوى الإرهابية والمتطرفة». ومضى يقول: «نحن كحكومة ألمانيا تساورنا شكوك عندما يتعلق الأمر بإمدادات السلاح لانتا قلقون من أن تصل هذه الأسلحة إلى الأيدي الخطأ، وتحديدا أيدي المتطرفين، لكنها مسألة يتعين بحثها الآن في الاتحاد الأوروبي».

أوروبيا أيضا، تقود فرنسا وبريطانيا مساعي لتخفيف حظر توريد السلاح إلى سوريا، الذي تنتهي صلاحيته نهاية مايو (أيار) القادم. وتهدف كلا العاصمتين من هذه الخطوة إلى زيادة الضغط على نظام الأسد، وهو ما يؤيده صانعو القرار في واشنطن.

ووفقا للرؤية الأميركية فإن المعادلة الحالية في سوريا تحتاج لإضافة بعض العناصر، التي قد تدفع الأسد إلى إعادة حساباته. ووفقا لما قاله كيري لأعضاء في الكونغرس فإن الأسد يعتمد في بقائه على إيران، ووكيلتها في لبنان حزب الله، وروسيا.

ووفقا لكيري فإن هذه المعادلة يجب أن تتغير، لكن الموقف الروسي لا يبدي مرونة في هذا الاتجاه، إذ استبق وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف اجتماع إسطنبول بالقول إن «أصدقاء سوريا» يقومون بدور سلبي في الأزمة السورية. لكنه قال في وقت لاحق إنه يعول على أن «تتغلب لغة العقل والبراغماتية وتسود المصالح الأساسية للشعب السوري على الاجتماع»، مشيرا إلى أنه «سمع من بعض المشاركين الرئيسيين في لقاء «مجموعة أصدقاء سوريا» أنهم سوف يبحثون عن طريق للتأسيس لحوار، وآمل بشدة أن يتم ذلك وأن يتكلل هذا المسعى بالنجاح».

وتعقيبا على كلام لافروف، قال الائتلاف السوري في بيان نشره على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إن موسكو «تعزل نفسها» عن غالبية دول العالم بوقوفها إلى جانب النظام السوري وتعيش «خارج اللحظة التاريخية». وأضاف البيان: «حين تعزل روسيا نفسها عن دول أصدقاء الشعب السوري وهي أكثر من 100 دولة، بينها الدول الصناعية السبع الكبرى وجميع دول الاتحاد الأوروبي، وعن 20 دولة عربية مرتبطة بأعمق الوشائج مع الشعب السوري، فإنها تتخذ موقفا معزولا عن المجتمع الدولي يقف على النقيض من قيم الحرية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان الأساسية».

سقوط 6 صواريخ سورية على بلدة القصر البقاعية وخارجها

لبنان يدعو للإسراع بتسديد المساعدات المالية لتحسين أوضاع النازحين

بيروت: «الشرق الأوسط»

تعرضت بلدة القصر، الواقعة في منطقة الهرمل البقاعية، على الحدود مع سوريا، لتكرار حادثة سقوط صواريخ مصدرها من الجانب السوري. وأحصت «الوكالة الوطنية للإعلام» سقوط 6 صواريخ من الجانب السوري على بلدة القصر وخراجها، من دون أن تتسبب بوقوع إصابات.

وذكرت تقارير إخبارية في بيروت أن 3 من هذه الصواريخ انفجرت، بينما سقط صاروخ رابع على سقف منزل من دون أن ينفجر. وضربت قوة من الجيش طوقا حول مكان سقوط القذيفة ومنعت التجمعات تحسبا من سقوط قذائف مماثلة. كذلك، تعرضت محلة سهلات الماء المجاورة لبلدة القصر لسقوط صاروخين من الأراضي السورية واقتصرت الأضرار على الماديات.

في موازاة ذلك، شدد وزير الداخلية والبلديات اللبناني العميد مروان شربل على أهمية «الإسراع بتسديد ما وعدت به الدول الشقيقة والصديقة في مؤتمر الكويت من مساعدات مادية لتحسين أوضاع هؤلاء النازحين وضرورة زيادتها لمقاربة حل هذه الأزمة».

وطالب، خلال ترؤسه اجتماع الخلية الأمنية المعنية بمتابعة ملف النازحين السوريين إلى لبنان، بمشاركة ممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان نينت كيلي، بوجوب «تقاسم الأعباء والأعداد بين الدول، انطلاقا من مبدأ المسؤولية المشتركة لأن لبنان تخطى قدرته على استيعابهم». وأوضح شربل أن «الأجهزة التابعة لوزارة الداخلية مستنفرة للقيام بواجبها ضمن الإمكانات المتاحة»، منوها بـ«عمل المفوضية الإنساني وجهدها للتخفيف من معاناتهم».

وعلى الحدود الشمالية بين لبنان وسوريا، استمرت أزمة الشاحنات المحملة بالبضائع بالاتجاهين. وفي حين ذكرت تقارير إخبارية أنه «لليوم الثاني على التوالي، لم يسجل أمس عبور أي من الشاحنات السورية الناقلة للبضائع باتجاه لبنان عبر نقطتي العريضة والعبودية الحدوديتين»، أقدم مواطنون لبنانيون في المقلب اللبناني على اعتراض سبيل عشر شاحنات محملة بالأعلاف، في طريقها إلى سوريا، عند مستديرة أبو علي وعملوا على تفتيشها، قبل أن يعودوا ويسمحوا لها بمتابعة سيرها مجددا.

وكان مزارعو شمال لبنان قد اعترضوا قبل أيام على إغراق الأسواق اللبنانية بالخضار السوري. وحذروا من المبادرة إلى اعتراض الشاحنات السورية التي تنقل الخضار إلى لبنان وإلزامها بالعودة من حيث أتت.

في موازاة ذلك، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بنقل الصليب الأحمر اللبناني 4 جرحى سوريين من بلدة عرسال إلى مستشفى فرحات في جب جنين، في البقاع الغربي، وجميعهم في حالة خطرة.

اشتباكات في حمص قرب الحدود اللبنانية والنظام يستهدف حافلة

مقتل أكثر من 100 في جديدة الفضل بعد انسحاب «الحر» منها

بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»

تواصلت العمليات القتالية في عدة مناطق سورية أمس، خصوصا محافظتي ريف دمشق وحمص، وذلك بعد يوم دام وثقت فيه لجان التنسيق المحلية مقتل 138 سوريا بينهم 17 سيدة و26 طفلا، في جمعة «إيران وحزب الله ستهزمون مع الأسد». ودارت أقوى المعارك في قرى القصير، بمحافظة حمص، المحاذية للحدود اللبنانية، إذ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 5 مقاتلين من الجيش الحر خلال اشتباكات مع اللجان الشعبية الموالية لقوات النظام يساندها حزب الله اللبناني في بلدة البرهانية. وكانت «اشتباكات عنيفة» تجددت منذ صباح أمس في قرى قادش والمنصورية والسعدية بريف مدينة القصير، بعد أن «تمكنت القوات النظامية من السيطرة على قرية الرضوانية في المنطقة»، بحسب المرصد.

من جانبها أفادت «لجان التنسيق المحلية في سوريا» عن استهداف عناصر من «الجيش الحر» لـ«سيارة من نوع كيا، تابعة لحزب الله، وقتل كل من بداخلها»، مؤكدة «مقتل العقيد فائق شدود»، من دون أن تورد أي تفاصيل إضافية.

وكانت لجان التنسيق قد اتهمت حزب الله قبل أيام بإرسال قرابة 700 مقاتل من عناصره إلى محيط القصير للمشاركة في القتال إلى جانب القوات النظامية، التي تمكنت من الاستيلاء خلال الأسبوع الفائت على تلة مطلة على بلدات عدة في المنطقة، والطريق السريع الذي يربط العاصمة دمشق بالساحل.

ميدانيا أيضا تمكنت قوات النظام، وبعد معارك استمرت 3 أيام، من السيطرة على بلدة جديدة الفضل، 8 كيلومترات غرب دمشق. وأفاد الجيش الحرّ أنه اضطر إلى الانسحاب بعد «نفاد الذخيرة» لديه، محذرا النظام من ارتكاب مجازر في البلدة التي يقطنها أكثر من 100 ألف نسمة، غالبيتهم نازحون من أحياء الحجر الأسود والتضامن والقدم ونهر عيشة وبلدات داريا وجديدة عرطوز والمعضمية والذيابية.

وفور انسحاب «الحر» أفاد الناشطون بمقتل أكثر من مائة وجرح نحو 600 شخص، سقطوا في «قصف وإعدامات ميدانية وذبح بأدوات حادة وسكاكين» نفذتها القوات النظامية. وطاولت الاشتباكات أطراف جديدة عرطوز التي لا يفصلها عن بلدة جديدة الفضل سوى شارع رئيس. وتتألف جديدة عرطوز من غالبية مسيحية مع أقليتين درزية وسنية، وتتركز المعارك في المناطق السنية من البلدة.

وتقع البلدتان جنوب غربي العاصمة على مسافة قصيرة من مدينة داريا التي تستمر فيها المعارك منذ أشهر، وتحاول القوات النظامية السيطرة عليها بشكل كامل. وفي هذا الصدد، ذكر المجلس المحلي لداريا في بيان أمس أن المدينة «تشهد قصفا مدفعيا وصاروخيا عنيفا بالتزامن مع تجدد الاشتباكات صباحا على الجبهتين الجنوبية، لجهة صحنايا، والغربية لجهة المعضمية وجديدة عرطوز». وأشار البيان إلى وجود «حشود عسكرية كبيرة موجودة على الجبهة الجنوبية من المدينة وتقدر بما يزيد على 30 آلية من دبابات وعربات وآليات أخرى وأعداد كبيرة جدا من الجنود».

بالتوازي مع هذه الأحداث، تعرضت أحياء دمشق الجنوبية لقصف عنيف، وكذلك بلدة المعضمية القريبة بلدة جديدة الفضل، وقام مقاتلون من كتيبة الفتح ولواء الفجر بالجيش الحر باستهداف تجمعات لقوات النظام على طريق الفصول الأربعة في الغوطة الغربية بقذائف الهاون لمنع تقدم قوات النظام على هذا المحور. وأعلنت ألوية أبابيل حوران عن وقوع اشتباكات عنيفة مع قوات النظام في بلدة ببيلا بمنطقة سيدي مقداد جنوب شرقي دمشق، كما تجدد القصف العنيف على بلدة جوبر شرق، حيث تدور اشتباكات عنيفة على تخوم حي العباسيين، مع استمرار العمليات العسكرية لقوات النظام في قرى وبلدات ريف دمشق.

إلى ذلك، قالت «شبكة شام الإخبارية» إن اشتباكات اندلعت أمس في حي بستان القصر بحلب، شمال البلاد، الخاضع للجيش الحر. ومن جهته، قال مركز حلب الإعلامي إن مقاتلين من عدة ألوية قصفوا مطار حلب الدولي، شرق المدينة، ردا على قصف من داخله استهدف أحياء خاضعة للجيش الحر، كما دارت اشتباكات عنيفة كذلك، تحديدا في محيط مبنى المخابرات الجوية بحي الزهراء. وأفاد المرصد عن تعرض المناطق الجنوبية والغربية في بلدة السفيرة التي تقع فيها معامل الدفاع شرق حلب لقصف من القوات النظامية ما أدى إلى مقتل رجلين.

وفي مدينة دير الزور، شرق سوريا، قتل عدد من المواطنين إثر «استهداف باص لنقل الركاب بقذيفة بالقرب من جسر السياسية عند أطراف المدينة» أمس، بحسب المرصد الذي أشار أيضا إلى مقتل سيدة و3 أطفال أشقاء نتيجة قصف القوات النظامية لبلدة الخريطة في ريف دير الزور. أما في محافظة إدلب، شمال، فتعرضت مدن معرة النعمان وسراقب وسرمين وجبل الزاوية لقصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، بحسب ما أفادت «شبكة شام». وفي محافظة الرقة، تعرضت مدينة الطبقة للقصف من قبل القوات النظامية. وأفادت لجان التنسيق عن إصابة أكثر من 20 شخصا، غالبيتهم من السيدات والأطفال جراء القصف المدفعي على المدينة. كما تجددت الاشتباكات أمس في محيط الفرقة 17 بريف الرقة. وأشار المرصد السوري إلى مقتل شيخ إحدى العشائر في الرقة، ويدعى عبد الرحمن محمد الفرج، إثر سقوط قذيفة على منزله في قرية الصفصافة بريف الرقة.

في موازاة ذلك، أفادت لجان التنسيق عن «استهداف قوات النظام لحافلة نقل الركاب من الحسكة إلى دمشق»، فيما أورد المرصد السوري خبرا عن «سقوط قتلى وجرحى جراء قيام قوات النظام باستهداف حافلة نقل متوجهة من مدينة القامشلي باتجاه لبنان بالقرب من مدينة دير الزور».

بروكسل ترفع مستوى التعاون وتبادل المعلومات مع أنقرة للحد من تدفق البلجيكيين إلى سوريا

قاصر بلجيكي يترك مدرسته ويتجه إلى سوريا للقتال هناك

بروكسل: عبد الله مصطفى

لم يلجم إعلان الحكومة البلجيكية عن نيتها رفع مستوى التعاون وتبادل المعلومات مع نظيرتها التركية من تدفق المزيد من الشباب البلجيكي إلى سوريا عبر الحدود التركية للقتال هناك، إذ أعلنت إدارة مدرسة «أتينيوم الملكية» أن أحد طلابها، ويبلغ من العمر 15 عاما، تمكن من الهروب إلى سوريا بعد تجنيده من جانب منظمة ناشطة في هذا المجال. وقالت كارين هرمانس، مديرة المدرسة، أمس، في تصريحات للإذاعة البلجيكية «راديو 1»، إن اختفاء الطالب جرى تفسيره في بداية الأمر على أنه أمر غير مثير للقلق، ولكن الأمر تغير بعد أيام مع تلقيها تأكيدا رسميا أن اليافع جرى تجنيده من قبل تنظيم للمقاتلين في سوريا، طارحة السؤال الذي لم تستطع حتى الآن الإجابة عنه الدوائر الأمنية والسياسية والتعليمية في بلجيكا وهو: «كيف يمكن وقف عمليات غسيل المخ التي يتعرض لها هؤلاء الصغار؟» وتشتكي بلجيكا، التي يتجاوز عدد الجالية المسلمة فيها عتبة 500 ألف، من أن استمرار الأزمة في سوريا ستنعكس عليه سلبا في ظل تدفق الشباب البلجيكي المسلم إلى معركة إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. ويخشى صناع القرار في بروكسل أن تكون عمليات التجنيد تتم بشكل ممنهج عبر مؤسسات دينية في بلجيكا، لا سيما مناطقها الناطقة باللغة الهولندية، مما يعني دق نواقيس الخطر.

وسبق للشرطة البلجيكية أن داهمت 48 منزلا في أنحاء البلاد الأسبوع الماضي، واعتقلت 6 أشخاص بعد تحقيق استمر عاما بشأن جماعة إسلامية يشتبه في تجنيدها مقاتلين للصراع في سوريا. وقال الادعاء إن فؤاد بلقاسم، زعيم حركة الشريعة لبلجيكا، أحد الستة الذين اعتقلوا لكنه امتنع عن ذكر تفاصيل بشأن الآخرين مكتفيا بقوله إن شخصا عاد جريحا من سوريا.

وللتغلب على ظاهرة تدفق البلجيكيين إلى سوريا، عقد مجلس الوزراء البلجيكي المصغر أول من أمس اجتماعا عرضت فيه وزيرة الداخلية دويل ميلكيه بعض المقترحات للحد من هذه الظاهرة، لكن المتحدث باسم الحكومة قال في مؤتمر صحافي أعقب الاجتماع إن «حزمة القوانين والتشريعات المختصة بمحاربة الإرهاب والنافذة حاليا (كافية) لمواجهة التطرف العنيف وكذلك ظاهرة ذهاب الشباب البلجيكي للقتال في سوريا. وأشار إلى أن التركيز ينبغي أن ينصب على «التوعية ووقاية الشباب من خطر الوقوع في براثن شبكات متطرفة تسعى لتجنيدهم وإرسالهم للقتال» سواء في سوريا أو في مكان آخر. وأوضح بيان صدر عقب الاجتماع أن التشريعات النافذة في بلجيكا في مجال محاربة الإرهاب والتي تمت تقويتها، مؤخرا، تسمح باتخاذ إجراءات وتدابير «حازمة» لمحاربة كل أشكال التطرف ويتضمن المخطط 6 نقاط تتمحور حول العمل على مختلف المستويات المحلية والفيدرالية من أجل محاربة كل أشكال التطرف العنيف ومحاولات تجنيد الشباب لزجهم في صراعات خارجية.

وأجمع الوزراء المشاركون في الاجتماع على أهمية رفع مستوى التعاون وتبادل المعلومات مع تركيا بوصفها الدولة التي يتوجه لها الشباب قبل دخولهم الأراضي السورية، بالقول: «لا بد من تكثيف العمل مع تركيا بشكل أساسي وكذلك مع الدول المجاورة لتسهيل عملية تعقب هؤلاء»، كما رفض المجلس اقتراحا سابقا يقضي بسحب بطاقات هوية الشباب الذين «يشتبه بنيتهم التوجه إلى سوريا»، معتبرا أن في الأمر تقييدا للحرية الفردية.

وتنص التشريعات النافذة في البلاد على تجريم كل شخص ينشر أفكارا متطرفة أو يدعو لأعمال عنيفة أو يشارك في تجنيد أو تدريب آخرين للقيام بأعمال عنف داخل بلجيكا أو خارجها، وقد تصل العقوبات في بعض الأحيان إلى السجن 10 سنوات. وبحسب الإعلام المحلي، توجه تلميذان بلجيكيان إلى سوريا عن طريق تركيا في 4 أبريل (نيسان) خلال عطلة عيد الفصح، وأعلن ميشيل دو هيرد، مسؤول التعليم في إحدى بلديات العاصمة بروكسل، أن إدارة المدرسة وأسرتي التلميذين، البالغين من العمر 16 عاما، قد أكدوا له الأمر. واستند دو هيرد في كلامه على معلومات حصل عليها من أسرتي التلميذين وإدارة المدرسة، وقال: «نشعر جميعا بالدهشة، لأن التلميذين المذكورين لم يبديا في السابق أي اهتمام بالمسألة السورية، وكانا يتابعان دراستهما من دون مشكلات تذكر»، وأوضح هيرد أنه يمتلك معلومات تفيد أن شقيق أحدهما الأكبر كان ذهب في وقت سابق إلى سوريا، معربا عن اعتقاده أن الأمر شكل دافعا أساسيا لهما. وكانت قوات الشرطة البلجيكية قد نفذت حملة مداهمة واعتقالات واسعة قبل أيام في مسعى لتفكيك إحدى الشبكات الإسلامية المتطرفة التي يشك بضلوع أفرادها ومناصريها بعمليات تجنيد وإرسال شبان إلى سوريا. ويعتقد أن هناك نحو 200 شاب بلجيكي، بعضهم من القاصرين، يقاتلون إلى جانب مجموعات إسلامية «متطرفة» في سوريا، وهو ما يثير جدلا واسعا في أوساط المجتمع البلجيكي.

المعارضة السورية تنفي وجود تداعيات سلبية لتفجيرات بوسطن على ملف تسليحها

قيادي في «الحر» لـ «الشرق الأوسط»: لن نرتد على من يمد لنا يد العون

واشنطن: محمد علي صالح بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»

أعلن الكرملين، أمس، أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما اتفقا، في محادثة هاتفية، على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، عقب تفجيرات ماراثون بوسطن، الأسبوع الماضي. وذهب الكرملين أبعد من ذلك بالقول إن الزعيمين اتفقا على توثيق التعاون بينهما في هذا المجال، مضيفا أن «الجانبين أبرزا اهتمامها بتعميق التعاون الوثيق بين الأجهزة الخاصة في روسيا والولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب الدولي».

ووفقا لمصادر مطلعة في واشنطن تحدثت معها «الشرق الأوسط».. «لا يرى بوتين فارقا بين تجربة نظام الأسد مع الإرهابيين وتجربة بلاده مع الإرهابيين في الشيشان». وتتوقع المصادر ذاتها أن مقارنة الأزمة السورية بالأزمة الشيشانية وما تخلفانه من آثار على الأمن والسلم العالميين ستشكل محور النقاش بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، اللذين سيلتقيان على هامش اجتماع مجلس «روسيا – الناتو» المقرر عقده في 23 أبريل (نيسان) الحالي.

وعلى الرغم من التباعد الزمني بين أحداث كلا البلدين، فإن تسلسل الأحداث في سوريا والشيشان متشابه إلى حد ما، وفقا لبعض المراقبين، فكلاهما اعتبر على مدى قرون طويلة معقلا للتيار الصوفي السني التقليدي الذي ينبذ العنف، ويسعى لأن يكون حركة اجتماعية أكثر منها سياسية، إلا أن تطور الأحداث إبان حرب الشيشان الأولى (1994 – 1996) والثورة السورية، التي انطلقت في مارس (آذار) 2011 أدت إلى ضمور هذا التيار مقابل «تضخم» دور التيار السلفي كحركة عسكرية تسعى لتغيير الأنظمة وتحقيق «دولة الإسلام» باستخدام العنف.

وينصب في هذا السياق إعلان إقامة «الإمبراطورية الإسلامية في شمال القوقاز، ومركزها الشيشان»، عام 1999 على يد «الجماعة الإسلامية في داغستان»، وإعلان دولة الإسلام في بلاد العراق والشام على يد أبي بكر الحسيني القرشي البغدادي، زعيم دولة العراق الإسلامية، في 10 أبريل الحالي. ونقطة الالتقاء الثانية هي إقرار الولايات المتحدة بأن بعض التشكيلات المقاتلة في كلا البلدين هي ذات طابع «أصولي» وتاليا ينبغي إدراجها ضمن لوائح المنظمات الإرهابية التي تصدرها وزارة الخارجية الأميركية، إذ تعتبر واشنطن، ومنذ عام 2002، جماعات «لواء المهمات الخاصة الإسلامية»، و«ألوية حفظ السلام الإسلامية الدولية»، و«كتيبة رياض الصالحين» منظمات إرهابية انضمت إليها «جبهة النصرة» السورية في مطلع عام 2012. ومقابل هذا الفريق، ينادي فريق آخر بضرورة «التمرد» و«الجهاد» لإقامة دولة إسلامية حسب أحكام الشريعة الإسلامية.

لكن الدكتور رضوان زيادة المدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية بواشنطن، يقول إنه لا وجه مقارنة بين ما يحصل في سوريا وما حصل في الشيشان، مضيفا: «قد يحاول بوتين استغلال هذه الفرصة لتبرير موقفه إزاء الثورة السورية».

وقال زيادة في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» معه إن «التشابه الوحيد بين سوريا والشيشان هو انتهاكات حقوق الإنسان من قبل القوات الروسية في الحالة الثانية، وقوات الأسد في الحالة الأولى». ويتوافق رأي العقيد المنشق في «الجيش السوري الحر» عارف الحمود مع رؤية زيادة، إذ يرى في هذه المقارنة بين «الثورة السورية وما حصل بالشيشان أو أي مكان آخر هو بمثابة مقارنة ظالمة للشعب السوري، الذي قام بثورة سلمية هدفها التغيير السياسي».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «موقف المجتمع الدولي المتفرج طوال أشهر حتّم تغير مسار الثورة ولجوء السوريين إلى من يدافع عنهم، وهذا ما يفسر احتضان الشعب السوري للجهاديين السوريين اليوم». ويعترف الحمود بأن «الساحة السورية هي ساحة حرب مفتوحة، وتستقطب كثيرا من المجموعات الخارجية، ذات الفكر الجهادي أو الأجندات الخاصة بها». لكنه في الوقت ذاته يؤكد أن «الجيش الحر» لا يتبناها، و«هو يقاتل من أجل هدف واحد يتمثل في إسقاط النظام السوري القاتل».

وينفي الحمود بشدة إمكانية أن يرتد السوريون على كل من يمد لهم يد العون في مرحلة لاحقة، مشددا على أن «ذلك أمر مستبعد جدا». وقال: «صحيح أننا نخوض ثورتنا لوحدنا وصحيح أننا نراقب العالم، لكن لا يمكن للشعب السوري أن ينسى من سانده»، من دون أن يستبعد «انطلاق النظامين السوري والروسي وأجهزتهما الاستخباراتية، من وقوف شيشانيين خلف تفجيرات بوسطن، على الرغم من أن الولايات المتحدة سبق أن دعمت بلادهم، إلى الترويج بأن الدعم الخارجي، الأوروبي والأميركي، للثوار السوريين قد ينقلب عليهم في المستقبل».

وذكر أيضا أن النظام السوري مدعوما من روسيا كان أول من أطلق على ثوار سوريا تسمية «المسلحين» و«الجماعات الإرهابية»، علما بأنه لا يتوقف عن إطلاق عناصر ومجرمين من سجونه يشاركون في القتال داخل سوريا. وجدد الإشارة إلى أن «المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية كبيرة في احتضان الساحة السورية لمجموعات مقاتلة من الجهاديين بسبب تخلفه عن دعم «الجيش الحر».

يشار إلى أن الاستراتيجية الروسية الصادرة في يونيو (حزيران) 2000 تؤكد أن روسيا تقوم بمسؤولية حفظ الأمن في العالم على المستوى الإقليمي والدولي، وتحذر من المزيد من الفوضى في المنطقة إن سيطر المتشددون الإسلاميون على الشيشان، وإذا حصلت الشيشان على استقلالها فإن نزعة التشدد الإسلامي قد تمتد خارج الشيشان، وهي الرواية ذاتها التي يقولها الأسد على المطالبين بإسقاط نظامه.

“قاعدة النُصرة” في سوريا تهدّد “حزب الله” في لبنان

زادت المناوشات الأخيرة الحاصلة بين “حزب الله” وثوار “الجيش السوري الحر” في القرى الحدودية شرق وادي البقاع اللبناني، من الحديث عن احتمال امتداد للصراع السوري إلى لبنان. وأدّى الهجوم من الجانب السوري على قرية القصر اللبنانية في الهرمل إلى مقتل مواطن وجرح تسعة. غير أنّ أحد قادة “الجيش السوري الحر” قال إنّ مجموعته لن تعادي أي طائفة لبنانية، مؤكداً أنّ “مجلس الثوار العسكري أصدر بياناً تعهّد فيه الهجوم على مواقع “حزب الله” داخل سوريا، ما يعني أنّ الجيش السوري الحر لا يهاجم أي مواقع لـ “حزب الله” داخل لبنان”.

لكنّ “الجيش السوري الحر” ليس الجهة الوحيدة التي على “حزب الله” أن يواجهها في سوريا. ذلك أنّ تورط “حزب الله” في القتال إلى جانب النظام السوري في الحرب الأهلية خلق له عدواً مختلفاً؛ هم جهاديو “جبهة النصرة”، التي أعلنت على الملأ ولاءها لقائد تنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري.

لطالما قيل إنّ “حزب الله” يقاتل الى جانب النظام السوري ضد الثوار في حمص وخارج دمشق، وليس فقط في المنطقة القريبة من الحدود اللبنانية، حيث قال قادة الحزب إنّه يتوجّب على مناصريه حمل السلاح للدفاع عن القرى ذات الغالبية الشيعية التي هاجمها الثوار. وتناقلت بعض وسائل الإعلام في الأسبوع الأخير خبر مقتل عدد من أفراد الحزب أثناء القتال في سوريا ومن ثم دفنهم في لبنان. والأربعاء الماضي، أشارت مصادر عدة من المعارضة السورية الى انتشار المئات من مقاتلي “حزب الله” حول حمص.

وإذا كان “الجيش السوري الحر” اتخّذ القرار بعدم الهجوم على أية أهداف لـ”حزب الله” داخل لبنان، وحصر المناوشات بمنطقة حدودية ضيقة شرق وادي البقاع، فإن خبراء يقولون إنّ “المقاتلين الجهاديين الموالين للقاعدة يشكلّون نوعاً مختلفاً من الخطر، بما أنّهم قد لا يهاجمون فقط مواقع “حزب الله” في سوريا، ولكن أيضاً قواعد “حزب الله”، ومقاتليه ومناصريه في لبنان”.

القنبلة التي تمّ العثور عليها في 8 نيسان في “حي السلّم” – المنطقة ذات الأغلبية الشيعية في جنوب بيروت – مع رسالة تستهدف “حزب الله” بتوقيع “جبهة النصرة”، أثارت المخاوف بين صفوف سكان المنطقة من أن يصل الصراع السوري الى منازلهم في الضاحية الجنوبية. “فليسقط بشار، الموت لـ”حزب الله”، جبهة النصرة”، كان مكتوباً على القنبلة. وكانت المتفجّرة معبّأة داخل زجاجة بطول 30 سنتم وموصولة الى سلك كهربائي. لم تنفجر هذه القنبلة المصنوعة يدويًا، وقام أحد خبراء “حزب الله” بتفكيكها.

وفقاً للصحافي في جريدة “البلد” المطلّع على الشؤون المتعلّقة بـ”حزب الله”، علي الأمين، فإن “القنبلة قد تكون رسالة من “جبهة النصرة” أو رسالة من أي جهة أخرى، ولكن ما لا شك فيه أنها رسالة مباشرة الى “حزب الله””.

غير أنّ المحلّل السياسي في موقع “NOW” قاسم قصير لا يوافقه الرأي. “لم تكن القنبلة في الضاحية معدّة لكي تنفجر. عندما يخطّط الإسلاميون للقيام بهجوم، يضمنون انفجار القنبلة”، أضاف قائلاً. لكنّه يوافق على أنّ ثمة خطراً من احتمال أن تقوم مجموعات متصلّة بـ”القاعدة” في لبنان أو موالون لـ”جبهة النصرة” بالاعتداء على “حزب الله” بسبب تورّطه في سوريا.

“تقوم تكتيكات “جبهة النصرة” القتالية على الهجمات التفجيرية، وليس على قصف المدن بالصواريخ”، قال قصير لـ”NOW”. “سوف تكون قواعد “حزب الله” العسكرية ومناصروه في خطر لأننا نتعامل مع جماعة متصلّة بالقاعدة، وهم في العادة لا يميّزون بين المقاتل والمدني. هم يستهدفون مكاناً ما هادفين الى تحقيق أكبر ضرر ممكن. هذه هي طريقة عمل القاعدة وجبهة النصرة”، كما أشار. ولفت كذلك إلى إنّه يوجد الكثير من الإسلاميين والجهاديين اللبنانيين المرتبطين مباشرة بالقاعدة والذين يمكن أن يستهدفوا “حزب الله”.

المجموعات الجهادية والمرتبطة بالقاعدة موجودة في لبنان قبل الصراع السوري. فقد وُجدت في لبنان قواعد لمنظمات مثل “فتح الإسلام” و”جند الشام” و”عصبة الأنصار” منذ سنوات وعاشت السلطات اللبنانية أوقاتاً عصيبة بسببها. ولكن لم يسبق لها أن خاضت مواجهات مباشرة مع “حزب الله”. غير أنّه عقب بدء الصراع السوري، قيل إنّ الجهاديين أعادوا تنظيم أنفسهم في منظمة متطرفة جديدة، مستلهمة من بروز “جبهة النصرة” وعملياتها العسكرية الناجحة في سوريا. وفقاً لمصادر “فتح” في مخيّم اللاجئين الفسطينيين في عين الحلوة قرب صيدا، يقوم القادة الجهاديون مثل هيثم ومحمد السعدي، وتوفيق طه، وأسامة الشهابي وماجد الماجد بتجنيد تابعين ومقاتلين في لبنان.

أما الأمين فيقول إنّه لا يعتقد أنّ “جبهة النصرة” لا تفرّق بين المدنيين والعسكريين. “هم يهاجمون “حزب الله” ككيان عسكري، وليس الشيعة كطائفة”، أشار قائلاً.

من جهته، رأى قصير أنّ “جبهة النصرة” غير منظمّة بما يكفي للقتال ضد “حزب الله” في حرب تقليدية، لكنّها يمكن أن تسبّب له ضرراً كبيراً من خلال تنظيم هجمات تفجيرية على قواعد “حزب الله” ومقاتليه. “غير أن “حزب الله” منظّم بشكلٍ جيد جداً بحيث لن يخسر مثل هذه الحرب أمام جبهة النصرة”، ختم بالقول.

ساهمت يارا شحيد في هذه المقالة

قتلى بسوريا واشتباكات في القصير

                                            وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 82 شخصا أمس السبت في دمشق وريفها وحلب، فيما قال مصدر أمني لبناني ونشطاء سوريون إن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية والجيش الحر في القصير بريف محافظة حمص.

 ونقل مراسل الجزيرة في بيروت عن المصدر اللبناني أن أكثر من ستة صواريخ سورية سقطت أمس السبت في مدينة الهرمل وقريتي القصر وسهلات الماء، دون معرفة هوية الجهة التي أطلقت هذه الصواريخ.

من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أحد هذه الصواريخ سقط في ضواحي مدينة الهرمل دون تسجيل وقوع إصابات، إلا أن المحلات أقفلت أبوابها وفضل السكان عدم مغادرة منازلهم.

وذكر المرصد أن القوات النظامية تمكنت السبت من السيطرة بشكل كامل على قرية الرضوانية في ريف القصير حيث تحتدم المعارك منذ أكثر من أسبوعين.

كما استمرت المعارك في قرى وبلدات عدة في ريف دمشق، حيث أفاد المرصد بمقتل 69 شخصا خلال أربعة أيام في اشتباكات وقصف وإطلاق نار في بلدة جديدة الفضل التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها.

 وتجدد القصف -أيضا- على أحياء دمشق الجنوبية، ومنها القابون وبرزة ومخيم اليرموك، بالتزامن مع حملة دهم واعتقال في حي الميدان، حسب شبكة شام. كما تجدد على بلدات في ريف المدينة بينها معضمية الشام.

من جهة أخرى دخلت حملة النظام العسكرية على بلدتي جديدة عرطوز وجديدة الفضل يومها الرابع بحصيلة ثقيلة من القتلى والجرحى والمعتقلين وحصار خانق منع عن الأهالي الدواء والغذاء والماء.

 معارك وقصف

وفي تطور آخر قال المركز الإعلامي السوري إن كتائب من المعارضة السورية سيطرت على أجزاء كبيرة من حي الخالدية شمال حلب.

وأفاد المركز بأن “اتحاد كتائب شهداء بدر” وكتائب من الجيش الحر سيطروا على معملي الغاز والأخشاب في حي الخالدية شمال المدينة.

وذكر ناشطون أن الاشتباكات ما زالت مستمرة في محاولة من الكتائب السيطرة على كامل الحي والتقدم باتجاه المدينة، وتكمن أهميته في كونه يشرف على حي جمعية الزهراء الذي تتواجد فيه مدفعية النظام والمخابرات الجوية.

وفي دير الزور قتل ثلاثة أطفال السبت بنيران القوات السورية. وقالت مصادر المعارضة إن القوات النظامية استهدفت مجددا صباح أمس بالمدافع أحياء دير الزور الخارجة عن سيطرتها، بينما قالت لجان التنسيق المحلية من جهتها إن بلدة موحسن تعرضت لقصف براجمات الصواريخ من المطار العسكري واللواء 137.

وقال الناطق باسم شبكة شام الإخبارية محمد إبراهيم -للجزيرة- إن القوات السورية عاودت صباح أمس قصف عدة بلدات وقرى بريف إدلب. وأشار إلى أن القصف يأتي من معسكري الحامدية ووادي الضيف، وكذلك من معسكر القرميد. مشيرا إلى فزع بين السكان بعد مقتل عشرات منهم الجمعة في سراقب ومعرشورين.

من جهتها، قالت الهيئة العامة للثورة إن بلدتيْ معرشورين وكفروما تعرضتا لقصف بالمدافع الثقيلة ومدافع الهاون، من معسكريْ الحامدية ووادي الضيف.

خسائر للنظام بريف دمشق ومعارك بالقصير

                                            قالت لجان التنسيق المحلية إن أكثر من مائة جندي سوري قتلوا في معارك بريف دمشق الذي تعرض صباح اليوم الأحد لغارات جوية, في حين تواصل التصعيد على جبهة القصير بحمص بين الجيش الحر وعناصر من حزب الله اللبناني حسب ناشطين.

وذكرت لجان التنسيق أن الجنود السوريين قتلوا في الساعات القليلة الماضية في اشتباكات عنيفة لا تزال مستمرة حتى صباح اليوم بين الجيشين النظامي والحر في محيط مدينة معضمية الشام.

وأضافت أن الجنود سقطوا خلال محاولتهم التسلل إلى المدينة من الجهة الغربية, مشيرة إلى أن المدينة تتعرض في الأثناء لقصف عنيف من الفرقة الرابعة والفوج مائة.

ونشرت لجان التنسيق أيضا شريطا على الإنترنت يظهر مقاتلين من الجيش الحر وهم يستهدفون مواقع للقوات النظامية خارج معضمية الشام.

معارك الريف

وتحدثت لجان التنسيق وشبكة شام عن قصف جوي عنيف بصواريخ فراغية على معضمية الشام مما أوقع جرحى, وذلك بالتزامن مع الاشتباكات الجارية في محيطها.

ووقعت اشتباكات أخرى -قتل فيها عنصر من الجيش الحر- حول مدينة داريا التي تعرضت بدورها لغارات جوية استخدمت فيها قنابل فراغية, كما قُصفت أحياؤها الجنوبية والغربية براجمات الصواريخ والمدافع.

وقالت شبكة شام إن قتالا عنيفا يدور أيضا على طريق المتحلق الجنوبي من جهة زملكا التي قصفت بدورها بمدافع الدبابات والميدان وفقا للمصدر نفسه.

وأضافت أن الجيش الحر قصف صباح اليوم بمدافع الهاون مقر القوات الخاصة والشرطة العسكرية في حي القابون جنوبي دمشق, وحقق فيه إصابات مباشرة.

وفي دمشق, تجدد القصف على الأحياء الجنوبية, وقتل رجل برصاص قناص في حي برزة, في حين شهد حي الميدان حملة دهم حسب شبكة شام. وفي دمشق أيضا, قتل خمسة جنود نظاميين برصاص الجيش الحر أثناء تسللهم إلى منطقة بورسعيد بحي القدم, بينما اعتقل آخرون أمس في كمين بالقلمون بريف دمشق حسب لجان التنسيق.

وفي دير الزور, قصفت القوات النظامية صباح اليوم بمدافع الميدان والهاون أحياء دير الزور الخاضعة للجيش الحر حسب لجان التنسيق. من جهته, قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي الجيش الحر قصفوا صباح اليوم مواقع تتمركز فيها القوات النظامية عند أطراف المدينة التي تشهد منذ شهور اشتباكات يومية.

وقالت شبكة شام إن قصفا براجمات الصواريخ استهدف مدينة تل رفعت بريف مدينة حلب التي تشهد بعض أحيائها اشتباكات متفرقة. وبصورة متزامنة, تجددت صباح اليوم الاشتباكات في محيط بلدة خربة غزالة بريف درعا وسط قصف مستمر لعدد من البلدات.

جبهة القصير

وفي حمص, تجدد صباح اليوم القتال في ريف مدينة القصير المتاخمة للبنان بين الجيش الحر ومقاتلين يعتقد أنهم من حزب الله اللبناني, وسط قصف صاروخي متبادل بين الطرفين.

وقال الناشط أبو بلال الحمصي للجزيرة إن حزب الله أرسل تعزيزات من منطقة الهرمل في البقاع اللبناني إلى ريف القصير.

وأضاف أن هذه الجبهة تشهد منذ يومين تصعيدا, مشيرا إلى تعرض قرى سورية بينها الرضوانية والبرهانية للقصف من مواقع مفترضة لحزب الله الذي تتهمه المعارضة السورية بدعم القوات النظامية في عملياتها القتالية, بما في ذلك خلال معركة مطار الضبعة العسكري الذي استولى عليه الجيش الحر قبل أيام.

كما أشار الحمصي إلى تهديد الجيش الحر بقصف ضاحية بيروت الجنوبية -معقل حزب الله- في حال استمر الحزب في عملياته داخل سوريا.

وينفي حزب الله أن يكون مشاركا في القتال, ويقول إن هناك مسلحين يدافعون عن قرى يتداخل فيها السكان على الحدود اللبنانية السورية.

وكان مراسل الجزيرة في بيروت نقل عن مصدر لبناني أن أكثر من ستة صواريخ سورية سقطت أمس في مدينة الهرمل وقريتي القصر وسهلات الماء، دون معرفة هوية الجهة التي أطلقت هذه الصواريخ.

حزب الله بسوريا.. تورط أم واجب؟

                      بين “التورط” و”الواجب الجهادي والدفاع عن حدود العقيدة” تندرج مشاركة حزب الله في القتال الدائر بسوريا إلى جانب النظام وخصوصا في ريف حمص المحاذي للحدود اللبنانية رغم سياسة “النأي بالنفس” التي انتهجها لبنان الرسمي منذ بداية الثورة السورية قبل أكثر من عامين.

وكما أن كل شيء في لبنان وجهة نظر، فلم يشذ “النأي بالنفس” عن هذه القاعدة وخرجت اتهامات لأطراف عدة في لبنان وتحديدا لتيار المستقبل بدعم الثورة بالأسلحة والمقاتلين، ولكن اللافت في مشاركة حزب الله كان تأكيد أمينه العام حسن نصر الله مشاركته في القتال تحت عنوان “الدفاع عن البلدات الحدودية التي يقطنها لبنانيون”.

ومع استعار الأزمة في سوريا، ارتفع مستوى “الاتهامات” لحزب الله ووصل لحد سيطرته على بلدات سورية وإرساله “آلاف” المقاتلين ليس فقط إلى المناطق الحدودية بل أيضا إلى دمشق وريفها وحمص.

وبما أن الحريق السوري يمتد بشكل طبيعي إلى الدول المجاورة، سقط قتلى وجرحى مدنيون في قصف على قرى ومدن لبنانية من الجيش النظامي والثوار كما تقول مصادر أمنية لبنانية.

وعن هذا، يقول الجيش السوري الحر إن اشتباكاته في ريف القصير تُجرى مع عناصر حزب الله مدعومة بقوات نظامية “رمزية” ووصل عدد عناصر الحزب في ريف القصير فقط “7200” إضافة إلى معلومات أفاد بها المتحدث الإعلامي باسم القيادة المشتركة فهد المصري عن مغريات مادية للعناصر خلال القتال ولأهلهم بعد مقتلهم.

مقابر جماعية

وأوضح المصري أنهم متأكدون من “تورط” حزب الله في القتال بفضل “عيون” لهم على الحدود اللبنانية تنقل لهم أنباء التعزيزات العسكرية للحزب، وأضاف أن الجيش النظامي انسحب من ريف القصير تاركا المنطقة بكاملها لحزب الله ومكتفيا فقط بتأمين الغطاء الجوي للحزب الذي يقود العمليات بشكل كامل بإشراف ضباط من الحرس الثوري الإيراني.

وكشف عن سقوط عشرات القتلى لحزب الله في “اشتباكات عنيفة” للسيطرة على منطقة تل النبي مندو في ريف حمص، دفنوا بمقابر جماعية على أن يقوم الحزب بنقل الجثث في وقت لاحق إلى لبنان.

وخلص المصري إلى أن هناك تواجدا محدودا لعناصر الحزب على الحواجز الأمنية في حي الزهراء بحمص، وانتشارا كثيفا على طول الحدود وفي منطقة السيدة زينب بريف دمشق وعلى حواجز بقلب العاصمة ومخيم اليرموك، متهما بعض قيادات الجيش اللبناني “بالتواطؤ” مع الحزب وغض الطرف عن عبوره مع أسلحته إلى الأراضي السورية.

في المقابل يشرح الناشط الميداني في مدينة حمص هادي العبد الله، أن حزب الله يقاتل في ريف القصير بطريقتين “علنية وسرية”، كاشفا عن وثيقة عثر عليها الثوار في معركتهم للسيطرة على مطار الضبعة العسكري الأربعاء الماضي، تشير إلى “أمر عمليات من الحزب لعناصره عليها شعاره وممهورة بتوقيع الأمين العام”.

“احتلال قرى”

ويوضح أن الحزب “يحتل” ثماني قرى سورية حدودية (أربع منها سنية سيطر عليها الحزب بعد معارك مع الثوار وأربع أخرى شيعية سلمها الجيش النظامي للحزب) وحاول أن يسيطر على “ثلاث قرى سنية جديدة” أخرى لكن الثوار تصدوا له.

وتحدث العبد الله عن اشتباكات استمرت لأكثر من أسبوع بين مئات العناصر من حزب الله والشبيحة والثوار الذين سيطروا على تلة النبي مندو (تل قادش) والتي تحظى بأهمية إستراتيجية نظرا لارتفاعها وإشرافها على القرى التي يسيطر عليها الحزب لكن وتيرة الاشتباكات تراجعت بعد سيطرة الثوار على مطار الضبعة.

ونقل الناشط الميداني عن عنصر منشق كان يشارك بالمعارك إلى جانب الحزب، أن عشرات القتلى سقطوا للحزب خلال المعارك، وأوضح أن عناصر الجيش النظامي والشبيحة يتلقون أوامرهم من قادة الحزب والتي تتلخص بالسيطرة على ريف القصير بالكامل (ثمانون قرية)، وقصف أي تجمع مدنيا كان أم عسكريا لتحقيق هذا الهدف.

ولفت إلى أن المعارك تجري أيضا على جثث عناصر الحزب الحريص على عدم وقوع أي جثة بيد الثوار، وشرح كيف هرب عناصر الحزب وضباط من رتب عالية بدباتين من مطار الضبعة بعد سيطرة الثوار عليه.

عصابات إسرائيل

أعداد قتلى حزب الله الذين قتلوا في سوريا شكك بها الكاتب اللبناني غسان جواد وأكد أن أي قتيل يسقط في سوريا يشيعه الحزب في العلن، وأضاف أن الحزب أقر باشتراكه في المعارك على الحدود اللبنانية “لأنه جزء من النسيج الاجتماعي لهذه المناطق، يدافع عن أهلها ضد غزو العصابات المسلحة وتهجير سكانها على أسس طائفية”.

واعتبر ما يقال عن مشاركة حزب الله في الداخل السوري غير صحيح لأن وسائل الإعلام لم تستطع إخراج صورة أو مستند يظهر هذه المشاركة رغم تأكيده أن “الحزب جزء من المعركة بسوريا” ويقاتل في أماكن محددة دفاعا عن “جمهوره وأهله وعن المعتقدات والمقامات الدينية التي تستهدفها المجموعات التكفيرية بشهادة التقارير الدولية التي تشير إلى تقدم مشروع القاعدة على الأرض”.

وخلص إلى أن عناصر الحزب الآتية من جنوب لبنان أو مناطق بعيدة عن الحدود يردون الجميل لأهل هذه المنطقة الذين احتضنوهم إبان الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب “والآن إسرائيل جاءت على شكل عصابات إرهابية تهاجم قرى الهرمل ومن واجب كل لبناني الدفاع عن أهله ضد عصابات إسرائيل الجديدة”.

الخبير الإستراتيجي اللبناني العميد إلياس حنا، يرى أن حزب الله ضمن تحالف إستراتيجي واسع مع سوريا وإيران، وأضاف أن هناك نظرتين لمشاركة حزب الله في القتال بسوريا، فهو تورط بالمنظار الرسمي والدولي وواجب وأمر طبيعي من منظار الحزب.

وأوضح أن هناك تكليفا إيرانيا للحزب بحماية خلفية العاصمة السورية وتحديدا المناطق الشيعية إضافة إلى هدف جيوسياسي، يتمثل في وادي نهر العاصي من الشام حتى حمص مرورا بالساحل والذي يسيطر حزب الله على مساحة واسعة منه، ولكن الجديد أن هذه السيطرة باتت علنية وتنظيمية وأسس الحزب فرقا خاصة للدفاع عن هذه المنطقة وخصص لها عناصر وقيادة وأسلحة.

وخلص إلى أنه لا يمكن مقارنة مواجهة حزب الله لإسرائيل وهزيمتها في عدة محطات مع القتال الدائر في سوريا، ففي لبنان الحزب كان يستعد لحرب 2006 منذ ست سنوات وصرف نحو مليار دولار على التحصينات، أما في سوريا فوجئ الحزب بهذه المشاركة ورغم وجود بيئة حاضنة له، فإن الظروف في سوريا تختلف عن جنوب لبنان من النواحي الجغرافية وأهداف القتال والعلاقة مع الدولة التي يقاتل على أرضها.

مصادر في الائتلاف السوري تؤكد استقالة معاذ الخطيب من الرئاسة

الاتحاد الأوروبي يبحث خلال أسابيع تخفيف حظر السلاح عن الثوار

دبي – قناة العربية –

ذكرت أنباء من داخل الائتلاف الوطني السوري المعارض, الأحد، تخلي معاذ الخطيب عن منصبه كرئيس للائتلاف، والاكتفاء بموقع ممثل محافظة دمشق في الائتلاف، بحسب قناة “العربية”. وأكد عضو الائتلاف الوطني السوري، مروان حجو، ومصادر أخرى داخل الائتلاف الاستقالة.

وأوضح حجو أن الخطيب أرسل رسالة عبر البريد الاليكتروني إلى أعضاء قيادة الائتلاف، يقول فيها إنه يُبقي لنفسه منصب ممثل محافظة دمشق، وأنه يتخلى عن الرئاسة.

وذكر حجو أن الخطيب أعلن للدول المشاركة في اجتماع أصدقاء سوريا مساء السبت في اسطنبول، وأثناء العشاء الختامي، أنه يستقيل من منصبه على رأس الائتلاف.

وإلى ذلك، حثت المعارضة السورية الدول الغربية والعربية التي تدعمها على توجيه ضربات جوية لمنع نظام بشار الأسد من مواصلة إطلاق صواريخ أرض-أرض من طراز سكود على المدنيين، بحسب قناة “العربية”، الأحد.

ودعا الائتلاف السوري المعارض في بيان، السبت، إلى اتخاذ إجراءات محددة وفورية، وطالب بتوجيه ضربات لتدمير مواقع إطلاق صواريخ سكود.

كما طالب بيان المعارضة بإقامة منطقة حظر جوي لفسح المجال أمام حرية تحرك اللاجئين على طول الحدود الشمالية والجنوبية للبلاد.

وأعربت المعارضة السورية في بيانها عن الأمل في صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي يدين اللجوء إلى الصواريخ البالستية والأسلحة الكيماوية.

ودعت المعارضة السورية إلى تشكيل صندوق دولي لدعم الحكومة الانتقالية الجديدة وعودة اللاجئين إلى بلادهم.

وإلى ذلك، كشف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن الاتحاد الأوروبي سيناقش خلال الأسابيع المقبلة مسألة تخفيف حظر السلاح الذي يمنع توريد الأسلحة لمقاتلي المعارضة السورية.

وقال هيغ: “نحن نناقش مع الاتحاد الأوروبي الحاجة إلى المضي قدما بشأن مسألة حظر السلاح على مقاتلي المعارضة، وستكون هناك العديد من النقاشات حول هذا الموضوع خلال الأسابيع المقبلة”.

الأردن يوقف 8 لاجئين سوريين أثاروا الشغب في “الزعتري

مصدر أمني يؤكد إحالتهم للقضاء على خلفية إصابة 10 من رجال الشرطة

عمان – فرانس برس –

أكد مصدر أمني أردني، الأحد، أنه تم توقيف 8 لاجئين سوريين متهمين بإثارة أعمال شغب في مخيم الزعتري الجمعة الماضية، أدت إلى إصابة 10 من رجال الأمن، اثنان منهم وصفت جروحهم بـ”الحرجة”.

وقال المصدر، طالباً عدم الكشف عن هويته، إن الإجراء يأتي “على خلفية أحداث الشغب التي وقعت الجمعة، وتسببت في إصابة 10 من عناصر الأمن العام والدرك وصفت حالة اثنين من الدرك بالحرجة”.

وأضاف أنه “ستتم إحالة هؤلاء اللاجئين أمام القضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم”.

ودعا وزير الداخلية الأردني حسين هزاع المجالي، السبت، أثناء عيادته لأحد المصابين من عناصر الدرك في مدينة الحسين الطبية في عمان إلى “الإسراع وتكثيف جهود التحقيق لتقديم المعتدين للقضاء لينالوا جزاءهم العادل”.

ومن جهته، عبّر رئيس مجلس النواب الأردني، سعد هايل السرور، في بداية جلسة المجلس، الاحد، عن “إدانته وإدانة المجلس لأي اعتداء على رجال الأمن والدرك والأجهزة الامنية”.

وأوضح أن “تعرض رجال الأمن والدرك لأي اعتداء هو أمر مرفوض”، مشيراً إلى أن “هؤلاء يقومون بدور كبير في حفظ الأمن والاستقرار ويجب أن يسهروا على حماية الوطن”.

واندلعت أعمال شغب في مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال المملكة، عقب إحباط محاولة تهريب عدد من اللاجئين إلى خارج المخيم، على ما أفاد مصدر أمني.

وشهد مخيم الزعتري، الذي يأوي اكثر من 160 ألف لاجئ سوري، ويقع في محافظة المفرق شمال المملكة على مقربة من الحدود السورية، من قبل أعمال شغب احتجاجاً على سوء الأوضاع داخل المخيم.

وأعلن رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور، الأحد الماضي، أن بلاده قررت التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لعرض التداعيات الجسيمة لأزمة اللاجئين السوريين، التي وصلت إلى “مرحلة التهديد للأمن الوطني الأردني”.

وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، الأحد الماضي، إن “أكثر من 485 ألف مواطن سوري دخلوا الأردن منذ مارس/آذار 2011 وهو يوفر لهم كل ما يحتاجونه من رعاية”، مناشداً العالم أن “يشارك الاردن في تحمل هذا العبء الانساني”.

وتتوقع الامم المتحدة أن يصل عدد اللاجئين في الاردن الى 1.2 مليون سوري بنهاية العام الحالي.

10 مصابين من الدرك بأعمال عنف في مخيم الزعتري بالأردن

العنف بدأ بحسب رواية الأمن عند إحباط محاولة لتهريب عدد من اللاجئين إلى داخل المدن

عمّان – عمار الهندي –

وقعت مجدداً أعمال عنف في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، أوقعت هذه المرة 10 إصابات على الأقل في صفوف قوات الدرك الأردنية، حالات البعض منهم خطرة. وقد بدأ العنف بحسب رواية الأمن الأردني عند إحباط محاولة لتهريب عدد من سكان المخيم إلى داخل المدن الأردنية.

وفي حين وجد المخيم ليستوعب 15 ألف لاجئ فقط ، إذا به اليوم يحوي أكثر من مئة ألف. ويكاد لا يمر يوم دون أعمال شغب فيه. ولعل آخرها ما حصل- السبت- من إصابات في أفراد من قوات الأمن الأردنية المسؤولية عن حماية المخيم بعد أن استخدم بعض اللاجئين الحجارة والعصي في هجومهم على رجال الأمن، ما أغضب الأسر الأردنية.

يذكر أن ما يربو على 160 ألف لاجئ سوري فارين من أعمال العنف في بلادهم يستضيفهم الأردن في مخيم الزعتري بإطار قانوني لا يسمح لهم بالخروج منه للعمل في أنحاء المملكة دون أوراق قانونية، ما يثير سخط بعض اللاجئين في كثير من الأحيان.

وتشير المعلومات المتواترة من الزعتري إلى أن محاولات مستمرة من بعض اللاجئين لتهريب شبان من المخيم إلى المدن الأردنية تمثل أهم سبب لأعمال الشغب هذه التي تندلع في كل مرة يحبط فيها الأمن الأردني محاولة جديدة لتهريب لاجئين خارج المخيم، وهي خطوة يرى فيها الأمن الأردني تهديدا مباشرا للاستقرار.

فقد عبرت السلطات الأردنية مراراً عن تخوفها من وجود أشخاص يتبعون النظام السوري داخل الزعتري، يدفعون نحو التصعيد وافتعال سلسلة من أعمال الشعب شهدها المخيم بدءًا من إحراق خيام اللاجئين وصولا إلى العثور على أسلحة بيضاء تهدد سكانه والأمن الأردني في آن معاً.

سليمان يطالب الجيش بمنع الاعتداء على لبنان

لاريسا عون- بيروت – سكاي نيوز عربية

اعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن استهداف لبنان بالقذائف والصواريخ لا يحقق المطالب المتعلقة بالديمقراطية، خصوصاً وأنه لا طاقة للبنان على التحمل أكثر في موضوع استقبال النازحين وإيوائهم، علماً ان لبنان ملتزم العمل على ضبط حدوده تنفيذاً لإعلان بعبدا.

وكانت 3 صواريخ سقطت في وقت سابق الأحد داخل الأراضي اللبنانية، ما دفع  سليمان إلى مطالبة الجيش بمنع الاعتداء على الأراضي اللبنانية.

وجاءت تصريحات سليمان هذه في أعقاب سقوط 3 صواريخ من الجانب السوري في منطقة غير مأهولة في خراج بلدة القصر اللبنانية الحدودية من دون وقوع خسائر، بحسب ما أشار مراسلنا في لبنان.

كذلك طلب الرئيس اللبناني من الجيش والمعنين اتخاذ التدابير اللازمة “لمنع الاعتداء على اللبنانيين والحفاظ على سلامتهم”.

وكانت عدة خروقات سورية سجلت للأراضي اللبنانية في الأيام الماضية، آخرها سقوط الصواريخ الثلاثة الأحد في منطقة البقاع بلبنان.

وكانت بلدات سهلات المي والقصر وحوش السيد علي، وهي بلدات محاذية للأراضي السورية وتحديدا للقصير السورية بمحافظة حمص، تعرضت لخروقات سابقة.

يشار إلى أن الجيش السوري الحر أعلن، في وقت سابق، أنه قصف مواقع لحزب الله في سوريا وداخل الأراضي اللبنانية رداً على مشاركة مقاتلين من الحزب اللبناني في القتال إلى جانب الجيش السوري.

وتدور معارك بين القوات الحكومية السورية وعناصر من الجيش الحر في المناطق المحاذية للأراضي اللبنانية في القصير السورية، كما شن الطيران الحربي السوري غارات عدة على المدينة في محاولة لإعادة السيطرة عليها.

أصدقاء سوريا.. مساعدات مالية إضافية للمعارضة السورية

سوريا والاستعداد لحسم عسكري

لمياء راضي- أبوظبي – سكاي نيوز عربية

لم تحصل المعارضة السورية خلال مؤتمر اسطنبول على تعهد بإجراء عمليات عسكرية “جراحية” طلبت من حلف شمال الأطلسي (ناتو) والدول الغربية إجراءها لاستئصال الصواريخ التي تستخدمها القوات الحكومية، لكن الإشارات بين المعارضة والغرب تعني الاتجاه إلى توافق على أن الحسم العسكري هو الحل الوحيد للأزمة التي تمضي في عامها الثالث.

فقد جاء في بيان أصدره الائتلاف السوري المعارض عقب مؤتمر “أصدقاء سوريا” في اسطنبول، بحضور 11 دولة غربية وعربية، أنه “من الواجب الأخلاقي للأسرة الدولية بقيادة دول مجموعة أصدقاء سوريا اتخاذ إجراءات معينة ومحددة وفورية لحماية المدنيين من إطلاق الصواريخ البالستية واستعمال أسلحة كيماوية”.

وأعربت المعارضة السورية في بيانها عن الأمل في صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي يدين لجوء الحكم السوري للصواريخ ذاتية الدفع والأسلحة الكيماوية وكذلك تشكيل صندوق دولي لدعم الحكومة الانتقالية الجديدة وعودة اللاجئين إلى بلادهم.

تطمينات

وأرسلت المعارضة السورية رسالة تطمين للمجتمع الدولي، عندما أكد رئيس الائتلاف الوطني المعارض أحمد معاذ الخطيب أن المعارضة ترفض بشدة “كل أشكال الإرهاب” وتعهد بعدم وصول الأسلحة التي يحصل عليها إلى الجهات الخطأ في إشارة إلى المقاتلين المتشددين.

وتشكل مخاوف الدول الغربية الأسلحة إلى المقاتلين المتشددين، خاصة أعضاء تنظيم القاعدة الذين يشاركون في بعض المناطق في معارك ضد القوات الحكومية، أحد أهم الأسباب التي تحول دون تسليح المعارضة السورية.

فالدول الغربية التي تعرضت لعمليات “إرهابية” وتعرض مواطنوها إلى عمليات اختطاف وقتل في دول مخترقة من الجماعات المتشددة، تخشى من أن توجه هذه المساعدات القتالية ضدها لتستهدف مصالحها ومواطنيها، سواء في الداخل أو في الخارج.

وهذا ما بدا واضحا في تصريحات وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله على هامش المؤتمر عندما قال إنه يتعين على المعارضة السورية أن تنأى بنفسها عن القوى “الارهابية والمتطرفة”.

وعلى الرغم من إبداء فسترفيله هذه المخاوف بقوله: “نحن في الحكومة الألمانية تساورنا شكوك عندما يتعلق الأمر بإمدادات السلاح، لأننا قلقون من أن تصل هذه الأسلحة الى الأيدي الخطأ -وتحديدا أيدي المتطرفين”، فإنه ترك الباب مواربا على احتمال العدول عن هذا الموقف إذا ما وجدت ضمانات قوية واتخذ موقف موحد منها عندما استطرد قائلا: “لكنها مسألة يتعين بحثها الآن في الاتحاد الأوروبي”.

وهو ما أكده بدوره وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، الذي أعلن أن الاتحاد الأوروبي سيناقش خلال الأسابيع المقبلة مسألة تخفيف حظر السلاح الذي يمنع توريد أسلحة لمقاتلي المعارضة السورية.

ورأى هيغ أن المعارضة قدمت أوضح التزام حتى الآن خلال الاجتماع بشأن العمل نحو التوصل لحل ديمقراطي في سوريا وإدانة التطرف ومنع الأعمال الانتقامية المستقبلية.

إيران

كانت إيران ووضع الأقليات في مرحلة ما بعد بشار الأسد أيضا محاور لرسائل التطمين التي أعلنتها المعارضة السورية في اسطنبول، فقد تعهد الخطيب بعدم السماح بوقوع عمليات انتقامية ضد أي مجموعة في سوريا ما بعد الأسد.

هذا التعهد يبدو وكأنه رد علني على مخاوف الغرب على مصير الأقليات في سوريا، خاصة المسيحيين، لا سيما أن الحركات الاسلامية تمثل العامل الغالب على الفصائل المقاتلة ضد الحكومة.

أما عن إيران، فقد قال الخطيب “نطالب إيران بألا تتورط أكثر مما تورطت في سوريا”، وهي رسالة أخرى غير مباشرة بأن تسليح المعارضة السورية يصب في مصلحة الغرب لأنه يحد من تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة ويؤكد على أن المعارضة والغرب في خندق واحد ضد طهران التي هي طرف في سجال مع المجتمع الغربي بخصوص برنامجها النووي الذي تصر على طابعه السلمي بينما يخشى الغرب من تطوير طهران لسلاح نووي.

حسم عسكري

ومع استمرار الأزمة السورية وفشل الدعوات إلى الحوار، وكان أخرها دعوة الخطيب، أكد رئيس هيئة الأركان بالجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس أن القوة هي الوسيلة الوحيدة لحسم النزاع مؤذنا بإغلاق الباب أمام احتمالات التفاوض مع نظام الأسد.

وتمثل أهم ما حصلت عليه المعارضة خلال المؤتمر في إعلان وزير الخارجية الأميركية جون كيري مضاعفة مساعدات بلاده “غير الفتاكة” للمعارضة السورية بقيمة 123 مليون دولار ما يرفع قيمة المساعدة الإجمالية الأميركية للمعارضة السورية إلى 250 مليون دولار.

وتتمثل هذه المعدات العسكرية الدفاعية في دروع واقية ونظارات رؤية تتيح تحديد الهدف أو المعتدي في الظلام بالإضافة إلى مدرعات ومعدات اتصال متطورة.

الأردن: تدفق اللاجئين السوريين “تهديد لأمننا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

اعتبر مجلس الوزراء الأردني أن استمرار تدفق الآلاف من اللاجئين السوريين إلى أراضي المملكة “يهدد الأمن الوطني الأردني”، وقرر المجلس الأحد توجيه رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، كي “يتحمل أعباء استمرار هذا التدفق”.

وقالت وكالة الأنباء الأردنية إن “مجلس الوزراء قرر في جلسته التي عقدها صباح الأحد برئاسة رئيس الوزراء عبدالله النسور التوجه إلى مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة برسالة لشرح العبء والوضع الإنساني الصعب الذي يتحمله الأردن جراء تزايد تدفق اللاجئين السوريين، وما يشكله ذلك من تهديد للأمن الوطني الأردني”.

وأضافت الوكالة أن “مندوب الأردن الدائم لدى الأمم المتحدة الأمير زيد بن رعد سيقوم بتقديم هذه الرسالة التي تعرض التداعيات الجسيمة المترتبة على استضافة الأردن للأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين”.

وأوضحت الوكالة أن الرسالة ستتطرق إلى أن “عدد اللاجئين السوريين وصل إلى نحو نصف مليون منذ بداية الأزمة السورية (في مارس 2011) وبمعدل يصل إلى 1500 إلى 2000 لاجئ يوميا.

وأكد التقرير على أن “استمرار هذه الأزمة دون تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته ودون تقديم الدعم المالي الكافي للأردن لتحمل هذه الأعباء من شأنه تهديد الأمن الوطني الأردني ويشكل في نفس الوقت تهديدا للاستقرار والسلم الدوليين”.

وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة الأحد الماضي إن “أكثر من 485 ألف مواطن سوري دخلوا الأردن منذ مارس 2011، وهو يوفر لهم كل ما يحتاجونه من رعاية”، مناشدا العالم بأن “يشارك الأردن في تحمل هذا العبء الإنساني”.

وتتوقع الأمم المتحدة أن يصل عدد السوريين الفارين من الحرب إلى الأردن إلى 1.2 مليون بنهاية العام الجاري.

كيري: أميركا لن تتخلى عن الشعب السوري

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأحد أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن الشعب السوري في محنته، مشيراً إلى أنه سيسعى إلى تسريع وصول المساعدات “غير العسكرية” إلى السوريين.

وقال كيري، في مؤتمر صحفي على هامش مؤتمر أصدقاء سوريا في اسطنبول التركية، إنه تم التأكيد على مجموعة من المبادئ والثوابت وكذلك على زيادة المساعدات للمعارضة السورية، التي أبدت التزامها بنتائج المباحثات.

وحول تركيا ودورها الإقليمي، قال كيري إن الجانب التركي التزم بتأمين طرق إيصال المساعدات للشعب السوري، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء التركي جب طيب أردوغان قادر على إحداث التغيير في المنطقة.

وأوضح أن تركيا تلعب دوراً إيجابياً في عملية السلام.

وفيما يتعلق بزيارة أردوغان المرتقبة إلى قطاع غزة، قال كيري إن من حق رئيس الوزراء التركي أن يتخذ قراراً بشأن هذه الزيارة.

غير أن كيري أضاف قائلاً “لكننا أبدينا أن التوقيت غير مناسب الآن لمثل هذه الزيارة وأنه من المجدي أكثر انتظار اللحظة المناسبة، وأعتقد أنه يعي ذلك”.

وأبدى كيري أسفه لاستقالة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، وقال إنه يعتبره صديقاً شخصياً ويكن له الاحترام، غير أن عملية السلام برأيه “أكبر من أن تختزل في شخص فياض أو أي شخص آخر”.

وقال إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أوضح أنه “يتفهم مخاوف الأسرة الدولية” من استقالة فياض، لكنه أكد وجود كفاءات أخرى ستخلف فياض في منصبه وأنه ملتزم بعملية السلام.

كيري يعلن مضاعفة المساعدات الأمريكية للمعارضة السورية

أعلن وزير الخارجية الأمريكية جون كيري مضاعفة المساعدات الأمريكية المقدمة للمعارضة السورية، وقال إن الدول الأعضاء في اجتماع أصدقاء سوريا ملتزمون في عملية الانتقال السلمي للسلطة.

وقال كيري في اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا إن قيمة هذه المساعدة الإضافية تصل إلى 123 مليون دولار من المساعدات التي وصفها بأنها “غير قاتلة”، ما يرفع قيمة المساعدة الأمريكية الاجمالية للمعارضة السورية إلى 250 مليون دولار.

واضاف كيري أن الرئيس باراك أوباما ملتزم بخيار “سوريا ديمقراطية وموحدة في مرحلة ما بعد الأسد”.

وتشير الاحصاءات إلى أن أكثر من 60 ألف شخص قد قتلوا خلال سنتين من عمر الانتفاضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

حكومة انتقالية

وأعلن كيري أن كل المساعدات المقدمة من البلدان الـ 11 المشاركة في اجتماع أصدقاء سوريا ستمر عبر جماعة الجيش السوري الحر في تركيا التي يرأسها الجنرال سليم إدريس.

وضم الاجتماع الذي عقد في اسطنبول وزراء خارجية الدول المعارضة لحكومة الرئيس السوري بشار الاسد.

ووصف كيري الاجتماع بأنه حقق تقدما مهما.

وقال “إن الوضع في سوريا مروع. أنه مرعب” متهما حكومة الاسد “باستخدام صواريخ باليستية ضد الناس الابرياء” و”استخدام القوة الجوية لتمطر وابلا من الرعب على شعب تلك البلاد”.

واضاف في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره التركي أحمد داود اوغلو ورئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب “طلب مني الرئيس (اوباما) مضاعفة جهدنا” مع المعارضة، مشيرا إلى أن أصدقاء سوريا ملتزمون “بحكومة انتقالية يتفق عليها الجانبان، ومن ثم انتخاب رئيس جديد”.

وتدفع المعارضة السورية بإتجاه تزويدها بالمعدات العسكرية، مؤكدة على أن أي أسلحة ستحصل عليها “لن تقع في أيادي خاطئة”.

وترفض الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي تزويد المعارضة بالأسلحة القتالية.

واوضح بيان باسم وزير الخارجية الامريكي إن المساعدة الامريكية “سوف تتخطى الوجبات الغذائية العسكرية والحقائب الطبية لتتضمن أنواعا اخرى من التجهيزات غير القاتلة” ولكنه لم يعط ايضاحات اضافية.

واشار إلى أن طبيعة هذه التجهيزات سوف تحدد “بالتعاون” مع القيادة العسكرية للمعارضة.

وذكرت وسائل الإعلام الأمريكية ان هذه التجهيزات قد تضم سترات واقية للرصاص ومركبات ومناظير ليلية.

وحض كيري في بيانه ايضا الدول العشر الأخرى الغربية والعربية الأعضاء في مجموعة أصدقاء سوريا على رفع قيمة مساعداتها هي ايضا للمعارضة كي تصل في مجملها إلى مليار دولار.

BBC © 2013

تحليل- الجيش السوري الذي انهكته الحرب يشكل قوات موازية

بيروت (رويترز) – في سوريا وجد عشرات من الرجال – ممن يجري استدعاؤهم كل شهر للانضمام للجيش والقتال في صفوفه – بديلا أكثر اغراء ألا وهو البقاء في ديارهم والانضمام لمجموعات شبه عسكرية موالية للرئيس السوري بشار الأسد ما يؤمن لهم نصيبا من الغنائم التي تنهب اثناء شن غارات على اعداء الاسد.

ودخلت الانتفاضة ضد الاسد التي بدأت في صورة احتجاجات سلمية عامها الثالث مستنزفة الجيش النظامي. وانتقلت الانقسامات العرقية التي تفرق بين افراد الأمة الواحدة إلى الجيش الذي فقد بالفعل الكثير من قوته نتيجة فرار بعض افراده وانضمام البعض الآخر للمعارضة.

ويشعر ضباط الجيش من الاقلية العلوية التي ينتمي إليها الاسد بعدم الارتياح لقيادته جيشا من المجندين معظمهم ينتمي للأغلبية السنية في البلاد.

يقول هؤلاء الضباط انهم يستطيعون تشكيل قوة اكثر ولاء من ميليشيات غير نظامية تنتشر في انحاء البلاد.

وقال قائد عسكري في الخامسة والثلاثين من عمره في محادثة هاتفية من دمشق “بعدما اندلعت الاحداث بدأت قيادتنا تفقد الثقة في الجيش وفعاليته على الارض في حرب مثل هذه. اصابت الشيخوخة الجيش السوري .. فر عدد كبير من الجنود وانضم البعض لعصابات مسلحة (المعارضة).”

وتابع الضابط الذي رفض نشر اسمه لاعتبارات امنية “واتتنا فكرة تشكيل قوات الدفاع الوطني. بدأت كلجان شعبية تجوب الاحياء ثم تحولت لجماعات مسلحة وفي اواخر 2012 اكتسبت صفة قانونية تحت مسمى قوات الدفاع الوطني.”

وكانت الميليشيات الموالية للأسد تعرف من قبل باسم “الشبيحة” ومنذ ظهورها غلبت عليها نزعة طائفية واثارت الفزع في نفوس الاغلبية السنية التي تتهمها بارتكاب عدة مذابح ضد افرادها.

وخضعت الميليشيات لعملية إعادة تنظيم وتدريب وتغييرات وتصف نفسها بانها جيش احتياط متطوع. ويقول مقاتلو قوات الدفاع الوطني إن الجيش يدفع لهم رواتبهم.

غير أن تشكيل قوة عسكرية موازية للجيش النظامي قد يكون له تبعات خطيرة إذ قد تكرس قوات الدفاع الوطني الابعاد الطائفية للصراع الدموي الذي راح ضحيته أكثر من 70 ألفا وشرد الملايين من ديارهم.

وفي الوقت الراهن يقود السنة الانتفاضة ضد حكم عائلة الاسد المستمر منذ أربعة عقود وتقبل الاقليات على الانضمام لقوات الدفاع الوطني بدلا من التطوع في الجيش ومعظم افراده من السنة. ومعظم مقاتلي قوات الدفاع الوطني من العلويين. كما انضم اليها عدد كبير من المسيحيين والدروز أيضا.

ولجأت الجماعات المعارضة التي تفتقر لخبرة جماعات إسلامية متشددة متمرسة على القتال لطلب مساعدتها ومن بين هؤلاء جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة. وقاد ذلك لتطرف بعض عناصر الحركة التي كانت تطالب بديمقراطية علمانية عند انطلاقها.

وإثر أعمال عنف استمرت شهورا ومزقت البلاد تشرذمت المعارضة والجماعات الموالية للأسد وربما يكون تشكيل قوات الدفاع الوطني دليلا على تسارع وتيرة التشرذم ما ينبيء باضطلاع تلك الميليشيات يوما ما بدور الجيش في حماية الأسد والاقليات التي حاربت معه.

وقال القائد العسكري من دمشق “معظم الجنود في وحدتي من السنة. لا يثقون بي وانا لاأثق بهم. تلك هي المشكلة.”

وأضاف القائد وهو علوي مثله مثل معظم كبار ضباط القوات المسلحة في سوريا ان ضباطا كثيرين يستعينون بالجنود العلويين كحرس شخصي او كوحدات قتالية خاصة.

ويضيف “الجنود لا غبار عليهم. ولكن ينتابني القلق كل ليلة. ولهذا السبب قوات الدفاع الوطني أفضل. لا يفر أحد ولا ينشق أحد.”

ويعتبر كثيرون من بينهم علي (38 عاما) العلوي – الانضمام لقوات الدفاع الوطني ضرورة ليعول زوجته وابنته بعدما انهارت شركته الصغيرة ومقرها الخليج في اواخر عام 2011 اثر عودته لموطنه في حمص عقب مقتل شقيقه برصاص مسلحي المعارضة.

وقال “لم أعد اذكر كيفية استخدام السلاح فقد انقضى عامان على ادائي الخدمة العسكرية الالزامية ولكن قريبي كان قائدا لجماعة مسلحة” في إشارة للشبيحة.

وتابع “نصحني بتشكيل مجموعة ايضا وامدنا بالسلاح وبعد ستة أشهر نظمنا انفسنا كوحدة في قوات الدفاع الوطني والان يصرف لنا مرتب ثابت فضلا عن مزايا اخرى. التنظيم جيد.”

ويوجد مكاتب لقوات الدفاع الوطني في مدن خاضعة لسيطرة الحكومة في ارجاء سوريا. ويقول السكان ان العديد من المكاتب مزود بمراكز للتدريب تحت اشراف ضباط سوريين كما تصرف قوات الدفاع الوطني لمقاتليها راتبا شهريا وتمدهم بالاسلحة.

ويستغرق التدريب من اسبوعين إلى شهر حسب المهمة الموكلة سواء كانت عمليات قتالية أساسية أو تدريب على القنص أو جمع معلومات استخباراتية.

ويتمثل الاغراء الرئيسي لكثير من المقاتلين في عدم مغادرة ديارهم إذ يقاتلون حيث يقيمون فضلا عن تحقيق مكاسب مالية إضافية في وقت يتعرض فيه اقتصاد البلاد للانهيار. ويقولون انهم لا يمنعون من نهب المنازل ائناء مهاجمة مناطق تسيطر عليها المعارضة بل يجري تشجيعهم على ذلك على عكس الحال بالنسبة للجنود.

وقال نادر وهو علوي في الثلاثين من عمره كان يدرس الادب الانجليزي قبل اندلاع المعارك “احصل على 1500 ليرة (158 دولارا) شهريا ويسمح لي بالاحتفاظ بحصة من كل ما ينهب بعد أي معركة اخوضها.”

ويضيف “لا اريد ان اقتل في مكان أخر غير حمص.. اريد ان اقاتل من اجل ارضي لذا حين استدعيت للخدمة انضممت لقوات الدفاع الوطني واعطوني نموذجا مختوما وتوجهت به لمكتب التجنيد التابع للجيش.”

وتابع في محادثة هاتفية مع رويترز “لا يوجد نظام عسكري يلزمني بالاستيقاظ في السادسة صباحا لاداء تمرينات. هذا أكثر راحة كما انك تعرف جميع افراد المجموعة لانكم جميعا من نفس المنطقة.”

ويقول مقاتلو قوات الدفاع الوطني انه يمكنهم الاختيار بين العمل في نقاط التفتيش فحسب ولا يرغمون على المشاركة في الغارات التي يشنها الجيش ولكن في هذه الحالة يحرم من اي غنائم.

ويقول السكان ان الغنائم تباع في اسواق مؤقتة وترسل أفضل البضائع للمدن الساحلية أو لبنان المجاورة.

وتسيطر المعارضة المسلحة على معظم المناطق الحدودية في الشمال والجنوب في حين تنتشر قوات الدفاع الوطني في ارجاء البلاد حيثما يوجد موطيء قدم للجيش. ويسيطر الجيش وقوات الدفاع الوطني بشكل شبه تام على الساحل حيث يقيم عدد كبير من العلويين.

وعانى كثيرون من المنتمين لاقليات عرقية بما في ذلك العلويون من الفقر والقمع مثل السنة الذين قادوا الانتفاضة ولكن هذه الاقليات تعتبر الاسد حاميها الوحيد خشية انتقام السنة بعد حكم عائلة الاسد وهيمنة الصفوة العلوية على السلطة لعقود عدة.

وقدر خبراء عسكريون أن جيش الأسد قوامه بين 300 و500 ألف جندي ولكن فرار جنود وانشقاق البعض الاخر فت في عضده.

ويرى الجيش مزايا عديدة للميليشيات المحلية اذ انها تعرف كل زقاق في المدن وكل قرية في الريف.

وقال ضابط في حمص طلب الا ينشر اسمه ان دور الجيش يقتصر إلى حد بعيد على الامداد والتموين والتوجيه في حين يقاتل افراد قوات الدفاع الوطني على الارض.

وأضاف الضابط من حمص في محادثة هاتفية “نوجه المدفعية والضربات الجوية… غالبا ما يمكث مقاتلو قوات الدفاع الوطني في مناطقهم ولكن نعاني نقصا في القوة البشرية واحيانا نرسل افرادا لمحافظات اخرى إذا كانت مناطقهم هادئة.”

ولكن صعود قوات الدفاع الوطني لا يقره جميع السكان. ويشرف مقاتلوها على نقاط التفتيش ويديرون شؤون بلدات صغيرة ما يثير سخط مسؤولين محليين.

ويقول رجل دين مسن من العلويين من قرية مصياف بوسط سوريا طالبا الا ينشر اسمه “يستولون على مكتب حكومي أو مدرسة ويحولونه لمقر لهم ولا يستطيع احد ان يقول أو يفعل شيئا.

“قائد قوات الدفاع الوطني هنا رجل غير شريف. لم يكن يملك شيئا قبل عامين والأن لديه ارض وسيارات ومنازل وكل ذلك من السرقة بدعوى ‘القومية’.”

ويشكو اخرون من ان تشكيل هذه القوات شكل رابطا لا تنفصم عراه بين الاقليات والميليشيات الموالية للأسد ويضعهم بين خيارين كلاهما مر.

وقال فادي من سارة علوية من طرطوس “اما ان تنضم إليها واما ان ترحل.”

ويضيف أنه يريد ان تنتقل زوجته وابنته إلى لبنان مضيفا “اضحيا شركاء في عسكرة مجتمعنا.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى