أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد، 25 أيلول 2011

 العقوبات الأوروبية الجديدة تستهدف 6 شركات سورية بينها 3 لرامي مخلوف

عمان، دمشق، أنقرة – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – أفادت الوكالة السورية للأنباء (سانا) ان نائب رئيس هيئة الاركان العماد بسام انطاكية توفي الجمعة «اثر نوبة قلبية»، فيما تعرض سفير فرنسا في سورية اريك شوفالييه لاعتداء السبت في البلدة القديمة في دمشق. فيما سقط 15 قتيلاً برصاص الأمن خلال تظاهرات يوم أمس.

واستهدفت العقوبات الجديدة على سورية، التي أقرها الاتحاد الاوروبي ودخلت أمس حيز التنفيذ، 6 شركات بينها 3 يملكها رامي مخلوف، ابن خال الرئيس بشار الاسد، فيما اعتبر تجار ان حظر الاستيراد الذي أعلنته الحكومة السورية الخميس أحدث «صدمة» في مجتمع الاعمال في البلاد، وتوقع بعضهم أن يلحق مزيداً من الاضرار.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اعلن ليل اول من امس عتراض بلاده سفينة اسلحة في طريقها الى سورية، مؤكداً ان السلطات التركية ستصادر اي شحنة مماثلة براً وجواً ايضاً.

وأوضح السفير الفرنسي في دمشق ان «عناصر من الشبيحة بعضهم يحمل قضباناً حديد ونساء القوا البيض ثم الحجارة علي وعلى فريقي. كان سلوكهم عدوانياً، فيما كنا نعود الى سيارتينا»، بعد لقاء مع البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس في الحي المسيحي من البلدة القديمة في دمشق.

في غضون ذلك، دخلت العقوبات المشددة التي فرضها الاتحاد الاوروبي ضد النظام السوري، وتمنع اي استثمار جديد في القطاع النفطي وتزويد البلاد بالقطع النقدية والاوراق المالية، حيز التطبيق أمس. وتستهدف العقوبات شخصين هما وزيرا العدل والاعلام، و6 شركات بينها ثلاث يملكها رامي مخلوف هي «سيرياتل» للاتصالات و»شام هولدينغ»، وشركة «صروح».

وفي أول رد فعل من رجال الأعمال على قرار الحكومة فرض حظر على استيراد معظم السلع المصنعة في الخارج، عدا المواد الخام والحبوب، في خطوة تهدف الى المحافظة على احتياطات العملة الصعبة، قال تجار سوريون أمس ان هذا الحظر أحدث «صدمة» في مجتمع الاعمال في البلاد، ويتوقع أن يزيد «الضغوط التضخمية» ويلحق مزيداً من الاضرار بثقة الشركات المتأثرة سلباً بالفعل من جراء الاضطرابات.

وقال تاجر سيارات في منطقة السبع بحرات التجارية بدمشق طالباً عدم كشف هويته: «لا يوجد بيع أو شراء. والوضع سيء. حتى أن التجار ورجال الاعمال لا يبيعون نقداً أو بالائتمان». وحذر رجل أعمال آخر في حي الحلبوني في العاصمة من ان «هذه الخطوة لن تسفر الا عن زيادة الوضع سوءاً وعدم اليقين» لافتاً الى أن المستثمرين والتجار يتخذون موقف الانتظار والترقب.

وقال رجال أعمال ان الاقتصاد يواجه ضغوطاً في سوق الصرف مما قد يستنزف الاحتياطات الاجنبية التي كانت تقدر بنحو 18 بليون دولار في وقت سابق هذا العام.

وعلى رغم فرض الولايات المتحدة عقوبات اوسع نطاقاً من عقوبات الاتحاد الاوروبي يرى مراقبون ان العقوبات الاوروبية يمكن ان تكون أشد وطأة على دمشق لأن العلاقات التجارية بين اوروبا وسورية اوسع نطاقاً، فيما لوح ديبلوماسيون اوروبيون باجراءات اضافية قد تتعلق بخطوط الانابيب اذا لم يحدث اي تغيير في سورية.

واستمرت الاحتجاجات أمس في مدن سورية عدة، وأعلن معارضون خروج متظاهرين في الحراك وحمص وحماة وبانياس ودير الزور، حيث سقط قتلى وجرحى. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ان 15 مدنياً قتلوا في هذه التظاهرات. وكان معارضون سوريون أعلنوا مقتل 11 شخصاً وإصابة العشرات، بعدما تصدت قوات الأمن بالرصاص للمتظاهرين في مدن وبلدات سورية في «جمعة وحدة المعارضة».

اعتداء على السفير الفرنسي في دمشق

أردوغان: الشعب سيطيح الأسد

اعتدى عشرات الشبان من انصار النظام السوري على السفير الفرنسي في دمشق اريك شوفالييه عقب لقائه البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم في حي باب توما وسط حارات دمشق القديمة، ورشقوه بالبيض قبل أن يسارع حراسه لادخاله إلى سيارته . في حين فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على شركة الهاتف المحمول الرئيسية في سوريا “سيريتل” وشركة “شام القابضة” أكبر شركة خاصة في البلاد لتكثيف الضغوط على الرئيس السوري بشار الأسد.

أردوغان

وفي مقابلة مع شبكة “سي ان ان” الاميركية للتلفزيون، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان الشعب السوري سيطيح الرئيس بشار الاسد “عاجلا ام آجلا” لأن زمن الحكم الديكتاتوري يتلاشى في انحاء العالم.

أحداث سوريا تلقي بظلالها على الوضع المعيشي لسكان شمال لبنان

أ. ف. ب.

وادي خالد: خلا البقيعة الذي يعتبر “السوق الذهبية” للمنطقة الحدودية في شمال لبنان من زواره وتجاره اذ ان ارتدادات الاحداث في سوريا المجاورة حولته طريقا مقفرا تحده من الجهتين مئات المتاجر المغلقة حتى اشعار آخر.

ويقول راتب العلي وهو تاجر لبناني في العقد الرابع، لوكالة فرانس برس “قبل اندلاع الثورة (السورية) كان هذا السوق من أنشط الاسواق التجارية في المنطقة وربما في لبنان. ففيه حوالى اربعة الاف متجر تشكل خلية نحل بين لبنان وسوريا”.

ويضيف امام متجره الكبير المطل على مساحة حرجية خلابة “لم يكن احد عاطلا عن العمل. كان الكل يعمل في التجارة بين البلدين: شراء وبيع ونقل وعمولات (…) أما الآن (…) فقد توقف كل ذلك”.

وتأثر قضاء عكار الشمالي الذي تقع ضمنه منطقة وادي خالد حيث بلدة البقيعة الى حد بعيد بالاضطرابات في سوريا منذ منتصف آذار/مارس.

فسكان القضاء الاكثر فقرا في لبنان يعتمدون الى حد بعيد في معيشتهم اليومية على التبادل التجاري والخدماتي، ومعظمه غير شرعي، بين لبنان وسوريا.

وتربط طرفي الحدود في المنطقة عشرات المعابر الترابية غير الرسمية التي تشكل الشرايين الحيوية للحركة الاقتصادية فيها اذ درج السكان على استخدامها لتهريب السلع الغذائية والنفطية والسجائر ومواد التنظيف وغيرها، بينما تغض سلطات البلدين النظر عنهم.

لكن عمليات التهريب توقفت بعد احكام القوات السورية سيطرتها على هذه المعابر قبل اشهر، مع تصاعد العنف على اراضيها.

ويوضح راتب العلي الذي كان يعتزم فتح متجر كبير قبل اندلاع الاحداث السورية “كانت حركة السلع تجري بعلم سلطات البلدين وان كانت لا تمر عبر الجمارك”.

وشدد على انها كانت “تشكل مصدر عيش لاهل المنطقة، لكنها تراجعت الان بنسبة 90 بالمئة”.

على مقربة من معبر جسر البقيعة غير الرسمي، جلس محمد حمادة امام دكانه الواقع على بعد امتار من النهر الكبير الفاصل بين الاراضي اللبنانية والسورية، بانتظار زبائنه الذين يقتصرون حاليا على جيرانه القلائل.

ويقول الرجل الاربعيني “كان زبائني خصوصا من العمال السوريين الذين يفدون الى لبنان. كان يمر في المنطقة حوالى الفي عامل يوميا يشترون القهوة والمرطبات والمياه والبسكويت…”.

ويضيف وهو ينظر الى المنازل في الجهة المقابلة من النهر وبالقرب منها جنود سوريون يقومون بدوريات “كان دكاني كافيا لاعالة اطفالي الثلاثة عشر، لكنه اليوم لا يدر اكثر من خمسة الاف ليرة يوميا (ثلاثة دولارات) من بيع زجاجة مياه من هنا وعلبة سجائر من هناك”.

ويتابع محمد الذي يعمل الآن في بلدية مجاورة خلال فترة قبل الظهر لتأمين قوت عياله “كان العمال السوريون يعبرون النهر بجانبي هنا. الان لم يعد احد يجرؤ على العبور خوفا من تعرضه لاطلاق نار” من القوات السورية التي تقول انها تتصدى لعمليات تهريب اسلحة عبر الحدود.

كما تفيد تقارير ان القوات السورية تقوم بعمليات تمشيط منتظمة على الحدود لمنع هروب معارضين او منشقين من الجيش.

في الوقت نفسه، تراجعت الحركة عبر المنافذ الرسمية بين البلدين.

وعلى مقربة من معبر جسر قمار الرسمي القريب من جسر البقيعة، يقول عامر الذي يعمل صرافا “انخفضت حركة تصريف العملات بنسبة 80% بعد بدء الانتفاضة السورية، سواء عندي او في المحلات المجاورة”.

ويضيف في محله الصغير الخالي الا من خزنة للنقود ورفوف لبيع السجائر “كنت ابادل يوميا ما يوازي خمسة ملايين ليرة سورية (105 الاف دولار). اما اليوم فبالكاد يصل المبلغ الى 400 الف” ليرة.

كذلك، بات سكان وادي خالد مضطرين لشراء السلع اللبنانية المرتفعة الثمن بسبب غياب السلع السورية المماثلة من اسواقهم.

ويقول مختار بلدة مشتى حمود علي رمضان ان “المواد الاستهلاكية الاتية من سوريا اقل ثمنا من كثير من السلع اللبنانية. فقارورة الغاز مثلا ثمنها في لبنان بين 20 و25 الف ليرة لبنانية (حوالى 15 دولارا). أما قارورة الغاز في تلكلخ فسعرها لا يتعدى 12 الفا (ثمانية دولارات)”.

وتتداخل في وادي خالد الاراضي الحدودية السورية واللبنانية حيث يتم التداول بعملتي البلدين بشكل عادي وهناك الكثير من العائلات المرتبطة ببعضها بفعل القربى والمصاهرة.

كما ان اللبنانيين يجدون سهولة اكبر في ارتياد المدن السورية القريبة للتبضع والتنزه واحيانا للتعليم باسعار متدنية، بدلا من ان يقصدوا المدن اللبنانية التي تبعد جغرافيا اكثر.

ويوضح مختار مشتى حمود المحاذية لبلدات العريضة والبهلونية وتلكلخ في سوريا ان “السكان كانوا يشترون ملابسهم ايضا من سوريا لا سيما قبل الاعياد لانها اقل ثمنا”، مشيرا الى ان “سوق تلكلخ يبعد مسافة عشر دقائق فقط بالسيارة من هنا”.

ويشير رمضان الى وجود “مشكلة اضافية تتمثل في ان الكثيرين من تلاميذ المدارس في منطقتي العريضة والمشيرفة الحدوديتين في لبنان يدرسون في مدارس سورية”.

ويقول “هؤلاء خسروا عاما دراسيا من دون شك”.

وتتفاقم الاوضاع المعيشية نتيجة اضطرار عدد كبير من سكان وادي خالد الى استضافة عائلات نازحة من سوريا.

ويقول المختار ان “الناس على طرفي الحدود +ابناء عم+ تربطهم علاقات قربى ومصاهرة وجوار، اضافة الى العادات العشائرية العربية، ما يجعلهم يتقاسمون ما لديهم دون تذمر. لكن الوضع صعب في ظل البطالة والركود”.

13 قتيلا السبت وعقوبات جديدة للاتحاد الاوروبي ضدّ دمشق

الجيش السوريّ يعزّز تواجده على حدود لبنان لمنع هروب المواطنين

أ. ف. ب.

عزّز الجيش السوري الذي يقود حملة منذ أشهر لقمع احتجاجات مطالبة بالديمقراطية، تواجده على الحدود الشمالية الشرقية للبنان في محاولة لمنع سوريين من الهروب إلى لبنان. يأتي ذلك غداة مقتل 13 محتجّا السبت برصاص قوات الأمن.

بعلبك: افاد شهود السبت ان الجيش السوري قام بتعزيز انتشاره على الحدود الشمالية الشرقية للبنان، وذلك بعد محاولات عدة قام بها مواطنون سوريون في المنطقة للهروب في اتجاه الاراضي اللبنانية.

وقال المصدر نفسه ان التعزيزات تركزت في محيط مدينة القصير السورية وكذلك في المنطقة الواقعة قبالة المعبر الحدودي في بلدة القاع اللبنانية في سهل البقاع (شرق).

والسبت، افاد مسؤول امني انه تم نقل جريحين سوريين في القصير الى شمال لبنان عبر معابر غير شرعية في القاع، حيث توقف تدفق النازحين السوريين في شكل شبه كامل بسبب تعزيز اجراءات المراقبة في الجانب السوري.

والجمعة، تم نقل جريح اخر عبر الطريق نفسها في ظل محاولة النازحين الالتفاف على التدابير الامنية.

ورصدت الامم المتحدة نزوح اكثر من 3700 سوري الى شمال لبنان منذ اذار/مارس الفائت، علما ان النظام السوري يواصل قمع الحركة الاحتجاجية المناهضة له ما ادى الى مقتل 2700 شخص على الاقل وفق تقارير الامم المتحدة.

إلى ذلك، قتل 13 مدنيا السبت بيد قوات الامن السورية في حمص وحماة، اثنين من معاقل الحركة الاحتجاجية التي بدأت في منتصف اذار/مارس ضد الرئيس بشار الاسد، وفق منظمة حقوقية.

في هذا الوقت، بدأ الاتحاد الاوروبي السبت تطبيق العقوبات المشددة التي فرضها على النظام السوري والتي تحظر خصوصا اي استثمار جديد في القطاع النفطي وتزويد هذا البلد اوراقا نقدية وقطعا مالية، وذلك عبر نشر هذه العقوبات في الجريدة الرسمية الاوروبية.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس “قتل 12 مواطنا في منطقة حمص (160 كلم شمال دمشق) خلال عمليات امنية وعسكرية لملاحقة مطلوبين للسلطات الامنية تمكن المرصد من الحصول على اسماء 8 منهم”.

كذلك، “قتل السبت مواطن يبلغ من العمر 28 عاما اثناء عودته من عمله اثر اطلاق رصاص عشوائي قرب جسر المزراب” في حماة (وسط)، وفق المرصد.

واضاف المصدر نفسه ان “السلطات السورية سلمت في مدينة القصير بمحافظة حمص وفي مدينة حرستا بريف دمشق جثماني شهيدين فقدا قبل ايام الى اسرتيهما، كما استشهد مواطن في مدينة دوما متاثرا بجراح اصيب بها مساء امس الجمعة”.

وكان قتل تسعة مدنيين الجمعة في منطقة حمص التي تشهد منذ اسابيع عمليات للجيش وقوات الامن السورية.

الى ذلك، تعرض سفير فرنسا في سوريا اريك شوفالييه لاعتداء صباح السبت لدى خروجه من لقاء مع البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس في الحي المسيحي من البلدة القديمة في دمشق، على ما افاد شهود.

من جهتها، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية السبت ان نائب رئيس هيئة الاركان العامة للجيش السوري العماد بسام نجم الدين انطاكيه لي توفي على “اثر نوبة قلبية حادة”.

وفي بروكسل، بدأ تنفيذ العقوبات المشددة بحق دمشق بعد نشرها في الجريدة الرسمية الاوروبية.

-وقد اتخذت دول الاتحاد ال27 الجمعة هذه القرارات بسبب “استمرار الحملة الوحشية للنظام السوري ضد شعبه”، كما قالت وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون.

وسيضاف شخصان وست شركات الى لائحة العقوبات الاوروبية التي تتضمن تجميد ارصدة ومنع تأشيرات الدخول. وباتت العقوبات تستهدف بالاجمال 56 شخصا و18 شركة.

وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة، ان الشخصين المستهدفين هما وزيرا العدل والاعلام السوريان.

وقد شملت العقوبات، وزير العدل تيسير قلا عواد، “لانه ايد سياسات وممارسات التوقيف والسجن التعسفي”، اما وزير الاعلام عدنان حسن محمود فقد استهدف لانه ساهم في “السياسة الاعلامية” للنظام السوري.

ومن الشركات الست المعاقبة، ثلاث يملكها رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الاسد، الذي يعاقب بصورة فردية منذ تموز/يوليو.

وهي شام هولدينغ “اول شركة قابضة في سوريا تستفيد من سياسات النظام وتؤيدها”، وشركة صروح التي تمول استثمارات في الصناعة العسكرية السورية وشركة سيرياتل للاتصالات التي “تدفع 50% من ارباحها الى الحكومة عبر عقد الاجازة”، كما يقول الاتحاد الاوروبي.

والشركات الثلاث الاخرى هي قناة دنيا التلفزيونية التي “شجعت على العنف ضد السكان” وشركة ال تل كو التي تزود الجيش اجهزة اتصال وشركة راماك للبناء التي تشيد ثكنات خصوصا.

وهذه الرزمة من العقوبات هي السابعة التي يفرضها الاتحاد الاوروبي على النظام السوري الذي تتهمه الدول الغربية بقمع الاحتجاجات في شكل دام.

واسفرت اعمال القمع هذه عن اكثر من 2700 قتيل منذ منتصف اذار/مارس وفق الامم المتحدة.

سوريا: بوادر ثورة مسلحة.. ووفاة نائب قائد الجيش

اشتباكات في حمص والسفير الفرنسي يتعرض لاعتداء > تجار مصدومون من قرار منع الاستيراد * أردوغان: أريد تحقيق رغبة الشعب السوري في تنحي رئيسه

جريدة الشرق الاوسط

نيويورك: مينا العريبي لندن – بيروت: «الشرق الأوسط»

أكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، أمس، وقوع اشتباكات شرسة في حمص بين قوات الأمن السورية ومنشقين من الجيش، ومعهم متعاطفون من الأهالي، في إشارة إلى بدء اتجاه الثوار في سوريا إلى المقاومة المسلحة، أمام ما يبدو أنه عجز المجتمع الدولي عن وقف نزيف الشعب السوري، وبعد مقتل نحو 5 آلاف مدني بينهم مئات الأطفال. وجاء ذلك في وقت ذكرت فيه وكالة الأنباء السورية (سانا) أمس أن نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش السوري العماد بسام نجم الدين أنطاكية لي توفي «على أثر نوبة قلبية حادة».

وأطلقت القوات السورية النيران أمس على قريتين لبنانيتين، وأكدت مصادر ميدانية في شمال لبنان أن إطلاق نار كثيفا من أسلحة متوسطة تعرضت له قريتا حنيدر والكلخة اللبنانيتان على الحدود مع سوريا، إثر اشتباكات في منطقة البرهانية بين الجيش والقوى الأمنية السورية من جهة، ومنشقين من الجيش السوري ومعهم أهالي مناوئون للنظام من جهة أخرى، مما أدى إلى نزوح سكان القرى الشمالية اللبنانية باتجاه العمق اللبناني.

من جهة أخرى، تعرض سفير فرنسا لدى سوريا إيريك شوفالييه لاعتداء صباح أمس على يد الشبيحة، لدى خروجه من لقاء مع البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، في الحي المسيحي من البلدة القديمة في دمشق. وقال السفير إيريك شوفالييه، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «عناصر من الشبيحة بعضهم يحمل قضبانا حديدية ونساء ألقوا البيض ثم الحجارة عليّ وعلى فريقي، وكان سلوكهم عدوانيا فيما كنا نعود إلى سيارتينا».

من جهة ثانية قالت مصادر سورية ان مجموعة من التجار في سوريا مصدومون من القرار الذي اصدرته السلطات بمنع استيراد بعض السلع. الى ذلك قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس، بأن الوقت حان لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد، وأنه يستعد للإعلان عن جملة من الإجراءات ضد النظام السوري خلال الأيام المقبلة. وفي خطاب حماسي وبأسلوبه الارتجالي، قال انه يريد تحقيق رغبة الشعب السوري في تنحي رئيسه. واضاف «رغبتي في أن يتوصل بشار في سوريا إلى قرار للتنحي بناء على مطالب الشعب». ولفت أردوغان إلى علاقته الخاصة بالرئيس السوري، قائلا «كانت لدي علاقات جيدة مع الأسد، كنا نلتقي عائليا ونتحدث كثيرا، ولكن الآن نحن نتبع سياسة جديدة». وأضاف مخاطبا الاسد «إذا كنت تقمع الناس من خلال الدبابات والأسلحة، فذلك ينهي العلاقات. إنك تقصف المدن من الجو والبحر وتقول إن أبناء شعبك إرهابيون، لا يمكن أن تقول إن الشعب إرهابي، هذا أمر غير مقبول».

اشتباكات شرسة في حمص بين قوات الأمن ومنشقين وأهالي مناوئين للنظام.. وإطلاق نار باتجاه الأراضي اللبنانية

جرحى فشلوا في العبور إلى القرى اللبنانية ومقتل 15 مدنيا في حمص وريف دمشق

جريدة الشرق الاوسط

وقعت اشتباكات شرسة في حمص أمس بين قوات الأمن السورية ومنشقين من الجيش ومعهم متعاطفون من الأهالي، بحسب ما أكد ناشطون لـ«الشرق الأوسط»، في إشارة إلى بدء اتجاه الثوار في سوريا إلى المقاومة المسلحة، بعد مرور أكثر من 6 أشهر على انطلاق الثورة ومقتل نحو 5 آلاف مدني بينهم مئات الأطفال، وعجز المجتمع الدولي عن ممارسة ضغوط كافية على نظام بشار الأسد لوقف العنف ضد المدنيين. وقال الناشطون إن عدد القتلى من القوات الأمنية بلغ نحو 40 قتيلا أمس.

من جهته، قال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، لـ«الشرق الأوسط»، إن 15 مدنيا سقطوا في سوريا أمس، وقال إن 12 مواطنا قتلوا في مدينة القصير بمحافظة حمص خلال عمليات أمنية وعسكرية لملاحقة مطلوبين للسلطات الأمنية، مشيرا إلى أنه تمكن من الحصول على أسماء 8 منهم. وأضاف أنه في «مدينة حرستا بريف دمشق سلمت السلطات السورية جثماني شهيدين فقدا قبل أيام إلى أسرتيهما كما استشهد مواطن في مدينة دوما متأثرا بجراح أصيب بها» مساء أول من أمس.

وأطلقت القوات السورية النيران أمس على قريتين لبنانيتين، وأكدت مصادر ميدانية في شمال لبنان أن إطلاق نار كثيف من أسلحة متوسطة تعرضت له قريتا حنيدر والكلخة اللبنانيتين على الحدود مع سوريا، إثر اشتباكات في منطقة البرهانية بين الجيش والقوى الأمنية السورية من جهة، ومنشقين من الجيش السوري من جهة أخرى، مما أدى إلى نزوح سكان القرى الشمالية اللبنانية باتجاه العمق اللبناني مسافة كيلومترين «هربا من الرصاص وإطلاق النار العشوائي».

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «انشقاقات مؤكدة حصلت في الجيش السوري أول من أمس، في منطقة البرهانية المقابلة لجبل أكروم في محافظة حمص، حصلت عقب صلاة الجمعة في الساعة الثانية بعد الظهر، مما أدى إلى مواجهتها من قبل جيش النظام السوري والقوى الأمنية والشبيحة بالرصاص والقذائف، وأسفرت المواجهة الأولى عن تدمير ست دبابات عسكرية سورية».

وأضافت المصادر: «على أثر المواجهات، طلبت القوى الأمنية مؤازرة من الجيش السوري المرابض على الحدود اللبنانية، فتحركت وحدات منها ووصلت في الساعة التاسعة مساء، واشتبكت مجددا مع المنشقين والأهالي المناوئين للنظام، مما أدى إلى وصول رشقات نارية بالأسلحة الرشاشة المتوسطة إلى القرى اللبنانية التي نزح سكانها مسافة كيلومترين باتجاه العمق اللبناني هربا من الرصاص»، لافتة إلى أن الرصاص السوري «أصاب منطقتي المونسة ونصوب».

وأكدت المصادر أن الاشتباكات «تواصلت حتى الساعة الرابعة فجرا»، مشيرة إلى أن «المعارك كانت عنيفة، وسمع دوي قذائف دبابات ومدفعية في البيوت اللبنانية على الطرف المقابل، وقد استخدم الجيش السوري أسلحة رشاشة متوسطة وقذائف خلال المواجهات مع المنشقين». وأشارت المصادر إلى أن «خمسة جرحى من المنشقين السوريين، حاولوا العبور إلى الضفة اللبنانية من الحدود بغية الوصول إلى المستشفيات، غير أن الإغلاق المحكم للحدود، حال دون وصولهم إلى منطقة وادي خالد اللبنانية». وأفادت معلومات صحافية أن دورية عسكرية لبنانية «تعرضت مساء الجمعة لإطلاق نار من مناطق يسيطر عليها الجيش السوري بالقرب من الحدود اللبنانية – السورية الشمالية».

في السياق نفسه، أكدت مصادر ميدانية سورية أن القصف الذي تعرضت له مناطق المواجهات «كان عشوائيا، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل عدد من الجنود، بالإضافة إلى هروب آخرين من المنشقين بعتادهم»، كما أصيب آخرون واعتقل من لم يستطع الهرب».

وشهد يوم أمس هدوءا حذرا في المنطقة، بالتزامن مع إرسال الجيش السوري تعزيزات إضافية إلى المنطقة. وعلمت «الشرق الأوسط» أن ستين دبابة أرسلت إلى منطقة القصير أمس، في محاولة لإعادة تموضع الجيش على المنطقة الحدودية. وشهدت القرى المقابلة للحدود اللبنانية «تحركات غير اعتيادية للجيش، تشير إلى أن قوات النظام تحضر لعملية أمنية جديدة في المنطقة، تداهم خلالها القرى الحدودية مرة أخرى».

وتشهد الحدود اللبنانية السورية غير الشرعية تشديدا أمنيا مكثفا تمارسه القوات السورية لمنع أية عملية نزوح سورية باتجاه الأراضي اللبنانية، ومنع نقل الجرحى للمعالجة في المستشفيات شمال لبنان. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيش السوري يفرض إجراءات أمنية مشددة على منع تدفق اللاجئين، ويعتقل كل من يحاول العبور باتجاه القرى اللبنانية عبر المعابر الوعرة والحرجية في المنطقة». كما أن «القوات السورية عمدت في الفترة الماضية إلى إطلاق النار على كل من يحاول العبور».

إلى ذلك، صدر بيان أمس عن حركة «الضباط الأحرار» أعلنت فيها انضمامها إلى «الجيش السوري الحر»، وجاء في البيان أن سبب الانضواء تحت لواء واحد هو «العمل معا صفا واحدا لتحرير الشعب من براثن الطاغية بشار، والعمل معا في جميع أنحاء الوطن الحبيب من خلال كتائبنا على الأرض لضرب العصابات الأسدية المجرمة أينما وجدت دون رحمة ولا هوادة».

رئيس المجلس الثوري للتنسيقيات: نحن بصدد تنظيم كتائب مسلحة.. وسلاحنا نصادره من الشبيحة

قال لـ «الشرق الأوسط» إن حزب الله يسيطر على لبنان ويمنع تهريب السلاح

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

أعلن رئيس المجلس الثوري للتنسيقيات، محمد رحال، أن «الثوار السوريين على الأرض بصدد تنظيم كتائب مسلحة للدفاع عن المتظاهرين، لحماية العصيان المدني، واستئصال الشبيحة من سوريا ودحر الاحتلال الإيراني»، لافتا إلى أن «السلاح الذي يحمله الثوار اليوم هو نفسه سلاح الشبيحة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا نحتاج للمزيد من السلاح، فنحن نصادر سلاح الشبيحة الذي يعتدون به علينا ونعطيه للجان حماية الأحياء والمدن».

وأشار رحال إلى أن «الحدود السورية مغلقة تماما بوجه الثوار؛ فمن ناحية يسيطر حزب الله على لبنان ويمنع تهريب السلاح، ومن ناحية ثانية تصر تركيا على إغلاق حدودها». وتابع: «نحن نرحب بأي تدخل خارجي، عسكريا كان أم ميدانيا لإسقاط النظام».

وعن الانتقادات التي سيقت إليه من قبل بعض قوى المعارضة واعتباره يغرد خارج السرب، قال رحال: «أنا لا أستبق الأمور، بل بالعكس تماما هم متأخرون ولا يواكبون الحراك الحقيقي على الأرض ورؤية وتطلعات الشارع السوري. للمجلس الوطني الحالي ولغيره رؤية الأطفال الصغار، هو ينادي بإسقاط النظام من دون تسلح ومن دون تدخل خارجي تماما، كما يرفع أطفال سوريا اللافتات الداعية لإسقاط النظام. فليقل لنا ما الحال إذا سقط هذا النظام». وأضاف: «عندما يتساوى رأي الطفل مع رأي كبار المفكرين يتأكد لنا أنهم ضلوا الطريق».

ويثير ملف تسليح الانتفاضة في سوريا حساسية كبيرة بين أطياف المعارضة التي لا تزال تدعو رسميا للتمسك بسلمية الانتفاضة سبيلا لنجاحها ولكسب تأييد الرأي العام الدولي. وقد ارتفعت، مؤخرا، أصوات في الشارع السوري وخلال مظاهرات يوم الجمعة تنادي علنا بتسليح الثورة وبالتدخل الأجنبي اقتداء بالشعب الليبي الذي نجح بنظر بعض الناشطين السوريين بإسقاط نظام القذافي بقوة السلاح وحلف الناتو.

ويرفض قادة المعارضة وأعضاء المجلس الوطني السوري، حتى الساعة، أي طرح في هذا الإطار، معتبرين أن اللجوء للسلاح سيطيل من أمد الأزمة وسيضاعف عدد الضحايا؛ لأن النظام عندها سيواجه بشراسة أكبر وحتى قد يحول الانتفاضة لحرب أهلية لا يعرف أحد متى تنتهي.

كان الجانب السوري قد اشتكى، مؤخرا، لدى السلطات اللبنانية من سعي مجموعات لبنانية لتهريب السلاح إلى سوريا عبر الحدود الشمالية والبقاعية بعدما كان الرئيس السوري قد أعلن، مؤخرا، خلال استقباله وزير الدفاع اللبناني، عن إحباط أكثر من محاولة لتهريب السلاح إلى سوريا من خلال تنسيق الجيشين اللبناني والسوري.

أردوغان: أريد تحقيق رغبة الشعب السوري في تنحي رئيسه

قال للأسد: لا نقبل بأن تصف أبناء شعبك بأنهم إرهابيون

جريدة الشرق الاوسط

نيويورك: مينا العريبي

صرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس، بأن الوقت حان لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد، وأنه يستعد للإعلان عن جملة من الإجراءات ضد النظام السوري خلال الأيام المقبلة. وفي خطاب حماسي وبأسلوبه الارتجالي القوي، عدد أردوغان أولوياته لـ«الشرق الأوسط الجديد»، مؤكدا عزمه لدعم الفلسطينيين خاصة أهالي غزة. وبينما لفت إلى أهمية الديمقراطية في الدول العربية، قال في الوقت نفسه إنه كلما زاد تمثيل الشعوب العربية في حكوماتهم، ستزداد المطالب بتحقيق العدالة للفلسطينيين. وتحدث أردوغان في خطابه عن الخلاف مع إسرائيل، مشددا على أن جوهر الخلاف هو الحصار على غزة، كما دعا إلى الاعتراف بدولة فلسطين، منتقدا جهودا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمنع ذلك.

وخصص أردوغان جزءا كبيرا من خطابه في نيويورك أمس للتطورات في سوريا، وقال بوضوح إن «ما يسمى بالربيع العربي جاء إلى سوريا لا محالة، هذا أمر مؤكد علميا، والأمر الوحيد غير المؤكد هو كيف سينجح ذلك». وأضاف «نريد تحقيق مطالب الشعب السوري.. الرئيس التونسي (السابق زين العابدين بن علي) ترك البلاد.. وفي مصر أيضا (الرئيس المصري السابق) حسني مبارك استقال.. ورغبتي في أن يتوصل بشار في سوريا إلى قرار للتنحي بناء على مطالب الشعب». وشدد على أن تصرفات النظام السوري هي التي أدت إلى هذا الوضع، قائلا «الشعب السوري ليس راضيا عمن يحكمه، ولكن قبل 6 أشهر لم يكن الوضع هكذا، قبل 6 أشهر وافق السوريون على إبقاء الأسد في قيادة سوريا ولكنهم أرادوا ألا يسيطر (حزب) البعث على البرلمان، ولكن الحكومة لم تستمع، وها نحن الآن نواجه هذا الوضع اليوم».

ولفت أردوغان إلى علاقته الخاصة بالرئيس السوري، قائلا «كانت لدي علاقات جيدة مع الأسد، كنا نلتقي عائليا ونتحدث كثيرا، ولكن الآن نحن نتبع سياسة جديدة». وأضاف «إذا كنت تقمع الناس من خلال الدبابات والأسلحة، فذلك ينهي العلاقات. إنك تقصف المدن من الجو والبحر وتقول إن أبناء شعبك إرهابيون، لا يمكن أن تقول إن الشعب إرهابي، هذا أمر غير مقبول». وتابع «ولا أصدق جعل الشعب السوري ضحية، فهذا خط أحمر لنا، ولذلك غيرنا نهجنا تجاه سوريا».

وأوضح أردوغان عن جهوده لحث الأسد على الإصلاح، قائلا «تحدثت نحو 4 أو 5 مرات مع الرئيس السوري، وبعثت الموفدين، ولكن مع الأسف لم يتغير شيء.. وما زال الناس يقتلون بوحشية». وأضاف «على الرغم من وعود الأسد، فإنه لم يتخذ الخطوات الضرورية، بل جهوده لقمع الشعوب من خلال العنف غير مقبولة». واستطرد «نحن ندخل عهدا جديدا يتطلب المحاسبة»، مضيفا «نحن ملتزمون بذلك، لذا فإن على سوريا أن تتخذ خطوة إلى الإمام لوقف القتل والدم في الشوارع».

ولفت أردوغان إلى أن الفرصة لم تفت تماما لاستقرار سوريا والتوصل إلى حل مرض، قائلا «على الإدارة السورية أن تتخذ الفرصة الأخيرة الآن وإلا ستدخل مرحلة سيئة جدا». وأضاف «منذ 9 سنوات ندعوهم لإلغاء حالة الطوارئ، وإلغاء الحزب الواحد، وإلغاء البند الثامن للدستور حول حزب البعث الذي يجعله الحزب الواحد في البلاد، حيث إنه لا يمكن تجاهل عزيمة الشعب».

وعبر أردوغان عن خيبة أمله من عدم التزام الحكومة السورية بوعودها بالإصلاح، قائلا «إنهم غير صادقين ولا يتحدثون الحقيقة.. فنطالب الإدارة السورية بالقيام والالتزام بمطالب الشعب السوري». وأعلن رئيس الوزراء التركي عزمه زيارة اللاجئين السوريين في تركيا خاصة اللاجئين في المخيمات في منطقة هاتاي فور عودته إلى بلاده من نيويورك. وقال «سأعلن بعدها عن سلسلة إجراءات»، موضحا «بعد أن أزور هاتاي سندخل نظام العقوبات، إعلاني سيأتي بعد زيارة هاتاي، وسنعلن عن الخطوات حينها». وأضاف «هدفنا الوحيد هو وحدة سوريا تحت نظام ديمقراطي وليس نظاما شموليا».

وتحدث أردوغان في خطابه عن التغييرات الجوهرية في المنطقة، قائلا إن «شرق أوسط جديدا قد خرج ولا يمكن عكس ذلك، يمكن أن تتأخر هذه العجلة ولا يمكن أن تعكس، التغيير قد حدث». لكنه حذر من أن «العملية المقبلة لن تكون سهلة، كل الدول التي مرت بمثل هذه التجربة تعلم ذلك.. وأحيانا الانتقال قد يتوقف لفترة ولكن الاتجاه معروف». وتابع «مثلما رأينا في ليبيا، لا يمكن أن يواصل الديكتاتوريون من خلال القمع لشعوبهم.. لقد انتهى ذلك الزمن».

وشدد أردوغان على أن مواقفه لا تأتي بسبب خلافات أو آراء شخصية، بل بناء على المبادئ، موضحا «لو تحدثت بناء على العلاقات الشخصية والصداقة، فإنني لن أتحدث عن ليبيا أو سوريا بهذه الطريقة». وأضاف «مبادئ حقوق الإنسان العالمية تعني أن علينا أن نضع صداقاتنا الخاصة إلى جانبا». وتابع «في تونس ومصر وليبيا تحدثت إلى القادة النافذين الذين أدوا إلى هذا الانتقال، ما زال هناك قادة يريدون وقف هذا الانتقال، ولكن لا يمكن ذلك، عليهم الكف عن هذه الأفكار في أسرع وقت ممكن».

وتحدث عن التحديات في العالم، قائلا «اليوم في هذا الوقت هناك انتقال للقوة، والأطر السياسية والاقتصادية والاجتماعية تتعرض للتساؤلات.. ونرى الأجندات المخفية من أطراف كثيرة خاصة في الدول الأقل تنمية والدول النامية، وهي تهدد الجميع». وأضاف «يجب الفصل في التصور حول الحكومات والشعوب، لماذا على كل القادة أن يكونوا منفتحين في تصريحاتهم.. ويجب ألا يتعرض القادة للانتقاد للانفتاح». واعتبر أن «الشرق الأوسط يدفع ثمنا غاليا الآن بسبب قادة ديكتاتوريين وغير منفحتين». وأضاف أن «إدارة الشعوب بناء على القوة المفرطة ظاهرة تنتهي».

ورد أردوغان على المنتقدين لتركيا ومتهميها بأنها تريد أن «تصدر» نموذج الدولة التركية إلى الدول العربية، فقال «نحن مستعدون لفعل كل ما يمكننا، نحن لا نريد أن نصدر نموذجنا، ولكن نحن مررنا بمثل هذه العمليات الصعبة، وإذا أراد البعض أخذ بعض النماذج من تركيا بالطبع سنساعدهم.. هذه المبادئ والنماذج ليست ملكنا بل لاستخدام البشرية كلها، وسنجعلها متاحة للجميع».

وشدد أردوغان أيضا على ضرورة مساعدة أهالي الصومال، متعهدا بتقديم المساعدات بكل الطرق لهم. وأضاف «سنواصل إعطاء المساعدات الفعلية مثل التغذية والخيم، وسنساعد في بناء المستشفيات والطرقات وتزويد الحافلات وجمع القمامة ونعطي كل أنواع المساعدات». وأضاف أنه سيوفد وزير خارجيته أحمد داود أوغلو كل شهرين لمتابعة تلك المساعدات والتطورات في الصومال.

وانتقل بعدها إلى قضية النزاع العربي – الإسرائيلي، مؤكدا أنه سيعمل على حل النزاع، وطالب باستئناف المفاوضات. كما قال «سندعم الطلب الفلسطيني لعضوية الأمم المتحدة بغض النظر عما يحدث، سندعم ذلك للنهاية، فحل الدولتين ليس خيارا بل واجب». وأضاف «يجب اتخاذ الخطوات لفك الحصار عن غزة، لا يمكن لمصالح بعض الدول أن تجعل أبناء غزة ضحايا.. تركيا ستدعم غزة وتوصل المساعدات لها.. سنقوم بما هو مطلوب». وأكد «لا أعترف بالحصار على غزة، وسأحارب على كل جبهة لرفع هذا الحصار.. سأرفع صوتي كلما أرى ظلما، ولن أظل صامتا عندما أرى مقتل 9 أبرياء يحملون المساعدات الإنسانية».

وانتقد أردوغان بشكل أخص نظام مجلس الأمن واستخدام الأعضاء الخمسة حق النقض (الفيتو)، وقال «يجب أن تكون المنظمات الدولية أكثر ديمقراطية، ويجب إصلاحها.. العالم يتطلب ذلك». واعتبر أن «تفعيل مجموعة دول العشرين مهم، ولا يمكن التخلي عن ذلك». واعتبر أنه «لا يمكن للأمم المتحدة أن توزع العدالة في العالم في وضعها الحالي، لا يمكن أن يوقف 5 أعضاء عزيمة الجمعية العامة». وأضاف «أعضاء مجلس الأمن لا يمثلون العالم، بل يمثلون أنفسهم ومصالحهم، وهم يتخذون قرارات تفيد أهدافهم، إذا كنا نتحدث عن الديمقراطية فإن تلك الدول الخمس تعمل ضد ذلك.. يجب أن تكون الأمم المتحدة ديمقراطية، علينا التعبير عن رغبتنا في ذلك».

وتحدث رئيس الوزراء التركي في ندوة عقدها معهد «سيتا» التركي ودعي إليها عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي والإعلاميين والدبلوماسيين في نيويورك أمس. وجاءت مشاركة أردوغان في الندوة لتتخم نشاطه في أسبوع حافل باللقاءات والفعاليات خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وعدد أردوغان التحديات في العالم في بداية القرن الـ21، بدءا بالإرهاب إلى النزاعات الإثنية، ومن التغير المناخي إلى الأزمة الاقتصادية وانتشار أسلحة الدمار الشامل.

أنقرة: سنبدأ بتطبيق عقوبات تدريجية

هورموزلو لـ «الشرق الأوسط» : لا دور لنا في تسليم الضابط السوري المنشق

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ثائر عباس لندن: «الشرق الأوسط»

أبلغت مصادر تركية «الشرق الأوسط» أن أنقرة سوف تطبق «عقوبات تدريجية» على النظام السوري لثنيه عن الاستمرار «في استعمال الآلة العسكرية ضد شعبه المطالب بالإصلاح». وقالت المصادر إن «عقوبات متدرجة» سوف تطال القطاعات العسكرية؛ أولها إخضاع الشحنات ذات الطابع العسكري للتفتيش في البر والبحر والجو، فيما قال كبير مستشاري الرئيس التركي إرشاد هورموزلو إن «الأسلحة التي تتجه إلى سوريا ويمكن استخدامها ضد المدنيين من المفروض أن لا تصل إلى سوريا بعد اليوم»، مشيرا إلى أن بلاده ناشدت «الدول المجاورة» الامتناع عن تزويد سوريا بالأسلحة، خصوصا عبر أراضيها «لأنه سيتم اعتراضها». وكانت تركيا أعلنت عن اعتراض سفينة ترفع العلم السوري في بحر مرمرة قادمة من روسيا عبر البحر الأسود. فيما أشارت مصادر تركية إلى أن عمليات تدقيق تجري في المعابر البرية للشاحنات القادمة إلى سوريا من إيران عن طريق البر، وكذلك عن طريق الجو. علما أن أنقرة كانت قد فتشت 4 طائرات شحن إيرانية كانت متجهة إلى سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات السورية في مارس (آذار) الماضي.

إلى ذلك نفى هورموزلو بشكل قاطع «أي دور تركي في تسليم ضابط سوري منشق»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن تحقيقا تركيا فتح في الموضوع بعد ظهور الشائعات، وبنتيجته أعلنت وزارة الخارجية التركية أن هذه المزاعم لا أساس لها. كما نفى الاتهامات التي ساقتها سيدات سوريات عبر التلفزيون السوري عن عمليات اغتصاب تعرضن لها في المخيمات التركية. وأشار إلى أن الحكومة التركية طلبت من السلطات السورية الكشف عن هوية المدعيات، كما طلبت لقاء المدعوة فاطمة التي ظهرت على التلفزيون السوري.

السفير الفرنسي في دمشق يتعرض لاعتداء على أيدي «الشبيحة»

قال: بعضهم يحمل قضبانا ونساء ألقوا البيض ثم الحجارة عليّ

جريدة الشرق الاوسط

تعرض سفير فرنسا لدى سوريا إيريك شوفالييه لاعتداء صباح السبت، لدى خروجه من لقاء مع البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، في الحي المسيحي من البلدة القديمة في دمشق، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن شهود. وقال الشهود إن شبانا ونساء كانوا يرددون هتافات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد قذفوا وفد السفير الفرنسي بالبيض والحجارة لدى خروجه من اللقاء، وأثناء عودة السفير إلى سيارته.

وأكد إيريك شوفالييه، ردا على أسئلة وكالة الصحافة الفرنسية، أن «عناصر من الشبيحة بعضهم يحمل قضبانا حديدية، ونساء ألقوا البيض ثم الحجارة علي وعلى فريقي، وكان سلوكهم عدوانيا فيما كنا نعود إلى سيارتينا».

وكان السفير الفرنسي جال الخميس الماضي على مداخل أربع مدارس في دمشق وريفها للتعبير عن «قلقه الكبير» إثر ورود معلومات تفيد بقمع مظاهرات طلابية. وانتقد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، الجمعة، القمع السوري الذي يمارس أيضا كما قال في بعض المدارس ضد أطفال على حد قوله، مبررا الموقف الفرنسي حيال دمشق بالخوف من اندلاع حرب أهلية.

وكان شوفالييه زار مع السفير الأميركي في 13 سبتمبر (أيلول) بلدة داريا في ريف دمشق للتعزية في الناشط غياث مطر الذي كان معتقلا وقتل بحسب «هيومان رايتس ووتش» تحت التعذيب، على ما أفاد ناشطون. وكان الدبلوماسيان أثارا استياء دمشق بقيامهما في 8 يوليو (تموز) بزيارة حماه (وسط) التي شهدت منذ مطلع يوليو مظاهرتين حاشدتين ضد الأسد.

الغموض لا يزال يلف اعتقال الضابط المنشق هرموش

قصص كثيرة مختلفة تروى منها أنه غادر مع مسؤولين أتراك ولم يعد

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ندى بكري*

ذكر البعض أنه خرج للتسوق لكنه لم يعد، والبعض الأخر قال إنه استخدم كورقة تفاوض في عملية سرية لتبادل الأسرى بين سوريا وتركيا. ولا يزال آخرون يصرون على أنه قد تعرض لعملية خيانة.

بشكل أو بآخر، ظهر العقيد حسين هرموش، وهو المنشق الأعلى رتبه عسكرية حتى الآن، الأسبوع الماضي على التلفزيون السوري، ومن الواضح أنه بات في قبضة القوات الحكومية، ينكر أي انتقادات كان قد أبداها قبل بضعة أشهر.

اندلعت الانتفاضة الشعبية في سوريا منذ مارس (آذار)، وأسفرت عن مقتل ما يزيد على 2,600 شخص بما فيهم ما لا يقل عن ثلاثة قتلى يوم الجمعة الماضي – واعتقال عدة آلاف. وبعد تمركز السلطة في أسرة الأسد لمدة أربعة عقود، فقد بدأ حكمها في التأرجح، وبدأ أكثر حلفاء الأسد قربا في مطالبته بإجراء تغييرات.

طوال تلك الأحداث، من الانتفاضات والقمع، حاولت سوريا إخفاء ما يجري، حيث قامت بإغلاق حدودها أمام الإعلام الأجنبي، ورفضت السماح لأغلب المراسلين الدوليين في الداخل بتغطية الأحداث، مما أدى إلى صعوبة معرفة ما يحدث بدقة. وداخليا، فقد ظل الأمر مقتصرا على روايتها للأحداث، مصرة على أن عصابات من المتطرفين والأجانب هم المسؤولون عن تلك الاضطرابات.

وتقدم قضية هرموش فكرة مصغرة عن الغموض الذي يلف الأحداث في سوريا أثناء قيام قادتها باتخاذ إجراءات قمعية مهلكة.

وحتى الآن، لا يعلم أحد ما الذي حدث بدقة بين 9 يونيو (حزيران)، عندما نشر مقطع فيديو لهرموش على «يوتيوب» يعلن فيه انشقاقه عن الجيش اعتراضا على عمليات قتل المدنيين، و15 سبتمبر (أيلول)، عندما أذاع التلفزيون السوري بلهجة المنتصر مقابلة مع المقدم يقوم خلالها بإعادة الرواية الحكومية.

وقال عمر إدلبي، الناشط مع لجان التنسيق المحلية، وهي عبارة عن مجموعة من النشطاء الذين يحددون مسار الانتفاضة ويساعدون في التخطيط لها من بيروت: «إن القضية غامضة للغاية وبدرجة مخيفة. ليس لدينا أي مصدر يخبرنا ما حدث بدقة. فلم تذكر السلطات السورية كيف تم اعتقاله كما لم يقدم المسؤولون الأتراك أي تفاصيل».

ووفقا لنشطاء، فقد تخلى هرموش عن موقعه ومعه العديد من جنود وحدته في أوائل شهر يونيو (حزيران)، أثناء هجوم على جسر الشغور، المدينة القريبة من الحدود التركية شمال غربي سوريا. وظلت الحادثة نفسها مبهمة: حيث يذكر نشطاء أنها كانت صداما بين وحدات عسكرية متناحرة، فيما تذكر الحكومة أنها مذبحة ارتكبها مسلحون إسلاميون. على أي حال، فقد أسفر هذا الهجوم عن مقتل المئات وهروب الآلاف إلى الحدود مع تركيا، حيث ساعدت السلطات في بناء معسكرات لهم لا تزال قائمة إلى الآن.

وكان هرموش أحد الذين فروا إلى تركيا، وعندما كان لاجئا هناك، أعلن أنه سيقود حركة من الضباط المنشقين ضد الحكومة السورية.

لكنه اختفى من المعسكر في ظروف غامضة في 29 أغسطس (آب) الماضي. وقال أحد أقارب المقدم من مسقط رأسه، إبلين، التي تقع شمال غربي مقاطعة إدلب إن آخر مره تكلم فيها مع هرموش كانت في 27 أغسطس، عندما اتصل به المقدم ليخبره أنه سيلتقي بضباط من الاستخبارات التركية وأنه يتوقع حدوث أنباء جيدة خلال يومين.

كما ذكر بعض اللاجئين السوريين في تركيا، توصلنا إليهم عن طريق الهاتف، أن هرموش التقى مسؤولين تركيين في معسكر هاتاي للاجئين في هذا اليوم، ثم ذهب معهم في رحلة غير محددة. وذكر آخرون في المعسكر أنه ترك المعسكر للتسوق لكنه لم يعد مرة أخرى.

وذكر نشطاء حقوقيون من منظمة أفاز، وهي مجموعة تساعد في توثيق الثورات، أنهم يعتقدون أن السلطات التركية قامت بتسليم هرموش إلى سوريا مقابل تسعة أفراد من حزب العمال الكردستاني، الذين يقاتلون من أجل الحكم الذاتي للأكراد في جنوب شرقي تركيا منذ أوائل الثمانينيات من القرن الماضي. ولم يقدم النشطاء دليلا على هذا الإدعاء.

وتشير رواية أخرى للنشطاء واللاجئين إلى أن هرموش قد تم دعوته على العشاء يوم 29 أغسطس مع ضابطين آخرين كانا قد انشقا أيضا. ووفقا لهذه الرواية، فقد تم تخدير السوريين الثلاثة وتهريبهم إلى سوريا عبر الحدود، بمساعدة مسؤولين استخباراتيين أتراك. ولم تتضح أماكن وجود الضابطين الآخرين.

ولا يمكن التأكد من أي من هذه الروايات.

وأصر مسؤولون أتراك على عدم وجود أي علاقة بينهم وبين هذا الأمر، وذكروا أن عملية تحقيق أخيرة أظهرت حدوث عملية اعتقال في تركيا لثلاثة من الرجال، اثنين من السوريين وإيراني، يعتقد أنهم عناصر استخباراتية سورية.

وفي حوار معه، أنكر أحمد داود أوغلو، وزير خارجية تركيا، بحدة وجود أي دور لتركيا في قضية عودة هرموش إلى سوريا. وقال يوم الأحد الماضي: «إن هذا ليس حقيقيا على الإطلاق. لقد قرر هو نفسه العودة. من يرغب في العودة، يستطيع أن يعود. لا يمكننا أن نمنعهم».

ولم يذكر هرموش، عند ظهوره في التلفزيون السوري الأسبوع الماضي، متى أو كيف عاد إلى سوريا. وذكر أنه كان يفكر في العودة لعدة أسابيع، لكنه مع ذلك «صدم عندما تم استخدامه في تجارة» ولم يفسر.

وقد أجاب هرموش على أسئلة بدا أنها هدفت إلى إذلاله في حوار دام 20 دقيقة. وبدا أن بعض إجاباته كان قد تدرب عليها.

فعندما سأله المعد «ما هي أسباب انشقاقك؟» أجاب «الأحداث الدامية التي شهدناها في الشوارع».

* «وماذا تعني كلمة دامية؟» – «تعني أنه كان هناك العديد من القتلى في الشوارع».

* «من الذي قتل المدنيين؟» – «العصابات».

* «عصابات مسلحة؟» فأجاب في النهاية «بالطبع لقد كانت عصابات مسلحة تقتل المدنيين».

وقال هرموش على التلفزيون السوري إن ما لا يقل عن 300 ناشط سوري ممن يؤيدون الديمقراطية ومنشقين اتصلوا به خلال الشهور الثلاثة التي قضاها في تركيا، لكن أيا من وعودهم لم تحقق. وقال للمذيع «لقد كنا نضع خطة لحماية المدنيين غير المسلحين. لقد قالوا لي (سنقوم بتزويدك بأسلحة ومال ودعم لوجستي من أجل الحرية) لكن كل ذلك كان مجرد وعود لم تتحقق».

* خدمة «نيويورك تايمز»

العقوبات الأوروبية تشمل قناة «الدنيا» وشركة «سيرياتيل» و3 شركات على صلة بالجيش

رجال أعمال سوريون: قرار الحكومة حظر الواردات من البضائع الأجنبية أحدث صدمة في مجتمع الأعمال

جريدة الشرق الاوسط

دخلت العقوبات الأوروبية الجديدة حيز التنفيذ، أمس، مع نشرها في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، وأظهرت أن الاتحاد فرض عقوبات على شركة «سيرياتيل» السورية للهاتف المحمول، وشركة «شام» القابضة، أكبر شركة خاصة في البلاد، وتلفزيون «الدنيا»، وثلاث شركات ذات صلة بالجيش السوري. وجاء ذلك في وقت قال فيه رجال أعمال محليون، أمس، إن سوريا فرضت حظرا على استيراد معظم السلع المصنعة في الخارج، عدا المواد الخام والحبوب، في خطوة تهدف إلى المحافظة على احتياطيات العملة الصعبة، في ظل عقوبات غربية واضطرابات سياسية.

وقال رجال أعمال وتجار في دمشق، اتصلت بهم «رويترز»، إن الحكومة قررت، أول من أمس، حظر جميع الواردات التي تزيد رسومها الجمركية على خمسة في المائة، مما يعني كل البضائع الأجنبية من الأجهزة الكهربائية إلى السيارات والسلع الفاخرة. لكن القرار يستثني المواد الخام الضرورية للصناعات المحلية، إضافة إلى مشتريات القمح والحبوب التي تقوم بها الدولة لتلبية الاستهلاك المحلي.

وعلى مدى خمس سنوات، قبل تفجر المظاهرات، رفعت السلطات حظرا على النمط السوفياتي كان مفروضا على الاستيراد، لكنها فرضت رسوما عالية، غير أن الخطوة لم تخفف الطلب على الواردات، ولا سيما السيارات التي بدأت تدخل البلد للمرة الأولى منذ عقود.

وقبل عام 2000 كان السوريون يشترون السيارات الخاصة وكثيرا من السلع الفاخرة، من خلال شركات تديرها الدولة.

وقال التجار إن حظر الاستيراد أحدث صدمة في مجتمع الأعمال بالبلاد، ومن المتوقع أن يزيد الضغوط التضخمية، ويلحق مزيدا من الأضرار بثقة الشركات المتأثرة سلبا بالفعل، من جراء الاضطرابات الاجتماعية.

وقال تاجر سيارات في منطقة السبع بحرات التجارية بدمشق، لـ«رويترز»، طالبا عدم كشف هويته: «لا يوجد بيع أو شراء، والوضع سيئ، حتى إن التجار ورجال الأعمال لا يبيعون نقدا أو بالائتمان.. أسعار البضائع الأجنبية الموجودة ستقفز». وقال رجل أعمال آخر في حي الحلبوني بالعاصمة: «هذه الخطوة لن تسفر إلا عن أن يزيد الوضع سوءا، ويزيد عدم اليقين»، مضيفا أن المستثمرين والتجار يتخذون موقف الانتظار والترقب، وقال: «إنهم يقبضون أيديهم ولا يشترون أي بضائع، بل يجلسون وينتظرون، لكنهم ليسوا في حالة ذعر حتى الآن».

وقال رجال أعمال إن الاقتصاد يواجه ضغوطا في سوق الصرف، نتيجة للاحتجاجات، مما قد يستنزف الاحتياطيات الأجنبية التي كانت نحو 18 مليار دولار في وقت سابق هذا العام. ويقول اقتصاديون ومصرفيون إن الاحتياطيات تتراجع مع قيام البنك المركزي بضخ العملة الصعبة، لوقف تراجع سعر صرف الليرة السورية في السوق السوداء، ويبلغ سعر الصرف الرسمي 47.4 ليرة للدولار، لكن الدولار متداول بسعر 51 ليرة وأكثر في السوق السوداء.

وتأثر الاقتصاد السوري سلبا جراء عقوبات دولية للضغط على الأسد، تشمل حظر صادرات النفط السورية إلى الاتحاد الأوروبي، ويقل محللون في سوريا إن الاستثمار الأجنبي تراجع بدرجة كبيرة.

وقال اقتصاديون ورجال أعمال، إن الاضطرابات وتضرر الإنتاجية في صناعات حيوية، قد نالا من اقتصاد البلد الذي كان يوما ذا قطاع سياحي مزدهر، كما تأثرت الواردات.

وتوقع صندوق النقد الدولي، الأسبوع الماضي، أن ينكمش اقتصاد سوريا اثنين في المائة هذا العام، بعد أن كان يتوقع نموا نسبته ثلاثة في المائة في أبريل (نيسان)، نظرا للصراعات والاضطرابات الإقليمية في أنحاء المنطقة.

وجاء ذلك في وقت دخلت فيه العقوبات الأوروبية الجديدة ضد النظام السوري حيز التنفيذ مع نشرها في الجريدة الرسمية للاتحاد في بروكسل، وشملت العقوبات الجديدة وزيري العدل والإعلام، وست شركات لتورطها في قمع الاحتجاجات.

ونشرت الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي ببروكسل، أسماء الأشخاص والكيانات التي شملتها العقوبات الإضافية ضد النظام السوري، وأصبحت العقوبات الجديدة نافذة ابتداء من تاريخ نشرها، أي يوم أمس. ومن خلال العقوبات الإضافية، أدرج الاتحاد الأوروبي وزيري الإعلام والعدل في سوريا وأكبر «شركة قابضة» في سوريا، ضمن قائمة المسؤولين والشركات التي ستتعرض لعقوبات بسبب قمع الاحتجاجات هناك، وشملت أيضا شركة الهاتف المحمول الرئيسية في سوريا «سيرياتيل»، وقناة «الدنيا» التلفزيونية، وثلاث شركات للتشييد والاستثمار ذات صلة بالجيش السوري، ويأتي ذلك استكمالا لحظر فرضه الاتحاد الأوروبي على استيراد النفط الخام السوري، ومنع الشركات الأوروبية من الاستثمار في صناعة النفط السورية، وهي الخطوة التي اتفق عليها، الأسبوع الماضي، بهدف الحد من إمكانية حصول الأسد على الأموال، حيث لا تزال قواته تقتل المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية.

وبحسب الصحيفة الرسمية للاتحاد الأوروبي، تقرر تجميد أرصدة وزير العدل السوري، تيسير قلا عواد، وحظر دخوله دول الاتحاد، لـ«دعمه سياسات وممارسات الاعتقال التعسفي»، ووزير الإعلام، عدنان محمود، لـ«دعم وتشجيع السياسة الإعلامية» للنظام السوري.

كما نشرت أسماء ست شركات سورية أخرى ستتعرض لفرض عقوبات عليها، بينها «شام هولدنج»، التي يسيطر عليها رامي مخلوف، أحد أقارب الرئيس السوري بشار الأسد، والتي تعتبر أكبر مجموعة شركات في البلاد، «تنتفع من النظام وتدعمه»، طبقا للوثيقة الرسمية الخاصة بالاتحاد الأوروبي، وستفرض عقوبات على شركتين أخريين يسيطر عليهما مخلوف، وهما: «صروح» لمشاريع الصناعات العسكرية والأسلحة، و«سيرياتيل»، وتتضمن القائمة أيضا قناة «الدنيا تي في» بالتلفزيون السوري، المسؤولة عن «التحريض على العنف ضد الشعب المدني». والشركتان المتبقيتان هما «التيل» لتصنيع أجهزة الاتصالات وتزويد الجيش بها، و«راماك» للتشييد والبناء.

قتلى بحمص ومعتقلون في بانياس وروسيا تدعو لإصلاحات سريعة

لقي ما لا يقل عن 13 شخصاً حتفهم في محافظة حمص وسط سوريا أمس، في حملة أمنية، وقال نشطاء في العاصمة اللبنانية بيروت، إن هجمات قوات الأمن أسفرت عن المزيد من القتلى و30 جريحاً قرب نهر العاصي في المحافظة .

وأضافت مجموعة النشطاء على الانترنت أن إطلاق نار وانفجارات سمعت في منطقة القصير جنوبي شرق حمص .

وجرى تنظيم احتجاجات ليل الجمعة/السبت، في العديد من المناطق وسط المحافظة . وأظهرت أشرطة فيديو نشرت على الانترنت مجموعة من المحتجين تهتف “أشيدوا بالمنشقين عن الجيش” .

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الأمن اعتقلت في المرقب قرب بانياس (غرب) تسعة أشخاص “أصيب بعض منهم بالرصاص في سيقانهم لدى محاولتهم الهرب” .

وقال قرويون إنه سمع إطلاق نار كثيف من سوريا باتجاه مناطق شمالي لبنان، ما أثار حالة من الذعر في المنطقة . وقال محمود خزعل عمدة قرية المقبيلة بمنطقة وادي خالد الواقعة على الحدود اللبنانية السورية إن “نيران الاسلحة الرشاشة التي جاءت من مناطق تسيطر عليها القوات السورية دفعت بعض السكان لاتخاذ مأوى في قريتي الريحانة ووادي خالد للفرار من إطلاق النار” . (وكالات)

عشرون قتيلا حصيلة أمس

تواصل التظاهر بسوريا وانشقاقات بالجيش

تواصلت المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وفيما أفادت مصادر “الثورة السورية” عن مقتل عشرين برصاص الأمن في كافة أنحاء البلاد، تحدثت أنباء عن وقوع انشقاقات جديدة في صفوف الجيش في مدينتي حماة واللاذقية.

فرغم الحملة الأمنية المكثفة لوقف الاحتجاجات خرجت مظاهرات مسائية في العديد من المحافظات السورية ومنها محافظة درعا التي طالب فيها المتظاهرون بإسقاط النظام السوري.

كما تواصلت احتجاجات في حمص في كل من حييْ الوعر والإنشاءات ومدينة تلبيسة، طالبت برحيل النظام السوري.

وبث ناشطون على الإنترنت صورا لمظاهرة خرجت في مدينة مارع في ريف حلب طالبت بإسقاط النظام السوري. وبث الناشطون أيضا صورا لمظاهرات مسائية خرجت في كل من مدينة الحراك وبلدتيْ تسيل ونصيب بمحافظة درعا طالب فيها المتظاهرون بإسقاط النظام السوري.

وانطلقت مظاهرة مسائية في مدينة إدلب شمالي سوريا ردد فيها المتظاهرون شعارات تنادي بإسقاط النظام السوري.

عشرون قتيلا

وفي السياق قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عشرين على الأقل قتلوا وأصيب عشرات برصاص قوات الأمن في مناطق مختلفة وذلك خلال حملات دهم واعتقال ومظاهرات متواصلة للمطالبة بإسقاط النظام.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 12 قتلوا في حمص برصاص الأمن، منهم 11 في القصير وواحد في تلبيسة. وفي ريف دمشق قتل خمسة في مناطق الكسوة وحرستا ودوما.

وفي دوما أيضاً فرضت السلطات حظراً على التجول وشنت عمليات دهم واعتقال في أبو الرهج، كما انتشرت قوات الجيش في شارع الجلاء. وفي بانياس الساحلية قتل شخص برصاص الأمن في قرية المرقب، وقال شهود إن قوات أمنية جديدة وصلت إلى المدينة.

وقد شهدت حماة انتشاراً كثيفاً لعناصر الأمن والمليشيات المعروفة باسم “الشبيحة”، واعتلى القناصة سطح مستشفى الأسد وحولوه إلى مقر لهم. وفي حي أكرم الحوراني في حماة انتشر عناصر الأمن و”الشبيحة” واعتقلوا ثلاثة.

أما في حلب فوصلت قوات من الجيش إلى منطقة عندان لتعزيز الحواجز المحيطة بها. وفي اللاذقية أعلن 14 عسكرياً على الأقل من جنود وضباط انشقاقهم عن الجيش.

انشقاقات واشتباكات

كما تحدث ناشطون عن انشقاقات جديدة في صفوف الجيش في حماة واللاذقية. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية أن تقارير إخبارية أفادت عن وقوع اشتباكات شرسة في حمص أمس بين قوات الأمن السورية ومنشقين من الجيش ومعهم متعاطفون من الأهالي.

حملات الجيش والشبيحة مستمرة في مناطق عدة حسب صور بثها ناشطون

من جهة ثانية عزز الجيش السوري انتشاره على الحدود الشمالية الشرقية مع لبنان، وذلك بعد محاولات عدة قام بها مواطنون سوريون في المنطقة للهروب باتجاه الأراضي اللبنانية.

وقال شهود إن التعزيزات تركزت في محيط مدينة القصير السورية، وكذلك في المنطقة الواقعة قبالة المعبر الحدودي في بلدة القاع اللبنانية في سهل البقاع (شرق).

وأفادت الأمم المتحدة بنزوح أكثر من 3700 سوري إلى شمالي لبنان منذ مارس/آذار الفائت، علما أن النظام السوري يواصل قمع الحركة الاحتجاجية المناهضة له مما أدى لمقتل 2700 على الأقل وفق تقارير الأمم المتحدة.

وفي سياق التطورات نقلت وكالة رويترز عن رجال أعمال وتجار محليين سوريين قولهم إن السلطات السورية فرضت حظرا على استيراد معظم السلع المصنعة في الخارج.

وأضافوا أن الحظر يشمل كل البضائع الأجنبية التي تزيد رسومها الجمركية على 5% تقريبا. لكن القرار يستثني المواد الخام الضرورية للصناعات المحلية ومشتريات القمح والحبوب.

ونقلت صحف سورية عن وزير الاقتصاد والتجارة قوله إن هذه الخطوة تهدف للمحافظة على احتياطيات العملة الصعبة وإعادة توجيهها لصالح الفئات المحدودة في ظل العقوبات الغربية.

20 قتيلا وأنباء بانشقاقات بجيش سوريا

ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا برصاص الأمن السوري خلال الساعات القليلة الماضية إلى عشرين قتيلا وعشرات الجرحى، بينما تتواصل الاحتجاجات مطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد، بالتزامن مع انشقاقات متجددة في صفوف الجيش.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 12 شخصاً قتلوا في حمص برصاص الأمن، منهم 11 شخصاً في القصير وواحد في تلبيسة. وفي ريف دمشق قتل خمسة أشخاص في مناطق الكسوة وحرستا ودوما.

وفي دوما أيضاً فرضت السلطات حظراً على التجول وشنت عمليات دهم واعتقال في أبو الرهج، كما انتشرت قوات الجيش في شارع الجلاء. وفي بانياس الساحلية قتل شخص برصاص الأمن في قرية المرقب، وقال شهود إن قوات أمنية جديدة وصلت إلى المدينة.

وقد شهدت حماة انتشاراً كثيفاً لعناصر الأمن والمليشيات المعروفة باسم “الشبيحة”، واعتلى القناصة سطح مستشفى الأسد وحولوه إلى مقر لهم. وفي حي أكرم الحوراني في حماة انتشر عناصر الأمن و”الشبيحة” واعتقلوا ثلاثة أشخاص.

أما في حلب فقد وصلت قوات من الجيش إلى منطقة عندان لتعزيز الحواجز المحيطة بها. وفي اللاذقية أعلن 14 عسكرياً على الأقل بينهم جنود وضباط انشقاقهم عن الجيش.

مظاهرات ليلية

وقد تواصلت المظاهرات الليلية في مناطق متفرقة، حيث انطلقت احتجاجات في حمص في كل من حييْ الوعر والإنشاءات ومدينة تلبسية، طالبت برحيل النظام السوري.

كما بث ناشطون على الإنترنت صورا لمظاهرة خرجت في مدينة مارع في ريف حلب طالبت بإسقاط النظام السوري.

وبث الناشطون أيضا صورا لمظاهرات مسائية خرجت في كل من مدينة الحراك وبلدتيْ تسيل ونصيب بمحافظة درعا، طالب فيها المتظاهرون بإسقاط النظام السوري.

كما انطلقت مظاهرة مسائية في مدينة إدلب شمال سوريا ردد فيها المتظاهرون شعارات تنادي بإسقاط النظام السوري.

انتشار عسكري

من جهة ثانية، عزز الجيش السوري انتشاره على الحدود الشمالية الشرقية مع لبنان، وذلك بعد محاولات عدة قام بها مواطنون سوريون في المنطقة للهروب في اتجاه الأراضي اللبنانية.

وقال شهود إن التعزيزات تركزت في محيط مدينة القصير السورية، وكذلك في المنطقة الواقعة قبالة المعبر الحدودي في بلدة القاع اللبنانية في سهل البقاع (شرق).

وقد رصدت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 3700 سوري إلى شمال لبنان منذ مارس/آذار الماضي.

قوات الأمن السورية تستهدف الطلاب ودباباتها تتمركز أمام المدارس

أردوغان: الشعب السوري سيطيح ببشار عاجلاً أو آجلاً

دبي – العربية

أكد عضو شبكة شام الإخبارية علي حسن لـ”العربية” اليوم الأحد أن قوات الأمن السوري تستهدف طلاب المدارس بهدف منعهم من الخروج للتظاهر ضد نظام الأسد.

وقال حسن إن دبابات للجيش وعناصر أمنية تتمركز على نقاط عدة من محيط المدارس والمعاهد الثانوية.

سياسيا، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إن الشعب السوري سيطيح بالرئيس بشار الأسد عاجلا أو آجلا، وأن زمن الحكم الدكتاتوري يتلاشى في أنحاء العالم.

وفي مقابلة مع شبكة تلفزيون “سي.ان.ان” الإخبارية الأمريكية قال أردوغان موجها كلامه للأسد: “لا يمكنك أبدا أن تبقى في السلطة عن طريق القسوة. لا يمكنك أبدا أن تقف في وجه إرادة الشعب”.

وأضاف قائلا هذه العملية ربما تستمر لفترة أطول قليلا، لكن عاجلا أو آجلا إذا اتخذ الناس قرارا مختلفا في سوريا فإن ذلك القرار سيلبى. فالشعب يريد الحرية مثلما حدث في مصر ومثلما حدث في تونس ومثلما حدث في ليبيا، وقال إن خطى الديمقراطية أصبحت تسبق الحكم الاستبدادي، وأن الأنظمة الدكتاتورية تحترق وتسقط أرضا.

اعتداء على السفير الفرنسي

من جانب آخر، أعلنت هيئة الثورة السورية عن مقتل 18 مدنياً في أنحاء متفرقة من سوريا أمس على يد قوت الأمن.

وتواصلت أمس عمليات قمع حركة التظاهرات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد غداة مقتل 9 مدنيين برصاص قوات الأمن أمس الجمعة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الأمن اعتقلت صباح السبت في المرقب قرب بانياس (غرب) 9 أشخاص “أصيب بعض منهم بالرصاص في سيقانهم لدى محاولتهم الهرب”.

وفي تطور آخر، تعرض سفير فرنسا في سوريا إريك شوفالييه لاعتداء صباح السبت لدى خروجه من لقاء مع البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في الحي المسيحي من البلدة القديمة في دمشق، على ما أفاد شهود.

وقال الشهود إن شباناً ونساء كانوا يرددون هتافات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد قذفوا وفد السفير الفرنسي بالبيض والحجارة لدى خروجه من اللقاء أثناء عودة السفير إلى سيارته، نقلا عن تقرير لوكالة فرانس برس.

وأكد إريك شوفالييه أن “عناصر من الشبيحة بعضهم يحمل قضباناً حديدية ونساء ألقوا البيض ثم الحجارة عليّ وعلى فريقي، وكان سلوكهم عدوانياً فيما كنا نعود إلى سياراتنا”.

وكان السفير الفرنسي جال الخميس على مداخل 4 مدارس في دمشق وريفها للتعبير عن “قلقه الكبير” إثر ورود معلومات تفيد عن قمع تظاهرات طلابية.

وانتقد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الجمعة القمع السوري الذي يمارس أيضا -كما قال- في بعض المدارس ضد أطفال على حد قوله، مبرراً الموقف الفرنسي حيال دمشق بالخوف من اندلاع حرب أهلية.

وكان شوفالييه زار مع السفير الأمريكي في 13 سبتمبر/أيلول بلدة داريا في ريف دمشق للتعزية في الناشط غياث مطر الذي كان معتقلاً وقتل، بحسب هيومن رايتس ووتش، تحت التعذيب.

وكان الدبلوماسيان أثارا استياء دمشق بقيامهما في 8 يوليو/تموز بزيارة حماه (وسط) التي شهدت منذ مطلع يوليو تظاهرتين حاشدتين ضد الأسد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى