أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد، 25 كانون الأول 2011


سورية: بداية عملية المراقبة «لا تبشر بالخير»

الدوحة – محمد المكي أحمد؛ دمشق، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

خرج آلاف السوريين أمس لتشييع جثامين 44 شخصاً قتلوا بتفجيرين انتحاريين الجمعة في دمشق، فيما استمر تبادل الاتهامات حول المسؤولية عن الهجومين.

وفيما دانت حركة «حماس» الهجومين، نفت جماعة «الاخوان المسلمين» انباء تحدثت عن تبنيها هذين الاعتداءين. وأعلنت «لجان تنسيق الثورة السورية» مقتل 25 شخصاً على الاقل في مناطق مختلفة في سورية أمس.

ومن المقرر أن يكون رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدابي وصل الى دمشق مساء أمس للبحث في ترتيبات وصول أعضاء البعثة، فيما لفتت مصادر عربية في الدوحة الى أن بداية عملية المراقبة «لا تبشر بخير»، مشيرة الى «وضع صعب» يحيط بعمل المراقبين.

وتحولت الجنازات التي جرت في دمشق السبت إلى مسيرات مؤيدة للرئيس بشار الاسد طالب فيها المشيعون بالثأر، وهتفوا «الموت لأميركا». واغلقت محلات سوق الحميدية المؤدي الى الجامع الاموي حيث سجيت الجثامين. وشارك في التشييع رجال دين مسلمون ومسيحيون. واتهم رجل الدين البارز محمد سعيد البوطي «المجلس الوطني السوري» المعارض بأنه وراء التفجيرين، وقال انهما «هدية برهان غليون وصحبه لسورية».

ونفت جماعة «الاخوان المسلمين» في سورية أنباء تحدثت عن تبنيها هذين الاعتداءين، واتهمت النظام بـ «افتعال» بيان باسم «الاخوان» يتبنى الهجومين. وكانت دمشق سارعت أول من أمس الى اتهام «القاعدة» بالمسؤولية عن الهجومين، فيما حمّل «المجلس الوطني السوري» المعارض النظام السوري «وحده المسؤولية المباشرة عن التفجيرين الارهابيين».

الى ذلك، التقى الوفد العربي في دمشق وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ووصفت الخارجية السورية المحادثات بالايجابية. وقال نائب الامين العام للجامعة العربية سمير سيف اليزل، الذي يرأس «الفريق الطليعي» العربي، ان المجموعة الاولى من المراقبين ستتوجه الى دمشق الاثنين، وستضم اكثر من خمسين خبيراً في الشؤون السياسية وحقوق الانسان والشؤون العسكرية وغيرها.

ويحضر الفريق الطليعي المؤلف من تسعة اعضاء لوصول المجموعة الاولى من المراقبين، الذين يتوقع ان يصل عددهم الاجمالي الى ما بين 150 و200 مراقب.

واعلنت البحرين السبت انها ستساهم ضمن الوحدة الخليجية التي تشارك في بعثة المراقبين، فيما أكدت مصادر خليجية وعربية لـ»الحياة» في الدوحة أنه من المقرر أن يكون رئيس بعثة المراقبين وصل الى دمشق مساء أمس، للبحث مع المسؤولين السوريين في ترتيبات وصول أعضاء البعثة وأماكن زياراتهم وجولاتهم في كل المحافظات السورية.

وذكرت المصادر ان الجامعة العربية تنتظر حالياً تلقي تقارير أولية سيتم في ضوئها ارسال أفواج من المراقبين، وشددت على أن بداية عملية المراقبة «لا تبشر بخير»، مشيرة الى «وضع صعب» يحيط بعمل المراقبين.

وفي هذا السياق علمت « الحياة» أن ما يوصف بـ «خلية أزمة» عربية تتابع حالياً تطورات الوضع في سورية، وتتداول الآراء ووجهات النظر في شأن «تساؤلات وعلامات استفهام عن دلالات تزامن حدوث تفجيرين في دمشق أول من أمس مع زيارة وفد من الجامعة العربية « الى سورية.

وفي غضون ذلك، يستمر العنف على الارض. وأعلنت «لجان تنسيق الثورة السورية» مقتل اكثر من 25 شخصاً امس في مناطق مختلفة في سورية، فيما دعا «المرصد السوري لحقوق الانسان» بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية الى التوجه الى حمص «لتوثيق الانتهاك الفاضح لحقوق الانسان» هناك.

وأعلن المرصــد وقـــوع اشتباكات بيـن «منشقين» وحواجز الجيش النظامي السوري في مدينة داعل بمحافظة درعا، وقدوم تعزيزات عسكرية عقب الاشتباكات، محذراً من وقوع «مجازر» في داعل.

الإخوان المسلمون ينفون ما اشيع حول تبنيهم الهجومين في دمشق

وكالات

نيقوسيا: نفى المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين في سوريا زهير سالم السبت لوكالة فرانس برس مسؤولية الجماعة عن الاعتداءات الانتحارية التي وقعت امس الجمعة، متهما النظام ب “افتعال” بيان عن تبني تلك الاعتداءات باسم الاخوان.

وردا على بيان نشره احد المواقع التي قيل انها لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا وتبنى باسمها الاعتداءات التي اسفرت عن 44 قتيلا واكثر من 150 جريحا، قال المتحدث “انها صفحة مفتعلة باسمنا على شبكة الانترنت”.

واضاف المتحدث الذي تم الاتصال به من لندن ان “النظام هو الذي اعد البيان وكذلك الاعتداءات”، على حد قوله.

كما نفت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا على موقعها الالكتروني الرسمي (www.ikhwansyria.com) مسؤوليتها عن تفجيري دمشق أمس الجمعة، وقالت الجماعة إن البيان الذي نسب اليها مسؤوليتها عن تفجيري كفرسوسة مدسوس.

ونسب المجلس الوطني السوري، ابرز حركات المعارضة في سوريا التي تشكل جماعة الاخوان المسلمين احد مكوناتها، الى نظام الرئيس بشار الاسد “المسؤولية المباشرة” عن الاعتداءين.

وقال المجلس في بيان على موقعه ان “النظام السوري وحده يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرين الإرهابيين مع أجهزته الأمنية الدموية التي أرادت أن توجه رسالة تحذير للمراقبين (العرب) بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطرا خارجيا وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة”.

كما اتهم المجلس الوطني النظام السوري ب”نقل آلاف المعتقلين إلى مقرات عسكرية محصنة، وتحذير الأطباء والعاملين في المشافي من الإدلاء بأي تصريحات للمراقبين العرب، ومحاولة إخفاء أي آثار تدل على حدوث عمليات قتل أو تعذيب أو مقابر جماعية يتم فيها إخفاء الذين يتم قتلهم على أيدي زبانية النظام”.

وكانت الوكالة الفرنسية قالت إن جماعة الاخوان المسلمين في سوريا أعلنت السبت مسؤوليتها عن التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا مركزين للامن في دمشق امس واسفر عن سقوط 44 قتيلا على الاقل.

وأوضحت الوكالة أن الجماعة قالت على موقعها الالكتروني (اخوان-اس واي) ان “احدى كتائبنا الجهادية حزب السنة الغالبون تمكنت من استهداف مبنى ادارة امن الدولة في كفرسوسة بقلب عاصمة الامويين دمشق بعملية ناجحة”.

واوضحت ان “اربعة استشهاديين من خيرة شبابنا المجاهد نفذوا العملية التي اوقعت العديد من القتلى والجرحى”.

في هذه الاثناء، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان اربعة مدنيين قتلوا السبت في حمص ودعا بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية الى التوجه الى هذه المحافظة الواقعة وسط البلاد وتشهد اعمال عنف.

وقال المرصد انه “عثر صباح اليوم في شوارع مدينة الحولة على جثامين اربعة مواطنين (…) ظهرت على اجسادهم اثار تعذيب”، مشيرا الى ان “الاجهزة الامنية ومجموعات الشبيحة كانت اعتقلتهم بعد منتصف ليل الجمعة السبت من حي البستان في كفرلاها”.

واضاف انه “عثر على مواطن خامس في حالة خطرة”.

وطالب المرصد “وفد مراقبي الجامعة العربية بالتوجه الفوري الى مدينة الحولة لتوثيق هذا الانتهاك الفاضح لحقوق الانسان الذي يعتبر غيضا من فيض لما جرى ويجري في سوريا”.

وذكر المرصد من جهة اخرى، ان قوات عسكرية كبيرة ترافقها دبابات وناقلات جند مدرعة “اقتحمت” بلدة بصر الحرير ومنطقة اللجاة في محافظة درعا (جنوب).

واضاف المرصد ان هذه القوات “تبحث عن عشرات الجنود المنشقين المتوارين في تلك المنطقة”، معربا عن خشيته من ان “يكون مصيرهم مصير عشرات الجنود المنشقين الذين قتلوا يوم الاثنين الماضي في جبل الزاوية بعد محاصرتهم قرب بلدة كنصفرة”.

من جهة اخرى، قال المرصد ان “مواطنين استشهدا في مدينة نوى احدهما طفل يبلغ من العمر 15 عاما، متاثرين بجروح اصيبا بها خلال اطلاق رصاص من قبل قوات الامن السورية الجمعة”.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان تحدث عن مقتل 22 مدنيا الجمعة، “11 منهم في مدينة حمص واثنان في مدينة دوما بريف دمشق (…) وثلاثة في مدينة حماة وثلاثة في محافظة ادلب فيما استشهد مواطنان برصاص الامن في محافظة درعا ومواطن في دير الزور”.

كما قتل 44 شخصا على الاقل واصيب اكثر من 160 في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفا مركزين للامن في دمشق نسبتهما السلطات الى تنظيم القاعدة في حين اتهمت المعارضة النظام بالوقوف وراءهما.

تشييع ضحايا الاعتداءات في الجامع الاموي بدمشق

 وشارك الاف الاشخاص السبت في الجامع الاموي بالعاصمة السورية في تشييع جنازة 44 عسكريا ومدنيا قتلوا امس في اعتداء انتحاري مزدوج نسبته السلطات الى تنظيم القاعدة.

وقد صلى المشاركون في داخل الجامع الاموي امام النعوش التي لفت بالاعلام السورية، فيما احتشدت خارجه جموع حملت اعلاما طبعت عليها صورة الرئيس بشار الاسد واعلام حزب البعث الحاكم في سوريا.

وتولى عناصر من الشرطة ومدنيون مسلحون حماية المحتشدين.

وقرأ وزير الاوقاف السوري عبد الستار السيد في الجامع بيانا مشتركا اصدره رجال دين مسيحيون ومسلمون.

وندد رجال الدين ب “الاعتداءات الاجرامية التي وقعت الجمعة … وبعمليات القتل والتدمير والتخريب التي ارتكبت (في اطار) مؤامرة خطرة مدبرة ضد سوريا”.

واضاف البيان “نطلب من الشعب السوري ان يدرك ان سوريا مستهدفة”.

وقال رجال الدين “نؤكد اننا نقف مع الشعب السوري في مواجهة المؤامرة. نرفض كل انواع التطرف الذي تشكله المنظمات الارهابية”.

وعزا المجلس الوطني السوري، ابرز حركات المعارضة، الى النظام “المسؤولية المباشرة” عن الاعتداءات.

لبنان لن يشارك بلجنة المراقبين الخاصة بسوريا

أعلن وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور اليوم ان بلاده لن تشارك بلجنة المراقبين العرب المكلفة من قبل جامعة الدول العربية بشأن الأزمة السورية.

واوضح منصور في حديث تلفزيوني ان هناك توافقا بين الرئيس العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي على عدم المشاركة مشيرا الى ان ميقاتي وجد أن الأمر غير ضروري لذلك نأى بلبنان عن المشاركة باللجنة.

وقال ان السلطات السورية رحبت باللجان المرسلة ولو كان لبنان معهم لكان محل ترحيب ايضا لافتا الى ان هذا الموضوع لا يحمل أية خلفيات.

يذكر ان جامعة الدول العربية والحكومة السورية وقعتا الاسبوع الماضي على البروتوكول الخاص بارسال مراقبين من جامعة الدول العربية الى سوريا لمراقبة الأوضاع والتأكد من تنفيذ النظام السوري كافة بنود المبادرة العربية بهذا الشأن.

البحرين تشارك في وفد مراقبي الدول الخليجية في سوريا

اعلنت البحرين السبت انها ستساهم ضمن الوحدة الخليجية التي تشارك في بعثة مراقبي الجامعة العربية لمراقبة الوضع في سوريا، بحسب ما افاد مصدر رسمي.

واوضحت وزارة الخارجية البحرينية في بيان نقلته وكالة الانباء الرسمية ان “هذا القرار يأتى إيمانا من مملكة البحرين بأهمية العمل العربي المشترك، وانطلاقا من دورها كعضو في جامعة الدول العربية, واستنادا لاهتمامها بالمساهمة في مراقبة الأمن والسلام في المنطقة العربية”.

واضافت ايضا انه ياتي “بناء علي قرار مجلس التعاون لدول الخليج العربية بارسال مجموعة موحدة من المراقبين تمثل كافة دول المجلس ضمن بعثة جامعة الدول العربية لمراقبة الوضع في سوريا، وبعد توقيع الحكومة السورية على برتوكول المركز القانوني و مهام بعثة جامعة الدول العربية”.

وتندرج هذه المهمة في خطة الخروج من الازمة التي اقترحتها الجامعة العربية والتي تنص على وقف اعمال العنف والافراج عن المعتقلين السياسيين وسحب الجيش من المدن وحرية تنقل المراقبين العرب والصحافة في البلاد.

ويتوقع وصول المراقبين الاثنين الى العاصمة السورية.

النازحون السوريون يطالبون الدولة اللبنانية بالحماية

ركان الفقيه من بيروت

بعد أن خيّبت مواقف حزب الله آمالهم

أكد التقرير الأخير الصادر عن المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة خلال الأسبوع الماضي، أن عدد النازحين السوريين إلى شمال لبنان بلغ 4510 نازحاً. ويلقي النازحون اللوم على كل من حزب الله والدولة اللبنانية لعدم تأمين الحماية اللازمة لهم.

بيروت: تتصاعد عمليات القتل والمداهمات بالرغم من توقيع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد على برتوكول جامعة الدول العربية، المتعلق بارسال بعثة المراقبين العرب، ووصول طلائعهم إلى دمشق، للاطلاع على حقيقة ما يحصل داخلها من أحداث، ووضع حد لقتل المدنيين واطلاق المعتقلين. وتتزايد في نفس الوقت اعداد النازحين السوريين نحو القرى اللبنانية القريبة من الحدود، وخصوصا منطقة وادي خالد، التي تقع فى اقصى شمال لبنان، وتضم الاغلبية الساحقة منهم، وحيث يتوزع الآخرون على العديد من البلدات القريبة من الحدود.

ويستمر تدفق اعداد متزايدة من العائلات السورية النازحة هربا من القمع والاعتقال، والجرحى الذين يسقطون جراء اطلاق النار على المتظاهرين، وخصوصا في مدينة حمص والمنطقة المحيطة بها، التي تحولت إلى المركز الرئيسي للانتفاضة المستمرة منذ حوالي العشرة أشهر حتى الآن ضد النظام. وأكد تلك المعلومات التقرير الأخير الصادر عن المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة خلال الأسبوع الماضي، الذي أشار إلى أن عدد النازحين السوريين إلى شمال لبنان وفق اما أبرزته لوائح السجلات الرسمية بلغ 4510 نازحين في وقت تواصلت عمليات أعمال إعداد الملاجئ والمساكن لهم بالتعاون مع الهيئة العليا للإغاثة التابعة لمجلس الوزراء. ويلفت التقرير إلى أن المفوضية والهيئة العليا للإغاثة التابعة للحكومة اللبنانية، ساعدت ما يقارب 9 آلأف نازح سوري منذ نيسان الماضي، وقد عاد بعضهم إلى سوريا ومعالجة حوالي 100 جريح في مستسفيات الشمال اللبناني خلال الأسابيع الاخيرة .

وتتجه أنظار النازحين نحو التطورات والأحداث السياسية، بعد توقيع النظام في سوريا على بروتوكول الجامعة العربية، والذين يرون في أغلبيتهم الساحقة، بأنه إحدى ألاعيب النظام ومراوغته من أجل اكتساب المزيد من الوقت، كي يتمكن من قمع المتظاهرين بشكل أعنف، ولانه يعلم كما يقول النازح في مركز “الرامة” للنازحين في شمال لبنان أحمد حلوم بأنه إذا تمكن المراقبون العرب من منع اجهزة النظام من إطلاق النار على المتظاهرين، فإن الناس ستخرج بالملايين للمطالبة بإسقاطه.

ويضيف حلوم قائلا:” إن الانشقاقات في صفوف الجيش تتزايد والتظاهرات تمتد الى مناطق جديدة وقد وصلت الى قلب العاصمة دمشق، وخصوصا حي الميدان الذي انطلقت فيه قبل أيام تظاهرة فاق عدد المشاركين فيها 50 ألف مواطن” .

ويؤكد النازح الآخر في المركز محمود قليش انعدام ثقة بالنظام، آملا أن يشكل قدوم المراقبين العرب، فرصة تسمح للنازحين بالعودة الى المناطق التي غادروها، ويسجل في نفس الوقت عتبه لعدم استقبال العائلات السورية النازحة الى لبنان، كما استقبل الشعب السوري العائلات اللبنانية التي نزحت الى سوريا، خلال حرب تموز 2006 مع اسرائيل. ويخص ابراهيم حزب الله بالنقد والعتب، ويعبر عن خيبة أمل كبيرة بسبب مواقف أمين عام الحزب حسن نصرالله، لوقوفه إلى جانب نظام مجرم وقاتل. ويتساءل كيف يعتبر الحزب بأن ما حصل في تونس ومصر والبحرين وليبيا ثورة، بينما يعتبر انتفاضة الشعب السوري مؤامرة أميركية – إسرائيلية؟ وينفي حصولهم على أي مساعدات مالية أو غيرها من تيار المستقبل في لبنان.

وتشكل المعاناة الشخصية للمتحدث الرسمي باسم لجنة المتابعة للنازحين السوريين في شمال لبنان، الشيخ عبد الرحمن العكاري، صورة مصغرة عن الآلام والمعاناة التي يكابدها الشعب السوري، جراء انتفاضته المتواصلة، حيث خسر عكاري زوجته وهي أم لثلاثة أطفال والتي قتلت قبل حوالي الاسبوعين برصاص وحدات حرس الحدود السوري “الهجانة”، في طريق عودتها من زيارة إلى أهلها في بلدة تلكلخ، واعتقال اثنين من أشقائه وهما الأكبر علي الذي سيحال قريبا إلى إحدى المحاكم العسكرية، والأصغرمحمد، دون أن يعرف شيئاًعن مصيره حتى الآن.

ويتناول عكاري في حديثه لـ “إيلاف”، مجمل الجوانب المتعلقة بقضية النازحين الى لبنان، ويعتبر أن التوقيع على بروتوكول الجامعة العربية يصب في مصلحة النظام لأنه جاء وفق شروطه، ويسأل: “هل يمكن إعطاء المهل لقاتل ومجرم لارتكاب المزيد؟”

ويشدد على استمرار وسلمية الثورة التي تهدف إلى إقامة دولة مدنية وتعددية تحفظ حق الجميع، ويلفت الى أن سوريا عصية على الحرب الاهلية، لأن تاريخها الحديث لم يشهد أي نوع منها، خصوصا اذا ما كانت الورقة الأخيرة التي يستخدمها النظام لإنقاذ نفسه من السقوط المحتم بما في ذلك تفجير السيارات المفخخة في الأحياء المكتظة بالسكان في قلب العاصمة دمشق كما حصل قبل يومين.

 ويشير عكاري إلى وجود معلومات لديه حول خطة لدى النظام في سوريا لإقحام النازحين الموجودين في لبنان وبأية وسيلة ممكنة لديه،  في مشكلات أو ربما جرائم يقوم بها أفراد من قبله، لإثارة الرعب والخوف في أوساطهم. ويطالب الأجهزة العسكرية والأمنية اللبنانية بتأمين الحماية لهم، من خلال وضع النازحين في مراكز معترف بها من قبل الدولة اللبنانية، وتخضع لحماية قواها الأمنية والتي يمكن أن تحصل داخل بعض المدارس على سبيل المثال، وحتى لو لم يتم ذلك تحت عنوان إنشاء مخيم للنازحين.

ويشدد عكاري على الالتزام الكامل للنازحين بالقوانين والانظمة المرعية الإجراء في لبنان، علما أن أي خروج جماعي من أي دولة إلى أخرى، بسبب القمع أو الكوارث يصنف لجوءا وفق القانون الدولي، وهو ما يضمن حقوقهم الإنسانية والذي لم يحدث حتى الآن من قبل الحكومة اللبنانية، وإن كانوا يحصلون على الحد الأدنى من حاجاتهم الغذائية كالحبوب والمعلبات، والذي يبقى خاضعا في الكثير من الاحيان للإمكانيات المالية المتوفرة لدى الجمعيات التي تساعد النازحين، ويؤدي في الكثير من الأحيان إلى نقص في حليب الأطفال والأدوية الضرورية على سبيل المثال.

 ويختم بأن النازحين يعيشون في منطقة أشبه ما تكون بسجن لا يستطعون مغادرته، لأنهم لا يملكون أي بطاقة تخولهم التجول وعدم التعرض للاعتقال من قبل القوى الأمنية، عند أول حاجز يحاولون عبوره.

إخوان سوريا يتهمون النظام بالتزوير.. وشيخ القراء للأسد: لا عقل ولا نظام

استمرار المظاهرات وسقوط 22 قتيلا برصاص الأمن * قوات الأسد تطوق حمص.. ودعوات للمراقبين العرب لزيارتها * الأمن يعتقل عشرات الضباط رفضوا أوامر بإطلاق النار

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم رام الله: كفاح زبون

أدان الإخوان المسلمون في سوريا «محاولات توريطهم» في التفجيرين اللذين وقعا في دمشق أول من أمس، واتهموا النظام باختلاق قصة تبنيهم للعملية لإبعاد الشبهة عن نفسه. ونفى المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا، رياض الشقفة، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، مسؤولية «الإخوان» عن التفجيرين، وقال: «أما البيان الذي نسب لـ(الإخوان) فهو بيان كاذب نشر على موقع مزور منسوب لـ(الإخوان)، فالعملية كلها من صنع النظام المجرم».

وفي تطور لافت، وجه شيخ قراء الديار الشامية، الشيخ كريّم راجح، رسالة هي الأولى من نوعها، إلى الرئيس السوري بشار الأسد، دعاه فيها إلى «إيقاف القتل والتعذيب بحق الشعب السوري». واعتبر الشيخ راجح، عبر كلمة مسجلة تم تحميلها على موقع «يوتيوب»، أن البلاد «تعيش من دون عقل ومن دون نظام. الذي يحدث من فوضى ليس من مصلحة السلطة». وبينما استمرت المظاهرات المناوئة للنظام عشية وصول 50 مراقبا عربيا إلى دمشق، قتل 22 مدنيا في العمليات العسكرية في أنحاء سوريا، حسبما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي دعا أمس بعثة المراقبين العربية للتوجه إلى مدينة حمص. وبحسب مسؤولي لجان الثورة، فإن «الوضع هناك صعب للغاية، وان النظام يطوقها بالدبابات والمدرعات». وقال مسؤول في لجان الثوار إن «الأمن السوري اعتقل في اليومين الماضيين العشرات من الضباط والعناصر الذين رفضوا تنفيذ الأوامر وإطلاق النار على المتظاهرين، وأن هناك نية لتصفيتهم».

إلى ذلك، خرجت حركة حماس، التي توجد قيادتها في دمشق، عن صمتها تجاه ثورة سوريا لأول مرة أمس، مبدية أسفها لهذا العدد من الضحايا في الشهور الماضية، ودعت إلى حل سياسي يحقن الدم السوري.

الإخوان المسلمون نافين مسؤوليتهم عن تفجيري دمشق: النظام يبحث عن جهة لتوريطها وإبعاد التهمة عنه

الشقفة لـ«الشرق الأوسط»: النظام أفرغ مركزي الأمن من عناصر الأمن وملأهما بالمعتقلين ثم قام بالتفجير

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم

نفى المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا، رياض الشقفة، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، مسؤولية «الإخوان» عن التفجيرين اللذين وقعا في دمشق أول من أمس، وقال: «وردتنا أخبار من سوريا أن النظام أفرغ مركزي الأمن من عناصر الأمن وملأهما بالمعتقلين ثم قام بالتفجير، فالضحايا كلهم من المعتقلين». وأضاف: «أما البيان الذي نسب لـ(الإخوان) فهو بيان كاذب نشر على موقع مزور منسوب لـ(الإخوان)، فالعملية كلها من صنع النظام المجرم هدفها تعطيل مهمة المراقبين».

من جهته، قال فاروق طيفور، نائب المراقب العام للإخوان المسلمين، لـ«الشرق الأوسط»، إن البيان الذي صدر على أنه من «الإخوان» ويعلن تبنيهم للاعتداء، هو «من فبركات النظام». وقال طيفور: «في البداية اتهم النظام (القاعدة)، والآن يتهم (الإخوان) في محاولة منه للبحث عن جهة أخرى لتوريطها، وإبعاد التهمة عنه». واعتبر طيفور أن «هذا البيان هو نوع من الحرب ضد (الإخوان) كان قد بدأها النظام منذ فترة طويلة، لتشويه صورتنا لدى الشعب الثائر في وجه الظلم والاستبداد والفساد في كل أرجاء سوريا».

وكان البيان الذي نشر على «الموقع المستحدث» لـ«الإخوان»، قد أشار إلى أن «إحدى كتائب (الإخوان) الجهادية، حزب السنة الغالبون، هي التي تمكنت من استهداف مبنى إدارة أمن الدولة في كفرسوسة في عاصمة الأمويين في دمشق بعملية ناجحة نفذها 4 استشهاديين».

وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد أصدرت بيانا أدانت فيه التفجيرين، معتبرة أن النظام أقدم على افتعال حفل استقبال دموي للمراقبين العرب، للتغطية على أخبار الحراك الأسبوعي الذي يعم كل المناطق السورية.

واعتبر البيان أن «تأخير التلفزيون السوري أكثر من ساعة في نقل مشاهد التفجيرين حتى يقوم المخرج المسرحي بوضع لمساته الأخيرة على المشهد الدموي المفتعل».

ولفت البيان إلى «أن الاتهام الذي وجهه النظام لـ(القاعدة) هو بهدف القول للغرب (إن عدونا مشترك)، وكانوا قد روجوا، عن طريق أنصارهم في لبنان، أن إرهابيين من تنظيم القاعدة، تسللوا إلى سوريا، عن طريق منطقة عرسال. وهذا يعني أن الجريمة المفتعلة قد تمت مع الإعداد المسبق لها».

وأضاف: «إننا في جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، نحمل النظام مسؤولية كل قطرة دم تسقط على الأرض السورية، ونصر على التمسك بسلمية ثورة شعبنا وأهدافها. كما أننا ندعو الجامعة العربية والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتهما في حماية المدنيين الذين يطالبون بالحرية والكرامة. ونرفض ربط ثورة شعبنا الوطنية بأي إطار عالمي أو إقليمي، وبأي تنظيم أو دولة أو مشروع غير مشروعنا الوطني السلمي ونرفض الانجرار إلى خنادق الفتنة التي يحفرها النظام».

وكانت وزارة الخارجية السورية أكدت وجود «بصمات تنظيم القاعدة» في الاعتداءين. وتأتي هذه التفجيرات، غير المسبوقة منذ بدء حركة الاحتجاج على نظام الرئيس بشار الأسد في منتصف مارس (آذار) الماضي غداة وصول طلائع بعثة المراقبين العرب إلى سوريا برئاسة المسؤول في الجامعة العربية سمير سيف اليزل لتسوية المسائل اللوجيستية والتنظيمية.

السوريون يشيعون قتلى الجمعة والأمن يفتح عليهم النار.. ومقتل 22 مدنيا بينهم 4 أطفال

ناشط من حمص: قصف يومي.. والشبيحة يقتلون الأبرياء ويضعون جرائمهم في رقبة العلويين الشرفاء

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب

قتل أمس 22 مدنيا في العمليات العسكرية في أنحاء سوريا، حسبما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي دعا أمس بعثة المراقبين العربية للتوجه إلى حمص، التي تعيش في هاجس اقتحامها، وتشهد أعمال عنف متصاعدة.

وقال المرصد إن بين القتلى الـ22 الذي سقطوا أمس، أربعة أطفال، وأضاف: «في مدينة حمص استشهد ستة مواطنين في حيي بابا عمرو والبياضة بينهم طفل وطفلة، كما استشهد أربعة شبان من مدينة حولة اعتقلوا بعد منتصف ليل الجمعة السبت في حي البستان بكفرلاه (الحولة)، وعثر على جثامينهم في شوارع مدينة الحولة، وفي بلدة تلبيسة استشهد مواطن متأثرا بجراحه، وفي مدينة القصير عثر على جثماني مواطنين اثنين اختطفتهما قوات الأمن صباح اليوم (أمس) بعد إصابتهما بجراح». وتابع: «في محافظة درعا استشهد بعد منتصف ليل الجمعة السبت ثلاثة مواطنين، بينهم طفل، متأثرين بجراح أصيبوا بها الجمعة، واستشهد آخران بإطلاق الرصاص على مشيعي الشهداء».

وأشار إلى أنه عثر في بلدة خربة غزالة بمحافظة درعا، «على مواطن مقتولا بعد اعتقاله فجرا من قبل قوات الأمن السوري». وقال المرصد إن مدينة تل رفعت شمال مدينة حلب، شيعت أمس «جثمان فتاة استشهدت بإطلاق رصاص عشوائي شمال مدينة سراقب بمحافظة إدلب، التي استشهد فيها طفل يبلغ من العمر 10 أعوام متأثرا بجراح أصيب بها يوم أول من أمس خلال إطلاق رصاص». وأضاف: «في مدينة معرة النعمان وفي حي السيدة زينب بريف دمشق، استشهد مواطن وأصيب 15 مواطنا بجراح إثر إطلاق الرصاص على مشيعي مواطن».

وذكر المرصد من جهة أخرى أن قوات عسكرية كبيرة ترافقها دبابات وناقلات جند مدرعة «اقتحمت» بلدة بصر الحرير ومنطقة اللجاة في محافظة درعا. وأضاف المرصد أن هذه القوات «تبحث عن عشرات الجنود المنشقين المتوارين في تلك المنطقة»، معربا عن خشيته من أن «يكون مصيرهم مصير عشرات الجنود المنشقين الذين قتلوا يوم الاثنين الماضي في جبل الزاوية بعد محاصرتهم قرب بلدة كنصفرة».

وحمص وريفها، بدا الوضع الميداني على الأرض أكثر تصعيدا، في ظل المعلومات الواردة من حمص عن تطويق الدبابات والمدرعات لعدد من أحيائها وقصفها، وعزم القوات السورية على اقتحام حي بابا عمرو، مما ينذر بوقوع مجزرة كبيرة.

وبحسب مسؤولي لجان الثورة، فإن الوضع في حمص صعب للغاية، وهو ما أعلنه المسؤول في لجان الثوار أيمن الحمصي، الذي قال: «إن منطقة بابا عمرو مطوقة بالكامل منذ ثلاثة أيام، وقد شدد الجيش السوري الطوق عليها (أمس) بالدبابات، في حين لجأ إلى مداهمة المنازل الواقعة على أطراف هذه المنطقة واعتقل معظم سكانها». وأكد الحمصي لـ«الشرق الأوسط»، أن «القوات السورية النظامية قصفت ليل أمس (أول من أمس) أحد لعائلة من آل الزعبي بصاروخين، ما أدى إلى استشهاد عائلتين، واحدة مكونة من أب وأطفاله الثلاثة، والثانية رجل وزوجته وولدهما». وسأل «أين بعثة جامعة الدول العربية مما يجري في حمص وما يحضر لها؟ وكيف لنا أن نتصل بها ونبلغها حقيقة ما يجري؟»، مشيرا إلى أن «النظام السوري لن يسمح للبعثة بالدخول إلى المناطق المنكوبة في حمص وغيرها، ولن يعطيها حرية التنقل حتى لا تشاهد جرائمه بالعين المجردة».

وقال: «تعيش حمص، وتحديدا مناطق بابا عمرو وباب السباع ودير بعلبة، وضعا مأسويا، إذ يستهدفها القصف بشكل يومي، ولا ينفك النظام وشبيحته في العمل على إثارة الفتن الطائفية بين السنة والعلويين، وقد اكتشفنا مؤخرا أن الشبيحة يقتلون الأبرياء ويضعون جرائمهم برقبة العلويين الشرفاء، كما أن الشبيحة يلبسون ثياب البدو ويقتلون أشخاصا علويين على الهوية ليقال إن السنة يقتلونهم، والهدف من ذلك إشعال الفتنة والاقتتال بين أبناء المنطقة الواحدة». وتحدث عن معلومات وردت إلى الثوار تفيد بأن «الأمن السوري اعتقل في اليومين الماضيين العشرات من الضباط والعناصر الذين رفضوا تنفيذ الأوامر وإطلاق النار على المتظاهرين، وأن هناك نية لتصفيتهم، ومن ثم إطلاع البعثة العربية على جثثهم والزعم بأن المجموعات الإرهابية قتلتهم».

ولفت إلى أن حمص «تتعرض لعقاب بربري، إذ إن الكهرباء مقطوعة منذ أربعة أيام، بعدما أقدم عناصر أمن النظام على ضرب محولات الكهرباء وتقطيع الكابلات وقطع المياه والهاتف عن المدينة وأحيائها كعقاب جماعي». ورأى أن «الجرائم التي تصور وتبث على الإعلام لا تحتاج إلى لجان عربية ودولية لإثبات وحشية هذا النظام». وأبدى خشيته من أن «يقدم أمن النظام وشبيحته على قتل أعضاء البعثة العربية أو البعض منهم وإلصاق هذه الجريمة بالثوار أو من يسمونهم إرهابيين».

إلى ذلك فإن الصورة في مدينة القصير (محافظة حمص) القريبة من الحدود اللبنانية، تبدو سوداوية أيضا وفق ما أعلن ناشطون هناك، بحيث أفاد المسؤول في تنسيقية القصير أبو فادي، بأن المدينة «تتعرض للقصف بالقذائف الصاروخية والرشاشات». وأشار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «بعض الشهداء ما تزال جثثهم على الأرض ويمنع على الناس سحبها لدفنها». وقال: «هناك ستة شهداء ما زالت جثثهم ملقاة منذ ثلاثة أيام قرب حاجز للجيش السوري إلى جانب مزرعة كاسوحا، عند المدخل الشرقي للقصير، واليوم (أمس) حاول عدد من الشباب التسلل لسحب الجثث فتعرضوا لإطلاق نار، ما أدى إلى جرح ثلاثة منهم وهم كتيبة العتر ومحمد العتر وحمادة الزهوري، وقد نقل هؤلاء الجرحى إلى لبنان عن طريق عرسال (البقاع اللبناني) لمعالجتهم»، كاشفا عن «تعرض القصير لمداهمات أسفرت في الساعات الأخيرة عن اعتقال 35 شخصا، بينهم رجال طاعنون في السن». ورأى أن «السبب في حملة الاعتقالات الجديدة هو أن يعمد النظام إلى إطلاق سراح دفعة منهم، ليظهر أمام اللجنة العربية أنه أفرج عن معتقلي الثورة ووفى بالتزاماته».

مجلس الأمن يدين الاعتداء في دمشق.. وبان يدعو لتغيير سياسي شامل في سوريا ويعزي أهالي الضحايا

إيران تعتبر الاضطرابات تهديدا للبلدان في المنطقة.. وتشييع قتلى التفجيرين يتحول إلى مسيرة مؤيدة للنظام

جريدة الشرق الاوسط

لندن – نيويورك: «الشرق الأوسط»

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «بالغ قلقه» إزاء تصاعد أعمال العنف في سوريا، وأدان مجلس الأمن الدولي التفجيرين في دمشق أول من أمس «بأقسى العبارات» ووصفهما بأنهما «هجومان إرهابيان». وقدم «تعازيه الصادقة إلى ضحايا هذه الأعمال الشنيعة وإلى عائلاتهم وإلى الشعب السوري». وعادة يوجه مجلس الأمن تعازيه إلى حكومة البلد الذي يتعرض لهذا النوع من الاعتداءات.

ووفقا لبيان صدر في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة دعا بان إلى إنهاء فوري لإراقة الدماء وحث الحكومة السورية على تنفيذ مبادرة السلام التي تقدمت بها الجامعة العربية. وتابع البيان: «يحث الأمين العام على الحاجة إلى عملية شاملة وموثوق بها وشرعية بقيادة سوريا لتغيير سياسي شامل يتعامل مع الطموحات الديمقراطية للشعب السوري». وأضاف في بيان: «الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره يمثل أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن العالميين، وأي أعمال إرهابية جريمة غير مبررة بصرف النظر عن الدافع وعمن يرتكبها وفي أي مكان أو زمان ترتكب».

ويطالب مسؤولون أوروبيون وأميركيون مجلس الأمن بفرض حظر على السلاح وعقوبات أخرى على سوريا بسبب حملتها ضد الاحتجاجات المناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد، والتي يقول مسؤولون من الأمم المتحدة إنها أسفرت عن سقوط خمسة آلاف قتيل.

وتقول الدول الغربية إن قوات الأمن الحكومية مسؤولة عن معظم أعمال العنف، ولكن روسيا وهي حليف قديم لدمشق تريد أن يكون أي قرار غير متحيز. وصرح فيتالي تشوركين سفير روسيا لدى الأمم المتحدة في نيويورك بعد أن تقدمت روسيا بمسودة قرار معدلة لمجلس الأمن: «إذا كان الطلب هو التخلي عن كل إشارة إلى العنف الصادر عن المعارضة المتطرفة فهذا لن يحدث. إذا كانوا يتوقعون منا فرض حظر على السلاح فهذا لن يحدث. نعرف ما يعنيه فرض حظر على السلاح هذه الأيام، فهو يعني أن لا نستطيع توريد أسلحة إلى الحكومة ولكن يمكن للجميع الآخرين توريد أسلحة إلى جماعات المعارضة المختلفة، ورأينا ذلك في ليبيا».

وقال بيتر فيتيش سفير ألمانيا لدى الأمم المتحدة إن أحدث مسودة قرار روسية لم تذهب إلى مدى بعيد بما يكفي لتلبية مطالب الدول الغربية. وأضاف: «نريد وضع ثقل المجلس وراء الجامعة العربية. هذا يتضمن مطالب الإفراج عن السجناء السياسيين ويتضمن إشارة واضحة لمحاسبة الذين ارتكبوا انتهاكات لحقوق الإنسان». ويستخدم الأسد الدبابات وقوات الجيش لإخماد احتجاجات مستمرة منذ تسعة أشهر، واستلهمت ثورات الربيع العربي التي اندلعت هذا العام. لكنّ تفجيرَي أمس يشيران إلى تصعيد كبير.

إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن إيران «أدانت بشدة» الاعتداءات الانتحارية، وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان أن «التهديدات الموجهة إلى الأمن القومي في سوريا والاضطرابات التي يسعى الأعداء إلى التسبب في حصولها ليست تهديدا للسوريين فقط، بل للبلدان الأخرى في المنطقة أيضا».

من جهته أدان الرئيس العراقي جلال طالباني أمس الاعتداء الانتحاري المزدوج في دمشق، داعيا إلى تعاون أكبر على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية «لمحاصرة قوى الجريمة». وقال طالباني في بيان نشر على موقع الرئاسة العراقية إنه يدين «بشدة الأعمال الإجرامية التي طالت مدينة دمشق».

وأكد أن «هذا السلوك الإرهابي الذي كان العراقيون وما زالوا يعانون من جرائمه واعتداءاته على كل الحرمات… هو خروج على كل الأعراف والقيم والشرائع». وتقدم طالباني «بأحر تعازيه إلى العائلات السورية المنكوبة، متمنيا للجرحى الشفاء العاجل، وللشعب السوري الخير والسلام»، من دون أن يذكر الحكومة السورية أو نظيره السوري بشار الأسد.

وفي دمشق شارك آلاف الأشخاص أمس في الجامع الأموي بالعاصمة السورية في تشييع قتلى التفجيرين، وقد صلى المشاركون في داخل الجامع الأموي أمام النعوش التي لفت بالأعلام السورية، بينما احتشدت خارجه جموع حملت أعلاما طبعت عليها صورة الرئيس بشار الأسد وأعلام حزب البعث الحاكم في سوريا.

وتولى عناصر من الشرطة ومدنيون مسلحون حماية المحتشدين، وقرأ وزير الأوقاف السوري عبد الستار السيد في الجامع بيانا مشتركا أصدره رجال دين مسيحيون ومسلمون.

وقالت وكالة «رويترز» إن الجنازات تحولت إلى مسيرات مؤيدة للأسد طالب فيها المشيعون بالثأر وأدانوا وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي كانت بلاده من حلفاء سوريا ثم أصبحت من أشد منتقدي نظام الأسد. وردد المشيعون الذين حملوا صورا للأسد ورفعوا الأعلام السورية هتافات تطالب برأس الشيخ حمد إلى جانب الهتاف التقليدي «بالروح.. بالدم.. نفديك يا بشار»، و«الله.. سوريا.. وبشار وبس». وقالت «رويترز» إن الكثير من النعوش كان بلا اسم حيث كان القتلى من المجهولين.

وندد رجال الدين بـ«الاعتداءات الإجرامية التي وقعت الجمعة… وبعمليات القتل والتدمير والتخريب التي ارتكبت (في إطار) مؤامرة خطرة مدبرة ضد سوريا». وأضاف البيان: «نطلب من الشعب السوري أن يدرك أن سوريا مستهدفة». وقال رجال الدين: «نؤكد أننا نقف مع الشعب السوري في مواجهة المؤامرة. نرفض كل أنواع التطرف الذي تشكله المنظمات الإرهابية». ودعا رجال الدين الجامعة العربية والأمم المتحدة إلى «تحمل مسؤولياتهما».

شيخ قراء الشام للأسد: سوريا أقوى من كل واحد يحكمها.. والتعذيب والقتل لا يسكتان الشعب

دعا الأسد للاحتكام للعقل وقال إن البلاد تعيش من دون عقل ومن دون نظام

جريدة الشرق الاوسط

وجه شيخ قراء الديار الشامية الشيخ كريّم راجح رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، دعاه فيها إلى «الاحتكام للعقل، وإيقاف القتل والتعذيب بحق الشعب السوري». واعتبر أن البلاد «تعيش من دون عقل ومن دون نظام، الذي يحدث من فوضى ليس من مصلحة السلطة»، مشيرا إلى أن سوريا «أقوى من كل واحد يحكمها، ودم مسلم أفضل من كل الرئاسات والمناصب».

كلام راجح جاء عبر كلمة مسجلة تم تحميلها على موقع «يوتيوب»، حيث تداولها الناشطون السوريون في اليومين الماضيين بشكل واسع. كما قامت معظم مواقع المعارضة السورية بنشرها على صفحاتها. الرسالة التي وصفت بأنها الأولى من نوعها، التي توجه إلى الأسد من رجل دين يقيم داخل سوريا، منذ بدء الانتفاضة السورية. بدأها الشيخ الثمانيني بتوجيه كلام مباشر للأسد قائلا «عندما تكون أنت عبدا لله يسخر لك عباده، وعندما تستعصي على الله، فإن الله تعالى يجعل الذين هم في طاعتك يستطلون عليك، دائما معصيتك الله تؤدي إلى معصية الناس لك، ولو كنت رئيسا، أو ملكا، أو ما كنت لأنه يجب أن تربطها مع الله أولا».

وتابع الشيخ «الشيء الذي يحصل الآن ليس من مصلحة الرئيس ولا من مصلحة الأمة، ولا من مصلحة سوريا، ولا من مصلحة البلد، هذا الذي يحصل الآن في البلد جنون، انقلبت دمشق إلى مشفى للمجانين، الآن البلد تعيش بلا عقل بلا نظام». وتمنى راجح على «العقلاء الذين بيدهم أن يفقهوا، أن يفقهوا»، مشيرا إلى «أن هذا الشيء الذي يحصل يسير بنا إلى الدمار، كأننا نتبارى ونظن أننا بالقمع وبالضرب وبالقتل والتعذيب يمكن أن يسكت الشعب، أن أحب أن أقول للسلطة، هذا التعذيب وهذه الأعمال لا تُسكت الشعب، نحن نصب على النار وقودا، فالنار تزداد، وتزداد، حتى تعم البلد كله».

ولفت الشيخ الذي طلب نشر رسالته وإبلاغها إلى أصحاب الشأن إلى أنه حين «قامت بدرعا، لو أننا قتلناها في أرضها لانتهى كل شيء، كان يجب أن تنتهي بالعقل والفكر، وبأهل الرأي والحل والعقد ليس أن تنتهي بالدبابات والطائرات، هذا العمل خطأ». وتابع «أنا أقول هذا الكلام للرئيس ولمن حول الرئيس، وللجيش، وللأمن والشبيحة، هذا الأمر يعود عليكم بالضرر، أنا أقولها بصراحة، كل رصاصة توجه إلى الشعب، توجه أضعافها إلى الدولة، فليأخذوا حذرهم ولا تستطيع الدولة مهما كانت عظيمة، أن تحكم شعبا مرغما، الشعب أقوى من الدولة، سوريا أقوى من كل واحد يحكمها».

وختم راجح رسالته بالقول: «دم مسلم واحد أفضل من كل الحكم، وأفضل من كل الرئاسات، وأفضل من كل شيء، هذا ما أردت أن أقوله وأنا قاصد أن أقوله، وقاصد أن يسمع، وأسأل الله أن يكون في كلامي النصح، أنا ما تكلمت كلمة وأنا أريد أن أضرب هذا أو أقضي على هذا، وإنما أردت النصيحة لله».

ويعد الشيخ كريّم راجح، كبير قراء الديار الشامية، أحد أبرز دعاة التيار الوسطي في الإسلام. له عدد كبير من التلاميذ، حيث اتخذ موقفا مساندا للشعب السوري منذ بداية الاحتجاجات، موجها انتقادات لاذعة للأمن والشبيحة، عبر منبر جامع الحسن وسط حي الميدان في دمشق، الأمر الذي دفع النظام السوري إلى منعه من الخطابة.

العربي يؤكد أن تفجيرات دمشق لن توقف مهمة المراقبين.. ووصول مجموعة من 50 مراقبا غدا

الدابي: البعثة ليس هدفها حل المشكلة لكن تهدئة الأوضاع للوصول لحل

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: صلاح جمعة وسوسن أبو حسين بيروت: كارولين عاكوم

ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بالتفجيرين اللذين وقعا في دمشق أول من أمس، وتسببا بمقتل وجرح نحو مائتي شخص، وتوجه الأمين العام في بيان له أمس بالتعازي والمواساة لأهالي الضحايا ولعموم الشعب السوري، مؤكدا في الوقت نفسه أن مثل هذه التفجيرات التي وصفها بـ«الإجرامية» لن تمنع بعثة مراقبي الجامعة العربية من القيام بالمهام الموكلة إليها بموجب خطة العمل والبروتوكول الموقع مع الحكومة السورية في هذا الشأن.

وشدد العربي على ضرورة الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والقتل ومن أي مصدر كان في جميع أنحاء سوريا، وعلى ضرورة سحب جميع المظاهر المسلحة من المدن والقرى والأحياء السكنية التي تشهد المظاهرات وحركات الاحتجاج السلمية، معربا عن قلقه من توارد الأنباء حول تزايد أعمال العنف في حمص أيضا.

إلى ذلك، بحث العربي في مقر الجامعة أمس الترتيبات النهائية الخاصة بعمل لجنة المراقبين العرب في سوريا، والتقى برئيس بعثة المراقبين الفريق أول الركن أحمد محمد مصطفى الدابي، قبيل توجه الدابي على رأس وفد من الخبراء العرب إلى سوريا لمتابعة الوضع الميداني.

ويعد هذا هو اللقاء الثاني بين العربي والدابي خلال يومين، وقال الدابي عقب اللقاء إنه تبادل مع الأمين العام الأفكار حول المهمة المكلفة بها البعثة لتنفيذ البروتوكول، موضحا أن عدد أفراد البعثة بالتحديد يتوقف «على حجم التهديد الموجود على الأرض، وبناء على الواقع الميداني الذي سنرصده»، مشيرا إلى أن بقية أعضاء البعثة سيبدأون في التوجه إلى سوريا بدءا من صباح (الاثنين)، مؤكدا أن مدة البروتوكول الذي ينظم عمل البعثة شهر قابل للتجديد، وقال «نسأل الله ألا يُجدد».

وحول ما إذا كان تحرك أفراد البعثة يستلزم استئذان السلطات السورية أولا أم لا، رد الدابي: «إن الاتفاق ينص على عدم الحاجة إلى تأشيرات أو خلافه، والجامعة العربية تقوم بدورها مع السلطات السورية في هذا الصدد». وفيما يتعلق بقدرة البعثة على حل الأزمة، قال الدابي: «إن البعثة ليس هدفها حل المشكلة لكن تهدئة الأوضاع للوصول لحل للمشكلة»، مضيفا أن توجيهات الأمين العام للجامعة العربية للبعثة «أن نعمل بكل ما أوتينا من قوة على تنفيذ البروتوكول»، وأنه أجرى اتصالات مع رئيس الوفد السفير سمير سيف اليزل الأمين العام المساعد للجامعة العربية حول مهمة الوفد للتحضير لوصول البعثة. وشدد الدابي على أنه «دائما متفائل» وقال: «لا أظن أن تفجيرات المقار الأمنية السورية التي وقعت أول من أمس ستحدث معوقات لأداء البعثة بأي شكل من الأشكال».

ومن المتوقع أن تسافر المجموعة الأولى من نحو 50 مراقبا إلى سوريا يوم غد الاثنين. ومع ارتفاع عدد القتلى بعد أن نشرت سوريا قوات ودبابات لكبح الاحتجاجات المناهضة للحكومة حثت الدول العربية دمشق على السماح بدخول فريق من نحو 150 مراقبا البلاد لتقييم ما يحدث على الأرض.

ولكن بعد يوم من وصول مسؤولين من الجامعة العربية للإعداد لوصول فرقة المراقبين هز تفجيران انتحاريان دمشق وأسفرا عن سقوط 44 قتيلا في أدمى أعمال عنف بالعاصمة منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مارس (آذار). وكان التفجيران اللذان وقعا أمس في دمشق بمثابة تصعيد في أعمال العنف التي تلقي السلطات السورية باللوم فيها على مجموعات مسلحة تقول إنها قتلت 2000 من الجنود وقوات الأمن هذا العام. وتقول الأمم المتحدة إن حملة الأسد لكبح الاحتجاجات أسفرت عن سقوط خمسة آلاف قتيل. ووافقت حكومة الأسد بداية نوفمبر (تشرين الثاني) على مبادرة تطالب بإنهاء العنف وسحب القوات من المناطق السكنية والإفراج عن السجناء وبدء حوار مع المعارضة.

وماطلت الحكومة لستة أسابيع قبل التوقيع في نهاية الأمر يوم الاثنين الماضي على بروتوكول بعثة المراقبين العرب.

من جهتها، أكّدت بسمة القضماني، عضو المجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط» حصول المجلس على معلومات تشير إلى «محاصرة النظام السوري لفريق المراقبين في الفندق، منذ وصولهم إلى دمشق ومنعهم من التنقّل بحرية، الأمر الذي أدّى إلى مغادرة بعضهم سوريا احتجاجا على الطريقة التي يعاملون بها من قبل النظام». وأضافت: «رغم أنّ الجامعة العربية نفت هذا الأمر، لكن عدم ورود أي معلومات حول عمل المراقبين أو زيارتهم للمناطق التي تشهد عمليات قمع، تدلّ على أنّ هذه المعلومات صحيحة، لا سيّما أنّنا كنّا قد طلبنا من بعثة المراقبين أن تتوجّه إلى حمص بعد ما ورد إلينا من معلومات عن تحرّكات عسكرية لاقتحامها، لكن هذا الأمر لم يتمّ». ولفتت إلى أنّ المعلومات الواردة من سوريا تفيد بأنّ زيارة المراقبين للمناطق السورية، والتي تتمّ تحت إدارة النظام، قد اقتصرت لغاية الآن على موقع الانفجارين ومظاهرة مؤيّدة للرئيس بشار الأسد».

من جهة أخرى، تعتبر قضماني أنّ عمل بعثة المراقبين في سوريا كان يشوبه الغموض منذ اللحظة الأولى للتوقيع على البروتوكول «الذي لم نعرف مضمونه التفصيلي ولا شروطه، كذلك، في ظلّ تأكيد الجامعة أنّه لم يتم تعديله من جهة، وتأكيد النظام أنّه لم يوقّع عليه إلا بعد التعديل، وبالتالي لا نعرف على أي أساس يتحرّك المراقبون على الأرض». من هنا ترى قضماني أنّ «ما يقوم به النظام اليوم، لا سيّما في تعامله مع بعثة المراقبين، هو محاولة منه للضغط على الجامعة العربية للتعديل على بنود البروتوكول بما يناسب شروطه».

عبد الله تركماني: متيقنون من أن الأسد سيتلاعب على البروتوكول العربي

عضو المجلس الوطني السوري: عزلة النظام قد تدفعه إلى خيار شمشون ونؤمن بأنه سيتفكك

جريدة الشرق الاوسط

تونس: نادية التركي

عبر عبد الله تركماني عضو المجلس الوطني السوري عن يقينه من أن نظام الأسد سيتلاعب على البروتوكول العربي، وأن نجاح الورقة العربية شبه مستبعد، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن المعارضة السورية تطلب تدخل المجتمع الدولي في سوريا عبر مؤسساته المدنية ومنظماته الإنسانية، وإنه إذا ما تم تدخل عسكري خارجي يوما ما واستخدمت القوة فإن سلوكيات النظام هي التي ستكون مسؤولة عن هذا الأمر.

وقال تركماني إن نهاية الأسد محققة وإنه يرى سيناريوهات مختلفة لها، واستبعد الباحث السوري في الشؤون الاستراتيجية صعوبة أن يقع التغيير من داخل النظام، لكنه رجح أن الخناق الذي تضربه الثورة السورية حول الأسد سيؤدي إلى تفكك النظام وسيصنع مرحلة انتقالية في سوريا نحو نظام جديد.

وفي تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أعرب الناشط السوري المقيم في تونس عن تخوفاته من السيناريوهات السلبية وقال: «وهذا ما لا نتمناه وهو الحرب الأهلية واللعب على المسألة الطائفية والتي ستكون مدمرة».

وبين المعارض السوري أنه يتفهم مسألة جيش سوريا الحرة، وأنه لا مشكلة في تكون الجيش الوطني السوري المتكون من عناصر الجيش المنشقة وأن وجوده لا يعني تشجيعهم على أن تتحول الثورة إلى مسلحة، بل يحرصون على تواصل الثورة السورية بشكلها السلمي.

وعن الموقف التركي من سوريا قال تركماني «الإخوة الأتراك رغم انزعاجهم من الوضع السوري واحتضانهم اللاجئين، لكن لهم حساباتهم خاصة بالنسبة للتركيبة الإثنية في تركيا، فإذا تدخلوا عسكريا في سوريا سيسبب حراكا كرديا وكذلك المسألة العلوية ولكن يمكن أن يتدخلوا أو يكونوا رأس حربة خاصة إذا كان التدخل تحت مظلة عربية». وأضاف «حتى علاقاتهم مع إيران يضعونها في حساباتهم فإيران لن ترضى على الإطلاق بتدخل». وعن العلاقات التركية الإيرانية قال الباحث إن هناك «تعاونا وتنافسا لم يصل بعد لصراع».

وحول علاقة إيران بسوريا بين تركماني أنهما في تحالف استراتيجي منذ عهد حافظ مستمر إلى الآن واستدرك «ولكن الإيرانيين بشكل عام كلما أحسوا بأوراق النظام تضعف يفكرون ببديل. وتم لقاء رسمي مع سوريين معارضين في السفارة الإيرانية في باريس، وإيران بغض النظر من موقفها كدولة تبحث عن مصالحها لا يمكن أن تبقي بيضها في سلة النظام السوري إلى الأبد، وهي أيضا تسعى لأن تربط خيوطا من خلال مثل هذه اللقاءات بتنسيق محادثات عبر إيران لتكون وسيطا لها مع المعارضة».

وعبر المعارض السوري عن يقينه من أن سوريا المستقبل لن تكون كما سوريا الماضي، وقال: «نتمنى الانتقال الديمقراطي وتحقيق المساواة بين العرب والأكراد والعلويين والدروز حقوقا وواجبات». وأضاف: «نحن نحرص أن تكون سوريا المستقبل دولة الأحرار ومركز استقرار وأمن في الشرق الأوسط وتمد يدها لإخوانها وتلتزم بتعهداتها الدولية وأن لا تكون عنصر توتير في الشرق الأوسط».

وعن أهم الاتفاقات التي حققها مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد في تونس الأسبوع الماضي قال تركماني لـ«الشرق الأوسط» التي التقته في تونس «أولا توسع عدد أعضاء المجلس لـ250 عضوا بعد أن كانوا 150، وفتحت آفاق لزيادات تقدر بـ25%، كما تم الاتفاق على زيادة عدد النساء، فالمرأة السورية مشاركتها كبيرة ولها دور كبير في الحراك الشعبي والتنسيقيات، كذلك دار لغط كبير حول الجيش الوطني الحر، واتفقنا أنه ظاهرة طبيعية رغم تمسكنا بسلمية الثورة ورأينا أن وجودهم لا يحرف الثورة عن سلميتها هم رفضوا أوامر إطلاق النار على شعبهم وقرر المجلس التنسيق مع الجيش الحر. وطرح علينا موضوع كيفيات البحث عما يساعد المدنيين، وإعلان بيان مؤتمرنا تزامن مع بروتوكول الجامعة العربية واعتبرنا إمضاءه خدعة». وأضاف: «لسنا متخوفين من تدخل المجتمع الدولي خاصة الأمم المتحدة ونحن مع التدخل المكثف بمنظماته الإنسانية لحماية المدنيين السوريين وسحب الدبابات والشبيحة والمسلحين والسماح بالتظاهر السلمي لتظهر حقيقة النظام السوري وفرض التغيير الديمقراطي».

وقال أيضا إن السمة الرئيسية هي البحث عن كل الكفاءات السورية بغض النظر هي من خارج أو من داخل المجلس. وعن مستقبل الثورة قال تركماني «في الحقيقة نحن المهتمين بالشأن العام نعرف بنية النظام، ونحن كنا نقدر أن شعبنا لا بد أن يثور وكنا على يقين أن البنية الأمنية للنظام السوري ستؤدي إلى خسائر، وبما أن شعبنا حطم جدار الخوف فلا يمكن لنا التراجع، ونحن نعتقد أن الخطة البيانية لموازين القوى هي لصالح ثورتنا، والنظام يعيش عزلة حتى قاعدته الاجتماعية تتقلص. هذه العزلة قد تدفعه إلى خيار شمشون ونحن نؤمن بأنه سيتفكك وأن قوى مؤتلفة معه ستتركه».

وزير الداخلية اللبناني لـ«الشرق الأوسط»: لا معلومات رسمية عن وجود «القاعدة» في لبنان

بعد إعلان السلطات السورية تلقيها معلومات من لبنان عن تسلل عناصر التنظيم إلى سوريا

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب

يسود الترقب والحذر الساحة اللبنانية، في ظل الوضع المتفجر في سوريا والتخوف من انعكاس ذلك على لبنان، لا سيما بعد التطور الدرامي المتمثل بالتفجيرين اللذين استهدفا مركزين أمنيين في دمشق، واللذين جاءا بعد ساعات قليلة على إعلان السلطات السورية تبلغها من الحكومة اللبنانية تسلل عناصر من تنظيم القاعدة من لبنان وتحديدا من بلدة عرسال البقاعية إلى الأراضي السورية. ورغم نفي مراجع أمنية لـ«الشرق الأوسط» صحة هذه المعلومات، فإن هذا النفي لم يحجب القلق المتزايد مما إذا كان ضخ مثل هذه الروايات مؤشرا إلى أي تطور أمني مرتقب.

وأوضح وزير الداخلية اللبناني مروان شربل، أنه «لا معلومات رسمية عن وجود عناصر لـ(القاعدة) في لبنان، لكن تبلغنا من وزير الدفاع خلال جلسة مجلس الوزراء بوجود مثل هؤلاء العناصر في منطقة عرسال». وقال شربل لـ«الشرق الأوسط»: «إن وزير الدفاع تحدث عن معلومات توفرت له وليس عن ضبط عناصر من (القاعدة)، لا سيما أن المناطق الحدودية تقع تحت سلطة الجيش، ولا أدري إن كانت هذه المعلومات نتيجة تنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري». وردا على سؤال عما إذا كان يتخوف من انعكاس الوضع الأمني المضطرب في سوريا على لبنان، خصوصا بعد الانفجارين في دمشق، لفت إلى أنه «سواء كانت هناك انفجارات في سوريا أم لم تكن، فهي لن تنعكس على لبنان إذا بقي اللبنانيون سواء في الموالاة أم في المعارضة ملتزمين بوحدتهم وبالحرص على بلدهم، وعلينا أن نتحسب لدخول فريق ثالث على الخط متضرر من الاستقرار الأمني». وأكد أن «الفترة الانتقالية التي نمر بها مريحة جدا، والدليل على ذلك توافد المغتربين والأجانب والأشقاء العرب إلى لبنان بأعداد هائلة في عطلة الأعياد، والحجوزات الكبيرة في الفنادق والمؤسسات السياحية». وأضاف وزير الداخلية «ثقتنا كبيرة بوعي اللبنانيين أولا وبأجهزتنا الأمنية ثانيا، ويجب ألا نتأثر بما يحصل في سوريا سواء تغير النظام السوري أم بقي، فعلاقتنا مع الأشقاء السوريين قوية ويجب أن تبقى قوية ومتينة أيا كان النظام، بحكم روابط التاريخ والجغرافيا والقربى والمصالح المشتركة، ومن مصلحتنا أن نبقى على الحياد وأن نترك للشعب السوري أن يقرر مصيره لأنه الأدرى بمصلحته». وطمأن شربل بأن «الوضع الأمني في لبنان مريح وممتاز، ونحمل مفاجأة لكل اللبنانيين ستعلن بين العيدين (الميلاد ورأس السنة) وهي ستريحهم وتتعلق بإلقاء القبض على عصابات للسطو والسرقة، ولكن ننتظر القبض على باقي العصابات لنعلن التفاصيل في اليومين المقبلين».

إلى ذلك، نفى مرجع أمني لبناني رفيع هذه المعلومات، وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لا وجود لخلايا (القاعدة) في لبنان ولا صحة لما يحكى عن تسلل إرهابيين من لبنان إلى سوريا». وأسف لكون «الزمن توقف عند البعض منذ عشر سنوات». وقال «إذا ذهب المريض إلى الطبيب ولم يخبره بحقيقة مرضه فإن الطبيب لن يتمكن من إعطائه الدواء الذي يشفيه من المرض، هذا هو حال أصحاب هذه الاختراعات الذين يعرفون مكمن دائهم ويمتنعون عن أخذ العلاج». ورأى المرجع أنه «إذا كان الغرض من المعلومات المفبركة عن تسلل عناصر (القاعدة) من عرسال، هو إرباك هذه البلدة أو التحضير لشن هجوم عليها، فإن ذاك الزمن ولى بغير رجعة، وعلى من يفكر بمثل هذا الخيار أن يعيد حساباته جيدا».

بدوره، لفت عضو كتلة «المستقبل» النائب جمال الجراح إلى أن «قول وزير الدفاع فايز غصن إن عناصر من (القاعدة) تتسلل من لبنان إلى سوريا، وليس العكس، ربما هو اختلاط في الأمر عليه عندما طُلب منه أن يدلي بهذا التصريح»، لافتا إلى أن «بعض الوزراء يحاولون توريط لبنان في الأزمة السورية، التي قد يكون لها تداعيات خطيرة على الوضع اللبناني». وقال «عرسال ليست ممرا لـ(القاعدة)، وليس لنا تاريخ في احتضان الأصوليات بل إن النظام السوري كان يرعى هذه الأصوليات، ونحن لا ننسى كيف صدر (فتح الإسلام) إلى مخيم (نهر البارد)، وإرسال (القاعدة) إلى العراق»، مشددا على «الترابط بين حديث وزير الدفاع فايز غصن وتفجيرات سوريا، لا سيما أن التحاليل العسكرية والتحقيقات تقول إن النظام هو من قام بالتفجيرات في دمشق، وكان الأفضل ألا يتورط وزير الدفاع اللبناني بالتصريح الذي أدلى به».

الجمهوريون يدعون أوباما لتأييد المبادرة الفرنسية بتأمين ممرات إنسانية في سوريا

الناطق باسم الخارجية الأميركية: الانفجاران في دمشق يؤكدان ضرورة استمرار مهمة البعثة العربية

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: محمد علي صالح

في حين استغلت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، فرصة تشييع جثمان الرئيس التشيكي السابق، هافيل فاكلاف، لإجراء محادثات مع الوفد الفرنسي حول سوريا، دعا أعضاء في الكونغرس لاتخاذ إجراءات متشددة نحو نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وإلى الانضمام إلى «الطريقة الفرنسية»، إشارة إلى اقتراح وزير خارجية فرنسا، آلان جوبيه، بتأسيس «ممر إنساني» داخل سوريا.

وقال بيان مشترك أصدره السيناتوران جون ماكين (جمهوري من ولاية أريزونا) وجو ليبرمان (مستقل من ولاية كونيتيكت): «نأمل أن الرئيس أوباما سوف يقدم الدعم الكامل من الولايات المتحدة لمبادرة الرئيس ساركوزي. وسوف يعمل جنبا إلى جنب مع حلفائنا الفرنسيين، ومع غيرهم من الشركاء حول العالم» لمواجهة نظام الرئيس الأسد.

وقال مراقبون في واشنطن إن إدارة أوباما فوجئت، أول مرة، بدعوة جوبيه لتأسيس «ممر إنساني» داخل سوريا. وبينما يرى مسؤولون أميركيون أن تدخلا أميركيا مباشرا وقويا في سوريا يمكن أن يغذي الصراع، وسط الطوائف والمنظمات السورية، ويعطي حكومة الأسد حافزا جديدا لقمع المعارضين السياسيين، قال آخرون إن الأسد «لن يترك الحكم طواعية»، وإنه لا بد من تدخل أميركي بالتنسيق مع الأوروبيين، وخاصة فرنسا.

وقال مسؤول أميركي إن كلينتون كانت أجرت، في منتصف الشهر، مناقشات مكثفة مع نظيرها الفرنسي عن سوريا. وإنها واصلت المناقشات أول من أمس في براغ حيث مثلت الرئيس أوباما في تشييع جثمان رئيس جمهورية التشيك، وكان هناك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير خارجيته جوبيه.

في نفس الوقت، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر، إن المسؤولين الأميركيين يبحثون تفاصيل الهجوم على مبنى الاستخبارات السورية في دمشق أول من أمس. وأضاف: «بصراحة، ليست لدينا جميع التفاصيل حتى الآن. طبعا، نحن ندين هذا النوع من العنف. وأي نوع من أعمال العنف، أينما وقعت، وأيا كان مرتكبوها. هذه الأنواع من العنف، هذه الأفعال العنيفة، لا يوجد لها أي مبرر. ولكن، نحن لا نزال نحاول جمع تفاصيل ما حدث».

وفي إجابة عن سؤال، خلال المؤتمر الصحافي اليومي، إذا كان الانفجار «غريبا» لأنه وقع مع زيارة وفد المراقبين الذي أرسلته الجامعة العربية، ولأنه وقع في «اثنين من أكثر المنشآت المحصنة في نظام الأسد»، تحاشى تونر إجابة مباشرة، وقال: «ما حدث يؤكد حقيقة أن بعثة الجامعة العربية، على الرغم من أعمال العنف هذه، في حاجة إلى أن تستمر. إن البعثة، حقا، هي أفضل طريقة لتوفير وسيلة لتوثيق ما يحدث، ولردع الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان. لهذا، نحن نرى أنه من المهم جدا أن تستمر البعثة، وأن ترسل مراقبين إلى الكثير من الأماكن، قدر الإمكان، وفي أقرب وقت ممكن».

وقال تونر إن السفير الأميركي في دمشق، روبرت فورد، يشترك في عملية جمع معلومات عن الانفجارات، وأيضا في متابعة جهود المراقبين، وأضاف: «لا أريد الدخول في تفاصيل كبيرة جدا حول تحركاتهم (الدبلوماسيين الأميركيين في سوريا). وأنا أعلم أنهم يرسلون لنا تقارير مستمرة. وأنهم يتحدثون إلى السفارات الأخرى في دمشق، ويتبادلون المعلومات».

وعاد الصحافيون يسألون عن «مصداقية» رئيس وفد الجامعة العربية، محمد مصطفى الدابي، الذي أرسلته الحكومة السودانية إلى دارفور للتحقيق الجرائم التي تقع هناك، ووجهت إليه اتهامات بالتستر على الحكومة السودانية. وكرر تونر أنه «ليس هناك شيء شخصي ضده»، وقال، من دون الإشارة إلى اسمه.. «نحن نعرف هذا الشخص. ونعرف أن هناك ادعاءات موثوقا جدا بها عن القوات السودانية المسلحة، وعن أجهزة الاستخبارات والأمن الوطني في السودان على مدى 20 عاما. ونحن نعرف سجل حقوق الإنسان في السودان، الذي يدعو إلى القلق»، وأضاف: «لكن، عن هذا الشخص خاصة، لا توجد اتهامات أعرفها ضده.. وبصراحة، نحن نركز على إنجاح بعثة الجامعة العربية».

الدابي: التفجيرات لن تعوق عمل البعثة ولنا تقويمنا لما يجري في سوريا

التقى عضواً في “المجس الوطني” ووضع مع العربي الترتيبات النهائية لعمل المراقبين

أكد رئيس بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية الفريق أول الركن أحمد محمد مصطفى الدابي أن التفجيرات التي شهدتها دمشق أول من أمس، لن تعوق عمل البعثة، التي لها تقويمها الخاص حول ما يجري.

كلام الدابي جاء عقب لقاء مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بعد ظهر امس في مقر الجامعة حيث بحثا في الترتيبات الخاصة بعمل بعثة المراقبين العرب في سوريا.

وقال الدابي في مؤتمر صحافي عقب اللقاء انه تبادل مع الأمين العام الأفكار حول المهمة المكلف بها لتنفيذ البروتوكول الموقع بين الجامعة العربية وسوريا، موضحا أن البعثة ستباشر في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع كل الأطراف السورية.

وأشار الدابي، الذي وصل مساء امس الى سوريا، الى ان بقية أعضاء البعثة سيبدأون في التوجه إلى سوريا اعتبارا من صباح اليوم، والى أن مدة البروتوكول الذي ينظم عمل البعثة هي شهر قابل للتجديد.

وعن المخاوف من تأثير تفجيرات المقار الأمنية السورية، التي وقعت أول من أمس وإتهام “القاعدة” بالمسؤولية عنها، على مهمة البعثة، قال الدابي إنه دائما متفائل، “ولا أظن أنها معوق لأداء البعثة بأي شكل من الأشكال، ولكن قد تحدث مثل هذه الأعمال”. أضاف: “أنا لا أتكلم عن القاعدة أو غيرها، كل شخص من حقه أن يقول ما يشاء، ولكن لنا رؤيتنا الخاصة وتقويمنا الخاص للواقع في سوريا”. وعن أعضاء البعثة، أوضح أن “عددها يتوقف على حجم التهديد الموجود على الأرض، والواقع الميداني الذي سنرصده”.

وردا على سؤال عما إذا كان تحرك أفراد البعثة يستلزم استئذان السلطات السورية أولا أم لا، قال الدابي “إن الإتفاق ينص على عدم الحاجة إلى تأشيرات أو خلافه، والجامعة العربية تقوم بدورها مع السلطات السورية في هذا الصدد”. وعما اذا كانت البعثة قادرة على التصدي لأي ضغوط من أي جهة قد تؤثر على حيادية التقارير، قال: “هذا السؤال يوجه للأمين العام للجامعة العربية”. وأضاف: “توجيهات الأمين العام للجامعة العربية للبعثة أن نعمل بكل ما أوتينا من قوة على تنفيذ البروتوكول”، مشيرا إلى أنه أجرى اتصالات مع رئيس وفد المقدمة سمير سيف اليزل، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، حول مهمة الوفد للتحضير لوصول البعثة، وقد أطلعنا على الأوضاع هناك.

وردا على سؤال حول حديث مسؤولين سوريين عن أن حيادية البعثة غير مضمونة، أجاب الدابي: “جربوها”.

وعن قدرة البعثة على حل الأزمة، قال الدابي: “إن البعثة ليس هدفها حل المشكلة، ولكن تهدئة الأوضاع للوصول لحل للمشكلة”.

وأشار إلى أن لقاءه امس مع سفير روسيا لدى مصر يأتي في إطار دعم موسكو للمبادرة العربية والبروتوكول الذي ينظم عمل البعثة ودعم للبعثة في أداء مهمتها”.

الدابي التقى ايضا وليد البني عضو المكتب التنفيذي لـ”المجلس الوطني السوري”، وذلك بمقر الجامعة العربية. وقال البني عقب اللقاء: “التقينا مع الفريق الدابي للتباحث حول مهمة بعثة المراقبين التي ستذهب إلى سوريا وآلية عملها”. وأضاف أن “المعارضة لا تضع شروطا بل تشكر الأخوة العرب على جهودهم”. وتابع: “أردنا فقط أن نتعرف منهم على آلية عمل البعثة عسى أن نتمكن من مساعدتهم”.

الى ذلك، دان العربي التفجيرين اللذين وقعا في دمشق. وتوجه العربي، في بيان صحافي صدر امس عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بالتعازي والمواساة إلى أهالي الضحايا والمصابين وللشعب السوري، مؤكدا أن “مثل هذه التفجيرات الإجرامية لن تمنع بعثة مراقبي الجامعة العربية من القيام بالمهام الموكولة إليها بموجب خطة العمل العربية والبرتوكول الموقع مع الحكومة السورية في هذا الشأن”.

وشدد الأمين العام على ضرورة الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والقتل ومن أي مصدر كان في جميع أنحاء سوريا، وعلى ضرورة سحب جميع المظاهر المسلحة من المدن والقرى والأحياء السكنية التي تشهد التظاهرات وحركات الاحتجاج السلمية.

وأعرب الأمين العام، عن قلقه من توارد الأنباء حول تزايد أعمال العنف في مدينة حمص داعيا إلى ضرورة الوقف الفوري لها ومحذرا من خطورة تأثير استمرارها على الجهود المبذولة لإنجاح مهمة بعثة مراقبي الجامعة العربية.

البحرين قررت المساهمة ضمن الوحدة التي تشارك بها دول مجلس التعاون في بعثة المراقبين العربية. وقال بيان لوزارة الخارجية البحرينية: “إن هذا القرار يأتي إيمانا من البحرين بأهمية العمل العربي المشترك، وانطلاقا من دورها كعضو في جامعة الدول العربية، واستنادا لاهتمامها بالمساهمة في مراقبة الأمن والسلام في المنطقة العربية”. وأضاف البيان أن “المشاركة تأتي أيضا بناء على قرار مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بإرسال مجموعة موحدة من المراقبين تمثل كافة دول المجلس ضمن بعثة جامعة الدول العربية لمراقبة الوضع في سوريا، وبعد توقيع الحكومة السورية على برتوكول المركز القانوني ومهام بعثة جامعة الدول العربية بتاريخ 19/12/2011 وتنفيذا لبنود قرار مجلس الجامعة حول الوضع في سوريا، وحرصا على أن تتم معالجة الوضع في إطار عربي يضمن سلامة واستقلال سوريا، وحماية حقوق الشعب السوري وكرامته وأمنه وتحقيق تطلعاته المشروعة”.

ميدانيا، أعلنت “الهيئة العامة للثورة السورية” أن عدد القتلى برصاص الأمن والجيش بلغ عصر امس 15 قتيلا معظمهم في مدينة حمص.

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” انه عثر صباح امس “في شوارع مدينة الحولة على جثامين اربعة مواطنين (…) ظهرت على اجسادهم اثار تعذيب”، مشيرا الى ان “الاجهزة الامنية ومجموعات الشبيحة كانت اعتقلتهم بعد منتصف ليل الجمعة ـ السبت من حي البستان في كفرلاها”. واضاف انه “عثر على مواطن خامس في حالة خطرة”.

وطالب المرصد “وفد مراقبي الجامعة العربية بالتوجه الفوري الى مدينة الحولة لتوثيق هذا الانتهاك الفاضح لحقوق الانسان الذي يعتبر غيضا من فيض لما جرى ويجري في سوريا”.

وذكر المرصد ان قوات عسكرية كبيرة ترافقها دبابات وناقلات جند مدرعة “اقتحمت” بلدة بصرى الحرير ومنطقة اللجاة في محافظة درعا (جنوب).

واضاف المرصد ان هذه القوات “تبحث عن عشرات الجنود المنشقين المتوارين في تلك المنطقة”، معربا عن خشيته من ان “يكون مصيرهم مصير عشرات الجنود المنشقين الذين قتلوا يوم الاثنين الماضي في جبل الزاوية بعد محاصرتهم قرب بلدة كنصفرة”.

وقال المرصد ان “مواطنين استشهدا في مدينة نوى احدهما طفل يبلغ من العمر 15 عاما، متاثرين بجروح اصيبا بها خلال اطلاق رصاص من قبل قوات الامن السورية الجمعة”.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان تحدث عن مقتل 24 مدنيا الجمعة، “11 منهم في مدينة حمص واثنان في مدينة دوما بريف دمشق (…) وثلاثة في مدينة حماة وثلاثة في محافظة ادلب فيما استشهد مواطنان برصاص الامن في محافظة درعا ومواطن في دير الزور”.

كما قتل 44 شخصا على الاقل واصيب اكثر من 150 في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفا مركزين للامن في دمشق نسبتهما السلطات الى تنظيم القاعدة في حين اتهمت المعارضة النظام بالوقوف وراءهما.

(أ ش أ، قنا، بنا، أ ف ب، يو بي أي)

بغداد تفتح خطوطاً أمنية ساخنة مع دمشق

                                            جولات حوار بين الكتل النيابية لمنع انهيار الشراكة السياسية

بغداد ـ علي البغدادي

بينما تتفاعل الازمة السياسية في العراق وما فيها من تداخلات اقليمية، فتحت حكومة نوري المالكي خطوط اتصال ساخنة مع سوريا لتبادل المعلومات والتعاون في مجال الامن عقب تفجيرات دمشق الدامية تزامنا مع رفض بغداد مرور الشاحنات الاردنية الذاهبة الى تركيا عبر اراضيه.

فقد اكدت مصادر مطلعة في بغداد ان الحكومة العراقية عززت التعاون الامني مع سوريا عقب التفجيرات التي ضربت مقار امنية في دمشق اول من امس.

وقالت المصادر في تصريح لصحيفة “المستقبل” ان “خطوط اتصال ساخنة فتحت بين العراق وسوريا، وان التعاون الامني بين الجانبين، أخذ شكلاً جديداً عبر تبادل المعلومات بين الاجهزة الامنية العراقية ونظيرتها السورية بشأن بعض الشخصيات التي تشكل خطرا على الامن الداخلي السوري، اضافة الى العمل على الحد من تهريب الاسلحة الى المجموعات المسلحة المتواجدة في المناطق الحدودية، فضلا عن تعزيز الدوريات العراقية على الحدود المشتركة بين البلدين”.

وبالتزامن مع تعزيز التعاون الامني، رفضت الحكومة العراقية مرور الشاحنات الاردنية عبر الاراضي العراقية الى تركيا، كونها تمثل جزءاً من وسائل الضغط على النظام السوري.

وقال المستشار الاقتصادي في مجلس الوزراء العراقي سلام القريشي ان”الحكومة العراقية لم توافق على مرور الشاحنات الاردنية عبر الاراضي العراقية ، لأن المسألة تنطوي على جانب سياسي”.

ولفت القريشي الى ان “الحدود العراقية مفتوحة امام جميع الدول الاقليمية التي تريد ان تطور اقتصادها، وهذا من حقها الطبيعي، لكن العراق لان يسهم في أي مشروع يضر الشعب السوري”.

يذكر ان الاردن طلب مطلع الشهر الجاري موافقة العراق لمرور شاحناته الى تركيا ذهابا وايابا، ووعد العراق في حينه بدراسة الموضوع نتيجة لتدهور الوضع في سوريا.

ويذكر ان العراق امتنع عن التصويت في جامعة الدول العربية على فرض عقوبات قاسية على سوريا، في وقت تستمر الاحتجاجات على الرغم من قدوم وفد من المراقبين العرب.

بالعودة إلى الشأن السياسي الداخلي، فقد شرعت اطراف سياسية عراقية فاعلة بسلسلة حوارات لتطويق تفاعلات الازمة السياسية التي تخيم على المشهد العراقي وتنذر بعواقب وخيمة تهدد بانفراط الشراكة الهشة بين الكتل السياسية بما يضع الاستقرار في العراق بعد جلاء الاميركيين في مهب الريح.

فقد اعلن الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى (بزعامة السيد عمار الحكيم) حميد المعله إن لجنة التحالف الوطني التفاوضية ستبدأ حواراتها مع الكتل النيابية لنزع فتيل الأزمة السياسية.

وقال المعله، عضو الوفد التفاوضي للتحالف الوطني، إن تحالفه “قرر تشكيل لجنة عليا للتباحث مع الكتل السياسية والجلوس معها لنزع فتيل الأزمة وتقويم المسارات وهذا هو المبدأ الذي كنا وما نزال نطالب به وهو مطلب كافة أبناء الشعب”.

من جهته، كشف الناطق باسم رئيس البرلمان العراقي اكرم العبيدي عن وجود اتفاق لعقد اجتماع لقادة الكتل السياسية في موعد لا يتجاوز الاسبوع الجاري، لبحث الازمة السياسة في البلاد ووضع الحلول لها.

وقال العبيدي إن اللقاء الذي جمع رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي برئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري تطرق الى ضرورة عقد اجتماع لقادة الكتل السياسية لبحث الازمة في البلاد. واضاف: “أن الدعوة موجهة من النجيفي الى جميع قادة الكتل السياسية في مجلس النواب”، مشيرا الى أن “الموعد لم يحدد بعد، ولكن سيكون محصورا بين غد الاحد والاربعاء المقبل”.

وكان من المقرر عقد اجتماع لقادة الكتل السياسية بدعوة من النجيفي أول من امس الجمعة، الا أنه تم تأجيله بسبب غياب التوافق السياسي واشتراط التحالف الشيعي حضوره الاجتماع، بأنهاء تعليق العراقية لحضورها في مجلسي النواب والوزراء وهو ما تم رفضه.

وأبدت الولايات المتحدة التي أنهت تواجدها العسكري قبل أيام، قلقها من الوضع السياسي في العراق.

وفي هذا الصدد، شدد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني والسفير الاميركي لدى العراق، جيمس جيفري، على ضرورة عقد اجتماع موسع لقادة الكتل السياسية العراقية بهدف البحث عن حل للازمة السياسية الراهنة.

وقال بيان صادر عن رئاسة اقليم كردستان إن اللقاء بينهما في مدينة دهوك، تناول “تطورات العملية السياسية في العراق والعقبات والازمات التي تعترضها العملية وسبل معالجتها”، لافتاً إلى أن “الجانبين اكدا على اهمية عقد اجتماع موسع لقادة الكيانات السياسية بهدف معالجة المشاكل والخروج من الازمة الراهنة”.

في غضون ذلك، نفى مصدر مخول في “الحزب الإسلامي” العراقي بشدة ما ورد في التقرير المنشور في صيحفة “المستقبل” اول من امس وجود صفقة سياسية بموافقة ايرانية لحل الازمة مع “العراقية” عبر استبدال زعيمها اياد علاوي، برئيس “الحزب الاسلامي” اياد السامرائي، مؤكدا أن “قيادة الحزب الإسلامي ليس لها أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بما نشر”.

واضاف المصدر في رد تسلمته صحيفة “المستقبل” أن “مثل هذه التسريبات الهدف منها خلق حالة من البلبلة وشق الصف داخل القائمة العراقية”، مشددا على “حرص الحزب وقيادته ممثلة بالأمين العام أياد السامرائي، بوحدة الصف داخل إئتلاف “العراقية” إلى حين تجاوز هذه الأزمة التي تعصف بالبلاد”، ومؤكدا أن “قيادات القائمة العراقية وأفرادها على تواصل مستمر من أجل إخراج البلاد من الأزمة الحالية وإحتواء الموقف”.

وتابع ان “قيادة الحزب الاسلامي ترفض التفريط باي من مكونات العراقية او رموزها، وان اشاعة مثل هذا الخبر هو لبث الشكوك بين اطراف العراقية وبالونات اختبار لمعرفة ردود الفعل”، مشدداً على “تأييد الحزب الإسلامي وتحالف الوسط لكل الجهود الديبلوماسية التي تقوم بها بعض الأطراف لإحتواء الأزمة”.

ولفت الى أنه “من غير المفيد تصعيد الأزمة إلى هذا الحد من حالة كسر العظم، بين قيادات الكتل السياسية، الأمر الذي سيؤثر سلبا على إستقرار الحالة السياسية وحتى الأمنية في العراق الذي يمر اليوم بمنعطف خطير قد يفوق في خطورته جميع ما مر خلال السنوات التسع الماضية”، محذرا من “إنهيار مفهوم الدولة العراقية والعودة إلى المربع الأول”.

وتصاعدت حدة الخلافات السياسية بين قائمتي دولة القانون (نوري المالكي) والعراقية (اياد علاوي) على خلفية صدور مذكرة اعتقال بحق نائب الرئيس العراقي والقيادي في “العراقية” طارق الهاشمي بتهمة دعمه “الإرهاب” ما نفاه الهاشمي جملة وتفصيلا.

ويمكن لامر التوقيف أن يؤجج التوتر الطائفي بين السنة والشيعة في العراق عقب انسحاب القوات الأميركية لشعور العرب السنة المتزايد بوجود حملة مقصودة لتهميشهم كما من المرجح ان يضع الاتفاق الهش لتقاسم السلطة امام خطر الانهيار.

“الإخوان” ينفون مسؤوليتهم

مجلس الأمن يدين تفجيري دمشق ويرفض مشروع القرار الروسي

أدان مجلس الأمن الدولي ليل الجمعة/ السبت، الهجومين الانتحاريين اللذين استهدفا مركزين أمنيين في دمشق، لكنه أخفق في التوصل إلى توافق بشأن الأزمة في سوريا، في وقت دانت الجامعة العربية والعراق والأردن التفجيرين، وسقط ما يزيد على 20 قتيلاً أمس في مناطق سورية عدة .

وأدان المجلس في بيان بعد مفاوضات شاقة بين الدول ال15 الأعضاء “بأشد العبارات الهجومين الإرهابيين” . وعبر عن تعازيه إلى “الضحايا وأسرهم والشعب” . وقال مارتن نيسيركي الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الأخير يشعر “بقلق عميق” من تصاعد العنف، لكنه أكد أن على الرئيس بشار الأسد تطبيق خطة السلام العربية “بشكل كامل وسريع” .

وقدمت روسيا مشروع قرار بشأن الأزمة رفضته الدول الغربية فوراً، معتبرة أنه لا يتمتع بالحزم الكافي حيال الأسد . ودعا المبعوثون الغربيون إلى فرض حظر على شحن الأسلحة إلى سوريا، كما رفضوا إصرار روسيا على المساواة بين المعارضة وقمع السلطات .

ونفت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا ما تردد عن ضلوعها في التفجيرين، واتهم المركز الإعلامي للجماعة على موقعه الإلكتروني المخابرات السورية ب”صياغة بيان” نسب إلى الجماعة أنها تتبنى تفجير كفر سوسة .  كما نفت المعارضة السورية مسؤوليتها، ونسب المجلس الوطني المعارض إلى النظام “المسؤولية المباشرة” . فيما احتشد الآلاف أمام الجامع الأموي وسط الأحياء القديمة في دمشق لتشييع عدد من ضحايا التفجيرين .

ميدانياً، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 20 مدنياً قتلوا في سوريا، ودعا بعثة المراقبين إلى التوجه إلى حمص (وسط) . (وكالات)

حي بابا عمرو في حمص محاصر والمجلس الوطني يستنجد بالجامعة العربية

نيقوسيا – دعا المجلس الوطني السوري اكبر حركات المعارضة الجامعة العربية التي يفترض ان تصل بعثة من مراقبيها الى دمشق الاثنين، الى التوجه الى حمص (وسط) حيث “يحاصر” آلاف الجنود حي بابا عمرو المتمرد.

وتشكل حمص ثالث مدن البلاد وتبعد حوالى 160 كلم شمال دمشق، معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام بشار الاسد التي بدأت منتصف آذار/مارس.

وقد شهدت تظاهرات كبيرة ضد السلطات الى جانب مواجهات بين الجيش ومنشقين عنه، حسب المعارضة.

وقال المجلس في بيان تسلمت وكالة فرانس برس في نيقوسيا نسخة منه ان “حي بابا عمرو شهد منذ الصباح حصارا شديدا وتهديدا خطيرا باقتحام احياء من المدينة بقوة عسكرية تقدر باربعة آلاف شخص”.

كما اشار الى “قصف شديد طال حمص طوال الأيام التي مضت”.

وحذر المجلس من “تهديد حقيقي بارتكاب مجازر وجرائم بحق الانسانية في حمص التي يستغيث اهلها وينذرون بالخطر المحدق بهم ان لم تتحرك الجامعة العربية وترسل مراقبيها الى هناك فورا”.

ودعا المجلس الوطني السوري المراقبين العرب الى “التوجه بشكل عاجل وفوري الى حمص والدخول الى الاحياء المحاصرة فورا والقيام بالواجب الذي حضروا من اجله”.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان دعا السبت فريق مراقبي الجامعة العربية الى التوجه “فورا” الى حمص بعد العثور على جثث اربعة مدنيين “تحمل آثار تعذيب”.

وكانت بعثة تابعة للجامعة العربية وصلت الخميس الى دمشق للاعداد لمهمة مراقبيها. وقال رئيس هذا الوفد سمير سيف اليزل انهم “اكثر من خمسين خبيرا عربيا من مختلف المجالات لاسيما السياسي وحقوق الانسان والعسكري”.

وعقدت البعثة السبت اجتماعا مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم وصفه جهاد المقدسي الناطق باسم وزارة الخارجية “بالايجابي”.

وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد وقع الاثنين في القاهرة وثيقة تهدف الى حماية المدنيين وتقضي بنشر هؤلاء المراقبين.

وطلب المجلس الوطني السوري من المراقبين “التوجه الى كل المناطق الساخنة في سوريا او الانسحاب وانهاء المهمة ان لم يكن ذلك ممكنا لهم”.

وحمل الجامعة العربية والمجتمع الدولي “مسؤولية الدماء التي تنزف في سوريا والمجازر التي يرتكبها النظام”.

وتقدر الامم المتحدة عدد القتلى في سوريا منذ بدء الاحتجاجات منتصف اذار/مارس بنحو خمسة الاف شخص.

ويقول المحتجون ان القتلى يسقطون برصاص قوات الامن والجيش بينما تتحدث السلطات السورية عن “مجموعات مسلحة” لا عن متظاهرين سلميين كما تؤكد الدول الغربية ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان.

وقد شارك الاف الاشخاص السبت في تشييع ضحايا تفجيرين انتحاريين اوقعا 44 قتيلا قرب اثنين من المقار الامنية في دمشق الجمعة.

واتهمت جماعة الاخوان المسلمين النظام بالوقوف وراء هذه الاعتداءات وبمحاولة الصاق التهمة بها بينما رأت السلطات السورية “اصابع القاعدة” في الهجومين.

في الوقت نفسه قتل عشرون مدنيا السبت في مناطق مختلفة من البلاد ستة منهم في حمص (وسط) وثلاثة في درعا (جنوب) معقل حركة الاحتجاج كما اكد المرصد السوري لحقوق الانسان.

ومن بين الضحايا مسؤول سابق في حزب البعث في حمص قتل مع زوجته بالرصاص داخل منزلهما كما اكد ناشط من المنطقة للمرصد.

الجيش يواصل عملياته بحمص ودرعا

واصل الجيش السوري عملياته في محافظتي حمص ودرعا حيث تعرضت مناطق عدة فيهما لقصف متواصل فجر اليوم الأحد، وذلك غداة مقتل 45 شخصا في مناطق مختلفة من سوريا.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن مناطق عديدة من حمص وريفها تعرضت لإطلاق نار كثيف برشاشات وأسلحة ثقيلة من قوات الجيش والأمن، وأشارت إلى أن الهجوم استهدف أحياء بابا عمرو والخالدية والبياضة والقصور والوعر وتلبيسة والرستن.

وأوضحت أن حيي كرم الزيتون والنازحين تعرضا لقصف عنيف أسفر عن مقتل شخص وإصابة 35 آخرين بعضهم في حالة خطيرة، وأكدت أن سيارات الإسعاف تعذر عليها الدخول إلى المنطقة التي تم احراق عشرة منازل فيها.

وقالت الهيئة إن قوات الأمن شنت حملة اعتقالات واسعة في منطقة الباب بحلب، بينما تعرضت قرية الجرذي الشرقي في دير الزور لقصف عشوائي استهدف منازل المواطنين، واجتاحت قوات الأمن والشبيحة مدينة موحسن وقريتي البوعمر والطابية، تحت وابل من الرصاص، وأقامت حواجز عسكرية بالقرب من المنطقة.

وبث ناشطون صورا لمظاهرة مسائية انطلقت في حي الوعر بمدينة حمص حيث جدد المتظاهرون مطالبتهم برحيل نظام الرئيس بشار الأسد، كما عبروا في هتافاتهم عن تضامنهم مع حي باباعمرو المحاصر منذ ثلاثة أيام.

وخرجت مظاهرات مسائية في مدن درعا البلد وإدلب وزملكا، ردد فيها المتظاهرون هتافات تندد بالمجتمع الدولي بسبب صمته عما قالوا إنها مجازر يرتكبها النظام السوري بحق المدنيين في محافظات إدلب وحمص ودرعا، وجددوا مطالبهم برحيل نظام الأسد.

حصيلة الأمس

وكانت حصيلة الأمس من قتلى الاحتجاجات المتواصلة منذ مارس/ آذار الماضي، وصلت إلى 45 قتيلا، وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن 19 قتيلا سقطوا في حمص بينهم ثلاثة أطفال.

وعثر المواطنون على جثث أربعة مواطنين في شوارع مدينة الحولة، كانت “الأجهزة الأمنية ومجموعات الشبيحة قد اعتقلتهم الجمعة من حي البستان في كفرلاها” وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي مدينة نوى بريف درعا، سقط ستة قتلى إثر اجتياح قوات الجيش للمدينة وإطلاق النار على مشيعين لجنازة شخصين قتلا برصاص الأمن خلال مشاركتهما في مظاهرات الجمعة، حيث تحولت الجنازة إلى مظاهرة حاشدة جدد فيها المتظاهرون مطالبتهم برحيل النظام السوري.

وذكر ناشطون أن قوات الجيش قصفت بشكل عشوائي المنازل في حماة، مما تسبب في سقوط قتيلين.

وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن دبابات الجيش السوري قصفت مواقع في جبل الزاوية بمحافظة إدلب مما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى. كما سقط عشرة قتلى في ريف دمشق، في حملات مماثلة، وقتيل آخر في حلب.

ضحايا التفجيرين

وشيعت أمس جنازات 44 شخصا قتلوا في التفجيرين اللذين استهدفا مقرين أمنيين بدمشق أول أمس الجمعة، وأنحت فيهما الحكومة السورية باللائمة على تنظيم القاعدة.

وجرت إجراءات التشييع في المسجد الأموي بوسط دمشق، وكان لافتا للانتباه أن كثيرا من النعوش لم تكن تحمل أسماء، في حين تقدم المشيعين الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي الذي قال إن الذين نفذوا التفجيرات هم أعداء للدين وللإنسانية.

وطالب البوطي وفد الجامعة بالنظر بموضوعية فيما يجري على الأراضي السورية، وقال “هل كشفت الأغطية عن أعين ممثلي الجامعة العربية ليروا من القاتل ومن المقتول، ولكي يعلموا أن الجيش السوري لا يمكن أن يفجر أنابيب النفط والغاز وأن يقتل أفراده، وهل أتيح لرسل الجامعة العربية أن يكشفوا عن أعينهم العصابات التي يضعونها”.

ودعا رجل الدين السوري المعارضة الداخلية التي وصفها بالعارضة والطارئة، “إلى أن نلتقي على الطريق العريض الواصل إلى الإصلاح، ونكون يداً واحدة”.

وقد شيعت مدينة السيدة زينب قرب دمشق أحد ضحايا تفجيريْ دمشق، لكن التشييع انقلب إلى مظاهرة واجهها الأمن بالرصاص وسقط جراءها عدد من المشيعين.

بعثة المراقبين لسوريا ماضية بدورها

قال رئيس بعثة المراقبين العرب محمد أحمد مصطفى الدابي -الذي غادر أمس السبت القاهرة باتجاه سوريا- إن عمل البعثة سيسير وفق ما هو مرسوم له رغم التفجيريْن اللذين وقعا في دمشق الجمعة، مضيفا أنه متفائل بنجاح بعثة المراقبين.

وكان أحمد بن حلي نائب الأمين العام لـجامعة الدول العربية قال في وقت سابق إن تفجيريْ دمشق جريمة خطيرة قد تؤثر على مهمة بعثة المراقبين العرب إلى سوريا.

ومن جانبه، شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر في بيان على أهمية ألا تعوق هذه الهجمات العمل الدقيق لبعثة المراقبة التابعة لجامعة الدول العربية، كي تتمكن من توثيق انتهاكات حقوق الإنسان وردعها بهدف حماية المدنيين، حسب تعبيره.

وبدوره عبّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن “قلق عميق” من تصاعد العنف في سوريا، وأكد المتحدث باسمه أنه على بشار الأسد تطبيق خطة السلام التي تقدمت بها الجامعة العربية بالكامل لإنهاء 10 أشهر من العنف في البلاد.

وفي روما، أعربت إيطاليا عن قلقها إزاء استمرار أعمال العنف بسوريا، ونقلت وسائل إعلام إيطالية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيطالية قوله “نكرر دعوتنا بقوة للسلطات السورية كي توقف القمع العنيف، وتقوم بتهيئة الظروف لعملية الانتقال السياسي السريع”.

رفض المشروع الروسي

في غضون ذلك، رفضت الدول الغربية مشروع قرار روسي بشأن الأزمة السورية، واعتبرت أنه يحتاج إلى الحزم الكافي حيال نظام الرئيس بشار الأسد.

ودعا السفراء الغربيون إلى فرض حظر على شحن الأسلحة إلى سوريا، كما رفضوا إصرار روسيا على المساواة بين أنشطة المعارضة والقمع الذي تمارسه السلطات السورية.

وقال السفير الألماني لدى المنظمة الدولية بيتر فيتيغ إن الدول الأوروبية تأمل أن يتضمن المشروع دعما أقوى لقرار الجامعة العربية التي فرضت عقوبات على سوريا.

وأضاف أنه ينبغي أن يدعو القرار إلى الإفراج عن السجناء السياسيين، ويعبر بوضوح عن ضرورة إحالة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان على القضاء، معتبرا المقترحات الروسية “غير كافية”.

ورسم سفير روسيا فيتالي تشوركين حدود أي قرار مقبل بقوله في مؤتمر صحفي إنه إذا كان المطلوب هو إسقاط كل إشارة إلى العنف الصادر عن “المعارضة المتطرفة، فهذا لن يحدث”. وأضاف “إذا كانوا يتوقعون من موسكو أن تفرض حظرا على الأسلحة فهذا لن يحدث”.

وتابع تشوركين “نعلم تماما ماذا يعني حظر على السلاح. هذا يعني -وقد شاهدناه في ليبيا- عدم السماح بتزويد الحكومة بالأسلحة، ولكنه (يعني) أن الجميع يستطيعون تقديم أسلحة إلى مجموعات معارضة”.

ولكن هذا الرفض الغربي فتح جولة جديدة من الصراع بين موسكو وواشنطن اتسمت بتبادل لاذع للانتقادات بين سفيريْ البلدين.

وحمل تشوركين بعنف على سفيرة الولايات المتحدة سوزان رايس، معتبرا أنها تستخدم ضده “مجرد حشو كلام من قاموس ستانفورد”.

وكانت رايس -وهي خريجة هذه الجامعة المخصصة للنخبة في كاليفورنيا- وصفت دعوة تشوركين إلى التحقيق في الضربات الجوية التي شنها حلف شمال الأطلسي في ليبيا بأنها “محاولة رخيصة” لتحويل الانتباه عن سوريا.

المجلس الوطني السوري يستنجد بالجامعة العربية لرفع الحصار عن حمص

آلاف الجنود يحاصرون “بابا عمرو”.. وبعثة المراقبين تصل غداً

العربية.نت

دعا المجلس الوطني السوري، أكبر حركات المعارضة، الجامعة العربية التي يفترض أن تصل بعثة من مراقبيها إلى دمشق الاثنين، إلى التوجه إلى حمص (وسط) حيث يحاصر آلاف الجنود حي بابا عمرو المتمرد، بحسب تقارير إعلامية اليوم الأحد.

وحمص هي ثالث أكبر مدن سوريا، وتبعد حوالى 160 كلم شمال دمشق، كما أنها معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام بشار الأسد التي بدأت منتصف آذار/مارس.

وقد شهدت تظاهرات كبيرة ضد السلطات إلى جانب مواجهات بين الجيش ومنشقين عنه، حسب المعارضة.

وأفاد المركز الإعلامي السوري أمس السبت باقتحام عنيف لأحياء البياضة والخالدية والقصور في المدينة. وبلغ عدد ضحايا الثورة السورية أمس 45 قتيلا، بينهم 4 أطفال، ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن 30 منهم سقطوا في حمص وحدها.

سياسيا، وصل رئيس بعثة المراقبين العرب، محمد أحمد الدابي، إلى دمشق. وصرح قبل وصوله بأن تفجيرات دمشق لن تحول دون أداء البعثة لمهامَها، معربا عن تفاؤله بنجاح مهمة البعثة.

هذا ويصل بعد غد الاثنين نحو 50 مراقبا إلى سوريا سينتشرون في مختلف مدنها لرصد ما يجري على الأرض، تنفيذا لبروتوكول المراقبين العرب.

وتقوم طلائع وفد بعثة المراقبين العرب، المؤلفة من 11 عضوا برئاسة مساعد الأمين العام للجامعة العربية السفير سمير سيف اليزل، بكافة التحضيرات اللوجستية للمراقبين.

وأعلنت الأمانة العامة للجامعة العربية تشكيل غرفة عمليات في العاصمة المصرية القاهرة, لتلقي تقارير المراقبين من داخل الاراضي السورية.

ومن المقرر أن يبدأ فريق المراقبين عمله من دمشق ثم حمص وينتقل تباعا إلى باقي المحافظات.

وسيكون للسلطات السورية الحق في الاطلاع على التقارير التي يعدها المراقبون ويرسلونها للقاهرة، ولكن دون إجراء تعديلات.

وسيرسل المراقبون المنتشرون على الارض تقارير يومية، اعتمادا على تصوير الآليات العسكرية داخل المدن والتظاهرات, وأي مظاهر مسلحة أخرى, وكذلك سيقومون بزيارات إلى السجون والمستشفيات.

وبدورها، ستتلقى غرفة العمليات بالقاهرة معلومات من لجان التنسيق السورية أو المجلس الوطني عن طبيعة التطورات على الارض, ثم تكلف المراقبين بالتحقق مما يجري على الأرض.

سورية: اجتماع “إيجابي” بين اليزل والمعلم ووصول الدفعة الأولى من المراقبين الاثنين

قال السفير سمير سيف اليزل، المساعد الأمين العام للجامعة العربية والذي يرأس “الفريق الطليعي” لبعثة المراقبين العرب إلى سورية، إن المجموعة الأولى من المراقبين ستتوجه إلى دمشق الاثنين، وستضم أكثر من خمسين خبيراً في الشؤون السياسية، وحقوق الإنسان والشؤون العسكرية وغيرها.

وكان السفير اليزل قد التقى السبت مع وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، وأجرى مباحث معه بشأن عمل البعثة في سورية. وقد وصفت وزارة الخارجية السورية المحادثات بـ “الايجابية”.

وقال جهاد المقدسي، المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، “إن اجتماع السبت مع الوزير المعلم تناول حاجات البعثة، وكان اللقاء إيجابيا”.

مجموعة أولى

ويحضِّر الفريق الطليعي العربي، والمؤلف من تسعة أعضاء، لوصول المجموعة الأولى من المراقبين، والذين يُتوقَّع أن يتراوح عددهم الإجمالي ما بين 150 و200 مراقب، يرأسهم الفريق محمد أحمد مصطفى الدابي.

وقد بحث أعضاء الوفد مع المسؤولين السوريين الترتيبات اللوجستية اللازمة لعمل بعثة المراقبين العرب في سورية.

وتنتظر الجامعة العربية الآن تلقي تقارير أولية سيتم في ضوئها إرسال أفواج من المراقبين إلى سورية.

إلاَّ أن المصادر تشير إلى أن بداية عملية المراقبة “لا تبشر بالخير”، مشيرة إلى “وضع صعب” يحيط بعمل المراقبين على الأرض.

“مقتل أربعين”

أضحت حمص من أسخن مناطق المواجهات بين المعارضة والنظام في سورية

ميدانيا، قال معارضون سوريون إن أربعين شخصا على الأقل “قُتلوا السبت برصاص قوات الأمن” في مناطق متفرقة من البلاد.

وذكرت ما تُعرف بـ “الهيئة العامة للثورة السورية” أن أغلبية القتلى سقطوا في مدينة حمص الواقعة وسط سورية.

إلاَّ أن المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره العاصمة البريطانية لندن، قال إن “أربعة مدنيين قُتلوا السبت في مدينة حمص التي “تعرَّضت لقصف عنيف” كان قد بدأ ليل الجمعة الماضي.

ومن بين الضحايا أيضا مسؤول سابق في حزب البعث في حمص قُتل مع زوجته بالرصاص داخل

منزلهما، كما أكد ناشط من المنطقة للمرصد.

“مجموعة مسلَّحة”

من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن “مجموعة مسلَّحة” اغتالت السبت العقيد الطبيب هيثم يوسف اليونس، العامل في مشفى حرستا، وذلك عندما كان داخل عيادته بضاحية حرستا الواقعة في ريف دمشق.

وقالت الوكالة أيضا إن “الجهات المختصة ألقت القبض على عدد من المسلَّحين والمطلوبين في حرستا”.

ونقلت الوكالة عن مصدر رسمي قوله إن “كميات من الأسلحة، تتضمن بنادق آلية ومسدسات وذخائر وعجينة تي إن تي وقنابل يدوية وعبوات ناسفة ضُبطت مع المطلوبين والمسلحين”.

أدَّى آلاف السوريين السبت صلاة الجنازة على أرواح المدنيين والعسكريين الذين قضوا في التفجيرين الانتحاريين بدمشق الجمعة

كما أفاد مسؤولون سوريون بوقوع اشتباكات مع مسلحين بريف حمص أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة ستة آخرين بجروح.

تشييع ضحايا التفجيرين

وكان آلاف السوريين قد شيَّعوا السبت جثامين الضحايا الـ 44 الذين سقطوا جرَّاء التفجيرين اللذين هزَّا العاصمة دمشق صباح الجمعة واستهدفا مقرَّي إدارة المخابرات العامة وفرع المنطقة التابع للاستخبارات العسكرية.

وقد أدَّى آلاف السوريين السبت صلاة الجنازة على أرواح المدنيين والعسكريين الذين قضوا في التفجيرين.

ولُفَّت نعوش القتلى بالأعلام السورية، ووضعت داخل الجامع الأموي الكبير وسط دمشق، بينما احتشدت في الخارج جموع حملت أعلاما طُبعت عليها صور الرئيس السوري بشار الأسد وأعلام حزب البعث الحاكم.

وقد تلا وزير الأوقاف السوري، عبد الستار السيد، بعد صلاة الجنازة داخل الجامع نص بيان مشترك أصدره رجال دين مسيحيون ومسلمون، ونددوا فيه بـ “الاعتداءات الإجرامية التي وقعت الجمعة، وبعمليات القتل والتدمير والتخريب التي تشهدها البلاد”.

نفي الإخوان

من جانبها، نفت جماعة “الإخوان المسلمين” في سورية أي مسؤولية لها بتفجيري الجمعة في دمشق، واتهمت السلطات السورية بتدبيرهما ولصق التهمة بالجماعة.

وردَّا على بيان نشره أحد المواقع الذي قيل إنه تابع لجماعة الإخوان المسلمين في سورية وتبنى باسمها الاعتداءين المذكورين، أصدرت الجماعة السبت بيانا اتهمت فيه النظام بالوقوف وراء “التفجيرين المروِّعين.

وقال البيان “إن النظام استخدم التفجيرين كوسيلة لخلط الأوراق، وإثارة الغبار، والظهور بمظهر الضحية”.

واتهم البيان من أسماهم “بعض عملاء النظام بتزوير صفحة باسم الموقع الرسمي لجماعة الأخوان المسلمين على شبكة الإنترنت، ونشر بيان مختلق عليه نسبوا فيه إلى الجماعة تبنيها للتفجيرين الانتحاريين” اللذين لقيا إدانة محليَّة ودولية واسعة.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

مرح البقاعى تكشف أسباب تعليق عضويتها في المجلس الوطني السوري

كشفت مرح البقاعي، عضو المجلس الوطني السوري أسباب تعليق عضويتها في المجلس إلى وجود خلافات فى توجهات المجلس لم تجد أمامها إلا أن تعلن تجميد عضويتها كى توضح للثوار السوريين عدم رضاها عما يحدث.

وقالت مرح البقاعي: يرجع أصل الخلاف إلى الاجتماع الذى تم فى تونس مؤخرا لأعضاءالمجلس الوطني السوري، حيث توجهت لتونس وأنا أحمل تطلّعات منها: ضرورة الحوار مع الأطراف كافّة واعتماد الشفافية والمهنية نهجاً للتخاطب والتعامل بين الأعضاء؛ وتحديد موقف واضح للمجلس من الجيش السوري الحر من جهة، ومن حماية المدنيين والتدخل العسكري الخارجي من جهة أخرى، والإعلان عن آليات واضحة وفاعلة لدعم المنشقّين العسكريين على الأرض وليس على الورق؛ وإجراء انتخابات عامة تطال هيئات المجلس كافة، بما فيها الأمانة العامة والمكتب التنفيذي بما يكفل إعادة ترتيب البيت المعارض السوري، وأخيراَ تمكين دور المرأة في المجلس، وتوسيع دائرة كوادره بحيث تُنتخب سيدتان للمكتب التنفيذي، وكذا خمس سيدات للأمانة العامة.

واستطردت قائلة : للأسف، لم تُعتمد الانتخابات إلا على مستوى بعض المكاتب، دون أن تطال بعضها الآخر، وفي مقدمتها المكتب الإعلامي الذي بقي عصياً على تطبيق الديمقراطية المنشودة، وكذلك لم تُدرج أهم التعديلات التي طرحناها لتعديل النظام الداخلي للمجلس والمتعلقة بالانتخابات العامة الدورية، وقد أبلغت من عدد من الأعضاء أن بعض من ضيوف الجلسة قاموا بالتصويت كأعضاء وهذا ما يطعن بالانتخابات برمتها رغم أنها جرت على مستوى ضيق، والأمر الذي يدعو للأسف أيضاً هو اكتشافنا أن النظام الداخلي الذي وزّعه علينا المنظمون للجلسة في اليوم الأول، وانكبننا على تعديله ومناقشته على امتداد أربع ساعات ونيف، بأنه مجرّد مسودّة قديمة تمّ توزيعها عن طريق الخطأ!

وتابعت : لقد تحدثت بصورة منفردة مع الأستاذ برهان غليون وأخبرته عن ضرورة ترميم الواجهة الإعلامية للمجلس، وانتخاب ناطق وناطقة رسميان باسمه من أصحاب الكفاءات الإعلامية، ونقل لي شباب الحراك رغبة الثوار في أن يكون لهم صوتاُ يتحدث باسمهم في المنابر الإعلامية، ودعمنا مطلبهم هذا بورقة تقدّمنا بها إلى المكتب التنفيذي، وحملت توقيع ٦٥ عضوا ممن حضروا الجلسة الختامية، وذلك لانتخاب كادر المكتب الإعلامي، وناطق رسمي باسم الثوار والمجلس، أثارت هذه الورقة زوبعة كبيرة في الجلسة الختامية، وتمّ الالتفاف عليها بشتى الطرق والألاعيب المكشوفة من أجل تأجيل البت بشأنها في حينه.

واشارت مرح البقاعى إلى ما دار بينها وبين برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري: قال لي الأستاذ غليون إن الناطق الرسمي هو منصب سياسي حسّاس ويجب أن يُعيّن من قبل المكتب التنفيذي، وأودّ في هذا الشأن أن أشير إلى أن الناطق الرسمي تنحصر مهمتهه في نقل سياسات الهيئة التي يمثّلها لا صناعة هذه السياسات، ومن هنا يجب أن يتمتع بكفاة إعلامية عالية وخبرة في مواجهة وسائل الإعلام والجدل مع الخصوم السياسيين، ومن هذا المنطلق يكون منصبه إعلامياً حصراً، لا سياسياً.

لافتة إلى ان أغرب ما في الأمر أن أحد أعضاء المجلس التنفيذي، والذي سألته عن سبب رفض إجراء الانتخابات العامة، ادعى أن المكتب التنفيذي والأمانة العامة عبارة عن أعضاء معينين، والمُعيّن لا يجوز له الانتخاب! فقلت له بتعجّب: أنتم تحاولون أن تشكلوا حكومة ظل بديلة، وهذه الحكومة معيّنة حسب قولك، فهل تقترح أن تلغوا الانتخابات إذا ما وصلتم إلى السلطة لأنكم معينون؟!

أما على مستوى الحوار والتخاطب فقد سيطرت روح التكتلات على الأجواء العامة بعيداً عن الخطاب المستقل لأفراد ارتأوا أن ينضووا تحت مظلة المجلس الوطني السوري والتي من المفترض الآن أن تحلّ نفسها ويتحول أعضاؤها إلى أعضاء مستقلين ينضوون تحت مظلة المجلس.

وشددت مرح على أن المجلس لم يقترب من معارضة الداخل برغم أن هدفه الذي أعلن عنه في النظام الداخلي جاء متناغما مع هدف هيئة التنسيق في إسقاط النظام “الاستبدادي” وحسب! وأنا ما زلت على يقين كامل بأن جسم سياسي معارض صحي وفاعل لا يضم أعلام معارضة الداخل من أمثال الأساتذة عارف دليلة، حسين عودات، ميشيل كيلو، فايز سارة، حازم نهار وآخرين… إنما هو مجلس قاصر ولن يستوفي الشرط السوري الملزم ضم كل ألوان الجطيف المعارض غي هيئة جامعة ولها رؤية سياسية يجتمع عليها الأغلبية.

عبد العظيم : قمع النظام سيفتح الباب أمام تعدد العنف

دان المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديموقراطي في سورية حسن عبد العظيم الانفجارين الذين استهدفها مركزين للأمن في دمشق لكنه أوضح أن اصرار السلطات على الحل الأمني لإنهاء الأزمة السورية هو من ولد العنف المضاد معتبرا أن السلطة تبقى هي المسؤولة.

وقال عبد العظيم في تصريح لـ«الراي»: «واضح أن تواصل العنف على مدى الأشهر الماضية التي تجاوزت العشرة هو ما سيفتح الباب أمام تعدد العنف بحجة الانتقام والشعور بأن ليس هناك من يدافع عمن يتعرضون من الشعب للقتل والاعتقال».

وقال إن «العنف سوف يجر إلى عنف مضاد ومماثل. وقلنا لهم في المعارضة الوطنية فليتوقف العنف وليسمح بالتظاهر السلمي والاستجابة لمطالب القوى الشعبية والشبابية والقوى الديموقراطية وأن العنف لا يحل الأزمات وان الحلول الأمنية والعسكرية تزيد من خطورة الأوضاع ولم يسمع أحد هذا الكلام».

وقال عبد العظيم إن «الجامعة قدمت مبادرة أساسية وهامة تبدأ بوقف الحل الأمني والعسكري وصولا إلى إطلاق عملية سياسية تؤدي إلى قيام نظام وطني ديموقراطي، وأيضا صارت هناك مماطلة وتسويف وزاد العنف أضعافا مضاعفة بحجة أن ما يجري هنا مؤامرة خارجية وعصابات مسلحة ولم يكن هناك اعتراف بما جرى من تغيير في المنطقة وربيع عربي جديد يريد إنهاء نظم الاستبداد والفساد ويقيم نظما ديموقراطية، فلم يتم التعامل أيضا مع المتغيرات والربيع العربي بعقلية تستبق الأمور وتنحني أمام العاصفة وتتكيف مع المطالب الشعبية الجديدة، وإنما تم التعامل معها بأن الربيع العربي هو مؤامرة أميركية صهيونية»، مشددا على أن «تجاوز الحقائق هو أمر خطير».

وقال عبد العظيم: «مرت عشرة أشهر والشعب السوري تكتوي أصابعة بالنار وبالقتل والقمع وصار الشعب يريد مخرجا وأصبح يطالب بحماية دولية ويتعلق بأي شيء ينقذه لكن العنف لم يتوقف أيضا»، مضيفا إن «هذا العنف الذي لم يتوقف وللأسف الشديد الآن ومع قدوم وفد من الجامعة العربية طلع علينا هذا العنف المضاد ردا على عنف السلطة، ومن يزرع الريح يحصد العاصفة».

وأكد أن المعارضة تدين العنف من أي مصدر جاء وهي تدين عنف السلطة ولكن بيئة العنف ستولد العنف المضاد والسلطة تبقى هي المسؤولة بشكل أساسي.

وحول توجيه الاتهامات رسميا إلى تنظيم «القاعدة» في تنفيذ الإنفجارين، قال إن «الماء العكر يجلب كل الذين يريدون ان يصطادوا فيه وان كانت هي قاعدة أو غيرها فإن الاستقرار الذي تحدثوا عنه طويلا وفرض بالحلول الأمنية هو استقرار هش وإنما الاستقرار الحقيقي هو الذي ينبع من إرادة شعبية ونهج ديموقراطي».

وبين عبد العظيم أنه «خلال الأزمة التي تعصف بالبلاد بدأنا نرى بعض الاستجابة للمطالب الشعبية بالإصلاح، ولكنه أيضا تم تفويت الفرصة بل أنه تم عرقلة جهود الجامعة والهجوم عليها والتشكيك فيها».

وقال: «ما نراه الآن هو الحصاد المر لسياسات داخلية ظالمة وسيئة وخطرة»، موضحا أن «العقل الذي يقود المرحلة هو العقل والحلول الأمنية، رفع حالة الطوارئ شكليا ولم ترفع عمليا وزادت علمية الاعتقالات وزاد القتل والعنف».

الراي العام

المفكر والمعارض السوري الدكتور طيب تيزيني:  النظام الأمني والاستبدادي في سورية يعيش على مبدأ «الأبدية في الحكم أو الموت وتدمير البلاد »

 وصف المفكر والمعارض السوري الدكتور طيب تيزيني النظام الأمني والاستبدادي في سورية بأنه يعيش على مبدأ «الأبدية في الحكم أو الموت وتدمير البلاد »، لافتاُ إلى أن هذه البنية الثقافية للنظام تأسست عبر الممارسة الواقعية والعملية من خلال احتكار الثروة والسلطة والإعلام

والحقيقة، معتبراً أن القصد من احتكار الحقيقة يختزل في ذلك الهراء الذي يقول إن حزب البعث هو الذي يقود الدولة والمجتمع، كما كان الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي سابقاً قائداً للدولة والمجتمع، وتفكك الاتحاد السوفيتي بسبب هذه الأمور.

وأضاف تيزيني في حوار مع «البديل » أنه عندما تجد أن الدول تنهار وتسقط نتيجة هذه العقلية السياسية ولا تتعظ من الدروس والعبر فإن ذلك غباء لا مثيل له في عالم السياسة، واعتبر أن نحو 95 % من الشعب السوري سينتفض في وجه النظام مع بدء بعثة المراقبين العرب مهامها بشكل فعلي في سوريا بالرغم من العراقيل الهائلة التي وضعها النظام في طريقها. وتابع د. تيزيني : »سنشهد زوال تلك الشريحة الوهمية المسماة ب)المؤيدة( من المشهد السياسي، على اعتبار أن الشريحة المؤيدة تنزل إلى الشوارع بعد أن يأتيها الإيعاز والتهديد من الدوائر الأمنية العليا بالخروج في المسيرات، وتلك الأعداد التي يتناولها الإعلام هي أعداد وهمية ولا تمت للحقيقة بصلة .»

وأشار د. تيزني الذي اعتقل في مظاهرة أمام وزارة الداخلية في مطلع الانتفاضة إلى أن : » دخول المراقبين العرب إلى الأراضي السورية سيكون حدثاً عظيماً، حيث سيخرج الشعب السوري إلى الشوارع، الأمر الذي من شأنه أن يهز أركان الدولة الأمنية. والشرط الأول في تطبيق المبادرة العربية أن يتوقف العنف وسحب الجيش والأمن من الشوارع .»

وأوضح تيزني أن مراهنة النظام السوري على ترويج الدعاية السلفية والأصولية فشلت في تفجير حرب أهلية بين مكونات المجتمع السوري، لا سيما أن هناك تحولات عميقة جرت على مدار العشرين عاماً الماضية كانت تهدف إلى خلق قوة سلفية وأصولية من قبل النظام نفسه، وخاصة في حمص المعروفة بالتعددية الدينية والعرقية كما مدينة القامشلي الواقعة في الشمال السوري، وهذان القطبان التحم فيهما الناس بشكل أكثر صلابة خلال الانتفاضة، وسقطت على إثره كل رهانات النظام.

وحول رأيه في شكل هوية الدولة بعد زوال نظام البعث قال المفكر السوري : «يجب أن تكون هوية الدولة علمانية ومدنية تحترم حريات وحقوق المكونات الاجتماعية والثقافية والدينية »، مشيراً إلى أن «بعض العقلاء من بين جماعة الإخوان المسلمين اقتنعوا بعلمانية الدولة ومدنيتها، وخصوصاً بعد أن نبهت الجماعة مراراً إلى أن النبي محمد عندما هاجر من مكة إلى المدينة خاطب كل من ينتمي إلى فرقاء الدين من المسلمين والمسيحيين والزرادشتين واليهود بقوله :أنتم جمعياً تملكون مدينتكم وكل واحد منكم مسوؤل عن واجبه وحقه، ولا يزيد واحد منكم على الآخر، كلكم في دستور واحد، أما مرجعياتكم الدينية فلكم حرية في ذلك، وهذا ما تناقله معظم المؤرخين العرب وخاصة الطبري .»

وتطرق د.تيزني في هذا الصدد إلى القضية الكردية في سورية، وقال إن الأكراد جزء من الشعب السوري، ويجب الاعتراف بحقهم التاريخي والثقافي والقانوني والإنساني في ظل دولة ديمقراطية، لافتاً إلى أن النظام هو الذي أوصد الأبواب أمام حقوق الأكراد، وأظهرهم وكأنهم يهدفون إلى تدمير البلاد وتقسيمها إلى أعراق وقوميات، وفي ظل تلك الحالة أنتجوا التطرف من الجانبين الكردي والعربي، والبديل الأفضل لتجاوز تلك المخلفات السلبية هو تطبيق الديمقراطية والمدنية والعلمانية، وعلى الجميع الانخراط في المشروع الديمقراطي لأنه يضمن حقوق الكل أمام القانون.

وحول توصيف واقع الحراك الثوري في سورية أوضح المفكر السوري أن الثورات في السابق كانت تنطلق على أسس طبقية مستندة على شريحة العمال والفلاحين والبرجوازيين ، ونتيجة لقيام النظام المستبد في سورية بتفكيك بنية الطبقات الاجتماعية والفئوية والأحزاب الكلاسيكية انتقلت الثورة إلى شريحة الشباب الذين ينحدرون من طبقات اجتماعية متنوعة، لأن النظام سلب معظم الشرائح كرامتها وحريتها وحقوقها المادية.

وكشف د. تيزيني عن مشاركته في الثورة بشكل ميداني، وهو على تواصل مباشر مع الشباب الثائر، وينصحهم بالابتعاد عن الشعارات القبيحة، ويشدد على إحياء الخطاب السياسي المتنور الذي اختفى من سورية منذ أربعة عقود، لافتاً إلى أنه يرى بشارة النصر تلمع ببريقها في عيون الشباب.

المصدر: البديل

هل تقف الحكومة السورية وراء التفجيرين؟

تطرح صحيفة ديلي تلغراف البريطانية تساؤلا تصفه بالمُلِح حول هوية الجهة التي تقف وراء التفجيرين الانتحاريين اللذين هزا العاصمة السورية دمشق الجمعة الماضي.

ونقلت الصحيفة عن عدد من سكان دمشق قولهم إن مبنى المخابرات الذي انفجرت أمامه السيارتان الملغومتان محاط بنقاط تفتيش وأكياس رمل أقيمت مع بدء الانتفاضة قبل تسعة أشهروهي واضحة للعيان.

وتتساءل الصحيفة “لكن هل هذا كافٍ لإثبات ادعاءات المعارضة بأن وحدها الحكومة هي القادرة على الاقتراب من المبنى وشن الهجوم عليه؟”.

يقول متحدث باسم جيش سوريا الحر إنه مكث خلال العامين الماضيين داخل مباني المخابرات تلك، مشيرا إلى أنه ليس بإمكان المرء الدخول إليه “فهناك حراس ونقاط تفتيش كل خمسين مترا قبل الاقتراب من الأسوار الخارجية للمبانى”.

وأضاف “البوابات عالية وهي محاطة بإجراءات أمنية مشددة من كل جانب. فإذا لم تكن من داخل دوائر النظام فمن المستحيل عليك وعلى أي أحد آخر أن يفعل ما حدث” حتى الجيش السوري الحر–يقول المتحدث-لا يحلم بمهاجمة تلك المباني.

وتقول الصحيفة إن لسوريا تاريخا طويلا من عمليات التفجير تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي وما قبله كانت من عمل الجماعات الإسلامية على ما يبدو، مما حمل بعض كبار المحللين على الظن بأن جماعة مناوئة للحكومة قد تكون وراء هذا الهجوم.

وأبدى جوشوا لانديس–الأكاديمي الأميركي الذي تنبأ في بداية الانتفاضة السورية بأن البلاد قد تنحدر نحو صراع أهلي- دهشته من عدم حدوث مثل هذا التفجير في وقت سابق.

وقال لانديس الذي تربطه علاقات وثيقة بسوريا إن هناك أعدادا كبيرة من الخلايا والجماعات التي تعمل على نحو مستقل عن الآخرين، وإن إمكانية لجوء بعضها لمثل هذه العمليات الجهادية ليس مستبعدا.

ووفق ديلي تلغراف، ليست هناك استحالة في صحة ادعاء الحكومة ذلك أن الهجوم يشبه بالفعل التفجيرات التي نُسبت في السنوات الأخيرة إلى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.

غير أن التنظيم ليس له سجل بشن عمليات داخل سوريا التي تشاطره الفكر المعادي لأميركا.

يقول لانديس إنه من المفيد جدا للحكومة السورية أن تصور نفسها وكأنها تقاتل ضد القاعدة، وهو الأسلوب ذاته الذي تحاول كل حكومة أخرى في الشرق الأوسط أن تظهره للعالم.

                      ديلي تلغراف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى