أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 01 تشرين الأول 2017

 

 

 

تهدئة في إدلب تمهد لنشر شرطة إيرانية وتركية

لندن – «الحياة»

ساد محافظة إدلب أمس هدوء حذر مع تراجع وتيرة القصف الجوي. وأفادت مصادر في المعارضة أن تراجع وتيرة عمليات القوات النظامية السورية والطيران الروسي يأتي في إطار تفاهمات بين كل من روسيا وتركيا وإيران لبدء تهدئة في إدلب، تمهيداً لنشر قوات من الشرطة العسكرية التركية والإيرانية في المحافظة في إطار نظام «خفض التوتر».

ونقلت وكالة «انترفاكس» أمس، عن مسؤولين روس أن الشرطة العسكرية التركية بدأت بالفعل الانتشار في إدلب، بعد يومين من لقاء الرئيس رجب طيب اردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين في أنقرة. وأفادت مصادر المعارضة أن الجانبين الروسي والتركي اتفقا على تهدئة شاملة في إدلب إبتداءاً من الجمعة 29 آيلول (سبتمبر) الماضي، تمهيداً لتطبيق «خفض التوتر». ونقلت «الوكالة عن مصدر روسي قوله إنه «لا توجد شرطة عسكرية روسية في إدلب حتى الآن، لكن عناصر الشرطة العسكرية التركية ينتشرون هناك». وأضاف أن الشرطة العسكرية الإيرانية ستنتشر أيضاً في إدلب.

وأوضح أن تحديد مواقع انتشار الشرطة العسكرية لمراقِبة التهدئة «لا تزال مستمرة».

وشدد على أن سورية «أصبحت أكثر هدوءاً» بعد محادثات آستانة الأخيرة فور بدء سريان مفعول اتفاق التهدئة على الأرض.

في موازاة ذلك، أرسلت تركيا تعزيزات عسكرية جديدة إلى منطقة الريحانية قرب الحدود السورية. وأفادت وكالة «الأناضول» الرسمية أن موكباً يضم 20 مركبة بينها آليات بناء وإسعاف، توجهت إلى منطقة «جيلفا غوزو» في قضاء الريحانية، التابع لولاية هاتاي جنوب البلاد.

وكانت تركيا أرسلت تعزيزات عسكرية على مدى الأسبوعين الماضيين إلى منطقة الحدود السورية، بعد اتفاق آستانة على ضم إدلب إلى «خفض التوتر».

وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن التدخل العسكري الروسي في سورية منع تقدم «داعش» و»جبهة النصرة». وأفادت وزارة الدفاع أن حصيلة العمليات خلال الأسبوعين الماضيين فقط كانت قتل 2495 مسلحاً، وجرح 2700، نتيجة الضربات الجوية. وذكرت أن من بين هؤلاء القتلى 16 قائداً ميدانياً على مختلف المستويات وأكثر من 400 متشدد قدموا من روسيا ودول الاتحاد السوفياتي سابقا».

ووفقا لوزارة الدفاع الروسية تم خلال هذه الفترة تدمير 67 نقطة دفاعية و27 دبابة و21 منصة لراجمات الصواريخ و149 سيارة رباعية الدفع مزودة برشاشات ثقيلة و17 سيارة ملغمة و51 مخزنا للذخائر.

وتابعت: «في الوقت الراهن، تقوم القوات السورية، بدعم من القوات الجوية الروسية، بإكمال عملية تطويق، والقضاء على مجموعة كبيرة (أكثر من 1500) من عناصر «داعش» في شرق محافظة دير الزور.

أما أبرز نتائج التدخل الروسي فكانت بحسب ما ترى موسكو، إستعادة النظام لحلب في كانون الأول (ديسمبر) عام 2016، وتطهير البادية وقرب إستعادة الرقة ودير الزور. إضافة إلى تنشيط مسار الديبلوماسية، بما فيه مفاوضات آستانة، وظهور نظام «خفض التوتر» وفيما تشير فصائل المعارضة إلى سقوط الاف المدنيين نتيجة للقصف الجوي، تشدد روسيا على أنه بخلاف عام 2015، فإن العالم اليوم على وشك طي صفحة «داعش».

ميدانياً، سيطرت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) على حقول الجفرة النفطية شمال شرق مدينة دير الزور من يد «داعش». وأفادت «قسد» في بيان أمس أنه «في ساعات الصباح الأولى استطاعت قواتنا التقدم باتجاه حقول الجفرة النفطية شمال شرق دير الزور، وحررتها بشكل كامل من قبضة المرتزقة الإرهابيين».

وأضافت أن «حملة عاصفة الجزيرة التي تخوضها قوات سورية الديموقراطية تستمر بالتقدم، وتحقيق أهدافها العسكرية على الأرض وفق المخطط له». وتأتي السيطرة على حقول الجفرة، بعد أسبوع من السيطرة على أكبر حقول الغاز في المحافظة وهي «كونيكو» وشركة «العزبة».

 

«داعش» يسيطر على بلدة القريتين جنوب حمص

بيروت – رويترز

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الأحد) بأن مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) انتزعوا السيطرة على بلدة القريتين في محافظة حمص في إطار هجوم مضاد أوسع نطاقاً من التنظيم المتشدد، فيما يقاوم هجوماً عنيفاً في شرق سورية.

ولم يرد تعليق من الجيش السوري على أنباء سقوط القريتين، الواقعة على بعد 120 كيلومتراً شمال شرقي دمشق، في أيدي «داعش».

وكانت قوات الحكومة السورية استعادت البلدة من التنظيم المتطرف قبل ستة أشهر. وقال «المرصد» إن مسلحي التنظيم سيطروا على القريتين في هجوم مفاجئ شنوه بعدما تسللوا للمدينة.

يذكر أن قوات النظام تمكنت في العاشر من أيلول (سبتمبر) المنصرم، من فتح الطريق إلى المدينة والقادم من دمشق، وجرت عملية فك الحصار على ثلاث مراحل أولها فك الحصار عن «اللواء 137»، ومن ثم فك الحصار عن مطار دير الزور العسكري وكتلة الأحياء المرتبطة به، والمرحلة الثالثة وهي الوصول إلى المدخل الغربي لمدينة دير الزور عند منطقة البانوراما بعد استكمال السيطرة على طريق دمشق – دير الزور.

 

دي ميستورا يدعم دور «مجموعة الاتصال» الفرنسية

باريس – رندة تقي الدين

كشف مصدر فرنسي مطلع على الملف السوري  لـ»الحياة» أنه خلال الإتصال الهاتفي بين الرئيسين الفرنسي ايمانويل ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، عشية توجه ماكرون إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، قال ماكرون لبوتين: إذا أردت أن تكون وحدك في سورية ممزقة بسبب النزاع ودون أموال ومع كل مشاكل ما بعد الحرب، استمر في نهجك الحالي دون الأخذ بآراء الآخرين بالنسبة للحل في سورية.

وزاد ماكرون لبوتين أنه إذا أراد التعاون الدولي فعليه أن يفتح الباب لمفاوضات سياسية للحل في سورية. وكان جواب بوتين هو لماذا يقوم بذلك ووحدهما روسيا وإيران تهيمنان على الصعيد العسكري في سوريةـ

وأشار بوتين إلى أن الأميركيين غير مهتمين بالأزمة. فأجابه ماكرون أنه قد  يكون على حق على المدى القصير، ولكنه مخطئ على المدى المتوسط. وزاد أنه إذا وافق بوتين على منطق ماكرون لفتح المجال على تعاون دولي للحل في سورية داخل مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، فوافق بوتين.

إذ عقد وزراء  خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن اجتماعاً مع أمين عام الأمم المتحدة انطونيو غوتيرش كان ٧٠ في المئة منه حول سورية وقبل ذلك عقد مدراء خارجية الدول الخمسة  اجتماعاً في نيويورك حول سورية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرفي لافروف إن روسيا توافق على العمل داخل مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية، وأيضا توافق على توسيع حلقة الدول للعمل معها، شرط أن تكون إيران من بينها، لكن الولايات المتحدة عارضت مشاركة إيران . فبحسب القرار الفرنسي يتم الدعوة لإنعقاد اجتماع حول سورية تكون فيه الدول الخمس الدائمة العضوية، إضافة إلى القوى النافذة في المنطقة، أي السعودية ومصر وتركيا والأردن، على أن يكون هناك تحاور فرنسي إيراني بالتوازي حول الموضوع . وقال المصدر إن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا يريد تقديم الدعم، دون إعطاء الإنطباع أن المجموعة تحل مكانه. فقد وافق على مبدأ مجموعة الاتصال لمساعدته في الصعوبات مع الروس ولعدم اهتمام الأميريكيين بالملف السوري. وأوضح أن باريس تفكر حالياً كيف تتحرك مجموعة الأتصال قبل مؤتمر جنيف المقبل، أخذاً في الأعتبار أن دي ميستورا يريد مساعدة ودعم في مفاوضاته، لكن دون إعطاء الإنطباع بأنه يتم إدارتها من جهة آخرى بديلة، خصوصاً إن دي ميستورا يرى صعوبة وتشدد الموقف الروسي، وأن الأميركيين غير مهتمين بالوضع، ما يجعل مجموعة الأتصال مفيدة إذ لم تتدخل في عمله.

 

هيومان رايتس ووتش: إيران جندت أحداثا من أفغانستان للقتال في سوريا

“القدس العربي”- وكالات: قالت منظمة “هيومان رايتس ووتش” الحقوقية الدولية في تقرير نشر الأحد إن إيران قد جندت أحداثا من أفغانستان للقتال مع قوات الحكومة في سوريا.

 

وذكرت هيومان رايتس ووتش أن قوات “الحرس الثوري الإيراني” قد جندت عناصر تبدأ أعمارهم من 14 عاما للقتال في وحدة “الفاطميون”، وهي وحدة مسلحة من الأفغان فقط. وأضافت المنظمة أنها سجلت ما لا يقل عن 8 مقابر لأحداث أفغان في إيران قاتلوا ولقوا حتفهم في سوريا.

 

وقالت سارة لي ويتسون، مديرة مكتب شؤون الشرق الأوسط في هيومان رايتس ووتش، إنه ينبغي على السلطات الإيرانية “أن تقدم المسؤولين عن تجنيد الأطفال الأفغان للمحاسبة” ولابد أن تنهي هذه العملية على الفور بدلا من مهاجمة “الأطفال الضعفاء من المهاجرين واللاجئين”.

 

ونقل التقرير عن الإعلام الإيراني أنه تم تسجيل مقتل ما لا يقل عن ستة أحداث أفغان آخرين خلال القتال في صفوف وحدة “الفاطميون” التي يبلغ قوامها 14 ألف فرد في سوريا.

 

ورغم أن شواهد قبورهم تقول إن أعمارهم 18 عاما، قالت أسر هؤلاء الأحداث إن أبنائها قد كذبوا فيما يتعلق بأعمارهم من أجل الالتحاق بالقوات.

 

وجاء في التقرير أن إيران قد أغرت المهاجرين الأفغان بعروض منح الجنسية لأسر المقاتلين الأجانب “إذا لقوا حتفهم أو أصيبوا أو وقعوا في الأسر”.

 

وتعد أفغانستان من أكبر المصادر للمهاجرين في العالم بعد سوريا. وتقدر وزارة الداخلية الإيرانية عدد اللاجئين الأفغان بالجمهورية الإسلامية بنحو 2,5 مليون أفغاني من بينهم من يحمل وثائق ومن لا يحمل وثائق.

 

تنظيم «الدولة» يقطع طريق إمداد روسيا إلى دير الزور

اسطنبول ـ “القدس العربي” من منهل باريش: قطع تنظيم «الدولة» طريق تدمر ــ دير الزور في عدة مواقع لمسافة تزيد عن 50 كم، متصلة شمالا بين الشولا وكباجب بطول 25 كم، اضافة إلى القسم الواقع شرق السخنة.

وشن مقاتلو التنظيم هجوما مباغتاً على قرية الشولا (30 كم غربي دير الزور) من جهة البادية شرقا، ومن ثم بدأت عملية التقدم على الطريق بين الشولا وكباجب، ليتم السيطرة على الطريق بشكل كامل. وأعلن التنظيم عن مقتل 65 جنديا من القوات الروسية وقوات النظام، وأسر ثلاثة جنود، اثنان منهم روسيان والثالث سوري، وهو ما نفته وزارة الدفاع الروسية. ولم تنشر معرّفات التنظيم الرسمية أي صور أو شريط مصور للأسيرين الروسيين.

بالتوازي، وبعد تركيز الهجوم على محور كباجب ــ الشولا واستنفار قوات النظام من السخنة باتجاه قرية هريبشة التي بدأ مقاتلو التنظيم بالتقدم اليها من كباجب، باغت التنظيم قوات النظام في السخنة، والتف عليها غربا وسيطر على جبل الطنطور المشرف على البلدة، وقطع بنيران الرشاشات الثقيلة طريق دير الزور ــ تدمر. وأدت سرعة العمليات العسكرية والمفاجئة إلى وقوع عشرات القتلى على جبل الطنطور.

وأطلق التنظيم ما أسماه «غزوة الشيخ ابي محمد العدناني» على مواقع قوات النظام والميليشيات الإيرانية في بلدة مظلوم، حيث فجر مقاتل في التنظيم نفسه بدراجة مفخخة «ليقتل العشرات ويدمر 6 آليات» حسب ما أفادت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم. وبذلك أحكم التنظيم السيطرة على قريتي جبيلة والبوعمر، جنوب مدينة دير الزور.

وكبد التنظيم قوات النظام خسائر كبيرة في منطقة الوعر في عمق البادية السورية، حيث تسلل مقاتلو «الدولة» إلى عدة تجمعات في راس الوعر وقتلوا عناصر قوات النظام ليلا، وسيطروا على مستودعات الذخيرة والآليات والدبابات، حسب شريط فيديو بثته وكالة «أعماق».

على الضفة الشرقية لنهر الفرات، أحرز المجلس العسكري لمدينة دير الزور، التابع لقوات سوريا الديمقراطية، «قسد»، تقدما هاما مع سيطرته على حقل غاز كونكو شمال شرق مدينة دير الزور، ليوسع بعده العمليات العسكرية باتجاه نهر الخابور، فسيطر على بلدة الصور وقطع الطريق الغربي الموازي لنهر الخابور والذي يمر في الصور ويصل إلى البصيرة جنوبا والمناطق الشمالية للمحافظة. وعلمت «القدس العربي» من مصدر عسكري في مجلس دير الزور العسكري، أن قوات المجلس تقاتل بمساندة من طيران التحالف الدولي وقوات برية من وحدات حماية الشعب، وتنسق مع طيران التحالف في تحديد الأهداف الجوية.

إلى ذلك، ترغب أمريكا في تخفيف الاحتقان الحاصل مع روسيا بعد سيطرة قواتها الحليفة على حقل كونكو، ومحاولة قوات النظام السيطرة على الحقل بعد تجاوزها نهر الفرات إلى منطقة الجزيرة، عابرة إليها من منطقة الشامية. وستعكف على تأمين ظهرها من خلال تطهير كامل غرب نهر الخابور، انطلاقا من جهتي الصور جنوبا والشدادي شمالا.

الانتشار الطويل لقوات النظام على طريق تدمر ــ دير الزور في منطقة خالية وشبه صحراوية سيعرضها، والميليشيات الإيرانية والقوات الروسية الداعمة، إلى هجمات خاطفة دائمة من قبل تنظيم «الدولة»، ستُستنزف خلالها قوات النظام بشكل كبير، وستتعرض طرق الإمداد العسكرية والإغاثية والتموينية إلى خطر دائم، وسيخسر النظام أعداداً كبيرة من مقاتليه، كما حصل يومي الخميس والجمعة الماضيين، إذ دُمرت له عشرات الآليات وتكبد نحو 200 قتيل.

ذلك يعني الدفع بآلاف المقاتلين، وزيادة نقاط الحراسة والحماية على جانبي الطريق وخصوصا من جهة البادية شرقاً. وهو الأمر عينه الذي خبره النظام سابقا على طريق اثرية ــ خناصر، فشن التنظيم مئات الهجمات المتكررة في الأعوام الثلاثة الأخيرة، قبل ان يتمكن من السيطرة على المنطقة بين الطريق والطبقة جنوب الرقة.

هجمات الكر والفر التي يتقنها مقاتلو التنظيم بشكل كبير ستشغل اهتمام الحليف الروسي أساساً، وهو الذي يحاول فرض أمر واقع في المنطقة الشرقية. وسيعطل معارك التقدم جنوبا عدة أشهر مقبلة، وخلالها سينشغل الروس والنظام بتأمين الطريق وإبعاد خطر التنظيم، أو ستلجأ روسيا إلى خيار تسيير أرتال كبيرة عسكرية بحماية أسراب الطيران الروسي. لكنه خيار آني وإسعافي لا يمكن اعتماده استراتيجيا، فالتغطية الجوية للطريق على مدار الساعة هي أمر مستحيل، لأن الطائرات الروسية حينها ستتوقف عن أي دور هجومي آخر سواء في إدلب أو دير الزور.

هذه الهجمات، وتعثر استراتيجية موسكو، تصب في صالح واشنطن وحلفائها في شرق سوريا. فروسيا التي حاولت أن تنافس أمريكا على منطقة الجزيرة، سيتحدد دورها غرب نهر الفرات، وسيؤخر العمليات الروسية ذاتها في وادي الفرات الممتد من دير الزور إلى البو كمال، والتي تعتبر ضمن مناطق تحاصص النفوذ بين أمريكا وروسيا.

من جانب آخر، تهديدات قطع الطريق هذه ستحفز إيران على تواجد أكبر في المنطقة الشرقية، بعد أن كثفت تواجد ميليشياتها شرق القلمون وعلى طريق دمشق ــ بغداد، والبادية الشامية. فنقص أعداد مقاتلي جيش النظام، وعدم كفاءة الميليشيات السورية الموالية للنظام، والتكلفة الزهيدة لمقاتلي الميليشيات الإيرانية، والحرج الروسي من عدم تحقيق نصر في دير الزور، كلها عوامل تصب في صالح نفوذ إيراني أكبر في المنطقة الشرقية. ولكن تبقى أمريكا هي الأكثر فرحا بهجمات التنظيم ورؤية روسيا تغرق في المستنقع السوري، كما تحدث الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عند تدخل روسيا عام 2015.

 

1500 محاصر في صحراء حماة.. من بطش تنظيم الدولة إلى قهر النظام

“الأناضول”- عندما فكروا في الفرار من المعارك المستعرة بين النظام السوري وتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، في قرية العقيربات بريف حماة الشرقي، وسط البلاد، خشية أن تطالهم المعارك، لم يخطر ببالهم أنهم سيواجهون المجهول في الصحراء منذ ذلك الحين.

 

مصير فرضه النظام السوري على نحو 1500 مدني، يقوم بمحاصرتهم، منذ شهرين، في منطقة وادي العذيب الصحراوية، بمحافظة حماة، وهي المنطقة التي أدركهم فيها النظام خلال توجههم إلى مناطق المعارضة شمالا.

 

وبالتزامن مع معاركه مع تنظيم الدولة “داعش” في العقيربات، قام النظام بمحاصرة هؤلاء في المنطقة الصحراوية المذكورة وكان عددهم في البداية 8 آلاف مدني، إلا أن بعضهم استطاع الفرار من الحصار مخاطرا بحياته، ومعرضا نفسه لبطش المدفعية والرشاشات الثقيلة التابعة لـ”الأسد”، بحسب مسؤول محلي.

 

وتقع بلدة “العقيربات” في ريف حماة الشرقي، وتتصل جغرافيا مع ريف حمص الشرقي، وسيطر عليها “داعش” عام 2014، قبل أن يتمكن النظام السوري من طرد التنظيم منها والسيطرة عليها بداية سبتمبر/ أيلول الماضي.

 

وسيطر النظام على البلدة وريفها والتي كانت آخر معقل رئيسي أو مهم للتنظيم بحماة، إثر معارك بدأت في مايو/ آيار الماضي، واستمرت عدة أشهر، قبل أن يساعد في حسمها الغطاء الجوي الروسي.

 

ولايزال التنظيم يسيطر على بضعة قرى صغيرة تقع غرب العقيربات، وتستمر المعارك الدائرة بين الطرفين، في محاولة من قبل النظام للتقدم والسيطرة على تلك المناطق.وفي حديثه للأناضول، قال أحمد الحموي، رئيس المجلس المحلي لبلدة العقيربات، إن أكثر من 80 قتيلاً سقطوا من المدنيين المحاصرين خلال محاولتهم الفرار من حصار النظام.

 

وبين الحموي، أن النظام عمد إلى سحب جثامين القتلى، لإخفاء معالم المجزرة.

 

ولفت إلى وجود ما يناهز 70 جريحاً، تمكنوا من الوصول إلى مناطق المعارضة في الشمال السوري، تم تحويل بعضهم إلى المشافي التركية لتلقي العلاج نتيجة صعوبة إصاباتهم.

 

وأشار الحموي، إلى أن الكثير ممن هربوا من الحصار تاهوا بعد نجاتهم من الموت، مشيرا إلى أنهم تمكنوا من العثور على بعضهم وجمعهم مع عائلاتهم.

 

وأوضح أنه لم يتبق من الثمانية آلاف محاصر اليوم سوى 1500 فقط، في وادي العذيب، ويعانون من أوضاع إنسانية صعبة، بعد نفاذ الطعام الذي معهم تقريبا، وزيادة الأمراض المنتشرة بين الأطفال جراء قلة التغذية وشربهم المياه الكبريتية غير صالحة للشرب.

 

وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ندد في بيان سابق له، بحصار النظام لـ 8 آلاف مدني، وعمليات القتل التي نفذها خلال فرار الآلاف منهم، قبل أن يصبح عددهم حاليا 1500 فقط.

 

ووصف الائتلاف ما حدث ضد هؤلاء بـ”الإبادة الجماعية”، محملاً المجتمع الدولي الصامت مسؤولية استمرار النظام السوري والطيران الحربي الروسي والميليشيات الإيرانية، بقتل المدنيين ومحاصرتهم واستهدافهم، في خرق للقوانين الدولية ولقرارات مجلس الأمن الدولي.

 

عائلات سورية في اليونان.. قلق يخالطه الأمل

“القدس العربي”- (وكالات): يراود القلق عائلات سورية من المستقبل الغامض الذي ينتظر أبناءهم في اليونان، التي وصلوها بشق الأنفس بعد رحلة محفوفة بالمخاطر، ومخاض طويل للحصول على حق اللجوء.

 

وفي لقاءات مع عدد من الأسر التي تم منحها شققًا في العاصمة أثينا، في إطار اللجوء باليونان، روى هؤلاء قصصهم الإنسانية، وعبروا عن قلقهم البالغ إزاء مستقبل أبنائهم في الغربة.

 

وتقول بديعة جعفر، إنها غادرت مدينتها حلب، شمالي سوريا، وهي في الشهر الثالث من حملها، بعد 5 سنوات من العنف والاشتباكات الدائرة بالمدنية.

 

وتضيف “لقد شعرت بالسعادة والخوف عندما علمت أنني حامل، وأول ما فكرت به هو الخروج من المدنية، لأنني أعلم أنه من الإستحالة استقبال ولدي القادم في تلك الظروف الصعبة”.

 

وتؤكد أن “جلّ ما كنا نطلبه هو حياة أفضل لولدنا، حياة مفعمة بالأمل، وتعليم جيد”.

 

ويقول زوج بديعة، علي جعفر، إنه “يشعر بالقلق وينظر إلى المستقبل بأمل في اليونان”.

 

ويضيف “سأعمل في حال توفرت لي فرصة لذلك، وأعلم أن ذلك سيكون صعبًا، لأنني لا أتقن اليونانية، كما أن ثقافتهم تختلف عن ثقافتنا”.

 

من جانبها تقول مريم مراد، إنها حامل في الشهر الثامن، وإنها أمضت نصف فترة حملها في طريق اللجوء إلى أوروبا.

 

وتردف قائلة “عشت حياة مليئة بالآلام بمحافظة إدلب (شمال غرب)، حيث فقدت شقيقي في الحرب، الأمر الذي دفعني لمغادرة البلاد”.

 

وحالها حال بديعة وزوجها، تريد مريم لولدها القادم “أن يتلقى تعليمًا جيدًا ويذهب إلى المدرسة؛ وألا يعيش حياة مليئة بالخوف والرعب”.

 

أما محمد ورشا حمد، فيقولان إنهما بانتظار مولودهما الثاني، وأنهما غادرا مدينة درعا (جنوب) بسبب “تهديدات داعش”.

 

ويقول الزوجان  أنهما يأملان في الحصول على حياة رغيدة في اليونان.

 

داعش” يتقدم بالبادية السورية: محاولة تغيير المعادلات تغضب روسيا

محمد أمين

يحاول تنظيم “داعش” تغيير معادلة الصراع في البادية السورية وفي شرقي البلاد بشن هجمات مباغتة على قوات النظام وحزب الله اللبناني، الساعية منذ أشهر وراء طرد التنظيم من مواقعه وإحكام السيطرة على البادية التي تشكّل جغرافياً نحو نصف مساحة سورية، وعلى محافظة دير الزور ثاني أكبر المحافظات من حيث المساحة فضلاً عن غناها بالبترول. وأثارت التطورات المتلاحقة حفيظة موسكو حليفة النظام، متهمةً واشنطن بإنقاذ تنظيم “داعش” من “الفناء”، معتبرةً تصرفات الأميركيين في شرقي سورية “غير مسؤولة”، في مؤشر على تأزم الموقف بين الطرفين، مع سيطرة قوات تدعمها واشنطن على حقل نفطي آخر في دير الزور.

 

وشنّ تنظيم “داعش” هجوماً واسعاً فجر السبت على مواقع قوات النظام والمليشيات المساندة لها في مدينة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي، في خطوة تهدف إلى تخفيف الضغط عن مسلحيه في عدة جبهات أخرى. ورجّحت مصادر إعلامية تابعة للنظام السوري أن يكون هجوم التنظيم عبر “خلايا نائمة”، نظراً لوجود مسافة 150 كيلومتراً تفصل بين المدنية المستهدفة ومواقع “داعش” في المنطقة المعروفة باسم “تي 3″، والتي تحوي محطة لتوزيع النفط في شرق تدمر، فضلاً عن وجود أكثر من ستين كيلومتراً بين القريتين وناحية عقيربات شرق حماة، حيث لا يزال التنظيم يمتلك قواعد لمسلحيه.

 

وكانت مصادر تابعة لـ”حزب الله” الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام في سورية، نعت يوم الجمعة الماضي أكثر من 10 عناصر، خلال هجوم “داعش” على مواقعهم في مدينة السخنة بريف حمص الشرقي في قلب البادية السورية. وأكدت مصادر محلية أن التنظيم سيطر على مواقع عسكرية استراتيجية إثر عملية مباغتة. وأكد ناشطون أن تنظيم “داعش” بات على بعد أربعين كيلومتراً عن مدينة تدمر، عقب هجومه الواسع في الآونة الأخيرة، على مواقع النظام السوري في البادية السورية، في تطور من الممكن أن يعيد خلط أوراق الصراع مجدداً. كذلك، شنّ التنظيم يوم الجمعة، هجوماً واسعاً على مواقع قوات النظام من عدة محاور باتجاه مدينة السخنة شرق حمص، وسيطر على خمسة حواجز تابعة لقوات النظام وعلى جبل الطنطور الاستراتيجي المطل على المدينة، ومفرق البغالة، وقرية القليع، وشركة غاز القليع، شرق مدينة السخنة. وأشارت وكالة “أعماق” الناطقة باسم “داعش” إلى أن أكثر من 40 عنصراً من قوات النظام والمليشيات قتلوا خلال هذه المعارك الدائرة، فيما ذكرت مصادر محلية أن التنظيم سيطر على المحطة الثالثة ومحيطها شرق مدينة تدمر بالريف الشرقي لحمص.

 

وذكرت وسائل إعلام تابعة للنظام أن قوات الأخير صدت هجوماً عنيفاً شنه تنظيم “داعش” على عدة نقاط واقعة على أوتوستراد دير الزور-تدمر بين بلدتي الشولا وكباجب بريف دير الزور الجنوبي الغربي، لكن جرت محاصرته ضمن خط ترابط ناري، بعد التقاء قوات النظام القادمة من السخنة بالقوات الآتية من الشولا في كباجب، بحسب الوسائل الإعلامية نفسها.

 

غير أن تسجيلا مصورا بثته وكالة “أعماق” أظهر عشرات القتلى من قوات النظام غربي دير الزور، كما تحدث ناشطون عن وقوع عدة حافلات تقل عشرات الجنود لقوات النظام في كمين لعناصر “داعش” قرب بلدة الشولا. في المقابل، أوردت صفحات موالية للنظام، على مواقع التواصل الاجتماعي، أن هؤلاء القتلى الذين ظهروا في الشريط هم عناصر من قوات النظام كانوا على متن الحافلات، فيما تؤكد مصادر محلية أن قوات النظام محاصرة حالياً في السخنة، وسط تطورات متسارعة تشهدها المنطقة، من خلال تبادل السيطرة بين الطرفين.

 

وأكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن خسائر قوات النظام و”حزب الله” بلغت، في يومين، أكثر من 100 قتيل خلال اشتباكات البادية ودير الزور، من ضمنهم 20 قتيلاً على الأقل من “حزب الله” اللبناني.

 

وأثارت التطورات العسكرية في البادية السورية ودير الزور حفيظة الروس حلفاء النظام، متهمين الأميركيين بالتسبب في استعادة تنظيم “داعش” زمام المبادرة في الصراع إثر تراجعه الكبير. واعتبر المتحدث باسم قاعدة حميميم الروسية في الساحل السوري، أليكسندر إيفانوف، أن هجمات التنظيم “الارتدادية” بحسب وصفه، ضد قوات النظام “مثيرة للريبة”. وأضاف أن “التنظيم المتشدد فقد التوازن بشكل كامل في الآونة الأخيرة، لكنه الآن يستعيد توازنه بشكل سريع بعد تدخل واشنطن عبر قوات سورية الديمقراطية شمال دير الزور ووضعها لقيود حالت دون استكمال القضاء على التنظيم المتشدد بشكل كامل”، بحسب قوله. ويشن التنظيم هجمات معاكسة على قوات النظام في مدينة دير الزور ومحيطها، خاصةً في حويجة صكر، وعلى محور خشام، وحطلة فوقاني. وحمّل إيفانوف الجانب الأميركي مسؤولية تبعات الهجوم الذي يشنه تنظيم “داعش” ضد قوات النظام في دير الزور. وقال في تصريحات نشرها أمس السبت، على صفحة “قاعدة حميميم” على موقع “فيسبوك”، إن “هذا الهجوم لم يكن ليحدث لولا التدخل الأميركي شمال دير الزور والذي كان بمثابة إنقاذ للتنظيم الإرهابي الدولي من الفناء في لحظاته الأخيرة”. وأضاف الناطق الروسي أن “هذه التصرفات غير المسؤولة ستؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا في سورية، وارتفاع في وتيرة العنف من جديد”، في مؤشر على تأزم العلاقة بين موسكو وواشنطن حيال التطورات العسكرية المتلاحقة في شرقي سورية.

 

في غضون ذلك، استطاعت “قوات سورية الديمقراطية”، المدعومة أميركياً، تحقيق اختراق جديد من شأنه تأجيج الصراع على محافظة دير الزور، إذ سيطرت على حقل نفطي جديد شمال شرقي مدينة دير الزور بالجانب الشمالي من نهر الفرات في سياق حملة “عاصفة الجزيرة” التي بدأتها في التاسع من شهر سبتمبر/أيلول الحالي. وأعلنت المتحدثة الرسمية باسم حملة “عاصفة الجزيرة”، ليلوى العبد الله، أن “قوات سورية الديمقراطية” انتزعت السيطرة أمس السبت، على حقول الجفرة النفطية شمال شرقي مدينة دير الزور، مشيرةً في تصريحات صحافية، إلى أن تنظيم “داعش” فقد أهم مصادر تمويله بعد خسارته حقول الجفرة. وكانت “سورية الديمقراطية” سيطرت أخيراً على حقل ومحطة كونوكو، وهي تسعى للسيطرة على حقول أخرى منها حقل العمر أكبر حقول النفط في سورية، إضافةً إلى حقلي التنك والورد وكلها تقع شمال نهر الفرات. وبسيطرة “سورية الديمقراطية” على حقل الجفرة، بدأت تقترب أكثر من مناطق تسيطر عليها قوات النظام السوري شمال نهر الفرات، وهو ما يفتح الباب أمام صدام مباشر بين القوتين.

 

النظام يعترف بخسارته القريتين و”داعش” يواصل هجومه المعاكس

اعترفت قوات النظام السوري بالانسحاب من مدينة القريتين الاستراتيجية، جنوب شرق محافظة حمص، في وقت واصل فيه تنظيم “الدولة الإسلامية” هجومه المعاكس على مواقع النظام في البادية السورية الوسطى، في إطار المعركة التي أطلقها، قبل يومين، تحت مسمى “غزوة أبو محمد العدناني”.

 

وذكرت وسائل إعلام النظام، الأحد، أن “تنظيم داعش الإرهابي يسيطر على مدينة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي، والجيش السوري يفرض طوقًا على عناصر التنظيم في المدينة”، مشيرة إلى عملية عسكرية لقوات النظام وسط تمهيد ناري يستهدف نقاطاً محددة داخلها.

 

ولم يعلن التنظيم بشكل رسمي السيطرة على المدينة، إلا أن وكالة “أعماق” التابعة له قالت، إن “مقاتلي الدولة هاجموا مواقع لقوات النظام في القريتين”، بينما ذكرت مصادر إعلامية لمواقع سورية معارضة، أن التنظيم سيطر على المدينة عقب عمليات “انغماسية” استهدفت حواجز قوات النظام.

 

وتأتي السيطرة على القريتين ضمن معركة أطلقها تنظيم “داعش”، في اليومين الماضيين، تحت مسمى “غزوة أبو محمد العدناني”، انتزع خلالها مساحات واسعة من سيطرة قوات النظام غربي دير الزور، وصولًا إلى مدينة السخنة بريف حمص الشرقي.

 

وفي السياق نفسه، ذكرت صفحة “البادية 24” على “فايسبوك”، أن التنظيم شن حملة اعتقالات طالت بعض المنتميين إلى اللجان الشعبية، كما قام بتصفية آخرين، وأشارت إلى أن “قوات الأسد وعقب انسحابها من المدينة، واستقدام تعزيزات، طالبت عناصر تنظيم داعش بفتح طريق للانسحاب من الجهة الجنوبية، إلا أن التنظيم رفض”.

 

وتقع القريتين جنوب شرقي حمص وتبعد عنها 70 كيلومتراً، وتشكل صلة الوصل بين ريف حمص والقلمون الشرقي في ريف دمشق، إضافةً إلى قربها من مستودعات مهين العسكرية التابعة لقوات النظام السوري، وكان التنظيم سيطر عليها في 2015، إلى أن استعادتها قوات النظام في الأشهر الأولى من العام 2016.

 

وفي السياق، حقق التنظيم تقدماً في مناطق عدة شمال وشرق مدينة السخنة، شرق حمص، بعد معارك مع قوات النظام السوري، تمكن خلالها من السيطرة على قريتي شنهص والطيبة، وجبل الضاحك، وسط أنباء عن فرار جماعي لقوات النظام، ومقتل نحو 27 منهم.

 

كذلك سيطر التنظيم على “قصر الحير الشرقي” شرق مدينة السخنة، بعدما دمر بـ”صواريخ موجهة” “دبابتين” و”عربة شيلكا” لقوات النظام، وذلك بعد يوم من سيطرته على مفرق قصر الحير على طريق السخنة ـ دير الزور، حسب ناشطين.

 

وفي محافظة دير الزور، توقفت تقريبا المعارك بين قوات النظام و”داعش”، في الضفة الشرقية لنهر الفرات، بعدما سيطرت الأخيرة على قرية خشام، واصطدمت بنفوذ “قوات سوريا الديموقراطية” في المنطقة، التي حققت نتائج عسكرية كبيرة، من ضمنها السيطرة على حقول الجفرة النفطية، وأكبر حقلي غاز في سوريا.

 

وفي مقابل الهدوء على الأرض، تواصل القصف الجوي على قرى وبلدات ريف المحافظة، ليل السبت ـ الأحد، ما أدى إلى مقتل تسعة مدنيين، بينهن ثلاثة أطفال وامرأتان، وجرح العشرات، في بلدة بقرص، فيما قتل خمسة آخرون بقصف مماثل على محيط مشفى عائشة و جمعيات الحجر وشارع الكتف ومسجد الشافعي بمدينة البوكمال.

 

إدلب:إيقاف الحملة الروسية..والمعارضة تنفي نشر قوات تركية

نقلت مواقع تابعة للمعارضة السورية، عن عضو في “وفد الفصائل إلى الأستانة” السبت، التوصل لاتفاق مع روسيا برعاية تركية لإيقاف القصف على محافظة إدلب، عقب المجزرة التي ارتكبت في بلدة أرمناز، في وقت نفى فيه مسؤولون بالمعارضة انتشار قوات تركية في المحافظة.

 

وقال عضو الوفد والقائد العام لـ”حركة تحرير وطن” العقيد فاتح حسون، إن لجنة مصغرة من الوفد اجتمعت مع الجانب الروسي برعاية تركية، الجمعة بعد المجزرة، وأقروا وقف القصف الجوي من روسيا وقوات النظام السوري.

 

وأشار حسون، إلى أن روسيا أكدت التزامها بالاتفاقات السابقة، في إشارة لاتفاق “تخفيف التصعيد” الذي جرى إدخال محافظة إدلب إليه، في محادثات “أستانة 6″، وذلك بعدما ارتكبت طائرات حربية مجزرة في بلدة أرمناز أسفرت في حصيلة أولية عن مقتل 33 مدنيا وجرح 29 آخرين بينهم نساء وأطفال.

 

على صعيد متصل، نفى مسؤولون عسكريون في “الجيش السوري الحر”، السبت، انتشار قوات تركية أو روسية داخل المحافظة، بعدما صرّح مسؤول روسي في وقت سابق، إن شرطة عسكرية تركية بدأت الانتشار في مناطق من إدلب.

 

وقال مسؤول معارض، إنه لم تحصل أي مستجدات على الأرض في ما يتعلق بنشر قوات مراقبة تخفيف التصعيد، مؤكدا أن الانتشارات السابقة لجميع القوات لم تتغير، وكذلك نفى المتحدث الإعلامي باسم “جيش إدلب الحر”، مصطفى الحسين، نشر قوات تركية.

 

بدوره، أوضح عضو وفد المعارضة إلى الأستانة، يحيى العريضي، أن الانتشار الموجود في إدلب حاليا هو ذاته الذي توافقت عليها الأطراف خلال “الأستانة 6″، وأضاف أن القوات الروسية تتمركز بمحيط المحافظة عند خطوط التماس بين “الحر” وقوات النظام السوري وعند سكة الحجاز شرق إدلب، في حين تتمركز القوات التركية في الجانب المقابل على حدودها مع سوريا شمالي المحافظة.

 

وفي السياق، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، السبت، إن محافظات إدلب وحماة وحلب تشهد حالة من الهدوء منذ منتصف ليل الجمعة-السبت، بعد توقف الغارات الجوية التي شنتها طائرات روسية وسورية على مناطق مختلفة من المحافظات الثلاث.

 

وأضاف “المرصد”، في بيان، إن حالة الهدوء هذه تأتي بعد سلسلة غارات مكثفة تجاوزت 1500 غارة خلال 11 يوماً متتالياً، موضحاً أن الغارات بدأت مع معركة أطلق عليها “المحاولة الأخيرة” وبدأت في 19 أيلول/سبتمبر الجاري.

 

يشار إلى أنه بموجب الاتفاق الذي تم في الجولة السادسة من أستانة بين روسيا وتركيا وإيران، تقوم القوات التابعة للدول الثلاث بمراقبة منطقة خفض تصعيد التوتر في محافظة إدلب، بينما ستتولى الشرطة العسكرية الروسية الأمر في المناطق المتبقية.

 

الشرطة العسكرية التركية تنتشر في إدلب..والإيرانية تستعد

بدأت الشرطة العسكرية التركية عملية انتشارها في محافظة إدلب السورية، وفق ما كشفت وكالة “انترفاكس” الروسية، السبت، من دون أن تقدم مزيداً من التفاصيل.

 

ويأتي الانتشار التركي بعد يومين من لقاء الرئيس التركي رجب طيب اردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين في أنقرة، الذي خصص لمناقشة الوضع في إدلب. وكانت الدول الضامنة لنظام وقف إطلاق النار في سوريا، أي روسيا وتركيا وإيران، قد اتفقت خلال الجولة السادسة من محادثات استانة، على تحديد إدلب كمنطقة رابعة لخفض التوتر، ونشر عناصر لمراقبة الهدنة.

 

ونقلت الوكالة الروسية عن مصدر قوله إنه “لا توجد شرطة عسكرية روسية في إدلب حتى الآن، لكن عناصر الشرطة العسكرية التركية ينتشرون هناك”. وأضاف المصدر أن الشرطة العسكرية الإيرانية ستنتشر أيضاً في محافظة إدلب، بينما لا تزال الشرطة العسكرية الروسية منتشرة في المناطق الثلاث الأولى المتفق عليها وهي حمص، والغوطة الشرقية، وجنوب سوريا.

 

وأكد المصدر أن سوريا “أصبحت أكثر هدوءاً” بعد محادثات أستانة الأخيرة، فور بدء سريان مفعول الاتفاق “على الأرض”، مضيفاً أن تحديد مواقع الشرطة العسكرية المراقِبة للاتفاق “لا تزال مستمرة”.

 

وكان مصدر في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قد أكد في وقت سابق، لـ”المدن”، توصل الجانبين الروسي والتركي إلى اتفاق تهدئة شامل في الشمال السوري ابتداء من يوم الجمعة 29 أيلول/سبتمبر، كما أكد مستشار الجيش السوري الحر، المتحدث السابق باسم وفد الفصائل السلحة في أستانة أسامة أبوزيد التوصل إلى الهدنة، لكن الغارات الجوية لم تهداً على المنطقة، كما لم يصدر أي إعلان روسي أو تركي بهذا الخصوص.

 

خسائر للنظام ..و”داعش” يتقدم في البادية

أجبرت الهجمات المعاكسة التي شنها مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية” في ريفي محافظة دير الزور وحمص، قوات النظام السوري على الانكفاء، في وقت ارتفع فيه عدد القتلى في صفوف الأخيرة، وسط أنباء عن سيطرة “داعش” على بعض أهم المواقع الاستراتيجية في المنطقة.

 

وذكرت وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم، السبت، أن “داعش” تقدم على مساحات واسعة غربي دير الزور، ووصل إلى محطة “تي 3” بعد السيطرة نارياً على مدينة السخنة، في ريف حمص الشرقي، وأشارت إلى مقتل 34 عنصراً من قوات النظام في المحطة الثالثة ومنطقة حميمة القريبة من الحدود مع العراق.

 

من جهته، نفى النظام الأنباء التي أوردتها الوكالة، وقالت وسائل إعلام تابعة له، الجمعة، إنه جرت استعادة وتأمين طريق دير الزور- تدمر، الذي يمر ببلدتي الشولا وغباغب، بعيد ساعات من إعلان التنظيم ومواقع تابعة للمعارضة سيطرة “داعش” عليها.

 

وقال ناشطون، إن قوات النظام محاصرة حاليًا في السخنة، وسط تطورات متسارعة تشهدها المنطقة، من خلال تبادل السيطرة بين الطرفين على نقاط غرب المحافظة، فيما اعترفت صفحات موالية للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي، بمقتل 15 عنصراً من قوات النظام قرب السخنة.

 

وبحسب “أعماق”، طالت الهجمات أطراف مدينة القريتين، جنوب شرقي حمص، إذ استهدفت سيارة مفخخة مواقع القوات النظامية في محيطها وقتلت أكثر من عشرين عنصراً، لترتفع حصيلة قتلى النظام في ريفي حمص ودير الزور، خلال اليومين الماضيين، إلى نحو 100 عنصر بينهم سبعة من “حزب الله”.

 

بدورهم، قال ناشطون، السبت، إن عناصر من التنظيم شنوا هجوما على مواقع لقوات النظام في الأحياء الشمالية للقريتين، الجمعة، ما أدى لارتباك في صفوف الأخيرة وقطع الاتصالات عن المدينة، وأضاف الناشطون، أن تنظيم “الدولة” سيطر على حقل غاز الهيل شرق مدينة تدمر بعد اشتباكات مع عناصر النظام.

 

في المقابل، قالت وسائل إعلام موالية للنظام، إن قواته تسيطر على المدينة “بشكل كامل”، وإنها تطارد بعض “الخلايا النائمة”، فيما أشار المتحدث الإعلامي لـ” لواء شهداء القريتين”، إلى أن 30 عنصرا من تنظيم “الدولة” شنوا هجوما على حواجز للنظام في المدينة، لصرف نظره عن الاشتباكات الجارية في جبل الطنطور المتاخم لمدينة السخنة وحقل غاز الهيل.

 

وكانت وسائل إعلام تابعة لتنظيم “الدولة” أعلنت، الخميس، أن عناصر الأخير استعادوا السيطرة على جبل الطنطور المطل على مدينة السخنة شرق حمص بعد مواجهات مع قوات النظام، فيما قتل 19 عنصرا للطرفين باشتباكات في قرية غنيمان.

 

الجيش السوري وحلفاؤه يسيطرون على مواقع جديدة على الحدود مع الأردن

بيروت (رويترز) – قالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لجماعة حزب الله اللبنانية يوم السبت إن الجيش السوري وحلفاءه سيطروا على تسعة مواقع على حدود سوريا مع الأردن معززين سيطرتهم على الحدود الجنوبية.

 

وأورد التقرير أن المواقع الحدودية تقع إلى الجنوب الشرقي من العاصمة دمشق مضيفا أن مسلحين قتلوا وأصيبوا خلال الهجوم. لكن التقرير لم يحدد هوية المسلحين أو متى جرت السيطرة على هذه المواقع.

 

ويقاتل حزب الله، وهو جماعة شيعية مدعومة من إيران، دعما للحكومة السورية التي تحقق مكاسب ميدانية سريعة في مواجهة المعارضة في جنوب وشرق سوريا.

 

إعداد محمد فرج للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن

 

حزب الله: استفتاء كردستان خطوة نحو تقسيم أوسع في الشرق الأوسط

بيروت (رويترز) – أعلن حزب الله اللبناني يوم السبت أن الاستفتاء على استقلال كردستان العراق يشكل خطوة أولى نحو تقسيم الشرق الأوسط مما سيؤدي إلى ”حروب داخلية“ ويجب معارضته.

 

وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله المدعوم من إيران إن أحداث شمال العراق التي صوت فيها الأكراد على الاستقلال يوم الاثنين الماضي تشكل تهديدا للمنطقة كلها وليس فقط للعراق والدول المجاورة.

 

وقال نصر الله ”هذا الأمر خطير جدا…ما يجري في هذه الأيام يتهدد ليس العراق وحده.. هذا يتهدد كل المنطقة.. إيران وتركيا وسوريا وكل المنطقة وليس فقط العراق وهذه الدول الأربع لأنه سيفتح الباب على التقسيم والتقسيم والتقسيم“.

 

وأشار إلى أن العدو الأساسي لحزب الله إسرائيل قد عبرت عن دعمها لإقامة الدولة الكردية ووصف مشروع التقسيم بأنه مؤامرة أمريكية- إسرائيلية.

 

وقال ”الآن الدول الجديدة المقسمة والحدود الجديدة المرسمة سيتم وضعها على أساس التنازع لتكون مثارا للحروب. التقسيم يعني أخذ المنطقة إلى حروب داخلية لا يعلم مداها ونهايتها إلا الله“.

 

وكانت الولايات المتحدة قد رفضت التصويت إلى جانب الدول الأوروبية الكبرى والدول المجاورة تركيا وإيران. كما عارضت الاستفتاء الحكومة السورية حيث أقامت الجماعات الكردية مناطق حكم ذاتي.

 

وكان نصر الله يتحدث إلى مؤيديه عشية عاشوراء حيث يحيي الشيعة ذكرى مقتل حفيد النبي محمد الإمام الحسين في كربلاء عام 680 ميلادية.

 

وحزب الله هو حركة سياسية وعسكرية قوية ولاعب رئيسي في الصراع السوري حيث نشر الآلاف من المقاتلين لدعم الرئيس بشار الأسد.

 

ويقاتل مقاتلو حزب الله حاليا مع الجماعات الأخرى المدعومة من إيران والجيش السوري ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا.

 

وقال نصر الله ”داعش في نهاياتها القصة قصة وقت. في العراق في نهاياتها العسكرية وفي سوريا هي في نهاياتها العسكرية“.

 

وأضاف نصر الله أن الهجمات المضادة التي شنتها الدولة الإسلامية في شرق سوريا في اليومين الماضيين كانت طبيعية ”ولكن هذا لن يجديهم نفعا لأن قرار حسم المعركة مع داعش في سوريا محسوم ومأخوذ ومنتهي والموضوع هو موضوع وقت وطبعا الوسيلة المثلى لذلك هو مواصلة العمل الهجومي“.

 

اعداد ليلى بسام للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى