أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 01 نيسان 2018

 

 

 

 

روسيا تؤكد الانتهاء «قريباً» من إجلاء مسلحي الغوطة والنظام يعلن جنوبها «منطقة آمنة»

لندن – «الحياة»

 

في وقت كررت روسيا تأكيدها الانتهاء «قريباً»، من إخراج المسلحين من الغوطة الشرقية، أعلنت القوات النظامية السورية جنوب المدينة «منطقة آمنة»، فيما تواصلت التحضيرات لعملية انتقال الدفعة الأخيرة من وسطها نحو الشمال السوري.

 

وقال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير غينادي غاتيلوف، إن الانتهاء من إخراج المسلحين في الغوطة الشرقية «قريب». وأشار في تصريحات أبرزتها وكالة «سبوتنيك» الروسية، إلى أنه «بالفعل يتم إخراجهم من الغوطة، هذه العملية ستتم قريباً»، لافتاً إلى «أهمية خروج المسلحين من الغوطة التي تعتبر نقطة ارتكاز للمسلحين بالقرب من دمشق، وجذبت انتباه المجتمع الدولي من حيث الوضع الإنساني». وزاد: «من المعروف أن مقاتلي جبهة النصرة يتمركزون هناك ويقصفون باستمرار المناطق السكنية في ضواحي دمشق والبعثة الدبلوماسية الروسية». وشدد على انه «يجب حل هذه القضية بالطبع. الآن هناك اتفاق على انسحاب المسلحين، العملية قائمة بالفعل، وهذا يدل على أن هذه المشكلة يمكن حلها في المستقبل القريب جداً».

 

وتزامن مع ذلك إعلان قوات النظام السوري جنوب الغوطة منطقة «آمنة وخالية من الإرهاب». وأفادت الوكالة السورية للأنباء (سانا) بأنه «مع خروج الحافلات العشر الأخيرة التي تقل الإرهابيين وعائلاتهم إلى إدلب من ممر عربين تُعلن بلدات جوبر وعربين وزملكا وعين ترما بالغوطة آمنة وخالية من الإرهاب». واعتبرت ان تلك الخطوة «أساسية في طريق إعلان كامل الغوطة خالية من الإرهاب».

 

ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن مصدر أمني، تأكيده أن القسم الجنوبي من الغوطة «بات خالياً من المسلحين، بعد خروج آخر دفعة منهم امس في اتجاه إدلب»، موضحاً أن «آخر دفعة من مسلحي بلدات جوبر وزملكا وعربين وحزة وعين ترما وحرستا بالقسم الجنوبي من الغوطة خرجت امس عبر معبر عربين باتجاه إدلب، تنفيذاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه منذ أسابيع».

 

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنه تم «نقل أكثر من 38 ألف مسلح مع عائلاتهم من عربين إلى مناطق خفض التصعيد في إدلب». وأشارت في بيان إلى أن «مركز المصالحة الروسي» قرر «تمديد الهدنة الإنسانية لخروج المسلحين المتبقين من فيلق الرحمن إلى مناطق خفض التصعيد في إدلب». فيما نقلت «سانا» عن مصدر عسكري قوله أن «عدد الأشخاص الذين خرجوا من الغوطة بلغ أكثر من 150 ألف شخص».

 

وكانت بدأت صباح أمس إجراءات إخراج الدفعة الثامنة من المسلحين وعائلاتهم في مدن جوبر وزملكا وعين ترما وعربين إلى إدلب، غداة خروج 129 حافلة على متنها 6276 شخصاً إلى ادلب، من جوبر وزملكا وعربين وعين ترما».

 

ورصد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تجمع نحو 40 حافلة تحمل على متنها أكثر من 1500 من المقاتلين وعوائلهم ومدنيين، في انتظار بدء خروجها نحو شمال سورية. ونقل «المرصد» عن مصادر لم يسمها قولها أن الدفعة الأخيرة «تضم من تبقى من المقاتلين غير الراغبين في البقاء ضمن الاتفاق، ومن بينهم قائد فيلق الرحمن عبد الناصر شمير، على أن تبدأ قوات النظام ووحدات الهندسة التابعة لها دخول بلدات عين ترما وعربين وزملكا بعد خروج هذه الدفعة، فيما تجري تسوية أوضاع المقاتلين الذين فضلوا البقاء بالإضافة لوجود مدنيين ممن فضلوا البقاء في بلداتهم على الخروج نحو الشمال السوري».

 

وقتل الجمعة 5 أشخاص من مهجري الغوطة وأصيب 14 آخرون بجروح، اثر حادث مروري تعرضت له إحدى الحافلات ضمن القافلة الثانية بالقرب من منطقة النهر البارد.

 

ترامب يراجع إستراتيجيته في سورية و «يجمّد» أموالاً

فلوريدا، بيروت – «الحياة»، رويترز

 

على وقع مراجعة تجريها الإدارة الأميركية لدور واشنطن في الحرب الدائرة في سورية، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتجميد أكثر من 200 مليون دولار من الأموال المخصصة لجهود إعادة الإعمار والاستقرار في سورية، كما نُقل عنه أنه يدرس انسحاباً مبكراً لقواته. تزامن ذلك مع إعلان قوات النظام السوري أنها «استعادت السيطرة على معظم مدن الغوطة الشرقية وبلداتها»، وأنها تواصل عملياتها في دوما، آخر جيب للمعارضة المسلحة في المنطقة (راجع ص3).

 

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الوطني الأميركي اجتماعاً خلال أيام، للبحث في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» في سورية. وقال مسؤولان بارزان في الإدارة الأميركية إن ترامب «أبلغ مستشاريه برغبته في سحب قواته مبكراً من سورية»، وهو الموقف الذي قد يثير خلافات بينه وبين مسؤولين بارزين في إدارته.

 

وأكد ناطق باسم مجلس الأمن الوطني التابع للبيت الأبيض أنه «وفقاً لتوجيهات الرئيس، ستعيد وزارة الخارجية تقويم مستويات المساعدات الملائمة وأفضل طرق استخدامها، والتي تقوم بها في شكل مستمر». أتى هذا الإعلان بعد تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الجمعة أفاد بأن ترامب دعا إلى تجميد الأموال المخصصة لسورية بعد قراءة تقرير إخباري أشار إلى أن واشنطن التزمت أخيراً تقديم 200 مليون دولار إضافية لتحقيق الاستقرار في المناطق التي استعيدت من «داعش».

 

وكان ترامب أضفى غموضاً على الموقف الخميس الماضي، عندما قال إن الولايات المتحدة «ستخرج من سورية» قريباً جداً، فيما رد الناطق باسم قوات سورية الديموقراطية (قسد) كينو غابرييل أن «قسد» لم تُبلَّغ بأي خطة للانسحاب الأميركي، مضيفاً أن العمل والتنسيق مع التحالف مستمر.

 

وقال مسؤولان في الإدارة الأميركية، أكدا تقرير الصحيفة، إن تصريح ترامب يعكس مشاورات داخلية مع مستشارين تساءل خلالها عن سبب بقاء القوات الأميركية فيما يوشك «المتشددون» على الهزيمة. وأوضح أحد المسؤوليْن إن ترامب أوضح أنه «بمجرد تدمير داعش وفلولها، فإن الولايات المتحدة ستتطلع إلى لعب دور أكبر في المنطقة في توفير الأمن والاكتفاء بذلك»، مضيفاً أن معالم هذه السياسة لم تتضح بعد.

 

وقال المسؤول الثاني إن مستشاري ترامب للأمن القومي أبلغوه بأنه ينبغي أن تبقى أعداد قليلة من القوات الأميركية عامين على الأقل، لتأمين المكاسب التي تحققت بعد هزيمة الإرهابيين، وضمان ألا تتحول سورية إلى «قاعدة إيرانية دائمة». وذكر أن كبار مساعدي ترامب للأمن القومي بحثوا في الوضع في سورية خلال اجتماع في البيت الأبيض، لكنهم لم يستقروا بعد على إستراتيجيا للقوات الأميركية في سورية ليرفعوها إلى ترامب. وقال المسؤول: «حتى الآن لم يصدر أمر بالانسحاب».

 

إلى ذلك، أعلنت قوات النظام في بيان أمس استعادتها «السيطرة على غالبية مدن الغوطة الشرقية وبلداتها… فيما تواصل وحدات أخرى أعمالها القتالية في محيط مدينة دوما». واعتبرت أن «أهمية الانتصار تأتي في إعادة الأمن والاستقرار في شكل كامل إلى مدينة دمشق ومحيطها». ولفتت إلى أن «الانتصار في الغوطة الشرقية من شأنه تأمين طرق المواصلات الرئيسة بين دمشق والمناطق الوسطى والشمالية والساحلية، وكذلك مع المنطقة الشرقية عبر البادية وصولاً إلى الحدود العراقية».

 

وأمس، خرجت الدفعة الأخيرة من المقاتلين والمدنيين من بلدات جوبر وزملكا وعين ترما جنوب الغوطة الشرقية إلى إدلب، بموجب اتفاق مع روسيا أسفر عن إجلاء أكثر من 41 ألف شخص. وأعلن الإعلام الرسمي السوري (سانا) أن المنطقة باتت «خالية» من فصائل المعارضة. ولا يزال مصير دوما، الجيب الأخير تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، معلقاً في انتظار نتائج مفاوضات مستمرة بين روسيا ومسلحي «جيش الإسلام».

 

لندن تكشف اسم الجندي البريطاني الذي قتل في سورية

لندن – أ ف ب

 

أعلنت لندن أمس (السبت) أن العسكري البريطاني الذي قتل في سورية في إطار مكافحة تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) هو السرجنت مات تونرو، مشيدة «بشجاعة» هذا الجندي.

 

وقالت وزارة الدفاع البريطانية ان الجندي مات تونرو (33 عاماً) كان ينتمي الى الوحدة الخاصة للخدمة الجوية. وهو أول جندي بريطاني يقتل في المعارك ضد «داعش».

 

وأوضحت الوزارة أن الجندي كان يعمل في إطار قوات لأميركية عندما قتل في انفجار عبوة ناسفة الخميس. وأشارت إلى أن تونرو وهو من مانشستر (شمال غربي انكلترا)، خدم في الماضي في افغانستان والشرق الاوسط.

 

وكان مسؤولون اميركيون وبريطانيون ذكروا الجمعة ان انفجاراً وقع في مدينة مبنج في شمال سورية، أدى إلى مقتل جندي أميركي أيضاً وجرح خمسة من عسكري قوات التحالف.

 

ومنذ 2014، يقدم التحالف أسلحة وتدريبات واشكالاً اخرى من الدعم للقوات التي تقاتل «داعش» في سورية والعراق.

 

وقال قائد الوحدة التي كان تونرو يخدم فيها ان السرجنت «كان حاد الذكاء ومتميزاً»، موضحاً أنه «خدم بلاده بفخر وكان جندياً رفيع المستوى كما أثبت في القتال وواجه المخاطر طوعاً وكان مستعداً لمزيد من العمل». وأضاف أنه «مات كما عاش، بشجاعة وجرأة في عمله. نشعر بالحزن لفقدانه».

 

من جهته، قال وزير الدفاع البريطاني غافين وليامسون ان تونرو خدم بريطانيا «بتميز كبير» وكان يتسم بشجاعة استثنائية. وأضاف أن «السرجنت تونرو قاتل من أجل حماية القيم البريطانية وحريتنا ولضمان أمننا في بلدنا، ولن ننسى تضحيته وشجاعته والتزامه».

 

«تحرير سوريا» تصد هجوماً متكرراً للجولاني على مواقعها: سباق للسيطرة على حدود عفرين الجنوبية/ منهل باريش

انقضت 40 يوما على الاقتتال بين «هيئة تحرير سوريا» (التي تشكلت من تحالف حركة «نور الدين الزنكي» وحركة «أحرار الشام» الإسلامية في شباط/ فبراير الماضي) وألوية «صقور الشام» من جهة، و«هيئة تحرير الشام» (وقوامها الرئيس جبهة النصرة سابقا) التي يقودها ابو محمد الجولاني، من جهة ثانية.

ويتركز تكتيك «تحرير الشام» على الاهتمام بمنطقة ريف حلب الغربي التي تسيطر عليها حركة «الزنكي» على اعتبارها المنطقة الملاصقة لعفرين وتتمركز فيها نقاط المراقبة التركية، وبسبب إشرافها على بلدتي نبل والزهراء (البلدتين الشيعيتين الوحيدتين في محافظة حلب)، ويعتبر جزؤها الشرقي ضمن توسع ضواحي حلب الشرقية، كما تشترك في جبهات القتال مع أكاديمية الهندسة العسكرية وفرع المخابرات الجوية والبحوث العلمية. كل هذا جعل منطقة أريحا ومعرة النعمان وجبل الزاوية وريف حماة الشمالي أولوية ثانوية بالنسبة لـ«تحرير الشام» ودفع بزعيمها أبو محمد الجولاني إلى تركيز هجومه على ريف حلب الغربي بعد حسم عسكري في مناطق معرة مصرين وكفر يحمول في إدلب، وتحييده بلدة حزانو عن القتال من خلال مفاوضات مع بعض وجهاء البلدة شريطة ألا يدخلها. وجاء ذلك بعد أن كبدته البلدة (حزانو) التي تقع على طريق إدلب ـ معبر باب الهوى، عشرات القتلى ومنعت أرتاله ومؤازريه من المرور عبرها. وكذلك حصل مع بلدة حربنوش التي تعتبر أحد معاقل «فيلق الشام» المقرب من تركيا، فيما تدخّل أعيان بلدة الأتارب إلى الشرق من حزانو، في منع القتال بين فصائل الجيش الحر فيها مع «تحرير الشام».

وتركز «تحرير الشام» منذ أسبوعين هجومها للسيطرة على الطريق الحيوي بين دارة عزة وعنجارة بعد أن تمت السيطرة على المحور الموازي للطريق، والذي يصل بين قرى عويجل، عاجل، بسرطون وصولا إلى تقاد.

وفي هذا السياق، قال القيادي في «تحرير سوريا» النقيب عبد السلام عبد الرزاق أن الهدف المباشر من هذا الهجوم يتمثل في «السيطرة على الفوج 111، وهو معسكر كبير يتبع لتحرير سوريا، وفي حال السيطرة عليه يعني عزل دارة عزة وجبل سمعان عن مناطقنا في ريف حلب الغربي»، وعن الصراع المستمر وتبادل السيطرة على قرية بسرطون. وأضاف: «تحاول عصابة الجولاني الاحتفاظ ببسرطون كونها منطقة مرتفعة وتشرف على القرى الواصلة الى الفوج 111 ولا تستطيع ان تتقدم باتجاه الفوج إن لم تتمكن من الحفاظ عليها».

وشهدت الأيام الأخيرة مواجهات عنيفة بين الطرفين تمكنت «تحرير سوريا» خلالها من استعادة بسرطون لتعود وتخسرها بعد أيام قليلة، ويتركز هجوم قوات الجولاني الآن على قرية بكلنيس، وفي حال سيطرته عليها يعني أنها تمكنت من رصد طريق حلب ـ دارة عزة ناريا وأصبحت في مواجهة الفوج المذكور.

وارتفع عدد قتلى «تحرير الشام» الى نحو 400 قتيل في معارك ريف حلب الغربي، فيما تقدر أعداد قتلى «تحرير سوريا» و«ألوية صقور الشام» بقرابة سبعين قتيلا. ويضاف إلى ذلك قرابة عشرين مدنيا قتلوا بنيران القصف المدفعي الذي تشنه «تحرير سوريا» على ريف خلب الغربي.

ويبقى هدف قوات الجولاني هو محاولة السيطرة على دارة عزة وقلعة سمعان حيث تمركز الجيش التركي في نقطة المراقبة في جبل الشيخ بركات والذي يعتبر أعلى قمة جبلية في المنطقة ويرتفع قرابة 876 م عن سطح البحر. واستمرار خسارة تلك المنطقة يعني أن «تحرير سوريا» أصبحت قوة فاعلة بجوار نقطتي مراقبة تركية هما الشيخ عقيل (قريبة من نبل والزهراء) ونقطة الشيخ بركات. وتأتي أهمية دارة عزة في أنها تقع على المعبر الواصل بين عفرين وإدلب، وهو طريق الحركة التجارية وطريق المحروقات الواصل من شرق سوريا مرورا بمنطقة درع الفرات ثم عفرين وصولا إلى إدلب. إلا أن المعارك الحاصلة شمال دارة عزة في عفرين أبقى الطريق مرصودا ناريا، ودفع بقوافل المحروقات التي تعطلت مع بدء معركة «غصن الزيتون» إلى التوجه من مدينة عفرين نحو جنديرس ومن ثم أطمة حيث تسيطر «تحرير الشام».

ويشار إلى أن «تحرير الشام» تحكمت بشكل كبير في حركة المحروقات القادمة من تركيا، من خلال فرض أتاوات وضرائب على التجار الذين أدخلوا المحروقات من تركيا، ما انعكس على رفع أسعار «الديزل» (المازوت) الذي يعتبر عصب الحياة الصناعية والزراعية في سوريا، إضافة الى كونه المادة الرئيسة للحافلات وشاحنات النقل الزراعية والآليات والسيارات الخاصة. ووصل برميل «المازوت» (220 ليترا) إلى قرابة 210 دولارات في بعض مناطق إدلب وحماة.

وما لا شك فيه أن طرد «وحدات حماية الشعب» الكردية، غيّر معادلة السيطرة في الشمال لصالح تركيا، لكن تبقى طرق وأسلوب إدارتها في عفرين مختلفة عما كان عليه الحال في منطقة «درع الفرات». فأنقرة ستبذل هناك جهودا مضاعفة عن تلك التي بذلتها في المناطق التي طردت منها تنظيم «الدولة الإسلامية»، في محاولة لاستمالة السكان وجعلهم يتقبلون فكرة وجودها، سيما وأن عفرين منطقة كردية خالصة ما يعني مزيداً من الحساسية والرفض في استجابة السكان، رغم أن الملامح العسكرية والأمنية والمدنية لم يتضح شكلها النهائي بعد.

التطورات الحاصلة في عفرين ستنعكس بشكل أكثر عنفا ودموية على ما يحصل بين «تحرير الشام» و«تحرير سوريا»، فكل منهما يريد السيطرة على الشريط المحاذي لعفرين جنوباً. ولعل حركة «أحرار الشام» التي سيطرت لسنوات على معبر «باب الهوى» وعرفت حجم القوة السياسية والعائد المالي من الإمساك بالمعبر، هي أكثر من يتوق إلى السيطرة على ذلك الشريط، فيما تلعب الجغرافيا دوراً كبيراً لصالح حركة الزنكي الطامحة إلى دور سياسي كبير في المتغيرات اليومية للشمال السوري.

القدس العربي

 

النظام السوري يقصف دوما ويحشد لاقتحامها

عدنان علي

 

قُتل مدنيّان وأصيب آخرون، ليل السبت، جراء قصف مدفعي لقوات النظام السوري على مدينة دوما في الغوطة الشرقية، في وقت تتواصل المفاوضات بين “جيش الإسلام” وروسيا حول مصير أكثر من 60 ألفاً من المقاتلين وعوائلهم ومدنيين آخرين من الراغبين بالخروج من المدينة.

 

وقال الدفاع المدني السوري، إنّ شخصين على الأقل قُتلا جراء قصف مدفعي ليلي على الأحياء السكنية في مدينة دوما، بينما تواصل قوات النظام إرسال التعزيزات إلى محيط المدينة بغية زيادة الضغط على أهلها، وعلى “جيش الإسلام” فيها من أجل تسليمها.

 

وكانت قوات النظام أعلنت السيطرة على كامل الغوطة الشرقية باستثناء مدينة دوما وذلك بعد خروج الدفعة الثامنة والأخيرة من القطاع الأوسط بالغوطة.

 

وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، إنّ القافلة الثامنة والأخيرة من مهجري القطاع الأوسط بالغوطة، وتضمّ 65 حافلة تقل 2935 شخصاً؛ وصلت إلى قلعة المضيق في ريف حماة وسط أنباء عن تعرضها إلى إطلاق نار في المناطق الموالية للنظام ما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص، بينهم أطفال ونساء من ركاب إحدى الحافلات.

 

وتوفي خمسة مدنيين وجرح آخرون إثر ما قيل إنّه “حادث مروري تعرضت له القافلة، أثناء مرورها في منطقة النهر البارد الخاضعة لسيطرة النظام السوري”.

 

في غضون ذلك، توصلت اللجنة التفاوضية التي تضم كلاً من “القيادات المدنية” وممثلي “جيش الإسلام” إلى اتفاق مع الجانب الروسي على إجلاء المصابين من مدينة دوما إلى الشمال السوري، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية خروج نحو 154 ألف شخص من الغوطة الشرقية منذ بدء الهدن الإنسانية.

 

وقال مركز المصالحة الروسي في سورية، إنّ “أكثر من 100 مدني خرجوا اليوم عبر الممر الإنساني في منطقة مخيم الوافدين في الغوطة الشرقية”.

 

وكان جيش النظام قال إنّ الحملة العسكرية، التي شنها ضد الغوطة منذ 18 فبراير/شباط الماضي وتسببت في مقتل أكثر من 1600 مدني، “حققت الأمن للعاصمة وأمّنت الطرق السريعة من دمشق للمناطق الأخرى في البلاد”.

 

من جانبه، أعلن عضو الاتحاد الروسي والمسؤول في وزارة الدفاع نيكولا تيبلوف، أنّ “إتمام عملية القضاء على الإرهاب بالكامل في الغوطة الشرقية أصبح أمراً لازماً ولا يحتمل المساومة، وقواتنا الجوية الفضائية في تمام الجاهزية لإنهاء هذا الوضع غير المستقر”.

 

وأضاف: “نعتقد أنّ المهلة التي تم إعطاؤها للمجموعات المسلحة غير الشرعية في منطقة دوما كانت كافية لتحديد خياراتهم في الخروج أو البقاء تحت سيطرة القوات الحكومية السورية”.

 

من جهته، اعتبر “المركز الروسي للمصالحة” في سورية أنّ الاستكمال الناجح لعمليات إجلاء المسلحين عن معظم مناطق الغوطة الشرقية، يمكن أن يساعد في إقناع “جيش الإسلام” بوقف القتال ونزع سلاحه.

 

وقال رئيس مركز المصالحة، يوري يفتوشينكو للصحافيين: “النجاح في ترتيب انسحاب مسلحي “أحرار الشام” و”فيلق الرحمن” من الغوطة الشرقية، أظهر جدوى الجهود المبذولة، وإمكانية إقناع تنظيم “جيش الإسلام” الذي يبقي عناصره في المنطقة، بضرورة وقف القتال وترك سلاحه”.

 

وأكد يفتوشينكو انتهاء عملية إجلاء مسلحي “فيلق الرحمن” من الغوطة، مشيراً إلى أن أكثر من 41 ألف من مقاتلي التنظيم وعوائلهم غادروا جوبر وزملكا وعين ترما وعربين خلال الأيام الـ8 الأخيرة.

 

وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة “الوطن”، الموالية للنظام، اليوم الأحد، نقلاً عن عمّا وصفته بمصادر دبلوماسية غربية في دمشق، أن الاتفاق مع “جيش الإسلام”، تم، وقد يبدأ تنفيذه اعتباراً من اليوم، من ناحية تسليم السلاح الثقيل والاستعداد لمغادرة المدينة نحو مناطق في شمال سورية تقع تحت السيطرة التركية.

 

ونقلت “الوطن” عن مصدر عسكري من النظام، أنّ النظام السوري “أعطى منذ أمس الأول مسلحي جيش الإسلام 48 ساعة للموافقة على شروط الانسحاب والخروج من دوما، وإلا فإن الجيش سيدخل المدينة”.

 

وأشارت الصحيفة إلى بيان لقوات النظام بشأن استمرار العمليات القتالية في محيط دوما، تزامناً مع الأنباء عن انتشار حشود عسكرية كبيرة في محيط المدينة.

اقــرأ أيضاً

تهجير الغوطة مستمر: الحالات الإنسانية من دوما إلى إدلب

 

 

وكان “جيش الإسلام” أكّد أنّ المفاوضات حول الوضع في دوما “تسير في الاتجاه الصحيح”، إلا أنه جدد رفضه “التهجير القسري” لأبناء المدينة.

 

150 ألف سوري هُجروا من الغوطة عشية القمة التركية-الروسية-الإيرانية

أمين العاصي، اسطنبول ــ باسم دباغ

على وقع اقتراب موعد القمة الروسية ـ التركية في أنقرة يوم الثلاثاء المقبل، والتي تتحول إلى قمة ثلاثية لقادة الدول الضامنة لاتفاق أستانة (تركيا وروسيا وإيران)، يوم الأربعاء المقبل في إسطنبول، تواصلت عملية التهجير من غوطة دمشق الشرقية، أمس السبت. وخرجت دفعة ثامنة أمس ضمّت مقاتلين تابعين لفصائل المعارضة السورية، ومدنيين اختاروا النزوح خشية من عمليات انتقام واسعة من قوات النظام، وإذلال متعمد في حال بقائهم. وذكرت وسائل اعلام النظام أن “الدفعة الجديدة تضم مهجرين من حي جوبر الدمشقي، ومدن زملكا وعين ترما وعربين في الغوطة الشرقية”، من المقرر نقلهم بالحافلات إلى منطقة قلعة المضيق في ريف حماة، قبيل نقلهم إلى مراكز إيواء في ريف إدلب وريف حلب الغربي. في غضون ذلك، يستمرّ القلق حول مصير دوما.

 

وأمس السبت، وصلت نحو 70 حافلة من الدفعة السابعة للمهجرين من الغوطة الشرقية بدمشق، لمنطقة قلعة المضيق بريف حماه الشمال الغربي، وهي الجزء الأكبر من هذه الدفعة التي تتالت حافلاتها، إلى شمال غربي سورية.

 

وبلغ عدد الواصلين لقلعة المضيق، بحسب تأكيد مصادر محلية بريف حماه لـ”العربي الجديد”، أكثر “من 3300 شخص، وصلوا على متن 70 حافلة انطلقت ليل الجمعة – السبت من بلدة عربين بالقطاع الأوسط في غوطة دمشق الشرقية”. وكان مصدرٌ من منسقي الاستجابة في شمال سورية، قد قال لـ”العربي الجديد” إن “الدفعة السابعة تتألف من نحو مائة حافلة، تحركت على مرحلتين من ريف دمشق”.

 

ومع وصول الدفعة الجديدة لريف حماه اليوم، تجاوز عدد الذين تم نقلهم من الغوطة الشرقية لدمشق، إلى مناطق شمال غربي سورية خلال أسبوع، 35 ألف شخص، مضافاً إليهم قرابة خمسة آلافٍ آخرين، كانوا قد نقلوا من مدينة حرستا قبل ذلك، إلى محافظة إدلب. وذكرت مصادر محلية في ريف إدلب لـ “العربي الجديد” أن “المخيمات لم تستوعب عدد المهجرين الكبير، وبعض المهجرين اضطروا للإقامة في مساجد، وأبنية مدارس في بعض مدن ريف إدلب وبلداتها”.

 

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، أن “نحو 150 ألف مدني غادروا الغوطة الشرقية منذ 28 فبراير/شباط الماضي”، مشيرة إلى أن “المدنيين لا يزالون مستمرين في مغادرة المنطقة ومن بينهم سكان من مدينة دوما، يواصلون خروجهم عبر ممر في مخيم الوافدين شمال غوطة دمشق الشرقية”. وكشفت أنه “غادر 607 أشخاص من سكان مدينة دوما”، موضحة أنه “غادر منذ 28 فبراير الماضي 29102 شخص من منطقة دوما”. وادّعت الوزارة أنه “تستمر عودة المدنيين إلى سقبا، وكفر بطنا، وعين ترما، وزملكا، وحرستا، وغيرها من المناطق، في ظل توزيع المساعدات الإنسانية والأدوية عليهم”.

 

إلى ذلك، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنه “جرى تمديد الهدنة الإنسانية لإتمام عملية إجلاء من تبقى من مقاتلي فصيل فيلق الرحمن (التابع للمعارضة السورية) من عربين في الغوطة الشرقية إلى إدلب شمال غربي البلاد”، لافتة إلى أن “عملية خروج مقاتلي فصيل فيلق الرحمن، وعائلاتهم من الغوطة الشرقية وصلت إلى مرحلتها النهائية”. من جانبها، نقلت وكالة “سانا” التابعة للنظام، عن مصدر في قوات النظام تأكيده “خروج أكثر من 38 ألف مقاتل تابع للمعارضة مع عائلاتهم من جوبر وزملكا وعربين وعين ترما بالغوطة الشرقية، عبر ممر عربين إلى إدلب حتى الجمعة”.

 

من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه “ارتفع إلى 191400 شخص عدد الخارجين من غوطة دمشق الشرقية، نحو الشمال السوري، ومناطق النظام في محيط دمشق”، مشيراً إلى أن “هناك من بقي في المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام ضمن الغوطة الشرقية”. وأشار إلى أنه “خرج نحو 43400 شخص نحو الشمال السوري وهم نحو 38400 شخص خرجوا من زملكا وعربين وجوبر التي يسيطر عليها فيلق الرحمن إلى الشمال السوري، إضافة لـ 5 آلاف شخص خرجوا نحو الشمال السوري من مدينة حرستا التي كانت تسيطر عليها حركة أحرار الشام الإسلامية”.

 

بموازاة ذلك، لا تزال الأنظار تتجه إلى مآل التفاوض المستمر منذ أيام عدة بين “جيش الإسلام”، أبرز فصائل المعارضة السورية، وبين الجانب الروسي حول مدينة دوما كبرى مدن غوطة دمشق الشرقية. ولا يزال الفصيل يقاوم ضغوطاً روسية عليه للخروج من الغوطة، ويؤكد قادته أن موقفهم “واضح وثابت” وينهض على “رفض التهجير القسري، والتغيير الديمغرافي لما تبقى من الغوطة الشرقية”.

 

سياسياً، فيما يبدو تعزيزاً متصاعداً للعلاقات التركية الروسية، يزور الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم الثلاثاء المقبل، العاصمة التركية أنقرة، لمدة يومين، لترؤس اجتماعات المجلس الأعلى التركي الروسي للتعاون، وكذلك لوضع حجر الأساس لمفاعل أك كويو النووي التركي، وكذلك للمشاركة في قمة إسطنبول للضامنين الثلاثة (روسيا وإيران تركيا) المقررة يوم الأربعاء المقبل، لمناقشة الخطوات المقبلة الخاصة بالشأن السوري.

 

وتأتي هذه الزيارة بعد التخلي الروسي عن قوات حزب “الاتحاد الديمقراطي” (الجناح السوري للعمال الكردستاني)، ما سمح للقوات التركية بالسيطرة على منطقة عفرين التابعة لمحافظة حلب السورية، وطرد الكردستاني منها. ومن المنتظر أن تتناول المحادثات بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وبوتين، الخطوات المقبلة في سورية وكذلك منطقة تل رفعت، التي كانت تحت سيطرة “الاتحاد الديمقراطي” قبل أن تتسلمها قوات الدفاع الوطني التابعة للنظام. وما زالت المحادثات مستمرة بين الجانبين مع إصرار تركيا على السيطرة عليها، في الوقت الذي ما زالت فيه المفاوضات مستمرة.

 

وبحسب المركز الصحافي التابع للرئاسة التركية: “سيقوم الرئيسان بوضع حجر الأساس لمفاعل أك كويو النووي الذي تشرف تركيا على إقامته في ولاية مرسين التركية على البحر المتوسط، بعد أن أنهى عدد من الأتراك التدريبات اللازمة لتشغيل المفاعل في روسيا”.

 

وسيشارك الرئيس الروسي، يوم الأربعاء المقبل، باجتماع رؤساء دول الضامنين الثلاثة لاتفاقات استانة، ومن المنتظر أن يتناول الاجتماع الذي سيحضره الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أيضاً، مناقشة وإعادة تقييم كل الخطوات التي تمّ تطبيقها في سورية في إطار اتفاقات خفض التصعيد، والتي أدت حتى الآن، إلى إنهاء سيطرة المعارضة السورية على منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية، وكذلك سيطرة النظام والروس والإيرانيين على مساحات واسعة من ريف حماة، وسيطرة الأتراك على منطقة عفرين، ونشرهم لثماني نقاط مراقبة في محافظة إدلب.

 

وتأتي هذه القمة الثلاثية، في الوقت الذي أعلن فيه، الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في وقت سابق، عن نيته سحب قوات بلاده من سورية، وتلاه تخفيض 200 مليون دولار من الدعم المقدم لإعادة الإعمار في مناطق سيطرة القوات الأميركية شرق الفرات، وكذلك في ظل تصاعد كبير للتوتر بين تركيا وفرنسا، إثر محاولات باريس دعم “قوات سورية الديمقراطية”، وكذلك في الوقت الذي تتصاعد فيه الضغوط لإنهاء الاتفاق النووي الإيراني، بينما يبحث الأوروبيون فرض المزيد من العقوبات على إيران في ما يخص برنامجها الصاروخي.

 

حرب العصابات في الصحراء السورية: خيار “داعش” الحالي

محمد حسان

كثّف تنظيم “الدولة الإسلامية”، في الآونة الأخيرة، من هجماته على نقاط سيطرة قوات النظام والمليشيات المساندة لها في ديرالزور، خاصة في مدينتي الميادين والبوكمال شرقي المحافظة، مكبداً تلك القوات خسائر مادية وعسكرية كبيرة، بعد اعتماده على أسلوب حرب العصابات كخيار للمرحلة الراهنة.

 

هجمات تنظيم “الدولة”، تأتي انطلاقاً من بادية مدينة تدمر الشمالية والشمالية الشرقية، بالإضافة لمنطقة حميمة جنوبي ديرالزور، والتي يتخذها التنظيم كمقرات له وتعتبر آخر النقاط التي يسيطر عليها في حمص والقسم الجنوبي من نهر الفرات في ديرالزور.

 

فارس من شبكة “ديرالزور24 الإعلامية”، قال لـ”المدن”، إن جميع هجمات تنظيم “الدولة” تستهدف حواجز قوات النظام والمليشيات الإيرانية، المتمركزة على أطراف البادية الجنوبية لمدن البوكمال والميادين والقورية. وأضاف أن تركيز التنظيم على النقاط الموجود على أطراف البادية، يأتي لسهولة الوصول إليها عبر الصحراء ولتجنب الدخول إلى عمق مناطق سيطرة قوات النظام، خوفاً من عمليات الالتفاف وقطع طرق الانسحاب والأمداد أمام مقاتليه.

 

وخسرت قوات النظام والمليشيات المساندة لها أكثر من 25 عنصراً على الأقل في هجمات التنظيم الأخيرة على ديرالزور، بينهم القيادي العسكري في “لواء الباقر” المدعوم إيرانياً أسعد أبو كسار، و4 أجانب من مليشيا “فاطميون” وعنصرين من “حزب الله”، قتلوا جميعاً في الهجمات على أطراف مدينة البوكمال بالقرب من الحدود السورية العراقية.

 

ويتبع تنظيم “الدولة” في عملياته الهجومية ضد نقاط قوات النظام، نمطاً قتالياً يناسب قدراته العسكرية، يتمثل في الهجوم المباغت على النقاط المستهدفة، عبر مجموعات عسكرية صغيرة مرنة سريعة التحرك، مستفيداً من الدافع الشخصي لدى مقاتليه بالانتقام، ما يعطي تلك الهجمات نوعاً من التوازن في ميزان القوة بين الطرفين؛ الضعيف والقوي عسكرياً.

 

النمط القتالي الذي يعتمد عليه التنظيم مؤخراً في ديرالزور، استمر مع بعض التكتيكات العسكرية القديمة لديه والتي أثبتت فاعليتها، كالهجوم الليلي والهجوم أثناء العواصف الغبارية، ما قوّض ثقة قوات النظام، ومكن التنظيم من التحرك بسهولة كبيرة، خاصة مع عدم قدرة سلاح الجو على تحقيق أي فارق عسكري في مثل هذه الظروف.

 

مساعي تنظيم “الدولة” في المرحلة  الحالية بعد انهياره في سوريا والعراق، تتجه إلى تجميع مقاتليه داخل الصحاري الممتدة بين محافظتي حمص وديرالزور باتجاه الحدود العراقية، أضافة لصحراء العراق الغربية وتحديداً في وادي غدق ووادي الحسينية وصحراء بلدة راوه، في حالة مشابهة لحالة التجميع التي أتبعها التنظيم في صحراء الأنبار، بعد سحقه على يد العشائر والصحوات في العراق عام 2007.

 

وبحسب معلومات حصرية حصلت عليها “المدن”، فالتنظيم أعد معسكرات ومقرات سرية داخل تلك المناطق، بينها منشآت تحت أرضية وشبكة أنفاق داخل بعض الأودية وفي سفوح بعض الجبال والتلال، لتجنب إي عمليات قصف جوي تطال مقاتليه في تلك المناطق.

 

لجوء التنظيم إلى الصحاري بعد حالة الانهيار الكبيرة التي عاشها، تُحتم عليه الاعتماد على استراتيجية حرب العصابات كخيار وحيد في المرحلة المقبلة، بالرغم من إدراك قادته بأن هذه الاستراتيجية لا يمكن الاستمرار فيها لفترة طويلة، خاصة مع احتمالية تخلي مقاتليه عن الاستمرار في المواجهة وتفضيل الاستسلام أو الهرب.

 

لكن التنظيم يملك مقومات كثيرة تساعده على ممارسة حرب العصابات، أولها المعرفة الجيدة بالأرض والطبيعة الجغرافية خاصة داخل الصحاري والبوادي المفتوحة، ما يساعده على تشكيل مجموعات تعمل على استغلال الأرض في المواجهات العسكرية، عبر شّن هجمات خاطفة ونصب كمائن متفرقة، ثانياً القدرة على التخفي، فالتنظيم يعتمد على مقاتلين من التركيبة السكانية ذاتها في المناطق التي ينشط بها، لا يختلفون من حيث الشكل والملامح واللهجة والزي، مما يمنحهم القدرة على التخفي بين السكان.

 

كما تعتبر شبكة العلاقات الاجتماعية التي يؤمنها وجود عناصر مع التنظيم من خلفيات عشائرية ذات بعد اجتماعي، عاملاً يساعد في تنفيذ هجمات وحرب عصابات، بالأضافة لتأمين الإيواء في حال المطاردة الأمنية للعناصر، كما تعتبر ميزة وجود مقاتلين أجانب وتوفر سلاح الانتحارين لدى التنظيم، مقومات إضافية تجعل من حرب العصابات خيار ممكن وفعال لدى التنظيم في هذه المرحلة.

 

لجوء تنظيم “الدولة” إلى حرب العصابات يعتبر خياراً لا بديل عنه في المرحلة المقبلة، وفي حال فشل التنظيم في مواصلة هذه الحرب فسينتهي عسكرياً، بسبب استنفاذ البقية المتبقية من مقاتليه وكذلك مصادر تمويله وشبكة علاقاته، لتبدأ بعدها معركة القضاء على التنظيم فكرياً، وهي الأكثر صعوبة من القضاء عليه عسكرياً.

 

دوما:”جيش الإسلام” وفعاليات مدنية يناقشون “تقرير المصير

يترقب أهالي مدينة دوما في الغوطة الشرقية، السبت، نتائج اجتماع “جيش الإسلام” مع الفعاليات المدنية في المدينة، الذي بدأ السادسة صباحاً، للخروج بقرار موحد إزاء موقفهم من المفاوضات مع الجانب الروسي، بحسب مراسل “المدن” عمار حمو.

 

وجاء الاجتماع بين “جيش الإسلام” والأهالي بعد موجة تهديدات وجهها النظام باقتحام دوما، واستخدام الحل العسكري في حال رفض الثوار الانسحاب منها. وقد بدأ طيران الاستطلاع منذ ليل الجمعة/السبت، بالتحليق فوق سماء المدينة، فيما ذكرت وسائل إعلام تابعة للنظام وصول تعزيزات عسكرية إلى محيط المدينة.

 

وقال مصدر محلي لـ”المدن” إن اجتماع الفعاليات المدنية مع “جيش الإسلام” لا زال منعقداً للخروج برؤية حول مصير دوما وأكثر من 130 ألف مدني فيها، مشيراً إلى أن “جيش الإسلام” لا يزال مصرّاً على موقفه في البقاء داخل دوما، ورفض أي مفاوضات تؤدي إلى “التهجير القسري”.

 

وحذّر المصدر من أن “احتقاناً شعبياً قد تشهده المدينة قد يؤدي إلى انفلات أمني أو فوضى إذا ما أصر جيش الإسلام على موقفه من المفاوضات”. وتشهد المدينة موجة نزوح عبر مخيم الوافدين إلى مناطق مليشيات النظام، التي تقوم بسوق المدنيين إلى “مراكز إيواء” لـ”تسوية أوضاعهم”.

 

مصدر مقرب من “جيش الإسلام”، قال لـ”المدن”، إن “المفاوضات مع الجانب الروسي لم تتوقف، وهناك تقدمٌ في مجريات الاتفاق”، مشيراً إلى أن النظام وروسيا يعملان على الحرب النفسية لزعزعة الصفوف داخل الغوطة، من خلال التهديدات تارة، أو بثّ أخبار كاذبة عن قبول “الجيش” بالتهجير.

 

إجلاء المدنيين من دوما في اتفاق بين المعارضة وروسيا

الاتفاق الجزئي بين جيش الإسلام وروسيا يقضي بإجلاء المدنيين الراغبين بالخروج الى ادلب فيما لا تزال المفاوضات مستمرة حول مستقبل المقاتلين.

عمان- لطالما شكلت الغوطة الشرقية هدفاً لقوات النظام كونها تّعد احدى بوابات دمشق، وشكل وجود الفصائل المعارضة فيها تهديداً للعاصمة التي تعرضت خلال السنوات الماضية لسقوط قذائف اوقعت مئات الضحايا.

 

ومنذ بدء هجومها على الغوطة الشرقية، قسمت المنطقة إلى ثلاثة جيوب. وبعدما ازداد الضغط عليها، دخلت كل من الفصائل منفردة في مفاوضات مباشرة مع موسكو، انتهت باجلاء جيبي حرستا وجنوب الغوطة، فيما بدأت المفاوضات بشأن دوما.

 

وتوصل فصيل جيش الإسلام وروسيا الى أول اتفاق يقضي بإجلاء مدنيين من مدينة دوما، آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، فيما لا تزال المفاوضات مستمرة حول مستقبل المقاتلين، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن “الاتفاق الجزئي يقضي بإجلاء مئات المدنيين الراغبين فقط بالخروج الى ادلب” في شمال غرب سوريا. وأعلنت اللجنة المدنية المشاركة في المفاوضات مع روسيا مساء السبت عن اتفاق لـ”إخراج الحالات الإنسانية إلى الشمال السوري”، من دون أن توضح ما هي تلك الحالات وموعد بدء تنفيذ الإجلاء.

 

وتتفاوض اللجنة من أجل التوصل لاتفاق لتفادي شن الجيش السوري وحلفائه هجوما على مدينة دوما التي يطوقونها. وهدد الجيش وحلفاؤه باقتحام المدينة إذا لم يوافق مقاتلو المعارضة على تسليم آخر منطقة في الجيب مقابل الخروج الآمن إلى أراض تسيطر عليها قوات المعارضة في شمال غرب سوريا.

 

وكانت قيادة الجيش السوري أعلنت قد أن قوات الأسد استعاد السيطرة على معظم مدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق وإنه يواصل العمليات العسكرية في دوما آخر معقل للمعارضة بالمنطقة.

 

الجيش السوري وحلفاؤه يهددون باقتحام دوما إذا لم يوافق مقاتلو المعارضة على تسليم آخر منطقة في الجيب مقابل الخروج الآمن إلى أراض تسيطر عليها المعارضة شمال غرب سوريا

 

وفي بيان نقله التلفزيون، قال المتحدث باسم الجيش إن الحملة العسكرية التي استمرت لأسابيع حققت الأمن للعاصمة وأدت أيضا إلى تأمين الطرق السريعة “بين دمشق والمناطق الوسطى والشمالية والساحلية وكذلك مع المنطقة الشرقية عبر البادية وصولاً إلى الحدود العراقية”.

 

وغادرت آخر مجموعة من المقاتلين وعائلاتهم جوبر وزملكا وعربين وعين ترما في وقت سابق بعد سقوط مدن أخرى ولم يتبق تحت سيطرة مقاتلي المعارضة سوى مدينة دوما .

 

وأظهرت لقطات للتلفزيون الرسمي كبار قادة الجيش يدخلون نفس الطريق الذي استخدمته قافلة المسلحين.

 

وغادر عشرات الآلاف المنطقة التي كانت تمثل مركزا تجاريا وصناعيا مهما وتعج بالحركة في ريف دمشق الشرقي والتي كان يقطنها نحو مليوني نسمة قبل تفجر الصراع .

 

وقالت القيادة إن العمليات العسكرية في ضواحي مدينة دوما، الخاضعة لسيطرة جماعة جيش الإسلام، مستمرة.

 

ومن شأن استعادة الحكومة السيطرة على دوما أن تلحق أكبر هزيمة بمقاتلي المعارضة منذ 2016 وتطردهم من آخر معقل كبير لهم قرب العاصمة. وكانت المدينة المركز الرئيسي للاحتجاجات في ريف دمشق ضد حكم الرئيس بشار الأسد والتي أشعلت الصراع قبل سبع سنوات.

 

وتقول المعارضة إن الجيش شن حملة جوية بلا هوادة استخدم خلالها القنابل الحارقة وغاز الكلور لإضعاف معنويات المعارضة باستهداف مناطق المدنيين.

 

وأشارت إن القصف العشوائي أجبرها على الإذعان والموافقة على اتفاقات استسلام تضطرهم إلى الموافقة على السلام أو المغادرة إلى مناطق أخرى خاضعة للمعارضة بعد أسابيع من القصف والحصار الذي منع الغذاء من الوصول إلى المنطقة.

 

وأكد الجيش من جديد أن استرداد المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة سيوقف الهجمات الصاروخية على العاصمة.

 

ويقول مسعفون وسكان إن القصف حول أحياء كاملة إلى ركام في مناطق كثيفة السكان حيث كان يعيش ما لا يقل عن 350 ألف شخص.

 

ويقول محللون عسكريون إن الهدف الرئيسي للحملة كان استكمال حزام أمني حول العاصمة. وتحاصر قوات الحكومة السورية دوما. ولا يزال هناك عشرات آلاف المدنيين في المدينة.

 

وينفي مسلحو المعارضة هناك إجراء مفاوضات لإخلاء المنطقة ويقولون إن المحادثات مع الجيش الروسي تهدف إلى التوصل إلى حل يسمح لهم بالبقاء في المدينة تحت حماية موسكو.

 

ولكن مصادر محلية قالت إن المفاوضين توصلوا إلى اتفاق مع الجيش الروسي في ساعة متأخرة من مساء السبت لنقل الجرحى من المدينة إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في شمال غرب سوريا.

 

ولم يتضح ما إذا كانت هذه الخطوة ستمهد الطريق أمام التوصل لاتفاق أوسع لإجلاء المقاتلين في ترتيب مماثل لاتفاق توصلت إليه جماعة فيلق الرحمن مع موسكو وسمح لمعظم مقاتليها بمغادرة المناطق التي كانوا يسيطرون عليها.

 

وقال بيان الجيش “تواصل وحدات أخرى أعمالها القتالية في محيط مدينة دوما لتخليصها من الإرهاب”.

 

ويقول رجال إنقاذ إن الهجوم المدعوم من روسيا في الغوطة الشرقية أدى إلى مقتل ما يربو على 1600 مدني فضلا عن إصابة الآلاف. وتقول السلطات إن نحو 150 ألف شخص نزحوا من الغوطة الشرقية.

 

وغادر آلاف الأشخاص وبينهم مقاتلون وأسرهم ومدنيون الغوطة الشرقية إلى شمال غرب سوريا في قوافل حافلات بعد أن منحتها الحكومة ممرا آمنا إلى محافظة إدلب.

 

وقال كثيرون من الذين وصلوا إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في رحلة شاقة عبر قرى تسيطر عليها الحكومة إن كثيرا من السكان كانوا يرشقون حافلاتهم بالحجارة والأحذية.

 

واشنطن بوست: لهذه الأسباب لن يسحب ترامب قواته من سوريا

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

تناولت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في افتتاحيتها إعلان الرئيس دونالد ترامب قرب سحب قوات الولايات المتحدة من سوريا، واصفة تلك الفكرة بـ”السيئة”.

 

وأكدت أنها ليست المرة الأولى التي يخرج فيها ترامب بقرارات مفاجئة لا تصب في مصلحة الأمن القومي الأمريكي، مُرجحة عدم إمكانية تنفيذ هذه الخطوة لأسباب واعتبارات عدة.

 

وفي شرح الأسباب قالت الصحيفة إن الفجوة بين السياسات التي تتبعها إدارة ترامب وما يعلنه خارجها لا تزال كبيرة، معتبرةً أنه “أمر مثير للقلق”.

 

وأضافت: “في مهرجان حاشد بولاية أوهايو، فاجأ ترامب الجميع بإعلانه قرب سحب القوات الأمريكية من سوريا، وبعدها بيوم واحد قرر تعليق مساعدات بقيمة 200 مليون دولار من مخصصاتها”.

 

قرار ترامب كان مفاجئاً على ما يبدو لوزير الدفاع جيمس ماتيس، والقادة الأمريكيين ومسؤولين كبار في وزراة الخارجية، فجميعهم كان يتحدث ويعمل على سياسة معكوسة تماماً خلال الأشهر الماضية.

 

فوزير الدفاع قال في نوفمبر الماضي إن قوات بلاده لن تغادر سوريا الآن، “وسنحرص على وضع شروط الحل الدبلوماسي، دون الذهاب إلى الطريقة العسكرية”.

 

الموقف ذاته أكدت عليه دانا وايت، المتحدث باسم البنتاغون، قبل ساعات من تصريح ترامب، يوم الخميس الماضي.

 

وأشارت وايت إلى أن “القوات الأمريكية ستعمل مع بقية الحلفاء (في سوريا) لتأمين واستقرار الأراضي المحررة، إضافة إلى العمل الدبلوماسي لحل النزاع هناك”.

 

أما موقف الخارجية الأمريكية فجاء على لسان العديد من مسؤوليها، لعل آخر ذلك البيان الصادر عنها، والذي اعتبر أنه “من المهم لأمننا الوطني (الأمريكي) أن نحافظ على وجودنا العسكري في سوريا، وإنهاء النزاع هناك ومساعدة الشعب السوري”.

 

في حين كان موقف وزير الخارجية المُقال، ريكس تيلرسون، أكثر وضوحاً عندما أعلن أن إدارة ترامب “عاقدة العزم” على عدم تكرار “الخطأ” الذي ارتكبته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، بالانسحاب من العراق، وهو ما سمح لتنظيم القاعد بالتوسع والتحول إلى “داعش”.

 

وتساءلت الصحيفة إن كان ترامب يتفق مع موقف إدارته الذي يرفض الانسحاب المبكر من سوريا؟

 

وتجيب الصحيفة: “يمكن القول إن لدى المشاركين في الصراع في سوريا من إيران وروسيا وتركيا وإسرائيل، إضافة إلى نظام بشار الأسد، قناعة بأن ترامب لن يتمكن من تنفيذ هذه الخطوة”.

 

كما أن وجود القوات الأمريكية في المناطق السورية الغنية بالنفط التي تسيطر عليها حالياً القوات الكردية المدعومة أمريكياً، لا يؤشر على قرب انسحاب واشنطن.

 

واستدركت الصحيفة بالقول: “لكن الوجود الأمريكي لا يؤشر أيضاً على أن هناك رغبة أمريكية لدفع مسار الحل السياسي في سوريا”.

 

وفي الوقت الراهن، وحتى وفق معايير ترامب، فإن القوات الأمريكية في سوريا يجب أن تبقى، برأي الصحيفة، فتنظيم الدولة ما زال يسيطر على عدة جيوب ومناطق.

 

كما أن ترامب يعلم أن إعلانه هذا سينعش الآمال الروسية والإيرانية لدفع الولايات المتحدة إلى الخروج من سوريا، حتى تتمكنا من ترسيخ قواعدهما العسكرية ونفوذهما السياسي.

 

فضلاً عن أن قرار الانسحاب من سوريا الآن، بحسب الصحيفة، سيشكل تهديداً لـ”إسرائيل”، ويدمر نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

 

جيش الإسلام.. مأزق البقاء والخروج من دوما

زهير حمداني-الجزيرة نت

يتمترس جيش الإسلام في آخر معاقل المعارضة المسلحة في دوما بالغوطة الشرقية، في انتظار تسوية “مشرفة” مع المفاوض الروسي لا تفضي إلى إخراجه نهائيا من المعادلة في سوريا، في حين تؤكد معادلات الميدان والسياسة مأزقه بالبقاء أو الخروج.

وفي وقت تتواصل فيه المفاوضات بين موسكو وجيش الإسلام على مصير مدينة دوما التي تحاصرها قوات النظام السوري من جميع الجهات وتهدد باجتياحها، تم الاتفاق لأول مرة بين الطرفين على إخلاء الجرحى وذوي الحالات الإنسانية من المدينة، مع استمرار وقف إطلاق النار.

وبعد إجلاء حركة أحرار الشام من حرستا، وفيلق الرحمن من عربين وزملكا وعين ترما وحي جوبر بموجب اتفاقين “توسطت” فيهما روسيا، واستعادة النظام السيطرة على جميع مدن وبلدات الغوطة الشرقية، تتكثف الضغوط لدفع جيش الإسلام للخروج من دوما -وفق شروط النظام- الذي أُمهل خمسة أيام.

وعلى عكس المعطيات الميدانية في الغوطة الشرقية الراجحة لفائدة النظام وحليفته روسيا، والتي أدت إلى خروج كل الفصائل المعارضة المسلحة؛ يرفض جيش الإسلام على لسان الناطق العسكري باسمه حمزة بيرقدار “التهجير القسري والتغيير الديموغرافي لما تبقى من الغوطة جملة وتفصيلا”.

وكان القيادي بالتنظيم محمد علوش أكد أن المفاوضات مع الروس قائمة، “ولا تتضمن بأي حال الخروج من دوما”. في حين تحدث رئيس المكتب السياسي لجيش الإسلام ياسر دلوان عن “مفاوضات مستمرة وعروض مختلفة وأجواء إيجابية”.

جيش الإسلام يسيطر على 13% من مساحة الغوطة التي كانت بيد المعارضة المسلحة (الجزيرة)

مأزق الرهانات

وتتحدث أوساط النظام وروسيا عن التوصل إلى اتفاق مع “مسلحي دوما” يقضي بانسحابهم من المدينة دون تحديد وجهة الانسحاب، لكن جيش الإسلام ينفي دائما هذه الأخبار ويعتبرها إشاعات هدفها النيل من معنويات مقاتليه.

ويعد جيش الإسلام أحد أقوى فصائل المعارضة السورية المسلحة على مستوى العدد والعتاد، ولعل تمركزه الرئيسي في الغوطة الشرقية المتاخمة للعاصمة دمشق وعاصمتها دوما -مسقط رأس عائلة علوش- أكسبه مزيدا من القوة والنفوذ، حيث شارك مع هيئة المفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض، وشارك أيضا في مفاوضات اتفاقات خفض التصعيد.

وفوجئ التنظيم بسرعة إبرام الفصائل المسلحة الأخرى اتفاقات مع روسيا والنظام تقضي بخروجها من مدن وبلدات الغوطة الشرقية نحو إدلب؛ مما أفقده الكثير من أوراق القوة والمناورة؛ باعتباره الفصيل الأبرز، وجعله معزولا ومحاصرا في دوما، ولا يسيطر إلا على نحو 13% من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة.

وفي حين يرى متابعون أن جيش الإسلام فقد جميع أوراقه، وهو ليس بعيدا عن إبرام اتفاق شبيه بالفصائل الأخرى، والخروج من الغوطة؛ يعتبر التنظيم أنه قادر على الصمود لفترة أخرى، وأن المئات أو الآلاف من عناصر جيش النظام والموالين له في سجن “التوبة” تعتبر ورقة مقايضة مهمة، كما أن وجود نحو ستين ألفا من المدنيين وآلاف المسلحين قد يعرقل مخططات النظام لاجتياح سريع.

ويرى جيش الإسلام نفسه كمعارضة معتدلة، شاركت في محادثات جنيف وفي أستانا واتفاقات جنيف وحتى في سوتشي، لذلك يأمل حلا يبقيه في هذه الخانة، ويحافظ على مواقعه في الغوطة، وفق ترتيبات تراعي أيضا مطالب النظام في السيطرة على كامل الغوطة.

وتشير مصادر إلى أن التنظيم يطرح حل عودة كل مؤسسات النظام إلى المدينة دون الجيش والشرطة ودخول الشرطة الروسية مع بقاء المدنيين وحفاظ مقاتليه على أسلحتهم، كما أبدى استعداده لتجديد اتفاق “خفض التصعيد” الذي توسطت فيه مصر قبل أشهر، لكن النظام يرفض ذلك.

وتركز وسائل إعلام النظام على أن الواقع الدولي -بما فيه انعدام اهتمام المجتمع الدولي بقضية الغوطة- والاكتفاء بمتابعة تطوراتها الميدانية، وتسليم المملكة العربية السعودية -وهي الداعمة لجيش الإسلام- على لسان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ببقاء الأسد، وقرار ترمب حول الخروج من سوريا كلها عوامل لا تجعل للتنظيم مجالا للمناورة.

وفي هذا السياق، تبدو الوقائع الميدانية العسكرية في الغوطة ذاتها والمناخ الدولي بتحالفاته المتغيرة وحقائقه غير الثابتة في غير صالح التنظيم، الذي سيطر على دوما والغوطة الشرقية منذ سنوات، ليكون خروج مقاتليه أقرب إلى الواقع وفق محللين، لكن إلى أين؟

جيش الإسلام يرفض الخروج من الغوطة كما فعلت فصائل مسلحة أخرى من المعارضة (الأوروبية)

عقدة الوجهة

ويسعى النظام وروسيا إلى طي صفحة الغوطة الشرقية بالسيطرة على دوما في غضون خمسة أيام – بعد تمديد مهلة أولى- قبل القمة التركية الإيرانية الروسية، وهي الدول الراعية لمسارات أستانا وسوتشي لجرد حساب المسار العسكري والانتقال إلى السياسي.

ويعمل النظام على إخراج نحو ستين ألف مدني من دوما، بعد التوصل إلى اتفاق مع جيش الإسلام لينضموا لنحو 150 ألف مدني خرجوا من مدن وبلدات الغوطة الشرقية، في حين بقي عشرات الآلاف بعد خروج المعارضة المسلحة منها، وفق مصادر النظام.

وإضافة إلى تفاصيل أخرى تمنع الوصول إلى اتفاق أو تؤجل تطبيقه، تبرز مشكلة المكان الذي سيقصده مقاتلو جيش الإسلام والمهجرون من دوما كعقدة رئيسية؛ فعلى عكس الفصائل الأخرى التي توجهت إلى إدلب، لا يملك جيش الإسلام ملاذا آمنا أو حواضن شعبية في تلك المنطقة أو غيرها.

وأشارت تقارير إلى أن جيش الإسلام يخشى التوجه إلى إدلب، حيث النفوذ القوي لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) التي خاض ضدها معارك في الغوطة، كما رفض مقترح خروج مقاتليه إلى منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، مقابل بقاء المدنيين وعودة مؤسسات النظام.

المصادر السعودية أشارت من جهتها إلى أن تركيا وفصائل درع الفرات -التي سيطرت مؤخرا على عفرين بريف حلب الشمالي- ترفض استقبال مهجري جيش الإسلام، في حين يرفض النظام -من جهته- خروج مقاتلي هذا الفصيل المعارض إلى القلمون لرغبته في تأمين محيط العاصمة دمشق نهائيا، وتبقى خيارات التوجه إلى درعا أو السويداء غير محسومة.

وفي وقت لا يجد فيه جيش الإسلام في إدلب -التي استوعبت مختلف الفصائل عبر عمليات تهجير واتفاقات مع روسيا والنظام- ملاذا ومستقرا في ظروف الفرز الحالية وتغير النبرة السعودية تجاه نظام الأسد، بما قد تحمله من مفاجآت أخرى؛ تكبر هواجس قياداته حول مآلات التنظيم خارج دوما، وفي المعادلة السياسية والعسكرية بسوريا مستقبلا.

المصدر : الجزيرة

 

الأسد يتحدث عن اتفاق بين المعارضة وروسيا في الغوطة

 

دبي – العربية.نت

 

أعلنت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري أنه تم التوصل إلى اتفاق بين المعارضة في دوما وروسيا، لافتة إلى أن الاتفاق نص على أن بعض مقاتلي #جيش_الإسلام سيغادرون إلى جرابلس.

 

وأكد إعلام الأسد أن الاتفاق يضمن عودة كل مؤسسات النظام إلى دوما.

 

ويقضي الاتفاق بتسليم كافة المختطفين لدى جيش الإسلام. كما نص على أن من يرغب بالبقاء في دوما ستتم تسوية أوضاعهن وفق النظام.

 

وبدأت مجموعة من مقاتلي المعارضة، الأحد بحسب إعلام النظام، مغادرة آخر معقل لها في الغوطة الشرقية إلى إدلب، الخاضعة لسيطرتها شمال غربي البلاد

 

كذلك توصلت لجنة تفاوضية، الليلة الماضية، إلى اتفاق لإجلاء المصابين من المدنيين ومقاتلي جيش الإسلام إلى إدلب.

 

الإعلام السوري: مقاتلو المعارضة يغادرون آخر معقل لهم بالغوطة

عمان (رويترز) – قال وسائل إعلام سورية حكومية إن مجموعة من مقاتلي المعارضة بدأت يوم الأحد مغادرة آخر معقل لها في الغوطة الشرقية إلى إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب البلاد مما يعزز الآمال في إنهاء القتال بالمنطقة.

رجل يقف فوق مباني مدمرة في دوما يوم 30 مارس آذار 2018. تصوير: بسام خبيه – رويترز

 

وهذا أول انسحاب من مدينة دوما المحاصرة ويشمل مقاتلي فيلق الرحمن الذي أخلى أغلب البلدات الواقعة تحت سيطرته داخل الجيب يوم السبت.

 

وما زالت جماعة جيش الإسلام المهيمنة في دوما تتفاوض على اتفاق مع روسيا بشأن شروط الاستسلام التي تمنحها خيار مغادرة الجيب أو إبرام اتفاق سلام مع السلطات السورية.

 

وتوصلت لجنة تفاوضية ليل السبت إلى اتفاق لإجلاء المصابين من المدنيين ومقاتلي جيش الإسلام إلى إدلب في شمال غرب سوريا.

 

لكن لم يتضح ما إذا كان الاتفاق جزءا من اتفاق أكبر يتعلق بانسحاب المقاتلين، بيد أن التلفزيون الحكومي أشار إلى أن لديه معلومات تفيد بالتوصل إلى اتفاق.

 

وكانت قيادة القوات الحكومية السورية قالت يوم السبت إنها استعادت أغلب بلدات وقرى الغوطة الشرقية وإن العملية العسكرية مستمرة في دوما، أكبر مركز حضري في الجيب الواقع خارج دمشق.

 

وتوصل فيلق الرحمن إلى اتفاق الشهر الماضي مع القوات الحكومية برعاية روسيا يتخلى بموجبه عن مجموعة من البلدات كان يسيطر عليها في الغوطة الشرقية مقابل الخروج الآمن إلى إدلب.

 

وسيمثل سقوط دوما أسوأ هزيمة للمعارضة السورية منذ عام 2016 ويخرجها من آخر معقل لها قرب العاصمة.

 

وكانت دوما يوما ما منطقة تجارية مزدهرة والمركز الرئيسي لاحتجاجات الشوارع في ضواحي دمشق ضد حكم الرئيس بشار الأسد والتي أشعلت شرارة الصراع الذي دخل عامه الثامن.

 

لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير علي خفاجي

 

التلفزيون السوري: معلومات عن اتفاق بشأن استسلام المعارضة في دوما

عمان (رويترز) – ذكرت وسائل إعلام حكومية يوم الأحد أن جيش الإسلام الذي يسيطر على آخر معقل للمعارضة في الغوطة الشرقية توصل فيما يبدو لاتفاق يسمح لمقاتليه بالمغادرة إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا أو التوصل إلى سلام مع الحكومة.

رجل يسير بدراجته في موقع مدمر في بلدة دوما المحاصرة في الغوطة الشرقية يوم 30 مارس آذار 2018. تصوير: بسام خبيه – رويترز

 

وقالت وسائل الإعلام دون الخوض في التفاصيل إن هناك معلومات تشير إلى التوصل لاتفاق أخيرا لإنهاء المواجهة في مدينة دوما، أكبر مركز حضري في ضواحي دمشق الشرقية لا يزال خاضعا لسيطرة المعارضة.

 

وكانت القوات الحكومية السورية حذرت الأسبوع الماضي المقاتلين من مواجهة هجوم عسكري إذا لم يستسلموا.

 

إعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير سها جادو

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى