أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 05 تشرين الثاني 2017

 القمة الأميركية – الروسية تناقش التسوية في سورية

لندن – «الحياة»

أعلن الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أمس، أن ارتقاء التسوية السورية إلى مستوى نوعي جديد يتطلب إجراء مشاورات بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب. وأكد بيسكوف أثناء مؤتمر صحافي أن التنسيق قائم لطرح التسوية السورية على أجندة اللقاء المتوقع بين الزعيمين على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في فيتنام يومي 10 و11 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. وأشار بيسكوف إلى وجود عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك بين الرئيسين، مضيفاً أن عقد الاجتماع لبحث هذه المسائل يتوافق مع مصالح البلدين.

وذكر بيسكوف أن التسوية السورية شهدت في الآونة الأخيرة تطورات إيجابية، وتابع: «لكن (التسوية السورية) تتطلب جهوداً مشتركة للارتقاء إلى مستوى جديد نوعياً، ويتطلب ذلك التنسيق بشكل أو بآخر».

على الصعيد الميداني، نفذت طائرات استراتيجية روسية أمس، ضربات عدة على مواقع لتنظيم «داعش» في منطقة البوكمال بريف دير الزور الجنوبي الشرقي. وأفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان أمس، بأن «قاذفات بعيدة المدى من طراز (تو 22 أم3) قامت بعد إقلاعها من الأراضي الروسية وتحليقها عبر المجال الجوي للعراق وإيران بتوجيه ضربات جوية على مواقع للإرهابيين في منطقة البوكمال بمحافظة دير الزور و «دمرت مستودعات للأسلحة والذخائر ومراكز قيادة لتشكيلات تابعة لإرهابيي تنظيم داعش».

ولفتت وزارة الدفاع الروسية في بيانها، إلى أن معطيات وسائل الرصد الموضوعية تؤكد تدمير جميع المواقع المحددة، مشيرة إلى أن كل الطائرات الروسية عادت إلى قواعدها بسلام بعد تنفيذ مهمتها.

من جهة أخرى، لمحت موسكو وطهران إلى احتمال أن تبدأ دمشق حملة تستهدف مواقع سيطرة «قوات سورية الديموقراطية (قسد) في البلاد. وقال الناطق الروسي باسم قاعدة حميميم الجوية ألكسندر إيفانوف: «قد يكون الحل العسكري هو الخيار الوحيد والمقبل أمام دمشق للتعامل مع المناطق الخارجة على سيطرة الحكومة السورية شمال البلاد، والتي تخضع لسلطة الأكراد المدعومة أميركياً بصفة غير شرعية على الإطلاق».

وكانت وزارة الخارجية السورية أعلنت قبل أيام أن مدينة الرقة ما زالت «محتلة ما دام الجيش العربي السوري لم يدخلها بعد»، مضيفةً أن «ادعاءات الولايات المتحدة وتحالفها المزعوم بـ (تحرير) الرقة من تنظيم الدولة هي مجرد أكاذيب هدفها حرف انتباه الرأي العام الدولي عن الجرائم التي ارتكبها هذا التحالف وأدواته في محافظة الرقة».

إلى ذلك، قتل شخصان أمس وجُرح عدد آخر في منطقة العباسيين في العاصمة السورية جراء انفجار قذائف هاون أطلقتها مجموعات مسلحة منتشرة في الغوطة الشرقية. وفي المقابل، قصفت القوات النظامية أمس، منطقة في أطراف بلدة حمورية في غوطة دمشق الشرقية، ما تسبب بإصابة 4 أشخاص أحدهم طفل بجروح، كما قصفت مناطق في بلدة عين ترما وأطراف حي جوبر الدمشقي.

 

قتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة في دير الزور

دمشق، القاهرة ـ رويترز، أ ف ب

قُتل عشرات المدنيين بتفجير سيارة مفخخة أمس (السبت) بعدما فجر انتحاري من تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» نفسه داخل سيارته في تجمع للنازحين في ريف دير الزور، بحسب ما أفادت «الوكالة العربية السورية للأنباء» و«المرصد السوري لحقوق الإنسان» (سانا).

وقال «المرصد» إن التفجير أودى بحياة «عشرات الأشخاص في تجمع للاجئين على الضفة الشرقية من نهر الفرات في سورية». من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.

وأعلنت الحكومة السورية النصر على «داعش» في مدينة دير الزور أكبر وأهم مدينة شرق البلاد أول من أمس في ضربة كبيرة للمتشددين مع تداعي آخر معاقلهم في سورية.

إلى ذلك، قتل شخصان في حي العباسيين شرق دمشق نتيجة سقوط قذائف أطلقتها الفصائل المعارضة، وفق ما أفادت «سانا».

ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة شرطة دمشق أن «المجموعات المسلحة المنتشرة في الغوطة الشرقية استهدفت بثلاث قذائف هاون منطقة العباسيين السكنية، ما تسبب بارتقاء شهيدين وإصابة عدد من الأشخاص بجروح».

وتشكل الغوطة الشرقية، أحد آخر معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، واحدة من أربع مناطق سورية تم الوصول إلى اتفاق خفض توتر فيها في أيار (مايو) الماضي في إطار محادثات آستانة، برعاية كل من روسيا وايران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة.

وتراجعت وتيرة سقوط قذائف على دمشق مع بدء سريان اتفاق خفض التوتر في الغوطة الشرقية في تموز (يوليو) الماضي، ونتيجة اتفاقات عدة مع الحكومة السورية أُجلي بموجبها الآلاف من مقاتلي المعارضة من مدن عدة في محيط العاصمة ومن أحياء عند أطرافها.

وتنحصر سيطرة الفصائل المعارضة في دمشق باجزاء من حي جوبر (شرق)، وحي التضامن (جنوب)، فيما تسيطر «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) وتنظيم «داعش» على أجزاء من مخيم اليرموك (جنوب).

 

تركيا: لن نشارك في “مؤتمر شعوب سوريا

أنقرة – (الأناضول): قال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية، إبراهيم قالن، إن بلاده لن تشارك في “مؤتمر شعوب سوريا”، وأن روسيا أبلغت الجانب التركي بتأجيل المؤتمر حالياً، وأن تنظيم “ب ي د” لن يدعى إليه.

 

وأضاف في لقاء أجراه مع محطة “NTV” التلفزيونية المحلية، الأحد، أن روسيا أجلت انعقاد مؤتمر “شعوب سوريا” إلى تاريخ لاحق، عقب اعتراض أبدته أنقرة التي طالبت موسكو بمعلومات أكثر عن المؤتمر.

 

وأشار قالن الى أن مبعوث الرئيس الروسي الخاص بشؤون التسوية في سوريا الكساندر لافرنتيف، أخبره قبل انعقاد الجولة السابعة من محادثات أستانة، أن مؤتمر “شعوب سوريا” المقرر انعقاده في روسيا، سوف يساهم في عملية الانتقال السياسي بسوريا.

 

وشدد قالن على أن تركيا لم تقبل أو ترفض فكرة انعقاد مؤتمرٍ لـ “شعوب سوريا”، إلا أنها طلبت من الجانب الروسي معلومات مفصلة أكثر حول المؤتمر، لإجراء التقييم اللازم.

 

ولفت المتحدث باسم الرئاسة، أن الجانب الروسي وافق على تزويد بلاده بمزيد من المعلومات حول المؤتمر المذكور، والشخصيات المشاركة فيه، وأهدافه.

 

وأوضح قالن أن الإعلان السريع عن المؤتمر جاء لتثبيته كأمر واقع، وأن تركيا اعترضت على هذا الإعلان المفاجئ.

 

وتابع قالن: “عقب الاعتراض الذي أبديناه، تواصل الكرملين معنا، وأوضح لنا تأجيله لهذا الاجتماع إلى تاريخ لاحق”.

 

المعارضة السورية تطالب بكشف مصير آلاف المعتقلين لدى الوحدات الكردية شمال سوريا

حلب – (د ب أ): طالب مسؤولون في المعارضة السورية الأمم المتحدة والتحالف الدولي، اليوم السبت، كشف مصير آلاف المعتقلين العرب لدى وحدات حماية الشعب الكردي في شمال سوريا التي تسيطر عليها تلك الوحدات الكردية .

 

وقال مدير العلاقات العامة في تجمع قوى الثورة والمعارضة السورية فواز المفلح “على مدى السنوات الثلاث الماضية زجت وحدات الحماية الكردية بالمئات من أبناء العشائر العربية في معتقلاتهم ولدينا توثيق لأكثر من 400 معتقل حتى منتصف العام الحالي بالإضافة إلى مئات آخرين لم نتمكن من توثيقهم بل وصلتنا أعداد عبر ناشطين في مناطق سيطرة الوحدات في أرياف الرقة ومحافظة الحسكة وريف حلب الشرقي وتتجاوز أعدادهم ألفي معتقل منهم من تمت تصفيتهم “.

 

وأكد المسؤول في المعارضة السورية ” المعتقلون، وهم من أبناء العشائر العربية، بحجج أنهم عناصر من الجيش الحر أو منشقين عن جيش النظام، وسب أوجلان ومناهضة مشروع الوحدات الكردية الذي يسعى للانفصال”.

 

وكشف المفلح “حولت الوحدات الكردية العديد من المنشآت الحكومية في شمال سوريا إلى معتقلات (سجن المعصرة في عفرين، سجن بريجك في رأس العين، وسجن المدرسة في عين العرب /كوباني وسجن البريد في تل أبيض وسجن كراتشوك في المالكية فضلاً عن سجون سرية أخرى يتم زج المعتقلين بها دون أية محاكمة ودون علم العالم بها وقد خرج عدد من المعتقلين من تلك السجون وقد تحدثوا عن العذاب النفسي والجسدي والجوع في تلك المعتقلات التي هي أسوأ من معتقلات النظام ولكن يبدو هناك رقابة صارمة عليها بحيث لم يتم تسريب شيء عنها “.

 

وقال عضو تجمع قوى الثورة والمعارضة السورية “ناشدنا الجميع والمنظمات الدولية المختصة ولكن لم نحصل على جواب وقد أرسلت منظمة العفو الدولية فريقاً حقق في الانتهاكات وأصدرت تقريراً حملتهم المسؤولية عن 90 في المئة من المخالفات والانتهاكات التي حصلت من تحريف وتدمير وحرق للمنازل والقرى والتهجير القسري والمُمنهج”

 

وكان مركز الديمقراطية لحقوق الإنسان في كردستان قد نشر، في مارس/آذار الماضي تقريرًا كشف فيه عن وجود معتقلات وسجون سرية لوحدات حماية الشعب الكردي في مدينة عفرين، مشيرًا إلى أنّ طرق التعذيب داخل تلك السجون ترتقي إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية.

 

وكشف المتحدث الرسمي باسم تجمع الحسكة لقوى الثورة والمعارضة السورية، مضر الأسعد، نقل عدد من المعتقلين السوريين السياسيين إلى معتقلات جبال قنديل في تركيا التي تشكل معقل حزب العمال الكردستاني ” حيث تم نقل حوالي 300 معتقل إلى جبال قنديل إضافة إلى وجود 470 سجيناً في عين العرب 1300 في القامشلي وفي 170سجينا في رميلان فضلاً عن وجود سجون سرية في مدينة المالكية والحسكة ورأس العين “.

 

وقال مصدر في المعارضة السورية “إن العشرات من عناصر قوات سوريا الديمقراطية المعتقلين في سجن الاستخبارات في مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي ينفذون إضراباً عن الطعام منذ بداية الشهر الحالي احتجاجاً على اعتقالهم بعد رفضهم القتال تحت أمر وحدات الحماية وزجهم بالمعتقل مع إمكانية تصفيتهم والإعلان بأنهم قُتلوا خلال المعارك مع تنظيم داعش في دير الزور”.

 

مقتل سوريين بقصف عراقي للبوكمال و”الحشد الشعبي” يدخل ديرالزور

عبد الرحمن خضر، جلال بكور

قُتل ستة مدنيين، وأُصيب آخرون، بقصف جوي من طيران عراقي، على قرية الباغوز في محيط مدينة البوكمال شرقي سورية، مساء السبت، فيما عبرت مليشيات “الحشد الشعبي” العراقية الحدود، وسيطرت على قرية في محافظة دير الزور.

 

وذكرت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، أنّ الطيران العراقي اخترق المجال الجوي السوري، وقصف منازل المدنيين بقرية الباغوز، في ناحية سوسة شمالي مدينة البوكمال قرب الحدود السورية العراقية، ما أدى إلى مقتل ستة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال، وإصابة آخرين بجروح مختلفة.

 

وتأتي هذه الغارات، تزامناً مع احتدام المعارك بين تنظيم “داعش” الإرهابي، والقوات العراقية المدعومة بمليشيات “الحشد الشعبي” على الحدود مع سورية، وسط استمرار انهيار التنظيم على طرفي الحدود.

 

ودخلت قوات عراقية، بالإضافة إلى مليشيات “الحشد الشعبي”، الأراضي السورية، شرقي مدينة دير الزور، وانتزعت قرية كانت خاضعة لسيطرة “داعش”.

 

وقالت مصادر ميدانية، لـ”العربي الجديد”، إنّ “القوات المتوغلة، سيطرت على قرية الهري، بعد معارك أدّت إلى هروب مقاتلي تنظيم داعش منها”.

 

وأضافت أنّ “القرية تعرّضت لقصف مكثّف من طائرات حربية عراقية، وآخر من المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، قبيل بدء عملية الاقتحام”.

 

وشهدت السويعية بريف مدينة البوكمال أيضاً، قصفاً جوياً من طيرن حربي مجهول، أسفر عن وقوع جرحى من المدنيين بينهم امرأة، فضلاً عن أضرار مادية.

 

وتحاول قوات النظام السوري بدعم من روسيا التقدّم نحو مدينة البوكمال بعد سيطرتها على مدينتي الميادين والقورية غرب نهر الفرات، في سباق بينها وبين مليشيات “قوات سورية الديموقراطية” (قسد) المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

 

إلى ذلك، ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أنّ “تنظيم “داعش” فجّر سيارة مفخخة بمنطقة تجمّع للنازحين، في المنطقة الواقعة بين حقل غاز كونيكو وحقول الجفرة عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، ما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص، إضافة لإصابة عدد كبير بجراح متفاوتة”.

 

وقالت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، إنّ المنطقة خاضعة لسيطرة مليشيات “قوات سورية الديموقراطية” (قسد) وهي تمنع التغطية الإعلامية هناك، مشيرة إلى أنّ “دوي انفجارات سُمع في ذات المنطقة، لكن الخبر لم يؤكد”.

 

وفي السياق، قُتل مدنيان وأصيب آخرون بجراح، جرّاء قصف جوي لطائرات حربية، يُرجّح أنّها روسية على قرية الباغوز، شرقي مدينة دير الزور.

 

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنّ مجموعة من طائرات “تو-22 إم 3” التابعة لقواتها الجوية، وجّهت ضربات لمواقع تابعة لتنظيم “داعش” في مدينة البوكمال بريف ديرالزور الشرقي.

 

كما أشارت إلى أنّ “القاذفات أقلعت من الأراضي الروسية وحلّقت عبر المجال الجوي للعراق وإيران، لتقصف مدينة البوكمال وتعود نحو روسيا”.

 

على صعيد آخر، انفجرت قنبلة في حي العنترية بمدينة القامشلي في ريف مدينة الحسكة شرقي سورية، ما أسفر عن إصابة ثلاثة أطفال، وعدد من عناصر مليشيات “وحدات حماية الشعب” الكردية، التابعة لمليشيات “قسد”.

 

وفي سياق منفصل، أعلنت “هيئة تحرير الشام”، عن إجراء عملية تبادل لعدد من الأسرى والجثث مع “قسد”، في مكان وزمان لم تحدّدهما.

 

وأوضحت وكالة “إباء” التابعة للهيئة، أنّه “تمّ تسليم المليشيات (الكردية)، أربع جثث لقتلاها، مقابل إطلاق سراح ستة مقاتلين”.

 

من جهة أخرى، سقط عدة جرحى في صفوف قوات النظام السوري، مساء السبت، جرّاء مواجهات مع فصائل المعارضة شمال شرقي مدينة حلب، فيما زار وفد من رئاسة “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” المنطقة، واطّلع على سير المؤسسات المدنية.

 

وقال مصدر عسكري من غرفة عمليات “حوار كلس”، التابعة لـ”الجيش السوري الحر”، لـ”العربي الجديد”، إنّ “قوات النظام الموجودة على أطراف بلدة تادف، حاولت التقدّم إلى نقاط خاضعة لسيطرة المعارضة، فتصدّت لها الأخيرة، ودارت اشتباكات أدت إلى سقوط العديد من القتلى في صفوف القوات المهاجمة”.

 

وأضاف أنّ “المدفعية التركية الموجودة قرب مدينة الباب، استهدفت تحرّكات عناصر النظام في البلدة، ما أدى إلى انسحابهم، وعودة الهدوء للمنطقة”.

 

وزار رئيس “الائتلاف الوطني السوري” رياض سيف، ووفد مرافق، المنطقة التي تسيطر عليها فصائل عملية “درع الفرات” التي أطلقها الجيش التركي، العام الفائت.

 

وقال رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف أحمد رمضان، في تغريدة على حسابه في “تويتر”، إنّ “وفداً من الهيئة السياسية للائتلاف، برئاسة رياض سيف، زار منطقة درع الفرات، والتقى العديد من القيادات العسكرية والمدنية”.

وأشار إلى أنّ “الوفد التقى مجلس مدينة الراعي المحلي بريف حلب، وقيادات الفيلق الثاني في “الجيش الوطني الحر” قيد التأسيس”.

 

وكانت الحكومة السورية المؤقتة، التابعة للائتلاف، قد تسلّمت، في وقت سابق من الشهر الحالي، إدارة معبر باب السلامة الحدودي، قرب الأراضي التركية.

من جهة أخرى، أفاد “مركز حمص الإعلامي”، بوقوع قصف مدفعي من قوات النظام السوري، على بلدة الغنطو في ريف حمص الشمالي وسط البلاد، تزامناً مع قصف مماثل على مدينة تلبيسة أوقع أضراراً مادية.

وفي سياق متصل، اندلعت مواجهات بالأسلحة المتوسطة بين المعارضة السورية المسلحة، وقوات النظام في الجبهات الشمالية من بلدة الغنطو، أسفرت عن إصابات بين الطرفين.

‎‎

وفي ريف حماة وسط سورية، شنّ الطيران الحربي الروسي سبع غارات على قرية الرهجان، وقصف قرية أبو حية في ناحية الحمراء في ريف المحافظة الشرقي، ما أدى إلى مقتل طفل.

وتزامنت الغارات الروسية، مع اشتباكات متقطعة بين قوات النظام، وتنظيم “هيئة تحرير الشام” بالقرب من قرية أبو حية، في محوري أبو دالي والشاكوزية بناحية السعن.

 

وتحاول قوات النظام مدعومة بالطيران الروسي والمليشيات المحلية، إحراز تقدم في المنطقة، منذ أيام، بينما يبدي تنظيم “هيئة تحرير الشام” مقاومة عنيفة في المنطقة.

 

وفي ريف دمشق، قصفت قوات النظام بالمدفعية والرشاشات الثقيلة، الأحياء السكنية في مدينة عربين، وأطراف بلدة أوتايا، ومدينة دوما في الغوطة الشرقية، ما أسفر عن وقوع إصابات بين المدنيين، بحسب ما أفاد به “مركز دمشق الإعلامي”، وذلك في خرق جديد من قوات النظام لاتفاق مناطق “خفض التصعيد” في سورية.

 

وفي الشأن ذاته، أعلن “فيلق الرحمن” عن صدّ هجوم من قوات النظام على محور حي جوبر شرق مدينة دمشق، بعد اشتباكات عنيفة إثر محاولة النظام التقدّم في الحي الواصل بين مدينة دمشق والغوطة الشرقية.

 

روسيا تعيد النظر بموعد سوتشي… والمعارضة تحذر من الضغوط/ أحمد حمزة

جاء إعلان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده “تتسلم ردوداً من قبل المدعوين”، لمؤتمر “الحوار الوطني السوري” الذي تعتزم تنظيمه في سوتشي، وأنها “تقوم بـ”تحليل هذه الردود، وطابع الفعالية يتبلور حالياً ويتم إنضاجه”، وإضافته “أننا سنعلن قريباً عن مواعيد محددة” له، ليكشف أن موعد المؤتمر ما زال موضع جدلٍ في أروقة الكرملين، مع ظهور عقبات أمامه، أبرزها رفض قوى المعارضة السورية الرئيسية المشاركة فيه، وتشديدها على عدم المشاركة “في أي أحداث تُنظم خارج مظلة الأمم المتحدة”. هذا الرفض بدا أنه ساهم مبدئياً في تفكيك مؤتمر سوتشي، والذي ترى أطراف معارضة أنه جاء كأداة ضغط بيد موسكو.

 

وفي ظل هذه التطورات يُتوقع أن يحضر الصراع السوري على أجندة اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في فيتنام، في 10 و11 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي. واعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في مؤتمر صحافي، أمس السبت، أن “ارتقاء التسوية السورية إلى مستوى نوعي جديد يتطلب إجراء مشاورات بين الرئيسين الروسي والأميركي”، مؤكداً وجود تنسيق “لطرح التسوية السورية على أجندة لقائهما في فيتنام”. وأشار إلى أن “التسوية السورية شهدت في الآونة الأخيرة العديد من التطورات الإيجابية”، مضيفاً أنها “تتطلب جهوداً مشتركة للارتقاء إلى مستوى نوعي جديد”. وكان ترامب قد قال لقناة “فوكس نيوز” الأسبوع الماضي إنه قد يعقد اجتماعاً مع بوتين، معتبرًا أن الرئيس الروسي “بإمكانه مساعدتنا بشأن كوريا الشمالية وسورية”.

 

أما مؤتمر سوتشي، فكانت الخارجية الروسية، قد أعلنت في الواحد والثلاثين من الشهر الماضي دعوة 33 تياراً وائتلافاً وحزباً سورياً، بعضها له قاعدة شعبية، لحضور “الحوار الوطني السوري” في سوتشي يوم الثامن عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، بعد أن كان مقرراً عقد هذا الاجتماع في حميميم أو قرب مطار دمشق، باسم “مؤتمر الشعوب السورية”.

هذا الحدث الذي ما زال موضع جدلٍ في أوساطٍ سياسية سورية، كان قد رشح أنه قد يعقد نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قبل أن يُصار إلى تعيين الموعد مع بداية النصف الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، وباسم جديد أيضاً؛ لكن ما ظهر خلال الأيام الثلاثة الماضية يُظهر أنه حتى الآن، لا موعد نهائياً لهذا الاجتماع، والذي يسود اعتقاد واسعٌ بأن روسيا استعجلت تنظيمه قبل بدأ حملات الانتخابات الرئاسية الروسية في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، والتي تسبق موعد الانتخابات في مارس/ آذار 2018.

 

كما أن الموعد الذي كان مُعلناً لتنظيم مؤتمر سوتشي في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، كان سيأتي بعد “أستانة 7” وقبل جولة جنيف الثامنة، الأمر الذي نُظر له على أن موسكو تسعى لخلقِ مساراتٍ تفاوضية، لتمييع وربما لإفراغ مضمون مسار جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة، ولخلق مؤتمرٍ يبدو واسع التمثيل، لاستخدام مخرجاته كورقة ضغطٍ في مفاوضات الحل النهائي المأمول في موسكو.

 

وذهب كبير مفاوضي وفد الهيئة العليا للمفاوضات، المنبثقة عن مؤتمر الرياض 1 للمعارضة السورية، محمد صبرا، قريباً من هذا الاتجاه، إذ رأى في تغريدات عبر “تويتر” أن روسيا “لم تطرح مؤتمر سوتشي لينجح، بل طرحته ليكون أداة ضغط”، معتبراً أن “ما لم تتم مناقشته في سوتشي، ستجرى مناقشته في جنيف تحت وقع التهديد الروسي بالبديل”. وحمل صبرا على “كل من وافق أو أيّد مؤتمر سوتشي ولو بشطر كلمة”، مطالباً بوجوب “أن يُستبعد (أي طرف) بشكل كامل من حضور رياض 2 لأن خياراته السياسية تناقض مع أهداف رياض 2″، مُلمحاً بذلك إلى تياراتٍ سياسيةٍ محسوبة على المعارضة، ولكنها تبدو محابيةً للرؤى الروسية حول مستقبل سورية عموماً.

وأبدت المعارضة السورية الرئيسية، والتي تعتمد على تمثيل واسع بصفوفها من العسكريين والمدنيين، رفضاً قاطعاً لمؤتمر سوتشي، إذ أكدت الهيئة العليا للمفاوضات أنها “لن تشارك في أي أحداث تنظّم خارج مظلة الأمم المتحدة”، متهمة موسكو بالعمل على “إعادة تأهيل” النظام السوري. الهيئة العليا المكونة من الائتلاف الوطني السوري، وفصائل عسكرية، وهيئة التنسيق، وشخصيات مستقلة، اعتبرت أن “روسيا تقوّض الأمم المتحدة وتفرض قواعدها الخاصة على سورية”، مضيفة أن مؤتمر سوتشي “يمثّل حرفاً لمسار الوساطة التي ترعاها الأمم المتحدة”، ويندرج “في إطار جهود روسيا للانفراد بالحل خارج الشرعية الأممية”.

 

وفي حين أن الهيئة العليا طالبت بأن تبقى محادثات الحل السياسي ضمن إطار قرار مجلس الأمن رقم 2254، فإن لافروف قال إن تنظيم بلاده لمؤتمر سوتشي يُشكل “أول محاولة نوعية لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254، والذي يطالب المجتمع الدولي بدعم السوريين في إقامة حوار شامل، يفضي إلى توافقات مقبولة من كل الأطراف حول التسوية السياسية”. وألمح إلى احتمالية تأجيل الموعد المقرر للمؤتمر في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، إذ قال إن بلاده “تتسلم ردوداً من قبل المدعوين بين الهيئات غير الحكومية، ونقوم بتحليل هذه الردود، وطابع الفعالية يتبلور حالياً ويتم إنضاجه وسنعلن قريباً عن مواعيد محددة”، داعياً إلى “عدم التسرع بالاستنتاجات والتوقعات حول الفكرة… مسار جنيف يقتصر على تمثيل قوى محددة غالبيتها من معارضة الخارج التي تمثل تجمعات المغتربين السوريين، ومسار أستانة لا تمثيل فيه لكل السوريين بل يحضره بعض الفصائل المسلحة ولا حضور فيه للعشائر أو مكونات المجتمع السوري، ما يعزز فكرة ضرورة عقد مؤتمر جامع”.

 

كذلك أشار الوزير الروسي إلى أن رئيس النظام السوري بشار الأسد “أعلن أنه يدعم عقد المؤتمر وتركيزه على ملفات الدستور والانتخابات”، مشيراً إلى أن بلاده دعت “كل الأطراف، الحكومة السورية وكل فصائل المعارضة من دون استثناء، سواء كانت داخل البلاد أو خارجها للحضور إلى سوتشي الذي سيُعلنُ قريباً عن مواعيد محددة له”.

 

النظام السوري يهدّد الشباب بالتصفية لإلحاقهم بالخدمة العسكرية

لبنى سالم

يعيش شباب سورية المطلوبون للخدمة العسكرية في جيش النظام حالة خوف ورعب دائمة، ازدادت حدّة بعد قيام عناصر دورية أمن مؤخراً بقتل الشاب حمزة ركبي (21 عاماً) في مدينة حلب، والذي كان مطلوباً للتجنيد، بطريقة وحشية، في حي المشارقة أحد أحياء حلب الشرقية.

ويروي عبد الرحيم وهو أحد سكان الحي لـ”العربي الجديد”، تفاصيل الحادثة قائلا: “حوالى الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً، كانت دورية أمن تتجول في حي المشارقة، وتوقف المواطنين بشكل عشوائي، تطلب هوياتهم وأوراق الخدمة العسكرية، وعند مرورها بالقرب من حمزة قام بالابتعاد عنها، لأنه مطلوب للخدمة العسكرية ولم يلتحق بها منذ أكثر من شهرين، فقامت الدورية باللحاق به، وإطلاق النار مباشرة عليه ما أدى إلى إصابته، فوقع أرضاً، اقتربوا منه وأشهر أحد العناصر مسدسه، وأطلق رصاصة أخرى نحو رأسه، أدت لمقتله على الفور”.

وأثارت الحادثة استياء شعبياً كبيراً حتى في صفوف الموالين للنظام، يضيف عبد الرحيم “الحادثة وقعت أمام أعين الكثير من أهالي الحي، تصرفوا بطريقة وحشية جداً، كان يمكن اعتقاله مثلاً بعد إصابته لكنهم قتلوه، ما الغاية من هذه التصرفات الوحشية؟”.

ويقول مازن عمارة (30 عاماً) وهو أحد أهالي الحي: “أنا مطلوب منذ 6 أشهر للجيش، ليس لدي أي خيار للفرار من هذه الملاحقات، يقتحمون المنازل والشوارع عدا عن الحواجز وعدم قدرتي على إنجاز أي معاملة رسمية أو الذهاب إلى مركز حكومي، لم أعد أركب وسائل النقل العامة، وأخاف من استعمال الدراجة الهوائية لأنها تثير الشبهات، لذلك أتوجه لعملي في تصليح السيارات يومياً سيراً على الأقدام عبر الحارات والشوارع الضيقة، حيث لا توجد حواجز الأمن، رغم ذلك أبقى متيقظاً خشية مصادفتي لدورية راجلة قد تطلب أوراقي وتقودني للجيش”. ويضيف “كان اقتيادي للخدمة أسوأ كوابيسي، بعد الحادثة صرت أخاف أن أقتل أيضاً”.

من جهته، يقول أبو مناف “57 عاماً- حلب”: “لم يكن لدى أي من أولادي الرغبة في ترك حلب، عملهم جيد وهم مستقرون هنا، لكن دفع الرشى للتهرب من العسكرية صار حملاً ثقيلاً علينا وكان لا بد أن يسافروا، بعد أن سمعت بالحادثة حمدت الله لأن أحداً منهم لم يعد هنا مع أني بقيت وحيداً، آخرهم خرج من حلب من ثلاثة أشهر”.

ويضيف “حتى عملية الهروب مخاطرة كبيرة بالحياة، من يريد الهرب نحو مناطق سيطرة المعارضة، عليه ترتيب خطة مدروسة، ودفع رشى للشبيحة ووسطاء الحواجز الأمنية تصل لمئات الآلاف. وإن رغب بالخروج نحو تركيا، فالمعابر النظامية مغلقة، وعليه دفع مبلغ حوالى 1500 دولار للمهربين”.

 

ويردف “أما من يريد أن يحصل على تأجيل عليه تقديم رشى لموظفي التجنيد بحلب بمبالغ تزيد عن ثلاثمائة ألف ليرة لشراء تأجيل لمدة عام، وهذا ليس بمقدور الكثيرين نتيجة حالة البطالة السائدة. سيئ الحظ الذي يلقى القبض عليه تجرى له دورة سريعة لا تتجاوز الشهر، ويتم إرساله بعدها للقتال في الجبهات”.

 

سوريا: مقتل 3 إعلاميين في تشرين الأول

وثق “المركز السوري للحريات الصحافية” في “رابطة الصحافيين السوريين”، مقتل ثلاثة إعلاميين سوريين وإصابة 6 آخرين بجروح خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، في تقريره الشهري حول الانتهاكات الإعلامية في البلاد، الصادر الأحد.

 

وللمرة الاولى منذ شهر كانون الثاني/يناير 2016 يوثق المركز مقتل إعلامية في سوريا، حيث قتلت الإعلامية دليشان إيبش مع زميلها هوكر فيصل محمد، بعد إصابتهما في التفجير الذي نفذه تنظيم “داعش” أثناء تغطيتهما لوصول آلاف النازحين القادمين من مناطق سيطرة التنظيم في ديرالزور إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية في ريف الحسكة الجنوبي، ليرتفع عدد الإعلاميات اللواتي لقين مصرعهن في البلاد منذ انطلاق الثورة 2011، إلى 7 إعلاميات.

 

وشهدت البلاد وقوع 14 انتهاكاً مختلفاً ضد الإعلام في ارتفاع ملحوظ عن شهر أيلول/سبتمبر الماضي الذي سجل فيه المركز خمسة انتهاكات فقط، ويعود ذلك إلى التفجيرات التي نفذها “داعش” شمال شرقي سوريا، فضلاً عن عودة الاستهداف المباشر للإعلاميين من قبل النظام السوري وحلفائه عبر القصف المتكرر على الغوطة الشرقية في ريف دمشق، بالإضافة لاستمرار التضييق الذي تمارسه مختلف الأطراف المتصارعة على الحريات الإعلامية.

 

وتوزعت المسؤولية عن ارتكاب الانتهاكات على مختلف الجهات الفاعلة على الأرض السورية، حيث تصدرت “هيئة تحرير الشام” قائمة المنتهكين بمسؤوليتها عن ارتكاب 5 انتهاكات مقابل 4 انتهاكات ارتكبها “داعش”، بينما كانت قوات “الإدارة الذاتية” التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي والنظام السوري مسؤولين عن ارتكاب انتهاكين لكل منهما، في حين لم يتم التعرف على الجهة المسؤولة عن الانتهاك المتبقي.

 

وأكد التقرير أن عدد الإعلاميين الذين وثق المركز مقتلهم منذ انطلاق الثورة السورية في منتصف آذار/مارس 2011، ارتفع إلى 419 إعلامياً، بعدما قتل الناشط الإعلامي قيس القاضي جراء القصف المدفعي من قبل قوات النظام على الغوطة الشرقية أثناء تغطيته للأحداث المتصاعدة هناك.

 

إلى ذلك، وثق التقرير 5 حالات من المنع التعسفي والحرمان من التغطية الصحافية، حيث منعت عناصر تابعة لهيئة تحرير الشام الإعلاميين بلال بيوش وأحمد خوجة وعبد قنطار وعبد الرزاق الماضي ومحمد العبد الله، من التغطية والتصوير في محافظة إدلب بحجة عدم حيازتهم  لإذن أو تصريح بالتصوير والعمل الإعلامي صادر عن الهيئة.

 

مؤتمر سوتشي:الروس ما بين التأجيل والالغاء

بسام مقداد

نقل موقع “غازيتا.رو” عن ممثل لوزارة الخارجية الروسية، لم يذكر اسمه، أن الوزارة سحبت عن موقعها الإلكتروني النبأ المتعلق بمؤتمر “الحوار الوطني السوري” في سوتشي “إلى حين تدقيق تفاصيل المشروع”.

 

وكان النبأ قد ظهر على موقع الوزارة في 31 اكتوبر/تشرين الاول، وذكر أن المؤتمر سوف يعقد في 18 من نوفمبر/تشرين الثاني في منتجع سوتشي، وتضمن لائحة من 33 حزباً وتنظيماً تمت دعوتهم للمشاركة في المؤتمر، بمن فيهم حزب “البعث” الحاكم والتنظيمات المواليه له، وكذلك القوى المعارضة والأكراد.

 

وكان الإرتباك والتردد قد طبعا سلوك المسؤلين الروس، منذ أن أطلق الرئيس الروسي بوتين فكرة عقد “كونغرس الشعوب السورية” من منصة منتدى “فالداي” في منتجع سوتشي نفسه في 19 أكتوبر/تشرين الأول.  فقد تغير اسم المؤتمر وتغير مكان انعقاده وكذلك لائحة المدعوين، حيث أصبحت 161 منظمة، بحسب ما أفدت وكالة “نوفوستي” الروسية في وقت سابق الجمعة. وجاءت خطوة وزارة الخارجية بسحب نبأ عقد المؤتمر من على موقعها الإلكتروني لتعزز هذا الارتباك حيال المؤتمر، إذ لم تذكر الوزارة ما إن كان ذلك يعني تأجيل المؤتمر إلى موعد آخر أو احتمال إلغائه.

 

لكن ما كان واضحاً منذ البداية، أن فكرة المؤتمر بذاتها، من حيث التسمية، التي أطلقت عليه والمكان الأولي الذي اقترح لانعقاده، واللائحة الأولية للمشاركين المفترضين فيه، لم تكن تحيط على نحو كاف بكل تعقيدات الواقع السوري في المرحلة الراهنة، التي بلغتها الحرب السورية. فلم يذهب الرئيس الروسي بعيداً لإطلاق اسم “كونغرس الشعوب السورية” على المؤتمر، بل استعارها من الواقع الروسي، حيث يوجد “كونغرس الشعوب الروسية” لتنظيم العلاقات بين اقليات وشعوب الشمال الروسي وسيبيريا، و”جمعية الشعوب الروسية” (Assembly of the Peoples of Russia) في القفقاز، و”الكونغرس الروسي لشعوب القفقاز”.

 

تعكس فكرة عقد مؤتمر سوتشي التعجل الروسي لإنهاء الحرب السورية. وقد عكست هذا الإستعجال تصريحات السياسيين والعسكريين الروس في الفترة الأخيرة؛ يرى أولئك أن الحرب السورية تسير نحو نهايتها. وقد نقل موقع “ار.بي.كي” الإخباري الروسي في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني عن مصدر في وزارة الدفاع الروسية قوله، إن مهمة القائد الجديد للقوات الروسية في سوريا الجنرال ألكسندر جورافلوف، الذي تم تعيينه منذ أيام، هي “الإعداد لإنجاز العملية العسكرية في سوريا”.

 

وتجدر الإشارة في هذا الصدد، إلى أن الواقع السياسي الداخلي في روسيا قبل الإنتخابات الرئاسية المقبلة قد يكون أحد الأسباب في هذه العجلة. فقد أخذ هذا الوضع يزداد تعقيداً، ليس بسبب الحرب السورية وفظائعها فقط، بل بسبب كلفتها في ظل الفساد المستشري والوضع الإقتصادي والإجتماعي، الذي يزداد سوءاً منذ عام 2014. وقد برزت دعوات في الفترة الأخيرة إلى اعتبار سلطة الكرملين الراهنة “سلطة احتلال” ومقاطعتها في ما يقارب الدعوة إلى عصيان مدني. وقد دعت الجهات المعارضة، التي تتبنى مثل هذا الطرح، إلى النزول إلى الشارع في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني، يوم مئوية انقلاب أوكتوبر البلشفي عام 1917.

 

لقد انعكست العجلة الروسية هذه في إنهاء التورط في الحرب السورية في التعجل بالدعوة إلى مؤتمر سوتشي، من دون الإعداد اللازم له. وتقول صحيفة “كومرسانت” الروسية، إن المناقشات في مؤتمر أستانة الأخير أظهرت أن عقد المؤتمر بهذه السرعة لن يكون أمراً سهلاً. وتستشهد على ذلك بالآراء السلبية تجاه المؤتمر من قبل عدد من المعارضين السوريين، والتي أصبحت معروفة من الجميع.

 

ولم تقتصر الآراء السلبية حيال المؤتمر على السوريين فحسب، بل نقلت الصحيفة عن مدير مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الإستشراق الروسي فاسيلي كوزنتسوف قوله، إنه ليس من المفهوم تماماً ما هي النتائج الملموسة، التي يمكن توقعها من مؤتمر يضم مثل هذا العدد الكبير من المدعوين للمشاركة فيه. وقال، إنهم قد يقترحون على الأعضاء المشاركين إصدار بيان مشترك ما، أو أن يكون عقد المؤتمر بذاته هو الحدث المهم والمطلوب فقط.

 

أما صحيفة “البرافدا” الناطقة باسم الشيوعيين الروس، والمعروفة بتأييدها المطلق للتدخل الروسي في سوريا، فقد تحدثت عن خلاف بين موسكو ودمشق، ورأت أن “سوريا جديدة سوف تولد في سوتشي”. وتقول الصحيفة، إنه من المتوقع أن يناقش المؤتمر إعداد دستور جديد للبلاد، وتشير إلى أن دمشق قد أهملت تماماً مشروع الدستور، الذي قدمته روسيا مطلع العام الحالي.

 

وتلفت الصحيفة إلى أن الكرملين، وخلال الأسبوع الأخير، قد أفهم دمشق والعالم ككل أن ثمة تغييرات قادمة في السياسة الروسية حيال سوريا. فقد أعلن الرئيس الروسي نفسه، وكذلك وزير الدفاع سيرغي شويغو، أن الأراضي السورية قد “تحررت تقريباً من داعش”، وأن المهمات، التي كانت ملقاة على عاتق القوات الجوية الروسية قد أُنجزت، وأن “الحرب ضد الإرهابيين قاربت نهايتها”. ومن المنطقي أن يُستنتج من كل ذلك أنه قد آن أوان التسوية السياسية للصراع الداخلي، وأنه لم يعد لدى نظام الأسد من سبب لتأجيل بداية هذه العملية. فلم يعد هناك من إرهابيين، ومن بقي منهم لا يستطيع عرقلة عملية السلام. أما القوى الأخرى المتبقية في الساحة فيجب إقامة حوار معها.

 

وتؤكد الصحيفة أن موسكو تكون بذلك قد رفضت حجج الأسد القائلة إن “الإرهابيين ليسوا فقط داعش” والمجموعات المماثلة لها، بل هم جميع من يحارب ضد النظام. ويضم هؤلاء، بشكل خاص، المعارضين الموالين للرياض والقاهرة، العاصمتين اللتين تحسنت علاقات روسيا بهما في الأشهر الأخيرة. وتضيف الصحيفة، إنه من غير المستبعد أن يتم التوافق على الدستور الجديد حتى نهاية عام 2017، حين ينبغي أن تجري الإنتخابات الرئاسية في سوريا، كما ترى منظمة الأمم المتحدة.

 

وهنا قد تبرز مسألة مصير الرئيس السوري وأسرته، والقوى السياسية المؤيدة له، على حد رأي الصحيفة. فهل سيبقي الدستور الجديد على الأسد في الحياة السياسية؟ وهل سيسمح له بالمشاركة في الانتخابات المقبلة؟ وتختم “برافدا” بالتساؤل ما إذا كان مصير الأسد سيصبح ذريعة لحرب جديدة بين السوريين؟

 

رام الله: الدروز منعوا مؤامرة إسرائيلية في حضر

تتواصل ردود الفعل على الأحداث الحاصلة في بلدة حضر السورية في الجولان، بعد قيام المعارضة بهجوم على مواقع النظام لفك الحصار عن قرى جبل الشيخ، ما أدى إلى مقتل سكان من البلدة.

 

وفي أعقاب إعلان متحدث باسم الجيش الإسرائيلي استعداد تل أبيب “لحماية قرية حضر الدرزية” من المعارضة المسلحة، قالت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية “إن الحكومة الإسرائيلية تراجعت تكتيكيا عن إعلانها دعم ما يسمى بالمعارضة السورية من احتلال قرية حضر السورية الدرزية، تحت وطأة ردود فعل أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل”.

 

وأضافت الخارجية في بيان نشرته وكالة “وفا” الفلسطينية، السبت، إن “الطائفة الدرزية أيقنت أن علاقة نظام تل أبيب المشبوه مع بعض مجموعات المعارضة السورية والمحسوبة على تنظيم القاعدة والنصرة، سيسمح لهؤلاء الإرهابيين من احتلال قرية حضر السورية التي يقطنها أبناء عمومتهم من الطائفة الدرزية”.

 

واتهم البيان إسرائيل بإقامة “علاقة مشبوهة” مع “الإرهابيين من تنظيم القاعدة”، ودعم تحرك عسكري لهم “لاحتلال تلك القرية، ولإخراج الجيش السوري منها، ومن المنطقة المحيطة بها”.

 

وأوضح البيان أن التفاهم “بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي القاعدة والنصرة كان على أساس استكمال السيطرة على قرية حضر، من دون أن تدرك الحكومة الإسرائيلية طبيعة ومدى ردود فعل أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل من حجم تلك المؤامرة”.

 

وهدد سكان من الطائفة الدرزية في إسرائيل باقتحام السياج الحدودي والوصول إلى حضر للدفاع عنها. وأثنت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية على “هذه الوقفة البطولية”، وطالبتهم بـ”المزيد من الحذر واليقظة من مؤامرات نتنياهو التي لن يتراجع عنها رغم موقفه التكتيكي الحالي”.

 

وأكد بيان الخارجية على أن “دولة فلسطين ستبقى دوما تقف مع أبناء الطائفة الدرزية، تدافع عن حقوقهم ما استطاعت لذلك، والتاريخ القريب لشاهد على ذلك”.

 

وكانت قوات المعارضة السورية و”هيئة تحرير الشام”، قد شنّت هجوماً، الجمعة، على محور “السرية الرابعة” التابعة لـ”اللواء 90″ على أطرافِ بلدة حضر ذات الأغلبية الدرزية. وأعلنت “غرفة عمليات جبل الشيخ” و”غرفة عمليات جيش محمد”، بعد ساعات قليلة على بدء المعركة، فتح طريق لبلدة بيت جن المحاصرة غربي دمشق.

 

وتضم غرفة عمليات “جيش محمد” “هيئة تحرير الشام” و”جبهة ثوار سوريا” وتنشط في القنيطرة وريف درعا الغربي، في حين أن “غرفة عمليات جبل الشيخ” هي من أبناء القرى المُحاصرة؛ بيت جن ومزارعها ومغر المير، وتضم “جبهة ثوار سوريا” و”هيئة تحرير الشام” و”أحرار الشام”.

 

في المقابل، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن “إرهابياً انتحارياً فجّر عربة مفخخة بين منازل المواطنين على أطراف بلدة حضر، ما تسبب بقتل 9 أشخاص وجرح 23 آخرين على الأقل”، متهمة “جبهة النصرة” بتنفيذ التفجير الذي أعقبته اشتباكات مع قوات النظام.

 

وأشار مراسل “المدن” ينال حمدان، إلى أن فصائل المعارضة مهّدت لهجومها بالأسلحة الثقيلة والمدفعية، واستخدمت عربة مُفخخة مسيّرة عن بعد استهدفت مواقع لقوات النظام في “السرية الرابعة” تلاها هجوم بري.

 

هل بدأت معركة النظام للسيطرة على أبو ضهور؟

خالد الخطيب

تمكنت المعارضة المسلحة من استعادة قرى وبلدات حجارة وحواوي والرشادية، في ريف حلب الجنوبي، الجمعة، بعد يوم واحد من خسارتها أمام مليشيات النظام التي أحرزت تقدماً مفاجئاً، الخميس، في منطقة جبل الحص انطلاقاً من مواقعها في “كتيبة عبيدة” غربي خناصر، جنوبي حلب. وهذا المحور لم يكن متوقعاً إشغاله من قبل مليشيات النظام، التي تنوي التقدم نحو بلدة أبو ضهور ومطارها، وذلك بسبب طول المسافة التي تفصل الجبهات غربي خناصر عن هدف النظام في أبو ضهور مقارنة بالمحاور الأخرى القريبة.

 

مليشيات النظام شنت هجوماً مشابهاً في الجبهات شمالي الحاضر في ريف حلب الجنوبي، واشتبكت مع المعارضة في محاور خلصة والقراصي وبرنة، وقصفت مواقع المعارضة والقرى القريبة بالمدفعية والصواريخ. وشمل القصف مناطق المعارضة في ضواحي مدينة حلب الغربية، في منيان والبحوث العلمية والراشدين. ويبدو أن المليشيات أشغلت الجبهات العليا لدعم هجومها في جبهات الجنوب نحو قرى جبل الحص.

 

واستهدفت المقاتلات الحربية قرى جبل الحص في ريف حلب الجنوبي بأكثر من 20 غارة جوية، توزعت على قرى حجارة والرشادية والمشيرفة ورسم سيالة. واستهدفت الغارات الجوية، بشكل عنيف، مطار أبو ضهور ومحيطه، وتجاوز عدد الغارات عليه 15 غارة جوية. هذا بالإضافة للقصف الجوي الذي رافق محاولة المليشيات تثبيت مواقعها التي تقدمت نحوها، وتعرضت تلك المناطق لقصف مدفعي وصاروخي شنته مليشيات النظام من مرابض المدفعية في “كتيبة عبيدة”.

 

مصدر عسكري معارض، أكد لـ”المدن”، أن الجبهات غربي خناصر ما تزال تشهد معارك كر وفر بين المعارضة المسلحة ومليشيات النظام. وتشهد القرى القريبة من خطوط القتال في منطقة جبل الحص قصفاً بالأسلحة الثقيلة. وترد المعارضة باستهداف مواقع قوات النظام بقذائف الهاون. وأوضح المصدر أن “هيئة تحرير الشام” وفصائل محلية أخرى في ريف حلب الجنوبي، استقدمت تعزيزات إضافية للمنطقة أسند لها مهمة شنّ الهجوم المعاكس وتثبيت النقاط من جديد في مواجهة قوات النظام.

 

المصدر أشار إلى أن المعارضة في منطقة جبل الحص تعتقد بأن مليشيات النظام، ورغم محاولتها التقدم في هذا المحور نحو مطار أبو ضهور، إلا أنه ليس بالمحور الرئيس الذي تنوي التقدم فيه بغية الوصول إلى هدفها، بل هو محور إشغال وتشتيت لفصائل المعارضة و”الهيئة”. ولذلك، لم تكن المعارضة متهيئة للتصدي لمليشيات النظام في هذا المحور، وخسرت في وقت قياسي ثلاث قرى. ولولا وصول تعزيزات إلى المنطقة، لكانت خسرت مزيداً من المواقع التي لا تتمتع بكثافة سكانية عالية، بسبب استهدافها المستمر من قبل مدفعية قوات النظام.

 

وتتوقع المعارضة أن يكون المحور الرئيس للتقدم نحو مطار أبو ضهور، هو القادم من مواقع المليشيات جنوبي الحاضر؛ في بلدات أبو رويل ودلامة التي تبعد عن مطار أبو ضهور قرابة 15 كيلومتراً، بينما تبلغ المسافة بين مواقع النظام التي تقدم فيها غرباً في جبل الحص عن مطار أبو ضهور 30 كيلومتراً، أي ضعف المسافة.

 

ووصل المزيد من التعزيزات لمليشيات النظام، الجمعة، إلى بلدة خناصر. وتقول المعارضة إنها رصدت انتشار مزيد من عناصر المليشيات والآليات في جبهات القتال في منطقة جبل الحص، وفي جبهات القرى الواقعة جنوبي الحاضر وفي التلال المحيطة بها.

 

ولن تتركز العملية العسكرية لمليشيات النظام، في حال بدأت بالفعل، على محور واحد، بل ستتبع حتماً الاستراتيجية المعهودة بتقطيع الأوصال، وتقسيم المناطق الواسعة المراد السيطرة عليها إلى قطاعات يتم محاصرتها تباعاً، عبر إشغال محاور متعددة ومن مختلف الجهات، وبالتالي إجبار الخصوم على التراجع والتقهقر خوفاً من الحصار. وبذلك يعتبر المحور الذي عملت عليه مليشيات النظام خلال اليومين الماضيين انطلاقاُ من خناصر مهماً للغاية بالنسبة لها، فهو يقسم المنطقة الممتدة من الشمال جنوبي الحاضر، وحتى جبهات ريف حماة الشمالي الشرقي إلى نصفين، ويمنع تحرك المعارضة بحرية للدفاع عن أبو ضهور.

 

ويعتبر جبل الحص المرتفع نسبياً من المواقع الاستراتيجية في ريف حلب الجنوبي، وسيمكن مليشيات النظام، في حال سيطرتها عليه، من التحكم بمنطقة واسعة من خلال رصدها نارياً. وسياسة السيطرة على التلال والمناطق المرتفعة لطالما ارتبطت بعمليات المليشيات الشيعية و”حزب الله” في جبهات ريف حلب الجنوبي؛ في الحاضر والعيس، نهاية العام 2015.

 

ولا يمكن الفصل بين التطورات الميدانية في منطقة جبل الحص في ريف حلب الجنوبي، وما تشهده جبهات المعارضة والنظام في ريف حماة الشرقي وريف إدلب الجنوبي الشرقي. فالمنطقة التي يتوقع أن تغطيها عملية قوات النظام، متداخلة، وتشمل مناطق تقع ضمن الحدود الإدارية لمحافظات حماة وحلب وادلب، وتعتبر المحاور التي تحاول مليشيات النظام التقدم فيها في ريف حماة محاور أساسية للضغط على المعارضة، وتقطيع أوصال مناطق سيطرتها وصولاً إلى مطار أبو ضهور.

 

واستعادت “هيئة تحرير الشام” السيطرة على تلال السروج والخزان وأبو حريجي وعنيق باجرة، قبل يومين، في ريف حماة الشرقي بعدما سيطر عليها تنظيم “الدولة”. وخسرت “الهيئة” قائداً بارزاً في صفوفها خلال المعارك مع التنظيم. وغيّرت مليشيات النظام محور عملياتها الذي كان موازياً لمحور عمليات “داعش” شمال شرقي حماة إلى الغرب، إلى جبهات أبو دالي في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، والتي تبعد عن مطار أبو ضهور 30 كيلومتراً.

 

الغارات الروسية وغارات طائرات النظام، كانت الأعنف خلال الساعات الـ48 الماضية على هذه الجبهات، والتي تجاوز عددها 50 غارة جوية استهدفت كل من أبو دالي والمشيرفة وتل الخنزير والحمدانية والمشهد وأبو عمر وتل العمارة والمكسر وأم حارتين وسكسك وعطشان، وعدد كبير من القرى والبلدات القريبة من سنجار. وفي هذه الجبهات تستفيد “هيئة تحرير الشام” من وجود فصائل معارضة تمتلك مضادات دروع، تمكنت عبرها من تشكيل عائق أمام تقدم مليشيات النظام، على الرغم من التغطية الجوية والمدفعية الهائلة.

 

مصدر عسكري أوضح بأن المعارضة غير قادرة على الصمود في وجه المليشيات في حال بدأت المعركة نحو مطار أبو ضهور، ولن تصمد طويلاً أمام الغارات الروسية التي تتبع سياسة الأرض المحروقة، ويرى بأنه يتوجب على “هيئة تحرير الشام” قطع الطريق على النظام وحلفائه إذا أمكن ذلك، عبر تسليم مطار أبو ضهور للقوات التركية، باعتبار أن “الهيئة” تُسيّطرُ على المطار وتمتلك القوة الأكبر في المنطقة المستهدفة من العملية العسكرية التي قد تشنها مليشيات النظام.

 

وعلى الرغم من نشر خرائط وتسريبات تحدثت عن تفاهمات بين “ضامني” أستانة؛ روسيا وتركيا وإيران، تسمح بتقدم مليشيات النظام نحو المناطق شرقي سكة حديد الحجاز، إلا أن المعارضة تعتقد بأن لا وجود لتفاهمات نهائية بين تلك الأطراف حول المنطقة، ويمكن المناورة من خلال تسريع تمركز القوات التركية في المناطق التي تتعرض لمخاطر تقدم مليشيات النظام. فالمنطقة تشهد سباقاً إيرانياً/تركياً، ولعل “الهيئة” هي من تتحمل مسؤولية بطء عمليات انتشار القوات التركية في إدلب ومحيطها. ولذلك، تعتبر المعارضة أن مسؤولية أية خسارة محتملة تقع على عاتق “الهيئة”.

 

ديرالزور: شروط “داعش” تعرقل خروج المدنيين من حويجة كاطع

محمد حسان

تمكنت مليشيات النظام، خلال الساعات الـ48 الماضية، من السيطرة على معظم أحياء مدينة ديرالزور، باستثناء قسم صغير من حيي الرشدية والحويقة شمالي للمدينة، حيث ما زال عناصر “الدولة الإسلامية” يتمركزون فيهما.

 

سيطرة مليشيات النظام جاءت بعد معارك عنيفة مع التنظيم، استمرت لأيام، رافقها قصف جوي مكثف من طائرات حربية روسية، مهّدت للمليشيات الدخول إلى تلك الأحياء. وقام عناصر التنظيم المتواجدين داخل المدينة، بعمليات انسحاب متتالية على مدى الأيام الماضية، من أحياء المدينة الداخلية إلى حيي الرشدية والحويقة، وحويجة كاطع المجاورة لنهر الفرات.

 

وتسببت المعارك بين الطرفين، بمقتل وجرح أكثر من 50 عنصراً من مليشيات النظام، بينما خسر التنظيم أكثر من 40 عنصراً بين قتيل وجريح، معظمهم من العناصر المحلية، وما تزال المعارك مستمرة في حيي الحويقة والرشدية، آخر معاقل “الدولة الإسلامية” في المدينة.

 

مدير “شبكة ديرالزور 24” الإعلامية عمر أبو ليلى، قال لـ”المدن”، إن مليشيات النظام، قامت بعد دخولها إلى حيي الحميدية والعرضي، بتنفيذ عمليات إعدام ميدانية بحق مجموعة من المدنيين الذين لم يتمكنوا من المغادرة نتيجة القصف المكثف، ومنهم ثلاثة أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، من عائلة واحدة.

 

وأضاف أبو ليلى، أن مليشيات النظام قامت باعتقال عدد من العائلات في تلك الأحياء، وتم سوقها إلى جهات مجهولة، فيما لا يزال مصير كثيرين من المدنيين مجهولاً حتى اللحظة، بينهم جرحى تحت أنقاض المباني المدمرة نتيجة القصف.

 

وتهدف مليشيات النظام من تحركاتها العسكرية، إلى طرد التنظيم مما تبقى من أحياء المدينة، لتتفرغ بشكل كلي لمعركة السيطرة على مدينة البوكمال، وقرى ريف ديرالزور الشرقي.

 

ويترافق تقدم مليشيات النظام، مع مفاوضات بين تنظيم “الدولة الإسلامية” و”قوات سوريا الديموقراطية”، بغرض السماح للمدنيين وعناصر التنظيم العالقين في الجزء المتبقي من ديرالزور، بالخروج إلى مناطق سيطرة “قسد” في بلدة الحسينية في ريف ديرالزور الغربي. ووافقت “قسد” على عملية الخروج إلى مناطق سيطرتها، مقابل تسليم عناصر “داعش” أنفسهم لها، شريطة الحفاظ على حياتهم، وعرضهم على محاكم قضائية لبحث مصيرهم، الأمر الذي يرفضه عناصر التنظيم حتى اللحظة.

 

ويفاوض “داعش” مع “قسد” كي تفتح طريقاً لعناصره بعد خروجهم من أحياء ديرالزور إلى مناطق سيطرته في البوكمال وقرى ريف ديرالزور الشرقي، الأمر الذي رفضته “قسد” بشكل مطلق، ما تسبب بعرقة خروج المدنيين الذين يتجمعون في حويجة قاطع، ويقدر عددهم بقرابة 500 شخص، معظمهم من النساء والأطفال وبينهم عدد من الجرحى.

 

ويعاني المدنيون العالقون في ما تبقى من أحياء مدينة ديرالزور، من ظروف صعبة للغاية، نتيجة نفاذ الطعام الذي كان بحوزتهم، بالإضافة إلى استمرار استهدافهم من قبل مليشيات النظام بقذائف المدفعية والهاون، ما تسبب بسقوط عدد من الجرحى.

 

ويتزامن تقدم مليشيات النظام في مدينة ديرالزور، مع معارك تخوضها ضد تنظيم “الدولة” في الجهة الجنوبية من مدينة البوكمال، بهدف التقدم والسيطرة على المدينة الاستراتيجية الواقعة على الحدود السورية العراقية. وتشن الطائرات الحربية الروسية عشرات الغارات يومياً على مناطق الاشتباكات، ومدينة البوكمال والقرى المحيطة بها، بالإضافة لاستهداف البوكمال بصواريخ باليستية من بوارج روسية متمركزة في البحر الأبيض المتوسط.

 

القصف الجوي والصاروخي الروسي تسبب بسقوط أكثر من 15 قتيلاً مدنياً في قرى السويعية والمراشدة من ريف البوكمال، وجرح ما لا يقل عن 20 آخرين، خلال الساعات الـ24 الماضية، بالإضافة إلى تدمير عشرات المنازل.

 

في الجهة الشمالية لنهر الفرات، تستمر “قسد” و”مجلس ديرالزور العسكري”، بدعم جوي من طيران “التحالف الدولي”، بالتقدم على حساب “داعش” في قرى ريف ديرالزور الشمالي والشرقي. وتمكنت “قسد” ليل الجمعة/السبت، من السيطرة على قرية جديد بكارة وأجزاء من قرية الصبحة في ريف ديرالزور الشرقي، وما تزال المعارك مستمرة بين الطرفين في الجهة الشرقية من قرية الصبحة وأطراف قرية الدحلة.

 

وتهدف “قسد” من تحركاتها العسكرية، إلى التقدم شرقاً للسيطرة على مدينة البصيرة، كبرى مدن ريف ديرالزور الشرقي شمالي نهر الفرات، والسير بمحاذاة النهر لطرد التنظيم، ومنع أية عمليات هجومية تستهدف خطوط إمدادها المارة من البادية الشمالية لتلك القرى، والواصلة إلى حقلي العمر والتنك النفطيين.

 

المعارك الأخيرة في ديرالزور كشفت انهياراً غير مسبوق لـ”الدولة الإسلامية”، الذي يقوم بعمليات انسحاب متتالية من مناطق سيطرته في المحافظة، تاركاً وراءه مستودعات مليئة بالأسلحة والمعدات للقوى التي تهاجمه، كما حدث في مدينة الميادين وأحياء مدينة ديرالزور.

 

ويرى البعض أن هروب عناصر التنظيم المحلية والأجنبية، وسياسة الأرض المحروقة التي تتبعها القوى المهاجمة من قصف جوي وصاروخي، وغياب تكافؤ القوى، هي أسباب في خسائر التنظيم المتتالية في ديرالزور، فيما يرى أخرون أن التنظيم أتم مهمّته التي خلق من أجلها في سوريا، بانتظار رؤيته في أماكن أخرى.

 

ويشهد التنظيم منذ شهور عمليات فرار كبيرة لعناصره، إلى مناطق سيطرة “قسد”، خاصة العناصر المحلية، بسبب تهاون “قسد” معهم وغياب أي لوائح إسمية لمقاتلي التنظيم، ما يجعل من فرص تهربهم من أي ملاحقة قانونية وقضائية، كبيرة.

 

تركيا: روسيا أرجأت مؤتمر “سوتشي” للسلام في سوريا

المتحدث باسم أردوغان: لن توجه الدعوة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي

اسطنبول – رويترز

قال متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأحد إن مؤتمر السلام في سوريا التي أعلنت عنه #روسيا والذي كان من المقرر أن يبدأ يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني، تأجل وإنه لن توجه الدعوة إلى الفصيل الكردي السوري الرئيسي إذا ما جرى عقد المؤتمر في وقت لاحق، وذلك بعد اعتراضات أنقرة.

وعندما طلب من متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية التعقيب، أشارت إلى إفادتها الصحفية الأسبوعية يوم الخميس التي قالت فيها إن موسكو تعمل على تحديد “المواعيد والمكان والمشاركين”. ومن ذلك الحين جرى حذف قائمة بالمشاركين المتوقعين، والتي كانت تضم الأكراد، من موقع الوزارة.

والأسبوع الماضي أشار زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إلى أن الحزب يؤيد حضور مؤتمر السلام فيما كان سيمثل أول مشاركة للأكراد في جهود دبلوماسية رئيسية لإنهاء الحرب في #سوريا.

وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم أردوغان في مقابلة مع تلفزيون “إن. تي. في”: “أبلغتنا روسيا أن الاجتماع تأجل الآن وأن حزب الاتحاد الديمقراطي لن توجه إليه الدعوة”.

وظهر #حزب_الاتحاد_الديمقراطي كأحد اللاعبين الرئيسيين في سوريا منذ بدأت الحرب في 2011 وقال إن الدعوة وجهت إليه لحضور الاجتماع في مدينة #سوتشي الروسية المطلة على البحر الأسود.

وتعتبر أنقرة حزب الاتحاد ووحدات حماية الشعب التابعة له امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضد الدولة التركية منذ ثلاثة عقود.

وتصنف #تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.

وتسيطر وحدات حماية الشعب على مساحات من شمال سوريا حيث تشكلت إدارات محلية يقودها الأكراد كما أنها تمثل الركيزة الأساسية لقوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة والتي طردت تنظيم داعش من معظم أنحاء شمال سوريا.

وتعتزم جماعات المعارضة الرئيسية مقاطعة مؤتمر السلام في سوتشي الذي تقول موسكو إنه سيركز على دستور جديد.

 

هؤلاء يدخلون سوريا زواراً فيجدون سلاحهم بانتظارهم!

العربية.نت – عهد فاضل

قال أكرم الكعبي، الأمين العام لميليشيات “النجباء” العراقية التابعة لإيران، إن ما سمّاه “قوّاتنا خارج العراق” لا دخل للحكومة العراقية بها، كونهم “مجموعة من المسافرين” الذين يذهبون بصورة “طبيعية ورسمية” على حد قوله.

وكشف الكعبي في حوار لصحيفة “الأخبار” اللبنانية التابعة لـ #حزب_الله في عددها الصادر السبت، الطريقة التي يتم فيها دخول مقاتلي ميليشياته والميليشيات الأخرى للقتال لصالح #الأسد، عندما أقرّ أن هؤلاء المقاتلين “يذهبون زوّاراً إلى سوريا وأسلحتهم وتجهيزهم هناك”. على حد قوله للمصدر السالف ذكره.

وميليشيات “النجباء” التي تتبع عقائدياً لمرشد إيران علي #خامنئي، هي واحدة من عشرات الميليشيات التي أرسلتها #طهران للقتال في #سوريا لصالح رئيس النظام السوري بشار الأسد، وكان لها دور في معارك شرق العاصمة دمشق وبادية حمص ومعارك دير الزور وحلب، ومناطق أخرى عديدة.

“النجباء” ستقاتل في لبنان أيضاً

أمّا بشأن تداعيات استفتاء إقليم كردستان، فقد أكد الكعبي تدخّل إيران في الموضوع وكذلك وجود “الحاج قاسم سليماني في هذا الخصوص” كما قال، معتبرا تدخل إيران وقاسم سليماني في الأزمة التي نشبت بعد استفتاء الإقليم، قد حقق “إنجازاً مهماً”.

وعما يسمّى “لواء تحرير الجولان” التابع لميليشيات “النجباء” فقد أكّد الكعبي أن اللواء موجود الآن ويقاتل داخل سوريا، وأنه سيشارك جيش النظام السوري في تحرير الجولان، إذا ما طلبت الحكومة السورية ذلك.

وأكّد الكعبي أن “النجباء” ستخوض الحرب إلى جانب حزب الله حتى في لبنان مستشهداً بكلام أمين عام ميليشيات حزب الله حسن نصرالله، بأن الأخير لن يقاتل إسرائيل وحده بعد الآن، بل ستقاتل إلى جانبه “جميع فصائل المقاومة في العالم” وستكون “النجباء من ضمنها”، على ما قاله في حواره.

يذكر أن أكرم الكعبي، كان سبق وتوجّه بخطاب وصِف بـ”الفتنوي” إلى أهالي مدينتين سوريتين، هما كفريا والفوعا التابعتان لمحافظة إدلب، عام 2016، عبر رسالة حرّضهم فيها على بقية السوريين، أثارت استياء شديداً، نظراً لما تتضمنه من حثّ وتحريض على الفرقة بين أبناء الشعب السوري.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى