أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 05 تموز 2015

 

 

 

 

«داعش» يبث شريطاً مصوراً يظهر إعدام العشرات من جنود النظام السوري

بيروت – أ ف ب

بث تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) المتطرف اليوم (السبت) شريطاً مصوراً يظهر إعدام العشرات من جنود القوات السورية النظامية بأيدي فتيان وسط آثار مدينة تدمر، وتحديداً في مسرحها الروماني.

ويظهر الشريط ومدته نحو عشر دقائق إعداماً تم على الأرجح بعيد سيطرة المتطرفين على مدينة تدمر في وسط سورية في 21 أيار (مايو) الماضي والمعروفة بآثارها المدرجة على قائمة “يونيسكو” للتراث الإنساني العالمي.

 

مئة غارة على الزبداني لتأمين طريق دمشق – بيروت

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –

شن الطيران السوري مئة غارة على مدينة الزبداني مدشناً معركة أطلقتها قوات النظام و «حزب الله» للسيطرة على المدينة في شمال غربي دمشق وقرب حدود لبنان بهدف تأمين طريق دمشق – بيروت، بالتزامن مع شن مقاتلي المعارضة هجوماً على حي جوبر شرق العاصمة، في وقت سيطرت فصائل إسلامية على موقع استراتيجي في حلب شمال البلاد. (للمزيد)

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «محيط مدينة الزبداني شهد اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل المقاتلة والإسلامية من طرف آخر، إثر هجوم عنيف بدأه حزب الله اللبناني وعناصر الفرقة الرابعة (في الحرس الجمهوري) على الزبداني، في محاولة للتقدم فيها والسيطرة عليها، ترافق مع قصف عنيف من قوات النظام على تمركزات للمقاتلين ومناطق في المدينة وأطرافها، وتنفيذ الطيران الحربي أكثر من 20 غارة على مناطق في المدينة ومحيطها».

وكانت المناطق ذاتها تعرضت أمس لأكثر من 90 ضربة بالبراميل المتفجرة والصواريخ من طائرات النظام الحربية والمروحية، تمهيداً لبدء الهجوم. وعمد مقاتلو المعارضة الجمعة إلى تنفيذ «هجوم استباقي» على حاجز الشلاح عند المدخل الشرقي للمدينة، في محاولة للسيطرة عليه، لكنهم لم ينجحوا. وأوقع الهجوم العديد من القتلى في صفوف الطرفين.

وشكلت الزبداني قبل بدء النزاع ممراً للتهريب بين سورية ولبنان، وهي من أولى المدن التي انتفضت ضد النظام في منتصف آذار (مارس) 2011، ودخلت تحت السيطرة الكاملة لفصائل المعارضة منذ أواخر 2013. وتشرف الزبداني على الطريق بين الشام وبيروت، ويقيم فيها أكثر من 65 ألف شخص، بالإضافة إلى أعداد من النازحين من مناطق أخرى، وفق سكان.

وقالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، أن «كتائب الثوار صدت هجوم النظام وحزب الله على مدينة الزبداني من جهة قلعة الزهراء ومنطقة الجمعيات غرب المدينة، تحت غطاء ناري كثيف بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة والقذائف المدفعية وعشرات الصواريخ أرض- أرض، إضافة لغطاء جوي يساند الهجوم». وأشارت إلى أن «الثوار تمكنوا من التصدي للهجوم وإفشال العملية العسكرية، حيث تم إجبارهم على التراجع إلى مواقعهم بعد مواجهات عنيفة أوقعوا خلالها قتلى وجرحى في صفوفهم».

وأعلنت القيادة الموحدة في الغوطة الشرقية، التي تضم أكبر الفصائل المعارضة بينها «جيش الإسلام» بقيادة زهران علوش، بدء معركة جوبر شرق العاصمة، قابلتها قوات النظام بشن 20 غارة. وأشار «المرصد» إلى سقوط قذائف على أحياء شارع بغداد وفي منطقة الزبلطاني وقرب مقبرة الدحداح ومنطقة برج 8 آذار في الزبلطاني المجاور لحي جوبر.

في الشمال، قال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن: «سيطرت غرفة عمليات فتح حلب المؤلفة من مجموعة فصائل مقاتلة بينها لواء صقور الجبل وحركة نور الدين زنكي ولواء الحرية الإسلامي، بشكل كامل على مركز البحوث العلمية الواقع عند الأطراف الغربية لمدينة حلب» بعد معارك بدأت بعد ظهر الجمعة. ورأى أن «هذا الإنجاز هو تقدم استراتيجي بارز بالنسبة إلى معركة حلب خلال السنتين الماضيتين»، مشيراً إلى أن السيطرة على المركز «تعرض للخطر حي حلب الجديدة والأحياء الغربية الأخرى الواقعة تحت سيطرة النظام».

وكان عناصر المعارضة تمكنوا في 17 أيار (مايو) من الاستيلاء على حي الراشدين المتاخم لمركز البحوث. وقال خبراء أنه بفقدانه مركز البحوث العلمية، فقد النظام خط دفاع مهماً، ما يجعل سيطرته على الأحياء في غرب حلب أكثر هشاشة. في الوقت نفسه، تواصلت المعارك «بشكل عنيف جداً» في محيط حي جمعية الزهراء، وفق «المرصد» الذي تحدث عن تقدم لقوات النظام.

في شمال شرقي البلاد، دارت معارك كر وفر بين قوات النظام و «داعش» جنوب مدينة الحسكة سيطر خلالها الطرف الأول على حي النشوة الشرقية، وسط استمرار المعارك في أحياء عدة «حيث تدور معارك متفاوتة العنف بين الطرفين، وتعتمد بشكل رئيسي على القناصة من الطرفين»، وفق «المرصد».

وبثت «داعش» فيديو اظهر إعدام عناصره بمسدسات 25 من القوات النظامية في المسرح الروماني الأثري في مدينة تدمر التي سيطر عليها التنظيم في 20 ايار (مايو) الماضي، علماً ان عملية الاعدام حصلت في 27 ايار. كما تضمن الفيديو عملية تفجير سجن تدمر بعدما تم نقل الـ 25 منه الى المسرح لاعدامهم.

 

مقاتلو المعارضة السورية يسيطرون على مركز عسكري في حلب

بيروت – أ ف ب

سيطر مقاتلو المعارضة السورية ليل الجمعة – السبت على مركز عسكري استراتيجي في مدينة حلب، في تقدم كبير نحو الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام، وفي وقت استمرت المعارك عنيفة على جبهة أخرى في غرب المدينة.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان” رامي عبد الرحمن: “سيطرت غرفة عمليات فتح حلب المؤلفة من مجموعة فصائل مقاتلة، بينها لواء صقور الجبل وحركة نور الدين زنكي ولواء الحرية الإسلامي، بشكل كامل الليلة الماضية على مركز البحوث العلمية الواقع عند الأطراف الغربية لمدينة حلب، يشكل خطراً على حي حلب الجديدة والأحياء الغربية الأخرى الواقعة تحت سيطرة النظام”.

واندلعت المعارك في حلب صيف عام 2012، عندما تمكنت فصائل معارضة من السيطرة على أجزاء واسعة منها، وانقسمت المدينة سريعاً بين أحياء تحت سيطرة النظام في الغرب، وأخرى تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في الشرق، علماً أن مقاتلي المعارضة متواجدون في مناطق متعددة في ريف حلب. ولم تتغير الخريطة كثيراً على الأرض منذ ذلك الحين.

ويمتد “مركز البحوث العلمية” على مساحة واسعة جداً في غرب حلب، ويضم مبانٍ وهنغارات عديدة، وتحوّل إلى ثكنة عسكرية لقوات النظام. وبدأ الهجوم على المركز بعد ظهر أمس (الجمعة).

وبثت حركة “نور الدين زنكي” شريط فيديو على الإنترنت بدا فيه عشرات المقاتلين المسلحين يتنقلون داخل “مركز البحوث” ويهتفون “الله أكبر”، ويطلقون النار ابتهاجاً في الهواء بتحرير المركز. وظهرت في الصور داخل المبنى آثار دمار وركام، بينما رُفع علم الثورة السورية في الباحة.

وقال “المرصد” إن الطيران الحربي قام منذ صباح اليوم، بقصف مكثف على “مركز البحوث”، ما دفع المقاتلين إلى إخلاء أجزاء منه والتجمع في الأجزاء الغربية.

وشنّ عناصر قوات النظام والمسلحون الموالون لها ليلاً هجوماً مضاداً على “مركز البحوث” لاستعادته، لكنهم فشلوا في ذلك.

في الوقت نفسه، تواصلت المعارك “بشكل عنيف جداً”، وفق المرصد، في محيط حي جمعية الزهراء إلى الشمال من “مركز البحوث” في غرب حلب، طيلة الليل.

وكان تجمع من الفصائل أطلق على نفسه إسم “غرفة عمليات أنصار الشريعة”، يضم “جبهة النصرة” وفصائل غالبيتها إسلامية، بدأ هجوماً  أول من أمس على هذا الحي الذي يضم فرع الاستخبارات الجوية، إحدى أبرز النقاط العسكرية للنظام.

وتمكنت الفصائل من التقدم إلى بضع نقاط، لكن “المرصد السوري” أفاد اليوم بأن قوات النظام استعادتها ليلاً، “بينما نّفذت أربعين غارة جوية على تجمعات المقاتلين في محيط المدينة”. وقُتل 29 مقاتلاً من الفصائل مساء أمس في المعارك، فيما لم تُعرف بعد حصيلة القتلى في صفوف قوات النظام.

 

16 غارة جوية على مواقع لـ«داعش» في سورية

واشنطن – أ ف ب

أعلن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة انه شن 16 غارة جوية أمس (السبت) على مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في الرقة، معقله في سورية.

وقال المتحدث بإسم التحالف توماس غيليران في بيان «إن الغارات الجوية المهمة التي شُنّت هذا المساء نُفّذت بهدف حرمان داعش من القدرة على نقل عتاد عسكري عبر سورية وباتجاه العراق».

وأوضح غيليران «انها إحدى أهم العمليات التي قمنا بها حتى الآن في سورية»، مؤكداً انها «ستُضعف قدرات داعش على التحرك انطلاقاً من الرقة».

وأشار الى ان قوات التحالف «هاجمت بنجاح العديد من الأهداف» في الرقة التي تُعدّ عملياً عاصمة التنظيم، ودمّرت مبان تابعة له وطرقات.

وأكد ان هذه الغارات «قلّصت بشدة حرية حركة الإرهابيين».

 

معركة كسب العشائر السورية بين النظام والمعارضة والخارج

رامي سويد

أثارت تصريحات الملك الأردني عبدالله الثاني قبل أيام، التي عبر فيها عن عزم الأردن تقديم الدعم للعشائر العربية السنيّة الموجودة شرقي سورية وغرب العراق ردود فعل متباينة، تراوحت بين الرفض والقبول في أوساط شيوخ العشائر السورية. تردد أظهر مدى تشتت هذه العشائر وتناقض مواقف شيوخها بعد ثلاث سنوات من غيابها عن التأثير الفعلي في مشهد الحرب السورية.

وكان الملك عبدالله الثاني قد أعلن عن رؤية الأردن التي تتمثل بدعم العشائر العربية الموجودة في المناطق التي يوجد فيها تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) ويهدّدها، على اعتباره واجباً أردنياً. وأشار إلى أن العالم “يدرك أهمية دور الأردن في حل المشاكل في سورية والعراق وضمان استقرار وأمن المنطقة”، دون أن يوضح طبيعة الدعم الذي يتوجب على الأردن تقديمه للعشائر في سورية والعراق.

خلال أيام قليلة تلت تصريحات العاهل الأردني، التي جاءت أثناء لقائه بشيوخ عشائر المنطقة الشمالية من الأردن، دعا النظام السوري شيوخ العشائر السنية الموالين له من المقيمين بدمشق إلى اجتماع في أحد فنادق العاصمة السورية، حيث أقيم لهم اجتماع قصير تلته قراءة بيان باسم الشيوخ الحاضرين للاجتماع.

نص البيان الذي قرأه الشيخ محمد الفارس، أحد مشايخ عشيرة طيّ العربية والعضو في مجلس الشعب التابع للنظام السوري، على أن “العشائر السورية ترفض رفضاً قاطعاً ونهائياً دعوة أو طرحاً أو مشروعاً يجردها من جوهرها الوطني وسوريتها وعروبتها وتؤكد أن القومية العربية والوطنية السورية هي حامل انتمائها الديني وإسلامها”. ودعا البيان العاهل الأردني إلى عدم تنفيذ تصريحاته لأنها “تمس بأمن سورية وسلامة أراضيها”.

اللافت أن الشيخ محمد الفارس الذي قرأ بيان العشائر هو قائد مليشيا الجيش الشعبي في مدينة القامشلي أقصى شمال شرق سورية. وتعرف المليشيا التابعة له بين السكان باسم “مجموعات المقنعين”، وهي تتقاسم السيطرة مع قوات “حماية الشعب” الكردية على مدينة القامشلي، بالرغم من وقوع مناوشات بين الطرفين بالأسلحة الخفيفة بين الحين والآخر. وتسيطر مليشيا “الجيش الشعبي” على الأحياء العربية في المدينة وأهمها حارة طي، فيما تسيطر قوات “حماية الشعب” على الأحياء التي تسكنها غالبية كردية.

في المقابل، أصدر شيوخ العشائر المعارضون للنظام السوري بياناً رحبوا فيه بتصريحات الملك الأردني، جاء فيه “نثمن موقف ملك الأردن ونشد على موقفه الوطني لتسليح وتدريب عشائر سورية وأبناء القبائل السورية لتحرير سورية من النظام الأسدي ومن ارهاب (داعش)، ونؤكد أننا جاهزون لإرسال آلاف الشباب للتدريب في الأردن”.

ووقع على هذا البيان شيوخ ثمانية عشر عشيرة عربية تسكن شرق وشمال ووسط سورية، منها عشائر البكارة والحسنة والموالي والعكيدات وشمر وعدوان وعنزّة والولدة والجبور والمشاهدة وغيرها. وكان لافتاً توقيع الشيخ محمد النايف، وهو أحد مشايخ عشيرة طي، على بيان الشيوخ المعارضين للنظام السوري. ويعتبر محمد النايف المنافس لابن عمه محمد الفارس في زعامة عشيرة طي العربية شمال شرق سورية.

تشير مواقف العشائر المتباينة من تكتيك اعتمده النظام السوري خلال سنوات حكمه الطويلة، إذ قام باستقطاب ودعم زعماء عشائر عربية في سورية على حساب أبناء عمومتهم المعارضين لهم، بحيث حاز هؤلاء على المال والسلطة ما مكّنهم من السيطرة على أبناء عشائرهم، وبالتالي تمكن النظام من تحجيم دور أبناء العشائر في الثورة التي اندلعت عام 2011 وخصوصاً في محافظة الحسكة.

غير أن ضخامة عدد أبناء بعض العشائر السورية أفقد النظام السوري القدرة على السيطرة عليها، كما حصل في مدينة دير الزور وريفها التي تسكنها عشائر العكيدات والبوسرايا والبكارة التي خرج أبناؤها في التظاهرات المناوئة للنظام السوري، ثم حمل كثير منهم السلاح ضمن فصائل المعارضة السورية التي قاتلت النظام وتمكنت من طرد قوات النظام من ريف دير الزور ومن معظم أحياء مدينة دير الزور.

وجرى كل ذلك قبل أن يتقدم تنظيم “داعش” ويرتكب مجازر كبرى ضد العشائر التي عارضت وجوده وقاتلته، وكان في مقدّمة هذه العشائر عشيرة الشعيطات التي تمكن التنظيم من السيطرة على مناطق وجودها بعد معارك عنيفة قبل أن ينتقم من أبنائها بإعدام العشرات منهم وتهجير عائلاتهم نحو منطقة تلعفر العراقية، التي يسيطر عليها “داعش”، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ولا يبدو أن تسليح العشائر السورية بهدف قتال تنظيم “داعش” سيكون أمراً فعالاً في المدى المنظور، خصوصاً مع سيطرة “داعش” على معظم محافظة دير الزور وريفي الحسكة الجنوبي والشرقي، ومعظم محافظة الرقة وأرياف حلب وحماة وحمص الشرقية،  والتي تسكنها العشائر العربية.

وتمكن “داعش” بحكم سيطرته على هذه المناطق ذات التركيبة العشائرية من استقطاب عدد كبير من أبناء هذه العشائر، خصوصاً مع اندلاع معاركه ضدّ قوات “حماية الشعب” الكردية، الأمر الذي زاد الوضع تعقيداً وجعل أبناء العشائر العربية في الجزيرة السورية بين سندان “داعش” ومطرقة انتهاكات قوات “حماية الشعب” الكردية. كما تمكّنت فصائل المعارضة السورية إبان سيطرتها على شرق سورية في الفترة الممتدة من نهاية عام 2011 وحتى بداية العام الماضي، من استقطاب آلاف أبناء العشائر في صفوفها، بحيث أصبحت تبعية هؤلاء لفصائلهم بعيداً عن خلفياتهم العشائرية.

ويضعف كل ذلك من احتمالات نجاح الأردن في تنفيذ برنامج حقيقي لتسليح وتدريب العشائر العربية في سورية، كي تتمكن من مواجهة تنظيم “داعش”، حتى ولو حصل الأردن على دعم دولي وإقليمي.

ويبقى أمام المملكة الأردنية خيار الاستفادة من العلاقات التاريخية بين العشائر الأردنية التي تسكن شمال البلاد والعشائر السورية التي تسكن في محافظة درعا جنوب سورية، كي تعمل على زيادة الدعم العسكري واللوجستي لقوات المعارضة السورية في درعا المكونة من أبناء العشائر العربية في درعا، بحيث تواصل تصديها لتنظيم “داعش” وتمنعه من الاقتراب من المحافظة وبالتالي من الحدود الأردنية. قبل أن تتغير المعطيات الميدانية بشكل يسمح بتنفيذ برنامج تسليح وتدريب فعال للعشائر العربية في شرق سورية، بحيث تتمكن من القضاء على “داعش” وتواجه أخطار تمدد قوات “حماية الشعب” الكردية.

 

الاتحاد الأوروبي يستضيف محادثات جديدة بين الائتلاف وهيئة التنسيق

عبسي سميسم

تواصل المعارضة السورية مساعيها للوصول إلى رؤية سياسية مشتركة وفق الثوابت الأساسية للثورة السورية، تكون أساساً للتفاوض للوصول إلى حل سياسي في سورية ينهي دور النظام القائم ويطلق مرحلة انتقالية تحقق مطالب الشعب، على الرغم من محاولات النظام المستمرة لاختراق المعارضة بمؤتمرات ومناورات من هنا وهناك.

وفي هذا السياق، علمت “العربي الجديد” من مصادر خاصة داخل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أنه تقدّم بطلب إلى الاتحاد الأوروبي من أجل أن يستضيف الأخير محادثات جديدة بين الائتلاف المعارض وهيئة التنسيق الوطنية خلال الأسبوع المقبل.

وأوضحت المصادر أن انتقاء الاتحاد الأوروبي لاستضافة محادثات جديدة، يأتي نتيجة رفض مصر دخول بعض أعضاء الائتلاف أراضيها، وعلى اعتبار أن فرنسا استضافت محادثات سابقة بين الطرفين، وبالتالي فإن دول الاتحاد الأوروبي تُعتبر مكاناً محايداً بالنسبة لهيئة التنسيق بدلاً من مدينة إسطنبول التركية.

وبحسب معلومات “العربي الجديد”، فإن الاجتماع سيُعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل، كما أن وفد هيئة التنسيق سيضمّ ممثلين عن حزب “الاتحاد الديمقراطي”.

وكان الائتلاف الوطني السوري، قد أعلن أن وفداً من هيئته السياسية التقى ممثلة الاتحاد الأوروبي لارا سكاربيتا، أمس الأول الجمعة في إسطنبول، وبحث الاجتماع التطورات الميدانية والتحركات السياسية الأخيرة التي يجريها الائتلاف، وكان آخرها اللقاء مع المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا.

وأضاف الائتلاف أن سكاربيتا نقلت للوفد “ترحيب الاتحاد الأوروبي ودعمه لمتابعة لقاءات الائتلاف مع باقي مكوّنات المعارضة السورية”، من أجل الوصول إلى أرضية مشتركة وبلورة موقف مشترك يخدم أهداف الثورة السورية. ولفت الائتلاف خلال اللقاء إلى أن “التوافق مع أطياف المعارضة ضمن ثوابت الثورة، هي واجب وطني مهم”، من أجل إنهاء دور نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد والبدء بمرحلة انتقالية تحقق مطالب الشعب السوري بالحرية والديمقراطية.

ودعا أعضاء الائتلاف، الاتحاد الأوروبي إلى “القيام بدوره الإيجابي بشكل أكثر فاعلية، ليتناسب مع مكانة الاتحاد في المجتمع الدولي، ولا سيما بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها فرنسا”، موضحين أن “أعمال الإرهاب ليست في سورية فقط وإنما هي مربوطة عالمياً”، والدليل على ذلك هي التفجيرات الإرهابية الأربعة التي شهدتها أربع دول مختلفة خلال الأسبوع الماضي.

وأوضح نائب رئيس الائتلاف المعارض هشام مروة، في اتصال هاتفي مع “العربي الجديد”، أن المحادثات ستكون في إطار دعم الحوار السوري السوري للوصول إلى رؤية سياسية مشتركة تعتمدها كافة مكوّنات المعارضة السورية والتي تعبّر عن الحل السياسي في سورية.

وأشار إلى أن الخروج بوثيقة مشتركة، سيعكس رأياً موحداً للمعارضة السورية ويعتبر خطوة مهمة على طريق الحل السياسي للتسوية السياسية في سورية، من الممكن طرحها كوثيقة تفاوضية في حال دعوة الأمم المتحدة إلى مفاوضات جديدة في جنيف.

في المقابل، ينقسم موقف هيئة التنسيق الوطنية من المؤتمر، بين من يرى أن هذه الجهود هي لمواجهة مؤتمر القاهرة، فيما يرى قسم آخر منهم أن لا تبعات سياسية للرعاية الأوروبية وأنها تأتي ضمن رغبة الأوروبيين بتوحيد جهود المعارضة.

وقال عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق زياد وطفة، لـ”العربي الجديد”، إن الاتحاد الأوروبي يعمل على عقد لقاء بين الائتلاف والهيئة من أجل استكمال مشاورات باريس، والتي تأتي ضمن مساعي الاتحاد في توحيد جهود المعارضة بهدف الوصول إلى حل سياسي، مؤكداً أنه ليس هناك خلفية سياسية للرعاية، ولكن الأوروبيين على ما يبدو قد وصلوا إلى قناعة بضرورة دعم توافقات المعارضة.

وعن موعد الاجتماع، توقّع وطفة أن يُعقد الاجتماع منتصف الشهر الحالي، موضحاً أنه لم يتم الاتفاق على جدول الأعمال حتى الآن. وأضاف: “أعتقد أن خارطة الطريق للحل السياسي التي طرحتها هيئة التنسيق بالإضافة إلى النقاط الـ13 التي طرحها الائتلاف كوثيقة مبادئ أساسية للتسوية السياسية في سورية، ستكون على رأس جدول الأعمال”.

 

معركة الزبداني.. بأوامر حزب الله

شهدت مدينة الزبداني خلال اليومين الماضيين تصعيداً عسكرياً، حيث بدأ النظام هذا التصعيد بالترويج إلى نيته اقتحام المدينة، تزامناً مع بدء توارد المعلومات عن وجود حشود في منطقة الديماس، ورصد أرتال من حزب الله استُقدمت إلى محيط مدينة الزبداني، وترافق ذلك مع ارتفاع لوتيرة القصف على المدينة.

 

بدأت بوادر المعركة الخميس الماضي، بتهجير العائلات النازحة الموجودة بالقرب من حواجز النظام في منطقة الانشاءات، وتمركز عناصر من ميليشيا حزب الله في منازل المهجّرين، إضافة إلى انتشارهم الواضح على حواجز بلدة بلودان الواقعة تحت سيطرة النظام، وتنتشر فيها ميليشيا “الدفاع الوطني” مما أثار الامتعاض حتى في صفوف مؤيدي النظام.

 

حاولت قوات الجيش مدعومة بعناصر من حزب الله والدفاع الوطني بدء عملية الاقتحام من محور مستشفى الباقوني، الواقع في القطاع الشمالي الغربي، لكن تم صد هذه المحاولة وتكبيد القوات المهاجمة خسائر بشرية أضطرت بسببها للعودة إلى مواقعها. بينما قام الطيران المروحي بإلقاء مناشير تدعو إلى الاستسلام وتجنيب المدينة المدمرة مزيداً من الدمار.

 

فصائل المعارضة من جانبها أطلقت عملية أسمتها “البركان الثائر” في الزبداني، لوقف تقدم قوات النظام وحزب الله. وبدأت المعارضة عمليتها باستهداف الفندق الأزرق، الواقع على طريق بلودان، الذي يعد غرفة عمليات لقوات النظام، فاستهدفته بقذائف الدبابات، تلا ذلك هجوم مباغت نفذته الفصائل على حاجز “الشلاح”، الذي يعتبر من أهم وأكبر الحواجز في المنطقة، ويقع  في القطاع الشمالي الشرقي للمدينة، حيث تم اقتحامه بالدبابات وعربات “بي أم بي” والسيطرة على المواقع التي يتألف منها الحاجز، وهي كتلة سناك التنور، ومعمل الثلج، وحاجز القناطر، والفيلا. وعلى إثر هذه الخسارة قامت قوات النظام بهجوم معاكس، تمكّنت خلاله من استرجاع حاجزي القناطر، والفيلا، وأصبحت الاشتباكات بين مبانً متلاصقة، استمرت إلى صباح السبت، وأنتهت بسيطرة فصائل المعارضة على جميع أبنية الحاجز، واغتنامها دبابة وبعض الأسلحة والذخائر المتوسطة والخفيفة. وتزامنت عملية اقتحام حاجز “الشلاح” بمناوشات مع الحواجز القريبة “الحرش، والسنديان، والحورات، وقصر الشيخ زايد، وحاجز المستشفى”.

 

قوات النظام واصلت حملتها العسكرية صباح السبت، إذ شنّت هجوماً جديداً، مدعومة بميليشيا “الدفاع الوطني” وحزب الله، في منطقة قلعة الزهراء، في القطاع الشمالي للمدينة، وما تزال الاشتباكات  مستمرة إلى الآن، فيما بلغت حصيلة قتلى حزب الله 3 أشخاص عرف منهم علي الضاحي من بلدة سحمر البقاعية، بالإضافة إلى مقتل عنصر من “الدفاع الوطني”، وتم سحب جثثهم من قبل الفصائل، التي تمكنت أيضاً من استهداف سيارة ضابط غرفة عمليات المنطقة، في نقطة “المسلخ”، بصاروخ حراري موجه، كما تم استهداف حاجزي موزة والحورات في القطاع الشرقي.

 

حصيلة الاشتباكات منذ يوم الخميس الماضي وحتى السبت، بلغت ١٨ قتيلاً من حزب الله، قالت مصادر “المدن” إنهم من قرى النبي شيت، سحمر، مشغرة،عين التينة، في حين سقط حوالى 30 عنصراً من قوات النظام، عرف منهم النقيب طلعت زهر الدين من السويداء حيث تم تشييعه اليوم في بلدة الصورة الكبيرة، والملازم حيدر اسماعيل من حمص. أما حصيلة المعارضة فقد بلغت 8 قتلى.

 

وترافقت هذه المعارك مع طلعات جوية مكثفة للطيران الحربي والمروحي، حيث تم توثيق إلقاء ٨٦ برميلاً متفجراً على مدينة الزبداني، إضافة إلى ٢٨ صاروخاً، أطلقها الطيران الحربي، وأكثر من 100 صاروخ “غراد”، فضلاً عن القصف المستمر بالمدفعية الثقيلة من كافة الحواجز والنقاط المحيطة بالمدينة، الأمر الذي أدى إلى احتراق مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في سهل الزبداني من دون تمكن السكان من إطفائها.

 

مدير المستشفى الميداني في الزبداني عامر برهان، قال لـ”المدن” إن “العملية العسكرية تأتي بأوامر مباشرة من حزب الله بهدف تأمين الشريط الحدودي المحاذي لمناطقه على الطرف اللبناني، فقد أيقن حزب الله أن احتمال السقوط المفاجئ للأسد بات كبيراً، فأصبح هاجسه تأمين الشريط الحدودي خوفاً من عمليات انتقامية بعدما أوغل في دماء السوريين”.

 

واعتبر برهان أن الزبداني بالنسبة إلى حزب الله تمثل “المنطقة الاستراتيجية الأهم في هذا الشريط، لقربها من معبر المصنع (الحدودي بين لبنان وسوريا) ومن خطوط إمداد الحزب و مجاورتها للعمق البشري له في البقاع الغربي”. وأضاف “النظام يعلم تماماً أن تكلفة الاقتحام ستكون عالية جداً من الناحية البشرية، وقد جرب ذلك من قبل وفشل”، وأشار إلى أن النظام انتقل إلى سياسة القصف على المدينة، وحصارها، من أجل دفعها “إلى الاستسلام تحت مسميات التسوية والمصالحة الوطنية، من دون أي نية حقيقية لهدنة أو وقف إطلاق نار”.

 

معارك حلب: انطلاقة جديدة للمعارضة خلال أيام

خالد الخطيب

أعلنت غرفة عمليات “فتح حلب” عن تحريرها لثكنة البحوث العلمية، المحاذية لحي حلب الجديدة غربي المدينة. وجاء ذلك بعد معارك  عنيفة استمرت منذ صباح الخميس حتى ظهر الجمعة، وتمكنت المعارضة على إثرها من قتل عشرين عنصراً من  قوات النظام التي انسحبت أعداد كبيرة منها باتجاه حي حلب الجديدة.

 

وتحدثت المعارضة عن تدمير أربع آليات ثقيلة لقوات النظام، بالإضافة لاغتنامها عدداً من الأسلحة، وكميات من الذخائر كانت في مستودعات البحوث العلمية التي حولتها قوات النظام إبان اندلاع الانتفاضة إلى ثكنة عسكرية.

 

والبحوث العلمية هي اختصار لـ”مركز الدراسات والبحوث العلمية العسكرية”، ويتمركز فيه أكثر من 1000 عنصر ينتمون إلى “الفرقة الرابعة” ومليشيا “لواء القدس الفلسطيني”، مُجهزين بسلاح ثقيل وراجمات صواريخ، لطالما أطلقت قذائفها من مقر البحوث باتجاه مناطق المعارضة في الريف الشمالي الغربي القريب.

 

 

وتتألف ثكنة البحوث العلمية من 5 أبنية، مقامة على مساحة تتجاوز عشرة هكتارات تقريباً، وكانت تُعد مقراً لتطوير وانتاج القطع العسكرية، بالإضافة إلى إجراء البحوث والتعديلات على مختلف أنواع الأسلحة والآلات العسكرية الروسية، وكانت تضم حينها ضباطاً وفنيين روس.

 

تكمن أهمية تحرير هذه الثكنة، بأنها تُعد خط دفاع أول عن حي حلب الجديدة والأحياء الغربية لحلب الواقعة تحت سيطرة النظام. وبتحريرها يصبح طريق المعارضة مفتوحاً باتجاه مناطق النظام.

 

وتولت ثلاثة فصائل من غرفة عمليات “فتح حلب” عملية الاقتحام باتجاه ثكنة البحوث، أما الفصائل الباقية المنتمية بدورها إلى “فتح حلب”، قامت بإشغال الجبهات الأخرى في: كرم الطراب وكرم الجبل ومطار النيرب والمدينة القديمة. الفصائل المُقتحمة التي سيطرت على الثكنة هي “حركة نور الدين زنكي” و”لواء الحرية” و”لواء صقور الجبل”.

 

وفي السياق، تزامنت عمليات “فتح حلب” العسكرية مع إطلاق غرفة عمليات جديدة، تم الإعلان عنها، الجمعة، تحت مسمى “غرفة عمليات أنصار الشريعة” وتضمُّ كلاً من “جبهة النصرة” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” و”كتائب أبو عمارة” و”كتائب فجر الخلافة” و”كتائب التوحيد والجهاد” و”سرايا الميعاد” و”جبهة أنصار الدين” و”حركة مجاهدي الإسلام” و”الفوج الأول” و”كتيبة الصحابة” و”أنصار الخلافة” و”جند الله” و”لواء السلطان مراد”.

 

قائد غرفة عمليات “فتح حلب” الرائد ياسر عبدالرحيم، أكد لـ”المدن” أن “فتح حلب” مستمرة في تنفيذ خططها العسكرية، وهي مستعدة للتعاون مع جميع الفصائل التي تقاتل النظام، في إشارة إلى “أنصار الشريعة”. وأضاف عبدالرحيم أن المعارك الأخيرة كانت بتنسيق عالٍ بين الغرفتين. وأشار عبدالرحيم إلى أن ثلاثة فصائل منضمة لغرفة عمليات “فتح حلب” هي متواجدة أيضاً في غرفة “أنصار الشريعة” وهي “حركة أحرار الشام الإسلامية” و”لواء السلطان مراد” و”كتائب أبو عمارة”. واعتبر عبدالرحيم أن هذا يُعتبر نقطة إيجابية في صالح سير العمليات العسكرية بشكلها الصحيح.

 

يذكر بأن الفصائل المكونة لغرفة العمليات الجديدة “أنصار الشريعة”، ما عدا الفصائل الثلاثة؛ الأحرار وأبو عمارة والسلطان مراد، كانت قد امتنعت في وقت سابق عن الانضمام إلى غرفة عمليات “فتح حلب” التي ضمت معظم الفصائل الحلبية. وتُعتبر غرفة الأنصار ذات طابع إسلامي جهادي، بحيث تضم كلاً من جبهتي النصرة وأنصار الدين، بالإضافة إلى كتائب شبيهة بهما.

 

وباشرت الغرفة الجديدة عملياتها العسكرية مباشرةً، بعد إعلان تشكيلها، وكانت أولى معاركها في جمعية الزهراء ومحيط المخابرات الجوية، باشتراك فصائل أخرى من “غرفة الفتح” كـ”الجبهة الشامية” و”كتائب ثوار الشام”. وتمكنت المعارضة من التقدم والسيطرة على كتلة مباني مهنا التي تطل على كتيبة المدفعية المحصنة، التي تحمي حي جمعية الزهراء والمجمع الأمني والعسكري التابع للنظام وللمليشيات الأجنبية.

 

عضو المكتب الإعلامي في “كتائب ثوار الشام” عمر حاج عمر، أكد لـ”المدن” بأن غرفتي “فتح حلب” و”أنصار الشريعة” اشتركتا في معارك حلب الغربية، والتي انتهت بالسيطرة على البحوث العلمية وأجزاء من حي جمعية الزهراء. واعتبر حاج عمر المرحلة الجديدة من العملية العسكرية لـ”فتح حلب” ناجحة ومهمة في ذات الوقت، باعتبار البحوث العلمية موقعاً استراتيجياً، باتت المعارضة تشرف منه بشكل مباشر على حي حلب الجديدة، الذي يبعد عنها 750 متراً فقط، والذي يعتبر بوابة فتح حلب.

 

وأضاف حاج عمر، بأن المعارك على محور جمعية الزهراء، كانت ممتازة في الساعات الأولى من انطلاقها، وتمكنت المعارضة خلالها من التقدم والسيطرة على مواقع متعددة. ولكن السبب في إيقاف الزحف باتجاه كتيبة المدفعية، يعود للفشل في التنسيق بين فصائل المعارضة، التي كان من المفروض أنها تعمل على محاور مختلفة، لاشغال قوات النظام والمليشيات المساندة لها. توقف الإشغال تسبب بإتاحة الفرصة لقوات النظام، بأن تحشد كل قواها في مواجهة المعارضة، وتمنع تقدمها باتجاه مؤسسة إكثار البذار وكتيبة المدفعية.

 

الناطق الإعلامي باسم “لواء صقور الجبل” مصطفى حلبي، قال لـ”المدن”، بإن المعارك التي خاضتها المعارضة على جبهة البحوث العلمية وجمعية الزهراء، كانت الأعنف منذ بدء العمليات العسكرية ضد النظام في حلب مطلع الشهر الحالي. ولجأ النظام إلى تكثيف قصفه بالأسلحة الثقيلة وصواريخ أرض-أرض من نوع فيل، حيث أطلق منها أكثر من خمسين صاروخاً خلال 48 ساعة فقط، لتعويض الخسائر التي مُني بها في وقت قياسي.

 

وأضاف الحلبي بأن الأيام القليلة القادمة سوف تشهد انطلاق مرحلة جديدة بالعمليات العسكرية، على جبهات متعددة، لكسر الدفاعات الأولى لقوات النظام التي ستؤدي حتماً إلى تحقيق انجازات سريعة في المدينة.

 

من جانبه، صعّد النظام من قصفه جواً لمناطق سيطرة المعارضة ريفاً ومدينة، حيث سُجلت خلال اليومين الماضيين أكثر من 60 طلعة جوية نفذها الطيرانين الحربي والمروحي، الذي لم يغب عن السماء بالتزامن مع المعارك المشتعلة على أكثر من جبهة. وطال القصف كلاً من المنصورة والراشدين ومحيط جمعية الزهراء والليرمون وكفر حمرة والأشرفية وأعزاز وجب القبة وباب النصر ومدينة حريتان شمالي حلب. أودى القصف بحياة عشرين شخصاً على الأقل وجرح خمسين آخرين.

 

صحيفة: الأسد يبدأ خطة ثانوية لإفشال مبادرة أممية ترتب لتنحيه

يدفع باتجاه إقامة دولة علوية على الساحل

قالت مصادر مطلعة إن الهجوم الذي تشنه القوات السورية مدعومة بميليشيا حزب الله اللبناني على مدينة الزبداني هو رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد إلى أطراف دولية تتحرك لترتيب تنحّيه من السلطة، ونقلها إلى هيئة حكم انتقالية تجمع أطرافاً من النظام والمعارضة.

 

ووفقاً للمصادر، تحمل رسالة الأسد تلويحاً بالانتقال إلى الخطة “ب” التي تعني الدفع باتجاه إقامة دولة علوية على الساحل والتشريع الفعلي لتقسيم سوريا والزج بها في صراعات طائفية وعرقية طويلة الأمد، وذلك في رد على صفقة لتنحيته تم تبنيها في قمة السبع الأخيرة بألمانيا وأصبحت روسيا من الداعمين لها.

 

وقادت قوات النظام السوري مدعومة بحزب الله اللبناني أمس عملية عسكرية على مدينة الزبداني في ريف دمشق، المدينة الأخيرة التي لا تزال تحت سيطرة مقاتلي المعارضة السورية في المنطقة الحدودية مع لبنان.

 

وبحسب صحيفة العرب اللندنية، اليوم الأحد، تأتي صفقة تنحية الأسد في سياق توافق دولي على ضرورة إقامة تحالف إقليمي لمواجهة تمدد تنظيم داعش في العراق وسوريا، لكن متابعين للشأن السوري يقولون إن تنحية الأسد قد لا تكون منذ البداية وأنه قد يستمر على رأس السلطة لسنتين على أن يكون دوره ثانوياً، وأن تعطى الصلاحيات الكاملة لهيئة الحكم الانتقالي في عملية التنسيق الإقليمية ضد داعش التي ينتظر أن تضم دولاً في حالة عداء تام مع الرئيس السوري الحالي مثل السعودية.

 

وتقوم الخطة في جانب منها على تكليف حزب الله بمهمة السيطرة على مواقع حدودية سورية محسوبة على السنّة، وتهجير سكانها قسرياً لتسهيل إقامة شريط يربط مواقع سيطرة حزب الله مع الدولة العلوية المنتظرة.

 

المعارضة تتقدم بحلب وتصد هجوما بالزبداني  

أعلنت قوات المعارضة السورية المسلحة المنضوية في غرفتي أنصار الشريعة وفتح حلب أمس السبت عن سيطرتها على مبنى البحوث العلمية وأبنية أخرى مطلة على مقر المخابرات الجوية وكتيبة المدفعية غربي مدينة حلب.

 

وقال إسماعيل ناصيف القيادي في المعارضة السورية المسلحة في مدينة حلب للجزيرة إن قواتهم تتجهز وتستعد لطرد قوات النظام من حلب وتحريرها بالكامل. وأضاف أن العملية أعد لها جيدا ووضع لها جدول زمني.

 

وأشارت المعارضة إلى أنها قتلت عشرات من قوات النظام، واستولت على آليات وأسلحة وذخيرة، بينما واصلت طائرات النظام إلقاء القنابل على مناطق وأحياء حلب الغربية.

 

وقال الخبير في شؤون الشرق الأوسط توماس بييريه لوكالة الصحافة الفرنسية إن “التقدم الذي سجل خلال الأسابيع الأخيرة في غرب حلب (…) هو التقدم الأول الحقيقي للمعارضين منذ 2013″، حيث هاجمت المعارضة حلب في صيف 2012 وسيطرت على أجزاء واسعة منها، وظلت المدينة منقسمة بين النظام في الغرب والمعارضة في الشرق حتى الآن.

 

معارك الزبداني

في غضون ذلك أفاد مراسل الجزيرة بأن مدينة الزبداني (غربي دمشق) تشهد اشتباكات متقطعة بين مقاتلي المعارضة من جهة وقوات النظام وعناصر حزب الله اللبناني من جهة أخرى. ونقل المراسل عن مصدر في الزبداني قوله إن قوات المعارضة صدت محاولات النظام للتقدم من محور قلعة الزهراء.

 

وأشار المراسل إلى أن عنصرين من حزب الله قتلا وأصيب خمسة بجراح، كما قتل ستة جنود من قوات النظام بينهم ضابط. وأضاف أن حزب الله يقصف الزبداني من مرابض مدفعيته المتمركزة في محيط بلدتي جنتا والخريبة داخل الأراضي اللبنانية.

 

وقد واصلت قوات النظام السوري لليوم الثالث على التوالي قصف مدينة الزبداني بالبراميل المتفجرة، وقالت شبكة “شام” إن النظام أسقط 68 برميلا متفجرا على الزبداني، بينما أكدت كتائب المعارضة المسلحة أنها أوقعت قتلى من جيش النظام ومسلحي حزب الله في اشتباكات عند حاجز قصر السعودي وبناء الكويتي بمحيط الزبداني، مع مواصلة النظام حشد قوات من الدفاع الوطني وحزب الله لاقتحام المدينة.

 

وفي دمشق، قالت وكالة مسار إن الثوار دمروا مبنى كان يتمركز فيه ثلاثون عنصرا من قوات النظام بحي جوبر إثر تفجير نفق تحته، بينما تحدثت شبكة شام عن معارك في حيي التضامن والزبلطاني وعن قصف من قوات النظام.

 

وذكرت وكالة مسار أن سقوط قذيفتي هاون على شارع بغداد في دمشق تسبب باحتراق سيارة وأضرار مادية، بينما تحدث شهود عيان عن إصابة شخصين في هذا القصف.

 

إدلب والغاب

وفي محافظة إدلب (شمال) ارتفعت حصيلة القتلى من عناصر جبهة النصرة الذين سقطوا في تفجير استهدف مسجدا بمدينة أريحا مساء الخميس إلى 31، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

من جهة أخرى، قال مراسل الجزيرة نت إن النظام شن ستين غارة جوية على قريتي قبر فضة والشريعة في سهل الغاب بمحافظة حماة في محاولة منه لاقتحامهما، كما تحدث ناشطون عن قصف شمال قرى أخرى في سهل الغاب وعن نزوح من قريتي الحويز وجسر بيت الراس.

أما درعا فشهدت قصفا بالبراميل المتفجرة على أحياء درعا البلد وبلدة بصر الحرير ومدينة طفس.

 

وقالت وكالة أعماق المقربة من تنظيم الدولة الإسلامية إن تسعة مدنيين قتلوا وأصيب 20 آخرون بقصف لطائرة من دون طيار تابعة للتحالف الدولي وسط مدينة الرقة، كما تحدثت الوكالة عن “عملية استشهادية” بعربة مفخخة استهدفت تجمعا لوحدات حماية الشعب الكردية جنوبي عين العرب (كوباني) بمحافظة حلب.

 

وتستمر الاشتباكات بين تنظيم الدولة وقوات النظام في أحياء مدينة الحسكة، كما شن طيران النظام غارات على حيي النشوة الغربية والشريعة ومنطقة المدينة الرياضية، بينما تمكن التنظيم من السيطرة على دوار البانوراما وحي الزهور.

 

شبح التشريد يخيم على حي بساتين المزة الدمشقي  

سلافة جبور-دمشق

 

تواجه مئات العائلات السورية في حي بساتين المزة غرب العاصمة دمشق خطر التشرد والمصير المجهول بعد أن تلقت منذ أسبوعين إنذارات من المحافظة لإخلاء منازلها الواقعة خلف السفارة الإيرانية، مع تهديد بهدم الأبنية في حال لم يتم إخلاؤها بشكل تام خلال شهرين.

 

وقال أبو مهند الشامي -الناشط بتنسيقية المزة- إن محافظة دمشق “وزعت حوالي ثلاثمئة إنذار حتى الآن للمنازل المحاذية لأبنية الفيلات الشرقية المطلة على بساتين المزة من خلف مستشفى الرازي باتجاه المتحلق الجنوبي، ومن جسر مدينة داريا وصولا لرئاسة مجلس الوزراء، في حين تنتظر سبعمئة عائلة أخرى الإنذار الخاصة بمنازلها”.

 

وأوضح الشامي للجزيرة نت أن “مساحة البساتين تبلغ حوالي ثلاثة كيلومترات مربعة، وتقطنها عائلات تتراوح حالتها المادية بين المتوسطة والفقيرة، بعكس عائلات مناطق الفيلات الغربية والشرقية في المزة والمعروفة بمستواها المعيشي المرتفع”.

 

وأضاف أن “تلك الأحوال لم تشفع لها لدى الجهات الحكومية التي لم تبادر بإعطاء أي مقابل مادي أو سكن بديل رغم وعود مسبقة بتعويض شهري يصل حتى خمسين ألف ليرة (173) دولارا بحسب القيمة المادية للمنزل المعرض للهدم”.

 

وقال الشامي “إن الإنذارات تعد المرحلة الثانية من عمليات الهدم الممنهج وتجريف الأراضي التي تنفذها محافظة دمشق في المنطقة، وشملت المرحلة الأولى خلال الأشهر الثلاثة الماضية الأراضي الزراعية المفتوحة، والتي تم إنذار أصحابها بإخلائها خلال ثلاثة أيام، جرفت بعدها بشكل كامل بما فيها من أشجار زيتون وأشجار معمرة، خسرت على إثرها حوالي ثلاثمئة عائلة كل أراضيها، وتم تعويضها بمبالغ زهيدة بلغت ثلاثمئة ليرة سورية للمتر الواحد وألف ليرة للشجرة الواحدة، كما خسر الحي المعروف بالمساحات الزراعية الشاسعة كل ثروته ليغدو أرضا صحراوية قاحلة.

 

وتحدث الشامي عن “الجذور التاريخية لمأساة إخلاء المنازل وهدمها”، وقال إنها تعود إلى عام 1997 في فترة حكم الرئيس السابق حافظ الأسد حين وجهت إنذارات لأهالي المنطقة الواقعة بين حيي كفرسوسة والمزة وهدمت منازلهم في المكان الذي أقيم فيه بناء رئاسة مجلس الوزراء لاحقا.

 

ويتابع لم تمر تلك العمليات بسلام، حيث واجهها الأهالي بمظاهرات كان مصيرها القمع وإطلاق الغازات المدمعة، لتعوض العائلات بسكن بديل في أقصى ضواحي المدينة، وليغلق الملف دون أن تتطرق إليه وسائل الإعلام.

 

وأضاف بعد استلام بشار الأسد الحكم وزعت من جديد إنذارات بالإخلاء لكامل المنطقة خلال فترة زمنية قصيرة للغاية بهدف استملاكها من قبل الدولة دون أي تعويض، وبعد خروج الناس بمظاهرات رافضة لذلك أوقفت الحكومة العملية واعدة بتنظيم المنطقة.

 

وبعد اندلاع الثورة السورية طوقت الحكومة المنطقة الثائرة وعزلتها عن بقية المناطق، وأصدرت قرارات بتنظيمها وهدم منازلها ومحالها التي تعتبر مصدر رزق لمعظم العائلات القاطنة فيها.

 

ويعتبر خالد -أحد السكان الذين تم إنذارهم بإخلاء منازلهم- أن “ذلك الجزء الخفي من المشروع هو ما يثير القلق، خاصة مع القرب الجغرافي الكبير للمنطقة من السفارة الإيرانية، حيث لم نحصل على أي إجابة من موظفي المحافظة سوى أنه مشروع كبير سيصب في مصلحة الجميع، في حين أننا نرى أنه مشروع يهدف لتهجير سكان المنطقة وتغيير هويتها وطابعها الدمشقي الأصيل”.

 

ولم يخف خالد تخوفه من مصير مجهول ستلقاه أسرته ومئات العائلات الأخرى، قائلا “فلا تعويض سينصفنا، ولا حل بديل سوى المغادرة، ونحن نعلم بطش قوات النظام والتي لم تتوانَ عن قتل أحد أفراد عائلة الهندي سابقا بعد رفضه إخلاء منزله ليكون مصيره الموت قنصا”.

 

الزينبيون.. باكستانيون يقاتلون دفاعا عن الأسد  

هيثم ناصر-إسلام آباد

 

بعد عام على إطلاق الجيش الباكستاني عملية عسكرية في شمال وزيرستان شهدت البلاد انخفاضا كبيرا في نشاطات الجماعات المسلحة والتفجيرات في مختلف المدن والأقاليم، وهو ما يعزوه الخبراء إلى هجرة الجماعات المسلحة إلى ساحات قتال أخرى منها أفغانستان والعراق وسوريا.

إلا أن الشهور الأخيرة شهدت موجة من هجرة المقاتلين الشيعة إلى سوريا لمساندة نظام الأسد، وهو ما ظهر في مقاطع مصورة تداولتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لمقاتلين باكستانين يطلق عليهم اسم “لواء الزينبيين” وهم في جبهات القتال في حلب يتحدثون لغة البشتو ويشاركون في إطلاق القذائف.

 

الباحث بمركز دراسات المناطق القبلية الباكستانية سيف الله محسود، اطلع على بعض هذه المقاطع المصورة، وأكد للجزيرة نت أن المقاتلين الذين يظهرون فيها يتحدثون لهجة خاصة من اللغة البشتونية بمنطقة كورام القبلية والتي تسكنها عدة قبائل شيعية من بينها “توري” و”بنجش”.

 

ويضيف محسود أن الشيعة في هذه المنطقة تمتعوا بدعم إيراني عبر أفغانستان لسنوات، خاصة خلال فترة نفوذ حركة طالبان باكستان في المناطق القبلية، والتي شنت هجمات ضد الشيعة في المنطقة مما دفعهم إلى إنشاء مراكز تدريب للمقاتلين وتسليحهم بدعم من طهران، على حد قوله.

 

البعد الطائفي

ويرجّح محسود بأن المقاتلين الشيعة من هذه المنطقة يتم تهريبهم عبر أفغانستان وإيران والعراق إلى سوريا للقتال دفاعا عن الأسد، وذلك بعد انخفاض تهديد طالبان لهم في مناطقهم إثر العملية العسكرية في المناطق القبلية الباكستانية.

 

ويبين محسود أن الطريق بين منطقة كورام القبلية وسوريا طويلة وتخضع لسيطرة عدة جهات ولا يمكن للمقاتلين عبورها إلا بوجود شبكة منظمة لاستقبالهم ورعايتهم لحين وصولهم للمنطقة التي يراد لهم القتال فيها.

 

وتمثل هجرة المقاتلين الشيعة من باكستان ظاهرة جديدة يفسرها سيف الله محسود بأنها نتيجة عدة عوامل أهمها شعور عام لدى الشيعة بالتهديد خاصة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يركز على استهداف الشيعة في عدة دول من بينها باكستان.

ومن بين هذه العوامل السعي الإيراني لحشد المقاتلين من باكستان وأفغانستان للقتال في سوريا من خلال إقناعهم بأن سقوط نظام الأسد سيمثل كارثة للشيعة حول العالم، والتركيز على وجود المراقد الشيعية في سوريا والعراق من أجل كسب تأييد أتباع الطائفة.

 

المال الإيراني

من جهته، يؤكد الصحفي المختص في شؤون الجماعات المسلحة نظر الإسلام محمد أن العامل المذهبي والدافع العقائدي ليس هو المحرك الرئيسي للمقاتلين الشيعة الذين يذهبون إلى سوريا، وإنما العنصر المادي.

 

ويضيف أن سكان منطقة كورام الشيعية يعانون من الفقر والافتقار لخدمات التعليم والصحة والتنمية الاقتصادية منذ عقود، مما يجعل الشباب يبحثون بالدرجة الأولى عن المال وهو ما يحصلون عليه على شكل مكافآت من إيران ونظام الأسد.

 

ويقول إن هذه المكافآت تمكن الشباب من تأمين عيش كريم لأسرهم في باكستان في وقت يعتقدون فيه أنهم يشاركون في جهاد مقدس من أجل مستقبل الشيعة حول العالم.

 

ويضيف نظر الإسلام أن إعلان تنظيم الدولة عن تأسيس فروع له في باكستان وأفغانستان يجعل الشيعة في هذا البلد يعتقدون بأن معركة الأسد في سوريا هي أهم المعارك بين الشيعة والسنة.

 

ويلفت إلى أن الشيعة في باكستان يشعرون أن تنظيم الدولة إذا ما تفوق على الأسد فإن نفوذه سيقوى في باكستان وأفغانستان في المستقبل “ولذلك عليهم المشاركة في حماية النظام السوري بكل طريقة ممكنة”.

 

مبنى البحوث بقبضة مقاتلي المعارضة بحلب  

حسن قطان–حلب

 

بعد يوم واحد فقط من انطلاق معركة تحرير حلب مساء الخميس الماضي، تهاوت ثكنة البحوث العلمية، إحدى أهم قلاع قوات النظام السوري في الجهة الغربية للمدينة، لتصبح في قبضة مقاتلي المعارضة المسلحة في غرفة عمليات فتح حلب، الذين يهدفون لنقل المواجهات العسكرية إلى عمق مناطق سيطرة النظام وإحداث خلخلة في مواقع سيطرته.

وتضم الثكنة خمسة مبان محاطة بأرض زراعية مسورة على مساحة تقدر بكيلومتر مربع واحد، وتعد مركزا لتطوير وإنتاج القطع الحربية والتعديل على الأسلحة والآلات العسكرية، لكن قوات النظام حولتها -كما فعلت مع غيرها من المواقع- إلى ثكنة عسكرية تتجمع فيها قواته وعدد من الآليات الثقيلة.

 

وتشن فصائل المعارضة السورية المسلحة هجوما واسعا على الجبهات الغربية والشمالية لمدينة حلب، بدءا من حي جمعية الزهراء والمدفعية، وانتقالاً لأحياء الخالدية والأشرفية ووصولاً لحلب الجديدة في خط مواجهة طويل تبدو فيه المعارك شرسة.

 

وقال القائد العسكري العام لـ”حركة نور الدين زنكي” أبو البشير معارة إن أهمية مباني البحوث تأتي من موقعها الإستراتيجي كإحدى القلاع لقوات النظام في المدخل الغربي للمدينة، والسيطرة عليها تعني انتقال المعارك من محيط المدينة والأرياف إلى داخل الأحياء والتوجه نحو عمق مناطق سيطرة النظام، وهذه نقطة تحول مهمة في المعركة.

 

وأوضح أن قوات النظام “تكبدت خسائر بشرية فاقت الستين عنصراً إضافة إلى عدد كبير من الجرحى في حين وقع البعض في الأسر، ودمرنا عربة مدرعة ومدفعا من عيار 57 وعددا من السيارات المحملة بالرشاشات، كما غنمنا رشاشات متوسطة والكثير من الذخائر، والمفاجأة الأكبر كانت في عثورنا على أحد معامل تصنيع صواريخ الفيل المحلية الصنع التي يستخدمها النظام بكثرة في قصف المدنيين يوميا”.

 

وتسود حالة من الرعب والقلق مناطق سيطرة قوات النظام، فأصوات القصف والمعارك لا تدع سكان تلك المناطق يشعرون بالراحة لاقترابها بشكل كبير من أحيائهم، وقال حسام الحلبي أحد الناشطين في المنطقة إن “مجموعات الشبيحة تفرض حظرا للتجوال ليلا في بعض المناطق من بينها حي حلب الجديدة، وتنذر باقتراب دخول الإرهابيين (في إشارة لقوات المعارضة) بهدف إخافة أهالي المنطقة”.

 

وتتعرض أحياء المدينة الواقعة تحت سيطرة الثوار لغارات من الطيران الحربي الذي لا يغادر الأجواء، كما شنت المروحيات هجمات بالبراميل المتفجرة على الأحياء ونقاط المواجهات، وتمطر قوات النظام المدينة يومياً بالعشرات من صواريخ “الفيل” المحلية الصنع، ولا تزال أصوات الاشتباكات والقصف تدوي في معظم أرجاء المدينة.

 

تعزيزات عسكرية تركية جديدة بحدود سوريا  

وصل رتل مؤلف من مركبات عسكرية ومدافع ثقيلة ومنصات إطلاق صواريخ وذخائر إلى موقع عسكري في مدينة كيليس التركية الحدودية مع سوريا وسط إجراءات أمنية مشددة، وفقا لما نقلته وكالة الأناضول.

 

ودفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية إضافية إلى المناطق الحدودية مع سوريا طوال الأيام الماضية جراء هجمات تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة أعزاز التابعة لمحافظة حلب شمالي سوريا، واستمرار الاشتباكات في المناطق القريبة من حدودها.

 

ونشرت القوات المسلحة التركية خلال الأيام الماضية دبابات وعربات قتالية مدرعة وأنظمة دفاع جوي، إضافة إلى جنود جرى جلبهم من ولاية غازي عنتاب في النقاط الحدودية بقضاء ألبيلي التابع لولاية كيليس.

 

منطقة آمنة

وقد بحثت أنقرة مسألة إقامة “منطقة آمنة” داخل الأراضي السورية بسبب مخاوف من تقدم الأكراد السوريين ووجود مقاتلي تنظيم الدولة، بالإضافة إلى احتمال تدفق موجة جديدة من اللاجئين الفارين من الصراع.

 

وكان رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو قد أكد للقناة السابعة التركية الخميس الماضي أنهم اتخذوا إجراءات لحماية الحدود، وهناك أوامر بالتحرك إذا استجدت أي ظروف تهدد أمن البلاد. لكنه قال أيضا إنه يجب ألا يتصور أحد أن تركيا ستدخل سوريا غدا أو في المستقبل القريب.

 

وقال أيضا إن السوريين في حلب لن يحصلوا على الإمدادات الأساسية مثل الطعام والدواء إذا أدى القتال لتقسيم المدينة. وتابع أن ذلك سيؤدي لتدفق جماعي جديد للاجئين إلى تركيا التي تستضيف بالفعل أكثر من 1.8 مليون لاجئ سوري.

 

من جانبه، قال مسؤول تركي كبير لرويترز قبل يومين إن أنقرة لا تشعر بارتياح لوجود مقاتلي تنظيم الدولة هناك ولا لاحتمال سيطرة القوات الكردية على الحدود بالكامل.

 

يشار إلى أن بعض وسائل الإعلام قد ذكرت أن التخطيط جارٍ لعملية تركية وشيكة عبر الحدود.

 

تنظيم الدولة يعدم جنودا سوريين بتدمر  

بث تنظيم الدولة الإسلامية السبت تسجيلا مصورا لإعدام من قال إنهم جنود سوريون أسرهم في مدينة تدمر بمحافظة حمص وسط سوريا التي استولى عليها قبل ستة أسابيع, كما تضمن مشاهد لاشتباكات مع قوات النظام السوري.

 

وأظهر التسجيل 24 رجلا بالزي العسكري جاثين وخلفهم فتية أطلقوا الرصاص على رؤوسهم من قرب. وقال التنظيم -الذي يطلق على عناصره من الفتية “أشبال الخلافة”- إن من أُعدموا أسروا في المعارك التي أفضت إلى سيطرة تنظيم الدولة على مدينة تدمر في مايو/أيار الماضي.

 

وأظهرت صور نشرتها حسابات على موقع تويتر كيف أخرج مسلحون من تنظيم الدولة الجنود من داخل سجن تدمر ليتم اقتيادهم لاحقا إلى مسرح روماني في المنطقة الأثرية حيث جرت عملية الإعدام الجماعي بحضور جمهور جلس في مدرج المسرح.

 

ودأب التنظيم على استخدام تقنيات تصوير احترافية في التسجيلات التي يصدرها لعمليات الإعدام التي ينفذها في سوريا والعراق خاصة, وكذلك للمعارك التي يخوضها في البلدين.

 

وتضمن التسجيل الجديد مشاهد لنسف سجن تدمر الذي كان يوصف بأنه معتقل سيئ الصيت حيث كان يضم كثيرا من المعارضين السياسيين قبل وأثناء الثورة السورية التي مضى عليها أكثر من أربع سنوات.

 

وتضمن أيضا لقطات من معارك خاضها تنظيم الدولة ضد قوات النظام السوري والمسلحين الموالين للنظام في مدينتي تدمر والسخنة بريف حمص قبل أن يسيطر عليها.

 

فيديو.. “أطفال” #داعش ينفذون عملية إعدام جماعية في تدمر

بيروت – فرانس برس

بث تنظيم داعش السبت فيديو يظهر إعدام 25 من قوات نظام الأسد وسط آثار مدينة تدمر، وتحديدا في مسرحها الروماني.

ويظهر الفيديو الذي مدته نحو 10 دقائق عملية إعدام تمت على الأرجح بعيد سيطرة داعش في 21 مايو الماضي على مدينة #تدمر وسط #سوريا والمعروفة بآثارها المدرجة على قائمة #اليونيسكو للتراث الإنساني العالمي.

وفي الفيديو ظهر الجنود السوريون باللباس العسكري الأخضر والبني يقتلون بالرصاص على مسرح المدرج الروماني وخلفهم علم كبير لداعش.

وقام عدد من “الأطفال” الذين يرتدون زيا عسكريا بنيا بإطلاق النار على رؤوس الجنود.

وجرت عملية الإعدام الجماعية أمام عدد من المتفرجين من الرجال والأطفال الذين جلسوا على المدرج الروماني.

وتردد أن تنظيم #داعش أعدم أكثر من 200 شخص من بينهم مدنيون، في منطقة #تدمر ومحطيها منذ سيطرته على المدينة.

وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات الإعدام في المدرج الروماني في تدمر في 27 مايو، بعد أقل من أسبوع على سيطرة التنظيم المتطرف على المدينة.

وقال المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبدالكريم آنذاك إنه يخشى أن تكون عمليات القتل مؤشراً إلى بداية “همجية ووحشية التنظيم ضد الآثار القديمة في تدمر”. وأضاف أن “استخدام المدرج الروماني لإعدام الناس يثبت أن هؤلاء الأشخاص ضد الإنسانية”.

وأثارت سيطرة داعش على مدينة تدمر الأثرية مخاوف دولية بشأن مصير كنوزها الأثرية النادرة.

وحتى الآن، لم ترد تقارير عن تدمير التنظيم لأي من الآثار رغم أنه دمر قبورا إسلامية في المدينة، كما دمر تمثالا خارج متحف تدمر.

 

مذيع سوري يثأر للأسد ويلتقط “سيلفي” مع الأسرى

العربية.نت – عهد فاضل

سمحت قوات أمن النظام السوري، لمذيع يعمل في الفضائية السورية، بأن ينفرد مع مسلحين وقعوا أسرى بيد الجيش، ويلتقط معهم “سيلفي” مفسحاً في المجال لتعليقات تنال من المعارضة السورية.

وكان المذيع والمراسل في فضائية النظام السوري، شادي حلوة، قد قام منذ ساعات، بنشر صورة “سيلفي” واضعاً بعض المسلحين الذين وقعوا أسرى بيد جيش النظام في خلفية الصورة، ونشر عليها: “سيلفي.. والإرهابيون خلفي”.

علماً أن صور الأشخاص الظاهرين في الخلفية، تظهر مسلحين ضئيلي البنية وصغيرين في السن، ولا تظهر عليهم ملامح “الأبطال” الأشداء الذين أراد المراسل السوري إظهار نفسه كما لو أنه قد قام باصطحابهم “غنائم” حرب يتباهى بها على زملائه في المهنة.

وعلى الرغم من أن ما فعله المراسل السوري والمذيع في فضائية للنظام، يعتبر من محرّمات الإعلام الحديث، حيث لا يجوز أن يتصرف المراسل مع المادة الإعلامية كأنها “صيد” شخصي أو ثأر أو تصفية حسابات، بل كان يمكن الاكتفاء بالتقاط صور لهم، ثم نشرها كخبر أو تقرير، دون الاستقواء على عناصر الصورة وإظهارهم بمظهر الخصوم العسكريين لمراسل يفترض أنه ناقل للحدث، إلا أن المراسل “البطل” استغل علاقته بقوى أمن النظام وأراد التعبير عن مدى موالاته لنظام الأسد فقرر”الانتقام” له على طريقته، فدخل الى مكان احتجاز الأسرى والتقط صورة “سيلفي” معهم.

وليست المرة الأولى التي يسمح فيها النظام لإعلاميي فضائياته، بالتقاط صور تظهر تشفّي المذيع بمن وقع أسيراً بيد الجيش. بل كان يسمح للمراسل أن يجري تحقيقات أمنية عسكرية مع الأسرى.

وما أن نشر مراسل فضائية النظام للسيلفي، حتى عبّر أنصار النظام السوري عن سعادتهم الغامرة بهذا “النصر” المؤزّر” للمذيع “البطل” متمنين له “مزيداً” من الانجازات في هذا المجال.

يذكر أن المراسل السالف ذكره، سبق وأن اعتدى بالضرب على زميلة له في فضائية سورية موالية للنظام. حيث عرف أنه التقى والمراسلة قرب القصر البلدي في مدينة حلب، ولأسباب لم تكشف قام المراسل بضرب المراسلة، ثم البصق عليها أمام المارة.

المراسل لم ينف الحادثة، بل وضعها في خانة “الخلاف الشخصي” لا الخلاف “السياسي أو المهني” على حد قوله. وطالب أمن النظام بأن “يحقق في الحادثة ليعرف من البادئ”.

الحادثة اعتبرت “فضيحة” إضافية لإعلام النظام السوري، ولم يتم التحقيق فيها، مع أن الفضائية السورية مملوكة للدولة، وحادثة الاعتداء التي رواها الشهود واعترف بها المراسل للإعلام، كان يمكن أن يكون لها “عواقب” قانونية وإجراءات تتخذ بحق المعتدي.

إلا أن مصادر إعلامية سورية أكدت أن للمراسل “حظوة” لدى مؤسسة أمن النظام، فقامت بتغطيته قانونياً، ومنعت اتخاذ أي إجراء ضده، وتمت “لفلفة” الحادثة دون أن ينال “جزاءه المستحق” كما أشارت المصادر السابقة.

 

كيف وصلت آثار العراق وسوريا إلى مزادات أوروبا وأميركا؟

دبي – قناة العربية

تابعت صحيفة “غارديان” البريطانية رحلة الآثار العراقية والسورية المنهوبة من قبل تنظيم “داعش” إلى أن تجد طريقها إلى مزادات بيع الآثار في لندن ونيويورك.

فحين تتجول في شوارع لندن من السهل أن تجد آثاراً من سوريا والعراق معروضة للبيع في المتاجر البريطانية.

وتنقل الصحيفة عن خبراء آثار دهشتهم من سهولة الوصول إلى مثل هذه القطع الأثرية القيمة، التي قد يرجع تاريخها إلى القرن الرابع قبل الميلاد، في العاصمة البريطانية لندن.

لكن خبراء الآثار يجدون صعوبة في تحديد الطريقة التي وصلت بها هذه الآثار إلى لندن. فالكثير من التجار لا يملكون وثائق رسمية في حين أن بعضهم يتهرب من الإجابة على أسئلة من هذا النوع.

مدن أوروبية كثيرة منها جنيف وبازل وزوريخ وكذلك مدن ألمانية أضحت مقصداً للتجار الساعين وراء الآثار المنهوبة حيث يعملون على إصدار أوراق رسمية لها عن طريق نقل ملكيتها من شخص إلى آخر وبالتالي يتمكنون من بيعها في مزادات لندن ونيويورك.

وأشارت صحيفة “غارديان” أن صور الأقمار الصناعية تؤكد انتشار مئات الحفريات غير القانونية في المواقع الأثرية المصنفة تراثاً عالمياً في سوريا والعراق.

وعلى الرغم من أن “داعش” ينشر صوراً لعناصره وهم يحطمون التماثيل والآثار، فإن التقارير الإعلامية تشير إلى أن تجارة الآثار تعتبر ثاني أكبر مصدر للدخل للتنظيم المتطرف بعد النفط. ويضيف خبراء أن التنظيم المتطرف استقدم علماء آثار عام 2014، وهو ما أدى إلى رواج تجارة تهريب الآثار.

يذكر أن محاولات وقف تجارة التراث الحضاري لا تسفر عن أي نتائج مع غياب إرادة دولية.

وبحسب صحيفة “غارديان” فإن على من يشتري هذه القطع الأثرية أن يستوعب أن هذه الآثار تمول الحرب والإرهاب في الشرق الأوسط فهي ليست سوى آثار للدماء التي تراق.

 

الحر” يُفشل هجوماً للنظام وميلشيا حزب الله بالزبداني

دبي – قناة العربية

شن طيران النظام السوري غارات مكثفة وقصفاً عنيفاً بالبراميل المتفجرة على الزبداني، فيما أعلن الجيش الحر نجاحه في التصدي للهجوم الواسع الذي شنه جيش النظام وميلشيا حزب الله على البلدة الواقعة في ريف دمشق الغربي.

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بسقوط عدد من قذائف الهاون على أحياء عدة من دمشق، في وقت لا تزال الاشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة وقوات النظام في أطراف حي جوبر.

وفي حلب تستمر الاشتباكات العنيفة أيضاً بين قوات النظام والثوار في محيط مركز البحوث العلمية.

ووردت معلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

أما في حمص فقد نفذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في تلبيسة والغنطو وعز الدين بريف حمص الشمالي، أدت لسقوط عدد من الجرحى في صفوف المدنيين.

من جانب آخر تجددت الاشتباكات بين قوات النظام وعناصر تنظيم “داعش” في محيط منطقة النشوة الواقعة في القسم الجنوبي لمدينة الحسكة.

وأفادت لجان التنسيق بدورها بأن الفصائل المعارضة قصفت بعدة قذائف تجمعات قوات النظام في تلة سنان في ريف اللاذقية الشمالي.

أما جنوباً فقد سقط عدد من القتلى والجرحى جراء البراميل المتفجرة التي استهدفت بلدتي نوى وطفس في ريف درعا.

 

داود أوغلو: لا نريد إغلاق الممر الواصل بين تركيا وحلب

العربية نت

أكد رئيس الوزراء التركي “أحمد داود أوغلو” أهمية الممر الواصل بين تركيا ومدينة حلب في سوريا قائلاً: “لا نريد على حدودنا كيانا يهدد أمن تركيا. ولا نريد للممر الواصل بين تركيا وحلب أن يغلق. لأنه في حال إغلاقه سيبقى مئات الآلاف من الناس جوعى أو سيأتون إلى تركيا كلاجئين”، حسبما نقلت صحيفة ترك برس التركية.

جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها داود أوغلو في مقابلة متلفزة له على إحدى القنوات التركية، حيث أشار إلى أن تركيا اتخذت التدابير الأمنية اللازمة في الخط الحدودي مع سوريا بهدف حماية الحدود.

وردّا على سؤال مقدم البرنامج بشأن التطورات التي ستحصل في حال قطع الممر الواصل بين تركيا وحلب، قال رئيس الوزراء التركي: “يتم اتخاذ التدابير اللازمة لمنع حصول ذلك، ولكن هذا لا يعني حدوث تدخل مباشر من قبل تركيا. أعطيت كافة التعليمات، لاتخاذ الإجراءات اللازمة فورياً في حال ظهور أي تطور خارج الحدود يهدد أمن تركيا”.

وقيّم داود أوغلو الأنباء التي تواردت خلال الأيام الأخيرة الماضية بشأن نية تركيا بالتدخل العسكري في سوريا خلال فترة قصيرة، قائلاً: “أقولها مرة أخرى، ينبغي على الجميع أن لا ينتظروا تدخل تركيا في سوريا غداً أو خلال مدة قصيرة. هذه كلها أحاديث تخمينية. في حال تعرضت تركيا لخطر أمني أو ظهرت تطورات تهدد أمن تركيا عندها لا ننتظر حتى الغد”.

وأوضح بأن بلاده كانت دائماً جاهزة منذ بدء الظلم هذا في سوريا قبل 4 أعوام، وأنها رفعت مستوى التدابير التي تتخذها، إلى أعلى الدرجات خلال العام الأخير بسبب أنشطة تنظيم الدولة “داعش” التي يمارسها في المنطقة.

وتطرق داود أوغلو إلى إخلاء مدينة حمص السورية من كل المسلمين السنّة تقريباً، قائلاً: “يشكل السنّة 80 بالمئة من حمص، و20 بالمئة منها نصيرية. وتم إخلاء التركمان والعرب وحتى الأكراد في الشمال. وكانت المجموعة الكردية الأولى التي لجأت إلى تركيا قد هربت من ممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي بسبب موقفها من الحزب الديمقراطي الكردستاني يعني البرزاني”.

 

قتلى من حزب الله بمعارك الزبداني

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ذكرت مصادر للمعارضة السورية، الأحد، أن 3 من مسلحي حزب الله اللبناني على الأقل قتلوا خلال اشتباكات مع فصائل المعارضة المقاتلة في الزبداني بريف دمشق.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات استمرت في محيط الزبداني، حيث حقق الجيش السوري مدعوما بميليشيا حزب الله والدفاع الوطني تقدما على حساب فصائل المعارضة.

 

وأضاف المرصد أن خسائر المعارضة ارتفعت إلى 7 قتلى على الأقل في محيط الزبداني، التي تعرضت لقصفت من القوات الحكومية.

 

في غضون ذلك، تجددت الاشتباكات في أحياء حلب الغربية بين القوات الحكومية وقوات الدفاع الوطني من جهة، وفصائل ما يعرف بغرفة عمليات أنصار الشريعة وجيش فتح حلب من جهة أخرى.

 

ودارت أعنف الاشتباكات عند أطراف حي جمعية الزهراء ومحيط مسجد الرسول الأعظم، وترافقت مع قصف جوي استهدف المعارضة.

 

كما تجددت المعارك في محيط منطقة البحوث العلمية، الذي سيطرت المعارضة على أجزاء منه، كما أغار الطيران الحربي على بلدتي حيان وبيانون بريف حلب الشمالي.

 

مقتل عشرات من عناصر “جبهة النصرة” بتفجير عند ساعة الإفطار في مسجد بأريحا.. وخسائر لحزب الله بالزبداني

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — ارتفع إلى 31 على الأقل بينهم 5 قياديين من جنسيات سورية وعربية، عدد عناصر جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وفصائل إسلامية متحالفة معها، الذين قتلوا إثر تفجير استهدفهم في مسجد سالم بمدينة أريحا، الواقعة في الريف الجنوبي لمدينة إدلب، والتي سقطت قبل أسابيع بيد مقاتلي المعارضة السورية الذين سيطروا على المحافظة بشكل شبه كامل.

 

ووقع الانفجار عقب آذان المغرب بالتزامن مع موعد الإفطار السبت، ورجح المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو هيئة معارضة مقرها لندن، ارتفاع عدد الخسائر البشرية بسبب وجود جرحى بحالات خطرة، ولم يعرف حتى الآن الجهة التي تقف وراء التفجير.

 

وفي إدلب نفسها، ارتفع إلى ثمانية عدد الأشخاص الذين أعدمتهم فصائل في “جيش الفتح” المؤلف من جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وجند الأقصى وفيلق الشام وحركة أحرار الشام وأجناد الشام وجيش السنة ولواء الحق، في مدينة إدلب، بتهمة أنهم “مسلحون موالون للنظام ويتخابرون لصالحه،” وقد أسروا بعد السيطرة على مدينة إدلب.

 

وقرب الحدود بين لبنان وسوريا، أكد المرصد مقتل ثلاثة عناصر على الأقل من حزب الله اللبناني خلال اشتباكات مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة في ريف دمشق، في حين تستمر الاشتباكات بين قوات النظام وحزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط مدينة الزبداني.

 

وفي قلب العاصمة دمشق، استمرت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في أطراف حي جوبر، وسط قصف من قوات النظام على أماكن الاشتباك، ما أدى لمقتل عنصر على الأقل من قوات النظام ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف المقاتلين، علما أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من صحة المعلومات الميدانية الواردة من سوريا.

 

أما مدينة حلب، ثاني أكبر مدن البلاد، التي أطلقت المعارضة المسلحة عملية عسكرية لإحكام السيطرة عليها، فقد دارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والإسلامية من جهة، وقوات النظام مدعمة بكتائب البعث من جهة أخرى في أطراف حيي الخالدية وبني زيد شمال مدينة حلب، كذلك تستمر الاشتباكات بين قوات النظام وحزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى عند أطراف حي جمعية الزهراء ومحيط مسجد الرسول الأعظم.

 

“داعش” ينشر تسجيل فيديو لإعدام 25 جنديا سوريا نفذه أطفال في تدمر

دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)– نشر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” تسجيل فيديو يظهر فيه إعدام نحو 25 جنديا باللباس العسكري قال بأنهم من جنود النظام، وتمت عملية الإعدام بأيدي أطفال في سن المراهقة قاموا بالوقوف خلف صف الجنود المكبلين على مسرح المدينة التاريخية وإطلاق النار عليهم من الخلف.

 

وظهر في التسجيل الذي نشر على موقع يوتيوب، حضور على مدرج المسرح التاريخي من الرجال والأطفال، حيث ألقى أحد المتحدثين من مقاتلي التنظيم كلمة قبل عملية الإعدام قال إنه يريد من خلالها توجيه 3 رسائل، موضحا أن الرسالة الأولى لعوام المسلمين، “ورعية خليفة أمير المؤمنين” مفادها “أننا سننصركم ولو أبغضتمونا، ولنذودن عن أعراضكم ولو كرهتمونا وهذا أمر الله عز وجل.”

 

أما الرسالتان التاليتان فكانت الثانية إلى “خليفتنا أبو بكر البغدادي القرشي” وأوضح من خلالها أنهم يقومون بالوفاء بقسمه الذي تعهد فيه بالانتقام والثأر، ورد الصاع صاعات، فيما وجه الرسالة الثالثة لمن اسماهم “طواغيت العرب وإلى كل طاغوت كافر” وجاء فيها “فها نحن دسنا عقر داركم رغم حصونكم التي ظننتم أنها مانعتكم من الله، فلقد اخترقناها ودسناها.”

 

وبعد أن وضع الأسرى في صف على المسرح وهم جاثون على ركبهم، ظهر أطفال يرتدون زي التنظيم ويحملون مسدسات، ثم صعدوا إلى المسرح ووقف كل واحد منهم خلف أحد الجنود الأسرى، وفي لحظة معينة تلقوا أشارة فأطلقوا النار بشكل متزامن على رؤوسهم من الخلف.

 

وفي بداية تسجيل الفيديو أشار التعليق إلى أن هؤلاء الأسرى هم من “جنود النصيرية” في إشارة إلى قوات الجيش السوري الموالية للرئيس بشار الأسد، وقال بأنه تم أسرهم عندما “عندما فتح الله على عباده الموحدين مدينتي تدمر والسخنة وما حولها من الحواجز الشركات.

 

وفي لقطات مقربة على مسرح الإعدام تظهر آثار ضربات على وجوه الجنود، وعند اقتيادهم من مكان احتجازهم أظهرت إحدى اللقطات أنهم يسيرون حفاة القدمين، رغم ارتدائهم اللباس العسكري.

 

من أحكام “داعش” في دير الزور: صلب 6 مفطرين أحياء وجلدهم 70 جلدة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– أقدم تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في محافظة دير الزور السورية على صلب 6 مواطنين وهم أحياء، بسبب الإفطار في رمضان بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مع الحكم بجلد كل منهم 70 جلدة.

 

ووثق المرصد الحادثة وقال بأنه تم تنفيذ عملية الصلب على سور مقر “الحسبة” بمدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي، حيث علق التنظيم على رقاب المصلوبين لافتة كتب عليها “يصلب يوما كاملا ويجلد سبعين جلدة لإفطاره في رمضان.”

 

ونقل المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له، عن نشطاء يعملون معه داخل سوريا، بأن جهاز “الحسبة” التابع لداعش، يتلقى بلاغات عن طريق مخبرين يعملون لصالحه بخصوص عدم صيام بعض الأشخاص، حيث تقوم دوريات تابعة للحسبة، باعتقالهم من أماكن تواجدهم وصلبهم.

 

الجيش السوري وحزب الله يحاصران الزبداني

من سليمان الخالدي

 

عمان (رويترز) – قال الجيش السوري وجماعة حزب الله اللبنانية إنهما شنا هجوما بريا وجويا كبيرا على مدينة الزبداني الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة يوم السبت وإنهما يشددان حصار المقاتلين المتحصنين داخل المدينة.

 

ويسعى الجيش السوري مع حزب الله المتحالف معه منذ فترة طويلة لانتزاع السيطرة على الزبداني من قبضة المتشددين السنة. وهذه المدينة قريبة من طريق بيروت دمشق الرئيسي الذي يربط البلدين وستمثل السيطرة عليها مكسبا استراتيجيا لحكومة الرئيس بشار الأسد.

 

وأظهرت لقطات تلفزيونية بثتها قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله والتلفزيون السوري الرسمي أعمدة الدخان تتصاعد من المدينة وسمع دوي القصف الجوي واصوات المدفعية الثقيلة.

 

والزبداني التي كانت يوما واحدة من المنتجعات الساحلية الشهيرة باتت أحد المعاقل المتبقية لمقاتلي المعارضة على الحدود. وكانت المدينة جزءا من طريق إمداد رئيسي للأسلحة التي كانت ترسلها سوريا في السابق إلى مقاتلي حزب الله قبل اندلاع الصراع السوري في 2011 والذي خلف أكثر من 200 ألف قتيل.

 

وقال الجيش السوري “وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع المقاومة اللبنانية تبدأ عملية عسكرية واسعة في مدينة الزبداني بريف دمشق بعد ان أحكمت الطوق على التنظيمات الإرهابية المتحصنة في المدينة وتتقدم حاليا باتجاه أهدافها من عدة محاور وتكبد الإرهابيين خسائر كبيرة بالافراد والعتاد.”

 

وأضاف الجيش أيضا أنه احكم سيطرته على قلعة التل غرب الزبداني.

 

ويقول مقاتلو المعارضة إنهم زرعوا الألغام حول المدينة شبه المهجورة وإنهم مستعدون بشكل جيد لصد الهجوم.

 

وقالت مصادر من المعارضة إن الهجوم بدأ فجرا بإطلاق كثيف للصواريخ تحت قصف جوي مركز بعشرات الغارات وانتشار واسع للقوات البرية.

 

وقال قيادي بكتيبة أحرار الشام إن مقاتلي المعارضين المسلحين استخدموا دبابات روسية الصنع استولوا عليها من الجيش ومدفعية بعيدة المدى لقصف مواقع الجيش ومنعوا تقدم قواته.

 

وأضاف لرويترز من ساحة المعركة “القصف لا يتوقف من الجو.. من طائرات الهليكوبتر والقذائف تطلق من مدرعات. إنهم يحاولون التقدم.. لكن الله معنا.”

 

ويشتبك الجيش السوري والمقاتلون المؤيدون للحكومة مع مقاتلي المعارضة في المنطقة الجبلية الواقعة إلى الشمال من العاصمة. ومن بين جماعات المعارضة الموجودة بالمنطقة جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا.

 

وكثف حزب الله المدعوم من إيران وهي حليفة رئيسية للأسد في الحرب هجومه على مواقع على طول منطقة جبال القلمون على جانبي الحدود السورية اللبنانية في الأشهر الماضية.

 

ويهدف الهجوم إلى قطع طرق إمداد الأسلحة لقوات المعارضة على طول الحدود الوعرة التي يسهل اختراقها.

 

وكان الهجوم الذي يشنه الجيش السوري وحزب الله لاستعادة السيطرة على الزبداني متوقعا في الأيام الماضية.

 

وعلاوة على قتال قوات المعارضة حول مدينة درعا في الجنوب وفي مدينة حلب في الشمال يحارب الجيش السوري على عدد من الجبهات الأخرى إذ يقاتل متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يحاولون السيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في مدينة الحسكة بشمال شرق البلاد.

 

(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى