أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 05 حزيران 2016

 

 

 

القوات النظامية تتجه إلى الرقة بـ «غطاء أميركي»

موسكو، لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

دخلت القوات النظامية السورية بدعم جوي روسي وللمرة الأولى منذ نحو عامين محافظة الرقة، المعقل الأبرز لتنظيم «داعش» الواقع تحت الغطاء الجوي للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بالتزامن مع استمرار تقدم التحالف الكردي – العربي نحو منبج شرق حلب، في وقت دارت معارك عنيفة بين فصائل اسلامية بينها «جبهة النصرة» والقوات النظامية والميلشيات جنوب حلب وسط استمرار الغارات على المدينة.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «القوات النظامية بالتعاون مع عناصر موالين دربتهم موسكو يعرفون باسم قوات صقور الصحراء وبغطاء جوي روسي تمكنوا السبت من دخول الحدود الإدارية لمحافظة الرقة» شمال شرقي سورية.

وبدأت القوات النظامية هجوماً من منطقة أثريا في ريف حماة الشمالي وتسببت الاشتباكات بين الطرفين منذ بدء العملية بمقتل 26 عنصراً من «داعش» وتسعة عناصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين. ويهدف الهجوم بالدرجة الأولى، وفق «المرصد»، الى استعادة السيطرة على مدينة الطبقة الواقعة على بحيرة الفرات غرب الرقة التي يجاورها مطار عسكري وسجن تحت سيطرة «داعش».

وتقع اثريا على بعد نحو مئة كيلومتر جنوب غربي الطبقة التي تبعد نحو خمسين كيلومتراً من مدينة الرقة مركز المحافظة. وباتت القوات النظامية على بعد اقل من 40 كيلومتراً من الطبقة التي سيطر عليها «داعش» في آب (اغسطس) 2014. وهذه المرة الأولى التي تدخل فيها قوات النظام محافظة الرقة منذ ذلك الحين.

ويأتي هذا الهجوم في الرقة بعد بدء «قوات سورية الديموقراطية» التي تضم اكراداً وعرباً بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة اميركية هجوماً مماثلاً في 24 الشهر الماضي لطرد التنظيم من شمال محافظة الرقة، انطلاقاً من محاور عدة احدها باتجاه الطبقة لكن من ناحية الشمال.

وقال مدير «المرصد» إن تزامن الهجومين في الرقة باتجاه الطبقة من جهتي الغرب (النظام) والشمال (الأكراد) يدل إلى أن هناك تنسيقاً غير معلن بين واشنطن وموسكو. وشدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على «أولوية اتخاذ تدابير مباشرة وفعالة وحازمة في القتال ضد الإرهابيين».

وباتت «قوات سورية الديموقراطية» على بعد عشرة كيلومترات من مدينة منبج، أبرز معاقله شمال مدينة حلب بعدما سيطرت على 34 قرية ومزرعة، حيث تؤدي السيطرة على منبج الى قطع خطوط الإمداد مع تركيا.

وفيما تستمر الغارات الكثيفة لقوات النظام على الأحياء الشرقية لمدينة حلب، لا يزال طريق الكاستيلو المنفذ الوحيد المتبقي من الأحياء الشرقية باتجاه الريف الغربي بحكم المقطوع مع استهداف اي حركة عبره ما يجعل الأحياء الشرقية «محاصرة تماماً في الوقت الراهن»، الأمر الذي دفع فصائل اسلامية الى شن هجوم جنوب حلب لفتح خط امداد بديل لأحياء المعارضة.

وجددت «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة مطالبة الأمم المتحدة بإلزام النظام السوري بالتقيد بهدنة خلال شهر رمضان تستثني مناطق سيطرة «داعش» وبتسريع ادخال المساعدات الى المناطق المحاصرة.

وأعلن مكتب العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ان السلطات السورية وافقت على ايصال مساعدات انسانية براً الى 12 منطقة محاصرة خلال حزيران (يونيو)، وسمحت بإيصال مساعدات محدودة إلى مدن المعضمية وداريا ودوما في ريف دمشق. ورفضت دمشق في المقابل ايصال مساعدات إلى حي الوعر في مدينة حمص (وسط) ومدينة الزبداني في ريف دمشق.

وفي واشنطن، اعلن ان وزير الخارجية جون كيري سيزور ابو ظبي وجدة الاربعاء والخميس للتداول مع المسؤولين في الشؤون السورية والليبية واليمنية ومكافحة «داعش».

 

تقرير يتهم النظام السوري بقتل 19 ألف طفل منذ بدء الثورة

لندن – «الحياة»

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان المعارضة في تقرير جديد إنها وثّقت مقتل 19773 طفلاً على أيدي القوات الحكومية منذ اندلاع الثورة في آذار (مارس) 2011، بينهم 297 طفلاً قُتلوا برصاص قناص، وما لا يقل عن 159 طفلاً بسبب التعذيب، بينما بلغ عدد المعتقلين منهم أكثر من 10 آلاف طفل ما زال 2716 منهم قيد الاعتقال حتى اليوم.

وأشارت الشبكة في تقرير بعنوان «أطفال سورية… ملائكة مكسورة الجناح»، إلى أن عدد الأطفال الذين قتلت القوات الحكومية آباءهم بلغ ما لا يقل عن 37 ألف طفل يتيم من ناحية الأب، أما عدد الأطفال الذين قتلت القوات الحكومية أمهاتهم فيقدر بقرابة ستة آلاف. كما وثّق التقرير تضرر قرابة 4083 منشأة تعليمية، ما أدى إلى حرمان ما لا يقل عن مليوني طفل داخل سورية من التعليم. وأكد التقرير قيام القوات الحكومية بتجنيد مئات الأطفال في عمليات قتالية مباشرة وغير مباشرة.

واتهم التقرير أيضاً تنظيم «داعش» بارتكاب جرائم حرب عبر عمليات القصف العشوائي والقتل والتعذيب والعنف الجنسي والتجنيد الإجباري وتحويل المدارس إلى مقرات، وقدّر عدد الأطفال الذين قتلهم التنظيم بـ 351 طفلاً، أما عدد المعتقلين لدى التنظيم فبلغ ما لا يقل عن 217 طفلاً، بينما قتل تنظيم «جبهة النصرة» 49 طفلاً واعتقل ما لا يقل عن 22 طفلاً.

وسجّل التقرير قيام فصائل المعارضة المسلحة بقتل 729 طفلاً واعتقال قرابة 84 طفلاً، مضيفاً أن الفصائل استخدمت الأطفال في بعض نشاطاتها العسكرية.

واستعرضت الشبكة أيضاً ما وصفتها بـ «انتهاكات قوات الإدارة الذاتية الكردية» في المناطق التي تسيطر عليها «كالقتل خارج نطاق القانون والتجنيد الإجباري»، متهمة القوات الكردية بقتل 62 طفلاً. كما اتهمت الشبكة قوات التحالف الدولي بقتل 112 طفلاً منذ بدء هجماتها في سورية في 23 أيلول (سبتمبر) 2014، مضيفة أن القوات الروسية قتلت، من جهتها، 479 طفلاً منذ بدء عملياتها العسكرية في 30 أيلول 2015.

 

معركة منبج  الكبرى: هل ستفضي إلى حصار تنظيم «الدولة» في مرج دابق؟

منهل باريش

«القدس العربي»: أكد الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري في منبج وريفها، شرفان درويش، في حدث لـ«القدس العربي»، سيطرة  قوات المجلس العسكري على «كامل خط غرب الفرات الممتد بين جسر قرقوزاق شمالاً وسد تشرين جنوباً». وأشار إلى تقدم قواته من محورين، محور سد تشرين ومحور جسر قرقوزاق، مبيناً أن قواته عبرت من جانب جسر قرقوزاق المدمر بواسطة طوافات مائية وعبارات تابعة لقوات التحالف وقوات سوريا الديمقراطية اللتين تقدمان دعما «لوجستيا» حسب تعبيره. ونفى درويش ما أشيع عن تركيب جسر معدني فوق جسر قرقوزاق، موضحاً أن «الجسر خارج الخدمة بشكل نهائي وقد  فجرته داعش ثلاث مرات، وتعمل كتائب الهندسة في قوات سوريا الديمقراطية على صيانته، ويحتاج لوقت طويل حتى نتمكن من إدخاله في الخدمة».

وتأسس المجلس العسكري في منبج وريفها في شهر شباط /فبراير الماضي من عدة كتائب محلية قاتلت في معركة عين العرب ـ كوباني ضد تنظيم الدولة، ومن ثم بقيت في مناطق سيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية.

وسيطر مقاتلو المجلس على أغلب مزارع وقرى غرب الفرات: الحالولة والشيخ عبيدات ورميلات والحمادات، وشاش حمدان، وجب الشيخ عبيد، والبلاشة، والعلوش، وجنف الأحمر، وخشخاشة، وحجي علي، وأبو صفا، ورميلا، وبير العمال، ومنيهال، وخربة الروس. ولعل أهم تطور في المعركة هو السيطرة على ناحية أبو قلقل الواصلة بين سد تشرين ومدينة منبج.

وعزا شرفان درويش بطء التقدم إلى «الحذر الشديد من أجل سلامة المدنيين وعدم تعريضهم لأذى في المناطق التي يسيطر عليها داعش الإرهابي»، حسب تعبيره. كما شدد على أن «تحرير منبج سيقطع منفذ داعش على العالم، والسيطرة عليها ستكون خطوة للتضييق على داعش في الرقة ودحرها لاحقاً».

وقال الناشط وعضو مجلس محافظة حلب الحرة وابن مدينة منبج، منذر سلال، لـ«القدس العربي»: «انقطع الطريق بين جرابلس ومنبج، صباح الأربعاء، بعد أن قصف طيران التحالف الجسر الواقع على مجرى نهر الساجور، أحد روافد نهر الفرات الغربية، بستة صواريخ في منطقة عون الدادات، حيث فصلت منطقة جرابلس والمناطق المحيطة بها في منطقة شمال نهر الساجور عن مناطق اعزاز بشكل شبه تقريبي أمام حركة الآليات، بينما طرق المشاة ما زالت متوفرة في عدة أماكن أخرى».

وأعلن المجلس العسكري لمدينة منبج وريفها في بيان، تلقت «القدس العربي» نسخة مصورة منه، «بدء حملة تحرير منبج وريفها وذلك بناء على طلب ومناشدة أهالي منبج ووجهائها. ونناشد أبناء شعبنا الابتعاد عن مراكز تواجد إرهابيي داعش لأنها ستكون أهدافا عسكرية لقواتنا. وننادي أهالينا بتقديم يد العون لقواتنا والتعاون معها. وندعو شباب وشابات منبج الأحرار الانضمام إلى صفوف وحداتنا العسكرية».  وقال البيان إن المجلس العسكري يضم في صفوفه جميع مكونات منبج من «العرب، الكرد، التركمان، الشركس»، لافتاً إلى «تسليم إدارة المدينة للمجلس المدني الذي يمثل إرادة مكونات مدينة منبج». وجاء هذا في محاولة التخفيف من الحساسيات العربية ـ الكردية، وخصوصاً بعد الاتهامات التي وُجهت لقوات سوريا الديمقراطية بتهجير السكان العرب في منطقتي صرين وعين عيسى على الجانب المقابل من نهر الفرات.

واعتبر الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري أن «هدفنا كقوات عسكرية هو تحرير المدينة، وسنحول السلطات إلى المجلس المدني. وبعد التحرير يجب بدء المشاورات مع كل الفعاليات السياسية والمدنية، دون اقصاء لأحد»، وحصر دور المجلس العسكري بمهمة الدفاع. وقال: «لن نقوم بحكم المدينة. والمجلس المدني هو من سيقوم بإدارة البلد».

من جهته، كان رئيس المجلس المحلي لمدينة منبج وريفها، موسى الابراهيم، قد نفى لـ«القدس العربي» أي تواصل مع قوات سوريا الديمقراطية، في ظل دعوة المجلس العسكري في منبج إلى تشكيل مجلس مدني يدير المدينة بعد طرد تنظيم «الدولة» منها.

ويعمل المجلس المحلي في منبج وريفها في منطقة اعزاز حيث يقيم عشرات الآلاف من النازحين الذين فروا هربا من تنظيم الدولة في ريف حلب الشرقي، وأقاموا في منطقة اعزاز.

وأعلنت القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط أن طائرات التحالف شنت 18 غارة على مواقع تنظيم الدولة في منبج وريفها، وأشار إلى أن الطيران دمر «مركز قيادة وعدة أبراج اتصالات وستة جسور، وعدة مواقع قتالية».

في السياق، شكك الباحث والخبير العسكري عبد الناصر العايد في نتائج معركة منبج واعتبرها «ملتبسة وغير واضحة المعالم ، سواء من حيث القوى العسكرية المشتركة والتوافقات الإقليمية». وقال العايد في تصريح لـ«القدس العربي»: «السؤال الأهم هو ماذا بعد السيطرة في ضوء تعقيدات المنطقة القومية، وخصوصاً بعد تنامي الحساسيات العربية الكردية، وما هي نوايا قوات سوريا الديمقراطية. كل ذلك يطرح علامات استفهام كبيرة ومحقة».

وتوقع العايد أن تسلك هذه القوات  الطريق السهلي الزراعي باتجاه عفرين وتتحاشى قتال تنظيم الدولة في المناطق الجبلية والسكانية، «بهدف وصل عفرين بأماكن سيطرتها في الرقة وشرق حلب».

من الناحية التكتيكية، اعتبر العايد أن الحديث عن انسحاب التنظيم «كلام مبدئي، فالتنظيم لن يستسلم بسهولة وداعش راوغ في كل معاركه ولم يسمح أن يجر إلى معركة يحدد فيه خصمه مكان وزمان القتال».

ويبدو أن التنظيم حتى اللحظة، ومنذ إعلان بدء معركة «تحرير شمال الرقة» بتاريخ 24 أيار/مايو الفائت، يحاول امتصاص هجمات «القوات الديمقراطية». فالتنظيم، الذي كثيراً ما يفرط بترك مواقعه عندما يشتد الضغط عليه، سيُجبر على القتال في منبج، وإن لم يفعل فهذا عملياً يعني حصاره تدريجياً لينكفئ في مرج دابق، وعزله نهائياً عن طريق الوصول إلى الرقة، معقل التنظيم وعاصمته.

 

موسكو تسجل 10 انتهاكات للهدنة في سوريا خلال 24 ساعة الماضية

موسكو- د ب أ- أعلن المركز الروسي لتنسيق الهدنة الكائن في قاعدة “حميميم” عن رصده عشرة انتهاكات لوقف الاعمال القتالية في سوريا خلال الساعات الـ24 الماضية، طبقا لما ذكرته وكالة “سبوتنيك” الروسية للانباء الاحد.

 

وأضاف المركز التابع لوزارة الدفاع الروسية في بيان صدر عنه مساء السبت، أن ثمانية من هذه الانتهاكات حدثت في محافظة حلب، فيما وقع الانتهاكان الآخران في محافظة دمشق.

 

وأشار البيان إلى أن فصائل من تنظيم “جيش الإسلام” قصفت أمس السبت، براجمات الصواريخ وقذائف الهاون مرتين أحياء الأسد والميدان والخالدية والمدينة القديمة في حلب.

 

كما استهدف مسلحو التنظيم إحدى البلدات في محافظة دمشق وحي مساكن برزة في العاصمة السورية.

 

وذكر المركز في السياق نفسه أن أكثر من 40 شخصا قتلوا وأصيب نحو 100 في قصف نفذته “جبهة النصرة” بمدينة حلب السورية.

 

وأشار البيان في الوقت ذاته إلى صمود الهدنة في اغلب المناطق السورية، مضيفا أن عدد المدن والبلدات والقرى التي انضمت إلى وقف الأعمال القتالية في سورية بلغ 133، فيما بقي عدد المجموعات المسلحة، التي أعلنت التزامها بالهدنة، على حاله، أي عند 60.

 

انتكاسات أنقرة تتوالى في سوريا: الوحدات الكردية تعبر «الخط الأحمر التركي» بجسر أمريكي على الفرات

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»:بوتيرة متسارعة يتقدم مسلحو «قوات سوريا الديمقراطية» نحو معاقل تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في مدينة «منبج» بريف حلب قرب الحدود التركية، وسط توقعات أن تكون وجهتهم المقبلة مدينة «جرابلس»، ليُكمل الأكراد بذلك إحكامهم على مناطق واسعة من الحدود التركية السورية، وهو ما كانت ترى فيه أنقرة على الدوام تهديداً لأمنها القومي.

وعلى مدار سنوات الأزمة السورية اعتبرت تركيا عبور الوحدات الكردية إلى غرب نهر الفرات والتمدد على حدودها «خطا أحمر».

الخط الأحمر التركي المتمثل في عدم السماح للوحدات الكردية بالعبور لغرب الفرات حطمته إدارة أوباما من خلال تركيب مستشارين عسكريين أمريكيين جسر حديدي على نهر الفرات في قرية قره قوزاق فوق جسر مدمّر، على الطريق الدولي حلب-الحكسة، لتتمكن من خلاله القوات الكردية من العبور لغرب النهر والسيطرة على عدة تلال وجبال مرتفعة للانطلاق منها كجبهة جديدة نحو منبج.

وجعل شعار «الحرب على داعش» الذي تحمله الوحدات الكردية من أي رفض رسمي تركي «خطئاً كارثياً»، وذلك خشية اتهام الحكومة التركية بالدفاع عن تنظيم «الدولة»، وهو ما بدا واضحاً في تجنب كبار الساسة الأتراك التعليق على العمليات العسكرية الأخيرة في الرقة ومنبج، بل ومحاولة إبداء تأييد خجول لها على الرغم من الغضب والخوف الذي ولدته هذه التغيرات داخل أروقة القرار السياسي والأمني في أنقرة.

وفي الوقت الذي قال فيه وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر ان مسلحي «الدولة» في مدينة منبج «يطمحون» لتخطيط لهجمات إرهابية في الخارج. لخص وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان مساء الجمعة الموقف الأوروبي عندما قال: «داعش سيهزم. إنه يتراجع بشكل كبير.. من الضروري استعادة منبج لقطع التحركات في الاتجاهين، بين تركيا والشام»، وهو تصريح يحمل في طياته تلميحا لتلقي تنظيم «الدولة» دعماً عبر الحدود التركية، ويضيف للساسة الأتراك مزيدا من الحرج.

وبالفعل، لعب الناطق باسم قوّات سوريا الديمقراطيّة العقيد طلال سلّو على هذا الوتر، بالقول: «نحن لا نواجه تركيا، لكننا سوف نعتمد على الضغوط الدولية التي سوف يمارسونها على تركيا لتغير موقفها».

والسبت، واصل مسلحو «قوات سوريا الديمقراطية» تقدمهم نحو مدينة منبج، حيث تمكنوا من السيطرة على أربع قرى جديدة، ليصل مجموع القرى التي تم السيطرة عليها 28 قرية مع توقعات بقرب الدخول إلى وسط المدينة التي تعتبر من أبرز المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا بعد الرقة، وتربط هذه المنطقة مدينة الرقة بالحدود التركية.

وبالتزامن مع ذلك، يشن تنظيم «الدولة» منذ أيام هجوماً واسعاً في مسعى للسيطرة على مدينة «مارع» التي تعتبر ثاني أبرز معقل للفصائل المعارضة المدعومة من قبل تركيا في حلب، حيث تمكن التنظيم من قطع طريق الإمداد الوحيد الذي كان يصلها بمدينة أعزاز الحدودية مع تركيا.

وتخشى أنقرة أن تؤدي سيطرة التنظيم على هذه المناطق إلى تقدم الوحدات الكردية لتحريرها منه وبالتالي السيطرة عليها، وهو ما يعني تلقي النفوذ التركي في سوريا ضربة قاسية جديدة، الأمر الذي دفع أنقرة للضغط على واشنطن من أجل إلقاء طــائرات التـــحـــالف شحــنات أسلحة وذخيرة للفصائل المقاتلة في مدينة مارع لتفادي سقوطها بيد «الدولة».

وفي محاولة للحد من مخاوف أنقرة، قال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، العقيد بات رايدر، الجمعة، إن 85% من القوات المشاركة في عملية استعادة مدينة منبج «يتشكلون من مقاتلين عرب، يقودون العملية للسيطرة على المدينة»، معتبراً أن الأنباء عن أن الوحدات الكردية تقود العملية «لا تعكس الحقيقة».

أردوغان وفي تصريحات وصفت بـ»العاجزة»، قال إن التحالف الذي يتقدم نحو منبج يتألف في معظمه من مقاتلين عرب بينما تكتفي الوحدات الكردية بتقديم الدعم اللوجستي لها، موضحاً أن تركيا لا تشارك بدور مباشر في العملية لأنها «لا يمكن أن تدعم عملية عسكرية تشارك فيها وحدات حماية الشعب الكردية الإرهابية».

وهي التصريحات التي نسبت لمصدر عسكري تركي قال فيها: «تركيا ليست مشاركة في معركة منبج»، مبرراً ذلك بالقول: «هذه المنطقة تقع على بعد 40 كيلومتراً من حدود تركيا، وبالتالي من المستحيل أن تدعمها تركيا. كما أن من غير الوارد سياسياً لتركيا أن تقدم الدعم لوحدات حماية الشعب».

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن جنيفر كافاريلا المحللة في معهد دراسات الحرب البحثي في واشنطن قولها «انه المحور الرئيسي لإيصال الإمدادات إلى الرقة (من الخارج). السيطرة على منبج ومن ثم جرابلس ستقطع هذه الطريق ولن يبقى لتنظيم الدولة سوى مناطق ريفية إلى الغرب من الطريق للبقاء على تواصل مع تركيا».

ويقول جوشوا لانديس الباحث في جامعة اوكلاهوما والمطلع على الفصائل العربية في المنطقة: «اشك في أن المقاتلين العرب هم من يقودون المعركة، واشك في أنهم سيمسكون بزمام الأمور بعد أن يضحي الأكراد بدمائهم» لاستعادة المنطقة.

 

مقتل وإصابة العشرات في قصف للنظام على حلب

عبد الرحمن خضر

قُتِل أربعة مدنيين وأُصِيب نحو خمسة وعشرين آخرين، ليل السبت – الأحد، في قصف جوي وصاروخي لقوات النظام السوري، على حيين اثنين بمدينة حلب، شمال غربي سورية، فيما أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، سيطرته على تلة التيم جنوبي مدينة دير الزور، شرقي سورية، عقب مواجهات مع قوات النظام.

وقال الناشط الإعلامي، محمد الحلبي، لـ”العربي الجديد” إنّ “ثلاثة مدنيين قُتِلوا وأصيب أكثر من خمسة عشر، في قصف صاروخي لقوات النظام على حي باب النيرب بمدينة حلب، مصدره مواقع النظام في مطار النيرب العسكري”.

وأضاف المصدر أنّ “مدنياً آخر قُتِل وأُصِيب ثلاثة، جرَاء إلقاء طائرات النظام المروحية برميلين متفجرين على حي ‏الصالحين”، لافتاً إلى “إصابة أربعة مدنيين بقصف مدفعي لقوات النظام على حي الصاخور”.

من جهة ثانية، ذكرت وكالة “أعماق” التابعة لـ”داعش” أنّ، “مسلحي التنظيم سيطروا بشكل كامل على تلة التيم”، مشيرةً إلى “مقتل أكثر من خمسين عنصراً لقوات النظام والمليشيات الموالية لها، خلال معارك السيطرة”.

من جهته، قال الناشط الإعلامي، عامر هويدي، لـ”العربي الجديد” إنّ تنظيم “داعش” “استهدف حيي الجورة والقصور الخاضعين لسيطرة قوات النظام، بقذائف الهاون”، لافتاً إلى أنّ “العميد عصام زهر الدين، قائد قوات الحرس الجمهوري بدير الزور، أُصِيب خلال الاشتباكات مع التنظيم في منطقة جبال ثردة”.

وشنّت طائرات حربية روسية وسورية غارات على حيي الصناعة والحويقة، إضافةً لغارات استهدفت المدخل الجنوبي لمدينة دير الزور، ومحيط المطار العسكري.

وفي السياق ذاته، قالت وكالة “أعماق”، إنّ “تسعة عشر انتحارياً فجّروا أنفسهم بأحزمة ناسفة في مواقع لوحدات حماية الشعب “الكردية” بقرى الجلال والحجلات والحريري والعوض والحمادات جنوب وشرق مدينة الشدادي بريف الحسكة”، مشيرةً إلى “مقتل أكثر من سبعين عنصراً من الوحدات، إضافة لعدد كبير من الجرحى”، على حدّ قولها.

 

المعارضة تحبط خطط النظام لحصار حلب عبر بديل للكاستيلو

أحمد حمزة

في ظل تواصل القصف المدفعي والجوي على مناطق سيطرة المعارضة السورية في حلب، وتركيز نيران هذه الهجمات العنيفة منذ أيام على طريق الكاستيلو، والذي يُعتبر شريان حياةٍ للأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة، والبلدات والقرى التي تُعتبر امتداداً لنفوذها في ريف المحافظة، أتت هجمات فصائل “جيش الفتح” المتزامنة يوم الجمعة، على مواقع سيطرة النظام والمليشيات الأجنبية التي تقاتل معه جنوبي حلب، لتُمكّن المهاجمين، من إحرازِ تقدّمٍ هناك. فقد بسطت الفصائل المهاجمة، نفوذها على عدد من المواقع الجديدة، في مسعى لتحقيق أهدافٍ عدة، أبرزها تهديد طرقات إمداد النظام في المنطقة، وإبعاد قواته والمليشيات التي تقاتل معه عن أوتوستراد حلب-دمشق، وكذلك التقدّم خطوة أخرى في مسعى لفتح طريق إمداد آخر يربط بين مناطق المعارضة في حلب وريفها، ولو أن ذلك لا يبدو سهلاً، بالنظر إلى خارطة النفوذ العسكري جنوبي حلب.

 

” واستمرت حملة القصف الجوي العنيف أمس السبت على مناطق واسعة في حلب وريفها، إذ أكد الناشط الإعلامي منصور حسين، لـ”العربي الجديد”، أن “الطائرات الحربية والمروحية استهدفت عدة أحياء في مدينة حلب، ما أدى إلى مقتل 12 مدنياً وإصابة العشرات جراء القصف”، مشيراً إلى أن ثمانية منهم قُتلوا في حي الصاخور وحده. كما تحدث الناشط الذي ينحدر من حلب عن مواصلة الطائرات الحربية “ارتكاب المجازر بحق أهالي مدينة حلب، إذ استهدفت حي القاطرجي ببرميلين متفجرين وصاروخ فراغي، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين بجروح، إضافة إلى حي الهلك شرق مدينة حلب حيث قُتل مدني واحد نتيجة سقوط برميل متفجر في الحي”، كذلك فقد “قُتل مدنيٌ آخر في القصف المستمر على طريق الكاستيلو”. كما استمر يوم أمس قصف طريق الكاستيلو، بحسب مصادر تحدثت لـ”العربي الجديد” من حلب، والتي أكدت أن قوات النظام تستهدف الطريق “بشتى أنواع الأسلحة، ما أدى إلى دمار أجزاء من جسر الشقيف على طريق الكاستيلو وقطع الطريق بشكل مؤقت”، الأمر الذي يُشكّل خطراً كبيراً على مناطق سيطرة المعارضة السورية في حلب.

 

واعتبر الرئيس السابق للمجلس العسكري الثوري في حلب زاهر الساكت، أن “الخطر الذي يهدد طريق الكاستيلو اليوم غير مسبوق”، قائلاً إن “تنظيم داعش يواصل هجومه على الفصائل الثورية في مارع شمالي حلب، فيما النظام وروسيا وبحجة مكافحة الإرهاب يواصلان قصفهما لطريق الكاستيلو ولشتى مناطق المعارضة في حلب، والتي تواجه فيها المعارضة كل هذه الأخطار لوحدها”. وأبدى الساكت في حديث لـ”العربي الجديد” قلقه من وجود “مخططات تهدد نفوذ الفصائل الثورية في حلب”، إلا أنه أشار إلى أن المعركة التي فتحتها هذه الفصائل يوم الجمعة في ريف المحافظة الجنوبي، تأتي كـ”خطوة مهمة” لتقليص مناطق سيطرة النظام والمليشيات الأجنبية التي تقاتل معه هناك، قائلاً إن “النظام يحاول قطع طريق الكاستيلو، والفصائل المقاتلة جنوبي حلب تحاول فتح طريق إمدادٍ آخر من جنوبي المدينة”. لكنه لم يخفِ وجود صعوباتٍ أمام تحقيق هذه الخطوة، مشيراً إلى أن على فصائل المعارضة إنهاء تواجد القوات والمليشيات المتمركزة في مناطق حدادين وتل حدادين ومجبل حريبل والاسكان العسكري لفتح طريق إمداد، ومحاصرة قوات النظام في مناطق نفوذها جنوبي المدينة، قائلاً إن “نقاط تمركز قوات النظام هناك قوية جداً”.

 

” وجاء كلام الساكت بعد يوم واحد من سيطرة فصائل عدة تقاتل النظام السوري في حلب، على مواقع جنوب غرب المدينة، بعد شنها هجماتٍ سيطرت خلالها على هذه المواقع، فضلاً عن تكبيدها قوات النظام والمليشيات الأجنبية التي تقاتل معه هناك خسائر بشرية. في المقابل، قال المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سورية أمس السبت إن “أكثر من ألف متشدد” بدأوا هجوماً على مواقع لقوات النظام السوري جنوب غربي مدينة حلب. وأضاف في بيان نقلاً عن مدنيين في حلب أن “جماعات مسلحة تضم جنوداً أتراكاً ظهرت شمالي المدينة”. وكانت وكالات إعلام روسية نقلت عن المركز قوله أمس إن أكثر من 40 شخصاً قُتلوا وأصيب نحو مائة في قصف نفذته “جبهة النصرة” في مدينة حلب السورية. ونقلت وكالة “تاس” للأنباء عن مسؤول بالمركز قوله: “كان هناك قصف مستمر بقاذفات الصواريخ والمدافع والمورتر والمواقع المضادة للطائرات. قصف الإرهابيون عدة مناطق ليست مأهولة فقط بالقوات الحكومية وقوات كردية بل بالمدنيين أيضاً”.

 

وكان مسؤول الإعلام العسكري في حركة “أحرار الشام الإسلامية”، أبو اليزيد التفتنازي، قال لـ”العربي الجديد”، إنّ “فصائل غرفة عمليات جيش الفتح، بالإضافة إلى فصائل من الجيش الحر، سيطرت على كتيبة الدفاع الجوي قرب بلدة خان طومان، وعلى قريتي معراتة والحميرة، إضافة إلى عدد من التلال المحيطة بقرية القرابصي ومستودعات التسليح، جنوب مدينة حلب، عقب مواجهات عنيفة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام والمليشيات المساندة لها”. وأضاف أنّ القوات المهاجمة “تمكنت خلال المعارك، من أسر عناصر لقوات النظام والمليشيات المساندة لها في محيط بلدة خان طومان، كما دمّرت دبابة في محيط قرية معراتة، ومدفعاً رشّاشاً في قرية الحميرة، عقب استهدافهما بصاروخين موجّهين”، لافتاً إلى أنّ “جبهة النصرة فجّرت عربتين مفخختين في تجمعات قوات النظام بمحيط قرية خلصة، ما أدّى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى”، مشيراً إلى أنّ “طائرات حربية سورية وروسية استهدفت مواقع الاشتباكات وريف إدلب الشمالي ومدينة سراقب (شمالي إدلب) ومحيطها بعشرات الضربات الجوية”.

 

وفود تقنيّة سورية لتحضير جنيف4 و”هيئة الحكم”… والنظام يقاطع

جنيف ــ العربي الجديد

كشفت مصادر متطابقة لـ”العربي الجديد”، أن المبعوث الدولي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، دعا كافة الأطراف السورية إلى إرسال “وفود تقنية” إلى جنيف، خلال الأيام القليلة المقبلة، لوضع مشروع كامل عن هيئة الحكم الانتقالية، وذلك تمهيداً لجولة المفاوضات المقبلة بعد شهر رمضان.

وأضافت المصادر، أنّ النظام السوري رفض إرسال أي وفد يمثله. ورجحت أن يكون السبب هو أن موضوع عمل هذه الوفود يتعلق بتفاصيل “هيئة الحكم الانتقالية” وليس “حكومة موسعة تضم بعض شخصيات المعارضة”، بحسب مصطلحات العرض الذي تقدم به وفد النظام خلال الجولات الثلاث السابقة.

وأشارت المصادر إلى أن الهيئة العليا، عينت عدداً من “الخبراء السوريين”، يعكفون على وضع تصوُّر للعملية السياسية والمشاركة في الجلسات التقنية في جنيف، خلال الأيام القليلة المقبلة. وشددت هذه المصادر المقربة من المعارضة، على أن هذه الإجراءات من شأنها تخفيف الضغط على عملية المفاوضات التي وصلت إلى طريق مسدود في الجولة الثالثة الأخيرة، ريثما يتم تحسين الملف الإنساني وعودة الهدنة إلى ما كانت عليه، مرجحة أن تشهد الجولة المقبلة من المحادثات “مفاوضات مباشرة بين الطرفين”.

وكانت مصادر أخرى نقلت سابقاً لـ”العربي الجديد”، عن رغبة الهيئة العليا للمفاوضات بالانفتاح على منصّتَي القاهرة وموسكو لضم أفراد منهما إلى الهيئة العليا، وتمثيلهما داخل الوفد المفاوض. كما اتخذت قراراً بالتفاوض مع جمال ملا محمود، رئيس حزب الديمقراطي الكردي السوري، الذي يمثله وزيران داخل الإدارات الذاتية في الشمال السوري.

 

قوات النظام تقترب من الرقة..والخسائر البشرية ترتفع في حلب

للمرة الأولى منذ سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على الرقة في العام 2014، تمكّنت قوات النظام من دخول الحدود الإدارية للمحافظة، السبت، بعد اشتباكات مع عناصر التنظيم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تقدم النظام جاء بغطاء جوي سوري-روسي، وهي تهدف حالياً للوصول إلى سد الفرات، وطريق الرقة-حلب، حيث باتت قوات النظام على بعد 40 كيلومتراً منها فقط.

 

وأضاف المرصد أن الاشتباكات التي اندلعت فجر الخميس الماضي، أسفرت “عن مقتل 26 عنصراً من التنظيم و9 عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وفي حال تمكنت قوات النظام من الوصول إلى طريق الرقة – حلب وبحيرة الفرات، فإن تنظيم الدولة الإسلامية يكون قد حوصر في محافظة حلب، من 3 جهات وهي قوات النظام في الجنوب والجنوب الغربي، ومن الفصائل في الغرب، ومن قوات سوريا الديمقراطية من جهة الشرق بالإضافة للحدود مع تركيا من جهة الشمال”، فيما نقلت قناة “روسيا اليوم” عن مصادر في النظام قولها إن “القوات الحكومية أحرزت تقدما باتجاه جبل أبو الزين والتلال المحيطة”، واستعادت “عدداً من مراكز العمليات ومراكز الاستخبار والرصد، التي كانت تستخدمها مجموعات داعش لقطع طريق دمشق–حلب”.

 

من جهة ثانية، ارتفع إلى 35 على الأقل، عدد المدنيين الذين قتلوا نتيجة قصف متبادل بين المعارضة وقوات النظام في حلب. وقال المرصد السوري “استشهد 11 مواطناً جراء قصف جوي استهدف مدينة حلب وأطرافها منذ صباح اليوم (السبت)، هم 5 أشخاص استشهدوا في قصف جوي على حي الميسر، فيما استشهد 4 مواطنين في قصف جوي على رحبة سيارات مجلس مدينة حلب بالإضافة لاستشهاد شخصين في قصف جوي على حي الهلك وقصف على طريق الكاستيلو، كذلك استشهد 24 مواطناً بينهم 6 أطفال جراء سقوط قذائف محلية الصنع وقذائف صاروخية أطلقتها الفصائل الإسلامية والمقاتلة على مناطق سيطرة قوات النظام في أحياء الحمدانية والميدان والفيض وشارع النيل وسيف الدولة ومناطق أخرى بمدينة حلب، ولا يزال عدد الشهداء قابلاً للازدياد لوجود عشرات الجرحى بينهم أطفال ومواطنات وبعضهم بحالات خطرة”.

 

في موازاة ذلك، نفّذت مقاتلات حربية غارات جوية على بلدة سراقب، في ريف إدلب الشرقي، وقال نشطاء إن غارة على الأقل، من أصل 6، استهدفت مستشفى في البلدة لكن لم يسجل سقوط قتلى، فيما تعرضت قرية الكندة في ريف جسر الشغور، إلى غارات مماثلة، بحسب ما أفاد المرصد السوري.

 

ومع حصيلة يوم السبت، بلغ عدد المصابين في حلب “نحو 2600 شخص بجراح، فيما ارتفع إلى 468 مواطناً مدنياً بينهم 102 طفلاً دون سن الـ 18، و75 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، عدد الشهداء الذين تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيقهم”، وهذه الحصيلة تمتد من الـ22 من شهر نيسان/أبريل، إلى الرابع من حزيران/يونيو الحالي.

 

الحرب في سوريا: جماعات المعارضة تقصف المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في حلب

بي. بي. سي.

قتل وأصيب عشرات المدنيين في قصف من جانب جماعات المعارضة المسلحة للمناطق التي تسيطر عليها قوات الحكومة السورية في مدينة حلب، حسبما قالت وسائل الإعلام السورية الرسمية.

 

وفي الوقت نفسه قالت تقارير إن قوات الحكومة السورية اقتحمت حدود محافظة الرقة، المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة الإسلامية.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري نجح في التقدم نحو الرقة بدعم من الطائرات الحربية الروسية.

 

وقتل 17 شخصا وأصيب 124 آخرين في خرق جماعات مسلحة معارضة لنظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد لاتفاق وقف الأعمال القتالية في حلب، حسبما قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.

 

وقالت الوكالة إن هذه الجماعات استهدفت المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة من المدينة بقذائف صاروخية طالت أحياء الميدان والفيض والحمدانية والراموسة وسيف الدولة والسليمانية.

 

واتهم مصدر في قيادة شرطة محافظة حلب، في تصريحات لـ “سانا”، جماعات المعارضة التي وصفها بالإرهابية بقصف منازل المدنيين وأهداف مدنية أخرى في هذه الأحياء.

 

وحسب سانا، فإن مركز التنسيق الروسي في حميميم “وثق 616 خرقا من المجموعات الإرهابية لاتفاق وقف الاعمال القتالية فى سوريا.”

 

ووصفت هذه “الخروقات” بأنها انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 27 فبراير/ شباط الماضي.

 

وتتهم الحكومة السورية جبهة النصرة، المحسوبة على تنظيم القاعدة، بجلب ما تصفهم بالإرهابيين عبر الحدود التركية إلى سوريا.

 

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، قد قال السبت إن اشتباكات عنيفة استؤنفت بين قوات الجيش النظامي السوري والمسلحين الموالين لها ، وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية، على محور أثريا- الطبقة.

 

وأشار المرصد، الذي يقول إنه يعتمد على شبكة من المتعاونين معه في جمع المعلومات في داخل سوريا، أن قوات النظام تمكنت من الوصول إلى داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة.

 

عشرات القتلى والجرحى بغارات كثيفة على حلب  

قال مراسل الجزيرة في حلب إن عشرين مدنيا قتلوا وأصيب عشرات بجروح في قصف لقوات النظام السوري أحياء في مدينة حلب شمالي البلاد. بالمقابل دمرت المعارضة المسلحة غرفة عمليات النظام في الشيخ يوسف بحلب وواصلت التقدم في ريف حلب الجنوبي.

 

واستهدف الغارات أحياء القاطرجي والهلك والميسر والحيدرية الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب. وأضاف المراسل أن الطيران الروسي وطيران النظام السوري شنّا منذ ساعات الصباح نحو خمسين غارة جوية على أحياء حلب.

 

وأفاد مراسل الجزيرة بريف حلب أمير العباد بأن ثلاثة أطفال قتلوا في قصف ببراميل متفجرة ألقاها النظام السوري صباح اليوم على حي القاطرجي، كما قتل اثنان آخران في غارات على حيي الميسر والحيدرية.

 

وأضاف المراسل أن بعض العوائل لا تزال تحت أنقاض المباني التي دمرتها البراميل المتفجرة في الأحياء المذكورة والخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة.

 

وقالت شبكة شام إن عشرات الضحايا سقطوا بين قتيل وجريح في قصف مركز للطائرات الحربية والمروحية استهدف منازل المدنيين، وقد هرعت فرق الدفاع المدني إلى أماكن القصف لرفع أنقاض المباني المدمرة وإيصال المصابين للمشافي الطبية.

 

ومن بين المصابين مراسل مركز حلب الإعلامي بهاء الحلبي، الذي جرح في رأسه خلال تغطية للقصف على حي القاطرجي.

 

وذكرت الشبكة أن القصف شمل أحياء الميسر والحيدرية وظهرة عواد وقاضي عسكر ومساكن هنانو وطريق الكاستيلو، كما شنت الطائرات الحربية أكثر من 20 غارة جوية فجر اليوم غالبيتها بالقنابل العنقودية على كفرحمرة وعندان وحريتان ومعارة الأرتيق وحيان.

 

وأدى قصف ليلي لقوات النظام بصواريخ بعيدة المدى لمقتل رجل وامرأة وأطفالهما الثلاثة بحي الحيدرية في مدينة حلب. وكان أكثر من 25 مدنيا قتلوا في غارات سورية وروسية مكثفة أمس السبت على حيي الصاخور والقاطرجي.

 

هجمات المعارضة

ومن أجل امتصاص الهجمة الشرسة للنظام وحلفائه، قصفت المعارضة المسلحة كلية المدفعية بحلب مساء السبت وقتلت 13 من الجنود، كما استهدفت بالصواريخ لتل الشيخ يوسف المطل على طريق الكاستيلو، ودمرت غرفة عمليات النظام هناك وقتلت قائدها، وقتل في القصف نحو خمسين من قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها, إضافة إلى تدمير كميات ضخمة من العتاد.

 

كما واصلت المعارضة تقدمها في بعض المناطق بريف حلب الجنوبي لتخفيف الضغط على حلب، إذ واصل جيش الفتح التابع للمعارضة تقدمه وسيطر على عدة بلدات هناك، وقال إنه قتل أكثر من خمسين مقاتلا في صفوف المليشيات الإيرانية والأفغانية والعراقية.

 

الريف الجنوبي

وقال مراسل الجزيرة بريف حلب إنه إذا استمر تقدم المعارضة في الريف الجنوبي فقد يفتح طريقا جديدا بين مدينة حلب وريف إدلب، إذ تحاصر قوات النظام حلب من جميع الجهات إلا من جهة الغرب حيث طريق الكاستيلو.

 

وفي شمال شرق حلب، نقلت وكالة رويترز عن مصادر كردية والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن مسلحين مدعومين من الولايات المتحدة واصلوا تقدمهم السريع في الهجوم الذي ينفذه على مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة منبج.

 

وأوضح المرصد أن قوات سوريا الديمقراطية استطاعت الوصول لمسافة تبعد ما بين خمسة وستة كيلومترات عن منبج، مشددة بذلك الخناق حول تنظيم الدولة عن طريق قطع خطوط الإمداد الرئيسية للبلدة مع الرقة ومحاصرة مقاتليها المتحصنين في المدينة.

 

رسائل إيران من نعي قتلاها بسوريا  

محمد كناص-غازي عنتاب

بدا ملفتا أن ينعي الحرس الثوري الإيراني في السابع من الشهر الجاري 13 مستشارا عسكريا إيرانيا دفعة واحدة، قال إنهم قتلوا خلال مواجهات مع المعارضة السورية المسلحة في ريف حلب الجنوبي، تلك البقعة الجغرافية التي تحولت إلى ما يشبه الثقب الأسود بالنسبة للإيرانيين وقوات النظام والمليشيات المساندة لها من لبنان والعراق.

 

وجاء في تفاصيل النعي أن هؤلاء المستشارين من مازندران (شمال إيران)، وأغفل الناطق باسم الحرس الثوري الإيراني خلال تصريحه لوكالة أنباء “فارس” رتبهم العسكرية.

 

وكانت العادة جرت أن ينعي الحرس الثوري قتلاه على دفعات، وينشر أخبارهم بشكل منفرد ومتقاطر على عدة أيام.

نحن هنا

يرى المحلل العسكري العقيد أديب العليوي إن الإيرانيين شعروا بالحرج عندما قلل الروس من شأنهم في خريطة الصراع بسوريا، لا سيما بعدما أعلنت روسيا انسحابها المزعوم، حيث بدت من خلال ذلك أنها الداعم الأقوى واللاعب الأبرز في المعادلة السورية.

 

ويضيف للجزيرة نت أن إيران أرادت من هذا النعي الجماعي لـ13 مستشارا عسكريا أن تقول للجميع إنها موجودة على الأرض السورية، وإنها تبذل الدماء هناك، وإنها يوما ستأخذ ثمن تلك الدماء من خلال خريطة الحل التي يمكن أن تطبق في سوريا، ولا بد أن يحسب حسابها في “الكعكة السورية”.

 

وبحسب العليوي، فإن إيران لم تعد تكتفي بالإعلان عن قتلاها، وإنما لجأت إلى تضخيم مشاركتها في سوريا، حتى ترسل رسائل للمجتمع الدولي واللاعبين في المشهد السوري بأن تلك التضحيات لقواتها لا بد أن يحسب حسابها، وأن تطرح على طاولة التفاوض ليكون لها مقابل.

 

رسائل لروسيا

من جهته، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء مأمون أبو نوار أن إعلان الإيرانيين عن قتلاهم بهذا الشكل يحمل في طياته عدة رسائل؛ أبرزها رسائل موجهة إلى روسيا، حيث تريد إيران أن تقول إنها حاضرة بقوة في سوريا، وإنها تقاتل على الأرض، وإنها تملك ناصية الصراع في مناطق جغرافية عدة مهمة ومؤثرة مثل مدينة حلب وريفها الجنوبي الإستراتيجي.

 

ويضيف أبو نوار للجزيرة نت أن إيران أرادت تأكيد أن روسيا لن تكون منفردة في صناعة مصير النظام السوري ورأسه، إذ إنها على ما يبدو ترى إمكانية أن يتخلى الروس عن الرئيس بشار الأسد ما دامت ضمنت مصالحها في سوريا، ومن ثم تريد إيران التذكير دوما بأنها متغير قوي على الخارطة العسكرية في سوريا.

 

وأضاف أن الخسائر التي باتت تتكبدها إيران في ريف حلب الجنوبي تعود إلى إعادة تفعيل غرفة عمليات “جيش الفتح” التابعة للمعارضة المسلحة، بعدما أثبتت نجاعة وأعطت نتائج حقيقة على الأرض من خلال تجربة السيطرة على كامل مدينة إدلب خلال فترة قصيرة، حيث باتت المعارضة تستنسخ التجربة في ريف حلب الجنوبي.

 

ويرى اللواء أبو نوار أن غياب الغطاء الجوي للقوات الإيرانية، وقوات النظام إلى جانبها، أدى أيضا إلى تكبدها خسائر فادحة في الأرواح البشرية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن جبهة النصرة حاضرة بقوة في ريف حلب الجنوبي ضمن غرفة عمليات جيش الفتح، وهي إلى جانب جند الأقصى، والحزب الإسلامي التركستاني، تتبع تكتيكات قوية من خلال استخدام المفخخات وعنصر المفاجأة أو الصدمة النفسية للعدو، وهو نوع لا تبدو قوات النظام والمليشيات الإيرانية وغيرهما مدربة على مواجهته.

 

بإعزاز السورية.. وفرة الشاحنات وندرة الطرق  

أمير العباد-إعزاز

 

أثناء دخول مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي كان ملفتا كثرة الشاحنات المتوقفة على جانبي طريق الأتوستراد الدولي بين المدينة ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا.

 

وعلى مسافة نحو عشرة كيلومترات تتزاحم الشاحنات على الطريق بسب قطع كافة الطرق بين مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ومناطق المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي، جراء المعارك المستمرة منذ نحو أربعة أشهر.

 

ويقول أبو سعيد -الذي يعمل سائقا- إنه يتواجد منذ أكثر من شهر في هذا المكان، وإن شاحنته تحولت لمنزل يأويه مع ابنه.

 

ويضيف للجزيرة نت أن عائلته المكونة من 17 فردا تقيم في مناطق سيطرة التنظيم في ريف حلب الشرقي، وأنه لا يعلم شيئا عنهم بسبب غياب وسائل التواصل، ويشعر بالقلق عليهم، بسبب القصف الذي تتعرض له المنطقة من قبل الطيران الروسي والسوري.

 

أما الشاب علي محمود فيقول “منذ شهر ونصف الشهر وأنا أحاول العبور إلى ريف حماة، كنت أحمل المواد الغذائية، لكنها تضررت بسبب طول المدة وسوء التخزين في هذا الطقس الحار، وآلاف الأطنان من الخضراوات القادمة من معبر باب السلامة تلفت، وهذا الوضع سبب لنا خسائر كبيرة لا تعوض”.

 

ويضيف أن “المخاطرة قد تفقد سائق الشاحنة حياته؛ فإمّا أن تتعرض لنيران المتقاتلين في ريف حلب، أو يستهدفك الطيران الروسي، ولكن لا بديل لدينا، نريد أن نطعم أولادنا”.

 

منطقة عسكرية

ويقول أبو زيد -وهو قائد عسكري في جيش الشام- إن تنظيم الدولة هو من أغلق الطريق أمام أعداد كبيرة من الشاحنات في منطقة إعزاز.

 

وأضاف “نحن فتحنا الطريق الخميس الماضي، لكن هجوم التنظيم وسيطرته على قرى جديدة حال دون استمرار السماح للشاحنات خوفا على سلامتهم، كون المنطقة عسكرية.

 

يشار إلى أن الطريق التجاري بين مدينة الباب الخاضعة لتنظيم الدولة في ريف حلب الشرقي ومنطقة إعزاز بريف حلب الشمالي، يعدّ من أهم الطرق التجارية للمحروقات والخضراوات، وتمر من خلاله مواد البناء وغيرها من السلع الأساسية التي تهم المدنيين.

 

لكن هذا الطريق يشهد إغلاقا شبه مستمر منذ أسابيع، بسبب المعارك وعمليات الكر والفر بين الطرفين، مما فاقم معاناة آلاف المدنيين الذين رسمت الاشتباكات لهم حدودا متغيرة في كل يوم، بسبب الصراع المستمر منذ أشهر في المنطقة الحدودية مع تركيا.

 

تلغراف: بثينة شعبان أكثر شرا من سيدها

قالت صحيفة صنداي تلغراف البريطانية إن المستشارة الإعلامية لرئيس النظام السوري بشار الأسد أكثر شرا من بشار الذي يستمر في حرق بلاده. ودعت الصحيفة المجتمع الدولي إلى إسقاط المعونات الإنسانية للسوريين المحاصرين إذا وافقت دمشق أم لم توافق.

 

وأضافت الصحيفة في تقرير لها أنه إذا كانت هناك ماري أنطوانيت في عصرنا الحالي فهي بثينة شعبان التي قالت عندما سئلت الخميس الماضي عن حصار القرون الوسطى لمليون سوري وتجويعهم “لا حاجة في سوريا لمعونات غذائية”، ومواطنو البلدات والقرى ومخيمات اللجوء المحاصرة يمكنهم العيش من دون مكرونة أو طرود فواكه من الأمم المتحدة.

 

وأورد التقرير أن بثينة “الجيدة التغذية” وصفت بلدة داريا بغوطة دمشق الشرقية -التي خضعت لحصار لا يرحم منذ 2012 ولم تصلها أي قافلة معونات طوال فترة الحصار باستثناء واحدة لا تحمل أطعمة- بأنها سلة غذاء دمشق، وقالت إنه لا أحد بداريا يعاني الجوع.

 

لعبة ساخرة

وأردف التقرير بأن غياب الرحمة من قلب بثينة وكذبها يظهر مرة أخرى الكيفية التي تحول بها أسوأ الأنظمة إمدادات الطعام إلى لعبة ساخرة.

 

وأوضح أنه من دون شك أن نظام الأسد يهدف من حصاره للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة لفرض خضوعها له، مشيرا إلى أن عدد البلدات المحاصرة من قبل النظام يبلغ 49 بلدة بداخلها مليون شخص على الأقل، وهناك ثلاث بلدات أخرى يسيطر عليها النظام وتحاصرها مختلف التنظيمات المعارضة بما فيها تنظيم الدولة الإسلامية، وأن النظام سمح للأمم المتحدة بإيصال المعونات لها.

 

وذكر أن نظام الأسد كان في البداية يصر على موافقته على وصول المعونات للمحاصرين احتراما “لسيادة الدولة”، معلقا بأن “السيادة” في هذه الحالة تعني حق الدولة وحدها في تجويع مواطنيها، وفي بعض الأحيان يصور هذا الإصرار باعتباره “نضالا ضد الإمبريالية” وفي هذه الحالة الإمبرياليون هم الراغبون في تقديم المعونات للمحاصرين.

 

وفي الختام قال التقرير إن أفضل رد على هذه اللعبة المأساوية أن يشحذ العالم إرادته ويسقط الطعام من الجو بموافقة دمشق أو عدمها رغم المخاطر المحتملة.

 

إيكونومست: سوريا تحترق في رعب لا ينتهي 

قالت مجلة ذي إيكونومست البريطانية إن الحرب التي تعصف بسوريا منذ أكثر من خمس سنوات أصبحت كارثية وتمثل رعبا لا ينتهي، وخاصة في ظل استهداف المدارس والمستشفيات والمدنيين بالقصف بواسطة البراميل المتفجرة.

 

وأضافت أن روسيا اشتركت العام الماضي في الحرب المستعرة بسوريا، وذلك من أجل دعم بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، وأنها تقوم أيضا بقصف المستشفيات والمدنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

 

وأشارت إلى أن روسيا والنظام السوري يواصلان القصف بالرغم من الهدنة المعلنة، وأن الأسد وحلفاءه يتبعون إستراتيجية متعمدة تتمثل في استهداف المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

 

ونسبت إلى جماعات حقوق إنسان قولها إن قوانين الحرب يجري انتهاكها بوقاحة في سوريا. وقالت إن تنظيم الدولة الإسلامية وقوات النظام وحلفائه الأكراد يضيقون الخناق على مدن مثل إعزاز ومارع في شمال حلب قرب الحدود التركية.

 

أدراج الرياح

ونسبت إلى مصادر في الأمم المتحدة قولها إن آلاف المدنيين السوريين أصبحوا عالقين وسط النيران في هذه المنطقة، وأن هذه الأوضاع تشكل أخبارا سيئة بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الذين ذهبت آمالهم أدراج الرياح عندما عقدوا الأمل على تدريب المعارضة المعتدلة من أجل مواجهة تنظيم الدولة.

 

وأشارت إلى أن هناك خطة أميركية جديدة تتمثل في تقديم الدعم إلى قوات سوريا الديمقراطية التي تتألف في معظمها من المسلحين الأكراد، وأن هذه القوات استولت على عدد من القرى على طول نهر الفرات بالقرب من مدينة منبج بشمال سوريا.

 

كما أشارت ذي إيكونومست إلى انهيار المفاوضات بشأن السلام في سوريا، ونسبت إلى كبير مفاوضي الهيئة العليا للمفاوضات السورية محمد علوش أن المفاوضات كانت “فاشلة”. وأما المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان ديمستورا، فقال إن المفاوضات التي انهارت مرة أخرى في أبريل/نيسان الماضي لن تبدأ قبل ثلاثة أسابيع على الأقل.

 

وأضافت أن هناك جهودا دولية لمحاولة إيصال مواد الإغاثة لمساعدة نحو مليون سوري في المدن والبلدات المحاصرة، وأضاف ديمستورا أنهم قد يلجؤون إلى إسقاط المواد الإغاثية على المحاصرين من الجو.

 

وقالت ذي إيكونومست إن الوقت الطويل الذي تستغرقه المفاوضات وخروقات الهدنة يعتبر من صالح الأسد في حين أن سوريا تحترق وهو يحتفظ بمنصبه.

 

بابا الله يوفقك لا تتركني  

المحفوظ فضيلي

“بابا الله يوفقك لا تتركني، بابا الله يوفقك لا تتركني، الله يوفقك يا يوبا لا تتركني يا رب، بابا الله يوفقك لا تتركني لحالي، يا الله صبرني يا رب”.

بهذه العبارات التي تفيض دمعا وألما، يقبل الطفل الحلبي أحمد أباه وهو جثة هامدة مضرجة بالدماء، ويترجاه ألا يتركه يتيما في بلد أصبحت السماء فيه تمطر قنابل وبراميل متفجرة.

 

لم يفارق والد أحمد واسمه فوزي برغوث الحياة وهو على جبهة القتال مع هذا المعسكر أو ذاك، بل داهمه الموت وهو ينقذ الآخرين ويسعفهم من آثار سقوط برميل متفجر على حي الصاخور في مدينة حلب شمالي سوريا.

 

لم يكن الرجل يعلم أن ثمة من سينتشله ويسعفه رفاقه في عين المكان أيضا، فأثناء عملية الإنقاذ سقطت قذائف مدفعية أصابت فوزي في مقتل وجرحت عددا من رفاقه.

 

ثياب أحمد

قبل مشهد أحمد وهو يستعطف أباه لكي لا يتركه وحيدا، كان حي الصاخور مسرحا لمشهد مؤثر لطفل آخر اسمه أحمد أيضا. لم يفقد أحمد الثاني أباه أو أحدا من أقاربه، لكن القصف تسبب في قتل فرحته بثيابه الجديدة.

 

أصاب القصف ذراعي أحمد وأطرافا أخرى من جسده، لكنه لم ينل من براءته.. لم يسأل الطفل الممرضين الرأفة بجسمه الصغير، بل استجداهم الرحمة بثياب لم تكتمل فرحته بها.. يقاوم أحمد الألم وهو مضرج بالدماء، ويتوسل الممرضين “لا تقطعوا ثيابي الحلوين اللي اشتراهم لي أبي..”.

 

ترددت صرخة أحمد في قلوب الممرضين، لكنها لم تجد صدى في ضميرهم المهني الذي يملي عليهم أن حياة الطفل لا تقارن بأغراضه الشخصية.. قصوا ثياب الطفل كاملة وواصلوا إسعافه وكلهم أمل في أن يعود إلى حياته الأولى ويحلم بملابس أخرى تحت سماء تحلق فيها الطائرات الورقية بدل الحربية، وتمطر ماء لا قنابل عنقودية.

 

سيبقى استعطاف الأحمدين محفورا في ذاكرة الكثيرين، لأن كاميرات النشطاء كانت هناك وخلدته بالصوت والصورة. وسينضاف ذلك إلى سجل صور أخرى لأطفال سوريين وقّعوا مآسيهم وموتهم بطريقة تستنهض ضمير الإنسانية جمعاء لمحنة مئات آلاف من الأطفال يعانون بعيدا عن الأضواء.

 

وقبل تلك الصرختين، اهتز الضمير العالمي للطفل أيلان بعدما قذفت الأمواج جثته إلى شواطئ تركيا وأنهت رحلة فراره من رحى الحرب في عين العرب (كوباني). وأمام صمت الجميع، عبر طفل سوري آخر عن يأسه من تحرك بني البشر وهو يقول على فراش الموت “سأخبر الله بكل شيء”.

 

وفي حالة أخرى تفيض بالبراءة وبالشهامة السابقة لأوانها، يهون طفل مضرج بالدماء من هول المصاب ويخاطب والدته “ماما لا تخافي ما فيني شي. هذا دم بشار”.

 

لليوم الثاني .. طائرات أميركية تقصف داعش من المتوسط

العربية.نت

أكد مسؤول بالبحرية الأميركية أن مقاتلات أميركية شنت، السبت، غارات جوية لليوم الثاني على التوالي ضد أهداف لتنظيم داعش انطلاقا من حاملة الطائرات هاري ترومان المتمركزة في شرق البحر المتوسط، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.

وأضاف المسؤول، وهو غير مصرح له بالحديث علنا، أن 4 غارات نفذتها الطائرات الجمعة استهدفت مبنى في سوريا وكهفا قصف ثلاث مرات. وتابع المسؤول أن الطائرات لم تنفذ أي ضربات على أهداف في العراق.

والغارات هي الأولى التي تنفذ من حاملة طائرات أميركية تتمركز في البحر المتوسط منذ بدء الحملة المستمرة منذ عامين ضد داعش، وهي أيضا المرة الأولى التي تنفذ فيها ضربات جوية من حاملة طائرات في تلك المنطقة منذ بداية حرب العراق في 2003.

وكانت الغارات التي شنتها في السابق طائرات الولايات المتحدة وحلفائها تنفذ من حاملات في الخليج أو من قواعد برية في البحرين وتركيا ودول أخرى.

وقال مسؤول البحرية إن غارات الجمعة لم تستهدف أهدافاً ذات قيمة كبرى، لكن من المقرر تنفيذ مزيد من العمليات الأكثر تعقيدا خلال الأيام القادمة. ولم يذكر المسؤول أي تفاصيل بشأن المسارات التي تسلكها الطائرات لتنفيذ مهامها.

وتأتي الغارات الجوية في الوقت الذي يتقدم فيه جيش النظام السوري في محافظة الرقة، أهم معاقل تنظيم داعش بعد هجوم كبير تدعمه روسيا ضد المتطرفين. كما تحرز ميليشيات تدعمها الولايات المتحدة أيضا تقدما ميدانيا نحو منبج في الشمال قرب الحدود التركية.

 

اغتيال المرافق الشخصي لزوجة بشار الأسد

العربية.نت

أعلنت مصادر إعلامية تابعة للنظام السوري أن علاء مخلوف، المرافق الشخصي لأسماء الأسد، زوجة رئيس النظام قتل، السبت، بعملية في العاصمة دمشق.

وتبادل موالون للأسد اتهامات حول مقتل “مخلوف”، مفادها أن المسؤول الأول عن تفجير سيارته بعبوة ناسفة هم ضباط من مخابرات جيش النظام، وسط تبني حركة أحرار العلويين عملية اغتيال مخلوف، دون إشارة إلى تفاصيل أخرى، مع تأكيده على عمليات أخرى مماثلة.

يذكر أن مخلوف من أبناء بلدة معيربان التابعة لمدينة القرداحة ومقربة من عائلة الأسد، وله باع في مساعدة ومتابعة جرحى قوات النظام من أبناء مدينته، ولعب دور المرافق الشخصي لأسماء الأسد في الفترة الأخيرة قبل اغتياله.

 

“سوريا الديمقراطية” تسيطر على طريق الرقة – منبج

دبي – قناة العربية

تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على الطريق الرئيسي بين الرقة ومنبج حيث تستمر الحملة لطرد تنظيم داعش، وذلك بعد سيطرتها على نحو 35 قرية ومزرعة.

ولا تزال المعارك العنيفة مستمرة بين عناصر تنظيم داعش من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى، في الريفين الجنوبي والجنوبي الشرقي لمدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي.

كما أفادت المصادر أن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على تل أم سراج، ما يمكنها من رصد طريق منبج – الرقة الرئيسي والسيطرة عليه.

 

القوات السورية وحلفاؤها يضيقون الخناق على معاقل تنظيم “الدولة

وصلت قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف فصائل عربية وكردية بدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكية، إلى مشارف مدينة منبج احد ابرز معاقل تنظيم الدولة في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن “قوات سوريا الديموقراطية باتت على بعد حوالى خمسة كيلومترات من مدينة منبج الاستراتيجية”، أبرز معاقل التنظيم المتطرف شمال حلب.

وتعد منبج الى جانب الباب وجرابلس الحدودية مع تركيا معاقل للتنظيم في ريف حلب الشمالي الشرقي.

يدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن قوات سوريا الديموقراطية وهي تحالف فصائل عربية وكردية

ولمنبج تحديدا اهمية استراتيجية كونها تقع على خط الامداد الرئيسي للتنظيم بين الرقة معقله في سوريا، والحدود التركية.

وسيطرت قوات سوريا الديموقراطية منذ 31 ايار/مايو، تاريخ اطلاقها معركة منبج، على 36 قرية ومزرعة كما قطعت امس طريق الامداد الرئيسي للتنظيم بين الرقة ومنبج.

ويدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن قوات سوريا الديموقراطية في معاركها ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

وتقوم الطائرات الحربية التابعة للتحالف، وفق عبد الرحمن، بدور كبير في المعركة الى جانب “المستشارين والخبراء العسكريين الاميركيين والمعدات الجديدة المقدمة لقوات سوريا الديموقراطية”.

وقتل 30 عنصرا على الاقل من تنظيم الدولة خلال حوالى اسبوع من الاشتباكات والغارات فيما قتل 25 مدنيا في غارات للتحالف الدولي على منبج وريفها، وسبعة آخرون في قصف مدفعي لتنظيم الدولة الاسلامية استهدف قرية انسحب منها عناصر التنظيم امام تقدم قوات سوريا الديموقراطي”، بحسب المرصد.

وتسعى قوات سوريا الديموقراطية، بحسب المرصد، الى تضييق الخناق على عناصر التنظيم ومحاصرتهم داخل مدينة منبج.

وتعارض انقرة دعم واشنطن للمقاتلين الاكراد اذ تخشى تمكين وحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل المكون الاساسي لقوات سوريا الديموقراطية من كامل الحدود التركية السورية التي تسيطر اصلا على القسم الاكبر منها.

الهجوم على الرقة هو ثالث هجوم ضخم على معاقل التنظيم في سوريا والعراق في الأيام الأخيرة ب

في غضون ذلك، استؤنفت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها مدعمة بالطائرات الحربية والمروحية السورية والروسية من جهة، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” داخل محافظة الرقة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويقول المرصد، ومقره بريطانيا، إن الجيش السوري يضغط على مسلحي التنظيم بهدف الوصول إلى سد مهم على نهر الفرات.

ويتخذ تنظيم “الدولة الإسلامية” من مدينة الرقة، عاصمة المحافظة، معقلا له.

وهذا هو ثالث هجوم ضخم على معاقل التنظيم في سوريا والعراق في الأيام الأخيرة بعد محاولة القوات العراقية اقتحام مدينة الفلوجة في وسط العراق وبعد تقدم فصيل سوري للمعارضة المسلحة بدعم أمريكي صوب منبج في الشمال قرب الحدود التركية.

وسيطر التنظيم في عام 2013 على مدينة الرقة، بعدما كانت تحت سيطر مجموعات معارضة للرئيس السوري بشار الأسد.

وذكر مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس أن “هذه المرة الأولى التي تتمكن فيها قوات سورية من الدخول إلى محافظة الرقة منذ أغسطس/آب 2014”.

ووقعت اشتباكات عنيفة بين القوات السورية ومسلحي التنظيم أسفرت منذ فجر الخميس عن مقتل 26 مسلحا من التنظيم و9 من القوات التابعة للحكومة، بحسب المرصد الذي يقول إنه يعتمد على مصادر محلية.

وكان تنظيم “الدولة الإسلامية” قد استولى على قاعدة جوية في منطقة الطبقة في أغسطس/آب 2014.

وتعرض تنظيم “الدولة الإسلامية” لهجمات خلال الأيام الأخيرة شمال مدينة الرقة، حيث يشن تحالف قوات سوريا الديمقراطية، المدعوم من الولايات المتحدة، هجوما منفصلا.

وتعهدت روسيا بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، وواشنطن في هذا الهجوم.

وتشير التقديرات الأمريكي إلى أن قرابة 3 آلاف إلى 5 آلاف مقاتل تابع للتنظيم في الرقة.

 

الجيش السوري يواصل هجومه على تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة

من سليمان الخالدي

 

عمان (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم السبت إن الجيش السوري دخل محافظة الرقة حيث المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة الإسلامية بعد هجوم كبير بدعم من روسيا.

 

وهذا هو ثالث هجوم ضخم على معاقل التنظيم في سوريا والعراق في الأيام الأخيرة بعد محاولة القوات العراقية اقتحام مدينة الفلوجة في وسط العراق وبعد تقدم فصيل سوري للمعارضة المسلحة بدعم أمريكي صوب منبج في الشمال قرب الحدود التركية.

 

ويعد هذا الهجوم أحد أقوى الهجمات ضد تنظيم الدولة الإسلامية منذ إعلان هدفه بحكم جميع المسلمين من مناطق يسيطر عليها بسوريا والعراق قبل عامين.

 

وشهد هجوم يوم الجمعة وصول الجيش إلى أطراف محافظة الرقة السورية بعد شن روسيا غارات جوية عنيفة على أراض خاضعة لسيطرة التنظيم المتشدد في مناطق بشرق محافظة حماة المجاورة.

 

ومدينة الرقة -التي تقع إلى الشرق- هي المعقل الرئيسي للدولة الإسلامية في سوريا إلى جانب مدينة الموصل في العراق وهما الهدف النهائي للقوى الساعية إلى القضاء على التنظيم.

 

وقالت وسائل الإعلام الرسمية يوم الجمعة إن الجيش حقق مكاسب على الأرض وألحق خسائر فادحة بالتنظيم.

 

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من متحدثين باسم الجيش السوري.

 

ولم تذكر وسائل الإعلام الرسمية حجم القوات المشاركة في الهجوم أو الأسلحة التي تستخدمها.

 

ولم يعلق المرصد السوري أيضا على عدد أفراد القوات أو الأسلحة لكنه قال إن 26 من مقاتلي الدولة الإسلامية على الأقل قتلوا إضافة إلى مقتل تسعة من القوات السورية والقوات الموالية لها في المعارك “منذ فجر أمس الأول”.

 

ولم يكن لدى المرصد أيضا تعليق بشأن الأعداد أو الأسلحة ولكنه قال إن ما لا يقل عن 26 من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية قُتلوا إلى جانب تسعة من القوات السورية والقوات المتحالفة معها.

 

وقال إن تقدم الجيش يعني أنه يبعد الآن نحو 40 كيلومترا عن منطقة يشن فيها مقاتلو المعارضة المدعومين من الولايات المتحدة هجوما لعزل معاقل المتشددين في شمال حلب عن الأراضي التي يسيطرون عليها شرقي نهر الفرات حيث تقع مدينة الرقة.

 

وإذا تمكن الجيش من الوصول للمنطقة التي يحارب فيها مقاتلو المعارضة الدولة الإسلامية فسيؤدي ذلك لتطويق مقاتلي التنظيم المتشدد في المنطقة وإن كان من غير المرجح بشدة أن يعمل الجانبان معا لأنهما نفسهما طرفان متحاربان في الصراع السوري متعدد الأطراف.

 

هجوم حلب

 

وقالت مصادر كردية والمرصد السوري إن المسلحين المدعومين من الولايات المتحدة واصلوا تقدمهم السريع في الهجوم الذي يشنوه على مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة حلب والذي بدأ بمنطقة منبج حيث واصلوا السيطرة على مزيد من الأراضي.

 

ويهدف الهجوم الذي تدعمه قوات خاصة أمريكية إلى حرمان الدولة الإسلامية من أي وصول إلى الحدود التركية التي تعد مصدرا حيويا لإمدادات الأسلحة والغذاء.

 

وقال المرصد إن هذه القوات استطاعت الوصول إلى مسافة تبعد ما يتراوح بين خمسة وستة كيلومترات عن بلدة منبج مشددة الخناق حول تنظيم الدولة الإسلامية من خلال قطع خطوط الإمداد الرئيسية للبلدة مع الرقة ومحاصرة مقاتليها المتحصنين في المدينة.

 

وقالت صحيفة الأخبار اللبنانية الموالية للحكومة السورية يوم الجمعة إن حملة الجيش لا تهدف للوصول إلى مدينة الرقة خلال الأسابيع القادمة وإنما الوصول إلى مدينة الطبقة وبحيرة الأسد.

 

وسيطرت الدولة الإسلامية على الطبقة عام 2014 في أوج توسعها السريع في سوريا والعراق. وتقع الطبقة على بعد نحو 50 كيلومترا إلى الغرب من مدينة الرقة وهي تحوي قاعدة جوية.

 

وتقع المدينة على طريق رئيسي يربط الرقة بمناطق يسيطر عليها التنظيم المتشدد في شمال حلب.

 

من ناحية أخرى قالت جماعات مسلحة إن مقاتلين من جماعات إسلامية متشددة تقودها جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة عززوا مكاسبهم في الساعات الأربع والعشرين الماضية في جنوب حلب.

 

وقال المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا في بيان يوم السبت إن أكثر من ألف مسلح بدأوا هجوما على مواقع للجيش السوري جنوب غربي حلب.

 

ونقل المركز عن مدنيين في حلب قولهم إن جماعات مسلحة تتألف جزئيا من جنود أتراك ظهرت في شمالي المدينة.

 

وسيزيد تقدم المسلحين الأمر صعوبة على الجيش وحلفائه لتطويق المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في مدينة حلب. وتعرضت المدينة لقصف مكثف خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أدى إلى مقتل عشرات المدنيين جراء سقوط براميل متفجرة على مناطق سكنية.

 

(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)

 

ما هي تعقيدات ومخاطر عملية إلقاء مساعدات على مناطق سورية محاصرة؟

تعتبر عملية إلقاء مساعدات على المناطق السورية المحاصرة التي تريد الأمم المتحدة تنظيمها عملية معقدة تنطوي على مخاطر ونتائجها غير مضمونة في كل الحالات، وفقا لخبراء.

المشكلة الأمنية

 

يجب أن تتمكن الطائرات من التحليق في أجواء آمنة، إما بعد موافقة اطراف النزاع وإما على علو مرتفع جدا (ثمانية آلاف إلى عشرة آلاف متر) لتفادي اطلاق الصواريخ.

 

ستطلب الأمم المتحدة الأحد موافقة النظام السوري لإلقاء مواد غذائية وأدوية للمناطق التي يستحيل الوصول إليها برا، بحسب دبلوماسيين.

 

وتقول الأمم المتحدة أن نحو 600 ألف شخص يعيشون في 19 منطقة أو مدينة يحاصرها أطراف النزاع وخصوصا قوات النظام، إضافة إلى نحو أربعة ملايين في مناطق يصعب الوصول إليها.

 

وقال الجنرال السابق جان كلود الار الخبير في سلاح الجو العسكري في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس “يمكن أن نتصور أن الجيش السوري سيتلقى أوامر من الرئيس بشار الأسد لمنع عملية إلقاء المساعدات، لكن ذلك سيكون سيئا جدا بالنسبة إليه على الصعيد السياسي في وقت يعاود تقديم نفسه كعنصر قوي في التصدي لتنظيم داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) أو يحاول ادعاء ذلك”.

 

وأضاف أن “مجموعات اسلامية يمكن أن تحاول منع هذه العمليات لأن تكتيكها يقضي أيضا باتخاذ السكان رهائن”. لكنها لا تملك حتى الآن قدرات جو-أرض على علو مرتفع.

 

وفي حال وافقت دمشق، ينبغي أن يتم أيضا التنسيق مع الروس والأميركيين الذين يهيمنون على الأجواء السورية.

 

عملية معقدة تقنيا

 

بسبب عدم وجود ضمانات لأمنها، على الطائرة أن تلقي المساعدات من علو مرتفع جدا، ما يؤثر في دقة العملية.

 

ويوضح خبير عسكري أنه “بحسب طبيعة التهديد والأحوال الجوية (…) يتم تحديد الارتفاع الذي يمكن منه إلقاء المساعدات.

 

ويضيف “بين صفر وعشرة آلاف متر هناك طبقات هوائية مختلفة. وانطلاقا من هذه الطبقات، يتم تحديد نقطة معينة تلقى منها المساعدات ثم تلقى مثلا كميات لا تفتح إلا على مسافة 500 متر من الأرض على أن تسقط ضمن شعاع مئة متر”.

 

على علو مرتفع، قد تحول طبقات من الضباب دون فتح المظلات. وفي حال هبوب رياح شديدة ينبغي إلغاء المهمات.

 

وفي حال توافر الأمن، تستطيع الطائرة التحليق على علو منخفض جدا وإلقاء هذه الطرود مباشرة.

 

ويتابع الخبير أن “القاء الكميات من دون استخدام مظلات يتم على ارتفاع يراوح بين صفر وخمسين مترا. (عندها)، تهبط الكميات مباشرة ويمكن ان +تتحطم+ على الارض لكنها مغلفة بشكل جيد”.

 

من جهة أخرى تبقى العملية معقدة جدا في المدن. ويقول الخبير “عموما يتم التعامل مع مناطق غير مأهولة بعيدة من الطرق لتفادي اي خطأ (تحت تأثير الرياح).

 

أما بالنسبة الى المدن فيجب أيجاد مناطق نائية مثل استخدام مطار مثلا”.

 

وتبقى المروحية البديل الوحيد بالنسبة الى جان كلود الار كونها تستطيع الهبوط حيثما تشاء او فتح خزانها الخلفي لإلقاء حمولتها من ارتفاع لا يتجاوز عشرات الامتار.

 

لكن الخطر هنا ايضا كبير. فالمروحية “قد تتعرض لإطلاق نار حين تخفف من سرعتها للنزول”.

 

نتائج محدودة

 

أن حمولة الطائرة، 15 طنا مثلا لطائرة ترانسال فرنسية، أدنى بكثير من الحمولة التي يمكن أن تنقلها شاحنات برا.

 

ويلاحظ الار أن “الحمولات قد لا تصل الى الناس الذين يراد إسعافهم”.

 

من هذا المنطلق، تظل المروحيات اكثر دقة لأن طواقمها تستطيع التأكد على الأرض من أن المساعدة وصلت فعلا إلى من يحتاج اليها.

 

وإلقاء المساعدات ينطوي كذلك على خطر بالنسبة إلى السكان، فألواح التحميل يمكن أن تتحطم على السكان لحظة هبوطها.

 

والصعوبة تتمثل أيضا في إيجاد ناقلين، سواء مدنيين او عسكريين، مستعدين للتدخل في سوريا. ويقول الار “لا أتصور أن دولا كثيرة سترسل طائرات (نقل) عسكرية الى هناك”.

 

5 كم حاسمة.. “سوريا الديمقراطية” تواصل زحفها على حساب “داعش” باتجاه منبج

هافينغتون بوست عربي  |  ا ف ب

وصلت قوّات سوريا الديموقراطية وهي تحالف فصائل عربية كردية إلى مشارف مدينة منبج إحدى أبرز معاقل “الدولة الإسلامية” في شمال سوريا استعداداً لطرد مقاتلي التنظيم منها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد 5 يونيو/ حزيران 2016.

 

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن “قوات سوريا الديموقراطية باتت على بعد حوالي خمسة كيلومترات من مدينة منبج الاستراتيجية”، أبرز معاقل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في شمال حلب.

 

أهمية استراتيجية

 

تعدّ منبج إلى جانب مدينة الباب ومدينة جرابلس الحدودية مع تركيا معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حلب الشمالي الشرقي. ولمنبج تحديداً أهمية استراتيجية كونها تقع على خط الإمداد الرئيسي للتنظيم بين الرقة معقله في سوريا، والحدود التركية.

 

ونجحت قوات سوريا الديموقراطية منذ 31 أيار/مايو، تاريخ إطلاقها معركة منبج، من السيطرة على 36 قرية ومزرعة وقطعت أمس نارياً طريق الإمداد الرئيسي الذي يعتمده التنظيم بين الرقة ومنبج.

 

دعم أميركي

 

ويدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن قوات سوريا الديموقراطية في معاركها ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وتقوم الطائرات الحربية التابعة له، وفق عبد الرحمن، بدور كبير في المعركة إلى جانب “المستشارين والخبراء العسكريين الاميركيين والمعدات الجديدة المقدمة لقوات سوريا الديموقراطية”.

 

نظراً لهذا التحضير الكبير والدعم من التحالف الدولي، تمكنت قوات سوريا الديموقراطية من التقدم سريعاً باتجاه منبج إذ “يقوم تنظيم الدولة الإسلامية بانسحابات سريعة من القرى” من دون خوض معارك شديدة.

 

وتسعى قوات سوريا الديموقراطية، بحسب المرصد، إلى تضييق الخناق على عناصر التنظيم ومحاصرتهم داخل المدينة.

 

إحداهما مر!

 

وأوضح عبد الرحمن أن السيطرة على منبج “ستكون خطوة لإبعاد تنظيم الدولة الإسلامية عن الحدود التركية”.

تعارض أنقرة دعم واشنطن للمقاتلين الأكراد إذ تخشى تمكين وحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل المكون الأساسي لقوات سوريا الديموقراطية من كامل الحدود التركية السورية التي تسيطر أصلاً على القسم الأكبر منها.

 

عبد الرحمن أوضح أن “قوات سوريا الديموقراطية تحضر منذ فترة لمعركة منبج وحشدت لها كثيراً إذ يقدر عدد العناصر في محيط منبج بحوالي أربعة آلاف مقاتل، غالبيتهم من وحدات حماية الشعب الكردية”.

 

وقد أثبتت قوات سوريا الديموقراطية، وهي عبارة عن تحالف فصائل عربية وكردية أهمها وحدات حماية الشعب الكردية، أنها الاكثر فعالية في قتال تنظيم الدولة الإسلامية ونجحت في طرده من مناطق عدة في شمال وشمال شرق سوريا.

 

وهذا الهجوم هو الثاني الذي تشنّه ضد التنظيم المتطرف في غضون أسبوع، إذ إنها أطلقت في 24 أيار/مايو عمليةً لطرده من شمال محافظة الرقة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى