أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 07 حزيران 2015

 

 

 

 

المعارضة تقترب من محافظة اللاذقية

لندن – «الحياة»

مُني النظام السوري بنكسة جديدة أمس، بعدما أكملت فصائل المعارضة الإسلامية سيطرتها على كامل طريق أريحا- اللاذقية في محافظة إدلب، قاطعة بذلك شرياناً حيوياً يربط معاقل النظام في الساحل السوري بمناطق سيطرته في الشمال والوسط. وبعد تقدمها، باتت المعارضة خلال الساعات الماضية على تخوم مناطق النظام في محافظة اللاذقية وفي سهل الغاب بمحافظة حماة. وجاءت النكسة الجديدة مضاعَفةً كونها تلت استقدام النظام آلاف المقاتلين في الأيام الماضية لشن هجوم معاكس في ريف إدلب، كما أنها مثّلت هزيمة شخصية لقائد قوات النظام العقيد سهيل الحسن الملقب بـ «النمر»، الذي اضطر إلى الانسحاب إلى سهل الغاب بعد فشل هجومه المضاد ضد تحالف الفصائل الإسلامية التي تكتلت تحت راية «جيش الفتح». (للمزيد).

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير من إدلب، بأن الاشتباكات كانت لا تزال مستمرة بعد ظهر أمس «بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة، ومقاتلي جيش الفتح المؤلف من جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وتنظيم جند الأقصى وفيلق الشام وحركة أحرار الشام وأجناد الشام وجيش السنة ولواء الحق، قرب منطقة فريكة على أوتوستراد أريحا- اللاذقية وفي محيط الأوتوستراد، بعد سيطرة المقاتلين خلال الساعات الـ24 الماضية على مناطق تل حمكي وبسنقول ومحيطها وعين الحمرا وجنة القرى وحاجز المعصرة، والأخير يُعد أكبر حواجز قوات النظام في إدلب وعلى بلدة محمبل الواقعة على طريق أريحا- اللاذقية».

وأضاف أن مقاتلي الفصائل استولوا «على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر تركتها قوات النظام عند فرارها من المنطقة». وأشار أيضاً إلى أن قائد قوات النظام العقيد الحسن انسحب إلى منطقة في سهل الغاب تحوي «غرفة عمليات» يشارك فيها إضافة إلى الجيش السوري ممثلون عن الحرس الثوري الإيراني و «حزب الله» اللبناني.

وفي محافظة اللاذقية المجاورة، ذكرت وكالة «مسار برس» المعارضة أن «كتائب الثوار استعادت السيطرة على برج «سيريتل» وتلة الجب الأحمر بالقرب من قمة النبي يونس في ريف اللاذقية». وأشارت إلى أن «الكتائب التي شاركت في عملية السيطرة على هذا الموقع هي حركة أحرار الشام وجبهتا أنصار الدين وأنصار الشام و «الفرقة الأولى» وكتائب عدة أخرى». وكانت قوات النظام سيطرت الأسبوع الماضي على برج «سيريتل» وتلة الجب الأحمر بعد معارك مع المعارضة. وتعتبر التلة والبرج نقطتين استراتيجيتين تشرفان على سهل الغاب وجبال العلويين، كما أنهما «خط دفاع قوات الأسد الأول الذي أرادت تأمينه ضد هجمات الثوار»، وفق «مسار برس».

وفي محافظة الحسكة، قال المرصد إن «الاشتباكات العنيفة استمرت بين وحدات حماية الشعب الكردي وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» في الريف الجنوبي الغربي لمدينة رأس العين (سري كانيه)، وسط تقدم الوحدات الكردية في المنطقة وسيطرتها على قرى ومزارع عند أطراف الريف الجنوبي الغربي للمدينة قرب الحدود الإدارية مع الرقة». وأضاف أن 8 من عناصر تنظيم «الدولة» قُتلوا في الاشتباكات والقصف الذي شنته طائرات التحالف.

وفي ريف حلب الشمالي، تحدث المرصد عن تواصل الاشتباكات التي بدأت قبل 9 أيام بين «مقاتلي جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية وعدة فصائل إسلامية ومقاتلة من طرف، وبين تنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر في عدة مناطق بمحيط صوران أعزاز وقرى الشيخ ريح والبل وغزل بريف حلب الشمالي، حيث تمكن التنظيم خلالها من التقدم، والسيطرة على بلدة صوران أعزاز وقريتي غرناطة والتقلي ومناطق أخرى كانت تسيطر عليها الفصائل». وأشار إلى أن الاشتباكات «ترافقت مع تدمير دبابات وعربات لتنظيم «الدولة الإسلامية» من المقاتلين باستخدام صواريخ التاو الأميركية».

وأوضح أن الاشتباكات أسفرت خلال 9 أيام عن مقتل «ما لا يقل عن 73 عنصراً من تنظيم «الدولة الإسلامية» من ضمنهم 3 فجروا أنفسهم بعربات مفخخة في المنطقة، وأكثر من 35 عنصراً من جنسيات عربية وأجنبية، و3 آخرين قام مقاتلون من فصائل إسلامية بفصل رؤوسهم عن أجسادهم وأخذها معهم إلى مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي والتي يحاول التنظيم الاقتراب منها ليتمكن من السيطرة على معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا». أما خسائر فصائل المعارضة فبلغت بحسب المرصد 61 مقاتلاً، من ضمنهم 18 أعدمهم تنظيم «الدولة» بينهم أربعة انتشل التنظيم جثثهم من تحت أنقاض مبنى تهدم نتيجة تفجير عربة مفخخة، وقام بفصل رؤوس 3 منهم عن أجسادهم.

 

نكسة جديدة لقوات النظام في إدلب …. و «النمر» ينسحب إلى سهل الغاب

لندن – «الحياة»

وجّهت فصائل المعارضة الإسلامية السورية ضربة شديدة لقوات النظام أمس في محافظة إدلب بشمال غربي البلاد، مكملة بذلك عملية طردها من هذه المنطقة الاستراتيجية وقاطعة بالتالي طريق حلب – اللاذقية.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير أمس أن «فصائل جيش الفتح المؤلف من جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وتنظيم جند الاقصى وفيلق الشام وحركة أحرار الشام وأجناد الشام وجيش السنّة ولواء الحق، تمكنت من السيطرة خلال أقل من 24 ساعة على مناطق تل حمكي وبسنقول ومحيطها وعين الحمرا وجنة القرى وحاجز المعصرة الذي يعد أكبر حواجز قوات النظام في إدلب وعلى بلدة محمبل الواقعة على طريق أريحا – اللاذقية». وتابع أن هذه المنطقة تشهد حالياً اشتباكات متواصلة «في محاولة من فصائل جيش الفتح السيطرة على المنطقة بشكل كامل، وطرد قوات النظام منها».

وقال المرصد إن «الاشتباكات أسفرت عن استشهاد ومصرع 13 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والإسلامية، ومقتل 32 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها”.

ولعل أهمية النكسة التي مُنيت بها قوات النظام أنها جاءت بعد استقدامه تعزيزات بشرية ضخمة في الأيام الماضية، إذ لفت المرصد إلى أن «المنطقة شهدت خلال الأيام الماضية استقدام النظام السوري لأكثر من 6 آلاف عنصر من المقاتلين الإيرانيين والأفغان والعراقيين إلى سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي والمناطق المحاذية لها في ريف اللاذقية، والتي كانت تتحضر للتقدم واستعادة السيطرة على مدينة جسر الشغور، إلا أن هذه القوات فشلت في التقدم، وفشلت حتى في الحفاظ على النقاط والمناطق والحواجز التي كانت تسيطر عليها قوات النظام في المنطقة الواقعة بين مدينتي أريحا وجسر الشغور اللتين سيطرت عليهما الفصائل قبل أيام». وتابع المرصد: «أن الهجمات المتتالية لفصائل جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وتنظيم جند الاقصى وفيلق الشام وحركة أحرار الشام وأجناد الشام وجيش السنّة، لواء الحق، جبهة أنصار الدين، جيش الإسلام، ألوية الفرقان، أنصار الشام، الحزب الإسلامي التركستاني، جنود الشام الشيشان والفرقة الأولى الساحلية، على مناطق سيطرة قوات النظام بريف إدلب، حطّمت أسطورة العقيد سهيل الحسن المعروف بـ «النمر»، والذي استدعته قوات النظام في مطلع نيسان (أبريل) الماضي، من أجل استعادة السيطرة على مدينة إدلب، وإذا بها تفقد السيطرة على محافظة إدلب بشكل كامل باستثناء بعض التمركزات لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في مناطق القرقور وفريكة وقرى متناثرة عند الحدود الإدارية لإدلب مع محافظة حماة، وبلدتي كفرية والفوعة اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية، ومطار أبو الضهور العسكري، لينتقل سهيل الحسن من معسكر المسطومة قرب مدينة إدلب إلى قرية جورين في سهل الغاب التي تتواجد فيها غرفة عمليات مشتركة ما بين الحرس الثوري الإيراني وسهيل الحسن وحزب الله اللبناني».

وفي محافظة حلب المجاورة في شمال سورية، قال المرصد إن «الطيران الحربي قصف تمركزات للكتائب المقاتلة في قرية كفرة والتي يحاول تنظيم «الدولة الإسلامية» اقتحامها بالقرب من بلدة صوران، كما قصف الطيران الحربي منطقة بمحيط مدينة حريتان بريف حلب الشمالي، ومناطق أخرى في قريتي تلالين وحربل بالريف الشمالي لحلب». وتابع أن بلدة الزربة بريف حلب تعرضت أيضاً لقصف جوي لكن لم ترد معلومات عن خسائر بشرية.

ولفت المرصد إلى أنه «تأكد مقتل ما لا يقل عن 14 عنصراً من تنظيم «الدولة الإسلامية» خلال اشتباكات مع جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وفصائل إسلامية ومقاتلة في محيط قرية الشيخ ريح ومحيط صوران اعزاز، ومناطق أخرى بريف حلب الشمالي، من ضمنهم 3 فصل مقاتلون من فصائل إسلامية رؤوسهم عن أجسادهم وأخذوها إلى مدينة اعزاز، بينما استشهد 6 مقاتلين على الأقل من الفصائل الإسلامية والمقاتلة ولقي مقاتلان اثنان على الأقل من النصرة مصرعهما في الاشتباكات ذاتها”.

وفي حلب أيضاً، أكد المرصد مقتل ما لا يقل عن 9 مواطنين من ضمنهم طفلان جراء إصابتهم في سقوط قذائف أطلقها مقاتلون على مناطق سيطرة قوات النظام في حي الأشرفية بمدينة حلب.

أما في محافظة حمص بوسط سورية، فقد ذكر المرصد أن الطيران الحربي نفّذ غارات عدة على أماكن في منطقة تدمر ومحيط المدينة بالريف الشرقي، بينما دارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والإسلامية من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، على أطراف حي الوعر بمدينة حمص، وسط فتح قوات النظام «نيران القناصة» على مناطق في الحي المحاصر.

وفي محافظة حماة، أشار المرصد إلى تنفيذ الطيران الحربي غارة على المنطقة الواصلة بين قريتي التلول الحمر والقنيطرات بريف مدينة السلمية، دون أنباء عن خسائر بشرية.

 

يعالون يرى أن الأسد انتهى ونائبه يعتبر الوضع الناشئ مثالياً

القدس المحتلة – امال شحادة

على عكس التقديرات الإسرائيلية منذ مطلع السنة، حول الأوضاع في سورية والخطر المتصاعد تجاه إسرائيل في ظل المواجهات المحتدمة بين جيش النظام السوري والفصائل المعارضة، خرجت القيادة الإسرائيلية بتقارير خفضت من حدة الخطر على إسرائيل من الطرف السوري للحدود، بل تحدثت عن «جبهة هادئة». وأظهر أحد التقارير أن «إسرائيل تتنفس الصعداء» باعتبار أن المعارك بين الفرقاء تتصاعد وقسوتها تزداد وحتى مع الرهانات على هزيمة نظام الأسد وفقدانه السيطرة على معظم المناطق، فإن تل أبيب مقتنعة بأن الحرب ستستمر طويلاً والفرقاء المعادين لإسرائيل منهكون ولن يتفرغوا لمحاربتها قبل سنوات طويلة.

وأثارت مواقف أمنيين وخبراء حول مستقبل سورية وأمن الحدود نقاشاً حول مدى تدخل إسرائيل في الشأن السوري، وأعلن وزير الدفاع، موشيه يعالون، أن إسرائيل تتدخل بما يجري في الحرب الأهلية في سورية، وأضاف: «نفعل ذلك عندما يتم تجاوز الخطوط الحمر». ولحسم هذا النقاش الإسرائيلي أعلن يعالون خلال مقابلة في صحيفة «واشنطن بوست» أن سياسة حكومته هي عدم التدخل، ولكن في الوقت نفسه الحفاظ على مصالحها».

والحفاظ على مصالحها بالنسبة ليعالون هو تعبير يحوي في طياته الكثير. فهو يتحدث عن الخطوط الحمر التي حددتها إسرائيل: «منع نقل الأسلحة المتطورة ومنع نقل مواد كيماوية أو أسلحة كيماوية للتنظيمات، ومنع تجاوز سيادة إسرائيل، خصوصاً في هضبة الجولان». تصريحات يعالون هذه تأتي أيضاً في ظل تقارير أجهزة الأمن التي تتحدث عن ضعف نظام الأسد وتراجعه وخسائره الكبيرة، والتي جاءت متناسقة مع تصريحات يعالون التي أضاف فيها: «الأسد يفقد السيطرة، ويمسك أو يسيطر فقط على 25 في المئة من مساحة الدولة. ولو كنت أريد تقديم نصيحة للرئيس الأميركي، لكنت طلبت منه عدم السماح للجهاديين بالسيطرة على سورية، ولكن من ناحية أخلاقية، فإن الزعيم الذي يستعمل السلاح الكيماوي ضد مواطنيه لا يستطيع أن يبقى في منصبه».

وعلى رغم ما يدعيه يعالون من ضعف للأسد إلا أنه لم يخفِ قلق بلاده من القدرات العسكرية هناك، والتي تعتبرها إسرائيل مخططاً إيرانياً في المنطقة، فقال: «الأسد يصدر أوامر إلى قواته العسكرية، لكنه لا يصدر أوامر إلى حزب الله الذي يحارب إلى جانبه، أو لقائد الميليشيات الشيعية الموجودة في سورية لإنقاذه، فالجنرال الإيراني، قاسم سليماني، هو من يصدر هذه الأوامر. وإيران تدعم بشار الأسد في سورية، وتدعم حزب الله في لبنان». حديث يعالون هذا يأتي مناقضاً للتقديرات الأولية لإسرائيل التي عبر عنها نائب رئيس أركان الجيش، يائير غولاني عندما قال أن سورية باتت اليوم أقل خطراً ووضع إسرائيل أفضل من أي فترة سابقة. وأن الجيش السوري كف عملياً عن الوجود، مضيفاً: «بسبب ضعف الأسد وتركيز حزب الله على الحرب في سورية فإن وضع إسرائيل، من ناحية استراتيجية، ربما هو الأفضل من أي وقت مضى على الحدود الشمالية».

وأردف غولاني: «كان يمكن هذا الوضع أن يكون لطيفاً لو كان مستقراً، لكنه ليس كذلك». وادعى بأن «حزب الله» راكم قدرات عسكرية لم يتمتع بها أي تنظيم في السابق، وأن حقيقة عدم محاربة التنظيمات السنّية ضد إسرائيل حالياً، يمكنها أن تتغير في المستقبل. حالياً يمكننا السماح لأنفسنا بالتكهن بعدم التدخل بما يحدث في سورية، لكن توجد هنا محفزات مثيرة للقلق. وتابع غولاني أنه من ناحية إسرائيل، تحول لبنان وسورية إلى ساحة واحدة، لأن حزب الله يعمل في هضبة الجولان وعلى الحدود اللبنانية».

التقديرات الإسرائيلية بالنسبة لسورية ومدى قوة نظام الأسد على الصمود تصدرت الأجندة والنقاشات الإسرائيلية وكانت الانطلاقة فيها تقرير لجهاز الأمن الإسرائيلي الذي أُعلن أنه صعد من تعقب المعلومات الاستخبارية حول ما يحدث في الحرب الأهلية السورية. ووفق أجهزة الأمن، فإن هذه التقديرات تأتي على خلفية تعمق التكهنات بأن نظام الأسد يستصعب مواجهة هجمات المتمردين ويفقد بتسارع سيطرتَه على جزء من المناطق المتبقية تحت سيطرته. وفسر التقرير تراجع قوة الأسد وعدم سيطرته قائلاً: «سقطت هذا الأسبوع، في أيدي المتمردين، مدينة أخرى ذات أهمية تكتيكية في شمال سورية، هي مدينة أريحا، الواقعة في محافظة إدلب، في المنطقة التي تهدد في شكل غير مباشر سكان الجيب العلوي على شاطئ البحر». كما تعتمد أجهزة الأمن في تقريرها على الخطابات التي ألقاها الأمين العام لـ «حزب الله»، السيد حسن نصرالله فجاء في التقرير: «تلاحظ إسرائيل أن الضغط يتزايد داخل حزب الله، في ضوء فشل جيش الأسد في معارك عدة خلال الأشهر الأخيرة. ولا ينعكس هذا الضغط في سلسلة الخطابات التي ألقاها نصرالله، فقط – ثلاثة خلال أسبوع واحد – إنما، أيضاً، في الجهود الكبيرة التي يبذلها التنظيم لتجنيد محاربين آخرين للمشاركة في المعارك.

ويقدر الجهاز الأمني الإسرائيلي بأن «حزب الله» فقد على الأقل 80 مقاتلاً في الشهر الأخير، خلال المعارك الجارية في إقليم القلمون، على جانبي الحدود اللبنانية – السورية. وأرفقت نشر هذا التقرير في إسرائيل تصريحات من مصدر أمني قال فيه: «الأوضاع ليست جيدة حالياً لحزب الله ولا للأسد ولا لإيران ولا لسورية». ووفق رأيه، فإن «حزب الله» ونظام الأسد يواجهان مأزقاً في مسألة ما إذا كان عليهما أن يركزا خلال الفترة القريبة على حماية المنطقة العلوية ومدينتي اللاذقية وطرطوس وزج قوات كبيرة في هذه المنطقة، أو مواصلة الحرب بالقوة ذاتها في القلمون.

وادعى المصدر الأمني الإسرائيلي أنه يُجرى تقويم معلومات تشير إلى مقتل حوالى ألف مقاتل من «حزب الله» على الأراضي السورية حتى اليوم. ووفق المصدر ذاته، فإن «حزب الله» يستخدم وسائل حربية عدة في المعارك ضد المتمردين، بينها طائرات من دون طيار محملة بالمتفجرات. وبعد سقوط مدينة أريحا في محافظة إدلب، بدأ المتمردون يطلقون النار على أطراف اللاذقية في الجيب العلوي. واستولى المتمردون على غنائم كبيرة بعد سيطرتهم على موقع الجيش السوري في المنطقة. ويستخدمون حالياً الصواريخ المضادة للطائرات التي حصلوا عليها في أعقاب المعارك. ويحاول معسكر الأسد، بمساعدة «حزب الله»، وفق المصدر الأمني الإسرائيلي، تعزيز خط الجبهة بهدف صد تقدم المتمردين باتجاه المدن العلوية.

 

«داعش» أكبر تهديد جدي

لم يمر يوم، منذ مطلع الأسبوع، إلا وتناولت القنوات التلفزيونية الإسرائيلية ووسائل الإعلام المختلفة الوضع السوري، وفي حين تحدثت تقارير عن قلق من تعاظم القدرات العسكرية لـ «حزب الله» ومضاعفة عدد مقاتليه في سورية والدعم الإيراني في الداخل السوري، إلا أن كثراً اعتبروا الأسد والجيش السوري يقتربان من نهاية الطريق.

وروج الإسرائيليون لما نشرته السفارة الأميركية في دمشق على حسابها في «تويتر» أن الاسد يعمق تعاونه مع «داعش» بهدف إنقاد سلطته. وقال الخبير بالشرق الأوسط، تسفي برئيل: «الحكومة السورية تشتري النفط من داعش بسعر منخفض وتبيعه للمدنيين. والغريب أنه يتم ضخ هذا النفط من حقول النفط التي استولت عليها المنظمة في سورية. لكن الجزء الأهم في التعاون يكمن الآن في المجال العسكري، والقتال ضد الميليشيات المتمردة الأخرى، بخاصة ضد جيش «الفتح» الذي يوحد مجموعة كبيرة من الميليشيات، بما في ذلك «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة». والمثال على ذلك ما يُجرى حالياً من تحركات عسكرية في محافظة حلب. الهدف الاستراتيجي لـ «داعش» في المنطقة هو السيطرة على شرايين المواصلات التي تربط بين قوات الميليشيا والمتمردين في شمال الدولة وبين تركيا، والذي يعتبر أهم اتصال لوجيستي بالنسبة للمتمردين. ويتم تنسيق هذه الاستراتيجية مع جيش الأسد، الذي يواصل مهاجمة مدينة حلب من الجو مخلفاً عشرات القتلى».

ولا يتوقف التعاون بين جيش النظام و «داعش» على حلب وفق برئيل، إذ قال: «على سبيل المثال، تخلت القوات الحكومية عن مدينة تدمر وسمحت للمنظمة باحتلالها من دون مقاومة، ويبدو أن النظام على استعداد للسماح لداعش بخوض المعارك باسمه في محافظة درعا الجنوبية». ومن جهة إيران، يضيف برئيل قائلاً: «علنيا، لم تغير إيران سياستها وهي ستواصل منح النظام السوري المزيد من الخطوط التي تبقيه فوق سطح الماء.

لكن الاتفاق النووي مع إيران قد يحدث تغييراً في هذه السياسة. ويمكن إيران أن تتخلى عن الأسد كي تضمن ألا يتنكر لها كل نظام يقوم في سورية وألا يقطعها عن سورية ولبنان. كما أن إيران تفحص بتخوف الحلف الجديد بين السعودية وتركيا، والذي يستهدف إسقاط الأسد إلى جانب الصراع ضد «داعش». فهذا الحلف يبث منذ الآن دعماً قوياً للمتمردين الذين أظهروا في الأيام الأخيرة قدرة عسكرية مثيرة على جبهات عدة.

ورأى رئيس «موساد» السابق، إفرايم هليفي، في خطاب ألقاه في المؤتمر السنوي لمعهد «فيشر»، أن إسرائيل لن تفاجأ إذا انهار نظام الأسد مرة واحدة. وقال: «من المتوقع قيام الجيش السوري وحزب الله بشن هجوم مضاد قريباً، يعيد لهما السيطرة على المناطق المحتلة، لكن من المشكوك فيه أن هذا سيغير التوجه.

 

إغلاق معابر سورية يطيح أسعار المحاصيل الزراعية

إسطنبول ــ عدنان عبد الرزاق

تراجعت أسعار الخضر والفواكه بنسبة 40% في الأسواق السورية بعد تعذر التصدير عبر البر إثر سيطرة الثوار على المعابر الحدودية بين سورية والدول المجاورة والتي كان آخرها معبري التنف مع العراق ونصيب مع الأردن، واقتصر تصدير بعض المنتجات الزراعية في البلاد إلى مصر ودول الخليج العربي عبر الجو والبحر.

وحسب نشرة تموين دمشق، فقد تراجعت أسعار الخضر في يونيو/ حزيران الجاري بحدود 50% عن مستوياتها في مايو/أيار، مع توقف حركة التصدير برا.

لكن المحلل الاقتصادي صلاح يوسف، توقع خلال مقابلة مع “العربي الجديد”، أن تعاود الأسعار ارتفاعاتها خلال شهر رمضان (بعد أسبوعين) بسبب سعي النظام إلى التصدير عبر البحر، بعد

تصدير 40 شاحنة تفاح لمصر و35 طناً من الكرز والخوخ جوا للإمارات، كي يستفيد من عائدات التصدير.

وفي الوقت الذي تكبد خلاله الفلاح السوري نفقات مرتفعة خلال زراعة المواسم كرفع سعر المازوت الذي زاد التكاليف 50%، وارتفاع أسعار البذور نتيجة الندرة والحصار، انخفضت أسعار المحاصيل إلى حدود الكلفة.

وقال رئيس اتحاد غرف الزراعة السورية محمد كشتو: إن توقف صادرات الخضرة السورية

نتيجة إغلاق المعابر الحدودية مع الأردن والعراق، وضعف إمكانية التصدير عبر الجو أو البحر حالياً، كبد المزارعين خسائر كبيرة.

وأضاف كشتو، أنه يوجد إنتاج كبير من البطاطا خلال العروة الحالية يصل إلى 700 ألف طن، في حين لا يزيد الاستهلاك المحلي عن 300 ألف طن. وكان العراق المركز الرئيسي لهذه الصادرات.

ومع إغلاق معبر التنف الحدودي مع العراق، منذ أسبوعين، لم يعد هنالك من سوق للتصريف، إذ لا يمكن تصدير البطاطا أو البندورة عبر الطائرات لأن كلفة شحن الكيلو الواحد من البطاطا قد تصل إلى دولار، في حين أن سعر البطاطا عالميا لا يتجاوز 30 سنتاً، وفق كشتو.

ورأى كشتو أنه نتيجة لذلك زادت كميات الخضر المعروضة في الأسواق المحلية بشكل كبير، ما أدى إلى انخفاض الأسعار لمستويات قياسية خلال الأزمة، حيث يتم استجرار البطاطا من المزارعين بسعر يتراوح بين 30 إلى 35 ليرة، وهذا السعر يؤدي لخسارة الفلاح بحدود 25 ليرة في الكيلو الواحد.

وأظهرت بيانات حديثة للمديرية العامة للجمارك، أن صادرات الخضر والفواكه خلال الربع الأول من العام الجاري لم تتجاوز 31 ألف طن من التفاح الطازج و6 آلاف طن من الجزر واللفت البقلي وحوالى 5 آلاف طن من ملفوف بروكسل و4 آلاف طن من البندورة، وشحنة فواكه كدفعة أولى لدولة الإمارات.

وطال انخفاض الأسعار المناطق المحررة. وقال العامل بالشؤون الإغاثية من “سرمين” بريف إدلب، محمود عبد الرحمن، إن سعر الكرز في ريف إدلب تراجع من 900 إلى 300 ليرة بعد تحرير مدينة أريحا، ثاني أكبر منتج للكرز في سورية، وتراجع سعر الخيار إلى 50 ليرة والباذنجان 150 ليرة.

ويضيف عبد الرحمن لـ “العربي الجديد”، أن السبب وراء انخفاض أسعار الخضروات والفاكهة في إدلب هو تراجع سكان المحافظة إلى أقل من النصف في واقع الهجرة والهروب من القصف الذي لم يتوقف حتى بعد تحرير معظم مدن المحافظة.

 

حزب الله” يستعجل التسوية في القلمون

تخف وتيرة معارك القلمون حيناً وتعنف أحياناً، ولا يتوانى “حزب الله” عن اعلان الانتصارات المتلاحقة، في المنطقة الجردية، التي تصل الى حدود جرود عرسال.

 

الواضح أن ثمة ما يوحي أن هناك خطوة تراجعية اتخذها “حزب الله” بعد كل المواقف المجابهة له والرافضة لدخوله الى جرود البلدة اللبنانية، ووسط هذه المعارك يبرز حديث عن محاولات لإيجاد تسوية في المنطقة تخفف خسائر الطرفين، ولا تخرج عن سياق ترسيم حدود جديدة.

 

ليس صحيحاً أن قدرة “حزب الله” على التحمل أو تقدمة القرابين، غير محدودة، ففي وقت يتراجع فيه سقف مواقفه المرتفعة والتصعيدية حول سوريا، وحده عداد القتلى يتقدم، اذ إن حجم الخسائر أصبح كبيراً جداً، وهناك الكثير من التساؤلات بدأت تطرح عن الجدوى من كل هذه المعارك والتضحيات التي تقدم على مذبح القلمون وعرسال، فيما النظام السوري في حالة تراجع وانحسار في مختلف المناطق السورية.

 

المؤكد أنه بالنسبة لـ”حزب الله” فإن معركة القلمون بلا أفق، والنصر ليس حاسماً ولا كاسحاً، وهذا ما جاء باعتراف الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، الذي قال إن المعركة تتحدث عن نفسها، وليس هناك مدة زمنية لإنتهائها، ما يعني أنها طويلة، وكل يوم من أيامها سيحمل الكثير من التكلفة.

 

في ميزان تغيّر الوقائع والقوى، كان نصر الله وعلى مدى السنوات التي سبقت يتحدث عن السيطرة على كامل سوريا، والحسم العسكري. بدا اليوم، أن التراجع أوضح، فغابت الوعود بالإنتصارات الحاسمة، أكثر من ذلك، تحول السيد في خطابه من “سنكون حيث يجب أن نكون، وسنقاتل في مناطق لم نقاتل فيها من قبل”، الى الحديث عن المعارك في القلمون بداية لحماية الأراضي والمناطق اللبنانية من أي اعتداءات، ليصل الأمر اليوم الى الحديث عن تطهير جرود عرسال من قبل الجيش اللبناني.

 

تعتبر مصادر مطلعة عبر “المدن” أن خطاب نصرالله الأخير، في إحتفال كشافة المهدي، يشير إلى تراجع واضح مشهود بأم العين ومعترف به، وإن غلّفه نصرالله بالحديث الشعبوي المليء بالحماسة، والحث على الإنتصار، وما كلامه الأخير عن أن الحزب لم يقل أنه يريد تحرير عرسال، وليس بحاجة الى مقاتلين، على الرغم من أنه قبل أيام اعتبر أنه في حال لم يقم الجيش بعملية تحرير المناطق الجردية فإن العشائر ستقوم بذلك، وهذا ليس سوى دليل اضافي على التراجع.

 

وسط هذه التراجعات المرئية تعتبر مصادر “المدن” أنه لا إمكانية للوصول الى حل في تلك المناطق إلّا بالتفاوض، وتشير الى أن هناك بعض القنوات التي فتحت مؤخراً بين الحزب والمسلحين من أجل الانسحاب من المنطقة.

 

وفي السياق، تؤكد مصادر “جيش الفتح” لـ”المدن”، المعلومات التي تتحدث عن صفقة قيد الإعداد، مشيرة الى أن هذا الطرح جوبه برفض مطلق، وهو لن يحصل الآن، وفي حال كان لا بد منه فسيكون اتفاقاً شاملاً على أمور عديدة.

 

ووسط هذا الحديث تعتبر مصادر متابعة عبر “المدن” أن “حزب الله” هو من يستعجل تسوية كهذه لتخفيف خسائره التي بلغت منذ آب الماضي في العام 2014، وحتى اليوم، ٥٦ قتيلاً بينهم قياديون قضوا في القلمون، ويصرّ على مبدأ التسوية بعد أن رفض الجيش اللبناني خوض معارك لا تصب في مصلحة لبنان وتشتت قواه لخدمة أطراف خارجية.

 

المؤكد أن هذه المعارك التي تخاض من قبل جميع القوى المتقاتلة على الأرض السورية، تهدف الى رسم حدود نفوذ كل قوة، ففي الشمال يسعى “جيش الفتح” الى السيطرة على أوسع مساحة ممكنة، وتنظيم “داعش” يتوسع من الشرق باتجاه البادية والوسط، فيما النظام يدعّم حدود دولته “المفيدة”، وليس قتال “حزب الله” في القلمون إلا لهذه الغاية، بالاضافة الى حفاظ النظام على مناطقه الساحلية، ولا ينفصل  الساحل والقلمون عن إرسال إيران سبعة آلاف مقاتل للدفاع عن دمشق، لا سيما في ضوء ما يحكى عن معركتها القادمة اذ سيكون الصراع عليها في المقبل من الأيام، وأمام هذه الجغرافيات المبتكرة يسعى الأفرقاء الى الدخول في تسوية ترعاها الدول تحفظ للجميع حدود سيطرتهم، وإن صح هذا الكلام فإن تسوية القلمون قد تكون آتية، بحيث ينسحب المسلحون الى الغوطة تحضيرا لمعركة دمشق، غير المحسومة بعد، لأي جهة، ولن تحسم إلا بالقوة والسيطرة.

 

سوريا: المعارضة تتقدم في الشمال.. وداعش يحرض في الجنوب

سيطرت قوات “جيش الفتح” في الشمال السوري على محمبل، وهي مركز ناحية في سهل الروج شمالي سوريا وتتبع لأريحا في ريف إدلب، بعد اشتباكات عنيفة شهدتها الليلة الماضية. وبحسب ما أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فإن الاشتباكات ما تزال مستمرة قرب حاجزي المعصرة وجنقرة. وتمتلك محمبل موقعاً هاماً على الخريطة الجغرافية في سوريا، فهي تقع على سفح جبل الزاوية بريف إدلب، وتقع أيضاً في منتصف أوتستراد حلب-اللاذقية ما يعزز من فرص المعارضة في امتلاك خط حيوي لنقل الأسلحة والمقاتلين بين حلب وإدلب، في حال انتقلت المعركة إلى اللاذقية.

 

وتمكنت قوات المعارضة من السيطرة على محبل بعد هجوم نفّذته على 10 قرى وحواجز تقع على اوتستراد اللاذقية-أريحا وهي بمثابة مواقع متقدمة لقوات النظام في المنطقة عن محمبل. وخلال المعارك تمكّن “جيش الفتح” من السيطرة على قرية بسنقول وحاجز “سيرياتل”، ما دفع قوات النظام للانسحاب إلى محمبل، قبل أن يتمكن تحالف “جيش الفتح” من السيطرة عليها. وكانت خسائر النظام “إعطاب  4 عربات مدرعة ودبابات على الأقل لقوات النظام في حاجز جنقرة، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وسط انسحاب آليات لقوات النظام من المنطقة باتجاه قرية فريكة بريف جسر الشغور وباتجاه بلدة جورين بسهل الغاب في ريف حماه الشمالي الغربي” بحسب المرصد.

 

من جهة ثانية، تعرّض حي الوعر في مدينة حمص إلى قصف صاروخي نفّذه النظام الليلة الماضية، تزامن مع قصف مكثّف على بلدة الحولة في الريف الشمالي من حمص، وأدى قصف الوعر إلى مقتل طفل، السبت، متأثراً بجراحه التي أصيب بها، وبذلك يرتفع عدد القتلى إلى 8 من بينهم طفلين. كما شهدت قرية كيسين ومدينة الرستن، شمالي حمص، قصفاً مماثلاً من دون ورود معلومات عن إصابات.

 

واستمراراً لمخطط تنظيم “الدولة الإسلامية” في التوسع إلى جنوب سوريا، بثّ التنظيم إصداراً مرئياً جديداً تحت عنوان “رسالة إلى اهل درعا والقنيطرة عامة” حرّض فيها أهل درعا على فصائل الجبهة الجنوبية، التي اتهمها بالعمالة إلى الغرب وغرفة عمليات “موك”. وكان من البارز ظهور أحد شرعيي “جبهة النصرة” سابقاً في درعا، في الإصدار المرئي، ويدعى أبو محمد المقدسي، وهو كان يقاتل في درعا بصفوف “حركة المثنى الإسلامية”، وتتهم بأنها تهادن تنظيم “الدولة الإسلامية” لوصفها “داعش” بأنه يقاتل “دول الكفر وأعوانهم من المرتدين وحقق النكاية في أعداء الله” في بيان صدر قبل فترة وجيزة.

 

أمير الحركة أيوب المسالمة، ردّ على رسالة “داعش”، وزعم أنهم يحاربون “الغلاة والتكفيريين” وأوضح أن الحركة تقدم دروساً لمقاتليها تحذرهم من تكفير المسلمين، وأن جزاء ذلك في الحركة هو العزل، على حد تعبيره. واتهم المسالمة، المقاتل السابق في صفوف حركته أبومحمد المقدسي، بأن ما قام به خيانة كبيرة، عندما كان في صفوف “المثنى” وقلبه على “الدولة الإسلامية”، حيث كان يتحدث إلى مقاتلين من الحركة عن أنه أمير من أمراء “الدولة الإسلامية”.

 

إلى ذلك، دان مجلس الأمن الدولي في جلسة عقدها الجمعة، استخدام النظام للبراميل المتفجرة. وندد في بيان “الهجمات التي تمت من دون تمييز، ومنها القصف بالبراميل المتفجرة التي استخدمت على نطاق واسع في الأيام الأخيرة”، في إشارة إلى القصف المكثّف الذي تعرض له ريف حلب وبعض المناطق في ريف إدلب ما أدى إلى سقوط 100 قتيل من من المدنيين. وحملت هذه الإدانة، للمرة الأولى، تأييد روسيا لها.

 

قوات الأسد تتهاوى والثوار يواصلون زحفهم

«جيش الفتح» يشق طريقه نحو اللاذقية

بات الثوار يطلون بالعين المجردة على اللاذقية، بعدما سيطر «جيش الفتح» على بلدات وقرى وحواجز عسكرية بطول 15 كم بريف إدلب، وتقدم إلى سهل الغاب بريف حماة الشمالي، واصلاً طريق حلب ـ اللاذقية الدولي ببعضه بعد ما كانت قوات الأسد تقطع الطريق الدولي منذ 4 أعوام بسيطرتها على المسافة الواقعة بين أريحا وجسر الشغور على الطريق الدولي، وذلك بعد هجوم بدأه الثوار بعد ظهر الجمعة وانتهى صباح أمس، تكبدت فيه قوات الأسد الأخيرة خسائر كبيرة بالأرواح، والعتاد والذخائر.

 

وتكمن أهمية السيطرة على طريق حلب ـ اللاذقية الدولي بين أريحا وجسر الشغور كونه مرتفعاً عند بلدة محبل وحاجز تل حمكي ويكشف مسافات واسعة من طريق إمداد قوات الأسد القادم من اللاذقية عبر بلدة جورين وقرى سهل الغاب لتصل إلى بلدة فريكة مفرق الطرق باتجاه جسر الشغور وأريحا، ومن ناحية ثانية أهمية سيطرة الثوار تكمن في انتقال المعارك من ريف إدلب إلى ريف اللاذقية وسهل الغاب بعد ما حرروا الطريق وفتحوه من مدينة حلب إلى مشارف مدينة اللاذقية الشرقية.

 

وبتحرير طريق أريحا ـ جسر الشغور يكون الثوار ربطوا المناطق المحررة في سهل الروج والجبل الوسطاني، مع قرى جبل الزاوية المحررة وكان يفصلهما طريق حلب ـ اللاذقية الدولي عبر نشر قوات الأسد معسكراتها في البلدات والقرى الواقعة على الطريق الممتد من أريحا إلى جسر الشغور، وبتحرير الثوار لهذا الطريق تكون محافظة إدلب قد تحررت بالكامل (مساحتها تبلغ أكثر من 6 ألف كم مربع) باستثناء مطار أبو الضهور وبلدتي كفريا والفوعا المواليتين.

 

وبدأت سيطرة جيش الفتح خلال المعارك على معسكر قرية القياسات المؤلف من حواجز معين، الكهرباء، السروة، المنشرة، وقرية كفرشلايا بعد تدمير دبابات وراجمات صواريخ ومدافع، كما واصل ثوار جيش الفتح تقدمهم وسيطروا على معسكر بسنقول والذي يتضمن قرية بسنقول وحواجز الحرش الضخم، وتلة السيرتيل، وعماد، ومدرسة تعليم قيادة السيارات.

 

وتقدم الثوار باتجاه مدينة جسر الشغور وسيطروا على معسكر بلدة محبل المؤلف من البلدة، وقرى سنغرة، والنحل، عيناتا، وطبايق، وواصلوا التقدم فسيطروا على حواجز المعصرة، وعين الحمرا، ومفرق تل غزال، وقرية جنة القرى وحاجز تل حمكي الضخم، وقرية المشيرفة وتلة الشيخ خطاب ودخلوا بلدة فركية التي تعد مفرق الطريق باتجاه سهل الغاب بريف حماة الشمالي، وذلك بعد تدمير وقتل العشرات من قوات الأسد بينهم ضباط.

 

وذكر ناشطون مقتل أكثر من 100 عنصر لقوات الأسد في المعركة خلال الـ24 ساعة الماضية، وتدمير 12 دبابة وعربتي BMB ، وتدمير 3 راجمات صواريخ، ومدافع فوزديكا وعدد من الآليات.

 

وغنم الثوار من معركة طريق أريحا ـ جسر الشغور 7 دبابات، و3 مدافع عيار 130، ومدافع فوزديكا ورشاشات ثقيلة وآليات عسكرية ناقلة للجنود، ومستودعات تحتوي كميات كبيرة من الذخائر من المعسكرات والحواجز المذكورة.

 

وتوازياً مع معارك استكمال تحرير ريف ادلب أعلن الثوار عن تمكنهم من تحرير عدة نقاط في ريف اللاذقية حيث تمكن الثوار من السيطرة بشكل كامل على تلة «السيرياتل» بمنطقة الجب الأحمر بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر النظام، وقالت شبكة «سوريا مباشر» أن الثوار تمكنوا أيضاً من السيطرة على عدة نقاط في جب الغار المجاورة للجب الأحمر بالقرب من قمة النبي يونس الاستراتيجية.

 

وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان القائد في الجيش السوري العقيد سهيل الحسن المعروف بـ«النمر» والذي كان يقود معارك ادلب، انتقل الى سهل الغاب التي تجمع فيها ايضا، بحسب المرصد، آلاف المقاتلين الايرانيين والافغان والعراقيين.

 

واقر الاعلام التابع للنظام بالهزيمة، ونقلت وكالة الانباء «سانا» عن مصدر عسكري لقوات الأسد ان «وحدة من قواتنا المسلحة أخلت بعض المواقع العسكرية في محيط بلدة محمبل بريف ادلب وتمركزت في خطوط ومواقع جديدة اكثر ملاءمة لتنفيذ المهام القتالية اللاحقة».

 

من جهة اخرى، تتواصل المعارك في اقصى الشمال بين تنظيم «داعش» والثوار، وقتل فيها خلال الساعات الاخيرة 14 عنصرا من «داعش» و6 من الثوار، بحسب المرصد السوري.

 

وفي تعقيب على هذه التطورات، قال الائتلاف الوطني السوري: «يواصل الثوار التقدم في معارك التحرير على مختلف جبهات سورية، ضد إجرام نظام الأسد وتنظيم داعش، فقد استطاع الثوار اليوم السيطرة على بلدة محمبل وما حولها من حواجز بريف إدلب، تزامن ذلك مع معارك عنيفة ضد عناصر التنظيم واستطاع من خلالها الثوار تحرير عدة مناطق في ريف حلب الشمالي«.

 

وقال الناطق الرسمي للائتلاف الوطني السوري سالم المسلط «إن نظام الأسد وتنظيم داعش لا يقيمان وزناً للقوانين الدولية أو الإنسانية، بل ويتحركان بشكل متناغم في إجرامهما ضد الشعب السوري«.

 

ولفت المسلط إلى أن «الثوار يعودون مرة أخرى، وبفضل تكاتف وتوحيد كتائبهم وفصائلهم وعملها تحت قيادة موحدة، ليثبتوا أنهم الجهة الوحيدة القادرة على دحر التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها رغم غياب الدعم الحقيقي، ورغم وقوعهم المستمر ما بين نيران نظام الأسد من جهة وهجمات داعش من جهة أخرى«.

 

وأشار إلى «التنسيق الجاري بين النظام والتنظيم تحت نظر التحالف الدولي، فتقوم طائرات النظام بتمهيد الطريق أمام عناصر التنظيم من خلال قصف الأحياء السكنية واستهداف المدنيين بالبراميل المتفجرة«. وطالب «المجتمع الدولي بأخذ الانتصارات الميدانية للثوار والواقع السياسي الذي فرضته بعين الاعتبار والبناء عليه لإنتاج حل أخير ونهائي يحقق تطلعات الشعب السوري، وينهي هذا الفصل من تاريخ سوريا. فلا بد للجهود أن تتضافر اليوم من أجل التمهيد لانتقال سياسي كامل يقطع سلسلة الموت التي يجدد النظام حلقاتها كل يوم، ويفتح الباب أمام إعادة البناء والانتقال بسوريا إلى دولة مدنية تحقق تطلعات أبنائها جميعاً.«

 

وجدد المسلط ثقته بقوى الثورة «التي تدافع عن المدنيين وتلتزم بمبادئ الثورة وأخلاقها وتحترم العهود والمواثيق الدولية«، مؤكداً «الثبات في موقفنا السياسي والتمسك بمبادئ الثورة حتى إسقاط النظام«.

(سراج برس، اوريانت نت،

السورية.نت، الائتلاف، أ ف ب)

 

معارض سوري: رحيل الأسد بند أساسي على جدول أعمال مؤتمر القاهرة

24- القاهرة – أحمد علي

أكد عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر القاهرة للمعارضة السورية فراس الخالدي، أن “رحيل بشار الأسد وأركان نظامه، بند أساسي على جدول أعمال المؤتمر، ولا تنازل عنه”، مشيراً إلى أن “ذلك ضمن خارطة الطريق التي سيتم التباحث حولها خلال المؤتمر وتتضمن أيضاً إلغاء قرارات النظام بتجنيس الإيرانيين وإلغاء قوانين تملكهم للأرضي”.

 

وأردف، في تصريحات له اليوم، قائلاً: “نحن في مصر من أجل تشكيل نواة البديل المناسب لبشار الأسد، استناداً على مقررات جنيف 1 والتي تنص على تشكيل هيئة حكم انتقالي وتأسيس مجتمع ديمقراطي”.

 

وأكد أن المطروح من خارطة الطريق للمناقشة سيتضمن: “رحيل بشار الأسد ونظامه، وتشكيل هيئة حكم انتقالي، وإعادة بناء الجيش الوطني السوري بما يدعم فرض سلطة الدولة، وإنشاء مجلس للعدالة الانتقالية، والإبقاء على مؤسسات الدولة مع إعادة هيكلتها”.

 

كما ثمن الجهود التي تقوم بها القاهرة والرياض من أجل سوريا، مشيراً إلى أنهما يشكلان المحور الأهم للأمة العربية، كما اعتبر أن الدولتين الوحيدتين اللتين يهمهما مصلحة سوريا هما مصر والسعودية.

 

وينعقد المؤتمر الذي ترعاه مصر تحت إشراف المجلس المصري للشؤون الخارجية، في أحد فنادق القاهرة يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، بمشاركة نحو 230 من الشخصيات السورية المعارضة.

 

تنظيم الدولة ينفي تراجعه بالرقة ومصادر بالمعارضة تؤكد  

أحمد العربي-الرقة

 

نفى قائد ميداني في تنظيم الدولة الإسلامية الأنباء التي تتحدث عن وصول تعزيزات للتنظيم في الرقة قادمة من دير الزور خوفا من سيطرة الأكراد عليها وعن تراجعه في المعارك، في حين أن مصدرا في المعارضة السورية أكد تلك الأنباء.

وأوضح القائد الميداني أبو حمزة أن كل “الإشاعات والتلفيقات” باطلة من قبل “أعداء الخلافة الإسلامية”.

 

وأضاف للجزيرة نت “لم يصلنا أي بيان صادر عن قيادات الدولة بالنفير العام، ولكننا نقوم بتعزيز خطوطنا الدفاعية على جبهات القتال شمالي الرقة باعتبارها جبهات مشتعلة مع مرتدي حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) والجيش الحر الذين يساندهم التحالف الصليبي”.

 

وأكد أن المعارك الدائرة في ريف الرقة الشمالي وعين العرب (كوباني) هي معارك كر وفر وتحتاج الصبر فيها.

 

وتابع أن من وصفهم بالمرتدين سيطروا على قرى صغيرة جدا في مناطق شمالي الرقة وبعيدة عن أماكن تواجد مقاتلي التنظيم في الرقة وريفها، مؤكدا أنه رغم كل التحالفات الدولية ضدهم لم يتمكنوا من التقدم أو السيطرة على مناطق إستراتيجية في مناطق نفوذهم، ومشيرا إلى أن ما وصفه بالترويج الإعلامي يهدف إلى رفع معنوياتهم.

 

وعن قيام تنظيم الدولة بحفر الخنادق حول مدينتي تل أبيض والرقة، يقول القائد الميداني “حفر الخنادق لا بد منه في أي معركة وتحديدا بوجود طائرات تساند العدو أثناء المعركة”.

تأكيد المعارضة

أما أبو الأمير -وهو مقاتل من الجيش الحر في تجمع بركان الفرات الذي يقاتل التنظيم شمال الرقة- فأكد أن تجمع بركان الفرات المؤلف من مقاتلين من عدة فصائل في الجيش الحر ومقاتلين من الأكراد استطاع في الأيام القليلة الماضية إحراز تقدم كبير ضد تنظيم الدولة في ريف الرقة الشمالي الشرقي والشمالي الغربي، وأكد أن الهدف هو “تحرير” مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا والتابعة لمحافظة الرقة شمالا.

 

ويضيف في حديث للجزيرة نت أن مقاتليه تمكنوا من “تحرير” عدد من القرى والبلدات القريبة من تل أبيض في ريفها الغربي والشرقي وآخرها كان في 2 يونيو/حزيران الجاري.

 

ومن هذه المناطق التي استعادتها المعارضة المسلحة من أيدي تنظيم الدولة قرية إيخدي ومراسر ومزخانة صغيرة وكبينر بيني الكبيرة والصغيرة وقرية خويلان شرق بلدة سلوك على الحدود التركية، بالإضافة إلى قرية الزيدي والخالدية وقرية غويلان صغير وغويلان كبير بشكل كامل، وشرق سلوك وقريتي بير حبش والجرن الأسود غربي مدينة تل أبيض.

 

وعن الخسائر يقول أبو الأمير إن مقاتليه تمكنوا من قتل وأسر العشرات من عناصر التنظيم واغتنام دبابة وكميات من الأسلحة والذخائر في تلك المعارك التي لا تزال مستمرة وعلى أشدها، وفق تعبيره.

 

أما محمد نور الدين -أحد سكان بلدة سلوك شمالي الرقة- فيقول إن تنظيم الدولة أبلغ جميع سكان بلدة سلوك وحمام التركمان وما حولهما بضرورة إخلاء تلك البلدات والقرى بسبب المعارك العنيفة.

 

وأضاف أن سلوك والقرى القريبة منها تكاد تخلو من سكانها وأيضا من عوائل مقاتلي وعناصر تنظيم الدولة بعد أن نزح أهلها إلى مدينة الرقة وما حولها.

 

قتلى من الحرس الثوري الإيراني بمعارك في ريف اللاذقية  

عمر أبو خليل-ريف اللاذقية

قُتل أكثر من ثلاثين عنصرا بينهم سبعة من الحرس الثوري الإيراني بمعارك جرت اليوم السبت على الجهة الشرقية لقمة النبي يونس بريف اللاذقية، غربي سوريا.

 

وقال محيي الدين -القائد الميداني في الجيش الحر- إن قوات النظام والمليشيات الداعمة له “استماتت” في محاولة سحب جثث القتلى الإيرانيين السبعة، وأحدهم ضابط “كي لا تقع بأيدي الثوار، وتكون دليلا مؤكدا على مشاركة القوات الإيرانية بشكل مباشر في معارك الساحل”.

 

وأشار -في حديث للجزيرة نت- إلى أن قوات النظام فتحت نيران مدفعيتها ودباباتها بكثافة قل نظيرها، بالتزامن مع غارات جوية استهدفت مواقع القتال، عند سقوط قتلى إيرانيين، وأكد أن الثوار قتلوا عناصر آخرين خلال سحبهم جثث القتلى.

 

جاء ذلك خلال هجوم شنته فصائل من المعارضة السورية المسلحة على تل السيرياتل في قرية جب الأحمر القريبة من قمة النبي يونس بجبل الأكراد صباح اليوم، وتمكنت من السيطرة عليه بعد معارك متقطعة مع قوات النظام والحرس الثوري الإيراني استمرت ثلاثة أيام، حسب مصادر متطابقة.

 

أهمية التل

وعن أهمية السيطرة على التل المذكور أوضح محيي الدين أنها تجعل الثوار على مسافة أقرب من قمة النبي يونس الإستراتيجية، كما أنها تصعب على النظام احتمال فتح طريق صلنفة الواصل إلى قرية جورين في سهل الغاب.

 

وأشار إلى أن السيطرة على التل تجعل مهمة تحرير قمة النبي يونس لاحقا أسهل، حيث إنها لا تبعد عنه أكثر من ألف متر وتمنح الثوار جهة إضافية لهجومهم، فتل السيرياتل يقع شرق القمة، والثوار يسيطرون بطبيعة الحال على المراصد المقابلة لقمة النبي يونس من جهة الشمال.

 

ونظرا لأهمية التل المذكور فقد تحول إلى نقطة اشتباك دائم، تناوب الثوار وقوات النظام السيطرة عليه عدة مرات، بيد أن محيي الدين أكد أن سيطرة الثوار عليه “ستكون نهائية هذه المرة، نظرا إلى أنهم سيطروا على كامل الأراضي والتلال الصغيرة القريبة منه”.

 

وتتزامن سيطرة الثوار على التل مع تقدم ثوار إدلب باتجاه ريف اللاذقية، بعد سيطرتهم الكاملة اليوم على طريق أريحا جسر الشغور حيث طردوا قوات النظام من آخر معاقله في غرب محافظة إدلب في قرى بسنقول والقياسات ومحمبل وفريكة.

 

يذكر أن معلومات حصلت عليها الجزيرة نت تؤكد أن عدة مئات من عناصر الحرس الثوري الإيراني تمركزت في ريف اللاذقية خوفا من تقدم الثوار باتجاه معاقل النظام، بالتزامن مع زيارة القائد في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني إلى الجبهة الأسبوع الماضي.

 

هل للغرب دور في صناعة تنظيم الدولة؟  

محمد أمين-لندن

أعاد الكاتب البريطاني شيماس ميلين الجدل حول حقيقة إسهام الولايات المتحدة والغرب في نشوء تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق.

وطرح ميلين في مقاله الأخير بصحيفة غارديان فرضية جديدة يعتقد فيها أن واشنطن أسهمت بشكل أو بآخر في بزوغ نجم التنظيم.

 

ويشير الكاتب باهتمام لتوقيف محاكمة أحد المواطنين السويديين المتهمين بالإرهاب في بريطانيا، بعد الكشف عن دور للمخابرات البريطانية في تسليح نفس الجماعة المعارضة التي كان ينتمي إليها.

 

ويضيف أنه رغم وجود تقارير في العام 2012 تحذر من إقامة إمارة إسلامية في العراق وسوريا، إلا أن المخابرات الأميركية رحبت بهذا الأمر.

 

ويرى محللون وعسكريون -تحدثوا للجزيزة نت- أن أميركا ودول الغرب لم تصنع تنظيم الدولة لكنها ربما استفادت من ظهوره ودعمته.

 

وهناك مشاهدات تؤكد أن واشنطن تمد التنظيم بالعتاد والسلاح بالعراق كما روى خبير عسكري عراقي للجزيرة نت.

 

ويرى أكاديمي بريطاني أن واشنطن لم تصنع التنظيم لكنها أسهمت بشكل غير مباشر في تمكنيه وتعزيز شوكته عبر دعمها المعارضة المسلحة بسوريا.

 

وقال مدير مركز الأديان والصراعات بجامعة لندن متروبوليتان جيفري هانز إنه يختلف مع من يقول إن أميركا صنعت تنظيم الدولة، مضيفا أنه ليس من الدقة توصيف الأمر بهذا الشكل، “كما لا توجد أدلة على أن واشنطن خلقت التنظيم”.

 

تشجيع ضمني

وحول ما ذهب إليه المقال، قال هانز إنه يعتقد أن من المؤكد أن أميركا شجعت ضمنيا تنظيم الدولة عن طريق دعم الجماعات المسلحة المتمردة المناهضة للحكومة السورية.

 

لكنه انتهى للقول إن الدعم الضمني لا يعني أنها خلقت التنظيم “فهما أمران مختلفان”.

 

وهذا الرأي يتفق إلى حد كبير مع ما ذهب اليه الكاتب شيماس ميلين من أن دعم واشنطن للمعارضة المسلحة ليس معناه أنها أوجدت تنظيم الدولة.

لكنه بالمقابل شدد على أن القاعدة وتنظيم الدولة لم يكونا موجودين بالعراق قبل غزوه من قبل أميركا وبريطانيا عام 2003.

 

وأكد أن واشنطن استغلت وجود التنظيم في العراق وسوريا في مواجهة القوى الأخرى في المنطقة، كجزء من خطة غربية أشمل لفرض الهيمنة.

 

وتحدثت الجزيرة نت للعقيد الركن زياد الشيخلي الذي يتبنى فكرة أن “تنظيم الدولة صناعة أميركية أوروبية”.

دعم مباشر

الشيخلي الذي كان يعمل بالجيش العراقي حتى وقت متأخر، نقل عن ضباط عراقيين أنهم شاهدوا طائرات التحالف تهبط وتمد تنظيم الدولة بالمؤن والعتاد.

 

وعن مصلحة أميركا في هذا الأمر، قال الشيخلي إن زراعة تنظيم الدولة في هذه المنطقة تحقق مجموعة من الأهداف منها إضعاف الجيوش العربية وإنهاكها “كما أن مسرح العمليات العسكرية يشير إلى أن إيران تقاتل التنظيم بالعراق بينما ستقاتله تركيا في سوريا، وكلتاهما تقاتل بالإنابة عن أميركا”.

 

ورأى أن النتيجة ستكون ظهور جغرافيا جديدة فيها قسمان: “سنستان” في شمالي وغربي العراق مع الشام، وقسم يدعى “شيعة ستان” بجنوبي العراق ومرتبط بإيران.

 

وذكّر الشيخلي باعترافات وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون “التي أقرت فيها بأن تنظيم الدولة صناعة أميركية”.

 

وشدد على أن جميع أعمال التنظيم تصب في مصلحة أميركا. وانتهى للقول “لو كانت تريد القضاء على التنظيم لقضت عليه في يومين بعمليات على غرار الإنزال فائق الاحتراف للتحالف بدير الزور”.

 

يذكر أن مجلة فورين بوليسي أشارت مؤخرا إلى أن عربات “الهمفي” الأميركية المدرعة هي السلاح المفضل لتنظيم الدولة، وأنها تشكل كابوسا للقوات العراقية.

 

دي ميستورا ينقلب على الأسد ويدعوه للرحيل

دبي – قناة العربية

دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، رئيس النظام السوري إلى الرحيل عن السلطة، مطالباً واشنطن بالضغط عسكرياً باتجاه تحقيق ذلك.

ونقلت صحيفة “ديلي بيست” الأميركية عن دي ميستورا خلال لقاء عقده الجمعة مع معارضين سوريين في جنيف، تشديده على ضرورة رحيل الأسد لفتح الطريق أمام أي تسوية سياسية في سوريا.

واعتبر دي ميستورا أن الضغط العسكري المطلوب على الأرض لن يأتي عن طريق الأمم المتحدة، إنما عن طريق الولايات المتحدة والتي عليها أن تتجاوز مجلس الأمن الذي يعيق العملية السياسية عبر بعض الدول.

صحيفة ديلي بيست اتصلت بالمتحدثة باسم دي ميستورا لاستيضاحه حول ما نقل عنه، لكن المتحدثة لم تنف المعلومات أو تؤكدها بحجة أن دي ميستورا لا يمكنه إبداء أي تعليق عن مضمون نقاشاته مع الوفود المشاركة في اللقاءات.

من جهتها، أكدت رئيسة منظمة “متحدون من أجل سوريا”، المحامية منى الجندي، والتي حضرت لقاء جنيف تطور موقف دي ميستورا من دعم الأسد في فبراير الماضي، إلى تعليقه في جنيف بأن الأسد لن يرحل من دون ضغط عسكري.

 

جيش الفتح” على أبواب اللاذقية وحماة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

سيطر مقاتلو “جيش الفتح” التابع للمعارضة السورية على عدة بلدات في ريف إدلب، الجمعة، في وقت تحدثت المصادر الرسمية عن انسحاب القوات السورية لإعادة التمركز في مواقع ذات أهمية استراتيجية أكبر.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جيش الفتح سيطرة خلال أقل من 24 ساعة على مناطق تل حمكي وبسنقول ومحيطها وعين الحمرا وجنة القرى وحاجز المعصرة الذي يعد أكبر حواجز القوات الحكومية في إدلب وعلى بلدة محمبل الواقعة على طريق أريحا – اللاذقية.

 

من جهتها، نقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن مصدر عسكري أن وحدة من الجيش السوري “أخلت بعض المواقع العسكرية في محيط بلدة محنبل بريف إدلب لتتمركز في خطوط ومواقع جديدة أكثر ملاءمة لتنفيذ المهام القتالية اللاحقة في المنطقة.”

 

هذه التطورات الميدانية تجعل مقاتلي المعارضة وجبهة النصرة يعززون مواقعهم على تخوم محافظتي اللاذقية وحماة.

 

وكانت الأيام الماضية شهدت استقدام القوات الحكومية السورية أكثر من 6 آلاف عنصر من المسلحين الإيرانيين والأفغان والعراقيين إلى سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي والمناطق المحاذية لها في ريف اللاذقية لتعويض انسحابات القوات الحكومية في تلك المناطق.

 

مسؤولة أممية لشؤون العنف الجنسي لـCNN: داعش يعرض الأيزيديات بالمزاد عاريات ليفحصهن المشتري.. وهناك قصة لفتاة بيعت مقابل علبة سجائر

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— قالت زينب بنغورا، ممثلة الأمم المتحدة لشؤون العنف الجنسي خلال الصراعات، والتي أمضت وقتا في مخيمات اللاجئين الفارين من العراق وسوريا، إن تنظيم داعش يعرض الفتيات الأيزيديات للبيع في المزاد العلني وهن عاريات.

 

وأوضحت بن غورا في مقابلة مع الزميل فريد زكريا لـCNN ما يحدث بالضبط عند دخول داعش لقرية أيزيدية: “يأخذون النساء الكبيرات بالعمر والرضع ويضعونهم على جانب لأن هؤلاء لا يحتاجونهم في الجنس، أما الفتيات اليافعات فيأخذوهن ويعرضوهن على شخص لفحص إن كانوا عذارى ومن بعدها يطلبون منهن الاستحمام، ثم يقررون من سيذهب إلى الرقة التي تعتبر عاصمة تنظيم داعش.”

 

وتابعت قائلة: “كلما كانت الفتاة أصغر سنا وأجمل كلما كان ذلك أفضل.. بعدها يؤخذن إلى السوق أو ما يطلقون عليه اسم البازار، وهناك يتم عرضهن للمزاد العلني.. الفتيات خلال المزاد العلني يقفن عاريات لأن من يريد شرائهن يريد فحصهن إن كان صدرها كبيرا على سبيل المثال وغيرها من الأمور.”

 

وأضافت: “الفتيات يمررن بتجربة مهينة للغاية، قبل أن يتم تسعيرهن وبيعهن مرارا، أعلم قصة بأن هناك امرأة تم شرائها بعلبة سجائر، بعد أن استخدمت كعبدة لفترة من الوقت، وعمليات البيع والشراء مستمرة ولا تنتهي عند شخص واحد فقط.”

 

سفن حربية أوروبية تبدأ أكبر عملية لإنقاذ 2500 مهاجر تقطعت بهم السبل في عرض المتوسط

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- أرسلت كل من ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وأيرلندا عدداً من سفنها الحربية إلى جنوب البحر المتوسط، على وجه السرعة السبت، في محاولة لإنقاذ آلاف المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في عرض البحر، بالقرب من السواحل الليبية.

 

وأكد متحدث باسم حرس السواحل الإيطالي لـCNN السبت، أن 6 سفن حربية إيطالية تشارك في الوقت الراهن في عمليات إنقاذ تشمل ما يقرب من 2500 مهاجر، في أربع مناطق مختلفة في البحر المتوسط، لافتاً إلى مشاركة سفن من دول أوروبية أخرى في العملية.

 

وقال متحدث باسم قيادة العمليات المشتركة في ألمانيا إن سفينتين حربيتين توجهتا إلى المنطقة، للمشاركة في عملية إنقاذ المهاجرين العالقين في وسط المياه، لافتاً إلى أن إحدى السفينتين قامت في طريقها، بإنقاذ 301 مهاجراً، كانوا على متن قارب غير مسجل.

 

وأضاف أنه بعد أن توجهت السفينتان إلى منطقة الإنقاذ المستهدفة، تبين وجود سبعة قوارب على متنها أكثر من 2000 شخص، وهو عدد أكبر بكثير مما كان متوقعاً، حيث كانت المؤشرات الأولية ترجح أن عدد العالقين في وسط البحر ربما قرابة 560 شخصاً.

 

وأكدت وزارة الدفاع البريطانية أنها قررت إرسال السفينة “إتش إم إس بولوارك” إلى المنطقة القريبة من السواحل الجنوبية للمتوسط، للمساعدة في عملية إنقاذ المهاجرين، الذين قالت إنهم ربما يتواجدون على متن 14 قارباً على الأقل، تعطلت في عرض البحر.

 

ومن النادر أن تقوم سفن بريطانية وألمانية بعمليات إنقاذ مهاجرين عالقين في البحر المتوسط، والتي غالباً ما تقوم بها سفن تابعة للبحرية الإيطالية واليونانية، رغم أن غالبية الدول الأوروبية تعاني بسبب تدفق آلاف المهاجرين، وغالبيتهم من الأفارقة على القارة البيضاء.

 

وفي وقت سابق الجمعة، قالت السلطات البريطانية إن قوات حرس الحدود عثرت على 68 شخصاً، بينهم 15 طفلاً، خلال الليلة السابقة، محتجزين داخل عدد من الحاويات على متن أربع شاحنات قادمة من هولندا، إلى ميناء “هارويتش”، شمال غربي لندن.

 

وذكرت أن جميع هؤلاء الأشخاص من جنسيات آسيوية، بينهم 35 أفغانياً، و22 صينياً، و10 فيتناميين، إضافة إلى روسي واحد.

 

المعارضة السورية تقترب من مسقط رأس الأسد بعد تحقيق مكاسب في ادلب

من سليمان الخالدي

 

عمان (رويترز) – قال مسلحون والمرصد السوري لحقوق الانسان إن جماعات إسلامية متشددة اجتاحت مواقع للجيش السوري وقرى في محافظة إدلب لتقترب بذلك من المعاقل الساحلية لحكومة الرئيس بشار الأسد.

 

وقال الجيش السوري إن قواته تخلت عن بلدة محمبل وتعيد تنظيم صفوفها لشن هجوم مضاد.

 

وأظهرت لقطات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي شاحنات للجيش وكميات كبيرة من الأسلحة المتروكة.

 

ويصف التحالف الإسلامي الذي يضم جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة قواته بأنها “جيش الفتح” في إشارة إلى الفتوحات الإسلامية في الشرق الأوسط في القرن السابع.

 

ونقل عن أبو مالك وهو قائد ميداني من النصرة قاد التقدم في بلدة محمبل قوله لقناة تلفزيونية تابعة للمعارضة “جئنا من الجبال بعد الاستيلاء على عدة قرى ودخلنا البلدة وبدأنا في تمشيطها.”

 

وتقع بلدة محمبل على طريق سريع يمتد بين حلب في الشمال ومدينة اللاذقية الساحلية.

 

وقال التلفزيون الرسمي السوري في وقت لاحق إن الجيش قتل “عشرات الارهابيين” ودمر عربات تقل مقاتلين من جبهة النصرة في سلسلة غارات جوية على معاقلها في بسنقول وعدة قرى كانت المعارضة المسلحة قد استولت عليها.

 

واندلع قتال عنيف أيضا حول مطار أبو الضهور العسكري أكبر مطار سوري في شمال البلاد والمعقل الاخير للقوات الحكومية في الجزء الشرقي من محافظة إدلب.

 

وقال الجيش إنه قتل عشرات المسلحين المتحصنين في القرى المحيطة والواقعة إلى الشرق والشمال من المطار الذي حاصره مسلحون اسلاميون لأكثر من عام دون جدوى لكنهم استأنفوا هجومهم الان مرة اخرى.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتابع الاشتباكات في انحاء البلاد إن الجيش تخلى عن كميات كبيرة من الأسلحة عند فراره من المنطقة.

 

واستخدم مقاتلو المعارضة قذائف تاو المضادة للدبابات ضد الجيش السوري خلال أسابيع من القتال العنيف. وتتهم دمشق تركيا والسعودية بتزويد المسلحين الذين يسعون للإطاحة بحكومة الأسد بهذه الأسلحة.

 

وظهر في تسجيل مصور بثته جماعة من المعارضة المسلحة دبابة سورية تحترق . وقالت المعارضة المسلحة إن الدبابة تعرضت لاصابة مباشرة بقذيفة تاو قرب جسر قريب من بلدة محمبل.

 

وتحتل محافظة ادلب التي تشتهر بزراعة الزيتون موقعا استراتيجيا إذ تقع على الحدود مع تركيا وتتاخم اللاذقية المحافظة الرئيسية على البحر المتوسط ومعقل الأقلية العلوية التي ينتمي اليها الرئيس الأسد.

 

وقال المرصد السوري ومقره بريطانيا إن المسلحين الإسلاميين كثفوا القصف بقذائف المورتر على مواقع للجيش في جبل الأكراد الاستراتيجي المطل على قرى علوية ويقع بالقرب من القرداحة مسقط رأس عائلة الأسد.

 

وتتنافس جبهة النصرة مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي وسع وجوده أيضا بعد سيطرته على مدينة تدمر بوسط البلاد الشهر الماضي. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يسيطر فيها التنظيم على مدينة سورية مباشرة من قبضة القوات الحكومية.

 

وعلى امتداد الحدود السورية-اللبنانية أعلن الجيش السوري وجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة معه يوم السبت إنهما حققا مكاسب استراتيجية جديدة في حملتهما المستمرة منذ شهر لقطع خطوط امداد جبهة النصرة على الحدود التي يسهل اختراقها.

 

(إعداد حسن عمار للنشرة العربية-تحرير أحمد حسن)

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى