أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 08 نيسان 2018

 

 

 

 

روسيا تتهم «جيش الإسلام» بالتصعيد وتتحدث عن «انقلاب» على دعاة التفاوض

موسكو، واشنطن، باريس – سامر إلياس، «الحياة»، أ ف ب

 

– اتهمت روسيا «جيش الإسلام» بخرق الاتفاقات السابقة واستهداف المدنيين في دمشق، محملة «قيادة انقلابية» في الجيش مسؤولية انهيار المفاوضات على خلفية «تصفيات جسدية» للمفاوضين الراغبين بالتوصل إلى حل لخروج المسلحين وعائلاتهم من دوما. بموازاة ذلك، أعلن فصيل سوري قصف قاعدة أميركية في الرقة، غير أن «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) نفت ذلك، في وقت انتقدت تركيا أميركا في شأن «الرسائل الملتبسة» حول سورية، كما اتهم الرئيس رجب طيب أردوغان فرنسا بـ «تشجع الإرهابيين».

 

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 11 شخصاً، بينهم أطفال، أصيبوا أمس بحالات اختناق إثر قصف جوي لقوات النظام السوري على دوما، آخر معقل للمعارضة في الغوطة الشرقية، فيما تحدثت «الخوذ البيض» (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المسلحة) عن قصف جوي بـ «الغازات السامة»، الأمر الذي سارعت دمشق إلى نفيه. وكانت طائرات النظام شنت أمس أكثر من مئة غارة على دوما باستخدام البراميل المتفجرة، وسط قصف مدفعي واجتياح من أكثر من جبهة للمزارع القريبة من المدينة.

 

وقال رئيس مركز حميميم للمصالحة الجنرال يوري يفتيشينكو، إن «عملية خروج المدنيين وعائلاتهم من دوما توقفت لأن المتطرفين استأنفوا الأعمال القتالية ضد القوات الحكومية». وأوضح أن الجانب الروسي حصل على «معلومات من المساعدين المقربين من القائد السابق للفصيل أبو همام، بأنه نتيجة الاختلافات بين المقاتلين المتشددين وأولئك المستعدين للمشاركة في عملية التفاوض، تمت تصفية أبو همام، وأبو عمر وأبو علي». وذكر الجنرال أنه نتيجة الاتفاقات بين أبي همام ومركز حميميم للمصالحة «غادر 33345 شخصاً المدينة، بينهم 29217 مدنياً، و738 مسلحاً و3390 من أفراد عائلاتهم منذ 5 آذار (مارس) الماضي إلى شمال حلب». وحمّل يفتيشينكو «مسلحي جيش الإسلام، الذين يتزعمهم القائد الجديد أبو قصي، مسؤولية عدم تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقاً، وعرقلة خروج المدنيين من مدينة دوما عبر الممر الإنساني»، متهماً «المتطرفين» باستئناف الأعمال القتالية ضد القوات الحكومية السورية في الساعات الـ24 الماضية، «باستخدام السكان المحليين دروعاً بشرية». وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن «المسلحين المتطرفين نفذوا عدداً من «عمليات الترهيب»، وأطلقوا النار على «متظاهرين مدنيين داعمين خروج عصابات المتشددين من دوما».

 

ومنذ صباح أمس، بث التلفزيون الحكومي السوري مباشرة عمليات قصف دوما، وظهرت أعمدة الدخان في أكثر من مكان في المدينة التي انقطعت الاتصالات عنها لفترة طويلة، في مقابل عرض مشاهد دمار طاولت مساكن وسيارات قال إنها نتيجة قذائف صاروخية وهاون أطلقها «جيش الإسلام» من دوما. كما تحدثت وسائل إعلام النظام عن سبعة قتلى وعشرات الجرحى، فيما لم تصدر حصيلة نهائية للضحايا في دوما نتيجة استمرار الغارات الجوية والمدفعية بكثافة.

 

على خط موازٍ، انتقدت تركيا أمس، الولايات المتحدة في شأن إرسال ما وصفته «رسائل ملتبسة» حول سورية، وقالت إن واشنطن تُحدث ارتباكاً بالمراوغة حول دورها المستقبلي في البلاد. واتهم الرئيس التركي فرنسا بتشجيع الإرهابيين «باستضافتهم» في قصر الإليزيه، وسط خلاف ديبلوماسي بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي في شأن دعم باريس «قسد». كما صرح الناطق باسم الرئيس التركي بأن بلاده تتحدث إلى روسيا في شأن بلدة تل رفعت السورية، وبأنها لا ترى حاجة للتدخل في المنطقة، في ظل تأكيد موسكو عدم وجود وحدات حماية الشعب الكردية السورية هناك.

 

وفي تطور آخر، أعلن فصيل «المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية» الموالي للنظام السوري، استهدافه قاعدة أميركية في محافظة الرقة شمال البلاد. وأصدر بياناً ذكر فيه أن عناصره استهدفت بالصواريخ مساء أول من أمس القوات الأميركية في قاعدة لها بمعمل أسمنت «لافارج» في منطقة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، مشدداً على أن الاستهداف جاء على رغم تحليق مقاتلات التحالف الدولي في سماء المنطقة.

 

ونفت مصادر قيادية في «قوات سورية الديموقراطية» ذات الغالبية الكردية، وأهم حلفاء واشنطن على الأرض، هذه الأنباء، ونَقل عنها ناشطون معارضون من «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، تأكيدها أن المنطقة لم تتعرض لأي قصف خلال الساعات الـ24 الماضية.

 

النظام يصعّد هجماته على دوما والقتلى 48 خلال يومين

بيروت، لندن – «الحياة»، أ ف ب

 

شنت قوات النظام السوري والموالين له السبت هجمات جوية وبرية عنيفة على دوما آخر مدينة خاضعة لسيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية، أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص بعد يوم من استئناف قوات النظام هجوماً عسكرياً مباغتاً على آخر جيب لمقاتلي المعارضة في المنطقة في محاولة للضغط عليها للانسحاب ليرفع إلى نحو ٤٨ شهيداً مدنياً عدد الذين قضوا منذ انهيار المفاوضات أول من أمس بين جيش الإسلام وروسيا، وفق ما أعلنه «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

 

ولم يتمكن «المرصد» بعد من تأكيد إن كانت طائرات النظام السوري الحربية هي التي نفذت الغارات أم تلك التابعة لحليفتها روسيا.

 

ولفت «المرصد» إلى أن من بين الذين قضوا منذ يوم الجمعة 8 أطفال و6 مواطنات، جراء القصف الجوي المتواصل على دوما، بالتزامن مع عمليات القصف من قبل قوات النظام على مناطق في أطراف دوما، وسط اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، وجيش الإسلام من جانب آخر، على محاور في محيط دوما، إثر محاولات من قوات النظام تحقيق تقدم في المنطقة، على حساب جيش الإسلام، وتضييق الخناق عليه، لفرض شروط نهائية وكاملة والتوصل لاتفاق جديد يمكِّن قوات النظام من إنهاء كامل العمليات العسكرية في الغوطة.

 

ووصلت تداعيات العملية إلى دمشق حيث قتل ستة مدنيين وأصيب العشرات السبت اثر قصف فصائل المعارضة في دوما للعاصمة، بحسب ما أعلنت وسائل إعلام سورية تابعة للنظام. وبدعم من موسكو، نجحت قوات النظام في إخراج فصائل المعارضة المسلحة من الغوطة بأكملها تقريباً والتي كانت معقلهم قرب دمشق.

 

ونتيجة القصف العنيف لقوات النظام واتفاقين تم التوصل إليهما منذ 18 شباط (فبراير) لانسحاب المعارضة، سيطر النظام على 95 في المئة من الغوطة في حين لا تزال المعارضة متمترسة في دوما، كبرى مدنها.

 

ومع انخراط موسكو في محادثات مع «جيش الإسلام» الذي يسيطر على دوما، تراجعت حدة القصف وبدت العمليات العسكرية متوقفة لنحو عشرة أيام. لكن المفاوضات انهارت هذا الأسبوع وعادت الغارات الجوية فجأة بعد ظهر الجمعة ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين.

 

وشهدت دوما مزيداً من الغارات أمس، وفق «المرصد» وأحد العاملين في الدفاع المدني. وقال فراس الدومي من الدفاع المدني في دوما: «لم يتوقف القصف حتى الآن. هناك ثلاث طائرات حربية وطائرتان مروحيتان» تحلق فوق المدينة.

 

وبث التلفزيون «الرسمي» السوري مشاهد مباشرة للغارات على دوما أظهرت أعمدة الدخان تتصاعد من فوق المدينة المدمرة.

 

وسمع مراسل وكالة «فرانس برس» في دمشق السبت أصوات دوي المدفعية على مدينة دوما كما لاحظ تحليق الطيران الحربي المكثّف.

 

ويسعى النظام لاستعادة الغوطة للقضاء على المعارضة في محيط دمشق ووضع حد لإطلاق القذائف على العاصمة المستمر منذ سنوات.

 

ومنذ 18 شباط، أسفرت عملية النظام عن مقتل أكثر من 1600 مدني ودفعت السكان إلى الاختباء في ملاجئ تحت الأرض لأسابيع. وقسمت عملية برية بعد ذلك الغوطة إلى ثلاثة جيوب معزولة سيطرت فصائل مختلفة من المعارضة على كل منها.

 

تم إخلاء أول جيبين بموجب اتفاقات رعتها روسيا أبرمت الشهر الماضي ونقل بموجبها 46 ألف مدني ومقاتل إلى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غربي البلاد.

 

وفر عشرات الآلاف إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام عبر ممرات آمنة فتحتها قوات روسية وسورية.

 

وتدخلت موسكو للتفاوض على اتفاق لإخلاء دوما، الجيب الثالث والأخير حيث يسعى «جيش الإسلام» للتوصل إلى اتفاق مصالحة يسمح له بالبقاء كقوة شرطة.

 

وبعد اتفاق مبدئي أعلنته روسيا الأحد، تم إخلاء نحو 3000 مقاتل ومدني من دوما إلى الشمال السوري.

 

لكن أمد المحادثات طال فهددت سورية وروسيا «جيش الإسلام» بعملية عسكرية جديدة في حال رفض الانسحاب.

 

ولم يتضح بعد سبب انهيار المفاوضات هذا الأسبوع.

 

وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) التابعة للنظام أنها فشلت اثر رفض «جيش الإسلام» إطلاق سراح المعتقلين الذين كان يحتجزهم في دوما، مشيرة إلى أن العملية العسكرية لن تتوقف حتى يتم الإفراج عنهم.

 

وفي هذا السياق، اتهم القيادي في «جيش الإسلام» محمد علوش الجمعة، أنصار النظم الدوليين بإعاقة المحادثات. وقال: «كانت المفاوضات تسير بمنحى إيجابي لكن على ما يبدو الصراعات الدولية» بين حلفاء النظام تسببت بإفشالها.

 

وأضاف في تغريدة عبر موقع «تويتر» أنه «لم تتقاطع مصالحهم إلا على دماء المدنيين».

 

وفاجأ استئناف الغارات المدنيين.

 

وقال طبيب في مدينة دوما يدعى محمد لوكالة «فرانس برس» الجمعة، «فجأة ومن دون سابق إنذار بدأ القصف. نُفذت 20 غارة خلال ربع ساعة». وأضاف أن المصابين الذين وصلوا كانوا يعانون من كسور وغيرها من الإصابات وتم إجراء ثلاث عمليات بتر أطراف يوم الجمعة.

 

وبالتوازي، أطلقت قوات النظام عملية برية في البساتين المحيطة بالمدينة حيث أفاد «المرصد» بأن مدفعية النظام استهدفت حقولاً زراعية. وأكد مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أن «النظام يحاول تضييق الخناق (على دوما) من الجهة الشرقية والجنوبية والغربية».

 

ورصد «المرصد» تمكن قوات النظام والمسلحين الموالين لها، من تحقيق تقدم بغطاء من القصف المكثف، حيث سيطرت قوات النظام على مزارع الريحان، إذ تمكنت من السيطرة على مجموعة من المزارع بلغ تعدادها نحو 50، فيما وردت معلومات عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوف طرفي القتال، فيما تسعى لتحقيق مزيد من التقدم على أكثر من محور، لحصر جيش الإسلام في نطاق أضيق مما كان عليه.

 

وكان «المرصد» نشر الجمعة الورقة التي حصل على نسخة منها والتي ضمت الرد الروسي على الطروحات التي قدمها جيش الإسلام، وجاء الرد الروسي بالتشديد على تسليم الأخير أسلحته، الأمر الذي كان «المرصد» قد نوه إليه سابقاً.

 

تركيا تطالب واشنطن بتوضيح «الالتباس» في شأن منبج

اسطنبول – أ ف ب

 

أكد الناطق باسم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ابراهيم كالين اليوم (السبت) أنه يمكن التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة لخفض التوتر في شأن مدينة منبج التي يسيطر عليها الأكراد، لكنه قال إن ذلك يتطلب من واشنطن «توضيح الالتباس في سياستها».

 

وقال كالين إن «تركيا لم تعد تعتزم تنفيذ عملية عسكرية للسيطرة على مدينة تل رفعت، بعد تأكيدات روسيا أن المقاتلين الاكراد لم يعودوا متواجدين فيها».

 

وأبلغ الصحافيين الأجانب في اسطنبول أن تركيا اقترحت إخراج المقاتلين الاكراد من منبج على أن تتولى القوات الاميركية والتركية بشكل مشترك إدارة الأمن في المنطقة.

 

وأضاف «لا نزال نعتقد ان ذلك يمكن تحقيقه وقابل للتحقيق»، داعيا واشنطن لاتخاذ «خطوات ملموسة» في القضية التي تؤدي إلى «توتر العلاقات بشكل حقيقي».

 

وأشار إلى أنه يجب على واشنطن توضيح الالتباس الحالي حول سياستها في سورية وقال إن «رئيس الولايات المتحدة قال سننسحب من سورية قريبا جدا، ثم قال آخرون لا سنبقى».

 

وتابع «هذا يخلق الكثير من الالتباس على الارض، وكذلك لنا. نوّد أن نرى بعض الوضوح، وأن يقرر الاميركيون موقفهم».

 

وألمحت انقرة الى أنها قد توسع عملياتها في سورية الى مدينة تل رفعت شمال سورية، قبل أن تتلقى تطمينات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مقاتلي «وحدات حماية الشعب» لم تعد متواجدة هناك.

 

وأوضح كالين «لكننا سنتأكد من خلال قنواتنا أن هذا هو الوضع. إذا كان الوضع كذلك، فنحن راضون عن ذلك».

 

وسببت مدينة منبج، التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية، توتراً في العلاقة بين الحليفين التاريخيين في «حلف الأطلسي» تركيا والولايات المتحدة.

 

وبعد طرد المقاتلين الاكراد من عفرين إلى الغرب من منبج في عملية عسكرية كبيرة، هدد اردوغان بالضغط على مدينة منبج، حيث تتواجد قوات اميركية، ما اثار مخاوف من اندلاع مواجهة بين الطرفين.

 

وذكرت أنقرة أنها توصلت لتفاهم مع وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون، لكن ذلك فقد معناه الآن، بعدما أقاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب من منصبه قبل اسابيع.

 

ترامب يتوعد الأسد بـ «ثمن باهظ» للهجوم الكيماوي في دوما

واشنطن – رويترز

 

توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب المسؤولين عن «الهجوم الكيماوي المتهور» على مدينة دوما في سورية بدفع «ثمن باهظ».

 

وقال ترامب في سلسلة من التغريدات حول دوما: «قتل كثيرون، بينهم نساء وأطفال في هجوم كيماوي متهور في سورية»، مضيفا «الرئيس (فلاديمير) بوتين وروسيا وايران مسؤولون عن دعم الأسد. سيكون الثمن باهظا»، داعياً الى «فتح المنطقة فورا امام مساعدات طبية وعمليات تحقق».

 

وقال مستشار البيت الأبيض للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب في مقابلة مع برنامج «ذيس ويك» بقناة «ايه بي سي» التلفزيونية توماس بوسرت اليوم، إن «الولايات المتحدة لا تستبعد شن هجوم صاروخي، ردا على تقارير جديدة عن هجوم كيماوي على مدينة تسيطر عليها المعارضة في الغوطة الشرقية بسورية».

 

وأضاف «نحن ندرس الهجوم في الوقت الحالي»، متابعاً أن «صور الحدث مروعة»-

 

ودانت تركيا بشدة ما وصفته بأنه «هجوم بالأسلحة الكيماوية استهدف مدينة دوما». وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان «ندين الهجوم بشدة ولدينا شبهات قوية بأن النظام نفذه، حيث سجله في استخدام الأسلحة الكيماوية معروف لدى المجتمع الدولي».

 

وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية هيذر نويرت قالت في بيان إن «هذه التقارير مروعة وتتطلب رداً فورياً من المجتمع الدولي إذا تأكدت».

 

واستشهدت نويرت بتاريخ حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في استخدام الأسلحة الكيماوية وأضافت أن «حكومة الأسد وروسيا الداعمة لها تتحملان المسؤولية، وإن هناك حاجة إلى منع أي هجمات أخرى على الفور».

 

وتابعت «في نهاية المطاف تتحمل روسيا، بدعمها الذي لا يتزعزع للنظام، المسؤولية عن هذه الهجمات الوحشية».

 

وأشارت نويرت إلى أن «نظام الاسد وداعميه يجب أن يحاسبوا وأي هجمات أخرى يجب أن تمنع فوراً»، مؤكدة أن «روسيا بدعمها الثابت لسورية تتحمل مسؤولية في هذه الهجمات الوحشية».

 

وأوضحت أن «حماية روسيا لنظام الأسد واخفاقها في وقف استخدام الاسلحة الكيماوية في سورية يدعوان إلى التساؤل في شأن التزامها تسوية الأزمة وأولويات منع انتشار الأسلحة»، داعية موسكو إلى المشاركة في الجهود الدولية لمنع وقوع هجمات مماثلة.

 

بدورها، نفت وكالة الأنباء السورية «سانا» شن هجمات كيماوية فور انتشار التقارير في هذا الشأن وقالت في بيان: «إرهابيو جيش الإسلام في حالات انهيار وأذرعهم الإعلامية تستعيد فبركات الكيماوي في محاولة مكشوفة وفاشلة لعرقلة تقدم الجيش العربي السوري».

 

وسط شائعات مقايضة بين ريف حماة الشمالي وتل رفعت: تركيا تنشر نقطة المراقبة التاسعة

منهل باريش: دخل رتل استطلاع تركي الأراضي السورية للمرة الثانية خلال الأسبوع الجاري، وأكد قيادي عسكري في الجيش السوري الحر لـ«القدس العربي» أن «نقطة المراقبة التاسعة ستكون في تل عاس في ريف حماة الشمالي بالقرب من مدينة كفرزيتا. وأضاف الضابط، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن «قوة الاستطلاع في الجيش التركي حسمت أمرها باختيار تل فاس بعد زيارة عدة تلال في المنطقة كان أهمها تل عاس وتل الصياد وعطشان، وتمتاز نقطة المراقبة الجديدة أنها قريبة من خط الجبهة في ريف حماة الشمالي».

وتعتبر نقطة المراقبة في تل عاس النقطة التاسعة على التوالي بعد نشر نقطتين أخريين، الأولى في منطقة عندان في ريف حلب الغربي، والثانية بالقرب من قلعة شنبر التابعة لجبل التركمان في ريف اللاذقية بالقرب من الحدود التركية. وتقع النقطة في قلب مثلث بلدات لطمين، اللطامنة وكفرزيتا.

ويراعي مكان نقطة مراقبة مناطق «خفض التصعيد» الظروف الأمنية والعسكرية بحيث يكون بعيدا عن خط الجبهة ونقاط الاشتباك المباشر، ويحقق شرط أن تكون نقطة المراقبة بعيدة عن مدى السلاح الخفيف والمتوسط والرشاشات الثقيلة من نوع 23 ملم بحيث يبقى جنود المراقبة بأمان والا يتعرضون إلى نيران الأطراف المتصارعة في حال انهيار الاتفاق، وكذلك وكون القوات التركية هي وحدات مراقبة فقط وليست قوات فصل وليس لديها مقدرة ردع إطلاقا.

في سياق متصل، أكد مصدر محلي مطلع في اتصال مع «القدس العربي» أن «قوة الاستطلاع التركية اختارت ثلاث نقاط في جوار بلدة اللطامنة صالحة لبناء معسكر لنقطة المراقبة التركية». وأضاف المصدر: «قدّم أحد الملاكين من بلدة اللطامنة أرضه لإقامة نقطة المراقبة التاسعة».

ومن المتوقع حسب المعلومات المتقاطعة انتشار «قوة المراقبة» التابعة للجيش التركي يوم السبت (كتب هذا التقرير مساء الجمعة) بالقرب من بلدة اللطامنة في ريف محافظة حماة الشمالي.

ويأتي هذا التحرك التركي السريع بعد يومين من انتهاء القمة الثلاثية الرئاسية التي جمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني في العاصمة التركية أنقرة.

على صعيد آخر، ولّدت جولة رتل الاستطلاع التركية الأولى يوم الإثنين الماضي حالة ذعر كبيرة في مناطق سهل الغاب وقلعة المضيق بعد زيارته لعدة مناطق في ريف حماة الشمالي واستثنائه المناطق المذكورة، اذ تركزت الجولة على خان شيخون ومورك والمناطق الواقعة شرق طريق حلب ـ دمشق الدولي. و توجه الرتل إلى محافظة اللاذقية سالكا طريق خان شيخون – جبل الزاوية وصولا إلى بلدة العنكاوي في سهل الغاب الشمالي، ثم جسر الشغور ومحافظة اللاذقية، حيث تمّ الكشف عن نقطة المراقبة الثامنة في منطقة جبل التركمان. الأمر الذي أوحى وكأن اتفاقا جديدا حصل بين تركيا وضامني أستانة الآخرين (روسيا وإيران) كما حصل في اتفاق مناطق شرق سكة قطار الحجاز، والتي سيطر بموجبها النظام السوري وحلفاؤه على ما يزيد عن 400 قرية وبلدة في مناطق ريف حلب الجنوبي وريف إدلب الشرقي وريف حماة الشرقي. وترافق التحرك التركي في مناطق محددة في ريف حماة الشمالي مع ما صار يعرف في منطقة قلعة المضيق وكفرنبودة وسهل الغاب بـ«وساطات المخاتير» الذين يحاولون عقد اتفاق مصالحة في المنطقة بين فصائل الجيش الحر هناك والنظام السوري برعاية رئيس فرع الأمن العسكري، وبالتواصل مع الشيخ عمر رحمون الذي غادر صفوف المعارضة إلى «حضن الوطن» وبرز دوره بشكل أساسي في اتفاق حلب الشرقية وتسليمها إلى النظام السوري وخروج فصائل المعارضة منها إلى إدلب وريف حلب الغربي نهاية عام 2016.

ويترقب العسكريون في جيش النصر وحركة «أحرار الشام» الإسلامية، والمدنيون في سهل الغاب وقلعة المضيق وكفر نبودة، التحرك التركي شرقهما بحذر كبير. وينتظرون أن تكون نقطة المراقبة العاشرة في مناطقهم لتنتهي حالة القلق الكبيرة.

ويتزامن نشر نقطة المراقبة التاسعة في شمال اللطامنة مع إشاعات كبيرة سرت حول اتفاق مقايضة بين تل رفعت في ريف حلب الشمالي، تسلّم روسيا بموجبه البلدة إلى تركيا وفصائل المعارضة مقابل التقدم في ريف حماة الشمالي. إلا أن الشروع في تثبيت تلك النقطة أنهى مخاوف تقدم النظام في منطقة مورك وخان شيخون واللطامنة وكفرزيتا وجوار تلك المدن. لكنه يبقي المخاوف في البلدات المقابلة إلى الغرب منها في المنطقة الممتدة من الهبيط في ريف إدلب الجنوبي، مرورا بكفر نبودة وقلعة المضيق وجبل شحشبو وسهل الغاب، وصولا إلى جسر الشغور.

أماكن انتشار النقاط التسع تثير شيئا من القلق خصوصا وأن قوة الاستطلاع التركية في اللطامنة لم تتحدث عن مكان انتشار باقي النقاط واكتفت بالحديث عن المهمة الحالية لها وهي النقطة التاسعة.

ومن المستغرب نشر ثلاث نقاط في الشريط الموازي لعفرين، وثلاث نقاط في ريف حلب الجنوبي وإدلب، ونقطة غير متوقعة في عندان، ليصل العدد إلى سبع نقاط مراقبة «خفض التصعيد» في جبهات يقل طولها عن 200 كم، لتبقى خمس نقاط لمئات الكيلومترات الأخرى في جبهات متداخلة إلى حد كبير. ومع نشر نقطتي جبل التركمان واللطامنة يصبح العدد ستّ نقاط، ما يعني أن ثلاث نقاط فقط بقيت حسب اتفاق أستانة الذي يقضي بنشر 12 نقطة في عموم مساحة الشمال السوري، الذي ضمنت تركيا فصائله. ويعني كذلك ثلاث نقاط ستنتشر على مسافات متباعدة جدا في مناطق ريف حماة المذكورة أعلاه.

 

مدارس وجامعات دير الزور تنبض مجددا بالحياة

دير الزور: بعدما حرمهم تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) من مدارسهم وجامعاتهم في محافظة دير الزور، يعود طلاب سوريون متلهفين إلى الكتب والورق والحبر ومقاعد الدراسة.

 

وفي قرية الشميطية غرب دير الزور، يركض أطفال على ظهورهم حقائب الدراسة الملونة في باحة واسعة أمام مبنى رملي اللون، قبل أن يصعدوا إلى قاعات الدراسة للجلوس خلف المقاعد المتراصة.

 

وفي احدى غرف التدريس، يقول محمد الراغب بصوت خجول لوكالة فرانس برس “عمري 13 عاماً، ولا أعرف القراءة ولا الكتابة، دخل الإرهابيون إلى مناطقنا ومنعونا من الدراسة”.

 

ويضيف الطفل الجالس على مقعد خشبي في شعبة الصف الخامس “يجب أن أكون الآن طالباً في الصف الثامن، لكن ذلك لم يكن ممكنا”، مضيفاً “بقيت سنتين أهرب منهم (الجهاديون)” خشية التجنيد.

 

داخل غرفة الصفّ ذات الجدران الصفراء، يجلس ثلاثة أطفال على مقعد يتسع أساساً لطفلين فقط. يتصفح أحدهم كتاباً، وتكتب طفلة أخرى الأرقام على دفترها الصغير.

 

وفي كانون الأول/ ديسمبر 2017، وإثر عملية عسكرية واسعة بدعم جوي روسي استعاد الجيش السوري كامل مدينة دير الزور والضفة الغربية لنهر الفرات الذي يقسم المحافظة إلى جزئين، فيما سيطرت فصائل كردية وعربية على الجزء الأكبر من الضفة الشرقية.

 

ولا يزال تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” محاصراً في منطقة محدودة قرب الحدود العراقية.

 

وخلال ثلاث سنوات من حكمهم، فرض الجهاديون قواعد صارمة على السكان، وألغوا الدراسة وفق المنهج الحكومي، فمنع تعليم مواد الفيزياء والكيمياء واقتصرت مدارسه على تدريس الشريعة، وحصص الحساب على الرصاص والقنابل والسلاح.

 

أما اليوم، فيردد التلاميذ خلف معلمتهم أحلام (39 عاماً) الأرقام من واحد إلى عشرة أمام لوح أخضر اللون رسمت عليه فاكهة ونجوم.

 

وعلى غرار الأطفال، حرمت أحلام وزملاء آخرين لها من التعليم خلال فترة سيطرة الجهاديين على محافظة دير الزور، باستثناء أجزاء من المدينة، مركز المحافظة.

 

وتقول المعلمة السمراء التي تضع حجاباً أزرق اللون، “انقطعت عن المدرسة خمس سنوات رغم أنهم أرادوا مني في الدولة الإسلامية أن اعمل معهم، لكنني رفضت رفضاً قاطعاً”.

 

فضلت أحلام البقاء في المنزل وتدريس أولادها فقط، وانتقلت إلى العمل مع زوجها في الزراعة لتأمين لقمة العيش.

 

وتضيف “اعتقدت أنه لم يعد لأطفالنا أي مستقبل”، أما الآن تقول أحلام “الحمد الله، أن الأطفال يدرسون، ليتعلموا على الأقل القراءة والكتابة”.

 

وحرمت سيطرة التنظيم المتشدد على محافظة دير الزور 200 ألف طالب من التعليم فضلاً عن خمسة آلاف مدرس من مزاولة مهنتهم، وفق إحصائيات مديرية التربية في محافظة دير الزور.

 

وعاد أكثر من ألف طالب إلى مدارس أرياف دير الزور، بحسب المديرية بعد إعادة افتتاح عشرات المدارس.

 

– امتحانات

 

وفي جامعة الفرات، عمدت إدارة الجامعة إلى تسوية أوضاع ستة آلاف من طلابها وطالباتها تمكنوا أخيراً من العودة إلى كلياتهم في الجزء الواقع تحت سيطرة القوات الحكومية في مدينة دير الزور.

 

حاولت منى الناصر (24 عاماً) مراراً الفرار من مدينة الميادين إلى مدينة دير الزور للالتحاق بجامعتها، إلا أن محاولتها كلها باءت بالفشل.

 

وتقول “كنت في سنة التخرّج” حين سيطر الجهاديون على المحافظة “لم يكن لدي سوى دراستي (…) سعيدة بعودتي اليوم، وأتمنى ألا تعود تلك الايام”.

 

في احدى قاعات الجامعة، حيث ترتفع فوق مدخلها صور الرئيس السوري بشار الأسد ووالده الرئيس السابق حافظ الأسد، يجري الطلاب امتحاناً، يقلبون الأوراق أمامهم، بدا بعضهم سارح الذهن قليلاً قبل الإجابة في حين يكتب اخرون دون توقف.

 

عادت أمينة (23 عاماً) إلى مقاعد جامعتها بعد فتح الطريق بين دير الزور ومدينة الرقة غرباً، معقل التنظيم في سوريا سابقاً.

 

وتقول الشابة التي ترتدي حجاباً أبيض اللون، “حوصرت في الرقة ثلاث سنوات ولم اتمكن من إكمال دراستي بعدما كنت في السنة الثانية”، مضيفة “كانت فترة صعبة جداً، حاولت الخروج من الرقة، ولم يحصل ذلك سوى بمعجزة”.

 

عادت أمينة إلى مقاعد الدراسة طالبة في السنة الثانية، وتضيف بعدما انتهت من امتحان اللغة العربية “شعور العودة إلى الدوام جميل للغاية، لأن هذا ما يحدد المستقبل في نهاية الأمر”.

 

وإلى جانب المدارس والجامعات، تعود الحياة تدريجياً إلى مدينة دير الزور وقراها مع إزالة الأنقاض ورفع السواتر الترابية وفتح الطرقات.

 

وعاد الكثيرون لتفقد منازلهم في الجزء الذي كان يسيطر عليه التنظيم المتطرف، ومنهم من اختار البقاء حتى قبل وصول الخدمات الأساسية.

 

وبعد ساعات شاقة لتنظيف منزلهم المتضرر، تستريح عائلة أم بلال (46 عاماً) في منتصف أحد الشوارع، يشعلون الحطب للتدفئة ويطلون على اكوام الركام أمامهم والسيارات المحترقة.

 

وتقول أم بلال، “غادرت منزلي منذ سبع سنوات، وحوصرنا في دير الزور لثلاث سنوات”، ورغم ما لحق بمنزلها، تضيف “الجلوس وسط الدمار جميل لأنه منزلك وملكك، لا أحد يستطيع أن يطلب منك الذهاب”.

 

وعلى غرار أم بلال، عاد معاوية طعمة الخمسيني الذي طغى الشيب على لحيته إلى منزله قبل أكثر من شهرين. ويعمل ليلاً نهاراً على إصلاحه.

 

ويقول “أعود اليوم لترميمه، فهذا البيت الذي تربيت فيه كان لاهلي وأجدادي”. (أ ف ب)

 

غارات جوية دامية على آخر جيب للمعارضة في الغوطة الشرقية

استهدفت غارات السبت مدينة دوما، آخر جيب للفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، موقعة ثلاثين قتيلا على الأقل، غداة استئناف النظام السوري هجومه للضغط على المقاتلين للانسحاب، ليستعيد بالنتيجة كل المنطقة الواقعة قرب دمشق.

 

وأسفر تجدد الغارات السبت عن مقتل “ثلاثين مدنيًا على الأقل بينهم ثمانية أطفال”، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل تسعة أشخاص، السبت.

 

وقال المتحدث باسم جيش الإسلام حمزة بيرقدار مساءً إنّ “المفاوضات لم تتوقف بعد، ونسعى لوقف المجازر التي يرتكبها النظام والروس بحق أهالي دوما”.

 

بدوره قال مسؤول المركز الروسي للمصالحة في سوريا، يوري ايفتوشينكو، لوكالات أنباء روسية إنّ “المتطرفين من مقاتلي جيش الإسلام بقيادة زعيمهم الجديد أبو قصي ينتهكون تطبيق الاتفاقات ويمنعون خروج المدنيين والمقاتلين مع أفراد عائلاتهم من مدينة دوما”.

 

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى إصابة 11 شخصًا، السبت، بحالات اختناق إثر قصف جوي لقوات النظام على مدينة دوما، وهو ما سارعت دمشق إلى نفيه.

 

وإثرَ عملية عسكرية جوية وبرية واتفاقي إجلاء مقاتلين من الغوطة الشرقية التي بقيت لسنوات معقلاً لفصائل المعارضة الأبرز قرب دمشق، تمكنت قوات النظام من السيطرة على 95 في المئة من المنطقة.

 

وبقيت دوما وحدها تحت سيطرة فصيل جيش الإسلام الذي دخل في مفاوضات مع موسكو نأت بالمدينة عن التصعيد العسكري خلال الأيام العشرة الماضية.

 

ورغم إعلان موسكو “اتفاقا مبدئيا” لإجلاء مقاتلي جيش الإسلام من دون أن يؤكّده الأخير، ثم تطبيق جزء بسيط منه بداية الاسبوع، استمرت المفاوضات في محاولة من كلا الطرفين لفرض مزيد من الشروط.

 

وسرعان ما تعثّر الاتفاق وتعرقلت المفاوضات، واستأنفت قوات النظام، الجمعة، هجومها البري والجوي على دوما ودخلت منطقة المزارع المحاذية لها، واستهدفت المدينة بعشرات الغارات موقعة 40 قتيلاً مدنياً، بحسب المرصد.

 

لكن جيش الإسلام قال، في بيان، إنّ عناصره لم يستهدفوا أي منطقة من دمشق، متّهمًا النظام بـ”انتهاك وقف إطلاق النار المتفق عليه إثر المفاوضات (السابقة)”.

 

وأضاف “نحن ملتزمون بأرضنا وبالمبادئ الثورية، وقد رفضنا التهجير القسري (…) ومغادرة الغوطة”.

 

وقال محمد، أحد الأطباء في دوما، إنّ “وتيرة القصف على حالها من دون توقف”، مضيفًا “لم نتمكن حتى الآن من إحصاء عدد الجرحى، البعض منهم استشهد لأنه لم يأته الدور في غرفة العمليات”.

 

1

 

“دوما نهاية الحكاية”

 

ووصلت تداعيات التصعيد إلى دمشق، حيث أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مقتل ستة مدنيين وإصابة العشرات جراء قذائف أطلقها فصيل جيش الإسلام مستهدفاً أحياء عدة.

 

وقُتل الجمعة أربعة مدنيين جراء القذائف على دمشق، وفق سانا.

 

وفي مشاهد بثها التلفزيون الرسمي من إحدى مستشفيات دمشق ظهرت امرأة تبكي فوق جثة رجل ممدة على سرير، فيما قالت أخرى إنها كانت في سيارة الأجرة حين بدأ القصف فصدمت السيارة الحائط أمامها.

 

من جهته، انتقل عباس (57 عاماً)، الموظف المتقاعد، من منزله في غرب دمشق إلى حي آخر بعدما تعرضت المنطقة التي يقطنها للقذائف.

 

وقال لفرانس برس “يبدو أن دوما نهاية الحكاية، والنهايات دائماً تكون صعبة”، مضيفاً “أنتظر نهاية المسلحين في دوما لكي يعيش الناس بهدوء ننتظره منذ سنوات، سواء في الغوطة أو في دمشق”.

 

وإثرَ هجوم بدأ في 18 فبراير/شباط، أطبقت قوات النظام تدريجًا على الفصائل المعارضة، وقسّمت الغوطة الشرقية إلى ثلاثة جيوب.

 

وفرّ عشرات آلاف المدنيين خلال الأسابيع الماضية عبر معابر حددتها قوات النظام الى مناطق سيطرتها.

 

وبعدما ازداد الضغط عليهما، وافق فصيلا حركة أحرار الشام وفيلق الرحمن على اجلاء مقاتليهما من جيبي حرستا وجنوب الغوطة بموجب اتفاقين منفصلين مع روسيا. وخرج الشهر الماضي 46 ألفاً من مقاتلي الفصيلين ومدنيين إلى شمال غرب سوريا.

 

فشل المفاوضات

 

ورغم فشل الاتفاق المبدئي الذي أدّى إلى إجلاء أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل ومدني، استمرت المفاوضات في ظل انقسامات داخل صفوف جيش الإسلام، وفق مراقبين، بين جهة تؤيد الاتفاق وأخرى مصرّة على البقاء.

 

وكان النظام السوري وروسيا هددا باستئناف الهجوم ضد جيش الإسلام في حال رفضه الإجلاء.

 

واتهمت سانا جيش الإسلام بـ”عرقلة الاتفاق القاضي بإخراجهم من مدينة دوما” عبر رفضه إطلاق سراح معتقلين لديه، مشيرة إلى أن العملية العسكرية لن تتوقف حتى يتم الإفراج عنهم.

 

ولفت نوار أوليفر، الباحث في مركز عمران للدراسات، إلى أن جيش الإسلام يتعرض لـ”ضغوط قصوى”.

 

وقال لفرانس برس “المفاوضات فشلت والنظام يريد أن تنفذ شروطه. الغارات لمحة عما يمكن أن يحصل اذا لم تطبق هذه الشروط”.

 

(أ ف ب)

 

ترامب يدين الهجوم الكيميائي على دوما ويتوعد بالرد

 

توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأحد، المسؤولين عن “الهجوم الكيميائي المتهور” على مدينة دوما السورية بدفع “ثمن باهظ”، واصفاً رئيس النظام السوري بشار الأسد بـ”الحيوان”.

 

وكتب ترامب في سلسلة تغريدات على حسابه بموقع “تويتر”: “قُتل كثيرون، بينهم نساء وأطفال، في هجوم كيميائي متهور في سورية”.

 

وأضاف أن “الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين وروسيا وإيران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. سيكون الثمن باهظاً”.

 

وأشار الرئيس الأميركي إلى أن دوما “التي شهدت تلك الفظاعة محاصرة ويطوقها الجيش السوري، بما يجعل الوصول إليها من العالم الخارجي غير ممكن بالكامل، داعياً إلى “فتح المنطقة فوراً أمام مساعدات طبية وعمليات تحقق”.

وقتل أكثر من 150 مدنياً، وأُصيب أكثر من ألف آخرين، بينهم نساء وأطفال، بحالات اختناق، مساء أمس السبت، نتيجة قصف قوات النظام مدينة دوما المحاصرة، في الغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق، بالغازات السامة.

 

وقال “الدفاع المدني” في ريف دمشق، إنّ عشرات المدنيين سقطوا بين قتيل وجريح من جراء القصف الجوي، مشيراً إلى أنّ الطائرات الروسية شنّت نحو 30 غارة جوية، منذ صباح اليوم الأحد، فيما قصفت قوات النظام بعشرات الصواريخ، الأحياء السكنية في المدينة.

 

وأكد أنّ دوما تعرّضت أمس، لأكثر من 400 غارة جوية، بينها غارات محملة بغاز الكلور السام، وغازات أخرى، و70 برميلاً متفجراً، و800 راجمة صواريخ، و40 صاروخاً محمّلاً بقنابل عنقودية.

 

(العربي الجديد)

 

ناجون من كيميائي دوما… شهادات وتفاصيل المحرقة

عدنان علي

 

ما زالت المجزرة الكيميائية التي تعرضت لها مدينة دوما في الغوطة الشرقية، مساء السبت، غير واضحة الأبعاد والنتائج، كما لم يحسم بعد العدد النهائي لضحاياها جراء اكتشاف ملاجئ جديدة كان يحتمي بها المدنيون؛ وذلك بسبب تواصل القصف العنيف على المدينة وانقطاع الكهرباء ووسائل الاتصال عنها.

 

ورغم ذلك، استطاع “العربي الجديد” التواصل مع بعض الناجين من مجزرة الكيميائي الجديدة، التي استهدفت بشكل خاص منطقة المساكن بجانب النقطة الطبية المركزية، التي تعرضت للقصف أيضاً.

 

يروي أحد المواطنين، ويُدعى محمود لـ”العربي الجديد”، تفاصيل القصف بالغازات السامة، قائلاً إنّه “كان مع عائلته في أحد الأبنية حين بدأ القصف على المنطقة”، مضيفاً “القصف كان بداية بالأسلحة التقليدية، قبل أن تبدأ أعراض الإصابة تظهر على بعض القاطنين في البناء، إثر براميل محملة بالغازات السامة ألقتها إحدى مروحيات النظام في مكان قريب”.

 

بدوره يقول أبو محمود إنّ “السكان حاولوا مساعدة بعضهم برش المياه أو وضع قطعة قماش مبللة بالمياه على وجه المصابين، الذين كانوا يعانون صعوبة في التنفس، ويخرج من فم بعضهم الزبد قبل أن يصل إليهم عناصر الدفاع المدني، ويقدموا بعض المساعدة والنصائح للسكان”.

 

وتابع أن “الكثير من السكان توفوا أو يعانون من الإصابة في منازلهم”، لافتاً إلى أنّ “عناصر الدفاع المدني لم تتمكن من سحب جثثهم بسبب قوة الروائح وعدم توفر الكمامات الواقية”.

 

بدوره، قال الناشط الصحافي، قيس الحسن، الموجود في مدينة دوما، إنه “خرج مع عائلته من تحت الأنقاض، بعد تعرض البناء الذي يختبئون فيه للقصف”.

 

ولفت الحسن، في حديثه مع “العربي الجديد”، إلى أنّ كثيرا من الإصابات تقع نتيجة الاختناق حتى من دون استخدام سلاح كيميائي، إذ يقيم نحو 150 شخصاً في كل قبو لا تتجاوز مساحته 150 مترا مربعا”، موضحاً أنّ “سقوط قذيفة عادية قريبة من القبو كفيلة بتعريض حياة قاطنيه للموت أو الاختناق نتيجة الغبار وكثافة رائحة البارود والدخان الناتج عن دمار المنازل، الذي يسببه سقوط القذائف مع عدم وجود منافذ للتنفس”.

 

وعن مجزرة أمس، قال الناشط الصحافي إنّ “القصف بالسلاح الكيميائي بدأ حوالي الساعة التاسعة، مساء أمس، باستهداف منطقة المساكن بالغاز السام”، مضيفاً في “البداية السكان لم يعلموا ماذا يحدث نتيجة انقطاع الاتصالات، وعدم قدرة أحد على المشي في الشارع أو مغادرة المكان الذي هو فيه”.

 

وتابع أنّ “إدراك ما حدث بدأ مع بدء إصابة البعض بالدوار وضيق في التنفس، قبل أن يبدؤوا بالتساقط الواحد تلو الآخر”، مبيناً أنّه “مع طلوع صباح هذا اليوم اتضح أن نحو 150 شخصاً توفوا نتيجة هذه الضربات بالسلاح الكيميائي”، مشيراً إلى أنّ “منطقتين على الأقل تعرضتا للقصف الكيميائي في دوما”.

 

وحول الأعراض التي ظهرت على المصابين، قال الحسن، إنّها “تتمثل أساساً في ظهور زبد حول الفم مع ميل بشرة الوجه نحو الازرقاق”، لافتاً إلى أنّ “الأهالي حاولوا مساعدة المصابين بوسائل بسيطة مثل أخذ قطعة قماش مبلولة بالماء أو الخل ومسح وجوه المصابين بها أو وضعها على الأنف والفم”.

 

وأردف أنّ “الدفاع المدني والنقاط الطبية كانوا لوقت طويل في حالة شلل تام نتيجة القصف العنيف، وانقطاع التواصل مما جعلهم غير مطلعين على الأماكن، التي تعرضت للقصف سواء بالكيميائي أو القصف العادي”.

 

إلى ذلك، قال الحسن إنّ “القصف توقف نسبياً منذ حوالي الساعة نتيجة لوجود مفاوضات بين وفد المدينة وروسيا، على ما يبدو”، متوقعاً أن “تكون هذه المرة الأخيرة التي يتحدث فيها من دوما، لأن خيار التهجير بات يلوح في الأفق”.

 

مجازر في دوما… قصف بالغازات السامة والمشافي متوقفة

أحمد حمزة ــ عمار الحلبي

 

دوما مدينة منكوبة تقصف بالغازات السامة، وضحايا المجزرة من المدنيين الأحياء منهم والأموات يصعب إحصاؤهم بدقة مع استمرار القصف، وفرق الدفاع المدني تكشف عن المزيد من القتلى في البيوت والأقبية، والتقديرات تشير إلى أكثر من 150 قتيلاً وألف مصاب. دوما تعيش كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة، بلا مشافٍ والعلاج المتوفر لا يتعدى كونه إسعافات أولية.

 

“أعراض زلة تنفسية، وزرقة مركزية، وخروج زبد من الفم، وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور. ولوحظ لدى المصابين حروق قرنية، وبطء بالقلب، وخراخر قصبية خشنة وأزيز”، هو التشخيص الذي نشرته “الجمعية الطبية السورية الأميركية”(سامز) في بيانٍ مشترك مع “الدفاع المدني السوري” اليوم الأحد، لمئات الإصابات التي وُثقت في مدينة دوما الليلة الماضية، نتيجة تعرض المدينة لقصفٍ بغازات سامة مثل السارين.

 

لا يُمكن حتى لحظة إعداد هذا التقرير، الوصول لإحصائيةٍ دقيقةٍ تماماً لأعداد الضحايا الذين قتلوا، أو أصيبوا بحالات اختناق، بسبب استمرار القصف على دوما، وصعوبة تحرك فرق الدفاع المدني والكوادر الطبية لإسعاف المصابين.

 

ما هو ثابتٌ حتى الساعة، وفق الدفاع المدني ومصادر طبية، ومشاهد فيديو بثها ناشطون من دوما، أن مئات المدنيين أصيبوا بحالات اختناق، وتوفي منهم العشرات. في الوقت الذي تتعاظم فيه الكارثة الإنسانية في هذه المدينة المنكوبة، مع خروج كافة المشافي في المدينة عن الخدمة نتيجة استهدافها بالقصف الجوي، وقلة عدد الكوادر الطبية، وفقدان هذه الكوادر القليلة للأدوات والأدوية اللازمة للإسعاف.

 

بيان “الجمعية الطبية السورية الأميركية، أكد أنه “في تمام الساعة 7.45 من مساء يوم أمس السبت 7 إبريل/ نيسان 2018، ومع القصف المستمر على الأحياء السكنية في مدينة دوما بدأت تتوارد العديد من الحالات يفوق عددها 500 حالة إلى النقاط الطبية (أغلبها من النساء والأطفال ) تعاني من أعراض زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور كما لوحظ لدى المصابين حروق قرنية.

 

وأشار البيان إلى “وجود بطء قلب وخراخر قصبية خشنة وأزيز”، لافتاً إلى توثيق وفياتٍ، وأن “عناصر الدفاع المدني أفادوا بوجود الكثير من الوفيات يتجاوز عددها 42 حالة بالمظاهر السريرية نفسها في منازلهم، لم يتمكن عناصر الدفاع المدني من سحب جثثهم بسبب شدة الرائحة وعدم توفر البزات الواقية للوصول إلى المكان، وتتوقع فرق الدفاع المدني وجود المزيد من الضحايا في أماكن القصف”.

 

وبحسب بيان “سامز” فإن الهجوم يشير إلى أن السلاح المستخدم ليس غاز الكلور، وإنما غازات مركّبات عضوية كالسارين.

 

ضحايا في المنازل والأقبية

 

تجدر الإشارة إلى أنه بعد صدور البيان، ارتفعت حصيلة الضحايا، خصوصاً مع استمرار عمليات الإنقاذ والإخلاء حتى ظهر اليوم الأحد، وتأكيد ناشطين في دوما العثور على مزيدٍ من الضحايا الذين فارقوا الحياة في الأقبية التي يقيمون فيها.

 

وتضاربت الأرقام، حول عدد حالات الوفاة، وقدر عدد الضحايا بين 75 و150 ضحية، في حين اتفقت المصادر المتقاطعة على وجود ما يزيد عن ألف مصاب.

 

وتتعلق واحدة من أكبر المآسي التي يعيشها سكان دوما اليوم بعدم وجود مشافٍ أو مراكز طبية لعلاج الإصابات سواء بالقصف الناري، أو حالات الاختناق للضحايا الذين استنشقوا غازات سامة.

 

ويؤكد ناشطون ينحدرون من مدينة دوما لـ”العربي الجديد” بينهم يوسف البستاني، أن لا مشافي حالياً في المدينة، بعد تعرض كافة المراكز الطبية للقصف الجوي والمدفعي “الممنهج والمتعمد”، وأن مشفى وحيدا، خارجاً عن الخدمة جزئياً، ينقل المصابون إليه.

 

وتشير هذه المصادر، إلى أن المشفى الوحيد، ليس قادراً سوى على تقديم الإسعافات بالحد الأدنى، وفق الإمكانيات القليلة المتاحة، إضافة إلى أن فرق الدفاع المدني فقدت بالقصف، جميع آلياتها التي تُسعف المصابين.

 

كما تبرز مشكلة أخرى، في أن عدداً كبيراً من الكوادر الطبية غادروا دوما اساساً منذ أيام، نحو مناطق الشمال السوري.

 

متطوّع في الدفاع المدني السوري أدلى بشهادته لـ “العربي الجديد” قائلاً: “بحدود الساعة الثامنة والربع من مساء يوم أمس السبت ألقت طائرات مروحية براميل متفجّرة تبيّن أنّها تحتوي على غازات سامّة، الأمر الذي أسفر عن ورود عدد كبير من حالات الاختناق تظهر عليها أعراض إصابة بسلاح كيماوي”.

 

وأضاف أن الطيران الحربي قصف مشفى كان المصابون قد لجأوا إليه، مؤكداً أن الفرق الخاصة لم تتمكن حتى الآن من الوصول إلى جميع المصابين بسبب استمرار القصف العنيف على الغوطة. وتابع: “تواصل معنا عدد كبير من السوريين خارج دوما يريدون الاطمئنان على أقاربهم في الداخل، لكننا لم نتمكّن من إعطاء تطمينات للجميع”.

 

وأوضح “في كل قبو ندخل إليه نجد مزيداً من الضحايا والمصابين لذلك لا يمكن إطلاقا حتّى الآن الحديث عن إحصائية دقيقة وثابتة لعدد الضحايا والمصابين”.

80% من الكادر الطبي غادر دوما

 

وأشار المتطوّع إلى أن المراكز الطبية غير قادرة إطلاقاً على الاستجابة لجميع إصابات القصف، لافتاً إلى أن التجهيزات الموجودة هي عبارة عن غرف بسيطة مجهّزة للإسعافات الأولية بالحد الأدنى، فضلاً عن عدم وجود عددٍ كافي من الأطباء والكوادر الطبية، بسبب تهجير نسبة كبيرة منهم إلى الشمال السوري.

 

ولفت إلى أن الفرق الطبية تتعامل مع المصابين بالإسعافات الأولية مثل تعريضهم لهواء نقي وغسلهم بالمياه وغيرها من الإسعافات التي قد تخفّف حجم الإصابة. واعتبر أن الكارثة إنسانية بكل معنى الكلمة.

وقال الناشط الحقوقي إبراهيم الفوال في وقت سابق قبل مجزرة الليلة الماضية لـ”العربي الجديد”، إنّ “في دوما حالياً مشفى دوما المركزي وعدد من الأطباء والممرضين”. وأضاف الفوال أنّ “نسبة الكوادر الطبية التي غادرت تقدّر بنحو 80 في المائة من مجمل الكادر الطبي في دوما”، لافتاً إلى أنّ “المدينة تشهد الآن نقصاً حاداً سواء في الكوادر الطبية أو في المعدّات الطبية والأدوية”.

وبدأت أشرس حملة عسكرية للنظام وروسيا على الغوطة الشرقية بدمشق، في 18 مارس/آذار الماضي، عبر مئات الضربات الجوية، والقصف المدفعي والصاروخي الذي تبعه هجوم بري. وخلفت الهجمات في الأسابيع الخمسة الأولى، نحو 1600 قتيل من السكان في الغوطة، قبل أن يُخضع النظام لسيطرته كافة القرى والمدن في القطاع الأوسط للغوطة، إضافة لحرستا ومناطق شرق الغوطة، لتبقى دوما وهي كبرى المدن وأكثرها اكتظاظاً بالسكان، تحت سيطرة “جيش الإسلام”.

 

النظام يوظّف مجزرة الكيميائي بإعلان المفاوضات مع “جيش الإسلام

عدنان علي

سارع النظام السوري إلى توظيف المجزرة التي ارتكبها، أمس السبت، في دوما والتي لم يحسم بعد العدد النهائي لضحاياها جراء اكتشاف ملاجئ جديدة كان يحتمي بها المدنيون الذين تعرضوا للقصف بالأسلحة الكيميائية، والتي يرجح أنها تشمل غاز السارين وغازات للأعصاب، فضلاً عن الكلور السام؛ وذلك عبر الإعلان عما سماه بمفاوضات مع “جيش الإسلام”.

 

وبدا حرص النظام على الربط ضمنياً بين المجزرة الجديدة، التي تجاوز عدد ضحايا الـ150 قتيلاً وأكثر من ألف مصاب، من خلال ما أوردته وكالة “سانا”، التابعة للنظام، والتي ذكرت أن طلب التفاوض جاء “بعد الضربات الموجعة التي تلقوها (جيش الإسلام) في العملية العسكرية الحاسمة على مواقعهم في دوما”.

 

كما نقلت وكالة النظام عن مصدر سوري قوله إنّ “جيش الإسلام” في مدينة دوما بالغوطة الشرقية طلب من النظام التفاوض، وأن الأخير وافق على أن تبدأ المفاوضات خلال الساعات القليلة المقبلة.

 

وزعمت “سانا” أيضاً أنّ الموافقة على طلب التفاوض أتى من “من باب الحرص والحفاظ على أرواح المدنيين وتحرير المختطفين رغم أنها غير واثقة من جدية طرحهم”. وأضافت أنّ النظام اشترط “قبل الدخول في التفاوض وقف إطلاق القذائف على دمشق”.

 

وفي السياق ذاته، أكّدت وسائل إعلام موالية للنظام دخول وفد من “مركز المصالحة الروسي في سورية” عبر ممر الوافدين إلى مدينة دوما لإجراء مفاوضات مع وفد من “جيش الإسلام”، “على أن يكون الشرط الأول للتفاوض مع الدولة السورية هو الإفراج عن المخطوفين”.

 

وكانت اللجنة المدنية التي تتولى عملية التفاوض في دوما ذكرت، صباح اليوم الأحد، أنّ هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق “نهائي” بشأن مدينة دوما، بعد استئناف الاتصالات مع الجانب الروسي والنظام.

 

في موازاة ذلك، سعى النظام، على عادته، للتنصل من المسؤولية عن المجزرة بنفيه استخدامه السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية، ووصف ذلك بأنه “فبركات” إعلامية.

 

ونقلت وكالة “سانا”، التابعة للنظام، عن مصدر وصفته بالرسمي “الأذرع الإعلامية لتنظيم جيش الإسلام تستعيد فبركات استخدام السلاح الكيميائي لاتهام الجيش العربي السوري في محاولة مكشوفة وفاشلة لعرقلة تقدم الجيش”، مضيفاً أنّ “الجيش الذي يتقدم بسرعة وبإرادة وتصميم ليس بحاجة إلى استخدام أي نوع من المواد الكيميائية كما تدعي وتفبرك بعض المحطات التابعة للإرهاب”، معتبراً أنّ مسلحي “جيش الإسلام” في دوما “يعيشون حالة من الانهيار والتقهقر أمام ضربات الجيش”.

 

كما نقلت الوكالة عمّن وصفته بمصدر مطلع قوله إنّ “نظام بني سعود يحاول الحفاظ على حياة تنظيمه الإرهابي المسمى “جيش الإسلام”، عبر محاولة إعادة الترويج لفبركات الكيميائي وذرف دموع التماسيح على الغوطة الشرقية”.

 

من جهته، نفى مركز المصالحة الروسي في سورية الأنباء حول استخدام قوات النظام السوري أسلحة كيميائية في دوما بالغوطة الشرقية، مؤكّداً أنها “لا تتوافق مع الواقع”.

 

وقال رئيس المركز اللواء يوري إيفتوشينكو “ننفي هذه المعلومات بشدّة، ونعلن استعدادنا لإرسال خبراء روس في مجال الأمن الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي إلى دوما فوراً، بعد تحريرها من المسلحين لجمع المعلومات التي ستؤكد أن هذه التصريحات مفبركة”.

 

وأضاف “أن روسيا تبدأ اليوم الأحد عملية لإجلاء مسلحي “جيش الإسلام” من مدينة دوما، وأن عدداً من الدول الغربية تتخذ إجراءات تهدف لإفشال هذه العملية باستخدام موضوع استخدام القوات السورية للأسلحة الكيميائية”.

 

من جهتها، ذكرت وزارة الدفاع الروسية، أنّ مسلحي “جيش الإسلام” في مدينة دوما أطاحوا بقادتهم الذين شاركوا في المفاوضات حول خروج التنظيم منها، وأقدموا على انتهاك الاتفاقات التي تم التوصل إليها.

 

واتهمت الوزارة مسلحي “جيش الإسلام” بزعامة القائد الجديد، أبو قصي، بنقض الاتفاقيات الموقعة سابقاً وبمنع خروج المدنيين من مدينة دوما بالغوطة الشرقية واستخدامهم دروعا بشرية.

 

كذلك، أوردت وسائل إعلام النظام أن “جيش الإسلام” استهدف الأحياء السكنية في مدينة دمشق، ما أدى إلى مقتل 8 أشخاص وإصابة 39 آخرين.

 

دمشق تعلن”اتفاقاً نهائياً”: جيش الإسلام يغادر دوما

أعلنت دمشق التوصل إلى “اتفاق نهائي”، الأحد، مع “جيش الإسلام”، يقضي بخروج مقاتلي الأخير إلى جرابلس خلال 48 ساعة، بالتزامن مع إفراجه عن مختطفين.

 

 

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن “عشرات الحافلات (دخلت) إلى مدينة دوما مع الإعلان عن الاتفاق الذي يقضي بخروج كامل المختطفين من دوما مقابل خروج كامل إرهابيي ما يسمى جيش الإسلام إلى جرابلس”.

 

وكانت الوكالة قد نقلت عن مصدر سوري رسمي قوله، إن مقاتلي “جيش الإسلام” طلبوا التفاوض مع النظام. وأضاف “موافقة الدولة السورية على الدخول بالمفاوضات أساسها حقن دماء المدنيين في دوما والإفراج عن كل المختطفين وإخراج إرهابيي جيش الإسلام إلى جرابلس”.

 

من جهة ثانية، نقلت وكالات أنباء روسية عن الجيش الروسي تأكيده التوصل إلى اتفاق بين دمشق ومقاتلي “جيش الإسلام”. وأفادت قناة “روسيا اليوم” أن دفعة من المسلحين ستخرج إلى الشمال السوري مقابل إطلاق سراح دفعة من المخطوفين، بموجب الاتفاق المبرم.

 

وأوضحت أن المفاوضات بين ممثلين عن النظام و”جيش الإسلام”، جرت تحت إشراف ضباط من مركز المصالحة الروسية “عند نقطة التفتيش الأولى التابعة للجيش السوري (نقطة 95) بالقرب من معبر مخيم الوافدين”.

 

وبينما يلتزم “جيش الإسلام” صمتاً مطبقاً إزاء التطورات في دوما، نقلت وكالة “انترفاكس” الروسية عن رئيس مركز المصالحة الروسي الميجر جنرال يوري يفتوشينكو قوله، إن عملية ستبدأ، الأحد، لإخراج “المسلحين المتصلبين في مواقفهم” من دوما.

 

تأتي تلك التطورات مع تعثّر التوصل إلى اتفاق بين روسيا و”جيش الإسلام”، كان يقضي بتحول مقاتلي الأخير في دوما إلى شرطة عسكرية بعد تسوية أوضاع مقاتليه، بضمانة روسية، وفق ما أفاد في وقت سابق “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.

 

ليلة الكيماوي في دوما:هل من رادع؟

قتل عشرات المدنيين السوريين بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، ليل السبت-الأحد، في قصف بالغازات السامة شنته طائرات النظام السوري على دوما في الغوطة الشرقية. وقال الدفاع المدني في الغوطة الشرقية إن أكثر من 150 شخصاً قتلوا.

 

وأضاف أن الصواريخ التي أطلقت على دوما تحتوي على  غاز الكلور السام وغاز السارين، تبعاً للأعراض الظاهرة على المصابين، مرجحاً إرتفاع عدد القتلى، لاسيما أنه يتم الوصول بين الحين والآخر إلى عائلات بكاملها توفيت في منازلها جراء إستنشاق الغاز السام.

 

وأفادت مصادر طبية في دوما أن الأسلحة الكيماوية المستخدمة تحتوي على غازات عالية التركيز، وأنه مع تركز القصف وشدته تضررت أجزاء كبيرة من المستشفى الوحيد في المدينة، فخرج من الخدمة وسط عجز من فرق الإسعاف والدفاع المدني عن إجلاء المصابين من الملاجئ التي دخلتها الغازات السامة.

 

وأوضح نائب رئيس الجمعية الطبية السورية الأميركية أن 6 أشخاص قتلوا عندما أصابت قنبلة كلور المستشفى، وأن هجوما ثانياً باستخدام “خليط من عناصر” ومنها غاز الأعصاب أصاب مبنى مجاوراً ما أدى إلى مقتل 35 شخصاً آخرين معظمهم من النساء والأطفال.

 

من جهته، نفى النظام السوري وقوع هجوم بأسلحة كيماوية بمدينة دوما بالغوطة الشرقية، واتهم من وصفهم بـ”الأذرع الإعلامية لجيش الإسلام بفبركة ذلك لاتهام الجيش السوري، في محاولة مكشوفة وفاشلة لعرقلة تقدمه”.

 

ونقلت وكالة “سانا” عن مصدر رسمي قوله إن “الجيش ليس بحاجة إلى إستخدام أي نوع من المواد الكيماوية كما تدعي وتفبرك بعض المحطات التابعة للإرهاب”، زاعماً أن مسلحي “جيش الإسلام” في دوما يعيشون “حالة من الانهيار والتقهقر أمام ضربات الجيش”.

 

كذلك، قال مصدر رسمي في الحكومة السورية إن مسلحي “جيش الإسلام” في مدينة دوما بالغوطة الشرقية طلبوا من الدولة التفاوض، مضيفاً أن المفاوضات ستبدأ في الساعات القليلة القادمة.

 

الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وصف قصف دوما بأنه “جريمة حرب بل وجريمة العصر”، وحمل المسؤولية لنظام الأسد وروسيا. وقلل الإئتلاف في بيان صدر عنه من جدوى دعوة مجلس الأمن للانعقاد، مطالباً الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بالتحرك عسكرياً وفقا لمسؤولياتهم في حماية الأمن والسلم الدوليين.

 

وبينما نفى مركز المصالحة الروسي في سوريا بـ”شدة” الأنباء حول استخدام الجيش السوري أسلحة كيماوية في دوما، معتبراً أن عددا من الدول تهدف لإفشال عملية إجلاء مسلحي “جيش الإسلام” عبر إستخدام موضوع الكيماوي، رأت واشنطن أن على المجتمع الدولي التصرف بحال ثبت إستخدام الكيماوي.

 

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت، إنه في حال ثبتت صحة الأنباء الواردة من دوما فإنّ على المجتمع الدولي التعامل مع هذا الوضع بسرعة، مشيرةً إلى أنّ بلادها تراقب عن كثب الأنباء التي تتحدث عن استخدام النظام السوري الغازات السامة مجدداً.

 

وأضافت أنّ واشنطن تواصل جهودها لمحاسبة مستخدمي الأسلحة الكيماوية في سوريا، مشيرةً إلى أنّ النظام السوري سبق وأن استخدم مثل هذه الأسلحة ضدّ شعبه. وتابعت “على المجتمع الدولي تحميل مسؤولية استخدام الاسلحة الكيماوية للنظام السوري وداعميه”.

 

وقالت، إن “روسيا التي تقدم الدعم اللامحدود للنظام، تتحمل جزءاً من هذه المسؤولية، وهي بذلك تنتهك اتفاقيات مجلس الأمن وحظر استخدام الأسلحة الكيماوية”. ودعت ناورت موسكو إلى وقف دعمها للنظام السوري في أسرع وقت.

 

ترامب يلوح بالرد على مجزرة دوما:الاسد حيوان..سيدفع الثمن

استنكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، الهجوم الكيماوي الذي شنته قوات النظام السوري ليل السبت على مدينة دوما في الغوطة الشرقية، وأودى بحياة العشرات بينهم ونساء وأطفال.

 

وقال ترامب على “تويتر”، إن “الجيش السوري  حولها (دوما) إلى منطقة من البشاعة وأغلقها وعزلها عن العالم. الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين وروسيا وإيران يتحملون مسؤولية دعم الحيوان الأسد. سيدفعون ثمناً غاليا”.

 

وأضاف “يجب إقامة منطقة مفتوحة فورا لتقديم المساعدة الطبية.. كارثة إنسانية أخرى بدون أي سبب”. وتابع “لو احترم أوباما الخط الأحمر الذي رسمه (للأسد)، الكارثة السورية كانت ستنتهي منذ وقت طويل! الحيوان الأسد كان سيصبح من الماضي”.

 

بدوره، قال مستشار ترامب للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب توماس بوسرت، إن كل الخيارات مطروحة للرد على استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، قائلاً أن الولايات المتحدة لن تبقي الهجوم كيماوي على دوما بلا رد.

 

وأشار إلى أن الولايات المتحدة لا تستبعد شن هجوم صاروخي رداً على التقارير الجديدة عن دوما. وأضاف في حديث تلفزيوني لقناة “ABC”: “لا أستبعد شيئاً.. نحن ندرس الهجوم في الوقت الحالي”. ووصف صور الحدث بأنها “مروعة”.

 

في المقابل، قالت وزارة الخارجية الروسية، إن التقارير عن هجوم الغاز بسوريا “زائفة”، واضافت ان اتخاذ أي عمل عسكري بناء على “هذه الحجج المختلقة والملفقة” في سوريا، حيث يتواجد العسكريون الروس هناك بطلب رسمي من الحكومة الشرعية، غير مقبول إطلاقا، قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.

 

وذكرت الوزارة في بيان “يتواصل نشر قصص زائفة عن استخدام الكلور أو مواد سامة أخرى من قبل قوات الحكومة السورية. فظهرت معلومات ملفقة أخرى عن هجوم كيماوي مزعوم في دوما أمس. وتابعت “حذرنا مراراً وتكراراً في الآونة الأخيرة من مثل هذه الإستفزازات الخطيرة. الهدف من مثل هذه التخمينات المخادعة التي تفتقر لأي أساس هو حماية الإرهابيين… وتبرير الاستخدام الخارجي للقوة”.

 

إلى ذلك، دان بابا الفاتيكان فرنسيس، خلال قداس الأحد، الهجوم الكيماوي على دوما ووصفه بأنه استخدام لا يمكن تبريره “لوسائل إبادة”. وقال “ليس هناك حرب طيبة وحرب سيئة، لا شيء يمكن أن يبرر استخدام وسائل إبادة ضد أشخاص وسكان بلا حول ولا قوة”. وحث “الجيش والزعماء السياسيين على اختيار مسار آخر، هو المفاوضات، التي تعتبر الطريق الوحيد الذي يمكن أن يقود إلى السلام وليس القتل والدمار”.

 

من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “أيها الغرب، متى ستلتفت إلى النساء والأطفال الذين يُقتلون في الغوطة الشرقية حتى نقول عنك إنك تتصرف بعدل”. وأضاف “إن دماء الأبرياء التي اكتفيتم بمشاهدتها، تلطخت بها وجوهكم وأيديكم وتاريخكم ومستقبلكم. ولا يحق لهذه الدول (الغربية) أن تشتكي من الإرهاب والأعمال والمنظمات الإرهابية”.

 

في السياق، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، عن “فزعه إزاء مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية ضد السكان المدنيين في دوما”، مشيراً أنه في حال ثبوتها فسوف يتطلب الأمر إجراء تحقيق شامل بشأنها. ودعا النظام السوري والجماعات المسلحة إلى “وقف القتال واستعادة الهدوء والالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن 2401”.

 

بدورها، طالبت قطر “بتحقيق دولي عاجل” في أحداث دوما. وأعربت في بيان صادر عن وزارة الخارجية عن “إدانتها واستنكارها الشديدين” للهجوم. وعبرت عن “صدمة دولة قطر العميقة من هول هذه الجريمة المروعة التي هزت ضمير الإنسانية”. ووصفت السكوت عنها بأنه “وصمة عار في جبين الإنسانية”.

 

وطالبت قطر “بتقديم مجرمي الحرب في سوريا إلى العدالة الدولية”. وأكدت أن “إفلات مجرمي الحرب في سوريا من العقاب أدى إلى استمرارهم في ارتكاب المزيد من الإنتهاكات والفظائع كما قوض جهود تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا”.

 

الخارجية البريطانية دعت المجتمع الدولي إلى “تحقيق عاجل” في الهجوم الكيماوي. ورأت أن هذه التقارير حول الهجوم الكيماوي “فيما لو صحّت، ستكون دليلًا آخرًا على وحشية الأسد ضد المدنيين الأبرياء، وتجاهل داعميه للمعايير الدولية”.

 

وأضافت في بيان “هناك حاجة لإجراء تحقيق عاجل، كما يجب على المجتمع الدولي أن يستجيب. وإننا ندعو نظام الأسد وداعميه، روسيا وإيران، إلى وقف العنف ضد المدنيين الأبرياء”.

 

كما أعربت السعودية عن “قلقها البالغ وإدانتها الشديدة” للهجوم. وأكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية “ضرورة إيقاف هذه المآسي، وانتهاج الحل السلمي القائم على مبادئ اعلان جنيف1 وقرار مجلس الأمن الدولي 2254”.

 

ترامب يتوعد الأسد بدفع الثمن باهظا عن هجوم دوما الكيميائي

واشنطن- اتهم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأحد، روسيا وإيران بدعم الرئيس السوري بشار الأسد وحملهما مسؤولية الهجوم الكيميائي “المتهور” على مدينة دوما. وتوعد ترامب المسؤولين عن “الهجوم الكيميائي المتهور” على مدينة خاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا بدفع “ثمن باهظ”.

 

وقال في سلسلة من التغريدات تناولت مدينة دوما حيث تتهم اجهزة الاغاثة قوات النظام السوري باستخدام غاز “الكلور” ضد المدنيين إن “الرئيس (فلاديمير) بوتين وروسيا وايران مسؤولون عن دعم (بشار) الأسد الحيوان. سيكون الثمن باهظا”.

 

وتابع “قتل كثيرون بينهم نساء وأطفال في هجوم كيميائي متهور في سوريا. المنطقة التي تعرضت إلى العمل الوحشي مغلقة ومحاصرة بشكل كامل من قبل الجيش السوري ما يجعل الوصول إليها أمرا غير ممكن بالنسبة للعالم الخارجي”.

 

يأتي ذلك غداة هجوم كيميائي شنته قوات النظام وداعميه، السبت، على مدينة دوما، ما أودى بحياة العشرات وإصابة المئات، وفق الدفاع المدني (الخوذ البيضاء). وقتل مئة مدني على الأقل منذ الجمعة عندما استأنف النظام شن غارات جوية على مدينة دوما الخاضعة لسيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

ونفت وسائل الإعلام السورية الرسمية وروسيا حليفة النظام الاتهامات بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية. من جهته، قال ترامب “افتحوا المنطقة فورا امام المساعدات الطبية وعمليات التحقق”، مضيفا “كارثة انسانية جديدة دون أي سبب على الإطلاق. مقرف!”

تنديد

 

وجاء الهجوم المحتمل الأخير من نوعه بعد عام من تعرض بلدة خان شيخون في شمال غرب سوريا إلى هجوم بغاز السارين أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصا واتهمت الأمم المتحدة القوات الحكومية بشنه.

 

ورد ترامب آنذاك على الهجوم بعد ثلاثة أيام حيث أطلقت بوارج حربية أميركية في المتوسط 59 صاروخا من طراز كروز على قاعدة جوية سورية. ونفى الأسد بأن يكون أمر بشن الهجوم فيما واصلت روسيا توفير غطاء دبلوماسي له في الأمم المتحدة.

 

وانتقد ترامب الأحد سلفه باراك أوباما لعدم التحرك بعدما كان حذر من أن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا هو “خط أحمر”. وقال “لو أن الرئيس أوباما تجاوز خطه الأحمر (الذي رسمه) في الرمل لكانت الكارثة السورية انتهت منذ مدة طويلة ولكان الأسد الحيوان أصبح شيئا من التاريخ!”

 

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية،, هيذر ناورت، قالت، في وقت متاخر السبت، إنه في حال صحت الأنباء عن استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية في دوما، فإن على المجتمع الدولي اتخاذ “رد فوري”.

 

وأرجعت مصادر محلية استئناف النظام لهجومه إلى فشل روسيا وفصيل جيش الإسلام المنتشر بالمدينة في التوصل إلى اتفاق حول هدنة وإجلاء، كما حدث مع باقي مناطق الغوطة.

 

وأثارت تقارير حول الهجوم المحتمل بـ”الغازات السامة” تنديداً دوليا. وغداة توجيه معارضين ومسعفين أصابع الاتهام لقوات النظام لسوري متحدثين عن عشرات الضحايا، أعلنت دمشق عن اتفاق لإجلاء فصيل جيش الاسلام “خلال 48 ساعة” من دوما، الجيب الأخير تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.

 

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “قلق بصورة خاصة حيال المزاعم حول استخدام أسلحة كيميائية ضد مدنيين في دوما”. وقال البابا فرنسيس “لا شيء يمكن أن يبرر استخدام هذا النوع من أدوات الإبادة ضد أشخاص وشعوب عزل”. وطالبت لندن بفتح تحقيق حول التقارير “المقلقة بشدة”.

اتفاق إجلاء

 

واستأنف الجيش السوري حملته العسكرية ضد دوما للضغط على فصيل جيش الاسلام، لتعقد مفاوضات مباشرة بين الطرفين الأحد انتهت باتفاق إجلاء.

 

اثرَ عملية عسكرية جوية وبرية وعمليتي إجلاء لمقاتلين معارضين، تمكن الجيش السوري من السيطرة على 95 في المئة من الغوطة الشرقية لتبقى دوما وحدها تحت سيطرة فصيل جيش الإسلام الذي دخل في مفاوضات معقدة مع روسيا.

 

وأعلنت روسيا من جانب واحد عن اتفاق لإجلاء مقاتلي جيش الإسلام تم بموجبه بداية الأسبوع الماضي إخراج نحو ثلاثة ألاف مقاتل ومدني إلى شمال البلاد، قبل أن يتعثر مع محاولة الطرفين فرض المزيد من الشروط ووسط انقسام في صفوف الفصيل المعارض.

 

وأعلن مصدر سوري رسمي الأحد التوصل الى اتفاق ينص على “خروج كامل إرهابيي ما يسمى جيش الإسلام إلى جرابلس (شمال) خلال 48 ساعة”، كما يقضي بإفراج الفصيل المعارض عن معتقلين لديه.

 

وسرعان ما افادت سانا عن “دخول عشرات الحافلات إلى مدينة دوما” تمهيداً لبدء عملية الإجلاء. ولم يصدر حتى الآن أي تعليق من قبل الفصيل المعارض. ومن شأن خروج جيش الاسلام من دوما أن يتيح للجيش السوري استعادة كامل الغوطة الشرقية، التي بقيت لسنوات المعقل الأبرز للفصائل المعارضة قرب دمشق.

 

دوما تئن تحت قصف عنيف بالأسلحة الكيماوية 

وزارة الدفاع الروسية تنفي شن هجوم بالأسلحة الكيماوية في مدينة دوما وتبدي استعداها لإرسال محققين متخصصين للمدينة.

هجوم مروع

 

بيروت – قال عمال إنقاذ ومنظمة إغاثة طبية إن هجوما كيماويا على مدينة خاضعة لسيطرة المعارضة السورية في الغوطة الشرقية أسفر عن مقتل العشرات فيما حذرت واشنطن أنه إذا تأكدت صحة التقارير فان الامر سيتطلب ردا دوليا فوريا.

 

ونفت روسيا صحة التقارير حيث نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء الأحد عن وزارة الدفاع نفيها لصحة تقارير شن هجوم دام بالأسلحة الكيماوية في مدينة دوما السورية.

 

وأفادت التقارير بمقتل 49 على الأقل في الهجوم مساء السبت على دوما التي تسيطر عليها المعارضة. ونقلت الوكالة عن الميجر جنرال يوري يفتوشينكو رئيس المركز الروسي للسلام والمصالحة في سوريا قوله “ننفي بشكل قاطع صحة هذه المعلومات”.

 

وأضاف “نعلن استعدادنا لإرسال متخصصين روس في مجال الدفاع الإشعاعي والكيماوي والبيولوجي لجمع المعلومات بمجرد تحرير دوما من المسلحين. هذا سيؤكد الطبيعة الزائفة لتلك التصريحات”. ونفت دمشق شن مثل هذا الهجوم واتهمت المعارضة بنشر أخبار كاذبة.

 

ودانت الولايات المتحدة بشدة هجوما بأسلحة كيمياوية على الغوطة الشرقية ليل السبت الاحد، معتبرة ان روسيا تتحمل مسؤولية بسبب “دعمها الثابت” للنظام السوري.

 

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أن عشرات الأشخاص بينهم أطفال أصيبوا السبت بحالات اختناق إثر قصف جوي شنته قوات النظام السوري على مدينة دوما، آخر جيب للفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق.

 

وتحدثت “الخوذ البيضاء”، الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المسلحة، عن قصف جوي بـ”غازات سامة”. ونفت دمشق ذلك.

 

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن التقارير عن سقوط ضحايا بأعداد كبيرة في هجوم كيماوي مزعوم في دوما بسوريا “مروعة” وإنها إذا تأكدت فإنها تتطلب ردا دوليا.

 

وقالت الناطقة باسم الوزارة هيذر نويرت ان “نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد وداعميه يجب ان يحاسبوا واي هجمات اخرى يجب ان تمنع فورا”. واضافت ان “روسيا بدعمها الثابت لسوريا تتحمل مسؤولة في هذه الهجمات الوحشية”.

 

وكررت نويرت اتهامات اميركية سابقة الى موسكو “بخرق بالتزاماتها حيال الامم المتحدة كجهة ضامنة”، وشككت في التزام الكرملين انهاء الازمة.

 

وقالت ان “حماية روسيا لنظام الاسد واخفاقها في وقف استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا يدعوان الى التساؤل بشأن التزامها تسوية الازمة واولويات منع انتشار الاسلحة”، داعية موسكو الى المشاركة في الجهود الدولية لمنع وقوع هجمات مماثلة.

 

واستشهدت ناورت بتاريخ حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في استخدام الأسلحة الكيماوية وقالت إن حكومة الأسد وروسيا الداعمة لها تتحملان المسؤولية وإن هناك حاجة “لمنع أي هجمات أخرى على الفور”.

 

وأضافت المتحدثة “في نهاية المطاف تتحمل روسيا، بدعمها الذي لا يتزعزع للنظام، المسؤولية عن هذه الهجمات الوحشية”.

 

وقالت الجمعية الطبية السورية الأميركية وهي منظمة إغاثة طبية إن 41 شخصا قتلوا بينما ذكرت تقارير أخرى أن عدد القتلى أعلى بكثير. وقال الدفاع المدني السوري، الذي يعمل في مناطق المعارضة، على أحد حساباته على تويتر إن عدد القتلى يصل إلى 150.

 

ونفت قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا شن أي هجمات كيماوية فور انتشار التقارير مساء السبت وقالت إن مقاتلي المعارضة في مدينة دوما في حالة انهيار وينشرون أنباء كاذبة.

 

وأظهر فيديو نشره نشطاء نحو 12 جثة لأطفال ونساء ورجال وعلى أفواه بعضهم رغوة. وسمع في الفيديو صوت يقول “مدينة دوما 7 أبريل… هناك رائحة قوية هنا”.

 

وانتزعت الحكومة السورية السيطرة على الغوطة الشرقية كلها تقريبا من مقاتلي المعارضة في هجوم تدعمه روسيا بدأ في فبراير لكن دوما لا تزال تحت سيطرة جماعة جيش الإسلام. واستأنفت قوات الحكومة السورية الهجوم بعد ظهر يوم الجمعة في أعقاب هدوء استمر لأيام.

 

والهجوم على الغوطة هو أحد أشرس الهجمات في الحرب السورية الدائرة منذ أكثر من سبع سنوات ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه أسفر عن مقتل أكثر من 1600 مدني.

 

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن 11 شخصا لاقوا حتفهم في دوما نتيجة للاختناق الناجم عن دخان من أسلحة تقليدية أسقطتها الحكومة. وقال إن 70 شخصا عانوا من صعوبات في التنفس.

 

من جهتها اعلنت الجمعية الطبية السورية الأميركية أن قنبلة كلور أصابت مستشفى في دوما مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإن هجوما ثانيا باستخدام “خليط من عناصر” ومنها غاز الأعصاب أصاب مبنى مجاورا.

 

وقال باسل ترمانيني نائب رئيس الجمعية الطبية السورية الأميركية المقيم في الولايات المتحدة إن 35 شخصا آخرين قتلوا في هذا المبنى وإن معظمهم من النساء والأطفال. وقال عبر الهاتف “نتواصل مع الأمم المتحدة والحكومة الأميركية والحكومات الأوروبية”.

 

كيف ساهمت الأسلحة الكيماوية في بقاء الأسد بالسلطة؟

لندن – الخليج أونلاين (خاص)

قبل قرابة عام من الآن وقعت مجزرة “خان شيخون” في إدلب التي ارتكبها نظام بشار الأسد في الرابع من شهر أبريل 2017، وبالتزامن مع ذكراها الأولى كرر إبادة جديدة في دوما بريف دمشق السبت (8 أبريل 2018)، ما أعاد “الأسلحة الكيماوية” في سوريا إلى واجهة الأحداث، خاصة مع تزامن هذه المجزرة بفترة لا مبالاة دولية وإقليمية، واتجاه لإبقاء الأسد بالسلطة.

 

فعندما ارتكب النظام السوري مجزرة خان شيخون قبل عام كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقول إنه يجب القبول ببقاء الأسد من باب “الواقعية السياسية”، واليوم مع مجزرة دوما يطالب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بضرورة تقوية نظام الأسد حتى “لا يصبح دمية بيد إيران!”.

 

وقبل عام كنا نتساءل عن طريقة تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع الثورة السورية المندلعة منذ 7 سنوات، وإثارتها للشكوك حول صدق تصريحاتها بأن على الأسد الرحيل، وحول جدية رغبتها بدعم التغيير في سوريا.

 

فنكثان الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، بتعهده برد من المجتمع الدولي في حال تخطى بشار الأسد “الخط الأحمر” واستخدم السلاح الكيماوي ضد المدنيين، وهو ما حدث في أغسطس 2013 عندما ارتكب مجزرة الغوطة بقصفها بغاز السارين، التي راح ضحيتها أكثر من 1400 شخص، بينهم عائلات بأكملها، شكل علامة فارقة في الصراع السوري، خاصة أن أوباما عفا عن الأسد بعد أن سلم الأخير ترسانة أسلحته الكيماوية ونجا من العقاب المتوعد.

 

ومنذ ذلك الحين، بات الصمت الدولي وعدم اكتراث الإدارة الأمريكية سيدا المواقف، أمام تعرض الشعب السوري على مرأى العالم وسمعه لجرائم ومجازر يومية، وهو ما جعل السوريين يشعرون أنهم تركوا وحدهم في مواجهة أعتى نظام ديكتاتوري دموي وحلفائه الروس والإيرانيين.

 

قصة طويلة ولافتة سجلها صراع المعارضة السورية السياسي مع المجتمع الدولي لسحب شرعية نظام الأسد، كشف النقاب عنها رئيس الحكومة السورية المؤقتة السابق، أحمد طعمة، في حديث مع “الخليج أونلاين” بالتزامن مع مجزرة “خان شيخون”.

 

طعمة روى أنه في أبريل من العام 2013، ذهب وفد من الائتلاف الوطني السوري المعارض إلى لندن، لحضور اجتماع وزراء خارجية أصدقاء الشعب السوري، وفي هذا الاجتماع طلب المندوبان البريطاني والفرنسي، برعاية أمريكية، أن تتعهد المعارضة السورية في حالة الحل النهائي في سوريا بتدمير السلاح الكيماوي.

 

وأضاف: “أنا اعتبرتُ الأمر جيداً، لكن بعض أعضاء الوفد رفض ذلك، واعتبر أن السلاح الكيماوي هو ملك للشعب السوري الذي دفع ثمنه غالياً من أمواله، ويمكن أن يكون رادعاً لحماية سوريا من الاعتداءات الخارجية”، مبيناً أن “المعارضة لم تكن تتوقع أن يقوم النظام باستخدام الكيماوي ضد السوريين”.

وبرر أحمد طعمة موافقته على هذا المطلب بأنه جاء بسبب انتمائه لمنظمات “مضادة للعنف”، مضيفاً: “كان على المعارضة تقديم هذا التعهد، وعدم الاحتفاظ بهذا السلاح حتى لو كنا أحراراً بذلك؛ لأنه من باب أخلاقي لا يمكن الاحتفاظ به ولو للردع، ولا يمكن أن نفكر باستخدامه خصوصاً ضد المدنيين”.

 

ولفت إلى أن “واشنطن كانت حريصة على حصولها على هذا التعهد؛ لأن المجتمع الدولي بحاجة للاطمئنان من المعارضة، وهذا أمر مهم سياسياً”.

 

وعقب مجرزة الغوطة التي ارتكبها النظام السوري في أغسطس من العام 2013، والتي أعقبها إعلان واشنطن عزمها معاقبة النظام، يروي طعمة أن “كاتباً سورياً مطلعاً أخبر المعارضة أن واشنطن لن تعاقب النظام في حال تسليمه السلاح الكيماوي، أو في حال تقديم إيران تنازلاً في مفاوضاتها مع المجتمع الدولي، التي كانت جارية في حينه حول برنامجها النووي”.

 

وأشار طعمة إلى أن “المعارضة تلقت من واشنطن جملة أسئلة مفادها كيف ستتصرف في حال وجهت ضربة عسكرية أدت لسقوط النظام السوري، وما هو الثمن الذي سوف تدفعه”، معقباً على ذلك بالقول: “في السياسة لا يوجد شيء بالمجان”.

 

وعقب مفاوضات غير مباشرة بين النظام والولايات المتحدة رعتها روسيا، قام النظام السوري في أغسطس من العام 2013 بتسليم جزء كبير من ترسانته الكيماوية للأمم المتحدة، ونجا من العقاب الأمريكي، وهنا يعلق طعمة بأن “عدداً من المسؤولين الدوليين الكبار فسر عفو أوباما عن الأسد، بأنه ضربة قوية للمعارضة السورية”.

 

وحول إصرار أمريكا والمجتمع الدولي على تعهد المعارضة بتسليم السلاح الكيماوي، أوضح أن “هناك رغبة دولية بنزع هذا السلاح الذي يشكل خطراً على إسرائيل”، معبراً عن اعتقاده بأنه “لن يكون هناك حل نهائي في سوريا، إلا بعد الاطمئنان بشكل كامل أنها خالية من الأسلحة الكيماوية”.

 

ومع رحيل أوباما ومجيء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انتظر المجتمع الدولي، لا سيما المؤيدين لإسقاط الأسد، استراتيجيته الجديدة، إلا أن تصريحات ثلاثة من كبار أركانه هم وزير خارجيته حينها ريكس تيلرسون، وسفيرته في الأمم المتحدة نيكي هالي، وأخيراً الناطق باسمه حينها شون سبايسر، بتأكيدهم أن محاربة تنظيم “داعش” مقدم على إسقاط الأسد، وأن القبول ببقائه هو من باب “الواقعية السياسية”، شجع الأسد على ما يبدو على استخدام غاز السارين في خان شيخون لاختبار مدى جدية التصريحات الأمريكية.

 

وحول هذه النقطة يعلق أحمد طعمة بالقول: “إن الأسد إما فهم الرسالة بشكل خاطئ وأراد اختبار جدية ترامب، أو أنه مطمئن أن الرئيس الأمريكي لن يتحرك ضده لتركيزه على داعش”.

 

ووسط انسداد أفق الحل السياسي وواقع المعارضة السورية العسكري الذي تحول لموقف دفاعي جعلها في مأزق، رأى طعمة أن “الحل الوحيد يكمن في أن تتخذ الولايات المتحدة حصرياً، بالتفاهم مع روسيا، اتفاقاً ينفذ على الفور يشبه اتفاق دايتون للسلام الذي طبق في البوسنة، وأجبر طرفي الصراع على الامتثال له تحت طائلة الضرب المباشر، وإلا فلن يكون هناك حل، خاصة مع تعنت روسيا والنظام، وإصرار الأخير على الحل العسكري لتركيع السوريين”، مشيراً إلى أن “المعارضة السورية مستعدة للقبول بحل سياسي، وفق ثوابت الثورة السورية”.

 

سلاح فتّاك استخدمه الأسد بمجزرة دوما.. ما هو السارين؟

عبدالله حاتم – الخليج أونلاين

عاد نظام الأسد إلى استخدام غاز “السارين” في دوما، الواقعة بالغوطة الشرقية قرب العاصمة السورية دمشق، ما أوقع عشرات القتلى ومئات الجرحى، حيث تشير مصادر طبية إلى أن الأعراض التي تظهر على الضحايا ناتجة عن غاز السارين لا عن غاز الكلور كما كان يعتقد.

 

ويأتي استخدام هذا السلاح الكيماوي بعد نحو عام من استخدام الغاز نفسه في مجزرة خان شيخون بريف إدلب، فما طبيعة السلاح الكيمياوي المستخدم، وكيف يمتلكه النظام على الرغم من إعلانه تسليم هذه الأسلحة للأمم المتحدة؟

 

فعقب مجزرة الغوطة التي وقعت بغاز السارين في صيف العام 2013، والتي أدت إلى مقتل 1400 شخص، بحسب الأمم المتحدة، قام النظام بالمصادقة على اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، ونتج عن ذلك تسليم النظام السوري ثلثي ترسانته الكيماوية تقريباً، بحسب منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

 

ويقول المحققون إن إثبات استخدام السارين “أمر صعب”، لأنه يتطلب وجود عينات من التربة أو الشعر أو الدماء من مكان الهجوم أو المصابين فيه، وهو ما يحتاج إلى أمر دولي؛ لكن موسكو حليف الأسد له بالمرصاد في مجلس الأمن.

 

وبحسب منظمة السلامة الدولية، فإن سوريا تمتلك أربعة مواقع يعتقد أن فيها أسلحة كيماوية؛ أحدها شمالي دمشق، والثاني قرب المدينة الصناعية بحمص، والثالث بحماة، ويعتقد أنه ينتج غاز الأعصاب (في إكس) بالإضافة إلى السارين و”التابون”، وموقع رابع قرب ميناء اللاذقية.

 

– ما هو السارين؟

 

يعود اكتشاف “السارين” إلى العام 1938 في ألمانيا، من قبل اثنين من العلماء الألمان، في محاولة لخلق أقوى المبيدات الحشرية في حينه، لكن وخلال الحرب العالمية الثانية قامت ألمانيا بتطويره لاستخدامه في الحرب ضد قوات الحلفاء المعادية لها.

 

وغاز السارين، أو “جي بي”، هو أحد عوامل الحرب الكيماوية المعروفة بـ”سلسلة جي للعوامل العصبية”، التي طورتها ألمانيا أيضاً أثناء الحرب العالمية الثانية، وتعد هذه المجموعة من الغازات الطيارة التي تتحول إلى سائل في درجة حرارة غرفة طبيعية، غير أن غاز السارين هو أخفها.

 

وبحسب الأبحاث التي نشرتها “رويترز”، فغاز السارين الصافي عندما يكون سائلاً يكون عديم اللون والطعم والرائحة، وهو خليط من أربعة عناصر كيماوية هي “دميثيل مثيلفوسفات”، و”فوسفوروس تركلوريد”، و”فلوريد سوديوم”، و”الكحول”، ويكون تأثيره عادة عند ملامسة السائل للجلد، أو عندما يطلق على شكل بخار.

 

– كيف يقتل؟

 

تنقل الوكالة عن “سين كوفمان”، الباحث في مركز الصحة العمومية بجامعة “إموري” الأمريكية، أن السارين هو تهديدٌ خطير ولكن قصير الأجل؛ لأنه سريع التبخر، ولهذا السبب- بحسب كوفمان- هو صعب التتبع، ولكنه يترك آثاراً طويلة تبقى في المكان الذي أطلق فيه.

 

يؤثر السارين في البداية عندما يتداخل مع المحول العصبي الذي يشكل وصلة الربط بين الغدد والعضلات، إذ يعطل هذا المحول فتصبح العضلات تحت تنبيه فوق العادة، وتخضع نسبة التسمم لمقدار الغاز الذي يتعرض له الشخص ولمدة تعرضه له.

 

ويمكن أن يظهر تأثير بخار السارين بعد ثوان، في حين لا يظهر تأثير السارين السائل إلا بعد عدة دقائق، بل إنه قد لا يظهر إلا بعد ساعات قد تصل إلى 18 ساعة.

 

ويمكن لجرعة كبيرة من السارين أن تؤدي إلى فقدان الوعي والتشنج والشلل والعجز عن التنفس فالوفاة، أما الجرعة الخفيفة فيمكن أن تؤدي إلى مجموعة من الأعراض تتدرج من سيلان الأنف والدموع إلى الهذيان والتعرق الزائد إلى الدوار والتقيؤ.

 

كيميائي دوما.. استعجال الحسم وصراع الروس والإيرانيين

 

سيد أحمد الخضر

 

مرة أخرى، يعود النظام السوري إلى مستودعاته الكيميائية ليبث للعالم صورا مروعة عن تجمد جثث الأطفال والنساء في الشوارع، ويؤكد للسكان أنفسهم أنه لا بديل عن الموت بالرصاص إلا الموت بالغازات.

 

وبالتوازي مع تعزيز مكاسبه الميدانية في الغوطة الشرقية بريف دمشق، شن النظام السوري أمس السبت قصفا كيميائيا على مدينة دوما خلف عشرات القتلى والجرحى -معظمهم من النساء والأطفال- وفق شهود وطواقم الإسعاف.

 

وقد أكدت بعض التقارير مقتل 150 مدنيا بالغازات السامة، في حين تتحدث أخرى عن سقوط 70، غير أن وسائل إعلام أجنبية نقلت أن القصف خلف 40 قتيلا فقط.

 

ورغم التضارب في أعداد الضحايا، فإن القصف استحوذ على اهتمام وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم، حيث نقلت صورا لمدنيين -بينهم صغار- ماتوا خنقا جراء استنشاق الغازات السامة.

 

وفي العادة لا يعبأ النظام السوري بالتبعات القانونية والأخلاقية لقصف المدن بالأسلحة المحرمة، ذلك أن موسكو توفر له الحماية في مجلس الأمن الدولي وتستخدم حق النقض للحيلولة دون محاسبته.

 

ومثلما يحصل في كل مناسبة كيميائية، أنكرت دمشق وحليفتها موسكو حصول هذا القصف، واتهمتا المعارضة المسلحة باختلاق الأكاذيب لتبرير هزائمها على الأرض.

 

مبررات القصف

ولكن الجديد في هذا القصف هو افتقاره إلى المبررات الميدانية، لأن النظام يتابع باطراد اكتساحه أراضي الغوطة بدعم من روسيا وإيران ومسلحي حزب الله، بينما لا تتلقى المعارضة المسلحة دعما من أي جهة إقليمية ودولية.

 

وما دام النظام قادرا على فرض قوته على الميدان بالآليات التقليدية، فإن لجوءه إلى الأسلحة المحرمة يثير التساؤلات حول طبيعة القوة التي يتوجس منها في دوما من ناحية، وحول الجهة التي تتخذ القرار في دمشق من ناحية أخرى.

 

في دوما، يصر فصيل جيش الإسلام على رفض الاستسلام وتهجير السكان، ويؤكد من حين لآخر أنه باق في المدينة حربا أو سلما.

 

وقد شدد جيش الإسلام في بيان جديد على رفض التهجير القسري والخروج من الغوطة “الذي يراد منه إتمام مشروع التغيير الديمغرافي في المنطقة لإحلال شعب مكان شعب”.

 

وتتحدث تقارير عن امتلاك جيش الإسلام أسلحة نوعية وذخيرة تكفي لمواجهة النظام لفترة قد تطول لبعض الوقت، وربما يتمكن من نقل المعركة مجددا إلى قلب العاصمة دمشق.

 

وقد استغل النظام هزيمة المسلحين في معظم بلدات الغوطة الشرقية في الرفع من معنويات أنصاره، وهيأهم لقرب الاحتفال بالقضاء على “التمرد” في عموم أنحاء البلاد.

 

هواجس الانتكاس

وبما أن دوما تمثل أهم حواضر الغوطة الشرقية، فإنه من الوارد استعجال النظام للحسم حتى لا تنتكس مكاسبه الميدانية، ويعود المسلحون مجددا إلى الإقامة قرب القصر الرئاسي في دمشق.

 

وبالتالي فإن استخدام الأسلحة المحرمة وانتشار جثث المدنيين في الشوارع ربما يمثل ضغطا على قادة جيش الإسلام، ويسرّع ارتباكهم في المعارك وقبولهم بشروط النظام واللحاق بركب المستسلمين.

 

لكن الاستعجال على حسم المعركة، ربما لا يكون خيار النظام ذاته لأن أصدقاءه الروس يتفاوضون مع قادة جيش الإسلام منذ فترة ويبحثون عن حل سلمي للأزمة.

 

ورغم تناسق مواقفهم ظاهريا، فإن أجندات الروس والإيرانيين تتباين أحيانا في دمشق، مما ينعكس على قرارات النظام في توقيتها وطبيعتها.

 

ووفق مراقبين وناشطين في الغوطة الشرقية وغيرها، فإن التغييرات الديمغرافية ذات الطبيعة الطائفية تمثل أهمية للنظام السوري والفصائل المسلحة الموالية لإيران، بينما لا تشكل أولوية بالنسبة للروس.

 

صراع خفي

وتتحدث أوساط سياسية -خصوصا من المعارضة- عن صراع خفي بين إيران وروسيا على اتخاذ القرار في دمشق تأهبا للهيمنة على سوريا في المستقبل بعد الإجهاز على الثورة.

 

وفي لقاء سابق مع الجزيرة، قال المسؤول السياسي في جيش الإسلام محمد علوش إن القصف بالغازات السامة دليل على وجود انقسام بين اللوبيات الإيرانية والروسية في سوريا من أجل السيطرة واقتسام المصالح.

 

وبغض النظر عن سياق القصف ومبرراته والجهة التي أملته على النظام، فإنه على الراجح سيمرّ دون محاسبة في ظل شلل المؤسسات الدولية بحكم الاستقطاب السياسي بين موسكو وواشنطن وإصرار كل منهما على حماية حلفائها.

 

وقد حمّل بيان للخارجية الأميركية روسيا مسؤولية أي هجوم كيميائي يقع في سوريا، وقال إن موسكو “تتحمل في نهاية المطاف مسؤولية الاستهداف الوحشي لعدد لا يحصى من السوريين بأسلحة كيميائية”.

 

ورغم أن واشنطن تعتبر الكيميائي خطا أحمر في سوريا فإنها تكتفي غالبا ببيانات شديدة اللهجة، وعلى هذا النحو أيضا يأتي رد فعل الدول الغربية وكذلك العربية.

المصدر : وكالات,الجزيرة,مواقع إلكترونية

 

توثيق ضحايا كيميائي دوما والنظام يقبل المفاوضة

قال الدفاع المدني في الغوطة الشرقية بريف العاصمة السورية إنه وثق أسماء 43 شخصا قضَوا اختناقا بسبب قصف النظام السوري مدينة دوما بغازات كيميائية. وأضاف أن بين الضحايا أطفالا ونساء، مشيرا إلى إصابة أكثر من خمسمئة آخرين. من جهته أعلن النظام قبوله التفاوض مع جيش الإسلام المسيطر على دوما.

 

وفي وقت سابق صباح اليوم، رجح الدفاع المدني أن يكون عدد الضحايا جراء استهدافهم بغازات سامة قد وصل إلى أكثر من 150 شخصا.

 

وحسب مصادر طبية للجزيرة، فإن معظم القتلى تعرضوا للاختناق نتيجة استهداف الطائرات الحربية أقبية وملاجئ في المدينة.

 

من جهتها رفضت موسكو الاتهامات الموجهة للنظام السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية في مدينة دوما، بعدما حملت الولايات المتحدة روسيا المسؤولية عن أي هجوم من هذا النوع.

 

وأبدى رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا الجنرال يوري يفتوشينكو عن الاستعداد لإرسال خبراء في مجال الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي لجمع المعلومات.

 

في غضون ذلك، نقل التلفزيون السوري عن مصدر رسمي قوله إن قوات النظام قبلت التفاوض مع مسلحي “جيش الإسلام” بشرط وقف إطلاق قذائف الهاون على العاصمة دمشق.

 

ولم يرد تعليق من “جيش الإسلام” الذي يسيطر على دوما آخر جيب للمعارضة بالغوطة الشرقية.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

تركيا تدين الهجوم على دوما السورية

بيروت – أسوشيتد برس

 

دَانت الخارجية التركية الهجوم، الذي استهدف بلدة دوما الخاضعة لسيطرة #المعارضة_السورية بريف #دمشق، والذي يقول نشطاء إنه أسفر عن مقتل ما لا يقل عن أربعين شخصا.

 

وقالت تركيا في بيان صدر اليوم الأحد إن “شكوكا قوية” تشير إلى استخدام النظام السوري أسلحة كيمياوية لقتل المدنيين. النظام السوري كان قد نفى تلك المزاعم.

 

البيان التركي قال إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد “تجاهل مجددا” الاتفاقيات الدولية التي تحظر استخدام الأسلحة الكيمياوية.

 

ودعا البيان المجتمع الدولي للحيلولة دون مثل هذه الهجمات ووقفها ومعاقبة مرتكبيها، ووصفها بأنها “جريمة ضد الإنسانية” دون تمييز.

 

لطالما كانت تركيا منتقدة للنظام السوري منذ اندلاع الحرب السورية وتصاعد انخراطها في الصراع هناك.

 

باريس تدين “هجمات دوما” و”ستتحمل مسؤولياتها كاملة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية أدان وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، يوم الأحد، هجمات النظام السوري على دوما في غوطة دمشق الشرقية، ليلة السبت، واعتبرت باريس ما حصل قرب العاصمة دمشق، انتهاكا للقانون الإنساني الدولي.

 

وأعربت الخارجية الفرنسية عن قلقها الشديد إزاء احتمال استخدام أسلحة كيماوية في هجمات النظام بغوطة دمشق، وأضافت باريس أنها تعمل مع حلفائها ومنظمات دولية حتى تتحقق من صحة التقارير.

 

ودعت باريس إلى عقد اجتماع طارئ في مجلس الأمن الدولي بنيويورك لأجل دراسة الوضع المتردي في الغوطة.

 

وأضاف لودريان “كما جرى إيضاح ذلك، في وقت سابق، فرنسا ستتحمل مسؤولياتها كاملة”، وفق ما نقلت رويترز.

 

ولقي عشرات الأشخاص مصرعهم، السبت، في هجوم كيماوي على الغوطة، وهو ما نفته دمشق ووصفته بالمسرحية، فيما اعتبرت إيران الحليفة للأسد الاتهامات الموجهة للنظام السوري بمثابة ذرائع لشن هجوم عسكري ضد سوريا.

 

في غضون ذلك، قال الاتحاد الأوروبي، يوم الأحد، إن هناك دلائل على أن القوات الحكومية السورية استخدمت أسلحة كيماوية ضد مدينة دوما المحاصرة التي تسيطر عليها قوات المعارضة، وطالب التكتل الأوروبي برد دولي.

 

وأضاف الاتحاد في بيان “الدلائل تشير إلى هجوم كيماوي آخر شنه النظام… مسألة استمرار استخدام الأسلحة الكيماوية خاصة ضد المدنيين تبعث على قلق شديد. الاتحاد الأوروبي يدين بأشد العبارات استخدام الأسلحة الكيماوية آخر ويدعو إلى رد فوري من جانب المجتمع الدولي”.

 

ترامب يهدد الأسد بـ “ثمن باهظ”.. ويهاجم أوباما

أبوظبي – سكاي نيوز عربية قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الرئيس السوري بشار الأسد “سيدفع ثمنا باهظا” للهجوم الكيماوي الذي شهدته مدينة دوما في الغوطة الشرقية مساء السبت، ونفذه النظام السوري، حسبما ذكرت تقارير.

 

وقال ترامب في تغريدة على تويتر يوم الأحد: “الكثيرون ماتوا، بما في ذلك نساء وأطفال في هجوم كيماوي مجنون.”

 

وألقى ترامب باللوم، في هجوم دوما، على الرئيس الروسي فلاديمير بوتن وإيران.

 

وأضاف “لو التزم (باراك) أوباما بالخط الأحمر الذي رسمه، لانتهت الكارثة في سوريا منذ زمن طويل ولأصبح الأسد من الماضي.”

 

في هذه الأثناء، قال توماس بوسرت مستشار البيت الأبيض للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب إن الولايات المتحدة لا تستبعد شن هجوم صاروخي ردا على “الهجوم الكيماوي” في مدينة دوما التي تسيطر عليها المعارضة في الغوطة الشرقية بسوريا.

 

وأوضح بوسرت: “نحن ندرس الهجوم في الوقت الحالي” وأضاف أن صور الحدث “مروعة”، وأكد “لا أستبعد شيئا” في إشارة إلى الرد الأميركي المحتمل على الهجوم.

 

وكان عشرات الأشخاص بينهم نساء وأطفال قتلوا في دوما مساء السبت، بهجوم “كيماوي” شنه النظام السوري، حسبما قال ناشطون.

 

وجاء هجوم دوما بعد عام تماما على ضربات صاروخية أميركية لمطار الشعيرات التابع للنظام السوري ردا على هجوم كيماوي شنه الأخير على بلدة خان شيخون في إدلب.

 

ترامب: الرئيس بوتين وروسيا وإيران مسؤولون عن دعم “الأسد الحيوان

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأحد، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين وروسيا وإيران مسؤولون عن دعم “الأسد الحيوان” على حد تعبيره.

 

شاهد.. فيديوهات لمجموعات سورية تظهر هجوماً كيماوياً على دوما 1:08

 

جاء ذلك في تعليق لترامب حول الهجوم الكيماوي في منطقة دوما بسوريا، حيث قال: “مات الكثيرون، من ضمنهم نساء وأطفال، بهجوم كيماوي بلا عقل في سوريا، الرئيس بوتين وروسيا وإيران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان،” لافتا إلى أن “ثمنا كبيرا سيدفع.”

 

ويذكر أن العديد من مقاطع الفيديو والصور المروّعة لأشخاص قتلى وجرحى، من بينهم أطفال، ظهروا برغوة تخرج من أفواههم، في منطقة دوما، ولم تتمكن CNN من التأكد من صحة تلك الصور بشكل مستقل.

 

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر نوريت، قالت في بيان سابق إن الولايات المتحدة واصلت “عن كثب تتبعها للتقارير المزعجة،” للهجوم المحتمل، وقالت: “التقارير الواردة من عدد من مصادرنا والعناصر الطبية بالميدان تشير إلى احتمالية وجود رقم عالٍ من الجرحى، من بينهم عائلات اختبأت بالملاجئ، وهذه التقارير، في حال تأكيدها، مروّعة وتتطلب استجابة سريعة من المجتمع الدولي.”

 

الاتحاد الأوروبي يدعو للرد على “هجوم كيماوي آخر” في سوريا

بروكسل (رويترز) – قال الاتحاد الأوروبي يوم الأحد إن هناك دلائل على أن القوات الحكومية السورية استخدمت أسلحة كيماوية ضد مدينة دوما المحاصرة التي تسيطر عليها قوات المعارضة، مطالبا برد دولي.

رجل يقف وسط حطام مبان مدمرة في مدينة دوما في الغوطة الشرقية قرب دمشق يوم 30 مارس آذار 2018. تصوير: بسام خبيه – رويترز.

 

وأضاف الاتحاد في بيان ”الدلائل تشير إلى هجوم كيماوي آخر شنه النظام… مسألة استمرار استخدام الأسلحة الكيماوية خاصة ضد المدنيين تبعث على قلق شديد. الاتحاد الأوروبي يدين بأشد العبارات استخدام الأسلحة الكيماوية آخر ويدعو إلى رد فوري من جانب المجتمع الدولي“.

 

وطالب التكتل الأوروبي روسيا وإيران باستخدام نفوذهما لدى الرئيس السوري بشار الأسد لمنع وقوع مزيد من الهجمات.

 

إعداد علي خفاجي للنشرة العربية- تحرير أحمد صبحي خليفة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى