أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 14 كانون الأول 2014

 

وثيقة تكشف التحفظات الامريكية على خطة دي ميستورا

ابراهيم حميدي

يسعى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا خلال لقائه وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسيل مساء اليوم إلى ردم الفجوة بين كتلتين في الاتحاد الأوروبي إزاء التعامل مع خطته لـ «تجميد» القتال في سورية بدءاً من حلب شمالاً والتخفيف من حدة التحفظات الأميركية على الخطة المدعومة من دول أوروبية كبرى.

 

وقالت مصادر أوروبية لـ «الحياة» امس، إن وزراء الخارجية سيستمعون إلى إيجاز من دي ميستورا حول خطته على عشاء عمل مساء اليوم قبل أن يبحثوا غداً إقرار «استراتيجية سورية» تتضمن عدداً من العناصر بينها دعم خطة المبعوث الدولي مع المطالبة بتوفير «مراقبين دوليين» و «آليات ملزمة للنظام بتجميد العمليات العسكرية» والحصول لاحقاً على دعم مجلس الأمن لها، إضافة إلى ضرورة ألا تكون خطة التجميد استمراراً لسياسة «الجوع أو الركوع» التي طبقتها القوات النظامية في مناطق أخرى في وسط البلاد وقرب دمشق. وأشارت إلى أن مسودة البيان الختامي الذي سيصدر غداً تتضمن أيضاً عناصر أخرى تطالب النظام بـ «التزام» قرارات مجلس الأمن المتعلقة بـ «الملف الكيماوي» وإدخال المساعدات الإنسانية، في السوريين المحتاجين، إضافة إلى استمرار الجانب الأوروبي في تقديم الدعم للمعارضة السياسية في إشارة إلى «الائتلاف الوطني السوري» المعارض.

 

وتابعت المصادر أن بعض الدول الأوروبية يدفع باتجاه تعيين مبعوث أوروبي خاص إلى سورية لـ «الانخراط الأوروبي المستمر وتضييق الفجوة بين المواقف الأوروبية والتعبير عن موقف موحد» إزاء هذا الملف، وكان آخر تجليات الانقسام الأوروبي دعم السويد وإيطاليا الواضح لخطة دي ميستورا الذي يحمل جنسية هذين البلدين من جهة مقابل «تشكيك» من قبل دول كبرى مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا من جهة أخرى، مشيرة إلى أن دولاً كبرى بينها بريطانيا دفعت بقوة لمناقشة الملف السوري في شكل منفصل والوصول إلى «استراتيجية موحدة» بدلاً من مناقشته ضمن «استراتيجية العراق» ومحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

 

وكانت واشنطن قادت تحركا مع دول أوروبية كبرى للوصول إلى موقف موحد من خطة دي ميستورا، حيث توصلت إلى ورقة مشتركة اطلعت «الحياة» على أهم النقاط فيها، تتضمن «ترحيباً» بـ «مبادرته الهادفة إلى إيقاف سفك الدماء ودعم عملية سياسية شاملة هدفها الوصول الى مرحلة انتقاليّة سياسيّة بالاستناد إلى تنفيذ كامل لبيان جنيف» الذي تضمن تشكيل «هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة بقبول متبادل بين الحكومة السورية والمعارضة».

 

وكان دي ميستورا قال لـ «الحياة» في لندن اول امس ان صدور قرار دولي بسيط يدعم خطته سيكون مفيداً، تاركاً مناقشة الامر الى الدول الاعضاء في مجلس الامن. واشار الى ان «بيان جنيف اساس عملي» مع الاخذ في الاعتبار ظهور تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) والى ان تفسير هذا البيان يعود الى الفرقاء السوريين في اطار «العملية السياسية». ولفت الى ان التحرك الروسي اذا جرى تبنيه دولياً يمكن ان «يكمل» خطة التجميد في حلب ومناطق اخرى.

 

واكدت واشنطن وحلفاؤها في الورقة المشتركة على ضرورة تقديم توضيحات لـ «تسلسل» عملية التجميد مع المسار السياسي و»تحديد المراحل التدريجيّة للمبادرة بين المستوى المحلي ومواصلة عملية سياسية على المستوى الوطني» وان يكون الهدف النهائي لتحرك دي ميستورا انجاز «عملية وطنيّة هدفها تطوير تركيبة حكم شاملة»، اضافة الى تأكيد هذه الورقة على ضرورة التزام القانون الدولي الانساني وان «يكون أيّ اتّفاق محلي مستقلاً عن المفاوضات حول تجديد قرار مجلس الأمن في الأمم المتحدة رقم 2165» الذي يتضمن ادخال المساعدات الانسانية ووقف القصف وبحث المسار السياسي.

 

وركزت واشنطن وحلفاؤها على «اجراءات بناء الثقة»، التي تعتبر احد العناصر الرئيسية في خطة دي ميستورا التي يعرضها السفير رمزي رمزي نائب المبعوث الدولي على الخارجية السورية في دمشق اليوم، بحيث تتضمن بوضوح «انهاء قصف الجيش النظامي لمدينة حلب» والافراج عن معتقلين، وأن تتضمن «آلية مراقبة» التجميد دوراً للنشطاء المحليين مع النظر في «احتمال الإدخال التدريجي لمراقبين دوليين مدعومين من الأمم المتحدة» ومناقشة احتمال اصدار قرار صادر من مجلس الأمن.

 

واذ اشارت الورقة الى «مخاطر كبيرة» يمكن ان تواجه «تجميد» القتال في حلب، اكدت واشنطن وحلفاؤها على ضرورة مواصلة الحوار بهدف «تقليص المخاطر» ومعالجتها بحيث لا توفر الخطة «عن غير قصد أيّ غطاء لمواصلة (النظام) فرض الاستسلام القسري» على المواطنين بعد حصار عليهم كما حصل في وسط حمص واطراف دمشق و»ألا يستغل النظام السوري عمليّة تجميد لتصعيد حملته ضد المعارضة المعتدلة في أماكن أخرى في سورية او مناطق أخرى في محافظة حلب أو في ضواحي دمشق» وضمان «آلية ترغم الجنود (السوريين) على العودة إلى ثكناتهم بدلاً من اعادة الانتشار»

 

كما حذرت الورقة من احتمال محاولة النظام السوري «استعادة بعض من مشروعيّته الدوليّة» عبر الدخول في حوار حول التجميد من دون نية للتنفيذ ومن احتمال ان تعطي الخطة «ميزة» لتنظيم «داعش» لتحقيق تقدم ميداني، لكنها جددت «الترحيب بالالتزام الناشط الذي يُظهره المبعوث الخاص، إزاء مجموعة من الفاعلين داخل سورية، والمنطقة وعلى نطاق أوسع، بما يشمل مجموعة من المعارف المفيدة على الساحة المحلية السورية، وأطرافاً سورية على المستوى الوطني، بينها «الائتلاف» مع ابداء الاستعداد لـ «توفير ما يلزم من دعم واستشارات، ونرحّب بإجراء حوار متواصل». واشارت المصادر الى ان المبعوث الدولي الذي التقى مسؤولين بريطانيين في اليومين الماضيين نجح في اتصالاته في ازالة العديد من الشكوك وقدم اجابات عن تساؤلات عدة، ضمن حواراته المستمرة مع الاطراف الكبرى المعنية.

 

الغرب يطالب بمراقبين لوقف القتال في حلب

لندن – إبراهيم حميدي { باريس – رندة تقي الدين

قالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» إن أميركا ودولاً أوروبية تطالب بتأمين مراقبين للإشراف على تنفيذ خطة المبعوث الدولي الى سورية ستيفان دي ميستورا والتي تهدف الى «تجميد» القتال في حلب، في حين ذكرت مصادر فرنسية ان موسكو تريد «تنازلات» من الرئيس بشار الأسد، مؤكدة رفض باريس المبادرة الروسية التي تقضي ببقائه وتشكيل حكومة موسّعة تشارك فيها عناصر معارضة. وأشارت هذه المصادر إلى أن بعض الدول الأوروبية يجد «أن هناك وحشاً أكبر من الأسد هو داعش» (المزيد).

 

ولفتت المصادر الغربية الى أن وزراء الخارجية الأوروبيين سيبحثون غداً في «استراتيجية سورية» تتضمن عدداً من العناصر بينها دعم خطة المبعوث الدولي الذي سيقدّم إيجازاً لهم في بروكسيل مساء اليوم حول الاتصالات التي أجراها، مع المطالبة بتأمين «مراقبين» و «آليات ملزمة للنظام بتجميد العمليات العسكرية»، والحصول لاحقاً على دعم مجلس الأمن للخطة. وتابعت المصادر أن بعض الدول الأوروبية يدفع باتجاه تعيين مبعوث أوروبي إلى سورية من أجل «الانخراط الأوروبي المستمر وتضييق الفجوة بين المواقف الأوروبية والتعبير عن موقف موحد» إزاء الملف السوري.

 

وكانت واشنطن قادت تحركاً مع دول أوروبية لبلورة موقف موحّد من خطة دي ميستورا، وتوصلت إلى ورقة مشتركة اطلعت «الحياة» على أهم نقاطها وهي تتضمن «ترحيباً» بـ «مبادرته الهادفة إلى وقف سفك الدماء ودعم عملية سياسية شاملة للتوصُّل الى مرحلة انتقاليّة سياسيّة بالاستناد إلى تنفيذ كامل لبيان جنيف».

 

وأكدت واشنطن ضرورة تقديم توضيحات لـ «تسلسل» عملية التجميد مع المسار السياسي، وأن يكون الهدف النهائي للتحرك إنجاز «عملية وطنيّة من أجل تطوير تركيبة حكم شاملة». كما شدَّدت الورقة الأميركية – الأوروبية على ان «يكون أيّ اتّفاق محلي مستقلاً عن المفاوضات حول تجديد قرار مجلس الأمن الرقم 2165» المتعلق بالمساعدات الإنسانية ووقف القصف. وركّزت على «إجراءات بناء الثقة» بحيث تتضمن «إنهاء قصف الجيش النظامي لمدينة حلب»، على أن تشمل «آلية مراقبة التجميد» دوراً للناشطين المحليين مع النظر في «احتمال إدخال تدريجي لمراقبين دوليين مدعومين من الأمم المتحدة»، ومناقشة احتمال إصدار قرار لمجلس الأمن، الأمر الذي يحتاج إلى تصويت علماً ان روسيا والصين استخدمتا حق النقض (الفيتو) على قرارات سابقة.

 

في باريس، رأت مصادر فرنسية أن ظروف العمل على ملف سورية «مختلفة كلياً» عما كانت عليه العام الماضي، إذ ان «الهاجس الوحيد لبعض الدول أصبح تنظيم داعش»، و «بعض الدول الأوروبية يجد أن هناك وحشاً أكبر من الأسد هو داعش». كما بدأت دول تتساءل هل هناك فائدة من معاودة فتح سفاراتها في دمشق. ولفتت المصادر ذاتها إلى أن الموقف الروسي يرى أن البحث في بدء مرحلة انتقالية سيؤدي إلى تحويل الانتباه عن محاربة الإرهاب «ولكن قد يدرك الروس أن الأسد لن يكسب وعليه أن يقدّم بعض التنازلات الى المعارضة مثل (الرئيس السابق لـ «الائتلاف الوطني») معاذ الخطيب أو غيره. ويعرف الروس جيداً أن هذا ليس مسار حل لأن كل الدول وبينها تلك التي تطرح تساؤلات حول معاودة فتح السفارات لا يمكنها سياسياً القبول بعودة العمل مع الأسد».

 

مقتل 16 مسلحاً من “داعش” بهجوم للأكراد

بيروت – أ ف ب

 

قتل 16 من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” الجهادي المتطرف اليوم السبت، في هجوم لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في الريف الجنوبي لبلدة راس العين في محافظة الحسكة السورية، وفق ما أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة “فرانس برس”: “قتل ما لا يقل عن 16 من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في هجوم مباغت نفذه مقاتلون من وحدات حماية الشعب على مركزين للتنظيم في الريف الجنوبي لبلدة راس العين” الشمالية الحدودية مع تركيا.

 

وأشار المرصد إلى أن اشتباكات جديدة دارت اليوم بين المقاتلين الأكراد الذين يدافعون عن المدينة ومسلحي “داعش” في مدينة عين العرب.

 

وبدأ تنظيم “الدولة الإسلامية” زحفه على كوباني في 16 أيلول (سبتمبر) وتمكن من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي في محيطها، وصولاً إلى دخولها في السادس من تشرين الأول (أكتوبر) واحتلال أكثر من نصف المدينة التي تراوح مساحتها بين خمسة وستة كيلومترات مربعة.

 

من جهة أخرى، أعلن المرصد أن “الشرطة الإسلامية” التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية أعدمت أمس الجمعة أربعة رجال في ريف مدينة حمص الشرقي “حيث تم ذبحهم بوساطة آلة حادة وفصل رؤوسهم عن أجسادهم، وذلك بتهمة سب الله بحضور عدد من المواطنين”.

 

بوغدانوف يحصل على موافقة سورية لاجتماع موسكو

حمد بلوط

بدمشق والرئيس السوري بشار الأسد، يختم نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف جولة استطلاع ومشاورات، عكست الإيقاع السريع للديبلوماسية الروسية لإحياء المسار السياسي في سوريا.

وكان بوغدانوف قد عاد من موسكو إلى بيروت، بصورة مفاجئة، بعد أن غادرها قبل ساعات للتوجّه إلى دمشق، حاملاً رسالة شفهية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الأسد.

وتعكس رحلة الذهاب والإياب السريع بين بيروت وموسكو ودمشق، والاستعجال الروسي لتحديد موعد لانطلاق مؤتمر حوار سوري – سوري على قاعدة «جنيف واحد»، توجساً من أن يؤدي تعدد مشاريع المناطق العازلة، إسرائيلياً في الجنوب، وتركياً في الشمال، وانفراد الولايات المتحدة بإدارة التحالف ضد الإرهاب في سوريا، من خارج الشرعية الدولية، إلى التمهيد لعمل عسكري ضد الجيش السوري، أو تقسيم سوريا.

وبحسب مصادر سورية مطلعة، حمل مبعوث بوتين إلى الشرق الأوسط، موعداً أولياً في كانون الثاني المقبل في موسكو، وافقت عليه دمشق، لكي يلتئم اجتماع ممثلين عن المعارضة السورية، يحدد العناوين المشتركة لما ينبغي بحثه في اجتماع ثانٍ مع ممثلين عن الحكومة السورية.

وكان الروس يطمحون إلى تحديد موعد للمؤتمر قبل نهاية العام الحالي، لوضع خطوة عملية في الطريق نحو إحياء عملية جنيف. وجرى طرح السابع عشر من كانون الأول الحالي موعداً لجمع المعارضين في موسكو، يليه اجتماع معارض وحكومي في التاسع عشر، إلا أن المشاورات مع الحكومة السورية ومع بعض أقطاب المعارضة، لا سيما «الائتلاف الوطني»، والحاجة إلى استكمال المشاورات بلقاءات إضافية، لتحديد أسماء المشاركين، وعناوين البحث، دفعت إلى تفضيل كانون الثاني موعداً جديداً للقاءات موسكو.

وقالت مصادر سورية إن الموفد الروسي تحدث عن الأوضاع الإقليمية، وعن المشاورات التمهيدية التي أجراها مع الأطراف كافة، وأوضح أن الأمور لم تنضج بعد للذهاب بسرعة إلى لقاء في موسكو. ولم يقدم بوغدانوف تصوراً كاملاً للقاءات موسكو، حيث لم يتحدث عن أسماء المشاركين ولا الوفود، لكنه أكد على الطابع السوري للحوار في موسكو، واقتصار الدعوات على السوريين وحدهم وتجنب دعوة الدول والقوى الإقليمية على هامش المؤتمر، كما حدث في جنيف، وأن لا حاجة لحضور إيران وقطر وتركيا والسعودية أو فرنسا وبريطانيا. وقالت مصادر غربية إن الأميركيين والروس قد وصلوا الى مرحلة متقدمة في التشاور على اسماء المعارضين الذين سيشاركون في اجتماع موسكو. واضافت ان الاميركيين سلموا الروس لائحة ببعض الاسماء التي يرغبون بان تشارك في الاجتماع وان الديبلوماسيين الروس قاموا بنقلها الى السوريين الذين وافقوا على بعضها واعترضوا على اسماء اخرى، مما أدى الى تحديد موعد الاجتماع في موسكو.

والأرجح أن الروس قد وضعوا لغماً مسبقاً في مؤتمر موسكو، بدعوتهم «الائتلاف» خلال لقاء بوغدانوف بـ15 شخصاً منهم في اسطنبول، تقدمهم رئيس «الائتلافيين» هادي البحرة. وبحسب مصادر عربية في موسكو فقد عاد بوغدانوف من اسطنبول بانطباع سيئ، بعد أن رد «الائتلافيون» على دعوتهم إلى موسكو باشتراط المشاركة ككيان مستقل ومحدد وليس كشخصيات، وإشراكهم في تنظيم المؤتمر. وبعبارة أوضح لا يزال «الائتلاف السوري»، الذي اضمحل دوره بسبب خلافاته المالية والسياسية، وتراجع دوره، يعتقد أنه القوة الأساسية في المعارضة السورية، ويسعى إلى فرض شروطه على الآخرين، وإدارة العملية بحجة حيازته اعترافاً دولياً بتمثيله المعارضة والشعب السوري، كما انه لم يستخلص دروس فشله في توحيد المعارضة.

وأحدث المؤشرات على تهاوي مكانة «الائتلاف» إلغاء رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي المر بروك موعداً مع البحرة في 17 كانون الأول، كما ألغي لقاء مقرر له مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في الفترة ذاتها.

ويتساءل ديبلوماسيون أميركيون في باريس عن معنى لقاء بوغدانوف نفسه بـ»الائتلافيين»، ومحضهم فرصة إعادة تأهيلهم، وبعض الأوكسجين الديبلوماسي. وتبدو الشروط «الائتلافية» غير قابلة للتصريف روسياً، إذ أنها تأتي في غير وقتها، ولأن «الائتلاف» سبق الجهد الروسي بالتصعيد ديبلوماسياً، والمطالبة، ليس بمنطقة حظر جوي واحدة في سوريا، وإنما بثلاث في الشمال والقلمون والجنوب.

وتقول مصادر عربية إن بوغدانوف أبلغ «الائتلافيين» أن حضورهم الوحيد المقبول سيكون كشخصيات، وليس كممثلين لأي كيان سياسي ليس مقبولاً، وابلغ دمشق أن الاجتماع في اسطنبول لم يكن بناء، وان «الائتلاف» لا يزال يدرس الموقف، لكنه لا يعتقد أن البحرة سيأتي إلى اجتماع موسكو.

ويسعى الاستعجال الروسي لإحياء المسار السياسي إلى تقديم صيغة «جنيف واحد» قاعدة للنقاش، مع تعديلات واضحة، لا سيما في ما يتعلق بالتزامات مكافحة الإرهاب، التي لم يلحظها جنيف بشكل تفصيلي، لتأخرها عندما وضع البيان في حزيران العام 2012، على اتساع ظاهرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش» وصعود «جبهة النصرة»، كقوة قتال رئيسة ضد الجيش السوري، ودخوله الحرب على العراق، وتهديده لبنان، وتغير الأولويات الأميركية من إسقاط النظام إلى مكافحة الإرهاب.

ويتجه الروس إلى طلب التوسع في هذه النقطة، للنص على عدم الحق بالانفراد في مكافحة الإرهاب، لسحب ورقة التدخل الأميركي في سوريا من التداول، وضمان عدم تدخلهم في سوريا عسكرياً، وإعطاء الدور الأساسي للجيش السوري، وتحديد أدوار الآخرين.

وقالت مصادر سورية إن بوغدانوف لم يقدم أي تصور لأي حكومة انتقالية أو إنقاذية، كما لم يجر النقاش بأي أسماء مرشحة لإدارة الحكومة السورية المقبلة. ويحاول الروس استعادة العملية السياسية برمتها إلى سوريا، وتقوية عناصر الحل الداخلي على حساب القوى الإقليمية، عبر الاستناد أكثر فأكثر إلى المعارضة الداخلية من «هيئة التنسيق» و»تيار بناء الدولة»، وبعض العناصر المعتدلة في المعارضة الخارجية لعزل المتطرفين.

 

خطة دي ميستورا

 

وعلى سكة الحلول المقترحة سوريا، ينتظر السوريون اليوم الحصول رسمياً، على خطة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، لتنفيذ اقتراحه القاضي بتجميد القتال في حلب. ومن المنتظر أن يبدأ نائبه رمزي عز الدين اجتماعاته الدمشقية مع المسؤولين السوريين، لعرض آليات الخطة.

والأرجح أن تصطدم مهمة عز الدين في دمشق بالانطباعات غير المشجّعة التي تركتها لقاءات دي ميستورا في غازي عينتاب، خلال اليومين الماضيين، مع قادة المعارضة، رغم ما قالته المتحدثة باسمه جولييت متى، عن إيجابية تلك اللقاءات.

ورفعت المعارضة في اللقاء مع دي ميستورا، الباحث عن اختراق ديبلوماسي، سقف مطالبها للقبول بتجميد القتال. ورفض ممثلو الفصائل لقاءات منفصلة مع الوسيط الدولي، وأوعزوا إلى رئيس «مجلس قيادة الثورة» قيس الشيخ التعبير عن موقفهم.

وقال مسؤول سوري معارض، شارك في لقاء غازي عينتاب، إن الفصائل وافقت مبدئياً على تجميد القتال، لكنها اشترطت توسيع تجميد القتال، من حدود مدينة حلب ليشمل الأرياف الحلبية، وصولاً إلى معبر باب الهوى مع تركيا. وجلي أن الفصائل المعارضة تفضل توسيع العملية، لكسب الوقت والتقاط الأنفاس، وتأمين خطوط إمدادها مع تركيا، ووضعها تحت حماية خطة دي ميستورا، والحصول على منطقة عازلة في نهاية المطاف، دونما حاجة إلى قرار دولي، وإدارة المناطق التي سيجمّد فيها القتال، على ما يقوله الاقتراح نفسه، عن إدارة المناطق المجمدة، من قبل القوى المشرفة عليها.

وجلي أيضاً أن رد المقاتلين على الوسيط الدولي سيضعه في مأزق كبير مع دمشق. وبحسب أحد المشاركين في الاجتماع فقد رد دي ميستورا على طلب التوسيع بأنه لم يبحث مع الأسد سوى فكرة تجميد القتال في حلب نفسها، وأنه سيرسل عز الدين إلى دمشق لعرض اقتراحهم، وإذا ما وافقت دمشق عليه فإنه سيعود لعرض الآليات التنفيذية للاقتراح والتقدم بخطة أوضح.

ومن المستبعَد أن تقبل دمشق بتوسيع منطقة تجميد القتال لتشمل كامل الريف الحلبي، إذ يتعارض ذلك بقوة مع تحقيق تقدم ميداني، وقرب إغلاق الجيش السوري فكي الكماشة على حلب الشرقية المعارضة، حيث تقترب وحداته من محاصرة المدينة، وإقفال خط الإمداد الأخير المتبقي للمعارضة في الكاستيلو. كما أن تجميد القتال ومدّه حتى الحدود، من دون تنفيذ القرارين 2170 و2178 بوقف تدفق السلاح والمسلحين، من تركيا نحو سوريا، يعني منح المعارضة المسلحة السورية منطقة لهم، أو إمارة إسلامية عمقها تركي، في الشمال الذي تسيطر عليه جماعات أكثرها «قاعدي»، مثل «أحرار الشام»، و«النصرة»، و«جيش المجاهدين والأنصار»، أو «لواء التوحيد» ذي المنبت «الإخواني».

 

«داعش» ينقل أسلحة من الموصل إلى سورية

بغداد – «الحياة»

يتوجه رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي غداً إلى دولة الإمارات في زيارة رسمية، تتبعها زيارة للكويت لبحث حشد الجهود الإقليمية في الحرب على تنظيم «داعش». وعلمت «الحياة» من مصادر داخل مدينة الموصل أن التنظيم باشر جمع ترسانته العسكرية في المدينة بهدف نقلها إلى سورية، مستبقاً هجوماً متوقعاً على الموصل، لكنه يلقي بثقله في محافظة الأنبار، مستغلاً تذمُّر العشائر وانقسامها على إقالة محافظ المدينة (المزيد).

 

وقال سعد البدران، أحد شيوخ عشائر الموصل لـ «الحياة»، إن «داعش الذي كان نقل عتاداً وأسلحة حصل عليها من مقرات الجيش العراقي بعد سقوط الموصل، نقل أيضاً معدات تتعلق بالبنى التحتية، مثل مولدات الطاقة الكبيرة الموجودة في المدينة». وأشار إلى أن «التنظيم تعرّض لخسائر فادحة في صفوفه وأسلحته خلال اليومين الماضيين، بعد تكثيف التحالف الدولي القصف على مواقعه، وسط تواتر أنباء عن تحركات لقوات البيشمركة على الشريط الحدودي مع سورية المجاور لمنفذ ربيعة، والتنسيق مع شيوخ عشائر شمّر في المنطقة». وكشف البدران عن أن «غالبية قيادات داعش غادرت الموصل وتركت الزعامة لقيادات محلية، كما اتفقت مع مقاولين لبناء خندق حول الموصل، وتفخيخ منشآت حيوية لتعطيل تقدم القوات الحكومية إلى المدينة»، في حال باشر الجيش العراقي عملية لاستعادتها.

 

وكان وزير المال العراقي هوشيار زيباري ذكر أخيراً أن «عقارب الساعة بدأت تتحرك لتحرير الموصل من سيطرة تنظيم داعش». كما كلّف الرئيس العراقي فؤاد معصوم نائبه أسامة النجيفي شقيق محافظ نينوى الإشراف على «تحرير الموصل».

 

في غضون ذلك، تواصلت هجمات «داعش» على بلدات في الأنبار وسط تذمر قادة العشائر من ضعف تسليحهم. وقال مصدر في قيادة عمليات الأنبار لـ «الحياة» إن عناصر داعش هاجمت منطقة البوجليب غرب الرمادي وسيطرت على أجزاء منها، فيما تَصُدّ قوات الجيش والعشائر الهجوم. وأضاف أن التنظيم شن هجوماً على بلدات تابعة لقضاء هيت في ناحية البغدادي، مستغلاً انشغال القوات الأمنية بصد الهجوم الذي تتعرض له الرمادي منذ أسبوعين.

 

ولفت إلى أن «قيادة العمليات قدّمت تقريراً (أمس) إلى القائد العام للقوات المسلحة يوضح الوضع في المحافظة، ما دفع الحكومة إلى اتخاذ قرار بإرسال سرب من الطائرات إلى الأنبار، وتسليح لواء إضافي يضم ثلاثة آلاف مقاتل، استكملوا تدريبهم حديثاً».

 

يذكر أن الكونغرس الأميركي أقر أول من أمس قانون الدفاع السنوي بقيمة تتجاوز 500 بليون دولار تشمل نفقات وزارة الدفاع (البنتاغون). وخصّصت خمسة بلايين دولار للحرب على «داعش»، منها بليون و600 مليون دولار لبرنامج تجهيز وتدريب القوات العراقية والكردية والعشائر السنية على مدى سنتين، على أن تتحمل الحكومة العراقية 40 في المئة من كلفة البرنامج.

 

إلى ذلك، أكد مصدر لـ «الحياة» أن العبادي سيصل إلى الإمارات غداً تلبية لدعوة رسمية نقلها وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد الذي زار بغداد في 26 الشهر الماضي. وتأتي زيارة العبادي في إطار مساعيه لحشد الجهود الإقليمية في الحرب على «داعش»، ويُتوقّع أن يزور الكويت أيضاً الأسبوع المقبل.

 

داعش” يمهل الكوادر الطبية 10 أيام للعودة إلى البوكمال

بيروت – “الحياة”

 

أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” اليوم السبت، نقلاً عن مصادر موثوقة أن تنظيم “الدولة الاسلامية” في البوكمال أنذر الكوادر الطبية، التي غادرت المدينة بالعودة خلال مدة أقصاها عشرة أيام وإلا سيتم مصادرة جميع أملاكهم في المدينة.

 

وأكد المرصد مقتل ما لا يقل عن سبعة عناصر من مسلحي “داعش” جراء قصف لطائرات التحالف الدولي على مدينة البوكمال السورية على الحدود مع العراق.

 

وقال المرصد في بيان إن “طائرات التحالف الدولي نفذت ثلاث ضربات الليلة الماضية على تمركزات ومواقع التنظيم في المنطقة الصناعية بمدينة البوكمال ما أدى إلى مصرع سبعة مسلحين على الأقل من عناصر داعش”.

 

وأضاف أن “اشتباكات عنيفة دارت بين القوات السورية ومقاتلي التنظيم في محيط حاجز جميان بحي الصناعة في مدينة دير الزور”.

 

سُنّة العراق في ظل «الدولة الإسلامية»:«داعش» ليس أفقاً لكننا ضقنا من جيوش الآخرين

أربيل (كردستان العراق) – علي السراي

راشد بتال، الذي ترك معملاً للمواد الإنشائية ومنزلاً كبيراً في مدينة الرمادي، يجلس الآن وحيداً في حديقة عامة وسط أربيل، يتلقى المكالمات الهاتفية التي تأتي بالأخبار السيئة: «الجماعة (الدولة الإسلامية) يستريحون من المعارك في المعمل… لقد تحول إلى مقر لهم».

 

أما منزل بتال، فقد سويَّ أرضاً، لأن إحداثيات وصلت للطيران الأميركي وضعته هدفاً للقصف. ففي الأيام التي سبقت الضربات الجوية قرر المسلحون اللجوء إلى منازل المدنيين تجنباً للمواقع التي يسهل استهدافها من الجو.

 

يقول بتال، «لقد شاركت في التظاهرات التي خرجت في الرمادي ضد حكومة نوري المالكي (…) إنه طائفي، وكان رحيله أفضل لجميع العراقيين، أما اليوم فقد رحل وبقيت داعش، التي لم نحسم بعد أمر معارضتها».

 

بتال، الذي يبلغ من العمر ٦٠ سنة، يرى أن عودته إلى مدينته قد تطول أكثر مما توقع.

 

في الحقيقة، يتعرض السنة في العراق إلى ضغط كبير للإجابة عن سؤال: هل تؤيدون داعش؟ وفي الغالب تبدو الإجابات مؤشراً لفرص نجاح أو فشل الحرب الدولية التي تستهدف القضاء على التنظيم.

 

وفي المقابل، يرى السنة أن هذا السؤال يعد «بطراً» بينما يعانون تحت وطأة الحياة التي فرضها التنظيم.

 

في تكريت، شمال بغداد، توقفت الحركة في السوق مطلع شهر كانون الأول (ديسمبر) لأن المسلحين قطعوا الطريق إلى ساحة وسط المدينة وهم يقتادون عشرة شبان. لقد جلدوهم أمام مرأى الجميع، وأعلنوا أن تهمتهم «التدخين علناً».

 

وفي الرمادي، غرب بغداد، ينتظر المسلحون في تنظيم «الدولة الإسلامية» الجنود في الجيش والشرطة لإعلان التوبة في المساجد. زايد عبد الرحمن، أحد عناصر قوات الصحوة السنية، تلقى مكالمة هاتفية من أحد قادة «الدولة الإسلامية» يطلب منه «الشهادة»، والبراءة من عمله الأمني. وأخيراً تسليم سلاحه.

 

يقول عبد الرحمن، إنه لم يكن يملك سلاحاً، ما اضطره إلى شراء سلاح من السوق السوداء لتكتمل توبته. في النهاية، تنحسر الحياة أمام السكان وتضيق أمامهم خيارات العيش، في المدن التي يسيطر عليها التنظيم.

 

هناك نحو ٦٠ عاملاً في معمل المواد الإنشائية الذي يملكه بتال. نصفهم تقريباً انخرط في نشاط «الدولة الإسلامية» وصاروا يحملون السلاح ويتلقون ضعف ما كانوا يحصلون عليه من رواتب في المعمل. النصف الآخر بين نازح وبين من اختار المكوث في المنزل بانتظار «الفرج».

 

لكن، أخيراً، كشف مسلحو «الدولة الإسلامية» الوضع الهش في الأنبار، حين اجتاحوا مركز المدينة واحتلوا مقارها الحكومية، وتمددوا إلى بلدات مجاورة كما في «هيت» و «٥ كيلو»، في وقت تقهقر الجيش العراقي ومساندوه من بعض القبائل في مشهد كاد أن يكرر ليلة سقوط الموصل، في ١٠ حزيران الماضي.

 

يجلس بتال، في الحديقة ذاتها وهو لا يتوقف عن التدخين بينما يستمر في الاتصال بمن يعرف في الرمادي، ليقول، «إقامتي في أربيل ستطول».

 

لكن بتال ليس الوحيد المهموم بالعودة إلى الرمادي. ثمة العشرات من أبناء المدينة الذين توقعوا أن إقامتهم لن تطول قبل أن يعودوا مجدداً.

 

في نادٍ ترفيهي شمال أربيل، يجتمع الأنباريون «المنفيون». تبدأ كل يوم قصص المعاناة التي فرضتها ظروف الانتقال إلى مكان جديد. إنهم يحاولون الإفلات من عوائق اللغة المختلفة، والإجراءات الصارمة التي يفرضها «الآسايش» – وتعني الأمن الكردي – لكنهم سرعان ما يعودون إلى مصير مدينتهم.

العودة إلى «داعش»

 

يقول خالد كريم، الذي غادر مدينة الفلوجة (غرب بغداد) قبل نحو ستة أشهر، إنه لم يعد بإمكانه البقاء أكثر في أربيل، «ليس لدي ما يكفي من المال لاستمر هنا (…) أطفالي خسروا العام الدراسي، وأفضل ما يمكن القيام به اليوم هو العودة إلى الفلوجة».

 

والحال، أن كثيرين من الذين نزحوا يفكرون بالعودة لكن عليهم القبول بالواقع الجديد في مدن الأنبار. وفي هذه الطاولة يتعالى الصخب داخل النادي، لأن هؤلاء الأنباريين يتجالدون على أن فكرة العودة تتطلب «التعايش مع داعش».

 

وفي الحقيقة، فإن «التعايش» هناك يعني مبايعة التنظيم. لهذا يردد رفاق راشد بتال عبارة: «وما الذي يمنع؟.. ألا يعيش من بايع بشكل طبيعي». ثم يسود الصمت حين يسأل أحدهم، «أترضون أن تعيشوا تحت رحمة الأجانب».

 

ويتداول النازحون من مدن تكريت والموصل والرمادي قصصاً عن مسلحين عرب من تونس وليبيا والشيشان والسعودية وغيرها يسيرون أمور المدينة. ومنها أنه في عيد الأضحى قام شبان عرب مسلحون بتوزيع الأضاحي على السكان، لكن آخرين يروون حكايات عن مسلحين أجانب يراقبون خمار النساء ويحتجزون أزواجهن عقاباً على التبرج، أو أن قياس الثوب أقصر مما حدده «قانون الدولة الإسلامية». «أحدهم، وفي نقطة تفتيش تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية أدخل رأسه في السيارة ليتحقق من ثوب النساء (…) ثم أدار وجهه لزميل له في التنظيم ليقول: الأخوات مستورات».

 

ومع ذلك، ثمة أصوات تقول، «ما يجري أفضل من جيش طائفي يتعمد إهانة السنة».

 

يقول بتال، «قبل سقوط الموصل ومدن أخرى كان الجيش العراقي يتعمد إهانة السكان (…) ثمة جنود يشتمون عقائد الناس، ويعتقلون أشخاصاً من دون سبب أو جرم».

 

ويضيف، «عملياً ضحايا القهر صاروا حاضنة لداعش».

 

إنهم يرددون أسماءً لأصدقاء وأقارب لهم، انخرطوا في التنظيم لأن ذويهم بين معتقلين في سجون الحكومة، أو قضوا في مناوشات مع الجيش. وثمة شبان يعتقدون أنهم سيحررون العاصمة من الإيرانيين.

 

في النهاية، يبقى الحال على ما هو عليه، وينفض مجلس الأنباريين في النادي ويجرّون الخيبة إلى غرفهم في الفنادق.

 

متاهة السنة

 

وتبدو مشكلة السنة في الأنبار معقدة قبل أن يحسموا أمرهم من الوضع الجديد تحت سيطرة «الدولة الإسلامية»، الكثير منهم لا يزال يحتكم إلى علاقته السيئة بالحكومة المركزية – التي يراها الجميع شيعية بامتياز – ليقرر موقفه من المسلحين.

 

إنها متاهة اجتماعية دخل فيها سنة العراق تعكس مؤشرات مخيفة لمستقبلهم في البلاد، ليس أقلها التردد والتفكك الذي تعانيه النخبة السياسية السنية، وأيضاً التأثيرات السلبية العميقة للحكم الذي فشل في جعل السنة جزءاً من عراق ما بعد صدام حسين.

 

ويتحكم بهذين العاملين تراث سياسي وطائفي يتعلق بشعور السنة فقدانهم «المكانة» التي كانوا يحظون بها. يقول بتال، إن الضباط السابقين كانوا يجتمعون سراً في المدينة، لكنهم اليوم «حاكم ومسيطر» على الأرض في حلف قوي مع «داعش» والعشائر.

 

لكن التعقيد يزداد حين يُقال للسنة، إن «المبررات التي تساق لهذا التراجع» غير كافية.

 

يتسـاءل عمر الشاهر، الصحافي العراقي المتخصص بالوضع في محافظة الأنبار، «هل يدري سنة العراق أن مدنهم دمرت؟، وأن سكانها شردوا؟ هل يدري هؤلاء عن حجم الثارات التي انزرعت في قلب المجتمع؟ ماذا يجب أن يحدث في مناطقهم كي يتيقنوا أن وراء الأمر شراً عظيماً؟ كم عليهم أن ينزفوا كي يصدقوا أن الدولة هي البديل؟».

 

بالنسبة للنازحين السنة الذين تركوا مناطقهم، لا يعرفون إجابة محددة عن مثل هذه التساؤلات، لكنهم يحسبون، في لحظة ضبابية، إن انتشار المسلحين في مناطقهم وتمددهم بمثابة تحقق «نظام جديد».

 

وأخيراً، تصاعد نشاط مسلحين سنة مناوئين لتنظيم «الدولة الإسلامية»، عن طريق تسليحهم وتمويلهم من قبل الأميركيين. السنة في مناطق النزوح يعتقدون أن التعامل مع واشنطن أفضل من بغداد. في هذه الأجواء يتلقون أخباراً عن إعادة إحياء تجربة الجنرال بترايوس في التعاون مع فصائل سنية ضد تنظيم القاعدة، في عام ٢٠٠٧.

 

يقول بتال، «هذا يتطلب وقتاً طويلاً لنعرف ما إذا كان من الممكن العودة».

 

 

خريطة معقدة للقوى

 

يخرج راشد بتال، صباحاً، إلى مطار أربيل. يستقبل ابن عمه، زيدان، الذي تمكن من الخروج من الرمادي بعد شهور من المكوث في المدينة منذ أن بدأت فيها المعارك العنيفة بين الجيش والمسلحين.

 

يسأل بتال عن أحوال المدينة، ويجيب ابن عمه، «لا شيء. كل ما تسمعه غير حقيقي. الوضع هادئ، والحياة طبيعية، حتى أن (فلاناً) تزوج الخميس الماضي، وجال موكب زفافه المدينة حتى المساء».

 

تبدو قصة عن مدينة أخرى غير الرمادي، وحين يدقق بتال في القصة، يأتيه الجواب، «الجيش يقصف البيوت والمستشفيات كل يوم. أما داعش فلا وجود لها، والمسلحون المنتشرين في الشوارع أبناء العشائر، وهم ثوار». يضحك بتال. سرعان ما يغضب على ابن عمه ويبدأ جدل عن البيضة «داعش»… والدجاجة «الثوار».

 

والحال، إن هذا مأزق سني آخر. ففي حين يبرئون مدنهم من «الدولة الإسلامية»، يقعون في فخ تبرير أنشطة متطرفة، من البداهة إنها من عمل الثوار. والعكس، فإن «داعش» ترتكب الفظاعات، والثوار في موقف المتفرج.

 

ثم يعود زيدان، الزائر الجديد لأربيل ليناقض نفسه، «داعش دولة فعلاً، لديهم بيانات دقيقة عن السكان. هوياتهم، أعمالهم ووظائفهم، الجامعات التي تخرجوا فيها. يعرفون ملكية السيارات، والمخالفات المرورية».

 

ويروي زيدان، أن نقطة تفتيش لعناصر «داعش» في منطقة (٧ كيلو) في الرمادي كانت تدقق في العجلات المارة. كان المسلح ملثماً، ويرتدي ثوباً وقبعة يذكّران بالزيّ في البلدان الإسلامية في شرق آسيا، يحمل سجلاً ضخماً في كل شيء. كان يقارن أوراق الأشخاص بما دوّن عنده في السجل.

 

ويبقى أن يساعدنا زيدان في حل لغز العلاقة بين «داعش» والجماعات المسلحة. فيقول، «هناك جماعات تقاتل مع التنظيم، إنها متحالفة معه. لكن جماعات سلفية أخرى تلتزم الحياد، لكنها لا توفر الخدمات للجيش العراقي، ولا يمكن أن تقاتل داعش من أجله.

 

ويضيف: «هناك جماعات جرى تأسيسها على نهج السلفية الجهادية، تنتظر انسحاب داعش أو تقهقرها في منطقة ما، لتسارع إلى احتلالها قبل دخول الجيش، وقد تشتبك معه من أجل السيطرة، وعملياً الجيش العراقي ومن يسانده يواجه هذه الخريطة المعقدة من القوى التي يستثمرها داعش بنجاح».

 

ويتابع، «وفي وقت لاحق يقوم داعش بعقد تسوية مع تلك الجماعات من أجل استعادة المناطق التي خسرها».

 

ما يريده السنة

 

يحاول النازحون السنة من الرمادي، الحصول على مساكن مشتركة، أو قريبة من بعضها في أربيل، إنهم يفضلون البقاء سوية لتجاوز الأزمة النفسية التي يخلفها العيش بعيداً عن مدينتهم. بعضهم في الأساس يسكنون في بلدة واحدة في محافظة الأنبار.

 

في مجمع سكني بعيد عن مركز مدينة أربيل تتمركز نحو ٢٠ عائلة من الفلوجة، يحاولون التعايش مع الوضع الجديد.

 

في أربيل، يضع الأمن الكردي العرب السنة القادمين من مناطق الاضطراب خصوصاً الفلوجة والموصل وتكريت، تحت الرقابة. يقول ضابط كردي، إنهم يخشون من أن يكون بين ١٠ آلاف شخص نازح من تلك المناطق أنصار لـ»الدولة الإسلامية». وفي الحقيقة تشتد هذه المخاوف مع هجوم مسلحي «داعش» على مناطق كردية.

 

والحال، أن النازحين السنة من تلك المناطق يحاولون «التأكيد» في اختلاطهم مع السكان الكرد أن «داعش» تنظيم إرهابي.

 

في المناطق السكنية، حوّل الشبان القادمين من الفلوجة حديقة كبيرة تتوسط المساكن إلى مكان لجلسة سمر، لكنها في الحقيقة مجلس يومي لجمع أخبار المدينة. يسردون لبعضهم قصصاً تلقوها من أقرباء في المدينة، وكيف أن الحال لن يجد نهاية له قريباً. بعضهم ينتظر فقط أن يحسم «فائز حقيقي في المعارك الدائرة» ليعودوا إلى ديارهم، وبينما ينتظرون تحقق الأمن والهدوء هناك لا يعرفون إذا ما كان «داعش» هو من سيفوز في النهاية.

 

حكومة الأسد تُصدر تسعيرة جديدة للمازوت رغم العجز

دمشق – عدنان عبد الرزاق

أصدرت وزارة التجارة الداخلية في حكومة بشار الأسد، اليوم السبت، نشرة أسعار المازوت، ليبدأ تطبيقها منذ غدٍ الأحد، وخفّضت خلالها سعر ليتر المازوت، لجميع القطاعات الخاصة، من 150 إلى 140 ليرة سورية، فيما أبقت على 80 ليرة سعر الليتر لاستخدام قطاع التدفئة المنزلية والنقل.

 

ولم تتطرق وزارة حكومة الأسد في تسعيرتها إلى العجز في توفير المازوت والغاز المنزلي في السوق السورية، بعد عجزها عن الاستيراد وسيطرة الثوار وتنظيم الدولة “داعش” على أكثر من 90% من الآبار، واقتصار الإنتاج الخاضع للأسد على 15 ألف برميل شرق مدينة حمص وسط سورية، من أصل إنتاج زاد عن 380 ألف برميل قبل الثورة السورية في مارس/آذار 2011.

 

ووصف المحلل الاقتصادي، عماد الدين المصبح، في تصريحات لـ”العربي الجديد” تسعيرة اليوم، بالتضليل، في ظل عدم وجود المازوت أصلاً في السوق السورية، معتبرا الخطوة رشى مجانية لقطاع الصناعة ليستمر في دائرة النظام، واستمرار الحرب لقتل السوريين.

 

وأضاف: “أعتقد أن هذه التسعيرة جاءت تتمة لقرار اللجنة الاقتصادية الذي سمح للصناعيين باستيراد مادة المازوت عبر المرافئ السورية من أي مصدر يريدون، ومقصد النظام، إدخال القطاع الخاص السوري والاستفادة من علاقاته، لكسر الحصار وتأمين المازوت، بعد ما تردد، حتى عن تلكؤ شركاء الأسد بالحرب، من تزويده بالمشتقات النفطية”.

 

وفي الوقت الذي سخر خلاله المصبح من إصدار تسعيرة لمادة غير متوفرة في السوق، بل وصل سعر الليتر نحو 200 ليرة سورية، أشار إلى الضائقة التي يعانيها النظام السوري في تأمين الوقود حتى لتشغيل آليته العسكرية، وما تعانيه المناطق المحررة والمحاصرة من عدم توفر حوامل الطاقة خلال الشتاء، إثر انقطاع الكهرباء وقلة عرض المازوت والغاز.

 

يذكر أن نظام بشار الأسد رفع أسعار المازوت للمرة الثالثة في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي من 60 ليرة إلى 80 ليرة لزوم المنازل والنقل، وإلى 150 ليرة لزوم الاستخدام الصناعي.

 

إيران تدعو الأمم المتحدة للتوسط بين المعارضة والنظام بسورية

الأناضول

دعا نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الأمم المتحدة إلى أداء دور حقيقي بين المعارضة والنظام في سورية.

 

وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية “إيرنا”، أنَّ اللقاء الذي جمع عبد اللهيان مع نائب مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، رمزي عز الدين رمزي، في طهران مساء الجمعة، بحث خطة المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، التي تتمحور حول وقف إطلاق النار في محافظة حلب.

 

وأشار عبد اللهيان إلى “ضرورة الفصل بين الإرهابيين والمعارضة” معتبراً إياها خطوة أساسية لتنفيذ خطة دي ميستورا”.

 

وأوضح الدبلوماسي الإيراني، أنَّ “مساعي الولايات المتحدة الأميركية ودول حليفة لها في المنطقة، لتسليح وتدريب المعارضة السورية المعتدلة، يتناقض مع خطة وقف إطلاق النار”، داعيّاً الأمم المتحدة إلى الاعتراض على تسليح المعارضة.

 

وكان المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، تقدم مطلع الشهر الماضي، بمبادرة جديدة لتجميد القتال في مناطق عدّة بدءاً من مدينة حلب وتطبيق قراري مجلس الأمن الدولي 2170، و2178 المتعلقين بمحاربة “الإرهاب”، ووقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى المنطقة.

 

واقتربت الأزمة السورية من عامها الرابع، بعدما بدأت في مارس/آذار 2011، مع اندلاع ثورة شعبية ضد حكم بشار الأسد، قاومها الأخير بالقمع، ما أدى لنشوب صراع مسلح بين المعارضة والنظام المدعوم سياسيّاً وعسكريّاً من حلفائه، روسيا وإيران وحزب الله اللبناني بشكل رئيسي.

 

ولم يتم حسم الصراع على الرغم من وصول عدد القتلى حتى نهاية أبريل/نيسان الماضي أكثر من 191 ألفاً، وذلك بحسب آخر إحصائية أممية رسمية، في حين نزح ما يقرب من نصف الشعب السوري عن دياره البالغ عدده نحو 22.5 مليون.

 

1092 صحافياً قتلوا منذ العام 1992

مع مقتل طاقم عمل قناة “أورينت” في سورية قبل أيام، كشفت “هيئة حماية الصحافيين” عن ارتفاع عدد الصحافيين القتلى منذ العام 1992 حتى اليوم إلى 1092 صحافياً قتلوا أثناء ممارستهم لعملهم حول العالم.

وأكثر بلد شهد قتل صحافيين كان العراق مع 166، ثم الفيليبين مع 77 صحافياً مقتولاً، ثم سورية 76 صحافياً… ثم الجزائر مع 60 صحافياً، ثم روسيا، ثم الصومال وبعدها باكستان… وصولاً إلى فلسطين المحلتة مع 16 صحافياً…

 

تجميد القتال بحلب: أكثر من تفسير.. والضمانات على ‘الله

المدن – عرب وعالم

تتجه الأنظار في الفترة الحالية نحو تحركات المبعوث الدولي إلى سوريا، ستفان دي ميستورا، الذي يقوم بزيارات متواصلة إلى عواصم الدول الفاعلة في الأزمة السورية، تمهيداً للخروج بصيغة نهائية لخطة “تجميد القتال” في سوريا، بدءاً من حلب شمالي البلاد.

 

وفي آخر تصريحات دي ميستورا، قال لصحيفة “الحياة” اللندنية ان خطته تقوم على مبدأ “وقف العمليات العسكرية وليس إعادة نشرها”، وأجاب على تساؤلات المعارضة السورية حول الضمانات عن التزام النظام بها، بالقول إن أي إخلال بتنفيذ بنود الخطة، في ما لو تم الاتفاق عليها، سيقابل بإجراءات عقابية، وأن مجلس الأمن الدولي سيكون مساعداً في تحقيق هذا الأمر. كما أشار إلى أن وقف القتال في حلب ليس، بأي حال من الأحوال، مقدمة لمشروع تقسيم في سوريا، في إشارة إلى المعارضة التي تتهمه بتنفيذ مخطط مشبوه تحت مظلة إنسانية.

 

وقال دي ميستورا، إنه خلال اللقاءات التي أجراها مؤخراً، مع قوى معارضة في مدينة غازي عنتاب التركية، أن “الأطراف كلها تدعم تجميد حلب وتلبية الحاجات الملحة للمدينة وتجنب كارثة إنسانية كبرى”. إلا أن موقفاً صدر عن الجبهة الجنوبية في سوريا، يدحض هذا الكلام، بعدما رفضت قوات الجيش الحر هناك مساعي دي ميستورا وحذّرت من أنها ليست بريئة والإدعاء أنها من أجل وقف معاناة السوريين، ليس سوى غطاء تتخفّى تحته خطة دولية تسعى لإجهاض الثورة، وإعطاء نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، دفعة صمود جديدة أمام الانتصارات التي تحاصر العاصمة من القنيطرة ودرعا.

 

قوى المعارضة التي اجتمعت مع دي ميستورا في تركيا، أكّدت أن الرجل لا يملك ورقة عمل واضحة تحدد أطر اتفاق تجميد القتال. وفي هذا السياق قال دي ميستورا مجيباً على سؤال إن كان قد حدد نقاطاً وأطراً للخطة التي يسعى إليها “لست في موقع لتحديدها الآن. الأطراف التي لديها الحق بالحصول على هذه العناصر هي الطرفان السوريان في دمشق وحلب، لكن ما يمكنني قوله إن الخطة تشير إلى تجميد وليس وقف نار تقليدياً كما حصل في مناطق أخرى في حمص ومناطق أخرى. التجميد نوع آخر ومفهوم آخر. إنه اقتراح من الأمم المتحدة لتجميد النشاطات العسكرية من الطرفين في شكل متزامن من دون أي إهانة أو هزيمة أو نصر. ببساطة، وقف النشاطات العدائية. في هذا المجال، فإن التجميد وتفاصيل التجميد لها طبيعة مختلفة عما رأيناه في الماضي في وقف إطلاق النار”.

 

ويشرح المبعوث الدولي مفهوم التجميد في خطته قائلاً إنه “يتضمن وقف النشاطات العسكرية وليس إعادة الانتشار. ببساطة وقف العمليات العسكرية” ويعتبر أن تحقيق ذلك الأمر يعني “تسهيلاً فورياً للمساعدات الإنسانية للطرفين في جانبي حلب. وعلاوة على ذلك، الأمل أن هذا سينتج مجالاً كافياً لإعادة إعمار المدينة ومساعدات اقتصادية”.

 

أما عن الضمانات التي تطلبها المعارضة من النظام في حال واقفت على الخطة، فيلقي دي ميستورا بهذه المعضلة على عاتق “الله”. ويقول “في صراع قبيح كهذا ومستمر منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، عندما تقدم اقتراحاً لا أحد يقدم ضمانات سوى الله، وأنا مؤمن بالله، لكن ما يمكن تقديمه هو تأكيدات كافية والتزامات وحوافز وإجراءات رادعة لتوفير الفرصة الأقصى للالتزام”.

 

وفي الانتقال إلى الوجه السياسي الذي تحمله خطة “تجميد القتال”، اعتبر دي ميستورا، أن بيان “جنيف 1” هو الوثيقة الوحيدة التي لاقت قبولاً من جميع “اللاعبين الفاعلين في سوريا” رافضاً أن توكل إليه مهمة “تفسير البيانات” في إشارة إلى الاختلاف حول موقع الرئيس الأسد في مقررات “جنيف 1″ التي تختلف موسكو والمجتمع الدولي على تفسيرها. ويقول إن البيان ” أساس لعملي، لكن هذا لا يعني أن التطورات الجديدة، مثل بروز داعش المتوحش والقاتل والتطورات الأخرى، لن يكون لها تأثير إضافي في كيفية التعامل مع بيان جنيف كأساس”.

 

وحول النشاط الروسي المتصاعد حول ما يُقال إنه مساعٍ روسية جدية لحل الأزمة السورية، يقول المبعوث الدولي “نتابع باهتمام المبادرة الروسية وهي تمضي قدماً، وفق معلوماتي، وليست في منافسة (مع خطتي)، بل بالعكس، في حال قُدمت هذه المبادرة بطريقة مناسبة وحظيت بدعم كل الأطراف، فإنها ستكمل جهودي، لأننا في حاجة الى مبادرة جديدة للحوار السياسي”.

 

اشتباكات عنيفة بدمشق والنظام يخرق الهدنة بريفها  

اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة المسلحة في منطقتين بالعاصمة دمشق أمس السبت، بينما خرقت قوات النظام الهدنة بقصفها بلدة ببيلا جنوب دمشق، في حين لقي 12 عنصرا من قوات النظام مقتلهم بمدينة حلب.

 

وقالت مصادر في المعارضة إن الثوار استهدفوا بقذائف المدفعية قوات النظام المتمركزة في مبنى مستشفى الكباس على الطريق المتحلق الجنوبي في دمشق، كما اندلعت اشتباكات على أطراف حي جوبر مع تجدد محاولات قوات النظام اقتحام الحي.

 

وفي الوقت نفسه، أفاد ناشطون بأن قوات النظام قصفت الأحياء السكنية في بلدة ببيلا جنوب دمشق في خرق جديد للهدنة المتفق عليها في البلدة.

 

ولقي مدني مقتله برصاص قناص في مخيم الوافدين بريف دمشق. بينما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن الثوار اعتقلوا العشرات ممن أسموهم “الخلايا النائمة” التابعة لقوات النظام في بلدة ‫‏زبدين، مشيرة إلى أن التحقيقات ما زالت جارية معهم.

حلب وإدلب

من جهة أخرى، قالت مصادر في المعارضة المسلحة إنها تمكنت من قتل 12 فردا من قوات النظام وإصابة سبعة آخرين، بينهم جنود إيرانيون، إثر تجدد الاشتباكات بين الجانبين في منطقتي البريج والمناشر شمالي مدينة حلب.

 

ولم تكشف المعارضة المسلحة عن خسائرها في الاشتباكات التي تأتي في إطار محاولات قوات النظام الضغط على الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة لإحكام حصار مدينة حلب.

 

وفي ريف إدلب سقط قتلى وجرحى بقصف مدفعي لقوات النظام على مدينة معرة النعمان بريف إدلب، وتزامن القصف مع اشتباكات بين كتائب الثوار وقوات النظام المحاصرة في معسكر الحامدية جنوبي المدينة.

 

وفي نفس المنطقة أفادت شبكة “سوريا برس” بأن الجبهة الإسلامية بالاشتراك مع جبهة النصرة بدأتا عملية التمهيد لاقتحام معسكري الحامدية ووادي الضيف في ريف إدلب، مع تعرض المدن والقرى المجاورة لقصف متواصل من النظام.

 

وفي ريف درعا ألقت مروحيات النظام 16 برميلا متفجرا على مناطق متفرقة بالمنطقة، مما أدى لسقوط عدة جرحى في مدينة جاسم، كما استعملت قوات النظام المدفعية في قصف بلدة اليادودة بريف درعا، بينما استهدفت بالرشاشات الثقيلة السهول الغربية لمدينة عتمان بريف درعا.

 

وفي وقت سابق قالت مصادر للجزيرة إن سبعة من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، بينهم قائدان ميدانيان، قتلوا في معارك مع جيش النظام السوري في محيط مطار دير الزور العسكري شرقي البلاد، في حين تقدم تنظيم الدولة إلى مواقع جديدة عند أسوار المطار.

 

البحرة: دعم الجيش الحر أساس نجاح الحل السياسي بسوريا

دبي – قناة العربية

قال هادي البحرة، رئيس الائتلاف الوطني السوري، إن تحقيق الحل السياسي في سوريا يشترط ضرورة تهيئة الظروف لتغيير التوازن في ميدان المعركة.

 

وانتقد البحرة غارات التحالف الدولي، مشيراً إلى أنها تؤدي لتقوية نظام الأسد وإضعاف الفصائل المعتدلة كما تدفع الكثيرين للانضمام إلى الجماعات المتطرفة.

 

ودعا إلى اعتماد نهج شامل يهزم التنظيمات المتطرفة عسكرياً ويعزل نظام الأسد بهدف الوصول إلى حل سياسي يسمح بوصول حكومة معتدلة تجتث التطرف من جذوره.

 

كما أكد أن الائتلاف يسعى لإقناع الدول بضرورة زيادة الدعم العملي للحكومة المؤقتة وضرورة التنسيق بين التحالف الدولي والقوات المقاتلة على الأرض.

 

هذا واعتبر البحرة أن إيصال المساعدات الانسانية عبر الحدود هو مفتاح الحل للأزمة الإنسانية في سوريا، داعياً إلى تكاثف الجهود الدولية مع المنظمات غير الحكومية لتقديم المساعدات.

 

سوريا.. الائتلاف يطلب وقف القتال في حلب والقلمون

دبي – قناة العربية

أكد عضو الائتلاف السوري المعارض، الدكتور جواد أبو حطب، أن المعارضة السورية أبلغت المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا رفضها لأن يكون تجميد القتال يشمل منطقة واحدة فقط، وهي حلب، وبأنها طالبت أن يشمل التجميد القلمون ودرعا.

 

وأضاف أبو حطب أن المعارضة السورية طالبت المبعوث الدولي بتوضيح خطته كما طالبت المعارضة بأن يكون أي قرار يوقف القتال يقع تحت الفصل السابع منعاً لخرقه من قبل النظام.

 

وكان دي ميستورا قد شرح، خلال لقاء صحافي في لندن، السبت، تفاصيل خطته لوقف العنف في سوريا عبر تجميد القتال في بعض المناطق بدءاً من حلب، وذلك بعد أسابيع من الغموض حول هذه الخطة.

 

وأوضح المبعوث أن خطته التي سيستند إليها قرار مجلس الأمن المقبل حول سوريا، ستتضمن وقف جميع العمليات العسكرية في حلب، وبنوداً رادعة لمنع النظام السوري من تصعيدها في أماكن أخرى من سوريا، مطمئناً بذلك المعارضة المتخوفة من استغلال الأسد لتجميد القتال لتحقيق تقدم على الأرض.

 

وشرح الفرق بين تسمية “وقف إطلاق النار” و”تجميد القتال”، حيث رأى أن “وقف إطلاق النار” يمكن أن ينهار بطلقة واحدة، حسب تعبيره، ولا يضمن بالضرورة فك الحصار، بينما من شأن “تجميد القتال” أن يفضي بصورة تدريجية إلى وقف كلي للأعمال العسكرية وبصورة مستدامة.

 

وتضمنت خطة المبعوث الدولي أيضا تسهيلاً فورياً لدخول المساعدات الإنسانية للطرفين في حلب، وهو أمر قد يؤمن مجالاً كافياً لإعادة إعمار المدينة.

 

قتلى من “تنظيم الدولة” في الحسكة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل 16 مسلحا ينتمون إلى “تنظيم الدولة” على الأقل، إثر هجومين نفذهما مقاتلون من وحدات حماية الشعب الكردي، في ريف مدينة رأس العين التابعة لمحافظة الحسكة السورية، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

واستهدف التفجيران موقعين مهمين لـ”تنظيم الدولة”، فيما لم ترد معلومات عن خسائر بشرية في صفوف المقاتلين الأكراد.

 

وتقع محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا قرب الحدود مع تركيا، وأجبر عدد كبير من سكان المحافظة على النزوح بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 أعوام ونصف.

 

وفي مدينة كوباني القريبة، دارت اشتباكات جديدة بين المقاتلين الأكراد الذين يدافعون عن المدينة ومسلحي “تنظيم الدولة” الذين يسعون للسيطرة عليها منذ نحو 3 أشهر، حسب المرصد.

 

وبدأ “تنظيم الدولة” زحفه على كوباني في 16 سبتمبر من أجل السيطرة عليها، إلا أن تدخل طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ووجود مقاتلين أكراد وآخرين من الجيش الحر، أدى إلى وقف تقدم التنظيم المتشدد.

 

ويسيطر “تنظيم الدولة” على مساحات واسعة في سوريا والعراق، ويسعى التحالف الدولي إلى القضاء عليه بغارات جوية تستهدف أماكن نفوذه وتمركزه في الدولتين.

 

الحريري يدعو الجيش الحر “لقلب الأوضاع” والبحرة يندد بالغارات الأمريكية: الضربات الجوية قوّت نظام الأسد

صفاء تبلغ من العمر ستة أعوام، تعيش بمخيم الزعتري لما يقرب العام الآن مع والديها وخمسة من أخواتها، ووالدها يقول إنه يهتم ببناته خصوصا صفاء.

 

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — اشترط هادي البحرة، رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، ضرورة “تهيئة الظروف لتغيير التوازن في ميدان المعركة” من أجل تحقيق حل سياسي في سوريا، ولكنه أعرب عن أسفه لأن ذلك غير متحقق حاليا، في حين دعا نصر الحريري، الأمين العام للائتلاف، القوى المعارضة لقلب الأوضاع.

 

وقال البحرة إن من بين أسباب عدم تهيئة الظروف لتغيير التوازن في ميدان المعركة هي “الحملة العسكرية الجوية الحالية التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا” مضيفا – في كلمة بجنيف أثناء اجتماع مجلس المنظمة الأممية الاشتراكية: “الضربات الجوية في شكلها الحالي والتي ينفذها التحالف بقيادة الولايات المتحدة تساهم في تقوية نظام الأسد وإضعاف الفصائل المعتدلة وتدفع الكثيرين للانضمام إلى الجماعات المتطرفة، وخصوصاً المقاتلين الأجانب القادمين من خارج سوريا.”

 

وتابع البحرة بالقول: “الضربات الجوية ضد تنظيم “داعش” ليست كافية للوصول إلى حل، لذلك علينا اعتماد نهج شامل يهزم هذا التنظيم عسكرياً ويجتث أسباب التطرف- ألا وهو نظام الأسد- ويسمح بوصول حكومة معتدلة تضمن عدم ظهور التطرف من جديد.. (يجب) عزل نظام الأسد وإضعافه، فديكتاتورية الأسد الوحشية لا مكان لها في المجتمع الدولي.”

 

وحذر رئيس ائتلاف المعارضة السورية من أن عدم القيام بذلك سيؤدي إلى “تفاقم التهديد على الأمن والسلام الدوليين” داعيا دول العالم إلى ضرورة “دعم قوات المعارضة والتنسيق معها على الأرض” ولفت إلى أن غياب هذا التنسيق من بين الأسباب التي تُضعف تأثير الغارات الأمريكية.

 

من جانبه، عقد نصر الحريري، الأمين العام للائتلاف الوطني، لقاءات عدة مع مسؤولي الحكومة المؤقتة التي أسستها المعارضة مدينة غازي عنتاب التركية، كما ناقش مع رئيس أركان المعارضة تطورات الواقع العسكري، مؤكدا أمامه أنه “لا يمكن الوصول لحل سياسي حقيقي، إلّا بتغيير موازين القوى على الأرض.”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى