أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 15 كانون الثاني 2017

اكتمال التحضير لمفاوضات آستانة

لندن، الرياض – «الحياة»

شن تنظيم «داعش» أمس هجوماً ضخماً كان يحضّر له منذ فترة على مدينة دير الزور ومطارها العسكري واللواء 137 القريب، في إطار مسعى لإنهاء آخر وجود للحكومة السورية في هذه المحافظة الحدودية مع العراق في شرق البلاد. والسيطرة على دير الزور، في حال حصولها، تسمح لـ «داعش» بوصل مناطق سيطرته داخل العراق بمعقله الأساسي في الرقة داخل سورية.

وقبل 8 أيام من بدء مفاوضات آستانة السورية، بدت صورة المشاركين فيها تتضح أكثر فأكثر. وفيما أكدت أنقرة أنها ستوجّه دعوة مشتركة مع روسيا إلى الولايات المتحدة، كُشف في واشنطن أن الروس وجّهوا مباشرة دعوة إلى إدارة الرئيس المقبل دونالد ترامب، متجاوزين إدارة باراك أوباما، علماً أن موعد آستانة يأتي بعد أيام على تنصيب ترامب وانتقاله إلى البيت الأبيض. وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» إن الأتراك يسعون إلى إقناع الروس بتوسيع دائرة الدعوات لتشمل، إضافة إلى الأميركيين، دولاً غربية مؤيدة للمعارضة السورية.

في المقابل، ذلّل الأتراك عقبة كان يمكن أن تعترض تمثيل المعارضة في آستانة. إذ أعلنت «الهيئة العليا للمفاوضات»، في اختتام اجتماعاتها في الرياض، تأييدها مشاركة الفصائل العسكرية في المفاوضات، عارضة عليها تقديم «مساعدة لوجستية». ومثّل موقفها رضوخاً، كما يبدو، للإصرار الروسي – التركي على حصر آستانة بالفصائل المسلحة الموافقة على وقف النار، على أن تتركز مفاوضات جنيف في 8 شباط (فبراير) المقبل على التسوية السياسية، برعاية مباشرة من المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا.

وحتى مساء أمس لم يتضح القرار النهائي للفصائل العسكرية، إذ قالت مصادر معارضة إن الفصائل ربطت مشاركتها في آستانة بموافقة «حركة أحرار الشام» التي دعت إلى اجتماع لقيادتها لبت الأمر. والحركة من كبريات الفصائل المسلحة، لكنها منقسمة بين تيار يساند «جبهة فتح الشام» («النصرة» سابقاً) الموصومة دولياً بالإرهاب، وبين تيار يؤيد انخراطاً أكبر مع فصائل معتدلة محسوبة على «الجيش الحر».

وفي هذا الإطار، أشارت شبكة «شام» المعارضة إلى «صعوبات تواجه الفصائل العسكرية» المجتمعة منذ أيام في أنقرة لاتخاذ قرار في شأن المشاركة في آستانة أو الغياب. وأوضحت أن هناك فصائل «رفضت بداية، وعادت ووافقت على (العرض التركي) الذي يدعم الذهاب إلى آستانة من دون شروط مسبقة». وتابعت «أن الفصائل تخلت عن غالبية مطالبها، لكنها ما زالت مصرة على تثبيت وقف النار».

وكانت «الهيئة العليا للمفاوضات» «ثمّنت» في بيانها، أمس، «الجهود المبذولة لنجاح لقاء آستانة، باعتباره خطوة تمهيدية للجولة المقبلة من المفاوضات السياسية» في 8 شباط في جنيف، مؤكدة أن «بحث المسار السياسي مسؤولية دولية يجب أن تكون تحت مظلة الأمم المتحدة وبإشرافها الكامل».

في غضون ذلك، أعلنت موسكو أنها استضافت الجمعة لقاء ثلاثياً تحضيراً لآستانة حضره مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ونائب وزير الخارجية التركي سادات أونال ونظيره الإيراني حسين جابري أنصاري. وكان لافتاً، على هامش هذا اللقاء الثلاثي، ما نقلته وكالة «ترك برس» عن مسؤول رفيع المستوى في الخارجية التركية من أنّ التقارب بين تركيا وروسيا في ما يخص حل الأزمة السورية «أزعج إيران» ودفعها إلى الاستياء من عملية «درع الفرات» ضد «داعش» في الشمال السوري. وأوضح هذا المسؤول أنّ إيران تطلب من الحكومة التركية تنسيق عملياتها داخل الأراضي السورية والعراقية مع حكومتي هذين البلدين، و «تدّعي أنّ وجود الميليشيات الإيرانية في الدولتين جاء بطلب من حكومتي دمشق وبغداد ولأغراض استشارية وليست قتالية». وذكر المسؤول أن «الإيرانيين ينظرون إلى التقدم العسكري التركي في شمال سورية على أنه عقبة في طريق تحقيق مشروعهم في سورية، وهم منزعجون من الوجود التركي في سورية والعراق لذا يطلبون دائماً من أنقرة سحب قواتها من أراضي هاتين الدولتين».

ميدانياً (أ ف ب)، شن «داعش» السبت هجوماً هو «الأعنف» منذ عام ضد القوات الحكومية في مدينة دير الزور شرق سورية، ما تسبب في مقتل 30 عنصراً من الطرفين. وأفاد «المرصد السوري» بأن التنظيم قام بـ «تفجير أنفاق وإرسال انتحاريين، فيما ردت قوات النظام وحلفاؤها بغارات على مواقع داعش داخل المدينة». وتحدث عن تقدم للتنظيم على أكثر من جبهة في المدينة ومحيطها.

 

«داعش» يهاجم دير الزور ومقتل العشرات

بيروت – رويترز، أ ف ب

شنّ مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الهجوم الأكبر لهم منذ أشهر على المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري في مدينة دير الزور اليوم (السبت) ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وأضاف «المرصد» ان ستة انفجارات على الأقل هزت المدينة، فيما اشتبك المقاتلون مع قوات النظام، موضحاً ان طيران النظام رد بقصف مواقع للتنظيم المتشدد.

وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» إن «12 عنصراً على الأقل من قوات النظام و20 مقاتلاً من تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا السبت في اشتباكات أعقبت هجوماً للمتطرفين على مدينة دير الزور، هو الأعنف منذ سيطرتهم على أجزاء واسعة منها وحصارها» قبل عامين.

وقال «الإعلام الحربي» التابع لميليشيا «حزب الله» اللبناني حليف دمشق أن «الجيش يصد هجمات المتشددين على طول عدد من الخطوط الأمامية بما في ذلك شرق المدينة وحول مطارها العسكري». وذكر التلفزيون السوري ان قصفاً نفذه تنظيم «الدولة الإسلامية» أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة في مناطق واقعة تحت سيطرة الحكومة.

ويستولي تنظيم «الدولة الإسلامية» على معظم أنحاء محافظة دير الزور التي تقع على الحدود مع العراق بما في ذلك أكثر من نصف المدينة، فيما يحاصر المناطق التي لا تزال الحكومة تسيطر عليها في المدينة منذ قرابة عامين.

وتُلقي قوات النظام السوري وحليفتها روسيا المساعدات جواً بشكل منتظم على المنطقة المحاصرة، حيث يعيش حوالى 200 ألف شخص يفتقرون للغذاء والدواء. وتربط محافظة دير الزور مدينة الرقة السورية معقل «داعش» بالأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في العراق.

 

روسيا دعت إدارة ترامب إلى مفاوضات آستانة … متجاوزة أوباما

واشنطن، أنقرة – أ ف ب، رويترز

ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن روسيا دعت فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى محادثات السلام حول سورية في 23 كانون الثاني (يناير) في كازاخستان، متجاوزة بذلك إدارة الرئيس باراك أوباما التي بدا أنها تغيبت عن العملية.

واكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس إن تركيا وروسيا قررتا فعلاً دعوة الولايات المتحدة لحضور محادثات السلام السورية في آستانة، مؤكداً استمرار معارضة تركيا دعوة جماعة «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية.

وكانت تركيا التي تشارك مع روسيا في رعاية المفاوضات قالت إن واشنطن ستدعى للانضمام إلى هذه المفاوضات. لكن روسيا لم تؤكد ذلك بينما قالت الإدارة الأميركية الحالية الجمعة انه لم يطلب منها المشاركة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر: «لم نتلق أي دعوة رسمية الى الاجتماع». وأضاف: «لكن بالتأكيد إذا تلقينا دعوة فسنقدم بالتأكيد توصية» إلى إدارة ترامب باحترامها.

وسيعقد هذا الاجتماع بعد ثلاثة أيام على تولي الجمهوري ترامب مهماته الرئاسية في 20 كانون الثاني (يناير) خلفاً للديموقراطي باراك أوباما.

ولم توجه الدعوات إلى المفاوضات بعد، بينما ما زالت صيغتها غير واضحة.

لكن «واشنطن بوست» أوردت أن السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك دعا الولايات المتحدة إلى اجتماع آستانة، خلال مكالمة هاتفية أجراها في 28 كانون الأول (ديسمبر) مع المستشار المقبل للأمن القومي في البيت الأبيض مايكل فلين. ونقلت الصحيفة عن مسؤول لم تسمه في الفريق الانتقالي لترامب قوله «لم يتخذ أي قرار» في الاتصال، موضحاً: «ليس لدي ما أضيفه حول حضور الولايات المتحدة الآن».

وأكد الناطق المقبل باسم البيت الأبيض شون سبايسر الجمعة للصحافيين أن الاتصال الهاتفي «تطرق إلى (الأمور) اللوجستية للتحضير لمكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي والرئيس المنتخب بعد تنصيبه».

ورفض نائب وزير الخارجية الروسي السبت التعليق على المعلومات عن هذا الاتصال. وقال سيرغي ريابكوف لوكالة الانباء الروسية «ريا نوفوستي»: «لا نعلّق على الاتصالات المتعلقة بالعمل اليومي لممثلي سفارتنا أو وزارة الخارجية مع زملاء في دول أخرى، بما فيها الولايات المتحدة».

وكان أعلن عن هذه المفاوضات حول مستقبل سورية في كانون الأول (ديسمبر) بعد الإعلان عن وقف للأعمال القتالية. وينظم هذا الاجتماع للمرة الأولى من دون مشاركة مباشرة من الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من أن واشنطن لم تشارك في شكل مباشر في هذه المبادرة، قال تونر «كنا على اتصال وثيق بالروس والأتراك مع تطور» المبادرة. وأضاف: «نشجع إدارة ترامب على مواصلة هذه الجهود».

وتشارك ايران حليفة الرئيس السوري بشار الأسد، أيضاً في الإعداد لهذه المحادثات التي تهدف الى التمهيد لإنهاء النزاع المستمر منذ ست سنوات في سورية.

وتعوّل روسيا على تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة في عهد ترامب بعد التوتر الذي ساد في عهد اوباما. وقد رفضت الجمعة القول ما إذا كانت ستتم دعوة واشنطن الى مفاوضات آستانة. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن روسيا «مهتمة بأوسع تمثيل ممكن للأطراف المعنية بآفاق تسوية سياسية في سورية».

ويفترض أن تمهد آستانة لمفاوضات بين السوريين مقررة في الثامن من شباط (فبراير) المقبل في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة.

وصرح الناطق باسم الخارجية الأميركية بأن «توصيتنا – وقلنا ذلك من قبل – هي دعم كل الجهود الهادفة الى التوصل الى دعم المفاوضات السياسية في جنيف، بهدف تعزيز وقف إطلاق النار في سورية».

 

القوات الحكومية السورية تتقدم في وادي بردى وتوقف عمليتها فى تدمر

دمشق – د ب أ – أكد مصدر عسكري سوري سيطرة القوات الحكومية على مساحات جديدة في محيط قرية عين الفيجة، خلال تجدد العملية العسكرية على مواقع المعارضة المسلحة في وادي بردى شمال غرب العاصمة دمشق.

 

وقال المصدر، إن قوات الحرس الجمهوري سيطرت ظهر الأحد على مرتفع رأس الصيرة الاستراتيجي المشرف على بلدتي عين الفيجة ودير مقرن بعد اشتباكات عنيفة مع الفصائل المسلحة.

 

وأضاف المصدر أن القصف الصاروخي والمدفعي على بلدة عين الفيجة تركز على معاقل المسلحين وألحق بهم خسائر كبيرة بالآليات ، مؤكداً أن القصف تمهيدي ويسبق التحضير لعملية برية للسيطرة على قرية عين الفيجة بعد أن انقلب المسلحون على الاتفاق مع الحكومة السورية.

 

وذكر المصدر أن القوات الحكومية تمكنت من تثبيت نقاط تمركز في قرية عين الخضرا ، الأمر الذي يسهل مهمة القوات المشاركة في العملية البرية المزمعة على قرية عين الفيجة.

 

وعادت الاشتباكات إلى منطقة وادي بردى منذ مساء أمس بعد اغتيال مسلحين مجهولين اللواء أحمد الغضبان المكلف من قبل الرئيس السوري بشار الأسد بإدارة شؤون قرى وبلدات المنطقة ، كما سحبت الحكومة السورية ورشات الصيانة التي دخلت إلى المنطقة لإعادة تأهيل نبع عين الفيجة.

 

وفي منطقة تدمر توقفت العملية العسكرية الواسعة التي بدأتها القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها أمس لاستعادة آبار النفط والغاز ومدينة تدمر” بحسب ما أفاد مصدر ميداني في القوات الحكومية السورية .

 

وذكر المصدر الميداني أن العملية توقفت بسبب الظروف المناخية القاسية وتشكل الضباب الذي حد من الرؤية ما يجعل القيام بأي هجوم بري محفوف بالمخاطر بسبب العربات المفخخة والكمائن التي ينصبها تنظيم “الدولة الاسلامية” المتطرف.

 

ونفى المصدر ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي عن سيطرة القوات الحكومية على مفرق جحار ، مبيناً أن “أقرب نقطة تتواجد فيها القوات تبعد7 كيلومترات عن الموقع المذكور.

 

واعتبر المصدر أن السيطرة على مفرق جحار سيكون نقطة محورية وتحول هام في العملية العسكرية للسيطرة على آبار النفط في جحار وجزل والمهر والشاعر.

 

تقدم لتنظيم الدولة الاسلامية في شرق سوريا رغم عشرات الغارات

بيروت – أ ف ب – حقق تنظيم الدولة الاسلامية تقدماً على الاطراف الجنوبية لمدينة دير الزور في شرق سوريا، رغم شن قوات النظام عشرات الغارات على مواقع الجهاديين الذين يسعون للسيطرة على كامل المدينة، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، “تمكن تنظيم الدولة الاسلامية منذ بدء هجومه السبت من التقدم غرب مطار دير الزور العسكري وفي الاطراف الجنوبية للمدينة، حيث سيطر على عدد من التلال المشرفة على المطار” الذي يحاول الجهاديون السيطرة عليه منذ فترة طويلة.

 

واوضح عبد الرحمن ان تقدم التنظيم المتطرف، جاء “رغم شن قوات النظام اكثر من 120 ضربة جوية على مواقع الجهاديين منذ صباح السبت، عدا عن القصف المدفعي العنيف”، مشيراً إلى “معارك عنيفة مستمرة الاحد بين الطرفين”.

 

وبدأ تنظيم الدولة الاسلامية السبت هجوماً “هو الاعنف” منذ عام وفق المرصد، من محاور عدة في مدينة دير الزور التي يسيطر على اكثر من ستين في المئة من مساحتها ويحاصر مئتي الف من سكانها بشكل مطبق منذ عامين.

 

واعتمد التنظيم عند بدء هجومه وفق المرصد، على “تفجير انفاق وارسال انتحاريين”.

 

وقال مصدر عسكري سوري في دير الزور السبت، ان “تنظيم داعش حشد قواته لمهاجمة دير الزور بهدف تحقيق خرق ميداني فيها”، في محاولة لـ”قطع الطريق بين المدينة والمطار العسكري”.

 

واضاف ان “الطيران الحربي استهدف خطوط امداد داعش في كل محاور المدينة”.

 

وقتل 12 عنصراً على الاقل من قوات النظام وعشرون جهادياً خلال المعارك السبت، تزامناً مع مقتل ثلاثة مدنيين على الاقل جراء قذائف اطلقها الجهاديون على احياء تحت سيطرة قوات النظام، وفق حصيلة للمرصد.

 

وتشهد الجبهات الرئيسية في سوريا منذ 30 كانون الاول/ديسمبر وقفاً لاطلاق النار بموجب اتفاق روسي تركي.

 

ويستثني الاتفاق بشكل رئيسي التنظيمات المصنفة “ارهابية” وعلى رأسها تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر منذ العام 2014 على اجزاء واسعة من محافظة دير الزور النفطية والحدودية مع العراق.

 

اقترحه علي مملوك بتفويض من بشار الأسد: اتفاق لوقف إطلاق النار بين المعارضة والنظام في وادي بردى

منهل باريش

«القدس العربي»: حصلت «القدس العربي» على نسخة من نص الاتفاق الذي اقترحه رئيس إدارة المخابرات العامة «أمن الدولة» لدى النظام السوري، اللواء علي مملوك، على وجهاء منطقة وادي بردى الواقعة غرب العاصمة دمشق.

ونص الاتفاق الذي حمله اللواء المتقاعد أحمد الغضبان (ابن عين الفيجة) على أن «تتوقف العملية العسكرية على وادي بردى بالكامل وتدخل ورشات الإصلاح لنبع الفيجة».

واشترط مملوك أن «يرفع العلم السوري فوق منشأة النبع». وبالنسبة لحماية النبع والمؤسسة، جاء التالي: «يدخل لنبع الفيجة، مع الورشات، 30 إلى 40 عنصر شرطة مدنية بسلاحهم الفردي، ويخرج الجميع من منشأة النبع وتتولى حراسة النبع هذه الشرطة». وجاء أيضا أن الدولة تتولى إصلاح البنى التحتية وإعادة إعمار بسيمة وعين الفيجة وجميع القرى التي تضررت في المنطقة.

وبخصوص مقاتلي المعارضة القادمين من القلمون والزبداني فإنهم «يعاملون بما يعامله أبناء وادي بردى في هذه المبادرة». وترك مملوك الباب مفتوحاً أمام المقاتلين، فمن «يرغب بتسوية وضعه يتم تسوية وضعه ويبقى في وادي بردى، ومن لا يرغب بالتسوية يحدد منطقة ليذهب لها وتؤمن الدولة ذهابه لها». ولم تتضمن المبادرة أي عملية تسليم للسلاح، حسب النـــص الذي أطلعت عليه «القدس العربي».

ومن الواضح أن المبادرة التي اقترحها مملوك تخالف الحملة الإعلامية السابقة التي رافقت الهجوم على منطقة وادي بردى، وتضمنت اتهام جبهة «فتح الشام» (النصرة سابقاً)، بأنها الجهة التي تسيطر على نبع الفيجة، وتسببت في تعطيش أربعة ملايين مواطن سوري في دمشق. ذلك لأن المبادرة لم تستثن أي فصيل، بل اعتبرتهم جميعاً مسلحين، وتجنبت ذكر مفردات مثل «الإرهابيين» أو «جبهة النصرة» على عادة تسميتهم من جانب النظام.

 

تسوية أوضاع أبناء الوادي

 

ونصت المبادرة على تسوية أوضاع «جميع أبناء وادي بردى المنشقين والمكلفين والمطلوبين للخدمتين، الإلزامية والاحتياط، يخدمون خدمتهم داخل وادي بردى، إما حراسة المباني الحكومية أو على حراسة نبع الفيجة كمساعدين للشرطة أو على حراسة خط بردى».

ويعمل اللواء الغضبان، وهو ضابط متقاعد وأحد أبرز وجهاء منطقة وادي بردى، بتكليف رسمي من رأس النظام السوري بشار الأسد. كما عُهد إليه بإدارة أمور المنطقة ومعالجة أوضاع العسكريين وأمن النبع وسلامة تدفق المياه إلى مدينة دمشق، وهذه البنود بضمانة الأسد شخصياً حسب ما رشح من معلومات.

وبعد لقاء مملوك توجه وفد برئاسة اللواء المتقاعد الغضبان، ومعاون وزير محافظة ريف دمشق، وممثل عن مؤسسة مياه عين الفيجة، وقاضٍ من بلدة دير قانون، توجهوا إلى وادي بردى لمباشرة الإجراءات التي أقرتها فصائل المعارضة.

وعند وصول الوفد إلى مؤسسة عين الفيجة، بدأت الرشاشات الثقيلة والمدفعية المتمركزة في الجبل الجنوبي بالقصف عليه داخل المؤسسة، وعلق أفراده هناك لمدة ساعتين، قبل أن تتمكن الفصائل من تأمين خروجهم.

وفي حديث إلى «القدس العربي»، كان أحد وجهاء وادي بردى ـ طلب عدم ذكر اسمه ـ قد وجه الاتهام إلى العميد قيس فروة، قائد اللواء 104 في الحرس الجمهوري والمسؤول عن عمليات النظام العسكرية في منطقة الوادي، بـ«محاولة عرقلة الاتفاق، ورغبته في الحسم العسكري وتدمير نبع عين الفيجة».

وأضاف الوجيه: «اتصل اللواء الغضبان باللواء مملوك وأخبره بما جرى، وفعلا توقف القصف، وقامت ورش الصيانة بالدخول صباح يوم الجمعة لتقدير الأضرار والبدء بصيانة الوادي، وتم رفع علم النظام على مؤسسة مياه عين الفيجة، وسيتم لاحقاً استكمال دخول عناصر الشرطة حسب نص الاتفاق من أجل حماية المؤسسة وضمان استقلال عملها».

 

التفاوض دون وسيط

 

وقررت فصائل المعارضة في الوادي التفاوض مباشرة مع النظام دون وسيط، بعد فشل كل المساعي عبر الأتراك والروس، وبعد فقدانها الأمل من المشاورات في أنقرة بين الفصائل والجانب التركي، والتي حضرها رئيس الحكومة السورية المؤقتة، الدكتور جواد أبو حطب، ابن منطقة وادي بردى. فكل رسائل التطمين من مجتمعي أنقرة، بأن وقف إطلاق النار سيبدأ بعد ست ساعات من تسليمهم شروط الذهاب إلى مؤتمر أستانة في الـ23 من كانون الثاني (يناير)، بددها قصف النظام الجوي العنيف على عين الفيجة وبسيمة.

وترافق قرار الفصائل بالاتفاق مع النظام مباشرة، بعد نية معلنة لخمس قرى في الوادي بأن تسير في مصالحات منفردة مع النظام، فيما رفضت بلدتا عين الفيجة وبسيمة المضي في أي مصالحة تقتضي تسليم سلاحها. وهذا الأمر سبق أن أكده المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا في حديثه عن اتفاق وقف إطلاق النار، معتبراً الهدنة ثابتة مع بعض الخروقات، في تجاهل واضح للعملية العســكرية المستمرة لثلاثة أسابيع.

ووصف الناشط الدكتور علي دياب الاتفاق بـ«النصر الكبير، إذا بقي النظام ملتزما به، خصوصا أنه أُبرم مع حالة الإحباط العامة بعد خسارة حلب». وأضاف دياب، في حديث لـ«القدس العربي»، أن الاتفاق «يبعد شبحي التغيير الديموغرافي المتمثل في التهجير القسري والباصات الخضراء». وأشار كذلك إلى أن الفصائل «توجهت إلى التفاوض مباشرة بسبب غياب الضامن الحقيقي لعملية وقف إطلاق النار».

ومن اللافت، في اتفاق وادي بردى، دخول شخصية أمنية كبيرة على خط المفاوضات مباشرة، وإنجاز تسوية مقبولة بعيدة عن تدخل روسيا وإيران، على غرار ما جرى سابقا في اتفاقية البلدات الأربع (الفوعة، وكفريا، ومضايا، والزبداني)، التي أبرمتها حركة «أحرار الشام» الإسلامية مع إيران في أنقرة، أو الاتفاق الروسي ـ التركي على الخروج القسري للمعارضة المسلحة من حلب الشرقية.

 

صحافي يتوعد السوريين من فوق طائرة حربية

لندن ـ «القدس العربي»: تسببت الحرب في سوريا بحالة أشبه بالجنون في الإعلام العربي، حيث كشفت عن مظاهر لم يكن يعرفها الناس ولم يسبق أن مرَّت على وسائل الإعلام، ابتداء من المشاجرات بالأيدي في البرامج التلفزيونية الحوارية، وصولاً إلى مظاهر أسوأ بكثير تجلت مؤخراً في قناة عراقية وأخرى إيرانية تنطق بالعربية.

أما الجديد في جنون الإعلام في العالم العربي، فتجلى مؤخراً – حسب ما رصدت «القدس العربي»- في تحول بعض القنوات التلفزيونية والمراسلين الصحافيين إلى مقاتلين في أرض المعركة، فضلاً عن انزلاقهم إلى دائرة التحريض على العنف والقتل وإذكاء نيران الفتنة والصراع الدموي الطائفي، بدلاً من أداء دورهم المتمثل في التوعية ونقل الأخبار بحياد وموضوعية.

وحسب مقطع فيديو تبلغ مدته 45 ثانية تم تداوله على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، فان مراسل قناة «العالم» الإيرانية حسين مرتضى، وهو لبناني الجنسية، ظهر في أحدث صرعاته مرتدياً الملابس العسكرية وجالساً على طائرة قتالية تابعة لجيش النظام السوري متوعداً المدن السورية وأهلها بالقصف.

ويظهر مرتضى في الفيديو الذي شاهدته «القدس العربي» وهو يسخر من المعارضين السوريين قائلاً لهم: «هذه هي العصفورة، وأينما تكونوا سنأتيكم بهذه العصفورة. تجمعوا تجمعوا حتى تسقط عليكم هذه العصفورة ما لديها… أنظروا اليها ستتذكرونها بالمنام… أنظروا لهذه العصفورة ما أجملها» وذلك في إشارة إلى الطائرة العسكرية التي تلقي بالبراميل المتفجرة على رؤوس السوريين في مناطق المعارضة السورية.

ويتابع مرتضى ساخراً: «أهم شيء أن هذه العصفورة ستأتيكم بالمفرقعات الليلة… المفرقعات الليلة ستأتيكم مثل الكبة في صينية، وستقوم بعمل أعياد الميلاد لكم ليلاً».

وهذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها منصور في فيديو يتوعد المعارضة السورية بالقتل ويتهكم على السوريين بالسخرية، بدلاً من نقل الأخبار بحياد وموضوعية، حيث سبق أن ظهر في تسجيل فيديو مستفز قبل أسابيع من مدينة حلب وتحديداً من أمام «الباصات الخضراء» كما تُعرف محليا، وهي الحافلات التي كانت تنقل سكان المنطقة لتفريغها.

وقال مرتضى موجهاً حديثه للمعارضين في حلب: «الباصات الخضراء في انتظاركم» ذاكراً أسماء بعينها لمعارضين، بينهم الداعية السلفي عبد الله المحيسني، والإعلامي موسى العمر، موجها حديثه مباشرة للعمر قائلًا «الذين ودعتهم البارحة أفقيا، سنرسل لك صورهم اليوم عموديا» في إشارة إلى جثث مقاتلي المعارضة.

كما ظهر مرتضى في مقطع فيديو آخر يتوعد المعارضة السورية بالقصف والإبادة بعد خروجهم من حلب، وأخذ يُردد، موجها حديثه للثوار: «تجمعوا في إدلب» مُخاطبا القاضي الشرعي في جيش الفتح، عبد الله المحيسني: «رسالتي الجديدة إلى المحيسني المهزوم، في المرحلة القادمة ستترحمون على الباصات والجرافات، وستلاحقكم هذه العصفورة (الطائرة الحربية) حيث تختبئون» ثُم بثّ مقطع فيديو آخر من ساحة الجامع الأموي في حلب، برفقة عناصر من جيش النظام، وسط ضحكاتهم العالية.

 

فصيل كردي يجند نازحين عراقيين وسوريين

أربيل ــ العربي الجديد

نشرت وسائل إعلام عراقية كردية، اليوم الأحد، تقارير تحدثت فيها عن عمليات تجنيد واسعة ينفذها حزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي السوري، المعروف اختصاراً بــPYD، والمرتبط بحزب “العمال الكردستاني” التركي، بين النازحين العراقيين والسوريين في مخيم الهول بمحافظة الحسكة شرق سورية.

ونقل موقع “باس نيوز” المقرب من حكومة إقليم كردستان العراق، تقريراً موسعاً ترجم “العربي الجديد” مقتطفات منه ورد فيه أن “سوريين في داخل مخيم الهول زودوا الموقع بمعلومات مدعومة بصور فوتوغرافية، لعمليات تجنيد لمقيمين في مخيم الهول، في محافظة الحسكة شرق سورية وضمهم إلى لجان تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD”.

وأضاف الموقع أن “عمليات التجنيد تتم عبر إدارة المخيم الواقع تحت سيطرة الحزب، ويدار من قبل أعضاء بالحزب المذكور”.

 

وأوضح مقيمون في مخيم الهول أن “إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي للمخيم تقوم بتخيير الأسر المقيمة بين الانتساب له، والحصول مقابل ذلك على مساعدات غذائية مقدمة من جهات مانحة، أو البقاء دون تلقي مساعدات”.

وفرّت عشرات الأسر العراقية من مدينة الموصل ومناطق أخرى في محافظة نينوى بشمال العراق إلى سورية، بعد تعذر عبورها إلى مناطق أخرى عراقية، لا تخضع لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وانتقلت للإقامة بمخيم الهول الذي وثقت تقارير عديدة الظروف المعيشية الصعبة للمقيمين فيه.

وأضاف مقيمون بالمخيم أن “إدارة PYD بدأت منذ أسبوعين بتشكيل لجان شعبية تابعة له من سكان المخيم، واستطاعت تشكيل 30 لجنة حتى الآن تضم عراقيين وسوريين، وتقوم اللجان بالاجتماع بالمقيمين في المخيم، وتربط عملية الحصول على المساعدات بالالتزام بالتعليمات الصادرة من الحزب”.

وذكرت تقارير أن نحو 500 عراقي وصلوا إلى مخيم الهول السوري، يوم الجمعة الماضي، بعد فرارهم من مناطق سيطرة “داعش” بالعراق.

 

داعش” يتّجه إلى عزل مطار دير الزور عن المدينة

جلال بكور

 

 

 

 

قالت مصادر محليّة إنّ تنظيم “الدولة الإسلامية (داعش)، واصل اليوم الأحد، هجومه على مواقع النظام السوري في مدينة دير الزور وريفها لليوم الثاني على التوالي، في وقت سقط خمسة قتلى مدنيون، بقصف للتنظيم على أحياء بالمدينة.

وبعد سيطرته أمس على كتيبة التأمين في جنوب غرب المطار، تمكن التنظيم اليوم، من بسط سيطرته على عدة نقاطٍ في محيط المطار العسكري، حيث شنّ هجوماً تمكّن على إثره من السيطرة على كتيبة الرحبة المجاورة لكتيبة التأمين ومناطق أخرى، واعتقل وقتل عدداً من عناصر قوات النظام.

وفي السياق، أفاد النّاشط “عامر الهويدي” لـ”العربي الجديد”، بأنّ “عناصر حماية الرحبة قاموا بتسليم أنفسهم للتنظيم دون قتال، بعد انسحاب مليشيات الدفاع الوطني” من مواقعها، والكمائن المتقدمة في الكتيبة، بينما تمكن التنظيم من السيطرة بشكل تام على مباني سكن الجاهزية (سكن الضباط) الواقع على طريق ديرالزور دمشق، ومكّنه التقدم من إحكام سيطرته النارية على طريق المطار العسكري بعد سيطرته التامة على الرحبة.

وأوضح الهويدي أنه “لم يتبقّ لقوات النظام السوري سوى طريق واحدة باتجاه المطار، وهي التي تمر عبر السكن الجامعي، ومنه إلى حاجز الجوية ومساكن المطار، ويرصد التنظيم بعض النقاط على الطريق نارياً”.

وبيّن الهويدي أنّ التنظيم “لا يزال يستقدم تعزيزات عسكرية، مما يشير إلى نيته في توسيع الهجوم أكثر، في وقت يواصل فيه عناصر التنظيم هجومهم على مواقع قوات النظام في تلّة البروك وأطراف جمعية الرواد من جهة منطقة البغيلية في مدينة ديرالزور، حيث المعارك كرٌّ وفرٌّ”.

وفي غضون ذلك، قصف عناصر التنظيم بالمدفعية والدبابات حيَّي الجورة والقصور الخاضعين لسيطرة النظام السوري، ما أوقع خمسة قتلى بينهم ثلاث نساء، فيما أصيب عشرات المدنيين بجراح مختلفة.

من جهته شنّ طيران النظام السوري وحليفه الروسي عشرات الغارات على قرى وبلدات البغيلية والجنينة والحسينية ومنطقة مستودعات عياش، غرب دير الزّور، ومحيط اللواء 137 والمواقع التي سيطر عليها التنظيم حديثاً في محيط المطار العسكري، ولم ترد أنباء مؤكدة عن حجم الخسائر نتيجة تلك الغارات.

وكان تنظيم “داعش” قد بدأ صباح أمس السبت هجوماً هو الأعنف على مواقع النظام السوري في مدينة دير الزور وريفها شرق سورية، وبدأ هجماته بتفجير عدد من المفخخات في مواقع النظام.

 

وادي بردى: الغضبان إغتيل على حاجز للنظام و”حزب الله

قُتِلَ الوسيط بين النظام والمعارضة، ومسؤول “لجنة التفاوض” المُكلف من قبل معارضة وادي بردى وفعالياتها الأهلية والثورية، اللواء المتقاعد أحمد حسن الغضبان، على حاجز مشترك تابع لـ”حزب الله” و”الحرس الجمهوري”، مساء السبت.

 

الناشط والصحافي هارون الأسود، قال لـ”المدن”، إن عناصر “الحرس الجمهوري” و”حزب الله” المتمركزين في حاجز رأس العامود، على مدخل قرية دير مقرن، أطلقوا الرصاص، بشكل مباشر، على اللواء المتقاعد الغضبان، وعلى مرآى الحضور من أعضاء “لجنة تفاوض وادي بردى”، بعد انتهاء جلسة مفاوضات جمعتهم مع “لجنة النظام”. اجتماع حضره ممثلون عن رئيس “الأمن القومي” علي مملوك، والعميد قيس فروة ممثلاً عن “الحرس الجمهوري”، وأمين فرع “حزب البعث” ومحافظ ريف دمشق، وممثلون عن مليشيا “الدفاع الوطني” وعدد من الضباط المشرفين على الحملة العسكرية المستمرة منذ أربعة أسابيع على قرى الوادي.

 

وكان اللواء أحمد الغضبان قد أشرف على سير عمل ورشات مؤسسة المياه لصيانة أضرار منابع عين الفيجة التي دمرها قصف مروحيات البراميل، ما أوقف ضخ المياه إلى العاصمة دمشق منذ أكثر من 20 يوماً. لكن الورشات اضطرت لمغادرة عين الفيجة السبت، بعد احتراق إحدى عرباتها جراء استهدافها من قبل مليشيات النظام. ورافق اللواء وعدد من لجان المنطقة، فرق الصيانة لتأمين خروجها وحمايتها من الاستهداف، وصولاً إلى حاجز رأس العامود. وهناك أوقفت مليشيات النظام ثلاثة وجهاء من الوادي، لما يقارب الساعة، ومن ثم اطلقت سراحهم، بالتزامن مع توقيت الاجتماع المقرر الذي تحدث فيه اللواء عن إلتزام أهالي الوادي وفعالياته في تسيير أعمال صيانه النبع، واستمرار خروق قوات النظام والمليشيات المساندة لها لـ”وقف اطلاق النار” الخاص بالوادي، واستمرار عمليات الاجتياح واستهداف قرى المنطقة، وعدم التزام المليشيات بالاتفاق الذي نص على “وقف اطلاق النار” مقابل رفع علم النظام على منشأة النبع وبدء أعمال الصيانة له. وبعد انتهاء الإجتماع وخروج الحاضرين تمّ استهداف اللواء المتقاعد على مرآى الجميع، من قبل عناصر الحاجز.

 

وكان اللواء أحمد الغضبان قد تقاعد من الجيش في العام 2003 بعد أن وصل إلى قيادة “الفرقة 14” من “القوات الخاصة”. وتم تكليف الغضبان، منذ خمس سنوات، من قبل أهالي وثوار وادي بردى ليكون مسؤولاً عن المفاوضات الخاصة بالمنطقة. وأبرم خلال تلك المدة الطويلة اتفاقيات “هدن” سابقة أفضت إلى استمرار سيطرة المعارضة على منابع المياه مقابل وقف استهداف قرى الوادي.

 

وكان مقرراً أن يقابل اللواء الغضبان خلال الأيام القادمة رأس النظام بشار الأسد، ورئيس “الأمن القومي” علي مملوك، لبحث ملف “المصالحة”، الذي تم تعيّينه مسؤولاً عنه، ﻹدارة شؤون وادى بردى، بما في ذلك ملف المنشقين والمتخلفين عن قوات النظام. بحيث تفضي العملية إلى استمرار “وقف اطلاق النار” وضمان إكمال أعمال ورشات طوارئ المياه، وانتشار “فرقة مشاة” من قوات النظام في محيط النبع، مقابل “تسوية أوضاع” ثوار المنطقة، وعدم تهجيرهم أو تسليم أسلحتهم.

 

اتفاق يبدو أن لا رابح فيه، لكنه لم يعطِ مليشيا “حزب الله” أي امتيازات، ما يعارض مخططها لبسط نفوذها على المنطقة، ما قد يكون دافعها لاغتيال اللواء الغضبان، بغية افشال الاتفاق، واستمرار الحملة العسكرية بالشكل الذي يضمن مصالحها، في حين يشير آخرون إلى أن مسؤول “الحرس الجمهوري” العميد قيس فروة، هو من يقف وراء اغتيال الغضبان، نتيجة صراعات أجنحة ضمن قوات النظام، ورغبته بتعطيل الاتفاق في الوادي.

 

اغتيال مسؤول التفاوض في وادي بردى.. يهدد التحضيرات لأستانة

توقفت فرق صيانة نبع الفيجة في وادي بردى عن أعمال الإصلاح، بعد اغتيال الوسيط المكلف بإدارة المنطقة، اللواء المتقاعد أحمد الغضبان، الأحد، حيث كان يشرف على تنفيذ الاتفاق ويلتقي الممثلين عن أهالي قرى بردى والممثلين عن النظام.

 

وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا”، اتهمت على الفور فصائل المعارضة بقتل الغضبان، وقالت إن “إرهابيين أطلقوا النار مساء اليوم (السبت) على أحمد الغضبان أحد منسقي عملية المصالحة بوادى بردى، بعد خروجه من اجتماع مع متزعمي المجموعات الإرهابية المسلحة في قرية عين الفيجة، ما أدى الى استشهاده”.

 

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن “مسلحين مجهولين اغتالوا رئيس لجنة التفاوض في وادي بردى اللواء المتقاعد أحمد الغضبان، بعد 24 ساعة من تكليفه (بإدارة شؤون القرى)”. وكان المرصد قد أشار، الجمعة، إلى أن الرئيس السوري كلّف الغضبان بهذه المهمة لأنه من الأشخاص المقبولين بالنسبة إلى سكان قرى الوادي.

 

وبينما أفاد المرصد أن الغضبان قتل لدى خروجه “مع ورشات الإصلاح من وادي بردى”، أصدرت المؤسسات والفعاليات المدينة والمؤسسات الخدمية والجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، العاملة في قرى وبلدات وادي بردى، بياناً نعت فيه “الشهيد اللواء أحمد الغضبان”، وأكدت أن الاغتيال جرى عند “حاجز النظام في منطقة دير قانون”.

 

وأوضح البيان، أن الغضبان كان “يترأس الوفد التفاوضي عن أهالي وادي بردى، وتم تكليفه مؤخراً وفق اتفاقية الحل السلمي المقدمة من اللواء علي مملوك لإدارة أمور المنطقة عسكرياً وأمنياً”.

 

وناشد الموقعون على البيان “قادة الفصائل المجتمعة في أنقرة لتشكيل الوفد الذاهب إلى أستانة (..) الإعلان بشكل واضح عن انهيار العملية السياسية وعدم التوجه إلى أستانة”، كما طالب الموقعون “الجمهورية التركية بتحمل مسؤولياتها كطرف ضامن لاتفاق وقف إطلاق النار التركي-الروسي المدعوم بقرار مجلس الأمن رقم 2336”. وشدد البيان على ضرورة إدخال مراقبين دوليين إلى وادي بردى، من أجل مراقبة وقف إطلاق النار، وانسحاب “النظام ومليشيا حزب الله الإرهابية من كل المناطق التي سيطرت عليها بعد توقيع الاتفاق”.

 

وكانت قوات النظام وحزب الله قد خرقت الاتفاق، السبت، مع تقدمها للسيطرة على مساحات جديدة في وادي بردى، مستغلين رضوخ فصائل المعارضة للأمر الواقع، وحرصهم على عدم التصعيد من أجل إنهاء هذه الأزمة، وإعطاء فرصة لورشات الصيانة بإصلاح المواقع المتضررة جراء القصف. وانسحبت المعارضة من قريتي بسيمة وعين الخضرا، بعد قتال استمر أكثر من 20 يوماً، وأفاد نشطاء عن شنّ النظام والمليشيات حملات اعتقال بحق أهالي البلدتين الذين لم يتمكنوا من الخروج.

 

وفي بيان مقتضب، أصدرته الهيئة الإعلامية في وادي بردى، فإن الغضبان قتل على حاجز دير قانون بعد استدعائه من قبل النظام مع وفد الأهالي للاجتماع مع محافظ ريف دمشق والعميد من مرتبات الحرس الجمهوري قيس الفروة، وعدد من الوزراء. وأكد البيان أن العميد الفرة قام “بإعدام اللواء الغضبان إعداماً ميدانياً أمام مرأى الجميع”.

 

الهيئة العليا تدعم الوفد العسكري الى الاستانة..وتتمسك بمرجعية جنيف

أنهت الهيئة العليا للمفاوضات السورية اجتماعاتها المنعقدة منذ يومين، من أجل اتخاذ موقف بشأن المحادثات المرتقبة في العاصمة الكازخستانية أستانة، وأعلنت أنها تدعم الوفد العسكري المفاوض، واستعدادها لتقديم الدعم اللوجستي له.

 

وأكدت الهيئة في بيان أصدرته، السبت، على “تفاعلها الإيجابي مع أي مبادرة تسهم في حقن الدم السوري وتعزيز فرص الحل السياسي، الذي يلبي مطالب الشعب السوري وتطلعاته لإنهاء مرحلة الاستبداد”. وأعلنت استعدادها ورغبتها “في استئناف مفاوضات الحل السياسي في جنيف دون أي شروط مسبقة، ما دامت هذه المفاوضات منطلقة من مرجعية بيان جنيف لعام 2012، والقرارات الدولية ذات الصلة، والتي رسمت مسار الحل السياسي”.

 

وأضاف البيان “تؤكد الهيئة دعمها للوفد العسكري المفاوض واستعدادها لتقديم الدعم اللوجستي له، وتعبر عن أملها في أن يتمكن هذا اللقاء (في أستانة) من ترسيخ الهدنة ومن بناء مرحلة الثقة عبر تنفيذ البنود 12 و13و14 من قرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015، وخاصة في ما يتعلق بفك الحصار عن جميع المدن والبلدات المحاصرة وإدخال المساعدات وإطلاق سراح المعتقلين”.

 

وتابع البيان “تثمن الهيئة العليا للمفاوضات الجهود المبذولة لنجاح لقاء أستانة باعتباره خطوة تمهيدية للجولة القادمة من المفاوضات السياسية التي أعلن السيد ستيفان دي مستورا عن استئنافها، في الثامن من شهر فبراير (شباط) القادم في جنيف”. كما شدد البيان على أن “بحث المسار السياسي هو مسؤولية دولية يجب أن تتم تحت مظلة الأمم المتحدة وبإشرافها الكامل”.

 

ولا يعتبر بيان الهيئة قبولاً منها بما قررته موسكو وأنقرة حول عقد محادثات مباشرة بين النظام والمعارضة في أستانة، في حين يتعلق حسم هذا الأمر بما سيتوصل إليه اجتماع فصائل المعارضة المستمر في أنقرة، حيث من المقرر أن يصدر موقف المجتمعين بشأن المشاركة في وقت لاحق السبت.

 

إلى ذلك، من المقرر أن يتوجه وفد تركي إلى العاصمة الروسية موسكو، الأحد، من أجل عرض نتائج الاجتماعات المنعقدة في أنقرة بين الأطراف المعنية بمحادثات أستانة. وأشارت مصادر مطلعة على سير الاجتماعات، أن الوفد التركي سيحمل قائمة أسماء وفد المعارضة وسيقدمها إلى موسكو في حال موافقة الفصائل على المشاركة بمحادثات أستانة، المقرر انعقادها في 23 يناير/كانون الثاني الحالي.

 

فنادق سوريا لم تعد للسياحة.. وإنما للاستحمام

رولا عطار

يعيش سكان دمشق أزمة فقدان مياه هي الأشد من نوعها منذ بدء الحرب في سورية حيث تنقطع المياه لمدة ثلاثة أيام متتالية، لتأتي بعد ذلك لفترة لا تتجاوز الساعتين. ومع تزامن انقطاع الكهرباء مع فترة ضخ المياه وفق الفترات التي تحددها المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في محافظة دمشق بشكل يومي، فإن قسماً كبيراً من سكان بعض الأحياء لا يحصلون على حصتهم من المياه.

 

الحديث عن المياه هو الشغل الشاغل للسوريين في دمشق. ومع البحث عن مصادر للمياه كان التوجه نحو الفنادق هو أحد الحلول لقضاء الحاجات اليومية: الاستحمام على سبيل المثال. فبعد مضي زمن على الأزمة وتوقف الحركة السياحية في سورية تحوّلت الفنادق إلى ما يشبه أماكن السكن للنازحين. واليوم هي ملجأ كثيرين بحثاً عن المياه المفقودة في المنازل.

 

يؤكد عدد من العاملين في فنادق داخل العاصمة، عن تلقيهم، يوميّاً، اتصالات من سوريين يستفسرون عن توفر المياه والكهرباء في الفندق.

 

مسؤوله الحجوزات في أحد الفنادق وسط العاصمة، تتحدث لـ”المدن”، أن ما نسبته 5 إلى 10% من حجوزات الفندق هي لأشخاص انقطعت المياه في منازلهم وتوجهوا نحو الإقامة في الفنادق للاستحمام، حيث يتم استئجار غرفة لساعات عدّة أو ليوم. وتضيف مسؤولة الحجوزات أن زوجات المديرين في الفندق، وهن من سكان مناطق (الروضة- المالكي) من نزلاء الفندق للغاية نفسها، لكنها تصف بأن حال بعض الفنادق ليس بالشكل الأفضل. فمع أزمة المازوت تفتقد الفنادق للتكييف والمياه الساخنة.

 

وفي السياق، تقول نادية مديرة الحجوزات في فندق آخر إن نحو 40% من نزلاء الفندق هم من سكان العاصمة يقصدون الفندق بحثاً عن مكان تتوفر فيه المياه. وتوضح أن الفنادق هي المكان الأمثل في هذه الحالة لأن لها وضعاً خاصاً يراعى طبيعة عملها، ورغم ذلك، غالباً لا تنقطع المياه عنها. وتبقى قادرة على تلبية الحاجات التي تفرضها طبيعة الأوضاع التي تمر بها العاصمة هذه الأيام.

 

يراوح أجر غرفة في فندق بين 15 و20 ألف ليرة سورية، أي نحو (40 دولاراً). يقول حسن موظف استقبال في فندق في منطقة المرجة، إن معظم نزلاء الفنادق في هذه المنطقة هم من القادمين من المحافظات الأخرى، ولاسيما المحافظات الشرقية. ويذكر حالة واحدة “حيث قامت إحدى السيدات بالاتصال بنا والسؤال عن توفر المياه في الفندق، ثم جاءت إلينا وحجزت غرفة”.

 

وهناك حالات كثيرة يشير إليها العاملون في الفنادق، تتضمن الاستفسار عن توفر المياه والكهرباء. ما يرجّح أن الأيام المقبلة ستشهد طلباً على الفنادق من سكان العاصمة، فيما لو استمرت أزمة المياه. وهذا ما توحي به تصريحات المسؤولين عن قطاع المياه، بأن لا إطار زمنياً لحل أزمة المياه وأنه يتم تعويض سكان دمشق من خلال خطة الطوارئ.

 

اشتباكات عنيفة ليلًا في وادي بردى بعد اغتيال الغضبان

تبادل الاتهامات عقب مقتل مسؤول التفاوض

إيلاف- متابعة

شهدت منطقة وادي بردى ليل السبت الأحد اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المعارضة، بعد ساعات من مقتل مسؤول ملف التفاوض، وتبادل الطرفين الاتهامات بالمسؤولية عن ذلك، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد.

 

بيروت: قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن “معارك عنيفة اندلعت بعد منتصف الليل بين قوات النظام ومقاتلين من حزب الله اللبناني من جهة، والفصائل المقاتلة من جهة ثانية، بعد إقدام مسلحين مجهولين على اغتيال رئيس لجنة التفاوض في المنطقة اللواء المتقاعد أحمد الغضبان أثناء خروجه مع فرق الصيانة من وادي بردى”.

 

وأشار المرصد إلى أن “قوات النظام وحلفاءها حاولت التقدم إلى بلدة عين الفيجة، التي تضم مصادر المياه، إلى دمشق، كما قصفت بعد منتصف ليل السبت الأحد بالرشاشات الثقيلة مناطق الاشتباك”.

 

تبادل طرفا النزاع الاتهامات بالمسؤولية عن اغتيال الغضبان، الذي كان قد تولى مهماته قبل 24 ساعة من مقتله وفق المرصد، إثر التوصل إلى اتفاق يتيح دخول فرق الصيانة لإصلاح الأضرار اللاحقة بمصادر المياه المغذية لدمشق، في مقابل وقف العمليات العسكرية وخروج المقاتلين الراغبين في مغادرة الوادي.

 

قتل الأمل

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) ليل السبت الأحد أن “إرهابيين أطلقوا النار” على الغضبان “بعد خروجه من اجتماع مع متزعمي المجموعات الإرهابية المسلحة في قرية عين الفيجة”.

 

في المقابل، اتهمت المؤسسات والفعاليات المدنية في قرى وبلدات وادي بردى، في بيان مشترك ليل السبت الأحد، “يد الغدر” باغتيال الغضبان “عند حاجز للنظام (…) لتقضي على كل أمل في حل سلمي يحقن الدماء”.

 

وناشدت الفصائل “عدم التوجه إلى أستانا”، مطالبة بدخول “مراقبين أمميين إلى وادي بردى لمراقبة وقف إطلاق النار وانسحاب (قوات) النظام” ومقاتلي حزب الله اللبناني.

 

ومع بدء وقف إطلاق النار على الجبهات الرئيسة في سوريا، بموجب اتفاق تركي روسي في نهاية الشهر الماضي، لم تتوقف المعارك المستمرة في وادي بردى منذ 20 ديسمبر. وأدت المعارك، وفق المرصد، إلى انقطاع المياه عن معظم دمشق، وتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن ذلك.

 

موسكو توجه دعوة إلى إدارة ترامب للمشاركة في المحادثات

الهيئة العليا للمفاوضات تدعم الآستانة

أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارضة السورية أنها تؤيد الجهود المتعلقة بمحادثات السلام المزمع عقدها في الآستانة، وتزامن ذلك مع توجيه دعوة روسية إلى إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لحضور المفاوضات المرتقبة في عاصمة كازاخستان، في تجاوز واضح لإدارة الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما الذي لم تتلقَ إدارته أي دعوة بذلك الخصوص.

 

ويعتبر الاجتماع في الآستانة بين الأطراف السورية خطوة مبدئية لاستئناف الجولة المقبلة من المفاوضات السياسية في جنيف برعاية الأمم المتحدة. ويأتي التحضير لتلك المحادثات إثر اتفاق على وقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة في 30 كانون الأول من العام الماضي توسطت فيه موسكو وأنقرة.

 

ويهدف الاتفاق إلى تمهيد الطريق أمام عقد محادثات سلام جديدة تأمل روسيا انعقادها في الآستانة في وقت لاحق من الشهر الجاري بدعم تركي وإيراني.

 

وقالت الهيئة السورية المعارضة في بيان إنها تؤكد «دعمها للوفد العسكري المفاوض واستعدادها لتقديم الدعم اللوجستي له، وتعبر عن أملها في أن يتمكن هذا اللقاء من ترسيخ الهدنة ومن بناء مرحلة الثقة عبر تنفيذ… قرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015، وبخاصة في ما يتعلق

 

بفك الحصار عن جميع المدن والبلدات المحاصرة وإدخال المساعدات وإطلاق سراح المعتقلين«.

 

وأضافت الهيئة التي تُعد الجماعة الرئيسية الشاملة للمعارضة السورية أنها تثمّن «الجهود المبذولة لنجاح لقاء الآستانة باعتباره خطوة تمهيدية للجولة القادمة من المفاوضات السياسية التي أعلن (مبعوث الأمم المتحدة الخاص بشأن سوريا) ستيفان دي ميستورا استئنافها في الثامن من شهر شباط القادم بجنيف».

 

وكان دي ميستورا صرح بأنه يعتزم عقد محادثات سلام منفصلة في جنيف في الثامن من شباط. وتُعقد هذه المحادثات التي تدعمها الأمم المتحدة بشكل متقطع. وتقول روسيا إن محادثات كازاخستان تكمل محادثات الأمم المتحدة ولا تُعد منافساً لها. وبرزت الجهود التي تقودها موسكو لإحياء الديبلوماسية من دون مشاركة الولايات المتحدة بعد سقوط حلب بيد قوات الأسد والميليشيات المتحالفة معها، ومع تحسن العلاقات بين روسيا وتركيا أحد الأطراف الرئيسية المساندة لقوات المعارضة منذ فترة طويلة.

 

وفي هذا السياق وجهت روسيا دعوة لإدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الجديدة للمشاركة في المحادثات الخاصة بسوريا في كازاخستان، المقررة في وقت لاحق من الشهر الجاري، يحسب ما نقلته صحيفة «واشنطن بوست»، ما اعتبر تجاوزاً لإدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما.

 

وذكرت الصحيفة في عددها الصادر السبت، أن السفير الروسي لدى واشنطن سيرغي كيسلياك، أبلغ الإدارة الأميركية القادمة بهذه الدعوة خلال مكالمة هاتفية مع مستشار ترامب في الأمن القومي مايكل فلين يوم 28 من الشهر الماضي.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال المكالمة الهاتفية لم يتم اتخاذ قرار في ما إذا كانت الإدارة الجديدة ستُشارك في مفاوضات الآستانة أم لا.

 

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد صرحت في وقت سابق أنها لم تتلق أي دعوة رسمية، لكنها على تواصل مستمر حول الملف السوري مع روسيا وتركيا.

 

ونقلت وكالة «نوفوستي» عن دميتري بسكوف الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي قوله إنه لا يستطيع القول حتى الآن أي شيء بشأن المشاركة الأميركية المحتملة في عملية التفاوض في الآستانة.

 

ومن المقرر أن تطلق مفاوضات بين أطراف القضية السورية يوم الاثنين 23 كانون الثاني، في العاصمة الكازاخستانية.

 

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن بلاده اتفقت مع روسيا على دعوة واشنطن لـ»مباحثات الآستانة» المتعلقة بسوريا أواخر كانون ثاني الجاري. جاءت تصريحات الوزير التركي في مؤتمر صحافي بأنقرة، عقب مشاركته بأعمال الدورة التاسعة لمؤتمر السفراء الأتراك في الخارج، وذلك تعليقاً على تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأميركية بهذا الخصوص الثلاثاء الماضي. وأشار الى أن بلاده اتفقت مع روسيا على دعوة واشنطن للمشاركة في محادثات الآستانة. مضيفاً «سنقدم دعوة للولايات المتحدة التي سوف تشارك في الآستانة (..) فنحن لا ننكر دور الولايات المتحدة ومساهماتها«.

 

ولفت جاويش أوغلو، إلى أنه تحدث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، بخصوص دعوة الولايات المتحدة الأميركية.

 

وأردف قائلاً «الجانبان (التركي والروسي) متفقان على دعوة واشنطن إلى المباحثات، وضرورة قطع الولايات المتحدة صلتها بالتنظيم الإرهابي (ب ي د)، وإذا أصرّت على دعوته إلى المحادثات، فلتدع أيضاً جبهة النصرة، وتنظيم داعش«، متسائلاً باستنكار «ما هذا الهراء؟«.

 

وشابت غارات جوية واشتباكات ولا سيما قرب العاصمة السورية دمشق هدنة هشة بدأت قبل أسبوعين، ولا سيما مع استمرار القتال في وادي بردى حيث أقدم مسلحون مجهولون على اغتيال منسق عملية المصالحة في الوادي شمال غرب دمشق غداة إعلان السلطات السورية عن التوصل إلى اتفاق في المنطقة.

 

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية التابعة للنظام (سانا) أن «إرهابيين أطلقوا النار مساء اليوم (السبت) على أحمد الغضبان أحد منسقي عملية المصالحة بوادي بردى بعد خروجه من اجتماع مع متزعمي المجموعات الإرهابية المسلحة في قرية عين الفيجة ما أدى الى استشهاده».

 

والغضبان معيّن من قبل النظام السوري لتنسيق عملية المصالحة في هذه المنطقة على غرار ما حصل في مناطق سورية أخرى سابقاً.

 

وتأتي عملية الاغتيال غداة الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بين قوات النظام والفصائل المعارضة في وادي بردى أتاح الجمعة دخول ورش الصيانة لبدء عملية إصلاح الأضرار التي لحقت بمصادر المياه المغذية لدمشق. كما دخل السبت وفق المرصد، عدد من الحافلات المخصصة لإجلاء المقاتلين الراغبين بالخروج من المنطقة، من دون أن تسجل أي عمليات مغادرة.

 

وقال المرصد السوري إن «مسلحين مجهولين اغتالوا رئيس لجنة التفاوض في وادي بردى اللواء المتقاعد أحمد الغضبان بعد 24 ساعة من تكليفه» من قبل بشار الأسد لإدارة شؤون قرى وبلدات المنطقة. وأوضح المرصد أن عملية الاغتيال وقعت «خلال خروج الغضبان مع ورشات الإصلاح من وادي بردى».

 

وكان المرصد أفاد عصر السبت عن «خرق قوات النظام ومقاتلي حزب الله اللبناني للاتفاق مع سيطرتهم على بلدة في وادي بردى، مستغلين وقف العمليات العسكرية للتقدم وإطلاق القذائف» بعد هدوء استمر ساعات.

 

وتشهد محافظة إدلب منذ ساعات الصباح غارات جوية مكثفة من الطيران الحربي الروسي وطيران الأسد، استهدفت أكثر من 15 منطقة بريف المحافظة، مخلفة شهداء وجرحى.

 

وقال ناشطون إن الطيران الحربي استهدف بعشرات الغارات الجوية كلاً من الدار الكبيرة، أطراف كفرعين، أطراف كفرنبل، أطراف النقير، أطراف حزارين، جبالا، أطراف معرة حرمة، ترملا، أريحا، سراقب، إفس، أوم الجوز، أطراف البارة.

 

وخلفت الغارات شهيدة في بلدة جبالا وثلاثة شهداء في بلدة اورم الجوز كحصيلة أولية، وشهيدان في مدينة أريحا، إضافة لعشرات الإصابات جراء استهداف موقع الغارة في مدينة أريحا بغارة ثانية من الطيران الحربي الروسي بعد وصول فرق الدفاع المدني خلفت 20 جريحاً بينهم عناصر من الدفاع المدني بحالة خطرة.

(ا ف ب، رويترز، السورية.نت، شام، الأناضول)

 

المعارضة السورية المسلحة تحسم موقفها اليوم من “أستانا”  

قالت مصادر للجزيرة إن المعارضة السورية المسلحة الموجودة بالعاصمة التركية ستستأنف أنقرة اليوم الأحد اجتماعاتها لحسم موقفها من المشاركة في مفاوضات أستانا المزمع عقدها في الـ23 من الشهر الجاري، وذلك بعدما عبرت الهيئة العليا للمفاوضات عن دعمها لمحادثات أستانا.

 

وأضافت المصادر أن المعارضة السورية أجلت مؤتمرها الختامي الذي كان مقررا انعقاده أمس السبت لإعلان موقفها النهائي بسبب استمرار المشاورات مع حركة أحرار الشام التي لم توافق حتى الآن على المشاركة في المفاوضات.

 

وكانت الجزيرة حصلت في وقت سابق على مسودة توافقت عليها فصائل المعارضة المجتمعة بأنقرة، باستثناء حركة أحرار الشام التي ربطت مشاركتها في مفاوضات أستانا بتحقيق وقف إطلاق نار شامل وحقيقي في البلاد، فضلا عن نشر مراقبين في المناطق المهددة، وعلى رأسها منطقة وادي بردى بريف دمشق الغربي.

 

غير أن مصادر الجزيرة رجحت أن تعلن فصائل المعارضة المسلحة اليوم مشاركتها بمفاوضات أستانا دون شروط معلنة، مع ضمانات تحصل عليها من روسيا وتركيا لوقف إطلاق النار.

 

عدم جدية

وقالت المعارضة إن القصف الروسي في إدلب وتصعيد النظام وحلفائه في وادي بردى يعكس “عدم جدية موسكو في وقف إطلاق النار”، مما جعل بعض الفصائل تتردد في المشاركة في مفاوضات أستانا.

 

ومن المقرر أن يتوجه وفد تركي اليوم الأحد إلى روسيا حاملا نتائج الاجتماعات مع المعارضة، وأسماء وفدها لمحادثات أستانا إذا تم الاتفاق على المشاركة فيها.

 

وكانت الهيئة العليا للمفاوضات السورية قد أعربت عن أملها بأن تكون محادثات أستانا المرتقبة فرصة لبناء الثقة من أجل التوصل إلى حل سياسي ينهي نزيف الدم السوري، وأكدت دعمها للوفد العسكري المفاوض واستعدادها لتقديم الدعم اللوجستي له.

 

وقالت إنها تطمح لترسيخ “الهدنة المزمعة” عبر تنفيذ البنود الثاني والثالث والرابع عشر من قرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015، ويضع هذا القرار خريطة طريق حل سياسي للنزاع السوري تتضمن وقف إطلاق النار ومفاوضات بين المعارضة والنظام وتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات.

 

مفاوضات جنيف

وأكدت الهيئة العليا رغبتها في استئناف مفاوضات الحل السياسي بجنيف دون أي شروط مسبقة، ما دامت مفاوضات أستانا منطلقة من مرجعية بيان جنيف لعام 2012 والقرارات الدولية ذات الصلة، وشددت على ضرورة الحضور العربي والدولي في مفاوضات الحل السياسي، مع تأكيد أن أي مبادرة سياسية يجب أن تنطلق من أجندة واضحة وجدول زمني محدد.

 

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو صرح أمس السبت بأن بلاده وروسيا قررتا دعوة الولايات المتحدة إلى محادثات السلام السورية المقرر عقدها بأستانا، مشددا على رفض بلاده مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تصنفها أنقرة ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية.

 

يشار إلى أن وقف إطلاق النار دخل حيذ التنفيذ بسوريا يوم 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي لتمهيد الطريق أمام عقد محادثات سلام في أستانا بمبادرة روسية وبدعم من تركيا وإيران.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

المعارضة تستعيد مواقعها ببردى وقتلى بقصف للنظام  

استعادت المعارضة المسلحة اليوم الأحد نقاطا عدة في بلدتين بوادي بردى غربي دمشق، وصدت هجمات أخرى بالمنطقة، بينما قتلت قوات النظام 12 شخصا جراء القصف، كما قصفت بلدات أخرى في حماة والقنيطرة.

 

وقال مراسل الجزيرة محمد الجزائري إن المعارضة استعادت بهجوم معاكس نقاطا في بلدتي بسيمة وعين الخضراء بعد ساعات من سيطرة قوات النظام وحزب الله اللبناني عليهما.

 

كما صدت المعارضة هجوما لقوات النظام في محاور أرض الضهرة وكفير الزيت ودير مقرن، بينما قالت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري إنها حققت تقدما هناك.

 

وكانت قوات النظام وحزب الله قد شنت هجوما مباغتا في وقت متأخر أمس السبت، سيطرت خلاله على كامل بلدتي بسيمة وعين الخضراء، وباتت على مشارف بلدة عين الفيجة التي يقع فيها المصدر الرئيسي لمياه الشرب في دمشق.

 

وفي هذا السياق، قالت مصادر بالمعارضة إن قوات النظام قصفت قرية دير قانون في وادي بردى وأسقطت 12 شهيدا وعشرين جريحا حالتهم حرجة جدا، حيث استهدفت دبابة تجمعا للمدنيين في صالة الريم.

 

وأوقفت هجمات النظام وحزب الله عمل فرق الصيانة التي كان يفترض أن تصلح منشأة ضخ المياه في عين الفيجة، والتي دخلت المنطقة قبل يومين بموجب اتفاق أولي مع المعارضة، إلا أنها تعرضت بمجرد وصولها إلى المنشأة للاستهداف من قبل قوات النظام، وفق مصادر المعارضة.

 

وفي تطورات أخرى، قالت وكالة مسار برس إن قوات النظام قصفت بالمدفعية بلدات مورك ولحايا بريف حماة وجباتا الخشب بالقنيطرة، وأضافت أن قتلى وجرحى سقطوا في انفجار سيارة مفخخة بقرية أنيفية شرق مدينة الباب شرقي حلب.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

وزير سوري ينتقد تفاهم روسيا وتركيا ويشكّك بـ”أستانة

“وافقنا على “أستانة” مثلما وافقنا على “جنيف”، ليس من باب القناعة المطلقة”

العربية.نت – عهد فاضل

شكّك وزير ما يعرف بـ”المصالحة” في حكومة رئيس النظام السوري بشار الأسد، علي حيدر، بنجاح مؤتمر “أستانة” المزمع عقده في 23 من الجاري. وقال إن أجواء “أستانة” ليست إيجابية. وجاء ذلك في حوار تلفزيوني لموقع “تسنيم” الإيراني، الجمعة.

وقال حيدر إن نظامه وافق على “أستانة” مثلما سبق ووافق على “جنيف ولقاء موسكو الأول والثاني”. كاشفاً أن هذه الموافقة أتت “من باب الإيجابية” وليس “من باب القناعة المطلقة”. على حد قوله في الحوار السالف. مؤكداً أنه من الأشخاص الذين لا يعوّلون على مؤتمر الأستانة، وأنه لا ينتظر الكثير من انعقاده.

وفي موقف يعتبر الأبرز في هذا السياق، لوزير في حكومة الأسد، قال علي حيدر في انتقاد واضح للتنسيق الروسي – التركي حيال الأزمة السورية، إنه حتى “بالنسبة للدول الصديقة كروسيا، أنا أميّز بين مصالحها الشخصية، مصالح دولتها، وبين موقفها من الأزمة السورية. وبالتالي العلاقة الروسية التركية، إن تحسّنَت فيمكن أن تتحسن لمصالح هذه الدول وليس لمصلحة الدولة السورية”. ثم لفت إلى أن نظامه قد “يستفيد في مكان ما من هذه العلاقة الجيدة” بين روسيا وتركيا، إلا أنه شكك بالأخيرة، متهماً إياها بـ”فرض أمر واقع حاليّ”. حسب ما جاء في كلامه.

وحول المؤتمر المزمع انعقاده في “أستانة” في 23 من الجاري، قلّل حيدر من إمكانية نجاحه قائلاً: “لا مانع من الموافقة (على انعقاده) حتى لا يتذرع الآخرون بأن الدولة السورية هي التي تعطّل”. مضيفاً: “في نهاية المطاف إن بقيت الأمور على ما هي عليه أظنّ بأننا لن نصل إلى ما يحوّلنا من منصة أستانة إلى منصة جنيف”. على حد قوله

 

كيف تكسب إيران من أستانة؟

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

بدأت ملامح مؤتمر أستانة، عاصمة كازاخستان، بشأن سوريا تتضح قبل أسبوع من موعده، وحسب ما أبلغت تركيا فصائل المعارضة السورية ستكون المفاوضات عسكرية بالأساس، بهدف تثبيت الهدنة، ولن تشارك فيها هيئات المعارضة السياسية.

وإلى جانب العسكريين السوريين، من الحكومة والمعارضة المسلحة، يشارك عسكريون من روسيا وتركيا وإيران في المفاوضات.

 

وكان مدير المخابرات التركية أبلغ المعارضة السورية أن بلاده اتفقت مع الروس على استبعاد الهيئات السياسية للمعارضة السورية، مقابل موافقة روسيا على عدم مشاركة القوى الكردية السورية في المفاوضات.

 

ورغم أن الاتفاق بشأن ترتيب المفاوضات يتم بين روسيا الداعمة للحكومة السورية، وتركيا الداعمة للمعارضة السورية، تبقى مشاركة إيران مكسبا لطهران، خاصة وأنها تشارك في المباحثات العسكرية على قدم المساواة مع الأطراف المعنية والقوى الراعية لها.

 

ويرى بعض المحللين والمتابعين للأزمة السورية أن تركيا ترغب في تعزيز التعاون مع روسيا في سوريا لهدفين: أولهما مواجهة الأكراد ومحاولة إخراجهم من أي تسوية قد تعطيهم مكاسب، وثانيهما لعب دور أساسي في تصنيف الجماعات المعارضة بين إرهابية ومعتدلة.

 

وربما يساعد ذلك تركيا على تقديم جماعات مسلحة، قريبة من تنظيم الإخوان، تحظى بقبول واسع من الدول والقوى الداعمة للمعارضة السورية.

ولا يبدو أن روسيا تمانع التعاون مع أي فصائل تشارك في محاربة داعش والنصرة، وما تعتبره تنظيمات إرهابية.

 

أما إيران فقد سبق وأبدت مرونة تجاه تفاوض مع الإخوان والجماعات التي ترتبط بالتنظيم.

 

كما أن إيران متفقة مع تركيا تقريبا على حرمان الأكراد من أي مكاسب، ولا يبدو أن روسيا تعترض على ذلك.

 

بيد أنه، ومنذ أسبوعين، تراشقت تركيا وإيران بعد اتهامات أنقرة لطهران بخرق الهدنة الصامدة التي ترعاها مع اللاعب الروسي في سوريا، الأمر الذي اعتبرته طهران عائقا في طريق الحل السلمي.

 

وفي معرض ردها على مطالب أنقرة لها بمغادرة مليشيات حزب الله اللبناني الأراضي السورية، لتهديد وجودها صمود الهدنة ومصير مباحثات أستانة، قدمت إيران “درسا في احترام سيادة الغير”.

 

فقد اعتبرت وجود مليشياتها الطائفية في سوريا أمرا شرعيا ومرحبا به، من قبل الحكومة السورية. بينما رأت في وصول الأتراك إلى العمق السوري خرقا للقانون الدولي واحتلالا، لأنه جرى على حد قولها، دون إذن من دمشق.

 

وما إذا كانت مفاوضات أستانة بداية مفاوضات تسوية سياسية أم مجرد مفاوضات عسكرية تقنية فمرهون بنتائجها التطورات على الأرض في سوريا.

 

القتال في سوريا يهدد اتفاقا لإصلاح مصدر مياه دمشق

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري ومقاتلين متحالفين معه اشتبكوا مع معارضين في وادي بردى يوم الأحد مما هدد بتعطيل خطط لإصلاحات في محطة ضخ تمد العاصمة السورية بالمياه.

 

وقال المرصد ومقره بريطانيا إن الجيش ومقاتلين من جماعة حزب الله اللبنانية حققوا مكاسب على حساب المعارضين في منطقة وادي بردى. ووصل القتال العنيف إلى مشارف بلدة عين الفيجة حيث تقع ينابيع المياه.

 

وتابع المرصد أن قصف القوات الحكومية أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة عد آخر بجروح في قرية دير قانون.

 

وأصبحت منطقة وادي بردى الجبلية الواقعة شمال غربي دمشق جبهة قتال كبيرة في الحرب السورية وتسببت الأضرار التي لحقت بمحطة ضخ المياه في نقص حاد في إمدادات المياه في العاصمة منذ بداية العام.

 

وقال محافظ ريف دمشق يوم الجمعة إن مهندسين دخلوا عين الفيجة لإصلاح المحطة في إطار اتفاق أوسع نطاقا يشمل خروج بعض المعارضين من وادي بردى وتسوية مع آخرين سيبقون هناك.

 

لكن المرصد قال إن الخطة خرجت عن مسارها مساء السبت بعد أن قتل مسلحون رئيس فريق تفاوض كان يراقب الاتفاق والإصلاحات.

 

وقالت وحدة الإعلام الحربي لحزب الله إن الجيش سيطر على بعض المواقع المطلة على عين الفيجة يوم السبت بعد أن استعاد قريتين قريبتين في الأيام القليلة الماضية واقترب من محطة المياه.

 

وخرجت محطة المياه من الخدمة في أواخر ديسمبر كانون الأول. وقالت الأمم المتحدة إنها دمرت لأن “البنية الأساسية استهدفت عن عمد” لكنها لم توضح الطرف الذي استهدفها. وترك ذلك أربعة ملايين من سكان دمشق دون مياه شرب.

 

وحذرت الأمم المتحدة من أن نقص المياه قد يؤدي إلى انتشار الأمراض.

 

وقال معارضون ونشطاء إن قصفا حكوميا أضر بمصدر المياه. وقالت الحكومة إن جماعات معارضة لوثته بوقود الديزل مما دفع الدولة لقطع الإمدادات.

 

وأصبحت منطقة وادى بردى مركز القتال بين القوات الموالية للرئيس بشار الأسد المدعومة من روسيا وإيران والجماعات المعارضة التي تسعى للإطاحة به بعد أن سيطرت الحكومة على مدينة حلب بالكامل الشهر الماضي.

 

ويأتي القتال في وادي بردى رغم وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد بدأ العمل به يوم 30 ديسمبر كانون الأول وتوسطت فيه روسيا وتركيا وهي من الداعمين الرئيسيين للعديد من الجماعات المعارضة.

 

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 45 ألف شخص يسكنون منطقة وادي بردى وتعتقد المنظمة أن نحو سبعة آلاف نزحوا من المنطقة أثناء القتال في الفترة الأخيرة.

 

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى