أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 16 نيسان 2017

 

لا صفقة في سورية فقط ولا اتفاق جزئياً

موسكو – رائد جبر

لم يظهر الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف خلال العامين الأخيرين، إلا «مبشّراً» بـ «حرب باردة جديدة»، أو محذّراً من انزلاق الوضع نحو «حرب ساخنة».

والرجل الذي قضى ربع القرن الأخير، يدفع عن نفسه تهمة «خيانة مصالح» بلاده، والتسبُّب بتدمير القوة العظمى في السابق، ظهر بعد يومين فقط على زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لموسكو، ليقول إنه «يرصد مؤشرات اندلاع الحرب الباردة الجديدة». ويرى في تكثيف الحشود العسكرية في أوروبا وتدهور العلاقات بين الدول، وتنامي سياسات المحاور والأحلاف، إشارات سلبية إلى دخول العالم في نفق مواجهة، باتت قوات الخصمين الرئيسيين فيها (روسيا والولايات المتحدة) «تقف أنفاً لأنف».

يختلف هذا المنطق «التحذيري» عن اللغة التي يتحدث بها وزير الخارجية سيرغي لافروف. وعلى رغم أن عبارات ثعلب السياسة الروسية توحي أيضاً بمنطق المواجهة، لكنه يصرّ على إضفاء نوع من «نشوة الانتصار» على كلماته. وعندما كان لافروف يتحدث بعد يوم على زيارة تيلرسون، أمام اجتماع للديبلوماسيين الروس، قال إن مشكلة الغرب عموماً وواشنطن خصوصاً تكمن في النزوع نحو «إنكار الواقع»، لأن «الطرف الآخر لا يريد أن يقتنع بأنه «خسر قيادة العالم». وزاد: «عليهم (في الغرب) أن يقتنعوا بالأمر الواقع الجديد على رغم مرارته… اعتادوا لقرون أن يحتفظوا بمواقع القيادة، ولا يريدون الاعتراف بأن العالم تغيّر وبات متعدّد الأقطاب».

تعكس هذه العبارات الفهم الروسي للعلاقات القائمة الآن على المسرح الدولي. وبهذا المنطق اعتبرت موسكو أن المحادثات مع واشنطن يجب أن تنطلق من فكرة الإقرار بالمتغيّرات على المسرح الدولي، و «استعادة روسيا مكانة القوة العظمى في العالم»، ما يعني أن أي تسوية مقترحة لمشكلة إقليمية ودولية لا تراعي هذا التطور، لن يُكتب لها النجاح.

أظهرت نتائج زيارة تيلرسون موسكو أن الآمال التي علّقتها روسيا على إدارة ترامب بتفهُّم الحاجة الروسية لعلاقات تقوم على الندّية، لم تنعكس تطبيقاً عملياً. حتى «العرض- الصفقة» الذي تسرّب بعض تفاصيله إلى وسائل الإعلام، بدا غير مقنع لموسكو لأنه يفتقد العنصر الرئيس. فالمطلوب ليس إشارات فوقية إلى «احترام مصالح روسيا» بل الإقرار بشراكة كاملة في كل الملفات الإقليمية والدولية، وهذا لا تبدو واشنطن بعد مستعدة لتقديمه إلى الروس.

لكن روسيا التي تُمسِك مباشرة بعدد من مفاتيح الملفات الإقليمية وعلى رأسها سورية «مستعدة للانتظار»، كما قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أخيراً، موضحاً أن الساعات الطويلة التي قضاها تيلرسون مع لافروف ثم مع الرئيس فلاديمير بوتين، لم تكن كافية لأن تصل إلى الروس الرسالة الأساسية. وتابع أن روسيا «لا تفهم حتى الآن رؤية الإدارة الأميركية الجديدة، وعملية تشكيل هذه الإدارة لم تنتهِ بعد… بوتين صبور بما فيه الكفاية، لذلك هو مستعد للانتظار، حتى اتضاح هذه الرؤية».

تنتظر موسكو إذاً «اتضاح الرؤية» لدى واشنطن، ووضع خريطة جدّية للشراكة، أما «العدوان الأميركي على سورية» ومتطلّبات التصدّي له، والتلويح بالحروب الباردة والساخنة، وحشد القوى في مجلس الأمن وخارجه، فهذه كلها تفاصيل.

الصفقة المقترحة حتى الآن مرفوضة، لأن الثقة الغائبة تمنع التوصُّل إلى ضمانات كافية في شأنها، ولأنها افتقدت فكرة أساسية هي الشمولية. لا صفقة في سورية وحدها، ولا اتفاق جزئياً. إما شريك كامل وإما «ننتظر والصبر من صفات بوتين الحميدة».

 

هجوم إنتحاري غرب حلب يهز «اتفاق المدن الأربع»

لندن – «الحياة»

اهتزّ أمس اتفاق الإجلاء المتبادل بين بلدات تحاصرها القوات النظامية السورية وأخرى تحاصرها فصائل المعارضة، والذي عرف بـ «اتفاق المدن الأربع»، على وقع تفجير كبير وسط تجمّع لنازحين شيعة مؤيدين للنظام في حي الراشدين غرب حلب، وسط معلومات عن عشرات القتلى ومثلهم من الجرحى، ومخاوف من عمليات انتقامية تستهدف نازحين من المعارضين السنّة. وجاء ذلك فيما بدأت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من قوات خاصة أميركية عملية اقتحام مدينة الطبقة أمس، بعد أسابيع من الإنزال الذي نُفّذ في مطارها العسكري القريب، ما يعني الاقتراب خطوة أخرى من إكمال عزل مدينة الرقة، معقل «داعش» و «عاصمته» المفترضة في شمال سورية.

وكانت عملية الإجلاء المتبادل التي تشمل خمس بلدات (كفريا والفوعة في ريف إدلب، ومضايا والزبداني في ريف دمشق الغربي ومخيم اليرموك جنوبها) بدأت قبل يومين لكنها توقفت قبل اكتمال مرحلتها الأولى بسبب خلافات بين أطرافها الأساسيين، أي «هيئة تحرير الشام» و «حركة أحرار الشام»، من جهة، وإيران ومؤيديها، من جهة ثانية. وبسبب هذه الخلافات أوقفت الفصائل رحلة الحافلات التي تنقل مؤيدي الحكومة السورية من الفوعة وكفريا في حي الراشدين 4 غرب حلب، فيما أوقفت القوات الحكومية السورية وحلفاؤها رحلة الحافلات التي تنقل مؤيدي المعارضة من مضايا (ومن ضمنها النازحون من الزبداني) في منطقة كاراجات الراموسة داخل مدينة حلب. وظلت حافلات الطرفين (تضم مدنيين ومسلحين) تنتظر في هذين الموقعين (الراشدين والراموسة) على مدى يوم ونصف يوم ريثما تنجح الاتصالات في حل العقد والسماح لها بالوصول إلى وجهتها، لكن قبل الوصول إلى اتفاق حصل التفجير الذي استهدف النازحين من البلدتين الشيعيتين في الراشدين 4.

وأظهرت مقاطع مصوّرة نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي باصات مدمرة وسيارات وشاحنات محترقة وجثثاً متناثرة بعضها على الأقل لصغار في السن. وقال ناشط إن المنطقة التي وقع فيها الانفجار تخضع لسيطرة فصائل في «الجيش الحر» وإن عدد الضحايا ربما يصل إلى 200 قتيل، في حين أورد التلفزيون الحكومي السوري معلومات عن 39 قتيلاً وعشرات المصابين. وتردد أن التفجير انتحاري نفّذه شخص يقود شاحنة مفخخة مموهة على أساس أنها شاحنة لنقل مساعدات إغاثية للنازحين العالقين في الراشدين.

وأثار التفجير مخاوف من حصول عمليات انتقامية ضد النازحين من مضايا والزبداني والعالقين في منطقة كاراجات الراموسة في مدينة حلب. وذكرت «شبكة شام» الإخبارية المعارضة أن «المدنيين العالقين في كاراجات الراموسة ناشدوا الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي وكل المنظمات الدولية المعنية تأمين الحماية اللازمة لإيصالهم إلى داخل المناطق المحررة خوفاً من قيام نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد وشبيحته بعملية انتقام همجية يكون هدفها إذكاء نار الفتنة والتغطية على مجزرة «خان شيخون» في إشارة إلى الهجوم الكيماوي الأخير. وأضافت أن «العالقين في مناطق سيطرة نظام الأسد حمّلوا الجهات الراعية لاتفاق المدن الأربع كامل المسؤولية عن سلامتهم، خصوصاً بعد استنفار قوات الأسد في المنطقة المحيطة بهم». وكان الاتفاق الذي تم برعاية إيران وقطر يُعرف في البدء باتفاق البلدات الأربع وهي كفريا والفوعة والزبداني ومضايا قبل إضافة مخيم اليرموك بناء على طلب «هيئة تحرير الشام».

على صعيد آخر، بدأت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة بقوات خاصة أميركية عملية اقتحام مدينة الطبقة التي تبعد قرابة 40 كيلومتراً غرب الرقة، معقل «داعش» في سورية. وأعلن المكتب الإعلامي لـ «قوات سورية الديموقراطية» أن مسلحي هذا التحالف العربي- الكردي سيطروا على قرية مشيرفة الشمالية، شمال الرقة، وقتلوا 27 من «داعش»، قبل أن يبدأوا في «اقتحام مدينة الطبقة والدخول إلى الأحياء الشرقية والغربية» حيث سيطروا على حي عايد الصغير غرب المدينة وحي الإسكندرية شرقها. واعتبرت «شبكة شام» أن الطبقة «أصبحت قاب قوسين أو أدنى من السقوط».

وفي بغداد (رويترز)، أعلن الجيش العراقي أن أبو بكر الحكيم المتشدد التابع لـ «داعش» والمرتبط بالهجوم على صحيفة «شارلي إبدو» الأسبوعية الفرنسية عام 2015 ربما يكون حياً على رغم إعلان الولايات المتحدة قتله في الرقة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وأورد بيان عسكري عراقي أن الاستخبارات العراقية قدمت للقوات الجوية السورية معلومات بغرض شن هجمات على مقار ومخابئ لـ «داعش» في الرقة والبوكمال بينها معلومة يعتقد أنها خاصة بالحكيم. وقال متحدث عسكري عراقي لـ «رويترز» إن مقر الحكيم دمر لكن ليس معروفاً إن كان قُتل.

 

المرصد: عدد قتلى الهجوم على حافلات قرب حلب يرتفع إلى 112 على الأقل

بيروت – رويترز – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد، إن عدد قتلى تفجير استهدف حافلات خارج حلب السبت ارتفع إلى 112 قتيلاً على الأقل.

 

وقال عمال إنقاذ من الدفاع المدني السوري، إنهم نقلوا مئة جثة على الأقل من مكان الانفجار الذي استهدف أمس حافلات تقل سكاناً شيعة أثناء انتظارهم للعبور من منطقة واقعة تحت سيطرة المعارضة إلى منطقة خاضعة للحكومة في إطار اتفاق إجلاء بين الأطراف المتحاربة.

 

وذكر المرصد ومقره بريطانيا أن من المتوقع أن يرتفع عدد القتلى.

 

وأضاف أن معظم القتلى من سكان قريتي الفوعة وكفريا بمحافظة إدلب ومن بينهم أيضاً، مقاتلون معارضون كانوا يحرسون قافلة الحافلات.

 

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي قالت وسائل إعلام موالية للحكومة السورية إن انتحارياً يقود سيارة ملغومة نفذه.

 

وكانت القافلة تقل خمسة آلاف شخص على الأقل بينهم مدنيون وعدد من المقاتلين الموالين للحكومة الذين سمح لهم بالخروج الآمن من القريتين الشيعيتين اللتين تحاصرهما المعارضة المسلحة.

 

وينص اتفاق الإجلاء على السماح لأكثر من ألفي شخص من بينهم مقاتلون من المعارضة بالخروج الآمن من بلدة مضايا القريبة من دمشق والتي تحاصرها القوات الحكومية وحلفاؤها.

 

وكانت قافلة الحافلات المستهدفة متوقفة في مرأب بمنطقة تحت سيطرة الحكومة على مشارف حلب وعلى مقربة من مكان الانفجار. وقال أشخاص تم إجلاؤهم من مضايا إنهم سمعوا دوي الانفجار.

 

112 قتيلا غالبيتهم من الفوعة وكفريا في حصيلة جديدة لتفجير حافلاتهم

بيروت- أ ف ب- قتل 112 شخصا، غالبيتهم من اهالي الفوعة وكفريا، في التفجير الانتحاري الذي استهدف السبت حافلاتهم في غرب حلب في شمال سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس “ارتفعت حصيلة قتلى التفجير الانتحاري في منطقة الراشدين غرب حلب إلى 112 قتيلا، بينهم 98 شخصا من أهالي الفوعة وكفريا الذين تم اجلاؤهم” الجمعة من بلدتيهم المواليتين للنظام في محافظة إدلب (شمال غرب).

 

وارتفعت الحصيلة، وفق المرصد، نتيجة وفاة مصابين متأثرين بجروحهم.

 

وبين القتلى، بحسب المرصد، ايضا عناصر من فرق الاغاثة والفصائل المعارضة الذين رافقوا قافلة الفوعة وكفريا، فضلا عن اشخاص كانوا بانتظار افراد من عائلاتهم على متن القافلة القادمة من بلدتي مضايا والزبداني قرب دمشق.

 

واوضح عبد الرحمن أن عدد القتلى مرشح للارتفاع نتيجة وجود “مئات الجرحى”، مشيرا إلى أن الحصيلة الكبيرة تعود إلى كون التفجير وقع قرب محطة وقود.

 

وقرابة الساعة الرابعة عصر السبت (13,00 ت غ)، استهدف تفجير انتحاري حافلات كانت تقل على متنها خمسة آلاف شخص، بينهم 1300 مقاتل، تم اجلاؤهم الجمعة من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المواليتين للنظام.

 

ووقع التفجير غداة اجلاء هؤلاء الى جانب 2200 آخرين، بينهم نحو 400 مقاتل من بلدتي مضايا والزبداني في اطار اتفاق بين الحكومة االسورية والفصائل المعارضة برعاية إيران، أبرز حلفاء دمشق، وقطر الداعمة للمعارضة.

 

ولم تتمكن القافلتان من اكمال طريقهما الجمعة الى وجهاتهما النهائية نتيجة عراقيل منعت اتمام العملية.

 

وتوقفت 75 حافلة من الفوعة وكفريا اكثر من 35 ساعة في منطقة الراشدين. كما انتظرت نحو 65 حافلة من مضايا والزبداني نحو 20 ساعة في منطقة الراموسة التي تسيطر عليها قوات النظام قرب مدينة حلب ايضا.

 

الا انه بعد بضع ساعات على التفجير، استأنفت القافلتان طريقهما لتصلا ليلا الى وجهاتهما النهائية.

 

وأمضى أهالي الفوعة وكفريا ليلتهم في مركز إيواء قرب مدينة حلب التي تسيطر عليها قوات النظام، فيما امضى اهالي مضايا والزبداني ليلتهم في محافظة إدلب، ابرز معاقل الفصائل المعارضة.

 

ومن المقرر بموجب اتفاق البلدات الاربع ان يتم على مرحلتين اجلاء جميع سكان الفوعة وكفريا الذين يقدر عددهم بـ16 الف شخص، مقابل خروج من يرغب من سكان مضايا والزبداني.

 

ودخل الجيش السوري مضايا الجمعة بعد خروج القافلة منها فيما لا يزال نحو 150 مقاتلا معارضا ينتظرون اجلاءهم من الزبداني.

 

النّظام يهاجم شرق دمشق.. والمعارضة تدين تفجير تجمع الفوعة

جلال بكور

شنّت قوات النظام السوري، اليوم الأحد، هجوماً جديداً على جبهات حي تشرين، شرق مدينة دمشق، وجبهات مدينة حرستا بالغوطة الشرقية، بينما دانت المعارضة السورية التفجير الذي ضرب تجمع أهالي الفوعة وكفريا في أطراف حلب، في وقت تقدمت فيه المليشيات الكردية داخل مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي بعد معارك مع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

وتحدثت مصادر محلية مع “العربي الجديد” عن شن هجوم من قوات النظام السوري على حي تشرين، إذ اندلعت معارك عنيفة مع المعارضة السورية المسلحة في جبهة بساتين برزة وشارع الحافظ.

وتزامن الهجوم مع معارك عنيفة على جبهة مدينة حرستا بغوطة دمشق الشرقية، حيث يحاول النظام إحراز تقدم في المنطقة.

ويتعرض حي تشرين لحملة عسكرية مستمرة من قوات النظام السوري منذ فبراير/ شباط الماضي، وتقصفه قوات النظام بصواريخ أرض أرض، وقذائف المدفعية الثقيلة، فضلاً عن القصف الجوي من الطيران الروسي، ما أحدث دماراً كبيراً في ممتلكات المدنيين وأوقع ضحايا بين المدنيين.

وفي ريف إدلب، شن الطيران الروسي غارات على مدن وبلدات خان شيخون وأطراف حزارين وبراغيدة وكفرنبل، أسفرت عن أضرار مادية، بحسب ما أفاد به الدفاع المدني السوري.

وفي حلب، أفادت مصادر محليّة عن جرح خمسة مدنيين بقصف شنته المقاتلات الحربية التابعة لسلاح الجو الروسي على بلدة ياقد العدس في ريف حلب الشمالي الغربي.

وفي شأن متصل، أدانت فصائل “حركة أحرار الشام الإسلامية” و”فيلق الشام”، في بيانين منفصلين، التفجير الذي ضرب تجمع أهالي ومسلحي بلدتي الفوعة وكفريا في منطقة الراشدين بالأطراف الغربية من مدينة حلب، وأوقع قتلى وجرحى، بينهم أكثر من 30 عنصراً من المعارضة السورية المسلحة.

واتّهم الفصيلان المعارضان النظام السوري بالوقوف وراء التفجير، من أجل التغطية على مجزرة الكيميائي التي ارتكبها في خان شيخون جنوب إدلب، وفق قولهما.

من جهة أخرى، أجرت المعارضة السورية المسلحة عملية تبادل أسرى مع مليشيا “قوات سورية الديمقراطية” في منطقة جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، وتم تسليم جثامين قتلى من عناصر الطرفين.

ويأتي ذلك بينما تستمر عملية التفاوض بين الطرفين على انسحاب المليشيا من قرى وبلدات في ريف حلب الشمالي برعاية أميركية، وفق ما ذكرته مصادر لـ”العربي الجديد”.

وذكرت مصادر ميدانية لـ”العربي الجديد” أن المليشيات الكردية أحرزت تقدماً بسيطاً في الحي الجنوبي من مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، بعد اشتباكات مع تنظيم “الدولة الإسلامية”، وقع خلالها قتلى وجرحى من التنظيم.

من جانبها، أعلنت مليشيا “قوات سورية الديمقراطية” عن السيطرة على مدرسة في حي الإسكندرية بمدينة الطبقة، بعد معارك ضد “داعش”، فضلاً عن إحراز تقدم لمسافة 300 متر في المنطقة.

من جانب آخر، وقعت اشتباكات بين تنظيم “الدولة الإسلامية” وقوات النظام السوري في محيط جبل الأبتر وسبخة الموح وقصر الحلابات في ريف حمص الشرقي، لم تتبين نتائجها بحسب ما أفادت به مصادر محلية.

وفي شأن منفصل، قال الناشط جلال التلاوي، لـ”العربي الجديد”، إنه تم تأجيل إجلاء الدفعة الخامسة من أهالي الحي إلى مدينة جرابلس شمال سورية إلى غد الإثنين، بسبب عدم إتمام التجهيزات وتأمين طريق الوصول.

 

النظام يقصف درعا وحلب… وتواصل الاشتباكات في الطبقة

جلال بكور

شن الطيران الحربي الروسي، منذ صباح اليوم الأحد، غارات على أحياء درعا الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، كما تعرضت مناطق في حلب وحماة لقصف جوي، في حين تصدّت المعارضة لمحاولة تسلل من قوات النظام السوري في ريف القنيطرة.

وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إن الطيران الحربي الروسي شن خمس غارات بصواريخ وقنابل عنقودية على الأحياء السكنية الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة في درعا البلد، ما أحدث دمارا كبيرا، في حين وقعت اشتباكات بين الأخيرة وقوات النظام في حي المنشية.

وتزامن ذلك مع غارات جوية روسية وقصف صاروخي من قوات النظام السوري على محيط مدينتي عندان وكفر حمرة بريف حلب الشمالي، ومدن اللطامنة وطيبة الإمام ومحيط صوران بريف حماة الشمالي، استخدم خلالها الطيران الروسي قنابل فسفورية.

في المقابل، تمكنت المعارضة السورية المسلحة من تدمير دبابة لقوات النظام السوري على جبهة بلدة كوكب في ريف حماة الشمالي، إثر استهدافها بصاروخ “تاو”.

من جانبه، أعلن المكتب الإعلامي لـ”جيش التوحيد” في القنيطرة عن إحباط محاولة تسلل من قوات النظام على محور بلدتي العجرف والصمدانية الغربية بريف القنيطرة الأوسط، جنوب سورية الغربي.

إلى ذلك، تحدث “مركز حمص الإعلامي” عن مقتل مدني وسقوط جرحى جراء قصف من طيران النظام السوري على مدينة كفرلاها، وقصف مدفعي على مدينة تلدو، في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي، مساء أمس السبت.

وذكر الدفاع المدني في ريف دمشق وقوع إصابات بين المدنيين جراء تجدد القصف الجوي من طيران النظام السوري على الأحياء السكنية في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية.

من جهة أخرى، تحدثت “تنسيقية الرقة تذبح بصمت” عن نزوح كامل لأهالي قرية الجربوع شمال مدينة الرقة إلى مخيم تم إنشاؤه في البراري، عقب عدّة غارات جوية من قبل طائرات التحالف الدولي استهدفت القرية مساء السبت، في حين استهدفت المليشيات الكردية بالمدفعية الثقيلة الحي الثالث في مدينة الطبقة.

واستهدف تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، من جهته، موقعاً للمليشيات الكردية قرب بلدة تل السمن في ريف الرقة الشمالي بسيارة مفخخة، فيما شن طيران التحالف عدّة غارات استهدفت أطراف قرية هنيدة ومزرعة الصفصاف شرق الطبقة، بالتزامن مع معارك عنيفة بين “داعش” والمليشيات الكردية في المنطقة، فيما تواصلت الاشتباكات في الأطراف الجنوبية والغربية لمدينة الطبقة، وقع خلالها قتلى وجرحى من الطرفين.

 

مجزرة الراشدين: اختلاط دماء مهجري الفوعة ومسلحي الجيش الحرّ

عدنان علي

شهدت سورية أمس السبت، إحدى المجازر التي ستطبع لفترة طويلة تاريخ هذا البلد وحربه الأهلية؛ مجزرة حي الراشدين، غرب حلب، بتفجير ضرب تجمّع أهالي الفوعة وكفريا، وراح ضحيتها 100 قتيل وعشرات الجرحى من مدنيين ومسلحين ومسعفين، في إطار عملية تنفيذ اتفاق تبادل سكان المدن السورية الأربع، شكلت مأساة مزدوجة، إذ ضرب تفجير مهجرين ينتظرون نقلهم إلى مناطق سيطرة النظام في حلب، في مقابل تهجير مماثل أصاب سكان مضايا والزبداني، وكأن كارثة التهجير الطائفي لا تكفي ليأتي التفجير ويقضي على أرواح ما يناهز المئة مدني ومسلح ومسعف بحسب “الدفاع المدني” السوري (الخوذ البيضاء)، في جريمة وثقتها صور وتسجيلات أظهرت أكثر من عشر حافلات مليئة بالأشلاء التي غطّت دماؤها مساحة واسعة في محطة الراشدين. وتضاربت الأنباء حول طبيعة التفجير، أكان بسيارة مفخخة أم بانتحاري يقود سيارة، مع تأكيد وسائل إعلام النظام الفرضية الثانية، بينما ألمحت مصادر في المعارضة السورية المسلحة إلى مسؤولية النظام عن المجزرة، فيما وجد آخرون بصمات تنظيم “داعش”.

 

وذكر التلفزيون الرسمي أن “انتحارياً كان يقود سيارة فجّر نفسه في الجموع”. وكادت المجزرة التي حصلت بعد ظهر السبت، تتسبب بمقتلة مقابلة بحق سكان مضايا والزبداني الذين كانوا ينتظرون انطلاقهم من محطة الراموسة جنوبي حلب في طريقهم إلى إدلب وجرابلس، في ظل التوتر الشديد الذي ساد جميع الأطراف فور انتشار أنباء مذبحة الراشدين. وكان اتفاق المدن الأربع قد عقد بين النظام وإيران من جهة، وجبهة فتح الشام من جهة ثانية، والتي تشكل “جبهة النصرة” ركناً أساسياً فيها. وبعد مرور ساعات على المجزرة، نجحت الاتصالات في استئناف عملية تبادل قوافل المهجّرين بين النظام والمعارضة في نقطة التجمع في حلب.

 

وظهرت واضحة ملامح الفتنة الطائفية في المجزرة، لكن اختلاط دماء سكان الفوعة وكفريا المواليتين مع دماء مسلحي الجيش الحر الذين كانوا يحمون الحافلات، ربما ساهم في تفادي كارثة انتقام أكبر. وكانت التجمّعات في الراشدين تنتظر عملية التبادل، والتي كان من المقرر أن تخرج الدفعات التالية أهالي من بقين والزبداني والجبل الشرقي لبلودان، بعد يومين، بينما خرجت 75 حافلة من كفريا والفوعة، تحمل خمسة آلاف شخص بينهم عناصر مليشيات مسلحة. وكانت قد غادرت 65 حافلة بلدتي مضايا وبقين باتجاه الشمال السوري، حاملة 3150 شخصاً، بينهم 400 مقاتل من الجيش الحر. وقد وصلت قوافل المهجرين التي انطلقت من الزبداني ومضايا في ريف دمشق، إلى الراموسة جنوب حلب، إلا أن قوات النظام أوقفتها وأجّلت انطلاقها إلى مدينة إدلب. وأوضحت مصادر أن سبب توقف قافلة الفوعة وكفريا في حي الراشدين وعدم دخولها إلى مناطق سيطرة النظام في حلب هو أن المعارضة اكتشفت خروج 1300 مسلح بدلاً من 600 مسلح الرقم المتفق عليه. كما أن النظام طالب بإخراج عدد أكبر من سكان البلدتين (كفريا والفوعة)، مشيرين إلى أن ذلك دفع المعارضة إلى إبقاء القافلة، فيما قامت بالمقابل قوات النظام السوري بإيقاف قافلتي مضايا والزبداني وعدم السماح لها بالدخول إلى مناطق سيطرة المعارضة، وسط أنباء عن مقتل أحد الأشخاص من القافلة على يد قناصة النظام. وأشارت المصادر إلى أنه قبل التفجير كانت المفاوضات بين الجانبين جارية بخصوص الخلاف المذكور.

 

من جهة أخرى، تمّ تأجيل خروج الدفعة الخامسة من سكان حي الوعر الحمصي المقرر توجهها إلى مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، حتى اليوم الأحد، بعد أن كان الاتفاق ينصّ على الخروج أمس السبت من دون معرفة الأسباب، وإن كانت مصادر محلية قد رجحت أن يكون السبب هو عدم توفر حافلات نتيجة انشغالها بنقل المهجرين باتفاق “المدن الأربع”.

 

في سياق معركة الطبقة، أعلنت مليشيا “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، عن بدء اقتحام مدينة الطبقة المحاصرة في ريف الرقة الغربي، وسيطرتها على قريتين في أطراف المدينة، وذلك في إطار المرحلة الرابعة من حملة “غضب الفرات”، في حين حققت فصائل المعارضة جنوب البلاد تقدماً جديداً في سعيها للسيطرة على حي المنشية، آخر معاقل النظام في درعا البلد، وأكدت سيطرتها على معظم الحي. وذكرت قوات سورية الديمقراطية، على حسابها على موقع “فيسبوك”، أن “مقاتليها دخلوا مدينة الطبقة منتصف ليل الجمعة ـ السبت، وسيطروا على حيي عايد الصغير غربي المدينة، والإسكندرية في جنوبها الشرقي”. وكانت هذه القوات المسلحة قد أعلنت مساء الجمعة سيطرتها على قرية مشيرفة الشمالية، شمال الرقة، بعد معارك مع “داعش” قُتل خلالها 27 عنصراً للتنظيم، تم سحب جثث أغلبهم، وذلك بالتزامن مع اقتحام الأحياء الشرقية والغربية الأولى لمدينة الطبقة، والتي تعد ضمن مدينة الطبقة القديمة. من جهة أخرى، ظهرت بوادر توتر في “قوات سورية الديمقراطية” بين المكونين العربي والكردي أفضت حتى الآن إلى انسحاب أبرز فصيلين عربيين من هذه القوات.

 

في هذا الإطار، نقلت وكالة “سمارت” عن مصادر محلية، قولها إن “لواء صقور الرقة التابع لقوات سورية الديمقراطية، سحب قواته من محيط مدينة الطبقة بعد الغارات الأميركية التي استهدفته بالخطأ قبل أيام”. وذكرت المصادر أن “اللواء المذكور الذي يمثل أبرز فصائل المكون العربي داخل قسد، سحب كامل قواته من محيط مدينة الطبقة، إلى مدينة تل أبيض شمالاً للتحقيق في ملابسات الغارات، بعد أن ساد التوتر بين المكونين العربي والكردي”. وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد أوضحت في بيان لها يوم الخميس، أن “الضربة كانت بناء على تحديد قسد لإحداثيات الموقع المستهدف على أنه موقع لداعش”، ليتضح بعدها أن الموقع للواء المذكور، ما أوقع عدداً من القتلى والجرحى في عناصره.

 

وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر محلية أن خلافات حادة نشبت أخيراً بين مسؤول فصيل “قوات النخبة” التي يقودها رئيس الائتلاف المعارضة السابق أحمد الجربا، و”قوات سورية الديمقراطية”، أفضى إلى عزل الفصيل من المشاركة في معركة الرقة وإعادة أفراده من حيث أتوا”. وأوضح أن “الإشكال بدأ مع قيام عناصر من فصيل النخبة بفتح باب التطويع أمام رجال المنطقة، وحثهم على الانضمام إلى صفوفها، وترك قوات قسد. ما أثار انزعاج قيادة الأخيرة، خصوصاً بعد أن حصلت على شهادات حية من بعض المواطنين في المنطقة حول تواصل قوات النخبة معهم وإبلاغهم بضرورة العمل ضمن صفوفها”. وكان قد أُعلن عن تأسيس قوات النخبة في وقت سابق من هذا العام، بقيادة رئيس تيار الغد السوري المعارض، أحمد الجربا، بهدف المشاركة في عملية تحرير المحافظات الشرقية من “داعش”. وتضم “قسد” عدداً من الفصائل الكردية والسريانية والتركمانية والعربية، بقيادة “وحدات حماية الشعب” الكردية، وهي الجناح العسكري لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي”، المصنف على لائحة الإرهاب في تركيا.

 

وفي مدينة دير الزور، قتل وأصيب تسعة مدنيين جراء قصف مدفعي لـ”داعش” على أحياء خاضعة لسيطرة قوات النظام. وقال ناشطون إن “التنظيم قصف بقذائف هاون حيي الجورة والقصور في المدينة ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وجرح سبعة آخرين”.

 

أما في الجنوب، فقد ألقت الطائرات المروحية التابعة للنظام السوري أمس، أربعة براميل متفجرة على أحياء درعا البلد، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين بجروح. كذلك ألقى الطيران المروحي أربعة براميل أخرى على جمرك نصيب الحدودي فيما شنت الطائرات الروسية غارات جوية، بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية على حي المنشية في درعا البلد، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات النظام المتمركزة على أطراف الحي.

 

جاء ذلك بعد تمكن فصائل المعارضة السورية من تحقيق تقدم جديد في إطار سعيها لإنهاء وجود قوات النظام في حي المنشية، آخر معاقل النظام في درعا البلد. ولفتت “غرفة عمليات البنيان المرصوص” إلى أنها “سيطرت على مواقع جديدة لقوات النظام في الحي المذكور، وقتلت أكثر من عشرة عناصر من قوات النظام والمليشيات الموالية لها”.

 

وأشارت إلى أنها “سيطرت خلال الساعات الـ24 الماضية على نقطة المقسم، التي تعتبر غرفة تواصل لقطاعات النظام ومقر قيادة عسكرية، اضافة إلى حاجزين. وأوضحت الغرفة أن “المعارك تتمحور حول السيطرة على حاجز الإرشادية، آخر مواقع النظام السوري في حي المنشية بدرعا البلد”.

 

وفي مدينة حلفايا، بريف حماة الشمالي، أفادت فصائل المعارضة أنها “استعادت السيطرة على موقع استراتيجي بعد اشتباكات مع قوات النظام والمليشيات الأجنبية”. وذكر “جيش العزة” أن “مقاتليه سيطروا على منطقة سن سحر، جنوبي مدينة حلفايا، والتي تعتبر منطقة استراتيجية كونها تطل على خط إمداد قوات المعارضة نحو الناصرية ومحيط بلدة خطاب شمالي حماة”. وأضافت أنه “قُتل وجُرح خلال المعارك العشرات من قوات النظام والمليشيات إضافة إلى الاستحواذ على دبابتين، وعربة عسكرية وأسلحة خفيفة ومتوسطة”. من جهتها، قالت “هيئة تحرير الشام” إنها قدّمت مؤازرات لجيش العزة في هذا المحور، واستولى مقاتلوها على دبابتين أيضاً.

إلى ذلك، ذكر الدفاع المدني، على صفحته في موقع “فيسبوك”، أن “امرأة قتلت وأصيب مدنيون بينهم أطفال جراء غارات جوية على مدينة حرستا في الغوطة الشرقية بريف دمشق. كما استهدفت طائرات النظام بثلاث غارات حي القابون شرقي دمشق”. كذلك قتلت سيدة وأصيب عدد من المدنيين بجروح بعد قصف قوات النظام بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، مدينة عندان في ريف حلب الشمالي.

 

ناشطون: الثورة السورية ليست حرباً طائفية

جلال بكور

أثارت عمليات الإنقاذ التي قام بها ناشطون إعلاميّون معارضون للنظام السوري للجرحى والأطفال المصابين من أهالي بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام السوري، ردود فعل معارضين للنظام السوري. إذ أكدوا، في تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ الثورة السورية ثورة ضد النظام السوري، وليست ثورة طائفية أو حرباً أهليّة.

وجاء ذلك إثر تفجير ضرب تجمعاً للحافلات التي تقلّ أهالي ومسلّحي البلدتين في الأطراف الغربية من مدينة حلب، وسقط عشرات القتلى منهم، فضلاً عن وقوع قتلى في صفوف عناصر المعارضة السورية المسلحة، حيث كانت تتم عملية مبادلة مع المهجّرين من ريف دمشق.

وكتب الناشط خالد التلاوي معلّقا “أحد إعلاميي الثورة يمسك بأحد أطفال الفوعة ويركض به محاولاً إسعافه. هذه هي إنسانيتنا وأخلاقنا التي شكك فيها الطائفيون والمؤيدون، مجزرة داريا فوق هول المجزرة، تأتي هذه المذيعة لتحفر الجرح الدامي بسكين ميكرفونها البشع بجنون لا يصدّق “ووحشيتهم”.

 

وكتب الناشط ميلاد شهابي: “في هذا الموقف وبعد التفجير المروّع إعلاميون صاروا مسعفين وبلّشوا يسعفوا المصابين وخاصة الأطفال من كفريا والفوعة اليوم ثوارنا هن وعم يسعفوا الأطفال مافكروا انه سني ولا شيعي همهن الأكبر كان إنقاذ أرواح الأطفال والمصابين. الله يحميكن ياخاي والحمدلله على سلامتكن جميع شباب الإعلاميين”.

وقال فراس مولا: “ثورة شعبية لا حرب طائفية هنا الإنسانية، إسعاف المدنيين والأطفال من كفريا والفوعة من قبل الإعلاميين الأحرار”.

وكتب الناشط مصعب الصالح: “الزميل الإعلامي (عبدالقادر حبق) وهو يسعف طفلا من الفوعة! لأنها ثورة! ثورة شعبية لا حرب طائفية”.

وعلى موقع “تويتر” غرّد “أبو مجاهد الحلبي” قائلاً “الناشط والإعلامي عمار الجابر وهو يسهم في إنقاذ أطفال كفريا والفوعة، هذا هو إعلامنا الحر”.

وقارن الناشطون بين الإعلاميين المعارضين للنظام وإعلاميي الأخير، حيث غرّد عبد القادر “لأن ثورتنا إنسانية لم تكن يوما طائفية بل ثورة حق ضد قاتل”.

كما غرد المعتصم بالله شحود قائلاً “ثورة شعبية لا حرب طائفية، هنا يكمن الفارق بين الثائر والشّبيح المرتزق”.

 

هل يصمد اتفاق “المدن الأربع”؟

قتل 43 شخصاً وأصيب العشرات، جراء انفجار استهدف تجمعاً للمهجرين من بلدتي كفريا والفوعة في منطقة الراشدين، غربي حلب، وأفاد نشطاء أن الانفجار نفّذه انتحاري، في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الانتحاري كان يقود سيارة مواد غذائية.

 

ونددت جماعات مدنية ومهجّرون من مضايا والزبداني بالتفجير، داعين فصائل المعارضة إلى مساعدة المصابين وتدخل فوري من قبل الأمم المتحدة، التي تغيب بشكل تام عن هذا الاتفاق، فيما تتولّى منظمة الهلال الأحمر السوري تقديم العلاج للمصابين ومرافقة الحافلات. كما حذّرت المعارضة من أعمال انتقامية بحق مهجري مضايا والزبداني بعد التفجير.

 

وقال نشطاء إن من بين القتلى أيضاً مقاتلون من حركة “أحرار الشام الإسلامية”، و”هيئة تحرير الشام”، كانوا يتولون حماية القوافل. كما سقط قتلى من عمال الإغاثة والهلال الأحمر، بالإضافة إلى 4 قتلى من مهجري الزبداني، و3 من مهجري مضايا.

 

وأصدر مهجرو مضايا، الذين علقوا في كراجات الراموسة، حيث كان من المقرر أن تتحرك قوافلهم بالتزامن مع قوافل كفريا والفوعة، بياناً دانوا فيه التفجير، وناشدوا “الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، والمنظمات الدولية المعنية، بتأمين الحماية اللازمة” من أجل استئناف طريقهم إلى إدلب، خشية أي عمليات انتقامية قد تجري بحقهم. وحمّل البيان “الجهات الراعية لاتفاق المدن الأربع” كامل المسؤولية عن سلامة المهجرين، وحذّروا من أن استنفاراً كبيراً حصل حولهم بعد التفجير.

 

وبدأ تنفيذ اتفاق “المدن الأربع” الذي يشمل الزبداني ومضايا في ريف دمشق، والفوعة وكفريا في ريف إدلب، الجمعة؛ إذ وصلت نحو 75 حافلة و20 سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر إلى منطقة الراشدين التابعة للمعارضة غربي حلب، ظهراً، آتية من بلدتي الفوعة وكفريا في ريف محافظة إدلب. في الوقت ذاته، خرجت نحو 65 حافلة تقل نحو 2350 شخصاً من بلدة مضايا في ريف دمشق متوجهة إلى حلب، ومنها إلى ريف إدلب كما هو مقرر. ووصلت القافلة في وقت متأخر من مساء الجمعة إلى منطقة الراموسة غربي حلب.

 

الصحافي خالد الخطيب قال لـ”المدن” إن القافلة القادمة من بلدتي كفريا والفوعة، بحماية مئات العناصر من “حركة أحرار الشام الإسلامية” و”جبهة فتح الشام” اضطرت للانتظار في منطقة الراشدين، حتى منتصف ليل الجمعة/السبت، إلى حين وصول القافلة القادمة من دمشق والتي تقل أهالي بلدة مضايا، والتي استغرقها الوصول أكثر من 15 ساعة.

 

قافلة مهجري مضايا تحركت أخيراً صباح السبت، بعدما ظلت متوقفة في مكانها منذ أن وصلت الراموسة في حلب مساء الجمعة. ولا يعرف حتى الآن ماهي الأسباب التي تقف وراء التأخير حتى صباح السبت. الناشط أبو عمر البقيني، قال لـ”المدن”، إن “الوضع داخل الحافلات سيء للغاية، وهناك أطفال ونساء وشيوخ على متنها ينتظرون بفارغ الصبر الإفراج عن القافلة والسماح لها بالدخول إلى المناطق المحررة”.

 

ومن أهم ما تتضمنه بنود الاتفاق الذي سيتم تنفيذ مراحله خلال الفترة القادمة، أن يفرج النظام عن 1500 معتقل من سجونه قسم كبير منهم من النساء، إضافة إلى وقف إطلاق النار، وإدخال معونات إلى مناطق جنوب دمشق المحاصرة، وإخراج المحاصرين من مخيم اليرموك في دمشق والتفاوض على تسليم المعارضة فيها لسلاحها الثقيل.

 

الضغط على المعارضة ورقة قطر للتأثير في الملف السوري

إسطنبول – قالت مصادر مقربة من المعارضة السورية إن قطر تبحث عن تثبيت دورها في مفاوضات الحل السياسي في سوريا بتسليط المزيد من الضغوط على المعارضة المرتبطة بها لتقدم على تنازلات جديدة ترضي بها كلا من روسيا وإيران والرئيس السوري بشار الأسد.

 

وكشفت المصادر في تصريحات لـ”العرب” عن أن الدوحة تضغط بقوة على بعض الفصائل المرتبطة بها للاستجابة لما سيطلبه الروس من وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الذي التقى السبت في موسكو نظيره الروسي سيرجي لافروف.

 

وتسعى قطر إلى الاقتراب من الرؤية الروسية للحل في سوريا، تماما مثلما سعت إلى الاقتراب من رؤية الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما من الأزمة، وحرصت على الإيحاء بتأثيرها على المعارضة المسلحة، لكن رهانها فشل في لعب دور الوكيل الأميركي في الملف السوري.

 

ولا يستبعد متابعون للشأن السوري أن تحاول الدوحة تطويع مواقف المعارضة المقرّبة منها للابتعاد عن جبهة النصرة والمجموعات المتحالفة معها والاقتراب من رؤية النظام للحلّ، وهو ما تجسّد في مشروع التسوية القائمة على التهجير الطائفي في اتفاق البلدات الأربع (الفوعة وكفريا والزبداني ومضايا) والذي تم مع إيران وبدأ تنفيذه الجمعة.

 

وتحاول الدوحة أن تجلب الأضواء لدورها في سوريا رغم كونه هامشيا ويأتي لترضية موسكو، وهذا ما يفسر زيارة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى موسكو على هامش الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية روسيا وسوريا وإيران.

 

وأكد وزير الخارجية القطري السبت أن هناك نقاط اتفاق عديدة بين بلاده وروسيا بشأن الأزمة السورية، أهمها وحدة الأراضي السورية والدعم الإنساني للشعب السوري.

 

وقال “نعتبر الجزء الإنساني في اتفاق المدن الأربع في سوريا هو الناحية الأهم، وإذا لم تتم محاسبة المسؤولين عن حادثة خان شيخون فإن هذا سيكون سبباً لتكرارها”، مضيفا “اتفقنا مع الجانب الروسي على ضرورة إجراء تحقيق في حادثة الهجوم الكيميائي ومحاسبة الفاعلين وندعم الجهود الدولية في هذا الاتجاه”.

 

ومن الواضح أن تصريحات الوزير القطري متماهية مع تصريحات نظيره الروسي، وأن حديثه عن وجود خلافات بين الجانبين لا يعدو أن يكون كلاما عاما بغاية الإيحاء بوجود تكافؤ وليس تبعية كاملة من الموقف القطري لرؤية روسيا إلى الحل السوري.

 

وقال لافروف، خلال مؤتمر صحافي مع الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، “نصر على إجراء تحقيق دقيق وموضوعي وغير منحاز بحادثة الهجوم الكيميائي وإرسال، وبشكل فوري، لجنة تحقيق إلى مكان الحادث والمطار الذي جرى استهدافه من قبل الولايات المتحدة”.

 

وذكر أن قطر وروسيا اتفقتا على أهمية بدء حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة المسلحة في سوريا وضرورة وقف إطلاق النار والتركيز على مكافحة الإرهاب.

 

ويبدو أن تأثير قطر على المعارضة المسلحة بات هامشيا، وهو ما يفسر اعتراض عدد من الفصائل على تنفيذ اتفاق البلدات الأربع.

 

وينتظر الآلاف من المدنيين والمقاتلين في عشرات الحافلات منذ ساعات طويلة قرب مدينة حلب نتيجة عراقيل تمنعهم من إكمال طريقهم إلى وجهاتهم النهائية غداة إجلائهم من أربع بلدات محاصرة.

 

وتمّ الجمعة إجلاء 5000 شخص بينهم 1300 مقاتل موال للنظام من بلدتي الفوعة وكفريا في إدلب (شمال غرب) و2200 شخص بينهم حوالي 400 مقاتل معارض من بلدتي الزبداني ومضايا قرب دمشق.

 

وقُتل وجُرح العشرات من أهالي الفوعة وكفريا في تفجير انتحاري استهدف حافلاتهم غداة إجلائهم من البلدتين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وتأتي عملية الإجلاء ضمن اتفاق تم التوصل إليه نهاية الشهر الماضي بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة برعاية إيران وقطر.

 

وترى الفصائل المقاتلة أنه تم انتهاك الاتفاق، إذ كان من المفترض أن يتم إجلاء ثمانية آلاف شخص بينهم ألفا مقاتل موال من الفوعة وكفريا ضمن المرحلة الأولى.

 

وأكد قيادي من الفصائل أن الخلاف حاليا يدور حول عدد المقاتلين الموالين الذين تم إجلاؤهم من الفوعة وكفريا، من دون الدخول في تفاصيل إضافية.

 

مطالب بسحب الجنسية البريطانية من أسماء الأسد لدورها في ماكنة الدعاية لنظام زوجها واتهامها الغرب بالكذب

نصر المجالي

نصر المجالي: كشف تقرير نشر في لندن، عن مطالب برلمانية بسحب الجنسية البريطانية من أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، لدورها في ماكنة الدعاية التابعة للنظام، وبعد اتهامها الغرب بالكذب حول الهجوم الكيميائي.

 

وقال تقرير لصحيفة (صنداي تايمز) البريطانية، اليوم الأحد، إن سوريين وعددًا من النواب دعوا الحكومة البريطانية والداخلية إلى تجريد زوجة الرئيس بشار الأسد، أسماء المولودة في لندن من جنسيتها البريطانية، بعد أن ظهرت تفاصيل تكشف عن دورها الذي تلعبه في أروقة الدعاية الداعمة للحكومة السورية، إذ اتهمت أسماء مؤخرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي الغرب بالتلفيق حول الهجوم الكيميائي.

 

وتنحدر أسماء الأسد من مدينة حمص السورية. وهي مولودة في بريطانيا، ونشأت في منطقة أكتون غرب لندن، وكانت تزوجت الرئيس السوري في 18 ديسمبر 2000، إذ تعرّف عليها خلال دراسته طب العيون في إحدى الجامعات البريطانية، ولديها ثلاثة أطفال يرجح أيضًا أنهم يحملون الجنسية المزدوجة البريطانية السورية.

 

تعارف

 

ولم يتحدث الرئيس بشار الأسد في أي يوم من الأيام عن كيفية تعرفه إلى زوجته اسماء، إلا أن بعض السوريين المقيمين في بريطانيا يذكرون أن هذا التعارف تم خلال وجوده في لندن بين الأعوام 1992 – 1994 ومن خلال معرفته بوالدها الدكتور فواز الأخرس، الذي تردد أنه عمل وإياه في مستشفى واحد لفترة معينة.

 

والأخرس طبيب قلب سوري مقيم في لندن، وهو متخصص في أمراض القلب والاوعية الدموية، وهو متزوج من سحر العطري التي كانت تعمل في السفارة السورية في العاصمة البريطانية.

 

إيما

 

ويشار إلى أن أسماء الأخرس، كانت تدرس في إحدى مدارس لندن، وكان أصدقاؤها يدللونها باسم (إيما)، وهي حاصلة على شهادة البكالوريوس في علوم الكومبيوتر من كينغز كوليدج التابعة لجامعة لندن في عام 1996.

 

قامت بالتدرب على العمل المصرفي في نيويورك، حيث بدأت مع دويتشه بانك، ثم انتقلت إلى مصرف جي بي مورغان. تتقن اللغات العربية والإنكليزية والفرنسية والأسبانية.

 

وفرضت عقوبات على أسماء الأسد العام 2012 من قبل المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، كما تم منعها من السفر إلى أوروبا وتجميد أي أصول تمتلكها في الخارج.

 

موقف الزهاوي

 

ونقلت صحيفة (صنداي تايمز) عن النائب البريطاني ناظم الزهاوي، وهو سياسي بريطاني من أصول عراقية، قوله: “إن الوقت قد حان حيث سنلاحق الأسد بكل الطرق الممكنة بما في ذلك السيدة أسماء، والتي تمثل جزءًا كبيرًا وتلعب دورًا كبيرًا في الآلة الدعائية (البروبغاندا) لنظام يرتكب جرائم حرب”.

 

ومن جهته، قال توم بريك المتحدث باسم الشؤون الخارجية الليبرالية الديمقراطية: “حث بوريس جونسون الدول الأخرى على بذل المزيد من الجهود حول سوريا، ولكن الحكومة البريطانية يمكن أن تقول لأسماء الأسد، إما التوقف عن الدفاع عن الأفعال البربرية المرتكبة أو سيتم سحب الجنسية”.

 

جنسية مزدوجة

 

وأشارت الصحيفة إلى أن أسماء الأسد تحمل الجنسية المزدوجة ( السورية والبريطانية) مما يعني أن إلغاء جنسيتها لا يعتبر غير قانوني، إذ أنها تبقى في نهاية الأمر بجنسية ثانية، وتظهر السجلات الرسمية أن فعالية جواز سفرها البريطاني ستنتهي العام 2020.

 

ويحق لمكتب الداخلية البريطانية اتخاذ مثل هذه الخطوة تحت غطاء المصلحة العامة، والتي عادة ما تكون لها علاقة والمشاركة ومسائل الأمن القومي.

 

3 حسابات

 

وأوضحت الصحيفة اللندنية أن للسيدة السورية الأولى، ثلاثة حسابات على الأقل على وسائل التواصل الاجتماعي، وكلها تستخدم لتلميع صورة زوجها، بشار الأسد، والثناء والمديح على “شهداء” النظام واتهام الغرب بنشر الأكاذيب.

 

وتنشط أسماء الأسد، على مواقع التواصل الاجتماعي، إنستغرام وفيسبوك وتلغرام، ولديها متابعون كثر، وقد أثار استهجان البعض، تشكيكها الأسبوع الماضي على إنستغرام برواية الغرب حول ما جرى في خان شيخون إن كان الهجوم الكيميائي بغاز السارين الذي أودى بحياة 90 شخصًا قد وقع فعلاً.

 

وردًا على الغارة الجوية التي قامت بها واشنطن على قاعدة جوية في مطار الشعيرات وسط سوريا، كتبت أسماء الأسد في أحد مواقعها “تؤكد رئاسة الجمهورية العربية السورية أن ما فعلته أميركا عمل غير مسؤول لا يعكس سوى قصر النظر والأفق الضيق والعمى السياسي والعسكري وسعيّ ساذج لشن حملة دعائية كاذبة محمومة “.

 

جونسون: الأسد هو الإرهابي الأكبر ودعا روسيا إلى الإقرار بأنه “سامّ

إيلاف- متابعة

 

وصف وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون رئيس النظام السوري بشار الأسد بـ “إلارهابي الاكبر”، داعيًا روسيا إلى الاعتراف بأنه “سامّ” بالمعنيين الحرفي والمجازي للكلمة.

 

إيلاف – متابعة: كتب جونسون في مقالة نشرتها صحيفة “صنداي تلغراف”، أن موسكو حليفة دمشق لا تزال تملك الوقت لتكون على “الجانب الصحيح من وجهة النظر” بشأن النزاع في سوريا. أضاف أن “الأسد يستخدم الأسلحة الكيميائية، ليس لأنها فظيعة ولا تفرّق (بين الضحايا) فحسب، بل لأنها مروعة كذلك”.

 

قبل فوات الأوان

تابع: “لذلك، هو نفسه إرهابي أكبر تسبب بتعطش للانتقام، لا يمكن وقفه حتى بات لا يمكنه أن يأمل بأن يحكم شعبه ثانية (…) إنه سام حرفيًا ومجازيًا، وحان الوقت لروسيا لتستيقظ وتوقن هذه الحقيقة”.

 

وتعرّض جونسون للعديد من الانتقادات إثر فشله بإقناع مجموعة الدول السبع باقتراحه فرض عقوبات جديدة ضد مسؤولين روس وسوريين رفيعين عقب الهجوم الكيميائي في بلدة خان شيخون في محافظة إدلب، والذي أوقع عشرات القتلى، وأثار غضبًا دولًيا.

لكنه أكد أن الهجوم الكيميائي بدّل موقف الغرب تجاه سوريا.

 

وكتب وزير الخارجية أن “المملكة المتحدة والولايات المتحدة وحلفاءنا اتفقنا على أمر واحد: نعتقد أنه من المرجّح جدًا أن الهجوم شنه الأسد على شعبه باستخدام أسلحة غاز سامّ تم حظرها منذ نحو مئة عام”.

 

توحش بلا حدود

أضاف: “دعونا نواجه الحقيقة: الأسد متشبث (بالسلطة). وبمساعدة الروس والإيرانيين، وباستخدام الوحشية بلا هوادة لم يستعد حلب فقط، بل استعاد معظم سوريا (الصالحة للعيش)”.

 

وقبل الهجوم الكيميائي في الرابع من إبريل، كان الغرب على “حافة الوصول إلى توافق قاتم” تبدّل الآن، حسب جونسون. وأوضح أن التوافق كان على أنه من الأكثر حكمة التركيز على الحرب ضد تنظيم داعش، والقبول على مضض بأن إزاحة الأسد “رغم أنه أمر أساسي في نهاية المطاف – إلا أن عليه الانتظار إلى حين التوصل إلى حل سياسي مخطط”.

 

وتسبب النزاع السوري بمقتل أكثر من 310 آلاف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية، وأدى إلى نزوح أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها منذ بدأ بتظاهرات سلمية مطالبة بالإصلاحات، انطلقت في مارس 2011 وواجهها نظام الأسد بالقوة.

 

لا خلافات بين “قسد” وقوات النخبة السورية وهي ما زالت مشاركة في دحر داعش ومعركة الرقة

بهية مارديني

أكدت إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، أن لا صحة للأخبار التي تحدثت عّن خلافات مع قوات النخبة السورية، وقالت للصحافيين “لا صحة لخبر انسحاب قوات النخبة من معركة الرقة ضد داعش”.

 

فيما شدد الناطق الاعلامي في قوات النخبة السورية محمد خالد الشاكر في تصريح صحافي، أن قواتهم تنسق مع قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصاراً باسم “قسد” لمحاربة تنظيم داعش، مؤكداً أن بقاءهم في محافظتي الرقة ودير الزور بعد تحريرهما “هو ضرورة حتمية”.

وكان قد نسب خبر لمصدر دون تسميته أن قوات النخبة أعلنت انسحابها من جبهات القتال التي تشارك فيها مع قوات سوريا الديمقراطية والعودة إلى مقراتها في منطقة المالحة بريف بلدة تل تمر بمحافظة الحسكة، مع عزل جميع مراكز تجمعهم في قطاع القوات المخصص لها بمنطقة الكرامة في تل أبيض.

وتحدث ذات المصدر عّن “خلافات نشبت مؤخراً بين مسؤول الفصيل وحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، وبالتالي مع وحدات حماية الشعب YPG القوة المتحكمة بقوات سوريا الديمقراطية الانفصالية، اشتدت إلى ان تم اتخاذ قرار نهائي بعزل الفصيل من المشاركة في معركة تحرير الرقة وإعادتهم من حيث قدموا”.

وتحدث أيضا أن “المشاكل وصلت ذروتها بعد قيام عناصر من فصيل النخبة بفتح باب التطويع أمام رجال المنطقة وحثهم على الانضمام إلى صفوفها، ما زاد من قلق قيادة YPG من محاولات القادة في صفوف النخبة اختراق صفوف عناصرهم والتواصل مع العرب منهم لتشجيعهم على ترك الوحدات والانضمام إلى النخبة”، على حد قوله.

 

منوهاً أن “هذه الحقائق كشفت بعد أن حصلت قوات الاتحاد الديمقراطي على شهادات حية من بعض المواطنين في المنطقة حول تواصل هؤلاء المسؤولين معهم “.

 

فيما لم يؤكد هذا الخبر أي طرف من قوات النخبة او قوات سوريا الديمقراطية، وعلمت “ايلاف” أن قيادات في قوات النخبة زارت مواقعهم مؤخرًا وشدت من عزمهم .

وكانت قيادة قوات النخبة صرحت في وقت سابق أن أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل سيتم إشراكهم في معركة تحرير الرقة، .

وأعلن عن تأسيس قوات النخبة في وقت سابق هذا العام بجهود رئيس تيار الغد السوري المعارض والقيادي في منصة القاهرة أحمد الجربا بهدف المشاركة في عملية تحرير المحافظات الشرقية من تنظيم داعش.

 

وتم الاعتراف بهذه القوات كجزء لا يتجزأ من الحملة الدولية ضد الإرهاب .

 

والتقى الجربا بعدها المبعوث الرئاسي الاميركي الخاص بالحرب على الإرهاب، برت ماكغورك، وقد أكد الطرفان على محاربة الإرهاب ودحره كواجب إنساني وضرورة حتمية، ثم أعلن الناطق الرسمي باسم التحالف الدولي جون دوريان، أنّ قوات النخبة السورية، أصبحت فصيلاً مستقلاً معترفاً به داخل التحالف الدولي، وعوّل عليه في دخول مدينتي الرقة ودير الزور.

 

وأكد الناطق باسم النخبة أنه مازالت اللقاءات مستمرة وبشكل دوري بين قيادات التحالف الدولي، وقيادات قوات النخبة السورية.

 

اكتمال المرحلة الأولى من اتفاق المدن الأربع بسوريا  

قال مراسل الجزيرة إن عملية التبادل التي تمثل القسم الأول من المرحلة الأولى من اتفاق المدن الأربع قد تمت، بينما تحدثت مصادر للجزيرة عن استنفار أمني غير مسبوق تشهده الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام في العاصمة السورية دمشق.

 

وذكر المراسل أن المرحلة الأولى تمّت بوصول الحافلات القادمة من منطقة الزبداني إلى مدينة إدلب، ودخول الحافلات الخارجة من بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب إلى مناطق سيطرة نظام بشار الأسد بمدينة حلب.

وأضاف مراسل الجزيرة أن 2325 شخصا بينهم مقاتلون من المعارضة المسلحة وصلوا ضمن هذا التبادل إلى مدينة إدلب، في حين خرج من كفريا والفوعة نحو خمسة آلاف شخص بينهم مسلحون من المليشيات الموالية للنظام.

 

ومن جانب آخر، قالت وكالة سانا الرسمية للأنباء إن نحو خمسين حافلة وصلت إلى منطقة الراموسة في حلب قادمة من بلدتي كفريا والفوعة.

 

وكان قد تم الإفراج عن 1500 من المعتقلين في سجون النظام السوري بموجب اتفاق إخلاء البلدات السورية الأربع، كما جرى تبادل أسرى وجثث قتلى بين المعارضة المسلحة (ومنها هيئة تحرير الشام) وقوات النظام المتمركزة إلى جانب المليشيات في الفوعة وكفريا.

 

انفجار وضحايا

ويأتي استئناف عملية التبادل بعد انفجار سيارة ملغمة استهدفت تجمع الحافلات الخارجة من كفريا والفوعة في منطقة الراشدين بحلب.

 

وأفاد الدفاع المدني في حلب بمقتل مئة وإصابة أكثر من 55 في تفجير منطقة الراشدين بحلب الذي استهدف المعارضة والحافلات المخصصة لنقل الخارجين من كفريا والفوعة المواليتين للنظام.

 

وذكر التلفزيون السوري الرسمي أن “انتحاريا” فجر سيارته قرب محطة وقود بحي الراشدين مستهدفا سيارات تحمل أغذية لأهالي كفريا والفوعة، متهما من وصفهم بالإرهابيين بتفجير سيارة ملغمة بسبب عرقلة إتمام تنفيذ اتفاق المدن الأربع.

 

ورجحت مصادر مطلعة للجزيرة انفجار إحدى السيارات المحملة بالمواد الغذائية بعد عبورها من مناطق سيطرة النظام.

 

وفي تطورات ميدانية أخرى، أفادت مصادر للجزيرة بأن استنفارا أمنيا غير مسبوق تشهده الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام في دمشق، حيث قامت القوات الأمنية بنشر حواجز إضافية في معظم الطرقات، وسيرت دوريات في مختلف الأحياء، كما شوهدت أقنعة واقية من الغازات السامة بحوزة أفراد من قوات النظام.

 

يأتي هذا، بالتزامن مع أنباء يتم تداولها بكثافة في المواقع الموالية للنظام عن احتمال حدوث هجوم بالغازات السامة بالغوطة الشرقية في ريف دمشق.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

القوات الكردية بمحيط الطبقة والتحالف يقصف أحياءها  

 

شنت مقاتلات التحالف الدولي غارات جوية استهدفت الأحياء السكنية في مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، تزامنا مع المعارك التي تدور في محيطها بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وقوات سوريا الديمقراطية التي أعلنت أمس السبت بدء اقتحام المدينة.

 

وذكرت مصادر محلية للجزيرة أن المعارك لا تزال مستمرة في محيط المدينة، بينما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن القوات الكردية أصبحت على مشارفها.

 

وأشارت مصادر محلية للجزيرة إلى سوء الوضع الإنساني لآلاف المدنيين داخل مدينة الطبقة جراء القصف والمعارك والحصار، شأنهم شأن الفارين منها نحو مخيمات عشوائية بريف الرقة.

 

من جهته، قال تنظيم الدولة إنه قتل ما يزيد على خمسة من عناصر قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية المكون الرئيس فيها- في هجمات بسيارات مفخخة ومعارك مع هذه القوات في ريفي الرقة والحسكة شرق سوريا.

 

قتلى وجرحى

وفي السياق نفسه، أفاد قائد عسكري من قوات سورية الديمقراطية أمس السبت لوكالة الأنباء الألمانية بسقوط سبعة قتلى وأكثر من 15 جريحا وفقدان ثلاثة من مقاتليهم خلال معارك مع عناصر تنظيم الدولة بريف الرقة الغربي.

 

وقال القائد العسكري إن القوات الكردية سيطرت على أول أحياء مدينة الطبقة من الجهة الجنوبية الغربية بعد معارك عنيفة مع مسلحي التنظيم، وأكد أن قواته كانت قادرة على التقدم أكثر والدخول إلى أحياء مدينة الطبقة ولكن ألغاما زرعها عناصر التنظيم أجلت تقدمهم لحين نزعها.

 

وكانت قوات سوريا الديمقراطية أعلنت بدء اقتحام الأحياء الشرقية والغربية من مدينة الطبقة، بعد سيطرتها على قرى عايد الصغير والإسكندرية وبعد عزلها قبل أكثر من أسبوع عن مدينة الرقة معقل التنظيم في سوريا.

 

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية بدء عملية اقتحام مدينة الطبقة أبرز معاقل تنظيم الدولة في ريف الرقة الغربي، وذلك ضمن عملية “غضب الفرات” التي أطلقتها القوات مدعومة بطائرات التحالف الدولي وقوات أميركية.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

الإعلان عن تأسيس (المؤتمر الوطني الديمقراطي السوري)

 

وليد غانم: كلنا شركاء

 

عقد “المؤتمر الوطني الديمقراطي السوري” لقاءه التأسيسي في مدينة جنيف السويسرية، أمس السبت 15 نيسان/أبريل، وذلك بمشاركة شخصيات من مختلف منصّات المعارضة، ومستقلون من بينهم الأمين العام لتيار (قمح)، هيثم المناع، وعضو وفد المعارضة السورية المفاوض في جنيف، خالد المحاميد.

 

ووضع المؤتمر وثائق سياسية تعبّر عن نظرته للحلّ في سوريا، وشكّلت هذه الوثائق النقاط الأساسية لكيفية بناء الدولة المدنية الديمقراطية وأسس الدستور السوري.

 

وارتكز الحل السياسي المعبّر عنه في هذه الوثائق على ثلاثة عناصر أساسية، أولاً التأكيد على مكافحة الإرهاب، وثانياً إغلاق كل فرص إعادة إنتاج الاستبداد، أما البند الثالث فيتمحور حول “حل قضايا التنوع وحقوق الأشخاص والجماعات ضمن وحدة الوطن السوري والنظر إليها من الثوابت وتحقيق التغيير الرشيد في سوريا”.

 

كما تنص وثائق المؤتمر الأولية أن “اللامركزية الإدارية تشكّل الصيغة الأنسب لبناء وطن سوري جاذب لمكوناته”، وأن بيان جنيف واحد للعام 2012 شكّل “مرجعاً للمبادئ الدستورية للمرحلة الانتقالية وكتابة الدستور السوري الجديد”.

 

وشملت الوثائق قاعدة أن “الشعب السوري شعب واحد عماده المواطنة المتساوية بين جميع الفئات، والمرتكزة على وفاق شامل فيه الدين لله والوطن للجميع حيث لا أحد يفرض دين على أحد أو يمنع على الآخر حرية اختيار ديانته وحقه ممارستها”.

 

وأكّدت الوثائق على “عدم التنازل عن أي شبر من أراضي سوريا كالجولان المحتل وحق الشعب السوري باسترجاع أراضيه بكافة الوسائل المشروعة، والتي أقرتها الشرائع الدولية لمقاومة الاحتلال”.

 

هيثم مناع: نعمل على الوصول إلى قوة سياسية اسمها التيار الوطني الديمقراطي

 

وفي مقابلة مصورة مع “هيثم مناع”، أجراه موقع “الاتحاد برس”، قال مناع عن سبب تأسيس هذا المؤتمر: “إذا نظرنا للإعلام، نتحدث عن اتجاهات جهادية، وأسماء إخوانية، ومجموعات تابعة لهذه الدولة أو تلك، في حين الصوت الديمقراطي مغيب، وليس له وجود في الائتلاف ولا المنصات الثلاث”.

 

وأردف “قامت منصة القاهرة على أساس الصوت الديمقراطي الوطني، ثم اختزلت في مجموعة وغاب هذا الصوت، لأننا لم نشكل هيكلاً تنظيمياً جامعاً لحركة سياسية حديثة تحمل مبدأ الدفاع عن الوطن والمواطنة، وتعتبر أن حقوق المكونات السورية جزء أساسي من عملية بناء سوريا الموحدة، ومن هنا اليوم تحاول نخبة من الناس تملك قرارات سياسية وحافظت على نقاءها الوطني وإخلاصها لمشروع التغيير الديمقراطي أن تكون قوة، بالتأكيد لا تمثل كل التيار الوطني”.

 

وعن المؤتمر قال: “المؤتمر هو حركة سياسية دمقراطية وطنية تعبر عن جزء هام من التيار الوطني الديمقراطي في البلاد، وقد أصبح من المخجل أن كل مكونات النسيج المجتمع السوري بالمعنيين القومي والديني، هناك من راح تحت أقدام العنف موجودون في المؤتمر، وهناك من كان في الرياض والقاهرة وموسكو موجودون في المؤتمر”.

 

وأكد مناع أن “المؤتمر هو للوطنيين الديمقراطيين العلمانيين هنا ويريدون أن يكون المؤتمر صوتاً مشتركاً منفتح على كل الوطنيين الدمقراطيين الذين لم يحضروا”، “وسنتواصل مع من غاب من أجل أن يصبح هناك قوة سياسية اسمها التيار الوطني الديمقراطي، وتضطر وسائل الإعلام المغرضة والمشوهة لتقول هذا يشارك في المفاوضات عن المؤتمر الديمقراطي”.

 

وعمّا سيتم مناقشته في المؤتمر، قال مناع “إن ما سيتم ناقشته هو ميثاق وطني يطرح مبادئ دستورية فوق دستورية دائمة بالنسبة لسوريا الغد، ثم ما هي المنطلقات النظرية السياسية لتأطيرنا التنظيمي، ثم انتخاب أمانة عامة للمؤتمر، لتكون التعبير السياسي المستمر كحركة سياسية مستقبلية”.

 

وأضاف مناع: “بالنسبة لنا نحن بحاجة لميثاق وطني مؤسس يجمعنا على هويتنا السورية الجديدة التي نبنيها معاً، ولدينا ميثاق القاهرة وورقة بناء الدولة المدنية الديمقراطية في سوريا، وهي ووثائق أساسية سيتم مناقشتها وتبنيها، ولائحة تنظيمية تنظم علاقتنا ببعض وطرق التعامل مع مجمل التيار الوطني الديمقراطي وباقي القوة السياسية في الداخل وفي الإقليم وعلى الصعيد الدولي”.

 

وعن تواصلهم مع الهيئة العليا للمفاوضات وغيرها من القوى الثورية، أكد مناع: “لا نتواصل مع هيئات بشكلها الحالي، لأننا نعتبر أن تكوينها لم يتم بشكل صحيح، ولكننا موجودون في كل المنصات وصوتنا قوي ولا يستطيع أحد إبعادنا”.

 

خالد المحاميد: المؤتمر سوري بامتياز وقراراته ذات استقلالية

 

ومن جانبه، قال خالد المحاميد في مقابلة مصورة مع “الاتحاد برس”، إن “الموجودون في المؤتمر جاءوا ليعبروا عن رؤيتهم في الحل السياسي للأزمة السورية، ودوري فيه كان توضيح للمجتمعين حول ما تم في جنيف4 و5، وما المصاعب التي التمسناها خلال المفاوضات، فالمشاكل الأساسية هي عدم وجود شريك أساسي للتفاوض”.

 

وأشار إلى ان الوثيقة السياسية للمؤتمر “لم تكن نهائية، وسيتم مناقشتها من قبل المؤتمرين، وعندما يتم إقرارها من قبلهم، ممكن أن نعلق على محتوياتها”.

 

وأكد المحاميد أن “هذا المؤتمر سوري سوري بامتياز، وقراراته ذات استقلالية، ومكان وجوده ذو استقلالية، ومن يتواجد في المؤتمر يدفع بالعملية السياسية الناضجة التي تؤمن للشعب السوري طموحاته”.

 

معهد واشنطن: إيران تواصل استخدام الطائرات (المدنية الوهمية) لإعادة إمداد بشار الأسد

فرزين نديمي

في الوقت الذي تنصب فيه أنظار قطاع الطيران ووسائل الإعلام الدولية على الطلبات التي أجرتها مؤخراً الخطوط الجوية الإيرانية لطائرات بوينغ وإيرباص، تواصل طهران شراء الطائرات وقطع الغيار المستعملة بهدوء عبر شركات أصغر حجماً، والتحايل بفاعلية على العقوبات المرتبطة بالإرهاب والمفروضة على شركات طيران وأفراد معينين. وتسعى إيران إلى تعزيز قدرتها على النقل الجوي في المنطقة من خلال الدمج ما بين المكونات العسكرية والمدنية للطائرات. إلّا أن أي شركة منخرطة في هذا النشاط – حتى بصورة غير مباشرة – تضع نفسها في مرمى سياسة العقوبات الأمريكية.

لطالما استعان «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني بالموارد ذات الطابع المدني الوهمي لمساعدة حلفاء إيران في سوريا. وقد قام «الحرس الثوري» بإنشاء خطوطه الجوية وشركات الخدمات الخاصة التي يستخدمها للتمويه لتقديم المساعدة اللوجستية وزيادة إيراداته،هذا  بالإضافة إلى الدعم الحثيث الذي يحظى به من “شركة ماهان للطيران” (انظر القسم التالي).

تُعتبر “شركة طيران بويا” الخطوط الجوية الرئيسية التي يديرها «الحرس الثوري» الإيراني و”شركة طيران بارس” التابعة إليه، مع العلم بأن سابقاتها – أي “بارس للطيران” و “ياس للطيران” – صُنّفتا من قبل الولايات المتحدة ككيانات إرهابية في عام 2012. وقد اتهمت الولايات المتحدة هاتين الشركتين بنقل الأسلحة إلى النظام السوري. واليوم تدير “شركة طيران بويا” ست طائرات شحن روسية الصنع تستأجرها من «القوة الجوية التابعة للحرس الثوري الإسلامي». وفي الآونة الأخيرة، اشترى «الحرس الثوري» طائرتين إقليميتين برازيليّتَي الصنع من نوع “إمبراير إي آر جاي-145 إي آر” (أرقام التسجيل “إي پي-آر أي أي” و “إي پي-آر أي دي”) يصل مداهما إلى نحو ثلاثة آلاف كيلومتر ويمكن أن تتّسعان لما يصل إلى خمسين راكباً. وقد تم تسجيل أولى هذه الطائرات في جنوب أفريقيا من قبل رجل إعمال إيراني مقيم في اسطنبول يدعى حسين حافظ أميني وسُلِّمت إلى “شركة طيران بويا” في 31 آذار/مارس. ويشار إلى أن كلا الطائرتين شوهدتا لاحقاً في “مطار مهر آباد الدولي” في طهران وكانتا لا تزالان تحملان شارة التسجيل من جنوب أفريقيا والزي الرسمي لـ “شركة راي للطيران”. ولدى «الحرس الثوري» علاقات وثيقة مع شركة الطيران الأخيرة، التي تشكل على ما يبدو شركة تغطية غامضة لها موقع إلكتروني وهمي تم إنشاؤه منذ أكثر من عامين. وتشير التقارير المتوفرة إلى أن مركز تسجيل “راي” هو جنوب أفريقيا، إلا أن العنوان المذكور على موقعها الإلكتروني موجود في اسطنبول.

وبالإضافة إلى الإيرادات التي يجنيها «الحرس الثوري» من رحلات الركاب، يتمكن كذلك من ادّخار المال عبر استخدام طائراته الخاصة لنقل عناصره وعائلاتهم. والأهم من ذلك، أن امتلاكه لأسطول جوي للشحن والسفر خاص به يتيح له نقل عناصره أو شحناته السرية تحت أدنى درجات الرقابة من سلطات الطيران المدني.

وظهرت مؤخراً تحت الأضواء شركة أخرى خاضعة لـ «الحرس الثوري»، وهي “طيران فارس قشم” التي استلمت من الشركة الأفغانية “كام للطيران” طائرتي شحن عتيقتين من طراز “بوينغ 747-200 أف” عن طريق وسيط أرمني. ومن غير الواضح ما إذا كان المسؤولون الأفغان يدركون الوجهة النهائية لتلك الطائرات. وقد تم على الفور استخدام أولى هذه الطائرات، وهي طائرة “إي پي-أف أي أي”، من خلال تسيير رحلات جوية يومية من طهران إلى دمشق (أرقام الرحلات “كيو إف زي 9950” و “كيو إف زي 9951“). وتخضع الطائرة الثانية للصيانة في مركز “فارسكو” للصيانة والإصلاح في طهران. ويُقال أن “شركة ماهان للطيران” هي التي تسيّر طائرات الـ “بوينغ” التي تم شراؤها حديثاً.

وفي الفترة الأخيرة شهد الجسر الجوي بين إيران وسوريا حركة ناشطة مع رحلات تسيّرها عدة شركات طيران مدنية وعسكرية، وهي: “ماهان للطيران” (“إيرباص أي 300 ” و “أي 310“)، و”الخطوط الجوية الإيرانية” (“إيرباص أي 300” و “أي 320″)، و”القوات الجوية الوطنية الإيرانية”/”طيران ساها” (“بوينغ إف 747” و “سي-130“)، و”طيران «الحرس الثوري»/”طيران فارس قشم”/ “بويا للطيران” (“بوينغ 747” و “آي إيل 76″)، و”الخطوط الجوية السورية” (“آي أل-76″) و”أجنحة الشام للطيران” (“أي 320”). وهذه الأخيرة هي شركة طيران سورية خاصة تسيّر رحلات منتظمة بين طهران ودمشق واستهدفتها العقوبات الأمريكية في عام 2016. والجدير بالذكر أن غالبية رحلات “الخط السوري السريع” التي تسيّرها هذه الشركات تجري ليلاً لإعاقة عملية رصدها عبر الأقمار الاصطناعية. وبالإضافة إلى هذا الخط الناشط بين طهران ودمشق، ثمة ثلاث خطوط جوية (“ماهان”، و”الخطوط الجوية الإيرانية”، و”الخطوط الجوية السورية”) تحطّ في “مطار عبادان” بشكل متقطع، حيث تُنقل إليها عناصر الميليشيات الشيعية العراقية بالحافلات من النجف والبصرة لتستقل الطائرات إلى دمشق.

وبالإجمال، نقلت “الخطوط الجوية الإيرانية” و”السورية” نحو 21 ألف مسافر بين طهران/عبادان ودمشق خلال الشهرين الماضيين فقط، بالإضافة إلى إمدادات فاق وزنها5,000  طن. وبما أن قلة من الحجّاج يسافرون إلى سوريا هذه الأيام، فبذلك يكون معظم هؤلاء المسافرين من القوات العسكرية أو شبه العسكرية. وجميع هذه الرحلات تقريباً مستأجرة بالكامل من قبل «الحرس الثوري» الإسلامي وعادةً ما تكون غير متاحة لعامة الشعب.

دور المخاطر العالية لـ “شركة ماهان”

في عام 1992، تأُسست “شركة ماهان للطيران”، ثاني أكبر شركة طيران إيرانية، من قبل “شركة مل مفاه الدين القابضة في كرمان” كشركة صغيرة تسيّر رحلاتها على متن بضع طائرات روسية الصنع. وبعد فترة من عدم الاستقرار، قامت الشركة في عام 1998 بتكليف إدارة عملياتها لضابط سابق في «الحرس الثوري» ويدعى حميد عرب نجاد. وخلال الحرب بين إيران والعراق، عمل عرب نجاد نائباً لقائد إحدى أنشط الوحدات القتالية التابعة لـ «الحرس الثوري»، وهي “شعبة العمليات  ثأر الله 41” بقيادة القائد الحالي لـ «فيلق القدس» قاسم سليماني. ثم تولى عرب نجاد لاحقاً رئاسة المكتب الإيراني للإعمار في البوسنة والهرسك، وهومنصب مرتبط على الأرجح بعمليات «فيلق القدس» في البلقان.

ويقيناً، أن توظيف ضابط سابق في «الحرس الثوري» الإيراني ليس بالضرورة بالأمر المقلق، لأن العديد من مدراء شركات الطيران الإيرانية الأخرى هم من قدامى «الحرس الثوري». لكن العلاقة الوثيقة التي تربط عرب نجاد بسليماني و«فيلق القدس» تبعث على القلق. كما أن أعمال “ماهان” غير المشروعة التي تنفذها بالنيابة عن «الحرس الثوري» قد وضعت الشركة على رأس قوائم العقوبات الدولية منذ عام 2011، وبالتالي فإن أي شركة تتعامل معها تكون معرضة لمخاطر كبيرة.

وعلى الرغم من التأثيرات المؤلمة التي فرضتها العقوبات على القيمة الجوية لطائرات “ماهان”، وجدت الشركة أساليب مبتكرة لاستيراد أسطول من الطائرات الغربية الصنع خلال السنوات الأخيرة، من بينها ثماني طائرات “إيرباص أي340” البعيدة المدى. وفي الواقع أن الطائرات التي استحوذت عليها عبر الشركات الوهمية الأرمنية تجعلها الخطوط الجوية الإيرانية الوحيدة التي تستطيع تسيير رحلات لمسافات طويلة.

فضلاً عن ذلك، استلمت “ماهان” مؤخراً الطائرة الأولى من بين ثلاث طائرات “إيرباص أي340” مستعملة من طراز (“يو پي-أي4001” وإلى “يو پي-أي 4003”) من سريلانكا واليونان، مستخدمةً هذه المرة “شركة بيك للطيران” الكازاخستانية كوسيط في العملية. وقد تم تسليم واحدة على الأقل من هذه الطائرات إلى “الخطوط الجوية السورية” وقد قامت للتو برحلتها الافتتاحية الأولى إلى دبي. وتفيد التقارير أن هذه الطائرة التابعة لـ “شركة ماهان” سوف تسيّر الرحلات إلى أمريكا الجنوبية وشرق آسيا أيضاً. كما تسيّر “شركة ماهان”ّ طائرة “إيرباص أي300” لصالح “الخطوط الجوية السورية”. لكن الجدوى الاقتصادية لهذه الطرق الجوية محل شك لأن “الخطوط الجوية السورية” تخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي منذ عام 2012 والعقوبات الأمريكية منذ عام 2013.

وعلى نطاق الأوسع، صنّفت وزارة الخزانة الأمريكية عدة شركات مقرها في أرمينيا وقيرغيزستان وأوكرانيا وتايلاند وتركيا كشركات تغطية لـ “ماهان”. وقد عملت هذه الشركات كوسيطة لشراء الطائرات والمعدات المرتبطة بها من قبل الكيانات الإيرانية الخاضعة للعقوبات.

وإذا احتسبنا هذه المعطيات مجتمعة، فإن أسطول “ماهان” الحالي يضم أكثر من 37 طائرة كبيرة يبلغ متوسط عمرها 24 عاماً، وتقوم برحلات داخلية وخارجية على السواء تشمل آسيا وأوروبا. وفي الواقع، تسيّر “ماهان” 15 في المائة من الرحلات الدولية في إيران، أي ما يقرب من ضعف حصة “الخطوط الجوية الإيرانية” (8.5 في المائة). وليس هذا بالأمر المفاجئ نظراً إلى أن معظم طائرات الرحلات لمسافات طويلة لدى “الخطوط الجوية الإيرانية” كانت قد مُنعت من التحليق أو وُضعت تدريجياً خارج الخدمة قبل رفع العقوبات النووية. وفي حين وضعت الولايات المتحدة “شركة ماهان للطيران” على لائحة الإرهاب في تشرين الأول/أكتوبر 2011 بسبب إمدادها «فيلق القدس» بالدعم المالي والمادي والتكنولوجي، فقد وجدت الشركة سُبلاً مختلفة للحفاظ على أسطولها في الخدمة.

الخاتمة

في عام 1981، نُشرت مقالة في “مجلة القوات المسلحة” تم فيها تعريف “الخطوط الجوية الروسية – إيروفلوت” – بالذراع اللوجستي للأعمال السرية للاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة، كما تم وصف الكيفية التي استخدم بموجبها الكرملين الخطوط الجوية الوطنية كأداة رئيسية لتنفيذ “أهدافه السياسية والعسكرية في جميع أنحاء العالم”. وعلى الرغم من تفوق إمكانيات “إيروفلوت” بشكل كبير على كل ما يمكن لـ «الحرس الثوري» والجهات التابعة له أن تستطيع جمعه، إلا أن «الحرس الثوري» يتبع بوضوح نهجاً مماثلاً في بسط نفوذه.

وخلال السنوات القليلة المقبلة، سوف تصل إلى إيران مجموعة من طائرات “إيرباص” و”بوينغ” جديدة بما يرافقها من تدريبات وخدمات. ولكن إذا كانت “الخطوط الجوية الإيرانية” تأمل استغلال هذه الموارد، فسوف تحتاج إلى تجنب التعاملات التجارية مع “ماهان للطيران” وغيرها من الكيانات المصنفة على لائحة الإرهاب، بما أن “ماهان” تبدو عازمة على إبقاء دورها الفعلي كـ “الخطوط الجوية لـ «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري الإسلامي»”. وعلى سبيل المثال، إذا قررت “الخطوط الجوية الإيرانية” و”آسمان للطيران” استخدام طائراتها الجديدة في ترتيبات الإقراض والتأجير أو تقاسم الرموز مع “شركة ماهان” أو شركات شبه مدنية مشابهة، فإنها قد تواجه عرقلة كبيرة في الدعم التقني من شركات التصنيع الأجنبية، بالإضافة إلى فقدان أي مكانة عالمية تكون قد استعادتها بعد الاتفاق النووي. وكون “ماهان للطيران” تقدم دعماً مباشراً للحرب التي يشنها «الحرس الثوري» من خلال وكلائه، من الممكن أن تجد نفسها مرغمة في النهاية على الإقفال تحت وطأة الضغوط الناتجة عن العقوبات – وربما تجرّ معها شركات طيران إيرانية أخرى إلى الهاوية.

 

نيويوركر: الكشف عن وثائق سرية تدين بشار الأسد ونظامه

كشفت مجلة نيويوركر الأميركية عن أضخم ملف من الوثائق السرية المسربة من سوريا، والتي تثبت المسؤولية الجنائية للرئيس بشار الأسد عن عمليات قتل وتعذيب جماعي منذ بدء الثورة السورية.

وفي أوسع عمل تحقيقي في الجرائم والانتهاكات في سوريا منذ بدء الثورة، أوردت مجلة نيويوركر أن المحققين تمكنوا من تسريب ستمئة ألف وثيقة إلى خارج سوريا، بينما بقي نحو خمسمئة ألف وثيقة أخرى داخلها.

 

وتحدثت مصادر من لجان التحقيق عن صعوبة إخراج الملفات بسبب حجمها، وقالت إن الدفعة الأولى اجتازت 11 حاجزا للنظام.

 

وقالت المجلة إن الأسد كان يطلع على قرارات “الخلية المركزية لإدارة الأزمة” التي تم تشكيلها بداية الثورة لقمع المظاهرات، حيث كان الأسد شخصيا يراجع تلك القرارات ويعدلها.

 

وفي اتصال للجزيرة، قال الصحفي الاستقصائي بمجلة نيويوركر بن توب، وهو الذي كشف عن الوثائق السرية، إن الوثائق تكشف عن اعتقال عشرات الآلاف وتعذيبهم وقتلهم في مراكز الاعتقال من قبل النظام خلال الثورة.

 

وأضاف أن الوثائق تبين أن الأوامر لم تتضمن التعذيب والقتل بل كانت للاعتقال والتحقيق، وتابع “ولكن ما رأيناه أن الإساءة والانتهاكات حصلت بشكل ممنهج داخل مراكز الاعتقال، وكانت قيادات عليا بمن فيها الأسد على علم بذلك” لافتا إلى أن المحققين أثبتوا تسلسل إدارة التعذيب والقتل من أعلى درجات القيادة ما يعني إمكانية استخدام هذه الأدلة في محاكم دولية.

 

من جهته، قال ستيفين راب -الذي قاد فرق الادعاء بالمحاكم الجنائية الدولية في رواندا وسيراليون- إن الوثائق تعد من أغنى ما قدم للجنة الادعاء الدولية، وتضم سجلا يفوق ما كان موجودا خلال محاكم نورمبرغ التي أقيمت عام 1945 ضد مرتكبي الجرائم النازية.

 

صور مسربة لضحايا التعذيب بالسجون السورية معروضة في مقر الأمم المتحدة (الجزيرة-أرشيف)

وأوضح بركات، وهو أول من قام بتسريب وثائق سرية للنظام السوري سنة 2012، أن الهيئة العليا للمفاوضات (المعارضة) لم تتجاوب بشكل إيجابي مع فريق المحققين للاستفادة من الوثائق المسربة، الأمر الذي تسبب بعدم استثمار المعارضة لهذا الملف سياسيا.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى