أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 17 أيلول 2017

غارات ترسم «حدود» الأكراد في دير الزور

لندن- «الحياة»

اعتبرت الحكومة السورية اتفاق «خفض التوتر» في إدلب، الذي تم التوصل إليه خلال محادثات آستانة «موقتاً… لا يضفي الشرعية على أي وجود تركي على الأراضي السورية». في موازاة ذلك، ظهرت ملامح صدام وشيك بين القوات النظامية السورية و «قوات سورية الديموقراطية» التي يشكل الأكراد عمودها الفقري حول مدينة دير الزور. وبعد «غارات» أعتبرت تحذيراً لأكراد سورية من تخطّي حدوداً مرسومة، اتهمت «سورية الديموقراطية» الطيران الروسي والسوري بقصف قواتها في المحافظة. وحذّرت دمشق على لسان بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، من أن الحكومة السورية ستقاتل أي قوة، بما في ذلك قوات تدعمها الولايات المتحدة، كما تقاتل «داعش» من أجل استعادة السيطرة على كامل البلاد. وأضافت: «لاحظنا أن قوات سورية الديموقراطية بمحاولاتها السيطرة على أراض في الأيام الأخيرة، حلّت محلّ داعش في كثير من الأماكن من دون أي قتال». كما اتهمت شعبان «سورية الديموقراطية» بمحاولة السيطرة على مناطق تضمّ حقولاً نفطية، وحذّرت من أنها لن تتمكّن من نيل ما تريده.

وبعد مرور 48 ساعة على الاتفاق بين «التحالف الدولي» وروسيا على إنشاء «خطّ فضّ اشتباك» يمتد من محافظة الرقّة على طول نهر الفرات باتجاه دير الزور لضمان عدم نشوب أي مواجهات بين القوات النظامية و «سورية الديموقراطية» اللذين يتقدمان ضد «داعش»، أفادت «سورية الديموقراطية» في بيان أمس بتعرض قواتها في شرق الفرات لهجوم من جانب الطيران الروسي وقوات النظام السوري، استهدف وحداتها في المنطقة الصناعية في ريف دير الزور الشرقي، أسفر وفق البيان، عن «إصابة ستة من مقاتلينا بجروح مختلفة». وقالت «سورية الديموقراطية» إنه في وقت نحقّق «انتصارات عظيمة ضد داعش في الرقة ودير الزور ومع اقتراب الإرهاب من نهايته المحتومة يحاول بعض الأطراف خلق العراقيل أمام تقدم قواتنا».

غير أن إيغور كوناشينكوف الناطق العسكري باسم الجيش الروسي نفى قصف الطيران الحربي الروسي مواقع «سورية الديموقراطية» في دير الزور. وقال كوناشينكوف: «هذا غير ممكن، لماذا نقصفهم؟».

وجاء التصعيد بينما قالت ماريا زخاروفا الناطقة باسم الخارجية الروسية إن وحدات طليعية من قوات الحكومة السورية عبرت نهر الفرات واتخذت مواقعها على الضفة الشرقية للنهر.

وكانت «سورية الديموقراطية» حدّدت نهر الفرات كـ «خط أحمر» للفصل بين قواتها والقوات النظامية، قائلة إنها لن تسمح للقوات الحكومية بالعبور إلى الضفة الشرقية. إلا أن موسكو أفادت بأن القوات النظامية عبرت بالفعل إلى الضفة الشرقية. وقالت زخاروفا: «بعد انتصار كبير قرب دير الزور يواصل جيش الحكومة السورية طرد إرهابيي تنظيم داعش من المناطق الشرقية من البلاد». وزادت «تمّ تحرير ضواحي هذا المركز الإقليمي، ونجحت وحدات طليعية في عبور الفرات وتتخذ مواقع على الضفة الشرقية».

وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحاً لعمليتين عسكريتين. الأولى تقودها القوات النظامية السورية، بدعم روسي في مدينة دير الزور وريفها الغربي. والثانية تشنها «سورية الديموقراطية»، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد «داعش» في الريف الشرقي.

وتدور حالياً اشتباكات بين «سورية الديموقراطية» وعناصر «داعش» في محيط المنطقة الصناعية التي تبعد نحو سبعة كيلومترات عن الضفة الشرقية لنهر الفرات مقابل مدينة دير الزور.

ويسعى الجيش السوري إلى استعادة السيطرة على كامل مدينة دير الزور بعدما تمكّن من كسر حصار فرضه «داعش» نحو ثلاث سنوات على أحياء تسيطر عليها القوات الحكومية.

وكان أحمد أبو خولة رئيس «المجلس العسكري في دير الزور»، الذي يقاتل تحت راية «سورية الديموقراطية» قال إن المجلس لن يسمح للقوات النظامية بعبور نهر الفرات، مؤكداً أن تقارير عبور القوات النظامية نهر الفرات مجرّد دعاية. وقال أبو خولة إن إدارة مدنية ستتشكل لإدارة المناطق التي ستتم السيطرة عليها في دير الزور «بما يشمل حقولاً نفطية في المنطقة. وأضاف أن الحكومة السورية «نظام لا يصلح لقيادة شعب وإدارة شعب».

وقال «التحالف الدولي» إن «سورية الديموقراطية» لا تخطّط لدخول مدينة دير الزور، غير أن أبو خولة لم يستبعد احتمال أن تصبح هدفاً بعد ذلك، وقال: «لدينا مناشدات من مدنيين في دير الزور بتخليصهم من (النظام) ومن داعش في الوقت ذاته». وزاد: «الآن نحن ننشئ مجلساً مدنياً موازياً للمجلس العسكري لمدينة دير الزور. والمجلس المدني هذا سيدير كل المناطق المحرّرة من داعش».

في موازاة ذلك، اعتبر النظام السوري اتفاق «خفض التوتّر» في إدلب «موقت». ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) أمس عن مصدر في الخارجية السورية قوله، إن الاتفاق هدفه الأساسي هو «إعادة الحياة إلى طريق دمشق – حماة – حلب القديم، والذي من شأنه تخفيف معاناة المواطنين».

 

العراق يبدأ هجوماً على «داعش» في منطقة حدودية مع سورية

بغداد – رويترز

قالت القوات المسلحة العراقية اليوم (السبت)، إنها بدأت هجوما لطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من منطقة على الحدود مع سورية تضم بعض آخر البلدات التي يسيطر عليها التنظيم في البلاد.

وقال بيانان عسكريان إن الهجوم في منطقة عكاشات، الغنية بالغاز الطبيعي، يهدف إلى فتح الطريق أمام السيطرة على بلدات واقعة تحت سيطرة المتشددين في وادي نهر الفرات بما في ذلك منطقة القائم الحدودية.

وقال أحد البيانين: «ألقت مساء أمس طائرات القوة الجوية آلاف المنشورات على مناطق عكاشات وعنة وراوة والقائم غرب الأنبار… تحذر عصابات داعش الإرهابية من ساعة الحساب التي اقتربت وعليهم تسليم أنفسهم والخضوع لمحاكمة عادلة أو الموت بنيران القوات المسلحة».

ويتقدم تحالفان منفصلان أيضا نحو مواقع «داعش» على الجانب السوري من الحدود وهما قوات الحكومة السورية بدعم من ضربات جوية روسية ومسلحين مدعومين من إيران وتحالف «قوات سورية الديموقراطية» المؤلف من مقاتلين عرب وأكراد من المعارضة مدعومين من الولايات المتحدة.

وانهارت فعليا في تموز (يوليو) الماضي دولة «الخلافة» التي أعلنها التنظيم المتشدد العام 2014 على مناطق ممتدة عبر حدود البلدين عندما استعادت القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة السيطرة على الموصل معقل التنظيم الرئيس في العراق.

والبلدات الواقعة في المنطقة الحدودية مع سورية وقضاء الحويجة، الواقع قرب كركوك الغنية بالنفط، هي المراكز الحضرية الوحيدة التي ما زالت خاضعة لسيطرة التنظيم المتشدد في العراق.

واجتاح تنظيم «داعش» ثلث العراق في 2014 في هجوم كاسح سمح للمتشددين بالحصول على أسلحة ومركبات تقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات.

 

حماة تحت النار.. وموسكو ترسل أسلحة جديدة الى سوريا

شنّت طائرات روسية قصفاً مفاجئاً، صباح السبت، استهدف بلدة اللطامنة الواقعة في ريف حماة. وقال ناشطون أن البلدة تعرضت، مع قريتي عطشان والزارة، لقصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات النظام، وأن فصائل المعارضة تصدت لمحاولة تقدم تلك القوات بمنطقة ضهرة زلين.

 

يأتي ذلك على الرغم من سريان اتفاق “تخفيف التوتر”، الذي حدد في ختام الجولة السادسة من مفاوضات أستانة، مناطق خفض التصعيد في محافظات حماة وحلب واللاذقية، وفي الغوطة الشرقية في ريف دمشق، إضافة إلى إدلب التي تسيطر عليها المعارضة، لكن بلدتي التمانعة وسكيك جنوب إدلب تعرضتا، الجمعة، إلى قصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات النظام.

 

على صعيد متصل، قتل 12 مدنيا، وجرح العشرات، السبت، بقصف جوي على بلدة محكان شرق ديرالزور، شرقي سوريا، الخاضعة لسيطرة “داعش”.

 

وقال ناشطون، إن طائرات حربية يرجح أنها روسية قصفت البلدة الواقعة شرق مدينة ديرالزور، ما أدى الى مقتل 12 مدنيا، وجرح العشرات، بينهم أطفال ونساء، في حصيلة أولية.

 

وأضاف الناشطون، أن مدينة الميادين وبلدة خشام، وقرى طابية جزيرة ومراط وجديد عكيدات ومظلوم، شرق مدينة ديرالزور، تعرضت لقصف مماثل من طائرات حربية للنظام وروسيا، ما تسبب بقتل وجرح عدد من المدنيين.

 

إلى ذلك، وصلت الدفعة الثامنة من الأسلحة الروسية إلى سوريا هذا العام عبر سفينة الإنزال “يامال” التابعة لأسطول البحر الأسود الروسي التي عبرت المضائق التركية، ودخلت البحر المتوسط.

 

وأوضحت وسائل إعلام روسية، أن سفينة الإنزال، وسفن الدعم والمساعدة التابعة للبحرية الروسية تشارك في عملية “الإكسبرس السوري” الخاصة بنقل الذخيرة إلى القوة الجوية الروسية في قاعدة حميميم الجوية، وإلى قوات النظام السوري.

 

قوات «الأسد» تسيطر على 48% من مساحة سوريا

أوضح تقرير صحفي أن قوات النظام السوري باتت تسيطر اليوم على نحو 89 ألف كلم مربع بنسبة بلغت 48% من مساحة سوريا.

 

وقال التقرير الذي نشرته صحيفة «الحياة» اللندنية، إن «قوات سوريا الديمقراطية» تأتي في المرتبة الثانية ضمن ترتيب القوى ذات النفوذ، لتحكم سيطرتها على نحو 43 ألف كلم مربع بنسبة بلغت 23.1% من مساحة الأراضي السورية، بينما تراجعت نسبة فصائل المعارضة المسلحة إلى 16.5% من المساحة العامة لسوريا حيث تسيطر على نحو 30 ألفا و600 كلم مربع من مساحة الأراضي السورية.

 

وذكر التقرير أن القوات النظام تمكنت من استعادة مساحة تعادل ضعفا ونصف ضعف المساحة التي كانت تسيطر عليها إلى ما قبل انعقاد لقاء آستانة الأول الذي ترافق مع فرض اتفاق لتخفيف التوتر، بعد أن أنهت وجود تنظيم «الدولة الإسلامية» في محافظة حلب بشكل كامل.

 

وأشار التقرير إلى أن قوات النظام استعادت السيطرة على بلدات أهمها دير حافر ومسكنة والخفسة، وعلى مدينتي تدمر والسخنة في ريف حمص الشرقي ومساحات واسعة من البادية السورية، إضافة إلى إنهاء وجود التنظيم في محافظة ريف دمشق.

 

وبين أنها استعادت مساحات واسعة من ريفي دمشق الجنوبي الشرقي والسويداء الشمالي الشرقي، واستطاعت تقليص سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» في ريفي حمص وحماة، مشيرة إلى أنها تمكنت من فك الحصار عن مدينة دير الزور وسيطرت على مساحات واسعة من باديتها الغربية ومحيط المدينة ومناطق واسعة من ريفي الرقة الشرقي والجنوبي والجنوبي الغربي.

 

وجرى الاتفاق في ختام الجولة السادسة لمفاوضات أستانا بشأن الأزمة السورية على نشر قوات من الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران) لمراقبة مناطق خفض التصعيد.

 

ونص البيان الختامي للمفاوضات على تحديد مناطق خفض التصعيد في سوريا كإجراء مؤقت لمدة 6 أشهر يمكن تمديدها، وهي تشمل بشكل كامل أو جزئي الغوطة الشرقية بريف دمشق ومحافظات إدلب وحمص واللاذقية وحلب وحماة.

 

كما نص البيان الختامي على وحدة الأراضي السورية ومكافحة الإرهاب، واكتفى البيان بدعوة جميع الأطراف إلى الإفراج عن المعتقلين كجزء من إجراءات الثقة، في حين ذكرت مصادر أنه لم يتم التوافق على ملف المعتقلين بسبب موقف النظام، وأنه تأجل البت فيه إلى الجولة السابعة التي من المقرر أن تعقد أواخر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

 

البنتاغون يتهم روسيا بقصف قوات سوريا الديمقراطية

قالت وزارة الدفاع الأميركية والتحالف الدولي اليوم إن طائرات روسية قصفت قوات سوريا الديمقراطية بشرق نهر الفرات قرب دير الزور شرقي سوريا رغم علمها بوجود هذه القوات هناك، وقد نفت موسكو أن يكون طيرانها الحربي استهدف قوات سوريا الديمقراطية التي أطلقت حملة للسيطرة على مدينة دير الزور من يد تنظيم الدولة الإسلامية.

وذكر البنتاغون في بيان أن طائرات روسية قصفت موقعا يعرف الروس أن به قوات سوريا الديمقراطية ومستشارين للتحالف الدولي، وأصيب في الهجوم عدد من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، وأضافت وزارة الدفاع الأميركية أن قوات التحالف لم تتعرض لأذى جراء الغارة.

وقال قائد قوات التحالف الدولي الجنرال الأميركي بول فانك إن “مسؤولي التحالف متوافرون، وخط تجنب الاحتكاك مع روسيا مفتوح على مدى الساعة”، وأضاف “نبذل ما في وسعنا لتفادي تصعيد من دون طائل بين القوات التي تقاتل عدونا المشترك”، في إشارة إلى تنظيم الدولة.

فض الاشتباك

وكان التحالف الدولي وروسيا اتفقا على إنشاء خط فض اشتباك يمتد من محافظة الرقة على طول نهر الفرات باتجاه محافظة دير الزور المحاذية، لضمان عدم حصول أي مواجهات بين الطرفين اللذين يتقدمان لمقاتلة تنظيم الدولة.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية قالت في بيان إن سلاحي الجو السوري والروسي قصفا مواقع لها قرب منطقة الصناعة شمال مدينة دير الزور، وأضاف أن خمسة من مقاتليها أصيبوا جراء القصف.

وقال أحمد أبو خولة رئيس مجلس دير الزور العسكري، الذي يقاتل تحت لواء قوات سوريا الديمقراطية، إن المجلس “لن يسمح لقوات النظام وحلفائها بعبور الفرات إلى الضفة الشرقية، محذرا تلك القوات من إطلاق النار عبر النهر”.

 

مجلس دير الزور العسكري أعلن قبل أيام بدء حملة في شرق الفرات لطرد مسلحي تنظيم الدولة(غيتي)

واتهمت قوات سوريا الديمقراطية القوات الروسية والسورية بعرقلة تقدمهم في محاربة تنظيم الدولة بمحافظة دير الزور.

نفي روسي

في المقابل، نفى متحدث عسكري باسم الجيش الروسي أن تكون طائرات حربية روسية قصفت مواقع لقوات سوريا الديمقراطية بمحافظة دير الزور حيث تخوض معارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وقال المتحدث الروسي إيغور كوناشينكوف في قاعدة حميميم الجوية غربي سوريا “هذا غير ممكن، لماذا نقصفهم؟”.

وهذه المرة الأولى التي تعلن فيها قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية، استهدافها من قبل الطيران الروسي.

وكانت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري قالت في حديث لقناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني إن قوات بلادها ستقاتل أي قوة غير شرعية في البلاد بما فيها “قوات سوريا الديمقراطية”، مضيفة أن هذه الأخيرة حلت مؤخرا محل تنظيم الدولة في كثير من الأماكن دون قتال، في اتهام غير مباشر لها بالتواطؤ مع التنظيم، وهددت تلك القوات بأنه لن يُسمح لها بالسيطرة على مناطق تضم حقول نفط.

حملتان عسكريتيان

وتشكل محافظة دير الزور حاليا مسرحا لعمليتين عسكريتين؛ الأولى يقودها جيش النظام بدعم روسي بمدينة دير الزور وريفها الغربي، والثانية تشنها قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن على التنظيم في الريف الشرقي.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية أكدت إثر إعلانها بدء حملة “عاصفة الجزيرة” في شرق الفرات في التاسع من سبتمبر/أيلول الجاري عدم وجود أي تنسيق مع الجيش السوري وحليفته روسيا. كما شدد التحالف الدولي آنذاك على أهمية احترام خط فض الاشتباك بينه وبين الروس في المعارك الجارية ضد التنظيم في شرق سوريا.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

عمليات لقوات إيرانية في سوريا بدعم من الجيش الروسي

العربية.نت – عهد فاضل

أقرّت ما تُعرف بـ”غرفة عمليات قوات حلفاء الجيش السوري” بوجود قوات إيرانية في مناطق البادية السورية ومناطق دير الزور، تعمل بغطاء من الجيش الروسي.

وقالت الغرفة السالفة، في بيان لها نشر على صعيد واسع ونقلته فضائيات عربية موالية للأسد وتعمل في سوريا، السبت، إن العمليات العسكرية التي جرت في منطقة البادية السورية، حتى منطقة السخنة التابعة لريف حمص الشرقي، وصولاً إلى محافظة دير الزور، تمت، إضافة إلى جيش النظام السوري “بفضل جهود القوات الإيرانية وحزب الله والحيدريون والفاطميون والزينبيون والقوات الشعبية السورية وبمساندة الجيش الروسي”.

ويأتي تأكيد بيان غرفة حلفاء النظام السوري، وجود قوات إيرانية، في سوريا، في الوقت الذي تنفي في إيران وجود قوات مقاتلة لها، ولا تعترف إلا بمن تسميهم “مستشارين” يقدمون خدمة استشارية لجيش الأسد، على حد زعمها.

ويشار إلى أن الميليشيات التي وردت في البيان، تابعة جميعها لإيران التي أحضرتها إلى سوريا، من جنسيات عربية وإسلامية مختلفة، للقتال بصفوف جيش النظام السوري، والتورّط معه بسفك دماء السوريين في معارك حلب ودمشق وريفها وحمص والبادية السورية ومناطق مختلفة.

وجاء في بيان غرفة حلفاء الأسد، أن تلك القوات، بمن فيها الإيرانية، ستواصل عملياتها العسكرية “حتى الوصول إلى منطقة البوكمال الحدودية مع العراق” على حد ما جاء في البيان السالف.

يذكر أن وجود الميليشيات التابعة لإيران لا يقتصر على تلك الأسماء الواردة في البيان المشار إليه، فقد ظهرت على حدود مدينة الزور ميليشيات “الصابرون” و”الأبدال”، ولوحظ وجود دائم لإمام مسجد “الرسول الأعظم في اللاذقية” الذي أسسته ومولته الحكومة الإيرانية كجزء من مؤسسة تعليمية “دينية” ضخمة تضم عشرات الثانويات التعليمية والمساجد، على جبهات القتال حول دير الزور وفي بعض مناطقها، وهو الشيخ مرتضى المالكي الذي يحرص على الظهور ببزة عسكرية، وفي بعض الأحيان يظهر مسلّحاً، وفي أحيان أخرى يظهر وهو يتدرب على استعمال أسلحة عسكرية ثقيلة.

 

إدلب.. النظام السوري يرفض “شرعنة” دور تركيا

دبي – قناة العربية

تعرض الاتفاق الروسي التركي الإيراني، بعد يوم على اجتماع أستانا، إلى هزة مع إعلان النظام السوري أن مناطق خفض التوتر لا تمنح “الشرعية” لأي تواجد تركي في البلاد.

بدورها، توعدت جبهة النصرة قوات النظام، وتعهدت بمواصلة القتال أيضاً ضد الروس والإيرانيين. كما ندد التنظيم المدرج على لائحة الإرهاب بمحادثات أستانا لوقف النار.

وكان البيان الختامي للجولة السادسة من اجتماعات أستانا قد أشار إلى التوصل لاتفاق تركي – روسي – إيراني بضم إدلب، الخاضعة لسيطرة جبهة النصرة، لمناطق خفض التصعيد في سوريا، ونشر قوات من الدول الضامنة الثلاث لمراقبة المنطقة.

وكشف ممثل روسيا عقب البيان، الجمعة، أن كلاً من تركيا وإيران وروسيا سترسل نحو 500 مراقب إلى إدلب لم تتحدد بعد الأماكن التي سينتشرون فيها.

 

حشود عسكرية تركية بالقرب من معبر باب الهوى

جلال بكور

أفادت مصادر محلية برصد حشود عسكرية، ليلة السبت- الأحد، في محيط معبر باب الهوى من الجانب التركي، فيما يرجح أنه تحضير لدخول تلك القوات إلى محافظة إدلب، وفق اتفاق أستانة 6، في حين وقع ضحايا مدنيون بقصف روسي على ريف دير الزور.

ونقلت مصادر لـ”العربي الجديد” أن حشودا عسكرية تم رصدها للجيش التركي خلال الليلة الماضية في محيط بلدة الريحانية في الجهة المقابلة لمعبر باب الهوى شمال إدلب، ما يرجح استعداد تلك القوات للدخول إلى محافظة إدلب في الساعات القادمة.

وكانت مخرجات أستانة 6 الأخيرة قد أشارت إلى وجود اتفاق على نشر قوات تركية من جهة المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة في محافظة إدلب، وأجزاء من ريف حماة الشمالي.

وفي سياق متصل، قصفت قوات النظام السوري بالمدفعية والصواريخ مدينة اللطامنة بريف حماة الشمالي، في خرق لاتفاق خفض التوتر، وأسفر القصف عن أضرار مادية فقط.

كما قصفت قوات النظام بالمدفعية قرى القاهرة وقسطون وتل واسط بريف حماة الغربي، وقرى ربدة وعرفة والحزم وقصر بريف حماة الشرقي، دون وقوع خسائر بشرية، بحسب ما أفادت به مصادر محلية.

من جانب آخر، وقعت اشتباكات بين فصائل المعارضة السورية المسلحة ومليشيا “وحدات حماية الشعب الكردية”، نتيجة محاولة تسلل من عناصر الأخيرة في أطراف مدينة دارة عزة، شمال غرب محافظة حلب، وفق ما أفاد به المكتب الإعلامي في المدينة.

إلى ذلك، أفادت “وكالة ستيب للأنباء” المحلية بوقوع قتلى من عناصر مليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية، نتيجة هجوم مباغت من تنظيم “داعش” على موقع في غرب قرية الرويشد بريف دير الزور الشمالي الشرقي.

وفي سياق متصل، تحدثت الوكالة عن توثيق مقتل تسعة مدنيين بغارة روسية على قرية زغير جزيرة بريف دير الزور الشرقي، وأشارت الوكالة إلى أن الغارة وقعت في وقت سابق.

كما أفادت “شبكة ديري نيوز” بمقتل خمسة مدنيين مساء أمس السبت، جراء غارة من الطيران الروسي على مركب كان يقلهم في نهر الفرات بالقرب من مدينة موحسن شرق دير الزور، وذلك خلال محاولة الفرار من مناطق سيطرة تنظيم “داعش”.

وفي الرقة، استمرت الاشتباكات بين مليشيات “قوات سورية الديمقراطية” وتنظيم “داعش” في أحياء الأمين والحني والنهضة والروضة، في سعي من المليشيات لتحقيق مزيد من التقدم في المدينة، وسط استمرار القصف المدفعي والجوي على الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة “داعش”.

وذكرت حملة “الرقة تذبح بصمت” أن مليشيات “سورية الديمقراطية” تمكنت من السيطرة على مبنى قيادة الشرطة ونادي الشباب الرياضي في وسط مدينة الرقة، بعد معارك مع تنظيم “داعش”.

 

اشتباك بين “فيلق الرحمن” و”تحرير الشام”

أصيب مدنيون بجراح جراء اشتباك بين “فيلق الرحمن” و”هيئة تحرير الشام” على أطراف مدينة كفربطنا في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وتحدث مركز الغوطة الإعلامي عن إصابة مدنيين بجروح نتيجة الاشتباكات بين فصيل “فيلق الرحمن” المعارض و”هيئة تحرير الشام” جرت بعد منتصف الليل على أطراف مدينة كفربطنا في الغوطة الشرقية. ولم تتبين على الفور الأسباب التي أدت إلى وقوع الاشتباك بين الطرفين.

وفي غضون ذلك، قصفت قوات النظام السوري أطراف حي جوبر شرق مدينة دمشق، ومدينة عين ترما بالغوطة الشرقية، ما أسفر عن أضرار مادية، وذلك في خرق متواصل لاتفاق خفض التصعيد.

وفي سياق متصل، أصدرت وزارة التربية والتعليم التابعة للحكومة السورية المؤقتة بيانا نفت فيه تصريحات لرئيس الوفد الروسي إلى محادثات أستانة، أليكسندر لافريينتيف، حول خروج الطلاب بشكل يومي من الغوطة الشرقية إلى مناطق سيطرة النظام السوري لتلقي التعليم.

وأكدت الوزارة في بيانها أن النظام قام بتعطيل عمل مؤسسات الدولة في المناطق المحررة، ما اضطر الخبراء التعليميين في تلك المناطق إلى بناء إدارات تربوية تتبع لوزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة.

وأوضحت الوزارة أن الطلاب في الغوطة الشرقية يتلقون التعليم في تلك الإدارات، وقد انطلقت أمس العملية التعليمية لعام 2017 / 2018.

ونفت الوزارة نفيا قاطعا خروج أي طالب من الغوطة الشرقية لتلقي التعليم في مناطق سيطرة النظام، مشيرة إلى أن الكادر التعليمي في الغوطة مكون من 3400 مدرس وإداري يقدمون التعليم لأكثر من 52 ألف طالب.

ويذكر أنّ الغوطة الشرقية انضمت، في نهاية يوليو/ تموز الماضي، إلى اتفاق مناطق خفض التوتر، إلا أن قوات النظام واصلت عملياتها العسكرية في محور عين ترما وحي جوبر.

 

تباين المواقف من “أستانة 6″… وخروقات روسيا والنظام تتواصل

أحمد حمزة

بقيت مُخرجات اجتماع “أستانة 6″، الذي اختتم أمس الأول في العاصمة الكازاخية، موضع جدل، لجهة عدم وضوح الصورة النهائية لآليات تنفيذ بنود الاتفاق، الذي توافقت عليه الدول الثلاث الضامنة، خصوصاً بما يتعلق بالمسار المُحتمل للتطورات في محافظة إدلب ومحيطها. ففيما اعتبر بعض المراقبين أن الاتفاق يُجنب مئات آلاف المدنيين “سيناريو الموصل” العراقية، ويكفل تحقيق الحد الأدنى من الاستقرار في هذه المناطق، التي عانت ويلات الحرب لسنوات، فإن رأياً آخر في أوساط المعارضة السورية يعتبر أن الاتفاق، وإن ظهر آنياً، فإنه يكفل تجنيب المدنيين مصيراً مشؤوماً في شمال غربي سورية، غير أن صيغته الحالية “تحمل نتائج سياسية وعسكرية وخيمة لقوى الثورة والمعارضة” عموماً.

وتواصلت “العربي الجديد” مع سكان محليين في محافظة إدلب، أمس السبت، لاستطلاع رأيهم في مخرجات “أستانة 6″. وعبر معظمهم عن أملهم في أن يرسم الاتفاق بالفعل مساراً إيجابياً لمستقبل مناطقهم، معتبرين أنه و”رغم عدم اتضاح الصورة النهائية لآليات التنفيذ، لكن الاتفاق بالحد الأدنى يكفل، وفق ما هو معلن، إبعاد شبح انطلاق عملية عسكرية كبرى، عنوانها طرد هيئة تحرير الشام من إدلب، وتفاصيلها مأساة قد تصيب آلاف العائلات”. ومنذ تعزيز “هيئة تحرير الشام” لقبضتها في إدلب، غداة تقويضها لقوة “حركة أحرار الشام”، أواخر يوليو/تموز الماضي، عبر عملية عسكرية استمرت ثلاثة أيام، تصاعدت مخاوف السكان في إدلب ومحيطها، من أن تواجه مناطقهم مصيراً أسود، مع تلميح موسكو إلى أن إدلب، قد تواجه مصير مدينة الموصل العراقية، وصدور بيان عن المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية، مايكل راتني، اعتبر فيه، أنه و”في حال تحققت هيمنة جبهة النصرة على إدلب، سيصبح من الصعب على الولايات المتحدة الأميركية إقناع الأطراف الدولية بعدم اتخاذ الإجراءات العسكرية المطلوبة”. وجاء بيان “أستانة 6″، الجمعة الماضي، مع انتهاء المحادثات التي حضرها ممثلون عن المعارضة والنظام، وكذلك الدول الثلاث الضامنة، روسيا، وتركيا، وإيران، ليعلن عن ضم محافظة إدلب إلى مناطق خفض التصعيد، مع اتفاق الدول الضامنة، على نشر قوات لمراقبة خفض التصعيد، والتأكيد على استمرار اتخاذ كل التدابير اللازمة لمواصلة قتال تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” داخل مناطق خفض التصعيد وخارجها، وهو ما يعتبر إشكالية كبيرة، على اعتبار أن “هيئة تحرير الشام” (النصرة سابقاً)، هي القوة الرئيسية والأضخم في إدلب ومحيطها.

وفي حين ذكر بيان “آستانة 6” أن إنشاء مناطق تخفيف التصعيد، بما فيها إدلب، إضافة إلى المناطق الثلاث المُعلنة في السابق، في جنوب غربي سورية، والغوطة الشرقية لدمشق، وأجزاء من ريف حمص الشمالي، تدبير مؤقت تكون مدته 6 أشهر مبدئياً، ويمدد تلقائياً على أساس توافق آراء الضامنين، مع إعلان نشر قوات لمراقبة خفض التوتر وفقاً للخرائط المتفق عليها في أنقرة في 8 سبتمبر/أيلول الحالي، وتشكيل لجنة إيرانية – روسية – تركية مشتركة لتنسيق عمل قوات المراقبة في مناطق تخفيف التصعيد، فإن الاتفاقات المُعلنة لم تفصح فعلياً، عن الخرائط الرسمية التي سيتم التحرك وفقها لتنفيذ الاتفاق، وهو ما يشي بأن بيان “أستانة 6″، قد يكون، بهذا المعنى، اتفاقاً إطارياً، يعمل الخبراء والتقنيون في الدول الثلاث الضامنة على وضع بنوده التنفيذية تباعاً. وأعلنت السفيرة الفرنسية في موسكو، سيلفي بيرمان، أمس السبت، أن روسيا وفرنسا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة ستبحث في نيويورك مبادرة فرنسا بشأن تشكيل مجموعة اتصال حول سورية. وأشارت إلى أن اللقاء سيعقد الأسبوع المقبل، وسيتركز الحديث بشكل خاص على شكل مجموعة الاتصال. في هذا الوقت، أعلن رئيس الوفد الروسي إلى مفاوضات “أستانة 6″، ألكسندر لافرينتيف، أنه “لا نية لدى موسكو على المدى الاستراتيجي بتثبيت قدميها في سورية”. وقال إن “نظام وقف إطلاق النار يجب أن يصبح دائماً”، مشيراً إلى “ضرورة أن تقوم فصائل المعارضة السورية المعتدلة بقمع الإرهابيين في مناطق خفض التصعيد في سورية”. ونقلت وكالة “سانا” التابعة إلى النظام عن “مصدر رسمي في الخارجية السورية”، قوله إن “الاتفاقات حول مناطق خفض التصعيد لا تعطي الشرعية لأي تواجد تركي على الأراضي السورية”.

ورأى مراقبون لتطورات القضية السورية أن مُخرجات “أستانة 6″، بصيغتها المعلنة، تمنح إنجازاً مهماً لروسيا، فيما يتعلق بتجميد جبهات القتال نهائياً بين فصائل المعارضة السورية مع النظام، وحصر أي تحرك عسكري في البلاد، وفق ذلك، لمحاربة التنظيمات المتطرفة، ما يمنح النظام أريحية عسكرية، تمكنه لاحقاً من استكمال مخططه بقضم كل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية حالياً. مع الإشارة إلى أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، كان حدد، في كلمة له في دمشق في 20 أغسطس/آب الماضي، موقفه من مناطق خفض التصعيد بأنها “مؤقتة”، معتبراً أن نظامه “عازم على تطهيرها من الإرهاب”. ورأى مسؤول بارز في المعارضة السورية أن “اتفاق أستانة سيكون له نتائج سياسية وخيمة على موقف المعارضة السورية، على اعتبار أنه يُخرج مناطق إدلب ومحيطها، التي هي الآن خارج سيطرة النظام، من يد المعارضة السورية لتصبح بحكم الاتفاق تحت نفوذ الدول الضامنة في أستانة”. واعتبر المعارض السوري، الذي طلب عدم الكشف عن هويته خلال حديث لـ”العربي الجديد”، أنه “لا مصلحة حقيقية للمعارضة من هذا الاتفاق، باستثناء أنه قد يؤدي لتقليم أظافر المليشيات الكردية من محيط حلب وإدلب، وهذه مصلحة مشتركة فعلاً بين المعارضة السورية وتركيا، لكن بالعموم فإن الاتفاق يخلو، غير ذلك، من تحقيق مصلحة حقيقية لقوى الثورة، التي ستغدو مناطق ثقلها شمال غربي سورية بيد الدول الضامنة في أستانة”. واعتبر المعارض والأكاديمي السوري، أن نتائج “خطيرة” ستترتب على هذا الاتفاق، كاشفاً عن أن “الاتفاق ما زال منذ يومين محور نقاش داخل أجسام المعارضة الرئيسية، وأغلب قوى المعارضة والثورة، متخوفة من تبعات الاتفاق”، مبدياً تخوفه من أن يؤدي بيان “أستانة 6″، إلى “انقسام عميق بين السياسيين والعسكريين، وانقسام داخل المعارضة السياسية نفسها”، بين من يرى أنه “واقعي، ولم يكن بالإمكان أفضل مما كان”، وبين من يرى أنه “يحمل في صيغته ضياعاً لأهداف الثورة وحقوق السوريين الذين ثاروا وضحوا من أجل نيل حريتهم وكرامتهم”.

وأعلنت “هيئة تحرير الشام” رفضها نتائج محادثات “أستانة 6″، معتبرةً أنها تهدف إلى تجميد القتال وتسوية الوضع مع النظام السوري و”لا تحقق أهداف الثورة”. وقال المسؤول الإعلامي في “الهيئة” عماد الدين مجاهد، في بيان، إن “مؤتمر أستانة يهدف إلى تسوية الوضع مع النظام عبر مراحل متعددة، بدأت بإيقاف إطلاق النار، وستنتهي بإعادة المناطق لحكم بشار الأسد من جديد”. وأضاف أن “مخرجات المؤتمر أعطت الشرعية للنظام، وبالتالي ستجرّم كل من وقف بطريق الأسد” خلال سنوات الحرب، إضافة إلى “تضييع حقوق الأسرى والمهجرين ودماء الشهداء”، معتبراً أن “روسيا نجحت في سحب الدول الداعمة للثورة، والفصائل العسكرية، إلى دائرة حفظ بقاء الأسد”.

 

وفي أول خرق لاتفاق خفض التصعيد، الذي تم التوقيع عليه في أستانة الجمعة، قصفت الطائرات الروسية، فجر أمس السبت، عدة بلدات في ريف حماة الشمالي، والمشمولة ضمن اتفاق خفض التصعيد في الرابع من مايو/أيار الماضي. واستهدف الطيران الروسي بلدتي اللطامنة وكفرزيتا شمال حماة، بغارتين جويتين، أسفرتا عن أضرار مادية فقط، تزامناً مع تحليق كثيف لطيران الاستطلاع، في حين قصفت قوات النظام المتمركزة في مدينة حلفايا، بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، الأحياء السكنية في بلدة اللطامنة. وكان ريف حماة الشمالي شهد عمليات عسكرية لقوات النظام على منطقتي الجنابرة والزلاقيات خلال الأشهر القليلة الماضية، لكن الطيران الحربي لم يتدخل في هذه المعارك. كما قصفت قوات النظام، فجر أمس، قرية السكيك في ريف إدلب الجنوبي، في حين شنت الطائرات الحربية غارة بصواريخ عنقودية على مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، ما أسفر عن أضرار مادية. وامتدت انتهاكات قوات النظام لاتفاقية خفض التصعيد إلى محيط العاصمة دمشق، إذ تعرضت أطراف حي جوبر الدمشقي ومحيط وأطراف بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية صباح السبت، لقصف صاروخي مكثف، ما تسبب بأضرار مادية. وقال ناشطون إن أكثر من 20 صاروخ أرض ـ أرض سقطت خلال ساعات على هذه المناطق.

 

صراع شرق الفرات لـ«ضبط» الدور الإيراني

غارات تستهدف حلفاء واشنطن… وقائد «الوحدات» يعتبرها «إعلان حرب»

لندن: إبراهيم حميدي

ظهر أمس صراع أميركي – روسي لـ«ضبط» دور إيران في شرق سوريا عبر السيطرة على معبر حدودي مع العراق. واستعجلت «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية – العربية التي تدعمها واشنطن، من جهة، وقوات النظام السوري وميليشيات إيران التي تغطيها موسكو، من جهة ثانية، الوصول إلى مدينة البوكمال على حدود العراق، بالتزامن مع تقدم الجيش العراقي نحو معبر القائم مقابلها.

 

وتقع على الحدود السورية – العراقية 3 معابر؛ يسيطر «داعش» على البوكمال، في حين يسيطر الأكراد بدعم أميركي على اليعربية، وتقيم أميركا قاعدة في معبر التنف. وتسعى قوات النظام وميليشيات إيرانية بدعم روسي للوصول إلى البوكمال التي تقع شرق نهر الفرات حيث تنتشر «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية المكون الرئيسي فيها.

 

وقال قائد «الوحدات» سبان حمو لـ«الشرق الأوسط» إن طائرات روسية أو سورية قصفت فجر أمس مواقع لـ«قوات سوريا الديمقراطية» شرق مدينة دير الزور، الأمر الذي نفته موسكو.

 

وأضاف حمو، إن الغارة حصلت على موقع لـ«قسد» و«مجلس دير الزور العسكري» قرب معمل النسيج شمال شرقي دير الزور… و«نريد توضيحاً من الجهات التي قامت بالقصف. لماذا؟ نحن نقوم بقتال تنظيم (داعش) الذي هو خطر على العالم، ودحرنا التنظيم في مناطق كثيرة، وحققنا انتصارات ضده؛ حيث إن (داعش) على وشك الانتهاء. لماذا يقصفون قواتنا؟ هل هم منزعجون من القضاء على داعش».

 

وأشار حمو إلى أنه اقترح على الروس والأميركيين توفير الدعم لـ«قوات سوريا الديمقراطية» في حربها ضد «داعش»، لافتا إلى أن الاقتراح تجدد قبل أيام على الجانب الروسي. وقال: «روسيا تقول إنها تريد محاربة الإرهاب، إذن كيف تحارب طرفاً فاعلاً ضد الإرهابيين؟».

 

وقال مسؤول غربي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن الروس يضغطون لعبور قوات النظام وحلفائها النهر والالتفاف للوصول إلى البوكمال.

 

وأعلن أمس تحالف من ميليشيات تدعمها إيران أن هجوماً بدأ لطرد «داعش» من البوكمال. لكن حمو قال: «لا نريد للعبور أن يحصل، ولا نرغب في أن يحصل».

 

بدوره، قال الجيش العراقي في بيان إن قوات الجيش و«الحشد الشعبي» و«الحشد العشائري» و«الفوج التكتيكي» لشرطة الأنبار، حررت ناحية عكاشات بالكامل وتفتح طريق تقاطع عكاشات على الخط الدولي، مما يمهد الطريق للوصول إلى القائم على الحدود قبالة البوكمال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى