أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 18 شباط 2018

 

جدل حول شبهات باستخدام تركيا غازات سامة

موسكو- سامر إلياس – لندن – «الحياة»

 

اتّسمت تصريحات المسؤولين الروس في شأن تطورات الأوضاع في عفرين شمال غربي سورية، بحذر شديد، إذ رفضت موسكو التعليق أو الإشارة إلى أي تفاصيل حيال دور محتمل لها في نزع فتيل الأزمة، وسط تجدد الحديث عن مساعٍ روسية للتوصل إلى «تسوية» في عفرين بين الأكراد والنظام السوري وتركيا .

 

ولا توجد مؤشرات ميدانية في عفرين لقرب التوصّل إلى صفقة بين الأطراف الأربعة، فيما تبدو تركيا مصممة على استكمال عمليتها العسكرية ضد المقاتلين الأكراد. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، أن قواته تمكّنت من «تطهير» 300 كيلومتر مربّع في المنطقة.

 

وسارعت أنقرة إلى نفي اتهامات باستخدامها «غازات سامة» لقصف بلدة في عفرين، واعتبرت أنها تأتي في إطار «دعاية سوداء» لتشويه عملية القوات التركية. وأتى النفي على لسان مصدر ديبلوماسي تركي، رداً على اتهامات مدير عام مستشفى عفرين جوان محمد الذي كشف عن معالجة ستة أشخاص ليل أول من أمس، من عوارض توحي بتعرّضهم لمواد سامة عقب قصف على بلدة شيخ الحديد. وأوضح محمد أن المستشفى أرسل ثياب المصابين إلى مختبر التحليل لمعرفة «الغاز» المستخدم. ولم يحدّد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مصدر القصف وما إذا كان من القوات التركية أو فصائل «الجيش السوري الحرّ» المشاركة في عملية «غصن الزيتون» ضد المقاتلين الأكراد.

 

في غضون ذلك، أكّدت مصادر ديبلوماسية لـ «الحياة» في موسكو رغبة روسية في انتشار القوات النظامية السورية في عفرين حتى قبل بدء عملية «غصن الزيتون» الشهر الماضي، فيما خفف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي قسطنطين كوساتشوف من مصداقية الأنباء التي ترددت عن وجود اتفاق بين دمشق والأكراد ينصّ على دخول القوات النظامية عفرين، قائلاً إن «لا ثقة بأن هذه المعلومات دقيقة لذلك يجب أن تكون التقديرات أولية وحذرة».

 

وقال المسؤول الروسي إنه يدرك أسباب موقف الأكراد الذين «لا يملكون القوة الكافية لمواجهة العملية التركية»، وموقف دمشق من الوضع الناشئ والذي يُعد «فرصة مناسبة لتوسيع المساحات الواقعة تحت سيطرتها»، كما نقلت عنه وكالة «ريا نوفستي»، لكنّه نبّه من زيادة مخاطر نشوب مواجهة مباشرة بين سورية وتركيا.

 

وعلى رغم تحذيراته من سوء الأوضاع، أكد كوساتشوف أن روسيا ماضية في «لعب دور عامل استقرار وتحظى بصدقية عالية عند معظم البلدان وحتى تلك التي لها مصالح متضاربة»، ولفت إلى أن «روسيا هي القوة الأكثر تأثيراً على الأرض في السنوات الأخيرة».

 

في المقابل، استبعدت مصادر ديبلوماسية اندلاع نزاع بين الجيش السوري والأتراك. وأكدت أن «الجانب الروسي كان يبحث ترتيبات دخول القوات السورية إلى عفرين لوقف عملية غصن الزيتون التركية»، وأشارت إلى «تجارب سابقة أثناء عملية درع الفرات حين سلّمت وحدات حماية الشعب وقوات سورية الديموقراطية مواقع للنظام، ما أوقف تقدم تركيا وحلفائها من الجيش الحر في اتجاه منبج وأرياف حلب».

 

ولفت خبراء روس إلى أن موسكو تنتظر نتائج المحادثات التركية- الأميركية الأخيرة على الأرض في منطقة منبج لإعادة تقدير الموقف جيداً.

 

وعلى عكس الحذر الرسمي، أعرب خبراء روس عن ثقتهم بأن «نجاح روسيا في أي وساطة تعيد القوات إلى عفرين سيرضي أنقرة ودمشق، ولا يمكن أن يعارضه الأكراد بسبب خذلانهم من جانب أميركا، على رغم أن ذلك ينهي كثيراً من الإنجازات التي حققوها على الأرض في السنوات الأخيرة». ويرى خبراء أن الاتفاق إذا تحقق يفتح مرحلة جديدة من التنسيق والتفاوض بين النظام والأتراك برعاية روسية، يؤخذ فيها بمخاوف الأتراك من بروز كيان كردي على حدودهم الجنوبية، ورغبة النظام بتوسيع سيطرته على الأرض وبسط نفوذه على الحدود.

 

لكن معظم الخبراء يرقبون موقف أميركا، لجهة مواصلة دعمها «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) ذات الغالبية الكردية والمسيطرة على نحو ربع الأراضي السورية الأغنى بالثروات النفطية والمائية والمحصولات الزراعية الاستراتيجية.

 

وفي تطوّر لافت، اندلعت اشتباكات بين الجيش السوري ومجموعة حاولت التسلل من الأراضي اللبنانية في منطقة تلكلخ في محافظة حمص، ما أسفر عن مقتل «إرهابي»، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس. ولفتت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إلى أن الاشتباكات وقعت ليل الجمعة، عند الضفة السورية لمجرى النهر الكبير، على أحد معابر التهريب قبالة بلدتي العبودية وقشلق اللبنانيتين.

 

قوات تركية خاصة تدخل «شبكة أنفاق» كردية

لندن – «الحياة»

 

دخلت قوات تركية خاصة شبكة أنفاق بنتها «وحدات حماية الشعب» الكردية في منطقة عفرين يبلغ طولها الإجمالي نحو 50 كيلومتراً، كما أفادت وكالة «الأناضول» التركية أمس. وأوضحت أن الشبكة تمتد من جبل برصايا الاستراتيجي وصولاً إلى 13 نقطة في محيطه، أهمها قرى بافليون ومعرين وكاستل وديكمة تاش.

 

وبنى المقاتلون الأكراد شبكة الأنفاق بهدف الدفاع عن جبل برصايا الاستراتيجي شرق مدينة عفرين، والذي تمكنت القوات التركية وفصائل «الجيش السوري الحرّ» من السيطرة عليه في 28 كانون الثاني (يناير) الماضي. وللجبل الذي يبلغ ارتفاعه نحو 855 متراً أهمية كبرى كونه يطلّ على مدينة أعزاز وبلدة معرين الخاضعتين لسيطرة «الجيش الحر»، كما أنه يشرف على أراضٍ سهلية وصولاً إلى الحدود السورية- التركية.

 

وأغلقت القوات التركية في وقت سابق مداخل الأنفاق لمنع تسلل المقاتلين الأكراد، كما أن طائرات الاستطلاع ترصد على مدى 24 ساعة، مخارج الأنفاق من الجهة التي لا تزال خاضعة لسيطرة «الوحدات». ووفقاً لـ «الأناضول» فإن الأنفاق تحتوي على نوافذ صغيرة لمراقبة ما يجري في الخارج وتنفيذ هجمات بالأسلحة من خلالها، كما أن عدداً من مخارجها مربوط بمواقع أسلحة.

 

ميدانياً، واصلت قوات عملية «غصن الزيتون» القصف الجوي والمدفعي على منطقة عفرين ومحيطها أمس. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن غارات تركية استهدفت ليل الجمعة- السبت القطاع الغربي من ريف منطقة عفرين. وتزامن ذلك مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين «الوحدات» وقوات «غصن الزيتون» على محاور في ريفي راجو وجنديرس شمال غربي وجنوب غربي منطقة عفرين، وذلك في إطار سعي تركيا «المستميت» للوصول إلى بلدة جنديرس وتوسيع سيطرتها في المنطقة.

 

من جهتها، أعلنت القوات التركية أمس تحييد 1595 عنصراً من المقاتلين الأكراد منذ انطلاق عملية «غصن الزيتون» في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي. وتمكنت القوات التركية وفصائل «الجيش الحر» حتى الساعة من السيطرة على أكثر من خمسين موقعاً قرب الحدود السورية– التركية، بينهم قرى وبلدات وتلال استراتيجية، من الجهتين الغربية والشمالية في كل من ناحيتي بلبل وراجو.

 

القوات السورية تحشد لعملية واسعة في غوطة دمشق الشرقية

بيروت – «الحياة»

 

تتوسّط روسيا محادثات تجريها القوات النظامية السورية مع فصائل معارضة ناشطة في غوطة دمشق الشرقية، بهدف التوصّل إلى «اتفاق مصالحة» يمهّد للنظام تأمين المنطقة ومحيطها، كما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، من دون أن يقّدم تفاصيل عن بنود الاتفاق.

 

ولفت «المرصد» إلى أن المحادثات تترافق مع حشد القوات النظامية والجماعات المتحالفة معها واستقدامها تعزيزات إلى محيط الغوطة الشرقية المحاصرة، التي تُعدّ آخر معاقل المعارضة قرب العاصمة. ووفقاً للمصادر فإن هذه القوات تتحضّر لتنفيذ عملية عسكرية واسعة بهدف السيطرة على المنطقة، بقيادة العميد في القوات النظامية سهيل الحسن المُلقّب بـ «النمر»، والذي قاد معارك حلب والبادية السورية وغرب الفرات.

 

ونقل عن مصادر «ثقة» قولها إنه في حال فشلت المفاوضات في التوصل إلى «اتفاق مصالحة» في الغوطة الشرقية، فإن حوالى 9 آلاف جندي صيني سيتم استقدامهم إلى المنطقة للمشاركة في العمليات العسكرية إلى جانب القوات النظامية بهدف السيطرة على الغوطة الشرقية وتأمين محيط العاصمة دمشق.

 

ولفتت مواقع سورية محسوبة على المعارضة إلى أن الحسن اجتمع أخيراً مع وفد عسكري روسي في مطار الضمير العسكري في ريف دمشق. ونقلت وكالة «قاسيون» عن مصدر قوله، إن الاجتماع بحث التطورات العسكرية في الغوطة الشرقية، خصوصاً عقب توقف العمليات العسكرية في شرق إدلب، وتوجّه القوات النظامية والجماعات المتحالفة معها في اتجاه الغوطة الشرقية.

 

ونشرت مواقع مقرّبة من دمشق تسجيلات، قالت إنها تظهر توجّه رتل عسكري من «قوات النمر» إلى الغوطة الشرقية. ويظهر في التسجيلات عشرات من الآليات العسكرية والجنود. وتُعتبر «قوات النمر» بقيادة الحسن، من أبرز المجموعات المقاتلة في صفوف القوات النظامية، ولعبت دوراً أساسياً في السيطرة على أحياء حلب المحاصرة وريفها، إلى جانب مشاركتها في العمليات على دير الزور ومحيط الرقة. كما شاركت بقوّة في المعارك الأخيرة في ريفي حماة الشرقي وإدلب الجنوبي.

 

ونقلت صفحة «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية» على «فايسبوك» عن ألكسندر إيفانوف الناطق باسم القوات الروسية في القاعدة، قوله إن موسكو ستدعم «تحركات القوات الحكومية البرية في منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية».

 

ولفتت الصفحة غير الرسمية إلى أن الهدف من العملية هو «القضاء على تنظيم جبهة النصرة الإرهابية في حال لم تفلح الوسائل السلمية في تحقيق ذلك».

 

وتشكل الغوطة الشرقية إحدى مناطق «خفض التوتر» التي تمّ الاتفاق عليها في محادثات آستانة بضمانة كل من تركيا وروسيا وإيران، وتحاصرها قوات النظام منذ عام 2012. وفشلت القوات النظامية أخيراً من تحقيق أي تقدّم ملحوظ على حساب فصائل المعارضة في المنطقة، وتعرّضت لخسائر كبيرة في المعارك على محيط مبنى إدارة المركبات على أطراف مدينة حرستا. وتعرّضت الغوطة الشرقية منذ مطلع الأسبوع الماضي وعلى مدة خمسة أيام متواصلة، لتصعيد في الغارات التي شنتها قوات النظام، ما تسبب بمقتل 250 مدنياً وإصابة أكثر من 775 آخرين بجروح.

 

وكشفت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» أن القوات النظامية السورية والجيش الروسي مسؤولون عن 40 مجزرة في غوطة دمشق الشرقية منذ 14 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ووثقت الشبكة الحقوقية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني مساء الجمعة، مقتل 729 مدنياً خلال هذه المدّة.

 

ووفقاً للتقرير، فإن القوات النظامية ارتكبت 37 مجزرة وقتلت 697 مدنياً بينهم 96 امرأة و177 طفلاً، فيما حمّل القوات الروسية مسؤولية مقتل 32 مدنياً بينهم 13 امرأة وثمانية أطفال في 3 هجمات دامية. كما قضى أكثر من ثمانية مدنيين بسبب نقص الطعام والدواء نتيجة الحصار، بينهم امرأة وطفلان.

 

ولفتت «الشبكة» إلى أن الهجمات السورية والروسية أدّت إلى مقتل سبعة من عناصر الدفاع المدني وعشرة عناصر من الكوادر الطبية، إضافة إلى إعلامي واحد. كما وثّقت استخدام قوات النظام أسلحة كيماوية ثلاث مرات على الأقل، إضافة إلى استخدام القذائف العنقودية أربع مرات، وقصف بمواد حارقة مرّة واحدة.

 

وأوضح التقرير أن القصف السوري- الروسي طاول أكثر من 108 مراكز حيوية مدنية، من ضمنها 32 سوقاً شعبية و28 مسجداً و11 مدرسة منها ثلاث رياض أطفال ودار أيتام واحدة، إضافة إلى عشر منشآت طبية ومركزين للهلال الأحمر، و14 سيارة إسعاف وأربع مقرات خدمية وكنيسة وجامعة ومعهد تعليمي.

 

في غضون ذلك، واصلت القوات النظامية مدعومة بغطاء جوي روسي قصفها مناطق متفرّقة في محافظة إدلب على رغم سوء الأحوال الجوية. وقُتل طفلان على الأقل في غارات يُرجح أنها روسية استهدفت قرية حزانو شمال مدينة إدلب. كما أصيب سبعة أشخاص في غارات على قرية الخوين في ريف إدلب الجنوبي.

 

القوات السورية تحشد لعملية واسعة في غوطة دمشق الشرقية

بيروت – «الحياة»

 

تتوسّط روسيا محادثات تجريها القوات النظامية السورية مع فصائل معارضة ناشطة في غوطة دمشق الشرقية، بهدف التوصّل إلى «اتفاق مصالحة» يمهّد للنظام تأمين المنطقة ومحيطها، كما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، من دون أن يقّدم تفاصيل عن بنود الاتفاق.

 

ولفت «المرصد» إلى أن المحادثات تترافق مع حشد القوات النظامية والجماعات المتحالفة معها واستقدامها تعزيزات إلى محيط الغوطة الشرقية المحاصرة، التي تُعدّ آخر معاقل المعارضة قرب العاصمة. ووفقاً للمصادر فإن هذه القوات تتحضّر لتنفيذ عملية عسكرية واسعة بهدف السيطرة على المنطقة، بقيادة العميد في القوات النظامية سهيل الحسن المُلقّب بـ «النمر»، والذي قاد معارك حلب والبادية السورية وغرب الفرات.

 

ونقل عن مصادر «ثقة» قولها إنه في حال فشلت المفاوضات في التوصل إلى «اتفاق مصالحة» في الغوطة الشرقية، فإن حوالى 9 آلاف جندي صيني سيتم استقدامهم إلى المنطقة للمشاركة في العمليات العسكرية إلى جانب القوات النظامية بهدف السيطرة على الغوطة الشرقية وتأمين محيط العاصمة دمشق.

 

ولفتت مواقع سورية محسوبة على المعارضة إلى أن الحسن اجتمع أخيراً مع وفد عسكري روسي في مطار الضمير العسكري في ريف دمشق. ونقلت وكالة «قاسيون» عن مصدر قوله، إن الاجتماع بحث التطورات العسكرية في الغوطة الشرقية، خصوصاً عقب توقف العمليات العسكرية في شرق إدلب، وتوجّه القوات النظامية والجماعات المتحالفة معها في اتجاه الغوطة الشرقية.

 

ونشرت مواقع مقرّبة من دمشق تسجيلات، قالت إنها تظهر توجّه رتل عسكري من «قوات النمر» إلى الغوطة الشرقية. ويظهر في التسجيلات عشرات من الآليات العسكرية والجنود. وتُعتبر «قوات النمر» بقيادة الحسن، من أبرز المجموعات المقاتلة في صفوف القوات النظامية، ولعبت دوراً أساسياً في السيطرة على أحياء حلب المحاصرة وريفها، إلى جانب مشاركتها في العمليات على دير الزور ومحيط الرقة. كما شاركت بقوّة في المعارك الأخيرة في ريفي حماة الشرقي وإدلب الجنوبي.

 

ونقلت صفحة «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية» على «فايسبوك» عن ألكسندر إيفانوف الناطق باسم القوات الروسية في القاعدة، قوله إن موسكو ستدعم «تحركات القوات الحكومية البرية في منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية».

 

ولفتت الصفحة غير الرسمية إلى أن الهدف من العملية هو «القضاء على تنظيم جبهة النصرة الإرهابية في حال لم تفلح الوسائل السلمية في تحقيق ذلك».

 

وتشكل الغوطة الشرقية إحدى مناطق «خفض التوتر» التي تمّ الاتفاق عليها في محادثات آستانة بضمانة كل من تركيا وروسيا وإيران، وتحاصرها قوات النظام منذ عام 2012. وفشلت القوات النظامية أخيراً من تحقيق أي تقدّم ملحوظ على حساب فصائل المعارضة في المنطقة، وتعرّضت لخسائر كبيرة في المعارك على محيط مبنى إدارة المركبات على أطراف مدينة حرستا. وتعرّضت الغوطة الشرقية منذ مطلع الأسبوع الماضي وعلى مدة خمسة أيام متواصلة، لتصعيد في الغارات التي شنتها قوات النظام، ما تسبب بمقتل 250 مدنياً وإصابة أكثر من 775 آخرين بجروح.

 

وكشفت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» أن القوات النظامية السورية والجيش الروسي مسؤولون عن 40 مجزرة في غوطة دمشق الشرقية منذ 14 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ووثقت الشبكة الحقوقية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني مساء الجمعة، مقتل 729 مدنياً خلال هذه المدّة.

 

ووفقاً للتقرير، فإن القوات النظامية ارتكبت 37 مجزرة وقتلت 697 مدنياً بينهم 96 امرأة و177 طفلاً، فيما حمّل القوات الروسية مسؤولية مقتل 32 مدنياً بينهم 13 امرأة وثمانية أطفال في 3 هجمات دامية. كما قضى أكثر من ثمانية مدنيين بسبب نقص الطعام والدواء نتيجة الحصار، بينهم امرأة وطفلان.

 

ولفتت «الشبكة» إلى أن الهجمات السورية والروسية أدّت إلى مقتل سبعة من عناصر الدفاع المدني وعشرة عناصر من الكوادر الطبية، إضافة إلى إعلامي واحد. كما وثّقت استخدام قوات النظام أسلحة كيماوية ثلاث مرات على الأقل، إضافة إلى استخدام القذائف العنقودية أربع مرات، وقصف بمواد حارقة مرّة واحدة.

 

وأوضح التقرير أن القصف السوري- الروسي طاول أكثر من 108 مراكز حيوية مدنية، من ضمنها 32 سوقاً شعبية و28 مسجداً و11 مدرسة منها ثلاث رياض أطفال ودار أيتام واحدة، إضافة إلى عشر منشآت طبية ومركزين للهلال الأحمر، و14 سيارة إسعاف وأربع مقرات خدمية وكنيسة وجامعة ومعهد تعليمي.

 

في غضون ذلك، واصلت القوات النظامية مدعومة بغطاء جوي روسي قصفها مناطق متفرّقة في محافظة إدلب على رغم سوء الأحوال الجوية. وقُتل طفلان على الأقل في غارات يُرجح أنها روسية استهدفت قرية حزانو شمال مدينة إدلب. كما أصيب سبعة أشخاص في غارات على قرية الخوين في ريف إدلب الجنوبي.

 

واشنطن غير متأكدة ممن وجه هجوماً استهدف قواتها في سورية

واشنطن – رويترز

 

قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إن الولايات المتحدة لا تزال غير متأكدة ممن وجه هجوم السابع من شباط (فبراير) على القوات الأميركية والقوات المدعومة من الولايات المتحدة، لكنه أقر بوجود روايات عن ضلوع متعاقدين روس مدنيين في الحادث.

 

وكانت «رويترز» قالت إن نحو 300 رجل يعملون مع شركة عسكرية روسية خاصة على صلة بالكرملين إما قتلوا أو أصيبوا في سورية.

 

وأوضحت الولايات المتحدة أن حوالى مئة من القوات الموالية للحكومة السورية قتلوا في ضربات أميركية لصد هجوم السابع من شباط (فبراير).

 

وأبلغ ضباط عسكريون روس الولايات المتحدة خلال الواقعة أن موسكو ليست ضالعة في الأمر. ورفضت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) التعليق على التشكيل الدقيق للقوات المهاجمة.

 

وقال ماتيس للصحافيين العائدين معه إلى واشنطن بعد جولة في أوروبا وفقاً لنسخة لتصريحاته صادرة عن البنتاغون: «ما زلت غير قادر على تقديم المزيد من المعلومات عن سبب قيامهم بذلك. ولكنهم حصلوا على توجيهات من أحد».

 

وأضاف: «هل كان توجيهاً محلياً؟ هل كان من مصادر خارجية؟ لا تسألوني. لا أعلم».

 

ثلاثون يوماً على عملية عفرين: لا اختراق في التقدم البري ونجاح في منع الصواريخ والقذائف واحتواء الضغوط الدولية

إسطنبول ـ «القدس العربي» ـ إسماعيل جمال:طوت عملية «غصن الزيتون» التي أطلقها الجيش التركي ضد الوحدات الكردية في مدينة عفرين السورية شهرها الأول في ظل عدم تحقيق اختراق بارز في التقدم البري نحو وسط المدينة، ونجاح ملحوظ في وضع حد لسقوط الصواريخ والقذائف على البلدات التركية الحدودية، ونجاح دبلوماسي في احتواء الضغوط الدولية التي رجح البعض تمكنها من إيقاف العملية.

وبينما لم يرشح حتى الآن ما يؤشر إلى أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون مارس ضغوطاً قوية على أنقرة لوقف العملية خلال اجتماعاته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو، ما زالت المصادر السورية والروسية تؤكد وجود مفاوضات بين الوحدات الكردية والنظام السوري للتوصل إلى صيغة تسمح للأخير بدخول المدينة.

وتضاربت الأنباء حول هذه المفاوضات، فينما قالت وسائل إعلام مقربة من النظام إنه تم بالفعل التوصل لاتفاق وأن جيش النظام السوري حدد أول نقطة انتشار في المدينة، في وقت قالت مصادر روسية إن النظام رفض طلب الأكراد دخول المدينة طالما لم يوافقوا على تسليم أسلحتهم الثقيلة له.

حسب آخر إحصائية نشرها الجيش التركي، السبت، فإن العمليات العسكرية التي يقوم بها إلى جانب الجيش السوري الحر في عفرين أدت منذ انطلاقها وحتى اليوم إلى تحييد (مصطلح يشمل القتل والجرح والاعتقال) 1595 مسلحاً من الوحدات الكردية في المدينة، وفي بيان آخر السبت، قال الجيش التركي إن غاراته الجوية منذ انطلاق العملية أدت حتى الآن لتدمير 674 هدفاً للوحدات الكردية في عفرين.

في المقابل، وحسب آخر إحصائية نشرتها رئاسة أركان الجيش التركي لخسائر قواتها في عفرين، قالت إن 31 جندياً قتلوا منذ انطلاق العملية، فيما أصيب 147 شخصا، كما قتل 7 مدنيين أتراك وأصيب العشرات في سقوط أكثر من 100 قذيفة على بلدات ومناطق حدودية تركية.

وبينما لا توجد إحصائيات دقيقة وحيادية، يجري الحديث أيضاً عن مقتل عشرات المدنيين في عفرين، وعشرات المسلحين التابعين للمعارضة السورية الذين يقاتلون إلى جانب الجيش التركي، الذي اتهم المسلحين الأكراد بالاحتماء بالمدنيين وإطلاق القذائف من داخل الأحياء المدنية.

وطوال فترة تواجد وزير الخارجية الأمريكي في أنقرة يومي الخميس والجمعة، قالت وسائل إعلام تركية إن الجيش التركي نفذ أوسع عمليات قصف مدفعي وصاروخي ضد مواقع الوحدات الكردية في عفرين، وحقق تقدماً برياً لافتاً وأسرع من الأيام الماضية، حيث سيطر على أكثر من 8 مناطق جديدة، وأعلن قتل عشرات المسلحين، في تصعيد وصف بأنه رسالة واضحة للطرف الأمريكي أن أنقرة مصممة على إتمام العملية العسكرية في عفرين.

منذ أكثر من نحو أسبوع، لم تعلن المصادر التركية عن سقوط أي قذائف أو صواريخ على محافظتي هاتاي وكليس المجاورتين لمدينة عفرين السورية، وهو ما يمكن اعتباره أبرز نجاح حققته العملية حتى اليوم التي كان إبعاد خطر الصواريخ عن البلدات التركية الحدودية أحد أبرز أهدافها.

وبعد أن توقفت المدارس لنحو أسبوعين في هذه البلدات الحدودية، عادت للعمل قبل نحو أسبوع، وهو ما يؤشر أيضاً إلى تقديرات رسمية أن مدى الصواريخ والقذائف التي كانت تطلق على الأراضي التركية بات بعيداً، وهو ما ولد ارتياحاً كبيراً لدى سكان هذه المناطق الذين سقطت عليهم أكثر من 100 قذيـفة أدت إلى مقتل 7 مــدنيين وإصابة عشرات آخرين.

وعلى الرغم من أن الجيش التركي لم يحقق حتى الآن اختراقاً كبيراً في العملية البرية التي انطلقت في اليوم الثاني لإطلاق عملية «غصن الزيتون» إلا أنه تمكن من السيطرة على معظم مناطق الشريط الحدود والتلال الإستراتيجية بعمق لا يقتل عن 7 كيلومترات، وهو ما نجح بالفعل في إبعاد خطر الصواريخ والقذائف.

لا اختراق بالتقدم البري

وعلى الرغم من مرور شهر كامل على انطلاق العملية، لم يظهر أي اختراق حقيقي للجيش التركي نحو وسط مدينة عفرين، وبالنظر إلى خريطة السيطرة، ما زال الجيش التركي بعيداً جداً عن وسط المدينة، ولا تزال مناطق سيطرته صغيرة جداً مقارنة بالمساحة العامة للمدينة مترامية الأطراف.

وعلى الرغم من أن الجيش بدأ التوغل البري من سبع جبهات مختلفة من المناطق المقابلة لولايتي هاتاي وكيلس ومناطق سيطرة المعارضة السورية في أعزاز، بالإضافة إلى مناطق انتشار الجيش التركي في نقاط المراقبة على حدود عفرين مع إدلب، وذلك في محاولة لتشتيت المقاومة من قبل الوحدات الكردية واستنزافها على أكثر من جبهة، إلا أنه ما زال يواجه مقاومة شرسة في جميع الجبهات.

ويلاحظ أن الجيش التركي الذي دخل لعمق ما بين 5 إلى 7 كيلومترات من المحاور السبع فضل التمدد عرضاً لوصل مناطق السيطرة واتمام سيطرته على امتداد هذا العرض لهدفين أساسين، الأول يتعلق بمنع إطلاق الصواريخ وهو ما يبدو أنه تحقق حتى الآن، والثاني يتعلق بحماية القوات وتقليل الخسائر في صفوفها كي لا تقع في مناطق مكشوفة تكلفها الكثير من الخسائر.

والجمعة، سيطر الجيش التركي والسوري الحر على قريتي «حسن كلكاوي» و«جلمة» التابعتين لناحية راجو، جنوب غربي عفرين، وبالسيطرة على القريتين، يرتفع عدد النقاط التي تمت السيطرة عليها منذ انطلاق العملية إلى 65 نقطة، تشمل مركز ناحية، و44 قرية، و3 مزارع، و17 تلًا وجبلًا استراتيجيًا، حسب البيانات الرسمية للجيش التركي.

وحسب خرائط نشرتها وسائل إعلام تركية استناداً للبيانات الرسمية، يعتبر محور التدخل البري الذي انطلق من مدينة أعزاز أقرب محور لوسط مدينة عفرين، لكنه ما زال يبعد 18 كيلومترا عن الهدف المنشود، فيما تبعد المحاور الأخرى عن وسط عفرين ما بين 19 إلى 26 كيلومترا.

وتتركز جهود الجيش التركي حالياً بالسيطرة على ناحيتي جندريس وراجو وهي من المناطق المهمة على طريق الوصول لمناطق وسط عفرين وتختلف عن باقي المناطق القروية والجبلية التي جرى السيطرة عليها سابقاً من حيث كثافة الأبنية والسكان.

لكن في المقابل، تقول أوساط عسكرية غير رسمية، إن الكثير من المناطق التي ما زالت تظهر أنها خارج سيطرة الجيش التركي على الخرائط، هي ساقطة عسكرياً بالفعل، وأن الجيش يسيطر على التلال والمناطق المهمة، وبالتالي يصبح ما حولها ساقطا عسكرياً ولكنه يفضل عدم تشتيت قواته بالانتشار فيها، طالما أنها لا تشكل أهمية استراتيجية.

 

المقابر الجماعية في سورية… “داعش” ليس المجرم الوحيد/ محمد أمين

يعيد إعلان النظام السوري، أول من أمس، العثور على مقابر جماعية لقتلى سوريين يقول إن تنظيم “داعش” أعدمهم، في ريف الرقة الغربي، فتح ملف المقابر الجماعية في مرحلة ما بعد الثورة السورية، والتي بدأت تظهر منذ العام 2012، وتورط فيها النظام السوري. وعلى الرغم من غياب أي تقديرات رسمية إلا أنه يجري الحديث عن آلاف المفقودين الذين تم إخفاء جثثهم في مقابر جماعية.

وأكدت وكالة “سانا”، التابعة للنظام، الجمعة الماضي، أن وحدة من قوات الأخير “عثرت بالتعاون مع الجهات المختصة” على مقبرة جماعية لمدنيين وعسكريين في ريف الرقة الغربي، قالت مصادر في قوات النظام إن تنظيم “داعش” أقدم على إعدامهم. وقال أحد القادة الميدانيين في قوات النظام إن “معلومات وردت من الأهالي الذين عادوا إلى قراهم ومناطقهم في ريف الرقة تفيد عن وجود مقبرة جماعية قرب بلدة رمثان بالريف الغربي لمدينة الرقة”، مضيفاً “بالبحث المبدئي تم العثور على الأدلة التي تؤكد وجود الجثامين، فتمت الاستعانة بفرق من الدفاع المدني التي قامت باستخراجها”. ونقلت الوكالة عن أحد عناصر الدفاع المدني أنه تم استخراج الجثامين، وعددها 34، مشيراً إلى أنها نقلت إلى المستشفى العسكري في مدينة حلب لمحاولة التعرف على أصحابها. وتقع بلدة رمثان إلى الغرب من مدينة الطبقة بنحو 20 كيلومتراً، وكانت قوات النظام سيطرت عليها صيف العام الماضي بعد أن بقيت المنطقة تحت سيطرة تنظيم “داعش” لأكثر من ثلاث سنوات.

كما أوردت الوكالة ذاتها أن قوات النظام كانت أخرجت، أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، جثامين 115 عسكرياً ومدنياً من مقبرة قرب بلدة الواوي التابعة لناحية دبسي عفنان في ريف الرقة الغربي، قالت إن تنظيم “داعش” كان قد أعدمهم. ولا تعد هذه المقبرة الأولى من نوعها، إذ سبق وعثرت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، في مايو/أيار الماضي على جثث، يعود معظمها لنساء وأطفال، في حديقة الجامع القديم في مدينة الرقة، والتي حولها “داعش” إلى مقبرة جماعية. كما عثرت “قوات سورية الديمقراطية”، في إبريل/نيسان من العام الماضي، على مقبرة جماعية شرقي مدينة الطبقة، والتي كانت تحت سيطرة تنظيم “داعش”، تضم جثثاً، تؤكد مصادر محلية، أنها تعود لعناصر في قوات النظام السوري قتلوا في المعارك خلال سيطرة الجيش السوري الحر على الطبقة في العام 2013، إضافة إلى مئات الجثث من عناصر قوات النظام الذين أعدمهم تنظيم “داعش” بعد سيطرته على مطار الطبقة منتصف العام 2014. وقالت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، إن التنظيم، الذي قتل في العام 2014 عدداً غير موثق لعناصر النظام، قام بدفن عدد كبير منهم في مقابر جماعية في أكثر من مكان، كما قام الأهالي بدفن عدد منهم في عدة أماكن في محيط مدينة الطبقة.

وكان تنظيم “داعش” حول حفرة “الهوتة” البركانية، التي تقع جنوبي منطقة سلوك في ريف تل أبيض، وشمال منطقة الكنطري في ريف مدينة الرقة الشمالي، إلى مقبرة جماعية، إذ كان يرمي فيها جثث من يقتلهم، إضافة إلى أناس أحياء كما تؤكد مصادر محلية. وكان التنظيم نفسه سرّب مقاطع مصورة لعمليات رمي الجثث في تلك الحفرة الواسعة التي باتت العنوان الأبرز للموت الذي جلبه التنظيم إلى المحافظة منذ العام 2014. وكان التحالف الدولي، الذي قتل آلاف المدنيين وشرد عشرات الآلاف من سكان الرقة ودمر أغلب أحياء المدينة بذريعة طرد “داعش” منها، قد اكتشف في فبراير/شباط العام 2017 في ريف مدينة خان شيخون في ريف إدلب الشرقي، مقابر جماعية، باتت تعرف بـ”مجزرة الخزانات” لمقاتلين من الجيش السوري الحر، قُدر عددهم بنحو مائة، قتلهم تنظيم “لواء جند الأقصى” المبايع لتنظيم “داعش”. كما عثر على مقابر جماعية في المناطق التي كان يسيطر عليها “جند الأقصى” في ريف حماة الشمالي بعد طرده منها على يد قوات المعارضة السورية، خصوصاً في مورك، وسكيك، والتمانعة. كما عثر على مقابر جماعية في ريف حماة وريف إدلب وفي حلب بعد طرد تنظيم “داعش” منها في العام 2013.

ورأى مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، في حديث مع “العربي الجديد”، أن موضوع التحقق والكشف على المقابر الجماعية في سورية معقد، موضحاً أن “الأمر يحتاج إلى معدات خاصة، وزيارات ميدانية، ونحن غير قادرين، في ظل وضع أمني مخيف في سورية، على إجراء عمليات التحقق والكشف” على مواقع المقابر. وأشار إلى أنه يجري الاعتماد على صور الأقمار الصناعية، مضيفاً “كل أطراف الصراع لا تسمح للجان تحقيق دولية بالدخول للتحقق والكشف”. واعتبر عبد الغني أن إعلان النظام عن اكتشاف مقابر “يهدف من ورائه لخلط الأوراق، وتصدير فكرة أن تنظيم داعش هو المتسبب الأكبر بالجرائم”، مضيفاً ربما تكون هناك مقابر جماعية لأشخاص قتلهم تنظيم “داعش”، لكن مصداقية النظام معدومة لدى المنظمات والمراكز الحقوقية، ولا نأخذ ما يعلنه على محمل الجد. وأشار إلى أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت مقتل 212786 مدنياً سورياً منذ مارس/آذار 2011، وحتى سبتمبر/أيلول العام 2017، أكثر من 192 ألف مدني قتلهم النظام والمليشيات الإيرانية المساندة له، في حين قتل تنظيم “داعش”3811 مدنياً، والقوات الروسية قتلت 5233 مدنياً، والتحالف الدولي 2217، وفصائل المعارضة المسلحة 4002، والوحدات الكردية 758.

أما رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، المحامي أنور البني، فاعتبر أن النظام “جعل من سورية مقبرة جماعية لكل السوريين”. وقال، في حديث مع “العربي الجديد”، إن “وجود المقابر الجماعية بدأ منذ العام 2012، بعد مجازر الحولة، والقنيبر، والتريمسة، حيث كان النظام يقوم بإبادة جماعية لتطهير منطقة غرب العاصي تمهيداً للانكفاء إلى منطقة الساحل السوري، قبل تغيير الخطط، بقرار من إيران، التي يهمها السيطرة على كل المساحة التي تربط جنوب لبنان بالعراق ومن ثم إيران”. وأضاف “بعدها نشأت العديد من المقابر الجماعية في كل مكان حصلت به مجازر كبرى، في حمص وحلب ودرعا، إضافة إلى المقابر الكبرى في المعتقلات، حيث يتم وضع جثامين المعتقلين في مقابر جماعية. وفي سجن صيدنايا  بالقرب من دمشق، وحين لم تعد تستوعب الأراضي المقابر الكبرى، لجأ النظام إلى فرم الجثامين وحرقها”. وأوضح البني أنه “من المؤكد وجود مقابر جماعية في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام”، مضيفاً “لكن هذه المقابر تعود كذلك لضحايا النظام، بالقصف أو بالبراميل المتفجرة أو بالسلاح الكيميائي، حيث يقوم الأهالي بدفن الضحايا في مقابر جماعية، ولكن بطريقة لائقة تحترم كرامة الإنسان”. وتابع “حتماً هناك ضحايا لتنظيم داعش أو جبهة النصرة، وحتى للفصائل المسلحة الأخرى، ولكن حسب التقارير لم تصل إلى مستويات عددية عالية تستوجب وجود مقابر جماعية لهم”.

العربي الجديد

 

واشنطن: حان وقت محاسبة الأسد

قال مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت مكماستر، السبت، في كلمة خلال “مؤتمر ميونيخ للأمن”: “روايات الناس والصور تظهر بوضوح أن استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية ما زال مستمراً”. واستطرد: “حان الوقت كي تحمّل جميع الدول النظام السوري والجهات الراعية له مسؤولية تصرفاتهم وتدعم جهود منظمة حظر الأسلحة الكيماوية”.

 

من جهة أخرى، اتهمت “وحدات حماية الشعب” الكردية الجيش التركي بشن ما يُشتبه أنه هجوم بغازات سامة تسبب، الجمعة، في وقوع إصابات، في منطقة عفرين شمالي سوريا. فصائل المعارضة كانت قد اتهمت “الوحدات” قبل 10 أيام، باستخدام الكلور، مرتين، في قصف على مواقعها. وكثيراً ما تتهم الأطراف المتقاتلة في سوريا، بعضها البعض، باستخدام الكيماوي، خدمة لأجنداتها السياسية، وكثيراً ما يتبين ضعف تلك الروايات. ومن شبه المؤكد أن النظام وتنظيم “داعش”، وحدهما من استخدم الكيماوي، في الهجمات ضد المدنيين. هجمات النظام بالسارين أو الكلور، كانت وحدها على نطاق واسع وصناعي.

وكالة “رويترز” نقلت، السبت، عن مصدر دبلوماسي تركي أن أنقرة لم تستخدم الأسلحة الكيماوية قط في عملياتها في سوريا، وتراعي تماماً المدنيين. وقال المصدر: “هذه اتهامات لا أساس لها من الصحة. تركيا لم تستخدم قط أسلحة كيماوية”، واصفاً الإتهامات بإصابة ستة مدنيين بـ”الدعاية السوداء”.

 

من جهة ثانية، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الجيش التركي تمكن من تطهير 300 كيلومتر مربع، من الإرهابيين، في إطار عملية “غصن الزيتون”، في عفرين، قائلاً إن تركيا “تقترب من تحقيق النصر مع مرور كل يوم”. وأضاف “لدينا في عملية غصن الزيتون 90 شهيدا”، مشيراً إلى أن 30 منهم من القوات المسلحة التركية و60 من الجيش السوري الحر.

 

وشدد أردوغان في مهرجان شعبي، السبت، على أن تركيا لن تنسَى الذين يقفون إلى جانبها والذين يقفون ضدها في هذه المسيرة، مضيفاً أن “لدينا بعض الأمور نختلف فيها مع إيران وروسيا والولايات المتحدة، ولكن بواسطة الحوار قمنا بحل العديد من المشاكل التي اعترضت علاقاتنا مع كل الدول”. واستدرك قائلاً “لكن عندما لا نجد استجابة من بعض الأطراف فإن الثمن يصبح غاليا”.

 

وأعلن الجيش التركي في بيان، السبت، “تحييد” 1595 عنصراً من التنظيمات الكردية المقاتلة في سوريا والتي تصنفها أنقرة “إرهابية”. وقالت رئاسة الأركان في البيان إن 44 عنصرا من التنظيمات “الإرهابية” في عفرين وعناصر من تنظيم “الدولة” قتلوا خلال هجمات ضمن العملية العسكرية “غصن الزيتون” خلال الساعات الـ24 الماضية.

 

يأتي ذلك في وقت أعلن المستشار الإعلامي لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية ريزان حدو، أن المحادثات بين “الوحدات” والحكومة السورية مستمرة. وقال حدو في تصريح لوكالة “رووداو” الكردية السبت، إن “المباحثات بين الإدارة الذاتية ودمشق حول عفرين مستمرة، وسنعلن عن نتائجها حال التوصل إلى اتفاق”.

 

جديد سوريا: البعث الاسلامي/ نذير رضا

لا يقدم مقطع الفيديو المنتشر أخيراً، ويظهر متدربين عسكريين سوريين يهتفون بحياة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أي صورة ايجابية عن مستقبل سوريا، وخياراتها، ولا يلتقي بتاتاً مع أهداف المعارضة المعلنة، تلك الساعية لتكريس دولة مدنية وديموقراطية في سوريا.

على العكس، يحمل الفيديو مؤشرات على أن سوريا المستقبل، هي المقسمة، متعددة الولاءات، والمتشظية بين خيارات اقليمية ودولية، ولا يجمع أبناءها فعلياً، أي خطاب وطني مستقل يشبه ما يعلنه المفاوضون السوريون، وما يتحدث عنه السياسيون من جميع الاطراف.

لكن هذا الفيديو، الذي يؤكد المؤكد السابق لجهة التشظي، يحمل أبعاداً أكثر سوءاً، تثبت أن دولة البعث، وخطابها، وأدبياتها الاجتماعية والعسكرية، ما زالت متجذرة في النفوس السورية، وتنتقل من كتف الى كتف. فالقدرة على التنقل والمناورة بين الخيارات، هذه المرة، اسلاميّ الشكل، وديني المضمون، وتاريخي المنشأ. هو بعث اسلامي، لا شكوك يمكن ان تنقضه. ينطلق من شكليات البعث، ويتمدد على مساحات سياسية وفرها الخيار التركي للمقاتلين السوريين الموالين لأنقرة في عفرين.

ومع غياب الدلائل التي تثبت تاريخ تصوير الفيديو، وظروفه، إلا أن توقيت تسريبه، وتناقله على نطاق واسع في صفحات الاكراد السوريين، يحمل مؤشرات على ان المقاتلين يخضعون لتدريب جديد، بهدف قتال الوحدات الكردية التي تخوض معارك ضد القوات التركية وحلفائها السوريين في عفرين في شمال سوريا. ويظهر الفيديو المقاتلين يقولون “الله أكبر على كل من طغى وتجبر”، و”يحيا اردوغان”، و”تحيا سوريا حرة ابية”، بينما يسيرون في “المارش” العسكري على وقع هتافات “يا الله.. بسم الله، الله اكبر”.

والحال ان هؤلاء يقتبسون من “البعث” شكلياته. لم تتطهر ذاكرة السوريين الخارجين من البلاد حتى الآن، من أدبيات البعث وهتافاته. الفارق الوحيد أن هؤلاء استبدلوا عبارات البعث بعبارات اسلامية. واستبدلوا الولاء لحافظ الاسد، ثم نجله بشار، بالولاء للرئيس التركي أردوغان. وتمثل الهتافات الأخيرة، مادة انتقاد واسعة في صفوف الاكراد الذين اعتبروا الهتافات عثمانية، والمقاتلين “انكشاريون جدد”. إذ تم الربط بين الخطاب الاسلامي، والولاء لتركيا.

وإذا كان البعض استند الى الفيديو بوصفه ادانة لهؤلاء المقاتلين، كونه “دليلاً على الولاء لتركيا”، فإنهم في الحقيقة منفصلون عن الواقع الذي يثبت أكثر من اي وقت مضى، ان سوريا لن تكون موحدة بعد اليوم. فسكانها اليوم متعددي الولاءات، وهم جنود لمنظومات اقليمية ودولية تتنوع بين التركي والايراني والروسي والاميركي، وربما الاسرائيلي رغم أن معلني الصداقة والولاء مع تل ابيب ما زالوا أقل من الآخرين. كما تتعدد الخيارات الدينية والقومية في البلاد التي كشفت الحرب المستمرة رمادا غطى جمراً طائفياً. وبالتالي، لم يبق من العلمانيين والتواقين الى دولة مدنية وحرة ممستقلة، الا القليل من المتمسكين بهذا الخيار، رغم أن الثورة في وقت سابق أظهرت أنهم كثيرون.

أمام هذه الوقائع، تبدو المزاعم التي تتحدث عن استقلالية سوريا ووحدتها، محصورة في اطار التسويق الاعلامي، بينما في الواقع تسعى لاستقطاب الثوار الحقيقيين المستقلين، كونهم في النهاية، وحدهم من يعبرون عن توجهات آلاف المدنيين الذين خرجوا في ثورة 2011 على النظام، ووحدهم القادرين على بلورة صورة واضحة عن سوريا المستقبل، تلك الحرة والمستقلة والتعددية والديموقراطية.

المدني

 

قلق روسي من «دولة كردية» مدعومة أميركياً

حشود للنظام استعداداً لمعركة غوطة دمشق… وموسكو تؤيد

لندن: إبراهيم حميدي

تحذر وثيقة روسية، أعدت كورقة أساسية لـ«منتدى فالداي» المقرب من الكرملين، الذي يعقد في موسكو غداً بمشاركة وزير الخارجية سيرغي لافروف، من أن «نية أميركا البقاء شرق سوريا ونشر وحدات خاصة في مناطق الأكراد سيؤديان إلى تقوية العناصر الناشئة للدولة الكردية، التي ستعرقل استعادة الوحدة السورية بموجب القرار الدولي 2254».

 

وتستعرض الوثيقة، التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»، «قواعد اللعبة» في الشرق الأوسط، باعتبار أن عام 2017 شكل «نقطة انعطاف», ذلك أنه «مع أن أياً من الصراعات الدامية لم ينته بعد، وأن بعضها يتصاعد وسط مخاوف من أن جميع الدول محكومة بالانهيار، فإن بعض التغيير الإيجابي حصل» منه أن «اللاعبين المحليين يبحثون عن حلول سياسية». كما تؤكد أن «الحل السياسي في سوريا بات أولوية عاجلة»، مع ملاحظة أن «بعض النخب في الحكومة السورية، لديهم أمال أكبر في الانتصار العسكري».

 

إلى ذلك، أفادت مصادر إعلامية بوصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى تخوم الغوطة الشرقية على أطراف دمشق استعداداً لمعركتها.

 

من جهتها، أكدت قاعدة حميميم الروسية على «فيسبوك» أن موسكو «ستدعم تحركات القوات الحكومية في منطقة خفض التصعيد».

 

بلومبيرغ: الكرملين على علم بوجود مرتزقة روس في سوريا

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

كشفت شبكة بلومبيرغ الأمريكية أن وجود المرتزقة الروس في سوريا كان بعلم الكرملين وليس العكس كما قالت موسكو، بعد التقارير التي أشارت إلى مقتل العشرات منهم في غارة أمريكية على مواقع تابعة للنظام السوري والمليشيات الشيعية في دير الزور هذا الشهر.

 

وكان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة قد شن هجوماً، في 7 فبراير الجاري، على قوات ومليشيات تتبع نظام الأسد؛ إثر هجوم فاشل شنته تلك القوات على قاعدة لقوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها أمريكا، والتي تضم بين صفوفها عدداً من المستشارين الأمريكيين.

 

وبحسب بلومبيرغ فإن المقاتلين الروس الموجودين في تلك المواقع شاركوا بالهجوم على القاعدة العسكرية المدعومة من أمريكا، كما أن كلاً من البنتاغون والكرملين يعرفان بتلك الحقيقة.

 

ولفتت الشبكة إلى أن وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، عندما سئل عن الحادث وصفه بأنه “حادث محيّر”، مضيفاً: “ليس لدي أي فكرة لماذا يهاجمون هناك وهم يعرفون أن قواتنا موجودة، ومن الواضح أن الروس يعرفون”.

 

وأشارت الشبكة إلى أن “تصريح ماتيس، وهو جنرال سابق وعارف بأسرار الحروب، يشبه إلى حد كبير من يكذب كذبة نبيلة كما يسميها أفلاطون، فهو لا يريد أن يعترف بأن الكرملين نفسه هو من أذن بالهجوم على قاعدة تضم قوات أمريكية، لأن ذلك سيعني ببساطة تصعيداً جديداً في سوريا، ومن ثم كانت الحيرة هي الكلمة الأنسب للخروج من هذه الدوامة، وهو ما سمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتراجع ونفي مسؤولية الكرملين عن وجود هؤلاء المرتزقة الروس في سوريا”.

 

تقول إيفلين فاركاس، النائبة السابقة لمساعد وزير الدفاع الروسي، إن أي مرتزق روسي سواء كان في أوكرانيا أو في سوريا فإنه يعمل لحساب الحكومة الروسية.

 

المرتزقة الروس في سوريا يعملون تحت إدارة شركة “فاغنر” الأمنية، وهي شركة روسية تماثل شركة “بلاك ووتر” الأمريكية، وتتولى مهمة تنفيذ العمليات القذرة في مناطق النزاع المختلفة، وأحد قياداتها هو المقدم السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية ديمتري أوتكين، والذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بيفغيني بريغوزين، الملقب بـ”طباخ الرئيس”، لأنه يملك سلسلة مطاعم ومصانع أغذية ويمتلك رخصة لتقديم الطعام في الكرملين.

 

فاغنر، أشهر شركة أمنية روسية، تعتبر جزءاً أساسياً من استراتيجية روسيا الأوسع المتمثلة بالحرب الهجينة، فهي مزيج من العدوان الحركي والإعلامي لحماية المصالح الروسية وتوسيعها، حيث تقوم الشركة بنشر مقاتلين لا يرتدون الزي الرسمي للجيش الروسي، وقد تم الاعتماد عليهم في عمليات جرت بشبه جزيرة القرم عام 2014.

 

يقول ماني سومينارو، الباحث في معهد دراسات الحرب، إن مقاتلي “فاغنر” يشوّهون دور القوات الروسية في سوريا، مضيفاً: “نعم يمكن لوزارة الدفاع الروسية ألا تعلم بوجودهم في سوريا، ولكن القيادات الرفيعة في الكرملين تعلم بالتأكيد”.

 

وتساءلت الشبكة: لماذا تشارك روسيا بالهجوم على قاعدة فيها القوات الأمريكية في سوريا؟

 

وتتابع: “إن سياسة واشنطن في سوريا مركبة بعض الشيء، فأغلب القادة العسكريين الأمريكيين، ومعهم القادة السياسيون، يؤكدون أن وجود القوات الأمريكية في سوريا يهدف إلى محاربة تنظيم الدولة، وإلى الآن لا توجد سياسة رسمية أمريكية حول ما إذا كانت تلك القوات ستستعمل من أجل مواجهة الجهود الإيرانية الروسية الداعمة لنظام بشار الأسد، في استعادة الأراضي التي فقدها خلال الحرب”.

 

بالإضافة إلى ذلك فإن الرسائل التي أرسلتها واشنطن بعد بدء الهجوم التركي، في 20 يناير الماضي، على عفرين السورية الخاضعة لسيطرة الأكراد، كانت رسائل مختلطة، ففي الوقت الذي سعت فيه واشنطن إلى وضع حد للهجوم التركي باستخدام الوسائل الدبلوماسية فإنها لم تقدم أي شيء من أجل حماية المقاتلين الأكراد الذين دعمتهم وسلّحتهم.

 

كما أن المقاتلين الأكراد الذين كانوا في القاعدة العسكرية بدير الزور، ذهبوا إلى عفرين للمشاركة في صد الهجوم التركي، وهو ما جعل من تلك القاعدة الموجودة في دير الزور هدفاً سهلاً، كما ظنّ النظام السوري والمليشيات الإيرانية والمرتزقة الروس، فقرروا شن هجوم واسع عليها، كما قالت الشبكة.

 

وتقول الشبكة إن الخبر السار هو أن الاستجابة الأمريكية للرد على الهجوم كانت سريعة ووحشية، فعلى الرغم من عدم وجود أرقام ثابتة حول حجم الإصابات فإن بعض وسائل الإعلام الروسية ذكرت أن أكثر من 200 شخص من المرتزقة الروس قتلوا نتيجة الغارات الأمريكية.

 

مستشار خامنئي يدعو الأسد لدفع ثمن الدفاع عنه

طهران – الخليج أونلاين

قال رحيم صفوي، مستشار المرشد الإيراني (علي خامنئي) للشؤون الاستراتيجية، الأحد، إن من الضروري تعويض إيران، على غرار روسيا، عن كل التضحيات والتكاليف التي قدمتها في سوريا خلال مرحلة ما سماه “الحرب على الإرهاب”.

 

وأضاف صفوي: إن “الحكومة السورية مستعدة لذلك من خلال اتفاقيات مع إيران تشمل النفط والغاز والفوسفات”، معرباً عن قناعته بأن الإيرانيين والروس “حققوا النصر في سوريا بصورة لا تقبل الشك”.

 

وأكد صفوي أن روسيا استعادت ما قدمته عبر توقيع معاهدة استراتيجية طويلة الأمد مع دمشق تمتد إلى 49 عاماً، فضلاً عن حصولها على قواعد عسكرية وامتيازات سياسية واقتصادية في سوريا، كما نقلت “الجزيرة نت”.

 

واعتبر صفوي أن بإمكان بلاده “توقيع معاهدات مشابهة مع الحكومة السورية”، مشيراً إلى أن إعادة الإعمار في سوريا تعتبر عملية طويلة وشاقة، وتتطلب ما يقارب 400 مليار دولار.

 

يشار إلى أن طهران أدت دوراً كبيراً في إنقاذ نظام بشار الأسد من السقوط، عبر الدفع بعناصر من الحرس الثوري إلى ساحات القتال، وتزويده بمليشيات أخرى كانت تستقدمها من دول مثل باكستان وأفغانستان.

 

مع فوضى المشهد السوري.. هل تندلع حرب إسرائيلية إيرانية؟

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

وصلت التوترات بين “إسرائيل” وإيران إلى مستوى غير مسبوق بعدما رفعت الأحداث التي وقعت في سوريا، الأسبوع الماضي، حالة التوتر إلى حد جعل مراقبين يعتقدون أن الشرق الأوسط يتجه إلى حرب شاملة، غير أن هذه التوقعات المُقلقة تفترض أن كلا الطرفين مستعد للقتال، فهل هذا حقاً ما يجري؟

هذا التساؤل طرحته صحيفة الغارديان البريطانية، الأحد، في مقال كتبه سيمون تيسدال محرر الشؤون الدولية في الصحيفة، حيث يقول إن الولايات المتحدة والسعودية تصوّران إيران بوصفها الجانب المعتدي، وتقولان إنها وسّعت نفوذها في المنطقة عبر وجودها العسكري في سوريا الذي بدأ في 2011، عندما دعمت طهران نظام بشار الأسد، ونشرت المليشيات الأفغانية والباكسانية ومقاتلي “حزب الله” اللبناني بالإضافة الى الحرس الثوري.

الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد سبق له أن دعا في خطاب عام 2005 الى محو “إسرائيل” من الخريطة، وهي الكلمات التي يُعتقد أن كثيراً من الإيرانيين مقتنعون بها. ومن هنا فإن العديد من الإسرائيليين مقتنعون بأن إيران تشكّل خطراً وجودياً على دولتهم.

ويرى الكاتب أن قادة في “إسرائيل” يعتقدون أن شعور إيران بأن الأسد قد انتصر في معركته، شجعها على التفكير في توجيه بنادقها صوب إسرائيل، خاصة أنه تم تجاهل “الخطوط الحمراء” التي سبق أن وضعتها “تل أبيب” والتي تحظر الوجود العسكري الإيراني الدائم في سوريا، وأيضاً نقل الأسلحة إلى حزب الله.

ونقلت الغارديان عن قادة في إسرائيل قولهم إنهم على يقين بأن إيران تقوم ببناء مصنع تحت الأرض في لبنان، وأن إيران ما زالت تزود حزب الله بصواريخ بعيدة المدى.

ما شهده الأسبوع الماضي، برأي الكاتب، يمكن اعتباره مؤشراً على ارتفاع حدة التوتر بين إسرائيل وإيران، فلقد كانت المرة الأولى التي تقوم فيها إيران بإرسال طائرة مسيّرة فوق الأراضي الإسرائيلية (فلسطين المحتلة)، كما أنها المرة الأولى التي يجري فيها إسقاط طائرة إسرائيلية مقاتلة منذ العام 1982، وهي المرة الأولى أيضاً التي تستهدف فيها إسرائيل بشكل علني مواقع إيرانية في سوريا، شملت مركز قيادة بطارية صواريخ موجودة حول دمشق.

لكن رغم ذلك تبقى نيات إيران مبهمة، ففيلق القدس الذي يقوده قاسم سليماني، التابع للحرس الثوري الإيراني، والموجود في سوريا على صلة مباشرة بتيار المحافظين القوي والمتطرف داخل إيران، والذي يهدد بشكل روتيني بـ”محو الكيان الصهيوني”.

ويسعى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ليكون بيضة القبان بين الفصائل الإيرانية المختلفة سواء كانت محافظة أو إصلاحية، خاصة أن مدناً إيرانية عدة شهدت تظاهرات واسعة للمطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية.

إن قادة إيران، المحافظون منهم والإصلاحيون، يعرفون أن الصراع المفتوح مع إسرائيل من شأنه أن يعطي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذريعة التي ينتظرها لتمزيق الاتفاق النووي، وإعادة فرض العقوبات وربما حتى التدخل العسكري.

أعضاء آخرون في التحالف الموالي لنظام بشار الأسد يعارضون أي حرب واسعة؛ فروسيا، الحليف الأهم والأقوى، تسعى للتخلص من ملف سوريا وتأمل في تسوية سياسية سلمية، ومن ثم فإنها لا تملك مصلحة لإثارة الأوضاع مع إسرائيل.

كما أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي، إلى وقف الغارات على محيط دمشق حتى لا تصيب المقاتلين الروس هناك. فضلاً عن أن بشار الأسد يحاول هو الآخر التركيز على الفصائل المعارضة وبقية المقاومة المتبقية في إدلب، للشروع بعد ذلك بفتح ملف إعادة الإعمار وليس فتح جبهة جديدة.

أمام هذه المعطيات يبرز التساؤل الأهم، هل تريد إسرائيل حرباً أخرى؟ على الأرجح ستكون الإجابة: لا. فإسرائيل هي الأخرى لديها عدة اعتبارات تمنعها من شن حرب جديدة؛ فرئيس وزرائها يمر بأزمة سياسية ويواجه تهماً تتعلق بتلقي رِشا، ومع ذلك فإنه، وكما هو الحال في إيران، فإن هناك الصقور الذين يرغبون بشن مواجهة مع إيران في سوريا، ولا سيما أن “تل أبيب” شنّت قرابة 100 غارة جوية خلال الأشهر الـ18 الماضية.

من يسميهم الكاتب “الصقور في إسرائيل” يتحدثون عن القدرة التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي؛ فرئيس المخابرات السابق الميجور جنرال عاموس يدلين، قال: إن “إسرائيل أظهرت قدرات ممتازة في الدفاع عن مجالها الجوي”، وذلك في معرض تعليقه على عملية إسقاط الطائرة الإيرانية من دون طيار من قبل الدفاعات الإسرائيلية.

 

المرتزقة الروس”.. وجه موسكو الحقيقي في سوريا

عبدالله حاتم – الخليج أونلاين

كشف مقتل عشرات من الجنود الروس في غارات أمريكية على دير الزور (شرقي سوريا)، دوراً جديداً تقوم به الحكومة الروسية في سوريا من خلال تجنيد مرتزقة لدعم نظام بشار الأسد.

 

وكانت شبكة “بلومبيرغ” الإخبارية الأمريكية كشفت، الثلاثاء 13 فبراير 2018، أن الغارات التي شنّتها الطائرات الأمريكية، قبل هذا التاريخ بأسبوع، قتلت نحو 200 جندي، معظمهم من الروس الذين يقاتلون إلى جانب القوات النظامية السورية، في أعقاب هجوم فاشل على قاعدة للقوات الأمريكية والقوات الكردية بمنطقة دير الزور الغنية بالنفط.

 

ومثلت هذه الغارة أول مواجهة عسكرية بين واشنطن وموسكو منذ الحرب الباردة، وأظهرت الأخيرة التلكؤ الواضح في الإعلان عن خسائرها حتى أكدت الجمعة 16 فبراير أن من قتل في الغارات هم 5 فقط، مؤكدة أنهم لا ينتمون إلى “الجيش الروسي”.

 

-من هم؟

 

ووفق بحث أجراه “الخليج أونلاين” وجد أن المرتزقة ينتمون لـ”القوزاق الأرثوذكس الروس” ذهبوا إلى سوريا للدفاع عمَّا يسمونها “روسيا الأم من البرابرة المجانين”، وذلك على غرار إيران التي جندت هي الأخرى مرتزقة من أفغانستان وباكستان والعراق ولبنان للدفاع عمَّا يسمونه “المراقد المقدسة” في سوريا!

 

لكن وسائل إعلام روسية أشارت إلى الحصيلة أكبر وتفوق 200 قتيل، بحسب موقع “زناك” المحلي، استناداً إلى مصادر داخل الأوساط شبه العسكرية الروسية.

 

وليس لمجموعة المرتزقة التي أطلق عليها اسم “فاغنر” أي وجود قانوني، كما أن الشركات الأمنية الخاصة محظورة في روسيا، لكن تقارير تقول إن عدد عناصر مجموعة “فاغنر” وصل إلى 1500 في مرحلة من المراحل.

 

لكن تمت الإشارة مراراً إلى وجود عناصر مقاتلة تسمى “متعاقدين” في سوريا ضمن القوات الروسية، ظهروا في خريف 2015، أي الفترة التي بدأت فيها روسيا شن غارات دعماً لنظام الأسد.

 

وبحسب وكالة “رويترز” تأسست الشركة على يد العميد السابق في الجيش الروسي ديمتري أوتكين، صديق الرئيس فلاديمير بوتين، ويخضع لعقوبات أمريكية لدور الشركة في تجنيد الجنود الروس السابقين للقتال في شرقي أوكرانيا، وقد شوهد أوتكين خلال مأدبة عشاء أقامها بوتين لقدماء الجنود الروس.

 

ورغم النفي الرسمي لوجود علاقة للمرتزقة بالجيش الروسي فإن الوقائع تؤكد أنهم يعملون بالتنسيق الكامل مع القوات الروسية، ويتلقون نفس امتيازات عناصر الجيش الروسي، ويتم نقلهم إلى سوريا بواسطة طائرات عسكرية روسية تهبط في القواعد الروسية هناك، ويتلقون العلاج في المستشفيات العسكرية الروسية أسوة بالجنود الروس.

 

وكانت “بلومبيرغ” كشفت في تقريرها أن نحو 200 من المرتزقة الذين استهدفتهم واشنطن في غارتها يعالجون في مستشفيات عسكرية في موسكو ومدينة سانت بطرسبرغ.

 

ونشر موقع محطة ABC التلفزيونية الأمريكية أواخر العام الماضي، تقريراً مفصلاً تحت عنوان “جيش فلاديمير بوتين السري: آلاف من المقاولين الروس يقاتلون في سوريا”، جاء فيه أن مجموعة “فاغنر” قد نشرت في سوريا 3 آلاف مقاتل منذ 2015.

 

وتحدث التقرير عن دوافع روسيا من إرسال هؤلاء المقاتلين، وأولها أن بوتين الذي يتوقع أن يفوز في الانتخابات الرئاسية قريباً يمكنه القول إن انتصار روسيا في سوريا جاء دون خسائر تذكر في صفوف الجنود الروس، إذ إن المرتزقة يموتون دون ضجيج وليسوا على قيود وزارة الدفاع الروسية.

 

والسبب الآخر، وفق التقرير، أن المقاولين الروس يتولون حماية المنشآت النفطية والغازية التي يتم استردادها من الجماعات المسلحة، بموجب عقد بين النظام السوري وشركة “ايفرو بوليس” الروسية، حيث ستحصل الشركة على نسبة الربع من عائدات الحقول التي تم استردادها من “داعش” ولمدة خمس سنوات، لكنها باتت اليوم تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، وهذا ما يفسر سبب محاولة المرتزقة الروس وقوات الأسد مهاجمة مواقعها في الأسبوع الأول من فبراير 2018.

 

-يتم نسيانهم

 

ووفق شهادات جمعتها صحيفة “الغارديان” البريطانية من عائلات وأقارب أشخاص قتلوا في الغارة فإنها تشير إلى أنهم إما خدموا سابقاً في الجيش، أو أنهم مواطنون عاديون وبعضهم لم يسبق أن خدم في الجيش أو المخابرات.

 

وتقول الصحيفة إن صاحب محل البقالة إيغور كوستوروف (45 عاماً) لم يخدم في الجيش الروسي، وقتل في الغارة الأمريكية، انضم إلى “فاغنر” بحثاً عن فرصة عمل وراتب جيد.

 

وتنقل الصحيفة عن نادجدا، زوجة إيغور السابقة، قولها إنه “ذهب إلى سوريا لأنه وطني، واعتقد أنه لو لم نوقف داعش في سوريا فإنها ستأتي إلى روسيا”، موضحة أنه قال لها إنه “لو لم يذهب فإن السلطات سترسل شباباً صغاراً لا يمتلكون خبرة”.

 

ويكشف التقرير عن أن زوجته السابقة علمت بخبر وفاته من خلال قنوات غير رسمية، وقالت: “أجمع معلومات عنه من مصادر مختلفة، وأحاول معرفة مكان جثث القتلى”، لافتة إلى أنها عندما سئلت عن سبب عدم اتصال السلطات بها، فإنها تنهدت قائلة: “هذه لعبة سياسية لا أفهمها”.

 

كما تنقل الصحيفة عن يالينا ماتفيفا، أرملة المرتزق ستانيلاف ماتفيف قولها: “لقد رموهم إلى المعركة مثل الخنازير، في كل مكان أرسلوهم إليه كانوا دون حماية”.

 

وينتمي “المرتزق ستانيلاف” إلى بلدة “أسبست”، التي تبعد عن موسكو 1600كم، ويقدر عدد سكانها بـ70 ألف نسمة، وفيها أكبر منجم مفتوح في العالم لـ”المرتزقة والقتلة”، إذ لا يتجاوز راتب الموظف فيها 25 ألف روبل (أي ما يعادل 400 دولار)، ويعاني سكانها من مشكلات صحية، في المقابل فإن الراتب الشهري في شركة “فاغنر” يتراوح ما بين 90 ألف روبل (1300 دولار) إلى 250 ألف روبل.

 

ولوحظ في خبر مقتل المرتزقة تردد الكرملين في الاعتراف بذلك، علاوة على غياب النعي الرسمي والجنازة العسكرية والتكريمات، وهو ما أثار حنق نادجيدا زوجة “المرتزق إيغور” التي قالت: “البعض يحصل على الميداليات، في حين يدفن آخرون بهدوء ويتم نسيانهم”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى