أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 19 تشرين الثاني 2017

الفيتو الروسي «يختبر» تفاهم بوتين وترامب حول سورية

واشنطن، نيويورك، لندن، القدس المحتلة – «الحياة»، أ ف ب

حققت القوات النظامية السورية تقدماً أمس في قتالها ضد تنظيم «داعش» في البوكمال وضد «جبهة النصرة» في ريف حماة، فيما يتوقع أن ينعكس الفيتو الروسي في مجلس الأمن الذي منع تجديد عمل اللجنة الدولية المكلفة مراقبة استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية على التفاهم بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في شأن سبل إنهاء الأزمة السورية، وأن يشكل «اختباراً» لصمود هذا التفاهم أمام دعم موسكو المستمر نظام بشار الأسد. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي إن روسيا «تبرهن على أنها ليست محل ثقة في العملية التي تقود إلى حل سياسي في سورية»، في ما بدا أنه تشكيك في أهمية الإعلان الصادر عن ترامب وبوتين.

 

وكان الرئيسان الأميركي والروسي نشرا في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، بياناً مشتركاً حول النزاع السوري أعلنا فيه أنه «لا يوجد حل عسكري» للنزاع وأيدا «الحل السياسي» عبر عملية جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة. وشكل ذلك البيان بداية للطرفين اللذين يتدخلان عسكرياً في سورية ويختلفان تماماً في شأن دعم روسيا النظام السوري برئاسة بشار الأسد.

 

لكن الإعلان المشترك الذي لم يأت على ذكر مصير الرئيس السوري، استقبل بالتشكيك في الولايات المتحدة، إذ كتبت صحيفة «واشنطن بوست» ساخرة إن «الأمر رائع إلى حد يصعب تصديقه»، وقالت إن بوتين «لا يعير الاتفاقات الموقعة أي اعتبار».

 

وكتبت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن بوتين «هو الذي يحقق مكاسب». وأضافت: «لقد علمتنا ست سنوات من النزاع أن الواقع العسكري الميداني هو الذي سيحدد معالم السلام المقبل». وسرعان ما اختلف الجانبان على تفسير النص المشترك حول النقطة المتعلقة بمناطق خفض التوتر في جنوب سورية.

 

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية: «قلنا بوضوح إننا لن نعمل مع نظام الأسد، ولن نعمل بالطبع مع الإيرانيين(…) لذلك علينا أن نجد وسيلة للعمل مع روسيا أينما كان الأمر ممكناً».

 

على الصعيد الميداني، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات النظامية السورية حققت تقدماً في عملياتها ضد عناصر «جبهة النصرة» في ريف حماة الشمالي الشرقي، وأكد الإعلام السوري الرسمي استعادة عدد من القرى التي كانت تحت سيطرة «النصرة».

 

إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس أن إحدى دباباته أطلقت طلقة تحذيرية على موقع عسكري سوري في المنطقة المنزوعة السلاح في هضبة الجولان، عقب أعمال بناء في المكان. وقالت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي إن الأعمال التي قام بها الجيش السوري تشكل «انتهاكاً لاتفاق وقف النار الموقع عام 1974»، الذي «يمنع دخول أدوات بناء ثقيلة أو عربات عسكرية إلى المنطقة المنزوعة السلاح». وأضافت أن الجيش الإسرائيلي قدم شكوى إلى قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك.

 

قتلى بغارات للنظام السوري على الغوطة الشرقية

بيروت – أ ف ب

 

قتل 14 مدنياً على الأقل اليوم (السبت)، نتيجة قصف جوي وصاروخي لقوات النظام السوري استهدف مناطق في الغوطة الشرقية المحاصرة، آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق والمشمول باتفاق خفض التوتر، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان».

 

وأحصى المرصد مقتل «14 مدنياً بينهم طفلة، قضى عشرة منهم نتيجة غارات لقوات النظام على بلدة مديرا ومدينة حرستا، والآخرون نتيجة قصف صاروخي على بلدة حزة ومدينة حمورية» في الغوطة الشرقية.

 

وتسبب القصف على هذه المناطق ومدن أخرى بإصابة حوالى 40 آخرين بجروح»، وفق المرصد الذي رجح ارتفاع حصيلة القتلى.

 

وشاهد مصور داخل مركز طبي في بلدة كفربطنا نقل إليه عدد من ضحايا القصف على بلدة حزة، ثلاثة أطفال ممددين على سرير بعد تلقيهم العلاج. وتم وضع ضمادة بيضاء على وجه أحدهم فيما ضمدت قدم أحدهم.

 

وفي صور التقطها، تبدو جثة طفل صغير موضوعة داخل كيس أبيض بلاستيكي يكشف وجهه. ويجلس على مقعد فتى بعد تضميد رجله وجزء من وجهه.

 

وصعدت قوات النظام قصفها على الغوطة الشرقية منذ الثلثاء الماضي، إثر هجوم شنته حركة «أحرار الشام» المعارضة المتمركزة في حرستا على قاعدة عسكرية تابعة للنظام، بحسب المرصد.

 

وقتل 19 مدنياً على الأقل بينهم ستة أطفال أمس، معظمهم في مدينة دوما، نتيجة غارات لقوات النظام أيضاً.

 

وترد فصائل المعارضة بإطلاق قذائف متفرقة على أحياء في دمشق، أدت يومي الخميس والجمعة الماضيين إلى مقتل تسعة مدنيين، بينهم مدرب كاراتيه المنتخب الوطني السوري فاضل راضي «أحد أبرز مؤسسي اللعبة في سورية»، وفق ما نقلت «وكالة الأنباء السورية» الرسمية (سانا).

 

ويأتي هذا التصعيد في الغوطة الشرقية على رغم كونها منطقة خفض توتر، بموجب اتفاق توصلت إليه موسكو وطهران. وبدأ سريانه عملياً في هذه المنطقة في تموز (يوليو) الماضي.

 

النظام السوري يسيطر على معظم مدينة البوكمال

بيروت – أ ف ب

 

سيطرت قوات النظام السوري وحلفاؤها اليوم (السبت)، على معظم  مدينة البوكمال، آخر مدينة تحت سيطرة تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في سورية، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان».

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «سيطرت قوات النظام السوري مع حلفائها حزب الله والحرس الثوري الإيراني والميليشيات العراقية على أكثر من 80 في المئة من مدينة البوكمال، إثر هجوم واسع بدأته ليلة الجمعة».

 

ودخلت قوات النظام الى المدينة الخميس الماضي، وتمكنت من «دفع التنظيم الى التراجع الى القسمين الشمالي الشرقي والشمالي من المدينة، حيث تتركز المعارك حالياً».

 

وأوضح مدير المرصد أن «المعارك ترافقت مع غارات سورية وأخرى روسية، وأن قوات النظام تتقدم بحذر»، في محاولة لتثبيت وجودها في المدينة وصد أي هجوم معاكس محتمل للمتطرفين.

 

وكان الجيش السوري أعلن في التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري استعادة البوكمال، لكن التنظيم نجح بعدها ببضعة ايام في انتزاع السيطرة عليها مجدداً.

 

ونقل التلفزيون السوري الرسمي اليوم مشاهد مباشرة من البوكمال، تظهر أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد من أحياء في المدينة، فيما يسمع دوي القصف.

 

وذكر أن الجيش يعمل حالياً على «اقتحام المناطق المتبقية للتنظيم الإرهابي في الجهة الشرقية من البوكمال»، موضحاً ان «أكثر ما يعيق تقدم وحدات الجيش العربي السوري هو التفخيخ الكبير من قبل داعش، ومحاولته استخدام الأهالي دروع بشرية».

 

اجتماع وزاري روسي إيراني تركي حول سوريا في تركيا

اسطنبول – (أ ف ب): اجتمع وزراء خارجية تركيا وروسيا وايران الاحد في تركيا، لإجراء محادثات حول سوريا، قبل ايام من قمة ثلاثية مهمة مخصصة لهذا البلد الذي يشهد نزاعاً مدمراً.

 

وقال مسؤول تركي كبير ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافرورف ونظيريه الايراني محمد جواد ظريف والتركي مولود تشاوش اوغلو، عقدوا قبيل ظهر الاحد اجتماعاً مغلقاً في انطاليا بجنوب تركيا، بدون ان يضيف اي تفاصيل.

 

ويهدف هذا الاجتماع الى الاعداد لقمة تعقد الاربعاء في منتجع سوتشي الروسي، بحضور الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والايراني حسن روحاني والتركي رجب طيب اردوغان.

 

وترعى روسيا وتركيا وايران اتفاقاً يهدف الى خفض حدة المعارك تمهيداً لاتفاق سياسي يضع حدا للنزاع المستمر منذ اذار/مارس 2011 والذي اوقع اكثر من 330 الف قتيل وشرّد الملايين.

 

وقد أتاح “اتفاق استانا”، نسبة الى العاصمة التي تستضيف المحادثات، إقامة “مناطق خفض توتّر”. وفي هذا الاطار، نشرت تركيا قوات في محافظة ادلب (شمال غرب).

 

وتدعم روسيا وايران الرئيس السوري بشار الاسد، بينما تدعم تركيا فصائل معارضة، وإنْ اوقفت انقرة في الاشهر الاخيرة انتقاداتها الشديدة للنظام السوري.

 

ورغم مواقفهما المتناقضة، وضعت تركيا وروسيا اللتان اجتازتا أزمة دبلوماسية خطيرة نجمت عن اسقاط الطيران التركي طائرة مقاتلة روسية فوق الحدود السورية في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، خلافاتهما جانباً، وعادتا الى التعاون في الملف السوري.

 

قمة سوتشي: هل يمهد بوتين وأردوغان وروحاني لكتابة الفصل الأخير في الأزمة السورية؟

ستبحث اتفاق مناطق خفض التصعيد والانتقال للمسار السياسي

إسماعيل جمال: بزخم غير مسبوق، تُجري روسيا وتركيا وإيران مباحثات على أعلى المستويات خلال الأيام المقبلة من أجل بحث المسألة السورية مع التركيز على ملفات إدلب وعفرين واتفاقيات مناطق خفض التصعيد وصولاً لبحث إمكانية الانتقال للمسار السياسي والتمهيد لكتابة الفصل الأخير في الأزمة السورية المتواصلة منذ أكثر من 6 سنوات.

وحسب التأكيدات الرسمية، من المقرر أن يجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني في مدينة سوتشي الروسية يوم الأربعاء المقبل، وتحضيراً لهذه القمة من المقرر أن يجتمع وزراء خارجية البلدان الثلاثة اليوم الأحد في مدينة أنطاليا التركية.

وعلى الرغم من توافق الدول الثلاث على ضرورة الإسراع في خطوات إنهاء الأزمة السورية التي أنهكت جميع الأطراف، ما زالت الخلافات تبرز بينهم حول العديد من الملفات ومنها طريقة إنهاء الجماعات المتشددة في إدلب، وإمكانية السماح لتركيا بالدخول إلى عفرين والحفاظ على الهدوء ووقف القصف على مناطق عدم الاشتباك وطريقة الانتقال للمسار السياسي وطبيعة مشاركة ممثلي الأكراد في الحل النهائي بما لا يغضب أنقرة، وغيرها من الملفات الشائكة.

وزارة الخارجية التركية أعلنت، الجمعة، أن وزير خارجيتها، مولود جاويش أوغلو، سيجتمع بنظيريه الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف، الأحد، في مدينة أنطاليا، جنوب غربي البلاد وذلك «في إطار التحضير لقمة تجمع قادة الدول الثلاث، مقرر عقدها الأربعاء المقبل، في منتجع سوتشي في روسيا (جنوب غرب) لبحث الأزمة السورية والتطورات في المنطقة».

المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين أوضح أن القمة ستبحث الملف السوري وأن «قادة البلدان الثلاثة سيتبادلون وجهات النظر حول التقدم المتعلق بخفض العنف في سوريا الذي أتاحته اجتماعات أستانا، والأنشطة في إطار اتفاق مناطق خفض التوتر»، فيما أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن «القمة ستجمع البلدان الضامنة لعملية التسوية السورية وسوريا ستكون الموضوع».

وزير الخارجية التركي أوضح أن «الزعماء الثلاثة سيبحثون الأعمال التي تم إنجازها في إطار مباحثات أستانة، والخطوات التي يتوجب اتخاذها في المرحلة المقبلة»، لافتاً إلى أن «مباحثات وزراء خارجية الدول الثلاث، ستبحث سبل تحقيق التكامل بين مباحثات أستانة ومفاوضات جنيف حول سوريا».

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن اجتماعه بنظيريه، التركي والإيراني، بمثابة تحضير لقمة زعماء الدول الثلاث، وأضاف: «الاجتماع للتحضير لقمة سوتشي وبحث آخر المستجدات على صعيد مباحثات أستانة، منذ انطلاقها»، مضيفاً: «الدول الثلاث، تمكنت من تحقيق تقدم على صعيد المباحثات بين النظام السوري والمعارضة، من خلال مسار أستانة»، معرباً عن أمله أن تتمكن القمة المرتقبة من إنهاء الاشتباكات في سوريا، وإقامة حوار مباشر بين طرفي الأزمة.

حل نهائي

رغم التشابكات والتعقيدات التي تتركب منها الأزمة السورية ورأي الكثيرين أنه ما زال من المبكر الحديث عن إمكانية قرب حلها نهائيا، إلا أن الكثير من التطورات التي شهدتها خلال الأشهر الأخيرة تشير إلى إمكانية اقتراب القوى الكبرى من التوصل لحل قريب ينهي الحرب في سوريا.

وأبرز هذه التطورات تمثلت في قرب القضاء بشكل تام على تنظيم «الدولة» في سوريا، فبعد نزع المدن الكبرى منه وأبرزها (العاصمة) الرقة، وما لحقها من تراجع التنظيم في دير الزور، تجري حالياً عمليات تصفيته في آخر معاقله قرب الحدود العراقية ما يشير بشكل واضح إلى قرب إنهاء تواجد التنظيم في سوريا بشكل كامل.

ومع تقدم قوات النظام السوري وتفوقها عسكرياً بشكل عام، وإنهاء تنظيم «الدولة» وإضعاف الجيش الحر وفصائل المعارضة المعتدلة، بالتزامن مع محاصرة مسلحي النصرة وهيئة تحرير الشام في إدلب وإمكانية الضغط عليهم بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة ضمن اتفاق مناطق خفض التصعيد، فإن فكرة بدء التمهيد لحل سياسي نهائي تبدو أقرب للواقع من أي وقت مضى.

هذا الأمر برز بشكل واضح، خلال الاجتماع الذي جرى قبل أيام فقط بين بوتين وأردوغان الذي أكد بدوره «توافق الرأي بين بلاده وروسيا بخصوص التركيز على إيجاد حل سياسي للأزمة السورية»، فيما أكد بوتين وجود «تطابق في الأفكار مع أردوغان على زيادة الدعم لحل الأزمة السورية سياسيا»، واعتبر أن «الشروط اللازمة لإنشاء حوار بين الأطراف في سوريا برعاية الأمم المتحدة بدأت تتبلور».

تصريحات أردوغان وبوتين التي أشارت بوضوح إلى إمكانية الانتقال من مناقشة الملف العسكري والميداني (الأستانة) إلى بحث الملف السياسي والحل النهائي (جنيف) جاءت قبل أيام من الإعلان عن تفاهمات أمريكية روسية جديدة حول مستقبل الوضع في سوريا.

وعقب لقاء بين بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فيتنام، أعلن الطرفان أنهما اتفقا على أن «لا حل عسكرياً» للأزمة في سوريا، وحسب البيان المشترك اتفقا على حث الأطراف المتحاربة على المشاركة في محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة في جنيف.

ورغم أن اللقاء كان عابراً ولم يستمر إلا لفترة وجيزة إلا أن المصادر الأمريكية لفتت إلى أن الاتفاق الجديد بين بوتين وترامب حول سوريا جاء بعد أشهر طويلة من النقاشات المكثفة بين وزيري خارجية البلدين وجرى فقط وضع اللمسات الأخيرة عليه على هامش قمة آبيك التي عقدت في فيتنام.

وفي هذا الإطار، يبدو أن الرئيس الروسي الذي لم يمر على اجتماعه السابق مع أردوغان عدة أيام طلب اجتماعاً جديداً مع تركيا وإيران لإطلاعهما على فحوى الاتفاق الذي جرى مع ترامب، والتوصل لتفاهمات مع البلدين تتوافق مع ما وقعت عليه روسيا مع الإدارة الأمريكية.

مؤتمر «شعوب سوريا» في سوتشي

سوتشي التي ستحتضن القمة الروسية التركية الإيرانية كان من المفترض أن تستضيف أمس السبت مؤتمر «شعوب سوريا» التي خططت له موسكو، لكن اعتراض أطراف دولية وتركيا ورفض المعارضة السورية المشاركة فيه دفعها لتأجيله إلى بداية الشهر المقبل حسب ما أكد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف.

وبينما تخشى أطراف دولية أن تكون روسيا تحاول من خلال المؤتمر الالتفاف على مباحثات الأمم المتحدة في جنيف، وهي المخاوف التي تشاركها المعارضة السورية، أغضبت دعوة روسيا لممثلين عن الوحدات الكردية في سوريا تركيا التي اعترضت بقوة على الأمر.

ولا يعرف حتى الآن إن كانت موسكو ستنجح في إقناع تركيا أو الضغط عليها من أجل القبول بمشاركة ممثلين عن الوحدات الكردية في المؤتمر، أم أن أردوغان سيتمكن من إقناع بوتين باستبعادهم، وشدد جاويش أوغلو على أن تركيا «لن تقبل دعوة أي مجموعة إرهابية إلى المؤتمر».

روسيا التي حاولت طمأنة جميع الأطراف قال نائب وزير خارجيتها إن «هدف روسيا من (مباحثات) أستانة ومؤتمر الحوار الوطني السوري، تسريع التسوية السورية وليس خلق بديل عن مفاوضات جنيف»، لافتاً إلى أن موسكو تدعم مبادرة الرياض لعقد لقاء جديد للمعارضة السورية.

ومن المقرر أن تستضيف العاصمة السعودية الرياض اجتماعاً موسعاً للمعارضة السورية بين يومي 22 و24 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، سيركز على محاولة دمج ما يعرف بمنصتي موسكو والقاهرة في الهيئة العليا للمفاوضات للمشاركة في وفد موحد في اجتماعات جنيف.

ومن المقرر عقد جولة ثامنة من مفاوضات جنيف يوم 28 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، حسب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا.

ومجدداً من المتوقع أن تبدي تركيا ليونة أكبر في معظم الملفات الأخرى المطروحة مقابل الحصول على ضوء أخضر روسي إيراني من أجل التدخل عسكرياً ضد وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين وهو ما هدد به أردوغان مراراً طوال الأشهر الماضية، وذلك في مسعى لمنع توسع هذه الوحدات وربط مناطق سيطرتها شرق وغربي نهر الفرات وبالتالي إعاقة إقامة الكيان الكردي على الحدود السورية مع تركيا وهو ما تعتبره أنقرة التهديد الأكبر لأمنها القومي.

وفي آخر تصريحاته حول الموضوع، قال أردوغان، الجمعة: «يتعين علينا تطهير مدينة عفرين (شمالي سوريا) من عناصر (ب ي د)»، لافتاً إلى أن «عفرين واقعة على الحدود التركية مباشرة، وفيها أكثر من 50 في المئة من السكان العرب وقسم من الأكراد، والتركمان» وأشار إلى أن «النازحين العرب في المخيمات يريدون العودة إلى منازلهم».

وشدد أردوغان على أن تركيا «ينبغي أن تكون في موقع المسيطر في منطقة إدلب، وإلا ستحتلها تنظيمات إرهابية أخرى» في إشارة إلى الوحدات الكردية.

مستقبل إدلب

وحسب أردوغان، فإن «السبب الرئيسي لعقد القمة هو مسألة إدلب ونريد أن يكون وقف إطلاق النار دائما في العملية التي سميناها منطقة خفض التوتر».

وقف إطلاق النار الذي تحدث عنه الرئيس التركي والذي جاء بموجب مباحثات أستانة واتفاق مناطق خفض التصعيد وعلى الرغم من نجاحه حتى الآن فعلياً، إلا أنه لا يكفي بالنسبة لروسيا وإيران اللتين تهدفان إلى إنهاء تواجد التنظيمات المسلحة في المحافظة.

وعلى الرغم من نجاح تركيا طوال الأسابيع السابقة في تنفيذ الاتفاق وإدخال وحدات من جيشها وإنشاء نقاط المراقبة داخل المحافظة من دون تسجيل أي اشتباك مع الفصائل المسلحة هناك، إلا أن روسيا ستعود للضغط على تركيا من أجل وضع خطة لطرد المسلحين أو على الأقل «العناصر المتشددة» وخاصة أعضاء جبهة النصرة السابقين المصنفين من قبل الدول الثلاث إرهابيين.

وعلى الأغلب ستشهد القمة توافقات نهائية حول إدلب وعفرين يمكن أن تتمثل في تحركات عسكرية جديدة على الأرض تطبيقاً لمقررات الاتفاقيات المتوقعة عقب القمة.

القدس العربي

 

رداً على أستانة: ثلاثة فصائل من الجيش الحر تعطل مناطق النفوذ في ريف حماة الشرقي

منهل باريش: ارتفعت حدة المعارك في ريف حماة الشرقي في محيط منطقة الرهجان، وانتقلت من القطاع الشرقي إلى القطاع الشمالي، بعد تقدم قوات النظام في محيط الزغبة شرق مورك.

الناطق الرسمي في «جيش العزة» (أبرز فصائل الجيش الحر في حماة) النقيب مصطفى معراتي، قال لـ «القدس العربي»: «عززنا جبهة الزغبة والبل مع بداية تحرك النظام في ريف حماة الشمالي بمشاركة جيش النصر وجيش إدلب الحر لمنع تقدم النظام الذي بدأ بعملية عسكرية شرقي الزغبة». وأضاف أن فصائل الجيش الحر «دمرت نحو 15 هدفا للنظام السوري بين دبابة ومدفع وعربة بي إم بي».

وتشن قوات النظام هجوما في ريف حماة الشمالي انطلاقا من اللواء 66 سيطرت خلاله على عدة قرى في المرحلة الأولى، هي تل محصر ودوما والضبيعية والرْبييّعة وقصر شاوي والحزم. وتابعت قوات النظام وميليشيا الدفاع الوطني تقدمها شمالا لتسيطر يوم الأربعاء على كل من ربدة وعرفة. وبذلك تكون قوات النظام استطاعت إبعاد فصائل المعارضة عن قرية الزغبة (إحدى القرى ذات الأغلبية العلوية في ريف حماة الشرقي) وتصبح على تخوم قرية البليل وتلّتها الاستراتيجية، حيث تحاول قوات النظام استعادة السيطرة عليها من خلال التمهيد الصاروخي الجوي وقذائف المدفعية المتمركزة في اللواء 66 وبعض الحواجز القريبة من الزغبة.

وتغيرت خرائط السيطرة قليلا في منطقة ما صار يعرف «شرق السكة» باعتبارها منطقة نفوذ روسي، منزوعة السلاح، تقوم العشائر المحلية بحمايتها، من خلال نزع السلاح الثقيل وحصره بالرشاشات الآلية الخفيفة (كلاشنيكوف) حسب تصريحات متضاربة سابقة لرئيس وفد «فصائل أستانة» العميد أحمد بري، وتسريبات صوتية للرائد ياسر عبد الرحيم قائد غرفة عمليات «فتح حلب» سابقا، قبل سقوطها.

ويساند قوات النظام في معركة ريف حماة عدد كبير من الميليشيات المحلية أبرزها ميليشيا «الشيخ أحمد الدرويش» عضو مجلس الشعب السابق، و«ردع القلمون» إضافة إلى الدفاع الوطني في منطقتي سلمية وقمحانة، وميليشيا حزب الله اللبناني، و«حركة النجباء» العراقية الذين يحشدون في ريف حلب الجنوبي أيضا.

وتدور المعارك على جبهة قوسية، تبدأ من ريف حماة الشمالي وتنتهي في الشمال الشرقي عند نقطة خناصر، ضمن حيز جغرافي ذي طبيعة تضاريسية صحراوية منبسطة ومكشوفة في القطاع المواجه لإثريا وخناصر. الأمر الذي يسهل عمل الطيران الروسي وطيران النظام في تأمين الغطاء الجوي المناسب لقوات النظام المهاجمة وحلفائها، والتي استولت على عدة قرى في ريف حماة الشمالي الشرقي، أبرزها عرفة وربدة والحزم. وقبل ذلك استولت على مواقع بالقرب من إثرية، ومريجب الجملان وجب أبيض وشحاطية. وتمكنت «هيئة تحرير الشام» صباح الجمعة الماضي من تحرير قرية مريجب الجملان وهي أهم النقاط الاستراتيجية المشرفة على طريق خناصر- إثرية، كما تم تبادل السيطرة على قرية الرشادية الواقعة على مبعدة 9 كم غرب خناصر، بعد عملية محدودة ومباغتة اختبر بها جاهزية الفصائل المرابطة في المنطقة في حال بدأ الهجوم على مطار أبو الظهور العسكري الذي يبعد 40 كم.

وتأتي هذه المعركة المفتوحة ترجمة عملية لبعض التسريبات المتعلقة بنص اتفاق أستانة والحديث الروسي عن فتح طريق من حلب عبر أبو الظهور. ويتجسد ذلك بكثافة الطيران الروسي الذي يتبع سياسة الأرض المحروقة باستهداف القرى والبلدات الواقعة شرق سكة الحجاز، ما أسفر عن حركة نزوح كبيرة حسب ريان الأحمد، رئيس تجمع «المجالس المحلية في شرق حماة». إلى ذلك وقع ناشطون وممثلون عن المجالس المحلية وممثلون عن العشائر شرق حماة على بيان يطالب الفصائل بإنقاذ حياة نحو 200 ألف مدني يسكنون 150 قرية، نزح أكثر من 70 ألف شخص منهم بسبب القصف الجوي وشائعات تقدم النظام في المنطقة الصحراوية الواسعة. وقام «جيش العزة» و«جيش النصر» و«جيش إدلب الحر»، الذين يعتبرون خارج اتفاق أستانة الخاص بمناطق «خفض التصعيد»، بإرسال تعزيزات كبيرة إلى منطقة البليل المقابلة استجابة لنداءات النشطاء والوجهاء والعشائر، إذ يقومون بعملية التصدي لقوات النظام ويمنعون تقدمه.

وسط هذه المعطيات، يبدو أن المعركة تدخل في سياق «حرب استنزاف»، إذ خسرت القوات المهاجمة في يوم واحد خمس دبابات علاوة على عشرات الآليات التي دمرت منذ بداية الهجوم، وعشرات العناصر الذين سقطوا، بينهم ضباط وقادة ميليشيات. هذا فضلا عن أكثر من ألف طلعة جوية للطيران الروسي والتابع للنظام. ومع ذلك لم تحقق الحملة هدفها في التقدم، عدا عن تبادل السيطرة على قرى صغيرة قريبة من طريق خناصر إثرية. وبناء عليه ما زالت دوائر الاشتباك في المنطقة الصحراوية ولم تدخل خط العمران الواقع شرق السكة حوالي 60 كم.

ويتوقع أن تشهد منطقة ريف حلب الجنوبي معارك قريبة، خصوصا أن إيران صرحت بشكل واضح لا لبس فيه عن نيتها بدء معركة استعادة محافظة إدلب، وهو ما يعطل التفاهمات الروسية التركية. ويتوقع أن يبحث زعماء الدول الثلاث منطقة خفض التصعيد في إدلب، ويُعتقد أن روسيا غير راضية عن شكل التدخل هناك، فالاتفاق الذي نص على محاربة الإرهاب فسرته أنقرة من خلال حصار عفرين دون وضع استراتيجية لقتال «تحرير الشام». ولجأت أنقرة إلى ترتيب أولوياتها من خلال حفظ أمنها القومي ومنع تمدد سيطرة «وحدات حماية الشعب» غربا إلى ساحل البحر المتوسط، وعملت على تفكيك «تحرير الشام» على طريقتها.

 

هجمات النظام تقتل 45 مدنيًا في غوطة دمشق خلال 4 أيام

أعلن الدفاع المدني السوري، أمس السبت، أن هجمات النظام السوري على غوطة دمشق الشرقية، تسببت بمقتل 45 مدنيًا في الأيام الأربعة الماضية.

جاء ذلك في تقرير نشره الدفاع المدني بريف دمشق، حول عدد ضحايا هجمات النظام السوري على الغوطة الشرقية، بين 14 و17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، والأسلحة المستخدمة فيها.

وأوضح أن الهجمات أسفرت عن مقتل 45 مدنيًا، بينهم 3 نساء، و13 طفلًا، فضلاً عن إصابة 307 آخرين.

وأضاف أن النظام استخدم 1058 قذيفة مدفع، و38 قنبلة عنقودية، إضافة إلى شن و181 غارة جوية، رغم أن المنطقة تقع ضمن مناطق خفض التصعيد التي تم التوصل إليها في «مباحثات أستانة» خلال العام الجاري.

وأكدت مصادر الدفاع المدني، استمرار الهجمات في المنطقة، أمس السبت، ما أدى إلى مقتل 6 مدنيين، بينهم 3 نساء في بلدة مديرة، إثر غارات جوية.

وتعاني الغوطة الشرقية من حصار قوات النظام منذ أكثر من 5 سنوات، ما تسبب بتفاقم الأوضاع الإنسانية.

 

لقاء تركي- روسي- إيراني في أنطاليا تحضيراً لمؤتمر “سوتشي

عمار الحلبي

 

قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الأحد، عقب اجتماع مغلق مع نظيريه التركي، مولود جاويش أوغلو، والإيراني، محمد جواد ظريف، عقد اليوم الأحد في أنطاليا التركية، أنّه جرى الاتفاق على “المسائل المهمة” بشأن سورية، مشيراً إلى أن “عسكريي روسيا وتركيا وإيران على اتصال دائم حول التعاون في مناطق خفض التصعيد”.

 

وأوضح لافروف، بحسب وكالة “نوفوستي”، أنه تمت خلال الاجتماع مناقشة كل المسائل المرتبطة بالأزمة السورية، وبحث إمكانية مشاركة الأكراد في مؤتمر “سوتشي” المقرر عقده في الـ22 من الشهر الجاري”.

 

وأشار لافروف إلى أن الاجتماع الوزاري، اليوم، يأتي في إطار التحضيرات لقمة رؤساء الدول الثلاث؛ وأضاف “كان العمل مثمراً جداً، واتفقنا على جميع القضايا الرئيسية، وسوف نُخبر الرئيس بتقييماتنا حول الاتجاه المستقبلي، وكيف نعزّز عملية أستانة، التي يجب أن تهيّئ الظروف الملائمة حتى تمتلك عملية جنيف بعض الأدوات الفعالة، لحل المشاكل المذكورة في قرار مجلس الأمن 2254”.

 

وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قد صرّح بأن “الاجتماع في أنطاليا اليوم، يتناول تفاصيل الأزمة السورية وآخر المستجدات السياسية والميدانية، وهو تمهيد للقمة الثلاثية التي ستجرى يوم 22 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري في مدينة سوتشي الروسية التي سيحضرها الرؤساء التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني”، بحسب بيان الخارجية التركية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى