أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 19 كانون الثاني 2014

«الائتلاف» يشارك في «جنيف2»

واشنطن – جويس كرم ؛ لندن – «الحياة»

أمضت المعارضة السورية يوماً ماراثونياً ثانياً، أمس السبت، في مفاوضات بين أعضاء قيادتها من أجل حسم قرار المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» المقرر أن يُفتتح الأربعاء في مدينة مونترو السويسرية. وأعلن «الائتلاف» عقب عملية تصويت الموافقة على إرسال وفد للمشاركة في المؤتمر. واثر عملية تصويت سري أيد 58 عضواً في التحالف المشاركة في المؤتمر في حين عارضها 14 عضواً وامتنع عضوان عن التصويت وآخر وضع بطاقة بيضاء، بحسب النتائج الرسمية. وسيتم ابلاغ الامم المتحدة بالموافقة وباسماء الوفد.

وكانت المفاوضات أظهرت انقساماً واضحاً في «الائتلاف» بقيادة أحمد الجربا، في ظل عجز مؤيدي قرار المشاركة في مؤتمر السلام عن تأمين غالبية تسمح لهم بتعديل الوثيقة التأسيسية لـ «الائتلاف» التي تنص على رفض أي تفاوض مع نظام الرئيس بشار الأسد. وسعى مؤيدو المشاركة في «جنيف 2» إلى الالتفاف على هذا العجز بإيجاد «سابقة» قانونية تبرر تفاوضهم مع النظام، على رغم أن مثل هذه الخطوة تُهدد تماسك «الائتلاف» في ظل تهديد شرائح فيه بالانسحاب منه إذا تمثل في المفاوضات التي تجري برعاية الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا.

وفي واشنطن، قالت مصادر ديبلوماسية لـ «الحياة»، إن إدارة الرئيس باراك أوباما طلبت من الكونغرس رصد موازنة لتمويل «قوة حفظ سلام» محتملة يمكن أن تُرسل إلى سورية، لكن النواب الأميركيين رفضوا الطلب وأعادوه إلى وزارة الخارجية طالبين إعادة تقديمه عندما يصير «ناضجاً سياسياً ودولياً»، ما يعني عدم إغلاق الباب كلياً أمام إمكان إقراره.

في غضون ذلك، قالت مصادر غربية لـ «الحياة» إن الخلافات بين وفدي الحكومة السورية و «الائتلاف» المعارض وحلفاء الطرفين الدوليين والإقليميين، لا تقتصر على أمور جوهرية تتعلق بأولويات المفاوضات المباشرة في جنيف، بل تتناول أيضاً تفاصيل أمور بروتوكولية. وبحسب المعلومات المتوافرة لـ «الحياة»، فإن وفد الحكومة السورية يريد أن يكون «الممثل» لـ «الجمهورية العربية السورية» في جلسة افتتاح المؤتمر المخصصة لكلمات رؤساء الوفود، على أساس أن المؤتمر يُعقد تحت رعاية الأمم المتحدة التي لم تسحب شرعية الحكومة السورية، بعكس ما حصل في الجامعة العربية عندما جمدت عضوية الحكومة وشغل «الائتلاف» مقعد سورية في القمة العربية الأخيرة.

ولم يتم الاتفاق بعد على ما إذا كان الوزير وليد المعلم سيتحدث أولاً في افتتاح المؤتمر أم رئيس وفد المعارضة، لكن المعضلة الأكبر تتعلق الآن بموضوع العلم، إذ أبلغ وفد الحكومة محاوريه أنه لن يقبل أن يجلس تحت أو قرب «علم الاستقلال» الذي اتخذه «الائتلاف» رمزاً له، متمسكاً بالعلم الرسمي لسورية.

وبالعودة إلى مفاوضات المعارضة السورية في تركيا، كان لافتاً أن الاتصالات لم تقتصر على الأعضاء السياسيين الممثلين للهيئة العليا لـ «الائتلاف» في سيليفري قرب إسطنبول، بل شملت القادة العسكريين في داخل سورية والذين تم جمع ممثلين عنهم الجمعة والسبت في أنقرة. وذكرت «فرانس برس» أن تركيا وقطر «المفوضتين من قبل جميع الداعمين الغربيين والعرب للمعارضة» جمعتا السبت ولليوم الثاني على التوالي في أنقرة اربع مجموعات مقاتلين معارضين سوريين، بينها «الجبهة الإسلامية»، في محاولة لإقناعها بفائدة مؤتمر «جنيف2»، وفق ما أفاد مصدر ديبلوماسي.

ويُعتقد أن ميل القادة العسكريين لموقف أي من الطرفين المختلفين داخل «الائتلاف» يمكن أن يُعطيه الأرجحية، على رغم أن العسكريين بدورهم يبدون منقسمين، مثلهم مثل السياسيين المعارضين، في شأن التفاوض مع النظام. والأرجح أن جماعات عسكرية ستتمسك برفضها التفاوض مع النظام ولو أيدت جماعات أخرى مشاركة «الائتلاف» في التحاور معه ولو بشكل غير مباشر، عبر الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي، في جنيف.

وكشف محضر اجتماع اللجنة القانونية لـ «الائتلاف» أمس انقساماً في شأن تبرير المشاركة في «جنيف 2». وبحسب نص المحضر الذي حصلت «الحياة» على نسخة منه، فقد برز رأيان متناقضان في شأن حل إشكالية وجود نص واضح في الميثاق التأسيسي لـ «الائتلاف» (في 11/11/2012) يحظر الدخول في «أي مفاوضات مع النظام» (الفقرة الخامسة). ورأى أعضاء اللجنة القانونية الدكتور هشام مروة والدكتور جمال الورد ومروان حجو وحسين السيد، أن هذا يعني أن المشاركة في مؤتمر جنيف «تستلزم تعديل الوثيقة التأسيسية بالنصاب المقرر قانوناً». لكن رئيس اللجنة هيثم المالح ومعه العضو في اللجنة منى مصطفى، رأيا أن الهيئة العامة لـ «الائتلاف» سبق لها أن اتخذت قراراً في 10/11/2013 «تُعرب فيه عن استعدادها للمشاركة في جنيف 2 على أسس ومحددات معينة، والذي يعني موافقتها على التفاوض ضمناً» وبالتالي «لا حاجة لتعديل الوثيقة التأسيسية للائتلاف».

ورفعت اللجنة القانونية هذين الرأيين المختلفين، الحاجة أو عدم الحاجة إلى تعديل المادة الخامسة، إلى الهيئة العامة لـ «الائتلاف»، قائلة إنها عجزت عن التوصل إلى موقف مشترك.

وأشارت وكالة «فرانس برس»، من جهتها، إلى أن اجتماعات قيادة «الائتلاف» انطلقت السبت بتأخير 24 ساعة «بسبب خلافات بين عدد من مكونات الائتلاف بشأن التجديد لمكتبه لسياسي قبل عشرة أيام»، وفق ما أفاد أعضاء في الائتلاف.

ويرفض عدد من أعضاء «الائتلاف» فكرة الجلوس إلى طاولة واحدة مع ممثلين للنظام. لكن منذر أقبيق القريب من رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا قال إن «تقديم تنازلات سيكون مؤلماً».

وقبل بدء المحادثات، ذكر المتحدث باسم «الائتلاف» خالد صالح مساء الجمعة بالشروط التي يضعها للمشاركة في «جنيف2». وقال صالح «إن الهدف من أي حل سياسي هو تشكيل حكومة انتقالية لا يكون الرئيس الأسد جزءاً فيها، وتتمتع بصلاحيات كاملة وتكلف تنظيم انتخابات شفافة».

لكن النظام السوري رفض من جهته هذه الشروط وكرر أنه لن يتوجه الى سويسرا «لتسليم السلطة إلى أحد… ولن نقبل عقد صفقات مع أحد»، مؤكداً أنه يعود لبشار الأسد أن يقود المرحلة الانتقالية.

وذكرت «فرانس برس» أنه بتأثير حليفته روسيا، قدم نظام الأسد الجمعة مجموعة تنازلات «إنسانية» تحمل تجاوباً مع متطلبات اخرى من المعارضة. وإثر لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن النظام السوري مستعد لتبادل «معتقلين في السجون السورية مقابل مخطوفين لدى الجماعات المسلحة»، إضافة إلى القبول بخطة تنص على «وقف الأعمال العسكرية كافة» في منطقة حلب شمال سورية.

وبقيت شروط وقف إطلاق النار هذا غامضة السبت. وقال مصدر أمني في دمشق لـ «فرانس برس» إن «هذا الأمر ليس رسمياً بعد، وهذا العرض يأتي في إطار ما قاله المعلم لوزير الخارجية الروسي». وأضاف المصدر أن «التفاصيل والآليات سيتم تحديدها حالما يجري الحصول على موافقة الأطراف الأخرى».

الأسد: لن اتنازل عن السلطة

موسكو – رويترز

أكد الرئيس السوري بشار الاسد انه لا ينوي التخلي عن السلطة، كما تطالب المعارضة السورية وذلك غداة قرارها المشاركة في مؤتمر “جنيف-2″، الهادف لايجاد حل سياسي للنزاع في هذا البلد.

وقال الاسد خلال لقاء مع برلمانيين روس في دمشق في تصريحات ترجمتها الى الروسية وكالة انترفاكس “لو اردنا الاستسلام، لكنا فعلنا ذلك منذ البداية”.

وأضاف:”نحن حماة وطننا”.

وتابع:”وحده الشعب السوري يمكنه ان يقرر من يشارك في الانتخابات”.

وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، اعلن في اسطنبول موافقته على المشاركة في مؤتمر السلام في سورية المعروف بـ”جنيف 2″ الاسبوع المقبل، في قرار رحبت به دول غربية.

واكد رئيس الائتلاف الوطني احمد الجربا مساء السبت ان “الهدف الوحيد للمعارضة من المشاركة في مؤتمر جنيف-2 هو تحقيق مطالب الثورة كاملة”، وعلى رأسها اسقاط الرئيس السوري ومحاكمته.

وقال الجربا في كلمة القاها من اسطنبول “الطاولة بالنسبة لنا ممر في اتجاه واحد الى تنفيذ كامل لمطالب الثوار بلا ادنى تعديل وعلى راسها تعرية السفاح من سلطاته كاملة تمهيداً لسوقه الى عدالة الله والتاريخ وقوانين البشر”.

الرئاسة السورية: كل ما تنقله أنترفاكس عن الأسد غير دقيق

بيروت ـ الحياة

قالت الرئاسة السورية الأحد أن كل ما تنقله وكالة “أنترفاكس” الروسية اليوم عن الرئيس السوري بشار الأسد غير دقيق.

ونشرت الصفحة الرسمية للرئاسة السورية على موقع فيسبوك توضيحاً من المكتب الإعلامي فيها جاء فيه أن “كل ما يُنقل عن لسان الرئيس الأسد عبر وكالة انترفاكس الروسية غير دقيق، ولم يُجرِ الرئيس الأسد أي مقابلة مع الوكالة”.

وكانت الوكالة الروسية ذكرت اليوم أن الأسد قال خلال لقاء مع برلمانيين روس في دمشق في تصريحات ترجمتها الوكالة إلى الروسية إنه لا ينوي التخلي عن السلطة، كما تطالب المعارضة السورية وذلك غداة قرارها المشاركة في مؤتمر “جنيف-2″، الهادف لايجاد حل سياسي للنزاع في هذا البلد.

ونقلت عن الأسد قوله “لو اردنا الاستسلام، لكنا فعلنا ذلك منذ البداية”، وأضاف “نحن حماة وطننا”.

المعارضة السورية ستمثل سورية في منتدى “دافوس” العالمي

زيورخ – أ ف ب

تنطلق الاسبوع المقبل في دافوس في سويسرا اعمال المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي ينتظر ان يكون في صلب مناقشاته النزاع في سورية والتغير المناخي والصحة وايضاً التساؤولات حول قوة الانتعاش الاقتصادي.

وسيجمع المنتدى بنسخته الرابعة والاربعين من 22 الى 25 كانون الثاني (يناير)، ككل سنة، نخبة من عالم السياسة والاقتصاد في مدينة دافوس منتجع التزلج الثري الصغير في منطقة الالب.

لكن الحدث سيتزامن هذه المرة مع المحادثات المرتقبة في مونترو في الطرف الآخر من سويسرا، لايجاد حل للنزاع السوري في اطار اجتماع بات يعرف بـ”جنيف-2″. وستتمثل المعارضة السورية في دافوس بجورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض.

وينتظر ان يشارك في منتدى دافوس اكثر من اربعين رئيس دولة وحكومة بينهم رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت، الذي يتولى رئاسة مجموعة العشرين، والرئيسة البرازيلية ديلما روسيف، ورئيس الوزراء الياباني شينزو ابي ونظيره البريطاني ديفيد كاميرون.

كما سيحضر بعض الفاعلين البارزين المعنيين في الأزمة السورية امثال الرئيس الايراني حسن روحاني.ومن المتوقع وصول اكثر من 2500 مشارك في الحدث الذي سيجمع نخبة من اصحاب القرار في عالم الاقتصاد وحائزين على جوائز نوبل الى جانب زعماء دينيين وممثلين نقابيين ومنظمات غير حكومية سيكون بامكانهم التلاقي وتبادل وجهات النظر بصورة غير رسمية في كواليس المؤتمر.

وحرص مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب على وضع المنتدى هذه السنة تحت عنوان “اعادة تنظيم العالم”، يتمحور حول ثلاثة مواضيع كبرى منها التغير المناخي الذي سيتحدث عنه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.

كذلك ستكون التكنولوجيا من المواضيع الاساسية حيث ان فعاليات بارزة من القطاع ستكون مشاركة في المنتدى امثال مديرة شركة ياهو ماريسا ميير او رئيس غوغل اريك شميت الذي سيكون حاضرا لكنه ليس مدرجا على البرنامج الرسمي.

وكانت الازمة المالية في صلب الاهتمامات العام الماضي، لكن يتوقع ان تميل اللهجة هذه السنة الى “التفاؤل الحذر” بحسب كلاوس شواب، حتى وان كان بعض الغموض لا يزال يحيط بالاقتصاد العالمي، مع هشاشة اوضاع بعض البلدان الناشئة والشكوك التي تثيرها النهاية المتوقعة للسياسة النقدية السخية للاحتياطي الفدرالي الاميركي وفعالية السياسة الاقتصادية اليابانية (ينتظر ان يدافع شينزو عن سياسته الاقتصادية) او حتى مخاطر الانكماش الاقتصادي الحقيقية او المفترضة خصوصا في اوروبا.

وحول هذه النقطة الاخيرة اعتبرت مديرة صندوق النقد الدولي هذا الاسبوع ان هناك خطرا بالنسبة لبعض البلدان، فيما استبعد رئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي هذا الخطر. وستتاح الفرصة امام هذين المسؤولين لتبادل وجهات النظر في دافوس.

لكن يتوقع ان تشغل المسائل الديبلوماسية حيزاً كبيراً، اذ انه ينتظر قدوم عدد من الفاعلين المعنيين بالازمة السورية امثال حسن روحاني او وزير الخارجية الاميركي جون كيري.

كما سيحضر الى دافوس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي سيتحدث عن الاوضاع السياسية والاقتصادية في الدولة العبرية.

لكن لا يتوقع اي لقاء بين قادة الدولتين العدوين. فايران لا تعترف بوجود اسرائيل، والدولة العبرية تتهم من جهتها ايران بالسعي الى اقتناء السلاح النووي وتدعو الغربيين الى اعتماد موقف متشدد بالرغم من الاتفاق الدولي الذي تم التوصل اليه في اواخر تشرين الثاني (نوفمبر) حول تجميد البرنامج النووي الايراني خلال ستة اشهر.

ولن تغيب عن المنتدى الازمة في اوكرانيا الناشئة عن رفض السلطة التوقيع في تشرين الثاني (نوفبمر) على اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي. وكان من المقرر اصلاً ان يأتي الرئيس فيكتور يانوكوفيتش ليتباحث مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، لكن سيحل مكانه في نهاية المطاف رئيس الوزراء ميكولا ازاروف.

كما سيحضر بطل الملاكمة فيتالي كليتشكو احد قادة المعارضة.

وسيستضيف المنتدى ايضا ثمانية رؤساء دول افريقية وخمسة من اميركا اللاتينية. كذلك سيحضر الى دافوس رئيس بورما ثين سين الذي يقف وراء التحولات السياسية والاقتصادية في بلاده وتولى مؤخرا رئاسة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، اضافة الى رئيس منغوليا تساخيا البغدورج الذي باتت بلاده محط انظار طمعا بثرواتها المنجمية الهائلة.

وسينتشر نحو ثلاثة الاف عسكري لتولي مهمة الامن اثناء انعقاد المنتدى.

الإدارة الأميركية طلبت من الكونغرس تخصيص مبلغ لقوات حفظ سلام في سورية

واشنطن – جويس كرم

كشفت مصادر ديبلوماسية لـ «الحياة» أن إدارة الرئيس باراك أوباما طلبت من الكونغرس درس تخصيص مبلغ يقارب ٥٠ مليون دولار لقوات حفظ سلام دولية محتملة في سورية في إطار الموازنة السنوية، وهو ما رفضه نواب أكدوا أن أي خطة مستقبلية من هذا النوع سيتم درسها «في وقتها» و «عندما تنضج سياسياً ودولياً». غير أن الخطوة، في توقيتها وإطارها، تعكس كما يبدو اتجاهاً لدى واشنطن بالالتزام بالحل الديبلوماسي في سورية ومواكبة هذا الحل ليس فقط عبر «جنيف٢» بل أيضاً في خطوات في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي سيتعيّن عليه إقرار إرسال مثل هذه القوات إلى سورية.

وأكدت المصادر الديبلوماسية لـ «الحياة» أن الادارة طلبت حديثاً تخصيص مبلغ يناهز 50 مليون دولار في موازنة العام ٢٠١٤ «لفرضية تمويل قوات حفظ سلام في سورية». وأضافت أن النواب الذي رفضوا الطلب «لم يغلقوا الباب في شكل كامل أمامه». وأضافت المصادر أن النواب أبلغوا وزارة الخارجية الأميركية أن تعود اليهم مجدداً بهذا الطرح «فور نضوجه سياسياً ودولياً».

وتصب جهود الإدارة اليوم باتجاه عقد «جنيف٢» والمضي نحو ورقة حل بالتنسيق مع روسيا لوقف التدهور الأمني والانساني على الأرض داخل سورية. ويقول المسؤول في «المجلس الأميركي السوري» في واشنطن محمد غانم لـ «الحياة»، إن «سياسة البيت الأبيض الحالية تولي الديبلوماسية المفتوحة الأمد أولويّة على اتخاذ اجراءات مباشرة لمعالجة الأزمة عينِها». ويتحدث غانم عن ضغوط أميركية كبيرة على المعارضة «للذهاب إلى جنيف» و «أن ينعقد المؤتمر في موعده المحدّد (الأربعاء المقبل) بأيّ وسيلة». ومن هنا يفسّر غانم الذي يلتقي دورياً بمسؤولين ونواب أميركيين كلام وزير الخارجية جون كيري ومحاولته «أن يطمئن المعارضة إلى أنّ (الرئيس بشار) الأسد لن يكون له مكان في نهاية المرحلة الانتقالية» وأن قيادة هذه العملية الانتقالية يتم انتقاء أشخاصها بموافقة الطرفين.

ويقول غانم إن المعارضة تضغط اليوم لنيل خطوات ملموسة من الإدارة الأميركية تتخطى «الوعود الشفوية» و «تركّز على خلق الظروف لعقد المؤتمر، وذلك يبدأ بإدخال المعونات الطبية والغذائية إلى المناطق المحاصرة وإطلاق سراح المعتقلين من النساء و الأطفال». ويتخوف غانم من تصعيد منهجي للنظام قبل مؤتمر جنيف لتحسين موقعه التفاوضي.

ويأتي إصرار الإدارة على عقد «جنيف٢» لينسجم مع موقفها الداعي إلى حل سياسي والاسراع في هذا الاتجاه، إذ عبّر كيري بجدية عن مخاوف واشنطن من تحوّل سورية «إلى أكبر مغنطيس للإرهاب اليوم» وفي نفس الوقت أكد أن من أدخلها في هذه الأزمة «لا يمكنه قيادة المرحلة الانتقالية»، في إشارة إلى الأسد. ويأتي طلب الإدارة لقوات حفظ سلام كدليل على تنسيق روسي- أميركي في هذا الاتجاه وكون أي خطوة من هذا النوع ستتطلب تصويتاً في مجلس الأمن الدولي. كما يعكس هذا الطلب أولوية لواشنطن في تهدئة الأمور على الأرض، والعمل سياسياً للضغط على الأسد للرحيل. لكن إدارة أوباما تحاول في الوقت نفسه زيادة اتصالاتها مع «الجبهة الإسلامية» بعد انحسار قوة «الجيش الحر»، وتنامي نفوذ «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش).

“النصرة” تهرب السوريين الى تركيا مقابل 15 دولاراً أميركياً

كيليس – أ ف ب

يعمد ابراهيم مقابل 15 دولاراً أميركياً الى تهريب من يرغب الى تركيا في اطار “خدمات” يعرضها عناصر “جبهة النصرة” الاسلامية على السوريين المتضررين من النزاع في بلادهم.

وقاد ابراهيم اخيراً قافلة من سيارات الاجرة على طول طريق موحلة عبر بساتين الزيتون، حتى الحدود، حيث كان عشرات السوريين ينتظرون جالسين على حقائب واكياس للمغادرة.

وفر آلاف الاشخاص في الايام الاخيرة من شمال سورية، الذي يشكل احدى جبهات النزاع الدامي ضد قوات نظام الرئيس بشار الاسد.

ويشن تحالف من كتائب مقاتلي المعارضة هجوماً منذ بداية كانون الثاني (يناير) على جهاديي “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) المرتبطة بـ”القاعدة”، والمتهمة بـ”ارتكاب فظائع” والسعي الى بسط هيمنتها ونفوذها.

ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان ان “اكثر من الف قتيل منهم 130 مدنياً سقطوا في هذه المواجهات”.

وينتمي ابراهيم، الذي لم يشأ كشف اسمه الحقيقي، الى “جبهة النصرة”، الفرع “الرسمي” لتنظيم القاعدة في سورية، والتي تعتبرها الولايات المتحدة ارهابية، وتتبنى استراتيجية السيطرة على الناس من خلال تقديم المساعدة الاجتماعية والخدمات.

وقال ابراهيم، الذي يطلب في مقابل خدماته 15 دولاراً عن الشخص الواحد، وأقل من هذا المبلغ للمعوزين، “نحن متحضرون، وليست لدينا العقلية المتخلفة” للدولة الاسلامية في العراق والشام.

واضاف “انا هنا لأحمي الناس من الظلم ولمساعدتهم بكل الطرق الممكنة”.

واصدرت الحكومة تعليمات لحرس الحدود بالسماح للاجئين بالمرور، لكن الذين لا يحملون جوازات سفر لا يستطيعون اجتياز المراكز الحدودية الرسمية التي غالباً ما تشهد معارك عنيفة منذ اسبوعين.

وعبر واحد من هذه المراكز الحدودية، غادر ابو عمر لتوه بلاده مشياً مع زوجته وابنائهما الخمسة، هرباً من المعارك بين مقاتلي المعارضة وجهاديي الدولة الاسلامية في العراق والشام، التي ينتشر مقاتلوها العراقيون والمصريون والتونسيون في مدينة جرابلس القريبة من الحدود.

وقال “الامر بالغ السوء في الداخل “، عارضاً كيف منع الجهاديون في وقت سابق تدخين السجائر وارغموا النساء على تغطية كامل الوجه بالحجاب وجعلوا الصلوات الزامية.

واقدم عناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام قبل ثلاثة اشهر على قتل رجلين في عملية اعدام علنية في جرابلس. وقال الابن الصغير لابو عمر “لقد وجهت اليهما تهمة السرقة”.

وعلى بعد بضعة كيلومترات الى الغرب، تتوقف شاحنات صغيرة على رصيف طريق واسع امام مشهد ريفي من التلال والحقول، وتبدو في الخلفية قرية عفرين الكردية السورية.

وتحتشد مجموعة من اللاجئين امام الحاجز الذي يدل الى الحدود في اسفل واد. وتحاصر الدولة الاسلامية في العراق والشام منذ بضعة ايام قرية عفرين، وبدأت تتناقص فيها المواد الغذائيةوالمحروقات.

وعبد الرحمن، الذي ذهب قبل اسبوع الى اسطنبول للبحث عن عمل، عاد لاصطحاب زوجته واولاده.

وقال “انا حائز اجازة حقوق جامعية. هل رأيتم من قبل محاميا يرتدي ثيابا مثل هذه؟”، ودل على ثيابه المغطاة بالغبار ولحيته الكثة.

واضاف “اعرف طبيباً في سورية يبيع المازوت على قارعة الطريق. واعرف محامياً يبيع الخضر. خسر الناس كرامتهم”.

يأمل عبد الرحمن في ايجاد عمل في اسطنبول، وقال “افكر بأولادي كل مساء وابكي. بتنا جميعاً متسولين انى ذهبنا”.

“الائتلاف” يوافق بغالبية بسيطة على المشاركة في “جنيف 2” ودخول اول دفعة من المساعدات الى مخيم اليرموك

“رويترز”

على رغم الخلافات كبيرة في صفوفه، وافق “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” المجتمع في اسطنبول على المشاركة في مؤتمر السلام في شأن سوريا المعروف بـ”جنيف 2″ قبل اربعة ايام من انعقاده، وبعد تقديم النظام السوري عرضا بوقف النار في مدينة حلب.

ووافق الائتلاف الذي يمثل المعارضة السياسية الرئيسية في المنفى على حضور المحادثات بتأييد 58 من بين نحو 73 عضوا شاركوا في التصويت على القرار مقابل رفض 14. وكان 44 آخرون انسحبوا فعلا من التصويت.

وبعدما كان مقررا انطلاقها بعد ظهر الجمعة، بدأت الجمعية العمومية للائتلاف اجتماعاتها امس بتأخير 24 ساعة بسبب خلافات بين عدد من مكونات الائتلاف في شأن التجديد لمكتبه لسياسي قبل عشرة ايام، وفق ما افاد اعضاء في الائتلاف.

ويثير موضوع ارسال وفد من المعارضة السورية الى مدينة مونترو السويسرية حيث سيقام مؤتمر “جنيف 2″، انقساما عميقا بين اعضاء الائتلاف المعارض للرئيس بشار الاسد والذي تتنازعه الخلافات بين ابرز دولتين ممولتين له، السعودية وقطر.

ويرفض عدد من اعضاء الائتلاف السوري فكرة الجلوس الى طاولة واحدة مع ممثلين للنظام الذي يسعون الى اسقاطه منذ ما يقارب ثلاث سنوات.

وقال منذر اقبيق المقرب من رئيس الائتلاف احمد الجربا ان “تقديم تنازلات سيكون مؤلما”.

وكان أحد قادة مقاتلي المعارضة قال إن من المتوقع ان تحضر “الجبهة الاسلامية” الاجتماع لكن مصدرا اخر بالمعارضة قال ان الجبهة ليست ممثلة في المحادثات.

وقبل بدء المحادثات، ذكر الناطق باسم الائتلاف خالد صالح بالشروط التي يضعها هذا الائتلاف للمشاركة في مؤتمر “جنيف 2”. وقال: “”ان الهدف من اي حل سياسي هو تشكيل حكومة انتقالية لا يكون الرئيس ( بشار) الاسد جزءا فيها، وتتمتع بصلاحيات كاملة وتكلف تنظيم انتخابات شفافة”.

لكن النظام السوري رفض من جهته هذه الشروط وكرر انه لن يتوجه الى سويسرا “لتسليم السلطة الى احد .. ولن نقبل عقد صفقات مع احد” مؤكدا انه يعود لبشار الاسد ان يقود المرحلة الانتقالية.

وبتأثير حليفته الوفية روسيا، قدم نظام بشار الاسد الجمعة مجموعة تنازلات “انسانية” تحمل تجاوبا مع متطلبات اخرى من المعارضة، منها استعداده لتبادل “معتقلين في السجون السورية مقابل مخطوفين لدى الجماعات المسلحة”، الى القبول بخطة تنص على “وقف كل الاعمال العسكرية” في منطقة حلب.

وبقيت شروط وقف اطلاق النار هذا غامضة امس. وقال مصدر امني في دمشق ان “هذا الامر ليس رسميا بعد وهذا العرض يأتي في اطار ما قاله المعلم لوزير الخارجية الروسي”. واضاف المصدر ان “التفاصيل والاليات سيتم تحديدها حالما يجري الحصول على موافقة الاطراف الاخرى”.

ومع ادراكهم للتردد الكبير والمتزايد من جانب المعارضة، كثف اعضاء مجموعة “اصدقاء سوريا” خلال الايام الاخيرة مبادراتهم وتصريحاتهم لاقناع هذه معارضي الاسد بالمشاركة في مؤتمر “جنيف 2”.

الأسد

واعتبر الرئيس السوري في لقاء مع وفد من الكنيسة الإنجيلية أن “إحدى المشكلات الأساسية في طريقة تعاطي الولايات المتحدة والغرب عموماً مع قضايا منطقتنا هي أن معظم قادته بعيدون عن الفهم الحقيقي لواقع وطبيعة هذه المنطقة ومصالح شعوبها ويعملون وفقاً لمصالحهم الضيقة بعيداً عن مصالح شعوبهم ودولهم”.

واوردت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” إن أعضاء وفد الكنيسة الإنجيلية “عبّروا عن تضامنهم مع سوريا مهد الديانات ومنبت الحضارات، ورفضهم القاطع لأي تدخّل خارجي في شؤونها، معبّرين عن أملهم في عودة السلام والطمأنينة إلى هذا البلد الذي قدّم للعالم أنموذجاً للتعددية والتنوع الثقافي والديني”.

يذكر أن وفد الكنيسة الإنجيلية ضمّ قساوسة من الولايات المتحدة والسويد وسويسرا ولبنان وسوريا، وهو يشارك في ملتقى الكنيسة في سوريا ولبنان برئاسة أمجد ببلاوي، رئيس دائرة الشرق الأوسط في الكنيسة المشيخية في الولايات المتحدة.

اليرموك

انسانيا، دخلت امس اول دفعة مساعدات غذائية الى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، بحسب ما افاد مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية السفير انور عبد الهادي.

وقال عبد الهادي في اتصال هاتفي “تم ادخال اول دفعة من المساعدات الغذائية بنجاح الى المخيم صباح اليوم ( امس) ، وهي عبارة عن شاحنة محملة ب300 طرد، وبدأ التوزيع على سكان المخيم” الذي يخضع منذ نحو عام لحصار عسكري تفرضه القوات النظامية.

القتال

ميدانيا، قتل 16 شخصا في قصف من الطيران الحربي السوري على مدينة حلب وريفها في شمال البلاد، في وقت نفذ الطيران ثماني غارات على مناطق شرق دمشق.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني: “قصف الطيران مناطق في حيي طريق الباب وكرم الجبل في مدينة حلب ومعلومات اولية عن خمسة شهداء بينهم أطفال في طريق الباب وسقوط جرحى”.

وكان الطيران قصف صباحا حي الصاخور في حلب ما تسبب بمقتل خمسة رجال.

وتسيطر كتائب من المعارضة المسلحة على هذه الاحياء الواقعة في شرق المدينة.

كما “قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في مدينة الباب (شرق حلب) ما ادى الى مصرع خمسة مقاتلين من الدولة الاسلامية في العراق والشام واستشهاد رجل وسقوط جرحى”.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد الكتروني ان هناك “نقصا في المواد والكوادر الطبية في المدينة”، وبالتالي يخشى من ارتفاع عدد الضحايا.

وشمل قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة احياء اخرى في حلب ومناطق في قريتي الجميمة وبردة في ريف حلب الجنوبي.

من جهة اخرى، قال المرصد ان “الطيران الحربي نفذ ثماني غارات جوية على منطقة المرج في الغوطة الشرقية” شرق العاصمة، وان قوات النظام قصفت مناطق في مدينة داريا في الغوطة الغربية حيث تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي كتائب معارضة.

على الجبهة بين “الدولة الاسلامية في العراق والشام” والكتائب الاخرى المقاتلة في المعارضة المسلحة، “سيطر مقاتلو الكتائب على بلدة رتيان في ريف حلب بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام”، بحسب ما ذكر المرصد.

وافاد عن “اشتباكات عنيفة” بين الطرفين في مدينة منبج في ريف حلب مع “تقدم للدولة الاسلامية في العراق والشام في بعض المناطق”.

وكان تسعة مقاتلين من احدى الكتائب قتلوا صباحا في انفجار سيارة مفخخة في احد حواجزهم في ريف حلب.

وقال المرصد “انفجرت سيارة مفخخة على حاجز لمقاتلي كتائب إسلامية مقاتلة في قرية جازر إلى الشرق من مدينة اعزاز، ما أدى لمصرع تسعة مقاتلين من كتيبة اسلامية، فيما سقط عدد من الجرحى بعضهم في حالة خطرة”.

الائتلاف : وفد جنيف من 35 عضوا

عمر العبد الله

 رهانات كثيرة وضغوط من كل صوب مورست على الائتلاف، يضاف إليها أزمات كبيرة عصفت به وكادت أن تفرط عقده. لكن، في اللحظة الأخيرة انجلت المسألة تماماً وكان قرار الائتلاف، نعم لحضور “جنيف 2”.

موافقة أتت بعد اجتماع انعقد على مدار يومين في اسطنبول، كانت خلاله الهيئة العامة تبدو بمظهر الخائف، أو العاجز عن اتخاذ القرار، فأجلت قرارها في اليوم الأول، لتحسمه في اليوم التالي.

اجتماع الهيئة لم يخل من المصاعب. أبرزها كان غياب النصاب القانوني لعقد الجلسة والتصويت على المشاركة، لتتخذ الهيئة قرارها بعقد الاجتماع بمن حضر من أعضائها، الذي بلغوا 75 عضواً، ومن ثمّ بدأ التصويت باعتماد نسبة النصف زائداً واحد، بعد فشل كل المحاولات للملمة الصفوف.

 نتائج التصويت جاءت متوقعة، بعدما مهد رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر، اللواء سليم إدريس، الطريق أمام سياسيي الائتلاف، بإعلانه دعم هيئة الأركان للمشاركة في المؤتمر مع الحفاظ على “ثوابت الثورة”.

 وفي حديث لـ”المدن”، قال عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري لقوى المعارضة، أنس العبدة، إن مؤتمر جنيف هو معركة سياسية لم يخترها الائتلاف “بل فرضت عليه”، لذلك لن ينسحب منها ويترك “العدو يحتل مواقعنا”.

 وأكد أن العنوان العام لـ”جنيف 2″ هو “انتقال السلطة” وهو ما توافقت عليه المعارضة من قبل. ومن الطبيعي، بحسب العبدة، أن يكون هذا “موقف الائتلاف”.

 أما عن موقف المجلس الوطني، قال العبدة، وهو أحد ممثليه في الائتلاف، إن موقف المجلس غير سياسي وغير مبرر، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن جزءاً من أعضاء المجلس في الائتلاف صوتوا لصالح المشاركة في “جنيف 2″، نتيجة اعتبارهم قرار المجلس المتعلق بالانسحاب من الائتلاف “غير قابل للتطبيق”.

 وفي الكواليس، تركّزت المساعي لرأب الصدع الداخلي، وذلك من خلال توجه أعضاء في الائتلاف لإقناع المنسحبين بالعودة عن قرارهم.، لكن ذلك لم يحصل.

رفض المنسحبين الانضمام إلى الجلسة أجبر المجتمعين على التصويت بمن حضر، الأمر الذي اعتبره البعض خروجاً عن النظام الأساسي للائتلاف والذي يقتضي حضور ثلثي أعضائه.

وتعليقاً على هذا الموضوع، شدد العبدة على أنه لا أحد من الآن فصاعداً سيتمكن من “تعطيل الائتلاف”، مشيراً إلى أن الباب مفتوح لعودة المنسحبين، رغم تشديده على أن دورهم كان “تعطيلي”.

 تأخر الائتلاف في حسم موضوع المشاركة في “جنيف 2″، جاء على حساب ملفات ثانية كان من المفترض أن يتم نقاشها، إذ تم تأجيل انتخاب هيئة سياسية جديدة والتصويت على ثلاثة وزراء للحكومة الانتقالية، إلى اجتماع لاحق يعقد الشهر المقبل.

 إلى ذلك، بدأت الهيئة السياسية في وقت متأخر من ليلة السبت-الأحد اجتماعاً لاختيار الوفد المشارك في “جنيف 2″.  مصادر مطلعة قالت لـ”المدن” إن الوفد سيتشكل من 35 عضواً من بينهم عسكريون وسياسيون من قوى أخرى.

وسيكون الوفد الأكبر بمثابة الجسم السياسي الرئيسي، وهو مكون من 15 عضواً، سيسمي الائتلاف 9 من بينهم عسكريون، في حين أن الأعضاء الـ6 المتبقين سيكونون لقوى سياسية أخرى. أما المقاعد الـ 20 الأخيرة فستضم خبراء وفنيين ومستشارين.

 وفي السياق، سبق إعلان الائتلاف، اجتماع في أنقرة ضم ممثلين عن 4 فصائل من المعارضة المسلحة، من بينها الجبهة الإسلامية، مع عدد من سفراء مجموعة دول أصدقاء سوريا. وكشفت مصادر مطلعة لـ”المدن” أن ممثلي الفصائل عبروا عن عدم معارضتهم لمشاركة الائتلاف في “جنيف 2”.

 وأضافت المصادر، أن الفصائل طالبت أن يضم الوفد المشارك خمسة من ممثليهم من أصل الوفد المكون من 9 أعضاء، وأن يكون لهم قدرة “الاعتراض على أي عضو من الأعضاء الأربعة الآخرين”.

وحول هذا الموضوع، قال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف، فايز سارة، في حديث  لـ”المدن” إن أسماء الوفد الذي سيشكله الائتلاف ستعلن في اليوم الأول للمؤتمر.

وعقب الانتهاء من التصويت وإعلان القرار بالمشاركة، عقد رئيس الائتلاف السوري لقوى المعارضة، أحمد الجربا، مؤتمراً صحافياً قال فيه إن الائتلاف سيذهب” إلى مفاوضات جنيف 2 من دون مساومة على أي من ثوابت الثورة”.

 وأضاف “إن طاولة جنيف 2 هي مدخل لتحقيق مطالب الثورة السورية، وإن مشاركة النظام بجنيف 2 هي بمثابة مشاركة الأسد بجنازته”.

 وفور إعلان الائتلاف قبوله المشاركة في “جنيف 2″، سارعت الولايات المتحدة إلى الترحيب بهذا القرار، إذ وصف وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، قرار الائتلاف بـ”التصويت الشجاع”.

 وقال كيري في بيان له إن “الولايات المتحدة سوف تواصل دعم المعارضة السورية بعد أن اختارت أفضل طريقة للتوصل إلى مرحلة انتقالية سياسية عبر التفاوض”. وأضاف “نعلم جميعا أن العملية ستكون صعبة ولكن أقول للشعب السوري: سوف نقف إلى جانبكم”.

 من جهته، قال المحلل السياسي، ماجد كيالي، لـ”المدن” إن قرار الائتلاف المشاركة في مؤتمر جنيف هو قرار صائب وخطوة في الاتجاه الصحيح، من ناحية “سحب الشرعية من النظام”.

 واعتبر كيالي أن المؤتمر فرصة يجب اغتنامها من قبل المعارضة، التي “إن لم تربح فلن تخسر شيئاً من المشاركة”، ولا سيما أن الثورة السورية لم تستطع بقواها الذاتية تغيير “الواقع الراهن الذي هو أكثر ما يريح النظام”، لذلك يجب عليها استثمار “أي جهد دولي وسياسي” لتغيير هذه المعادلة.

 وأضاف أنه ينبغي على المعارضة السورية الذهب إلى المؤتمر “دون أوهام أو مراهنات”، بل يجب أن تذهب وتضع شروطها على الطاولة وتدع النظام يرفض.

إلى جنيف 2.. الائتلاف يحسم أمره

حسم الائتلاف مشاركته في “جنيف 2” أخيراً، معلناً عن الدخول في المرحلة الأصعب في الأزمة السورية، والمتمثلة في المفاوضات التي ستجري بين خصمين لم يحصل أن اجتمعا وجهاً لوجه في أي وقت سابق، المعارضة السورية من جهة، والنظام السوري من جهة ثانية.

 58 عضواً من أصل 75 حضروا الجلسة الختامية للاجتماعات التي انطلقت الجمعة، وافقوا على المشاركة في المؤتمر. وصوت على رفض المشاركة 14 عضواً، في حين امتنع 2 عن التصويت، وورقة واحدة تركت بيضاء.

 جاء هذا القرار بعد تخبط طويل، وصراعات داخلية خيّمت على الائتلاف، وما تزال.

وسبق ذلك، تصريحات غربية مكثّفة خلال الأيام الماضية، ولا سيّما من جهة الولايات المتحدة، التي كانت صريحة جداً في دعمها للائتلاف، بغية حثّه على قبول المشاركة في المؤتمر، من خلال كلام وزير الخارجية الأميركية جون كيري الذي أكد أن لا دور للرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة القادمة.

 وقبل أن يحسم الائتلاف أمره، كان بارزاً ظهور رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر، اللواء سليم إدريس، ليعبّد بداية الطريق أمام المعارضة للذهاب إلى مدينة مونترو السويسرية، التي حُضّرت قاعة الاجتماع فيها لاستضافة المؤتمر، معلناً عن موقف الجيش الحر الداعم لمن سيذهب إلى “جنيف 2″، مهيباً بهم “التمسك بأهداف الثورة”.

 وقال إدريس في بيان مصور إن أهداف الثورة التي يجب على المشاركين في جنيف التمسك بها هي “رحيل بشار المجرم وزمرته عن السلطة، وأن لا يكون له أي دور في مستقبل سوريا”. وتابع “رحيل قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، المتورطين في قتل السوريين وتدمير البلاد، وتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة تشمل الجيش والأمن”.

كما تحدث عن ضرورة “إطلاق سراح المعتقلين، ولا سيما النساء والأطفال، وفتح ممرات إنسانية فوراً لتمرير المساعدات الغذائية إلى المناطق المحاصرة، في داريا والمعضمية ومخيم اليرموك وحمص وغيرها”.

الائتلاف الوطني السوري يقفز من دون سقوط

بهية مارديني

ايلاف

أنهى الائتلاف الوطني السوري المعارض اليوم اجتماعاته بإقرار الذهاب إلى مؤتمر جنيف بالغالبية بعد يومين من المناقشات والمشاورات والاستقطابات. وبين شد وجذب لم ينضم معظم المنسحبين إلى اجتماعات الائتلاف السبت رغم محاولات التوفيق والمصالحة في هذا الاستحقاق الأساسي والمفصلي.

بهية مارديني: رغم تلاوة أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض على أعضاء الائتلاف المجتمعين بيان الكتائب المعارضة، التي اجتمعت في أنقرة اليوم، ومن بينها الجبهة الإسلامية، والتي باركت الذهاب إلى مؤتمر جنيف، إلا أن البيان لم يكن شفيعًا للمنسحبين بالعودة، فباتوا قسمًا معطلًا، لا هم يشاركون ويدخلون التصويت، ولا هم مستقيلون.

وبتّ الائتلاف مسألة المشاركة في مؤتمر جنيف، متجاوزًا الهوة الدولية، التي كان يمكن أن يسقط فيها في حال عدم التصويت، والقوى الشعبية التي كان من الممكن أن تلومه في حال فوّت هذا الاستحقاق، الذي قد يفضي إلى حل  سياسي للأزمة السورية.

وأجرى الائتلاف تصويتًا سريًّا لأعضائه، أفضت نتيجته إلى الموافقة على إرسال وفد للمشاركة في مؤتمر “جنيف 2” بغالبية 58 صوتًا، ورفض المشاركة من قبل 14 صوتًا، وصوتين رفضا التصويت أساسًا، إضافة إلى ورقة بيضاء.

ارتياح عام

وكان هناك ارتياح عام ساد أجواء الاجتماع بعد الإدلاء بالنتيجة، رغم عدم الدخول في أي ملف آخر، سواء انتخابات الهيئة السياسية أو الوزراء الثلاثة المتبقين في حكومة الدكتور أحمد الطعمة.

وأعلن رئيس الائتلاف أحمد الجربا أن “الائتلاف سيذهب إلى مؤتمر جنيف 2 من دون مساومة على أي من ثوابت الثورة”، معتبرًا أن “النظام السوري باع العالم وهم الأقليات والإرهاب”.

وأشار الجربا الى أن “الائتلاف يدخل جنيف بعد مشاورات طويلة، وليس لكي ننسى مرحلة سابقة، بينما النظام يدخل مكرهًا”، لافتًا إلى أن “طاولة جنيف 2 هي مدخل لتحقيق أهداف الثورة”، مؤكدًا أنه “سيحضر جنيف 2 لنضمن السلام للشعب السوري”.

لردع إرهاب النظام

واعتبر أن “الائتلاف يريد جنيف 2 لمواجهة الإرهاب، ولكن ذلك الذي يمارسه نظام السوري”، مشددًا على أننا “لسنا قلة، ولا ضعافًا، ومعنا أحرار العالم”، وأن “طاولة جنيف بالنسبة إلينا هي ممر باتجاه واحد، وهو تنفيذ كامل لمطالب الثوار بلا أدنى تعديل”.

وأكد الدكتور عبد الحكيم بشار نائب رئيس الائتلاف في تصريح لـ”إيلاف” أن المجلس الوطني الكردي اختار خمسة أشخاص للذهاب إلى جنيف، من بينهم عبد الحميد درويش، والدكتور بشار. وأشار إلى أن المجلس الوطني الكردي، الذي هو جزء من الائتلاف، سيتفاوض مع الائتلاف، لمعرفة عدد الأشخاص المشاركين في الوفد المفاوض الرئيس.

ردود فعل دولية مرحبة

هذا ورحّبت كل من واشنطن وبريطانيا وفرنسا وبرلين بقرار “الائتلاف الوطني” المعارض الموافقة على المشاركة في مؤتمر “جنيف 2” بشأن سوريا المزمع عقده الأربعاء المقبل. ووصف وزير الخارجية الأميركي جون كيري قرار الائتلاف بأنه “تصويت شجاع”، مؤكدًا أن بلاده “ستواصل دعم المعارضة السورية، بعدما اختارت أفضل طريقة للتوصل إلى مرحلة انتقالية سياسية عبر التفاوض”.

فيما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان أن “قرار الائتلاف المشاركة في مؤتمر جنيف-2 خيار شجاع”، معتبرًا أنه “رغم استفزازات وتجاوزات النظام فإن هذا الخيار هو خيار السعي إلى السلام”.

وأكد فابيوس أن “فرنسا ستستخدم كل الوسائل حتى يسفر مؤتمر جنيف عن قيام حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة”. ورأى وزير الخارجية الألماني فرانك ولتر شتاينماير في بيان مقتضب قرار الائتلاف بأنه “بريق أمل للناس في سوريا”، موضحًا أن “أي تقدم مهما كان طفيفًا لانتقال القوافل الإنسانية أو للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار على مستوى محلي سيكون نجاحًا”.

وأشاد وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ بـ”قرار الائتلاف الوطني المشاركة في مؤتمر جنيف 2″، معتبرًا أن “الائتلاف اتخذ هذا القرار الصعب، بالرغم من الهجمات الوحشية والمستمرة التي يشنها النظام ضد المدنيين السوريين والعرقلة المتعمدة لوصول المساعدات الإنسانية”.

«الائتلاف السوري» إلى «جنيف 2»

بغالبية 58 صوتا من أصل 75 .. وبعد موافقة مكونات المعارضة العسكرية

بيروت ـ إسطنبول ـ لندن: «الشرق الأوسط»

وافق «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أمس بغالبية 58 صوتا من أصوات الأعضاء الحاضرين الـ75, على المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» لتسوية الأزمة السورية والمقرر عقده يوم 22 يناير (كانون الثاني) الحالي.

وجاءت موافقة «الائتلاف» بعد يومين من اجتماع هيئته العامة في مدينة إسطنبول التركية، وإثر انقسامات حادة بين مكوناته، أسفرت عن تصويت 14 عضوا ضد المشاركة وامتناع عضوين عن التصويت. وجاءت هذه النتيجة بعدما استبقت مكونات المعارضة العسكرية قرار «الائتلاف» بإعلانها موافقتها على الذهاب إلى جنيف. وكان رئيس هيئة الأركان في «الجيش السوري الحر» اللواء سليم إدريس أكد أمس موافقته على المشاركة في كلمة مصورة بثها المكتب الإعلامي لهيئة الأركان على صفحته على موقع «فيس بوك»، .

ويرى مراقبون أن تطورات الأيام القليلة الماضية، وأبرزها إدلاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري بتصريحين متتاليين أكد فيهما أنه «لا مكان للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا»، قد أسهمت في طمأنة قوى المعارضة إلى التجاوب الدولي مع مطلبها الأساسي، الذي يتمثل في قيام سلطة انتقالية بصلاحيات تنفيذية تنهي عمليا حكم النظام الحالي.

«الائتلاف» السوري يتخطى الانقسامات ويقرر بأكثرية أعضائه حضور «جنيف 2»

هيئة الأركان استبقت موافقته بإعلان دعمها «أي انتقال سياسي للسلطة»

بيروت: «الشرق الأوسط»

وافق «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، بغالبية أعضائه، على المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» المقرر عقده في الثاني والعشرين من يناير (كانون الثاني) الحالي، لإيجاد حل سياسي لأزمة سوريا. وجاء قرار الائتلاف بعد يومين من اجتماع هيئته العامة في مدينة إسطنبول التركية، وإثر انقسامات حادة بين مكوناته، انتهت بموافقة 58 من أعضائه من أصل 75 شاركوا في الاجتماع لصالح الذهاب إلى جنيف مقابل معارضة 14 آخرين وامتناع عضوين عن التصويت.

مكونات المعارضة العسكرية كانت قد استبقت قرار الائتلاف بإعلان موافقتها على الذهاب إلى جنيف، بعدما كانت في وقت سابق قد رفضت المشاركة. وأعلن رئيس هيئة الأركان في «الجيش السوري الحر» اللواء سليم إدريس أمس موافقته على المشاركة في كلمة مصورة بثها المكتب الإعلامي لهيئة الأركان على صفحته على موقع «فيس بوك»، وجاء في كلمته أن «الثورة السورية انطلقت سلمية وفرض عليها حمل السلاح، ونحن اليوم ندعم أي حل يدعم انتقالا سياسيا للسلطة بما يحقق أهداف الشعب السوري».

وحث إدريس «الذاهبين إلى (جنيف 2) من المعارضة» على «التمسك بأهداف الثورة والمتمثلة في رحيل (الرئيس السوري) بشار الأسد وزمرته عن السلطة، وألا يكون له أي دور في مستقبل سوريا، إضافة إلى رحيل قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية المتورطين في قتل السوريين وتدمير البلاد». كما شدد على «تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة تشمل الجيش والأمن وعلى إطلاق سراح المعتقلين خاصة النساء والأطفال، وفتح ممرات إنسانية فورا لتمرير المساعدات الغذائية إلى المناطق المحاصرة في داريا والمعضمية ومخيم اليرموك وحمص وغيرها».

وكان خلاف قانوني نشب قبل المبادرة إلى عملية التصويت حول «ما إذا كان الائتلاف سيتخذ قراره بموجب موافقة ثلثي أعضائه زائد واحد أم سيكتفي بموافقة النصف زائد واحد»، وفق ما قاله عضو المجلس الوطني عبد الرحمن الحاج لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى «إحالة الخلاف إلى الهيئة العامة التي حسمت القرار لصالح الخيار الثاني»، في ما بدا وكأنه ضمان مسبق للحصول على أصوات كافية لاتخاذ قرار الذهاب إلى جنيف، لكن نتائج التصويت أظهرت اتخاذ القرار بموافقة غالبية أعضاء الهيئة العامة للائتلاف. وتمنع المادة الخامسة في النظام الداخلي المعتمد من قبل «الائتلاف المعارض» إجراء أي مفاوضات مع النظام السوري، وهو ما سبب مشكلة قانونية في مسألة اتخاذ قرار المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» الذي سيحضره ممثلون عن النظام السوري. وأوضح الحاج أن «التصويت لم يجر وفق المادة الخامسة، إنما على القرار السابق الذي اتخذته الهيئة العامة بخصوص (جنيف 2)، وأعلنت فيه موافقتها المشروطة».

وفي هذا السياق، أوضح عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني المعارض أحمد رمضان، لـ«الشرق الأوسط»، أن «عملية التصويت جرت بمن دون أي تعديل على ميثاق الائتلاف»، موضحا أن القوى العسكرية التي تقاتل على الأرض وافقت على المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، لا سيما هيئة «أركان الجيش الحر» و«الجبهة الإسلامية» وجبهة «ثوار سوريا» و«جيش المجاهدين». وأشار رمضان إلى أن «هذه القوى ستتمثل في الوفد المعارض الذي سيذهب إلى المؤتمر».

وكان المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري خالد صالح قد ذكر بالشروط التي يضعها الائتلاف للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، موضحا أن «الهدف من أي حل سياسي هو تشكيل حكومة انتقالية لا يكون الأسد جزءا فيها، وتتمتع بصلاحيات كاملة وتكلف تنظيم انتخابات شفافة». لكن النظام السوري رفض من جهته هذه الشروط، وكرر أنه لن يتوجه إلى سويسرا «لتسليم السلطة إلى أحد، ولن يقبل عقد صفقات مع أحد»، مؤكدا أنه يعود للأسد أن يقود المرحلة الانتقالية.

وكان أعضاء في الائتلاف أبدوا خشيتهم من أن ينعكس قرار الهيئة العامة بالذهاب إلى جنيف على تماسكه الداخلي، إذ تخوف عبد الرحمن الحاج في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» من أن «يؤدي هذا القرار إلى انفراط عقد الائتلاف وانسحاب ينسحب عدد من أعضاء المجلس الوطني»، لكن الائتلاف وخلال اجتماعاته هيئته العامة في اليومين الماضين شكل لجنة للتفاوض معه 44 عضوا سبق أن أعلنوا انسحابهم منه احتجاجا على المشاركة في «جنيف 2» وقد شارك قسم منهم في اجتماع أمس.

لأول مرة في تسجيل مصور.. نساء «داعش» المهاجرات يشتكين «الأنصار» في سوريا

الجبهة الإسلامية تؤكد اختراق الأسد وإيران لـ«دولة البغدادي»

الرياض: هدى الصالح

كشف تسجيل مصور حمل اسم «الإصدار الفاجعة» بث عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» لأول مرة عن حجم الحضور النسوي في تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام (داعش).

وكان تنظيم «داعش» بث أخيرا تسجيلا مصورا حمل اسم «الإصدار الفاجعة» عن أحداث المواجهات التي جرت بين «الجيش الحر» و«لواء التوحيد» و«لواء الفتح» من ناحية، و«داعش» من ناحية أخرى. وكشف هذا التسجيل حسابات المغردين التابعين للدولة الإسلامية والمؤيدين لتنظيم القاعدة.

ويشكك خبراء في الحركات الإسلامية في صحة مثل هذه الادعاءات التي تروجها التنظيمات المتطرفة التي دأبت على استغلال العناصر النسائية واستخدامها في حملاتها الدعائية والترويج لأفكارها المتشددة، كما حدث أخيرا في فرع تنظيم «القاعدة» في اليمن.

ويتنوع الاستغلال لعضوات التنظيم ما بين الادعاء لتعرضهن لمضايقات واعتداءات أو عبر الزج بهن في عمليات مسلحة. الشريط كشف أيضا، ولأول مرة بشكل علني، عن وجود سيدات في «داعش» الذي يتزعمه العراقي أبو بكر البغدادي. حيث تحدث في هذا التسجيل خمس نساء «مهاجرات» من جنسيات ولهجات مختلفة، وهن زوجات وشقيقات وبنات أعضاء تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية (داعش). مما جاء في كلامهن اتهامات لأفراد من الجيش الحر باستهداف أسر مقاتلي «داعش» والاعتداء عليهن، خلال الاشتباكات مع مقاتلي الدولة الإسلامية وحصار النساء في «تل رفعت» في منزل أحد «الأنصار» كما وصفوه.

تصدرت هذه الأصوات النسائية ما يرجح، بحسب متابعين، أنه صوت السعودية «ندى معيض» أو كما لقبت نفسها «أخت جليبيب» والتي آثر القائمون على التسجيل الاكتفاء بالتعريف بها كـ«مهاجرة من بلاد الحرمين الشريفين»، إلى جانب مهاجرة ثانية من ألمانيا وأخرى من فرنسا، ظهرن جميعا بالعباءات السوداء المسدلة من على الرأس، ليتناوبن – بتردد وعدم إتقان – على قراءة أوراق مكتوبة لديهن في رواية ما وقع خلال الاشتباكات في مواقع «الأتارب» و«إعزاز» و«تل رفعت».

يذكر أن الجيش الحر، المناوئ لـ«داعش»، كان قد أعلن في وقت سابق عن بدء قتال تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام، لتدور اشتباكات عنيفة بين «داعش» والجيش الحر وفصائل الثوار في عدة مناطق بريف حلب، في محيط بلدة تل رفعت التي يسيطر عليها الجيش الحر.

إلى ذلك، أعلن جمال معروف، القائد العام لجبهة ثوار سوريا، في وقت سابق لوسائل الإعلام، تمكن قوات الجيش الحر من طرد عصابات «داعش» من محافظتي حماة وإدلب بشكل كامل، وأن جميع الطرق فيها باتت آمنة، وأن الثوار مصرون على طرد هذا التنظيم من كل مناطق سوريا، مؤكدا أسر ما لا يقل عن 370 أسيرا من عناصر «داعش» بينهم أربعة ضباط من قوات الأسد، وأشار إلى وجود جنسيات عربية وأجنبية بين الأسرى. وأكد معروف أن عناصر إيرانية تقاتل في صفوف عصابات «داعش»، وأن خمسة قتلى سقطوا خلال المعارك مع الثوار يحملون جوازات سفر إيرانية.

كل هذه المستجدات، أعادت للأضواء الحديث عن ملف «مقاتلات داعش» بعد الإعلان الأخير الذي صدر عنهن إثر المعارك الحاصلة بين الجيش الحر والنصرة والجبهة الإسلامية ولواء التوحيد وغيرها من التنظيمات المعارضة للنظام السوري من جهة، وتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام من جهة أخرى.

«مقاتلات داعش متزنرات بأحزمتهن الناسفة» بدعوى عدم وقوعهن بالأسر أو السبي، جددن الجدل حول دور النساء «الأجنبيات» في هذا التنظيم المثير. وكما قالت المقاتلة ندى التي أعلنت عن نفيرها إلى «بلاد الشام» سابقا: «المهاجرات لا يخلعن أحزمتهن الناسفة».

«مهاجرات داعش» أو كما يحلو لمعارضيهن تسميتهن «زوجات الخوارج» سرقن الأضواء، كما لوحظ، من «حرائر الشام»، بين أوساط «المهاجرين» و«الأنصار» أو «النافرين الجدد».

وتصف ندى سعودية الأصل أو «أخت جليبيب» كما هو لقبها الآخر، التي التحقت بأخيها في سوريا منذ شهرين فقط، في تغريدات سابقة على حسابها في «تويتر»، تفاصيل محاولات فرارها من الوقوع بالأسر بعد محاصرتها مع مجموعة من نساء «داعش» من جنسيات عربية وأجنبية في أحد المنازل خلال المواجهات في حلب، قائلة: «ذهبت إلى تل رفعت قبل الحصار بيوم تقريبا لمقابلة إحدى الأخوات المهاجرات، وصلت تل رفعت في الصباح ونزلت عند الأخت والتقيت بها في منزل أحد الأنصار».

وتضيف: «لبست حجابي كاملا، جهزت عدتي التي ستحميني وتحمي عرضي بإذن الله». في الليل كما تذكر، فرت إلى أحد المنازل المجاورة. وقالت: «في الصباح صحوت على: هيا هيا قومي البسي وغيري حجابك يجب أن تكوني بلباسك شكل أنصارية (مانطو) وبالفعل قمت بحماس وفرحه جدا وتجهزت وانتظرنا».

ثم تصف وصولها إلى منازل «داعش» في مناطق السيطرة للدولة الإسلامية بالعراق والشام موضحة: «وصلنا إلى مقر مليء بالأخوات المهاجرات اللواتي نجون من الحصار». كان من بينهن فرنسيه ومغربية.

ورغم شعار «لبيك يا أختاه» الذي أطلقه نشطاء التجنيد من شباب «داعش» التي أريد بها أولا «حرائر الشام»، فسرعان ما تحولت قبلتهم إلى «حرائر داعش»، في محاولة لمواجهة هجمات الجيش الحر الساعي إلى إعادة السيطرة على المدن والمناطق السورية، وملاحقة مقاتلي «داعش».

أعلن التنظيم – في فيلم دعائي – عن استعداده لبث تفاصيل أسر ومحاصرة ست نساء من المهاجرات في الأيام القليلة المقبلة، ظهرت خلاله السيدات بعباءات سوداء على الرأس، إحداهن كانت فرنسية تتحدث العربية، وقبلها صوت آخر يرجح أن يكون لـ«ندى معيض».

في موقع «تويتر»، كان التفاعل مع هذه القضية على شكل «هاشتاغات»، وتغريدات من خلال معرفات تحمل كنى وأسماء مستعارة لمقاتلي ومؤيدي «داعش»، إثر تعرض التنظيم للمحاصرة والقتال، عن حجم مشاركة وتورط النساء في تنظيم القاعدة، والجماعات الإسلامية المتطرفة، الأمر الذي أثاره في البداية إعلان ندى أو «أخت جليبيب» نفيرها.

نجد مثلا عمر الشيشاني يؤكد في كلمة له بثها مؤخرا عن أسر 50 مهاجرة ممن نفرن إلى بلاد الشام. صاحب كنية (الجنرال) يغرد بـ: «الله أكبر.. أين المهاجرات من أبناء ديني؟ ها نحن نرى أكثر من عشر نصرانيات من إحدى الدول الأوروبية يعلن إسلامهن وهجرتهن إلى بلاد الشام المباركة»، أما الحساب المعنون بـ«سبي صحوات الشام لنساء المهاجرين»، فندد باغتصاب ثلاث هولنديات من قبل الجماعات المسلحة.

في الناحية الأخرى رأى صاحب حساب «أبو عطاء الموحد» رأيا آخر، قائلا: «أخرجنا بعض النساء بدينهن وهن والله يبكين ويقلن حرم الله أجر الهجرة وأجر فضل الشام».

القتال بين «داعش» وبقية الفصائل السورية المعارضة للنظام، انعكس على الشق النسائي، وعملية التجييش والتجنيد من خلال استثمار البعد العاطفي و«النخوة»، لكن الجديد هنا هو من يظفر بهذه الورقة أكثر في الخطاب الدعائي: أنصار «داعش»، أم أنصار جبهة النصرة المعادية لـ«داعش»؟ هذا هو اللافت في هذه المستجدات.

مفوضية اللاجئين: 880063 لاجئاً سورياً في مختلف المناطق

بيروت – أعلنت مفوّضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين أنّ أكثر من 9700 لاجئ سوري قد تم تسجيلهم خلال هذا الأسبوع، ليبلغ مجموع عدد النازحين السوريين الذين يتلقون المساعدة من المفوضيّة وشركائها 880063 (828953 منهم مسجلين و51110 لاجىء في انتظار التسجيل).

وأشارت المفوضية، في تقريرها الأسبوعي، إلى أنّ النازحين يتوزعون على الشكل التالي: في شمال لبنان: المسجلون 245,393 والمنتظرون 7,532، في بيروت وجبل لبنان: المسجلون: 196,941 والمنتظرون 31,108، في البقاع: المسجلون 280,639 والمنتظرون 10,695، وفي جنوب لبنان: المسجلون 105,980، والمنتظرون 1,775.

ثورة نساء سوريات على متشددي الثورة

بيروت – أخفت سحر الأحمد جنسها الحقيقي، عندما بدأت العمل مع إحدى لجان التنسيق المحلية في سوريا. واستخدمت بروفايلاً مزيفاً على الفايسبوك لكي يظنّوا أنها شاب، وهي تفسّر قيامها بذلك لكي تؤخذ بجدية أكبر كأحد الثوار. ولكن بعد اكتشاف أمرها، قامت المخابرات السورية بتعقّب الأحمد، 24 عاماً. ومن ثم نامت في شوارع دمشق لبضعة أيام في حين قام ذووها برشوة أحد المسؤولين لتهريبها الى لبنان.

في سوريا، كانت الأحمد تتنكّر كرجل لدى حضورها اجتماعات لجنة التنسيق المحلية. “لو عرّفتُ عن نفسي كفتاة ما كانوا ليقبلوا بي. لكانوا اعتبروني غير كفوءة. وفي النهاية أخبرتهم بأني امرأة. العديد من الأعضاء لم يتقبّلوني. ولكن كان هناك العديد من بينهم اعترفوا بأني قمتُ بعمل جيّد”، قالت لـ NOW.

دفعت النساء ثمناً كبيراً  منذ بداية اندلاع الحرب السورية. فنحو 80 في المئة من النازحين هم من النساء والأطفال. والعشرات منهن اعتُقلن واختُطفن، وقلّة قليلة من النساء انتُخبن لشغل مواقع قيادية في المعارضة السورية أو جرى تعيينهن فيها. وفي حين أنّ الإئتلاف الوطني السوري لديه مكتب مخصّص للنساء، تديره تغريد الحجيري، فإنّ معظم فصائل المعارضة تستخف بالنساء.

كما وأنّ الأحمد تقول إنّ النساء غير ممثلات كما ينبغي في المعارضة السورية، سواء أكان في المجلس الوطني السوري أو في الإئتلاف الوطني السوري. “لا يعود ذلك الى النقص في التعليم، لأنّ ثمة سوريات يتمتعن بخلفية سياسية مناسبة. نحن للأسف لا نعلم لماذا لا يتم تمثيلنا بالشكل المناسب. وكلّما سألنا عن السبب، لا نحصل على أجوبة حقيقية”، تقول.

في نهاية الأسبوع الماضي، التقت مجموعة من النساء السوريّات في جنيف في أحد المؤتمرات الذي نظمته الأمم المتحدة لكي تجد طريقة لزيادة دورهن الرسمي في الصراع الجاري في سوريا.

وشملت الاقتراحات استحداث منصب جديد يشغله استشاري جندر، وضمان مشاركة الناشطات في مؤتمر جنيف 2 المقرّر عقده الأسبوع المقبل.

“لا يمكننا أن نبقى صامتين حيال الأحداث التي تحصل في سوريا مثل الموت يومياً، والدمار الشامل، والناس الجياع، ونزوح مئات آلاف العائلات السورية” قال[ت] الناشط[ة] السوري[ة] كفاح علي ديب.

غير أنّه حتى مع زيادة حماسة مجموعات المعارضة الموجودة خارج سوريا لمشاركة الناشطات السياسيات، لا يمكننا قول الشيء نفسه عن داخل سوريا؛ حيث تواجه النساء تمييزاً عنصرياً من قبل الإسلاميين، بالإضافة الى الاعتقالات اليومية لهن من قبل السلطات السورية.

وفقا لتقرير لهيومن رايتس ووتش صدر الإثنين الماضي، فإنّ المجموعات الإسلامية المتشدّدة وبينها “جبهة النصرة” وتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام [داعش]” تفرض على النساء قواعد صارمة وقائمة على التمييز العنصري. فيُفرض عليهن ارتداء الحجاب والملابس الطويلة واصطحاب محرم [ذكر] معهن لدى الخروج من المنزل.

في العام الماضي، نزلت سعاد نوفل، وهي معلمة من الرقّة، الى الشارع للتظاهر ضد سيطرة “داعش” بيد من حديد على البلدة. وكانت في الغالب المتظاهرة الوحيدة التي وُجدت أمام مقر داعش، مبرهنةً عن عمل بطولي حوّلها الى أيقونة وطنية وجذب لها جمهور واسع من انحاء العالم.

ولكن على الرغم من شهرتها الطارئة، فنوفل غير سعيدة بأن تكون هذه الأيقونة. وهي تقول إنّ النساء استُخدمن ولفترة طويلة لخدمة أهداف سياسية ضيّقة.

“لا يجب أن تقبل النساء بتهميشهن بعد الآن في مجتمعنا. على النساء أن يحقّقن أنفسهن كمؤهلات لصناعة القرار في المنزل، والعمل، وبالطبع فيما خصّ الثورة”، قالت نوفل لـ NOW. “أنا من مجتمع محافظ… ولكن مع ذلك تمكّنت شيئاً فشيئاً من كسر الحواجز وفي النهاية كسب دعم عائلتي، وأصدقائي، وجيراني. فعلى كل امرأة أن تشارك في الثورة”، كما قالت.

وفي هذه الأثناء، تدير الأحمد، التي تعيش اليوم في طرابلس العديد من المشاريع الهادفة الى تمكين النساء في مجتمعات اللاجئين. ولكنّها تقول إن النساء يدفعن ثمناً غالياً منذ بروز المتشددين الإسلاميين في صفوف المعارضة السورية.

هكذا توبّخ الأحمد كل من ينتقصون من قدرها، ممّن يتوقعون كما تقول أن ترتدي كل النساء الحجاب وأن ينفذن القيم المحافظة بدون أي اعتراض، هذه القيم العادات التي تجرّد المرأة من كل قدراتها. “لقد حاولنا أن نبدأ بمشاريع في لبنان لدعم وجود وتمثيل النساء السوريات في القرارات السياسية، ولكننا لا نلقى أي دعم. نحن اليوم مجبرون على أن نحدّ أنفسنا بنوع معيّن من الملابس لكي نؤخذ على محمل الجد”.

هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية

(ترجمة زينة أبو فاعور)

 الائتلاف يشارك بجنيف2 وترحيب دولي بالقرار

قرر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا المشاركة في جنيف2، وهو قرار أكد رئيس الائتلاف أحمد الجربا أن هدفه الوحيد تحقيق مطالب “الثورة الكاملة”، ورحبت به كل من واشنطن ولندن وباريس وبرلين.

فقد صوتت الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري في إسطنبول لصالح المشاركة في مؤتمر جنيف2 الذي تنطلق أعماله الأربعاء المقبل، وذلك بعد أن اتفقت الهيئة في اجتماعات السبت على أن تكون آلية التصويت بموافقة نصف الأعضاء زائدا واحدا، بعد أن كانت القرارات تتطلب أغلبية الثلثين.

وبلغ عدد المصوتين 75، وافق 58 منهم على المشاركة في مقابل معارضة 14 وامتناع عضوين وتصويت آخرين بورقة بيضاء. يذكر أن 44 عضوا قاطعوا التصويت وقرروا الانسحاب خلال الاجتماع السابق للائتلاف في السادس من الشهر الجاري.

وقال مراسل الجزيرة في إسطنبول عامر لافي إن الائتلاف سيتجه بعد الموافقة على المشاركة في مؤتمر جنيف2 إلى اختيار الوفد المشارك، والذي سيتشكل من تسعة أعضاء.

مطالب الثورة

وأكد رئيس الائتلاف أحمد الجربا أن الهدف الوحيد للمعارضة من المشاركة في مؤتمر جنيف2 هو تحقيق مطالب “الثورة” كاملة”، وعلى رأسها إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد ومحاكمته.

وقال الجربا في كلمة ألقاها من إسطنبول ونقلت مباشرة عبر شاشات التلفزة “الطاولة بالنسبة لنا ممر في اتجاه واحد إلى تنفيذ كامل لمطالب الثوار بلا أدنى تعديل، وعلى رأسها تعرية السفاح من سلطاته كاملة تمهيدا لسوقه إلى عدالة الله والتاريخ وقوانين البشر”.

وأضاف “ندخل (مؤتمر) جنيف بعد مشاورات طويلة انتهت بالرأي السوري الحر إلى الدخول على نية خلاص سوريا من الباغي إن لم يكن بالسيف فبغيره وبالسيف معا”، وتابع “ومن يعتقد أننا سندخل جنيف لننسى مرحلة خلت هو ملتبس مشتبه”.

وتابع في محاولة واضحة لطمأنة معارضي المشاركة في المفاوضات، “يا ثورة المائتي ألف شهيد، قسما بدمائهم لن نرضى إلا أن ننجز ما قضوا من أجله .. لسنا قلة ولا ضعافا ومعنا أحرار العالم فلن تقوى مرتزقة الحقد الطائفي الأعمى ولن يخدعنا مجددا نظام المخادعة”.

وأكد أن الائتلاف يشارك في جنيف2 واضعا نصب عينيه “الأمانة الثقيلة الغالية المتمثلة بدماء شهدائنا وأنين الجرحى وعذابات الأسرى والمهجرين في الأرض”، ومتوعدا بالقضاء على “رأس الشر” و”محاكمة وملاحقة دولية لآخر مرتزق شحنه إلى أرضنا”.

ووصف الجربا المرحلة القادمة بأنها “محطة جديدة في ثورتنا ولحظة فاصلة”. وأكد عدم التخلي عن العمل العسكري، قائلا “سنترك أغصان الزيتون تعانق فوهات البنادق حتى النصر المبين”. وأضاف “نريده (جنيف2) صراحة لمواجهة الإرهاب الذي مارسه” النظام السوري.

وجدد اتهام النظام السوري باستقدام تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” إلى سوريا “ليبيع العالم وهم الإرهاب والأقليات، وها هو يذبح جميع الأقليات مع الأكثرية بسيف داعشه وسيوف إرهابيي حزب الله ومرتزقة الحرس الثوري الإيراني وآخرين”.

أهداف الثورة

وتزامن إعلان الائتلاف وموافقته على المشاركة مع بيان صدر عن هيئة الأركان العامة للقوى العسكرية السورية المعارضة برئاسة اللواء سليم إدريس، أعلنت فيه دعمها “حلا سلميا” للأزمة السورية.

وأبدى إدريس تأييده فكرة انتقال السلطة في سوريا من خلال حل سياسي، لكنه طالب وفد المعارضة المتجه إلى جنيف بالتمسك بأهداف الثورة.

وقال إدريس إن أهداف الثورة تتضمن رحيل الأسد وقادة أجهزته الأمنية والعسكرية.

وقال مستشار رئيس الائتلاف منذر أقبيق إن الأولوية الآن لتشكيل وفد التفاوض، مشيرا إلى أن ذلك سيتم خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة. وأوضحا أن الوفد سيضم دبلوماسيين وسياسيين وممثلين عن الجيش الحر والقوى العسكرية، وسيتألف من أشخاص من داخل الائتلاف وخارجه.

ترحيب دولي

وفي ردود الفعل على قرار الائتلاف المشاركة في مؤتمر  جنيف2، وصف وزير الخارجية الأميركي جون كيري تصويت الائتلاف على المشاركة في المؤتمر بأنه “تصويت شجاع”.

وقال كيري في بيان إن “الولايات المتحدة سوف تواصل دعم المعارضة السورية بعد أن اختارت أفضل طريقة للتوصل إلى مرحلة انتقالية سياسية عبر التفاوض”.

من جهته، أشاد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ السبت بالقرار “الصعب” الذي اتخذته المعارضة السورية بالمشاركة في مؤتمر جنيف2 بالرغم من انقساماتها الحادة.

وقال هيغ في بيان “أشيد بقرار الائتلاف الوطني السوري المشاركة في مؤتمر جنيف2″، وأضاف أن “الائتلاف الوطني اتخذ هذا القرار الصعب بالرغم من الهجمات الوحشية والمستمرة التي يشنها النظام ضد المدنيين السوريين والعرقلة المتعمدة لوصول المساعدات الإنسانية”.

وذكر هيغ بأن أي اتفاق من شأنه أن يضع حدا لنزاع أودى بحياة 130 ألف شخص منذ مارس/آذار 2011 يتطلب تنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة.

بدوره رحب وزير الخارجية الألماني فرانك ولتر شتاينماير بقرار الائتلاف، وقال في بيان مقتضب “إنه القرار الجيد حتى إن كنت أفهم أنه كان صعبا اتخاذه بالنسبة للكثير من المعارضين”.

كما رحب بالقرار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس وقال “هذا الاختيار الجريء الذي جاء رغم الاستفزازات وأعمال العنف التي يقوم بها النظام، إنما هو اختيار للبحث عن حل سلمي”.

قتلى بغارات وإطلاق نار بريف دمشق ودرعا وحمص

عشرات القتلى ومائتا جريح بقصف حلب

                                            أفاد مراسل الجزيرة في سوريا بأن أكثر من ستين شخصا قتلوا وجرح مائتان أمس السبت جراء إلقاء سلاح الجو السوري براميل متفجرة على مناطق متفرقة من مدينة حلب وريفها، فيما قتل مدنيون في غارات وإطلاق نار بريف دمشق ودرعا وحمص.

وأضاف المراسل عمرو الحلبي أن الغارات التي شنها سلاح الجو السوري في حلب تركزت على الأحياء الشرقية التي تخضع للمعارضة، وشمِل القصف مناطق في محافظات أخرى مثل إدلب وحماة ودرعا واللاذقية ودمشق وريفها.

وتابع المراسل أن ما لا يقل عن عشرين شخصا قتلوا وأصيب عشرات في قصف بالبراميل المتفجرة على حي طريق الباب، وقتل أكثر من عشرة في حي الصاخور، وخمسة في حي الميسّر، ومثلهم في دوار جسر الحج. وفي الإطار نفسه، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن أربعة أشخاص قتلوا في قصف حي الفردوس بحلب.

وفي ريف حلب، قتل أكثر من عشرة وأصيب ثلاثون في قصف بالبراميل المتفجرة على مدينة الباب وفقا لمراسل الجزيرة الذي أوضح أن القصف استهدف تجمعات سكانية.

من جهته، أفاد مركز حلب الإعلامي بأن ما لا يقل عن 12 شخصا قتلوا في الغارات على مدينة الباب التي يسيطر عليها بالكامل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وفي ريف حلب الجنوبي، قتلت طفلة وجرح آخرون في غارات على قريتي الجميمة وبردة بحسب شبكة شام.

ويأتي القصف العنيف لمناطق في مدينة حلب وريفها بعد يومين من تصريحات لوزير الخارجية السوري وليد المعلم، عرض فيها وقفا لإطلاق النار في حلب. كما يأتي قبيل موافقة الائتلاف الوطني السوري على المشاركة في مؤتمر جنيف2.

قتلى بمناطق أخرى

وفي تطورات أخرى، شنت القوات السورية أمس السبت حملة من القصف الجوي والمدفعي استهدفت مناطق أخرى بسوريا وخلفت قتلى في صفوف المدنيين. ففي حمص وسط سوريا، قتل ستة مدنيين بينهم طفلة وأصيب آخرون بغارات نفذتها طائرات ميغ على مدينة الرستن وفقا للجان التنسيق المحلية.

 وشمل القصف الجوي والمدفعي في حمص حي الوعر وكذلك مدينة تدمر وفقا لناشطين، بينما أكدت شبكة شام مقتل اثنين وجرح آخرين في قصف لقرية الزارة بريف المحافظة.

 وفي درعا جنوبي البلاد، قتل أربعة أطفال في غارات جوية على مدينة الشيخ مسكين التي تشهد من مدة اشتباكات بين فصائل معارضة والقوات النظامية. كما سقط قتيل في غارة على مدينة نوى بحسب لجان التنسيق التي تحدثت عن سقوط قتلى في قصف متزامن لمدينة إبطع بدرعا أيضا.

وقتل أمس السبت أيضا سبعة مدنيين برصاص قناصة من القوات النظامية بحي الحجر الأسود جنوب دمشق حسب شبكة شام. وفي ريف دمشق، شن الطيران الحربي السوري غارات على منطقة المرج بالغوطة الشرقية مما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص وفقا لشبكة شام.

وأضاف المصدر نفسه أن القوات النظامية قصفت بمدافع الميدان والهاون بلدات أخرى بريف دمشق بينها زبدين والمليحة وزملكا، في حين تعرضت داريا لمزيد من الضربات. وشمل القصف الجوي والمدفعي قرى بريف جسر الشغور وجبل الزاوية بإدلب، بينما ألقت مروحيات براميل متفجرة على مدينة تفتناز.

كما تعرضت منطقتا سلمى وجبل الأكراد بريف اللاذقية لعدة غارات جوية أوقعت عددا من الجرحى بحسب ناشطين. وشن الطيران الحربي غارات أخرى على مدينة كفرزيتا بريف حماة مما أدى إلى اشتعال حرائق في محال تجارية وفقا للجان التنسيق.

اشتباكات وخسائر

وعلى جبهة أخرى، أفادت لجان التنسيق بأن وحدات من الجيش الحر قتلت “عددا كبيرا” من الجنود النظاميين ومقاتلي حزب الله اللبناني خلال اشتباكات في محيط قرية عزيزة بريف حلب الجنوبي.

من جهتها، قالت شبكة شام إن مقاتلين من الجبهة الإسلامية والجيش الحر قتلوا عددا من عناصر النظام وحزب الله أثناء محاولتهم اقتحام القرية.

وسُجلت اشتباكات أخرى عند أسوار مطار دير الزور العسكري الذي يحاصره مقاتلو المعارضة منذ شهور. وبحسب وكالة “مسار برس”، فإن الجيش الحر قتل عنصرا من قوات النظام بمحيط المطار، بينما جرت اشتباكات عنيفة في حي الجبية بدير الزور.

وفي داريا بريف دمشق، أفادت شبكة شام بأن مقاتلي المعارضة دمروا السبت دبابة للقوات النظامية خلال اشتباكات جنوب شرق المدينة المحاصرة.

وفي حمص، تحدث ناشطون عن مقتل تسعة عناصر من الجيش الحر في كمين جديد نصبته قوات النظام أثناء توجههم لفك الحصار عن المدينة. في المقابل، قالت وكالة الأنباء السورية إن القوات النظامية قتلت أعدادا من “الإرهابيين” خلال عمليات عسكرية في حلب ودرعا وريف دمشق والحسكة.

الأسد: لن أتنازل عن السلطة والأمر غير مطروح للنقاش

مواقع سورية نقلت كلامه عن صحف عربية على أنها حوارات مع زواره بمكان إقامته

العربية نت

قال الرئيس السوري بشار الأسد إنه غير مستعد للتنازل عن السلطة والأمر غير مطروح للنقاش، وأضاف: “لو أردنا الاستسلام لكنا فعلنا ذلك منذ البداية”، جاء ذلك  خلال لقاء مع برلمانيين روس في دمشق في تصريحات ترجمتها الى الروسية وكالة “إنترفاكس”.

وقال الأسد عن مؤتمر جنيف: “لا أمل في نجاح جنيف 2، ولكننا ذاهبون إذا انعقد”.

ونقلت مواقع النظام المؤيدة أنه قال أيضاً: “أرسلنا أسماء الوفد وكل التفاصيل المتعلقة به الى الأمم المتحدة، غير أننا نعتقد أن المؤتمر – وفي حال انعقاده في موعده – لن يأتي بشيء لأحد”، مرجعاً الأسباب إلى “أننا سنجتمع مع أشخاص لا يملكون الأرض ولا أي سلطة على المسلّحين، وإذا قدمنا لهم قدرات معيّنة أو شراكة ما فلن يستطيعوا القيام بأي شيء لأنهم لا يملكون المبادرة ولا القدرة على التعاون مع السلطات الحالية القائمة”.

كما أشار إلى أن “الأمل ضئيل في نجاح المفاوضات في جنيف. نحن سنقدّم ما يلزم لمشاركة المعارضة الحقيقية في السلطة، على قاعدة الحوار من أجل بناء سوريا لا تدميرها، وقد تبين للشعب السوري اليوم أن المعارضة كشفت عن انتمائها للخارج وعن قوتها التدميرية التي طالت الجميع”.

وجاء كلام الأسد بعد تصريحات أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني السوري، أمس السبت، بعد أن أعلن الائتلاف أنه سيشارك في جنيف 2، حيث قال الجربا: “سنذهب إلى مفاوضات جنيف 2 من دون مساومة على أي من ثوابت الثورة”، وأضاف “إن طاولة جنيف 2 هي مدخل لتحقيق مطالب الثورة السورية، وإن مشاركة النظام بجنيف 2 هي بمثابة مشاركة الأسد بجنازته”.

الائتلاف السوري: سننسحب من جنيف 2 حال تهديد الثورة

بريطانيا وأميركا وفرنسا تثني على قرار المعارضة بالمشاركة في أعمال المؤتمر

دبي – قناة العربية

حسم الائتلاف الوطني السوري المعارض موقفه بالذهاب إلى جنيف 2 بأغلبية بلغت 58 صوتاً، لمحاولة الوصول إلى حل سياسي للصراع السوري الدائر منذ ثلاث سنوات.

وأشاد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بقرار المعارضة واصفاً إياه بالصعب، كونه يأتي أمام الهجمات الوحشية والمستمرة التي يشنها نظام الأسد ضد المدنيين السوريين والعرقلة المتعمدة لوصول المساعدات الإنسانية.

من جهتها وصفت أميركا على لسان وزير خارجيتها جون كيري تصويت الائتلاف بالشجاع.. كونه اختار أفضل طريقة للتوصل إلى مرحلة انتقالية سياسية عبر التفاوض.

وهو ما أكده أيضا لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسية الذي اعتبر الذهاب إلى جنيف 2 خيار السعي إلى السلام. مشدداً أن فرنسا ستستخدم كل الوسائل الممكنة حتى يؤدي مؤتمر جنيف 2 لقيام حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة.

الترحيب الدولي بقرار المعارضة السورية لم يمنع الأخيرة من التلويح بأنها لن تتنازل عن ثوابت الثورة السورية وأنها ستغادر المؤتمر في حال تعرض هذه الثوابت للتهديد.

وقال عبد الباسط سيدا عضو الائتلاف الوطني السوري إن مؤتمر جنيف 2 لن يحل جميع الإشكالات وإن المعارضة قد تنسحب من المؤتمر إذا شعرت أن ثوابت الثورة مهددة.

وقبل أيام من انعقاد جنيف 2 لاتزال الشكوك تدور حول آليات عمل المؤتمر والمكاسب التي تسعى المعارضة والنظام للحصول عليها، إلا أن أهم الأهداف تتمثل فيما يحمله جنيف 2 من بقعة أمل صغيرة في نهاية نفق مظلم عاش فيه المواطن السوري طوال الأعوام الثلاثة الماضية.

300 لاجئ سوري يعبرون نهر دجلة يومياً هرباً من الموت

الأمم المتحدة: أكثر من 200 ألف لاجئ عبروا النهر العام الماضي

دبي – قناة العربية

تستمر قوافل النزوح في سوريا، نحو 300 لاجئ يعبرون يوميا نهر دجلة هربا من القصف والاشتباكات الدائرة على امتداد الرقعة السورية. وكانت الأمم المتحدة أعلنت سابقا عن عبور نحو 200 ألف شخص النهر العام الماضي فقط.

وتظهر القوارب التي تحمل على متنها سوريين، بمن فيهم النساء والأطفال، إلى شمال العراق، من على مشارف القامشلي، وتحديداً عبر معبر بيشكابور في دهوك بإقليم كردستان.

ووفقا للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، فإنه خلال العام الماضي وحده، شهدت المنطقة تدفق أكثر من 200 ألف لاجئ سوري، ولا يزال المعبر نقطة العبور الوحيدة المفتوحة بين سوريا والعراق في الوقت الحاضر.

تقول اللاجئة أم محمد: “كنا ننتقل من مكان إلى آخر داخل سوريا، ولكن لم نتمكن من العثور على أي مكان آمن للعيش فيه، وأقرب مكان نلجأ له هو هنا”.

الخوف من يوميات الموت على يد قوات النظام، هو ما دفع البعض إلى خيار الهرب، وآخرون دعتهم مواجهات مأساوية مع مسلحين متطرفين إلى الفرار.

لم ترغب حنيفة إبراهيم، الأم لستة أطفال، يوماً في النزوح عن أرضها، إلا أن اقتحام مسلحين منزلها خلف ردة فعل مؤلمة بالنسبة إليها: “طلبت من ابني أن يهرب حتى لا يقتلوه، وقد تمكن من الهرب، وبقيت مع بقية أفراد الأسرة، وبدأوا في ضربي، على الرغم من أن واحدا منهم كان يقول لا لضرب النساء”، ولكن الحادث انتهى بفقد حنيفة القدرة على السير.

وتحت وطأة العنف الحاد في الداخل السوري، أطلقت وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، نداءً إنسانياً للمجتمع الدولي، تزامناً مع انعقاد المؤتمر الدولي للسلام جنيف اثنين، الأربعاء، لإنقاذ السوريين مع تجاوز الأزمة عامها الثالث.

قتلى بقصف جوي على حمص ودرعا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ذكرت مصادر في المعارضة السورية إن 11 شخصا من بينهم طفلة قتلوا في قصف جوي نفذتها طائرات ميغ على مدينة الرستن بريف حمص.

وقال ناشطون إن الطيران الحربي شن غارتين على المدينة، مما أدى كذلك إلى إصابة 40 آخرين، بينما امتلأت المستشفى الميداني في المدينة بعشرات المصابين.

وشمل القصف الجوي والمدفعي في حمص أيضا حي الوعر, وكذلك مدينة تدمر وفقا لناشطين, بينما أكدت شبكة شام مقتل اثنين وجرح آخرين في قصف لقرية الزارة بريف المحافظة.

وفي درعا جنوبي البلاد, قتل 4 أطفال في غارات جوية على مدينة الشيخ مسكين التي تشهد اشتباكات بين فصائل معارضة والقوات الحكومية.

كما سقط قتيل في غارة على مدينة نوى حسب لجان التنسيق التي تحدثت عن سقوط قتلى في قصف متزامن لمدينة إبطح بدرعا أيضا.

وفي ريف حلب بث ناشطون صورا على الإنترنت، لم يتسن لنا التحقق من صحتها، قالوا إنها تظهر اشتباكات دارت بين مقاتلي الجبهة الإسلامية والقوات الحكومية في بلدة عزيزة بالقرب من المطار الدولي.

وأظهرت صورا أخرى استهداف مقاتلي الجبهة الإسلامية بقذائف الهاون للمطارين المدني والعسكري بحلب.

إلى ذلك، أصيب عدد من الأشخاص بينهم أطفال ونساء جراء سقوط قذيفة من قبل القوات الحكومية بالقرب من بحرة عفرة في حي القصور بمدينة دير الزور.

جنيف 2.. هؤلاء يغيبون عن المحادثات

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قبل أيام من عقد مؤتمر السلام حول سوريا المعروف باسم “جنيف 2″، قرر الائتلاف الوطني السوري بالأغلبية الموافقة على المشاركة في هذا المؤتمر، لكن هيئات وتكتلات سياسية وعسكرية أخرى لن يكون لها دور في المؤتمر.

وينظر لمؤتمر “جنيف 2” المدعوم من الغرب، على أنه الجهد السياسي الأكثر جدية من أجل وقف الحرب المستعرة في سوريا منذ نحو 3 أعوام.

وشارك 75 عضوا فقط من أصل الأعضاء الـ120 في الائتلاف في الاقتراع السري على حضور “جنيف 2″، ما يعني أن 45 عضوا لم تؤخذ آراؤهم في الأمر، وتلك الآراء كانت كفيلة بتقليل الفجوة بين الأغلبية الموافقة والأقلية المعارضة أو الممتنعة عن التصويت.

وقال المكتب الإعلامي للائتلاف، السبت، إن 58 عضوا من بين من حضروا التصويت وافقوا على حضور المحادثات، مقابل رفض 14، فيما امتنع 3 آخرون عن التصويت.

وأعلن الائتلاف لأول مرة أن 3 من قوى المعارضة المسلحة تريد المشاركة أيضا، هي جماعة جند الشام وجبهة ثوار سوريا وجيش المجاهدين.

ويسعى الائتلاف لإثبات نفوذه على المقاتلين على الأرض في سوريا من خلال إقناع قوى مسلحة بالمشاركة، لنفي المزاعم التي ترى أن يعمل سياسيا بمعزل عن القتال الدائر في سوريا.

لكن الائتلاف قال إن الجبهة الإسلامية لم تقرر بعد ما إذا كانت ستحضر “جنيف 2” أم لا، وهذه الجبهة أكبر من الجبهات الثلاثة الأخرى معا.

كما لم يبد المقاتلون المرتبطون بالقاعدة، الذين يشاركون في القتال على نحو متزايد، اهتماما بالعملية السياسية التي تجري خارج سوريا.

كما أن هيئة التنسيق الوطنية السورية، التي تمثل معارضة الداخل في سوريا، قالت إنها لن تشارك في المحادثات.

وقالت هيئة التنسيق الوطنية إنها تتواصل مع جماعات معارضة أخرى منها بعض الجماعات المسلحة لبدء محادثات خاصة بها.

سوريا: هدنة محدودة جديدة قبيل مؤتمر جنيف 2

لينا سنجاب

مراسلة بي بي سي

يقع حي برزة في شمال دمشق وينقسم إلى منطقتين، تضم الأولى منها مساكن جاهزة، أما الأخرى فهي المنطقة القديمة، برزة البلد، وعش الورور العشوائية.

لقد شهدت المنطقة قتالا استمر لأكثر من 15 شهرًا، إذ أفضت المظاهرات السلمية إلى مواجهات مسلحة بعدما ردت الحكومة بقمع وحشي كما حدث في أغلب الأحياء السورية.

ولكن ثمة شيء يميز حي برزة حيث يسكن المسلمون السنيون في وادي برزة البلد، بينما يتركز العلويون، الموالون للرئيس بشار الأسد، في عش الورور على جبل قاسيون.

استخدمت الحكومة الجبل لاطلاق صواريخ وأسلحة مدفعية على برزة ومناطق أخرى في الغوطة، التي تمثل الحزام الزراعي الذي يحيط بالعاصمة دمشق.

وعاني وادي برزة البلد من أسوأ موجات العنف إذ شهد قصفًا من قوات الحكومة وعمليات خطف وقتل جماعي على أيدي لجان شعبية شبه عسكرية تعرف الآن باسم جيش الدفاع الوطني، الذي تمثل الأقلية العلوية أغلبه.

ولكن حي برزة يشهد هدنة في الوقت الراهن بعدما أبرمت الحكومة اتفاقًا مع المعارضة المسلحة هناك، أي الجيش السوري الحر.

ويقضىي الاتفاق بين الطرفين بإعادة الأسلحة الثقيلة كالدبابات إلى الحكومة وفي المقابل يسمح للمعارضة بأن يصبح الحي تحت سيطرتها كقوات شرطة مدنية.

كما يسمح الآن للعائلات التي شردت جراء القتال بالعودة إلى الحي، ومن المرتقب أيضًا أن تفرج الحكومة عن معتقلين قريبًا.

وتقف الآن كل من قوات جيش الدفاع الوطني والجيش السوري الحر جنبًا إلى جنب في نقاط تفتيش برزة، ويأكلون نفس الطعام سويًا في أعقاب توصل طرفي الصراع إلى تسوية.

ومع ذلك، لا زال لهذا الحي أهمية استراتيجية كبيرة إذ يقع على الطريق إلى اللاذقية حيث تحتاج الحكومة إلى تأمين نقل شحنة أسلحة كيمياوية إلى الميناء هناك.

يقول نشطاء إن الحكومة تتبع سياسة “التجويع حتى الاستسلام”

بعيدًا عن حي برزة، تستمر الحكومة في اتباع سياسة “التجويع حتى الاستسلام” في مناطق أخرى حسبما أفاد نشطاء، إذ يمنعون وصول الغذاء إلى مناطق المعارضة لإجبارها على الاستسلام.

وأفادت تقارير أن أكثر من 50 مدنيًا، من بينهم أطفال، ماتوا جوعًا في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق.

كما شهدت المعضمية، في ضواحي دمشق الغربية، أمرًا مماثلًا حتى اضطرت قوات المعارضة المسلحة إلى الاستسلام بغية كسر الحصار عن المنطقة.

ويعتبر توقيت هدنة برزة هام للغاية بالنسبة للحكومة، إذ تريد أن تبعث رسالة قبل مؤتمر جنيف-2 الدولي حول سوريا تقول فيها إنها قادرة على القيام بالمصالحة بدون جهود دولية.

كما تريد أن تتخذ إجراءات وقائية لتجنب أية اقتراحات بإرسال قوات حفظ سلام من الأمم المتحدة إلى سوريا، فهذا هو آخر شيء تريد حكومة الأسد رؤيته في البلاد، حسبما قال لي مسؤول الأمم المتحدة في دمشق.

يأتي ذلك في حين يرى النظام السوري أن مؤتمر جنيف يأتي لمكافحة “الإرهاب” – وهو ما تصف به المعارضة المسلحة – ويصر على أن الأمر لا يتعلق بالتخلي عن السلطة.

وورد على لسان عدد من أعضاء الحكومة السورية أن الرئيس الأسد له الحق في الترشح لفترة رئاسية جديدة بعد انتهاء ولايته في 2014.

ويقول أحد المحللين المقربين من الحكومة إن الأسد “ظهر مجددًا كطرف هام في النزاع، وذلك بعد اتفاق (نزع) الأسلحة الكيميائية”، مضيفا أنه “هو الوحيد القادر على إنجاز مثل هذه المهمة. فلم يقدم تنازلات إذن؟”

ولا يبدو أن جيش الدفاع الوطني يطمح إلى أي محادثات سلام. فقد أصبح قوة بديلة تحكم كل منطقة على حدة.

ويواجه الجيش اتهامات بارتكاب جرائم عدة، منها اختطاف رجال أعمال في المناطق التي تسيطر عليه الحكومة وجمع مئات الآلاف من الدولارات كفدية. فاستمرار الصراع يغذي اقتصاده.

حلفاء أقوياء

قد يبدو للأطراف الخارجية أن النظام السوري قوة واحدة متماسكة. لكن في الحقيقة، هناك قوى مختلفة تدير الصراع داخل سوريا.

فهناك صراعات بين القوى الداخلية وقوى أخرى خارجية كحزب الله والحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية العراقية مثل ذو الفقار وكتائب أبو الفضل العباس.

ويمكن رؤية كل هذه القوى في الأماكن العامة، خاصة في مناطق تمركز الشيعة.

ولكن أكثر ما يدعم قوة النظام هو الحليفتان إيران وروسيا إذ اتخذتا موقفًا حاسمًا منذ بداية الصراع، وهو دعم الرئيس السوري.

لقد قال دبلوماسي إيراني للمعارضة الوطنية السورية “المسموح بها” خلال اجتماع بالسفارة إن إيران “تراهن على شخص الأسد. فهو شخص لا يعوض بالنسبة لنا”.

وبينما تقاتل المجموعات المسلحة بالتعاون مع تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام (داعش) الذي له ارتباطات بتنظيم القاعدة في شمال البلاد، تقمع الحكومة النشطاء السلميين في العاصمة، حيث تستمر حملات الاعتقال التي تستهدف أعضاء المعارضة “المسموح بها” وأعضاء مجموعة “الشعب السوري الثائر” المسيحية، والعلويين والدروز، ممن يريدون استكمال المعارضة السلمية رغم صعود مجموعات المعارضة من الإسلاميين.

ويتم إرسال الجميع إلى محكمة مكافحة الإرهاب التي تأسست عام 2012، وهي إشارة على عدم استعداد الحكومة لتقديم أية تنازلات.

أما بالنسبة للمدنيين المتورطين في الحرب، فكل ما يريدونه هو انتهاء هذه المعاناة. فالنداء بالحرية أصبح الآن نداء باستمرار الحياة.

BBC © 2014

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى