أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 20 آب 2017

 

 

 

الرياض تستضيف غداً اجتماع المعارضة السورية

لندن، الرياض – «الحياة»

أرجأت المعارضة السورية اجتماعها في الرياض إلى غدٍ الاثنين، لتأخر وصول وفد موسكو. وكان من المقرر أن تنطلق اليوم في الرياض أولى جلسات الحوار بين أطياف المعارضة بمشاركة «منصتي» القاهرة وموسكو.

وتسعى الهيئة العليا للمفاوضات الى تشكيل وفد موحد إلى مفاوضات جنيف في ضوء دعوات أممية. وأكد كبير المفاوضين في وفد المعارضة، محمد صبرا، في تغريدة له على «تويتر»، أن الاجتماع لن يخرج عن ثوابت الثورة، مطالباً «منصتي» موسكو والقاهرة بالاعتراف بالثوابت قبل الحديث عن توحيد المعارضة التي تستمد شرعيتها من التزامها مطالب السوريين. (للمزيد)

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا قال الخميس الماضي إن المنظمة الدولية تأمل بإجراء «تفاوض جاد» بين الحكومة السورية ووفد موحد للمعارضة في تشرين الأول (أكتوبر) أو تشرين الثاني (نوفمبر).

ميدانياً، قال الناطق باسم «جيش أحرار العشائر» محمد عدنان أمس، بعد ساعات من إعلان إطلاق معركة «رد الكرامة» في بادية السويداء لاستعادة مواقع انسحب منها أخيراً لمصلحة القوات النظامية السورية على الحدود مع الأردن، إن عناصر «أحرار العشائر» قتلوا وأسروا حوالى 60 من عناصر القوات النظامية واستعادوا مواقع ومخافر في المنطقة أمس.

وأوضح عدنان في مداخلة على إذاعة «هوا سمارت»، أن 30 عنصراً من القوات النظامية أُسروا، بينهم ضابطان، وقُتل بين 20 و30 آخرين، إضافةً إلى عشرات الجرحى، عقب هجوم على مواقع القوات النظامية والميليشيات المساندة لها في البادية.

وأضاف أن الهجوم فاجأ القوات النظامية، وأن عناصر «جيش أحرار العشائر»، التابع لـ «الجيش السوري الحر»، استعادوا السيطرة على المواقع والمخافر الحدودية التي خسروها قبل نحو أسبوعين.

وأشار عدنان إلى انسحابهم السابق، قائلاً إنه جاء بقرار عسكري من القيادة العامة نتيجة ضعف القدرة البشرية والتسليحية، وعدم المقدرة حينها على صد هجوم القوات النظامية والميليشيات المساندة لها، ولم يكن إملاءً من أحد كما روّجت وسائل الإعلام.

 

سيناريوهات إدلب المحتملة: ليس بالضربة العسكرية وحدها يتم القضاء على «النصرة»

«القدس العربي»: منهل باريش

مع سيطرة هيئة تحرير الشام على معبر باب الهوى الحدودي بين سوريا وتركيا، وتحجيم دور حركة أحرار الشام الإسلامية، اعتبر الكثير من المحللين والكتاب أن إدلب قد انتهى أمرها، وبدأ ترقب موعد الضربة العسكرية عليها. وسرعان ما لونتها وسائل الإعلام ومراكز أبحاث ودراسات باللون الأسود بدلا من الأخضر على الخرائط التي ترافق التقارير والمنشورات، في إشارة إلى سيطرة جبهة «النصرة» عليها عوضاً عن اعتبارها «منطقة محررة». وذهب آخرون إلى رسم سيناريوهات كثيرة لعملية «حرق إدلب» المرتقبة وتدميرها، بعد أن شاء تشبيهها بـ«تورا بورا» الأفغانية، حيث تحصن مقاتلو حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة» بقيادة أسامة بن لادن، وشُنت ضدها أحد أكبر الهجمات المشتركة بين القوات الأمريكية والبريطانية والألمانية، وكذلك القوات الأفغانية المدعومة من تلك الدول، واستمرت العملية سنتين متواصلتين حتى انتهت عام 2002.

اليوم، وبعد نحو شهر من سيطرة «هيئة تحرير الشام» على غالبية مناطق محافظة إدلب، لم تتخذ أي من الدول الداعمة موقفاً واضحاً وصريحاً بشأن وقف أو استمرار دعمها الإنساني لتلك المناطق، إنما عكفت على إعادة تقييم الوضع الميداني وبناء استراتيجية للمجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني في الأماكن التي لا تسيطر عليها «جبهة النصرة». وترافقت حركة إعادة التقييم مع نية لعزل أو استثناء المجالس المحلية الواقعة في أماكن السيطرة المباشر للتنظيم، أو التي استطاع فرض عناصر منتسبين إليه في عضوية بعض المجالس. وهو ما حذر منه المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، مايكل راتني، في البيان الذي أصدره في 2 آب (أغسطس)، وحديثه عن «خطة جبهة النصرة بالاختباء وراء إدارة مدنية». وكان راتني قد وصف محاولات النصرة التسلل إلى المجالس أنها «أساليب مراوغة مكشوفة وعقيمة هدفها الأول الالتفاف على التصنيف». وأضاف أن أمريكا لن تتعامل مع أي «واجهة يتم انشاؤها للتغطية على جبهة النصرة وسنعتبرها ملحقاً لمنظمة إرهابية وامتداداً لعصابة الجولاني».

التطورات العسكرية في إدلب ربطت سيناريوهات التعامل مع الواقع الجديد بين القضيتين العسكرية والإنسانية، ويمكن القول إن التوجه بخصوص إدلب سيُختصر بثلاثة سيناريوهات للمعالجة في المستقبل القريب:

أولها: قطع المساعدات بشكل نهائي عن محافظة إدلب وجوارها من مناطق ريف حلب الغربي شرقي اللاذقية، وريف حماة الشمالي. ويفترض مؤيدو هذا الطرح أن حرمان البيئات المحلية والأهالي من الدعم الخارجي الإنساني الذي يتلقونه سيدفعهم إلى الغضب على النصرة والاحتجاج ضدها، على اعتبار أنها سبب جوعهم.

ثانيا: ترك إدلب لمصيرها بحيث تدخل الفصائل في احتراب طويل يستنزف كافة الأطراف فيها، وهو ما قد يسهل إمكانية الحسم العسكري ضد المعارضة، وقد يدفعها إلى الرضوخ لمطالب الدول في التسوية السياسية.

ثالثا: قصف دولي واسع النطاق على كامل محافظة إدلب مع المعرفة المسبقة باحتمال سقوط مدنيين يُعرفون دولياً بـ«الأضرار الجانبية». ومن شأن هذا الاحتمال أن يقوض قوة النصرة الضاربة، تحضيراً لعمل عسكري كبير يجري بالاتفاق بين روسيا وتركيا وأمريكا.

وبالنظر للمقترحات الثلاثة التي بدأ تداولها والبحث في نتائج كل منها، يمكن القول إن أيا منها لن يكون ذا جدوى إذا ما طبق منفرداً. فإمكانية حسم عسكري في إدلب غير ممكنة الآن بسبب انشغال القوتين الرئيسيتين، أي أمريكا وروسيا، بمناطق نزاع أخرى تعتبر أكثر أولوية. فواشنطن تركز جهدها على معركة «تحرير الرقة» والتحضير لمعركة دير الزور، التي من المتوقع أن تنطلق ابتداءً من منطقة الشدادي جنوب الحسكة، باتجاه الكسرة على ضفة نهر الفرات اليسرى. في المقابل، تصب موسكو جهدها على إنفاذ مناطق خفض التصعيد في الغوطة وريف حمص الشمالي وجنوب غرب سوريا، وتدعم عسكريا قوات النظام للسيطرة على السخنة وتأمين بادية السلمية وحقول النفط شمال تدمر في ريف حمص الشرقي، وذلك فضلاً عن معركة الوصول إلى دير الزور انطلاقا من محافظة الرقة غرباً.

حل مشكلة «النصرة» معقد للغاية، وازداد تعقيداً مع رجوعها خطوة إلى الوراء بعد سيطرتها على معبر «باب الهوى» ونيتها تشكيل «إدارة مدنية» تضم كل الفاعلين المحليين والفصائل والهيئات الشرعية، وفتح أبواب تواصل مع بعض العشائر في ريفي معرة النعمان الشرقي وابو الظهور، واختراعها مجالس شورى مقربة منها بهدف فرضها كرقيب على المجالس المحلية في مناورة لعدم وقف الدعم الدولي المقدم لتلك المناطق. فهي بذلك تحاول بسط سيطرتها على المحاكم الشرعية التي انتزعتها من سلطة «أحرار الشام» بحيث تصبح تلك المحاكم المرجعية الأولى للإدارات المدنية كالمجالس المحلية وغيرها.

وإلى ذلك، فإن تفكيك سيطرة «النصرة» وتحديد نفوذها يحتاج إلى استراتيجية كاملة لا تقتصر على عمليات عسكرية، وإنما بحاجة إلى توازٍ مع تشجيع المكونات الأهلية ودعم منظمات المجتمع المحلي في وجه تغول التنظيم الكبير. فإذا كان الحديث كثر مؤخراً عن «بيئة حاضنة» للنصرة، إلا أن «الحاضنة الثورية» الرافضة للتنظيم جملة وتفصيلاً لا تزال فاعلة في عدة مناطق ومدن في إدلب، مثل معرة النعمان والأتارب وسراقب وجرجناز وحزانو وكللي وحزارين وخان شيخون ومرعيان. فبالإضافة إلى مقاومة النصرة عسكرياً، التي شهدتها عدة مناطق كتلك الخاضعة لسيطرة حركة نور الدين الزنكي وسرجة في جبل الزاوية ومعقل قبيلة الموالي شرق معرة النعمان ومناطق سهل الغاب الذي تسيطر عليه حركة «أحرار الشام» الإسلامية، جرت أيضاً مقاومة شعبية في عدة مناطق ومبادرات مدنية لصد النصرة كمثل انتخابات سراقب التي يمكن البناء عليها. أما تكتيك تجويع المدنيين وقطع الدعم عنهم، ومن ضمنهم «الحاضنة الثورية» تلك، فإنه يهدد فعلياً بخيبة أمل عارمة واستكانة لسلطة الأمر الواقع، سيما في منطقة غنية وزراعية مثل إدلب تملك مقومات صمود، وقد تحتاج زمناً قبل الشعور بالضغط الفعلي.

وبالنظر إلى تجارب القضاء على تنظيمي «القاعدة» و«الدولة الإسلامية» بشكل عسكري محض، فإن النتائج جاءت كارثية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، أسفر عن تدمير أحياء كبيرة في الموصل، ثاني مدن العراق. ويعاد اليوم في معركة طرد التنظيم من عاصمة خلافته في الرقة، حيث أدى القصف الجوي إلى مقتل أكثر من ألف مدني حتى كتابة هذا المقال، ولم تتمكن «قوات سوريا الديمقراطية» من السيطرة على نصف المدينة حتى اللحظة.

لذا فإن القضاء على جبهة النصرة بالحل العسكري وحده ليس ناجعاً، إذ ليس من شأنه القضاء عليها وإنما مجرد طردها من مكان حوصرت فيه، وإعادة فتح الباب أمامها للانتقال إلى مكان آخر.

 

نتنياهو يلتقي بوتين لبحث اتفاق وقف إطلاق النار بسورية

القدس المحتلة ــ نضال محمد وتد

أعلن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أمس السبت، رسمياً، أنّ نتنياهو سيلتقي الأربعاء المقبل، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مدينة سوتشي الروسية.

 

وقال الديوان، في بيان، إنّ نتنياهو سيبحث مع بوتين، ضمن “اللقاءات الدورية” التي يعقدها الطرفان، في العامين الماضيين، الملف السوري، وتحديداً اتفاق مناطق خفض التوتر، ومسألة إبعاد القوات الإيرانية ومليشياتها عن الحدود الإسرائيلية جنوبي الجولان.

 

وذكرت صحف إسرائيلية، أنّ اللقاء المرتقب، يأتي بعد عودة وفد إسرائيلي رفيع المستوى من محادثات في واشنطن، مع مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت مكماستر. وكان رئيس الموساد يوسي كوهين قد ترأس الوفد الإسرائيلي لهذه المحادثات، والتي شارك فيها رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان” الجنرال هرتسي هليفي.

 

وتسعى إسرائيل مؤخراً، إلى محاولة إدخال تغييرات على الاتفاق الذي أعلنت روسيا والولايات المتحدة التوصّل إليه، في 8 يوليو/ تموز الماضي، بشأن خفض حدة التوتر في جنوب سورية، بعد محادثات ثلاثية شارك فيها الأردن.

 

وذكرت صحف إسرائيلية، أنّ إسرائيل شاركت في هذه المحادثات، في جولة عقدت بالعاصمة الأردنية عمان، وجولة أخرى عقدت في إحدى العواصم الأوروبية، وأصرّت فيها إسرائيل على الفصل بين المفاوضات الجارية حول سورية في أستانة، وبين المحادثات في عمان.

 

ومع الإعلان عنه، رحّبت إسرائيل بداية بالاتفاق، لكنّها تراجعت عن ذلك في أواسط يوليو/ تموز الماضي، خلال زيارة نتنياهو إلى فرنسا، وأعربت عن تحفظها بشأنه، مدعية أنّه لا يستجيب للمصالح والاحتياجات الأمنية الإسرائيلية، وفي مقدمتها مسألة إبعاد القوات الإيرانية والمليشيات التابعة لها من جنوب سورية، واعتبرت أنّ الاتفاق يجب أن يشمل بنوداً واضحة تتعلّق بمنع أي تواجد عسكري لإيران في سورية.

 

وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم الأحد، إلى ما وصفتها “مخاوف إسرائيلية” من عدم التزام الولايات المتحدة بعدم إبقاء أي وجود إيراني في سورية، بعد إنهاء الحرب الأهلية السورية.

 

وبحسب الصحيفة، فقد تعزّزت هذه المخاوف بعد عودة الوفد الأمني الإسرائيلي المذكور، من المحادثات في واشنطن، الأسبوع الماضي.

 

وأوردت الصحيفة، أنّ الوفد الإسرائيلي، عرض على الجانب الأميركي “صوراً وخرائط ومعلومات استخباراتية حساسة مقلقة للغاية”، بشأن انتشار القوات الإيرانية وتعاظم هذه القوات في سورية، تمهيداً للاتفاق الذي يتبلور بين روسيا والولايات المتحدة، بشأن إنهاء الحرب الأهلية في سورية.

 

كما كرّرت إسرائيل، وفق الصحيفة، الحديث عن مخاوفها من أن تقوم إيران و”حزب الله” اللبناني والمليشيات التابعة لإيران، بتحويل سورية إلى دولة وصاية تابعة لطهران وتحت نفوذها.

 

وتخشى إسرائيل من انتشار ونشر قوات لـ”حزب الله” ومليشيات إيرانية جنوبي الجولان على امتداد الحدود معها، سعياً لفتح جبهة مع إسرائيل، بحال اندلاع حرب شاملة في المستقبل.

 

وذكرت الصحيفة، أنّ أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قد اختارت، منذ الآن، اسماً للحرب القادمة هو “حرب الشمال الأولى”، انطلاقاً من تقديرات بأنّ هذه الحرب قد تبدأ على الجبهة الشمالية لإسرائيل، وتشمل هذه المرة سورية ولبنان على حد سواء، لتعاونها مع القوات الإيرانية.

 

ونقلت الصحيفة، عن أعضاء الوفد الأمني الإسرائيلي، الذي زار واشنطن، الأسبوع الماضي، وأجرى محادثات لعدة أيام فيها، أنّهم لمسوا لدى الجانب الأميركي “نوعاً من الحرج وغياب الخط الواضح، وخلافات في الرأي داخل الإدارة الأميركية، فيما يتعلّق بطابع الاتفاق المستقبلي، وعدم وجود توافق على ما هو الأمر الصحيح الذي ينبغي القيام به في سورية، للتوصّل إلى تهدئة في المنطقة كلها”.

 

ووفقاً لهذه التقديرات، تخشى إسرائيل أن تؤثر المشاكل الداخلية لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع أزمة كوريا الشمالية، على عدم بذل الإدارة الأميركية جهداً كبيراً، والتراجع عن “استعراض عضلاتها”، وترك الساحة السورية للترتيبات بين روسيا وإيران و”حزب الله”.

 

وفضلاً عن لقاء نتنياهو وبوتين، تعتزم إسرائيل، إيفاد وفد أمني إلى موسكو، للتأثير على الموقف الروسي بهذا الصدد، علماً أنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كان قد صرّح، قبل نحو أسبوعين، بأنّ روسيا ستأخذ المصالح الأمنية الإسرائيلية بعين الاعتبار.

 

يُشار إلى أنّ التنسيق الإسرائيلي الروسي بشأن سورية، بدأ، منذ سبتمبر/ أيلول 2015، بعد لقاء بين نتنياهو وبوتين، حيث رافق نتنياهو في زيارة إلى موسكو آنذاك، وفد عسكري رفيع المستوى، كان على رأسه نائب رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي.

 

وتمخّض اللقاء المذكور عن اتفاق الطرفين على آلية رسمية للتنسيق، وخاصة فيما يتعلّق بمنع وتفادي وقوع معارك جوية بين طيران الاحتلال وبين الطيران الروسي، فوق الأجواء السورية.

 

وشهد العامان الماضيان تعزيزاً للتنسيق بين الطرفين من جهة، فيما شنّت إسرائيل من جهة أخرى، عشرات الغارات على مواقع وأهداف مختلفة في سورية، وقصفت قوافل قالت إنّها كانت تنقل أسلحة كاسرة للتوازن إلى “حزب الله” في لبنان.

 

وأطلقت إسرائيل، في يوليو/ تموز الماضي، حملة جديدة، قالت فيها إنّ إيران، بدأت بإقامة بنى تحتية في لبنان، من شأنها أن تمكّن “حزب الله” من تصنيع صواريخ متطورة في لبنان نفسه.

 

المعارضة السورية تواجه الضغوط: اجتماعات الرياض بحضور “المنصتين

عدنان علي

تبدأ في العاصمة السعودية الرياض، غداً الاثنين، اجتماعات بين وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية، ومنصة القاهرة، على أن تنضم منصة موسكو لهذه اللقاءات بعدما أسقطت اعتراضها السابق على مكان انعقادها، كما علمت “العربي الجديد”، فيما تستهدف هذه اللقاءات تقريب وجهات النظر بين أطراف المعارضة السورية وبحث إمكانية تشكيل وفد موحّد إلى مفاوضات جنيف المقبلة.

 

وتأتي هذه الاجتماعات، التي تأجلت إلى الاثنين بعدما كان من المقرر أن تبدأ اليوم الأحد، إثر ضغوط مكثفة يقوم بها المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، على المعارضة السورية بهدف دفعها إلى التعاطي بـ”واقعية” مع المعطيات السياسية التي أفرزها التفرّد الروسي بالملف السوري نتيجة تواصل الغياب الأميركي، إلا ما يخص محاربة تنظيم “داعش”، بالتزامن مع انكفاء إقليمي، إذ باتت تركيا تركّز على تحقيق مصالحها القومية، بينما تنشغل دول الخليج بأزمتها الخاصة، مع بروز معطيات عن “استدارة” سعودية باتجاه “الحل الواقعي” الذي باتت تتبنّاه بعض القوى الدولية، ويروج له دي ميستورا.

وأكدت مصادر مطلعة في الهيئة العليا للمفاوضات، لـ”العربي الجديد”، أن منصة موسكو وافقت على الحضور إلى مقر الهيئة في العاصمة السعودية الرياض لحضور اجتماعات تجمعها مع الهيئة ومنصة القاهرة. وكانت منصة موسكو التي يتزعمها قدري جميل، وهو مقرب من روسيا، قد اشترطت نقل مكان الحوار إلى جنيف، ولكنها وافقت أخيراً على الحوار مع الهيئة العليا للمفاوضات في الرياض. ويهدف الاجتماع إلى تقريب وجهات النظر بين الأطراف الثلاثة حول مجمل قضايا التفاوض مع النظام، مع “بحث إمكانية توحيد وفد المعارضة الذي يتولى مهمة التفاوض مع وفد النظام تحت رعاية أممية في مدينة جنيف السويسرية”. وكانت مصادر في الهيئة العليا كشفت لـ”العربي الجديد”، أن الهيئة شكّلت في الخامس من الشهر الحالي “لجنة للحوار مع منصتي القاهرة وموسكو”، موضحة أن اللجنة تضم كلاً من: جورج صبرا، أحمد العسراوي، رياض نعسان آغا، حسن إبراهيم، محمد عبد القادر مصطفى، عبد الحكيم بشار، أحمد حجازي، على أن “تتعاون” مع أمين سر الهيئة العليا للمفاوضات صفوان عكاش.

 

في موازاة ذلك، وفي ما يبدو بإطار الضغوط على المعارضة، أعلن دي ميستورا تأجيل المشاورات الفنية مع المعارضة السورية التي كانت مقررة هذا الشهر. واعتبر في مؤتمر صحافي في جنيف، أن التأجيل سيتيح فرصة مهمة للمعارضة من أجل إعادة تنظيم صفوفها، إذ تحتاج إلى بعض الوقت من أجل الوصول إلى مقاربة شاملة، لافتاً إلى أن “مباحثات جادة سوف تجري بين الهيئة العليا للمفاوضات ومجموعتي القاهرة وموسكو”.

 

وتوقّع المسؤول الأممي أن تشهد “الأزمة السورية تحوّلات نوعية وحاسمة خلال الأشهر القليلة المقبلة”، مطالباً نظام بشار الأسد بإبداء جدية في المفاوضات. وفي تصوره لمجرى التطورات خلال الأشهر القليلة المقبلة، توقّع دي ميستورا انعقاد محادثات أستانة في أوائل سبتمبر/ أيلول المقبل، على أن تستأنف بعدها المفاوضات السياسية في جنيف بشكل جدي بين وفدي النظام السوري والمعارضة في أكتوبر/ تشرين الأول أو نوفمبر/ تشرين الثاني المقبلين. وأعرب عن أمله في أن تضغط روسيا وإيران على نظام الأسد في جولة جنيف المقبلة حتى يكون التفاوض أكثر جدية. وقال: “في ما يتعلق بنظام الأسد، نُعوّل كثيراً على روسيا وعلى إيران وعلى أيّ طرف له نفوذ كبير على النظام كي يكون مستعداً عند الدعوة إلى جنيف لبدء تفاوض حقيقي ومباشر مع أيّ منبر للمعارضة يحضر المفاوضات”.

 

في غضون ذلك، توقّع دي ميستورا أن يكون هناك تصاعد في العمليات العسكرية في دير الزور والرقة، مشيداً باتفاقيات “خفض التصعيد” التي قال إنها أدّت للحد من العنف في بعض المناطق، وإن كان “الوقت مبكراً للحكم على فاعلية هذه المناطق”، بحسب قوله. وكشف أنه يتم حالياً تجهيز المساعدات لكل من مخيم اليرموك، جنوب دمشق، وكفريا والفوعة في إدلب بالشمال السوري. وكانت الجولة السادسة من محادثات السلام السورية أخفقت في تحقيق أيّ تقدم حقيقي، وتخللتها أربعة أيام من المحادثات غير المباشرة في جنيف بين نظام الأسد والهيئة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارضة.

وعلّق كبير المفاوضين في وفد المعارضة محمد صبرا، على تصريحات دي ميستورا بشأن تأجيل المفاوضات الفنية “حتى تتمكن المعارضة من التوصل إلى رؤية واضحة”، بقوله “إن الدعوة إلى المفاوضات الفنية في جنيف لم يكن متفقاً عليها أصلاً وكانت دعوة على عجل”.

ورفض صبرا في حديث لـ”العربي الجديد”، الخوض في ما إذا كان هذا التأجيل يندرج في سياق الضغط على وفد الهيئة لضم منصتي القاهرة وموسكو ولتقديم مقاربة سياسية مختلفة بشأن سبل الحل مع النظام باتجاه التخلي عن ثوابت الهيئة العليا للمفاوضات، قائلاً “الموضوع حساس بعض الشيء ومعقد، ولا أحبذ ضمن هذه الظروف الإدلاء بأي تصريح حول هذا الأمر”.

وحول معنى تصريحات دي ميستورا بأن الفترة المقبلة ستكون حاسمة على صعيد “الأزمة السورية”، قال صبرا إنه ليست لديه أي فكرة عما قصده الرجل و”قد نحتاج إلى الضرب بالمندل لنعرف ماذا يخطط دي ميستورا”.

 

من جهته، قال ‏الأمين العام لحزب التضامن‏ السوري المعارض، عماد الدين الخطيب، في تصريح لـ”العربي الجديد”، إن “ضعف الدول الداعمة للثورة السورية واختلاف أجنداتها، تسبب في تغوّل روسيا بالصراع السوري وفرض وجودها بتدخّلها بتفويض غير معلن من الإدارة الأميركية للحفاظ على نظام الأسد”.

الخطيب الذي سبق أن وقّع على بيان مع عدد كبير من المعارضين والمثقفين والناشطين لمناشدة الهيئة العليا للمفاوضات عدم تقديم تنازلات تتعلق بمصير النظام، اعتبر أن “الخلاف الخليجي مع قطر ودخول تركيا طرفاً فيه جعل المعارضة السياسية في أسوأ أيامها”، متوقعاً أن تشهد المرحلة المقبلة تغيراً في الحل السياسي باتجاه القبول ببقاء بشار الأسد في السلطة خلال المرحلة الانتقالية أو حتى انتهاء ولايته عام 2021 مع البحث أو إعطاء وعود بعدم ترشحه للانتخابات المقبلة، وذلك من خلال الضغط لإشراك منصتي موسكو والقاهرة الوارد ذكرهما بالقرار الأممي 2254 وإضافة بعض الوجوه التي تقبل ببقاء الأسد في السلطة. وأشار الخطيب إلى أن موقف منصتي موسكو والقاهرة متباين حول بقاء الأسد، فمنصة القاهرة لا ترى ما يمنع من وجود بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، بينما منصة موسكو ترفض أصلاً بحث مستقبل الأسد في هذه المرحلة. وأضاف أن الموقف الفرنسي المعلن بأنه لا عداوة مع الأسد، كان له أثر سلبي على المعارضة، وكان من الطبيعي أن يتم البحث عن حلول وسطية من خلال الضغط وإقناع المعارضة بالقبول بالحدود الدنيا الممكنة والتي لا ترتقي لمبادئ جنيف أو القرار 2254.

 

ورأى الخطيب أن هيئة التفاوض اليوم “في وضع لا تُحسد عليه، ومع انكفاء سيطرة فصائل المعارضة على الأرض، وتقليص نفوذها وتوجّه أغلبها لإعلان الهدن مع روسيا والنظام، إضافة للاقتتال الحاصل بين بعض فصائلها وسيطرة هيئة تحرير الشام على إدلب، والخلافات الإقليمية، وتغير المزاج الدولي، كل ذلك أضعف دور الهيئة، ما سيؤثر سلباً على أهدافها، وبالتالي سوف تجد نفسها مضطرة للقبول بتغيير خياراتها”.

واعتبر أن تصريحات دي ميستورا المتفائلة بحدوث تغييرات أساسية في المرحلة المقبلة، مبنية أساساً على التغيير المتوقع أن ينتج عن مؤتمر الرياض 2 وعن ضم منصتي موسكو والقاهرة، وعلى المتغيرات الدولية والإصرار الروسي على إنتاج حل سياسي يحقق من خلاله الرئيس فلاديمير بوتين نصراً يستثمره في الانتخابات الرئاسية مطلع العام المقبل في بلاده، في ظل موقف أميركي ضعيف يفوض روسيا بالحل من خلال التفاهم مع إسرائيل.

 

هذه أهداف حزب الله من معركة الجرود

منير الربيع

قبيل ساعات من إعلان الجيش اللبناني معركة فجر الجرود، وإطلاقها بريّاً ضد تنظيم داعش، كان حزب الله والجيش السوري قد بدآ معركة عسكرية ضد التنظيم من الجهة السورية، وتحديداً من جهة بلدة الجريجير السورية. مساء الجمعة، استهدف الحزب بعض مواقع التنظيم في الجرود القلمونية، حيث تمكن من تدمير تحصينات داعش في مرتفع قرنة الشلوبي. ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى بصفوفهم في غارات جوية عنيفة استهدفت تجمعات ونقاط التنظيم في المرتفع، إضافة إلى معبر ميرا، معبر فيخا، معبر مرطبيا ومنطقة الزمراني في جرود قارة والجراجير في القلمون الغربي.

 

وتؤكد مصادر مطّلعة أن الحزب تمكّن من تدمير إحدى غرف العمليات الرئيسية التي يعتمد عليها التنظيم في إدارة عملياته ومعاركه. وتزامناً مع إعلان الجيش إطلاق معركة فجر الجرود، أعلن الحزب والجيش السوري إطلاق معركة وإن عدتم عدنا. وتفيد المصادر بإن الحزب والجيش السوري لا يريدان التعمّق في اتجاه الأراضي اللبنانية. بل ستقتصر عملياتهم على الداخل السوري، بالإضافة إلى تضييق الخناق على مسلحي التنظيم من الجهة السورية، على قاعدة أن الهدف من معركتهم سوري وخارج الأراضي اللبنانية. فيما الجيش يعمل على مساحة ١٢٠ كليومتراً يسيطر عليها التنظيم في الأراضي اللبنانية.

 

وتشير المصادر إلى أن لدى الحزب أهدافاً رئيسية من هذه المعركة، وهي تتوزع على محورين، الأول من الجهة السورية بالتعاون مع الجيش السوري، الهدف منها إقفال المعابر والسيطرة على النقاط الست التي تمتد ما بين الزمراني ومرطبيه وميرا وصولاً إلى أطراف جرود قارة الشمالية. وهذه تعتبر معابر رئيسية وحيوية كان يستخدمها التنظيم للانتقال من الجرود إلى الداخل السوري، وبالعكس. مع الإشارة إلى أن هذه المعابر الأساسية التي تدفقت عبرها جموع عناصر التنظيم إلى القلمون الغربي والجرود اللبنانية في العام 2014.

 

أما المحور الثاني، بالنسبة إلى الحزب، فهو من ناحية النعيمات. والهدف منه كشف تحركات العناصر الارهابية وإقفال مجال التحرك والتضيق عليهم من دون التقدم الميداني في العمق باتجاه جرود القاع. وبفعل هذه المعركة، تفيد مصادر ميدانية في حزب الله بأنه تمت السيطرة على شعبة المحبس الأولى، حرف وادي الدب، شعبة يونس وحرف الحشيشات وقرنة الحشيشات. وهذه كلها تلال ومواقع متداخلة بين الأراضي اللبنانية والسورية، ومن شأنها أن تعزز تقدّم الجيش اللبناني شرقاً نحو العديد من المراكز والمواقع، ومن دون السيطرة على تلك النقاط المذكور، فإن التنظيم سيكون قادراً على استهداف قوات الجيش المتقدمة نحو الشرق.

 

ولا شك في أن الهدف الرئيسي لهذه المعركة التي يشنّها الحزب، هو الايحاء بأنه شريك أساسي للجيش اللبناني في هذه المعركة، وهذا أمر حتمي من الناحية الميدانية بالنسبة إلى الحزب، لأنه لا يمكن خوض الجيش هذه المعركة من دون توفير سند له من الجهة السورية، يضيّق الخناق على التنظيم، ويقوض حركته، رغم الإصرار على عدم إعلان حصول تنسيق بين الجيش والحزب أو الجيش السوري. وذلك لأسباب سياسية وغير سياسية، فيما يعتبر الحزب أن التنسيق موجود وقائم، بشكل كامل وشبه يومي.

 

وفيما يؤكد الحزب أن التنسيق موجود وقائم ولكن غير معلن، لا شك في أن لذلك تداعيات ونتائج أو مفاعيل سياسية، قد تظهر في مرحلة ما بعد انتهاء المعركة، وخروج التنظيم من تلك المنطقة. وأولى هذه المفاعيل هي تثبيت معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وثانيها تثبيت فعالية الجيش السوري لحماية الأراضي اللبنانية.

 

أما الانعكاس السياسي للمعركة على الداخل اللبناني، فتشير مصادر قريبة من الحزب إلى أن الانعكاس الوحيد هو توحد لبنان ضد الإرهاب، ولن يكون هناك أي استثمار للنتائج التي يحققها الحزب في سوريا على الداخل اللبناني. أما على الداخل السوري فلن يكون هناك أي مفاعيل سياسية للمعركة، غير تعزيز حزام الأمان حول المناطق. بالتالي، هو ارتياح ميداني لا أكثر، لأن الأساس للوضع السوري هو اجتماعات آستانة. وهذه لا تغيّر فيها كثيراً معارك الجرود.

 

سي إن إن” في اللاذقية

طوال سنوات الحرب السورية كانت قناة “بي بي سي”، بنسختها العربية تحديداً، واحدة من أبرز وسائل الإعلام العالمية التي كانت تلمع صورة النظام السوري، عبر عرض “مظاهر طبيعية” للحياة في مناطق سيطرة النظام، وتحديداً الحياة الليلية والسهر والحفلات والسياحة. وهو الدور الجديد الذي باتت قناة “سي إن إن” الأميركية تقوم به مؤخراً، بعد أيام من أول تقرير للقناة الأميركية في البلاد، ومرافقتها لجنود النظام السوري في معاركهم.

 

وفيما قد تكون “المفاجأة” التي تعبر عنها القناة في تقريرها المرئي طبيعية أو مبررة نظراً لبعد المحطة عموماً عن التواجد في الأراضي السورية التي تشهد هذا النوع من التناقض بين الحرب واستمرار الحياة في مناطق أخرى لا تشهد معارك، إلا أن الأسلوب الذي تقدم به هذه المفاجأة يخرج التقرير من خانة الإعلام نحو خانة البروباغندا، بشكل مشابه لما تقوم به وزارة السياحة التابعة للنظام.

 

فمقدمة التقرير التي تبدأ من مناطق مدمرة تشهد معارك طاحنة، في حمص أو حلب على الأغلب، يشار لها بأماكن المعارضة ومع الصرخات الإسلامية العالية التي تتناقض مع روح “العلمانية” التي ينشرها النظام في مناطقه أمام الكاميرا، حيث يتحدث الجميع باللغة الانجليزية وهم يشربون الكحول ويرقصون، يصبح إلقاء اللوم على خراب البلاد منوطاً بالمعارضة فقط، التي توسم بالإرهابية من دون الإشارة لذلك صراحة.

 

وتتجلى النقطة بشكل شديد الوضوح عند الحديث عن الحياة الليلية لجنود النظام الذين يسهرون في الملاهي والمقاهي “بعد الانتهاء من واجبهم” وكأن الحديث الموجه للجمهور الأميركي يدور عن جنود أميركيين يقاتلون الإرهاب في أفغانستان مثلاً، وليس عن جنود نظام تتهمه الولايات المتحدة نفسها، والأمم المتحدة ومنظمات حقوقية بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

 

المنحى الجديد للقناة الأميركية، يترافق مع ابتعاد الإدارة الأميركية عن فكرة ملاحقة النظام وتغييره والضغط عليه، من جهة، ومع حقيقة أن الكرملين، استطاع عبر البروباغندا والدبلوماسية والقوة العسكرية، تحويل الحقائق المتعلقه بالنظام وجيشه أمام العالم، ليتحول النظام من نظام دكتاتوري قمعي متوحش إلى نظام صديق يحارب الإرهاب الإسلامي، من جهة ثانية.

 

الصنداي التايمز: لاجئون سوريون يعودون لديارهم الخربة

بعد سنوات من اللجوء خارج وطنهم الذي يرزح تحت نير حرب ضروس لا تلوح في الأفق نهاية لها، عاد آلاف من السوريين إلى ديارهم التي تحولت إلى خرائب.

وأفردت صحيفة صنداي تايمز البريطانية تقريرا ينقل روايات عدد من اللاجئين السوريين إلى تركيا، عن ظروف لجوئهم والدوافع التي حملتهم للعودة إلى وطنهم رغم أن الحرب لم تضع أوزارها بعد.

وأشارت الصحيفة إلى أن ما أغرى هؤلاء اللاجئين بالعودة هو هدنة هشة عُقدت بين أطراف النزاع، فآثروا المغامرة بعد ما عانوه في اللجوء من عنت وشقاء، ورجعوا إلى “بيوتهم الخربة منهكين ومعدمين”، بحسب وصف التقرير.

يقول لاجئ اسمه محمد (33 عاما) كان قد فر إلى تركيا العام الماضي من مدينة حلب، “سأحاول أن أبني حياة جديدة لأسرتي، ليس أمامي خيار آخر”. وعلى الرغم من أنه لا يملك شيئا بعد أن ظل دون عمل أشهرا عديدة، فإن محمد اصطحب عائلته معه للعيش في مدينته التي سُوّيت بالأرض جراء القتال المستعر منذ ست سنوات.

ولأنه العائل الوحيد لأسرته، فهو معفى من الخدمة في الجيش الحكومي وبمقدوره الرجوع دون خوف من تجنيد إلزامي؛ بيد أن منزله في حلب طاله دمار جزئي وبات دون كهرباء أو ماء.

ومنذ عام 2011، فرّ خمسة ملايين سوري من ديارهم والتمسوا الأمان في دول مجاورة، ويمم أكثر من مليون شخص شطر أوروبا مخاطرين بحياتهم، فعبروا بحر إيجة بقوارب “رقيقة الحال”، ولقي نصف مليون حتفهم، ونزح 6.3 ملايين آخرين إلى مناطق داخل سوريا.

وبفضل هدنة مؤقتة، أضحت مناطق واسعة من سوريا آمنة من الغارات التي تشنها طائرات روسيا والنظام، ومن قصف فصائل المعارضة المسلحة.

وبينما تقتتل القوى العالمية للسيطرة على بلدهم، قرر العديد من السوريين المقيمين في تركيا ولبنان أن العيش في وطنهم “غير المستقر” أفضل من حياة محفوفة بالمخاطر خارجه، حيث صعوبة العثور على عمل وغلاء الإيجارات والتعامل الفظ الذي يلاقونه في دواوين الحكومات هناك.

ومضت صنداي تايمز في نقل صورة لأوضاع اللاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم عبر معبر باب السلام الحدودي القريب من مدينة كيليس التركية، ونقلت عن لاجئة تُدعى راما (35 عاما) وتصطحب معها أطفالها الستة في طريق عودتها إلى بلدتها إعزاز في شمال سوريا، القول “لاقينا مشقة كبيرة في تركيا”.

وتضيف راما “لولا صعوبة الحياة لما عدنا. ونحن لا نعرف ما سيحدث لنا. لكن الحياة هنا صعبة للغاية ولا نملك نقودا نشتري بها طعاما أو نستأجر بها مسكنا”.

وذكرت الصحيفة أن نحو ثلاثة آلاف سوري تم ترحيلهم الأسبوع الماضي من لبنان إلى محافظة إدلب المضطربة الواقعة تحت سيطرة المعارضة، مضيفة أن المراقبين وجماعات حقوقية يعتقدون أن ترحيلهم تم بضغط من حزب الله اللبناني “الحليف القوي” للنظام السوري.

المصدر : صنداي تايمز

 

المعارضة السورية تؤجل اجتماعها في الرياض إلى الاثنين

دبي – قناة العربية

أجلت المعارضة السورية اجتماعها في الرياض إلى الاثنين، لتأخر وصول وفد موسكو.

وكان من المقرر أن تنطلق غداً في العاصمة السعودية #الرياض أولى جلسات الحوار بين أطياف #المعارضة_السورية بمشاركة مجموعتي القاهرة وموسكو المعارضتين.

وتسعى الهيئة العليا للمفاوضات لتشكيل وفد موحد إلى مباحثات #جنيف على ضوء دعوات أممية، فيما أكد كبير المفاوضين في وفد المعارضة، محمد صبرا، في تغريدة له على تويتر، أن الاجتماع لن يخرج عن ثوابت الثورة، مطالباً مجموعتي موسكو والقاهرة بالاعتراف بها قبل الحديث عن توحيد المعارضة التي تستمد شرعيتها من التزامها بمطالب السوريين، وفق قوله.

 

الجيش السوري يقصف مناطق للمعارضة قرب دمشق بعد هدنة بوساطة روسية

من سليمان الخالدي

عمان (رويترز) – قال مقاتلون من المعارضة السورية وشهود إن طائرات ومدفعية الجيش السوري قصفت مناطق تسيطر عليها المعارضة بشرق دمشق يوم السبت بعد يوم من اتفاق بوساطة روسية لوقف إطلاق النار مع جماعة معارضة وافقت على وقف القتال في آخر جيب للمعارضة في العاصمة.

 

وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم الجمعة إنها توصلت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في الساعة 21:00 بتوقيت موسكو (1800 بتوقيت جرينتش) مع فيلق الرحمن وهي جماعة رئيسية تنضوي تحت لواء الجيش السوري الحر وتصد هجوما مستمرا منذ شهرين للجيش السوري في حي جوبر وبلدة عين ترما المجاورة.

 

وقال متحدث باسم فيلق الرحمن إن حي جوبر الواقع على بعد نحو كيلومترين من جدران المدينة القديمة وبلدة عين ترما المجاورة على مشارف الغوطة الشرقية شهدا ضربات وقصفا من الجيش بمجرد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

 

وقال المتحدث وائل علوان “مع الساعات الأولى لدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ كان هناك خروقات كثيرة جدا. بعد منتصف الليل كان في إسقاط لبراميل متفجرة على جوبر وعين ترما وزملكا. واليوم من الصباح كان في قصف عنيف جدا على عدة بلدات في الغوظة الشرقية”.

 

وأضاف أن خمسة مدنيين على الأقل قتلوا في بلدتي حمورية وزملكا وأن المقاتلين قالوا إن هناك عدة حالات اختناق من الصواريخ المحملة بغاز الكلور والتي أطلقت على جبهتي جوبر وعين ترما.

 

وتحاول الفرقة الرابعة بالجيش السوري اقتحام حي جوبر دون جدوى ويقول سكان إن الجيش يرد على الخسائر الفادحة التي تكبدها بقصف المناطق السكنية مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات منذ بدء الحملة.

 

وقالت موسكو يوم الجمعة إن وقف إطلاق النار يقصد به اتفاق سابق أعلن الشهر الماضي في الغوطة الشرقية ويشمل الآن جميع جماعات المعارضة المعتدلة في المعقل الرئيسي للمعارضة الممتد من شرق إلى شمال ريف دمشق.

 

ولم يعلق الجيش السوري على الاتفاق الروسي الأخير مع فيلق الرحمن. ويعتبر الجيش السوري فيلق الرحمن جماعة إرهابية تهدد العاصمة. لكنه يقول إنه يلتزم باتفاقات وقف إطلاق النار التي تتوسط فيها روسيا.

 

ورحب كثير من المقاتلين بوقف إطلاق النار للمساعدة في تخفيف محنة المدنيين الذي أصيبوا في الضربات الجوية لكنهم يتشككون بشدة في استعداد روسيا للضغط على الجيش السوري للالتزام بشروط وقف القتال في عدد من مناطق خفض التصعيد التي أعلنتها روسيا بالفعل.

 

وبدأت موسكو نشر شرطة عسكرية في عدة مناطق بمختلف أنحاء سوريا مثلما حدث في جنوب غرب سوريا حيث أعلنت روسيا مناطق خفض التصعيد بالفعل.

 

وقال علوان “هذا يظهر عدم الجدية الروسية في الضغط الحقيقي على النظام”.

 

وقال فيلق الرحمن إن قصف الجيش السوري محاولة فيما يبدو لكسر اتفاق وقف إطلاق النار الذي تشمل نقاطه الأساسية نشر الشرطة العسكرية الروسية على الجبهة وإطلاق سراح المحتجزين والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية للغوطة الشرقية المحاصرة.

 

وقال علوان لرويترز “يبدو أن النظام يريد أن يستغل الفرصة لتنفيذ انتقام بسبب الخسائر التي تكبدتها قواته أثناء محاولاتها اقتحام الغوطة قبل أن تدخل القوات الروسية على خط المواجهة كقوات فصل”.

 

ويتحصن مقاتلو المعارضة في أنفاق وينشرون كمائن ويردون على المحاولات المتكررة لاقتحام معقلهم مما تسبب في سقوط قتلى ومصابين في صفوف الجيش منذ بداية الحملة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى