أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 24 آب 2014

 

 

 

«داعش» هنا… غير «داعش» هناك!

ابراهيم حميدي

مقلق لبعض السوريين، خروج رئيس الوزراء العراقي، ويحمل أملاً لبعض آخر. بعد «النموذج» التونسي- المصري الذي افضى الى التغيير من الساحات والميادين، انتقلت انظار معارضين سوريين الى «النموذج الليبي» عبر تدخل خارجي فرض التغيير، ثم الى «النموذج اليمني» بإطلاق التغيير عبر تفاهم اقليمي- دولي جرت ترجمته بقرار دولي.

بعد نحو اربع سنوات، لم يتحقق في سورية اي من هذه «النماذج». الآن، تتجه انظار معارضين الى «النموذج العراقي». يراهن البعض ويقلق آخرون من ان تكون فظائع «الدولة الاسلامية» (داعش) محركاً لتفاهمات اقليمية ودولية تفرض نفسها على اللاعبين السوريين، بدأت مؤشراتها تظهر في الملف السوري. اذ، كانت لافتة السلاسة التي خرج بها القرار ٢١٧٠ لحصار «داعش» و «جبهة النصرة». تذكر بسلاسة صدور القرار ٢١١٨ للتخلص من الترسانة الكيماوية السورية. لم تكن السلاسة ذاتها متوافرة لدى بحث القرار ٢١٣٩ الخاص بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية في شباط (فبراير) الماضي او لدى تطويره الشهر الماضي في القرار 2165. تطلب صدور قرار «انساني» كثيراً من المفاوضات بين روسيا وأميركا. صدر من دون أنياب ومن دون طموحات كبيرة بالتنفيذ. لكن، خلال اكثر من اربع سنوات، كان باب مجلس الأمن موصداً امام احالة الملف السوري على المحكمة الجنائية الدولية. كما انه كان موصداً امام تبني بيان جنيف الأول لـ «تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة» بعد إقراره من الدول الخمس دائمة العضوية خلال اجتماع في جنيف في نهاية حزيران (يونيو) ٢٠١٢.

 

الى الآن، العنوانان اللذان يحظيان بتفاهم اميركي- روسي صلب الى حد يفرض نفسه على الاجندات الاقليمية، هما: محاربة الإرهاب ونزع الترسانة الكيماوية.

 

كانت روسيا تريد اصدار قرار دولي يتعلق بحظر بيع النفط من مناطق سيطرة المعارضة السورية. جاءت تطورات تقدم «داعش» في العراق وسورية، لتنتج قراراً دولياً يفرض حصاراً دولياً على التنظيم بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة. وسرعة اصدار القرار، بدت في ان قائمة المعاقبين في القرار لم تتجاوز ستة اشخاص. وجاء القرار ليلبي حاجة تتعلق بطلب العراق توجيه ضربات جوية الى مواقع التنظيم.

 

في موازاة ذلك، كان هناك مساران: الأول، إقليمي يتعلق بتوفير اتفاق سياسي لمحاربة التنظيم تمثل في خروج نوري المالكي وتكليف الشيعي حيدر العبادي في البحث عن حكومة وفاقية بتمثيل للسنّة، بعدما توافر التوافق على الرئيس الكردي فؤاد معصوم ورئيس البرلمان السنّي سليم الجبوري. الثاني، قرار دولي بتوجيه ضربات جوية محصورة بالدفاع عن كردستان العراق والايزيديين على ان تتوسع بعد تشكيل الحكومة لتشمل باقي المناطق.

 

كان لافتاً، انه في مقابل الحديث الدولي عن محاربة «داعش» في العراق، هناك غياب كامل للحديث عن سورية، وكأن «داعش» هناك غير «داعش» هنا. حاول كل من النظام السوري و«الائتلاف الوطني السوري» المعارض جر الدول الغربية الى توسيع نطاق الحرب على «داعش». «الائتلاف» حض اميركا على ضرب مواقع التنظيم في سورية أسوة بالعراق. النظام بادر الى توجيه أعنف ضربات على معاقل التنظيم في شمال سورية وشمالها الشرقي. وجهت غارات النظام رسالتين: الاولى، الى الاميركيين من انه يمكن ان يكون حليفاً في الحرب على «داعش». الثانية، الى الموالين الذين تذمروا كثيراً بعد الخسائر البشرية والعسكرية في مواقع «الفرقة ١٧» و «اللواء ٩٣» في الرقة وحقل الشاعر للغاز في حمص.

 

الى الآن، يصطدم تطبيق النموذج العراقي الناتج من تفاهم اقليمي ودولي في سورية، بثلاث عقبات: الاولى، ان ايران غير قلقة من اطلاق عملية سياسية في العراق لقناعتها بأن اي عملية ستضمن مصالحها بدرجة كبيرة، على عكس سورية التي لن تفضي اي عملية سياسية حقيقية الى ضمان هذه المصالح. الثانية، ان في العراق «اكثر من مالكي» كشخصيات قادرة على تشكيل حكومة وتضمن مصالح ايران، فيما الى الآن لم يظهر في سورية «سوى مالكي واحد». الثالثة، ضيق الهامش الذي يتمتع به السياسيون العراقيون امام القرار الايراني، على عكس قدرة النظام السوري الى الآن على مقاومة الضغوط. (كما حصل في الانتخابات وتشكيل الحكومة).

 

التركيز الدولي – الاقليمي مركز حالياً على العراق. انه اختبار للتفاهم الايراني – الاميركي. حكومة وفاقية تحافظ على العملية السياسية وتحارب الارهاب. لا شك في ان نجاح هذه الصيغة يعني تعميمها او الافادة منها في سورية. هذا لا يعني ان نفوذ «داعش» في سورية سيتراجع. بالعكس، يتوقع ان تشهد الاسابيع المقبلة نمواً في المساحة والعنف والفظائع في سيطرة «داعش». نتيجة الضربات التي يتعرض وسيتعرض لها التنظيم في العراق، سيوسع «الخليفة» ابو بكر البغدادي قواعده في سورية. ايضاً، سيقوم بضربات استباقية تمنع تجذر «صحوات سورية». كان البغدادي مهد لذلك بتأسيس «جيش» من ٥٠ الف مقاتل وتوسيع معسكرات التدريب لاستيعاب الاسلحة المتطورة التي حصل عليها التنظيم من قوات المالكي في العراق.

 

ازدياد فظائع «داعش» في سورية من جهة ونجاح التجربة العراقية من جهة ثانية، يمكن ان يدفعا النظام والمعارضة في الاشهر المقبلة الى الاقتراب من الواقعية. ان يقتنع النظام بأن الحل العسكري ليس كافياً وحده لمحاربة الارهاب، بالتالي لا بد من عملية سياسية ذات صدقية. ان يقتنع بأنه لا يمكن هزيمة «داعش» وحيداً من دون شريك «من كل الطوائف» باللغة الديبلوماسية ومن «الكتائب العسكرية السنّية» بالمعنى الواقعي. بالتالي، إلباس الحكومة السورية البدلة العسكرية وتشكيل حكومة حرب ليسا كافيين لمواجهة «داعش». ايضاً، ستقتنع المعارضة بأنها ليست قادرة وحدها لمحاربة أخطار هذا التنظيم: تحتاج الى قوات متدربة وهيكلية متينة. جيش نظامي يواجه «جيش» البغدادي. تحتاج الى غطاء جوي ومعلومات امنية. الاهم، ادراك ان جعل المواجهة سنّية – علوية يوفر ذخيرة هائلة للتنظيم.

 

لا بد من مراقبة دقيقة للعراق (ولبنان) ومدى نجاح التفاهمات الاقليمية والدولية. ستتعرض لكثير من الاختبارات والتحديات. لا بد ايضاً من مراقبة المتضررين من هذه التفاهمات. لا بد من متابعة نتائج الجدل الذي فتحه ذبح «داعش» للصحافي الأميركي جيمس فولي. إمكانية توسيع الضربات الجوية إلى سورية. دور النظام والمعارضة.

 

لا بد من مراقبة خريطة الوقائع العسكرية على الارض ونتائج الصراع المتداخل. النظام لا يرى ضرراً في صراع «الجيش الحر» و«داعش». ومقاتلو المعارضة لا يرون ضرراً في قتال «داعش» و«الجيش النظامي». و«جيش البغدادي» ليس متضرراً من استعار النار بين «المعارضة المعتدلة» والنظام. لا بد من متابعة ممارسات «داعش» وأوامر «الخليفة»… ربما يحمل مفتاح الحل.

 

اجتماع وزاري عربي في جدة اليوم لبحث «الحل السوري» وتهديدات «داعش»

الرياض – أحمد غلاب < جدة، لندن، بيروت – «الحياة» – أ ف ب –

تستضيف جدة اليوم اجتماعاً لوزراء خارجية خمس دول عربية منضوية في النواة الصلبة لـ «مجموعة أصدقاء سورية»، لبحث سبل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية وتنامي تهديد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) للأمن الإقليمي. وأكدت مصادر ديبلوماسية عربية في الرياض لـ «الحياة»، أن الاجتماع جاء بمبادرة من السعودية. (للمزيد)

 

وقال بيان لوزارة الخارجية المصرية أمس، إن اجتماع جدة سيناقش سبل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، بعد «تنامي وجود تنظيم داعش في العراق وسورية، والذي بات يهدد الأمن الإقليمي». وأضاف البيان أن وزير الخارجية المصري سامح شكري «سيزور السعودية، للمشاركة في اجتماع وزاري يضم مصر والسعودية والأردن وقطر والإمارات».

 

وأشار إلى أن الاجتماع «يأتي في سياق تدهور الوضع في منطقة المشرق العربي، وتنامي وجود التيارات المتطرفة وتنظيم داعش في كل من العراق وسورية، وهو ما يفرض أكثر من أي وقت مضى، ضرورة البحث عن حل سياسي للأزمة السورية يعيد الاستقرار إلى هذا البلد، ويعيد الأهالي إلى مواطنهم بعدما هُجّروا وعانوا، ويسمح في الوقت نفسه بتحقيق طموحات الشعب السوري وتطلعاته المشروعة (…) ويوفر الظروف المناسبة لمكافحة الإرهاب الذي بات ظاهرة تهدد الأمن الإقليمي على نحو غير مسبوق».

 

وقال بيان لوزارة الخارجية المصرية إن وزير الخارجية المصري سامح شكري «سيقوم بزيارة إلى المملكة العربية السعودية تبدأ مساء اليوم (أمس) للمشاركة في اجتماع وزاري» يضم مصر والسعودية والأردن وقطر والإمارات، وهي جزء من «النواة الصلبة» في مجموعة «أصدقاء سورية» التي تضم 11 دولة عربية وأجنبية. وأشارت المصادر الديبلوماسية إلى أن خطر «داعش» سيجمع في جدة اليوم دولاً عربية مؤثّرة تشهد العلاقات بينها توتراً ظاهراً، مثل مصر وقطر، والسعودية والإمارات من جهة وقطر من جهة أخرى، لكن يبدو أن الخطر الداهم للمتطرفين في العراق وسورية كفيل بحمل هذه القوى العربية على تناسي خلافاتها موقتاً.

 

في غضون ذلك، فشل «داعش» في ثالث هجوم للسيطرة على مطار الطبقة العسكري في شمال شرقي سورية، حيث قتل 14 مقاتلاً من التنظيم وأُصيب حوالى 150 آخرين بجروح في معارك ضد القوات النظامية السورية في محيط المطار أسفرت عن 94 قتيلاً و400 جريح، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وتخلل المعارك قصف مكثف ومتبادل بين الطرفين بالصواريخ والمدفعية والرشاشات الثقيلة، وقصف من طائرات النظام الحربية و «البراميل المتفجرة» وصواريخ أرض- أرض على محيط المطار، وفق «المرصد»، الذي أشار إلى أن مقاتلي التنظيم قطعوا رؤوس ستة رجال من عشيرة الشعيطات التي انتفضت ضده في ريف دير الزور شرق الرقة.

 

إلى ذلك، ظهرت معلومات إضافية عن العملية الفاشلة التي قامت بها وحدة أميركية خاصة (كوماندوس) لتحرير رهائن في شمال شرقي سورية، بينهم الصحافي الأميركي جيمس فولي، إذ حرم «داعش» الرئيس الأميركي باراك أوباما من إعلان نصر في عيد الاستقلال الأميركي في 4 تموز (يوليو) الماضي بتحرير فولي، عندما نقله «داعش» إلى سجن محصن في مدينة الرقة معقل التنظيم قبل 24 ساعة من وصول الكوماندوس.

 

وقال المزارع حسين (26 سنة) وهو من أهالي العكيرشي لـ «الحياة» أمس، إنه بعد منتصف ليل 4 تموز الماضي، حطت طائرتان مروحيتان من دون أي صوت في القرية الواقعة قرب الرقة بعد قصفت طائرات «معسكر أسامة بن لادن» ومضادات جوية فيه ثم توجهت الى سجن يقع على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من القرية. وأضاف: «نزل الجنود وقطعوا الطريق باتجاه الرقة وطوقوا السجن ثم حصلت اشتباكات لنحو ساعتين» أسفرت عن جرح جندي أميركي وآخر من دولة عربية.

 

5 قذائف من الأراضي السوريّة نحو الجولان المحتل

القدس المحتلة ــ نضال محمد وتد

أعلن الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأحد، أنّ 5 قذائف صاروخية أطلقت من الأراضي السورية وسقطت في وسط هضبة الجولان المحتلة من دون أن توقع إصابات، لكنّها سببت أضراراً في الممتلكات.

 

وسبّبت القذائف أضراراً في خطوط التيار الكهربائي، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن بعض مستوطنات الجولان لبعض الوقت، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يعتبر النظام السوري مسؤولاً عن الحادث.

 

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، على صفحته على موقع “فيسبوك”: “أطلقت بعد منتصف الليلة 5 قذائف صاروخية من الأراضي السورية باتجاه وسط هضبة الجولان حيث سقطت في أرض خلاء من دون وقوع إصابات”. وأضاف “بعد إطلاق القذائف الصاروخية من الأراضي السورية، فإنّ إسرائيل تعتبر النظام السوري مسؤولاً عما يجري وينطلق من أراضيه”.

 

وكان صاروخان آخران أطلقا أمس من الأراضي اللبنانية وسقطا في الجليل الغربي، حيث أصاب أحدهما بيتاً في إحدى مستوطنات الجليل الغربي، ودبّ الذعر في نفوس 8 أشخاص قيل إنّهم أصيبوا بصدمة. فيما ذكرت شرطة الاحتلال في تغريدة على موقع “تويتر” أنّه “سقط صاروخان على مدينة بئر السبع، أحدهما في موقف (مرآب) سيارات إحدى البنايات، والآخر في حديقة في المدينة”.

 

وقال موقع الإذاعة الإسرائيلية إنّ إسرائيل وجهت رسالة للجيش اللبناني عبر قوات الأمم المتحدة العاملة في الجنوب اللبناني “يونيفيل”، اعتبرت فيها أنّ المسؤولية تقع على عاتق الحكومة اللبنانية.

 

أوباما يحسم خياره بتوسيع حربه على “داعش

واشنطن ــ منير الماوري

يدور في مراكز صنع القرار في الولايات المتحدة جدل واسع بشأن الخيارات الممكنة أمام إدارة الرئيس باراك أوباما للتعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). ومن اللافت أن النقاش لم يعد يتركز فقط على الوسائل العملية لدحر “داعش” عسكرياً وإلحاق الهزيمة به ميدانياً، بل امتد ليشمل الخيارات الممكنة على الصعيد الأميركي المحلي لتوفير الغطاء القانوني والسياسي والمالي لتحقيق الهدف المشار إليه.

وفي السياق، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أمس السبت، أن من بين أهم الخيارات التي يدرسها أوباما ومستشاروه حالياً، توجيه طلب إلى الكونغرس للحصول على تفويض شامل يوفر الغطاء القانوني محلياً والتمويل المالي قبل إصدار أوامره للقوات الأميركية بتنفيذ أعمال عسكرية غير محدودة ضد “داعش” بموجب استراتيجية مكافحة الإرهاب التي أعلنها أوباما العام الماضي.

 

كما نقلت الصحيفة عن مسؤول في الإدارة الأميركية، أن أوباما يضع بعين الاعتبار السعي للحصول على تفويض شبيه بالتفويض الذي منحه الكونغرس للرئيس السابق جورج بوش عام 2002 للإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

 

ومن الخيارات الأخرى التي يدرسها أوباما، وفقاً لـ”واشنطن بوست”، الحصول على تفويض مؤقت بموجب قانون “سلطات الحرب” الذي يعطي الحق للحكومة الأميركية بتنفيذ عمليات طارئة لحماية المواطنين الأميركيين. وتعليقاً على ما أوردته الصحيفة الأميركية، قال مصدر على دراية ببعض جوانب النقاش الدائر لـ”العربي الجديد”، إن مسألة استهداف “داعش” وقياداتها ومقاتليها داخل الأراضي السورية بعمليات خاصة أو غارات جوية بطائرات مقاتلة أو طائرات بدون طيار، أصبحت محسومة ولم يعد يقف أمامها سوى “موانع أخلاقية وعملانية ثانوية”.

 

ومن الموانع الأخلاقية التي ألمح إليها المصدر، أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، التزم بتسليم أسلحته الكيماوية مقابل التزامات أميركية غير معلنة، ويخشى دبلوماسيون أميركيون أن يؤدي إخلال الولايات المتحدة بالتزاماتها إلى اتهامها بفقدان المصداقية بما يؤدي إلى إفشال تجارب محتملة في المستقبل للتخلص من ترسانات مماثلة تملكها أنظمة ديكتاتورية.

 

لكن المسؤولين العسكريين يردّون على الدبلوماسيين بأن استهداف “داعش” داخل الأراضي السورية لا يعني بالضرورة استهداف النظام. أما فيما يتعلق بالعقبات العملانية الميدانية، فتتلخص في خشية أبداها بعض قادة سلاح الجو الأميركي من أن يكون الروس قد زودوا نظام الأسد بأنظمة دفاع جوي قادرة على تهديد الطائرات الأميركية، أو أن يكون لدى “داعش” أسلحة قادرة على إبطال مفعول الطائرات بدون طيار التي تحلق على ارتفاع منخفض.

 

وتؤكد صحيفة “واشنطن بوست” أن سعي إدارة أوباما لتذليل العقبات الداخلية قانونياً ومالياً وسياسياً لتنفيذ خطط كبرى، من المستبعد أن يؤخر قيام القوات الأميركية بتنفيذ عمليات طارئة أو خاطفة داخل الأراضي السورية أو في العراق من أجل إنقاذ مواطنين أميركيين من الأسر، مثلما حدث في العملية الفاشلة لإنقاذ الصحافي جيمس فولي.

 

وكان نائب مستشار أوباما لشؤون الأمن القومي في البيت الأبيض بن رودس، قد أكد على هذا التوجه في مؤتمر صحفي أخيراً، قال فيه “إن إدارة أوباما عملت وستعمل كل ما في وسعها لحماية أرواح الأميركيين من إرهاب داعش”، ملوحّاً بأن الولايات المتحدة لن تتقيد بأي حدود ولن تحصر عملياتها في العراق فقط بل ربما تمدها إلى سورية أو غير سورية من معاقل “داعش”.

 

من المعروف أن توجيه القرار والتأثير على سير اتخاذه، تتجاذبه مؤسسات رسمية متعددة، عسكرية (البنتاغون)، وأمنية (الاستخبارات)، ودبلوماسية (الخارجية)، وتشريعية (الكونغرس). ولكن تبقى مؤسسة الرئاسة في نهاية المطاف صاحبة القرار النهائي والحاسم. وفي العادة يوازن البيت الأبيض بين الطروحات المختلفة ويعمل على المزاوجة بينها وبين ما يستقيه الرئيس من خارج إطار المؤسسات الرسمية، ليأتي قراره نتاجاً لعوامل محلية قانونية واقتصادية وانتخابية إلى جانب العوامل الخارجية التي تفرضها المتطلبات الميدانية والعسكرية وما يرافقها أحياناً من قيود دبلوماسية.

 

وفي الأسبوع الأول من شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، سينتهي مفعول التفويض الرئاسي للقوات الجوية الأميركية لتنفيذ غارات على مواقع “داعش” في العراق، باعتبار أن القانون الخاص بتنظيم “سلطات الحرب” الذي أصدره الكونغرس سنة 1973 لتلافي تكرار أخطاء حرب فيتنام، يحتم على الرئيس إيقاف العمليات العسكرية خلال 60 يوماً بعد أن يكون قد أبلغ الكونغرس بها في الـ48 ساعة الأولى من بدئها.

وإذا رأى الرئيس أن هناك ما يدعو لاستمرار العمليات، فإن عليه الحصول على تفويض برلماني من الكونغرس للاستمرار في استخدام القوة العسكرية أو توسيعها حسب مضمون التفويض الذي يراه الكونغرس مناسباً.

 

ولم يواجه بوش مثل هذه المشكلة لأن الزخم الناجم عن هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، سهّل له الحصول عام 2002 على التفويض والتمويل اللازمين لشن حربين في العراق وأفغانستان. أما أوباما فهو في ظرف لا يسمح له بتجاوز الكونغرس بعد أن أمعن رموز الكونغرس الجمهوريين في اتهامه بتجاوز الدستور عن طريق القرارات الرئاسية التنفيذية دون الرجوع للسلطة التشريعية.

 

ويعرف أوباما أنه مستهدف سياسياً وعليه أن يحمي نفسه. وليس هذا فحسب فهو يدرك أيضاً أنه قد يكون قادراً على استخدام صلاحياته كقائد أعلى للقوات المسلحة بتحريك القوات الأميركية جواً وبراً وبحراً لتنفيذ ما يريد من عمليات محدودة، ولكنه لن يكون قادراً على توفير التمويل اللازم بدون موافقة الكونغرس المسبقة على تلك العمليات.

 

ولهذا فإن سياسة أوباما جعلت أعضاء الكونغرس أنفسهم يطالبونه بتصعيد التحرك العسكري وهو الأمر الذي سيتيح له المجال لمطالبتهم بالتمويل من أجل تنفيذ مطالبهم. وللإشارة إلى حرصه على الالتزام بحدود صلاحياته، بادر أوباما في الثامن من أغسطس/آب الحالي، إلى إبلاغ الكونغرس ببدء العمليات العسكرية ضد “داعش”، وذلك في رسالة من صفحة واحدة تحدد بدقة أهداف الغارات الجوية ونطاقها الجغرافي. ولتوسيع العمليات، فإن أوباما يحتاج بكل تأكيد لتفويض جديد.

 

حمص: مفاوضات في آخر معاقل الثورة

حمص ــ وائل عبد الحميد

تلوح هدنة جديدة في الأفق بين النظام السوري والمعارضة في مدينة حمص. تبدو الهدنة جديّة أكثر من أي وقت مضى. يتفاوض عليها النظام ولجنة المفاوضات في حي الوعر المحاصر، غربي مدينة حمص الذي يقطنه حوالي ثلاثمئة ألف نسمة.

بعد الضغط العسكري الهائل من النظام لأيام عدة من القصف العنيف غير المسبوق بكافة أنواع الأسلحة من صواريخ وقذائف هاون ودبابات، خلّفت عشرات القتلى من المدنيين في الحي، وبعد فشل الكثير من الهدن السابقة في هذا الحي، حدث اجتماع منتصف الشهر الحالي بين الطرفين في محاولة لإنهاء الصراع الدائر بينهما.

في الاجتماع الذي حضره محافظ حمص، طلال البرازي، تنازل النظام عن بند يشترط فيه تسليم السلاح الموجود في الحي. بند كان يرفضه الثوار دائماً ويلغي التوصل إلى أي اتفاق.

استبدل النظام هذا البند بانسحاب الطرفين من الجزيرة السابعة التي تقع غربي الحي، والتي تدور فيها الاشتباكات اليومية بين الطرفين، على أن يتم جعلها منطقة منزوعة السلاح، ونشر قوات مراقبة من الأمم المتحدة أو من الطرفين وإعادة المدنيين إليها.

 

أما البند الثاني، فهو فتح الطرقات المؤدية الى الحي، ما يعني إنهاء الحصار المفروض على الحي منذ أكثر من عام بكافة أشكاله. ويتضمن البند الثالث تسوية أوضاع المطلوبين للنظام لمن يرغب منهم بذلك، فيتم إعطاء تأجيل ثلاثة أشهر للمتخلفين عن الخدمة العسكرية، ويتم تسريح المنشقين العسكريين. كما يتم العفو عن المطلوبين المدنيين.

 

أما حاملو السلاح، فيتوجب عليهم تسليم سلاحهم مقابل العفو عنهم. هذه الهدنة المقترحة من النظام، تتم دراستها من ممثلي الحي من مدنيين وعسكريين، على أن يتم الرد عليها بالقبول أو الرفض قبل بداية شهر سبتمبر/أيلول.

 

يقول أحد قادة الكتائب العسكرية في الحي، أبو بكر لـ”العربي الجديد”، إن “بنود الهدنة تبدو مقبولة لجهة أنها لا تتضمن تسليم سلاحنا ولا تتضمن دخول قوات النظام أو ميليشياته إلى الحي”. ويضيف “نحن كعسكريين نريد فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الأوراق ولا سيما أن حي الوعر هو الوحيد في حمص الذي يقع خارج سيطرة النظام”.

لكنه يستدرك بالقول: “ليس لدينا ثقة بالنظام ومن الممكن أن يخدعنا”. ويضيف أنه “في حال انسحابنا من الجزيرة السابعة، قد يدخل النقاط التي انسحبنا منها، وبذلك تكون مقاومتنا وتصدينا لقواته لأكثر من عام على هذه الجبهة ذهبت سدى”.

من جهته، يقول سامي الذي يعمل في المجال الاغاثي لـ”العربي الجديد”، إن “الناس تعبت، ونريد حلاً لهذا الواقع الغامض”. ويضيف: “ندرك أن البعض من تجار الحروب وبعض العسكريين من النظام وبعض الثوار في الحي، لا يريدون حلاً لفك الحصار ودائماً ما يحاولون عرقلة أي حل، فهم المستفيدون من هذا الحصار المؤلم”.

 

ويحذر من أن “الواقع الإغاثي هو من سيئ إلى أسوأ؛ فالمستودعات نفدت ولا يوجد حليب أطفال منذ شهور ونحن مقبلون على كارثة غذائية إن بقي الحال على ما هو عليه، ونحن بحاجة إلى هذه الهدنة”. وبينما تستمر المشاورات في الحي بممثليه من مدنيين وعسكريين للموافقة أو لرفض بنود هذه الهدنة، فإن أزمة الثقة بين سكان الحي والنظام لا تدعوهم للشعور بالتفاؤل حتى وإن طُبِّقَت هذه الهدنة. كثيراً ما خرق النظام الهدن التي يوقع عليها بعد ساعات أو أيام قليلة جداً من الاتفاق، ويدرك السكان أيضاً أنه في حال الرفض، سيدفعون المزيد من الثمن.

 

الدولة الإسلامية” يتحدى حظر شبكات التواصل الاجتماعي

أشرف أبو جلالة

مخططات لقرصنة قنوات غربية وإيجاد بديل لـ(يوتيوب)

يخطط تنظيم “الدولة الاسلامية” لمواجهة الحظر الذي يواجهه أفراده على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال محاولات قرصنة قنوات تلفزيونية غربية ومواقع تكون بديلة عن “يوتيوب”، لنشر رسالة التنظيم بين أعضائه، والراغبين بالانضمام اليه.

 

القاهرة : يخطط تنظيم الدولة الإسلامية لقرصنة القنوات التلفزيونية الغربية واختراق النسخة الروسية من موقع فايسبوك، لضمان استمرار انتشار إستراتيجيته الدعائية بين أعضائه المستقبليين.

وكان حسابات العديد من المستخدمين الذين يروجون لرسالة الدولة الإسلامية قد علقت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الجاري، عقب الفيديو المروع الذي قام التنظيم بنشره مؤخراً لعملية ذبح الصحافي الأميركي جيمس فولي.

وكانت مواقع يوتيوب وتويتر من بين عدة مواقع متخصصة في التواصل الاجتماعي قد أعلنت أنها ستقوم بتعليق أي حسابات للأشخاص الذين شاركوا في الترويج للفيديو.

وباتت الدولة الإسلامية، التي تنشر رسالتها عبر التواجد على مواقع التواصل الاجتماعي، مجبرة منذ ذلك الحين على انتهاج إستراتيجية جديدة لمواجهة عمليات تعليق الحسابات.

وطبقاً لما أورده موقع Vocativ.com، فقد نشرت الدولة خطة مكونة من خمسة نقاط على احدى منتدياتها الرسمية، لكي توجه مستخدميها بشأن الطريقة التي يمكن اتباعها لمواصلة تقاسم رسالة التنظيم من خلال الشبكة العنكبوتية.

وأول جزء من الخطة البديلة، يتمثل في إعادة توجيه دعم الدولة الإسلامية لشبكات التواصل الاجتماعي بخلاف تويتر. كما يتم تشجيع الأعضاء على تحميل الفيديوهات على مواقع أخرى بخلاف موقع اليوتيوب. وبالفعل بدأ يحول التنظيم اتجاهه صوب موقع فكونتاكتي، الذي يعتبر ثاني أكبر شبكة تواصل اجتماعي في القارة الأوروبية، والذي يحظى برواج كبير خاصة بين المواطنين الذين يتحدثون اللغة الروسية.

أما موقع الحياة، الذي يعتبر الجناح الإعلامي لتنظيم الدولة الإسلامية، فقد أطلق يوم أمس صفحة على الموقع، ونجحت حتى الآن بالفعل في تجميع أكثر من 270 ألف متتبع.

وتم نشر فيديو واقعة ذبح الصحافي فولي، وكذلك العديد من الصور المروعة الأخرى، على الصفحة. كما حاول مستخدمون آخرون إنشاء صفحات على الموقع تحت راية الدولة الإسلامية، لكن تم تعليق العديد منها لطرحها نداءات تدعو إلى أعمال العنف.

كما تصف تلك الخطة المكونة من خمسة مراحل كيف يجب على المستخدمين اختراق وتعطيل القنوات التلفزيونية الغربية وكذلك تطوير خادم بديل لدعم إصدارات التنظيم.

كما تنطوي الخطة على ضرورة أن يقوم مسلحو التنظيم بإيجاد موقع بديل لموقع JustPaste، الذي أصبح دون قصد أداة حاسمة وهامة في العملية الدعائية الخاصة بالدولة الإسلامية. حيث كان يسمح للمستخدمين بنشر مواد دون أن يلزمهم بالتسجيل، لكن المشكلة أنه قام مؤخراً بشن حملة على أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية.

 

ذابحو الصحافي الأميركي طلبوا مبادلته بعالمة «القاعدة» الباكستانية صديقي

«داعش» عرض تبادل الأسرى بمسلمين في السجون الأميركية

لندن: محمد الشافعي

كشفت رسالة إلكترونية بعثها خاطفو الصحافي الأميركي جيمس فولي، إلى أسرته قبل أيام من ذبحه، عن أنّهم عرضوا مبادلته بمعتقلين لدى الولايات المتحدة. ومن بين الأسماء التي ذكرها الخاطفون، الدكتورة عافية صديقي، وهي عالمة باكستانية اعتقلتها القوات الأميركية في أفغانستان، وحُكم عليها في أميركا بالسجن 86 سنة.

ونشر موقع «غلوبال بوست» الذي كان فولي يرسل تقاريره إليه، النص الكامل للرسالة التي خاطب فيها الخاطفون الحكومة الأميركية: «لقد منحناكم الكثير من الفرص للتفاوض على إطلاق سراح مواطنيكم بافتدائهم بالمال مثلما قبلت ذلك حكومات أخرى. كما عرضنا عليكم أيضا تبادل الأسرى لتحرير المسلمين المأسورين لديكم من أمثال الدكتورة عافية صديقي، ولكن ثبت لنا أنّ تحرير مواطنيكم ليس من ضمن اهتماماتكم».

وكان مؤسس «غلوبال بوست» فيليب بالبوني، قد كشف أن الموقع تلقّى قبل أسبوع رسالة إلكترونية من الخاطفين، يعلنون فيها أنهم سيصفّون فولي، من دون أن يطلبوا أي تفاوض، «والبيت الأبيض علم بهذه الرسالة»، كما أكد بالبوني.

ونشرت صحيفه «إندبندنت» البريطانية نص الرسالة التي أرسلها تنظيم داعش إلى عائلة الصحافي الأميركي جيمس فولي، بعد أن نشرتها منظمة الصحافيين المستقلين بإذن من والدي فولي.

وذكرت الصحيفة أن الرسالة وصلت إلى عائلة فولي في 12 أغسطس (آب)، أي قبل أسبوع من نشر فيديو عملية القتل. وفي جزء من رسالتهم عرض «داعش» تبادل الأسرى الأميركيين بمسلمين في السجون الأميركية.

وقالت الرسالة: «أعطينا حكومتكم الكثير من الفرص للإفراج عن مواطنيها الرهائن، عبر دفع فدية نقدية، كما فعلت حكومات الدول الأخرى، وقدمنا أيضا عرضا بتبادل الرهائن الأميركيين مقابل الإفراج عن مسلمين في السجون الأميركية، مثل الأخت الدكتورة عافية صديقي، لكن بسرعة ثبت لنا أنكم لم تكونوا مهتمين بالأمر، ولكن ظل السؤال بعد نص الرسالة، من هي الدكتورة عافية صديقي؟».

وفاوض «داعش» «غلوبال بوست» الموقع الإلكتروني الذي كان متعاقدا مع فولي لطلب فدية 100 مليون أو التواصل مع الجهات الأميركية لإطلاق سراح «سيدة القاعدة» الباكستانية المحكوم عليها بالسجن 86 سنة بعد إدانتها بالتخطيط لعدد من العمليات الإرهابية تشمل القضاء على عسكريين أميركيين في باكستان وأفغانستان.

وعافية صديقي الباكستانية باحثة مختصة بعلم الأعصاب، درست في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا المرموق في الولايات المتحدة قبل زواجها من قريب لخالد شيخ محمد، المتهم بأنه العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001 ومن ثم عودتها إلى باكستان.

وولدت صديقي في باكستان في 1972 وتحولت في آخر التسعينات من القرن الماضي إلى الولايات المتحدة لدراسة علوم الخلايا العصبية، وبعد تميزها في دراستها العلمية انخرطت الباحثة الشابة في العمل الإرهابي بدفع من زوجها الذي يعدّ من العقول المدبرة لعملية 11 سبتمبر إلى جانب خالد الشيخ محمد، الذي تحدث مطولا عنها وعن بعض العمليات الكبرى التي خططت لها في اعترافاته بعد القبض عليه.

وتعد صديقي من أبرز الوجوه النسائية في «القاعدة»، ورغم أنها لم تعرف شهرة إعلامية تضاهي شهرة رجال «القاعدة»، فإنها حظيت باهتمام كبير من قبل المخابرات ومقاومة الإرهاب الأميركي منذ 2003.

وألقت القوات الأميركية القبض على صديقي في أفغانستان في يوليو (تموز) 2008 وزعمت أنه عثر بحوزتها على مواد كيميائية وملاحظات مكتوبة تحتوي على بعض معالم نيويورك، وبينما كان المحققون يستجوبونها بشأن هذه المواد، أمسكت صديقي ببندقية كانت بالقرب منها وأطلقت النار على الجنود، لكن محامي صديقي قال إن موكلته «تعاني مرضا عقليا»، فحكم عليها بالسجن 86 عاما لمحاولة قتل عسكريين أميركيين.

وجاء في بيان أصدره المدعي العام الأميركي بريت بهارارا: «توصلت لجنة محلفين لم يُعلن أسماء أعضاؤها، وبما لا يدع مجالا للشك، أن عافية صديقي سعت لقتل أميركيين كانوا يؤدون الخدمة العسكرية في أفغانستان، إضافة إلى زملاء أفغان لهم»، حسب تعبيره.

ويحاول «داعش» استعادة صديقي واستقطاب كل قيادات وعقول «القاعدة» السجينة والطليقة في إشارة لحرصه عليها وعدم استعداده للتفريط فيها، واستعداده لإعادة الحياة للشبكات والخلايا النائمة في الغرب خاصة، وإعطائه الضوء الأخضر لها باستئناف نشاطها تحت راية «داعش».

 

المعارضة السورية تسيطر على حواجز بمنطقة القلمون  

سيطرت المعارضة السورية المسلحة على حواجز في منطقة القلمون في ريف دمشق، بينما قال تنظيم الدولة الإسلامية إن مقاتليه سيطروا على مواقع داخل مطار الطبقة العسكري بريف الرقة وهو ما نفاه مصدر عسكري من النظام. وتحدث ناشطون عن مقتل قيادات أمنية بارزة في الجيش السوري النظامي بنواحي بلدة المليحة الواقعة بريف دمشق.

 

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 27 شخصا قتلوا السبت في سوريا، بينهم خمسة أطفال وامرأة وأربعة تحت التعذيب.

 

وذكر المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية السبت أن الجيش الحر بسط سيطرته على عدة حواجز في القلمون بريف دمشق، ويتعلق الأمر بحواجز في محيط مدينة الزبداني وبلدتي جريجير وهريرة وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية وعناصر حزب الله اللبناني.

 

وقد استهدف الجيش الحر إثر السيطرة على الحواجز مقار النظام وحزب الله بمختلف أنواع الأسلحة ما أدى أيضا لمقتل العشرات من عناصرهما وتدمير دبابة، في حين استحوذت المعارضة على دبابتين وعربة فوزديكا وعربة بي إم بي.

 

كما قُتل عدد من قوات النظام وحزب الله إثر تصدى الحر لمحاولتهم التقدم في جرد فليطة بجبال القلمون، كما قتل وجرح أكثر من 15 عنصرا من قوات النظام إثر اشتباكات مع الجيش الحر في محيط إدارة المركبات في حرستا بريف دمشق.

 

مطار الطبقة

من جانب آخر، قالت وكالة سانا السورية الرسمية نقلا عن مصدر عسكري إن القوات المتمركزة في مطار الطبقة العسكري بريف الرقة الغربي تمكنت من صد عدة هجمات لمن وصفتهم بالمجموعات الإرهابية التي حاولت اقتحام المطار، وأضاف المصدر العسكري نفسه أنه لم يتمكن أي مقاتل من المجموعات من دخول المطار، والذي يعد من المعاقل القليلة المتبقية بيد النظام في الرقة.

 

بالمقابل، نشر تنظيم الدولة الإسلامية صورا عبر حسابه الرسمي على تويتر قال فيها إن مقاتليه تمكنوا من السيطرة على عدة مواقع داخل مطار الطبقة العسكري، بعد ثلاث عمليات فجر فيها مقاتلو التنظيم أنفسهم بسيارات مفخخة، فضلا عن استهداف المطار بالدبابات والمدافع الثقيلة والمتوسطة.

 

وفي المليحة بريف دمشق، قال المكتب الإعلامي في البلدة إن اللواء الركن علي إسماعيل ضابط أمن الإدارة العامة للدفاع الجوي في المليحة قتل خلال توغله ومجموعة من مرافقيه بالمزارع المحيطة في البلدة من الجهة الشرقية والمتاخمة لبلدة زبدين الخميس الماضي, وذلك وفقاً لما نشرته صفحات موالية للنظام على الإنترنت، ومن بين الذين قتلوا مع إسماعيل سبعة ضباط ومنهم اللواء عدنان عمران.

 

معركة محردة

وأفاد مراسل الجزيرة في سوريا أن جبهة النصرة أعلنت عن بدء عملية عسكرية، للسيطرة على بلدة محردة ذات الأغلبية المسيحية، الواقعة على بعد عشرة كيلومترات شمال غرب حماة. وقال قائد الجبهة في حماة، المعروف باسم أبو محمد الشامي، إن الجبهة تهدف من خلال العملية إلى إخراج قوات النظام من المدينة.

 

وفي ريف حماة الغربي، قال مركز حماة الإعلامي إن قوات النظام قصفت بغاز الكلور السام مدينة حلفايا، وذكر المكتب الإعلامي لقوى الثورة أن ثلاثة عناصر من الجيش النظامي قتلوا إثر تصدي الجيش الحر لمحاولتهم التقدم باتجاه حلفايا لاستعادة حاجز الترابيع جنوب البلدة.

 

وفي حمص، قالت مسار برس إن القوات النظامية حاولت السبت اقتحام منطقة الجزيرة السابعة في حي الوعر بالمدينة، إلا أن كتائب الثوار تصدت لها وأجبرتها على التراجع، بعد اشتباكات أسفرت عن تدمير آلية عسكرية ومقتل ثلاثة جنود نظاميين، تزامن ذلك مع استهداف للحي بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، ما أوقع جرحى في صفوف المدنيين.

 

نواب يدعون أوباما لمشاورتهم قبل قصف داعش بسوريا.. ودعوات لتقديم أقصى دعم للأكراد والجيش الحر

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — تباينت الآراء داخل الكونغرس الأمريكي حيال إمكانية توجيه الولايات المتحدة ضربات عسكرية لتنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف إعلاميا بـ”داعش” داخل الأراضي السورية، وذلك على خلفية التقارير حول بدء جمع معلومات استخبارية قد تمهد لذلك، وحض بعض النواب البيت الأبيض على مراجعة الكونغرس قبل توسيع العملية، وسط توافق على عدم الرغبة بنشر قوات برية على الأرض.

 

وقال النائب آدم شيف، العضو الأبرز في الحزب الجمهوري بلجنة الشؤون الاستخباراتية في مجلس النواب الأمريكي، إنه سيكون على أوباما العودة إلى الكونغرس لأخذ موافقته حول تنفيذ ضربات ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في سوريا، إلا في حالة واحدة وهي إمكانية وجود خطر داهم يهدد المواطنين الأمريكيين.

 

وقال شيف في مقابلة مع CNN: “أظن أن على الرئيس العودة إلى الكونغرس إذا أراد توجيه ضربات في سوريا بهدف إلحاق الهزيمة بداعش. إذا كنا نتحدث عن غارات من النوع العام الذي ينفذ الآن في العراق فهذا سيكون توسيعا كبيرا للعملية، وبصراحة لا أظن أن هناك قناعة بضرورة ذلك بعد.”

 

من جانبه، قال إد رويس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، والقيادي في الحزب الجمهوري لـCNN إنه قد يدعم قيام طائرات أمريكية من دون طيار بتنفيذ ضربات في سوريا وأوضح قائلا: “أظن أن علينا توجيه ضربات ضد الفرع السوري لتنظيم القاعدة المرتبط بالفرع العراقي. لو أننا أخذنا هذه الخطوات قبل زمن لما كان التنظيم قد تمكن من امتلاك النفوذ الذي يمتلكه اليوم.”

 

ولكن رويس شدد على أنه لن يقبل بإرسال قوات برية لمواجهة تنظيم “داعش” قائلا: “ليس هناك أي دعم داخل أمريكي لإمكانية إرسال قوات برية، السؤال هو: هل ندعم الأكراد؟ هل ندعم الجيش السوري الحر في سعيه لمقاتلة داعش؟ وعلينا بحال رغبنا في مساعدتهم تقديم ما يحتاجون إليه من أسلحة ثقيلة مثل مضادات الدبابات التي يريدونها بشدة.”

 

وتابع بالقول: “الجانب الأكثر أهمية في هذا الأمر هو الحاجة إلى وجود حوار بين الكونغرس والإدارة الأمريكية على صعيد وجود خطة استراتيجية تتيح السير قدما في دعم القوات الكردية على الأرض فهي التي تمثل اليوم قوة المشاة الرئيسية بمواجهة داعش وهي تحتاج إلى دعمنا.”

 

يشار إلى أن مسؤولين أمريكيين كشفوا لـCNN أن الولايات المتحدة تقوم بجمع معلومات استخبارية حول أهداف محتملة داخل سوريا تابعة لتنظيم داعش يمكن توجيه ضربات إليها، وقد ألمح وزير الدفاع، تشاك هيغل، وقائد الأركان، مارتن ديمبسي، إلى إمكانية حصول ذلك إذ قال ديمبسي للصحفيين مؤخرا: “هل يمكن إلحاق الهزيمة بداعش دون معالجة الشق المتعلق بجناح التنظيم داخل سوريا؟ الإجابة هي: كلا.”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى