أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 25 كانون الأول 2016

 

 

 

«براميل» تدشن معركة «حزام» دمشق

لندن، أنقرة، دمشق، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

ألقت مروحيات سورية أمس حوالى 60 «برميلاً متفجراً» بين دمشق وحدود لبنان لإعلان بدء معركة «تأمين» دمشق بعد استعادة الأحياء الشرقية في حلب وبدء القوات النظامية والميليشيات الموالية تمشيط مناطق هجر منها آلاف المدنيين والمقاتلين بالتزامن مع وصول عناصر الشرطة العسكرية الروسية إلى حلب التي سقط قتلى أمس في جزئها الغربي وانفجر مستودع ذخيرة وعبوات شرقها. وجدد الرئيس التركي رجب رطيب أردوغان نيته الطلب من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إقامة منطقة آمنة شمال سورية مع استمرار الجيش التركي في دعم فصائل معارضة لاستعادة مدينة الباب من «داعش». وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجدداً بدء التسوية بعد معركة حلب.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «سلطات النظام السوري لا تزال تقطع المياه عن العاصمة دمشق. وادَّعت أن الفصائل الموجودة في عين الفيجة بوادي بردى في ريف دمشق قامت بسكب مادة الوقود (مازوت) في الأنابيب التي تضخ المياه نحو دمشق، في حين نفت الفصائل الموجودة في منطقة وادي بردى صحة ما ادعته قوات النظام، وقالت إن هذه الادعاءات لا صحة لها ولم يقم أي مقاتل من الفصائل بسكب مثل هذه المواد الملوِّثة للمياه، وأكدت الفصائل أن سلطات النظام تخلق لقواتها أسباباً كاذبة لتبرير عمليتها العسكرية في قرى وبلدات وادي بردى.

ولفت «المرصد» إلى أن هذا تزامن مع عمليات عسكرية «بدأتها قوات النظام في منطقة وادي بردى لتحقيق تقدم في المنطقة أو التوصل إلى اتفاق مصالحة وتسوية أوضاع على غرار مدينة التل وريف دمشق الغربي وداريا ومعضمية الشام، وشهدت الساعات الـ24 الفائتة عمليات قصف مكثّف من قوات النظام بالقذائف المدفعية والصاروخية، إضافة إلى إلقاء 60 برميلاً متفجراً».

وكانت القوات النظامية استعادت كامل مدينة حلب بعد انتهاء إجلاء عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين من آخر جيب كانت تسيطر عليه الفصائل المعارضة، في عملية تمت بموجب اتفاق روسي- إيراني- تركي بعد نحو شهر من هجوم عنيف شنّه الجيش على الأحياء الشرقية. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بمقتل «شخصين وإصابة 33 آخرين بجروح، بينهم أربعة في حالة خطرة، نتيجة انفجار مستودع ذخيرة وعدد من العبوات الناسفة» شرق حلب، في وقت أفاد «المرصد» بمقتل وجرح مدنيين بغارات، روسية أو سورية، على الريف الغربي لحلب.

وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيبحث مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مسألة إقامة حظر جوي شمال سورية. ونقلت وكالة «الأناضول» عن أردوغان قوله إن أطرافاً تسعى إلى إقامة دولة جديدة شمال سورية، مشدداً على أن بلاده لن تسمح بإقامة تلك الدولة على الإطلاق. ودافعت الحكومة عن معركة الباب التي تخوضها فصائل سورية ضمن عملية «درع الفرات» بعد يومين من حرق «داعش» جنديين تركيين. وقال أردوغان إن «درع الفرات لن تقف عند حدود الباب وإن المعركة طويلة»، قائلاً: «بعد الباب، هناك عفرين ومنبج ومن ثم الذهاب إلى الرقة» شرق سورية.

سياسياً، قال الناطق الرئاسي ديميتري بيسكوف أن بوتين ناقش مع مجلس الأمن الروسي أمس «التسوية في سورية في ضوء انتهاء عملية القوات المسلحة السورية لتحرير حلب من المسلحين، إضافة إلى سير التحضير للقاء المحتمل في إطار التسوية السورية في آستانا» عاصمة كازاخستان.

واستنكرت الخارجية الروسية أمس، العقوبات الأميركية الجديدة بحق روسيا والنظام السوري، متهمة واشنطن بأنها «فقدت تماماً واقعيتها». وقالت الوزارة في بيان «إن هذا التوسيع للعقوبات الأميركية ضد روسيا (…) في وقت يفترض أن توحد الهجمات الدامية في أنقرة وبرلين الأشخاص العقلاء في مقاومتهم لتهديد الإرهابيين، يظهر أن واشنطن فقدت تماماً واقعيتها».

وأعلنت واشنطن الجمعة أنها أدرجت على لائحتها السوداء الاقتصادية ستة وزراء سوريين بينهم وزير المال مأمون حمدان ومسؤولون في مصرف روسي لدورهم المفترض في «أعمال عنف» ارتكبها النظام السوري.

 

تحطم طائرة روسية تقل 92 شخصاً أثناء توجهها إلى حميميم

موسكو، دبي – أ ف ب، «الحياة»

أفادت وزارة الدفاع الروسية بتحطم طائرة تابعة لها من طراز «تو-154» صباح اليوم (الأحد) ما أدى إلى مقتل جميع ركابها الـ92، بعد دقائق من إقلاعها من مطار أدلر جنوب روسيا في اتجاه قاعدة حميميم جنوب شرقي اللاذقية، وعُثر على حُطامها في البحر الأسود على بعد 1.5 كيلومتراً من سواحل سوتشي.

وأعلن الناطق باسم الوزارة خلال مؤتمر صحفي أن الطائرة «وصلت إلى سوتشي للتزود بالوقود من مطار تشكالوفسكي في ضواحي موسكو، واختفت من شاشات الرادارات في حوالي الساعة 05:40 (02:40 بتوقيت غرينيتش)، بعد 20 دقيقة على إقلاعها من مطار سوتشي- أدلر»، مضيفا أنها «تقل على متنها 84 راكبا بينهم 60 من فرقة (أليكساندروف) الجيش الأحمر الموسيقية التي كانت تعتزم إحياء حفلات رأس السنة، وصحافيون وثمانية من أفراد الطاقم، مع احتمال أن يكون بينهم مسؤولون وضباط كبار».

وأكدت الوزارة في وقت سابق العثور على جثمان أحد ضحايا الكارثة في مياه البحر على بعد ستة كيلومترات من الشاطئ، ونقلت وكالة «تاس» عن مصدر عسكري قوله إن فرق الإنقاذ عثرت في المياه على بعد 5.5 كيلومتر من الساحل على أمتعة يرجح أنها تابعة لركاب الطائرة المنكوبة.

وكان مصدر عسكري أوضح في وقت سابق أنه «تم إرسال طائرة بحث من نوع (مي 8) للمشاركة في عمليات البحث، وتم وضع مروحيات «كا 32» في سوتشي و«مي 8» في غيلينجيك في حال التأهب، وتقوم بالبحث عن الطائرة المختفية 7 سفن في مياه البحر الأسود»، وأضاف أن الصحافيين هم من القناتين التلفزيونيتين «الأولى» وقناة «زفيزدا».

وجاء في بيان للكرملين ان «الرئيس فلاديمير بوتين امر رئيس وزرائه ديمتري مدفيديف بتشكيل وترأس لجنة حكومية للتحقيق في تحطم طائرة التوبوليف»، وأشارت مصادر إلى انه يجري استجواب المسؤولين عن إقلاع الطائرة المنكوبة.

وسبق لهذا الطراز من الطائرات أن تعرض لحوادث، ففي نيسان (أبريل) 2010 تحطمت طائرة كانت تنقل 96 شخصا بينهم الرئيس البولندي ليخ كازينسكي ومسؤولين بولندنيين كبارا، وهي تحاول الهبوط قرب سمولينسك غرب روسيا، وقضى كل من كان في الطائرة.

ووقعت روسيا والحكومة السورية في اب (اغسطس) 2015 وصودق عليها في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي اتفاقاً يتيح للأولى استخدام قاعدة حميميم الجوية لفترة غير محدودة وتمنح العسكريين الروس وعائلاتهم حصانة ديبلوماسية.

ومن قاعدة حميميم تنطلق الطائرات الروسية لتنفيذ ضربات دعماً لنظام بشار الأسد، وتنشر روسيا في القاعدة نظام اس-400 الدفاعي الجوي.

 

غضب في تركيا بعد حرق «داعش» جنديين… وأردوغان يوسّع «التوغل» إلى الرقة

أنقرة، لندن – «الحياة»

اجتاحت موجة من الغضب والحزن الشديدين الشارع التركي إثر نشر «داعش» فيديو أظهر حرق جنديين تركيين حيَّين حتى الموت، وبدأ المدعي العام بتحقيق رسمي لمعرفة ملابسات الحادث، طالباً من الجيش والاستخبارات تقريراً عن الفيديو وهوية الجنديين، في وقت أشار الرئيس التركي رجيب طيب أردوغان الى احتمال توسيع «التوغل» التركي ليصل الى الرقة شرقاً وعفرين شمال غربي حلب.

وأكد الرئيس التركي أنه سيبحث مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مسألة إقامة حظر جوي في شمال سورية. ونقلت وكالة «الأناضول» عن أردوغان قوله في اسطنبول أمس، أن المدن التركية الجنوبية غازي عنتاب وكليس وشانلي أورفة، معرضة للخطر إذا لم تتحقق تلك المنطقة. وأشار إلى أطراف تسعى الى إقامة دولة جديدة شمال سورية، مشدداً على أن بلاده لن تسمح بإقامة تلك الدولة على الإطلاق.

ودافعت الحكومة وحليفها حزب الحركة القومية عن معركة الباب التي تخوضها فصائل سورية ضمن عملية «درع الفرات»، وقال رئيس الوزراء بن علي يلدرم أن «بسبب عملية درع الفرات، أصبحت تركيا فعلياً لاعباً أساسياً في الساحة السورية والشرق الأوسط»، فيما قال الزعيم القومي دولت باهشلي «إن العودة من دون تحرير الباب ستترتب عليها كوارث كبيرة لتركيا».

وكان أردوغان الذي قال أن التخلّي عن معركة الفرات قد يعيد تركيا إلى حدود اتفاق سيفر قبل أكثر من مئة عام، أكد أن حماية الوطن «تحتاج إلى مقاتلين وشهداء»، وأشار إلى أن «درع الفرات لن تقف عند حدود الباب وأن المعركة طويلة»، قائلاً: «بعد الباب، هناك عفرين ومنبج ومن ثم الذهاب إلى الرقة»، واضعاً بذلك خريطة العمليات. وأشار إلى احتمال تدخل أكبر وأوسع للجيش التركي وتضحيات مقبلة.

كما وزعت الحكومة التركية على وسائل الإعلام بياناً شرحت فيه «أهمية معركة الباب» عسكرياً وسياسياً. وأفاد البيان بأن هذا الأمر ضروري جداً من أجل منع قيام دولة كردية في شمال سورية، ومنع تمدد «داعش» باتجاه الحدود السورية، وأن «درع الفرات تأتي في إطار ما يسمى الحرب الاستباقية التي لا بد منها من أجل منع وصول الإرهابيين إلى داخل تركيا». وأعلن الجيش التركي أن عناصر فصائل «درع الفرات» قتلوا 68 متشدداً من «داعش».

وتفرض فصائل «درع الفرات» حصاراً على مدينة الباب. واحتدم القتال حول الباب الأسبوع الماضي، بمقتل جنود أتراك و138 متشدداً في اشتباكات الأربعاء، وذلك في أكثر الأيام دموية منذ بدء التوغل التركي في سورية. وقال الجيش أن 141 هدفاً لـ «داعش» قُصفت في الهجمات، وأن مقراً عسكرياً للتنظيم دُمّر. وتابع أن اثنين من مقاتلي المعارضة قتلا وأصيب ثالث. وأوضح وزير الدفاع فكري إشيك، أنه جرى تطهير المنطقة المحيطة بمستشفى استخدمه «داعش» كمركز قيادة ومخزن للذخيرة، ما يمثل تقدماً لمقاتلي المعارضة.

وفي العودة الى تداعيات حرق الجنديين، دعا ناشطون سياسيون وصحافيون الى منع تداول الفيديو احتراماً لعائلتي الجنديين، في وقت طرح حزب الشعب الجمهوري سؤالاً على الحكومة مفاده: «لماذا جنودنا في سورية؟»، ذلك بعد تصريحات لوزير الدفاع، قال فيها: «إن لدى داعش ثلاثة جنود أتراك مختطفين، ونحاول أن نتأكد من صحة الفيديو وهوية من يظهر فيه»، مع الإشارة إلى احتمال أن يكون «داعش» أعدم تركيين مقاتلين في صفوفه بعد اتهامهما بالخيانة وتصويرهما على أنهما جنديان في الجيش التركي.

وتساءل الصحافي المعارض المشهور يلماز أوزديل: «في الوقت الذي يسرح ويمرح المسلحون السوريون بحرية على أرضنا في تركيا ويقيمون في المخيمات تحت حمايتنا، نرسل جنودنا الأتراك إلى سوريا لتحريرها بالنيابة عنهم من يد داعش، هذا أمر غير مقبول»، ذلك بعد أنباء عن أن القتال في الباب بات بين «داعش» والجيش التركي مع انسحاب أو هروب معظم عناصر «الجيش الحر» الذين كانوا يقاتلون هناك وفق بعض الروايات التي تم تناقلها على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال الصحافي في جريدة «حريات» الأكثر انتشاراً، أحمد هاكان، رداً على سؤال المعارضة: «إن ما زجّ بجيشنا في معركة الباب كان سياساتنا الخاطئة منذ البداية في سورية، التي يستوجب تصحيحها مثل هذه التضحيات الآن».

 

مسيرة مدنيّة لدعم حلب تنطلق الاثنين من برلين إلى سوريا

برلين – الأناضول – تنطلق الاثنين “مسيرة مدنيّة لأجل حلب” من العاصمة الألمانية برلين، متوجهة إلى مدينة حلب السورية، تطالب المجتمع الدولي بإنهاء القصف في سوريا وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المتضريين هناك.

 

وقالت الصحفية البولندية والمدونة “آنّا البوث”، أحد القائمين على تنظيم المسيرة، إنهم يريدون تسليط الضوء على المأساة الإنسانية التي يعيشها شعب سوريا منذ أعوام.

 

وأضافت البوث: “أدعوا الجميع إلى المشاركة في مسيرتنا أياً كانت الانتماءات السياسية أو الدينية أو المهنية. إننا نسعى للتعرّف أكثر على بعضنا عبر هذه المسيرة المدنية التي ستنطلق صباح الاثنين”.

 

وأشارت البوث إلى أن نقطة انطلاق مسيرة ستكون في منطقة “تمبلهوف” في برلين والتي تضم عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين، معربة عن أملها في مشاركة نحو 3 آلاف شخص في المسيرة.

 

وتابعت البوث: “نحن مواطنون عاديون ولسنا قادرين على حل الخلافات، لكننا لا نريد البقاء مكتوفي الأيدي حيال ما يجري أملًا منّا باحتمال إحداث تغيير ما”.

 

وشدّدت الصحفية البولندية على ضرورة أن يتحلى الجميع بالعزم والإصرار “لإرغام السياسيين على الاستجابة لمطالب الشعوب وتحقيقها، وإلا فلن يفعلوا شيئاً”.

 

إيران تعرقل اتفاق روسيا وتركيا الخاص بحلب الشرقية: هل سينفجر الخلاف بين طهران وموسكو؟

منهل باريش

القدس العربي»: نفى عضو في «مجلس الشورى» لحركة «أحرار الشام « الإسلامية ـ طلب عدم ذكر اسمه ـ أن «اتفاق اجلاء المدنيين والثوار من مدينة حلب المحاصرة يرتبط بإخراج أحد من الفوعة وكفريا، لا مدنيين ولا مقاتلين، من الميليشيات الشيعية المتواجدة في البلدتين المحاصرتين».

ووصف ما نقلته وسائل إعلام النظام عن دخول البلدتين في الاتفاق أنه «إشاعات يبثها النظام وإيران من أجل الضغط على روسيا بهدف اشراك البلدتين في الاتفاق».

وحصلت «القدس العربي» على نسخة من الاتفاق المكتوب الذي وقع من أربعة أطراف، هم روسيا والنظام والمعارضة والوسيط بينهما. حيث وقع عن الحكومة الروسية الجنرال فلاديمير سافتشنكو، بينما وقع عن مجلس قيادة حلب العسكري، مسؤول حركة «أحرار الشام» والمكلف بالتفاوض، الفاروق أبو بكر.

ونص الاتفاق، على أربع نقاط: خروج المسلحين مع السلاح الفردي، وخروج المدنيين والمسلحين الذين يرغبون بمغادرة حلب. كما تتكفل القوات الروسية والسورية بضمان سلامة خروجهم حتى عقدة الرقة (غرب حلب). وكذلك التعهد بوقف إطلاق النار من الطرفين أثناء خروج المسلحين، بضمان الفريق المفاوض ممثلا بالشيخ عمر رحمون.

وأكد الناطق الرسمي باسم «أحرار الشام»، أحمد قرة علي، صحة الاتفاق في حديث إلى «القدس العربي»، وقال: «نص الاتفاق صحيح، لكن تأخر يومين بسبب خلافات في الجانب الآخر». واتهم قرة علي إيران وميليشياتها بأنها «عرقلت الاتفاق للضغط على الفصائل الثورية في ملف كفريا والفوعة».

وعلمت «القدس العربي» من الفريق المفاوض أن روسيا والنظام رفضا خروج المدنيين إلى ريف حلب الشمالي عبر تل رفعت باتجاه الشمال، وقال ممثل القوات الروسية أننا أبلغنا أنقرة أن باستطاعتها نقل المدنيين أو المقاتلين إلى ريف حلب الشمالي عبر الأراضي التركية، كما تفعل مع فصائل «درع الفرات».

في السياق، قامت الميليشيات الإيرانية بعرقلة الاتفاق، أكثر من مرة، من خلال محاولة خرق بنوده وإطلاق نيران رشاشاتها الثقيلة على الأحياء المحاصرة. وتطور الغضب الإيراني ظهر يوم الجمعة، عندما قام مدنيون سوريون، ينحدرون من بلدات الفوعة وكفريا ونبل والزهراء، من قطع طريق الراموسة أمام قوافل الخارجين من الحصار. كذلك قامت الميليشيات الإيرانية باحتجاز نحو 700 مدني من الخارجين من حلب المحاصرة، في محاولة منها لفرض شروط جديدة على الاتفاق.

والشرط الجديد الذي وضعته إيران، بعد فشلها في ادراج ملف الفوعة وكفريا في عملية الإجلاء، هو الإفراج عن أسرى «حزب الله» وباقي الأسرى الإيرانيين الذين وقعوا في أسر فصائل المعارضة المسلحة، في ريف حلب الجنوبي والشيخ سعيد والكاستيلو والملاح سابقا. واتهم النظام فصائل المعارضة أنها حاولت نقل أسرى مع المدنيين في القوافل الخارجة من الأحياء المحاصرة، إضافة إلى تهريب السلاح الثقيل في السيارات الخاصة التي خرجوا بها.

الخلاف الإيراني – الروسي ظهر إلى العلن مجددا عندما هددت روسيا بقصف أي طرف من الأطراف يخرق الاتفاق، وأصرت إيران عبر قنواتها الإعلامية أن تروج خبر «اخلاء الجرحى والحالات الإنسانية» من الفوعة وكفريا، المحاصرتين من «جيش الفتح» منذ ربيع عام 2015، عندما سيطر هذا الجيش على أغلب محافظة إدلب، واستعصت عليه البلدتان.

والضغط الذي تمارسه إيران على جميع الأطراف، من أجل ربط ملف البلدتين، هو ضغط سياسي يندرج في إطار الصراع الهادئ بينها وبين روسيا على قيادة المعركة في سوريا. فجميع المراقبين يعلمون أن لا جرحى في المدينة التي لم تتعرض لقصف منذ سنة، عندما أقر اتفاق الفوعة – كفريا/ مضايا – الزبداني. حينذاك قامت إيران بإجلاء كامل أعداد الجرحى عبر طريق إدلب – باب الهوى، ومن ثم تم نقلهم من مطار انطاكيا جنوب تركيا إلى مطار بيروت.

ولو سلمنا جدلا بوجود أي جريح، لقامت إيران بمقايضة خروجه مقابل الأعداد الهائلة للمرضى والجرحى الذين يموتون في مضايا بسبب نقص المواد الطبية، والحصار المطبق على نحو 40 ألف مدني محاصر في البلدة الحدودية مع لبنان.

إضافة إلى قيام طيران النقل الجوي العسكري، التابع للنظام، بإلقاء الاحتياجات العسكرية والطبية بشكل أسبوعي ودائم في صناديق مثبتة بالمظلات، فـــوق الأراضــي الزراعية التي تسيطر عليها الميليشيات على أطراف الفوعة من الجهتين الشرقية والشمالية.

ومن الواضح أن إيران تريد أن تفهم الروس أنها القوة الضاربة على الأرض وهي المتحكمة بمجريات الأمور ميدانياً. فهي التي تدعم نحو أكثر من 60 ميليشيا شيعية استقدمتها من العراق ولبنان وباكستان وأفغانستان وغيرها من الدول التي تتواجد فيها الأقليات «الشيعية».

ولا شك أن القرار الذي توصل إليه الروس والأتراك منفردين، دون إشراك إيران فيه، أثار غضبها. وستعمل على عرقلته حتى آخر لحظة ان استطاعت.

في المقابل، فان روسيا لن تتحمل «الشغب» الإيراني كثيرا، وإذا ما استمرت عرقلة التفاهمات الروسية مع الآخرين فإنها حكما ستلجأ إلى رفع الغطاء الجوي عن العمليات العسكرية الجارية في حلب. لكن، بالطبع، سيكون القرار الروسي قد تأخر كثيراً قبل أن تدرك حجم الخديعة التي أوقعهم فيها الإيرانيون.

 

انتفاضة عربية على الانترنت ضد الأسد وروسيا وحلب تغطي «فيسبوك» و«تويتر»

 

لندن ـ «القدس العربي»: غرقت شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت طوال الأيام الماضية في حالة من الغضب الشديد تجاه المجازر التي استهدفت مدينة حلب وأدت إلى سقوطها في أيدي قوات النظام السوري، وهو الغضب الذي تحول إلى ما يشبه «انتفاضة عربية الكترونية» ضد الأسد وحلفائه روسيا وإيران.

وتصدرت كارثة مدينة حلب الجدل على الانترنت وأغرقت شبكات التواصل الاجتماعي، فيما تداول ملايين المستخدمين العرب صوراً وتسجيلات فيديو تسربت من مدينة حلب خلال اقتحامها من قبل قوات الأسد بغطاء جوي روسي، كما تداولوا استغاثات متعددة من المدنيين المحاصرين في المدينة، من بينها استغاثات بالصوت والصورة أرسل بها بعض السوريين من أماكن تواجدهم داخل الأحياء المحاصرة.

وتصدرت عشرات الوسوم المتعلقة بمدينة حلب قائمة الأكثر تداولاً على «تويتر» طوال الأيام الماضية، كان من أبرزها وسم (#حلب_تباد) وهو الهاشتاغ الذي تبنته قناة «الجزيرة» الإخبارية وتابعته عبر شاشتها على مدار الساعة، إضافة إلى الوسم (#أغيثوا_حلب) و(#أغيثوا_حلب_يا_عرب) و(#حلب_التهجير_والمصير) والعديد من الوسوم الأخرى التي اجتذبت آلاف المغردين.

وكتب المدير العام لقناة «الجزيرة» ياسر أبوهلالة مغرداً على «تويتر»: «وقفت الجزيرة مع #حلب_تباد ومع حلب في التهجير الذي أنقذ آلاف الأرواح، ومع حلب شهيدة وشاهدة، حاولنا أن نكسر الصمت المحيط بالمحرقة وربما نجحنا».

ونشر العديد من النشطاء تسجيلات فيديو يستغيثون فيها بالعالم من أجل انقاذهم، كان أشهرها وأكثرها تداولاً الفيديو الذي نشرته بالانكليزية الناشطة الشابة لينا الشامي وبعثت به من داخل مدينة حلب ومن قلب الحصار، وقالت إنه ربما يكون الأخير لها في هذه الدنيا، حيث اجتذب أعداداً كبيرة من المشاركات على شبكات التواصل الاجتماعي، وسرعان ما انتقل إلى القنوات الفضائية الاخبارية، ومواقع الانترنت العربية والأجنبية، بما فيها مواقع انكليزية كبرى مثل «ميدل إيست آي» البريطاني الذي أبرز التسجيل.

 

مدن لا تموت

 

وكتب الوزير المصري السابق محمد محسوب مغرداً على «تويتر» عن مدينة حلب: «مدننا لا تسقط ولو احتلها غزاة، ربما بكت دما لكنها لا تفقد روح البقاء، سيفرح الغزاة ليلة لكنهم سيندمون الدهر، نحن أمة لا تموت وإن مرضت».

أما الناشط الفلسطيني المعروف عزام التميمي فكتب مغرداً: «الاحتفال بانطلاقة حماس هذا العام لا طعم له، ليس فقط بسبب حصار غزة ولكن بسبب جرح الأمة النازف، والأهم لأن حلب تذبح من الوريد إلى الوريد».

أما الإعلامي المصري أسامة جاويش الذي اشتهر ببث تسريبات مكتب السيسي فترك الشأن المصري وكتب مغرداً على «تويتر»: «مات ضمير العالم ولم تمت حلب» وأضاف مغرداً أبياتاً من الشعر: «هنالك لو ترى حلب، فحقُ الطفل قد سلب، وعرض فتاة يغتصب، صغيري إنني أرجوك لا تكبر، فأمتنا مقسمة وأمتنا ممزقة وكل دقيقة تخسر».

وكتب الصحافي والكاتب الفلسطيني المعروف ياسر الزعاترة: «ما أكثر الذين فضحتهم ثورة سوريا؟! كانت سؤالا أخلاقيا قبل السياسة. الانحياز لشعب ثار ضد طاغية مسألة أخلاقية، لمن يعرفون الأخلاق» وأضاف: «هذه معركة طويلة ومريرة. لا نعزي أنفسنا حين نقول إن القتلة سيفشلون، فهذا تحليل يستند لوقائع. هذه أمة لا تستسلم أبدا، وتاريخها شاهد».

وتابع الزعاترة في تغريدة أخرى: «حلب ضمير الأمة. من جرحها يتنفس الأحرار، وعلى إيقاع حزنها وقهرها يرقص القتلة والصغار. لا مقارنة بين من ينصرون شعبا، ومن ينصرون طاغية» ويؤكد: «يخسر الحق جولة، لكنه يبقى راية مرفوعة، ويربح الباطل جولة، لكنه يبقى مجللا بالعار. العار لمن يرفعون شعار الحسين ويقاتلون في جيش يزيد».

الناشط السوري والإعلامي المعروف هادي العبد الله كتب على «تويتر»: «سنتذكر دائماً ولن ننسى أن مجرمي العالم قد وضعوا أهل حلب بين خيارين: إما «القتل الجماعي» أو «التهجير الجماعي»، فاخترنا جميعاً أخف الجريمتين!».

وشغلت قضية حلب أغلب الرموز الدينية والاجتماعية والشخصيات المهمة في السعودية والخليج، حيث كتب الداعية السعودي الشيخ محمد العريفي: «قديماً جنّد المغول أسراهم الصينيين لغزو بلادهم وطاغية سوريا اليوم يجند أسرى حلب ضد مدينتهم! اللهم كن لأهلنا في حلب حافظاً ومؤيدا ونصيرا».

وأضاف: «بسقوط أحياء حلب الشرقية والمجازر على أهلها والقتل الذريع! تحترق حدائقنا الخلفية وتنكشف ظهورنا لا، بل تحترق قلوبنا أيضاً».

وكتب الشيخ سلمان العودة: «حلب مذبحة للبشر ومذبحة للضمير الإنساني والاخاء الإسلامي والجنس العربي» كما نشر أبياتاً من الشعر يقول فيها: «لا ليس لليأس درب في مشاعرنا، وإن صلت أهلنا في الشام نيرانُ، ياشام قد لاحت البشرى على ظمإٍ، واستشرف الفجر أسماعٌ وآذان».

وقال الناشط أسامة أحمد: «حلب لا تنزف.. حلب تتبرع بالدم لأمة علي فراش الموت». فيما كتبت ناشطة تطلق على نفسها اسم فاطمة: «وكأنها القيامة.. وكأنهم ليسوا بشرا.. الله أكبر يا جيوش المسلمين». وغرد ناشط آخر على «تويتر» قائلًا: «لن ينصلح حال المسلمين إلا بعد الانسحاب بالكامل من مجلس الأمن والأمم المتحدة عندها سنعلو».

 

شبيحة الأسد

 

وبينما كان أغلب المستخدمين على شبكات التواصل الاجتماعي يتضامنون مع مدينة حلب فان أنصار النظام السوري وإيران احتفوا بسقوط المدينة واتهموا الضحايا فيها بأنهم «جماعات إرهابية مسلحة» ليثيروا الجدل والغضب ويواجهوا موجة من الشتائم من متضامنين عرب غاضبين مما يجري.

واحتفى عضو البرلمان الأردني طارق خوري بانتصار النظام في حلب، وقال في تغريدة على «تويتر» إن «هدف الحرب على سوريا هو النيل من موقعها ودورها المقاوم، لأنها قالت لا للسياسات الأمريكية ولأنها الوحيدة التي دعمت مقاومة لبنان وفلسطين والعراق».

وتابع: «ما تحقق في حلب يجهض مشروع التقسيم، ويختصر الطريق باتجاه إنهاء الحرب على سوريا، وإنتاج حلّ سياسي يضمن وحدة سوريا أرضا وشعبا ودولة». وأضاف: «اليوم حلب حرة موحّدة في حضن الدولة السورية، وخروج المسلحين فجرا».

ودعى «شبيح الكتروني» يُدعى «جميل» في تدوينة على الانترنت إلى «تعليق جثث الضحايا على أسوار حلب»، وقال: «نريد ان نشرب من دمهم نبيذا يا بشار نبيذ داعش، علق جثثهم على أسوار حلب لا تترك جرذا واحدا يتنفس يا قيصر».

ونشر أحد المقاتلين في الميليشيات العراقية تسجيلاً مصوراً لمشاركته في الاحتفالات بمدينة حلب، مباركاً لجميع الميليشيات اللبنانية والعراقية المشاركة في المعارك، ويظهر في الفيديو إطلاق كثيف للرصاص في شوارع حلب التي يسيطر عليها النظام.

كما نشرت فتاة أو سيدة تُدعى منى عبد الشافي صوراً لاحتفالات النظام في حلب على صفحتها في «فيسبوك» وكتبت تحت الصور: «حلب تحررت بالكامل مبروك لسوريا وأهلها، الجيش السوري يحتفل بتحرير حلب بالكامل، تم تحرير مدينة حلب بشكل كامل من المجموعات المسلحة وسيتم الإعلان عن ذلك بشكل رسمي خلال الساعات القليلة المقبلة».

وكتب آخر: «ألف مبروك، إلى سوريا المقاومة، التلفزيون السوري يعلن رسمياً سيطرة الجيش على كامل مدينة حلب».

 

إعلامي سعودي يثير الجدل

 

وأثار الإعلامي السعودي البارز والمعروف وليد الفراج، وهو أحد مقدمي البرامج في قناة «أم بي سي» أثار جدلاً واسعاً على الانترنت تحول إلى حملة ضده على شبكات التواصل الاجتماعي بسبب تغريدة اعتبر فيها أن ما يجري في سوريا انما هو «حرب أهلية» وليس «ثورة».

وكتب الفراج الذي يتابعه على «تويتر» أكثر من خمسة ملايين شخص تغريدة قال فيها: «بعد خمس سنوات ساخنة تراجع تفاعل المواطن السعودي مع الأحداث العربية بسبب أنه اكتشف متأخراً أن القصة كلها صراع دولي ولعبة سياسية، مالنا شغل».

وأثارت تغريدة الفراج غضب السعوديين الذين أطلقوا حملة لالغاء متابعته ومقاطعة ما يكتب على «تويتر» وأطلقوا الهاشتاغ (#الغاء_متابعه_وليد_الفراج) و(#وليد_الفراج_مالنا_شغل) وذلك للاحتجاج ضده، وهي الحملة التي تجاوب معها عدد كبير من السعوديين والعرب وأدت إلى فقدان الفراج أكثر من 200 ألف متابع من أصل خمسة ملايين شخص يتابعون ما يكتب على شبكة التواصل الاجتماعي.

ونشر أحد النشطاء صورة لتغريدة سابقة يتضامن فيها الفراج مع ضحايا الاعتداء الإرهابي الذي ضرب فرنسا، وصورة لتغريدته التي يقول فيها عن مجازر حلب «مالنا شغل» وكتب الناشط معلقاً: «مع الغرب أقصى درجات التعاطف ومع العرب لعبة سياسية ومالنا شغل.. مثال بسيط على الانبطاح والخضوع».

وكتب السعودي أحمد عسيري رداً على تغريدة الفراج: «لا تتحدث بلسان الشعب السعودي انت لا تمثل إلا نفسك.. سوريا منا ونحن منهم».

وكتب وجدي كعكي: «اخوان لنا يذبحوا وانت تقول لعبة سياسية مالنا شغل، أنتم عار على الإعلام ولا تمثلون آراء الشعب».

أما خالد المزيني فكتب مغرداً: «لا تقل له اخوانك في سوريا فمن يبادون أكثر ولاء وبراء لله ولرسوله وللوطن منه ولكن كيف لمثله الفهم». أما خالد الحربي فأضاف «من لم يكن لإخواننا في حلب وهي في أشد الظروف بما يملك ولو بالدعاء فليس لنا حاجة به».

واتهم عامر الدوسر الفراج بأنه عديم الإنسانية، وكتب يقول: «من لا يتأثر ويتعاطف ويحزن لما يحدث في حلب من إبادة لأهلها لا يحمل في قلبه ذرة من الإنسانية».

 

هجمات واغتيالات تستهدف المعارضة السورية في إدلب

جلال بكور

قتل عدد من عناصر المعارضة السورية المسلحة، وجرح آخرون، بينهم قيادي، في هجمات نفذها مجهولون في مناطق عدّة بريف إدلب شمال سورية خلال الساعات الماضية؛ وتأتي تلك الاغتيالات في وقت تقوم فيه فصائل المعارضة السورية المسلحة بعقد مشاورات في سبيل توحيد صفوفها.

وفي حديثه لـ”العربي الجديد”، ذكر النّاشط جابر أبو محمد أنّ “مجهولين قاموا بمداهمة مقر لـ”جيش إدلب الحر” التابع لـ”الجيش السوري الحر”، في بلدة معرة حرمة بريف إدلب الجنوبي، وقتلوا اثنين من القياديين، ونهبوا الأسحلة الموجودة في مستودع المقر، ولاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة”.

كذلك أفادت مصادر محليّة لـ”العربي الجديد” بمقتل عنصر من “حركة أحرار الشام الإسلامية” المعارضة للنّظام السوري، من جرّاء إطلاق النار على حاجز للحركة من قبل مسلحين مجهولين، بالقرب من مدخل بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي.

اقــرأ أيضاً

تحذير أممي من “حلب ثانية”: إدلب هدف مقبل؟

وفي السياق ذاته، تحدثت المصادر عن إصابة العقيد المنشق عن قوات النظام “أبو عمر”، وهو قائد “الفرقة 23” في “الجيش السوري الحر” مع ثلاثة من مرافقيه، إثر قيام مسلحين مجهولين باستهداف سيارتهم على طريق بلدتي صلوة وقاح في ريف إدلب الشمالي.

وتضاربت الأنباء حول مصير العقيد أبو عمر، حيث أكدت مصادر إصابته بجراح، بينما قالت مصادر أخرى أنه توفي نتيجة الإصابة لاحقًا.

ولم تتبنَّ أيُّ جهة تنفيذ الهجمات ضد المعارضة السورية المسلحة في إدلب، حتى اللحظة، في حين اتهمت مصادر من المعارضة السورية أيادي تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) والنّظام السوري بتنفيذ تلك العمليات، بهدف زرع الفتنة بين فصائل المعارضة، ووضع عثرات في طريق تجمعها في كيان عسكري واحد.

ويذكر أن مدينة إدلب وريفها، ومدنًا سورية أخرى، شهدت خلال الأيام الماضية عدّة محاولات وعمليات اغتيال طاولت قياديين وعناصر في المعارضة السورية المسلحة، ولم تتبنَّ أي جهة تنفيذ تلك العمليات.

 

مصالحات” على وقع هاجس التهجير في الجنوب السوري

عدنان علي

على الرغم من انشغاله بمعركة حلب، لم يهمل النظام السوري مشروعه الآخر في محيط العاصمة دمشق، ومجمل الجنوب السوري، والمتمثل في “عمليات المصالحة” التي تقضي، في المحصلة، بإخلاء تلك المناطق من مقاتلي المعارضة، وبسط سلطة النظام عليها مقابل تخفيف الحصار عنها، والسماح بإدخال المواد الغذائية والصحية إليها. وبعد سلسلة من “مصالحات” بدأت في داريا التي تم ترحيل مقاتليها وسكانها في أغسطس/آب الماضي، مروراً بالمعضمية ودمر والهامة وقدسيا والتل وخان الشيح مع مجمل مناطق الغوطة الغربية وآخرها زاكية، تتجه جهود النظام إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في جبل الشيخ. وهذه المناطق تخضع للحصار من جانب قوات النظام والمليشيات المساندة له من جهة. كما تعاني من خلافات بين الفصائل، مع غياب الدعم عنها من جهة أخرى، وهو ما تجلى في فشل معظم العمليات العسكرية التي أعلنت عنها تلك الفصائل أخيراً ضد قوات النظام.

 

” وتقود عملية “المصالحة” المذيعة في تلفزيون نظام بشار الأسد، كنانة حويجة، وهي ابنة أحد كبار الضباط في جيش هذا النظام، وكان لها دور مماثل في العديد من مدن وبلدات ريف دمشق، والتي أدت إلى ترحيل مقاتلي المعارضة فيها، وتسليم تلك المناطق لقوات النظام. وقال الناشط، معاذ الخطيب، لـ”العربي الجديد” إن جولة تفاوضية جديدة بين وفد النظام وممثلي المعارضة عقدت يوم الجمعة الماضي، وسط انقسام في صفوف ممثلي المعارضة بين من يرغب بالتفاوض وعقد تسوية مع النظام، ومن يرفض لذلك، وفي مقدمتهم ممثلو جبهة “فتح الشام”. وأوضح أن ممثلي قرى كفر حور وبيت سابر وبيت تيما موافقون على التفاوض، فيما لم يحسم ممثلو قرى بيت جن ومزرعة بيت جن أمرهم بعد. وأضاف أن المؤيدين للتفاوض يرون أنه السبيل الوحيد للبقاء في أرضهم وتجنب التهجير، في حين يرى آخرون أن التمسك بالسلاح هو السبيل للبقاء في الأرض. لكن الطرفين متفقان على رفض الخروج من مناطقهم ورفض التهجير إلى أي منطقة.

 

وأكد الخطيب أن نظام الأسد وبالتنسيق مع الروس، موافق على بقاء الأهالي والمقاتلين في مناطقهم، وهو يقدم عروضاً أفضل مما قدمه في المناطق الأخرى، منها إبقاء السلاح الخفيف بيد مقاتلي المعارضة، بالنظر إلى حساسية المنطقة الحدودية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وكانت مجلة “نهضة الحرمون” التي تصدر في القنيطرة نشرت ما وصفته بالبنود أو الشروط التي طرحتها مندوبة النظام خلال الاجتماعين السابقين مع مندوبي فصائل المعارضة. وتتضمن تسليم السلاح الثقيل والمتوسط والفردي، وخضوع جميع المطلوبين لـ”تسوية وضع”، وتشكيل فيلق في الحرمون، مؤلف من 1200 مقاتل يتبع لجيش النظام، ويتحرك تحت أمرته في المنطقة، بحيث يبسط الجيش سيطرته على جميع المناطق بمساعدة فيلق “الحرمون” المشكل. وبالنسبة للمتخلفين عن الخدمة العسكرية، فيمنحون مهلة ستة أشهر للالتحاق بقطعهم العسكرية. وكل من يبلغ عمره 40 سنة وما دون، هو مطلوب لخدمة الاحتياط، في حين تتم تسوية وضع المنشقين عن الجيش، ومن ثم يتم تسريحهم.

 

غير أن مصدراً في “تنسيقية الثورة السورية في بيت سابر بجبل الشيخ” نفى لـ”العربي الجديد” صحة ما أوردته المجلة. وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، إن الحد الأدنى المطروح من جانب فصائل المعارضة يتمثل في عدم ترحيل أحد من مقاتلي المنطقة إلى خارجها، وألا يكون هناك تهجير أو قتال إلى جانب قوات النظام، فضلاً عن ضرورة إطلاق سراح المعتقلين وتأمين الأمور الخدمية. ونفى المصدر أن تكون الفصائل بوارد تسليم السلاح الخفيف، معتبراً أن حديث الإعلامية، كنانة حويجة، عن هذا الأمر جاء نتيجة “استفزازها” من جانب المفاوضين، وهو ما تراجعت عنه لاحقا خلال حديثها مع من وصفهم المصدر بالعقلاء بين ممثلي الفصائل. ولفت المصدر إلى أن حويجة وافقت منذ الجلسة الأولى على ألا يخدم أي متخلف عن الخدمة العسكرية أو منشق أو احتياط، في جيش النظام، فيما تتم تسوية أوضاع من يرغب في إلقاء السلاح والعودة إلى حياته الطبيعية، مع إعفاء الناس من فواتير الكهرباء والماء وعودة الموظفين إلى وظائفهم، بحسب المصدر.

 

وكان وفد يمثل قوات النظام برئاسة حويجة دخل في العاشر من الشهر الجاري إلى بلدة بيت سابر، وهي إحدى قرى جبل الشيخ الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. وعقد الوفد اجتماعاً مع ممثلين عن التشكيلات العسكرية الموجودة في المنطقة. ثم عقد اجتماعاً ثانياً بعد خمسة أيام، لكنه شهد توتراً بين الجانبين، إذ أطلقت حويجة تهديدات باجتياح المنطقة عسكرياً في حال لم تلب الفصائل شروط المصالحة التي طرحها وفد النظام. وفي هذا الصدد، قالت بعض المصادر أن هذه الشروط تتضمن ترحيل المقاتلين إلى إدلب، أو انضمامهم إلى فيلق جديد يتم تشكيله مقابل السماح لهم بالبقاء في مناطقهم.

 

وكانت قوات نظام الأسد قد توصلت إلى اتفاق تسوية مع أهالي بلدة زاكية في ريف دمشق الغربي، يقضي بـ”تسوية أوضاع” المتخلفين والمنشقين والمطلوبين الراغبين بالتسوية. وينص الاتفاق أيضاً على إعطاء المتخلف والمنشق مدة 6 أشهر لتسوية وضعه، لكن يحق له ضمن هذه المدة، حسب ادعاءات النظام، الخروج إلى أي مكان آخر.

 

” وفي موازاة ذلك، ذكرت مصادر مطلعة أن اجتماعاً كان من المفترض أن تعقده ما تسمى بلجان المصالحة في كل من بلدتي خان أرنبة وجباتا في محافظة القنيطرة، في فرع سعسع للاستخبارات العسكرية الأسبوع الماضي. لكن بعد حضور أعضاء تلك اللجان إلى مكان الاجتماع، أبلغهم رئيس الفرع أن الموضوع بات بيد الروس الذين يتولون ملف المصالحة اليوم. وأكدت المصادر أن لجنة روسية للمصالحة ستحضر قريباً إلى محافظة القنيطرة لترتيب هذا الاتفاق.

 

ونشرت صفحات موالية للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لاجتماع محافظ القنيطرة مع وفد روسي ضم عدداً من الضباط، تم خلاله مناقشة وضع المصالحات الوطنية بالمحافظة. وتأتي هذه الخطوة استكمالاً لمشاريع مماثلة بدأتها قوات النظام السوري مطلع هذا العام، شملت عدة مناطق بريف القنيطرة الأوسط.

 

وتشير تقديرات إلى أن عدد مقاتلي فصائل المعارضة في القنيطرة وريفها يصل إلى نحو 2000 مقاتل، موزعين على عدد من التشكيلات التابعة للجبهة الجنوبية وحركة “أحرار الشام” وجبهة “فتح الشام”، ويسيطرون على العديد من البلدات والقرى. غير أن مقاتلي المعارضة في القنيطرة يخضعون لحصار منذ أكثر من سنتين. وخلال الأشهر الماضية، حاولوا مرات عدة كسر هذا الحصار بالتعاون مع قوات المعارضة في درعا. ومعركة “قادسية الجنوب” كانت آخر المحاولات التي قامت بها فصائل المعارضة بين شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين، لكنها لم تنجح في ذلك.

 

وكان مركز التنسيق الروسي بقاعدة حميميم بدأ بالاضطلاع بدور أكبر في هذا الموضوع منذ بدء الهدنة. وأصبحت بيانات المصالحة تصدر عنه. وترافق ذلك مع استقبال المركز لعدد من الوفود التي كانت قد دخلت بمصالحات سابقة مع النظام. وأظهرت تقارير إخبارية مصورة لقنوات موالية للنظام مجموعة من الجنود الروس بالزي العسكري في إحدى الصالات التي شهدت ما أطلق عليه “مؤتمر مصالحة الجنوب”. وجرى خلاله إعلان إنجاز اتفاق مصالحة مع وجهاء بلدة إبطع في ريف درعا الشرقي. كما تم الإعلان عن تحضيرات لضم كل من طفس ونوى وبلدات أخرى لهذا الاتفاق. لكن فصائل المعارضة نفت ذلك، كما هددت وخونت كل من يسير بهذا الطريق. وقبل أيام جرى اختطاف شخص ينشط في لجان المصالحة، يدعى أبو ياسر الداغر، في ريف درعا الشرقي، من جانب مسلحين مجهولين.

 

المعارضة السورية ترسم معالم “ما بعد حلب” عسكرياً وسياسياً

محمد أمين

تستعد المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري لمواجهة المرحلة الأصعب التي صار يرمز إليها بمرحلة “ما بعد حلب”، بعد خروجها من ثاني أكبر المدن السورية، في ظل مؤشرات على نية النظام وحلفائه الانقضاض على محافظة إدلب، أهم معاقل المعارضة لإخضاعها، وفرض تسوية تُبقي النظام وتنهي مفاعيل الثورة بوصفة جديدة باتت تسمى “مسار موسكو”. أما عناوينها فتتجلى في تهميش المعارضة السورية ممثلة بالهيئة العليا للمفاوضات عن أي جلسات مفاوضات سياسية، وإنهاء دور الأمم المتحدة والدول العربية الصديقة للمعارضة، وكذلك الدول الغربية التي تسمي نفسها “أصدقاء الشعب السوري” عن هذا المسار. والنتيجة المرجوة تتمثل في استفراد موسكو برسم هوية من هو المعارض ومن هو “الإرهابي”، في جلسات ينتظر أن تكون العاصمة الكازاخستانية، أستانة، مقراً لها بدءاً من منتصف الشهر المقبل.

 

وضعٌ صعبٌ فَرَضَ على المعارضة مباشرة القيام بـ”مراجعات” سياسية وعسكرية لمواجهة التحديات الكبرى التي تنتظرها في العام المقبل. وتجهد المعارضة لإفشال العديد من السيناريوهات التي يحاول الروس والإيرانيون فرضها على السوريين، في مسعى لتعزيز وتثبيت مكاسب استراتيجية حققوها من وراء دعم لا محدود لنظام بشار الأسد.

 

” وتحاول موسكو قطع الطريق أمام الهيئة العليا للمفاوضات التي باتت العنوان الأهم للمعارضة. وهذه “الهيئة” ترفض بالمطلق المشروع الروسي القائم على بقاء الأسد، من خلال المضي في خطوات عقد مباحثات بين النظام و”معارضات” صُنعت في موسكو، أو طهران، ولدى الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، في أستانة. والهدف الروسي يتمثل في بلورة حل يُبقي الأسد في السلطة، في تحايل مكشوف على إرادة المجتمع الدولي التي تجلت في قرارات صدرت عن مجلس الأمن الدولي، آخرها القرار 2254، ومحاولة لفرض “إرادة محتل” على السوريين.

 

وتعمل الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري، أحد العناوين السياسية للثورة السورية، على إعداد تصور لخطة استراتيجية لعام 2017، ستُعرض على الهيئة العامة للائتلاف للحصول على موافقتها عليها. وأشار رئيس الدائرة الإعلامية في “الائتلاف”، أحمد رمضان، إلى أن التطورات الراهنة في سورية، والتي تلت ما سماه بـ”غزو روسيا” لسورية في سبتمبر/أيلول 2015، إضافة إلى “تزايد التدخل الإيراني المباشر عبر مليشيات طائفية، وما فرضه ذلك من تغيرات في الواقعين السياسي والعسكري”، أوجب على الائتلاف، كـ”مظلة شرعية سياسية”، التحرك بالتعاون مع مختلف المكونات والفصائل للعمل “على وضع استراتيجية عمل جديدة للثورة السورية، تعمل على تقوية البنيان السياسي وتنسيق الخطاب الإعلامي وتوحيد الجسم العسكري ضمن جيش وطني واحد”، وفق رمضان. وأوضح في حديث مع “العربي الجديد” أن الاستراتيجية الجديدة “تركز على إعادة النظر في الأهداف العامة بما يساعد على تعميق البعد الوطني، والعمل على إعادة بناء الهوية الوطنية الجامعة للسوريين من خلال عقد وطني”.

 

وتابع رمضان بالقول إنه “وفي هذا الإطار، يتم العمل على تفعيل آليات عمل الائتلاف ضمن دوائر متخصصة، ووضع برامج الاستجابة للأزمات بفاعلية، واستكمال عملية انتقال الائتلاف ومؤسساته إلى الداخل السياسي، ومراجعة التحالفات الدولية وتأثيراتها، والتركيز على حماية المدنيين، وإدارة المنطقة الآمنة، واعتماد مبدأ المدن المفتوحة، ونقل مراكز القوى العسكرية إلى الجبهات، ورفض المصالحات التي يسعى الاحتلالان الإيراني والروسي لفرضها”. وأضاف أنه سيتم العمل دولياً على تفعيل مشروع “الاتحاد من أجل السلام” في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي يشكل تحركاً موازياً للعمل في إطار مجلس الأمن.

 

وأشار رمضان إلى أن الاستراتيجية الجديدة تلحظ العمل المدني. وقال: “نعمل على تمكين الحكم المحلي من خلال الحكومة المؤقتة، والمجالس المحلية، وإعداد المخططات الخاصة بإعادة الإعمار، والعمل على تعزيز فرص التنمية، وإيجاد فرص عمل واقتصاد قادر على تحقيق موارد ذاتية في المناطق المحررة”.

 

وحول الجانب العسكري في استراتيجية قوى الثورة والمعارضة المقبلة، أكد رمضان أنها تتضمن “تأسيس جيش وطني، ومقاومة شعبية بقيادة موحدة، والالتزام بالتصدي للاحتلال الأجنبي، ومحاربة الإرهاب بكافة مكوناته، واحترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وأن تستعيد الثورة رسالتها السامية في حماية الحريات وصيانة كرامة الإنسان السوري، وبناء سورية الموحدة بنظامها المدني الديمقراطي، على قاعدة تداول السلطة”، وفق رمضان.

 

” بموازاة ذلك، تحاول المعارضة السورية المسلحة استيعاب درس حلب “القاسي”. وبدأت ترسم خطة لمواجهة تداعيات ما جرى في كبرى مدن الشمال السوري، في مسعى منها لتجنّب خسارة أخرى في ريف حلب الغربي، ومحافظة إدلب التي باتت أهم وأكبر معاقلها. وشرعت في خطوات من شأنها توحيد الجهود العسكرية في جسم واحد تذوب فيه كل الفصائل، والتجمعات، و(الجيوش) التي تعددت راياتها ومساعيها، مما أدى إلى تعثر الإمكانات وتشرذم الصفوف، وهو ما استفاد منه الروس والإيرانيون، لا سيما في حلب.

 

وقد وجدت الفصائل العسكرية المعارضة نفسها في عين عاصفة غضب شعبي أثناء تهجير عشرات آلاف المدنيين من مدينة حلب. وخرجت تظاهرات حاشدة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام تطالب الفصائل بالاتحاد ومواجهة المليشيات الطائفية التي لا تخفي نيتها في إخضاع سورية كلها للإرادة الإيرانية. وكان مشهد تجوّل قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في حلب صادماً للسوريين، وهو ما دفع فعاليات ثورية مدنية وعسكرية للدعوة إلى وحدة الفصائل، وإلغاء كل الرايات باستثناء راية الثورة السورية.

 

وأكدت مصادر في المعارضة السورية أن جهوداً تبذل على هذا الصعيد، لكن ملامح الكيان العسكري الجامع “لم ترسم بعد” بسبب وجود تباينات في الرؤى، لا سيما لجهة وجود جبهة “فتح الشام” (النصرة سابقاً) في الكيان الجديد من عدمه. وكشفت مصادر أن هناك تيارين حيال توحيد فصائل المعارضة العسكرية: الأول يرفض إدخال جبهة “فتح الشام” في التشكيل الجديد قبل أن تعلن حل نفسها، مستنداً إلى رفض دولي للجبهة، ما قد يؤدي إلى رفض التشكيل من قبل المجتمع الدولي وحرمانه من الدعم السياسي والعسكري؛ والتيار الثاني يرفض أي وجود لجبهة “فتح الشام” حتى ولو حلت نفسها، ويعمل على تأسيس تشكيل بعيد عنها، قوامه الفصائل التي ترفع راية الثورة السورية، وليس لها خلفيات إسلامية واضحة.

 

وأشارت المصادر إلى أن السلطات التركية ليست بعيدة عن مشروع توحيد الفصائل العسكرية المعارضة “ولكنها ليست بالواجهة”، ذاكرةً أن حركة أحرار الشام وفيلق الشام، وكلاهما قريب من تركيا، يدفعان في اتجاه اندماج الفصائل في كيان واحد، وقيادة واحدة تقع على كاهلها مسؤولية المواجهة في المرحلة المقبلة.

 

من جهته، أكد الناطق العسكري باسم حركة أحرار الشام، أبو يوسف المهاجر، أكبر فصائل المعارضة السورية، وجود مساعٍ “لجمع الجميع”، رافضاً الخوض في التفاصيل، ونافياً في حديث مع “العربي الجديد” الأنباء عن نيّة الحركة الاندماج مع جبهة “فتح الشام”، وحركة نور الدين الزنكي. وأوضح أن “الاندماج سيكون أوسع”. وتشكّل جبهة “فتح الشام” عقبة في طريق توحيد فصائل الثورة العسكرية في “جيش وطني” تحدث عنه رئيس الائتلاف الوطني السوري، أنس العبدة، أخيراً، من أجل حماية الثورة، والوقوف أمام محاولات وأدها. وتصنّف الجبهة ضمن ما تُوصف بـ “التنظيمات الإرهابية”. وتُتهم من قطاع واسع من السوريين بكونها حرفت الثورة عن مسارها، وأنها لم تكسب ثقة الشارع الثوري السوري بسبب تشددها وسعيها لتحقيق مشروع لا يوافق عليه معظم السوريين.

 

وسعت روسيا وإيران لتجميع المعارضة السورية كلها في محافظة إدلب شمال غربي البلاد، للانقضاض عليها دفعة واحدة، وبالتالي فرض رؤيتهما للحل النهائي في البلاد. وهو ما تحاول تركيا تجنبه من خلال دفع الفصائل إلى الاتحاد لإفشال هذا السيناريو، واستعادة زمام المبادرة العسكرية من جديد في حال عدم التوصل لتسوية تلبي مطلب السوريين بالتخلص من الأسد وأركان حكمه.

 

” وأكد عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي، بسام حجي مصطفى، أن محاولات تجري حالياً لـ”تحقيق ما يطمح إليه الشارع السوري، دفاعاً عن المناطق المحررة، وأهاليها”. لكنه أضاف في حديث مع “العربي الجديد” أن “أسباب الفرقة والضغوط الخارجية لا تزال هي الأقوى ولم تفلح المحاولات حتى الآن”. وأشار إلى أن جميع فصائل الثورة السورية تتحاور حول الوحدة، مضيفاً: “لكن البعض خرج ليتنصل، بحجة علمه ببعض التفاصيل، وعدم علمه بغيرها”. وأكد أن الفكرة تقوم على “تذويب وصهر الجميع في إطار عسكري موحد ضد النظام لإسقاطه، وتحرير الأراضي التي احتلها الروس والإيرانيون”. وأشار إلى “أن البعض لا يزال يفكر بالشروط الدولية أكثر من تفكيره بتحرير سورية”. وأكد أن لدى حركة نور الدين الزنكي أولوية “نضعها على طاولة أي توحيد، وأي تشكيل عسكري جديد، وهي مصلحة الشعب السوري، وشعارات الثورة وعلمها”. وقال “لسنا (تنظيم) القاعدة، ولا رديفاً لها كما يحاول من تنصل أن يوحي بذلك، بل نحن أحرار سوريون يدركون أن العالم تخلى عن مساعدة هذا الشعب، ولا يزال مصراً على تفريقنا”. وتابع أن “وهم القاعدة وحجتها لن يمنعنا من السعي لتوحيد السوريين تحت علم الثورة وأهدافها وأن لا طريق آخر لتقليل أثار التطرف إلا بتوحيد السوريين جميعاً تحت أهداف الثورة السورية”، بحسب قوله.

 

في مقابل هذه الطروحات “الوحدوية”، يرى كثيرون، داخل الائتلاف وخارجه، وداخل الفصائل المسلحة وخارجها، أنه لا بد من التفكير بجدوى استراتيجية “الخروج من المدن” لتفادي تكرار سيناريو حلب بتدميرها وتهجير مدنييها، من خلال التمركز في الأرياف والبوادي واعتماد خيار حرب العصابات. ويبرر أصحاب هذا الرأي فكرتهم بالقول إنه في الظروف الحالية للحرب السورية، وبعدما تخلت أطراف دولية كبرى عن دعم الفصائل المسلحة، صارت موازين القوى مختلة بشكل كبير لمصلحة معسكر النظام والقوى العالمية التي تدعمه على الأرض وفي الجو والبحر.

 

من هنا، يرى ممثلو هذا الطرح أن قدرة إدلب ودوما، وربما في مرحلة مقبلة درعا، وباقي المدن المحررة، على الصمود، ستكون متواضعة، لذلك ربما من الأجدى اعتماد حرب العصابات، والكر والفر بدلاً من التمركز كـ”جيش” في مدن مراكزها واضحة ومعروفة، ومقراتها علنية، مما يسهل أمر القضاء عليها بالقوة التي يمتلكها معسكر النظام، وبالقدر الحالي من الإهمال الذي تواجهه المعارضة السورية المسلحة من العالم بأسره.

 

إيران: تحرير حلب ليس نهاية الحرب  

أعلنت طهران أن ما وصفته بتحرير حلب ليس نهاية الحرب، وتعهدت بمواصلة القتال في سوريا ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي، في وقت اعتبرت فيه جبهة حلب الخط الأول للثورة الإسلامية الإيرانية، وفق تصريحات لقيادات عسكرية.

وقال العميد حسين سلامي نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني إن تحرير حلب لا يعني نهاية الحرب بل يشكل منطلقا مهما لاستمرار القتال إذا لم تتوصل الأطراف المتنازعة إلى حل سياسي يضمن وحدة وقوة سوريا.

 

ووصف سلامي في تصريحات صحفية تحرير حلب بأنه نصر واضح وفتح مبين وعلامة على النصر الإلهي لجبهة المقاومة في الميدان السوري حسب تعبيره، وأضاف أن سوريا تحولت إلى مفصل في مواجهة أميركا وحلفائها في المنطقة خلال السنوات الست الأخيرة.

 

كما أشار حسين سلامي إلى أن أحداث حلب وسوريا أظهرت أن حزب الله لم يعد كما كان يعتقد البعض بأنه قوة محلية لبنانية بل أصبح قوة في المنطقة وعاملا مؤثرا فيها على حد قوله.

 

ثورة

وتأتي تصريحات سلامي متناغمة مع قاله القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري من أن جبهة حلب السورية تعتبر الخط الأول للثورة الإسلامية الإيرانية، مضيفا أن من إنجازات الثورة تحقيق الأمن والاستقرار وأن مجالها قد تجاوز حدود إيران.

 

وخلال مراسم إحياء ذكرى تأسيس “قوات حماية الطيران” أمس السبت، لفت جعفري إلى أن هناك دولا تقيم علاقات واتصالات فيما بينها لتهديد أمن إيران.

 

وأضاف أن الوقوف في وجه أميركا مبدأ رئيسي ومحوري وأولي في الثورة الإيرانية، معتبرا أنها “فرضت الهزيمة على أميركا والكيان الصهيوني في حلب”.

 

واعتبر جعفري أن نطاق الأمن بات واسعا وتخطى حدود إيران، لأن من منجزات الثورة الإيرانية كان تصدير الثورة، وأشار إلى أن “الأعداء منذ البداية كانوا يحاولون الوقوف أمام تصدير وتقدم الثورة الإسلامية، لكن النتيجة اليوم على عكس ما كانوا يتوقعون”.

 

كما أشاد الرئيسان الإيراني حسن روحاني والروسي فلاديمير بوتين بما أسمياه “انتصار الجيش السوري على الإرهابيين في حلب”، وذلك في محادثة هاتفية مساء أمس، وفق ما أفاد به اليوم موقع الرئاسة الإيرانية.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

أردوغان: أبحث مع ترمب منطقة حظر جوي في سوريا

العربية.نت

كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيبحث مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قضية منطقة حظر جوي على الحدود التركية السورية.

وقال أردوغان أمس السبت في كلمة له باسطنبول، إن المدن التركية الجنوبية غازي عنتاب وكليس وشانلي أورفة معرضة للخطر، إذا لم تتحقق تلك المنطقة.

وأشار أردوغان إلى أن أطرافا تسعى لإقامة دولة جديدة شمالي سوريا، معبرا عن رفض بلاده لذلك.

مشددا على أن بلاده لن تسمح بإقامة تلك الدولة على الإطلاق، بالإشارة إلى الدولة الكردية، وبالتالي إقامة حظر جوي أمر لا بد منه لتأمين المنطقة بحسب وصفه.

وحول عملية “درع الفرات” أوضح الرئيس التركي “وصلنا إلى مدينة الباب (شمالي سوريا)، وقواتنا تحاصرها من الجهات الأربع وهي على وشك السيطرة عليها بالكامل.. المدينة ستحتضن سكانها الأصليين مجددا”.

وتحدث أردوغان عن أزمة اللاجئين السوريين، مؤكدا أن “تركيا أنفقت حوالي 20 مليار دولار لأجل اللاجئين. هذا المبلغ ليس بسيطا. أين الغرب؟ أين ذلك الغرب الغني؟”.

وأوضح أن: “الاتحاد الأوروبي وعد تركيا بتقديم 3 مليارات يورو (لإنفاقها على اللاجئين السوريين) اعتبارا من الأول من يوليو/تموز، وما قدمه حتى الآن هو 677 مليون يورو، فأين المليارات التي تعهد بها؟”.

وقال إن نحو 6 آلاف شخص لقوا حتفهم في البحر المتوسط خلال العام 2016 إلا أن تلك الدول لم تكترث لذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى