أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 26 أذار 2017

«فيلق الرحمن»: معركة جوبر دفاع عن النفس

الجيش الحر يتقدم في القلمون بهدف السيطرة على البادية

منهل باريش

«القدس العربي»: استطاع مقاتلو «فيلق الرحمن» تثبيت نقاطهم في كتل الأبنية الكبيرة، تحديدا في معمل النسيج ومعمل الاوكسجين وشركة الكهرباء، بينما تراجع مقاتلو حركة «أحرار الشام الإسلامية» و«هيئة تحرير الشام» في محيط البانوراما من جهتي القابون وسيرونكس. هنا الأبنية صغيرة نسبيا وغالبا ما تكون بارتفاعات طابقية صغيرة، وهذا ما سهل تدميرها بقصف جوي مركز، زاد عن خمسين غارة، يوم الأحد الماضي.

وثبت «فيلق الرحمن» سيطرته النارية على كراجات العباسيين وشارع فارس الخوري الواصل بين الكراجات وساحة العباسيين. وتعد الكراجات حدا فاصلا بين الطرفين، كونها منطقة خالية من الأبنية ولا يمكن لأي منهما البقاء وتثبيت نقاط فيها.

وكبدت الفصائل قوات النظام خسائر كبيرة من قوات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة وعناصر المخابرات الجوية، إثر المحاولات المتكررة لاسترجاع السيطرة على محيط كراجات العباسيين. وساعد المعارضة على الثبات المساحة المحدودة للعمليات، والتي تقدر بنحو 3كم. والسبب الذي منع استخدام الطيران في محيط العبـاســيين، هو قرب المسافة بين الطــرفين وكــثــافة الأبنية، فيما تفرد الطــيــران بالقصف في المنطقة المكشوفة في محيط البانوراما.

المتحدث الرسمي للفيلق، وائل علوان، وصف المعركة بأنها «دفاع عن النفس، فالغوطة أمام تحدّ وجودي في حال سيطرة النظام على حي القابون». وأضاف، في تصريح لـ«القدس العربي»، أن الهدف من المعركة هو «تخفيف الضغط عن حي القابون، ووقف سياسة القضم التدريجي التي يتعبها النظام».

ونفى علوان نية التقدم باتجاه العاصمة دمشق، وقال: «نحن ملتزمون باتفاقية أنقرة لوقف الأعمال القتالية». لكنه أشار، من جهة أخرى، إلى أن العلاقة بين الفيلق و«جيش الإسلام» جيدة وفي تحسن كبير. وعلق على الأخبار المتناقلة التي تحدثت عن منع جيش الإسلام من المشاركة بالمعركة، قائلاً: «نحن على تواصل دائم مع الجيش، والجيش يتحمل عبئا كبيرا في جبهة القابون، إضافة إلى الجبهات الشرقية، وكل ما في الأمر أن القطاع الذي تجري فيه المعارك هو قطاع فيلق الرحمن».

من الناحية السياسية، اعتبر علوان، المشارك في مباحثات جنيف حالياً في العاصمة السويسرية، أن «معركة جوبر ومعارك ريف حماة تخلق نوعا من التوازن مع النظام في المباحثات، وتقوي موقف المعارضة في الإصــرار علــى الانتقال السياسي».

إلى ذلك، سادت حالات ذعر وارتباك كبيرة في صفوف النظام، الذي قام باستقدام تعزيزات كبيرة إلى محيط ساحة العباسيين والبانوراما، ونشر الدبابات والمدرعات. وخيمت حالة خوف كبيرة على المدنيين الذين التزموا منازلهم خشية سقوط قذائف صاروخية عليهم، خصوصا في أحياء القصاع والتجارة القريبين من جبهة المعارك. وساهم في شدة الارتباك حجم التضخيم الإعلامي لنشطاء المعارضة على وسائط التواصل الاجتماعي، وبث الشائعات على مدار الأيام الثلاثة للمعركة.

وأصدر «فيلق الرحمن» بياناً رسمياً، نشره يوم الثلاثاء الماضي، حاول من خلاله تطمين أهالي العاصمة دمشق. وأكد البيان على الالتزام التام «بقانون النزاعات المسلحة وجميع الأعراف الدولية المتعلقة بالمعارك والنزاعات المسلحة». وشدد على «تحييد المدنيين بكافة أديانهم وطوائفهم وآرائهم عن دائرة الصراع وعن النيران المباشرة وغير المباشرة»، وكذلك «تحييد البعثات الدبلوماسية»، إلى جانب الالتزام «بحسن معاملة الأسرى» و«تأمين وحماية الطواقم الطبية والدفاع المدني وكافة المجموعات الإنسانية والإعلامية»، وتحييد «دور العبادة ورموزها والقائمين عليها عن الصراع والنيران المباشرة». ولاقى البيان ترحيبا واسعا في أوساط المعارضة السورية ونشطائها، كما وجه رسائل سياسية على كافة المستويات الإقليمية والدولية. وقد اعتُبر ردا مباشرا على ادعاء موسكو باستهداف أحد مبانيها الدبلوماسية وسقوط قذائف المعارضة عليه.

وتأتي معركة جوبر- القابون في سياق الرد العسكري ومحاولة فرض واقع جديد في خرائط السيطرة، تحديدا في المنطقة الجنوبية، التي ظلت ساكنة وهادئة لأكثر من عامين، باستثناء معارك «الجبهة الجنوبية» مع جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم «الدولة الإسلامية». وهكذا بدأت معركة السيطرة على منطقة «المنشية» الاستراتيجية والتي تعتبر أعلى منطقة في مدينة درعا، وبرر قادة عسكريون في الجبهة الجنوبية سبب المعركة بانه قطع الطريق على محاولات النظام للتقدم إلى الجمرك القديم المحاذي للرمثا الأردنية، بهدف فصل مناطق سيطرة المعارضة في شرق درعا عن غربها.

وتتزامن معركة جوبر- القابون مع معركة كسر الحصار عن القلمون الشرقي، الذي تسيطر عليه فصائل من الجيش الحر أهمها «أسود الشرقية» و«قوات الشهيد أحمد العبدو»، إضافة إلى فيلق الرحمن وجيش الإسلام. وتهدف المعركة إلى وصل مناطق سيطرة الجيش الحر المدعوم أردنيا وأمريكيا، والمتمركزة في محيط التنف بالقلمون الشرقي، وطرد تنظيم «الدولة» من بادية الحماد المتاخمة للغوطة الشرقية في بير القصب، والريف الشرقي للسويداء. جدير بالذكر أن المسافة بين الجانبين تقل عن 18 كم، بين الكتيبة المهجورة وبير مداد من الشــرق، وبين محيط المحسة غرباً. وتعتبر السيطرة على بادية الحماد من قبل فصائل الجيش الحر بارقة أمل كبيرة، ستساهم في كسر الحصار عن الغوطة التي بدأت تختنق بعد خسارتها عشرات القرى وكامل مناطق البساتين فيها، سيما مع الضغوط العسكرية الروسية الهادفة إلى فرض هدنة بين النظام وفصائل الغوطة.

 

احتدام المعارك بحماة والطيران يقصف بدمشق وإدلب  

صدّت المعارضة السورية المسلحة هجوما واسعا لقوات النظام في ريف حماة الشمالي التي تتعرض هي ومناطق أخرى في ريف دمشق وإدلب لقصف جوي غير مسبوق، مما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين.

 

وقالت مصادر في المعارضة للجزيرة إن مقاتليها تمكنوا من صد هجمات قوات النظام وحالت دون تقدمها إلى مناطق سيطرتها في ريف حماة الشمالي.

وأضافت المصادر أن قوات المعارضة السورية المسلحة استهدفت بصاروخ “تاو” مليشيا حزب الله اللبناني وقوات النظام، مما أسفر عن مقتل عشرات وتدمير عدد من الآليات العسكرية، في وقت حاول آخرون الهرب باتجاه قرية عرزاف في ريف حماة الشمالي.

 

وذكرت شبكة شام أن الطيران الروسي والسوري شن أكثر من ثلاثمئة غارة جوية على نقاط الاشتباك والمدن والبلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة، ولا سيما مدن كفرزيتا وحلفايا واللطامنة وطيبة الإمام وصوران ومورك وقرى وبلدات خطاب والزكاة وتل الصخر وزيزون وأرزة ومحيط قرية المجدل.

 

من جهتها قالت مديرية صحة حماة التابعة للمعارضة إن مدنيين، أحدهما طبيب، قُتلا وأصيب عشرات الأشخاص بحالات اختناق بعد استنشاقهم غاز الكلور السام الذي ألقي في براميل متفجرة من طائرة تابعة لقوات النظام السوري على مستشفى اللطامنة الجراحي في ريف حماة الشمالي.

 

وأضافت المديرية أن المصابين نقلوا إلى مستشفيات على الحدود السورية التركية، موضحة أن مستشفى اللطامنة توقف بالكامل عن تقديم خدماته الطبية، ليصبح رابع مستشفى يدمره القصف السوري والروسي في المحافظة خلال أقل من شهر.

جبهات أخرى

وفي ريف دمشق، ذكرت شبكة شام أن القصف الجوي الذي تنفذه طائرات النظام وروسيا على مدينة حمورية بالغوطة الشرقية ومناطق أخرى بالمنطقة أدى إلى مقتل أكثر من عشرين مدنيا، بينهم أطفال ونساء.

 

وفي العاصمة دمشق، شن الطيران غارات جوية مكثفة على حي جوبر وسط استمرار الاشتباكات على جبهات عدة في الحي، في وقت تعرض حيا القابون وتشرين لقصف بصواريخ وقذائف من قبل مدفعية النظام.

 

أما في إدلب فقد صعد الطيران الروسي والسوري من قصفه حيث تعرضت المدينة لأكثر من ثماني غارات بالصواريخ الفراغية استهدفت كلية التربية والملعب البلدي والأحياء السكنية وسط المدينة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

المرصد السوري: سد الفرات توقف عن العمل

القاهرة –  د ب أ – أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن سد الفرات الواقع على نهر الفرات في شمال مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، توقف عن العمل، لأسباب لا تزال مجهولة إلى الآن.

 

وقال المرصد في بيان صحافي الاحد ، إن مصادر رجحت أن يكون التوقف، جاء على خلفية انقطاع التيار الكهربائي المغذي للسد والذي يجري توليده من السد بشكل ذاتي.

 

وأكدت المصادر أن جسم السد الرئيسي والعنفات الرئيسية لا تزال تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” ( د اعش) ولم تتمكن قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة عليها حتى الآن.

 

قوات سوريا الديمقراطية تحقق مكاسب على حساب الدولة الإسلامية

بيروت – رويترز – قالت قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة الأحد، إنها سيطرت على بلدة الكرامة فيما تستعد لشن هجوم على معقل تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة من متوقع أن يبدأ في أوائل أبريل نيسان.

 

وتضيق قوات سوريا الديمقراطية،المؤلفة من مقاتلين أكراد وعرب، الخناق على الرقة المحاصرة داخل جيب آخذ في التناقص يقع على الضفة الشمالية لنهر الفرات وتقدمت نحوها في هجوم متعدد المراحل على مدى عدة أشهر.

 

وقال دجوار خبات وهو قائد ميداني لقوات سوريا الديمقراطية إنه يتوقع بدء الهجوم على الرقة في أوائل أبريل نيسان مؤكداً التوقيت الذي ذكرته رويترز في وقت سابق من الشهر الجاري بعد أن ضيق المقاتلون المدعومون من واشنطن الخناق على المدينة من أكثر من جبهة.

 

وكان خبات يجيب على أسئلة في مؤتمر صحافي مع صحافيين محليين في الكرامة وهي آخر بلدة كبيرة إلى الشرق من الرقة التي تبعد نحو 18 كيلومتراً. وتمكن مقاتلون آخرون من قوات سوريا الديمقراطية من الوصول بالفعل لمنطقة تبعد بضعة كيلومترات من الرقة من جهة الشمال الشرقي.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت بالكامل تقريبا على الكرامة لكن اشتباكات ما زالت تدور بينها وبين مقاتلي الدولة الإسلامية.

 

خروج آلاف السكان من مدينة الرقة السورية خوفاً من انهيار سد الفرات

دمشق –  د ب أ – بدأ آلاف من سكان مدينة الرقة السورية بالخروج من المدينة والتوجه الى الريف الشمالي والجنوبي بعد تحذير تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، من انهيار سد الفرات وتكثيف القصف الجوي لطائرات التحالف الدولي على المدينة خلال الأسبوع الماضي .

 

وقال سكان محليون في مدينة الرقة الاحد، إن ” سيارات تابعة لتنظيم داعش بدأت تجول المدينة وتدعو عبر مكبرات الصوت الأهالي للخروج من المدينة خوفاً من انهيار سد الفرات” .

 

وحسب السكان ، توجه آلاف من أهالي المدينة الى منطقة الكسرات وجامعة الفرات جنوب النهر عبر الزوارق لعبور النهر كما توجهت اعداد مماثلة باتجاه منطقة المزارع شمال غرب مدينة الرقة .

 

وأشاروا إلى أن مدينة الرقة أصبحت شبه خالية من السكان وأن الكثير من الأبنية بقي فيها عدد محدود من الاشخاص لحمايتها من السرقة .

 

وأكد السكان أن ” تنظيم داعش منع الأهالي خلال الأيام الماضية من مغادرة المدينة الا انه اليوم وبعد التحذيرات من انهيار سد الفرات سمح للسكان بالتوجه إلى منطقة المزارع غرب المدينة وعبور النهر الى منطقة الكسرات جنوب نهر الفرات وأن أغلب الاهالي حملوا معهم خياماً ومواد غذائية وتوجهوا إلى معارفهم وأقاربهم جنوب نهر الفرات “.

 

وأكدت مصادر طبية في مدينة الرقة أن ” غارات طائرات التحالف الدولي على مدينة الرقة قتلت خلال الأيام الخمسة الماضية 64 وأصابت أكثر من 100 بجروح وأن بعض الجثث لا تزال تحت الانقاض “.

 

وأكد تنظيم داعش في وقت سابق اليوم خروج سد الفرات عن الخدمة واغلاق جميع البوابات بفعل الغارات والضربات المدفعية الأمريكية المكثفة .

 

ونقلت وكالة أعماق التابعة للتنظيم عن مصدر في ديوان الخدمات قوله إن توقف عمل سد الفرات جاء نتيجة انقطاع التغذية الذاتية من التيار الكهربائي، ما أدى إلى خروج جميع تجهيزات وأقسام السد عن الخدمة بشكل كامل.

 

وتعرّض سد الفرات الأكبر في سوريا، لغارات جوية من طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة منذ مطلع العام الجاري، بالتزامن مع تقدم بري لـقوات سوريا الديمقراطية في محيطه.

 

وانتهى بناء سد الفرات عام 1973، وهو أكبر السدود في سوريا، وتقع خلّفه بحيرة كبيرة على نهر الفرات تمتد لأكثر من 90 كيلومتراً.

 

جنوب سوريا تحت «الضوء الكاشف» وسؤال مرهق لروسيا حول آلية ضمان «أصابع إيران»

بسام البدارين

عمان ـ «القدس العربي»: تعاني الضمانات التي تقدمها روسيا بوتيرة سريعة لكل من الأردن ومصر وبعض الأطراف العربية الأخرى عندما يتعلق الأمر بالتفاوض باسم النظام السوري من «عقبة فنية» ومهنية لا يمكن تجاهلها في الوقت الذي يركز فيه الأردن تحديدا على ضمانات «ميدانية» وعلى الأرض وليس سياسية فقط.

الأردن الذي يلاصق الحدود الجنوبية لسوريا ويعتبر الشريك الأبرز فيها يقطع خطوات كبيرة بإتجاه التنسيق مع روسيا ويطالب بمسألتين أساسيتين هما تجنب المدفعية الثقيلة بالقرب من قراه وشريطه الحدودي في حالة اندلاع معركة تحرير أو استعادة الجنوب ثم إبعاد ميليشيات الحرس الثوري وحلفائها من المقاتلين اللبنانيين والعراقيين لأكبر مسافة ممكنة عن وسط درعا.

المحطات الأمنية التابعة للاستخبارات الروسية في عدة عواصم في المنطقة تواجه بشكل متسارع أيضا السؤال التالي: «هل لديكم القدرة العملياتية الفعلية على الأرض لضمان الجانب الإيراني النافذ ميدانيا؟».

أركان السفارة الروسية في عمان وبعد افتتاح غرفة عمليات أمنية مشتركة وصغيرة يطرح عليهم مثل هذا السؤال.

بمعنى آخر يبدو ان موسكو وعندما يتعلق الأمر بالملف السوري تحديدا في مواجهة مباشرة خلف الستارة مع الاستفسار عن قدرتها الواقعية على التحدث أيضا باسم الإيرانيين خصوصا عندما يتعلق الأمر بمسألتين: الحرب على الإرهاب أولا -والاستعداد لمعركة جديدة مفصلية في جنوب سوريا ثانيا.

يتصور المجتمع المعلوماتي المرتبط ببعض الدوائر السياسية بأن أصابع لمنظمات ومؤسسات إيرانية أمنية لا يمكن ضبطها سياسيا، تمكنت فعليا وطوال خمسة أعوام من «اختراق» بنية بعض التنظيمات الجهادية أو الإرهابية في الداخل السوري.

ثمة من يردد هنا تحديدا تسريبات عن قدرات فائقة للاستخبارات الإيرانية في مجال توظيف بعض مجموعات «الإرهاب السني».

وبالتالي يصبح شرعيا انشغال السفارات الروسية بالبحث عن طريقة لتقديم ضمانات حقيقية لمن يستفسر عن طهران وأصابعها على هامش الحديث الروسي عن «خطوات لإستعادة الثقة» بين مؤسسات تتبع النظام السوري ونظيرتها في بعض البلدان مثل مصر والأردن.

في السياق يكشف محلل أمني ودبلوماسي بارز لـ«القدس العربي» النقاب عن أنه ليس من المتوقع ان يحصل سريعا ما يلي:

أولا- تقدم إيران بضمانة مؤكدة على انها تستطيع الحاق ميليشيات الحشد الشيعية وبعض منظمات الحرس الثوري وحركة النجباء داخل سوريا بأي ترتيب سياسي مع روسيا.

ثانيا- توفير الضمانات من طهران لموسكو خصوصا تلك التي تضمن «مصداقية» المفاوض الروسي وبدون ثمن سياسي واضح وأكيد وسريع.

في المجتمع الاستخباري يستفسر المختصون كثيرا هذه الأيام عن المكان الذي ستظهر فيه قريبا شخصيات «جهادية» توصف بأنها مهمة بقيت في إيران لسنوات بعد هروبها من أفغانستان.

وثمة اليوم من يقول ان مبعوثين يمثلون مثلا شخصية من وزن الشيخ السيد المصري وصلوا مؤخرا إلى دير الزور وزاروا الرقة قبل الكشف عن استقرار الأخير فيها، الهدف من هذه الزيارة إعداد إقامة رموز مهمة في حضن تنظيم الدولة الإسلامية.

بعض الخبراء لا يستبعدون توفير طهران لأرضية انتقال رموز جهادية غامضة ويقدرون ان هذه العملية برمتها تنشطها طهران من وراء روسيا.

الأهم في السياق نفسه ان موسكو بدأت تكثر من الحديث عن عودة محتملة قريبة لقوات النظام السوري إلى منطقة درعا جنوب سوريا. يكثر الروس من وعودهم في هذا الاتجاه أملا في تحقيق اختراق مع الأردن ولإكمال طلب أصر عليه المصريون حتى تصبح حدود الجنوب مماثلة لحدود الشمال واستباقا لخلق واقع ميداني يسبق برنامج الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب المعلن بعنوان إقامة «مناطق آمنة».

التحدث عن ملف الجنوب يتفاعل في روسيا وبقوة هذه الأيام ويضرب بالنسبة لأوساط موسكو عدة أهداف بحجر واحد.

يعتقد وعلى نطاق واسع انه تمهيدا لـ«مستجدات» محتملة في الجنوب السوري تم ضرب وعزل وإعطاب «شبكة التواصل» بين الأردن وإسرائيل مع جبهة النصرة التي أعلنت الاستنفار مؤخرا وبدأت تستعد لمعركة مفصلية.

واضطرت جبهة النصرة منعا لانقلاب الأردن ضدها إلى إصدار قرارات بالجملة لنقل «الكادر الأردني» في مقاتليها إلى مناطق أبعد وسط وبداية شمال سوريا.

في الأثناء يوافق الأمريكيون على برنامج سريع ومرحلي أمنيا تتحمس له عدة أطراف بعنوان توجيه ضربة قوية وشاملة لطرد تنظيم «داعش» من محيط دير الزور وتدمر تمهيدا للسيطرة على البادية الجنوبية واستعدادا لسيناريو عودة القوات السورية للجنوب حتى لا ينفرد ترامب أو يصر على مسلسل «المناطق العازلة».

الضوء الأخضر صدر أيضا لاستهداف وطرد كتيبتي المثنى وخالد بن الوليد اللتين تبايعان تنظيم «الدولة» قرب حوض نهر اليرموك، والأردن متحمس للمسألة وللمساهمة أيضا وقد تكون الأولى له على الأرض السورية ضمن سياقات التحالف الدولي والتفاهمات الجديدة مع موسكو.

 

معركة دمشق منطلقاتها ومآلاتها

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: وصف المحلل العسكري محمد خير العطار في تصريح خاص لـ«القدس العربي» معركة شرق دمشق بـ «المعركة الناجحة» كونها استغلت عنصر المفاجأة للنظام السوري في الدرجة الأولى، والرأي العام المحلي والدولي، وقال: ان العملية العسكرية التي فجرتها كل من «أحرار الشام وهيئة تحرير الشام وفيلق الشام» نجحت نجاحا كبيرا في كسر وتيرة العمل الجاري منذ ما يقل عن سنة ونصف أو أكثر من ذلك، وكان نجاحها باهرا حيث أنها اختارت الجبهة التي رصد لها النظام أكبر قوة عنده وهو القطاع الشرقي للعاصمة، والتي لم تكن مغلقة يوما، فالنظام استنفر لها كل قدراته واستنفذ فيها غالب طاقاته.

وأضاف العطار ان اختيار هذا القطاع لفتح معركة يعتبر أمرا مهما جدا، لأنها اكتسحت قوة النخبة لدى النظام، ودخلت مناطق لم تدخلها منذ بداية الثورة، ووصلت إلى ساحة العباسيين وشارع فارس الخوري، وشارع العدوي، وبعض الكتل المحيطة بهم.

لمعركة شرق دمشق صدى إيجابي في رأي المحلل العسكري الذي رأى أن المعركة التي لم تزل قائمة، أفهمت الجميع بأن الثورة مستمرة، ولم تزل كاملة في نفوس الثوار، وقوية وقادرة على أن تحدث تغيرا مهما، في أهم الجبهات، وقد أوصلت المعركة رسالتها هذه للداخل والخارج، حيث أضفت ظلالها على مؤتمر جنيف، التي تمثلت بمحاولة الجعفري الضغط على فود المعارضة المفاوض بسبب اتهامه لممثلي الفصائل، بأنها قد شاركت بالعمل العسكري في دمشق وحماة، الأمر الذي يعطي دلالة واضحة بأن الجعفري ومن خلفه نظام بشار الأسد في أزمة حقيقية.

 

طرق امداد

 

وقال محمد خير العطار ان استمرار المعركة يتعلق بأمور عدة، قد لا نحيط بها كاملة، فالقدرات القتالية للفصائل المشاركة، ومخزونها المادي، من مواد اغاثية وذخيرة وأسلحة، وتوفر طرق امداد، والمعنويات العالية لدى مقاتليها، كل هذا يؤثر على مدى استمرارية المعركة، ومن جهة أخرى فإن حالة الهلع التي ظهرت على جنود النظام، والحالة المعنوية لقواته، ومقدرته على زج فصائل أخرى في المعركة، كلها عوامل تؤثر على مدى استمرار المعركة لفترة طويلة.

وعن غياب أكبر فصائل المعارضة المسلحة في العاصمة وريفها عن معركة دمشق، قال المحلل العسكري، إن غياب جيش الإسلام له تأثير كبير من الناحية المادية والمعنوية على الفصائل المشتركة، فجيش الإسلام هو القوة الأكبر عددا في تلك المنطقة، والأكثر تسليحا، وغيابه على المعركة قد يكون له تأثير سلبي واضح.

أما الأهم تأثيرا في توازن المعركة هو غياب الغوطة الغربية عن هذه المعركة، فغياب داريا ومعضمية الشام، الخاصرة الغربية لدمشق، كان لها الأثر السلبي الواضح، اذ أنهما كانتا المرشحتين للفزعة وتشتيت قوات النظام في مثل هذه معركة.

وقال الناشط الميداني فارس عبد الرحيم لـ «القدس العربي»: ما تعيشه العاصمة السورية، دمشق اليوم من تشديد أمني وحظر تجوال، لم يمر عليها منذ أعوام، فخرق المعارضة السورية المسلحة لخطوط الأسد النارية المحيطة بدمشق، جعل الأسد في موقف محرج أمام الحليفين الروسي والإيراني.

وأضاف، المخابرات السورية ضاعفت أعمال الاعتقال والقبضة الأمنية على غالبية أحياء العاصمة دمشق، وخاصة تلك المتصلة منها بشرقي العاصمة ووسط دمشق، كما أكد المصدر ان النظام السوري والميليشيات العراقية وحزب الله ضاعفوا جميعهم أعداد الحواجز العسكرية في عموم دمشق، بهدف تقطيع أوصال دمشق وفرزها إلى قطاعات عسكرية وأمنية لتسهيل مشروع السيطرة والقبضة الأمنية عليها.

 

ميليشيات شيعية تدخل حلبة المعارك

 

وأضاف فارس عبد الرحيم «عجز الفرقة الرابعة التي يقودها العميد ماهر الأسد شقيق بشار الأسد، وكذلك فشل قوات الحرس الجمهوري في رأب الصدع، أدى لتدخل مباشر من قبل الميليشيات الطائفية العراقية إلى حلبة المعارك».

واستطرد، ان ساحة العباسيين المطلة على منطقة المواجهات وكذلك الطرق المؤدية إلى حي جوبر دمشقي الذي انطلقت منه المعارضة المسلحة، جميعها نقاط عسكرية تخضع للسيطرة المباشرة لميليشيات حزب الله اللبناني، ولواء أبو الفضل العباس العراقي، وحركة النجباء التابعة للحشد الشعبي العراقي بالإضافة إلى ميليشيا لواء «الأمام الحسين» العراقي.

بدورها، أكدت قاعدة حميميم العسكرية الروسية الواقعة على الشريط الساحلي السوري (القاعدة الروسية) عبر قناتها الرسمية في تطبيق «تلغرام» إن معارك العاصمة دمشق تشهد مشاركة قوات عسكرية حليفة للنظام السوري غالبيتها من العراق في صد الهجمات.

وأشادت القاعدة الروسية بتلك القوات فقالت «هذه القوات تمتلك خبرات عالية في مكافحة الإرهاب» فيما أكدت مصادر إعلامية متنوعة مشاركة الطائرات الحربية الروسية في قصف المواقع التي سيطرت عليها المعارضة السورية شرقي دمشق، وخاصة كراجات العباسيين الذي له الأهمية الجغرافية الكبيرة.

 

المعارضة تُحبط محاولات تقدم للنظام بدرعا… وقصف على دمشق

عدنان علي، عمار الحلبي

قُتل خمسة عناصر تابعين لقوات النظام السوري، بينهم عميد وعقيد، وأصيب العشرات، جراء محاولات جديدة لاقتحام حي المنشية في درعا البلد، بالتزامن مع شن الطيران الحربي السوري والروسي حملة قصف عنيفة على مجمل مناطق ريف حماة الشمالي، التي تشهد منذ أيام تقدما لقوات المعارضة.

وقال الناشط الإعلامي أحمد المسالمة، لـ”العربي الجديد”، إن “قوات الجيش الحر أوقعت قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام بعد استهداف أماكن تواجدها في الجهة الغربية للحديقة الإرشادية داخل حي المنشية في درعا البلد بقذائف مدفع جهنم”.

وبيّن المسالمة أن جميع محاولات النظام لاقتحام مناطق سيطرة المعارضة في حي المنشية فشلت حتى الآن، إذ تدور، منذ مساء أمس، معارك طاحنة دون أي تغيّر في خريطة السيطرة.

وكانت قوات النظام قد تكبّدت خسائر فادحة خلال الفترة المنصرمة، إثر محاولاتها المستمرّة للتقدم داخل حي المنشية، الذي سيطرت عليه قوات المعارضة مع انطلاق معركة “الموت ولا المذلّة”.

وأوضح الناشط ذاته أنه، ومنذ مساء أمس، تعرّضت الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في درعا البلد لقصفٍ بـ16 برميلاً متفجّراً و22 غارة للطيران الحربي، و23 صاروخاً ثقيلاً من نوع “فيل”، إضافةً إلى استمرار القصف بالمدفعية والرشاشات الثقيلة على الحي.

كما يشن الطيران الحربي السوري والروسي حملة قصف عنيفة على مجمل مناطق ريف حماة الشمالي، التي تشهد منذ أيام تقدما لقوات المعارضة على حساب قوات النظام.

واستهدفت الغارات، صباح اليوم مجددا، مدينة اللطامنة في ريف حماة الشمالي ببراميل متفجرة تحوي غاز الكلور السام.

وقال الإعلامي محمود السميح، لـ”العربي الجديد”، إن الطائرات الروسية قصفت أيضا مدينة حلفايا وبلدة خطاب بعدة غارات مستخدمة قنابل فوسفورية، فضلا عن استهداف مناطق الاشتباك بين مقاتلي الفصائل وقوات النظام، مشيرا إلى أن الغارات طاولت أطراف مدينة محردة ذات الغالبية المسيحية بغارتين بالصواريخ العنقودية، وذلك في إطار هجمات معاكسة تقوم بها قوات النظام لاسترجاع ما خسرته في الأيام الماضية أمام المعارضة.

وأكد السميح أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من صد الهجمات، فيما استهدفت طائرات حربية، يرجح أنها تابعة للنظام، مدينة صوران وبلدة معردس وقرية الحجامة في حماة، إضافة إلى مدينة طيبة الإمام، التي ألقيت عليها قنابل عنقودية، وتعرضت بلدة كفرزيتا بدورها لعدة غارات بالصواريخ الفراغية.

وكان الطيران المروحي قصف، الليلة الماضية، مشفى اللطامنة الجراحي بالبراميل التي تحتوي غاز الكلور السام، ما أدى إلى مقتل أحد الجرحى والطبيب علي الدرويش، إضافة إلى إصابة عدد من العاملين في المشفى، الذين تم نقلهم للعلاج في مشفى باب الهوى.

وأعلنت مديرية صحة حماة خروج مشفى اللطامنة الجراحي عن الخدمة بشكل كامل، جراء قصف طيران النظام، وذلك بعد خروج ثلاثة مشافٍ تابعة لها عن الخدمة خلال أقل من شهر.

وجاء في بيان نشرته المديرية على حسابها في موقع “فيسبوك”، أن الكادر الطبي أُسعف إلى المشافي القريبة، عقب علاج الحالات المتوسطة، وأرسلت خمس حالات خطيرة إلى العناية المشددة في مشفى باب الهوى.

وكانت مديرية صحة حماة أكدت، مطلع مارس/آذار الجاري، خروج المشفى التخصصي في مدينة كفرزيتا عن الخدمة جراء قصف جوي يرجح أنه لطائرات النظام الحربية، وأخرى مروحية.

وفي العاصمة دمشق، تجددت الاشتباكات بين قوات النظام وفصائل المعارضة على محاور حي جوبر، بالترافق مع قصف لقوات النظام على مناطق الاشتباك ومنطقة تشرين بالأطراف الشرقية للعاصمة، بعدد من صواريخ أرض – أرض.

واستهدفت الطائرات الحربية حي القابون بـ4 صواريخ أرض – أرض، ما تسبب بدمار كبير في الأبنية السكنية، كما تعرض حي جوبر إلى قصف عنيف بالطائرات ومدفعية النظام المتمركزة في جبل قاسيون، ما أوقع جرحى في صفوف المدنيين.

كما شنت طائرات النظام غارات على مدينتي عربين وزملكا بالغوطة الشرقية، ما أوقع جرحى بين المدنيين.

إلى ذلك، وثق الدفاع المدني في ريف دمشق مقتل 63 مدنياً وجرح 214 آخرين، بينهم نساء وأطفال ومتطوعون في فرقه، جراء قصف النظام على مدن وبلدات منطقة الغوطة الشرقية، خلال الأيام السبعة الماضية.

وقال الدفاع المدني، في بيان نشره على صفحته في “فيسبوك”، إن قوات النظام بدأت بتصعيد حملتها على المنطقة منذ الأحد الماضي، مستخدمةً الطائرات الحربية والصواريخ شديدة الانفجار، وقذائف المدفعية، ما أدى لدمار واسع واندلاع حرائق.

 

ديميستورا يستقيل في نيسان..ويلح على وقف النار

قالت “قناة العربية”، نقلاً من مصدر رسمي رفيع المستوى في “الأمم المتحدة”، السبت، أن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، سيقدم استقالته في منتصف نيسان/إبريل، لـ”أسباب شخصية”. ومن بين المرشحين لخلافة دي ميستورا، وزيرَ الخارجية البوسني السابق حارث سيلاديتش، الذي يجيد العربية، أو رئيسة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية سيغريد كاغ، التي “نجحت” في تجريد النظام من سلاحه الكيماوي بقرار دولي.

 

وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده دي ميستورا، عقب لقائه بوفدي المعارضة والنظام، السبت، قال إنه ناقش مع وفد المعارضة “سلّة مكافحة الإرهاب”، وطلب منهم تقريراً تفصيلياً عن “المعارك التي خاضوها ضدّ الإرهاب”. وأضاف: “بعد ذلك ناقشنا معهم المفاهيم القانونية المتعلقة بالحكم، في سياق الانتقال السياسي، استناداً إلى القرار 2254”. وفي ما يخص الأوضاع على الأرض، اعتبر دي ميستورا أنّ العمليات العسكرية عبارة عن “هجمات وهجمات مضادّة”، في إشارة إلى عدم وجود جدوى منها. وأضاف: “كافة الوفود اتفقت على الوجود هنا، ولم يهدّد أحد بالانسحاب، وهذا يدل على وجود نضج لديها”. وقال دي ميستورا، أن الاجتماعات تناولت “جوهر” المحادثات وليس جدول أعمالها.

 

وكان دي ميستورا، قد قال الجمعة، إنه لا يتوقع معجزات ولا حتى انهياراً للمفاوضات. وقال إن التركيز في محادثاته مع وفد “الحكومة السورية” كان بشأن الوضع الأمني، في حين تمت مناقشة الانتقال السياسي في البلاد مع وفد المعارضة السورية.

 

وأكد دي ميستورا أنه ينبغي على روسيا وإيران وتركيا، عقد المزيد من المحادثات، بشأن “وقف إطلاق النار” في سوريا، في أقرب وقت ممكن، من أجل السيطرة على الوضع “المقلق” على الأرض. وعقدت روسيا وإيران وتركيا، سلسلة اجتماعات في أستانا عاصمة كازاخستان، بغرض ضمان “وقف إطلاق النار”. ويُعتبر موقف الموفد الدولي، بشأن محادثات أستانة، محاولة لإعطاء زخم إلى مسار مفاوضات جانبي برعاية روسية، الأمر الذي كرّس روسيا كمفاوض وحكم في الوقت نفسه. وكانت المعارضة المسلحة قد رفضت حضور جولة مباحثات “أستانة-3″ الأخيرة، في ضوء عدم التزام روسيا بـ”وقف إطلاق النار”.

 

ولا يتوقع أن تحقق جولة المباحثات الحالية في جنيف تقدماً، وكذلك “محادثات وقف إطلاق النار” في أستانة. وكانت الجولة السابقة من المفاوضات في “جنيف-4” قد أسفرت عن “جدول أعمال” للجولة الحالية، يشمل أربعة موضوعات: الدستور والانتخابات والحكم و”مكافحة الإرهاب”.

 

ويقوم خلاف حاد حالياً، حول السلة ذات الأولوية للنقاش في “جنيف-5″، رغم عرض الأمم المتحدة بحثهم على التوازي. فمناقشة “الحرب على الإرهاب” ستكون أولوية رئيس وفد النظام في المحادثات، وهو الذي وصف، الجمعة، كل المعارضين ومؤيديهم بأنهم “إرهابيون”. في حين تواصل المعارضة الضغط باتجاه تحقيق انتقال سياسي في سوريا.

ويشارك المبعوث الدولي في القمة العربية في الأردن، التي ستعقد الإثنين، ليطلع القادة العرب على نتائج المفاوضات في “جنيف-5”. وكان “ناشطات وناشطون سوريات وسوريون” قد توجهوا بـ”رسالة إلى اصحاب الجلالة والفخامة والسمو”، تنشر “المدن” نصها:

 

“تحية الثورة والحرية

 

يتوجه هذا الخطاب اليكم وانتم في مؤتمر قمة عربية جديد، آملا أن يفتح لقاؤكم صفحة جديدة في السياسات العربية، تعبر عن تطلعات امتكم المتشوقة إلى اصلاح احوالها، وبلوغ اوضاع تتخذ فيها مواقف تتسم بالاستقلالية والكرامة، تجاه الدول الاجنبية، التي لا بد ان تعيد النظر في حساباتها من قضايانا ومصالحنا، بفضل ما ستتخذونه من قرارات وخطوات تنفيذية تؤسس تضامنا عربيا فاعلا، يريد مواطنوكم أن يغدو حقيقة ملموسة في حياة دولكم وشعوبكم، وأن لا يبقى مجرد كلمات منمقة سرعان ما تبددها رياح الخلافات العربية-العربية، وتدخلات الخارج، التي لن تردع من دون صحوة ضميرية عندكم كقيادات مسوولة تعكسها سياسات مشتركة واجراءات واضحة يمليها تصميمكم على دحر مخاطر جمة تحدق بما بقي من الجسد العربي، بعد أن اسقطت مصر العزيزة على قلب كل عربي في بئر يبدو خروجها منها صعبا في المدى المنظور، ودمرت العراق وسوريا، ووصلت علاماتها إلى بلدان الخليج واليمن: ذلك الموقع من الجسد العربي، الذي يعني سقوطه انهيار العرب وذهاب ريحهم وايغال جميع بلدانهم في خراب يعلم الله وحده متى تخرج منه، بينما يزهر ويورق استعمار ايران لاربعة من بلداننا، ويعود الاحتلال الروسي والفارسي إلى المشرق، وتشرق اسرائيل وتغرب دون ان تجد من يجرؤ على النظر إليها، بعد أن قوض النظام الاسدي دولة ومجتمع سوريا وشطبهما من معادلات القوة معها لأمد غير منظور، فلا عجب أن اخذت تتصرف وكأنها قوة تستطيع فرض سطوتها على منطقتنا إلى عقود قادمة، ليس فقط من خلال انفرادها بقوة متفوقة، بل كذلك بما أنزلته من خراب ودمار بدولنا ومجتمعاتنا قوى طائفية وفاسدة، تابعة ومنعدمة الشرعية، تمسك اليوم بخناق دمشق وبغداد وتغتصب اليمن ولبنان، بدعم من سادتها في طهران، الذين يستأنفون معركة انتهت بهزيمته قبل خمسة عشر قرنا، يجددونها اليوم لظنهم ان انتصارهم فيها تضمنه غفلتنا كعرب وخلافاتنا، فهل سننصاع لهم ام سنواجههم ونفوت عليهم فرص الانتشاء باوهامهم وغرورهم، ونفهمهم بالقرارات التي ستتخذونها أن خروجهم من العراق وسوريا واليمن ولبنان صار مطروحاً بصورة جدية على جدول اعمال امتنا السياسي، التي صممت على منازلتهم في اوطانها كما في ايران نفسها، حيث يسوم الملالي اخوتكم في الاحواز أشد العذاب ويخضعونهم لاقسى اضطهاد قومي وعنصري، ويقضون على مقومات وجودهم في ارضهم، العربية. وليكن في علمكم، اصحاب الجلالة والفخامة والسمو، أن من تتحاشون مواجهتهم لن يتوقفوا عن مواجهتكم إلا مرغمين، وأنكم لن تنجوا إلا بقدر ما تتخذونه من خطوات تنفيذية تترجم تصميمكم على قهرهم وكسر ارادتهم.

 

اصحاب الجلالة والفخامة والسمو

 

قال تولستوي الكاتب الروسي العظيم، في احدى رواياته: إن هناك اوقاتا تكون فيها راحة الضمير ضربا من النذالة. ليس قول تولستوي موجها اليكم بالطبع، لأننا نعلم أن ضمائر معظمكم غير مرتاحة لما يجري في سوريا من مجازر مروعة ومذابح ابادية، لكننا نطالبكم ان تشكلوا هيئة لدى جامعة الدول العربية تلاحق مرتكبي الجرائم حكام دمشق، وتعمل لتقديمهم إلى محكمة الجنايات الدولية بقرار من الامم المتحدة تقترحه الهيئة وتنال موافقتها عليه. صحيح أن بينكم من وقف ضد جرائم الاسد وايران وروسيا منذ بدأ قتلتهم بارتكابها، ولكن بربكم، إلم يحن الوقت للتحقيق وقف نهائي وحاسم لابادة شعب شقيق لكم ولتدمير ما اقامه من عمران طيلة إلاف السنين؟ وكيف ستحولون دون وصول الاجرام الى بلدانكم إذا لم تسلموا مقعد سوريا في الجامعة العربية إلى ممثلي شعبها الحقيقيين، ومثله مقعدها في الامم المتحدة، وكيف ستتفادون المصير السوري دون تشكيل لجنة عربية عليا تكونون اعضاء فيها تدرس وتلبي حاجات السوريين داخل وخارج وطنهم، وتساعدهم على انقاذ هويتهم التي قرر النظام الاسدي القضاء عليها، وبلوغ حل سياسي يطبق وثيقة جنيف والقرارات 2118 و2254، عبر ضغوط تمارسونها على روسيا وأميركا، إلى جانب تزويد الجيش الحر بما يحتاج اليه من سلاح حديث يرد عن شعبه السحق اليومي الذي يتعرض له، ويواجه بتحد جيشي روسيا وايران ومليشيات المرتزقة اللبنانيين والعراقيين والافغان والباكستانيين، ويطردهم من وطنه بالقوة، ان رفضوا مغادرته طوعيا بقرار تتخذونه ويسعون لاحاطته بدعم دولي. لا داعلي لتذكيركم باخواتكم واخوتكم في مخيمات اللجوء والتهجير، وبضرورة تخصيص موازنة قومية تمول تعليم اطفالهم، وامدادهم بما يحتاجون اليه من غذاء ودواء وكساء وسكن، ونرجوا أن تتذكروا أن دعم شعب سوريا هو واجب قومي نثق انكم لستم بحاجة إلى من يبين لكم اهمية الاستجابة له بصورة منظمة ومستمرة، إلى ان يخرج اخوتكم من محنتهم.

 

اصحاب الجلالة والفخامة والسمو

 

ما نطالبكم به سيساعد بناتكم وابنائكم على الدفاع عن دول وشعوب امتهم، ضد دجالي طهران الذين يعتدون على الاسلام وقيمه الرحمانية والانسانية السمحاء. وهو دعوة للتصدي المشترك والحاسم لعدو غزا جيشه ومرتزقته بلداننا وقرر توسيع غزوه وايصاله إلى كل مكان من وطننا التربي، ولا هدف له غير حماية اوطانكم وشعوبكم ايضا من التمزيق والتهجير والقتل تحت التعذيب وبالبراميل المتفجرة والاسلحة الكيماوية، على غرار ما حدث ويحدث يوميا في سوريا؟ دعونا إذاً نضع ايدينا في ايدي بعضنا البعض وندافع عن امتنا في سوريا، التي يتوقف مصير العرب على معركتها، فإن انتصر قتلة شعبها بارهابييهم ومرتزقتهم  تشجعوا واعتقدوا أن هزيمة العزب غدت ممكنة بل وحتمية. أما إذا انقذنا ما بقي من دولة ومجتمع في سوريا، انقذنا في الوقت نفسه كل بلد بل ومواطن عربي، ووضعنا بلداننا وامتنا العربية على طريق الاستقلال والحرية، وضمنا امن وسلامة اوطانها.

 

اصحاب الجلالة والفخامة والسمو

 

لا نريد منكم اعلانات عاطفية او كلامية، لأنها لن توقف قتل اطفالنا وامهاتنا وآبائنا. ولا نريد كلمات بل افعالا توقف زحف الموت علينا اليوم وعليكم غدا، فزودونا بما يحمي وجودنا ووجودكم من عون، واذا كانت “عاصفة الحزم” تحمي اليمن منذ عامين، فإن نسمة منها تكفي لانتصار عاصفة البطولة التي يبديها السوريون في مواجهة من استدعاهم الاسد إلى بلادنا من وحوش وقتلة ايران ولبنان والعراق وافغانستان وباكستان واوزبكستان وروسيا وبلدان اميركية لاتينية وافريقية كثيرة، وتكفي لاخراج شعبنا في يوم غير بعيد من مقتلة يرفض هؤلاء الغزاة والمرتزقة وقفها.

 

اصحاب الجلالة والفخامة والسمو

 

نتمنى لمؤتمركم النجاح في التصدى لظروف عصيبة، لم يسبق لأي مؤتمر قمة عربية ان واجه ما يماثلها، شرط تجاوزها انخراطكم الفاعل في المسألة السورية، التي لا يجوز ان تكون مسألة برانية بالنسبة لأي منك، سواء طبقنا عليها معايير الانتماء القومي أم القيم الانسانية. اخرجوا سوريا من نار الحقد والطغيان التي تحرق شعبها، كي لا يبقى لكم من السياسة غير الندم!”.

 

تيلرسون إلى أنقرة.. و”سوريا الديموقراطية” تستعد لحكم الرقة

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، السبت، أن وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، بصدد زيارة تركيا نهاية آذار/مارس، في إطار “تدعيم الروابط”. وقال مسؤولون أميركيون، إنّ تيلرسون، بصدد الاجتماع مع المسؤولين الأتراك بشأن مدينة الرقّة.

 

وأكّدت وزارة الخارجية الأميركية في بيان خطي للمتحدث باسمها مارك تونر، أن تيلرسون سيعقد في أنقرة لقاءات رفيعة المستوى، بما في ذلك لقاء مع الرئيس رجب طيب أردوغان. وجاء في البيان أنّ الاجتماع سيتضمن التشديد على “الدور المهم لتركيا بشأن ضمان الاستقرار الإقليمي، وسينقاش الخيارات المطروحة بشأن إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق”.

 

وتدعم الولايات المتحدة “قوات سوريا الديموقراطية” للسيطرة على مدينة الرقة، فيما تم استبعاد المعارضة السورية المنضوية في “درع الفرات” المدعومة تركياً، من عملية الرقة. وتتخوف تركيا من تمدد “قسد” التي تشكل “وحدات حماية الشعب” الكردية عمودها الفقري، وإقدامها على تنفيذ عمليات تهجير عرقي للعرب من مناطقهم بغرض إقامة دولة كردية شمالي سوريا.

 

وقال مسؤولان كرديان في “قوات سوريا الديموقراطية”، الجمعة، إن “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” يساعد في تدريب قوة للشرطة، من أجل مدينة الرقة. وأضاف المسؤولان في حديث لوكالة “رويترز” إن “قوات سوريا الديموقراطية” لديها “خطط متقدمة لتشكيل مجلس مدني لقيادة المدينة بمجرد السيطرة عليها. وسيتألف المجلس بالأساس من عرب بما يتسق مع الطبيعة السكانية للرقة لكنه سيضم أيضا أكراداً وعناصر من مجموعات عرقية أخرى”.

 

وتقول الولايات المتحدة التي تدعم “قسد” إن قراراً نهائياً لم يتخذ بعد بشأن كيفية وتوقيت السيطرة على الرقة. لكن حملة “قسد” العسكرية المسماة “غضب الفرات” لعزل الرقة، مستمرة بخطى سريعة، وشهد الأسبوع الماضي إنزالاً جوياً أميركياً لقوات من “قسد” بالقرب من مدينة الطبقة شرقي الرقة. وتشير خطط “الاتحاد الديموقراطي” لإقامة “إدارة ذاتية” في الرقة إلى عزمه على السيطرة على الرقة.

 

ورفض الجيش الأميركي التعليق على أي أنشطة تدريب محددة لقوات شرطة. لكن مسؤولاً أميركياً قال لـ”رويترز” إن الولايات المتحدة تعتقد أن أياً كان من يوفر الأمن الداخلي يجب أن يعكس المكونات العرقية للسكان.

 

تشكيل حكومة محلية موالية لـ”قسد” في الرقة، سيوسع من نطاق النفوذ الكردي في شمال سوريا، بما يماثل ترتيبات للحكم نفذت في مدينة منبج بعد السيطرة عليها في العام 2016. وتوجه المعارضة السورية انتقادات إلى “الاتحاد الديموقراطي” وذراعه العسكرية، في ما يتعلق بعلاقتهم مع النظام والمليشيات القاتلة معه.

 

وقال مسؤول كردي إن مئات الأفراد يتلقون تدريباً بالفعل في عين عيسى شمالي الرقة، للانضمام إلى قوة شرطة المدينة، التي وصفها بأنها “قوة مدنية بحتة من دون أي دور شبه عسكري”. ويتم التدريب بمساعدة قوات الأمن المعروفة بـ”الأسايش” التابعة لـ”وحدات حماية الشعب”، من منبج ومناطق أخرى في شمال سوريا، بمساعدة “التحالف الدولي”.

 

وقالت الرئيسة المشاركة لـ”مجلس سوريا الديموقراطية” إلهام أحمد: “بالنسبة لتجهيز المجلس المحلي لإدارة المدينة فالأمر مكتمل تقريبا”، وأضافت أنهم مستعدون لإدارة المدينة حين تحريرها بالكامل. وتابعت قائلة إن “السلطات المحلية ستوسع من نطاق المجلس بعد السيطرة على الرقة مثلما حدث في منبج”.

 

معارك دمشق عادت إلى الدائرة الأولى..وإشتعلت في حماة

تراجعت حدة المعارك في العاصمة السورية دمشق، وانتشر عمال البلدية لتنظيف كراجات العباسيين والساحة، بعد أيام من مواجهات عنيفة دارت بين قوات النظام والمليشيات، وفصائل إسلامية، انتهت بتراجع الأخيرة إلى مواقعها الأولى التي شنت الهجوم منها.

 

انسحاب المعارضة لم يوقف الاشتباكات وغارات الطيران، إذ واصل الطيران الحربي شن غارات مكثفة على حي جوبر وسط استمرار الاشتباكات على جبهات عديدة. كما يتعرضّ حيا القابون وتشرين إلى قصف بصواريخ وقذائف من قبل مدفعية النظام.

 

الهدوء النسبي في جبهات العاصمة تقابله مواجهات عنيفة في حماة، حيث صدّت فصائل من المعارضة السورية هجوماً لقوات النظام في ريف حماة الشمالي، ونجحت في إعاقة تقدّمها باتجاه مناطق سيطرتها، في حين شنّ الطيران عشرات الغارات الجوية على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

 

وأفادت “ِشبكة شام” الإخبارية أن الطيران الروسي والسوري شن أكثر من 300 غارة جوية على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، خاصة كفرزيتا وحلفايا واللطامنة وطيبة الإمام وصوران ومورك، وقرى وبلدات خطاب والزكاة وتل الصخر وزيزون وأرزة ومحيط قرية المجدل.

 

وبحسب “مديرية صحة حماة”، فإن طائرات النظام السوري استهدفت “مستشفى اللطامنة الجراحي” في ريف حماة الشمالي بقنابل متفجرة تحتوي على غاز “الكلور”، ما أدّى إلى مقتل مدنيين، أحدهما طبيب، وإصابة عشرات الأشخاص بحالات اختناق. وأضافت المديرية أن المصابين نقلوا إلى مستشفيات على الحدود السورية-التركية، في حين توقف “مستشفى اللطامنة” عن تقديم الخدمات الطبية بشكل كامل.

 

إلى ذلك، قُتل أكثر من 20 مدنياً في قصف نفذته طائرات روسية وسورية على مدينة حمورية في الغوطة الشرقية، في ريف دمشق. كما تعرضت مدينة إدلب إلى غارات مماثلة، استهدفت كلية التربية والملعب البلدي والأحياء السكنية وسط المدينة إدلب، ما أدّى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.

 

في غضون ذلك، دعا المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، روسيا وايران وتركيا إلى بذل “جهود عاجلة” لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، وذلك في أعقاب التصعيد العسكري في دمشق وحماة.

 

وقال دي ميستورا في بيان على هامش المفاوضات السورية الجارية في جنيف، مساء السبت، إنه لا غنى عن الجهود المشتركة التي تبذلها الدول الثلاث لتحسين الظروف على أرض الواقع والإسهام في تهيئة بيئة مواتية لتحقيق تقدم سياسي مثمر، مشيراً إلى أنه وجّه رسالة حول هذا الموضوع إلى وزراء خارجية روسيا وايران وتركيا، بصفتها “الدول الضامنة” لوقف إطلاق النار.

 

تيريزا ماي.. المصالح مع تركيا أولى من سمعة بريطانيا كمدافع عن حقوق الإنسان

لندن تجازف بالقيم لأجل علاقة ‘استراتيجية’ مع أنقرة، والبحث عن بدائل ما بعد بريكست لا يبرر مهادنة أردوغان.

لندن – يلقي الخروج من الاتحاد الأوروبي بضغوط شديدة على رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي يبدو أنها جعلت على رأس أولوياتها البحث عن شراكات بديلة ولو على حساب سمعة لندن كمدافع عن حقوق الإنسان، وهو ما عرّضها لانتقادات شديدة خاصة في علاقتها بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يطلق تصريحات عدائية ضد أوروبا.

 

وقالت لجنة تشريعية السبت إن بريطانيا في سعيها لتوثيق العلاقات مع تركيا تجازف بأن تبدو وكأنها تهتم بروابط الدفاع والتجارة دون الالتفات لأوجه القلق المتعلقة بحقوق الإنسان.

 

يأتي هذا بينما تستعد رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لبدء التفاوض بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي امتثالا لخيار الناخبين في استفتاء أجري العام الماضي مما يدفع الحكومة للسعي إلى حلفاء وشركاء تجارة جدد.

 

وزارت ماي ووزراء بريطانيون تركيا هذا العام لمناقشة تعزيز التعاون الأمني لمنع متشددي تنظيم داعش في سوريا من الوصول إلى أوروبا وسبل زيادة مبيعات أنظمة الدفاع لأنقرة، فضلا عن مشاريع تجارية واقتصادية مختلفة.

 

لكن لجنة من المشرّعين البريطانيين، كانت زارت تركيا لبحث العلاقات الثنائية، عبّرت عن مخاوفها من الاتجاه الذي يسير فيه المسعى الدبلوماسي.

 

وجاء في تقرير صادر عن لجنة الشؤون الخارجية “انطباعنا أن لدينا دولتين تتشاركان في المصالح أكثر من القيم. والمملكة المتحدة تجازف بالظهور وكأنها تضع مخاوفها بشأن حقوق الإنسان جانبا في سبيل إقامة علاقة ‘استراتيجية’ مع تركيا”.

وتمر علاقة تركيا مع الاتحاد الأوروبي، الذي تسير مساعيها للانضمام إليه بوتيرة شديدة البطء منذ عقود، بمرحلة حرجة.

 

وأثارت تصريحات عدائية صادرة عن الرئيس التركي تجاه دول أوروبية مثل ألمانيا وهولندا حالة من الصدمة في أوروبا خاصة استعادته لمفردات مثل النازية والفاشية في الهجوم على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الهولندي مارك روتي، ما يجعل مساعي أنقرة لدخول الاتحاد الأوروبي أمرا شبه مستحيل في المستقبل القريب.

 

وتخشى جماعات معنية بالحقوق وبعض حلفاء تركيا في الغرب أن يتخذ أردوغان محاولة الانقلاب ذريعة لإسكات المعارضة.

 

وقال كريسبين بلانت رئيس اللجنة البريطانية “تجازف إجراءات التطهير هذه بتقويض سمعة تركيا واقتصادها وبقدرة المملكة المتحدة على التجارة هناك وقدرة الجيش التركي على مواجهة الأعداء المشتركين مثل داعش”.

 

“وأضاف بلانت في حديثه عن إجراءات التطهير “والأهم أنها تقوض قيم حقوق الإنسان والديمقراطية في تركيا والتي كانت قد ضعفت بالفعل كثيرا قبل الانقلاب”.

 

وكانت ماي قد زارت تركيا أواخر يناير والتقت أردوغان وحثت في تصريحات بعد اللقاء على ضرورة تعزيز تركيا لديمقراطيتها عبر الحفاظ على دولة القانون واحترام التزاماتها الدولية على الصعيد الحقوقي.

 

وعزا متابعون للزيارة حديث ماي عن حقوق الإنسان في تركيا كونه مجرد رفع للملام، مشيرين إلى أن المصالح الاقتصادية لا تبرر تبييض سجل أردوغان الذي بات موضع نقد على نطاق واسع في تركيا وخارجها.

 

وأظهرت تلك الزيارة رئيسة الوزراء في موضع الباحث عن بدائل سريعة للبريكست دون مراعاة لتقاليد الدبلوماسية البريطانية وضوابط الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الإعلام التي كانت السبب المباشر لتوتر العلاقة بين تركيا ودول الاتحاد بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016.

 

روسيا: معركة الرقة لن تكون نزهة سهلة للتحالف

دبي – قناة الحدث

انتقد المتحدث باسم #وزارة_الدفاع_الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف، كلام نظيره الفرنسي حول انطلاق #معركة #الرقة خلال الساعات المقبلة، معتبراً أنه غير مبني على فهم صحيح للوضع ولا بالواقع على الأرض.

ورأى كوناشينكوف في تصريح أنه من الواضح لأي #خبير_عسكري أن #تحرير الرقة لن يكون #نزهة سهلة للتحالف الدولي، مؤكداً أن استعادتها تتم بانضمام #جهود جميع القوى التي تكافح #الإرهاب.

 

قوات “قسد” تسيطر على بلدة الكرامة شرق الرقة

بيروت – رويترز

قالت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي تدعمها الولايات المتحدة، اليوم الأحد، إنها سيطرت على #بلدة _الكرامة فيما تستعد لشن هجوم على معقل تنظيم داعش في الرقة من متوقع أن يبدأ في أوائل أبريل/نيسان.

وتضيق قوات سوريا الديمقراطية، المؤلفة من مقاتلين #أكراد و #عرب، الخناق على الرقة المحاصرة داخل جيب آخذ في التناقص يقع على الضفة الشمالية لنهر #الفرات وتقدمت نحوها في هجوم متعدد المراحل على مدى عدة أشهر.

وقال #دجوار_خبات وهو قائد ميداني لقوات #سوريا_الديمقراطية “قسد”، إنه يتوقع بدء الهجوم على الرقة في أوائل أبريل/نيسان، مؤكدا التوقيت الذي ذكرته رويترز في وقت سابق من الشهر الجاري بعد أن ضيق المقاتلون المدعومون من #واشنطن الخناق على المدينة من أكثر من جبهة.

وكان خبات يجيب عن أسئلة لرويترز في مؤتمر صحافي مع صحافيين محليين في الكرامة، وهي آخر بلدة كبيرة إلى الشرق من #الرقة التي تبعد نحو 18 كيلومترا. وتمكن مقاتلون آخرون من #قوات_سوريا _الديمقراطية من الوصول بالفعل لمنطقة تبعد بضعة كيلومترات من الرقة من جهة الشمال الشرقي.

وقال #المرصد_السوري_لحقوق_الإنسان، إن قوات سوريا الديمقراطية “قسد” سيطرت بالكامل تقريبا على الكرامة لكن اشتباكات ما زالت تدور بينها وبين مقاتلي #داعش.

 

النظام يستهدف مستشفى في حماة بـ”الكلور السام

دبي – قناة الحدث

استهدفت قوات #النظام في #حماة #مستشفى_اللطامنة_العام ببرميل متفجر يحوي #غاز_الكلور_السام، وفق مصادر طبية.

وأكدت المصادر مقتل طبيب وأحد النزلاء جراء #الغارة ونتيجة انتشار الغاز السام في غرف المستشفى، موضحة أن الإصابات تتم معالجتها حالياً في مستشفى باب الهوى.

كما كثفت مقاتلات النظام و #روسيا من غاراتها على مناطق تقدم #فصائل_معارضة في #دمشق و#ريف_حماة في محاولة يقول الناشطون إنها تأتي انتقاماً من المدنيين.

 

بأمر داعش.. إجلاء السكان من الرقة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفادت مصادر للمعارضة السورية، الأحد، بأن تنظيم داعش أمر بعملية إجلاء من عاصمته الفعلية، مدينة الرقة السورية، في أعقاب تحذيرات بأن سد الطبقة، الواقع على نهر الفرات، قد ينهار.

وذكرت شبكة “الرقة تذبح بصمت” أن المدنيين يفرون من الرقة بشكل جماعي.

 

وأَضافت أن المسلحين حذروا السكان من أن السد خارج الخدمة وأصابه الضعف بسبب ضربات التحالف الدولي، الذى تقوده الولايات المتحدة، وقد ينهار، مشيرة إلى أن مستويات المياه ترتفع خلف السد.

 

كان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد قال إن السد خارج الخدمة.

 

وتقاتل القوات الكردية السورية، المدعومة من الولايات المتحدة، تنظيم داعش بالقرب من السد، الذي يسيطر عليه المسلحون في إطار حملة أوسع نطاقا لاستعادة الرقة.

 

الدولة الإسلامية تحذر من أن سدا في سوريا على وشك الانهيار

بيروت (رويترز) – حذر تنظيم الدولة الإسلامية من أن سد الطبقة في سوريا الذي تحاول قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة انتزاع السيطرة عليه يواجه خطر الانهيار الوشيك بسبب الضربات الجوية وارتفاع منسوب المياه.

 

وقال التنظيم أيضا في رسائل نشرها على قنواته على وسائل التواصل الاجتماعي إن السد توقف عن العمل وتم إغلاق كل فتحات الفيضان.

 

وقالت وكالة أعماق التابعة للتنظيم إن السد “مهدد بالانهيار في أي لحظة نتيجة الضربات الأمريكية وبسبب الارتفاع الكبير في منسوب المياه التي يحجزها السد.”

 

والسد الواقع على نهر الفرات على بعد نحو أربعين كيلومترا من معقل الدولة الإسلامية في الرقة هو أكبر سد في سوريا. وتحاول قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على السد منذ يوم الجمعة.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه علم من مصادره الخاصة أن السد توقف عن العمل لكن الدولة الإسلامية ما زالت تسيطر على منشآت التشغيل والتوربينات.

 

وأضاف المرصد أن السد يمتد نحو أربعة كيلومترات وأن قوات سوريا الديمقراطية تقدمت لمسافة قصيرة على طول السد من الضفة الشمالية للنهر لكن تقدمها بطيء بسبب الألغام الكثيرة التي زرعتها الدولة الإسلامية في المنطقة.

 

(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

 

دي ميستورا يدعو إيران وروسيا وتركيا للحفاظ على وقف إطلاق النار في سوريا

من ستيفاني نيبهاي

 

جنيف (رويترز) – دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا روسيا وتركيا وإيران يوم السبت إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار الهش في سوريا قائلا إن ذلك سيساعد على استمرار محادثات السلام.

 

ويسعى الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاؤه، روسيا وإيران وفصائل شيعية من بلدان مجاورة، إلى صد أكبر هجوم تشنه المعارضة منذ شهور وهو ما بدأ قبل أيام في العاصمة دمشق وفي ريف حماه.

 

وقال دي ميستورا في بيان صدر في ثالث أيام محادثات السلام التي تجري في جنيف “إن زيادة الانتهاكات في الأيام الماضية يقوض نظام وقف إطلاق النار الذي نوقش في اجتماعات آستانة وهو ما سيكون له آثار سلبية كبيرة على سلامة المدنيين السوريين ودخول المساعدات الإنسانية وتقدم العملية السياسية.”

 

وأضاف المبعوث أنه بعث رسائل إلى وزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا لحثهم على “بذل جهود عاجلة لتعزيز نظام وقف إطلاق النار” في سوريا وتمهيد الطريق أمام محادثات السلام.

 

وأورد البيان أن “المبعوث الخاص يُذكّر بأن الجهود المشتركة للجمهورية الإسلامية الإيرانية والاتحاد الروسي والجمهورية التركية لضمان وقف إطلاق النار لا غنى عنها لتحسين الأوضاع على الأرض والمساهمة في توفير بيئة تؤدي إلى تقدم سياسي بناء.”

 

وقال نصر الحريري، الذي يقود وفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارضة السورية، بعد اجتماع مع دي ميستورا إن 15 مدنيا قتلوا و70 آخرين أصيبوا في تفجير سوق بمنطقة حمورية في ريف دمشق.

 

وأضاف الحريري أن “الإرهاب الموجود في سوريا يتمثل بإرهاب نظام الأسد والميليشيات الطائفية والحرس الثوري الإيراني والقاعدة وداعش” في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية قبل أن يتلو أسماء ضحايا ما سماه مجزرة أمام الصحفيين في جنيف.

 

كما اتهم الحريري الحكومة بإجبار المدنيين على النزوح وفرض تغيير في التركيبة السكانية.

 

وقال إن أي حل سياسي سيكون بلا معنى أو مصداقية إذا لم يتزامن مع وقف حقيقي لإطلاق النار مضيفا أنه بدون ذلك ستتدهور الأمور بشدة.

 

وقال الحريري إن وفد المعارضة ناقش مع دي ميستورا الانتقال السياسي وهو أحد أربعة موضوعات رئيسية اتفق الجانبان على أن تكون على أجندة الجولة الخامسة من المحادثات.

 

وقدم وفد الحكومة السورية برئاسة السفير بشار الجعفري ورقة بشأن مكافحة الإرهاب إلى دي ميستورا لتمثل موضوعا آخر على أجندة الجولة تراه دمشق ذا أولوية.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير إنه وثق مقتل 948 مدنيا من بينهم 192 طفلا و91 امرأة قتل معظمهم على أيدي النظام السوري وروسيا منذ انتهاء الجولة الأخيرة لمحادثات السلام في جنيف في الثالث من مارس آذار الجاري.

 

(شارك في التغطية مصطفى هاشم – إعداد محمد فرج للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

قوات سوريا الديمقراطية تنتزع بلدة من الدولة الإٍسلامية

بيروت (رويترز) – قالت قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة يوم الأحد إنها سيطرت على بلدة الكرامة فيما تستعد لشن هجوم على معقل تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة من المتوقع أن يبدأ في أوائل أبريل نيسان.

 

وتضيق قوات سوريا الديمقراطية،المؤلفة من مقاتلين أكراد وعرب، الخناق على الرقة المحاصرة داخل جيب آخذ في التناقص يقع على الضفة الشمالية لنهر الفرات وتقدمت نحوها في هجوم متعدد المراحل على مدى عدة أشهر.

 

وقال دجوار خبات وهو قائد ميداني لقوات سوريا الديمقراطية إنه يتوقع بدء الهجوم على الرقة في أوائل أبريل نيسان مؤكدا التوقيت الذي ذكرته رويترز في وقت سابق من الشهر الجاري بعد أن ضيق المقاتلون المدعومون من واشنطن الخناق على المدينة من أكثر من جبهة.

 

وكان خبات يجيب على أسئلة لرويترز في مؤتمر صحفي مع صحفيين محليين في الكرامة وهي آخر بلدة كبيرة إلى الشرق من الرقة التي تبعد نحو 18 كيلومترا. وتمكن مقاتلون آخرون من قوات سوريا الديمقراطية من الوصول بالفعل لمنطقة تبعد بضعة كيلومترات من الرقة من جهة الشمال الشرقي.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت بالكامل تقريبا على الكرامة لكن اشتباكات ما زالت تدور بينها وبين مقاتلي الدولة الإسلامية.

 

وإلى الغرب من الرقة تسعى قوات سوريا الديمقراطية للسيطرة على مدينة الطبقة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات إضافة إلى سد وقاعدة جوية قريبين بعد أن ساعدت طائرات هليكوبتر أمريكية مقاتليها على إقامة رأس جسر عبر النهر الأسبوع الماضي.

 

وقال خبات إن قوات سوريا الديمقراطية حاصرت القاعدة الجوية لكن المرصد قال إنها لا تزال على بعد عدة كيلومترات. وأضاف المرصد أن الدولة الإسلامية كانت قد سيطرت على القاعدة خلال المكاسب التي حققتها في أغسطس آب 2014 وقتل متشددوها وقتها 160 جنديا على الأقل.

 

وتسارعت وتيرة تقهقر الدولة الإسلامية في الأشهر الماضية أمام ثلاث حملات عسكرية مختلفة ضدها في سوريا. وتتقدم قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الذي تقوده واشنطن من الشمال والشمال الشرقي.

 

وسيطر مقاتلون من المعارضة يحاربون تحت راية الجيش السوري الحر ومدعومون من تركيا على مساحات من الأراضي في الشمال على الحدود مع تركيا. فيما يتقدم الجيش السوري وحلفاؤه، وهم روسيا وإيران ومقاتلون شيعة، إلى الشرق من حلب وإلى الشرق من تدمر.

 

ووصل الجيش السوري الذي يتقدم إلى الشرق من حلب إلى نهر الفرات على بعد نحو 55 كيلومترا شمال غربي الطبقة لكن خبات قال إنه لا يعتقد أن الجيش لديه قوات كافية لدخول معركة للسيطرة على المدينة.

 

وأضاف أن قوات سوريا الديمقراطية لن تسمح لأي قوة عسكرية أخرى بدخول الرقة.

 

(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

 

رسالة إلى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو

تحية الثورة والحرية

يتوجه هذا الخطاب اليكم وأنتم في مؤتمر قمة عربية جديد، آملاً أن يفتح لقاؤكم صفحة جديدة في السياسات العربية، تعبر عن تطلعات أمتكم المتشوقة إلى اصلاح احوالها، وبلوغ أوضاع تتخذ فيها مواقف تتسم بالاستقلالية والكرامة، تجاه الدول الاجنبية، التي لا بد أن تعيد النظر في حساباتها من قضايانا ومصالحنا، بفضل ما ستتخذونه من قرارات وخطوات تنفيذية تؤسس تضامنا عربياً فاعلاً، يريد مواطنوكم أن يغدو حقيقة ملموسة في حياة دولكم وشعوبكم ، وأن لا يبقى مجرد كلمات منمقة سرعان ما تبددها رياح الخلافات العربية / العربية ،وتدخلات الخارج، التي لن تردع دون صحوة ضميرية عندكم كقيادات مسؤولة تعكسها سياسات مشتركة واجراءات واضحة يمليها تصميمكم على دحر مخاطر جمة تحدق بما بقي من الجسد العربي، بعد أن اسقطت مصر العزيزة على قلب كل عربي في بئر يبدو خروجها منها صعبا في المدى المنظور ، ودمرت العراق وسورية ، ووصلت علاماتها إلى بلدان الخليج واليمن : ذلك الموقع من الجسد العربي ، الذي يعني سقوطه انهيار العرب وذهاب ريحهم وايغال جميع بلدانهم في خراب يعلم الله وحده متى تخرج منه ، بينما يزهر ويورق استعمار ايران لاربعة من بلداننا، ويعود الاحتلال الروسي والفارسي إلى المشرق ، وتشرق اسرائىل وتغرب دون ان تجد من يجرأ على النظر إليها.

بعد أن قوض النظام الاسدي دولة ومجتمع سورية وشطبهما من معادلات القوة معها لأمد غير منظور ، فلا عجب أن اخذت تتصرف وكأنها قوة تستطيع فرض سطوتها على منطقتنا إلى عقود قادمة ، ليس فقط من خلال انفرادها بقوة متفوقة، بل كذلك بما أنزلته من خراب ودمار بدولنا ومجتمعاتنا قوى طائفية وفاسدة، تابعة ومنعدمة الشرعية ، تمسك اليوم بخناق دمشق وبغداد وتغتصب اليمن ولبنان، بدعم من سادتها في طهران ، الذين يستأنفون معركة انتهت بهزيمته قبل خمسة عشر قرنا ، يجددونها اليوم لظنهم ان انتصارهم فيها تضمنه غفلتنا كعرب وخلافاتنا ، فهل سننصاع لهم ام سنواجههم ونفوت عليهم فرص الانتشاء باوهامهم وغرورهم، ونفهمهم بالقرارات التي ستتخذونها أن خروجهم من العراق وسورية واليمن ولبنان صار مطروح بصورة جدية على جدول اعمال امتنا السياسي ، التي صممت على منازلتهم في اوطانها كما في ايران نفسها ، حيث يسوم الملالي اخوتكم في الاحواز أشد العذاب ويخضعونهم لاقسى اضطهاد قومي وعنصري، ويقضون على مقومات وجودهم في ارضهم ،العربية . وليكن بعلمكم ، اصحاب الجلالة والفخامة والسمو ، أن من تتحاشون مواجهتهم لن يتوقفوا عن مواجهتكم إلا مرغمين، وأنكم لن تنجوا إلا بقدر ما تتخذونه من خطوات تنفيذية تترجم تصميمكم على قهرهم وكسر ارادتهم .

اصحاب الجلالة والفخامة والسمو

قال تولستوي ، الكاتب الروسي العظيم ، في احدى رواياته: إن هناك اوقاتا تكون فيها راحة الضمير ضربا من النذالة . ليس قول تولستوي موجها اليكم بالطبع ، لأننا نعلم أن ضمائر معظمكم غير مرتاحة لما يجري في سورية من مجازر مروعة ومذابح ابادية ، لكننا نطالبكم ان تشكلوا هيئة لدى جامعة الدول العربية تلاحق مرتكبي الجرائم حكام دمشق ، وتعمل لتقديمهم إلى محكمة الجنايات الدولية بقرار من الامم المتحدة تقترحه الهيئة وتنال موافقتها عليه .

صحيح أن بينكم من وقف ضد جرائم الاسد وايران وروسيا منذ بدأ قتلتهم بارتكابها ، ولكن بربكم، إلم يحن الوقت للتحقيق وقف نهائي وحاسم لابادة شعب شقيق لكم ولتدمير ما اقامه من عمران طيلة إلاف السنين ؟!، وكيف ستحولون دون وصول الاجرام الى بلدانكم إذا لم تسلموا مقعد سورية في الجامعة العربية إلى ممثلي شعبها الحقيقيين ، ومثله مقعدها في الامم المتحدة، وكيف ستتفادون المصير السوري دون تشكيل لجنة عربية عليا تكونون اعضاء فيها تدرس وتلبي حاجات السوريين داخل وخارج وطنهم ، وتساعدهم على انقاذ هويتهم التي قرر النظام الاسدي القضاء عليها ، وبلوغ حل سياسي يطبق وثيقة جنيف والقرارات ٢١١٨ و ٢٢٥٤ ، عبر ضغوط تمارسونها على روسيا وأميركا ، إلى جانب تزويد الجيش الحر بما يحتاج اليه من سلاح حديث يرد عن شعبه السحق اليومي الذي يتعرض له ، ويواجه بتحد جيشي روسيا وايران وميليشيات المرتزقة اللبنانيين والعراقيين والافغان والباكستانيين ، ويطردهم من وطنه بالقوة، ان رفضوا مغادرته طوعيا بقرار تتخذونه ويسعون لاحاطته بدعم دولي . لا داعلي لتذكيركم باخواتكم واخوتكم في مخيمات اللجوء والتهجير ، وبضرورة تخصيص موازنة قومية تمول تعليم اطفالهم، وامدادهم بما يحتاجون اليه من غذاء ودواء وكساء وسكن ، ونرجوا أن تتذكروا أن دعم شعب سورية هو واجب قومي نثق انكم لستم بحاجة إلى من يبين لكم اهمية الاستجابة له بصورة منظمة ومسنمرة ، إلى ان يخرج اخوتكم من محنتهم.

اصحاب الجلالة والفخامة والسمو

ما نطالبكم به سيساعد بناتكم وابنائكم على الدفاع عن دول وشعوب امتهم ، ضد دجالي طهران الذين يعتدون على الاسلام وقيمه الرحمانية والانسانية السمحاء . وهو دعوة للتصدي المشترك والحاسم لعدو غزا جيشه ومرتزقته بلداننا وقرر توسيع غزوه وايصاله إلى كل مكان من وطننا التربي، ولا هدف له غير حماية اوطانكم وشعوبكم ايضا من التمزيق والتهجير والقتل تحت التعذيب وبالبراميل المتفجرة والاسلحة الكيميائية ، على غرار ما حدث ويحدث يوميا في سورية ؟. دعونا إذن نضع ايدينا في ايدي بعضنا البعض وندافع عن امتنا في سورية ، التي يتوقف مصير العرب على معركتها ، فإن انتصر قتلة شعبها بارهابييهم ومرتزقتهم  تشجعوا واعتقدوا أن هزيمة العزب غدت ممكنة بل وحتمية . أما إذا انقذنا ما بقي من دولة ومجتمع في سورية ، انقذنا في الوقت نفسه كل بلد بل ومواطن عربي  ، ووضعنا بلداننا وامتنا العربية على طريق الاستقلال والحرية، وضمنا امن وسلامة اوطانها.

اصحاب الجلالة والفخامة والسمو

لا نريد منكم اعلانات عاطفية او كلامية ، لأنها لن توقف قتل اطفالنا وامهاتنا وآبائنا . ولا نريد كلمات بل افعالا توقف زحف الموت علينا اليوم وعليكم غدا ، فزودونا بما يحمي وجودنا ووجودكم من عون، واذا كانت “عاصفة الحزم” تحمي اليمن منذ عامين ، فإن نسمة منها تكفي لانتصار عاصفة البطولة التي يبديها السوريون في مواجهة من استدعاهم الاسد إلى بلادنا من وحوش وقتلة ايران ولبنان والعراق وافغانستان وباكستان واوزبكستان وروسيا وبلدان اميركية لاتينية وافريقية كثيرة، وتكفي لاخراج شعبنا في يوم غير بعيد من مقتلة يرفض هؤلاء الغزاة والمرتزقة وقفها .

اصحاب الجلالة والفخامة والسمو

نتمنى لمؤتمركم النجاح في التصدى لظروف عصيبة ،لم يسبق لأي مؤتمر قمة عربية ان واجه ما يماثلها ، شرط تجاوزها انخراطكم الفاعل في المسألة السورية ، التي لا يجوز ان تكون مسألة برانية بالنسبة لأي منك، سواء طبقنا عليها معايير الانتماء القومي أم القيم الانسانية . اخرجوا سورية من نار الحقد والطغيان التي تحرق شعبها ، كي لا يبقى لكم من السياسة غير الندم !.

 

٢٤/٣/٢٠١٧                                                     ناشطات وناشطون سوريات وسوريون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى