أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 27 أيلول 2015

«عقدة الأسد» في صدارة مداولات الأمم المتحدة

نيويورك – «الحياة»

تحتل الأزمة السورية و «عقدة الأسد» موقع الصدارة في جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال لقاءات رفيعة، أبرزها بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين الإثنين. وعلى المستوى الوزاري، ينشط وزير الخارجية الأميركي جون كيري في لقاءات عدة، بينها لقاءان مع نظيريه السعودي عادل الجبير والإيراني جواد ظريف. وقال مسؤولون أميركيون إن كيري «يسعى لطرح مبادرة جديدة للتوصل إلى حل سياسي في سورية»، فيما استبق البيت الأبيض لقاءات نيويورك بإعلان أن لقاء أوباما مع بوتين «قد يمهد لتعاون أفضل بين البلدين في شأن الأزمة السورية». وعلى رغم أن التوقعات سبقت تقاطر قادة العالم الى نيويورك بإمكان حصول لقاء بين الجبير وظريف إلا أن هذا اللقاء لن يتم، وفق مصادر ديبلوماسية مطلعة. (للمزيد)

وعلمت «الحياة» أن ظريف طلب «شفوياً» الاجتماع مع الجبير لكن طلبه رفض «لأنه جاء بطريقة متعجرفة وفي غير مكانها» وفق المصادر نفسها، التي أوضحت أن الجانب الإيراني لم يطلب اللقاء «بالطريقة المتعارف عليها» التي يفترض أن تتضمن أجندة محددة للقاء، بل اقتصر طلبه على بحث أحداث الحج لا الأمور السياسية المتعلقة بقضايا المنطقة، كسورية واليمن، وهو ما اعتبرته السعودية «غير مقبول» ولم تتم الموافقة عليه.

وكان من المقرر أن يلقي الجبير كلمة بلاده أمس السبت في مؤتمر أهداف التنمية، وثانية في قمة «جنوب- جنوب» التي من المقرر أن يترأسها الرئيس الصيني تشي جينبينغ، ويعقد لقاء ثنائياً مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ثم لقاء ثنائياً مع كيري.

وسيجتمع وزراء خارجية الدول العربية اليوم، بعد اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، على أن يعقد وزراء خارجية الترويكا الخليجية، السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، لقاءات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت لاحق.

وأجرى الجبير عدداً من اللقاءات الثنائية، إحداها مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري.

وقال الجعفري بعد اللقاء «إن الاجتماع تناول القضايا التي تهم البلدين ونعتقد أننا نستطيع أن نرتقي بالعلاقات لتكون مستقرة خصوصاً في مواجهة خطر داعش، وهو خطر مشترك، ما من شأنه أن يضع العلاقات على مشارف مرحلة جديدة».

ومن اللقاءات المقررة اجتماع بين الرئيس الإيراني حسن روحاني والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كان مجدولاً صباح أمس، فيما استبعد مسؤول أميركي حصول لقاء ثنائي بين روحاني وأوباما، وستبقى اللقاءات بين الجانبين الإيراني والأميركي على مستوى وزيري الخارجية. وقال كيري بعد اجتماعه مع ظريف: «أرى في هذا الأسبوع فرصة كبيرة لأي عدد من الدول للعب دور مهم في محاولة حل بعض أكثر قضايا الشرق الأوسط صعوبة». وتابع: «نحتاج إلى تحقيق السلام وسبيل للمضي قدماً في سورية واليمن… وفي المنطقة. أعتقد أن هناك فرصاً هذا الأسبوع عبر هذه المناقشات لتحقيق بعض التقدم».

في المقابل قال ظريف إن «القضايا الإقليمية مهمة ولكن الأولوية هي للتحرك قدماً في الملف النووي وخريطة الطريق» المتعلقة به آملاً «تطبيق الاتفاق النووي كاملاً بنية جيدة بحيث يمكننا إنهاء بعض عدم الثقة الموجودة بيننا منذ عقود».

وقال مسؤولون إميركيون إن كيري «يسعى لطرح مبادرة جديدة للتوصل الى حل سياسي في سورية فيما استبق البيت الأبيض لقاءات نيويورك بإعلان أن لقاء أوباما مع بوتين «قد يمهد لتعاون أفضل بين البلدين في شأن الأزمة السورية».

واتفقت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني وظريف على التعاون للمساعدة في إنهاء النزاع في سورية. وأفاد بيان صادر عن مكتب موغيريني بأنهما «شددا على ضرورة إنهاء الحرب في سورية»، وأعربا عن «استعدادهما للتعاون في إطار الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة» التي يسعى مبعوثها ستيفان دو ميستورا إلى إيجاد حل سياسي للنزاع. وأضاف البيان أن الوزيرين «بحثا في سبل المساهمة في إنهاء» النزاع.

وتنطلق مناقشات الجمعية العامة صباح غد الإثنين، الذي سيكون مزدحماً بالمواقف، من أوباما إلى بوتين وروحاني والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والملك الأردني عبدالله الثاني وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

ويترأس أوباما قمة عن «مستقبل عمليات حفظ السلام» بمشاركة هولاند وبان كي مون، إذ تسعى الولايات المتحدة الى رفع مساهمات الدول، الأوروبية منها خصوصاً، في تمويل عمليات حفظ السلام. وتُقدر مساهمة الدول الأوروبية الحالية بنسبة ٧ في المئة فقط في موازنة عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بعدما كانت ٤٠ في المئة قبل عقدين.

ويترأس أوباما الثلثاء اجتماعاً رفيعاً يتناول مكافحة الإرهاب للدول المشاركة في التحالف لمحاربة تنظيم «داعش» بمشاركة عدد مهم من وزراء الخارجية، بينهم الفرنسي لوران فابيوس والألماني فرانك فالتر شتاينماير.

كما سيُعقد اجتماع رفيع حول الوضع الإنساني في سورية على المستوى الوزاري ينظمه الأردن والاتحاد الأوروبي «لإعادة التفكير في كيفية الاستجابة الدولية لأكبر أزمة إنسانية في الوقت الراهن»، يترأسه وزير الخارجية الأردني ناصر جودة وممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني.

كما يعقد وزراء خارجية مجموعة السبع الكبرى اجتماعاً في اليوم ذاته، ومن غير المقرر أن يضم روسيا، التي كانت دول المجموعة ذاتها عقدت اجتماعها الأخير من دون دعوة لافروف إليه، رداً على التدخل الروسي في أوكرانيا.

وسيشكل رفع العلم الفلسطيني للمرة الأولى في مقر الأمم المتحدة الأربعاء مناسبة احتفالية خاصة يتوقع أن يشارك فيها عدد من الرؤساء وكبار المسؤولين من دول عدة، إذ سيرفع الرئيس محمود عباس العلم الفلسطيني بنفسه بعد إلقاء كلمته أمام الجمعية العامة باسم دولة فلسطين.

وينتظر أن تعقد «الرباعية- زائد» اجتماعاً أيضاً بمشاركة المملكة العربية السعودية ومصر والأردن الى جانب كيري ولافروف وموغيريني وبان كي مون.

وستترأس روسيا على مستوى وزير الخارجية اجتماعاً وزارياً في مجلس الأمن الأربعاء حول «الإرهاب والنزاعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». وهي أعدت لهذا الاجتماع لأسابيع ولا يزال الخلاف قائماً بينها وبين الدول الغربية في شأن مشروع بيان رئاسي أعدته، خصوصاً حول «عقدة الأسد».

وتنظم فرنسا اجتماعاً وزارياً أيضاً للبحث في المبادرة الفرنسية لتعديل استخدام الفيتو في مجلس الأمن، بحيث لا يُستخدم من أي دولة دائمة العضوية عندما يتعلق الأمر بإبادة جماعية أو جرائم حرب أو تطهير عرقي. ويدعم فرنسا في هذه المبادرة عدد من الدول من خارج مجلس الأمن.

وينتظر لبنان الاجتماع الوزاري لمجموعة الدعم الدولية، الذي سيتمثل فيه برئيس الحكومة تمام سلام، إلى جانب مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى.

وأعد الأمين العام للأمم المتحدة لعقد لقاء دولي رفيع الأربعاء أيضاً حول قضية الهجرة غير النظامية واللاجئين، يشاركه في رئاسته وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا.

ومن المقرر أن يلقي وزير الخارجية السورية وليد المعلم كلمة سورية في الجمعية العامة الجمعة.

 

«لعبة بوتين» لا تعطي أولويّة للشعب السوري

موسكو – رائد جبر

انقسمت أوساط المحلّلين والخبراء الروس بشدة في شأن النتائج المرتقبة للقاء يُعقد غداً بعدما طال انتظاره، بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما. واعتبر طرف أن أقصى ما سيخرج عن اللقاء مصافحة وابتسامات عريضة وصور للذكرى، تترك انطباعاً بأن الرئيسين يحافظان على جسور التواصل على رغم الخلافات العميقة، وهو ما أوحى به «التلاسن» الذي سبق القمة حول أجندتها وآلية تنظيمها. بينما رأى طرف آخر أن الأرضية باتت مهيّأة لتحقيق تقدّم مُهم قد يبدأ من سورية ولا ينتهي في أوكرانيا. ويبدو أن «لعبة بوتين» لا تعطي الأولوية للشعب السوري.

وحتى قبل أن يتّضح الموقف، سارع كثر الى اعتبار أن بوتين سيسجّل جولة لمصلحته، لمجرد أن القمة انعقدت، فأوباما امتنع عن لقاء نظيره الروسي لأكثر من عامين بسبب الأزمة الأوكرانية، والقمة الحالية تدفن نهائياً مساعي «عزل روسيا»، وتعكس إقراراًً بأنها لاعب عالمي أساسي لا يمكن تجاوزه.

يذهب سيد الكرملين الى نيويورك وفي حقيبته أوراق قوية غيّرت الى حدّ بعيد، قواعد اللعبة حول سورية التي ستكون العنوان الأبرز للمناقشات، من التدخل العسكري المباشر في سورية الذي قلب المعادلات وفرض واقعاً لا يمكن تجاهله، الى التبدّل الواضح في مواقف عدد من البلدان الغربية حيال احتمال التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد.

وإقليمياً، مهدت روسيا بترتيب «أجواء إقليمية» مرحبة بسيطرتها على ما تبقى من سورية عبر تنسيق المواقف مع تركيا وإسرائيل وإيران والعراق.

لكن بوتين لن يكتفي بالورقة السورية في حديثه مع أوباما المتعب من منطقة الشرق الأوسط، فهو مهّد للدور الروسي الجديد الذي يحاول انتزاعه في المنطقة بتدخّل «سياسي» في السودان، عبر عقد لقاءات أخيراً، في موسكو على مستوى وزراء خارجية السودان وجنوب السودان وروسيا، وتشكيل مجموعة اتصال لدفع الاتفاقات بين الطرفين، وفي اليمن بإعلان استعداد موسكو لـ «الوساطة» بين الأطراف، وفي لبنان بـ «توضيح» موقف لإخراج بيروت من حال الفراغ الرئاسي.

ويبدو التمهيد الروسي للحديث عن «الجهود المشتركة» المحتملة لمواجهة تمدّد الإرهاب لافتاً أيضاً، فبينما يتم تعزيز الوجود العسكري المباشر في سورية، تبرز معطيات عن «تحالف» روسي – إيراني – عراقي، قوامه تأسيس مركز في بغداد لحشد وحدات «شيعية» لمحاربة «داعش»، وعلى رغم أن الكرملين نفى رسمياً صحة التسريبات، لكن اللافت أن الخبر كان تصدّر الصفحة الأولى على موقع وكالة «نوفوستي» الرسمية.

ويذكر ذلك بـ «تدرج» المواقف الروسية، من إطلاق «بالونات اختبار» قبل الوصول الى الاعتراف جزئياً ثم كلياً بالأمر الواقع الجديد، الذي ترسم ملامحه الديبلوماسية الروسية بدقة وهدوء شديدين.

ومثلاً، تدرجت موسكو في الاعتراف بالتحضير لوجود عسكري دائم في سورية، من حديث عن «تنفيذ عقود عسكرية سابقة»، الى «دعم كامل للحكومة السورية في محاربة الإرهاب» باعتبارها الحكومة الشرعية، وصولاً الى تبدّل نوعي في اللهجة يغدو بموجبه «شرط تسوية الأزمة» هو «دعم الحكومة الشرعية» كما أعلن بوتين أخيراً.

أيضاً، تدرجت موسكو في تحديد موقفها من مصير النظام بالإشارة الى أنه «ليس حليفاً»، و «موسكو لا تدافع عن أشخاص»، وبعد ذلك الإصرار على أن «جنيف1» ينصّ على ضرورة «اتفاق الأطراف على شكل الهيئة الانتقالية» قبل أن يصل الموقف الروسي الى إعلان استعداد الأسد لـ «إشراك المعارضة البناءة» مع ما تحمله عبارة «استعداد لإشراك» من مضامين تقوّض تفاهم «جنيف».

يذهب بوتين للقاء أوباما مسلحاً باستنتاجات «المطبخ السياسي» في الكرملين بعد التطورات الدراماتيكية على الأرض، وأهم عناوينها أن روسيا لن تسمح بتكرار تجربة ليبيا، وأنها تدخلت في سورية حتى «لا تفاجأ بذلك السيناريو في آسيا الوسطى»، كما أن الحديث من وجهة نظر موسكو لا يقوم على مواجهة مشتركة للإرهاب، بل على «تفاهم لتفادي الصدام»، ما يعني وفق بعضهم إطالة أمد الأزمة والنظام سياسياً الى حين، ودفع احتمال التطور وفق السيناريو البديل، إذا فشلت المسارات الحالية، والمقصود «دولة ساحلية تسيطر عليها روسيا». في كل الأحوال، يحمل بوتين، كما قال ديبلوماسي عربي في موسكو، «سيناريوات لمستقبل سورية في حقيبته لا يحظى مصير الشعب السوري بأولوية فيها».

 

فرنسا شنت ضربات جوية في سورية

باريس – أ ف ب

أعلنت مؤسسة الرئاسة الفرنسية اليوم (الاحد) أن البلاد شنت ضربات في سورية استناداً إلى معلومات جمعت خلال الطلعات الاستطلاعية الجوية منذ أكثر من أسبوعين.

وقالت الرئاسة في بيان إن هذه العملية «جرت في إطار احترام استقلالنا في تحركنا بالتنسيق مع شركائنا في المنطقة»، مؤكدة في الوقت نفسه «تصميمها على مكافحة التهديد الإرهابي الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)»، من دون إضافة أي تفاصيل عن العملية.

 

30 ألف مقاتل أجنبي في سورية والعراق

نيويورك – أ ف ب

تعتبر “وكالة الاستخبارات الأميركية” (سي آي أي) أن نحو 30 ألف متطرف أجنبي توجهوا إلى سورية والعراق منذ عام 2011، أي ضعف التقديرات السابقة قبل عام.

وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” مساء أمس (السبت)، نقلاً عن مسؤولين في “سي آي أي” فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم، إن من أصل هؤلاء المقاتلين، ثمة 250 أميركياً في حين أنهم لم يكونوا سوى 100 تقريباً قبل عام.

وانضم معظم هؤلاء المقاتلين الأجانب الذين قدموا من 100 دولة إلى صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) الذي يسيطر منذ أكثر من عام على مساحات كبيرة في سورية والعراق.

 

خرق وقف إطلاق النار في شمال غربي سورية

بيروت – رويترز

قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن وقفاً لإطلاق النار في شمال غربي سورية خُرق في ساعة متأخرة من مساء أمس (السبت).

وهذه الهدنة جزء من اتفاق أوسع شمل وقف العمليات القتالية في هذه المنطقة بالإضافة إلى بلدة قرب الحدود اللبنانية.

وأضاف “المرصد” إن قذائف أطلقتها على ما يبدو قوات المعارضة أصابت قرية الفوعة في محافظة إدلب، شمال غربي سورية، بعدما أنحت قوات المعارضة باللائمة على قوات الأسد في خرق وقف إطلاق النار بإلقاء براميل متفجرة على منطقة قريبة.

وأوضح “المرصد” إن قصف الفوعة استؤنف من دون الإعلان بشكل فوري عن سقوط ضحايا.

وجاء هذا القصف بعد نشر بيان على الانترنت قيل أنه من قوات المعارضة في المنطقة أنحى باللائمة على الحكومة في خرق وقف إطلاق النار بإلقاء براميل متفجرة على قرية تفتناز القريبة. وقال البيان إن “قوات المعارضة ردت بإطلاق النار على الفوعة وكفريا”.

وقال المرصد إن “انفجارات وقعت في بلدة تفتناز مع انحاء ناشطين باللائمة على البراميل الحكومية المتفجرة في مقتل مالايقل عن خمسة أشخاص”. ولم يُعرف ما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار شمل تفتناز.

وأكد زعيم “حزب الله” اللبناني حسن نصر الله أول من أمس (الجمعة) التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار لفترة طويلة، يتضمن انسحاب مقاتلي المعارضة من الزبداني مقابل إجلاء المدنيين من الفوعة وكفريا.

 

حوار أمريكي ـ روسي ومحاولة يائسة لجلب موسكو إلى تسوية سياسية مشتركة

واشنطن ـ «القدس العربي»: ناقش وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر مع نظيره الروسي في مكالمة هاتفية استغرقت مدة ساعة العمليات العسكرية للبلدين في سوريا لتجنب أي صراعات غير مقصودة بين القوات إذ تقود الولايات المتحدة العمليات الجوية للتحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية هناك في حين ستبدأ روسيا قريبا على ما يبدو عمليات جوية خاصة بها في سوريا.

ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها «القدس العربي» حول فحوى المحادثة الهامة، فقد حرص كارتر على إثارة القضية الأشد الحاحا وهي الفصل في الأجواء إضافة إلى اقتراحات جادة باستئناف العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة وروسيا والمتوقفة منذ غزو موسكو لاوكرانيا في اذار/مارس عام 2014.

ولم يتضح ما إذا كانت المحادثة قد تناولت تحديدا العمليات الجوية على الرغم من التراكم السريع للقوات والمعدات الروسية في مطار يقع غرب سوريا ولكن كما هو معروف، لدى روسيا حاليا طائرات مقاتلة وطائرات هجوم في مطار قرب اللاذقية إضافة إلى دبابات وناقلات جند مدرعة ومدفعية وأكثر من 200 جندي في إشارة واضحة إلى ان موسكو تخطط لبدء العمليات الجوية بوقت قريب.

وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية ان المناقشة تهدف إلى تجنب أي احتمال لسوء الفهم أو سوء تقدير على الجانب العسكري بين التحالف وروسيا ولكن المحادثات لا تعني ان روسيا قد بدأت عمليات قتالية في سوريا مؤكدا بانه لم يكن هناك نقاش حول نشاط روسي عسكري مباشر. وحاولت روسيا عبر وزير الخارجية سيرغي لافروف وصف الأنشطة العسكرية في سوريا بانها ذات طبيعة دفاعية وتهدف إلى تكريم الالتزامات المعلنة مع الحكومة السورية التي تخوض كما قال اشتباكات مع تنظيم الدولة وانتفاضة متمردة منذ أربع سنوات ولكن الولايات المتحدة لا تنظر إلى هذه النشاطات كإجراءات دفاعية.

وقد جاءت هذه المحادثة الهامة ضمن محاولات إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما لتنسيق الإجراءات في منطقة الحرب وتجنب تصعيد غير مقصود في أكثر الصراعات تفجرا في العالم كما ظهرت هذه البادرة الدبلوماسية بعد أيام قليلة من تحذيرات شديدة اللهجة ضد الكرملين تتضمن القول بان الحشد العسكري الروسي في سوريا يهدد بتصعيد الحرب الأهلية أو مواجهة غير مقصودة مع الولايات المتحدة، كما أدان اوباما تحركات روسيا ووصفها باستراتيجية محكوم عليه بالفشل. ولكن البيت الأبيض اعترف في نهاية المطاف ان حسابات التفاضل والتكامل قد تغيرت في موسكو بطريقة لا تخدم الاعتراضات الأمريكية القوية لذا تم اتخاذ قرار عاجل ببدء محادثات تعكس أيضا الأمل في جلب روسيا لاتخاذ دور أكثر ايجابية في حل الحرب الأهلية المستمرة منذ أربع سنوات.

وناقش وزير الخارجية جون كيري مع نظيره الروسي أيضا، الوضع في سوريا، وقال للصحافيين ان المسؤولين في البنتاغون يعتقدون ان هناك فرصة للروس في لعب دور بناء، مــؤكـــدا ان الولايات المتحدة تراقب عن كثب كل ما يتحرك في سوريا.

وتبدو المحادثات العسكرية الأولية للوهلة الاولى محدودة النطاق ولكن الهدف الأكبر كما أشار أكثر من مسؤول هو رسم دور للروس في عملية سياسية تهدف في نهاية المطاف إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد الحليف القديم للكرملين. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بوضوح ان اوباما يعتقد ان المحاثات هي بداية لخطوة تالية مهمة كما أضاف وهو في لندن للتشاور مع الحلفاء ان الجميع يعمل على تحديد بعض الخيارات المختلفة المتوفرة.

وأجمع المراقبون ان التعزيزات العسكرية الروسية في سوريا يمكن ان تعزز مصالح الكرملين بطرق شتى فهي يمكن ان تساعد على تعزيز سلطة الأسد الذي دعمته موسكو منذ فترة طويلة بعد معاناته الأخيرة من انتكاسات عسكرية في الأشهر الأخيرة ويمكن ان تضع موسكو في موقف أقوى للمساهمة في تشكيل حكومة سورية جديدة إذا تم اجبار الأسد على الرحيل كما انها تساعد روسيا على تدعيم مصالحها الاستراتيجية في إكبر ثكنة عسكرية لها في الشرق الأوسط منذ عقود.

وبغض النظر عما ستحققه موسكو في المستقبل فان الحوار مع واشنطن بذاته قد جاء لغاية الآن لمصلحة الروس، إذ كشفت الاجتماعات المغلقة عن بعض المرونة من الجانب الأمريكي حول بقاء الأسد في السلطة على المدى القصير حتى يتم التوصل لحل سياسي، وكما قال كيري صراحة فان تركيز الولايات المتحدة الآن هو تدمير تنظيم الدولة الإسلامية والتوصل إلى تسوية سياسية لن تتحقق مع «وجود طويل الأمد « للأســـد مـــؤكدا ان واشنطن تبحث عن طـــرق لايجاد أرضية مشتركة مع الروس في الشأن السوري.

وتوقع مايكل ماكفول، المستشار السابق لاوباما والسفير الأمريكي السابق في روسيا، فشل محاولات جلب روسيا كشريك مفيد للتوصل إلى تسوية سياسية في سوريا قائلا ان الولايات المتحدة جربت الروس مرتين في ظروف أفضل ولكن المحاولات فشلت.

وقال محللون ان الجانبين يتعاملان مع الأزمة من مواقف ضعيفة قد تؤدي إلى تعقيد استراتيجية دبلوماسية مشتركة. وأكد اندرو جيه تابلر، الخبير في الشؤون السورية، في حديث لصحيفة «نيويورك تايمز» ان مواقف كل من موسكو وواشنطن تزداد سوءا. وأضاف ان الروس في طريقهم لسوريا بسبب موقف النظام المتدهور للغاية في الشمال مشيرا إلى ان وزارة الدفاع الأمريكية غير قادرة على تجنيد وتدريب المعارضة لمحاربة تنظيم الدولة لان اهتمام المعارضة ينصب على محاربة الأسد.

 

الأسلحة التي نشرتها روسيا في سوريا

 

سلمت روسيا النظام السوري أو قواتها في هذا البلد كميات من الأسلحة والمعدات العسكرية تتضمن قاذفات من طراز سوخوي 24 وطائرات سوخوي 25 هجومية وطائرات بدون طيار ودبابات تي ـ 90.

في ما يلي جردة بمخزون الأسلحة التي يمكن ان تغير مجرى الحرب:

من الممكن ان تكون موسكو نشرت أربع طائرات متعددة الأدوار من طراز سوخوي 30 اس ام، و12 طائرة هجومية سوخوي 25 و12 مقاتلة سوخوي ام 24 في قواعد جوية في شمال سوريا.

وقال دوغلاس بيري الخبير العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ان «سوخوي 24 وسوخوي 25 طائرات قديمة نسبيا، مصممة في الستينيات والسبعينيات» مشيرا إلى ان عمليات تحديث هذه الطائرات ما تزال غير كافية للتنافس مع نظيراتها الغربية.

وردا على سؤال حول مشاركتها بنشاط في القتال في سوريا، أجاب بيري «نظرا لطبيعة المعارك، فان استخدامها في دعم قوات بشار الأسد ميدانيا سيكون مفيدا جدا للجيش السوري».

لكن الخبير الروسي بافل فلغينهاور يقول ان «هذه الطائرات ليست دقيقة. نحن نفتقر إلى الامكانيات مثل الاقمار الصناعية والرادارات وطائرات الاستطلاع. روسيا لديها أسلحة فعالة لكن إذا كنت لا تعرف اين ستضرب، فسيكون ذلك دون تاثير كبير». وقال بيري ان ارسال 28 طائرة لا يشكل «انتشارا واسعا. انها قوة صغيرة نسبيا لكنها متنوعة».

واضاف ايضا ان روسيا نشرت عدة طائرات هليكوبتر. «استنادا إلى صور الاقمار الصناعية، فهي من طراز كا- 29، وهي للنقل والدعم الجوي يمكن ان تقل العديد والعتاد وهذا من شأنه أن يكون مفيدا للغاية».

ويتوخى بيري الحذر مع الاعلان عن استخدام طائرات استطلاع روسية بدون طيار من قبل الجيش السوري. فروسيا تعاني من فجوة تكنولوجية في هذا المجال، لدرجة ان الطائرات بدون طيار الموثوق بها تعتبر إسرائيلية الصنع. وقال في هذا الصدد «من الصعب أن يكون هناك معنى لكل ذلك. اعتقد أن بالامكان مقارنتها مع طائرات بدون طيار مدنية قصيرة المدى».

ولوحظ وجود سبع دبابات تي90 أيضا في مطار باسل الأسد، جنوب اللاذقية.

وقد دخلت هذه الدبابة الخدمة عام 1992، وهي دبابة القتال الرئيسية للجيش الروسي الذي يملك أكثر من 500 من هذا الطراز. ويؤكد الخبراء ان الدبابات تتمركز في موقف دفاعي بحسب صور الأقمار الصناعية.

 

حزب الله في سورية…ما بعد الزبداني ليس كما قبلها

بيروت ــ نادر فوز

تنتظر الساحة السورية مرحلة انكفاء للدور الإيراني، ومعه حزب الله، نتيجة التدخل الروسي المباشر على المستويين السياسي والميداني. وأمام لاعب دولي بهذا الحجم لا بد من تسجيل تراجع على مستوى اتخاذ القرارات وإدارة الملف السوري وسحبه من جعبة الإيرانيين الممسكين فعلياً بأرض النظام السوري والضامنين لأمنه واستمراره. بدا هذا التراجع واضحاً في الإطلالة الأخيرة للأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، والذي بدا أكثر هدوءاً وتعامل برويّة وواقعية مع الملف السوري ولو أنه لا يسعه سوى تكرار لازمة فشل السياسة الأميركية في سورية وإفشال مؤامرة إسقاط عصب رئيسي في محور “الممانعة”.

هذه الواقعية فرضت أساساً على الحزب، ومن خلفه الإيرانيون، السير في المفاوضات حول مناطق الزبداني والفوعة وكفريا إلى حين إتمامها. كذلك أدت هذه الواقعية دوراً رئيسياً في طرح قيادة حزب الله مجموعة من التساؤلات حول ضرورة استمرار مجموعاتها المسلحة في الحرب السورية وإمكانية بدء تقليص هذه المشاركة العسكرية، نتيجة إدراك المتغيّرات السياسية في هذا الملف والوصول إلى قناعة بأنّ لا حسم مطلوباً من أي جهة دولية.

” وسبق لمسؤولين في الحزب أن لمّحوا في مجالس فريق 8 آذار إلى إمكانية وقف العمليات العسكرية في سورية عند حدود بلدة الزبداني. وهو ما سبق أيضاً لشخصيات في قوى 14 آذار أن تبلّغته من مراجع دبلوماسية غربية في بيروت. ليتحوّل بذلك حزب الله من مجموعة مسلحة تخوض الحرب في سورية باسم النظام والدين، إلى ما “يشبه” حرس الحدود الشرقية مع سورية بوجه “المجموعات التكفيرية والإرهابية”.

مما لا شكّ فيه أنّ الحزب استنزف عسكرياً وسياسياً وبشرياً طوال السنوات الثلاث الماضية، إلا أنّ خطوة تراجع ميداني بهذا الحجم من شأنها تكريس فكرة الهزيمة العسكرية لحزب الله في سورية ولو حافظ الحزب على سقف خطابات الانتصارات الإلهية. وتأتي التطوّرات الميدانية والسياسية الأخيرة المتمثلة بالحركة الروسية – التركية – الأميركية، والحديث عن المرحلة الانتقالية الجديدة في سورية، لتؤكد بشكل قاطع ألا حسم في المعارك، ما من شأنه كبح الاندفاع العسكري لكل الأطراف الأساسية وأولها حزب الله. إلا أنّ هذا الواقع لم يمنع الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، خلال إطلالته على شاشة “المنار” (المحطة التلفزيونية التابعة للحزب)، من التأكيد على استمرار حزبه في القتال في سورية، مضيفاً أنه “لو عاد الزمن إلى الوراء لكان حزب الله عجّل بالدخول الى سورية وما تأخر”.

 

وتقول الواقعية الميدانية والسياسية إنّ المتغيّرات فرضت حصول تسوية الزبداني. وما يجدر قوله في هذا الإطار إنّ هذه البلدة السورية الصغيرة الواقعة بين الحدود اللبنانية والعاصمة السورية، أقفلت معمل الانتصارات العسكرية والميدانية لحزب الله في سورية. بعد أكثر من ثمانين يوماً على انطلاق هذه المعركة جاء التفاوض ومعه التسوية التي وضعت حداً للقتال وكرّست وقف إطلاق النار وبدء مرحلة “الترانسفير” السكاني المزدوج بين الزبداني من جهة وكفريا والفوعة من جهة أخرى.

” في محصلة معركة الزبداني التي أدارها حزب الله، ومعه الجيش النظامي السوري وعناصر إيرانية ومليشيات حليفة أخرى، سقط للحزب 109 قتلى وثّقتهم مواقع إلكترونية تابعة له، مذيّلة بعبارة “ارتفع أثناء قيامه بواجبه الجهادي المقدس في التصدي لمرتزقة الكفر والوهابية”. مع العلم أنّ مصادر المجموعات السورية في الزبداني تشير إلى أنّ الحزب كان يخسر مقاتلين اثنين كمعدّل يومي في هذه المعركة.

وفي حال صحّت هذه المعلومات تكون خسائر الحزب البشرية قد تجاوزت 160 قتيلاً منذ بدء مطلع أغسطس/آب الماضي. وعلى الرغم من هذه التكلفة، فإنّ الحزب لم يتمكّن من حسم المعركة الدائرة على مساحة 15 كيلومتراً مربعاً من البساتين والأحياء السكنية. لم يأت الحصار بالنفع، ولا حشد آلاف المقاتلين حول المدينة من الحزب وجيش النظام وسائر المليشيات الحليفة الأخرى. حتى “الخبرات” العسكرية الإيرانية لم يكن لها نتائج حاسمة على هذا الصعيد، وكذلك البراميل التي أسقطتها المقاتلات بمعدل عشرين برميلاً في اليوم. وكان الحزب ممسكاً بأكثر من عشرين نقطة عسكرية في محيط الزبداني من أصل عشرات النقاط التي استخدمت للقصف المدفعي وانطلاق محاولات التقدم والتوغّل في البلدة.

أما من جهة المجموعات السورية، فإنها خسرت ما لا يقلّ عن 300 مقاتل، بالإضافة إلى جرح 400 آخرين ليبقى ما يقارب ثلث المقاتلين مستمرين في القتال إلى حين توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، باعتبار أنّ عديدهم منذ بدء المعركة لم يتجاوز الألف مقاتل، بحسب ما تقول مصادر في المعارضة السورية لـ”العربي الجديد”.

وبذلك تكون الزبداني قد انضمّت إلى المعارك الأخرى التي فتحها حزب الله مع المجموعات السورية على طول الخط الحدودي الشرقي مع سورية، من دون أن يتم فيها الحسم، على غرار معارك قرى منطقة القلمون الغربي السوري وجرود عرسال والقاع اللبنانيين (على الحدود أيضاً)، وهي معارك أعلن الحزب عن انطلاقها منذ يونيو/حزيران الماضي وظلّ الحديث الإعلامي عنها متسمراً إلى أن انطفأ بفعل تجمّد الحركة العسكرية.

انتهت المعركة بفشل ميداني وعسكري للحزب

 

” انتهت المعركة بفشل ميداني وعسكري للحزب، ولو أنّ الزبداني كانت شبه منتهية على هذا الصعيد. وموافقة الحزب ومن معه على إنهاء القتال جاءت للحدّ من الخسائر من جهة، ولإعلان انتصار سياسي استراتيجي متمثّل بانتفاء هذه النقطة العسكرية من محيط دمشق والربط بين جنوب سورية وشمالها من جهة ثانية. لكن الأهم يبقى أنه يمكن حزب الله من تكريس فكرة الفرز الطائفي والمذهبي على الأرض السورية، مهما حذّر ونبّه الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، مراراً وتكراراً من التقسيم الديمغرافي ورفضه. ففي الحقيقة بات بإمكان حزب الله أن يخاطب جمهوره بأنّ أبناء الطائفة الشيعية في سورية باتوا بخير ولو أنهم مهجّرون. فالحزب قاد الحرب والتسوية لتهجير ممنهج وإقامة مناطق صافية للسنة والعلويين ومعهم الشيعة.

 

المعارضة السورية قلقة من التحولات: قبول الأسد طعن للثورة

عبسي سميسم

تتابع المعارضة السورية، بشقيها السياسي والعسكري، مؤشرات التغيير في مواقف بعض الدول، التي ينظر لها على أنها من الدول الداعمة للثورة السورية، لناحية القبول ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد كجزء من المرحلة الانتقالية، من دون أن تتردد في الإعراب عن قلقها.

اقرأ أيضاً: الحلّ السوري…مراعاة المعطى الروسي بلا تغييرات جذرية بمعسكر الثورة

يقول عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، سمير نشار، لـ”العربي الجديد” إن “أعضاء الائتلاف يراقبون ويتابعون جميع التحولات الكبيرة التي طرأت على مواقف دول أصدقاء الشعب السوري، والتي أصبحت تشير بوضوح إلى تخليها عن بيان جنيف والقبول بالأسد خلال المرحلة الانتقالية”، مضيفاً أن “هذه التحولات شكلت صدمة كبيرة للثورة السورية وفي المقدّمة ما فهم من تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية الأميركي جون كيري”.

وكان أردوغان قد قال يوم الخميس: “يجب أن تكون هذه المرحلة من دون الأسد، لكن قد يكون للأسد دور في المرحلة الانتقالية. لكن الذي يجب أن يحصل هو عدم قبول المعارضة لأي دور له في سورية المقبلة، وهكذا لن تقبل المعارضة شخصا وديكتاتوراً قتل بين 300 و350 ألفاً من شعبه”، قبل أن يعود يوم الجمعة لينفي ما تم التداول به عن تغيير في رؤيته لدور الأسد في المرحلة الانتقالية، قائلا: “إن ما تم تداوله كان عملا خبيثاً، إن مقاربتي للسياسة التركية تجاه سورية لا تزال كما هي عندما كنت في منصب رئيس الوزراء”. وشدد أردوغان على أنه لا يمكن أن يكون للأسد أي دور في إنقاذ سورية.

ويعتبر نشار أن “الدول الصديقة تخلت عن وعودها ومسؤولياتها تجاه الشعب السوري الذي يذبح كل يوم من خلال البراميل المتفجرة التي يلقيها الطيران السوري، أو من خلال سكاكين تنظيم (الدولة الإسلامية) داعش”، مشدداً على أن “الائتلاف والفصائل العسكرية والقوى الثورية والمدنية لن يتخلوا عن مطلب رحيل الأسد بموجب بيان جنيف القاضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، وبالتالي لا وجود للأسد بأي مرحلة انتقالية”.

من وجهة نظر المعارض السوري، فإنّ ما يحدث الآن هو “تقاطع مصالح دول ولا يصب في مصلحة السوريين”، مشيراً إلى أنّ “السوريين عندما خرجوا بثورتهم لم يأخذوا إذناً من أميركا أو الدول الأوروبية، وهم من يدفعون ثمن التضحيات وهم من سيكملون مشوار ثورتهم مرفوعي الرأس”.

وفي الإطار نفسه، تؤكد نائب رئيس الائتلاف، نغم غادري، في حديث لـ”العربي الجديد” أنّه “في حال كان هناك ضغوط سياسية تمارسها الدول الصديقة على مكونات الثورة، فيجب أن تكون إيجابية، بحيث تجمع من خلالها جميع القوى السياسية والعسكرية والمدنية على التمسك بمبادئ الثورة لتحقيق تطلعات الشعب السوري بنيل الحرية والكرامة ورحيل الأسد عن السلطة”. وتشدّد غادري على أنّ “التمسك برحيل الأسد هو مطلب قانوني للائتلاف وليس شرطاً، وهذا ما نص عليه بيان جنيف ولا يمكن لأي أحد الالتفاف عليه والتلاعب بمضمونه”، لافتة إلى أن “القوى السياسية والفصائل العسكرية بإمكانها المتابعة ومجابهة الضغوطات حتى نيل الحرية”.

وتشير غادري إلى أنّ “المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا كتب خطته بناء على توصيات روسيا بعدما بات واضحاً تخلي الولايات المتحدة الأميركية عن الملف السوري، وروسيا منذ البداية كانت واضحة برغبتها ببقاء الأسد في السلطة وإعطائه الشرعية لحماية مصالحها في سورية”.

وحول التدخل الروسي العسكري المباشر في سورية، ترى غادري أن “روسيا باتت دولة محتلة وشريكة بالقتل”، مشيرة إلى أن “روسيا وإيران تتقاسمان النفوذ داخل مناطق النظام في دمشق والشريط الساحلي”. وتحمل نائب رئيس الائتلاف نظام الأسد وحلفاءه من النظامين الروسي والإيراني المسؤولية الكاملة عن استمرار المجازر بحق الشعب السوري.

وتعتبر غادري أنّ “تعامل مجلس الأمن والمجتمع الدولي المتخاذل مع هذا الواقع بات عاملاً مساعداً في زيادة النفوذ الأجنبي في سورية وتصعيد المذابح ضد المدنيين السوريين”، معربة عن أسفها لعدم إصدار جامعة الدول العربية ومجلس الأمن ومجموعة أصدقاء الشعب السوري والاتحاد الأوروبي، مواقف منددة بهذا التدخل، أو دعوات لاجتماعات طارئة لمناقشة الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين في سورية من عمليات القتل المتواصلة والممنهجة، ولتدارس زيادة النفوذ الإيراني والروسي عسكرياً في سورية.

وكان الائتلاف قد أعلن في بيانات سابقة أنه اجتمع مع أعضاء المكاتب السياسية لقوى وفصائل عسكرية رئيسة، وتم التباحث بشأن المستجدات السياسية والميدانية، بما فيها خطة المبعوث الدولي إلى سورية. وأشار الائتلاف إلى أنّ المجتمعين أكدوا على ضرورة التواصل المستمر ورسم استراتيجية مشتركة للمرحلة المقبلة نابعة من ثوابت الثورة السورية ومطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة. كما تم التأكيد على “التمسك بمبدأ الحل السياسي وبيان جنيف، وقرارات مجلس الأمن القاضية بتشكيل هيئة حاكمة انتقالية كاملة الصلاحيات من دون أي وجود لبشار الأسد وزمرته، سواء في المرحلة الانتقالية أو سورية المستقبل”.

 

رئيس الأركان الأميركي الجديد يخشى روسيا أكثر من “داعش

واشنطن ــ منير الماوري

شكّلت الخبرة الميدانية الطويلة التي اكتسبها الجنرال الأميركي جوزيف دانفورد في العراق، العامل الحاسم وراء اختياره رئيساً لهيئة الأركان الأميركية المشتركة، خلفاً للجنرال مارتن ديمبسي الذي أحيل إلى التقاعد رسمياً يوم الجمعة الماضي. إلا أن دانفورد على الرغم من هذه الخبرة، لا يعتقد أن التهديد العسكري الذي يمثّله تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في العراق على الولايات المتحدة بحجم التهديد الذي تمثّله روسيا، بما تملكه من ترسانة هائلة من الأسلحة التقليدية والنووية.

ولم يكن الرئيس الأميركي باراك أوباما ليختار دانفورد لتولي أعلى منصب عسكري في الولايات المتحدة لو لم تكن رؤيتاهما متوافقتين، خصوصاً بعد الضربات الروسية الموجعة التي تلقاها أوباما من نظيره الروسي فلاديمير بوتين على الساحة الأوكرانية، وبدا أوباما حيالها عاجزاً عن مقاومة خطر الدب الروسي، أو صده عن إذلال حلفاء الولايات المتحدة.

وبغض النظر عن التوافق في الرؤى الاستراتيجية بين الرجلين من عدمه، فإن استبدال ديمبسي بالجنرال دانفورد في الموقع العسكري الأول بالولايات المتحدة يأتي في إطار التناوب الروتيني في المنصب الذي جرت العادة ألا تزيد مدة شغله على أربع سنوات.

ولم يواجه دانفورد صعوبة كبيرة في مصادقة مجلس الشيوخ على قرار اختياره للمنصب، لكن بعض أعضاء المجلس وجدوا في استجوابه فرصة لمعرفة ما يتبناه من تصورات وآراء استراتيجية. وخلال الاستجواب أعرب دانفورد عن قناعته بأن روسيا وليس “داعش” هي التي تمثل التهديد الأكبر للأمن القومي الأميركي. واستند دانفورد في هذا الرأي إلى أن روسيا تمتلك ترسانة نووية؛ وهي قادرة على تهديد سيادة دول حليفة للولايات المتحدة. وقال: “تجربتنا في أوكرانيا تثبت ضرورة وضع نموذج ردعي فعال للتعامل مع التهديد الروسي”.

وحول تنظيم “داعش”، اعتبره دانفورد تهديداً إقليمياً “يخلق عدم الاستقرار ويُعرّض المصالح الأميركية للخطر”. وأكد أن الحل هو في بناء القدرات المحلية على مواجهة التنظيم.

وفي الشأن السوري، رأى دانفورد أن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة “يساعد داعش على تجنيد المقاتلين”، مشيراً إلى أن “وحشية الأسد كانت سبباً أساسياً لصعود داعش واستمراره في السلطة”. لكنه مع ذلك لا يستحسن تنفيذ ضربات ضد الأسد في الوقت الحالي.

مشكلات متوقعة

وبعيداً عن السجل العسكري الذي يوصف بالناصع لدانفورد، إلا أن الصحافة الأميركية بدأت تتوقع أن يواجه مشكلات بسبب مواقفه تجاه المرأة والمثليين، ونظرته إلى الأضرار التي قد يسببها وجود هاتين الفئتين في الجيش الأميركي، وعلى وجه التحديد بين قوات المارينز (مشاة البحرية).

ففي الوقت الذي وعد فيه أوباما بفتح كل مناصب الجيش الأميركي للجنس اللطيف تطبيقاً لمبدأ المساواة ابتداء من العام 2016، ظهرت دراسات روّج لها ضباط المارينز برفض إقحام النساء في المناصب القتالية الحساسة. ولم يتردد دانفورد في تبني وجهة النظر الرافضة لإقحام النساء في الوحدات القتالية. ومن غير الواضح أيضاً شكل العلاقة التي يمكن أن تربطه بالوزير المدني المرشح للإشراف على الجيش الأميركي إيريك فاننيغ الذي يفاخر بأنه مثلي.

ويعتبر المثليون اختيار وزير للجيش الأميركي منهم ثاني أكبر انتصار تاريخي لهم، بعد قرار المحكمة الأميركية العليا بإجازة زواج المرأة بالمرأة أو الرجل بالرجل، بعد أن كانت غالبية الولايات الأميركية ترفض الاعتراف بمثل هذا الزواج. وفيما يتعلق بتعامل الجيش الأميركي مع المثليين، ظل قبولهم في الخدمة كأفراد مشروطاً طوال العقود الماضية بكتمان ميولهم الجنسية، ولكن التساهل أصبح هو السائد خلال الفترة الثانية من رئاسة أوباما على وجه التحديد. أما القيادات العليا فلم يُعين حتى الآن أي جنرال ينتمي إلى هذه الفئة.

قيادة مدنية للعسكر

نظام وزارة الدفاع الأميركية لا يسمح بانفراد العسكر بالمسؤوليات القيادية في وزارة الدفاع، بل يفرض أن يكون هناك مسؤول مدني مباشر عن كل جنرال مع توزيع الصلاحيات، إذ يتولى الجنرالات المسؤوليات الميدانية والقرارات العسكرية ويناط القرار السياسي والاستراتيجي بالوزراء المدنيين. ويحتم هذ النظام أن يكون وزير الدفاع مدنياً ليكون هو المسؤول المباشر عن رئيس هيئة الأركان، مثلما أن وزراء الجيش والبحرية والجوية من المدنيين فيما يرأس قادة عسكريون هذه الأجهزة.

ومن المعروف أن أول وأبرز جنرال في تاريخ الولايات المتحدة هو الرئيس الأول وأحد مؤسسيها في 1776، جورج واشنطن، إلا أن منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة في شكله الحالي هو منصب حديث نسبياً في هيكل وزارة الدفاع، إذ يعود إلى العام 1949، وتناوب على المنصب منذ ذلك العام حتى الآن 19 جنرالاً، لم تتجاوز فترة خدمة أي منهم الأربع سنوات مطلقاً، وبينهم من شغل المنصب لسنتين فقط وثلاث سنوات، بل إن أحدهم لم يقضِ في الموقع إياه سوى 23 يوماً.

ومنذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001، كان أبرز من شغل هذا الموقع العسكري الحساس الجنرال ريتشارد مايرز حتى سبتمبر/أيلول 2005، تلاه الجنرال بيتر بيس لمدة سنتين فقط، ثم الأدميرال مايكل مولين حتى سبتمبر/أيلول 2011، وخلفه الجنرال مارتن ديمبسي إلى الأسبوع الأخير من سبتمبر/أيلول الحالي. وكان ديمبسي قد أمضى في الخدمة العسكرية أكثر من أربعين عاماً، من ضمنها الأربع سنوات الأخيرة في أعلى منصب عسكري قبل أن يحال للتقاعد بصورة طبيعية.

أما رئيس الأركان الجديد فقد بدأ خدمته العسكرية في الجيش الأميركي عام 1977، لكنه يتميز عن غالبية من سبقه في رئاسة هيئة الأركان المشتركة أنه قادم من سلاح المارينز (مشاة البحرية)، وبات ثاني رئيس أركان يأتي من قيادة هذا السلاح المارينز بعد الجنرال بيتر بيس. أما بقية من شغل هذا الموقع العسكري، فإن تسعة منهم جاؤوا إليه من قيادة الجيش البري وأربعة من سلاح الجو وأربعة آخرين من سلاح البحرية.

وكان دانفورد عند اختياره لهذا الموقع يتولى منصب قائد قوات المارينز، وقبل ذلك تولى منصب قائد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان (إيساف) وذلك بين فبراير/شباط 2013 وأغسطس/آب 2014. وطبقاً لسيرته الذاتية المنشورة على الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) فقد ولد دانفورد في 8 ديسمبر/كانون الأول 1955 في بوسطن، والتحق في العام 1977 بمدرسة قوات الصاعقة “رينجرز” التي تعتبر تدريباتها الجسدية من بين الأقسى في العالم. ودانفورد مجاز أيضاً من كلية الحرب في الجيش الأميركي، وتابع دراسته المدنية في جامعة جورج تاون في العاصمة واشنطن، حيث حصل منها على درجة الماجستير في العلاقات الدولية. واعتبره أوباما خلال إعلانه ترشيحه أحد المفكرين الاستراتيجيين الأكثر احتراماً في المؤسسة العسكرية وبين أعضاء الكونغرس من الحزبين.

ومهما كانت أهمية الموقع العسكري الأول في الولايات المتحدة، فإن من يتولى هذا الموقع بغض النظر عن هويته أو خلفيته لا يتمتع بسلطة تحريك الجيوش الميدانية أو إصدار الأوامر القتالية، وإنما هو بمثابة مستشار لوزير الدفاع الذي يُشترط أن يكون مدنياً، ويخضع لسلطات قائد أعلى للقوات المسلحة هو الرئيس المنتخب.

 

الأسلحة الروسية الى دمشق:طائرات وصواريخ..لم تخل بموازين القوى

تغذّي الصناعات العسكرية الروسية النظام السوري منذ عقود، إلا أنه ومع بدء الثورة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أصبح للشحنات العسكرية التي تصل موانىء الساحل السوري صدىً أكبر. وهي مؤخراً احتلت المشهد، مع الدخول العسكري البرّي الروسي إلى سوريا، وتزويد دمشق بمقاتلات “ميغ 31″، كمقدّمة لانعطافة كبيرة في مسار المعارك الجوية، وما أصبح يوصف بـ”انتداب” روسي على سوريا.

 

ولعبت روسيا، ثاني أكبر مصدّر للسلاح في العالم منذ بدء الأزمة السورية، الدور الأكبر في تثبيت النظام السوري على مدى 4 سنوات من المعارك اليومية، التي أفقدت النظام ما يصل إلى 150 ألف جندي، بحسب تقرير “مؤسسة دراسة الحرب” الأميركية. في المقابل، تمكنت موسكو من زيادة حجم صادراتها من الأسلحة خلال الفترة 2010- 2014، بنسبة 37 في المئة، بحسب دراسة صادرة عن المركز الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم “SIPRI”.

في مقابلة أجراها مع صحيفة “روسيسكايا جازيتا” الرسمية، في آذار/مارس الماضي، اعترف الرئيس السوري بشار الأسد بأن روسيا تمد نظامه بالسلاح بموجب صفقات موقعة قبل وبعد اندلاع الأزمة، لكن الغموض كان “ميزة” أساسية لهذه الصفقات، فالطرفان متكتمان للغاية حول نشاطاتهما. ويأتي موقع اسرائيل بالنسبة لروسيا، وعلاقاتهما المتنامية خاصة على مستوى الغاز والنفط، ليحدد سقفاً للعلاقات العسكرية بين موسكو ودمشق، بمقدوره تأجيل أو إلغاء الصفقات، وحتى “تشريع” قصف اسرائيل للأسلحة الروسية الموجودة على الأراضي السورية. وليست “اللجنة المشتركة” الروسية-الإسرائيلية للتنسيق حول دمشق، سوى ترجمة لحرص الصديقين التاريخيين على عدم التعرّض لمصالح أحدهما الآخر في الغابة السورية.

كانون الأول/ديسمبر 2011: “ياخونت” متطوّرة مضادة للسفن

 

كشفت وكالة “انترفاكس”الروسية عن تسليم النظام السوري صواريخ “ياخونت” المتطورة المضادة للسفن، من دون توضيح عددها، وهي تحتوي على رادار متطوّر يرفع من مستوى أداء الصاروخ، وقادر على عرقلة أي محاولة لفرض حصار بحري على سوريا. وكتبت صحيفة “هآرتس” آنذاك، أن هذه الصواريخ، وخلافاً لصواريخ “سكود” أو صواريخ “أرض – أرض” بعيدة المدى، فهي تتيح للجيش السوري العمل ضد أي محاولة دولية محتملة لفرض حصار بحري على سوريا لدعم المعارضة، كما تردع القوات الأجنبية عن محاولة تزويد العتاد للمعارضة عن طريق البحر. ويأتي هذا التسليم جزءاً من صفقة أبرمتها الحكومة السورية مع روسيا، عام 2007 بقيمة بلغت أكثر من 300 مليون دولار، وهي تضمّ 72 صاروخاً و36 منصة إطلاق وعتاد مساند.

حزيران/يونيو2012: بريطانيا تعترض سفينة شحن روسية محمّلة بـطوافات قتالية من طراز “مي-25”

اضطرت سفينة “ام.في.آلايد”، محمّلة بطوافات قتالية من طراز “مي-24″، إلى العودة إلى مورمانكس شمالي روسيا، بعد ضغط الحكومة البريطانية، بطلب أميركي، على شركة التأمين “ستاندرد كلوب” لإلغاء تأمين رحلة السفينة، تحت تهديد التعرض للملاحقة القانونية لخرقها العقوبات الدولية المفروضة على سوريا. واتضح لاحقاً أن الشحنة كانت تضمّ 3 طائرات هليكوبتر “مي-25” سوريا تم إصلاحها في روسيا، بموجب عقد موقع في عام 2008، بحسب ما أعلن آنذاك وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف لوكالة “إنترفاكس”.

بداية كانون الثاني/يناير 2013، قصف طيران اسرائيلي إرسالية صواريخ جو-أرض روسية من طراز “SA-17″، كانت بحسب الرواية الإسرائيلية، متجهة إلى حزب الله. لاحقاً،  وفي 17 أيار 2013، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم، قولهم إن روسيا سلمت سوريا دفعة جديدة من صواريخ “ياخونت” (P-800) متطورة عن صواريخ مماثلة تسلمتها دمشق عام 2011، من شأنها أن تعقّد أي طرح غربي لفرض حصار بحري دعماً للمعارضة السورية. وذلك تزامناً مع إرسال روسيا عشرات من السفن إلى المياه السورية قرب قاعدة طرطوس.

وفي تموز/يوليو من العام نفسه، ضرب الطيران الإسرائيلي الأراضي السورية مجدداً، مستهدفاً مخزناً للأسلحة في اللاذقية، تحديداً صواريخ الـ”ياخونت” الجديدة التي تسلمتها دمشق من موسكو، بحسب ما صرّح مسؤولون أميركيون لـCNN، وسط صمت اسرائيلي وسوري.

منتصف 2013: دمشق تسعى لصواريخ S-300 وروسيا تماطل

بينما بدأت تنتشر أخبار لجوء واشنطن إلى درس خيار التدخل العسكري في سوريا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة مع “AP”، أن موسكو زوّدت دمشق بـ”عناصر” من منظومة صواريخ “S-300″، لكنه أشار إلى أن الشحنة لم تكتمل، وإنه تم تجميدها إلى “وقت لاحق”.

 

وتحدثت مصادر آنذاك أن صفقة “S-300” تمت بعد اندلاع أحداث 2011، وهي تضمنت 6 منصات و144 صاروخاً.

وكان الأسد قد أعلن في مقابلة مع قناة المنار في أيار/مايو من العام نفسه، أن روسيا “نفذت بعضاً من عقود الأسلحة في الآونة الأخيرة”، لكنه لم يحدد ما إذا تضمنت صواريخ “S-300”. ويمكن ترجمة تصريحه إلى محاولة ردع أي تفكير غربي بفرض منطقة حظر جوي فوق البلاد. كما أن تصريحات الرئيسين الروسي والسوري تزامنت مع رفع الاتحاد الأوروبي الحظر المفروض على توريد أسلحة إلى الجيش السوري الحر، مما أعطى روسيا حافزاً للردّ علنية على الخطوة الأوروبية، والمساومة عليها. وفي الشهر نفسه، توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو، في محاولة لإقناع بوتين بالعدول عن تسليم الصواريخ المتطورة للأسد، وهدد علناً بأنه لن يتوانى عن ضرب الصواريخ لحظة وصولها إلى سوريا.

وفي آب/أغسطس من العام نفسه، كشفت صحيفة “فيديموستي” أن عملية تسليم منظومة “S-300″، تأجلت حتى حزيران/يونيو 2014. لكن في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، كشف وزير الخارجية السورية وليد المعلم، في حديث مع صحيفة “الأخبار” اللبنانية، أن بلاده ستحصل من روسيا على صواريخ “S-300″، وأسلحة نوعية أخرى “في مدى معقول”، وقال إن دمشق هي التي طلبت من موسكو تزويدها بهذه الأسلحة و”استغلال الوقت” في إطار الاستعداد السوري “لأي احتمال مقبل في حال تعرض الرئيس الأميركي إلى ضغوط متزايدة بعد فوز الجمهوريين في الانتخابات الأميركية النصفية” لشنّ ضربات ضد سوريا.

 

آب/أغسطس 2015: مقاتلات “ميغ 31”

وصلت إلى مطار المزة العسكري، 6 طائرات حربية اعتراضية من طراز “ميكويان – غوريفيتش ميغ 31″، كجزء من صفقة وقعتها الحكومة السورية مع شركة الأسلحة “روسوبورونكبروت” المملوكة من قبل الدولة الروسية، في حزيران/يونيو 2007، تشمل 8 طائرات مقاتلة، بتمويل إيراني، وفق صحيفة “كومرسانت” الروسية. الإعلام التركي كان أول من كشف خبر التسليم، تبعه الإعلام الإسرائيلي.

 

وذكرت “كومرسانت” أن الصفقة بين دمشق وموسكو تنصّ على تسليم سوريا “مجموعة أولى” من 12 طائرات التدريب “ياك-30” مع نهاية العام 2015، على أن تلحقها مجموعة أخرى من 12 طائرة مماثلة مع نهاية العام 2016.

 

وتنص الصفقة أيضاً على تسليم 12 مقاتلة من طراز “ميغ – 29 ام/ام “، بحلول العام 2016، و3 أخريات بحلول 2017، بحسب ما كشف المدير التنفيذي لشركة “ميغ” سيرغي كروتوكوف في أيار/مايو 2014 لوكالة “إيتار تاس” الروسية.

 

وتُعتبر طائرات “ميغ 31” من السلاح الاستراتيجي للقوات الجوية الروسية، وتتميّز بقدرة فائقة على القيام بدوريات طويلة الأمد وتستطيع التعامل مع 10 أهداف في الوقت نفسه، وتستطيع الوصول إلى ارتفاع 20 كيلومتراً خلال 8 دقائق، وتحمل صواريخ جو- جو موجهة، يبلغ مداها 200 كيلومتر.

 

وتسلمت سوريا أيضاً صواريخ “كورنت 5 ” المتطورة، ومدفعية ميدان روسية من عيار 130 ميليمتر.

 

جيش الإسلام” يتقدم على حساب “الجبهة الجنوبية”

عمر البلخي

لـ”جيش الإسلام” امتداد على كامل الأرضي المحررة في المنطقة الجنوبية، كما يتمتع الجيش بعلاقات جيدة مع كافة الفصائل.

بدأ “جيش الإسلام” يثبت فاعلية أكبر، في درعا والقنيطرة جنوبي دمشق، على حساب “الجبهة الجنوبية”. ويتضح ذلك من خلال مشاركة الجيش في معركة درعا المدينة، وتالياً بمعركة “وبشر الصابرين” في ريف القنيطرة. الفاعلية لم تقتصر فقط على المشاركة في المعارك، بل تعدتها إلى انضمام فصائل جديدة عاملة في حوران، إلى “جيش الإسلام”.

 

الناطق الرسمي باسم “جيش الإسلام” النقيب إسلام علوش، أكد لـ”المدن”، انضمام فصيلين جديدين في المنطقة الجنوبية، إلى “جيش الإسلام”، وهما: “كتيبة مجد الإسلام” في المنطقة الشرقية من درعا، وتعداد مقاتليها نحو 60، و”لواء صقور حوران” العامل في مدينتي انخل والحارة وتعداد مقاتليه بحدود الـ120.

 

وأضاف علوش، أن تواجد وعمل هذه الفصائل المنضوية حديثاً في “جيش الإسلام”، هي خطوط القتال الأولى على جبهة “اللواء 15” وقرب الصنمين، كما يتواجد بعضها في “مثلث الموت” الذي يربط محافظات ريف دمشق ودرعا والقنيطرة.

 

وتابع علوش قائلاً إن لـ”جيش الإسلام” امتداداً على كامل الأراضي المحررة في المنطقة الجنوبية، كما يتمتع الجيش بعلاقات جيدة مع كافة الفصائل. ويضيف علوش أن هناك عدداً من الطلبات المقدمة للانتساب لـ”جيش الإسلام” وهي قيد الدراسة من قبل الهيئة الأمنية للجيش.

 

ويُعتبر بأن ضعف “الجبهة الجنوبية” وغياب القرار الواحد وضعف التحكم بالقرار القيادي على الأرض، وازدياد الشرخ بين مكوناتها، أعطى فرصة أكبر لتمدد “جيش الإسلام” وغيره من الفصائل، على حساب “الجنوبية”.

 

من جهته، قال مصدر مطلع من “الجبهة الجنوبية” لـ”المدن”، إن الكتائب المنضمة حديثاً لـ”جيش الإسلام” هي كتائب إسلامية رفضت الانضمام سابقاً لأي من تشكيلات “الجبهة الجنوبية”. كما أن هناك تعاوناً مرغوباً به بين “جيش الإسلام” و”الجبهة الجنوبية” كما ظهر في قتالهم المشترك لتنظيم “الدولة الإسلامية” في المنطقة الغربية من درعا، ومشاركة “جيش الإسلام” في عدد من الأعمال القتالية وآخرها “عاصفة الجنوب”. كما أن “جيش الإسلام” يحاول إثبات فاعلية أكبر في “الجبهة الجنوبية” من خلال المشاركة في الأعمال القتالية هناك. ورغم ذلك يبقى عديد “جيش الإسلام” في درعا قليل جداً ولا يتجاوز 500 مقاتل، موزعين على مقرين في المنطقتين الشرقية والغربية من درعا.

 

وكانت  فصائل في “الجبهة الجنوبية” و”جيش الإسلام” وتنظيمات في تحالف “فتح الشام”، أعلنت كلاً على حدة، عن معركة تحت مسمى “وبشر الصابرين” في ريف القنيطرة الغربي، واستهدفت عدداً من مواقع قوات النظام في المنطقة. وشنت المعارضة المسلحة هجومها فجراً على محاور متعددة، وجرت اشتباكات عنيفة على محور قرية طرنجة حيث تتمركز “السرية الرابعة” التابعة لـ”اللواء 90″ من قوات النظام.

 

كما اندلعت اشتباكات عنيفة جداً، على محاور قريتي الحميدية والحرية، وأطراف خان أرنبة وصولاً لتل الخان وتل القبع وقرية أوفانيا وتل أحمر. وشارك في الهجوم عدد كبير من فصائل “الجبهة الجنوبية” بقيادة “جبهة ثوار سوريا” ومشاركة “ألوية الفرقان” و”جيش اليرموك” و”جيش الأبابيل” وفصائل أخرى من “الجبهة الجنوبية” في القنيطرة والجولان.

 

وتهدف العمليات للسيطرة على سرية طرنجه وتل أحمر الغربي وتل الأمم المتحدة والحميدية، للوصول إلى بيت جن وفك الحصار عن الغوطة الغربية.

 

رد قوات النظام كان عنيفاً، واستخدمت الطيران المروحي والحربي، واستهدفت كلاً من بيت جن والتلول الحمر وأطراف السرية الرابعة ومسحره وممتنة في القنيطرة. كما استهدف القصف العنيف من قبل “اللواء 68” التابع لقوات النظام والمتمركز في تل حربون، قرية مزرعة بيت جن.

 

عرض أميركي بـ {خروج آمن} للأسد.. والائتلاف يرفض

كيري يتوقع {تقدماً} .. ومعارضون دربتهم أميركا يسلمون أسلحتهم إلى {النصرة}

بيروت: بولا أسطيح واشنطن: هبة القدسي

مع تسارع التحركات الدبلوماسية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لحل الأزمة السورية، وسط توقعات بأن تطرح واشنطن مبادرة تضمن لرئيس النظام السوري بشار الأسد «خروجا آمنا»، شجب الائتلاف السوري المعارض أمس ما عده «محاولات لتسويق النظام».

 

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد اجتماعه بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف أمس، إنه يرى فرصة لتحقيق تقدم في سبيل حل الأزمة السورية خلال الأسبوع الحالي.

 

من جهته، شجب الائتلاف السوري المعارض، في بيان، ما قال إنه محاولات لتسويق النظام من قبل بعض قادة الدول الغربية، مؤكدا أنّه سيستمر في قول «لا» لبقاء الأسد في السلطة، في أي مرحلة انتقالية أو في مستقبل سوريا.

 

لكن عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق السورية المعارضة، خلف داهود، بدا أكثر تساهلاً بقوله إن مصير الأسد «خاضع للتفاوض على أساس بيان جنيف». وتحدث لـ«الشرق الأوسط» عن «مبادرة أميركية ستُطرح قريبا, قد تتضمن عرضًا بخروج آمن للأسد من السلطة إلى روسيا أو أي دولة أخرى».

 

من ناحية ثانية، تضاعفت التعقيدات التي تحيط بالبرنامج الأميركي لتدريب مقاتلي المعارضة السورية، إثر إعلان واشنطن عن أن مجموعة منهم «سلمت ذخائر ومعدات لجبهة النصرة، لقاء السماح لها بالمرور من دون التعرض لها».

 

جدَيدة عرطوز السورية.. ضحية “التطهير الطائفي”  

سلافة جبور-دمشق

 

في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة أعوام، كان قد مضى على الشاب السوري شفيق المختبئ بين كروم الزيتون بريف دمشق أربعون يوما، وكل ما كان يعرفه هو أن قوات النظام اقتحمت مدينته “جدَيدة عرطوز” (١٧ كلم جنوب غرب دمشق) فاختبأ في البساتين خشية الاعتقال.

 

هذا الحدث المعتاد، يدركه تماما السوريون في الأرياف التي اعتادت حملات المداهمات، فهروب شفيق من قوات النظام كان يعني له أن الاقتحام سيؤدي حتما إلى “مجزرة”، وربما ليس على النحو المفجع الذي تلقى فيه شفيق خبر ذبح أشقائه وأبيه ودفنهم في مقبرة جماعية مع خمسين آخرين قضوا إعداما بالرصاص على مشارف البلدة مطلع أغسطس/آب ٢٠١٢.

 

حالة الهلع في الأيام التالية للمجزرة دفعت من تبقى من أسرة شفيق وعائلات سنية أخرى إلى مغادرة المدينة التي شكلت مزيجا لتنوع طائفي من المسيحيين والدروز والسنة والعلويين، لتصبح مع نهاية سبتمبر/أيلول ٢٠١٢ مدينة مفرغة من سكانها السنّة، إلا بضع عائلات أيدت مواقف النظام منذ اندلاع الثورة.

 

ويقول شفيق الذي يعيش اليوم مع سبع أسر من أبناء مدينته في مخيم خان الشيح المجاور “إن جميع القتلى الخمسين كانوا من السنة، ولم تتسن لهم فرصة العودة منذ ذلك اليوم، فقد هربت عائلات بأكملها خوفاً من الموت”.

 

ولا تزال الأعداد الكبيرة من عناصر الجيش المنتشرة في جدَيدة عرطوز تلاحق ما تبقى من ذوي الضحايا الذين تجاوزت أعدادهم ١٤٠ قتيلا منذ اندلاع الثورة، فيما يواجه نحو ١٠٠ مفقود مصيرا مجهولا.

 

تطهير طائفي

ويشير عضو المجلس المحلي لمدينة جديدة عرطوز أبو أحمد إلى أن المجلس يواجه صعوبة في الوصول إلى أغلب العائلات النازحة ومساعدتها، واصفا الإجراءات التي اتخذتها القوات النظامية بحق المدنيين من ذلك الوقت إلى اليوم بعمليات “تطهير طائفي ممنهجة”.

 

ويضيف أن عناصر النظام استولوا على ثلاثمئة من منازل النازحين السنّة بحجة أنها تقع قرب الحواجز وفي مناطق العمليات، بينما قاموا بتأجيرها لنازحين وافدين من مناطق أخرى، حيث تؤوي المدينة حاليا آلاف الوافدين من مختلف مناطق سوريا، وفيهم الكثير من أبناء الطوائف الأخرى، فيما لا يزال أهالي المدينة نازحين إلى الجوار.

 

وتسيطر لجان الدفاع الوطني (التابعة للنظام) على داخل المدينة، وتساندها مجموعات من الشبيحة على مجمل شؤون إدارة حياة المدينة التي تحولت إلى ثالث أكبر معاقل الشبيحة بدمشق وريفها بعد المزة وصحنايا.

 

ويرى أبو أحمد أن غياب العدالة وانتشار عناصر المليشيات المسلحة داخل المدينة تسببت في نزوح أغلب أبناء السنة تاركين أعمالهم وممتلكاتهم، دون أمل بالعودة في ظل الوضع القائم.

 

وردا على سؤال عن الوضع الأمني للمدينة حاليا، يجيب أنها “مدينة آمنة فعلا، ولكن فقط لأولئك الذين قاموا بعمليات التطهير الطائفي واتخذوا منها مقرا عملياتيا متقدما لقصف بلدتي داريا ومعضمية الشام”.

 

سوق المسروقات

وبصورة متناقضة، يمتد بالمدينة سوق شعبي بطول ملعبي كرة قدم، وعلى جانبيها يعرض عشرات الباعة الجوالين شتى أنواع البضائع، من قطع الحلوى إلى المواد الغذائية الممهورة بأختام منظمات الإغاثة الدولية.

 

ويقول ناصر، وهو أحد الباعة، إنه يشتري بضاعته من عناصر حاجز (المول) على مشارف المدينة، التي تأتي غالبا مما يصادرونه يوميا من السيارات العابرة لهذا الطريق.

 

ويضيف ناصر الذي يعمل هناك منذ إقامته في المدينة بنهاية العام ٢٠١٣ “لقد أصبح سوقا معروفا باسم سوق الديارنة منذ بدأ عناصر الجيش ببيع المسروقات من منازل داريا في هذه الساحة”.

 

17 قتيلا في غارة للنظام على آخر معقل للمعارضة بحمص

بيروت – فرانس برس

قتل 17 شخصاً على الأقل، بينهم أربعة أطفال، إثر غارة جوية قام بها سلاح الجو التابع للنظام السوري على آخر حي يتمركز فيه مقاتلو المعارضة في مدينة حمص وسط سوريا، بحسب ما أفاد به الأحد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وذكر المرصد أن “17 شخصا بينهم 4 أطفال و4 نساء قضوا جراء قصف قوات النظام بصاروخ من نوع أرض – أرض منطقة في حي الوعر في مدينة حمص”، مشيرا إلى مقتل عنصر من المعارضة المسلحة على الأقل في القصف.

وتمكنت قوات النظام السوري في مايو الماضي من السيطرة على أحياء حمص القديمة التي كان يتحصن فيها مقاتلو المعارضة، بعد حصار شديد فرضته عليها لمدة سنتين تقريبا، تسبب في وفاة العشرات جوعا، بالإضافة إلى حملات قصف متتالية دمرتها. ولم يبق إلا حي الوعر الواقع على أحد أطراف المدينة بين أيدي المقاتلين، وقد لجأ إليه عشرات الآلاف من الأشخاص من مناطق أخرى في المدينة هربا من أعمال العنف أو من قوات النظام.

 

ويقيم حاليا في الوعر حوالي 150 ألف شخص، وهو يتعرض باستمرار لقصف من قوات النظام، ويطالب سكانه بفتح الطرق التجارية إليه وبدخول مستمر للمساعدات. وقد فشلت محاولات عدة لإرساء هدنة في الحي.

وتسيطر قوات النظام على مجمل محافظة حمص، باستثناء بعض معاقل المعارضة المسلحة المحاصرة كلها، وبينها إلى جانب الوعر مدن تلبيسة والرستن والحولة (شمال حمص).

وأطلق لقب “عاصمة الثورة” على حمص التي كانت من أوائل المدن التي شهدت مظاهرات احتجاجية شعبية ضد النظام، قبل أن يتحول الأمر إلى نزاع مسلح أسفر عن مقتل أكثر من 240 ألف شخص منذ مارس 2011، ودفع بنحو نصف السكان إلى الفرار من منازلهم.

 

لقاء أوباما وبوتن.. البحث عن مخرج في سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

يشير اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتن، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وما رافق ذلك من تصريحات، إلى تحرك أميركي جاد لبلورة خطة من أجل حل النزاع في سوريا.

 

فالاجتماع سيكون الأول منذ عامين شهدا كثيرا من الخلافات بين العاصمتين، على رأسها القضية الأوكرانية، وما تبعها من حملة أميركية دولية لمعاقبة موسكو على ضم شبه جزيرة القرم.

 

لكن إذا كانت أوكرانيا أوقفت اللقاءات عالية المستوى بين الجانبين، فإن سوريا هي التي أعادتها، بعدما أصبح هناك أمر واقع جديد تسبب فيه التدخل العسكري الروسي المباشر في الأزمة، مما استدعى تحركا أميركيا دبلوماسيا لإطلاق مبادرة بشأن تسوية سياسية في سوريا.

 

ويأتي التحرك الأميركي بعدما انتقلت واشنطن من خانة الرفض التام لأي دور سياسي لبشار الأسد في عملية انتقالية بسوريا إلى القبول المبدئي بوجوده في إطار هذه العملية على الأقل.

 

ومما عزز من التوجه الأميركي الجديد، لقاء وزير الخارجية جون كيري مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في نيويورك، وإعراب كيري عقب اللقاء عن تفاؤله بتحقيق تقدم في سوريا.

 

وتعطي هذه التصريحات انطباعا بأن الأميركيين ربما يريدون أن تشارك طهران الحليف الأقرب لنظام للأسد في خطة جديدة لإيجاد حل هناك، إلى جانب لاعبين دوليين آخرين.

 

ومن غير المعروف طبيعة الدور الذي يمكن أن تلعبه إيران بالتحديد في إطار مبادرة أميركية جديدة، لكن التأثير المباشر لطهران على حليفها الأسد يمكن أن يستغل لصالح تسوية سياسية.

 

وقال دبلوماسيون إن إيران يمكنها بحث رحيل الأسد، لكنهم أشاروا إلى أنها تريد أن تخلفه حكومة أخرى في سوريا لا تعطل مصالح إيران تماما.

 

وقال مسؤولون غربيون إن المبادرة الأميركية، التي مازالت في مهدها، يمكن أن تجمع روسيا مع دول أخرى تؤيد المعارضة وترفض أي دور، ولو انتقالي، للأسد.

 

والاتصال الهاتفي الذي أجراه، السبت، الرئيس الروسي بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قبيل توجه الأول إلى نيوريوك، يشير إلى أن موسكو أيضا منفتحة على بلورة خطة ما.

 

لذا فإن لقاء بوتن وأوباما سيتعدى فكرة إذابة الجليد بين البلدين، إلى محاولة دولية لفك طلاسم الأزمة السورية المعقدة.

 

مقتل لاجئين إثر غرق قاربهم قبالة اليونان

مراسلنا – بودروم – سكاي نيوز عربية

أسفر غرق قارب كان يقل لاجئين من مدينة بودروم التركية باتجاه إحدى الجزي اليونانية في بحر إيجة، الأحد، عن مقتل 17 شخصا، أغلبهم سوريون.

 

وخاطر عشرات الآلاف من اللاجئين، ومعظمهم سوريون، هذا العام، بعبور البحر في قوارب مطاطية مكدسة ومتهالكة غالبا، في رحلة محفوفة بالمخاطر من الساحل التركي إلى جزر اليونان الشرقية.

 

وطلبت اليونان مرارا المزيد من المساعدة للتعامل مع تدفق اللاجئين.

 

وقالت القائمة بأعمال رئيس الوزراء، فاسيليكي ثانو، خلال زيارة لجزيرة ليسبوس، في بداية شهر سبتمبر الجاري، إن الدول الأخرى أخطأت في انتقاد استجابة اليونان لتدفق اللاجئين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى