أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 28 كانون الأول 2014

 

«موسكو – 1» خلال شهر … من دون «المتشددين»

لندن، بيروت، عمان، القاهرة، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

صعّد النظام السوري غاراته وقصفه على مناطق مختلفة في البلاد بالتزامن مع بدء التحضير لانعقاد مؤتمر «موسكو -1» من دون «المتشددين»، وإعلان دمشق موافقتها على «لقاء تشاوري» مع المعارضة في روسيا نهاية الشهر المقبل، في وقت حقق مقاتلو المعارضة تقدماً يهدف الى عرقلة خطة القوات النظامية والميلشيات لحصار حلب.

 

وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة»، إن موسكو قررت دعوة حوالى ٢٥ شخصية إلى «لقاء تشاوري غير رسمي» يومي ٢٦ و٢٧ كانون الثاني (يناير) المقبل على أن يعقبه لقاء بين وفدي المعارضة والنظام يومي ٢٨ و٢٩ من الشهر ذاته. وقال نائب رئيس الوزراء الأسبق للشؤون الاقتصادية قدري جميل لـ «الحياة»، إن هذه اللقاءات ستكون بـ «مثابة تسخين لإعادة اللياقة إلى عملية جنيف، ولترتيب لقاء رسمي بين وفدي الحكومة والمعارضة» واستئناف المفاوضات التي توقفت بعد جلستين عقدتا في بداية العام.

 

في دمشق، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية قوله إنه في «ضوء المشاورات الجارية مع روسيا حول عقد لقاء تمهيدي تشاوري في موسكو يهدف إلى التوافق على عقد مؤتمر للحوار بين السوريين أنفسهم من دون أي تدخل خارجي»، تؤكد الحكومة الموافقة على الحضور «انطلاقا من الحرص (على تلبية تطلعات السوريين لإيجاد مخرج لهذه الأزمة مع تأكيدها على استمرارها بمكافحة الإرهاب أينما كان توازياً مع تحقيق المصالحات المحلية».

 

من جهة أخرى، قال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض هادي البحرة بعد لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ووزير الخارجية المصري سامح شكري في القاهرة، إنه «لا توجد أي مبادرة (روسية) كما يُشاع. روسيا لا تملك أي مبادرة واضحة وما تدعو إليه روسيا هو مجرد دعوة للاجتماع والحوار في موسكو ولا تملك أي ورقة محددة أو مبادرة محددة».

 

وقال المنسق العام لـ «هيئة التنسيق الوطني» حسن عبدالعظيم في اتصال هاتفي مع «الحياة» أمس، إن «الهيئة» تعمل على عقد مؤتمر موسع في القاهرة بمشاركة ٥٠ الى ٧٥ شخصية، بمشاركة «جبهة التحرير والتغيير» برئاسة جميل و «الإدارة الذاتية الكردية» التي تضم أحزاباً من بينها «الاتحاد الديموقراطي الكردي»، إضافة الى قوى أخرى بما فيها «الائتلاف». وشدد عبدالعظيم على ضرورة «توصل المعارضة إلى رؤية مشتركة تقوم على إيجاد حل تفاوضي بين ممثلي النظام والمعارضة على أساس بيان جنيف» الصادر في منتصف العام ٢٠١٢. وأوضح البحرة أنه «قدم خريطة طريق كاملة في مؤتمر جنيف (بداية هذا العام) ولاحظنا وجود أفكار لدى أطراف للمعارضة السورية، وستقوم المعارضة ككل بتحمل مسؤوليتها، واعتماد وثيقة واحدة، لتكون معتمدة في مباحثات السلام في سورية مستقبلاً».

 

ميدانياً، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إن «اشتباكات دارت بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة «في محيط قرية حندرات وعلى أطراف منطقة الملاح شمال حلب، ترافقت مع قصف متبادل من الطرفين على مناطق الاشتباكات، بالتزامن مع استمرار المواجهات في منطقة المعامل قرب مخيم حندرات وأنباء مؤكدة عن سيطرة الكتائب المعارضة على نقاط جديدة في منطقة المعامل»، ما يعرقل خطة قوات النظام والميلشيات فرض حصار على مدينة حلب قبل التوصل إلى «تجميد» القتال في المدينة.

 

وفيما قال ناشطون إن «الطيران السوري لا يغادر سماء ريف إدلب» الذي يتعرض لغارات متكررة، قال «المرصد» إن ثلاثة قتلوا بغارات على بلدة الريحان قرب مدينة دوما في الغوطة الشرقية، بالتزامن مع مقتل 14 بغارات على محافظة درعا بين دمشق والأردن. وأوضحت «الدرر الشامية» أن الطيران السوري «شنّ أكثر غارات جوية على معظم مناطق درعا، في هجمة شرسة وغير مسبوقة، بينها 12 غارة على بلدة الشيخ مسكين».

 

واستعاد مقاتلو «وحدات حماية الشعب» الكردية خلال الأيام الأخيرة أجزاء واسعة من مدينة عين العرب (كوباني) شمال سورية وقرب حدود تركيا من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي بدأ عناصره حفر الأنفاق للتحرك في المدينة بعد فشل أسلوب «المفخخات» في تحقيق تقدم في عين العرب.

 

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن تنظيم «الدولة الإسلامية» اعتقل في بلدة الشحيل، المعقل السابق لـ «جبهة النصرة» في دير الزور، 6 رجال بينهم شقيق قائد لواء مقاتل قاتل التنظيم في وقت سابق،

 

في شمال غربي البلاد. وأضاف أن «جبهة النصرة وفصائل إسلامية لا تزال مستمرة لليوم الخامس على التوالي بقطع الطرق الواصلة بين بنّش ومدينة إدلب وعرب سعيد ومدينة إدلب، كما تستمر منذ نحو أسبوع في قطع الماء والكهرباء عن المدينة، ذلك رداً على اعتقال قوات النظام لنحو 40 طالبة جامعية قبل نحو أسبوع».

 

ويسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) و «جبهة النصرة» على معظم المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في شمال سورية الغربي والشرقي مع وجود قوي لـ «النصرة» في ريف درعا جنوباً.

 

في عمان، أعلنت السفيرة الأميركية أليس ويلز أمس، أن حكومتي الولايات المتحدة والأردن تعملان معاً لضمان عودة الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أسره تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) إلى أرض المملكة «سالماً».

 

«داعش» يزج بالسعوديين في محرقة «عين العرب».. والقتلى بالعشرات

الدمام – منيرة الهديب

زج تنظيم «داعش» الإرهابي بالسعوديين في معارك «عين العرب» الدائرة بين التنظيم وقوات الحماية الكردية على الحدود السورية – التركية، وسط تكتم شديد على عدد القتلى منهم. وقام «داعش» بوضع عناصر سعوديين لقيادة المعارك التي راح ضحيتها المئات، في الوقت الذي يعاني فيه التنظيم من إحجام المقاتلين العراقيين والسوريين عن الذهاب للقتال هناك، فيما تحدثت أنباء عن عشرات القتلى من السعوديين والعرب. (للمزيد)

 

وأكد ناشط سوري في حقوق الإنسان يتردد على منطقة عين العرب (فضل عدم ذكر اسمه) لـ«الحياة» أن سعوديين من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي يتولون إدارة المنطقة الغربية في «عين العرب»، وقال: «السعوديون هم القياديون في الرقة والباب وتل أبيض، وجميع الإمدادات في عين العرب تأتي من تلك المناطق، وعين العرب هي منطقة تماس، أي أنها حرب بالكامل، كما أنها مقسمة إلى ثلاث جبهات أساسية، وإحداها جبهة في الداخل يتولى القتال فيها سوريون، والمنطقة الغربية يتولى سعوديون وعناصر عربية إدارة معاركها بالكامل».

 

وكان التنظيم أعلن مقتل قائد العمليات العسكرية في المنطقة السعودي محمد بن حمد الرمالي (أبو مصعب الشمري) الذي التحق بـ«داعش» بعد قتاله مع «النصرة» في مناطق سورية عدة، إذ شارك في معارك القلمون والقصير. وأوضح زملاؤه أنه كان «موظفاً في قطاع عسكري، قبل انضمامه إلى صفوف الإرهابيين في سورية».

 

وحول إجبار النساء على الزواج والتعامل معهن، أشار إلى أنه لا توجد أسواق لبيع السبايا من النساء في سورية، وأن ما يحدث بكثرة هو الزواج القسري تحت التهديد، إذ يقوم الإرهابيون بتهديد والد الفتاة، من دون الالتفات إلى موافقتها، وذلك إما بالعطايا المادية، أو بالضغط عليه بطرقهم الترهيبية، ويسيطر على هذا النوع من القضايا إرهابيون سعوديون وعرب.

 

سورية: الحكومة والمعارضة تعلنان استعدادهما للذهاب إلى موسكو

دمشق ـ سانا، أ ف ب

أعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية اليوم السبت إن الحكومة السورية على استعداد للمشاركة في لقاء مع المعارضة في موسكو، فيما صرّح رئيس الإئتلاف الوطني السوري” هادي البحرة من القاهرة، أن الائتلاف سيذهب إلى لقاء موسكو في العشرين من كانون الثاني (يناير) المقبل.

وصرّح المصدر لوكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أنه “في ضوء المشاورات الجارية بين سورية وروسيا حول عقد لقاء تمهيدي تشاوري في موسكو يهدف إلى التوافق على عقد مؤتمر للحوار بين السوريين أنفسهم من دون أي تدخل خارجي، تؤكد سورية استعدادها للمشاركة في هذا اللقاء”.

وأوضح المصدر أن القرار يأتي انطلاقاً من حرص دمشق على “تلبية تطلّعات السوريين لإيجاد مخرج لهذه الأزمة مع تأكيدها على استمرارها بمكافحة الإرهاب أينما كان وفي أي بقعة على التراب السوري توازياً مع تحقيق المصالحات المحلية التي أكدت نجاعتها في أكثر من منطقة”.

وأضاف المصدر أن دمشق تؤكد أنها كانت وما زالت على استعداد للحوار مع من يؤمن بوحدة سورية أرضاً وشعباً وبسيادتها وقرارها المستقل بما يخدم إرادة الشعب السوري ويلبّي تطلعاته في تحقيق الأمن والاستقرار وحقناً لدماء السوريين كافة.

وأعلنت موسكو، الحليف الرئيسي للنظام السوري، أخيراً أنها تعمل على جمع ممثلين عن المعارضة والحكومة السوريتين على أرضها لإجراء مفاوضات حول سبل حل النزاع الذي تسبب بمقتل أكثر من مئتي الف شخص.

وسيمهد لهذا اللقاء اجتماع للمعارضة السورية تنظمه موسكو يضم مسؤولين من “المعارضة الداخلية والخارجية”، “قادرين على طرح افكار” تسمح بالتوصل الى تسوية للنزاع، كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في مؤتمر صحافي عقده الخميس. ولم تعلن موسكو من هي الجهات المعارضة التي ستدعى الى الاجتماع.

إلى ذلك صرّح رئيس “الإئتلاف الوطنى السوري” المعارض هادي البحرة اليوم عقب اجتماعه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة، أن الائتلاف سيذهب إلى لقاء موسكو في العشرين من كانون الثاني (يناير) المقبل، لكنه أشار إلى أنه من دون أي ورقة عمل أو جدول محدد وأن “هذا هو مأخذ الإئتلاف على الإجتماع المرتقب”.

وأكد البحرة على أن الائتلاف يتمسك بالوثيقة التي قدمها فريقه للحل في سورية، كأساس لأي مفاوضات مقبلة. وتشمل الوثيقة “تشكيل هيئة انتقالية لتولي السلطات استناداً إلى ما جاء في مفاوضات جنيف وإطلاق سراح المعتقلين”.

واجتمع البحرة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي أعلن أن بلاده تسعى لجمع المعارضة السورية فبل اجتماع موسكو، فيما أكد البحرة أن المسعى المصري ليس “مبادرة مصرية لحل الأزمة السورية”.

وفي هذا الإطار أعلن منذر خدام، رئيس المكتب الاعلامي في “هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي” من المعارضة السورية في الداخل المقبولة من النظام، الأربعاء الماضي أن فصائل من معارضة الداخل والخارج بدأت التنسيق في ما بينها لعقد اجتماع في القاهرة من اجل التوصل الى رؤية سياسية موحدة لحل الأزمة السورية.

وأشار إلى أن الاجتماع سيمهد للقاء آخر يعقد في موسكو، وسيضم مجموعة من الأحزاب والشخصيات السورية بينها هيئة التنسيق التي تضم 12 حزباً والإدارة الذاتية الكردية وقوى من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. وتوقع مصدر معارض آخر أن “يعقد اجتماع القاهرة في منتصف كانون الثاني (يناير)”.

وأعلن الرئيس السوري بشار الاسد في 10 كانون الأول (ديسمبر) بعد لقائه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن دمشق تتعاطى بإيجابية مع مساعي موسكو لإيجاد حل للازمة في بلاده.

وأوضحت وزارة الخارجية الروسية عقب لقاء الأسد مع بوغدانوف ان الاتصالات السورية السورية المزمع عقدها “تصب في مصلحة العملية السياسية المستندة الى بيان جنيف في 30 حزيران (يونيو) 2012”.

 

ناشط سوري: قوات النظام تقصف “جوبر” بدمشق بالغازات السامة

دمشق- الأناضول: ذكر أحد النشطاء السوريين أن قوات النظام السوري، شنت هجمات بـ”الغازات السامة” على منطقة “جوبر” التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون في العاصمة دمشق.

 

وأوضح الناشط السوري محمد آياد في تصريحات أدلى بها لمراسل الأناضول السبت، أن الهجوم بالغازات السامة الذي استهدف منطقة “جوبر” الواقعة شرق العاصمة، قد أسفر عن تعرض سبعة أشخاص لحالات اختناق نتيجة تأثرهم بالغاز المستخدم.

 

وأضاف المصدر: “لقد تم نقل المصابين إلى العديد من المستشفيات الميدانية لعلاجهم من الأعراض التي لحقت بهم”، مشيراً إلى أن حالتهم الصحية مطمئنة، وأوضح أن قوات النظام تعجز منذ فترة طويلة عن السيطرة على منطقة جوبر “لذلك لجأت إلى استخدام تلك الغازات علها تنجح في السيطرة عليها”.

 

ولفت آياد إلى أن الجيش السوري يقصف المنطقة نهاراً بالطائرات، وليلا بالصواريخ والغازات السامة.

 

رواية جديدة لأسرار الطائرة الأردنية: عزل “راداري” وتكنيك روسي والنظام السوري أسقطها

لندن – القدس العربي: أبلغت أخر التقارير الخاصة الأمريكية التي تحاول تتبع سقوط الطائرة الأردنية المقاتلة صباح الأربعاء الماضي بمعلومات جديدة وفي غاية الأهمية تظهر بروز “سيناريو جديد” ومختلف لأسباب سقوط الطائرة.

 

وفقا لهذه المعطيات التي لم يتسنى للقدس العربي التوثق من تفاصيلها عبر الجانب الأردني الرسمي فقد سقطت الطائرة بصاروخ روسي موجه عالي التقنية إنطلق من القاعدة اليتيمة للدفاع الجوري الروسي المتبقية في محاذاة وأطراف محافظة الرقة السورية.

 

الطائرة حسب المعلومات الخاصة جدا التي حصلت عليها (القدس العربي) إسقطت عبر الدفاع الجوي السوري وبتكنيك دفاعي جوي رفيع المستوى وبعد تعرضها لما يسمى في العلم العسكري الجوي بـ”العزل الراداري” حيث فصلت راداريا عن السرب المرافق قبل إضطرارها للطيران على إرتفاع منخفض ثم سقوطها.

 

ولم تقدم حتى اللحظة تفسيرات مباشرة ومنطقية لأسباب سقوط الطائرة التي قيل في البداية أنها أسقطت بصاروخ أطلق من قوات داعش فيما قيل لاحقا حسب رواية رسمية أمريكية أنها سقطت بسبب خلل فني.

 

مصادر رفيعة المستوى في التحالف الدولي وغرف العمليات التابعة تدقق في تفاصيل الرواية الجديدة والمختلفة التي تقدمت كسيناريو مرجح.

 

خبراء أمريكيون: الاستراتيجية الأمريكية في سوريا تتكئ على فرضيات واهمة

رائد صالحة

واشنطن – «القدس العربي»: ما الذي تريده الإدارة الأمريكية حقا في سوريا؟ الولايات المتحدة كما هو معروف لديها مصلحة حيوية واضحة فقط في سوريا وهي منع تنظيم «الدولة الإسلامية» من شن هجوم أرهابي ضد أمريكا أو حلفائها وهي تفتقر كأمة إلى الإرادة السياسية والمصلحة الوطنية للالتزام بانهاء الحرب الأهلية الدموية. ولكن الاستنتاج الذي قد نخرج به من القاء نظرة فاحصة لخطط الرئيس الأمريكي باراك أوباما في سوريا هو ان التخبط الأمريكي وصل إلى مرحلة تستدعي على عجل التوصل إلى أعادة مراجعة للاستراتيجية الأمريكية في المنطقة.

الإدارة الأمريكية بذلت جهودا واضحة لانكار رغبتها بتغيير استراتيجيتها الحالية في سوريا رغم التسريبات التي تظهر بين الفينة والأخرى حول الاجتماعات المغلقة التي تهدف لإعادة تقييم الخطط الحالية للإدارة ولكن الخبراء لا يرون بارقة أمل من الاستراتيجية الحالية التي تتطلب من العالم الانتظار لسنوات طويلة لتدمير «داعش» ولا تقدم أي ضمانة لسقوط نظام الأسد.

أما المقترحات الجديدة فهي تركز على افتراضيات خطيرة حول قدرة الولايات المتحدة على تحقيق ما تريد وهي أفتراضات واهمة تتكئ على قناعة متغطرسة بان الولايات المتحدة دولة قاهرة. الخبراء الأمريكيون بدورهم حذروا من هذه النظرة وقالوا بان أمريكا قد تكون أمة لا غنى عنها ولكن هذا لا يعني عدم أمكانية تعرضها لهزيمة قاسية.

يحوم أفتراض في واشنطن والشرق الأوسط بان التدخل الأمريكي الحالي من شأنه ان يسرع نتيجة الحرب ولكن معظم الدراسات المتعمقة تشير إلى نقيض ذلك، حيث توصلت خلاصة قامت بها جامعة جورج واشنطن لمعظم الدراسات الدفاعية والأكاديمية بان التدخلات الخارجية لا توقف الحروب، بل انها في الحقيقة تساعد على أطالة أمد الحروب الأهلية. ومن بين هذه الدراسات يبرز تقرير لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية يؤكد هذه النتيجة فيما يتعلق بالشأن السوري، حيث توصل التقرير لنتيجة واضحة هي ان سياسة دعم المعارضة السورية المعتدلة لن تعمل وربما تكون فكرة سيئة، ويقال في واشنطن بان أوباما مقتنع حتى الآن بذلك رغم اصراره على برامج تدريب وتجهيز المعارضة السورية.

التدخل الأمريكي لدعم الحركات المتمردة لم ينجح إلا في حالتين هما افغانستان في فترة الثمانينيات ونيكاراغوا. ولكن الخبراء قالوا بانه لا يمكن الأخذ بهذه التجارب التي تشوبها الكثير من التحريفات وانه من الأفضل لأوباما ان يتفحص جيدا خياراته وان يلقي نظرة متمهلة إلى نيكاراغوا وافغانستان باعتبارهما أدلة على الفشل لا النجاح حيث تحولت افغانستان إلى «جنة» لطالبان وتنظيم القاعدة أما نيكاراغوا فهي غارقة في حرب استنزاف لم تتوقف حتى الآن.

وقد يبدو للوهلة الأولى بانه من الحكمة العمل بهذه الاستنتاجات والتوقف عن احتضان الأفكار السيئة منذ التدخل الأمريكي في الشأن السوري منذ 3 سنوات ولكن الامور لا تسير بهذا المنطق في واشنطن.

تقول الخبيرة دانا ستوستر بان التدخل الأمريكي في سوريا سيواجه الفشل، ومما يضاعف من ترجيح هذه النتيجة «حالة نصف التدخل» التي تنتهجها الولايات المتحدة في سوريا لان روسيا مستعدة لدعم الأسد لسنوات كما ان إيران لن تسمح بانهزام عمودها الفقري في المجال الإقليمي، أما المعارضة السورية المعتدلة فهي لن تكون مستعدة قبل سنوات وستكون مشغولة بمحاربة «داعش».

وتضيف ستوستر بان الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد تؤرق ضمير أمريكا والعالم ولكن التدخل وسفك الدماء في حرب لا تنوي الولايات المتحدة الفوز بها هو بديل غير أخلاقي، فالهدف من الحروب الأخلاقية هو بناء سلام أفضل وهو أمر مستبعد في سوريا وليست هنالك ضمانة بان تؤدي التحالفات الهشة للولايات المتحدة في البلاد والمنطقة إلى صياغة حكم يمكن التفاؤل به.

التدخل الأمريكي في العراق أدى إلى كارثة وتدخلها في سوريا سيؤدي إلى كارثة مماثلة والحل الوحيد الذي خرج به أوباما للحصول على القليل من النتائج هو «الصبر الاستراتيجي» الذي يراهن على حصول تقدم لصالح دول التحالف على المدى الطويل، وهذا يعنى بالتأكيد المزيد من سفك الدماء والتمزق والدمار.

 

أكبر فصائل المعارضة السورية بحلب نحو “جيش موحّد

حلب ــ رامي سويد

يعدّ الاندماج الذي أعلنته كبرى فصائل المعارضة السورية في مدينة حلب وريفها منذ أيام، تحت اسم “الجبهة الشامية”، أكبر خطوة من هذا النوع؛ وهو يأتي بعد معاناة جليلة جرّاء تفرّق فصائل المعارضة وتشتتها في الأشهر الأخيرة، اللذين سمحا لقوات النظام السوري وتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) بالتقدّم على حساب قوات المعارضة السورية شمال البلاد.

 

ويبدو أن الفصائل المسلّحة لن تتوقف عند حدّ التوحّد في إطار الجبهة، وإنما تسعى إلى إنشاء جيش موحّد، يفترض أن يكون الحلّ الأمثل لمشكلة التشرذم وغياب التنسيق.

وأعلن قادة “الجبهة الإسلامية” في حلب و”جيش المجاهدين” وتجمع “فاستقم كما أمرت” وحركة “نور الدين زنكي”، وجبهة “الأصالة والتنمية”، في بيان مصور عن اندماج تشكيلاتهم جميعاً في تشكيل “الجبهة الشامية”، وتعيين قائد الجبهة الإسلامية في حلب عبد العزيز السلامة قائداً عاما للتشكيل الجديد.

 

والتشكيلات المنضوية تحت التشكيل الجديد، هي أكبر فصائل المعارضة السورية في حلب وأكثرها فاعلية ونفوذاً في مناطق سيطرة المعارضة في حلب وريفها، حيث تنتشر القوات التابعة للجبهة الإسلامية في حلب على خطوط الاشتباك مع تنظيم “داعش” في الريف الشمالي إلى الشرق من مدينة مارع، وفي القرى الواقعة شمالها قرب الحدود السورية التركية.

كما تتصدى قوات تابعة للجبهة الإسلامية، بالاشتراك مع فصائل المعارضة الأخرى في حلب، لمحاولات النظام المستمرة منذ أكثر من شهرين للسيطرة على منطقة الملاح الاستراتيجية، على بعد أقل من خمسة كيلومترات شمال مدينة حلب.

أما “جيش المجاهدين”، فهو تشكيل من كتائب المعارضة السورية في ريف حلب الغربي، ويقاتل قوات النظام السوري على خطوط الاشتباك غرب المدينة. وتنتشر قواته على خطوط الاشتباك في ضاحية عقرب، ومنطقة سوق الجبس، في المنطقة المقابلة لأكاديمية الأسد العسكرية، وهي النقطة العسكرية الأكبر لقوات النظام السوري في حي الحمدانية، جنوب غرب المدينة.

 

كما تنتشر قوّات “جيش المجاهدين” في ضاحيتي الراشدين الشمالية والجنوبية، المقابلتين لمنطقة البحوث العلمية التابعة لوزارة الدفاع، والتي تقع عند مدخل مدينة حلب من الجهة الغربية، إضافة إلى انتشارها في عدد من أحياء المدينة، وتشارك قوات المعارضة في التصدي لقوات النظام السوري في منطقة الملاح شمال حلب أيضاً.

 

من جهتها، تشارك حركة “نور الدين زنكي” “جيش المجاهدين” في القتال ضدّ قوات النظام السوري على الجبهات الجنوبية والغربية من مدينة حلب، وتضمّ في صفوفها عناصر من أبناء ريف حلب الغربي. فيما يقاتل تجمع “فاستقم كما أمرت”، وهو تجمع لكتائب المعارضة التي تتشكل في معظمها من أبناء مدينة حلب، قوات النظام السوري على خطوط التماس بين الطرفين في أحياء صلاح الدين، والزبدية، والسكري، جنوب مدينة حلب.

أما جبهة “الأصالة والتنمية”، فهي تعتبر الأضعف والأقل وجوداً وتمثيلاً على الأرض بين التشكيلات المندمجة في “الجبهة الشامية”.

وشكّلت الفصائل المندمجة في “الجبهة الشامية” باندماجها، أكبر قوة عسكرية بين قوات المعارضة في الشمال السوري، ذلك أن الفصائل التي بقيت خارج التشكيل الجديد حتى الآن، لا يمكن أن تقارن لجهة القوة العسكرية والسيطرة الميدانية بالفصائل الكبرى التي اندمجت بـ”الجبهة الشامية”.

 

كما يُعدّ هذا الاندماج لكبرى فصائل المعارضة في حلب وريفها، الأول والأكبر من نوعه منذ انطلاق المواجهات المسلّحة بين قوات نظام بشار الأسد وقوات المعارضة قبل نحو ثلاث سنوات. ويوضح قائد تجمع “فاستقم كما أمرت”، صقر أبو قتيبة، لـ”العربي الجديد”، أنّ فصائل المعارضة المتحدة اتفقت على إلغاء جميع مسميات ورايات كتائبها، لتندمج جمعياً تحت اسم “الجبهة الشامية”، التي ضمت معظم قوات المعارضة في حلب وريفها، ولتأتمر جميعاً بأمر قيادة عسكرية ومجلس شورى موحدين.

 

ويقول أبو قتيبة إنّ “التوحد بين فصائل المعارضة في حلب يهدف إلى توحيد إمكانياتها، والسعي نحو بناء جيش موحّد في المستقبل يتم تنظيمه على أساس التراتبية العسكرية وتقسيم القوات، بحسب اختصاصاتها العسكرية، إلى قوات مشاة ومدفعية ومدرعات، بعيداً عن التقسيمات الفصائلية القديمة. مؤكداً أن المنضمين إلى التشكيل الجديد قدموا كل عناصرهم وعتادهم العسكري لصالح التشكيل، الذي ستتبع له جميع هذه الفصائل بدون أي محاصصة أو تمثيل نسبي لها في قيادة “الجبهة الشامية”، مشيراً إلى أنه لا يمكن لأي فصيل في حال وقع خلاف سحب عتاده وقواته من “الجبهة الشامية”، وإنما ينسحب منفرداً.

ويخلص أبو قتيبة إلى أنّه تم الاتفاق بين قيادة الفصائل المنضوية في إطار “الجبهة الشامية” على اعتماد فترة ثلاثة أشهر كمرحلة انتقالية لاندماج الفصائل المنضوية في التشكيل الجديد، مؤكداً ترحيب قيادة “الجبهة الشامية” بانضمام أي فصيل من فصائل المعارضة إليها؛ سواء كانت في حلب وريفها، أو من فصائل المعارضة في مختلف مناطق البلاد.

 

ويبدو أن هذا الاندماج لكبرى فصائل المعارضة في حلب وريفها، سيعزّز من موقفها الميداني في مواجهة قوات النظام السوري وتنظيم “داعش”، خصوصاً بعد تمكّن قوات المعارضة أخيراً من التصدي لقوات النظام السوري. وتمنح هذه الخطوة الفصائل أفضلية التنسيق العسكري العالي، عندما تتبع قيادة عسكرية واحدة، في مقابل حالة التشتت والفوضى التي ميزت عملها في السابق، وهو ما سمح لقوات الأسد و”داعش” بالتقدّم.

 

حوار موسكو: المعارضة تشترط “ضمانات دولية

دمشق ــ ألكسندر أيوب

طلبت المعارضة السورية ضمانات دولية حقيقية لقبول الحوار مع نظام بشار الأسد، وذلك ردّاً على إعلان الأخير على لسان مصدر مسؤول في وزارة خارجيته، عن استعداده للمشاركة في اللقاء الذي دعت إليه موسكو بتاريخ 20 يناير/كانون الثاني المقبل، والذي يجمع النظام بأطياف المعارضة السورية.

 

ونقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية التابعة للنظام السوري عن استعداد النظام للمشاركة في اللقاء الذي دعت إليه موسكو. وفي أول تعليق له على هذا الإعلان، أكّد رئيس “الائتلاف الوطني” السوري، هادي البحرة لـ “العربي الجديد” أنّه “سبق أن حاورنا النظام في جنيف 2، ولا نزال حتى الآن مع تفعيل آليات الحوار، بما يضمن مصالح الشعب السوري، ولكن الحوار لا بد أن يستند إلى آليات وبرامج واضحة، ورعاية دولية حقيقية”.

 

لقاءات للمعارضة في القاهرة

وجاء إعلان الخارجية السورية تزامناً مع اللقاءات التي عقدها وفد من “الائتلاف الوطني” السوري المعارض بقيادة هادي البحرة، في القاهرة مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في مقرّ جامعة الدول العربية، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، كل على حدة.

وكشفت إحدى شخصيات وفد “الائتلاف” المعارض المشارك في لقاءات القاهرة لـ “العربي الجديد”، أنه تمت مناقشة “سبل جمع مختلف أطياف المعارضة السورية في مؤتمر وطني جامع في القاهرة خلال اللقاء مع العربي، لكن دون تحديد الموعد لذلك، إضافة إلى بحث خطة دي مستورا وجدية الأمم المتحدة في دعمها للخطة، كما تم التطرق لشروط النظام، إذ اعترض عليها وفد الائتلاف مبرّراً أسبابه”.

وأضاف المصدر، الذي فضل عدم نشر اسمه، أنّه “جرى خلال الاجتماع الثاني مع وزير الخارجية سامح شكري بحث دعوة موسكو لأطراف المعارضة للاجتماع مع النظام، مستعرضين الضمانات التي يمكن أن تقدّمها روسيا لإتمام هذا الحوار إن تم، كما تمت مناقشة تأشيرات الدخول للسوريين إلى مصر ومشاكل متعلقة بالجالية السورية هناك”.

وأكّد المصدر نفسه أنّه “تم البحث في ورقة عمل كانت قد عرضتها الخارجية المصرية على مختلف أطياف المعارضة في زيارة سبقت هذا الاجتماع بأسبوع، وضمت ممثلين عن معارضة الداخل، دون أن يوضح ماهية هذه النقاشات”.

وكانت المستشارة الإعلامية لدى “الائتلاف”، بهية مارديني، قد نشرت في وسائل إعلام نص ما قالت إنها ورقة مصرية قدمت لأطراف المعارضة السورية التي حضرت إلى القاهرة.

وبحسب هذه الورقة، فإن “التفاوض المباشر سيكون بين وفدين سوريين، من المعارضة والنظام، على أن يضم كل وفد ممثلين عن المجتمع المدني السوري، وأن يمتلك الوفدان صلاحيات كاملة للتفاوض والاتفاق، وأن يجري التفاوض برعاية الأمم المتحدة، يشاركها في الرعاية بعض الدول العربية والإقليمية والدولية، وأن ينطلق التفاوض مما تم إنجازه حتى الآن، أي من اتفاقية جنيف وقرارات مجلس الأمن بخصوص الأزمة السورية”.

ويتجلى “الهدف السياسي للعملية التفاوضية المباشرة هو الانتقال إلى نظام ديمقراطي تعددي تداولي، على أساس مبدأ المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات لجميع السوريات والسوريين”.

وأكدت مارديني لـ “العربي الجديد” أنّ الورقة قدمت لوفود المعارضة السورية التي زارت القاهرة أخيراً، وأنّ الخارجية التركية استفسرت منها حولها.

في المقابل، أكد رئيس “الائتلاف الوطني” السابق معاذ الخطيب لـ “العربي الجديد”، أن “اجتماعات القاهرة قد تكون تمهيدية للقاءات لاحقة”، مشيراً إلى أنّه “لم يتلق أي دعوة لحضور اجتماعات في القاهرة”.

في سياق متصل، أعلن كل من المتحدث الرسمي باسم “الجبهة الإسلامية” النقيب إسلام علوش، والمتحدث باسم “جيش الأمة” محمد أبو عدي، في حديث مع “العربي الجديد”، عن تأييد فصيليهما “الحل السياسي الذي يحقق مطالب الشعب السوري”، لافتين إلى أنه “لم يجر حتى اليوم أي اتصال في ما يخص مساعي روسيا لإطلاق مفاوضات مع النظام السوري”. وأكد أبو عدي أنهم “يرون أن الحل السياسي يجب أن يفضي إلى رحيل نظام الأسد، لأنه كان السبب الرئيسي في الدمار الكبير الذي لحق بسورية، إضافة إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد ملايين السوريين”.

 

سورية: 24 قتيلاً بغارات متفرقة للنظام.. والوعر ضحية “النابالم

دمشق ــ أنس الكردي

تعرضت مدن سورية عدّة، اليوم السبت، إلى قصف من قبل سلاح الطيران التابع لجيش النظام، ما أسفر عن مقتل 24 مدنياً، بينهم عائلة كاملة، في حين شهد حي الوعر المحاصر في حمص، قصفاً بقذائف تحوي مادة “النابالم” الحارقة، أدى إلى إصابة العشرات.

 

وكان لدرعا (جنوب البلاد)، النصيب الأكبر من أعداد القتلى والغارات، بعدما قصف الطيران الحربي مدناً وبلدات عدّة بالصواريخ. وأفاد الناشط الإعلامي، عماد الحوراني، لـ”العربي الجديد”، “بمقتل 8 ثمانية مدنيين وجرح عدد آخر، في خمس غارات شنتها طائرات الميغ على بلدة ابطع في ريف درعا الشمالي”.

 

وأضاف الحوراني، أنّ “أن ثلاثة قتلى سقطوا، وجرح عدد آخر، في غارات جوية على بلدة داعل، بينما ألقى الطيران الحربي براميل متفجرة على بلدة الحراك والغارية الشرقية، ما أدى إلى أضرار في البنى السكنية”.

 

أمّا في مدينة دوما، التابعة للغوطة الشرقية بريف دمشق، فقد واصل الطيران الحربي حربه العسكرية بهدف اقتحامها، حيث قال مدير المكتب الإعلامي لاتحاد “تنسيقيات الثورة”، يوسف البستاني، لـ”العربي الجديد”، إنّ “سبعة مدنيين قتلوا بينهم أربعة أطفال، وجرح عدد آخر، من جراء غارة شنتها طائرات النظام على حي في وسط المدينة”.

 

وفي حماه، (وسط البلاد)، قال مدير مركز “حماه” الإعلامي، يزن شهداوي، لـ”العربي الجديد”، إنّ “ستة مدنيين من عائلة واحدة قضوا، في قصف للطيران الحربي بالصواريخ على قرية الحسو، في ريف حماه الشرقي، بينما تعرضت مدينتا اللطامنة وكفرزيتا في الريف الشمالي، إلى قصف بأكثر من عشرة براميل متفجرة”.

 

في هذه الأثناء، جدّدت قوات النظام قصفها حي الوعر، آخر الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة العسكرية في مدينة حمص، بقذائف تحوي مادة “النابالم” الحارقة، ما أوقع عشرات الإصابات بين حروق شديدة، وحالات اختناق بالغازات المنبعثة من القذائف.

 

وأوضح مدير “ِشبكة سوريا مباشر”، علي باز، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، أنّ “قوات النظام في حاجزي ديك الجن، شرق الحي، وحاجز المستشفى العسكري، شمال الحي، أطلقا سبع قذائف تحمل مادة النابالم الحارقة، على مناطق متفرقة من الحي، وأدت إلى سقوط 16 جريحاً معظمهم من النساء والأطفال، تفاوتت إصاباتهم بين الخطرة والمتوسطة”.

 

ونقل باز عن شهود عيان، أنّ “انتشار مادة برتقالية اللون على جدران الأماكن المستهدفة بعد انطفاء الحرائق”، يؤكد – بحسب خبراء عسكريين – استخدام النظام لمادة “النابالم” في استهداف الحي. كما أشار إلى أنّ “المادة التي تخرج من القذائف تنشر حرارة عالية جداً، أدت إلى صهر الحديد في المناطق المستهدفة، ورشها بالماء يزيدها اشتعالاً”.

 

وشهدت الأيام القليلة الماضية، تصعيداً للقوات النظامية في قصف مدن سورية عدّة، أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، في وقت تشهد الأزمة السورية حراكاً سياسياً عبر اجتماعات في القاهرة، تليها اجتماع بحضور النظام والمعارضة في موسكو، لحل قد يوقف الدماء.

 

وفي هذا السياق، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية، إنّ “الحكومة السورية على استعداد للمشاركة في لقاء مع المعارضة في موسكو”.

 

وصرّح المصدر لوكالة “الأنباء السورية الرسمية” (سانا)، أنّه “في ضوء المشاورات الجارية بين سورية وروسيا حول عقد لقاء تمهيدي تشاوري في موسكو يهدف إلى التوافق على عقد مؤتمر للحوار بين السوريين أنفسهم من دون أي تدخل خارجي، تؤكد سورية استعدادها للمشاركة في هذا اللقاء”.

 

الجبهة الشامية: اندماج الفصائل العسكرية في الشمال السوري

عقيل حسين

الجبهة الشامية: اندماج الفصائل العسكرية في الشمال السوري الاندماج لا يبدو أنه سيقتصر على الناحية العسكرية فقط، بل سيشمل كذلك الناحية المدنية

علّق القيادي البارز في حركة نور الدين زنكي، الشيخ عبد الرحمن تركي، على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، حول إعلان تشكيل “الجبهة الشامية”، قائلاً: “الكثير من الأخطاء ستزال في الأيام القليلة المقبلة، وكثير من الأمنيات ستتحقق”.

 

والجبهة الجديدة، “الجبهة الشامية”، هي نتيجة اندماج، هو الأكبر والأضخم من نوعه، بين القوى العسكرية الثورية في سوريا، وشمل أهم الفصائل العاملة في المنطقة الشمالية، وهي: الجبهة الإسلامية وجيش المجاهدين وحركة نور الدين زنكي وتجمع “فاستقم كما أمرت”، وجبهة الأصالة والتنمية.

 

الإعلان عن التشكيل الجديد، جاء مفاجئاً، خاصة أنه أتى بعد يومين فقط من الإعلان عن تشكيل غرفة عمليات عسكرية موحدة في حلب، والتي احتاج الوصول إليها، جهوداً كبيرة لتقريب وجهات النظر بين الفصائل، وهي ذاتها الفصائل المندمجة، بالإضافة إلى قوى أخرى عاملة في المدينة وريفها.

 

ورغم أن قائد تجمع “فاستقم كما أمرت” صقر أبو قتيبة، قال: “إن أحداً لم يختر التوقيت، وإنما هي الإرادة الإلهية يسرت أسبابه”، إلا أن ذلك لا يعني أن الموضوع كان وليد اللحظة، أو نتيجة تفاوض سريع ولساعات فقط، كما يبدو.

 

مصادر مطلعة أكدت لـ”المدن” أن هذا المشروع طرح منذ شهرين على الأقل، وتفاوتت طريقة التعاطي معه من قبل الفصائل التي عرض عليها؛ فلم يجد في البداية التجاوب الكافي من بعض القيادات، إلا أنه في النهاية وتحت ضغط الظروف التي تمر بها منطقة حلب بشكل خاص، وأمام تعهدات كبيرة على صعيد التسليح والتمويل تلقتها الفصائل المنضوية، فقد خرجت “الجبهة الشامية” إلى النور أخيراً.

 

وتابعت هذه المصادر، أن فصائل أخرى كان يفترض أن تكون ضمن الجبهة الجديدة، إلا أن الشروط القاسية التي وضعها القائمون على المشروع، والتي يأتي في مقدمتها: تسليم أي جهة تريد الانسحاب من التشكيل كامل سلاحها لقيادة الجبهة، جعل بعض الفصائل تتريث في الاندماج بهذا التشكيل.

 

وبحسب البيان الصادر عن القوى التي وقعت على بيان التأسيس، والذي نُشر قبل بث البيان الرسمي المصور للإعلان عن الجبهة، فإن قيادات الفصائل الخمسة التي شكلت هذا الكيان الجديد “تعتبر أن أملاك كل فصيل من المال والسلاح والذخيرة، هو ملك للجبهة الشامية، وأنه في حال خروج أي فصيل، يسلم كل ما يملك من المذكورات للجبهة”.

 

وحول هذه النقطة، يؤكد قائد تجمع فاستقم، أبو قتيبة، في حديثه لـ”المدن”: “أن من يدخل إلى التشكيل الجديد وهو عسكري، فإنه سيخرج منه مدنياً، حين يريد أن يخرج”، مضيفاً: “هذا الشرط هو أحدى ضمانات نجاح عملية التوحد هذه في كيان واحد، باسم واحد وتحت راية واحدة، وبقيادة أمير واحد هو عبد العزيز سلامة”.

 

بدوره، يقول رئيس المكتب السياسي لجيش المجاهدين أبو محمد الحلبي: “إن أحد أهم العوامل التي سرعت الإعلان عن هذا التجمع هو الوضع العسكري في حلب المهددة بالحصار من قبل قوات النظام، حيث جاء التوحد من منطلق أن الشدائد تلم، وأن التركيز منصب بشكل رئيس اليوم على تغيير المعادلة العسكرية على الأرض لصالح الثوار”.

 

ورغم التركيز الواضح على هذا الجانب، إلا أن الاندماج لا يبدو أنه سيقتصر على الناحية العسكرية فقط، بل سيشمل كذلك الناحية المدنية، حيث يطالب الجميع بإيجاد إدارة موحدة للمناطق الخاضعة لسيطرة الثوار. وهو أمر أشار إليه القيادي في حركة نور الدين الزنكي الشيخ عبد الرحمن تركي، في حديثه لـ”المدن”، بالقول: “من المهم أن يكون من أولويات العمل في الجبهة الشامية، إلى جانب الأمور العسكرية، تنظيم المناطق المحررة وإدارتها، وأن يكون هناك عمل على جميع المفاصل المهمة لبناء الحياة والمؤسسات المدنية، بشكل يستجيب لتطلعات الناس”.

 

بدوره، رئيس اتحاد الإعلاميين في حلب يوسف صديق، قال: “وفي الحقيقة فإن الإشارة إلى اهتمام المشروع الجديد بالجوانب غير العسكرية، لا يقل أهمية بالنسبة للمواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة عن الاهتمام بالجانب العسكري، بل إن إيجاد حلول للمشاكل الإدارية لهذه المناطق، يعتبر شرطاً أساسياً لنجاح العمل العسكري”.

 

ويضيف صديق: “جميع من أفرحهم خبر الإعلان عن هذا الاندماج، يتخوفون في اللحظة ذاتها من مآلات المشروع ومصيره، مقارنة بالتجارب السابقة، والتي لم تكن ناجحة كلها”. وأنه إذا كانت قضية الاندماج العسكري قد تحقق شرطها من خلال إقرار أن كل ما تملكه الفصائل من أسلحة وذخائر هو ملك للجبهة الشامية، فإن الشرط الرئيس لنجاح المشروع مدنياً هو “في إيجاد مؤسسات إدارة مدنية للمناطق المحررة، تشمل القضاء والشرطة والأحوال المدنية والخدمات وجميع نواحي الحياة الأخرى، حسب الأولويات والإمكانات بالطبع، لكن المهم أن يلحظ المواطن في هذه المناطق الفرق على هذا الصعيد”.

 

البحرة لـ {الشرق الأوسط}: مصر تضغط لحل سياسي.. ودي ميستورا لم يقدم خطة متكاملة

القاهرة: سوسن أبو حسين

وسط تسريبات عن مبادرة مصرية لتسوية الأزمة السورية وطرح روسي للحوار الشهر المقبل، قال هادي البحرة رئيس الائتلاف السوري، في حوار خاص مع «الشرق الأوسط»، إنه «لا توجد أي مبادرات رسمية قدمت إلى الائتلاف حتى هذه اللحظة، بما في ذلك من المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا»، مضيفا: «نحن رحبنا بجهوده وأبدينا ملاحظات، منها أن تكون خطته متكاملة، ولا تركز على تجميد الاقتتال في حلب فقط، لأن ذلك يكون داعما لاحتلال (داعش) لهذه المناطق».

 

وردا على ما يتردد عن وجود أفكار مصرية تتضمن تغيير الائتلاف إلى مجلس وطني من 100 شخصية، وحكومة تكنوقراط يرأسها رياض حجاب، قال: «حتى هذه اللحظة توجد إشاعات وطروحات، لكن لا توجد أي أفكار مصرية رسمية قدمت إلينا، وما نعلمه هو أن الحكومة المصرية تسعى إلى حل سياسي في سوريا يحقق تطلعات الشعب السوري، ونعلم أنها تضغط لتفعيل الحل السياسي».

 

وقال: «نأمل أن تستخدم مصر موقعها وثقلها العربي لدفع روسيا لوقف دعم نظام (بشار) الأسد بالسلاح والذخائر، ونأمل أن تكون روسيا في موقع أقرب إلى الحياد، كي تستطيع أن تلعب دورا في التسوية السياسية». وحول دعوة موسكو للمعارضة للقاء يجمعها مع النظام بنهاية يناير (كانون الثاني) المقبل قال: «لم نتلقَّ أي دعوة رسمية بتاريخ محدد».

 

وكان سامح شكري، وزير الخارجية المصري، أجرى مباحثات مع البحرة، بعقد حوار سوري – سوري يستضيفه أحد مراكز الأبحاث بالقاهرة بين الأطراف السورية المعارضة للتوصل إلى وثيقة موحدة.

 

المحامي كوهين: اتفاق من 6 نقاط سمح للمقدسي بالحديث مع قادة «داعش»

لندن: محمد الشافعي

كشف محامي المتطرفين الأميركي اليهودي ستانلي كوهين، عن 6 نقاط بين الفريق المفاوض لإطلاق سراح الرهينة عبد الرحمن كاسيغ والولايات المتحدة والأردن، سمحت لأبو محمد المقدسي بالحديث والتفاوض مع قادة «داعش» في إطار محاولة الإفراج عن الرهينة الأميركي، قبل أن تقوم «داعش» بإعدام كاسيغ لاحقا.

 

وقال كوهين، المحامي البارز الذي عرف بدفاعه عن المتطرفين والمشتبهين بالإرهاب، في حوار مع «الشرق الأوسط» قبل دخوله السجن الأميركي بأيام بتهمة التحايل الضريبي، إن قضية سليمان بوغيث، صهر زعيم (القاعدة) الراحل، كانت أصعب قضية مر بها في حياته، حيث تم توجيه الاتهام اليه كبديل مناسب لابن لادن وتمت محاكمته في أجواء تفجير مركز التجارة العالمي.

 

وأضاف كوهين إن قضية موسى أبو مرزوق، قيادي حركة حماس، في الولايات المتحدة في أواسط التسعينات, كانت فأل خير عليه، لأنها فتحت له أبواب العالم العربي، حيث بدأت حركات متطرفة وقادة خلال الـ20 عاما الماضية، يطلبون منه استشارات قانونية وسياسية حول عدد من القضايا والاستراتيجيات التي لا صلة لها بأي من القضايا التي كانت عالقة وقتها. وعن القضية التي كان ينتظرها على أحر من الجمر قال: «منذ اليوم الأول لهجمات سبتمبر (أيلول)، كنت أتمنى الدفاع عن بن لادن إذا ما اعتقل».

 

الائتلاف السوري: لم نتلق مبادرات مصرية ولا روسية للحل  

نفى رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة هادي البحرة وجود أي مبادرات مصرية أو روسية لحل الأزمة السورية، مؤكدا عدم وجود أي ترتيبات لعقد اجتماعات بين ممثلي المعارضة والنظام السوري في القاهرة، وذلك بعد أن أعلن النظام في دمشق عن استعداده للقاء ممثلي المعارضة في موسكو الشهر المقبل.

وعقب لقائه وزير الخارجية المصري سامح شكري والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة، أكد البحرة للصحفيين أمس السبت أنه لا توجد أي دعوات رسمية حاليا لا إلى القاهرة ولا إلى موسكو ولا إلى غيرهما، وإنما يوجد حوار بين أطراف المعارضة السورية نفسها دون تدخل من أي طرف.

 

وشدد على أنه لا توجد أي مبادرات كما يشاع، لافتا إلى أن روسيا لا تملك مبادرات واضحة لكنها قدمت فقط دعوة للاجتماع والحوار في موسكو، معتبرا ذلك أحد المآخذ الرئيسية للمعارضة على التحرك الروسي.

 

وأضاف البحرة أن وفد الائتلاف أطلع القاهرة على بدئه عملية حوار مع أطراف أخرى في المعارضة السورية دون أن يفصح عنها، مشيرا إلى أن كافة أطراف المعارضة منفتحة على عملية الحوار فيما بينها.

 

وكشف رئيس الائتلاف عن عقد لقاءات ثنائية في القاهرة ومناطق أخرى سابقا بين أطياف المعارضة، معربا عن أمله في عقد لقاءات أخرى على أن تكون موسعة.

 

وأشار إلى أن أطياف المعارضة قد تقدم رؤى مختلفة في آلية الوصول إلى الحل السياسي، “ولكن جميعها يشترك في الهدف النهائي”، بحسب قوله.

 

حوار داخلي

وكان البحرة قال في وقت سابق أمس قبيل لقائه الأمين العام للجامعة العربية إن “المعارضة ستقوم بتحمل مسؤولياتها وإقرار وثيقة واحدة تعتمد في أي محادثات للسلام في سوريا مستقبلا”.

 

وكان رئيس المكتب الإعلامي في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي منذر خدام، قد أعلن الأربعاء أن فصائل من معارضة الداخل والخارج بدأت التنسيق لعقد اجتماع في القاهرة للتوصل إلى رؤية موحدة، مشيرا إلى أن الاجتماع سيمهد للقاء آخر في موسكو.

 

وتوقع مصدر معارض آخر أن يعقد اجتماع القاهرة في منتصف الشهر القادم، على أن يضم للمرة الأولى أعضاء من الائتلاف مع ممثلين عن الإدارة الذاتية الكردية وعن هيئة التنسيق التي تضم 12 حزبا من المعارضة الموجودة في الداخل والمقبولة من النظام.

 

وكان مصدر في وزارة الخارجية والمغتربين السورية قد أعلن أمس عن استعداد النظام للمشاركة في لقاء تمهيدي تشاوري في موسكو لإيجاد مخرج للأزمة، مشيرا إلى أن اللقاء يأتي في ضوء المشاورات الجارية بين النظام وروسيا.

 

وسبق أن صرح وزير الخارجية المصري بوجود تواصل تقوم به مصر مع أطراف المعارضة السورية، سواء في هيئة التنسيق الذين استقبلتهم مصر الأسبوع الماضي أو الائتلاف الوطني، لترتيب عقد لقاء في القاهرة بين الأطراف المختلفة في المعارضة تمهيدا للحوار الذي سيعقد في موسكو قريبا.

 

عشرات القتلى بغارات للنظام السوري بريفي دمشق ودرعا  

قتل نحو عشرين شخصا -بينهم نساء وأطفال- وجرح عشرات آخرون في غارات شنتها طائرات النظام السوري على مدن وبلدات في كل من ريفي دمشق ودرعا، كما تعرضت الأحياء القديمة في مدينة حلب لقصف عنيف بـالبراميل المتفجرة، مما تسبب في سقوط عشرات الجرحى.

 

وقالت وكالة الأناضول إن 12 شخصا قتلوا السبت في قصف بـالقنابل الفراغية شنته قوات النظام السوري على مدن وبلدات الغوطة الشرقية.

 

وخلّف القصف عددا كبيرا من الجرحى، وكان لمدينة دوما النصيب الأكبر منه، حيث قتل أطفال ونساء إضافة إلى عشرات الجرحى بعد استهداف أحيائها السكنية بعدة غارات جوية شملت مدينة زملكا بـريف دمشق أيضا، وأدت إلى مقتل أربعة أشخاص فيها.

 

وفي حي جوبر (شرقي العاصمة) استهدفت القوات النظامية جبهة المناشر الواقعة جنوب الحي بالغازات المركزة التي يرجح أنها غاز الكلور حسب ما ذكرته وكالة شام، وأشارت شبكة سوريا مباشر إلى أن مصادر طبية وثقت سبع حالات إصابة بالغازات السامة مساء السبت في الحي، وسبق للجيش النظامي أن استخدم الغازات السامة خلال محاولته اقتحام الحي أكثر من 22 مرة خلال أربعة أشهر، وفق مصادر للشبكة نفسها.

 

ولا يبدو ريف درعا أفضل حالا من الريف الدمشقي، حيث سقط ثمانية قتلى في بلدة أبطع -البوابة الجنوبية لمدينة الشيخ مسكين الإستراتيجية- في غارات جوية من طيران النظام، قال ناشطون إن البلدة تشهدها منذ شهرين.

 

حي الوعر

وفي حمص (وسط البلاد) يبدو المشهد مختلفاً، ففي حي الوعر -الحي الوحيد في المدينة الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة- سقطت قذائف، قال ناشطون إنها تحتوي على مادة النابلم الحارقة والمحرمة دولياً، وأسفرت عن إصابة العشرات بجروحٍ وحروق.

 

وأضافوا أن مصدر القصف كان قوات النظام المتمركزة في حاجز ديك الجن (شرق الحي) وحاجز المستشفى العسكري (شماله).

 

في حلب (شمال البلاد)، تعرضت الأحياء القديمة لقصف عنيف بالبراميل المتفجرة، ألحق دماراً وخراباً كبيرين بأبنيتها، إضافة إلى إصابة عشرات المدنيين بجروح، وأوضحت شبكة شام أن الطيران المروحي ألقى براميله على حيي الأنصاري الشرقي وقسطل حرامي.

 

من جانب آخر، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت أن شحّ المواد الغذائية والأدوية أودى العام الجاري بحياة أكثر من ثلاثمائة مدني في المناطق التي يحاصرها النظام السوري، ومن بين الضحايا قرابة مائة طفل، وأضاف المرصد أن أكثر من 313 شخصا -بينهم 34 امرأة- قضوا في الغوطة الشرقية نتيجة الحصار الخانق الذي يفرضه النظام منذ عام ونصف العام.

 

داعش يعتقل 70 من البيشمركة وينقلهم إلى سوريا

العربية.نت

 

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم داعش اعتقل 70 رجلاً قال إنهم من قوات البيشمركة ونقلهم من الجانب العراقي إلى ريف الحسكة داخل الأراضي السورية، حيث تم اقتيادهم إلى بلدة الهول، ومن ثم نقل معظمهم نحو مدينة الشدادي التي تعد معقل التنظيم في محافظة الحسكة، والواقعة في الريف الجنوبي لمدينة الحسكة.

 

إلى ذلك أكدت مصادر مطلعة أن الرجال السبعين شوهدوا وهم معصوبو العينين، حيث تم نقلهم من قبل التنظيم بسيارات من نوع فان. وقال التنظيم للأهالي إن هؤلاء هم من مقاتلي قوات البيشمركة الكردية، وإنه أسرهم خلال اشتباكات معهم في العراق.

 

سوريا.. جبهة النصرة تقيم “حد القذف”.. وأكراد يحتجون على تجنيد طفلة بوحدات الحماية

دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)– أقدمت “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم القاعدة على إقامة “حد القذف والتشهير” على شخص في ريف حلب الغربي، فيما احتج مواطنون في مدينة عامودا على تجنيد طفلة من قبل أحد الأحزاب. بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

فقد نقل المرصد عن “مصادر موثوقة” أن المحكمة المركزية لريف حلف الغربي “والتي تتألف من جبهة النصرة – تنظيم القاعدة في بلاد الشام- وفصائل إسلامية أخرى، أقامت حد الجلد على رجل في بلدة دارة عزة، بتهمة التشهير والقذف، وسط تجمهر عشرات المواطنين بينهم أطفال.”

 

وفي مدينة عامودا بمحافظة الحسكة نفذ عشرات المواطنين الكرد اعتصاماً للمطالبة بالإفراج عن طفلة تبلغ نحو 15 عاماً من عمرها، وإعادتها إلى ذويها، واتهم المعتصمون حزب الاتحاد الديمقراطي بقبول الطفلة كمجندة للقتال، بحسب ما أفاد المرصد، الذي أكد بأنه تلقى احتجاجات من ذوي هذه الطفلة وطفلة أخرى من بلدة القحطانية، وقال بأنه طالب الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة الجزيرة، بالوقوف على هاتين الحادثتين، وإعادة الطفلتين إلى ذويهما، كما طالب المرصد في وقت سابق وحدات حماية الشعب الكردي بالتوقف عن تجنيد الأطفال دون سن الثامنة عشرة.

 

ونقل المرصد عن مصادر قيادية في حزب الاتحاد الديمقراطي، تواجد الطفلتين في “معسكرات لتأهيل الشبان، وأن وحدات الحماية لا تقبل انضمام من هم دون سن الـ 18 إلى القتال.”

 

بعد إعلان دمشق موافقتها .. البحرة: لم نتلق دعوة من موسكو للحوار مع نظام الأسد

دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)– قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، هادي البحر: إن الائتلاف لم يتلق دعوة من موسكو للحوار مع نظام الأسد، بحسب ما ذكر في تغريدة على الموقع الرسمي للائتلاف، ويقوم البحرة حاليا بزيارة إلى القاهرة عقد خلالها لقاءات مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.

 

وجاء في تغريدة أخرى على الموقع بأن “دعوة موسكو للحوار مع نظام الأسدة نتائجه غير مأمونة.” وكانت الخارجية السورية أعلنت عن موافقتها على اقتراح روسي لحضور لقاء تمهيدي لعقد مؤتمر للحوار مع المعارضة في موسكو، على أن يكون دون تدخل خارجي، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية.

 

ونقلت الوكالة عن مسؤول في الوزارة “أنه في ضوء المشاورات الجارية بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية روسيا الاتحادية حول عقد لقاء تمهيدي تشاوري في موسكو، يهدف إلى التوافق على عقد مؤتمر للحوار بين السوريين أنفسهم، دون أي تدخل خارجي تؤكد الجمهورية العربية السورية استعدادها للمشاركة في هذا اللقاء انطلاقا من حرصها على تلبية تطلعات السوريين لإيجاد مخرج لهذه الأزمة مع تأكيدها على استمرارها بمكافحة الإرهاب أينما كان وفي أي بقعة على التراب السوري توازيا مع تحقيق المصالحات المحلية التي أكدت نجاعتها في أكثر من منطقة.”

 

وأضاف المصدر أن سوريا تؤكد “أنها كانت ومازالت على استعداد للحوار مع من يؤمن بوحدة سورية أرضا وشعبا وبسيادتها وقرارها المستقل بما يخدم ارادة الشعب السوري ويلبي تطلعاته في تحقيق الأمن والاستقرار وحقنا لدماء السوريين كافة.”

 

المتمردون السوريون يستعدون للدفاع عن حلب المدمرة مع اقتراب قوات النظام من حصارها

الطريق الأخير الذي يقود إلى مناطق سيطرة المتمردين شرقي حلب يمر عبر حقل يبلغ عرضه حوالي الميل بين قرية مهجورة سلسلة من القمم. بين كل قمة تتقدم القوات السورية ببطئ, بعيدا عن الأنظار.

الشاحنات, والسيارات والدراجات النارية تسير بين الحقول الخضراء, وتصعد وتهبط عبر الحفر الموحلة التي بدأت تشكل خنادق, قبل أن تنضم إلى طريق من الحصى والرمال التي تحمي الطريق الأخير نحو ما تبقى من المدينة.

بعد عامين ونصف من الحرب, حلب التي تقع في نهاية هذا الطريق المؤقت أصبحت مدينة مدمرة حيث يمكنك فقط رؤية المسحلين والجنود والقليل من المدنيين اليائسين. أولئك الذين يجرأون على سلوك الطريق قليلون جدا, وهم يعلمون أن معركة الدفاع عن مهد من مهود الحضارة أصبحت وشيكة جدا.

أيا كان المنتصر في المعركة القادمة من أجل السيطرة على شمال سوريا فإنه سوف يقطع شوطا طويلا في اتجاه تحقيق النصر في الحرب التي دمرت أجزاء كبيرة من البلاد واشعلت النيران في دول الجوار وهي تهدد بإعادة ترسيم الحدود التي رسمت قبل قرن من الزمان وتحطيم عدة الآف من السنوات من العيش المشترك من شاطئ البحر المتوسط إلى سهول نينوى في العراق.

عند سفح التل الذي يبعد ميلا واحد عن نقطة تماس القوات السورية مع المسلحين, تقوم الكلاب بأكل أكوام القمامة المكدسة. على مسافة قصيرة, يتموضع المتمردون, ويستخدمون البلدات والقرى المجاوة كخطوط إمداد حيوية في حين يتم خنق المدينة نفسها ببطء.

سحابة من الدخان الأسود تلف المنطقة الصناعية على مشارف شمال شرقي حلب, التي كانت فيما مضى مركزا حيويا للاقتصاد السوري. كل ذلك استحال ركاما الآن وأصبح بإمكانك رؤية مسافات طويلة من المصانع والمكاتب التي يختبئ فيها المقاتلون المتعبون من كلا الطرفين.

يقول زعيم للمتمردين من الجبهة الإسلامية, أكبر جماعة متبقية للمعارضة شمال سوريا :” يعتقد النظام أن بإمكانه القيام بذلك بسهولة. ولكن جيشه لم يقم بذلك حتى الآن ولن نسمح له بذلك”.

تعزيزات المتمردين تشق طريقها بثبات – من نفس طريق الحقل- لتأمين الطريق الأخير من وإلى حلب. منذ فبراير هذا العام, حافظ النظام على قوته في شمال شرق وشمال غرب المدينة, ولكنه لم يكن قادرا على إغلاق الدائرة – وهي الخطوة التي إن تحققت سوف تؤدي إلى حصار حلب, مما سيجعلها تلاقي نفس مصير المعقل الثاني للمتمردين, حمص, التي استولت على معظم اجزائها قوات موالية للنظام هذا العام.

مباشرة إلى الشمال, فتحت المعارضة معركة ضد مدينتي نبل والزهراء الشيعيتين, حيث ظل 15000 من السكان هناك دون أن يصيبهم أي أذى خلال الحرب, وهم تحت حماية الميليشيات الشيعية بقيادة حزب الله.

في كلا الجانبين, ما بدأ كمعركة للسيطرة على دولة ذات سيادة, تدخلت به الآن الأجندات الإقليمية. تعتقد المعارضة السنية في غالبها بأنها تقاتل الهمينة الشيعية بقيادة إيران وتحرض من النظام في دمشق وبغداد. في هذه الأثناء تصر كل من سوريا والعراق, بأن الجبهة الإسلامية والجماعات المعارضة الأخرى لا يختلفون عن الدولة الإسلامية, التي تحاول إنشاء دولة خلافة على أنقاض الدولتين القوميتين.

القتال في الزهراء, إحدى الجيوب الشيعية القليلة شمال سوريا, تقوده جبهة النصرة التابعة للقاعدة الذين تربطهم مع الجبهة الإسلامية تفاهمات دون أن يكون هناك تحالف رسمي. بعد أن حافظت على الأراضي التي تقف عليها العام الماضي, سيطرت جبهة النصرة حاليا على مساحات شاسعة من الأراضي قرب الحدود التركية, معيدة طرح نفسها كلاعب قوي على حساب الجماعات غير الجهادية. الديناميكيات التي تتغير بسرعة كبيرة تجبر حاليا الجبهة الإسلامية على إعادة حساباتها, حيث تقول المجموعة بانها انتظرت دون أي جدوى المساعدة من الدول العربية التي وعدت ولكنها لم تنفذ شيئا.

قال زعيم الجبهة الإسلامية, بينما كان جالسا في في فيلا كبيرة فارغة تستخدمها قواته كمقر للقيادة:” هناك سبب عسكري لهذا القتال في الزهراء. نحن نعلم أن النظام يستخدم أعدادا كبيرة من الميليشيات في القتال – جميع انتصاراته حققها وكلاؤه, وليس جنوده. هذه الميليشيات تستخدم الزهراء للدفاع عن الشيعة. النظام لن يكون قادرا على التحرك حول حلب دون وجودهم”.

قال مقاتلوا الجبهة الإسلامية بأنهم وخلال الشهر الماضي ألقوا القبض على ثلاثة من المسلحين الشيعة من أصول أفغانية, قالوا بأنه جئ بهم إلى سوريا من قبل إيران للقتال لصالح بشار الأسد. وعرضوا مقاطع فيديو وصورا لدعم مزاعمهم وقالوا إن هناك آخرين قتلوا في المعارك.

يقول زعيم الجبهة الإسلامية :” أحدهم أخبرنا أنه كان في السجن في أفغانستان وأخبروه بأنه سوف يكون حرا إذا تعلم القتال. حيث أخذ إلى إيران وتلقى دورة تدريبية مدتها 30 يوما هناك. وجدنا في النهاية واحدا من رجالنا يتكلم أساسيات الفارسية حيث تمكن من التفاهم معه”.

على امتداد سوريا, الميليشيات الشيعية التي تنسق عملها مع إيران تزداد عددا بينما يتضاءل نفوذ قوات النظام. يقول أحد القادة المحليين على الجبهة الشرقية لحلب, حيث تسير دوريات النظام طول الليل :” حزب الله أكثر قوة والجيش السوري يتلقى أوامره منه. وهناك العراقيون أيضا, إضافة إلى الحوثيين من اليمن, ولكنهم رجعوا جميعا إلى ديارهم للمشاركة في القتال هناك. ويمكننا الآن التعامل مع من تبقى منهم”.

يضع المقاتلون قطعا من المشمع على الأرض ويضعون عليه صحون فلافل وسلطة ومقبلات وأكواب من الشاي. ويتحدثون بعد ذلك عن خيبة أملهم من حدث آخر في الحرب وهو تدخل قوات الجو الأمريكية والتحالف الذي تشارك به دول عربية ضد داعش, الذي كان المتمردون في الشمال يأملون بأنها يمكن أن تقص أجنحة قوة الأسد الجوية هناك.

في يناير من هذا العام, شنت الجبهة الإسلامية حملة ضد داعش وأجبرتها على الهروب من حلب والريف الشمالي, إضافة إلى محافظة إدلب إلى الغرب. القتال الذي استمر ستة أسابيع خلف أكثر من 2000 قتيل من الجبهة الإسلامية, صراع المعارضة هذا أعطى النظام فرصة للمناورة للاقتراب من المدينة حيث تهدد شمال شرق المدينة حاليا.

منذ ذلك الوقت ومكاسب النظام تواجه قتالا صعبا, وذلك مع تصدي المقاتلين والمحليين له, والذين لا زالوا يعانون من الخسائر البشرية التي عانوها مع داعش. في هذه الأثناء تترصد داعش على بعد 20 ميلا, وتسخر من الجبهة الإسلامية عبر محطة الراديو التي أنشأتها والتي تبث أناشيد إسلامية توجه الإهانة إلى عناصر الجبهة.

يقول قائد ميداني في حلب حول المكاسب التي حققتها داعش :” لقد كانت خسائر استراتيجية بالنسبة لنا. ولا زال الأمريكان يشكون في التزامنا في قتال الدولة الإسلامية ؟ عندما عادت أمريكا إلى سوريا, اعتقدنا أن أقل ما يمكن أن يقوموا به هو وقف طيران الأسد من التحليق. ولكنهم يقصفون المدينة بوتيرة أعلى بكثير مما كان عليه الأمر قبل وصول الأمريكان. بالطبع نعتقد أن هناك اتفاقا توصلوا إليه مع النظام. الأمر واضح تماما”.

أسلحة الأسد التقليدية الهمجية أدت إلى خسائر كبيرة جدا في المنطقة التي يتجمع فيها الرجال. البراميل المتفجرة التي تلقى من المروحيات من علو مرتفع أدت إلى تدمير أكثر من 30 مبنى سكني. صواريخ السكود والصواريخ البالستية الأخرى أدت إلى إحداث حفر ضخمة خلفها. الدمار أكبر حول المناطق الشرقية والشمالية الشرقية, وهي المناطق التي سوف يستخدمها النظام لإعادة الدخول إلى المدينة إذا أراد تحقيق تهديداته.

يقول محمد زاهر, وهو متمرد شاب من ريف حلب :” دعهم يحاولوا”. زاهر واحد من عدد كبير من فقراء الريف الذين يشكلون القوات المقاتلة للمعارضة من دركوش على الحدود التركية إلى مدينة الباب التي تقع على بعد 25 ميلا شرق حلب, وهي المنطقة الغربية التي تسيطر على مساحات شاسعة منها وبالقرب من العراق داعش.

تحركات داعش القادمة تؤثر بصورة كبيرة على المدافعين عن حلب. كما هو الحال بالنسبة لجبهة النصرة, المدعومة بتحقيق نجاحات كبيرة في محافظة إدلب, والتي أجبرت جبهة ثوار سوريا المعتدلة التي تتلقى الدعم من السعودية على ترك مواقعها, كما سيطرت النصرة على قاعدة عسكرية تابعة للنظام في محافظة إدلب, كانت الجماعات المتمردة الأخرى تواجه صعوبة في السيطرة عليها.

كلا الانتصارين أعطى زخما وحماية للجماعة في أرض المعركة حيث يعتبر كلا الأمرين هامين جدا. جبهة ثوار سوريا تشكل الجماعة المناوئة للجبهة لإسلامية كما كانت الرياض تعتبرها حصنا منيعا ضد زحف الجهاديين. ولكن مع اضمحلال نفوذها الآن, فإن الجهاديين مثل النصرة وداعش يحققان مكاسب كبيرة في الشمال, في حين تصارع الجبهة الإسلامية للحفاظ على حلب.

طرح سؤال على المتحدث باسم الجبهة الإسلامية قبل انتصارات جبهة النصرة هذا الأسبوع فيما إذا كانت الجبهة الإسلامية متحالفة رسميا مع الجماعة, فأجاب :” هذه الأمور يجب أن تناقش. نحن على علاقات جيدة ونتعاون كثيرا. وبأي حال, هل تتوقعون في الغرب بأن نجلس منتظرين الأمريكان؟ إننا في في هذا الموقف لأن لا أحدا لم يقدم لنا المساعدة. أولئك الذين يسهلون قتلنا والبؤس الذي نعيش فيه ليس لديهم أي سلطة أخلاقية لإخبارنا كيف نحمي أنفسنا”.

مع كم الأسلحة الثقيلة الكبير الذي استولت عليها من قاعدة إدلب, فإن جهد الجبهة الإسلامية والجهاديين سوف يشكل عقبة جديدة أمام جهود النظام لاستكمال حصار حلب. ولكن يمكن أيضا تنشيط التحركات التي تقودها الأمم المتحدة باتجاه وقف إطلاق النار في الشمال, وهي المبادرات التي رفضتها المعارضة لأنها غير قادرية على الالتزام بها بسبب ضعف موقفها.

يقول المتحدث باسم الجبهة الإسلامية :” يريد الأسد الذهاب إلى هذه المبادرة لأنه يعتقد أن يحقق النصر. ونحن نعلم أن علينا أن نتوحد لنكون أقوياء”.

في المدينة القديمة في حلب, حيث كل شخص ممن تبقى من بين آلاف السكان الذين هربوا والذين يبدو عليهم البؤس والتعب يتحدث عن وقف إطلاق النار. يقول صالح الحمصي, وهو يحتسي فنجان القهوة المرة في كشك على قارعة الطريق :” لايمكننا الاستستلام. عليهم أن يقبلوا أنه لا يمكنهم تحقيق النصر في المقام الأول”. متحدثا عن النظام.

عند مدخل المدينة, كان هناك حركة على مدار الأسبوع. يمكن رؤية القوات السورية على القمم وهي تواجه مقاومة عند منتصف الطريق قبل أن تنسحب. المواقع التي تخلى عنها النظام تحولت إلى ركام من التراب, وليس بعيدا يمكن رؤية رسومات جدارية تابعة لداعش, تشير إلى الوقت الوجيز الذي قضته الجماعة في المنطقة, والتي تتلاشى تحت أمطار الشتاء.

لافتات الجبهة الإسلامية ترفرف عاليا الآن ولكن وعلى وقع تغير جبهات الحرب في الشمال فإن ذلك يمكن أن يتغير سريعا.

يقول سامر زيتون, وهو قائد محلي :” هناك جهة يجب أن تكسب هذه الحرب. آمل أن نكون نحن وآمل أن يتحقق ذلك في أقرب وقت”.

مارتم تشولوف

الغارديان

ترجمة مركز الشرق العربي

 

المراقب العام لإخوان سورية: ذهاب رأس النظام وبقاء حكومته العميقة لا يحل المشكلة

رياض خالد: كلنا شركاء

أكّد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية الدكتور محمد حكمت وليد أنّ الحلّ السياسي المقبول في سورية يجب أن يحقّق الحد الأدنى من مطالب الشعب السوري، المتمثّلة في الخلاص من بشار الأسد ومن نظامه، بكل رموزه ومؤسساته القمعية التي أجرمت في حق الشعب السوري.

 

وردّاً على سؤال عن دور الإخوان في سورية، أجاب وليد أنّ دور الإخوان في المرحلة القادمة هو الالتحام الكامل مع ثورة الشعب السوري بكل ما نملك من طاقات وإمكانات، مضيفاً “ونحن مع شعبنا بكل آلامه وآماله حتى تحقيق النصر بإذن الله تعالى، ونرى أيضاً أنه بإمكاننا أن نلعب دوراً مهماً مستقبلاً في التوفيق بين جهات المعارضة السياسية والفصائل العسكرية لكي تضم جهودها وتتوحد لمقارعة الظلم والبغي الذي يمثله نظام بشار الأسد”.

وأشار في حوار خاص مع حساب الجماعة على موقع تويتر ونشر في “اخوان برس”، إلى أنّه من يرصد الساحة السورية بشكل موضوعي، يرى أنّ جماعة الإخوان لم يقتصر دورها على الجانب السياسي والدعوي فقط، وإنما الجهود مبذولة في كل المجالات التي تتطلبها الثورة السورية.

 

وأكّد وليد أنّ الجماعة تقف على مسافة واحدة من كل الفئات العسكرية التي تقاتل النظام، وتحاول أن تدعم الجميع بكل ما تملك من طاقة وقدر الإمكان. ورأى أنّ الجيش السوري الحر عبارة عن مظلة تضم فصائل مختلفة منها المخلص والصادق في جهاده ضد نظام الأسد -وهم ليسوا قلة-، ومنهم من هم دون ذلك.

 

وحول الاتهامات الموجهة للجماعة بالتركيز على الجانب السياسي، أجاب وليد بأنّ الجماعة تعمل لكي تعود الدعوة بأفكارها ورجالها إلى الداخل السوري، والالتحام مع جماهير الشعب السوري السياسيين منهم والمجاهدين، لكنّه أوضح أنّ للسياسة العالمية دهاليزها التي يجب أن يخوضها الإنسان مادامت تخدم مصالح الشعب السوري، والعمل على التخفيف من ضررها قدر الإمكان عندما تكون ضارّة بمصالح الشعب.

ورأى أيضاً في هذا السياق أنّ القضية السورية لم تعد قضية سورية محضة، وإنما أصبحت قضية دولية بامتياز.

 

وأوضح وليد أنّ الائتلاف هو الجهة السياسية الوحيدة التي تمتلك الاعتراف الدولي، وهو على ما فيه من تجاذبات سياسية ما زال المحطة الرئيسية التي تجتمع عليها أطراف المعارضة، مبيّناً أنّ جماعة الإخوان تحاول أن تلعب دوراً في ترتيب البيت الداخلي للائتلاف، حتى يكون أكثر فاعلية وأقل تأثراً بالتجاذبات الدولية التي تلعب على الساحة السورية.

 

وحول رؤيته للحلول السياسية، قال وليد إنّ جماعة الإخوان تعتقد أنّ ذهاب رأس النظام وبقاء حكومته العميقة المتمثلة في الأجهزة الأمنية والعسكرية الطائفية لا يحل مشكلة الشعب السوري، موضحاً أنّه إذا كان لا بدّ من الحل السياسي فيجب أن يحقق الحد الأدنى من مطالب الشعب السوري، المتمثلة في الخلاص من بشار الأسد ومن نظامه، بكل رموزه ومؤسساته القمعية التي أجرمت في حق الشعب السوري.

 

ورأى أنّ هناك عدداً من الحلول السياسية المطروحة، ولكن حظّها من النجاح قليل مع الأسف، فمشروع ستيفان دي مستورا، المبعوث الأممي إلى سورية، يقوم على فكرة الهدن المحلية والمفاوضات على مستوى محلي لإدخال المساعدات الإنسانية، ولكنه مشروع شفوي وغير مكتوب، ويدعو للريبة، لأنّه يطلب التهدئة في الأماكن التي تتقدم فيها المعارضة، ويهمل التهدئة في الأماكن التي يتقدم فيها النظام.

وأضاف “أمّا المشروع الآخر للتسوية الذي تدعو إليه روسيا، فهو أيضاً مشروع غامض يدعو إلى إبقاء بشار الأسد وإعادة تأهليه، وتشكيل وزارة من المعارضة القريبة للنظام مع بقية أطراف المعارضة الخارجية وعدم المساس بالمؤسسات الأمنية والعسكرية، وهذه تسوية لا تحقق الحد الأدنى من مطالب الشعب السوري”.

 

وأردف “أمّا المشروع الذي نعتبره مشروعاً في صالح الشعب السوري فهو مشروع المنطقة الآمنة الذي دعت إليه تركيا وأيدتها فرنسا، ومع الأسف عارضها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وهو مشروع يدعو إلى إيجاد منطقة آمنة في الشمال السوري، مع حظر الطيران لحماية اللاجئين الذين يعودون إلى ديارهم”، واعتبر فضيلة المراقب العام أنّ هذا المشروع هو مشروع حقيقي ولو أن تطبيقه على أرض الواقع يصطدم بالمعارضة الأمريكية حتى الآن.

 

وعبّر وليد عن أمله بتمكّن تركيا من تنفيذ خطة المنطقة الآمنة، لأنها تعطي الفرصة لعودة اللاجئين إلى ديارهم في تلك المناطق وإلى إعادة إعمارها، معلناً دعم الجماعة للتوجّه التركي في ذلك المسعى، رغم ما يعتريه من صعوبات ومعارضة أمريكية.

 

وحول رأيه بالطرح المتداول من قبل الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب، قال وليد إنّه من خلال معرفته بالخطيب، تولّدت لديه القناعة بصدق توجّهه وحرارة أحاسيسه ومشاعره، ولكن حتى تكون المبادرات فاعلة يجب أن تكون واضحة المعالم، ومحددة الخطوات، وهذا ما لم نره حتى الآن في ما طُرح، معبّراً عن أمله أن يكون الطرح المعالج للأزمة السورية طرحاً واقعياً لتحقيق أهداف الثورة.

 

وأكّد وليد أنّ هناك الكثير من الأرضية المشتركة ما بين الجماعة ودول الخليج، وأهمها محاربة التغول الإيراني الذي يقتل الشعب السوري، إما مباشرةً أو بالوكالة عن طريق دعم مقاتلي “حزب الله” والميليشيات العراقية الشيعية المنتشرة في سورية.

 

لكنّ فضيلة المراقب العام تمنّى من دول الخليج مراجعة موقفها من اعتبار حركة الإخوان المسلمين حركة إرهابية،معتبراً أنّ أمن الخليج وأمن بلاد الشام قاطبةً مترابطان.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى