أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 29 كانون الأول 2013

«حملة البراميل» تضرب مستشفى وسوقاً شعبية في حلب

لندن، الدوحة، بيروت، الجزائر، – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

قتل أكثر من 25 شخصاً بينهم أطفال بغارات جديدة شنها طيران نظام الرئيس السوري بشار الأسد أمس على سوق شعبية للخضار ومحيط مستشفى في حلب ضمن «حملة البراميل المتفجرة» على ثاني أكبر مدينة في البلاد.

وأظهر مقطع مصور نشرته جماعات حقوقية على الإنترنت بعض السكان يخرجون جثثاً مشوهة من هياكل سيارات محترقة. وغطى حطام مبان قريبة طريقاً تعرضت للهجوم وتراصت فيه الجثث، في حين استغاث بعض الشبان بالسيارات للمساعدة في نقل الجرحى.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن أكثر من 400 شخص قتلوا منذ بدء القصف في منتصف الشهر الجاري إلى الأربعاء الماضي. وأضاف أن «25 شخصاً بينهم ما لا يقل عن أربعة أطفال قتلوا جراء القصف بالبراميل المتفجرة الذي أسفر أيضاً عن تدمير مستشفى»، لافتاً إلى أن «حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع حيث أصيب عشرات آخرون في الهجوم». من جهتها، وصفت «الهيئة العامة للثورة السورية» القصف بـ «المجزرة»، مشيرة إلى أن «الغارات استهدفت سوق الخضار والمواد الاستهلاكية المكتظ بالأهالي، ما يفسر وقوع عدد كبير من القتلى». وأشارت إلى «دمار كبير في مبان عدة وانهيار واحد منها».

وقتل أربعة أشخاص بقصف من القوات النظامية على قرية التلول الحماة في الريف الجنوبي لمحافظة حماة في وسط البلاد، بحسب «المرصد».

في ريف دمشق، أفاد ناشطون عن دخول سيارات تحمل «مواد إغاثية» إلى مدينة معضمية الشام جنوب غربي العاصمة، بعد أيام على اتفاق هدنة بين النظام ومقاتلي المعارضة الموجودين داخل المدينة. وقال المركز الإعلامي التابع للمجلس المحلي المعارض في المدينة على صفحته على موقع «فايسبوك» إنه «تم بعونه تعالى دخول عدد من السيارات التي تحمل مواد إغاثية للمدينة»، من دون تفاصيل إضافية.

ودانت جماعات حقوق الإنسان والولايات المتحدة استخدام «البراميل المتفجرة» وقالت إنه نوع عشوائي من القصف. وربط معارضون تصعيد حملة القصف باقتراب موعد مؤتمر «جنيف 2» في 22 الشهر المقبل.

سياسياً، قال نائب رئيس الحكومة السورية الموقتة أياد القدسي لـ «الحياة» في الدوحة، إن أولوية الحكومة تكمن في «تفعيل مكاتب الداخل والتواصل مع شعبنا، لتكون هناك حضانة شعبية»، رافضاً أن تكون الحكومة الموقتة «حكومة منفى أو أمراً موقتاً». وكشف أن «برنامج عمل مفصلاً سيقدم إلى كل الداعمين ودول العالم لنؤكد أنها حكومة شعب وستبذل جهدها لتوفير الأمن والأمان ولن تحيد عن أهداف الثورة السورية».

وأوضح: «إن الأميركيين لا يريدون أي شيء يؤدي أو يحول دون إتمام برنامج التخلص من السلاح الكيماوي»، ورأى أن مؤتمر «جنيف2» بصيص أمل ضعيف ويجب أن لا نضع كل آمالنا في المؤتمر».

وأفادت وكالة الأنباء الألمانية أن رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا قرر أن تكون اجتماعات الهيئة العامة يومي 5 و6 الشهر المقبل «مغلقة» وفي مكان بعيد من إسطنبول. ومن المقرر أن يحسم «الائتلاف» في الاجتماع قراره إزاء المشاركة في «جنيف 2» وانتخاب قيادة جديدة للتكتل المعارض.

من جهته، اعتبر رئيس «المجلس الوطني السوري» جورج صبرا أن «جنيف 2 من دون ضمانات حقيقية على طاولة المفاوضات، غير قادر على تحويل المواجهة المسلحة إلى مواجهة سلمية». وأشار في بيان إلى أن «تصريحات الخارجية الروسية وإيران والنظام بأن أولوية جنيف 2 هي محاربة الإرهاب تكشف بوضوح عن مآربهم في الإيقاع بين صفوف الثورة وتصنيفها بين معتدلين ومتطرفين، وجعل بنادقهم في صدور بعضهم، ما يضمن بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية وما بعد الانتقالية في السلطة». وقال لـ «المهرولين تجاه جنيف: إن كل الدلائل والمجريات في فلك النظام والسياسة الروسية والإيرانية، تدلّ على أن جنيف2 ليس لتحقيق حلّ سياسيّ للسوريين، بل هو هدف متفق عليه بين هذه الأطراف لتشريع قتل السوريين بطريقة قانونية».

وفي الجزائر، أعلن وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة في مؤتمر صحافي أن بلاده ستشارك في المؤتمر الدولي، معرباً عن الأمل في أن يؤدي إلى التوصل إلى حل تفاوضي سلمي.

وفي دمشق، افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) امس: «في إطار التعاون والتنسيق بين سورية وايران تم اليوم (امس) تخريج الدورة التدريبية لتنفيذ أحكام اتفاقية حظر الاسلحة الكيماوية التي يشرف عليها خبراء إيرانيون». ونقلت عن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قوله ان الدورة التدريبية «جاءت بناء على مبادرة من الأصدقاء الإيرانيين بعد انضمام سورية إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية. وارست الدورة الطريقة المثلى لتنفيذ سورية لاتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية وأن النتائج المشرفة للمتدربين تؤكد هذه القناعة».

الأمم المتحدة: نقل الكيماوي السوري قليل الاحتمال قبل نهاية السنة

نيويورك – أ ف ب

أعلنت الأمم المتحدة أن النجاح في نقل العناصر الكيماوية الخطرة خارج الأراضي السورية، قبل الحادي والثلاثين من الشهر الحالي كما هو مقرر، “قليل الاحتمال”.

وجاء في بيان عن الأمم المتحدة، ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، أنه “تم تحقيق تقدم مهم في هذا المجال”، إلا أنهما دعيا الرئيس السوري بشار الأسد إلى “تكثيف الجهود، للتقيد بالمهل المتفق عليها لتدمير ترسانته من الأسلحة الكيماوية”.

الطريق المفتوح من البوسنة إلى «داعش»… تحت أنظار أجهزة الأمن

محمد م. الارناؤوط

مع بدء العد التنازلي لمؤتمر جنيف حول سورية، يبدو أن دور «المجاهدين الاوروبيين» قد وصل الى نهايته، فجهاز الامن والاسلام الرسمي خرجا بموقف واحد في الايام الاخيرة يحرّم الذهاب الى سورية باسم «الجهاد». وقد ترافق ذلك منذ 5 كانون الاول (ديسمبر) الجاري مع تحرك الاتحاد الاوروبي في شكل رسمي، والذي يعترف الآن بوجود ألف مقاتل من دوله في سورية، للتنسيق مع دول البلقان التي يقدّر عدد المقاتلين الموجودين منها في سورية بحوالى 500 معظمهم من البوسنة وكوسوفو.

مفتي كوسوفو وابنه

في كوسوفو كان من الملاحظ أن الحكومة والمشيخة الاسلامية (التي تمثل الاسلام أمام الدولة) حافظتا على موقف واحد مشترك يتمثل بالصمت إزاء ما تنشره وسائل الاعلام الكوسوفية حول ذهاب عشرات الكوسوفيين الى سورية للقتال منذ 2012. وعلى رغم تصاعد الانتقادات لصمت الحكومة والمشيخة خلال 2013، كان من الملاحظ ان «الصمت المطبق» للحكومة والمشيخة كان يصب في تشجيع المزيد من الشباب على الذهاب الى سورية للقتال مع المنظمات التي تصنف انها «ارهابية» كـ «جبهة النصرة» وغيرها. وقد فسّر هذا «الصمت المطبق» تغريدة لحارث ترنافا ابن مفتي كوسوفو الشيخ نعيم ترنافا على صفحات التواصل الاجتماعي يتمنى فيها ان يذهب الى سورية «لكي يسقط شهيداً». جاء هذا في الوقت الذي كان فيه الوالد المفتي يسعى الى تغيير دستور المشيخة الاسلامية لكي يعاد انتخابه للمرة الثالثة، وهو ما نجح فيه قبل أسابيع بعد التخلص من رئيس المجلس الاعلى للمشيخة جابر حميدي المعروف باعتداله، والذي كان يعارض بشدة تجنيد الشباب الكوسوفيين للذهاب الى سورية وتغيير الدستور الذي كان ينصّ على فترتين فقط للمفتي.

الموقف تغير الآن بعد تحرك بروكسل. ففي الوقت الذي سرّبت فيه وسائل الإعلام الكوسوفية أن أجهزة الامن بدأت توقف في مطار بريشتينا «المجاهدين» العائدين الى موطنهم وتحقق معهم، في انتظار إصدار قانون يجرّم مشاركة الكوسوفيين في نزاعات مسلحة في الخارج، خرج الشيخ نعيم في 7 كانون الاول (ديسمبر) بموقف مفاجئ يقول ان «الذهاب الى سورية والموت هناك لا يعني الشهادة» ويحضّ الشباب الكوسوفيين على عدم الذهاب الى سورية لأن «سورية ليست البلد الذي يحرز فيه المرء الشهادة… لأن القتال هناك بين الاطراف المختلفة إنما يجري لمصالح شخصية».

من جمهورية البوسنة الى دولة «داعش»

في الوقت ذاته، لوحظ أن جمهورية البوسنة والهرسك أخذت تبعث رسائل رسمية حول متابعة أجهزة الامن لما يجري في البوسنة من حشد الشباب وتجنيدهم للذهاب الى سورية. ففي مقابلة مع وزير الامن البوسنوي فخرالدين رادونتشيتش مع جريدة «نزفسنه نوفينه» (19/12/2013)، اعترف الوزير بأن «الذهاب الى سورية لا يتم في شكل عفوي» وهو «ما تقوم الآن بمتابعته أجهزتنا الاستخباراتية». وفي رده على سؤال حول إذا ما كانت هناك مراكز خارجية تقوم بتجنيد هؤلاء الشباب، رأى الوزير ان هناك دافعين لذهاب الشباب (ايديولوجي ومادي)، وأوضح تأثير الاوضاع الصعبة في البوسنة بالقول: «المنطق يقول إن أي مال لا يقنع أية أم على أن تترك أولادها يغادرون البوسنة ليشاركوا في أية حرب. ولكن هذا ما يحدث. إن اجهزتنا تعرف من ينظّم ذلك، وهم تحت مراقبة أجهزتنا». ويذكّر هذا بالتغيير المفاجئ الذي حدث في 1995 حين كانت السلطات البوسنوية تغض الطرف عن «المجاهدين» القادمين من البلاد العربية للقتال في البوسنة ثم أصبحت تعتبرهم «ارهابيين» بعد مؤتمر السلام في دايتون، وتم ترحيلهم باستثناء من تزوج ببوسنوية واكتسب الجنسية في شكل قانوني.

وقد تصادف تصريح وزير الامن هذا مع تزايد ما تنشره الصحافة البوسنوية عن حالات لشباب غادروا البوسنة الى سورية للقتال هناك مع «جبهة النصرة» أو مع «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش). ومن هذا ما نشرته الجريدة البوسنوية المعروفة «دنفني أفاز» (17/12/2013) عن الشاب أنس مجيتش الذي كان على وشك التخرج في قسم اللغة الانكليزية في كلية التربية في بيهاتش (شمال غربي البوسنة) في ايلول (سبتمبر) الماضي حين اختفى فجأة وظهر بعد ذلك انه يقاتل في سورية مع «داعش» بعد أن تلقب بـ «أبو صلاح الدين المهاجر». وعرفت اسرته من خلال شبكات التواصل الاجتماعي أنه تزوج بعقد «شرعي» على بوسنوية (ادينا مولاليتش) ظهرت معه مسلحة في أحد مقرات «داعش» بالقرب من حلب.

ويقول عارفوه انه كان طالباً جاداً ومهووساً بـ «نظرية المؤامرة العالمية»، ثم فجأة انتابته الرغبة في أن يقاتل لينال «الشهادة». وقد ارتبط ذلك بعمله التطوعي في جمعية «سوليدارنوست» (التضامن)، حيث كان يعمل في الترجمة باعتباره طالباً في قسم اللغة الانكليزية. وتقول الرواية الشائعة انه ذهب مع زوجته الى تركيا بناء على وعد بمنحة دراسية في تلك الدولة، ولكن لا أحد يعـــرف ماذا حدث وكيف ذهب الزوجان من تركيا الى شمال سورية.

واضح ان ما ترويه الأسرتان المصدومتان بذهاب أنس وأدينا يحيل الى ما ذكره وزير الامن البوسنوي عن اختلاط ما هو ايديولوجي بما هو مادي في الدوافع التي حدت بمثل هؤلاء الى الذهاب للقتال في سورية. فوالدة ادينا تقول عن ابنتها انها لو كانت حصلت على العمل الذي درست لأجله وتستحقه (مدرّسة) لما كانت ذهبت الى سورية. أما والدة أنس المطلّقة التي تعيش وحدها الآن، فمشكلتها أكبر لأنها كانت تنتظر من ابنها أن يتخرج في الجامعة في ايلول الماضي ويعمل ليكون عوناً لها، ولكنها فوجئت بصوره يحمل السلاح ليقاتل من اجل دولة لم تسمع بها (داعش).

الحياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى