أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 02 تشرين الثاني 2011

 دمشق تؤكد الإتفاق على «ورقة نهائية» والجامعة تنفي تلقيها أي رد من سورية

الدوحة – محمد المكي أحمد ؛ القاهرة – محمد الشاذلي

لندن، دمشق، القاهرة – «الحياة»، ا ف ب، رويترز – في الوقت الذي كانت وكالة الانباء السورية (سانا) تعلن، في «خبر عاجل» مساء امس توصل دمشق الى اتفاق مع اللجنة الوزارية العربية على «الورقة النهائية» لخطتها لحل الازمة في سورية، على ان يتم الاعلان الرسمي لذلك في مقر الجامعة العربية في القاهرة في اجتماع اليوم الاربعاء، أكد مصدر ديبلوماسي في الجامعة العربية لـ «الحياة» أن الجامعة لم تتلق ردا سوريا على ورقتها. في موازاة ذلك، اعلنت الولايات المتحدة امس انها ترحب بجهود المجتمع الدولي لانهاء العنف في سورية، لكنها قالت انها ما زالت تعتقد بان الرئيس بشار الاسد يجب ان يتنحى.

وفي الدوحة، أكدت مصادر متطابقة أن الوفد السوري الذي زار قطر قبل يومين واجتمع مع لجنة الجامعة العربية «لم يرد أثناء وجوده في الدوحة» على « ورقة الجامعة»، واشارت الى أن الوفد ناقش بنود الورقة مع اللجنة وأبدى ملاحظات واعتراضات، كما قدم رؤيته في شأن الاوضاع في سورية.

وقالت مصادر عربية شاركت في الاجتماع إن التوقعات كانت تشير الى أن دمشق ستبلغ ردها على الورقة بعد عودة الوفد الى دمشق بعد تحديد الموقف النهائي للحكومة السورية.

وعلمت « الحياة» أن موضوع اجتماع الحكومة السورية مع المعارضة في القاهرة، كما جاء في الورق العربية، كان محل اعتراض حكومي سوري. وقال المصدر مطلع ان دمشق تريد أن يتم الاجتماع في سورية.

وعلم أنه جرت مناقشة في شأن اطلاق «المعتقلين السياسين» التي تتضمنها الورقة العربية، لكن الوفد السوري رأى أن يكتفى بكلمة «المعتقلين» من دون الاشارة الى كلمة «السياسيين». في حين أن موضوع النص على رفض التدخل الخارجي كان محل اتفاق بين الوفد السوري واللجنة.

ولفت بعض المصادر الى حدوث ما يشبه «ملاسنة» بين الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي ومندوب سورية لدى الجامعة يوسف الأحمد. وقال المصدر إن العربي قال ان اللجنة العربية ستقدم تقريرا الى الاجتماع الوزراي العربي اليوم في القاهرة، فرد الاحمد على الفور مستغربا التعجل في احالة الموضوع على اجتماع القاهرة. وعلم أن الوفد السوري تحدث أيضا عن ضرورة «وقف الحملات الاعلامية».

وفيما قال بعض المصادر العريية أن الوفد السوري «الكبير» بدا « مرتبكا». ولاحظ أن وزير الخارجية وليد المعلم ومستشارة الرئيس بثينة شعبان جلسا الى جوار بعضهما في قاعة الاجتماع مع وفد اللجنة العربية، في حين جلس أعضاء الوفد خلفهما، وكأن رئاسة الوفد السوري « ثنائية».

ورأت المصادر أن «حسم المواقف سيتم في القاهرة اليوم سواء قبيل عقد الاجتماع أو في قاعة الاجتماعات». وشددت على أن «المسألة دخلت مرحلة الحسم» بين الجامعة والحكومة السورية، وان لا خيار سوى «احترام تطلعات الشعب السوري المشروعة في التحول الديموقراطي والاصلاح الحقيقي».

وفي القاهرة، أكد مصدر ديبلوماسي أن الجامعة ما زالت في انتظار الرد السوري على ورقتها في اجتماع وزراء الخارجية غير العادي الذي يعقد عصر اليوم في مقر الجامعة. وقال إنه «جرى بحث ونقاش مع الوفد السوري إلى العاصمة القطرية في خطة العمل العربية»، التي تركز على وقف العنف وسحب الآليات العسكرية من المدن والشوارع وتحديد آلية للتأكد من ذلك عبر السماح لوفود عربية حقوقية وسياسية وإعلامية بدخول سورية. وقال المصدر إن الوزراء العرب سيناقشون الرد السوري الذي أعلن أنه سيعرض على الاجتماع المرتقب، وسيتخذون قرارات بناء عليه، ولن يتم استباق الردِّ بأي حال. وقال إن كل الخيارات مفتوحة أمام الوزراء، وان استبعد قرار تجميد العضوية أو تعليقها.

وكان الأمين العام للجامعة صرح بأن اللجنة العربية ومجلس الجامعة سيجتمعان لتقويم الموقف، مشيرا الى انه من المفترض ان يصل الرد السوري الى الاجتماع الوزاري العربي اليوم.

لكن مصدرا ديبلوماسيا عربيا مطلعا افاد بأنه ليس مؤكدا وصول الرد السوري إلى اجتماع اليوم، ولا مستوى المشاركة السورية فيه، خصوصاً أن الاجتماعات الأخيرة رأس الوفد السوري فيها السفير في القاهرة. واوضح أن وزراء الخارجية سيستمعون إلى تقرير رئيس اللجنة الوزارية رئيس وزراء قطر وزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم عن نتائج لقاءاتها في دمشق والدوحة، مشيراً إلى أن التقرير سيتضمن وقائع محددة وسيركز على ما حصل في منتهى الوضوح والدقة، حتى يمكن للوزراء أن يتخذوا قرارهم. واضاف أنه ليس بالضرورة التوجه نحو تجميد عضوية سورية في الجامعة، في حال عدم ردها على الاقتراحات العربية.

دمشق تحدّثت عن اتفاق على المبادرة العربية يُعلن اليوم

واشنطن ترحب بـ”الجهود لوقف العنف” وتتمسّك بتنحّي الأسد

عشية الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة المخصص للبحث في الوضع السوري في ضوء الاحتجاجات المستمرة منذ سبعة اشهر ضد نظام الرئيس بشار الاسد، اعلنت دمشق التوصل الى اتفاق مع جامعة الدول العربية على مبادرتها لانهاء العنف في البلاد. بيد ان الجامعة قالت انها لا تزال تنتظر الرد السوري الرسمي وانها تتوقع ان تحصل عليه في اجتماع مجلس الجامعة اليوم. وسارعت واشنطن الى التعبير عن تأييدها لأي مبادرة تؤدي الى وقف العنف مع عدم تخليها عن مطالبة الاسد بالتنحي. لكن هذا لم يكن موقف ايران التي أعلنت صراحة للمرة الاولى تأييدها الحل العربي للأزمة مع بقاء الاسد في منصبه. اما رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان فقال ان بلاده لا يمكنها ان تبقى مكتوفة حيال ما يجري في سوريا، وانها ستتخذ خطوات ضد دمشق. وكررت موسكو  رفضها تكرار “المأساة” الليبية في سوريا، ودعت النظام السوري الى الموافقة على المبادرة العربية. ص11

وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” في خبر عاجل لها انه تم “الاتفاق بين سوريا واللجنة الوزارية العربية على الورقة النهائية في شأن الاوضاع في سوريا والاعلان الرسمي عن ذلك في مقر الجامعة العربية غدا (الاربعاء) في القاهرة”.

إلا ان الامين العام المساعد للجامعة أحمد بن حلي قال في مقابلة مع قناة “العربية” الفضائية السعودية التي تتخذ دبي مقراً ان “الامانة العامة لم تبلغ بعد الرد الرسمي للاخوان في سوريا على الورقة التي كانت اعدتها اللجنة الوزارية” العربية خلال اجتماع في الدوحة الاحد مع وفد سوري برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم. وأضاف: “الى حد هذه الساعة وبحسب معلوماتي، سيقدم الوفد السوري الرد الرسمي غداً (اليوم) خلال الاجتماع الوزاري”.

وتدعو مقترحات الجامعة العربية الاسد الى سحب الاليات العسكرية من الشوارع والبدء بحوار وطني مع المعارضين. وكان مقررا ان تقدم سوريا ردها على الخطة الاثنين، غير ان المعلم طلب تعديلات عليها.

وقال ديبلوماسي في الجامعة العربية في القاهرة: “تم الاتفاق على تعديلات طفيفة، غير ان الوفد العربي طالب برد نهائي الثلثاء على الاقتراح العربي”.

وأفاد المندوب السوري لدى الجامعة العربية السفير يوسف احمد ان دمشق سترد على الخطة الثلثاء ، واضاف: “نتعامل بايجابية مع الاقتراح الاخير الذي جرت صياغته (خلال اجتماع الاحد) في قطر”.

وبدا عضو اللجنة الوزارية العربية المكلفة متابعة الوضع السوري وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي متفائلاً، إذ قال: “عقدنا اجتماعاً جيداً في الدوحة وتوصلنا الى أرضية مشتركة مع اشقائنا السوريين. آمل في ان يتأكد ذلك في القاهرة”.

ونشرت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من النظام ان المعلم قدم الى الجانب القطري “أفكارا مناسبة” لتسوية الازمة وطلب وقتاً اضافياً للتشاور مع القيادة السورية.

لكن ديبلوماسيين في القاهرة أبدوا قلقهم من ان يكون رد دمشق مرتبطاً بشروط لكسب الوقت. وقال ديبلوماسي حضر محادثات الدوحة: “ربما جاء الرد السوري “نعم ولكن”، في مناورة لكسب الوقت”.

ميدانياً، أفاد ناشطون سوريون ان خمسة اشخاص قتلوا أمس في البلاد، بينما اعتقل عشرات بينهم 60 تلميذا كانوا يتظاهرون في ملعب مدرستهم بكفرنبل في محافظة درعا.

واشنطن

وتعليقاً على الاعلان السوري، صرح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني: “لقد اطلعنا على المعلومات” الواردة من دمشق في ما يتعلق بتوصلها الى اتفاق مع الجامعة العربية و”لكن نحن غير قادرين على التحقق منها في الحال”. واضاف: “نحن نرحب بكل جهد يبذله المجتمع الدولي لاقناع نظام الاسد بوقف أعمال العنف التي يرتكبها في حق شعبه، في حق السوريين”. وجدد موقف ادارة الرئيس باراك اوباما الداعي الى تنحي الاسد قائلاً:”نحن لا نزال نعتقد ان الاسد فقد شرعيته وعليه مغادرة السلطة”.

و ص ف، رويترز

أدلّة تربط عبد القدير خان بالنووي السوري: مراسلات ومنشأة في الحسكة من تصميمه

صورة التقطتها الاقمار الاصطناعية في 14 آب 2011 لمنشأة الحسكة السورية التي يُعتقد أن العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان وضع تصاميمها. (أ ب)تحدث مفتشون دوليون عن منشأة نووية سورية كانت مجهولة سابقاً في الحسكة تثير شكوكاً في تعامل الحكومة مع العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان للحصول على تقنيات يمكن استخدامها لإنتاج أسلحة نووية.

وتماثل الأبنية في شمال غرب سوريا تصاميم منشأة لتخصيب الأورانيوم أُعدت للنظام الليبي السابق بزعامة العقيد معمر القذافي الذي كان يحاول إعداد برنامج تسلح نووي في إشراف خان.  وحصلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مراسلات تعود إلى عام 1998 بين خان ومسؤول سوري هو محيي الدين عيسى، وقد كان نائباً لوزير التربية، اقترح تعاوناً علمياً وقال إنه يريد زيارة مختبرات خان.

ويقع المجمع في مدينة الحسكة، ولم يجد المحققون أدلة على استخدامه للإنتاج النووي. غير أن ذلك لا يعني أن دمشق لم تكن تسعى إلى إنتاج الأسلحة النووية، سواء من طريق تخصيب الأورانيوم أم إنتاج البلوتونيوم في منشأة دير الزور التي دمرتها غارة جوية اسرائيلية في أيلول 2007.

 وأوضحت وكالة “الأسوشيتد برس” أنها حصلت على هذه المعلومات من ديبلوماسي كبير على صلة بتحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومفتش سابق في الأمم المتحدة، وقد امتنعت الحكومة السورية عن الإجابة عن استفساراتها، وكذلك فعلت الوكالة الدولية.

 وقال مارك هيبس، وهو محلل نووي في مؤسسة كارنيغي للأبحاث: “ما يهم هو التاريخ النووي لهذه المنشأة (في الحسكة). الناس يريدون معرفة ماذا كانوا ينوون (السوريون) القيام به هنا، وسوريا لم تقدم أي معلومات”.

ولاحظ المحلل الأمني أنطوني كوردسمان في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن “الحصول على سلاح نووي سيعطي سوريا نوعاً من المساواة مع اسرائيل ووضعاً في المنطقة”.

 ويذكر أن خان اعترف عام 2004 ببيعه إيران وكوريا الشمالية وليبيا تكنولوجيا نووية، لكنه لم يأت مرة على ذكر سوريا. غير أن المفتش السابق أبلغ “الأسوشيتد برس” أن سوريا اعترفت بأن خان زار دمشق مرة على الأقل لإلقاء محاضرات علمية، كما أوردت “لوس أنجلس تايمس”. وأضاف أنه اطلع على رسائل رسمية وجهها عيسى إلى خان عام 1998، وقد اقترح في إحداها التعاون معه وطلب موافقته على زيارة مسؤولين سوريين مختبراته. وقد تولى عيسى لاحقاً منصب عميد لكلية العلوم في الجامعة العربية الدولية.

 وقد أقر الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة نمسوية عام 2007 بتلقيه رسالة من خان، لكنه قال إن حكومته لم تستجب ولم يلتق أي من أفرادها العالم الباكستاني.

 وأظهرت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية أن منشأة الحسكة تشبه إلى حد غريب مخططات منشأة لتخصيب الأورانيوم أعدها خان وكشفها تحقيق سويسري. كما سلمت ليبيا الوكالة الدولية للطاقة الذرية مخططاً مماثلاً بعد تخليها عن برنامجها النووي. وأشار المفتش أن الخرائط الليبية تماثل المنشأة السورية بشكل صارخ، بما في ذلك تغطية مرأب السيارات لحمايتها من الشمس. الا أنه أقر بأن لا أدلة على وضع أجهزة طرد مركزي في المكان.

انفراج في العلاقات السورية القطرية .. وأردوغان يستأنف حملته على الأسد

خطة مشتركة بين دمشق واللجنة العربية تُعلن اليوم في القاهرة: تعـديلات على بنـود وقـف العنـف … وشـروط الحـوار الوطنـي

زياد حيدر

أعلنت دمشق رسمياً، أمس، الاتفاق بينها وبين اللجنة الوزارية العربية، على «ورقة نهائية» تتضمّن كما يبدو عناصر مشتركة بين مبادرة اللجنة وبين الردّ الذي تقدّم به الجانب السوري، على أن يتم الإعلان عن هذا «الاتفاق» في الاجتماع الوزاري المخصص للأزمة السورية في القاهرة اليوم.

وعلمت «السفير» من مصادر موثوقة أن الأزمة الحادة التي عصفت بالعلاقات بين سوريا وقطر في طريقها إلى الانفراج، مع فتح قنوات الاتصال بين البلدين بما يمهّد لقيام أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بزيارة قريبة الى دمشق للقاء الرئيس بشار الأسد، على ان يسبقه رئيس حكومته ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم.

وأعلن البيت الأبيض أنه يرحب بكل مبادرة تنهي أعمال «العنف» في سوريا، لكنه كرر الدعوة إلى «تنحي» الأسد، فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لن تسمح بتكرار «المأساة» الليبية في سوريا. وقال رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان «اعتقد أن الشعب السوري سيحصل على مردود مقاومته العظيمة».

وجاء الإعلان الرسمي عن الاتفاق عبر وكالة الأنباء السورية (سانا) بعد أن اعلن وزير خارجية الجزائر مراد مدلسي في وقت سابق امس قبول سوريا «بالمبادرة العربية» بعد إجراء «تعديلات طفيفة» عليها، إلا أن مصادر دبلوماسية عربية أشارت لـ«السفير» إلى أن التعديلات جرت بحيث تم التوافق بين ما قدّمته دمشق من ملاحظات على المبادرة وبين ما جاء فيها، حتى تم التوصل لصيغة نهائية تمثلت بالورقة التي ستعلن اليوم.

وعلمت «السفير» أن قبول دمشق للمبادرة العربية انطلق من إيمانها «بحرص الدول العربية على استقرار سوريا» وانطلاقاً من «إيمانها بضرورة تفعيل دور الجامعة العربية في القضايا العربية درءاً للتدخلات الأجنبية»، وقد بني القبول السوري على «الأجواء الإيجابية التي سادت اجتماع الدوحة» ولا سيما مع قطر، حيث انتهى اجتماع الدوحة إلى «الإدراك العام بأن فشل هذا الحل (أي المبادرة العربية) ليس لمصلحة أحد، وأن الطرفين توافقا جدياً على ذلك».

وقالت مصادر مطلعة لـ«السفير» إن دمشق «اعتبرت ما جاء في المبادرة نصائح من أخ حريص وليس مطالب أو إملاءات»، وجرى حينها «التوافق على المتابعة بين اللجنة متمثلة برئاستها والجانب السوري ممثلاً بوزير الخارجية وليد المعلم»، بحيث أبلغ الجانب العربي رسمياً أمس قبول سوريا «الخطة النهائية» التي اتفق عليها، وكان من بين ابرز ما تم الاتفاق عليه فيها ضرورة «توفير الأمن في مناطق التوتر وذلك عبر صيغة توافقية بين طرفي المواجهة في سوريا»، من دون أن يكون واضحاً إن كان ذلك يعني المواجهة المسلحة المستمرة في مناطق كحمص مثلاً أم التفاهم بين قيادات الحراك والسلطة على تنظيم التظاهر السلمي. كما لا زال من غير الواضح أين سيعقد هذا الحوار، ولا سيما أن سوريا تصرّ على أن يكون في دمشق مع ضمانات عربية للمشاركين، إضافة لموافقتها على وجود مراقبين دوليين من الصين وروسيا والبرازيل والهند.

وكان الجانب السوري قدّم ورقة تضمنت مطالب بين أبرزها «إيقاف الحرب الإعلامية ضد سوريا» و«إجراءات لمنع تمويل وتهريب السلاح عبر الحدود»، متضمنة قبول الحوار مع المعارضة والقيام بإجراءات إصلاحية سريعة وجذرية.

وفي هذا السياق علمت «السفير» أن القيادة السورية تدرس القيام بالإفراج عن عدد كبير من المعتقلين «بمناسبة عيد الأضحى» وهو «إجراء تقليدي»، وسيشمل عدداً كبيراً من المعتقلين على خلفية سياسية من دون أن يعني ذلك العفو عمن حملوا السلاح ضد قوى الأمن أو الجيش.

وسيشارك في الاجتماع الوزاري اليوم المندوب الدائم لدى الجامعة يوسف احمد ممثلاً عن دمشق وفق ما أبلغت مصادر دبلوماسية «السفير». كما لازالت الأسئلة مشرعة حول مسائل كثيرة مثلت تعقيدات بالنسبة للإصلاحيين في سوريا قبل أن تأخذ طريقها لجامعة الدول العربية، وتنتهي إلى مبادرة رسمية، ومن بين أهمها العامل الأمني الذي بات متردياً في مناطق محددة من البلاد، كما التمثيل الحقيقي للمعارضة في الحوار سواء أكان الرسمي الذي لم يتفق عليه أم في عملية التفاوض للانتقال إلى الحوار.

وسألت «السفير» مصدراً عربياً عن الخطوة التالية بعد إعلان الاتفاق فقال «حين تدور العجلة تنطلق العربة» في إشارة إلى بدء تنفيذ الخطة التي تمّ الاتفاق عليها.

وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي في مقابلة مع قناة «العربية»، إن «الأمانة العامة لم تبلّغ بعد بالرد الرسمي للإخوان في سوريا على الورقة التي كانت أعدتها اللجنة الوزارية» العربية خلال اجتماع في الدوحة الأحد الماضي. وأضاف «إلى حد هذه الساعة وحسب معلوماتي فإن الوفد السوري سيقدّم الرد الرسمي غداً (اليوم) خلال الاجتماع الوزاري».

وأوضح دبلوماسي رفيع المستوى لوكالة «فرانس برس» ان الرد السوري النهائي على الخطة العربية المقترحة لمعالجة الازمة ينبغي ان يتم إبلاغه إلى السلطات القطرية. وأوضح ان المبادرة العربية ترتكز أساساً على عنصرين هما «وقف العنف والسماح بدخول منظمات عربية ووسائل الإعلام العربية والدولية للتحقق من ذلك، ثم عند إحراز تقدم ملموس على الأرض بدء حوار وطني في مقر الجامعة العربية في القاهرة يشمل كل أطياف المعارضة السورية».

واشنطن

وقال (ا ف ب، رويترز، ا ب) المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني «لقد اطلعنا على المعلومات» الواردة من دمشق بخصوص توصلها لاتفاق مع الجامعة العربية، مضيفاً «ولكن نحن غير قادرين على التحقق منها في الحال». وأضاف «نحن نرحب بكل جهد يبذله المجتمع الدولي لإقناع نظام الأسد بوقف أعمال العنف التي يرتكبها بحق شعبه، بحق السوريين».

وكرر كارني موقف إدارة الرئيس باراك أوباما الداعي لتنحي الأسد. وقال «نحن ما زلنا نعتقد أن الأسد فقد شرعيته، وعليه مغادرة السلطة».

وأعرب وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ عن «عدم تفاؤله إزاء إمكانية إحراز تقدم في سبيل إنهاء حالة الاضطرابات والعنف الدموي في سوريا». وقال، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إنه «على اقتناع بأن الأسد سلك طريقاً لا رجعة فيه، وأنه لا يتصوّر ذلك اليوم الذي يقلع فيه النظام السوري عما يرتكبه من قتل وتعذيب وانتهاكات في حق الشعب». وأشار إلى أن «الحل الوحيد الذي يختاره الشعب السوري الآن لإنهاء هذا الوضع هو رحيل الأسد عن المنصب».

موسكو وأبو ظبي

وقال لافروف، على هامش منتدى الحوار الاستراتيجي الأول بين مجلس التعاون الخليجي وروسيا في أبو ظبي، «لدينا الكثير من الأسئلة بعد أن تبنى مجلس الأمن القرار حول ليبيا وبعد المأساة الليبية». وأضاف «لو عاد الأمر لنا، فأنا اعتقد أننا لن نسمح بتكرار أمر من هذا القبيل» في سوريا، مشدداً على أن بلاده «لا تقوم بحماية أي نظام».

وأكد لافروف أن روسيا تؤيد مبادرة الجامعة العربية لحل الأزمة في سوريا. وقال إن «هذه المبادرة تتيح للسوريين تقرير مصير بلادهم بالطريقة السلمية من خلال الحوار والوفاق الوطني». وأكد أن «موقف روسيا يظلّ كما هو، إذ لا تزال موسكو ترفض أي تدخل عسكري في شؤون سوريا الداخلية وتؤيد الحوار بين الحكومة والمعارضة». وقال «لا نؤيد الأنظمة بل نؤيد القانون الدولي».

من جهته، أكد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ان الدول العربية لا تريد أبداً تدويل الازمة في سوريا. وقال «لا نعتبر ان هناك اي طرف يريد تدويل هذه القضية، على الأقل نحن العرب لا نريد تدويل هذه القضية». واضاف «نحن نريد ان نساعد اخواننا في سوريا على معالجة هذه القضية». واشار الشيخ عبدالله الى وجود «بوادر إيجابية» بالنسبة للخطة العربية للازمة السورية.

اردوغان

وقال اردوغان، أمام نواب حزب العدالة والتنمية في أنقرة، إن «تركيا لا يمكنها أن تبقى صامتة في وجه محاولات السلطات السورية قمع الاحتجاجات». وأضاف «إن قتل نفس واحدة كقتل الناس جميعاً لكن للأسف هناك سلطة تقتل مئات اعتبرتهم من الشهداء».

واعتبر اردوغان أن الاسد يتعامل مع المعارضين بأسلوب ورثه عن والده الرئيس الراحل حافظ الأسد. وقال «تظهر البنية المميزة التي ترجع لأيام الأب في سوريا فتستخدم القسوة ضد الناس في حماه وحمص ودرعا». وتابع «لا يمكننا التزام الصمت في وجه هذه العملية. إننا ملتزمون باتخاذ الموقف الضروري وسنفعل ذلك».

وقال «كانت تربطنا صداقة مع سوريا بدأت منذ تسع سنوات خلت، بيد أن الحكومة السورية لم تقدّرها حق قدرها ولم تستمع لنصائحنا»، مضيفاً «اعتقد أن الشعب السوري سيحصل على مردود مقاومته العظيمة».

وشدد مساعد وزير الخارجية المصرية للشؤون العربية محمد مصطفى كمال، الذي ترأس الجانب المصري في مباحثاته مع المندوب الصيني الخاص إلى المنطقة وو سيكة، «ضرورة وقف أشكال العنف كافة في سوريا فوراً حقناً للدماء السورية الطاهرة والمضي قدماً في إجراء الحوار الوطني مع تأكيد مشروعية مطالب المعارضة السورية من إصلاحات سياسية واسعة تضمن لسوريا الاستقرار المنشود وتحفظها من أي تدخل أجنبي، وهو أمر تحرص عليه مصر دوماً».

البعث

وأكدت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي، في بيان، أن «مسيرة الإصلاح في سوريا قطعت أشواطاً واسعة على طريق الديموقراطية، وأن تعزيز تجربة الإدارة المحلية وترسيخ مضامينها الشعبية هي خطوة أخرى مهمة لربط مفهوم الحرية الفردية بحرية المجتمع وتكاملهما في إطار عملية الإصلاح والتطوير الشاملة لبناء مجتمع ديموقراطي جديد قائم على التعددية السياسية بهدف صون حرية المواطن وكرامته وحقوقه وتعزيز دوره في تحمل المسؤولية من خلال المشاركة في بناء الوطن وتطوير مؤسساته وإنجاز مستلزمات عملية الإصلاح الجارية وتوفير فرص النجاح لها على مختلف جوانب الحياة».

ودعت القيادة «جميع الأحزاب والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية ومؤسسات المجتمع الأهلي والمواطنين إلى المشاركة البناءة في الانتخابات للإسهام في بناء سوريا الحديثة، ورفد عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية بمقومات النجاح والتطوير ورفع مستوى الأداء وتحسين أوضاع المواطنين المعيشية والخدمية».

ميدانيات

وجرت تظاهرات مؤيدة للنظام وأخرى معادية له في دير الزور. وبث التلفزيون الرسمي صوراً لآلاف السوريين يلوحون بأعلام وصور للأسد ويهتفون «الله سوريا بشار وبس» في مدينة دير الزور. وفي الوقت نفسه، أطلقت قوات الأمن الرصاص على تظاهرة معارضة للنظام في دير الزور، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وذكرت «شبكة أخبار حمص» المكوّنة من نشطاء مدنيين على شبكة «فيسبوك» أن 11 رجلاً قتلوا أمس خارج مدينة حمص على مفرق إحدى القرى، بعد أن أوقفت مجموعة مسلحة الباص الذي كان ينقلهم، وأبقت على حياة ثلاث فتيات وشاب. وذكرت «سانا» أن اشتباكاً حصل بين الجيش ومجموعة مسلحة على طريق حمص ـ حماه، ما أسفر عن مقتل شخصين من المجموعة وإلقاء القبض على آخرين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، «قتل مواطن في حمص وآخر في ادلب. كما قتل ضابط وجندي في ادلب برصاص مسلحين يعتقد أنهم من المنشقين عن الجيش، بينما اعتقل عشرات بينهم 60 تلميذاً كانوا يتظاهرون في ملعب مدرستهم في كفرنبل في محافظة ادلب».

طلبت وقف تهريب الأسلحة من لبنان والأردن.. واجراء الحوار في سورية

سورية تشترط انهاء حرب ‘الجزيرة’ و’العربية’ ضدها وتعلن التوصل لاتفاق.. ومجلس الجامعة ينتظر ردا واضحا

القاهرة ـ دمشق ـ واشنطن ـ وكالات: اعلنت وسائل الاعلام السورية الرسمية الثلاثاء توصلها الى اتفاق مع الجامعة العربية حول مبادرتها لانهاء العنف في سورية، لافتة الى ان اعلانا رسميا سيصدر الاربعاء في هذا الشأن في مقر الجامعة العربية في القاهرة، فيما نفت الجامعة العربية بدورها تلقيها ردا رسميا من سورية على مبادرتها.

وقال نائب الامين العام للجامعة العربية في تصريحات لتلفزيون ‘العربية’ امس الثلاثاء ان الجامعة ما زالت تنتظر رد دمشق على مقترحاتها بشأن انهاء سبعة اشهر من الاضطرابات في سورية.

وقال احمد بن حلي ‘لم نبلغ بعد بالرد الرسمي للاخوان في سورية’. واضاف ‘معلوماتي ان الوفد السوري سيقدم الرد الرسمي خلال الاجتماع الوزاري’ الاستثنائي المقرر اليوم الاربعاء.

جاء ذلك بعد ساعات من ترحيب الولايات المتحدة بجهود المجتمع الدولي لانهاء العنف في سورية لكنها قالت انها ما زالت تعتقد ان الرئيس السوري بشار الاسد يجب ان يتنحى.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ‘لقد اطلعنا على المعلومات’ الواردة من دمشق بخصوص توصلها لاتفاق مع الجامعة العربية، مضيفا ‘ولكن نحن غير قادرين على التحقق منها في الحال’.

واضاف في مؤتمره الصحافي اليومي ‘نحن نرحب بكل جهد يبذله المجتمع الدولي لاقناع نظام الاسد بوقف اعمال العنف التي يرتكبها بحق شعبه، بحق السوريين’.

وجدد المتحدث الامريكي موقف ادارة الرئيس باراك اوباما الداعي لتنحي الاسد، وقال ‘نحن ما زلنا نعتقد ان الاسد فقد شرعيته وعليه مغادرة السلطة’.

وعنونت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا في خبر عاجل لها ‘الاتفاق بين سورية واللجنة الوزارية العربية على الورقة النهائية بشأن الاوضاع في سورية والاعلان الرسمي عن ذلك في مقر الجامعة العربية (الاربعاء) في القاهرة’.

ومن المقرر ان يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا مهما في القاهرة الاربعاء لبحث الموقف الذي سيتخذونه ازاء دمشق في ضوء الانباء عن رد سورية على الخطة العربية التي سلمت لوزير خارجيتها وليد المعلم، وذلك بعد محادثات جرت الاحد في الدوحة مع المعلم قدم خلالها الوزراء مبادرة لانهاء الازمة.

وتدعو مقترحات الجامعة العربية الاسد لسحب الاليات العسكرية من الشوارع والبدء بحوار وطني مع المعارضين في القاهرة.

وكانت اللجنة العربية المكلفة من جامعة الدول العربية والمكونة من خمس دول عربية بقيادة قطر اجتمعت الاحد في الدوحة مع الوفد السوري بقيادة وزير الخارجية وليد المعلم. والدول الاعضاء في اللجنة هي مصر والجزائر والسودان وسلطنة عمان.

ولكن ديبلوماسيين عربا يتوقعون ان يستمر نظام بشار الاسد في ‘المناورة’ اعتقادا منه انه يستطيع انهاء الانتفاضة في بلاده بالوسائل الامنية،

وعقب اجتماع استغرق أكثر من خمس ساعات، قال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري ورئيس اللجنة للصحافيين ان الاجتماع كان جديا وصريحا، وتم التوصل الى ورقة تتعامل مع كل القضايا. غير انه’رفض الحديث عن مضمون الورقة.

وقال دبلوماسي عربي يتخذ من بيروت مقرا له ‘الحكومة السورية مصرة على ان أي حوار مع المعارضة يجب ان يجري في سورية، بدلا من مقر الجامعة العربية في القاهرة’.

وقال الدبلوماسي لوكالة الأنباء الألمانية ‘سورية اضافت نقاطا جديدة إلى الخطة المقترحة مثل إنهاء ما وصفها السوريون بانها حرب إعلامية تنفذها القناتان العربيتان الرئيسيتان وهما ‘العربية’ و’الجزيرة’، وكذلك وقف جميع عمليات تهريب الأسلحة من الدول المجاورة مثل لبنان والأردن’.

وأضاف ان دمشق تعتقد ان أي سحب للقوات من الشوارع ربما يضعف نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقالت المعارضة السورية مرارا إن عروض الأسد بإجراء حوار ليست جادة وان نظامه ‘يناور’.

وحذر الأسد الغرب مطلع الأسبوع الجاري بان التدخل في شؤونه سوف يتسبب في ‘زلزال’ في الشرق الأوسط حيث ان بلاده تحد إسرائيل ولبنان وتركيا والعراق والاردن.

واوضح دبلوماسي رفيع المستوى لوكالة فرانس برس ان المبادرة العربية ترتكز اساسا على عنصرين هما ‘وقف العنف والسماح بدخول منظمات عربية ووسائل الاعلام العربية والدولية للتحقق من ذلك ثم عند احراز تقدم ملموس على الارض بدء حوار وطني في مقر الجامعة العربية في القاهرة يشمل كل اطياف المعارضة السورية’.

واضاف الدبلوماسي ‘ما زلنا في انتظار الرد السوري الذي سيتم ابلاغه للمسؤولين القطريين الثلاثاء’، مشيرا الى ان ‘الجهود كلها منصبة على ايجاد حل للازمة السورية في الاطار العربي’.

وصرح السفير السوري في القاهرة يوسف احمد ان بلاده ستتعامل بـ’ايجابية’ مع الخطة العربية، وادلى وزير الخارجية الجزائرية مراد مدلسي بتصريحات مماثلة.

الا ان دبلوماسيين عربا يشككون في ان يتعامل الرئيس السوري بشكل جدي مع الخطة العربية.

ويؤكد الدبلوماسيون، الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم، ان ‘الاسد ما زال يأمل في الافلات من خلال الحل الامني خصوصا انه يدرك ان وضع سورية مختلف كليا من الناحية الجيواستراتيجية عن وضع ليبيا وهو على قناعة بان قطاعات مهمة في المجتمع السوري ما زالت تؤيد النظام ويدلل على ذلك بانه ليست هناك حركة احتجاجية في اكبر مدينتين سوريتين، دمشق وحلب’.

ويقولون ان الاسد ‘ربما يعطي اجابة من نوع (نعم ولكن) في اطار سعيه الى المناورة وكسب الوقت’.

ويعتقد الدبلوماسيون ان تصريح بشار الاسد الذى حذر فيه الاحد من ان اي تدخل غربي ضد دمشق سيؤدي الى ‘زلزال’ من شأنه ان ‘يحرق المنطقة بأسرها’، يعكس قناعته بأن وضع سورية مختلف.

واكد الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الاثنين انه ليس لدى الحلف ‘اي نية للتدخل في سورية’.

ومن ناحية أخرى، تصاعدت الاشتباكات بين القوات الحكومية والمنشقين عن صفوف الجيش في أنحاء سورية امس، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص في محافظة إدلب شمال سورية ومحافظ حمص وسط البلاد ومدينة دير الزور شرق البلاد.

وقال مصدر رسمي سوري ان ‘ الجهات المختصة اشتبكت الثلاثاء مع مجموعة إرهابية مسلحة حاولت قطع طريق عام تلدو حمص وأطلقت نيران أسلحتها الرشاشة على السيارات العابرة للطريق’.

واضاف المصدر ‘ان الاشتباك أسفر عن مقتل اثنين من المسلحين والقبض على آخرين’.

وعلى صعيد اخر، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية ‘سانا’ امس الثلاثاء ان ‘حشودا من أبناء محافظة دير الزور السورية نظموا مسيرة جماهيرية تأييدا لبرنامج الإصلاح الشامل بقيادة الرئيس السوري بشار الأسد وتعبيرا عن رفضهم للتدخلات الخارجية بشؤون سورية الداخلية واصرارهم على التصدي بكل طاقاتهم للمؤامرة التي يتعرض لها الوطن’.

الأسد يريد الحوار في دمشق: أضمن سلامة كل المعارضين

ينتظر السوريون والعرب اليوم الاجتماع الاستثنائي للجنة الوزارية في الجامعة العربية لمناقشة الأزمة السورية، وسط تباين لم تحسمه كل التسريبات التي حصلت امس حول وجهة الاجتماع، علماً أن سوريا حرصت طوال الساعات الماضية على إشاعة اجواء ايجابية توحي بقرب التوصل الى اتفاق وهو ما قابلته مصادر في الجامعة العربية بكثير من الحذر

استمر السجال والتخمين حول مصير المبادرة التي تقدّم بها وفد الجامعة العربية إلى دمشق لمعالجة الأزمة السورية. وبرغم اجتماعات الدوحة أول من أمس والمناخات الايجابية التي رافقتها، بدت الصورة اكثر تعقيداً بعدما تبين ان الرد السوري لم يصل الى مقر الجامعة بعد. وكان البارز اعلان وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا»، في خبر عاجل، أنه تم «الاتفاق بين سوريا واللجنة الوزارية العربية على الورقة النهائية بشأن الاوضاع فى سوريا والإعلان الرسمي عن ذلك في مقر الجامعة العربية غداً (اليوم) في القاهرة»، من دون الكشف عن المزيد من التفاصيل. لكن مصادر في الجامعة العربية نفت علمها بذلك.

الرواية السورية

وحفلت ساعات ليل امس بتضارب في المعطيات حول بنود الاتفاق. اذ كشفت مصادر سورية رسمية لـ«الأخبار» أنها تتضمّن التعديلات التي طالبت دمشق بإدخالها على النص الأصلي للمبادرة العربية من جهة، علماً أن مصادر عربية في القاهرة شددت على أنّ العقدة الرئيسية «لا تزال تتمحور حول مكان انعقاد الحوار الذي يجدر بالرئيس السوري أن يديره، بين دمشق والقاهرة». وبحسب المصادر السورية، فإنّ الحديث يدور عن تفاهمات على: 1 ــ إقامة حوار وطني خلال أسبوعين في دمشق. 2 ــ إلغاء المظاهر المسلّحة. 3 ــ إطلاق سراح المعتقلين غير الأمنيين. 4 ــ اتخاذ إجراءات بدخول مندوبي الصحافة الأجنبية إلى سوريا. 5 ــ عدم ممانعة دمشق دخول مراقبين أجانب إلى سوريا خلال الانتخابات التشريعية المقررة في شباط المقبل. 6 ــ تهدئة إعلامية حول تغطية الأحداث السورية.

وعادت المصادر السورية لتشرح الصورة من وقت الاجتماع الذي عقد بين الرئيس السوري بشار الأسد واللجنة العربية الاربعاء الماضي، وقالت إنه جرى خلاله الاتفاق على: 1 – العمل على وقف العنف بكل أشكاله. 2 – إطلاق سراح المعتقلين على دفعات. 3 – إطلاق حوار بين السلطة والمعارضة.

وقالت المصادر «ان الاتفاق على النقطتين الاولى والثانية كان نهائياً، اما في الثالثة، فبقي الخلاف معلقاً على تحديد مكان الحوار. وقد طالب الوفد العربي بعقده في القاهرة، لكن الرئيس السوري أصر على عقده في دمشق، عارضاً ضمانته الشخصية لمشاركة جميع المعارضين الموجودين في الخارج، بمن فيهم الذين صدرت بحقهم احكام قضائية. ثم جرى الاتفاق بين الطرفين على استكمال الحوار في الدوحة».

واضافت انه في هذا الوقت، «أرسلت سوريا موفداً إلى العاصمة الروسية موسكو، حيث سمع شرحاً مسهباً لرؤية روسيا للأوضاع في سوريا وما يجري في المنطقة. وأن الجانب الروسي قال إن موسكو لم تستطع تفادي ما جرى في ليبيا بسبب الاجماع العربي الذي توجه إلى مجلس الامن الدولي. وأبدى الجانب الروسي خشيته من وجود نيات لدى بعض العرب والغربيين لتكرار السيناريو الليبي في سوريا. وبناءً على ما تقدم، نصح الروس سوريا بالتجاوب مع المبادرة العربية لسحب الذرائع ممن يريدون تحويل سوريا إلى ليبيا جديدة».

وقالت المصادر إن دمشق «قررت على الأثر المضي في التجاوب مع المبادرة العربية. وحمل الوفد السوري هذا التوجه إلى لقاء الدوحة، لكنه فوجئ بتراجع اللجنة العربية عن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه مع الرئيس الأسد، إذ استُبدل البند الاول بآخر شبيه هو: وقف العنف بكل أشكاله، والبند الثاني تحول إلى: إطلاق سراح المعتقلين (دفعة واحدة لا على دفعات). كذلك أضيف بند السماح لوسائل الاعلام و للمنظمات الحقوقية الدولية بدخول سوريا والاطلاع على ما يجري فيها بحرية».

وكشفت المصادر انه عندما عرض الوفد السوري في الدوحة إضافة بند «رفض التدخل الأجنبي في الشؤون السورية»، اعترضت اللجنة العربية على كلمة «رفض»، عارضة الصيغة الآتية: «تجنب التدخل الخارجي».

ومع ذلك فقد بقي الخلاف على البند المتعلق بمكان انعقاد الحوار. وقالت المصادر السورية ان اللجنة العربية «أصرت على أن يكون في القاهرة، في مقابل إصرار الوفد السوري على إجراء الحوار في دمشق. فكانت النتيجة بقاء الامر معلقاً والاستعاضة عنها بعبارة تذكّر بالقرار الصادر عن اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم 16 تشرين الاول الماضي».

… وتحفّظ في القاهرة

غير أنّ هذه الرواية لم تكن موضع إجماع مع باقي الأطراف المعنيّة، إذ شدّدت مصادر الجامعة العربية في القاهرة لـ«الأخبار»، على أنّه «لم يحصل اتفاق بعد بين الطرفين، وأن اللجنة العربية لا تزال بانتظار الرد السوري الذي لم يأتِ بعد على مبادرتها»، مؤكدة في الوقت نفسه «أنّ نقطة الخلاف المركزية لا تزال تتمحور حول مكان انعقاد الحوار المنتظر، بما أن الطرف العربي يصرّ على أن يحصل ذلك في القاهرة لا في دمشق»، مشيرة الى وجود انقسام بين الوزراء العرب الذين يجتمعون اليوم في القاهرة، إذ إنّ «الجزائر ولبنان راضيان عن الصيغة التي تفيد بأن يكون الحوار في دمشق، بينما الآخرون رافضون».

لكن المصادر ذاتها اوردت ما يندرج في باب «التحذير» بقولها إن «الجامعة العربية تتمنى على السلطة السورية الموافقة على أن يكون الحوار الوطني السوري في القاهرة، لأن ذلك هو الحل الوحيد لتجنُّب تدويل الأزمة السورية».

وكان نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي قد أبلغ قناة «العربية» أن الأمانة العامة للجامعة «لم تتسلم بعد الرد السوري» على الورقة التي أعدّتها اللجنة العربية. وأضاف: «بحسب معلوماتي، فإن الوفد السوري سيقدم الرد الرسمي غداً (اليوم) خلال الاجتماع الوزاري».

وفي السياق، كشف دبلوماسي عربي آخر لوكالة «فرانس برس»، قبل الاعلان السوري عن الاتفاق، أن الوزير المعلم «طلب الاحد تعديلات على المبادرة العربية، وتمت الموافقة على بعض التعديلات الطفيفة، لكن الوفد العربي طلب منه رداً نهائياً على المبادرة العربية في مجملها». ووفقاً للدبلوماسي العربي، فإن المبادرة العربية ترتكز أساساً على عنصرين هما «وقف العنف والسماح بدخول منظمات عربية ووسائل الاعلام العربية والدولية للتحقق من ذلك، ثم عند إحراز تقدم ملموس على الارض، بدء حوار وطني في مقر الجامعة العربية في القاهرة يشمل كل اطياف المعارضة السورية».

تعليقات عربية وغربية

وكانت تصريحات لمسؤولين عرب اوحت ببوادر ايجابية ، وذلك بعدما أعلن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أنه تم التوصل الى «اتفاق» مع السوريين خلال اجتماع لجنة المتابعة العربية في الدوحة. من جهته، اكد وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أن الدول العربية لا تريد أبداً تدويل الازمة في سوريا «وعلى الاقل نحن العرب، لا نريد تدويل هذه القضية». وتحدث الشيخ عبد الله عن وجود «بوادر ايجابية» بالنسبة إلى الخطة العربية للأزمة السورية.

وقد تولّى المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني مهمة التعليق الأميركي على النبأ السوري الذي يفيد بالتوصل إلى اتفاق سوري ــ عربي، قائلاً «لقد اطّلعنا على المعلومات الواردة من دمشق بخصوص توصلها إلى اتفاق مع الجامعة العربية، لكن نحن غير قادرين على التحقق منها في الحال». وأضاف «نحن نرحب بكل جهد يبذله المجتمع الدولي لإقناع نظام الاسد بوقف اعمال العنف التي يرتكبها بحق شعبه، لكننا لا نزال نعتقد أن الأسد فقد شرعيته وعليه مغادرة السلطة».

المعارضة

وجاءت مواقف أطراف المعارضة السورية متردّدة وإن لم تقفل الباب أمام التعامل بايجابية. وفي تعليقه على ما سرّبته المصادر السورية الرسمية، قال المعارض البارز ميشيل كيلو لـ«الأخبار» إنه إذا صحّت هذه المعلومات، فإنّ هذا سيكون تعبيراً عن «حلّ وسط بين النظام السوري وبين الجامعة العربية، وهو ما يعني أنّ النظام بات مدركاً أن الحل للأزمة الحالية هو سياسي لا أمني». وأعرب كيلو عن اعتقاده بأنّ «الحل كان نتيجة رسالتين ناريتين تبادلهما كل من وفد الجامعة العربية والرئيس بشار الأسد». وبحسب اعتقاده، فإن كلام الأسد قبل يومين عن احتمال حصول زلزال في المنطقة في حال التعرُّض لسوريا كان «نتيجة لتبليغ وفد الجامعة العربية للأسد بأن مبادرة الجامعة هي الفرصة الأخيرة، وإلا فإنّك ستدخل في مواجهة مع العالم بأسره». غير أنّ كيلو يعود ليحذّر من أنّ ما سُرِّب عن نقطتي «إلغاء المظاهر المسلحة» و«إطلاق سراح المعتقلين غير الأمنيين» يثير الريبة. ويشرح قلقه من «أن عبارة إلغاء المظاهر المسلحة بدل إنهاء الحل الأمني قد تعني من وجهة نظر النظام خطوات تهرُّب وشراء للوقت، كتحريك الدبابات المنتشرة في المدن مترين مثلاً، أو إدخال الموضوع في متاهة أخذ وردّ ومفاوضات لا تنتهي».

أمّا بالنسبة إلى مسألة «إطلاق سراح المعتقلين غير الأمنيين»، فيرفضه كيلو أيضاً انطلاقاً من إصراره على شرط «الافراج عن جميع المعتقلين على خلفية الأحداث الأخيرة، إلا إذا كان هناك قضاء نزيه فعلاً وليس كالقضاء السوري يحاكمهم». وما يثير قلق كيلو أيضاً حول هذه النقطة، أنّ لديه معلومات عن أن «هناك من أبلغ وفد الجامعة العربية بأنّ جميع المعتقلين هم مجرمون جنائيون».

وعن الخطوة المقبلة التي يتوقع حصولها في ضوء الاعلان السوري عن التوصل إلى اتفاق مع دمشق، يلفت كيلو إلى أنها ستكون «حلاً وسطاً بين النظام والمعارضة السورية بعد الحل الوسط الذي تحقق بين النظام والجامعة العربية»، لذلك، فهو يحذّر من أنه «من خلال تجربتي الطويلة مع هذا النظام، سيحاول النظام اللعب على تجزئة المعارضة وتقسيمها أكثر مثلما فبرك معارضة على المعايير الخاصة به». وينصح كيلو المعارضة السورية بكافة أطيافها «بأخذ كل وقتها في التفكير قبل الردّ على الاتفاق بين النظام السوري والجامعة العربية، ناصحاً بأن يتم الامر من «دون تسرُّع ولا مزايدات، وأن يدخلوا الحوار والمفاوضات بشكل موحَّد إذا ظهر أن النظام صادق هذه المرة، وهو ما يحتاج إلى يومين أو ثلاثة لكي يظهر».

وبناءً على قناعته بأنّ لا النظام قادر على سحق الحراك الشعبي، ولا هذا الحراك قادر على إسقاط النظام، يقترح كيلو أن «نصل كعقلاء» إلى «حل وسط في نظام انتقالي بدل شعار إسقاط النظام».

في المقابل، ظهر أنّ حركة الاخوان المسلمين في سوريا على اطلاع على البنود الستة للاتفاق الذي أعلن التلفزيون السوري عن التوصل إليه مع الجامعة العربية. وقال أحد قادة «الاخوان»، أحمد الراغب، المقيم في باريس لـ«الأخبار»، إنّ التعديلين الأساسيين للطرف السوري على المبادرة العربية هما ما يتعلق بمكان انعقاد الحوار الوطني (في دمشق بدل القاهرة)، ووقف الحملات الاعلامية المقصود فيها قناتا «الجزيرة» و«العربية» تحديداً. وعن تعليق «الاخوان» على إعلان دمشق التوصل إلى اتفاق مع الجامعة العربية، يجيب الراغب بأنّ لا ردّ رسميا لحركته قبل الاعلان الرسمي عن الاتفاق، وقبل أن يخرج موقف عن المجلس الوطني السوري.

ونفى الراغب أن يكون «إخوان» سوريا قد فوّضوا أي طرف، أكان أمير قطر أم الجامعة العربية، التحدث باسمهم مع النظام السوري، حتى إنه جزم بأنّ «الاخوان» ليسوا على اتصال أصلاً مع الجامعة العربية، مع تركه الباب مفتوحاً لمناقشة الموافقة على الحوار مع النظام في دمشق أو رفضه «وفق ما يقرره المجلس الوطني ووفق الآليات التي سيحددها إذا وافق على المشاركة بهذا الحوار». غير أن القيادي «الاخواني» نفسه يرجّح بأن النظام «لا يزال حتى اللحظة يماطل ويحاول شراء الوقت، وربما يبحث الآن في طريقة لإفشال المبادرة العربية».

ونفى الراغب ان يكون «إخوان سوريا» مع تدخل عسكري في سوريا، حاصراً مطالب تنظيمه بـ«حماية المدنيين»، وموضحاً «أن الحديث عن أن عضو قيادة المجلس الوطني نجيب الغضبان، الذي يؤيّد التدخل العسكري، يمثّل وجهة نظر «إخوان» سوريا، هو كلام كاذب، لأن الغضبان ليس عضواً» في الحركة الإسلامية السورية».

من جهته، أوضح أحد قادة المعارضة السورية المنضوي في «هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديموقراطي»، لـ«الأخبار»، أنه «من الصعب أن يقبل النظام السوري بالمبادرة العربية، وسوف يقترح تعديلات كبيرة عليها، ومن الممكن أن يطلب إلغاء العديد من بنودها، على أن يكون قبول هذه المبادرة انتقائياً». أما في ما يتعلق بإيقاف العنف النظامي بحق المتظاهرين، وسحب الجيش من المدن وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، فيرى الوجه المعارض البارز أن «هذا من غير الممكن أن يقبل به النظام السوري».

(الأخبار)

لماذا اللف والدوران؟

لاحظ مشاركون في الاتصالات العربية – السورية ان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي «يظهر وكأنه شبه غائب عما يجري». وقال هؤلاء إن «العربي يبدو ضعيف الشخصية» في مواجهة باقي الحضور ولا سيما وزير خارجية قطر حمد بن جاسم الذي يظهر أنه يدير الدفة منفرداً.

وذكر المشاركون ان المسؤول القطري الذي كان يدير الحوار ضغط في اكثر من مرة على محاوره السوري مستيعناً بما سمّاه «الضغوط الكبيرة التي نتعرض لها من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا».

وذكر مصدر سوري أن المسؤول القطري «سعى خلال اجتماعات الدوحة إلى استفزاز الوفد السوري ومحاولة حشره بأسئلة تنحصر الأجوبة عنها بنعم أو لا»، بينما كان وزير الخارجية السورية وليد المعلم «يُظهر مرونة من خلال اجوبة تتسم بالايجابية، لكنه كان يقول دائماً إن حكومته مستعدة لدراسة كل النقاط المطروحة والتحاور حولها. وهو ما يفسر كلام رئيس الوزراء القطري بعد الاجتماعات عن اللف والدوران».

أردوغان مع «المقاومة المجيدة» للشعب السوري

 في الوقت الذي كانت فيه المشاورات متواصلة للاتفاق على الورقة النهائية بين الحكومة السورية ولجنة المبادرة العربية المكلفة الملف السوري، جددت الولايات المتحدة وتركيا انتقاداتهما للنظام السوري. فالولايات المتحدة أكدت أنها ترحب بجهود المجتمع الدولي لإنهاء العنف في سوريا، إلا أنها لا تزال تعتقد «أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يتنحى»، فيما جدد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، التأكيد أن «تركيا لا يمكنها أن تبقى صامتة في وجه محاولات السلطات السورية لقمع الاحتجاجات اليومية».

ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة «زمان» التركية عن أردوغان قوله: «كانت لدينا صداقة بدأت قبل 9 سنوات، ولكن سوريا فشلت في تقدير ذلك، ولم تعر القيادة السورية تحذيراتنا انتباهاً، ولكن لا يمكننا البقاء صامتين أمام هذه العملية، وسنستمر في إبداء الموقف الضروري». وأضاف: «أؤمن بأن الشعب السوري سينجح في مقاومته المجيدة»، مشيراً إلى أن تركيا «ستتخذ خطوات ضد الحكومة السورية لوقف العنف في سوريا».

في المقابل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنه لو كان الأمر عائداً لبلاده، فلن تسمح بتكرار «المأساة» الليبية في سوريا، مشدداً على أن بلاده «لا تقوم بحماية أي نظام». وفي السياق نفسه، أعلن مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، دعم بلاده لجهود جامعة الدول العربية لإجراء حوار بين الحكومة والمعارضة في سوريا.

من جهةٍ ثانية، كشف تشوركين في حديث لوكالة «إيتار تاس» أن «روسيا والصين استكملتا مسودة مشروع قرار بشأن سوريا، وهو يشبه كثيراً القرار الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن أخيراً».

من جهته، أعرب وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، عن أمله «أن تفعل الدول العربية كل ما هو ضروري من أجل نهاية سعيدة» في سوريا، مؤكداً أن «أي فراغ في السلطة في سوريا، ستكون له تداعيات لا يمكن توقعها».

ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن ضابطاً وجندياً من الجيش السوري قُتلا وأُصيب جندي آخر بجروح في كمين نصبه مسلحون، فيما قتل 4 مواطنين في مناطق سورية بينهم اثنان في مدينة حمص ومحافظة حمص، والثالث في مدينة دير الزور، والرابع في محافظة إدلب.

من جهتها، أشارت وكالة الأنباء السورية «سانا» إلى تشييع «جثامين 4 شهداء من الجيش والشرطة قضوا برصاص المجموعات الإرهابية فى حمص».

(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

أنباء عن منشأة تشبه مصنعاً لتخصيب اليورانيوم في الحسكة

أعلنت وكالة «أسوشييتد برس»، أمس، أن مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سبق أن رصدوا قبل سنوات مجمعاً لم يسبق الإعلان عنه في محافظة الحسكة في شمال غرب سوريا، يشبه مصنعاً لتخصيب اليورانيوم، قدم إلى ليبيا حينما كان الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي يحاول صناعة أسلحة نووية تحت إشراف العالم الباكستاني عبدالقدير خان، ما يعزز الاشتباه في وجود تعاون بين الحكومة السورية وخان للحصول على تكنولوجيا يمكن استخدامها لإنتاج أسلحة نووية.

ووفقاً لـ«أسوشييتد برس» التي استقت معلوماتها من دبلوماسي كبير له صلة بالتحقيقات التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكذلك من محقق سابق في الأمم المتحدة، اشترطا عدم الكشف عن اسميهما، حُدِّد مكان المنشأة بعد بروز شكوك في وجود زبون حكومي غير معروف لدى خان، ما دفع وكالة الطاقة إلى إجراء تحليلات مكثفة لصور الأقمار الصناعية في الشرق الأوسط قبل أن يساعد تقرير نشرته إحدى الصحف الكويتية في عام 2006 عن وجود مجمع نووي سري في الحسكة على تسهيل مهمة تحديد مكان المنشأة.

كذلك، أشارت «أسوشييتد برس» إلى حصولها على مراسلات بين خان ومسؤول في الحكومة السورية يدعى محيي الدين عيسى، يقترح فيها تعاون علمي وزيارة لمختبرات خان، وذلك في أعقاب قيام باكستان بتفجيرات نووية ناجحة في عام 1998.

وبعدما رأت الوكالة أنه نظراً إلى تدمير الطائرات الإسرائيلية في عام 2007 ما يشتبه في أنه مفاعل سري لإنتاج البلوتونيوم، فضلاً عن التشابه في التصميم بين المنشأة المكتشفة والمفاعل الذي كان مخططاً لبنائه في ليبيا، لفتت إلى أن الشبهات تشير إلى أن سوريا قد تكون تتبع مسارين للحصول على القنبلة النووية من خلال تخصيب اليورانيوم والبلوتونيوم على حد سواء. لكنها خلصت إلى أن المنشأة في الحسكة ـــــ إن كانت مخصصة لإنتاج اليورانيوم ـــــ يبدو أن هذه الخطط قد أُجِّلت، وخصوصاً أن المنشأة في الحسكة تبدو كمصنع للقطن، ولا دلائل تثبت أنها استعملت لإنتاج الأسلحة النووية أو أنه ثُبِّت أي طرد مركزي فيها. كذلك رأت أن المفاعل لإنتاج البلوتونيوم انتهى مع قصف المبنى في دير الزور، موضحةً أن سوريا لم تقترب سابقاً من تطوير قنبلة نووية، ولا إشارات إلى أن دمشق تواصل العمل على برنامج نووي سوري.

المقداد: جهات غير رسمية في دول الجوار تموّل إرهابيين

اتهم نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد جهات غير رسمية في لبنان وتركيا والأردن والسعودية بتمويل إرهابيين في سوريا، معتبراً أن بعض المنظمات الدولية فقدت صدقيتها بسبب رؤيتها الأحداث التي تشهدها بلاده بعين واحدة. وقال المقداد، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، «لا نريد القول إن الحكومة السعودية أو الأردنية أو اللبنانية أو التركية هي من تموّل الجماعات الإرهابية، ولكننا نعتقد أن الأموال تأتي من هذه البلدان، من مصادر غير رسمية، ولذا نحن نطلب من إخواننا وأخواتنا في هذه البلدان عدم السماح بذلك». من جهة ثانية، نفى المقداد أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد قد هدد بمهاجمة إسرائيل إذا تعرضت بلاده لهجوم، وقال «هذا أمر غير صحيح على الإطلاق».

(يو بي آي)

«البعث»: مسيرة الإصلاح قطعت أشواطاً واسعة

أكدت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي أن مسيرة الإصلاح في سوريا قطعت أشواطاً واسعة على طريق الديموقراطية، فيما أشار موقع «شام برس» إلى أن الدوائر الانتخابية تشهد إقبالاً من قبل المواطنين لتقديم طلبات ترشّحهم لانتخابات الإدارة المحلية المقبلة‏.

(الأخبار)

تظاهرة تأييد للحكم في دير الزور

ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن «أبناء محافظة دير الزور احتشدوا في مسيرة جماهيرية شاركت فيها الفاعليات الشبابية والأهلية والنقابية، محوّلة ساحة السبع بحرات وسط مدينة دير الزور إلى منبر وطني نقل بالصوت والصورة دعم أبناء المحافظة لبرنامج الإصلاح الشامل بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، ورفضهم للتدخلات الخارجية في شؤون سوريا الداخلية».

(الأخبار) (أ ب)

الغنوشي يعلن عن تأييد تونس للمجلس الوطني السوري

وكالات

تونس: ذكرت تقارير إعلامية أن راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة الإسلامي، الذي فاز بالأغلبية في انتخابات المجلس التأسيسي، أعلن عن تأييد تونس للمجلس الوطني السوري واعتباره ممثلا شرعيا للشعب السوري، كما قرر غلق السفارة وطرد السفير السوري من تونس.

وكان المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا قد اعترف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للشعب السوري، كما أن عددا من الأحزاب والقوى السياسية المصرية في مقدمتها حزب الوفد قد اعترفت بالمجلس الوطني السوري.

إردوغان: الأسد ورث عن والده أسلوب التعامل مع المعارضة

وكالات

شبّه رئيس الوزراء التركي طريقة تعامل الرئيس السوري مع المعارضين المطالبين باسقاط نظامه بأسلوب والده الرئيس السابق حافظ الأسد.

أنقرة: قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان في كلمة له أمس إن بلاده لن تقف صامتة أمام ما يجري في سوريا. وقال إن “قتل نفس واحدة كقتل الناس جميعا، لكن للأسف هناك سلطة تقتل مئات اعتبرهم من الشهداء”، حسب ما أوردته وكالة “رويترز”.

ووصف إردوغان تعامل الرئيس السوري بشار الأسد مع المعارضة بأنه أسلوب ورثه عن والده. وأوضح “تظهر البنية المميزة التي ترجع لأيام الأب (حافظ الأسد) في سوريا فتستخدم القسوة ضد الناس في حماة وحمص ودرعا”.

وأضاف إردوغان في كلمته أمام نواب من حزبه “لا يمكننا التزام الصمت في وجه هذه العملية.. إننا ملتزمون باتخاذ الموقف الضروري وسنفعل ذلك”. وقال رئيس الوزراء التركي إن القيادة السورية “تستخدم قوة السلاح التي في أيديها في محاولة لاسكات الشعب”.

وقال إردوغان الذي كان حليفا مقرباً للاسد ان سوريا تعاملت مع التحالف مع تركيا كأمر مضمون وتجاهلت النصائح التركية بشأن كيفية التعامل مع الاحتجاجات التي بدأت بدعوات للاصلاح ولكنها الان تطالب بانهاء حكم أسرة الاسد المستمر منذ أربعة عقود. وقال “الشعب السوري سيحقق نتائج تلك المقاومة المجيدة.” وتابع “شعب سوريا سيحصل على حقوقه وحريته”.

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان اقتراح الجامعة العربية لحل الأزمة قدم للطرفين في سوريا فرصة “لتقرير مستقبلهما من خلال حوار وطني ومصالحة وطنية وبطريقة سلمية دون اللجوء الى العنف.”

وأضاف لافروف الذي كان يتحدث في أبو ظبي ان روسيا لن تسمح بتكرار تدخل حلف شمال الاطلسي عسكريا في ليبيا الذي ساعد على الاطاحة بمعمر القذافي في سوريا. ويطالب المحتجون في سوريا على نحو متزايد بتدخل خارجي رغم أن حلف الاطلسي قال مرارا انه لا توجد لديه خطط للتحرك العسكري في سوريا.

وقال الاسد في مقابلة مع التلفزيون الروسي يوم الاحد انه سيتعاون مع المعارضة لكنه حذر في مقابلة أخرى من أن القوى الغربية تخاطر بالتسبب في “زلزال” بالشرق الاوسط اذا تدخلت في سوريا بعدما طالب محتجون بحماية خارجية لوقف قتل المدنيين.

وقال الاسد “سوريا هي المحور الان في المنطقة. انها خط الصدع واذا لعبتم بالارض فتتسببون في زلزال”. ومضى يتساءل “هل تريدون أن تروا افغانستان اخرى؟ عشرات من (امثال) أفغانستان؟

بانتظار الرد الرسمي من دمشق على مبادرة لإنهاء أكثر من سبعة أشهر من القمع

وزراء الخارجية العرب يجتمعون للضغط على سوريا لوقف العنف

أ. ف. ب.

صرح وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي الثلاثاء أنه تم التوصل إلى “اتفاق” مع السوريين لإيجاد حل سياسي للأزمة، خلال اجتماع لجنة المتابعة العربية في الدوحة. وقالت وكالة الأنباء السورية إنه سيتم الإعلان الرسمي عن تفاصيل “الورقة النهائية بشأن الأوضاع في سوريا” في مقر الجامعة العربية في القاهرة يوم الأربعاء.

أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني خلال اجتماعه مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم ومستشارة الرئيس بثينة شعبان بحضور رئيس وزراء وخارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني

دمشق: يعقد وزراء الخارجية العرب بعد ظهر الأربعاء في القاهرة اجتماعًا استثنائيًا لمواصلة الضغط على دمشق من أجل حملها على قبول خطة عربية لوقف العنف وإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا.

6وأعلنت وسائل الإعلام السورية الرسمية مساء الثلاثاء أن النظام السوري توصل إلى اتفاق مع الجامعة العربية حول مبادرتها لإنهاء العنف في سوريا، غير أن الجامعة العربية أكدت أنها لم تتلق أي رد رسمي من دمشق على المبادرة.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أنه تم “الاتفاق بين سوريا واللجنة الوزارية العربية على الورقة النهائية بشأن الأوضاع فى سوريا والإعلان الرسمي عن ذلك في مقر الجامعة العربية غدًا (الأربعاء) في القاهرة”.

وكانت الجامعة العربية تنتظر من سوريا ردًا رسميًا الثلاثاء على مبادرة لإنهاء أكثر من سبعة أشهر من إراقة الدماء، أسفرت بحسب الأمم المتحدة عن مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص، غالبيتهم من المدنيين، في أعمال قمع يمارسها نظام بشار الأسد.

إلا أن نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي نفى أن تكون الجامعة تسلمت ردًا رسميًا من دمشق، وتوقع أن يتم إبلاغها به خلال اجتماع الوزراء العرب. وكانت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية التي يترأسها رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم سلمت وزير الخارجية السوري وليد المعلم الخطة العربية لإنهاء الأزمة الأحد في الدوحة.

وكشف الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن الخطة العربية لسوريا تتضمن سحب الآليات العسكرية من المدن والأحياء السكنية ووقف العنف فورًا وبدء حوار في القاهرة بين النظام وكل مكونات المعارضة.

وقال العربي إن الخطة تنص على “سحب الآليات العسكرية ووقف العنف فورًا حتى نعطي مصداقية ورسالة تطمين للشارع السوري” وعلى “بدء عمليات الحوار مع كل مكونات المعارضة في القاهرة”.

وترفض دمشق حتى الآن أي حوار سياسي خارج أراضيها، بينما تصرّ المعارضة السورية على ألا يتم هذا الحوار داخل سوريا، كما ترفض الاعتراف بأن التظاهرات التي تشهدها البلاد هي حركة احتجاج شعبية، وتعزوها إلى “عصابات إرهابية”.

ويشكك دبلوماسيون عرب في أن يتعامل الرئيس السوري بشكل جدي مع الخطة العربية. ويؤكد الدبلوماسيون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أن “الأسد مازال يأمل في الإفلات من خلال الحل الأمني، خصوصًا أنه يدرك أن وضع سوريا مختلف كليًا من الناحية الجيوستراتيجية عن وضع ليبيا”.

ويضيف هؤلاء الدبلوماسيون أن الأسد “على قناعة بأن قطاعات مهمة في المجتمع السوري ما زالت تؤيد النظام، ويدلل على ذلك بأنه ليست هناك حركة احتجاجية في أكبر مدينتين سوريتين، دمشق وحلب”.

ويقولون إن الأسد “ربما يعطي إجابة من نوع نعم، ولكن في إطار سعيه إلى المناورة وكسب الوقت”.

ويتعرّض الرئيس السوري بشار الأسد لضغوط دولية وعربية متزايدة لإنهاء العنف وتطبيق إصلاحات سياسية واسعة تلبّي تطلعات المحتجين، الذين يتظاهرون بصورة شبه يومية منذ منتصف آذار/مارس. وتعليقًا على الخطة العربية، قال البيت الأبيض مساء الثلاثاء إنه يرحّب بكل مبادرة تنهي أعمال العنف في سوريا، مجددًا في الوقت نفسه دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحّي.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني “إطلعنا على المعلومات” الواردة من دمشق بخصوص توصلها إلى اتفاق مع الجامعة العربية، مضيفًا “ولكن نحن غير قادرين على التحقق منها في الحال”. وأضاف في مؤتمره الصحافي اليومي “نرحّب بكل جهد يبذله المجتمع الدولي لإقناع نظام الأسد بوقف أعمال العنف، التي يرتكبها بحق شعبه، بحق السوريين”.

وتابع “نحن ما زلنا نعتقد أن الأسد فقد شرعيته، وعليه مغادرة السلطة”. وبدا وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي متفائلاً أيضًا. من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارة للإمارات معارضة موسكو لأي تدخل عسكري في سوريا على غرار ما جرى في ليبيا.

وقال لافروف في أبوظبي “إن كان الأمر يتوقف علينا، فإنني لا أعتقد أننا سنسمح بتكرار شيء من هذا القبيل مرة أخرى”. وتبنى وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان الموقف نفسه، وقال “لا أعتقد أن هناك أي طرف يرغب في تدويل هذه المسألة. نحن العرب على الأقل لا نبغي ذلك”.

كما قال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي الثلاثاء إن اجتماع الدوحة بين اللجنة الوزارية العربية ووليد المعلم كان “جيدًا”. وقال مدلسي إنه “يأمل في أن يتأكد في القاهرة الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الدوحة خلال اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية مع السوريين” كما نقلت وكالة الانباء الجزائرية.

إلى ذلك، احتشد آلاف السوريين أمس الثلاثاء في دير الزور (شرق) لدعم نظام الأسد. وبثّ التلفزيون الرسمي صورًا لآلاف السوريين يلوّحون بأعلام وصور للرئيس الأسد ويهتفون “الله سوريا بشار وبس”.

في المقابل، أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي على تظاهرة معارضة للنظام في دير الزور، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي ريف حمص، أطلقت قوات الأمن النار في الهواء لتفريق تظاهرة طالبية في الحولة، رغم انتشار عسكري كثيف في هذه المنطقة الواقعة في وسط سوريا، كما قال المصدر نفسه.

وفي محافظة درعا، قامت قوات الأمن بحملة دهم، واعتقلت عشرات الأشخاص في مدن وقرى هذه المنطقة في جنوب البلاد، التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات، كما ذكرت المنظمة غير الحكومية. وفي شمال غرب سوريا، اعتقلت القوات العسكرية والأمنية 60 تلميذًا كانوا يتظاهرون في ملعب مدرستهم في كفرنبل في محافظة إدلب.

الإمارات: الوضع السوري بحاجة لالتفاف عربي وحوار بين الجميع

وكالة الأنباء الكويتية – كونا

أبوظبي: قال وزير خارجية الامارات رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان “ان الجميع متفق على ان الوضع السوري بحاجة الى التفاف عربي وحوار بين جميع الاطراف السورية بما فيها الحكومة للخروج من الازمة”.

وقال الشيخ عبدالله في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب ختام اعمال الاجتماع الوزاري المشترك الاول للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية وروسيا “لا نريد تدويل القضية السورية بل معالجتها تحت مظلة الجامعة العربية للخروج من هذه الازمة”.

واضاف ان هناك بوادر ايجابية نسمعها الان وتسمعها اللجنة العربية المكلفة بالبحث في الملف السوري وعلينا ان ننتظر حتى نرى ما هي نتيجة الاجتماع العربي في القاهرة. وحول الازمة اليمنة قال الشيخ عبدالله ان سفير روسيا في اليمن على اتصال مع سفراء دول مجلس التعاون بشان تفعيل المبادرة الخليجية لحل الازمة هناك موضحا ان مشاركة الدول الرئيسية والكبرى في هذا الموضوع كان له اثر كبير في تقريب وجهات نظر كافة الاطراف.

ومن جانبه اكد الوزير الروسي ردا على سؤال حول الموقف الروسي في حال فشل المساعي العربية تجاه حل القضية السورية ان روسيا لا تحمي اي نظام وتدعم القانون الدولي وفي الوقت ذاته نخشى من ان يعتبر النموذج الليبي هو النموذج الصحيح.

وقال “نفضل ما طرح من مبادرة خليجية في الشان اليمني وبالتالي فاننا نعتبر القرار او التوجه الذي يطبق في اليمن هو النموذج الذي يحتذى به بدلا من النموذج الذي طبق في ليبيا”. واضاف “ان سوريا ليست ليبيا والعملية الليبية تمثل نموذجا للمستقبل ونحن قلقون حول مصير المنطقة لان لدينا الكثير من الاصدقاء والامور المشتركة مع دول المنطقة ولا يمكن تجاهل ما يحدث في دول المنطقة.

وقال “يجب ان نتجنب اي سيناريوهات قد تمكن من استخدام القوة العسكرية كما يجب استخدام الاساليب التي تبعدنا عن اي تهديدات ونحن مقتنعون بان الاحترام الصارم للقانون الدولي هو الحل لهذه المشاكل”.

وحول القرار الامريكي بوقف دعمها لليونسكو بعد الموافقة على عضوية فلسطين في اليونسكو قال لافروف “انه من المؤسف ان تقطع امريكا دعمها لليونسكو مؤكدا ان عضوية فلسطين طلب مشروع وهناك تصويت حصلت عليه وعضويتها لا تعني بديلا للمفاوضات حيث نفضل الوصول الى حل للمفاوضات بدون شروط مسبقة”.

توقعات برفع الغطاء العربي عن دمشق وتدويل الأزمة

السعودية تشارك في اجتماع القاهرة لبحث الوضع السوري

سلطان عبدالله

تشارك المملكة العربية السعودية ممثلة بوزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل في اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر عقده غدا الأربعاء في القاهرة والمخصص لبحث تقرير اللجنة الوزارية المكلفة متابعة الوضع في سورية .

وكان رئيس اللجنة العربية رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني كشف ليل الأحد في ختام اجتماع اللجنة في الدوحة مع الوفد السوري برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم أن اللجنة طرحت ورقة لوقف العنف في سورية, فيما طلبت دمشق مهلة حتى أمس الاثنين للرد عليها إلا أن الوفد السوري سرعان ما غادر العاصمة القطرية دون أن يسلم رده.

وحذر الشيخ حمد الرئيس بشار الأسد ضمنا من “اللف والدوران”داعيا إلى خطوات ملموسة بسرعة لتجنب “عاصفة كبيرة” في المنطقة.

ومن المنتظر أن تقدم اللجنة ورقة عمل إلى اجتماع القاهرة تم إعدادها للتعامل مع كل القضايا ووقف كل أعمال العنف والقتل في سورية إلى مجلس الجامعة العربية لاتخاذ ما يراه مناسبا في ضوء الرد السوري على هذه الورقة.

وكشف الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن الخطة العربية لسورية تتضمن سحب الآليات العسكرية من الشوارع ووقف العنف فوراً وبدء حوار في القاهرة بين النظام ومكونات المعارضة..مع العلم أن دمشق لم توافق في السابق على أي حوار خارج أراضيها.

وتوقع ديبلوماسي خليجي رفيع المستوى ومطلع على الملف السوري أن ترفض دمشق التجاوب مع المبادرة العربية الأمر الذي يدفع الدول العربية إلى القبول بتدويل الأزمة السورية ونقلها إلى مجلس الأمن الدولي ما يسهم في اتساع طوق العزلة على النظام السوري الحاكم وفقدان شرعيته وبالتالي زيادة معاناة الشعب السوري.

وأكد المصدر أن بعض الأطراف الدولية التي لا تزال تساند نظام الرئيس بشار الأسد مثل روسيا والصين لن تغامر بخسارة علاقتها مع الدول العربية ومصالحها وبالذات مع دول مجلس التعاون الخليجي مقابل دعم استمرار النظام البعثي في دمشق

دمشق تعلن توصلها إلى اتفاق مع اللجنة العربية لحل الأزمة.. وترحل إلى اجتماع القاهرة اليوم

دبلوماسي عربي لـ «الشرق الأوسط»: نحرص على حل عربي.. لكن صبر العالم سينفد

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: صلاح جمعة دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

يجتمع وزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم لبحث الموقف الذي سيتخذونه إزاء دمشق، في ضوء رد سوريا على الخطة العربية التي سلمت لوزير خارجيتها وليد المعلم، ولكن دبلوماسيين عربا يتوقعون أن يستمر نظام بشار الأسد في «المناورة»، اعتقادا منه أنه يستطيع إنهاء الانتفاضة في بلاده بالوسائل الأمنية.

وكان من المقرر أن تسلم سوريا أمس رد دمشق على الخطة التي سلمتها الأحد اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة في الدوحة لوزير الخارجية السوري.

من جهتها، أعلنت دمشق أمس توصلها إلى اتفاق مع الجامعة العربية بشأن خطتها لحل الأزمة في سوريا.

وعنونت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» في خبر عاجل لها «الاتفاق بين سوريا واللجنة الوزارية العربية على الورقة النهائية بشأن الأوضاع في سوريا، والإعلان الرسمي عن ذلك في مقر الجامعة العربية غدا (الأربعاء) في القاهرة»، دون أن توضح مزيدا من التفاصيل.

وقال مصدر دبلوماسي عربي لـ«الشرق الأوسط» إن الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس الوزراء القطري رئيس اللجنة الوزارية المكلفة متابعة الوضع في سوريا، سيقدم تقريرا اليوم للمجلس حول نتائج مهمة اللجنة في سوريا واجتماعها في الدوحة. وأضاف المصدر أن ورقة العمل التي أعدتها اللجنة للتعامل مع الأزمة في سوريا تتضمن وقف كل أعمال العنف، وسحب الآليات العسكرية، والإفراج عن المعتقلين، وإجراء حوار بين النظام والمعارضة في القاهرة تحت رعاية الجامعة العربية، مشيرا إلى أن النظام السوري تجاوب مع بعض البنود، ولكنه يصر على عقد الحوار مع المعارضة في دمشق وهو ما ترفضه المعارضة، والجامعة العربية ستحاول إقناع السوريين بالحوار في القاهرة. وأكد المصدر، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، حرص مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري على أن يكون حل الأزمة السورية «عربيا»، وبجهود عربية، لكن المصدر لمح إلى أن صبر العالم قد ينفد إذا استمرت عمليات القتل ضد المدنيين العزل، واستمرت مماطلات النظام السوري، قائلا «إن حلف (الناتو) انتهى من الملف الليبي، وبالتأكيد سيتدخل إذا استمرت عمليات القتل والعنف ضد المدنيين، كذلك الموقف الروسي والصيني لن يظلا إلى ما لا نهاية يساند النظام السوري، فهناك مطالبات منهما أيضا بصوت عال حاليا لوقف العنف».

وكان مجلس جامعة الدول العربية قرر خلال اجتماعه الطارئ على مستوى وزراء الخارجية، في 16 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تشكيل لجنة وزارية برئاسة دولة قطر وعضوية كل من مصر وسلطنة عمان والجزائر والسودان والأمين العام للجامعة العربية، لإجراء اتصالات مع القيادة السورية بهدف إطلاق حوار وطني بين الحكومة والمعارضة السورية خلال 15 يوما.

وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي للصحافيين، أمس، إن «هناك موقفا اتخذته اللجنة الوزارية، وتحدثت فيه مع الحكومة السورية ممثلة في وزير الخارجية السيد وليد المعلم، والرد مفترض أن يصل للاجتماع الوزاري العربي».

وأوضح دبلوماسي رفيع المستوى أن الرد السوري النهائي على الخطة العربية المقترحة لمعالجة الأزمة السورية ينبغي أن يتم إبلاغه في وقت لاحق، أمس، إلى السلطات القطرية.

وقال الدبلوماسي، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، إن المعلم «طلب الاثنين تعديلات على المبادرة العربية» وإنه «تمت الموافقة على بعض التعديلات الطفيفة، ولكن الوفد العربي طلب منه ردا نهائيا الثلاثاء (أمس) على المبادرة العربية في مجملها» ليكون الموقف السوري واضحا قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر عقده في القاهرة اليوم.

وأوضح أن المبادرة العربية ترتكز أساسا على عنصرين، هما: «وقف العنف، والسماح بدخول منظمات عربية ووسائل الإعلام العربية والدولية للتحقق من ذلك، ثم عند إحراز تقدم ملموس على الأرض بدء حوار وطني في مقر الجامعة العربية في القاهرة، يشمل كل أطياف المعارضة السورية».

وكانت مصادر مقربة من الوفد السوري قد كشفت في وقت سابق أن دمشق قدمت ورقة طالبت فيها بـ«وقف الحرب الإعلامية» ضدها وتهريب السلاح ورفع العقوبات مقابل جملة من الإصلاحات السريعة التي تؤدي في نهاية المطاف إلى إجراء انتخابات رئاسية متعددة.

وذكرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطة أن المسؤولين السوريين أجروا أمس مشاورات تتعلق بالخطة السورية، مؤكدة أن «المعلم سلم الجانب القطري أفكارا يراها مناسبة لحل الأزمة في سوريا (…)، وطلب أيضا وقتا للتشاور بشأن أفكار أخرى تضمنتها الورقة مع القيادة في العاصمة السورية».

من جانبه، صرح السفير السوري في القاهرة يوسف أحمد بأن بلاده ستتعامل بـ«إيجابية» مع الخطة العربية، وأدلى وزير الخارجية الجزائرية مراد مدلسي بتصريحات مماثلة.

وقال مدلسي في تصريحاته إنه تم التوصل إلى «اتفاق» مع السوريين خلال اجتماع لجنة المتابعة العربية في الدوحة، موضحا أنه «يأمل أن يتأكد في القاهرة الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الدوحة خلال اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية، مع السوريين»، كما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية.

إلا أن دبلوماسيين عربا شككوا في أن يتعامل الرئيس السوري بشار الأسد بشكل جدي مع الخطة العربية.

وأكد الدبلوماسيون، الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم، أن «الأسد ما زال يأمل الإفلات من خلال الحل الأمني، خصوصا أنه يدرك أن وضع سوريا مختلف كليا من الناحية الجيواستراتيجية عن وضع ليبيا، وهو على قناعة بأن قطاعات مهمة في المجتمع السوري ما زالت تؤيد النظام، ويدلل على ذلك بأنه ليست هناك حركة احتجاجية في أكبر مدينتين سوريتين، دمشق وحلب».

وقالوا إن الأسد «ربما يعطي إجابة من نوع (نعم ولكن)، في إطار سعيه إلى المناورة وكسب الوقت».

وعبر الدبلوماسيون عن اعتقادهم أن تصريح بشار الأسد الذي حذر فيه من أن أي تدخل غربي ضد دمشق سيؤدي إلى «زلزال»، من شأنه أن «يحرق المنطقة بأسرها»، يعكس قناعته بأن وضع سوريا مختلف.

وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم، حذر الأحد النظام السوري من «اللف والدوران والاحتيال»، داعيا إلى اتخاذ خطوات ملموسة سريعة في سوريا، لتجنب «عاصفة كبيرة» في المنطقة.

يعتقد الدبلوماسيون العرب أنه من المستبعد أن يستجيب وزراء الخارجية العرب لمطلب المعارضة السورية بتجميد عضوية دمشق في الجامعة العربية.

وقال أحد الدبلوماسيين «هناك دول عربية عدة لا تؤيد مثل هذه الخطوة، وتعتبر أن تجميد عضوية دمشق يعني وقف الاتصالات معها واستمرار العنف وحرمان العرب من مواصلة الضغوط عليها».

ولم يتوقف النظام السوري، الذي لا يعترف بحجم مظاهرات الاحتجاج، ويعزو أعمال العنف في البلاد إلى «عصابات إرهابية»، عن قمع المحتجين الذين يطالبون بتنحي الأسد منذ 15 مارس (آذار). وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من ثلاثة آلاف شخص قضوا في أعمال القمع.

وبينما خيم الصمت والغموض على الموقف السوري الرسمي خلال الساعات الأخيرة للمهلة العربية، تناقلت مواقع إلكترونية سورية قريبة من النظام تصريحات لمصادر دبلوماسية لم تسمها، تؤكد «أن سوريا تعاطت بإيجابية مع الدور الذي أنيط باللجنة العربية، على اعتبار أن لا مصلحة للسوريين في الاختلاف مع الجامعة العربية»، خاصة أن «هناك من يسعى إلى عرقلة عمل اللجنة في سبيل تدويل الوضع في سوريا». وقالت تلك المصادر، بحسب المواقع الإلكترونية، إن هناك قناعة لدى السوريين بأن «عمل اللجنة العربية يجري تحريكه من قبل الولايات المتحدة، التي عجزت عن اتخاذ قرار في مجلس الأمن ضد سوريا»، وأن واشنطن «تسعى إلى تدويل الأزمة السورية بهدف إحراج الدول الداعمة للموقف السوري، خاصة روسيا والصين، وصولا إلى دفع العرب نحو التدويل تسهيلا لاتخاذ موقف في مجلس الأمن ضد سوريا»، وأن «قطر برئاستها للجنة العربية تحاول أخذ الجامعة نحو مواقف وقرارات لا تنسجم مع مصلحة الجامعة ومصلحة العرب».

وقالت تلك المصادر إنه «لم يكن هناك مبرر لمواقف وزير خارجية قطر بعد لقاء اللجنة مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، سوى أن قطر تريد دفع الجامعة نحو اتخاذ موقف سلبي إزاء سوريا»، ورجحت المصادر عدم موافقة السوريين على «إجراء الحوار خارج أراضيها».

وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (الثورة) الرسمية في افتتاحيتها، أمس، عن حالة من الترقب والانتظار لما سيتمخض عنه العمل العربي بخصوص الوضع في سوريا، وشككت في وجود «أصابع غير عربية لتحقق بالسياسة ما عجزت عن تحقيقه بالتحريض».

المجلس الوطني السوري خارج إطار المبادرة العربية.. وأعضاؤه يتابعونها عبر وسائل الإعلام

أحدهم لـ «الشرق الأوسط»: لم ترسل لنا أي ورقة رسمية ونحن من يمثل الثورة سياسيا

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

يعلق أعضاء المجلس الوطني السوري على المبادرة العربية باتجاه سوريا بالاستناد إلى البنود التي عممت إعلاميا، فحتى الساعة وكما يؤكد أنس العبدة عضو الأمانة العامة للمجلس أنه لم تصل إليهم أي ورقة رسمية من جامعة الدول العربية وهم وكما يقول يحاولون تتبع التعديلات التي يقال: إنها دخلت على النسخة الأصلية عبر الإعلام.

وبينما يتفادى بعض أعضاء المجلس التصويب على المبادرة مع العلم بأنهم يرفضون رفضا قاطعا بندا أساسيا فيها ألا وهو الجلوس على الطاولة لمحاورة النظام، يسعون وكما يقول أحدهم لـ«الشرق الأوسط» إلى إعطاء فرصة لوقف نزيف الدم، مشددا على أن لا تنازل عن المبدأ الأساسي بأن أي تفاوض قد يتم مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد لن يبحث إلا في كيفية تسليم السلطة.

وفي هذا السياق، يقول أنس العبدة لـ«الشرق الأوسط»: «ما هو أهم اليوم من قبولنا للمبادرة أو عدمه هو غياب أي مسعى جدي لدى النظام لبناء إجراءات ثقة على أرض الواقع. أول من أمس قتل 14 شهيدا ويوم الجمعة الماضي أسقط نحو 46 وبالتالي لا مؤشرات تدل على أن النظام بصدد الدخول بمناخ حواري مع المعارضة» متوقعا أن يستخدم الأسد في الساعات المقبلة «آخر ما توصلت إليه تقنيات التسويف والمماطلة والخداع للالتفاف حول المبادرة العربية والاستمرار بالحل الأمني».

وكشف العبدة أن «جامعة الدول العربية لم ترسل حتى الساعة أي ورقة رسمية عن المبادرة للمجلس الوطني»، قائلا: «حتى هذه اللحظة لم ترسل إلينا أي مبادرة رسميا ونحن نسمع بأن النسخة الأصلية تخضع لتعديلات عبر الإعلام وبالتالي وكوننا الممثل السياسي للثورة والمعنيين بالموضوع ننتظر أن تصلنا المبادرة للتعليق عليها واقعيا مع العلم بأننا كنا واضحين منذ البدء برفضنا مفهوم الحوار الذي يبحث بما هو خارج إطار تسليم السلطة» مشددا على أن «أي حوار مبني على البحث بالإصلاحات وبقاء الأسد حتى الـ2014 مرفوض».

ولم يقر العبدة بعدم وضع المجلس الوطني بأجواء المبادرة حتى الساعة أي تخط لدوره لافتا إلى أنه «وإذا تحدثنا من الناحية البروتوكولية فإن بحث المبادرة مع النظام أولا أمر مفهوم كونه عضوا في جامعة الدول العربية»، وأضاف: «ما نطالب به جامعة الدول العربية اليوم التوقف عن إعطاء المهل التي تسمح للنظام بالتسويف والمماطلة، تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية والعمل على إيجاد آلية واضحة وفعالة لحماية المدنيين والاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا سياسيا للثورة بعد أن حصل على تأييد شباب الثورة في الداخل».

واعتبر العبدة أن المبادرة العربية «بمثابة فرصة أخيرة للنظام ليوفر على نفسه مزيدا من الجرائم وكي يتفادى المحاكمة»، وقال: «تعاونه لوضع آلية لتسليم السلطة فرصة ذهبية للنظام كي لا يلقى مصير نظام العقيد الليبي معمر القذافي. نحن لن نساوم على شرط تسليم السلطة وإذا رفض النظام هذا الشرط فسيكون هو من يفشل المبادرة العربية».

بدوره، يمتلك مأمون النقار عضو المجلس السوري نظرة تفاؤلية للوضع، إذ يؤكد أن «مسألة سقوط النظام أصبحت مسألة أيام»، متوقعا أن ينهار كليا الشهر المقبل. وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، شدد النقار على «عدم إمكانية محاورة نظام يقتل شعبه إلا في كيفية انتقال السلطة حتى ولو قدمنا مليون شهيد»، وأضاف: «المبادرة العربية انتهت، والنظام السوري هو من وضع حدا لها».

واعتبر النقار أن «المعارضة لم تعد بحاجة لطلب أي تدخل عسكري أجنبي لأن النظام ينهار نتيجة الحراك الشعبي الداخلي»، لافتا إلى أن «هذه المعارضة تبحث اليوم في ما بعد بشار الأسد»، متحدثا عن «مئات الخبراء الذين يضعون الخطط الاقتصادية والسياسية والعسكرية للمرحلة المقبلة».

القاهرة: المعارضة السورية تتجه لنقل اعتصامها من أمام الجامعة العربية إلى مكتب الأمم المتحدة

في حال تعثر الجهود العربية لحماية المدنيين في سوريا والتوجه إلى تدويل الأزمة

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: صلاح جمعة

تعتزم المعارضة السورية بالقاهرة نقل اعتصامها المفتوح الذي بدأته أمام مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية منذ 16 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، موعد انعقاد الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا، إلى مكتب الأمم المتحدة بالقاهرة في حال فشلت الجهود العربية في وقف عمليات القتل التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه، على حد قولهم.

وقال مصدر بالتنسيقية الإعلامية لدعم الثورة السورية بالقاهرة في تصريح له أمس إن ممثلي المعارضة السورية وأبناء الجالية بالقاهرة قرروا نقل اعتصامهم إلى مكتب الأمم المتحدة بالقاهرة إذا لم يتمكن وزراء الخارجية العرب، في اجتماعهم غير العادي المقرر عقده اليوم، من اتخاذ قرارات حاسمة للضغط على النظام السوري لوقف عمليات القتل التي يمارسها ضد شعبه الأعزل وسحب الآليات العسكرية وقوات الجيش من الشوارع.

وأوضح المصدر أن «نقل الاعتصام من أمام الجامعة إلى مكتب الأمم المتحدة سيكون له دلالة مهمة مفادها إعلان وفاة الجهود العربية لحماية المدنيين في سوريا والتوجه إلى تدويل الأزمة أسوة بالنموذج الليبي، وطلب المساعدة من المجتمع الدولي من أجل وقف القتل».

وأوضح المصدر أن «أقل القرارات المنتظرة من الاجتماع العربي هو تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية وجميع الهيئات والمنظمات التابعة لها تمهيدا لاتخاذ إجراءات أشد».

من جانبه، ينظم «تجمع قوى الربيع العربي» برئاسة الدكتور إبراهيم الأمين، القيادي في حزب الأمة السوداني، مؤتمره الأول أمام الجامعة العربية اليوم، للتضامن مع أبناء الجاليتين السورية واليمنية المعتصمين أمام الجامعة منذ أكثر من أسبوعين لإعلان التأييد والتضامن معهم.

ويلقي الصادق المهدي، رئيس وزراء السودان الأسبق، وصاحب مبادرة «تجمع قوى الربيع العربي» التي تتكون من ائتلافات الثورات العربية وناشطين بارزين بالدول العربية، كلمة بالتزامن مع انعقاد الاجتماع غير العادي لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري اليوم لبحث الوضع في سوريا تتضمن موقف التجمع العربي حول الأزمة في سوريا ومساندة الثورات العربية وضرورة هيكلة الجامعة العربية على أسس جديدة تجعلها تقوم بدورها المناط بها، وتدشين علاقة جديدة لقوة الشعوب العربية التي أثبتت جدارتها السلمية أمام قوة الأنظمة المستبدة.

وقال أيمن عامر، منسق الائتلاف العام لثورة 25 يناير ممثل مصر بالتجمع، إن تجمع «قوى الربيع العربي» هو تجمع طوعي شعبي يعمل على تحقيق الوحدة العربية من دون تفرقة أو تمييز على أساس ديني أو عرقي أو مذهبي أو طائفي أو نوعي.

أردوغان: الأسد يتعامل مع المعارضة بأسلوب ورثه عن والده

صحيفة روسية: موسكو لا تستطيع الاستمرار في الدفاع عن الرئيس السوري إلى ما لا نهاية

جريدة الشرق الاوسط

أنقرة – أبوظبي: «الشرق الأوسط»

قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في كلمة أمام نواب عن حزب العدالة والتنمية في أنقرة أمس إن تركيا لا يمكنها أن تبقى صامتة في وجه محاولات السلطات السورية قمع الاحتجاجات اليومية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأضاف أن «قتل نفس واحدة كقتل الناس جميعا، لكن للأسف هناك سلطة تقتل مئات أعتبرهم من الشهداء»، حسب ما أوردته وكالة «رويترز».

وأوضح أردوغان أن الأسد يتعامل مع المعارضين بأسلوب ورثه عن والده الرئيس الراحل حافظ الأسد، وقال: «تظهر البنية المميزة التي ترجع لأيام الأب (حافظ الأسد) في سوريا فتستخدم القسوة ضد الناس في حماة وحمص ودرعا»، وأضاف أن تركيا ستتخذ خطوات ضد الحكومة السورية لوقف العنف. وقال أمام المجموعة البرلمانية لحزبه: «لا يمكننا التزام الصمت في وجه هذه العملية. إننا ملتزمون باتخاذ الموقف الضروري وسنفعل ذلك».

وكان رئيس الوزراء التركي قد قال في وقت سابق إنه يعتزم فرض عقوبات على سوريا الحليفة السابقة لبلاده في محاولة للضغط على الأسد لوقف القمع الدموي للمحتجين المطالبين بالديمقراطية الذين خرجوا إلى الشوارع في مارس (آذار) الماضي.

وبعد سنوات من العلاقات السورية – التركية المميزة، أدانت تركيا بحزم هذا العام قمع المحتجين السلميين خوفا من انتقال العنف في سوريا عبر الحدود إذا ما اتخذ بعدا عرقيا أو طائفيا أكبر.

إلى ذلك، ذكرت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية أمس أن موسكو لا تستطيع الاستمرار في الدفاع عن الأسد بلا نهاية.

وقالت الصحيفة في تقرير لها إن روسيا تجد نفسها أمام خيارين؛ إما الاستمرار في تأييد الأسد بغض النظر عن خسائر معنوية ومالية محتملة على المسارات الأخرى (الأميركي والأوروبي)، وإما أن تبدأ في مفاوضة معارضي الرئيس السوري وتنضم بالتالي إلى تحالف معاد لدمشق تم تشكيله في العالم. وأضافت أن موسكو تدعو الأسد إلى الإسراع في حل المشكلات الداخلية «لأن سياستها المستقبلية في سوريا تتوقف على ما إذا كان سيتمكن من السيطرة على الأمور في بلاده»، موضحة أن روسيا لا تستطيع الاستمرار في الدفاع عن الأسد إلى أجل غير مسمى.

يذكر أن روسيا والصين استخدمتا في 4 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي حق النقض (الفيتو) ضد قرار في مجلس الأمن بشأن سوريا يدين بشدة «الانتهاكات الجسيمة والمتواصلة» لحقوق الإنسان في البلاد ويطالب بوقف فوري «لجميع أعمال العنف ومساءلة المسؤولين عنها».

وقتل أكثر من 3 آلاف شخص؛ بينهم 187 طفلا على الأقل، جراء قمع الحكومة السورية الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية منذ بدايتها في منتصف مارس (آذار) الماضي، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

سقوط قتلى برصاص الأمن السوري أغلبهم في حمص.. واستمرار المظاهرات داخل الجامعات

مقتل 10 مدنيين بينهم جندي منشق.. والسلطات تعتقل 20 طالبا.. واشتباكات بين طلبة مؤيدين وآخرين معارضين

جريدة الشرق الاوسط

استمرت أمس عمليات قمع المتظاهرين المناوئين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ولقي 10 سوريين حتفهم برصاص قوات الأمن والجيش، ستة منهم في حمص واثنان في حماه، أحدهما جندي منشق. وفي غضون ذلك استمرت المظاهرات الاحتجاجية داخل الجامعات السورية.

وقالت مصادر طلابية إن قوات الأمن قامت أمس بحملة تفتيش واسعة في الجامعة العربية الدولية الخاصة (الأوروبية سابقا) في محافظة درعا، وذلك بعد يوم من حصول اشتباك بالأيدي فيها بين طلاب مؤيدين للنظام وآخرين مناهضين له، وقيامهم بصبغ مياه البحيرة في الجامعة باللون الأحمر. وبينما علقت جامعة القلمون الخاصة دوامها لأكثر من شهر وأخلت السكن الجامعي أول من أمس على خلفية تظاهر أكثر من ألفي طالب في كافتيريا الجامعة، اقتحمت عناصر الأمن الجامعة الدولية وقامت بتفتيش كل قاعات الجامعة وغرفها، وتفتيش حقائب الطلاب، كما تم اعتقال نحو عشرين طالبا من المشكوك فيهم عدة ساعات، قال زملاؤهم إنهم تعرضوا للضرب.

وفي الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا سيطرت أمس أجواء من الاضطراب والتوتر لدى الإعلان عن مؤتمر للحوار في الجامعة برعاية اتحاد الطلبة، ومع أنه تم إلغاء المؤتمر فإنه لم يعلن عن ذلك، فقام بعض الطلاب أمس بالاحتجاج وتظاهروا في ساحة الجامعة وحصلت اشتباكات مع طلاب مؤيدين أسفرت وقوع إصابات طفيفة في الطرفين، وعلى الفور حضر الأمن إلى الجامعة وتم قطع الاتصالات الهاتفية، وجرى إخلاء الجامعة وتعليق الدوام إلى ما بعد عيد الأضحى.

وقال طلاب في الجامعة إن حاجز الأمن عند الكسوة أوقف كل حافلات الجامعات الخاصة (جامعة اليرموك الخاصة – الجامعة الدولية العربية – الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا) التي توجد جنوب دمشق، حيث تم تفتيش الحافلات والطلاب بدقة.

جاء ذلك في حين قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عشرة قتلى سقطوا خلال الساعات الماضية في حمص برصاص القوات السورية، بعد سلسة مداهمات وتفريق لمظاهرات. كما سقط قتيل في ريف حماه، وآخر في ريف إدلب.

وفي تلبيسة في حمص شنّ الجيش وقوات الأمن حملة مداهمات وتفتيش للمنازل فضلا عن قصف في قرية البياضة، كما أفاد ناشطون بوجود تعزيزات عسكرية كبيرة في جسر الشغور بإدلب، وتحدثوا عن انشقاق عدد من عناصر الجيش في الحواش بريف حماه. وقال ناشطون إن عملية تحشيد عسكري تجري في منطقة سهل الغاب، وتوقعوا قيام الجيش بعملية عسكرية واسعة في جبل شحشبو وجبل الزاوية.

من جانبها قالت مصادر محلية في حمص إن سيارة تاكسي دخلت الشارع الرئيسي في حي باب السباع أمس وأطلقت النار على محل لحام وآخر لبيع الدجاج أسفر عن مقتل شخصين. بعدها دخل الجيش والشبيحة إلى حي باب السباع والمريجة، وجرى وإطلاق النار والقذائف على المنازل والمحلات التجارية.

وفي مدينة القصير قال ناشطون إن مسلحين قاموا بقتل سائق تاكسي (نضال عربش) عند نهر العاصي، وذلك بعد اعتراض طريقه وإنزال من معه من الركاب، وبينما أشارت السلطات بأصابع الاتهام إلى الناشطين بأنهم قاموا بقتله، أكد الناشطون أن الأجهزة الأمنية هي التي قتلته بغية إحداث فتنة في مدينة القصير لأنه من أبناء الطائفة المسيحية، بعد أن فشلت عمليات الحصار المتتالية في إخماد المظاهرات.

وفي محافظة إدلب (شمال) وقع إطلاق نار كثيف وانتشار أمني واسع بحثا عن جنود منشقين. وقال شهود عيان إن اشتباكات عنيفة جرت بين عناصر في الجيش الحر (جنود منشقون) وقوات الجيش السوري، وفي معلومات غير مؤكد أسفرت الاشتباكات عن مقتل أربعة ضباط. وفي مدينة كفر نبل في محافظة إدلب قام الأمن بمداهمة عدة مدارس لمنع خروج مظاهرات، كما انتشر الجيش في الشارع الرئيسي للمدينة، وفي مدينة إدلب حاصرت قوات الأمن «مدرسة المتنبي» لمنع تظاهر الطلاب.

وفي مدينة حماه خرجت أمس مظاهرات طلابية في معظم مدارس المدينة، وقام الطلاب بإحراق الإطارات لمنع وصول الأمن إليهم. وكانت طائرة حربية حلقت صباح أمس فوق المدينة واخترقت جدار الصوت لأكثر من مرة. وفي مدينة اللاذقية على الساحل السوري هاجم الأمن مظاهرة طلابية في مشروع الصليبي.

وفي ريف دمشق شنت قوات الأمن حملة اعتقالات في مدينة حرستا في عدة أحياء، كما تم تخريب المحلات التي شاركت بالإضراب. وقتل شخص أمس كما تم اعتقال أكثر من 13 شخصا.

وفي حوران تم اقتحام بلدة الغرية الشرقية صباح أمس من كل المداخل، وتم تنفيذ حملة مداهمات للمنازل ترافقت مع عمليات تخريب للممتلكات وسط إطلاق نار كثيف واعتقال العشرات، كما اقتحمت أيضا قرى اليادودة ومزيريب وتمت مداهمة وتمشيط للمزارع القريبة.

وفي مدينة حلب خرجت مظاهرة نسائية أمام كلية الآداب، كما قال ناشطون إنه وضعت أمس مكبرات صوت تعمل بالتحكم عن بعد في عدة مناطق في الوسط التجاري في المدينة صدحت بأغاني إبراهيم القاشوش «يالّلا ارحل يا بشار».

وفي دير الزور خرجت عدة مظاهرات طلابية في قرى تابعة لدير الزور، وقال ناشطون إن مظاهرة طلابية خرجت قرية القورية ردا على مسيرة تأييد خرجت أمس في ساحة السبع بحرات في دير الزور.

منظمة لحماية الصحافيين: قلقون على سلامة كتاب ومدونين سوريين

كشفت عن اختفاء 3 منهم خلال أكتوبر

جريدة الشرق الاوسط

أعربت لجنة حماية الصحافيين ومقرها الولايات المتحدة، عن قلقها على سلامة عدد من الصحافيين والمدونين الذين اختفوا في سوريا ولم تصدر السلطات أي توضيح حول مصيرهم.

وقال منسق أنشطة اللجنة في الشرق الأوسط محمد عبد الدايم: «إننا قلقون على سلامة لينا إبراهيم ووائل أباظة وحسين غرير.. وغيرهم من الصحافيين الذين نعتقد أنهم موقوفون لدى السلطات السورية»، وتابع: «على الحكومة أن توضح فورا إذا ما كانت أوقفت هؤلاء الصحافيين، ولماذا».

وقالت اللجنة الدولية لحماية الصحافيين في بيان مساء أول من أمس، إن لينا إبراهيم، وهي مراسلة لشؤون الأعمال لدى صحيفة (تشرين) الحكومية وتبلغ 31 عاما، مفقودة منذ ستة أيام. وقال صديق لها رفض كشف اسمه للجنة إن إبراهيم شوهدت للمرة الأخيرة تغادر منزلها في حرستا بريف دمشق الثلاثاء قبل الماضي.

كما فقد أثر المراسل المستقل وائل يوسف أباظة في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في دمشق، على ما نقل المركز السوري للإعلام وحرية التعبير. ويراسل أباظة عددا من الصحف والمواقع الناطقة بالعربية.

وأطلعت عائلتا الصحافيين السلطات على اختفائهما لكنهما لم تحصلا على رد.

وكان المدون المعروف حسين غرير اختفى بعد مغادرة منزله في 2 أكتوبر الماضي، بحسب مجموعات محلية وإقليمية لحرية الصحافة. وما زالت ظروف توقيفه ووضعه ومكان وجوده مجهولة، بحسب المركز السوري للإعلام وحرية التعبير.

وقبيل اختفاء أثر غرير، كتب على مدونته: «الصمت لا ينفعنا بعد اليوم. لا نريد بلادا نسجن فيها لتفوهنا بكلمة. نريد بلادا تحتضن وترحب بالكلام». وترى لجنة حماية الصحافيين أن إبراهيم وأباظة وغرير موقوفون لدى السلطات رغم عجزها عن تأكيد احتجازهم.

واحتجزت القوى الأمنية الصحافيين المستقلين عمر الأسد ورودي عثمان وهنادي زحلوط في 4 أغسطس (آب) الماضي بعيد مشاركتهم في مظاهرة احتجاج في دمشق، ولم يعرف عنهم شيء منذ ذلك الحين.

كما أوقف عامر مطر في دمشق في 3 سبتمبر (أيلول) الماضي، بحسب لجنة حماية الصحافيين. والصحافيون الأربعة موقوفون من دون تهم. وأوقفت السلطات عددا غير محدد من الصحافيين منذ انطلاق احتجاجات شعبية عارمة بسوريا في مارس (آذار) الماضي، وما زال كثيرون منهم موقوفين.

اتفاق مصري ـ صيني على إطلاق الحوار بعد وقف أعمال العنف في سوريا

القاهرة تؤكد مشروعية مطالب المعارضة السورية بإصلاحات سياسية

جريدة الشرق الاوسط-القاهرة: محمد عبد الرازق

في سياق الجهود المصرية لاحتواء الأزمة السورية، عقد الجانبان المصري والصيني مباحثات سياسية مباشرة، أمس، لتنسيق المواقف حيال تطورات الأزمة في سوريا، واتفق الطرفان على ضرورة إطلاق الحوار بين مختلف أطراف الأزمة في سوريا للوصول إلى حل سلمي سريع، بينما أكدت القاهرة مشروعية مطالب المعارضة السورية في حدوث إصلاحات سياسية، وذلك بعد 8 أشهر من الاحتجاجات التي تضرب مختلف المدن السورية، وأوقعت ما يزيد على 4 آلاف قتيل، بحسب منظمات حقوقية.

جرت المباحثات بين السفير محمد مصطفى كمال، مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية، والمبعوث الصيني للشرق الأوسط وو سيكه، الذي يزور مصر حاليا. وأكد الجانبان المصري والصيني اتفاقهما على ضرورة العمل على إطلاق الحوار بعد وقف أعمال العنف باعتباره الوسيلة الوحيدة للتوصل إلى حل سياسي يأخذ في الاعتبار المطالب المشروعة للشعب السوري، كما اتفق الجانبان على استمرار التشاور بين القاهرة وبكين في هذا الشأن خلال الفترة المقبلة.

وقال السفير محمد مصطفى كمال، في تصريح صحافي عقب المباحثات: إن الجانب المصري أكد الاهتمام المصري بوقف جميع أشكال العنف في سوريا فورا، حقنا للدماء السورية الطاهرة والمضي قدما في إجراء الحوار الوطني، مع تأكيد مشروعية مطالب المعارضة السورية من إصلاحات سياسية واسعة تضمن لسوريا الاستقرار المنشود وتحفظها من أي تدخل أجنبي، وهو أمر تحرص عليه القاهرة دوما، حفاظا على الشعب السوري ومستقبل الدولة السورية. وأضاف كمال أن الجانب الصيني أمن على الموقف المصري.

وأشار كمال إلى أن الجانب الصيني أعرب عن الاهتمام الخاص بالتشاور مع مصر والتعرف على وجهة نظرها فيما يخص الأوضاع في سوريا لما لها من ثقل إقليمي ودولي ودراية سياسية واسعة بالمتغيرات على الساحة العربية وما تمثله ثورة «25 يناير» من خطوة رائدة في اتجاه الربيع العربي. وخلال الشهر الماضي، منع الفيتو الصيني – الروسي قرارا دوليا في مجلس الأمن الدولي يدين قمع السلطات السورية للاحتجاجات المطالبة بإصلاحات سياسية، وإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد؛ حيث استخدمت بكين الفيتو لتحبط موافقة 9 أعضاء من مجلس الأمن على تبني القرار الأممي.

مؤشرات على تعاون سوري مع «الأب الروحي» للقنبلة النووية الباكستانية لتصنيع أسلحة ذرية

تصميم موقع في الحسكة يشبه تماما ذلك الذي قدمه خان للقذافي

جريدة الشرق الاوسط

رصد محققون تابعون للأمم المتحدة مجمعا سوريا، لم يتم الإعلان عنه مسبقا، مما أدى إلى تعزيز الشكوك بأن الحكومة السورية تعاونت مع عبد القدير خان، الأب الروحي للقنبلة النووية الباكستانية، للحصول على تقنية تمكنها من تصنيع أسلحة نووية.

وحسب تقرير بثته وكالة الأسوشييتد برس أمس فإنه يتشابه تصميم البنايات الواقعة في شمال غربي سوريا مع تصميم مفاعل تخصيب اليورانيوم الذي قدم لليبيا عندما كان معمر القذافي يحاول صناعة أسلحة نووية، تحت إشراف خان، حسبما ذكر مسؤولون.

وقد حصل محققو الأمم المتحدة على مراسلات بين خان وأحد المسؤولين السوريين، محيي الدين عيسى، الذي اقترح التعاون العلمي وقام بزيارة إلى مختبرات خان عقب نجاح التجربة النووية الباكستانية عام 1998.

ويبدو المجمع، الذي يقع في الحسكة، كأنه مصنع للنسيج، ولم يجد المحققون أي دليل يشير إلى أنه قد تم استخدام المجمع في أي نشاط نووي قبل ذلك. غير أنه بالنظر إلى قيام الطائرات الحربية الإسرائيلية بتدمير مفاعل مزعوم لإنتاج بلوتونيوم في سوريا عام 2007، نجد أن هناك دلائل تشير إلى أن سوريا تعمل في مسارين للحصول على قنبلة ذرية: باستخدام اليورانيوم علاوة على البلوتونيوم.

وقد قدم دبلوماسي بارز على دراية بتحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومحقق سابق بالأمم المتحدة تفاصيل عن العلاقة بين خان وسوريا. كان كل منهما تحدث شريطة عدم ذكر اسمه نظرا لحساسية القضية التي يناقشونها.

ولم تستجب الحكومة السورية للطلب المقدم لها للتعليق على هذا الأمر. وقد أنكرت مرارا وتكرارا سعيها للحصول على أسلحة نووية كما رفضت أيضا إجراء تحقيقات في الموقع الذي قامت إسرائيل بقصفه. كذلك لم تستجب إلى طلب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة مجمع الحسكة، بحسب مسؤولين.

ورفض مسؤولون في الوكالة الدولية للطاقة الذرية تم الاتصال بهم التعليق. وتباطأ فحص الوكالة الدولية للطاقة الذرية نظرا لقيام قوى العالم بالتركيز على الانتفاضة الشعبية في البلاد والقمع الوحشي الذي تمارسه الحكومة على تلك الانتفاضة.

ولم يعتقد أحد يوما أن سوريا على وشك تطوير قنبلة نووية. كما أنه ما من إشارة إلى أن دمشق تواصل عملها على برنامج نووي سري. وإذا ما كان قد تم تصميم منشأة الحسكة لإنتاج اليورانيوم، فقد بدا أن تلك التصميمات قد تم التخلي عنها وأن مسار إنتاج البلوتونيوم انتهى بالقصف الإسرائيلي للموقع.

وذكر مارك هيبس، محلل في برنامج السياسة النووية بمعهد كارنيغي للسلام الدولي الذي تحدث إلى مسؤولين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن مجمع الحسكة، أنه من المهم أن نعلم المزيد من التفاصيل عن تلك البنايات.

وقال هيبس: «هناك تساؤل يدور حول التاريخ النووي لتلك المنشأة. يريد الناس أن يعلموا ما الذي كانت سوريا تريد أن تفعله هناك، غير أن سوريا لم تقدم أي معلومات بهذا الشأن».

تمتلك سوريا من الأسباب ما يدفعها للحصول على أسلحة نووية، حيث تخوض حربا باردة مع إسرائيل، دولة يعتقد أن بها ترسانة ضخمة من الأسلحة النووية، منذ عقود.

وقال: أنتوني كورديسمان، خبير أمن قومي بمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية: «سوف يعمل حصول سوريا على سلاح نووي على خلق نوع من التوازن مع إسرائيل كما سيمنحها هذا مكانة مميزة في المنطقة».

وعلى مدار سنوات، كانت هناك بعض التكهنات حول وجود علاقات بين الحكومة السورية وخان.

ويعد خان بطلا في نظر الكثيرين في باكستان وذلك لقيامه بتطوير القنبلة النووية الباكستانية، كما يعد أكبر التجار النوويين نشاطا في العالم. وقد زود إيران بالمتطلبات الضرورية لما يعد الآن برنامج تخصيب اليورانيوم الذي خصب مقدارا كافيا من المواد لعمل الكثير من الأسلحة النووية، غير أن إيران أنكرت أنها تنوي صناعة أسلحة. كما قامت ليبيا بشراء معدات وتصميم لرأس قذيفة من خان من أجل برنامج نووي سري أعلنت عنه عام 2003.

وفي عام 2004، اعترف خان على شاشة التلفزيون ببيع تقنية نووية إلى إيران وكوريا الشمالية وليبيا، غير أنه لم يذكر سوريا أبدا. وذكر خان بعد ذلك أن السلطات الباكستانية هي التي أجبرته على تقديم هذا الاعتراف.

وذكر المحقق السابق أن سوريا اعترفت للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن خان قام برحلة واحدة على الأقل إلى سوريا وذلك لإلقاء محاضرات علمية هناك، حسبما ذكرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» عام 2004.

وذكر المسؤول السابق أنه رأى خطابات من عيسى، ثم من وكيل وزير التعليم، مكتوبة على أوراق رسمية بعد وقت قصير من نجاح التجربة النووية الباكستانية وتهنئة خان على إنجازاته عام 1998. وردا على ذلك، اقترح عيسى التعاون مع خان وطلب من المسؤولين السوريين زيارة مختبر خان، حسبما ذكر المسؤول السابق.

وحسب وكالة الأسوشييتد برس فإنه لم يكن ممكنا الوصول إلى عيسى، الذي عمل بعد ذلك عميدا لكلية العلوم بالجامعة العربية الدولية، للحصول على تعليقه.

وقد اعترف الرئيس السوري بشار الأسد أنه تسلم خطابا بدا أنه من خان، غير أنه ذكر أن حكومته لم ترد على هذا الخطاب ولم تلتق خان، في حوار أجرته صحيفة نمساوية معه عام 2007.

وقد استهدف محققو الوكالة الدولية للطاقة الذرية منشأة الحسكة بعد تحليل مكثف لصور تم التقاطها بالأقمار الصناعية في الشرق الأوسط، نتج عنه الاعتقاد بأن الحكومة السورية كانت أحد عملاء خان، وهو ما لم يتضح جليا حتى الآن. وحددوا الموقع، وهو موقع صناعي ضخم في الحسكة، بعد أن ادعت إحدى الصحف الكويتية عام 2006 أن لدى سوريا برنامجا نوويا في هذه البلدة.

وقد أظهرت الصور التي تم التقاطها بالأقمار الصناعية لمجمع الحسكة تشابهات صارخة لتصميمات خاصة بمنشأة لتخصيب اليورانيوم تم الاستيلاء عليها أثناء تحقيق سويسري مرتبط بخان. وكان السويسريون يبحثون عن أسرة تينر، أورس تينر وأخيه ماركو وأبيه فريدريك، التي كانت متهمة بلعب دور حيوي في شبكة تهريب خان.

كما كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن مجموعة أخرى من نفس التصميمات بعد تخلي ليبيا عن برنامجها النووي. وذكرت ليبيا للوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها طلبت 10000 جهاز طرد مركزي من خان، كان معظمها مخصص لمنشأة تم بناؤها وفقا للخطط. وتستخدم أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم أثناء عملية التصنيع.

وذكر المحقق أن تصميم منشأة الحسكة يتوافق تماما مع التصميمات التي تم استخدامها في ليبيا، حيث إنه عبارة عن بناية ضخمة محاطة بـ3 ورش صغيرة بنفس الترتيب. وقد أصيب المحققون بالذهول حيث كان هناك تشابه بين مواقف السيارات، كما كان هناك منطقة مغطاة لحماية السيارات من الشمس.

غير أن المحقق ذكر أنه ما من دليل على أنه تم تنصيب أجهزة الطرد المركزي هناك. وهناك موقع إلكتروني لشركة «الحسكة سبينينغ» يعرض صورا لمعدات تصنيع موجودة داخل المنشأة وتظهر أسعار تلك المعدات جليا في الصور. وقد طلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تزور الموقع منذ أكثر من عامين. غير أنها لم تلح في تلك المسألة، مولية انتباهها للموقع الذي تعرض للقصف.

كما لم تورد الوكالة أخبارا عن المنشأة في تقاريرها. وذكرت 3 مواقع أخرى، لكنها مرتبطة بالمفاعل الذي تم قصفه، ولم تذكر شيئا عن منشأة الحسكة.

وقد تم السماح لمفتشين تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة موقع المفاعل الذي تعرض للقصف ذات مرة، غير أنه لم يسمح لهم بالعودة مرة لمدة تصل إلى 3 سنوات. وأصدرت سوريا بيانا شديد اللهجة في مايو (أيار) قالت فيه إن الموقع المستهدف كان في الحقيقة مفاعلا نوويا على وشك الانتهاء من بنائه. وقام مجلس إدارة الوكالة بعد ذلك بتحويل القضية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي رفض أن يعتبر إنكار سوريا كاذبا. كما رفض مسؤولون سوريون إجراء عمليات تفتيش بعد محادثات أجريت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في دمشق الأسبوع الماضي، حسبما ذكر دبلوماسيون. وذكر المسؤولون أنهم سيقدمون دلائل جديدة توضح أن الموقع الذي تعرض للقصف لم يكن به أي أنشطة نووية. وظل مسؤولو الوكالة متشككين في هذا الأمر لأن سوريا لم تقدم تعليقا على المعلومات الجديدة أو تذكر متى سيتم تقديم مثل هذا التعليق.

وفد من «الحزب الديمقراطي» اللبناني وشيخ عقل الدروز يزور الأسد

«سانا»: بحث الطرفان تطورات الأوضاع على الساحتين السورية واللبنانية

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال

زار رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان أمس، يرافقه وزير الدولة مروان خير الدين وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصر الدين الغريب، الرئيس السوري بشار الأسد، في زيارة هي الأولى لأرسلان، المقرب من النظام السوري، إلى دمشق منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا منذ منتصف شهر مارس (آذار) الماضي.

وتأتي زيارة أرسلان ولقاؤه الأسد بعد سلسلة زيارات مماثلة قامت بها شخصيات لبنانية عدة، مقربة من نظام الأسد، في الفترة الأخيرة، في إطار دعم النظام السوري في مواجهة الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالإطاحة بالنظام، أبرزها لكل من رئيسي الحكومة السابقين سليم الحص وعمر كرامي، والنائب السابق عبد الرحيم مراد. وفيما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الحديث تطرق إلى «ما يجري في المنطقة وخصوصا في سوريا من محاولات لاستهداف أمنها واستقرارها والنيل من مواقفها العروبية والقومية، كما تناول تطورات الأوضاع على الساحة اللبنانية»، أشار المستشار الإعلامي للنائب أرسلان، الدكتور سليم حمادة لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الزيارة تأتي في إطار الزيارات الدورية التي يقوم بها أرسلان إلى دمشق، وقد عاد منها واثقا من أن سوريا تجاوزت محنتها وهي ستعود أقوى مما كانت عليه».

وقال حمادة إن «زيارة الأسد من قبل أرسلان وخير الدين والشيخ (نصر الدين) ليست زيارة شخصية فحسب، لأنها تمثل في الوقت عينه إشارة من هذا الفريق إلى الدور الكبير الذي يلعبه الدروز في هذه البقعة العربية ولتوجيه رسالة شكر من دروز جبل العرب لمساندتهم مواقف الأسد». ولفت إلى أن اللقاء تخلله «التأكيد على أن هذا المخطط الجهنمي الذي تتعرض له سوريا إنما يهدف لتحقيق مصلحة إسرائيلية بالدرجة الأولى»، مستنكرا «كل التصريحات في لبنان وخارج لبنان المعادية للنظام السوري، حيث إن الموضوع سوري داخلي ويجب أن لا يخرج عن إطاره». وشدد على أن «حق المواطن السوري بدولة عادلة ومتقدمة يبقى مشروعا حتى يتجاوز الداخل التآمر على سوريا من الخارج». وأعرب حمادة عن قناعة أرسلان وحزبه بوجوب أن «يعي السوريون أن نهجهم التغييري مقبول لدى فريق الرئيس الأسد الذي يقابلهم بالمثل، وهو يسعى قدر الإمكان إلى تحقيق الإصلاحات المرجوة». وقال: «نحن مطمئنون إلى أن سوريا تخطت أزمتها ونأمل أن يتمكن السوريون قيادة وشعبا من الجلوس إلى طاولة واحدة».

وكان أرسلان أشار في بيان بعد الزيارة إلى أن «اللقاء تناول الأوضاع المحلية والإقليمية خصوصا المؤامرة الخارجية التي تستهدف سوريا، وكانت وجهات النظر متطابقة تماما حول قراءة المشهد السياسي في المنطقة، خصوصا لجهة المشروع الذي يستهدف الجميع من دون استثناء، وقد بدأ بسوريا لكونها تمثل خط الدفاع القومي العربي الأول في مواجهة المخططات الصهيونية المدعومة من الغرب وبعض الدول الإقليمية».

وقال: «لقد شددنا على أهمية سوريا بقيادة الرئيس الأسد وعلى البرنامج الإصلاحي الحكيم الذي ينتهجه، كما أكدنا وقوفنا الدائم إلى جانب سوريا قائدا وحكومة وشعبا.

أ.ف. ب.” عن دبلوماسيين عرب: الأسد مازال يأمل في الإفلات من خلال الحل الأمني

نقلت وكالة “فرانس برس” عن دبلوماسيين عرب في القاهرة قولهم إنهم يشككون في أن يتعامل الرئيس السوري بشار الاسد “بشكل جدي” مع الخطة العربية لوقف العنف وايجاد حل سياسي للازمة في سوريا.

وأكد هؤلاء الدبلوماسيون الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أن “الاسد مازال يأمل في الإفلات من خلال الحل الأمني، خصوصاً وأنه يدرك أن وضع سوريا مختلف كلياً من الناحية الجيوستراتيجية عن وضع ليبيا”.

وأضاف هؤلاء الدبلوماسيون أن الرئيس الاسد “على قناعة بأن قطاعات مهمة في المجتمع السوري ما زالت تؤيد النظام، ويدلل على ذلك بأنه ليست هناك حركة احتجاجية في اكبر مدينتين سوريتين، دمشق وحلب”.

(أ.ف. ب.)

مسلحون يقتلون عشرة عمال في مصنع في ريف حمص

ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان أن مسلحين قتلوا عشرة عمال أمس في مصنع في مدينة كفرلاها بريف حمص وسط سوريا، موضحاً أن “المسلحين اتوا من قرى مجاورة للمصنع دخلوا واطلقوا النار على العمال”.

(أ.ف. ب.)

المقداد: جهات غير رسمية في لبنان وتركيا والأردن والسعودية تقوم بتمويل إرهابيين في سوريا

اتهم نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس، “جهات غير رسمية في لبنان وتركيا والأردن والسعودية بتمويل إرهابيين في سوريا”، وقال: “لا نريد القول إن الحكومة السعودية أو الأردنية أو اللبنانية أو التركية هي من تموّل الجماعات الإرهابية، ولكننا نعتقد أن الأموال تأتي من هذه البلدان، من مصادر غير رسمية، ولذا نحن نطلب من إخواننا وأخواتنا في هذه البلدان عدم السماح بذلك”.

المقداد في مقابلة بثتها قناة “روسيا اليوم”: أضاف: “هناك من يريد  أن تدخل سوريا في طاحونة الحرب الاهلية، ونحن قد حددنا هؤلاء ويمكنني أن اسميهم الآن: المتطرفون الاسلاميون والسلفيون ومروجو المخدرات والمهربون، وقد تم تزويدهم بأحدث تقنية الاتصالات من جهات خارجية، فضلا عن تمويل الارهاب والارهابيين، ملايين الدولارت تم تهريبها إلى سوريا، بالاضافة إلى الاسلحة والمعدات من البلدان المجاورة من تركيا ولبنان والعراق وغيرها من البلدان، والهدف هو زعزعة الاستقرار والسلام في سوريا”.

وحذر الحكومة التركية من أنها “إذا ما استمرت بمتابعة سياستها بالطريقة الامبريالية وفقا للانظمة العثمانية، فانها ترتكب خطأ كبيرا بحق تركيا وبحق المواقف التركيه في المنطقة”، مشدداً على القول: “إن لا تركيا ولا غيرها يمتلك الحق في التدخل في الشؤون الداخلية السورية”.

ورداً على سؤال حول التقارير عن أن هناك أكثر من 3000 متظاهر قتلوا في سوريا منذ بدء الاحتجاجات في آذار الماضي، اعتبر المقداد أن “بعض المنظمات الدولية فقدت مصداقيتها بسبب رؤيتها الأحداث التي تشهدها بلاده بعين واحدة”. وأضاف أن هذه “المنظمات تنظر إلى الحقائق بعين واحدة ولا ترى حقيقة ما يحدث، وهذه المنظمات تستمع إلى الاشاعات من هنا وهناك والتي تتحدث عن ارقام مضلله”،خاتماً بالقول: “لكن أي من تلك المنظمات لم تذكر أن سوريأ فقدت الفا ومئة وخمسين عنصرا من عناصر الجيش والقوات الامنية”.

(موقع روسيا اليوم)

العرب يبحثون خياراتهم في ظل “مكابرة” الأسد.. والأوروبيون يرونه متجهًا نحو “التدمير الذاتي

                      شبه إجماع غربي على أنّ “النظام السوري قادر على أن يبعث رسائل قاسية والساحة اللبنانية تشكل له أسهل صندوق بريد”

تدخل الأزمة السورية منعطفًا جديدًا ستتضح آفاقه بنتيجة اجتماع جامعة الدول العربية الأربعاء لاستعراض خلاصة اتصالات ومباحثات اللجنة العربية برئاسة قطر مع القيادة السورية وبحث الخيارات المتاحة عربيًا في ظل ما رشح من معلومات تفيد بتمنع الوفد السوري الرسمي إلى الدوحة عن الإجابة على المبادرة العربية لحل الأزمة في سوريا.. وفي هذا السياق أعادت مصادر عربية التأكيد على ما كانت قد أعلنته لموقع “NOW Lebanon” عشية زيارة وفد جامعة الدول العربية دمشق من “تيقّن معظم الدول العربية بأنّ النظام السوري لن يتجاوب مع المبادرة العربية المقترحة لوقف دوامة العنف في سوريا، وأنه يتعامل مع هذه المبادرة بعقلية المراوغة والمناورة لكسب مزيد من الوقت على صعيد عملياته العسكرية والإمنية ضد المتظاهرين”، مشيرةً إلى أنّ “النظام في سوريا يبدو مصممًا على المضي قدمًا في خياره الأمني الدموي بوجه التحركات الشعبية المعارضة لإعادة بسط حكمه ونفوذه بالقوة على الشعب السوري، بينما الأحداث والتطورات العربية التي لم يتعظ النظام السوري من نتائجها، تؤكد بأنّ سياسة المكابرة والتعنت لم تنفع بعض حكام وأنظمة المنطقة في تجنب السقوط على أيدي شعوبهم الثائرة”.

وفي سياق متقاطع، رأت مصادر دبلوماسية أوروبية لموقع “NOW Lebanon” أنّ النظام السوري سائر نحو ما وصفته “التدمير الذاتي”، واضعةً في هذا الإطار “تصريحات الرئيس بشار الأسد الأخيرة وما تضمنته من تهديدات وتحذيرات بإشعال المنطقة”، ولفتت هذه المصادر إلى أنّ “تهديدات الأسد تمت قراءتها أوروبيًا على أنها تدل إلى ذعر متعاظم ينتاب النظام السوري وليست دليل قوة، حتى أنّ بعض المحللين الأوروبيين بلغوا حد اعتبارها مؤشرًا على دخول النظام في سوريا مرحلته الأخيرة وأنه يعيش حاليًا مخاض السقوط الذي لن يستغرق أكثر من بضعة أشهر”، معربة عن اعتقادها بأنّ “أرضية النظام السوري ستنهار أكثر فأكثر، سواءً على المستوى الإقتصادي والمالي أو على صعيد تزايد وتيرة الإنشقاقات في صفوف الجيش السوري، ضباطًا وجنودًا”.

إلا أنّ المصادر الأوروبية أكدت في الوقت نفسه أنّ “التشكيك بقدرة النظام السوري على إشعال حرب إقليمية يجرّ إليها عددًا من دول المنطقة، لا يعني الإستخفاف بقدرة هذا النظام على ممارسة بعض الأعمال التخريبية في المنطقة”، ولفتت إلى أنّ “أوّل ما يحضر من مخاوف على هذا الصعيد، تلك المتعلقة بالساحة اللبنانية نظرًا لما لحلفاء النظام السوري من سطوة وقدرات عسكرية وأمنية في لبنان”، معربةً في هذا المجال عن “مخاوف على الاستقرار اللبناني عمومًا وعلى أمن مقرّات البعثات الدولية والأممية وسلامة الوحدات الدولية العاملة في إطار قوات “يونيفل” جنوبيّ لبنان”، وفي السياق عينه أشارت المصادر إلى وجود “شبه إجماع في الأوساط الغربية على أنّ النظام السوري قادر على أن يبعث “رسائل قاسية” إلى المجتمع الدولي كلما ازداد الطوق العربي والدولي عليه، والساحة اللبنانية تشكل له أسهل “صندوق بريد” يستخدمه لهذا الغرض”.

مصرع 13 والمجلس الوطني يتهم نظام دمشق بالمراوغة

سوريا ترد اليوم على ورقة العرب

قال السفير السوري لدى مصر ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية يوسف أحمد إنه سيعرض اليوم في اجتماع اللجنة الوزارية العربية بالقاهرة رد بلاده حول المقترحات التي قدمتها اللجنة العربية لإنهاء الأزمة السورية، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.

من جانبه قال المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض إن النظام في دمشق يحاول كسب الوقت وإن دعاواه بشأن الإصلاح زائفة ومخادعة.

وناشد المجلس وزراء الخارجية العرب قبيل اجتماعهم اليوم في القاهرة الاستجابة لمطالبه وتشمل تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة والدعوة لتوفير حماية دولية للمدنيين بغطاء عربي والاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا للشعب السوري.

ميدانيا، قال ناشطون إن 13 شخصا قتلوا برصاص الأمن السوري والشبيحة في حمص وحرستا.

وبينما قصف الجيش بالمدفعية ظهر اليوم حي بابا عمرو بمدينة حمص التي حاصر معظم أحيائها وفق ناشطين حقوقين، دعت لجان التنسيق المحلية لتوفير حماية دولية للشعب السوري تبدأ أولا بقرار دولي يقر هذه الحماية بالإضافة إلى حزمة إجراءات على رأسها منع توريد السلاح إلى نظام الرئيس بشار الأسد.

فبمجرد وصوله إلى القاهرة قادما من دمشق، قال يوسف أحمد “سأترأس وفد سوريا في اجتماع وزراء الخارجية الطارئ اليوم حيث سأعرض عليهم الرد السوري حول المقترحات التي قدمتها اللجنة العربية خلال اجتماعها الأخير في الدوحة”.

ورفض السفير السوري الإعلان عن تفاصيل الرد، قائلا “سأعرضه على الاجتماع ولن أصرح بأي شيء حوله إلا بعد انتهاء الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية”.

وكانت اللجنة الوزارية العربية المكلفة ببحث الأوضاع في سوريا قد سلمت في العاصمة القطرية الدوحة الأحد الماضي وفد سوريا برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم ورقة مقترحات لإنهاء الأزمة التي تعيشها سوريا منذ منتصف مارس/ آذار الماضي.

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ذكرت أمس أنه تم التوصل إلى اتفاق بين سوريا واللجنة الوزارية العربية على الورقة النهائية بشأن الأوضاع في البلاد.

غير أن جامعة الدول العربية نفت تلقيها ردا رسميا من السلطات السورية على الورقة التي تقدمت بها لإنهاء الأزمة في سوريا، وذلك خلافا لما أعلنته وسائل الإعلام السورية..

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في الجامعة العربية لم يكشف عن هويته أن الجامعة مازالت تنتظر رد دمشق على مقترحاتها لإنهاء الأزمة، ووقف إراقة الدماء في سوريا.

الرد النهائي

وأوضح دبلوماسي رفيع المستوى لوكالة الصحافة الفرنسية أن الرد السوري النهائي على الخطة العربية المقترحة لمعالجة الأزمة السورية ينبغي أن يتم إبلاغه الثلاثاء إلى السلطات القطرية، مشيرا إلى أن الجهود كلها منصبة على إيجاد حل للأزمة السورية في الإطار العربي.

وقال الدبلوماسي إن المعلم طلب الاثنين تعديلات على المبادرة العربية، وإنه تمت الموافقة على بعض التعديلات الطفيفة، لكن الوفد العربي طلب منه ردا نهائيا الثلاثاء على المبادرة في مجملها، ليكون الموقف السوري واضحا قبل الاجتماع الوزاري العربي بالقاهرة.

وأوضح أن المبادرة العربية ترتكز أساسا على عنصرين، هما “وقف العنف والسماح بدخول منظمات عربية ووسائل الإعلام العربية والدولية للتحقق من ذلك، ثم عند إحراز تقدم ملموس على الأرض، بدء حوار وطني في مقر الجامعة العربية في القاهرة يشمل كل أطياف المعارضة السورية”.

حماية دولية

على صعيد التطورات الميدانية، قصف الجيش السوري بالمدفعية حي بابا عمرو بمدينة حمص التي حاصر معظم أحيائها.

وخلال ليلة أمس بث ناشطون على الإنترنت تسجيلات مصورة لمظاهرات مسائية انطلقت في مناطق سورية عدة منها مدينة عامودا بمحافظة الحسكة بشرق البلاد للمطالبة برحيل النظام الحاكم.

ارتباطا بالموضوع، دعت لجان التنسيق المحلية في بيان توصلت الجزيرة نت لنسخة منه إلى إقرار حماية دولية بقرار صادر عن مجلس الأمن بموجب الفصل السابع للأمم المتحدة.

وطالبت جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة باتخاذ ما يلزم من تدابير لمنع توريد جميع أنواع الأسلحة، وما يتصل بها من عتاد إلى النظام السوري.

ودعت إلى إلزام النظام السوري باستقبال لجنة دولية مستقلة للتحقيق في جميع انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وللوقوف على حقائق وظروف وقوع تلك الانتهاكات، وتحديد مرتكبيها بالإضافة إلى رفع كافة القيود فوراً عن وسائط الإعلام المختلفة.

كما طالبت بتأمين الظروف السياسية الملائمة لتمكين الشعب السوري من إجراء التصويت بالاقتراع العام والانتخابات الشفافة والعادلة والحرة على المستويات كافة، ووفق ما تتطلبه المرحلة الانتقالية للوصول إلى التحول الديمقراطي المنشود.

الجامعة: سوريا لم ترد على المبادرة

نفت جامعة الدول العربية تلقيها حتى الآن ردا رسميا من السلطات السورية على الورقة التي تقدمت بها لإنهاء الأزمة في سوريا، وذلك خلافا لما أعلنه التلفزيون السوري من التوصل لاتفاق مع لجنة الجامعة سيعلن عنه في اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم في القاهرة.

فقد نقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في الجامعة العربية لم يكشف عن هويته أن الجامعة مازالت تنتظر رد دمشق على مقترحاتها لإنهاء الأزمة ووقف إراقة الدماء في سوريا.

وكان التلفزيون السوري الحكومي أعلن الليلة الماضية أنه تم التوصل إلى اتفاق مع اللجنة الوزارية العربية سيعلن عنه في اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم في القاهرة.

وأشارت وسائل إعلام سورية رسمية إلى اتفاق “على الورقة النهائية بشأن الأوضاع في سوريا”، دون الكشف عن تفاصيل قائلة إن إعلانا رسميا بهذا الشأن سيصدر في مقر الجامعة بالقاهرة اليوم الأربعاء.

ترحيب أميركي

وكان البيت الأبيض أعلن الثلاثاء أنه يرحب بكل مبادرة تنهي أعمال العنف في سوريا، وذلك في معرض تعليقه على إعلان دمشق توصلها لاتفاق مع الجامعة العربية على خطتها لحل الأزمة في سوريا، مجددا في الوقت نفسه دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني “لقد اطلعنا على المعلومات” الواردة من دمشق بخصوص توصلها لاتفاق مع الجامعة العربية، وأضاف “ولكن نحن غير قادرين على التحقق منها في الحال”.

وأضاف في مؤتمره الصحفي اليومي “نحن نرحب بكل جهد يبذله المجتمع الدولي لإقناع نظام الأسد بوقف أعمال العنف التي يرتكبها بحق شعبه، بحق السوريين”.

وجدد المتحدث الأميركي موقف إدارة الرئيس باراك أوباما الداعي لتنحي الأسد، وقال “نحن ما زلنا نعتقد أن الأسد فقد شرعيته وعليه مغادرة السلطة”.

اقتراحات سورية

من جهته قال مسؤول لبناني تربطه علاقات وثيقة مع الحكومة السورية إن سوريا قدمت اقتراحاتها للجامعة العربية. وأضاف لرويترز “الحكومة السورية تريد أن تلقي المعارضة السلاح وأن توقف الدول العربية دعم المعارضة بالأسلحة والأموال وإنهاء الحملة الإعلامية ضد سوريا”.

ولم يتضح إلى أي مدى عبر الاتفاق النهائي الذي أعلنت وسائل الإعلام السورية التوصل إليه، عن تلك المطالب.

وقال عمر إدلبي عضو لجان التنسيق المحلية وعضو المجلس الوطني السوري إن المعارضة تريد أن تطلع على تفاصيل الاتفاق.

وأشار إلى أن المعارضة تخشى أن يكون هذا الاتفاق محاولة أخرى لمنح النظام السوري فرصة جديدة لسحق الثورة وقتل مزيد من السوريين.

وأضاف أن الاتفاق يساعد النظام السوري على البقاء في السلطة بينما مطلب المعارضة واضح فيما يتعلق بإسقاط النظام وعدم ملاءمته كي يقود حتى فترة انتقالية.

وترفض دمشق حتى الآن أي حوار سياسي خارج أراضيها، بينما تصر المعارضة السورية على ألا يتم هذا الحوار داخل سوريا.

المبادرة العربية

 وكانت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية التي تترأسها قطر قد سلمت الأحد الخطة العربية لإنهاء الأزمة في سوريا لوزير الخارجية السوري وليد المعلم.

وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي للصحافيين في القاهرة الثلاثاء، إن “هناك موقفا اتخذته اللجنة الوزارية وتحدثت فيه مع المعلم والرد يفترض أن يصل للاجتماع الوزاري العربي”.

وأوضح دبلوماسي رفيع المستوى لوكالة الصحافة الفرنسية أن الرد السوري النهائي على الخطة العربية المقترحة لمعالجة الأزمة السورية ينبغي أن يتم إبلاغه الثلاثاء إلى السلطات القطرية، مشيرا إلى أن الجهود كلها منصبة على إيجاد حل للأزمة السورية في الإطار العربي.

وقال الدبلوماسي إن المعلم طلب الاثنين تعديلات على المبادرة العربية، وإنه تمت الموافقة على بعض التعديلات الطفيفة، لكن الوفد العربي طلب منه ردا نهائيا الثلاثاء على المبادرة العربية في مجملها، ليكون الموقف السوري واضحا قبل الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة.

وأوضح أن المبادرة العربية ترتكز أساسا على عنصرين، هما “وقف العنف والسماح بدخول منظمات عربية ووسائل الإعلام العربية والدولية للتحقق من ذلك، ثم عند إحراز تقدم ملموس على الأرض، بدء حوار وطني في مقر الجامعة العربية في القاهرة يشمل كل أطياف المعارضة السورية”.

عضو قيادة سوري سابق: محاولة السلطة التفريق بين معارضة الداخل والخارج مصيرها الفشل

روما (1 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد عضو قيادة قطرية سابق لحزب البعث الحاكم في سورية أن محاولات النظام التفريق بين معارضة الداخل ومعارضة الخارج “مصيرها الفشل الذريع”، واتهم النظام بأنه “ما يزال يفوت كل فرص الحوار مع المعارضة الحقيقية” في البلاد

وحول محاولة وسائل الإعلام المقربة من السلطة السورية الإيحاء بقرب معارضة الداخل من النظام وتخوّين معارضة الخارج، قال مروان حبش، عضو القيادة القطرية السابق لحزب البعث الحاكم، والمعارض السوري حالياً، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “من المنطق الطبيعي أن تسعى أية سلطة لبذر عوامل البلبة في صفوف القوى المعارضة لها، والأمر يزداد في نظام ذي بنية استبدادية، يعمل بشتى الوسائل على إضعاف مشاركيه الثانويين في السلطة، فكيف يكون الحال مع القوى المعارضة له؟ والحال يكون بتشويهها بكل الوسائل المتوفرة عنده وهي كثيرة، ومنها التشويه في وسائل الإعلام التي هي تحت سيطرته بشكل مطلق”. وأضاف حبش “أول ما يعمل النظام عليه هو التفريق بين معارضتين داخلية ويصفها بـ(الوطنية) بغية التغرير بها وبأنها مقبولة منه، وخارجية ويصفها بأنها مرتبطة وتنفذ أجندات خارجية، ولكن هذه المحاولات مصيرها الفشل الذريع، طالما أن النظام ما يزال يفوت كل الفرص التي بادرت إليها المعارضة الحقيقية المعروفة تاريخياً بمعارضتها للنظام، وتجنب الحوار معها بشكل جدّي من خلال مؤتمر وطني يهدف إلى وضع الأسس المتينة لسورية الجديدة” على حد تعبيره

وفيما إن كانت وحدة معارضة الداخل والخارج تشكّل خطاً أحمر بالنسبة للسلطة السورية قال الوزير السابق حبش “من الأفضل أن تصل تلك المعارضات إلى ائتلاف بين بعضها يعتمد على المشتركات بينها، وإذا كان الأمر لم يصل إلى حالة من النضج حتى الآن، فلا ضير من بقاء أكثر من هيئة للمعارضة، طالما أن المشتركات موجودة بينها، ويمكن لهذه المعارضات أن يكون تطورها نحو الأفضل وتكمل بعضها بعضاً من خلال تلك المشتركات، طالما أنها تبتعد وتتجنب كيل الاتهامات أو الغمز واللمز بينها، كما أن هذه الهيئات المعارضة، لم تصل بعد إلى حالة لمّ شمل شخصيات معارضة عديدة في الداخل والخارج، وهي شخصيات بتاريخها ومواقفها يمكن أن يكون لها من التأثير والحضور أكثر بكثير من حركات وأحزاب انضمت إلى الهيئات المعارضة”

وأضاف “أعتقد أن ائتلافاً للمعارضة والشخصيات السياسية المعارضة تاريخياً، سيؤرق النظام كثيراً لأنه سيواجه في هذه الحالة قوة حقيقية لمعارضة سياسية فعالة ومحترمة من أطياف كبيرة من الشعب” على حد جزمه

وحول الخشية من أن تشغل الخلافات بين أطياف المعارضة السورية البعض عن الهدف الأساسي، قال حبش “إن استمرار الخلاف بين أطياف المعارضة (التي يظن كل منها أنها ستستأثر لوحدها بالكعكة غير الموجودة)، والتي عليها أن تعرف حقيقة فعاليتها وحجمها في الحراك المجتمعي، وتعرف أن (مماحكاتها لن تكون نتائجه على الحراك كنتيجة مناقشات مجلس شيوخ بيزنطة الروماني)، ولن يكون لها ذلك الأثر الكبير عليه، لأن الحراك هو صنيعة جيل الشباب، وصناع هذا الحراك تزداد خيبة أملهم في المعارضة التي لم تستطع حتى الآن أن تكون لهم غطاءً سياسياً يتفاعل مع شعارات حراكهم، وهؤلاء الصناع يزداد نضجهم السياسي بشكل متسارع، وبالتالي ستكون لديهم القدرة وسيتوفر لديهم الوعي لفرز قياداتهم السياسية من خلال حراكهم” حسب تقديره

المرصد السوري: مقتل سبعة مدنيين وجندي منشق برصاص قوات الأمن

قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن سبعة مدنيين وجنديا منشقا لقوا حتفهم الاثنين برصاص قوات الأمن السورية.

ووفقا للمرصد السوري -الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له- فقد قتل خمسة مدنيين في مدينة حمص.

وأوضح المرصد أن اثنين من المدنيين الخمسة لقيا حتفهما برصاص قناصة، بينما قتل الثلاثة الآخرون باطلاق الرصاص من قبل قوات الأمن، اثنان منهم في حي الخالدية والثالث في حي كرم الشامي.

وأضاف نفس المصدر أن مدنيا وجنديا منشقا قتلا في محافظة حماة برصاص قوات الأمن وجنود كانوا يطاردونهما.

كما قتل مدني في حرستا بريف دمشق برصاص قوات الأمن التي كانت تقوم بعمليات مداهمة في المدينة.

وذكر المرصد أن القوات الأمنية اعتقلت 13 شخصا على الأقل في حرستا.

“اللف والدوران”

يأتي الإعلان عن سقوط هذه الدفعة الجديدة من القتلى بعد يوم من تبني اللجنة الوزارية العربية، في ختام اجتماعها في العاصمة القطرية الدوحة، ورقة عمل لوقف العنف في سورية.

وتسعى اللجنة الوزارية لإنهاء أكثر من سبعة أشهر من الحملة الأمنية التي تشنها السلطات السورية ضد المتظاهرين والناشطين المطالبين بإصلاحات سياسية في البلاد.

وأفاد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن الخطة العربية تتضمن سحب الآليات العسكرية من الشارع ووقف العنف فورا وبدء حوار بين النظام ومكونات المعارضة في القاهرة.

وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في تصريحات للصحفيين إن الاجتماع -الذي ترأسه من الجانب السوري وزير الخارجية وليد المعلم- إتسم بالجدية والصراحة.

كما حذر القيادة السورية ضمنا من “اللف والدوران”، داعيا إلى خطوات ملموسة وسريعة في سورية لتجنب “عاصفة كبيرة”، حسب وصفه.

لكن سرعان ما جاء الرد من الخارجية السورية التي وجَّهت انتقادا مباشرا إلى اللجنة ورئيسها حمد بن جاسم.

وأضاف بيان الخارجية “كان من المفترض برئيس اللجنة الوزارية بالجامعة العربية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الاتصال بوزير الخارجية السوري للاطلاع على الرواية الحكومية للأحداث قبل الإعلان عن موقف للجنة تروج له قنوات التحريض المغرضة”.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

سورية : تقارير عن مقتل 13 في حمص واللجنة الوزارية العربية تجتمع في القاهرة اليوم

تعقد اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالأزمة في سورية إجتماعا في القاهرة اليوم، وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي إن الجامعة لم تتلق بعد أي رد رسمي من سورية على الخطة التي وضعتها لمواجهة الأزمة الراهنة في البلاد.

جاء ذلك على الرغم من إعلان التلفزيون السوري في وقت سابق أن حكومة دمشق توصلت إلى اتفاق بشأن هذه الخطة، وأن إعلانا رسميا بهذا الشأن سيصدر في وقت لاحق بالقاهرة.

وكانت الانباء قد ذكرت ان الورقة السورية التي ستبحثها جامعة الدول العربية اليوم تنص على عدد من المطالب، من بينها وقف الحملات الاعلامية ضد السلطات السورية.

وأكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن المبادرة العربية تتضمن “سحب الاليات العسكرية من المدن والاحياء السكنية ووقف العنف فورا وبدء حوار في القاهرة بين النظام وكل مكونات المعارضة”.

كما تحدثت التسريبات الإعلامية عن وجود نقاط خلاف عالقة أبرزها مكان انعقاد الحوار المقترح بين المعارضة والنظام.

وقد أعربت المتحدثة بإسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند عن ترحيبها بالمبادرة، كما أعلن الناطق باسم البيت الأبيض الترحيب بكل مبادرة تنهي أعمال العنف في سورية.

ومن دبي، عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن دعمه المبادرة مؤكدا في الوقت نفسه رفض بلاده تكرار السيناريو الليبي في سورية.

وقال لافروف “ليس قرارا على شاكلة القرار الليبي إنما القرار اليمني وهذا هو نموذج سلوك مسؤول من قبل أعضاء المجتمع الدولي الذين لا يفكرون بحملات العلاقات العامة، وإنما بمستقبل الدول في المنطقة”.

إلا أن المعارضة السورية، ممثلة بالمجلس الوطني، شككت في جدية النظام السوري إزاء المبادرة العربية.

وطالب المجلس الوطني الوزراء العرب بتجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية، وبتوفير حماية دولية للمدنيين بغطاء عربي، وبالاعتراف به ممثلا للثورة السورية وللشعب السوري.

واتهم المجلس في بيان له النظام السوري بـ “الاستخفاف بالجهود العربية الرامية إلى حقن الدماء”.

مظاهرات

واستبق المعارضون السوريون اجتماع القاهرة بمظاهرات رددوا فيها شعارات طالبت الجامعة العربية والمجتمع الدولي بالتدخل.

وأفادت تقارير المنظمات الحقوقية بمقتل 13 شخصا صباح الأربعاء في مدينة حمص وبلدة الحولة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان مسلحين قتلوا عشرة عمال الاربعاء في مصنعهم في كفرلاها في منطقة الحولة.

وأضاف المرصد أن مسلحين اتوا من قرى مجاورة دخلوا المصنع واطلقوا النار على العما”.

وكان النظام السوري قد حشد الثلاثاء آلاف المؤيدين في مدينة دير الزور.

فيما ذكرت تقارير الناشطين السوريين أن القوات السورية أطلقت النار على تظاهرة معارضة في المدينة نفسها.

وسجل سقوط عدد من القتلى والجرحى في مناطق مختلفة برصاص الأمن، بينما أفادت انباء عن مقتل جنود في محافظة ادلب في اشتباك مع منشقين عن الجيش.

وقال معارضون ان قوات الأمن السورية نفذت حملة اعتقالات طالت العشرات في محافظة درعا، كما جرى اعتقال ستين طالبا في كفرنبل بمحافظة ادلب.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

العودات : أنفي التهم القذرة بتلقي أموال من الخارج

أعلن الناطق الرسمي باسم «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» في سورية حسين العودات إن مجموعة من المحامين سيتقدمون اليوم، بدعوى أمام القضاء في دمشق ضد «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» ووسائل الإعلام السورية الرسمية بعد اتهامه من قبل الشبكة بتلقي أموال من الخارج للعمل على «خراب ودمار» سورية، ونشر العديد من وسائل الإعلام المحلية لبيان الشبكة في «وكالة الأنباء السورية» والتلفزيون الرسمي.

وأصدرت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، أول من أمس، بيانا نشرت فيه لائحة بأسماء 29 شخصية اكدت انهم من «معارضة الخارج» تلقوا أموالا للعمل على «خراب ودمار الوطن بدلا من العمل على بنائه»، تحت ستار «مشروعات عمل سياسية أو أنشطة ومشاريع حقوق إنسان وهمية»، مؤكدة امتلاكها وثائق ومستندات تدين هؤلاء الأشخاص.

وورد في القائمة أسماء بعض من معارضة الداخل بينهم العودات وأمين سر «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» رجاء الناصر، والقيادي في حزب «الشعب الديموقراطي» جورج صبرا، ورئيس «المركز السوري للإعلام وحرية التعبير» مازن درويش.

وقال العودات لـ «الراي»: أولا أنا لست من معارضة الخارج وإنما من معارضة الداخل». واستغرب: «هل أنا ممن سيدمر سورية!». وأضاف: «ليس أنفي فقط ما جاء في البيان وإنما استنكر مثل هذه التصرفات اللامسؤولة التي ترمي أناسا أمضوا عشرات السنين من عمرهم في العمل من أجل بلدهم، بتهم ليست باطلة فقط وإنما قذرة».

وتابع: «اتفقت مع مجموعة من المحامين لإقامة دعوى ليس فقط على الشبكة وإنما على وسائل الإعلام السورية التي نشرت البيان خصوصا التلفزيون على اعتبار أن المسؤولية تطالهم أيضا لأنه ليس أي موقع الكتروني يصدر بيانا تقوم هذه الوسائل بنشرها للتشهير».

وتضمن بيان «الشبكة السورية» أسماء 29 معارضا وهم: سليم عدي، خلدون الخجا، محمد اسكاف، سالم حسن، سليم منعم، عبد الحميد الأتاسي، فارس الشوفي، عبيدة الفارس، عمار قربي، محمد فتوح، نجيب الغضبان، حسام الديري، عبد الكريم ريحاوي، جورج صبرا، دياب سروجي، سمير نشار، عبد اللطيف المنير، رامي عبد الرحمن، محمد الخوام، بهية مارديني، زهير سالم، مازن درويش، كاترين التلي، جريس التلي، برهان غليون، حسين العودات، رجاء الناصر، شعبان عبود، جمال البني.

الراي العام

سوريا تقبل وقف العنف والمعارضة تشكك

قالت الجامعة العربية اليوم الأربعاء إن سوريا قبلت بوقف العنف فورا ضد المدنيين, وسحب قواتها من المدن, والإفراج عن المعتقلين والدخول في حوار مع المعارضة خلال أسبوعين. لكن المعارضة السورية سارعت إلى التشكيك, بينما دعت واشنطن مجددا الرئيس الأسد إلى الرحيل.

وتلا رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بختام اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة بنود ورقة عمل قدمتها اللجنة الوزارية العربية الأحد الماضي بالدوحة لوفد سوري يقوده وزير الخارجية وليد المعلم.

وقف العنف والحوار

وقال الشيخ حمد بن جاسم -الذي يرأس اللجنة الوزارية العربية- في مؤتمر صحفي بالقاهرة إن ورقة العمل العربية التي وافقت عليها الحكومة السورية تنص على وقف أعمال العنف, والإفراج عن المعتقلين بالأحداث, وسحب المسلحين وكل المظاهر المسلحة من المدن.

وأضاف أن الورقة تنص أيضا على السماح لمنظمات الجامعة العربية ووسائل الإعلام الدولية بدخول سوريا، والتنقل بكل حرية لرصد ما يدور فيها.

كما تنص الورقة على أنه مع إحراز تقدم على صعيد تنفيذ الحكومة السورية تعهداتها, تباشر اللجنة الوزارية العربية حوارا مع الحكومة والمعارضة السوريتين في غضون أسبوعين للإعداد لمؤتمر وطني.

وتلا رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أيضا نص البيان الذي صدر في ختام الاجتماع الوزاري بالقاهرة, والذي رحب بموافقة دمشق على الورقة العربية, ودعاها إلى الالتزام بالتطبيق الفوري لخطة التسوية بما يجنب سوريا تدخلات أجنبية.

وقال الشيخ حمد بن جاسم إن الجامعة العربية سعيدة بالاتفاق, وستكون أسعد لو يطبق فورا. وأوضح أن الجامعة ستجتمع مجددا في حال لم تطبق دمشق الاتفاق الذي من شأنه تهدئة الأوضاع وفقا للمسؤول القطري.

ونص البيان على أن تستمر اللجنة الوزارية في الاتصال بالحكومة والمعارضة السوريتين, وأن تقدم تقارير دورية بشأن التزام دمشق بخطة التسوية, وأن يظل المجلس الوزاري العربي في حالة انعقاد دائم.

من جهته, قال الأمين العام للجامعة نبيل العربي إن الهدف الحقيقي من ورقة العمل يكمن في تقديم حل عربي ينقل رسالة واضحة إلى الشعب السوري, مشددا بدوره على ضرورة تطبيق الاتفاق.

شكوك المعارضة

بيد أن المعارضة السورية سارعت إلى التشكيك في نوايا نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال عضو المجلس الوطني السوري نجيب الغضبان للجزيرة إن المبادرة العربية مضى عليها أسبوعان سقط فيهما أربعمائة قتيل, مشيرا أيضا إلى أنه سقط اليوم نحو عشرين قتيلا في حمص.

وتابع الغضبان أنه لا يمكن القبول بأي تسوية لا تشمل تغيير النظام, لكنه رحب مع ذلك بأي خطوة توقف القتل, قائلا إن توقف القمع سيسمح للشعب السوري بالتظاهر, وهذا يعني نهاية النظام.

في السياق ذاته, قال عضو الهيئة العامة للثورة السورية بحمص إن نظام الأسد قادر على ممارسة الألاعيب. وانتقد أسامة الحمصي باتصال مع الجزيرة ما اعتبره تجاهلا من الجامعة العربية للمعارضة السورية ممثلة بالمجلس الوطني السوري, مضيفا أن المعارضة ترفض أي طرح لا يستبعد إسقاط النظام.

وقال الحمصي أيضا إن السوريين سيتظاهرون بالملايين لو طبق النظام الاتفاق الذي توسطت فيه الجامعة.

وفي إطار ردود المعارضة السورية أيضا, قال الأمين العام المساعد لحزب الاتحاد الاشتراكي المعارض عبد الرحيم منجونة للجزيرة إنه لا يرى مصداقية للنظام فيما يتعلق بتنفيذ خطة التسوية العربية, مذكرا بمرسوم إلغاء الطوارئ الذي لم يطبق.

وفي باريس, توقع عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق فشل المبادرة العربية, وحذر في مقابلة مع رويترز من أن السوريين سيضطرون إلى حمل السلاح في حال لم يحصلوا على حماية.

وكان المجلس الوطني السوري قد دعا قبيل الاجتماع الوزاري العرب اليوم إلى تعليق عضوية سوريا بالجامعة. وقال في بيان حصلت عليه الجزيرة إن النظام يحاول كسب الوقت, وإن دعاواه الإصلاحية زائفة.

وحث المجلس الجامعة على أن تدعو إلى توفير حماية دولية للمدنيين بغطاء عربي, كما طالب بالاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا للشعب السوري.

مواقف دولية

وفي ردود الفعل الدولية, طالبت الإدارة الأميركية اليوم مجددا الرئيس السوري بالرحيل. وجاءت هذه الدعوة التي صدرت عن البيت الأبيض رغم الإعلان بالقاهرة عن قبول دمشق للتسوية العربية.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحفيين “موقفنا ما زال هو أن الرئيس الأسد فقد شرعيته ويجب أن يتنحى. نؤيد كل الجهود الدولية التي تستهدف إقناع النظام بوقف مهاجمة شعبه”.

وفي العاصمة الليبية طرابلس, أعرب أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون عن أمله في تنفيذ الاتفاق بين الجامعة العربية وسوريا.

ودعا بان النظام السوري إلى الكف فورا عن قتل المدنيين, مضيفا أن المدنيين في سوريا عانوا طويلا وأن الوضع الراهن غير مقبول.

وفي برلين, دعت المستشارة أنجيلا ميركل اليوم عقب محادثات مع نظيرها التركي رجب طيب أردوغان إلى إدانة دولية أقوى بالأمم المتحدة لممارسات النظام السوري ضد المدنيين.

واتفقت ميركل وأردوغان على إدانة انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا. وقال أردوغان بمؤتمر صحفي مشترك إنه لا يمكن القبول بوضع يقتل فيه النظام السوري شعبه.

19 قتيلا بسوريا وتواصل المظاهرات

قال ناشطون سوريون إن 19 شخصا على الأقل قتلوا برصاص الأمن والشبيحة، 18 منهم في حمص وحدها, وآخر في حرستا بريف دمشق. في حين تواصلت المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام في مدن عدة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن من بين القتلى بحمص 11 عاملا لقوا حتفهم في بلدة كفرلاها برصاص مسلحين من قرى موالية للنظام، وسيدة تم العثور على جثتها في حي الشماس قرب موقف للحافلات.

وأظهر تسجيل فيديو، على موقع يوتيوب وزعه نشطاء، عدة جثث وهي مكممة الأفواه ومربوطة الأيدي وراء الظهر قرب كفرلاها.

وقال أحمد فؤاد –وهو ناشط بحمص- في اتصال هاتفي مع وكالة رويترز “كانوا عمالا في مصنع صغير للطوب لا نعرف بالتحديد وقت مقتلهم، لكن ذلك كان صباح اليوم”.

وشهد حي بابا عمرو بمدينة حمص خمسة انفجارات منذ صباح اليوم ترافقت مع عمليات دهم وقصف مستمر للمدفعية وبشكل عشوائي للحي والبساتين المجاورة له، وأصاب العديد من المنازل.

وقال المرصد إن قوات أمنية كبيرة اقتحمت أحياء البياضة والخالدية والخضر وباب السباع في حمص، وسط تحليق متواصل للطيران الحربي بالمنطقة وإطلاق نار كثيف أصيب على إثره نحو عشرين شخصا.

وفي العاصمة دمشق شنت قوات الأمن والشبيحة هجوما على متظاهرين من طلاب كليتي الآداب والطب، واعتقلت 12 طالبا منهم.

وقال ناشطون إن قلعة المضيق في حماة تعرضت لاقتحام من قبل الدبابات والمدرعات وإطلاق نار عشوائي على المدنيين مما أدى لإصابة تسعة أشخاص بجروح خطيرة، واستهداف مستشفى أفاميا بالرصاص الحي.

ووفقا للمرصد السوري، فقد قتل 2701 مدني و880 من الجيش وقوى الأمن الداخلي منذ بداية الاضطرابات في آذار/ مارس الماضي.

أما الأمم المتحدة فتقول إن أكثر من ثلاثة آلاف شخص قتلوا خلال الحملة التي يشنها الرئيس بشار الأسد على الاحتجاجات في البلاد.

ويأتي هذا التصعيد قبل ساعات من تسليم سوريا ردها على الورقة العربية التي أعدتها الجامعة العربية لإنهاء الاضطرابات هناك.

المظاهرات

وفي إطار متصل، انطلقت مساء أمس مظاهرات في ريف محافظة إدلب وفي مركز مدينة إدلب شمال البلاد وفق ما جاء في صور بثت على الإنترنت.

وفي مدينة طيبة الإمام بمحافظة حماة خرجت مظاهرة مسائية تطالب بإسقاط النظام، ورفع فيها المتظاهرون شعارات انتقدت موقف الرئيس بشار الأسد من أن المس بسوريا سيشعل المنطقة.

وطالب المحتجون رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالقيام بدور فعّال أكبر، وفق ما جاء في صور بثها ناشطون معارضون على الإنترنت.

سوريا توافق بلا تحفظ على جميع بنود المبادرة العربية لتسوية الأزمة

تشمل سحب جميع المظاهر العسكرية من الأحياء والمدن

دبي – العربية.نت

وافقت سوريا اليوم الأربعاء على خطة الجامعة العربية لتسوية الأزمة بجميع بنودها بدون أي تحفظات، جاء ذلك خلال اجتماع لوزراء الخارجية العربية في مقر الجامعة في القاهرة .

وتلا رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم نص القرار الذي اعتمده الوزراء العرب والذي نص على ان الحكومة السورية وافقت على الخطة العربية لوقف العنف وإجراء مؤتمر حوار وطني مع كافة أطياف المعارضة.

وقال بن جاسم إن الاتفاق واضح، ونحن سعداء بالوصول إليه وسنكون أسعد بالتنفيذ.

وأضاف المهم التزام الجانب السوري بتنفيذ هذا الاتفاق، نتأمل ونتمنى أن يكون هناك التنفيذ الجدي سواء بالنسبة لوقف العنف والقتل او الإفراج عن المعتقلين او إخلاء المدن من أي مظاهر مسلحة فيها.

وشدد على أنه إذا لم تلتزم سوريا فإن الجامعة ستجتمع مجددا، وتتخذ القرارات المناسبة في حينه.

من جهته، قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن الهدف الحقيقي والرئيسي هو تقديم حل عربي ينقل رسالة واضحة، ولها مصداقية الى الشعب السوري، بأن هناك نقلة نوعية تؤدي الى وقف كافة انواع العنف وفتح المجال امام منظمات الجامعة العربية ووسائل الاعلام لرصد ما يحدث في سوريا واجراء حوار وطني.

وكان مسؤول في الجامعة العربية، قد أعلن في وقت سابق أن الوفد السوري أبلغ وزراء الخارجية العرب بموافقة بلاده على الخطة العربية لتسوية الأزمة “بلا تحفظات”.

وأكد المسؤول أن سوريا “وافقت بلا تحفظات على الخطة العربية في مجملها”.

وتقضي الخطة العربية بوقف إطلاق النار، وسحب الآليات العسكرية من المدن والمناطق السكنية، وإطلاق سراح المعتقلين، وإيجاد آلية لمتابعة وقف العنف على الأرض من خلال المنظمات العربية والسماح بدخول الإعلام العربي والدولي، ثم بدء حوار وطني برعاية الجامعة العربية بين النظام السوري وكل مكونات المعارضة السورية.

ميدانيا أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 15 عنصرا أمنيا اليوم الأربعاء في محافظة حماة في عمليتين شنهما منشقون في سوريا.

وفجرت مجموعة من المنشقين عبوة عند مرور آليات عسكرية ما أدى إلى مقتل سبعة جنود. كما هاجمت مجموعة أخرى حافلة وسيارة تنقلان عناصر أمن ومسلحين موالين للنظام، ما أدى إلى مقتل ثمانية منهم، بحسب المرصد.

يأتي ذلك بعد ساعات من ارتكاب قوات الأمن السورية “مجزرة” راح ضحيتها 13 شخصا في منطقة الحولة بريف حمص.

وأفاد ناشطون بأن قوات الأمن اقتحمت مصنعا في البلدة وقامت بقتل العمال وتقطيع أيديهم ورؤوس بعضهم.

وفي مداخلة للعربية عبر الأقمار الصناعية من باريس قال الكاتب السوري ميشال كيلو إن النظام السوري يراهن على إنهاء الاحتجاجات خلال فترة محددة لان ذلك سيعزز موقفه في حال عقد أي حوار مع المعارض، وأشار إلى أن ذلك هو السبب وراء التكثيف في التصعيد من جانب النظام في العديد من المناطق.

وقال كيلو إنه يتعين على النظام أن يقتنع بأن الحل الأمني لن يقدم شيئا بل سيورطه ويورط البلد كله في مأزق لا مخرج من.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى